ج9.و10.[معجم البلدان - ياقوت الحموي]
ج9.[معجم البلدان - ياقوت الحموي]
كندوان بالضم وبعد
الدال واو من نواحي مراغة تذكر مع كرم يقال كرم وكندوان
كندير اسم جبل في قول الأعشى زعمت حنيفة لا تجير عليهم بدمائهم وبأنها ستجير كذبوا
وبيت الله يفعل ذاكم حتى يوازي حرزما كندير
كنر بالكسر وتشديد ثانيه وفتحه وآخره راء قرية كبيرة من بغداد من نواحي دجيل قرب
أوانا وكان الوزير علي بن عيسى يقول لعن الله أهل كنر وأهل نفر وهما بالعراق ينسب
إليها من المتأخرين أبو الذخر خلف بن محمد بن خلف الكنري المقري سكن الموصل من
صباه وسمع بها من أبي منصور بن مكارم المؤدب وغيره وروى عنهم سمع منه ابن الرسي
كنسروان بالفتح ثم السكون وسين مهملة وراء ساكنة وآخره نون
كنزة واد باليمامة كثير النخل قال أبو زياد الكلابي كان رجل من بني عقيل نزل
اليمامة وكان يحبل الذئاب ويصطادها فقال له قوم من أهل اليمامة إن ههنا ذئبا قد
لقينا منه التباريح يأكل شاءنا فإن أنت قتلته فلك من كل غنم شاة فحبله ثم أتاهم به
يقوده حتى وقفه عليهم ثم قال هذا ذئبكم الذي أكل شاءكم فأعطوني ما شرطتم فأبوا
عليه وقالوا كل ذئبك فتبرز عنهم حتى إذا كان بحيث يرونه علق في عنق الذئب قطعة حبل
وخلى طريقه وقال أدركوا ذئبكم وأنشد علقت في الذئب حبلا ثم قلت له إلحق بقومك
واسلم أيها الذيب إما تعودنه شاة فيأكلها وإن تتبعه في بعض الأراكيب إن كنت من أهل
قران فعد لهم أو أهل كنزة فاذهب غير مطلوب المخلفين بما قالوا وما وعدوا وكل ما
لفظ الإنسان مكتوب سألته في خلاء كيف عيشته فقال ماض على الأعداء مرهوب لي الفصيل
من البعران آكله وإن أصادفه طفلا فهو مصقوب والنخل أعمره ما دام ذا رطب وإن شتوت
ففي شاء الأعاريب يا أبا المسلم أحسن في أسيركم فإنني في يديك اليوم مجنوب ما كان
ضيفك يشقى حين آذنكم فقد شقيت بضرب غير تكذيب تركتني واجدا من كل منجرد محملج
ومزاق الحي سرحوب فإن مسست عقيليا فحل دما بصائب القدح عند الرمي مذروب المصقوب
الذي قد ذهب به وأبو المسلم الذي صاد الذئب والمنجر يعني ذئبا آخر والمزاق السريع
من الخيل والذئاب والسرحوب الطويل والمذروب السهم
كنطي بالضم ثم السكون وكسر الطاء المهملة وسكون الياء أرض لبربر بالغرب بقرب من
دكالة وهي حزن من الأرض
كنعان بالفتح ثم السكون وعين مهملة وآخره نون قال ابن الكلبي ولد لنوح سام وحام
ويافث
وشالوما وهو كنعان
وهو الذي غرق ودال لا عقب له ثم قال الشام منازل الكنعانيين وأما الأزهري فقال
كنعان بن سام بن نوح إليه ينسب الكنعانيون وكانوا يتكلمون بلغة تضارع العربية وهذا
مستقيم حسن وهو من أرض الشام قال بعضهم كان بين موضع يعقوب بن كنعان ويوسف بمصر
مائة فرسخ وكان مقام يعقوب بأرض نابلس وبه الجب الذي ألقي يوسف فيه معروف بين سنجل
ونابلس عن يمين الطريق وكان مقام يعقوب عليه السلام في قرية يقال لها سيلون وقال
