خصائص الأسلوب القراني

خصائص الأسلوب القراني

أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)/النساء]

خصائص الأسلوب القراني 

"إنَّ هذا القُرْآنَ يَهْدي للتي هيَ أقْوَمُ" 

تحديد "خصائص التصورالقراني ومقوماته   

قلت المدون: 

1.يتميز القران بنسيج ذاتي فائق الدقة في مقاصده وكلماته الدالة وعباراته المكونة لمادته التشريعية 

2.كما يتميز بتوافق عالي الدقة في مدلولات تكاليفه وأحكامه توافقا مانعا لكل تعارض او اي خلاف او اي اختلاف

3.استخدم القران مناهج النسخ والتقيد او التخصيص او الاطلاق والتعميم وتراخي زمان التنزيلات لبيان السابق من اللاحق  كقواعد قصدها الله تعالي لمنع وقوع أي تعارضات في مواد أحكامه ومواضيعه بحيث لا يمكن تواجد مثقال ذرة من تعارض بين جزئيات تكاليفه وتداعياتها

4.كما استخدم من الاساليب العربية علوم البيان بشكل إعجازي مبهر للتدليل علي حقائق مرهون وقوعها باستخدامه لها مثل لام البعد او اللام بمعني بعد لتبديل شرعة الطلاق الاولي في سورة البقرة2هـ بشرعة طلاق سورة الطلاق5هـ أثناء وجود الوحي بحرف معجز هو لام البعد او اللام بمعني بعد لنقل موضع التلفظ بالطلاق من صدر العدة الي دُبُرها تكليفا وجبرا وما تعالت له هذه الاستخدام{راجع مدونة النخبة في شرعة الطلاق}

4. من هنا تلاحمت وصلاته التشريعية بدقة عالية لتكَوِّن نسيجا تشريعيا ليس في الامكان أبدع منه ولا في التكليف أيسر منه ولا الاستواء أعلي استواءا عنه 

5.وكل طاعن في نسيج القران بهذه الصفات هو :

1=إما حاقد كاره لوجوده.

2= أو جاهل سفيه ليس مدركا بعلم ظواهر  التناسق فيه بل هو ان كان كذلك أجهل من دابة 

3= او شاك في من نَزَّلُه وقد نزله الله العليم الخبير:{

وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (16) اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (18)/سورة الشوري}

4= ومعني تنزيله بالحق أي تنزيله الذي لا يتغير ولا يتبدل بعد تمام تنزيله بالوحي علي محمد ص وبعد موت رسوله ص فلا يمكن أن يتغير منه حرف او كلمة او عبارة ويمتنع في حق كتابه اي سلب في كل مضامينه فيمتنع في حقه التغيير او الحذف جزءا او كلا ويمتنع في حقه الاحتمالية في أحكامه او التشابه ي اي حكم من أحكامه بعد ارتفاع وحي السماء كما يمتنع البهوت في الرؤية او الشكوك في ماهيته او الازدواجية او التناقض او كل ما هو سلب

5=ومعني تنزيله بالميزان اي بوزن مقدر من عند الله لا يزاد علي ولا ينقص منه مثقال ذرة

  6=ويتميز التشريع المنبثق عن هذا القران بهذه الصفات بالصفات التالية أيضا:

1.الشمول والاحاطة

= لقد تضمن التشريع القراني مبدأ الشمول ومبدأ الاحاطة بصفة ضرورية لأنه لابد للمسلم من تفسير شامل للنصوص وللوجود، أيضا يتعامل على أساسه مع هذه النصوص وتطبيقا لهذا الوجود ..

= لابد من تفسير[إما بعلم ظاهر في القران أو بعلم مستتر لم نكتشفه بعد وسنعلمة في وقته ونستكشفه بعد ذلك] 

= كما أنه يجب علينا أن نقرّب لإدراكه طبيعة الحقائق الكبرى التي يتعامل معها، وطبيعة العلاقات والارتباطات بين هذه الحقائق: 

 ==حقيقة الألوهية. 

== وحقيقة العبودية (وهذه تشتمل على حقيقة الكون. 

== وحقيقة الحياة. 

== وحقيقة الإنسان) .. 

وما بينها جميعاً من تعامل وارتباط.

 

2.وهذه الخصائص ضرورية لأنه لابد للمسلم من معرفة حقيقة دور الإنسان في هذا الوجود الكوني، وغاية وجوده الإنساني.. فمن هذه المعرفة يتبين دور "الإنسان" في "الكون" وحدود اختصاصاته كذلك. وحدود علاقته بخالقه وخالق هذا الكون جميعاً.

 

3.كما هي ضرورية لأنه بناء على ذلك التفسير الشامل والاحاطي، وعلى معرفة حقيقة وظيفة الإنسان في الوجود الكوني وغاية وجوده الإنساني، يتحدد منهج حياته، ونوع النظام الذي يحقق هذا المنهج.

إن القران الكريم كله بلاغة وعلم إلهي وخبرة ربانية تحيل حدوث اي رقعة في ثوبه المتجانس تجانسا دقيقا وعاليا اقول تحيلها للعدم وانا بذلك زعيم 

-زعيم ان لا يوجد في مادته ما هو تعارض او تناقض يؤدي الي مثقال ذرة من الخلاف او الاختلاف وقد عبر القران عن ذلك فقال الله تعالي{

أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)/النساء]

والقاعدة ان اي خلاف فقهي او علمي يحدث بين النظراء حقيقته من عند غير الله وأن خصائص ما هو من عند الله محكم مستيقن أبلج خاليا من اي اختلاف.

-وزعيم يأن كل أحكامه وتكاليفه محكمة مستيقنة لا ظن فيها ولا احتمال

 

نستكمله اتيا  ان شاء الله