أبو زيد كان مقام يعقوب بالأردن وكل هذا متقارب وهو عجمي وله في العربية مخارج
يجوز أن يكون من قولهم أكنع به أي أحلف أو من الكنوع وهو الذل أو من الكنع وهو
النقصان أو من الكانع وهو السائل الخاضع أو من الكنيع وهو المائل عن القصد أو من
الأكنع والكنيع وهو الذي تشنجت يده وغير ذلك
كنفى بفتح أوله وثانيه ثم فاء مفتوحة أيضا بوزن جمزى يجوز أن يكون من الكنف وهو
الجانب والناحية والكنف الرحمة والكنف الحاجر ويقال لها كنفى عروش بضم العين وآخره
شين معجمة كأنه جمع عرش موضع كانت فيه وقعة أسر فيها حاجب بن زرارة أسره الخمخام
بن جبلة وقال فيه شاعرهم وعمرا وابن بنته كان منهم وحاجب فاستكان على صغار
كنكار بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الكاف الأخرى وراء
كنك بالكسر ثم السكون وآخره كاف أيضا اسم واد في بلاد الهند
كنكور بكسر الكافين وسكون النون وفتح الواو بليدة بين همذان وقرميسين وفيها قصر
عجيب يقال له قصر اللصوص ذكر في القصور وهي الآن خراب
و كنكور أيضا قلعة حصينة عامرة قرب جزيرة ابن عمر معدودة في قلاع ناحية الزوزان
وهي لصاحب الموصل ينسب إلى كنكور همذان جباخ بن الحسين بن يوسف أبو بكر الصوفي
الكنكوري شيخ الصوفية بها سمع أبا بكر يحيى بن زياد بن الحارث بن يوسف الحارثي سمع
من أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي نصر البلدي النسفي وكان إماما فاضلا ورعا
متدينا مشتغلا بالفتوى والتدريس توفي في يوم الاثنين ثامن عشر شهر ربيع الآخر سنة
155 من كتاب ابن نقطة
كن بالفتح ثم التشديد مصدر كننت الشيء إذا جعلته في كن أكنه كنا اسم جبل
و كن أيضا من قرى قصران
كنن جبل باليمن من بلاد خولان العالية عال يرى من بعد وقال الصليحي يصف خيلا حتى
رمتهم ولو يرمى بها كنن والطود من صبر لانهد أو مادا
كنون بالفتح والسكون وواو ونون أخرى من محال سمرقند
كنهل بالكسر ثم السكون والهاء تفتح وتكسر وآخره لام علم مرتجل لاسم ماء لبني تميم
ويوم كنهل قتل فيه عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي الهرماس وعمر بن كبشة
الغسانيين والى بينهما وقال جرير
طوى البين أسباب
الوصال وحاولت بكنهل أسباب الهوى أن تجذما كأن جبال الحي سربلن يانعا من الوارد
البطحاء من نخل ملهما وقال غيره إن لها بكنهل الكناهل حوضا يرد ركب النواهل وقال
الفرزدق في أيام كنهل وكان في أيام زياد ابن أبيه في الإسلام سرى من أصول النخل
حتى إذا انتهى بكنهل أدى رمحه شر مغنم لعمري وما عمري علي بهين لبئس الذي أجرى
إليه ابن ضمضم
كنة بالفتح ثم التشديد موضع بفارس
كنة بالفتح ثم التشديد موضع بفارس
الكنيزة بالضم ثم الفتح وبعد الياء زاي تصغير كنزة للمرة الواحدة من كنزت المال
وغيره إذا أحرزته موضع قرب قران من بلاد العرب باليمامة قال الرياشي كان ذئب يأتي
أهل قران فيؤذيهم في ثمارهم فجاءهم صائد فقال ما تعطونني إن أخذته قالوا شاة من كل
قطيع قال فذهب فجاء به وقد شده فكبروا وجعلوا يتضاحكون منه فأحس منهم بالغدر فقطع
حبله فوثب الذئب ناجيا فوثبوا عليه ليقتلوه فقال لا عليكم إن وفيتم لي رددته فخلوه
ليرده فذهب وهو يقول علقت في الذئب حبلا ثم قلت له الحق بأهلك واسلم أيها الذيب إن
كنت من أهل قران فعد لهم أو الكنيزة فاذهب غير مطلوب سألته كيف كانت خير عيشته
فقال ماض على الأعداء مرهوب النخل أرعى به ما كان ذا رطب وإن شتوت ففي شاء
الأعاريب
كنن بالتحريك جبل من أعمال صنعاء على رأسه قلعة يقال لها قيلة لبني الهرش
الكنيسة بلفظ كنيسة اليهود بلد بثغر المصيصة ويقال لها الكنيسة السوداء وهي في
الإقليم الرابع طولها ثمان وخمسون درجة ونصف وربع وعرضها أربع وثلاثون درجة وخمسون
دقيقة سميت السوداء لأنها بنيت بحجارة سود بناها الروم قديما وبها حصن منيع قديم
أخرب فيما أخرب منها ثم أمر الرشيد ببنائها وإعادتها إلى ما كانت عليه وتحصينها
وندب إليها المقاتلة وزادهم في العطاء
كنيكر تصغير كنكر قرية بدمشق قتل بها علي بن أحمد بن محمد البرقعي الملقب بالشيخ
القرمطي أميرهم سنة 092 وكان أديبا شاعرا ومن شعره أيا لله ما فعلت برأسي صروف
الدهر والحقب الخوالي تركن بلمتي سطرا سوادا وسطرا كالثغام من التوالي فما جاشت
لطول البأس نفسي علي ولا بكت لذهاب مالي
ولكني لدى الكربات
آوي إلى قلب أشد من الجبال وأصبر للشدائد والرزايا وأعلم أنها محن الرجال فإن
وراءها أمنا وخفضا وعطفا للمذيل على المذال فيوما في السجون مع الأسارى ويوما في
القصور رخي بال ويوما للسيوف تعاورتني ويوما للتفنق والدلال كذا عيش الفتى ما دام
حيا دوائر لا يدمن على مثال
باب الكاف والواو وما يليهما
الكواثل جمع كوثل وهو مؤخر السفينة اسم موضع في أطراف الشام مر به خالد لما قصد
الشام من العراق وقال ابن السكيت في قول النابغة خلال المطايا يتصلن وقد أتت قنان
أبير دونها فالكواتل الكواتل بالتاء من نواحي أرض ذبيان تلي أرض كلب
كوار بالضم وآخره راء من نواحي فارس بلدة بينها وبين شيراز عشرة فراسخ ينسب إليها
الحاكم أبو طالب زيد بن علي بن أحمد الكواري حدث عن عبد الرحمن بن أبي العباس
الجوال روى عنه هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي
كوار إقليم من بلاد السودان جنوبي فزان افتتحه عقبة بن عامر عن آخره وأخذ ملكه
فقطع إصبعه فقال له لم فعلت بي هذا فقال أدبا لك إذا نظرت إلى إصبعك لم تحارب
العرب وفرض عليه ثلثمائة وستين عبدا
الكواشى بالفتح وشينه معجمة قلعة حصينة في الجبال التي في شرقي الموصل ليس إليها
طريق إلا لراجل واحد وكانت قديما تسمى أردمشت وكواشى اسم لها محدث
الكوافر جمع كافرة تأنيث الكافر من الكفر وهو التغطية موضع في شعر الشماخ
كواكب بضم الكاف الأولى وكسر الثانية جبل بعينه معروف تنحت منه الأرحية وقد تفتح
الكاف عن الخارزنجي وقال في عد مساجد النبي صلى الله عليه و سلم بين المدينة وتبوك
ومسجد بطرف البتراء من ذنب كواكب وقال أبو زياد الكلابي وهو يذكر الجبال التي في
بلاد أبي بكر بن كلاب فقال الكواكب جبال عدة تسمى الكواكب
كوال اسم نهر معروف بمرو الشاهجان عليه قرى ودور منها قرية حفصاباذ وغيرها ولذلك
يقال له كوال حفصاباذ
كوبان بالضم والباء موحدة وآخره نون يقال له جوبان بالجيم من قرى مرو
و كوبان أيضا من قرى أصبهان قال ابن مندة من ناحية خان لنجان كبيرة ذات حوانيت
وأهل كثير
كوبانان من قرى أصبهان قال ابن مندة محمد بن الحسن بن محمد الوندهندي الكوباناني
حدث عن أبي القاسم الأسداباذي حدث بقريته في سنة 423
كوبنجان بضم الكاف وبعد الواو الساكنة باء موحدة مفتوحة ونون ساكنة وجيم وآخره نون
من قرى شيراز بأرض فارس ينسب إليها
عثمان بن أحمد بن
دادويه أبو عمر الصوفي الكوبنجاني سمع بأصبهان من أصحاب أبي المقري ومن سعيد
القيار وكان من عباد الله الصالحين روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث
الشيرازي
كوبيان وربما قيل لها كوكيان من قرى كرمان فيها وفي قرية أخرى يقال لها بهاباذ
يعمل التوتيا الذي يحمل إلى أقطار الدنيا أخبرني بذلك رجل من أهل كرمان
كوتم بفتح الكاف وتاء مثناة من فوقها بعد واو ساكنة بليدة من نواحي جيلان ينسب
إليها هبة الله بن أبي المحاسن بن أبي بكر الجيلاني أبو الحسن أحد الزهاد العباد
المدققين النظر في الورع والاجتهاد قدم بغداد وله اثنتا عشرة سنة في سنة 115 ومات
في جمادى الآخرة سنة 385 روى الحديث وسمعه
كوثر بالفتح ثم السكون وثاء مثلثة مفتوحة وهو فوعل من الكثرة وهو الخير الكثير
والكوثر الكثير العطاء وقوفه تعالى إنا أعطيناك الكوثر روى عبد الله بن عمر وأنس
بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال الكوثر نهر بالجنة أشد بياضا من
اللبن وأحلى من العسل حافتاه قباب الدر المجوف وأصله كما ذكرنا فوعل من الكثرة
والخير و كوثر قرية بالطائف وكان الحجاج بن يوسف معلما بها وقال الشاعر أينسى كليب
زمان الهزال وتعليمه صبية الكوثر وقال ابن موسى كوثر جبل بين المدينة والشام وقال
عوف القسري يخاطب عيينة بن حصن الفزاري أبا مالك إن كان ساءك ما ترى أبا مالك
فانطح برأسك كوثرا أبا مالك لولا الذي لن تناله أثرن عجاجا حول بيتك أكدرا
كوث بلد باليمن قال الصليحي يصف خيلا ثم استمرت إلى كوث تشبهها من قاحل الشوط
المبرو أعوادا
كوثى بالضم ثم السكون والثاء مثلثة وألف مقصورة تكتب بالياء لأنها رابعة الاسم قال
نصر كوث الزرع تكويثا إذا صار أربع ورقات وخمس ورقات وهو الكوث وكوثى في ثلاثة
مواضع بسواد العراق في أرض بابل وبمكة وهو منزل بني عبد الدار خاصة ثم غلب على
الجميع ولذلك قال الشاعر لعن الله منزلا بطن كوثى ورماه بالفقر والإمعار لست كوثى
العراق أعني ولكن كوثة الدار دار عبد الدار قال أبو المنذر سمي نهر كوثى بالعراق
بكوثى من بني أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وهو الذي كراه فنسب إليه وهو جد
إبراهيم عليه السلام أبو أمه بونا بنت كرنبا بن كوثى وهو أول نهر أخرج بالعراق من
الفرات ثم حفر سليمان نهر أكلف ثم كثرت الأنهار قال أبو بكر أحمد ابن أبي سهل
الحلواني كنا روينا عن الكلبي نونا بنونين وحفظي بونا بالباء في أوله وكوثى العراق
كوثيان أحدهما كوثى الطريق والآخر كوثى ربى وبها مشهد إبراهيم الخليل عليه السلام
وبها مولده وهما من أرض بابل وبها طرح إبراهيم في النار وهما ناحيتان وسار سعد من
القادسية في سنة عشر ففتح كوثى وقال زهرة بن جؤية
لقينا بكوثى شهريار
نقوده عشية كوثى والأسنة جائره وليس بها إلا النساء وفلهم عشية رحنا والعناهيج
حاضره أتيناهم في عقر كوثى بجمعنا كأن لنا عينا على القوم ناظره وقال أبو منصور
حدثنا محمد بن إسحاق السعدي عن الرمادي عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن محمد بن
سيرين قال سمعت عبيدة السلماني يقول سمعت عليا يقول من كان سائلا عن نسبنا فإننا
نبط من كوثى وروي عن ابن الأعرابي أنه قال سأل رجل عليا أخبرني عن أصلكم معاشر
قريش فقال نحن من كوثى قال ابن الأعرابي واختلف الناس في قول علي عليه السلام نحن
من كوثى فقال قوم أراد كوثى السواد التي ولد بها إبراهيم الخليل وقال آخرون أراد
بقوله كوثى مكة وذلك أن محلة بني عبد الدار يقال لها كوثى فأراد أننا مكيون من أم
القرى مكة قال أبو منصور والقول هو الأول لقول علي عليه السلام فإننا نبط من كوثى
ولو أراد كوثى مكة لما قال نبط وكوثى العراق هي سرة السواد وأراد عليه السلام أن
أبانا إبراهيم عليه السلام كان من نبط كوثى وأن نسبنا ينتهي إليه ونحو ذلك قال ابن
عباس نحن معاشر قريش حي من النبط من أهل كوثى والأصل آدم والكرم التقوى والحسب
الخلق وإلى هذا انتهت نسبة الناس وهذا من علي وابن عباس تبرؤ من الفخر بالأنساب
وردع عن الطعن فيها وتحقيق لقول الله عز و جل إن أكرمكم عند الله أتقاكم وقد نسب
إليها كوثي وكوثاني فمن الثاني أبو منصور بن حماد بن منصور الضرير الكوثاني روى عن
أبي محمد عبد الله بن محمد بن هزارمرد الصريفيني سمع منه الحافظ أبو القاسم
الدمشقي
كوثابه مدينة بالروس قالوا هي أكبر من بلغار قال الإصطخري الروس ثلاثة أصناف صنف
منهم قريب إلى بلغار وملكهم مقيم بمدينة تسمى كوثابه وصنف أعلى منهم يسمون
الصلاوية وصنف يسمون الأرباوية وملكهم مقيم بأربا والناس يبلغون بالتجارات إلى
كوثابه وأما أربا فإنه لم يذكر أحد من الغرباء أنه دخلها لأنهم يقتلون كل من وطىء
أرضهم من الغرباء وإنما ينحدرون في الماء للتجارة ولا يخبرون أحدا بشيء من أحوالهم
ويحمل من بلادهم السمور الأسود والرصاص وقد شرحنا حال الروس في موضعه بأتم شرح
كود بالضم وآخره دال مهملة وهو كود أثال وقد تقدم ذكر أثال علم مرتجل لاسم موضع
قتل فيه الصميل بن الأعور الضبابي فقال ذو الجوشن الضبابي أمسى بكود أثال لا براح
له بعد اللقاء وأمسى خائفا وجلا هكذا ضبطه الحازمي وقال غيره كود بالفتح مصدر كاد
يكود كودا ماء لبني جعفر وقيل جبل وأنشد مثل عمود الكود لا بل أعظما والعمود هضبة
عظيمة حذاء الكود ولا أدري أهو الأول أم غيره فإن كان واحدا فالرواية الأخيرة أحب
إلي لأنها داخلة في التصريف والأول إن لم يكن جمعا لكادة مثل فارة وفور ولابة ولوب
وإلا فهو مرتجل والمشتق أكثر استعمالا
كوذب بالفتح ثم
السكون والذال معجمة ثم باء موحدة بوزن جوهر موضع
كورداباذ بالضم وبعد الواو الساكنة راء ودال وألف وباء موحدة وآخره ذال معجمة قرية
على باب نيسابور
كوران بالضم وآخره نون من قرى أسفرايين
كور بالفتح ثم السكون والكور الإبل الكثيرة العظيمة وكور العمامة وكور أرض
باليمامة حكاه الأزهري عن ابن حبيب وقال غيره كور جبل بين اليمامة ومكة لبني عامر
ثم لبني سلول منهم
و الكور أيضا أرض بنجران قال ابن مقبل تهدى زنابير أرواح المصيف لها ومن ثنايا
فروخ الكور تأتينا
كور دجلة إذا أطلق هذا الاسم فإنما يراد به أعمال البصرة ما بين ميسان إلى البحر
كله يقال له كور دجلة
كور شنبه موضع بنواحي همذان كانت فيه وقعة بين سنجر بركيارق وأخيه محمد ابني جلال
الدولة ملك شاه
كور بالضم ثم السكون ثم راء والكور كور الحداد وقيل هو الزق وكور الرحل والكور
بناء الزنابير وكوير وكور جبلان معروفان وقيل ثنية الكور في أرض اليمن كانت بها
وقعة لها ذكر في أيام العرب وأشعارهم
كوزا قلعة بطبرستان قال الأبي يصفها تناطح النجوم ارتفاعا وتحكيها امتناعا حتى لا
يعلوها الطير في تحليقها ولا الغمام في ارتفاعها فتحتف بها السحائب ولا تطل عليها
وتقف دون قلتها ولا تسمو إليها
كوزكنان بالضم ثم السكون وزاي ثم ضم الكاف ونون وآخره نون قرية كبيرة من نواحي
تبريز بينها وبين أرمية وبين تبريز مرحلتان ومعناها صناع الكيزان بتقديم وتأخير
تتبين منها بحيرة أرمية رأيتها
كوساء بفتح أوله ثم السكون وسين مهملة وألف ممدودة والكوس مشي الناقة على ثلاث
والكوس جمع أكوس وكوساء موضع في قول أبي ذؤيب الهذلي إذا ذكرت قتلى بكوساء أشعلت
كواهية الأخرات رث صنوعها
كوسين قال الحافظ أبو القاسم ريان بن عبد الله أبو راشد الأسود الخادم مولى سليمان
بن جابر حدث عن الفضل بن زيد الكوسيني بكوسين قلت أظنها من قرى فلسطين
كوشان مدينة في أقصى بلاد الترك وملكها كان والمستولي عليها ملك التغزغز وكانوا
أشد الناس شوكة وملكهم أعظم ملوك الترك وأما الآن فلا أدري كيف حالهم وقد نسب بهذه
النسبة محمد بن عبد الله الثعلبي الكوشاني من أهل إشبيلية بالأندلس يكنى أبا عبد
الله الثعلبي الكوشاني من أهل إشبيلية بالأندلس يكنى أبا عبد الله روى عن أبي محمد
السرخسي وعتاب وكان منقطعا على العبادة مات سنة 314 ولا أدري إلى أي شيء ينسب
كوعة بالضم ثم السكون والكوع والكاع طرف الزند الذي يلي أصل الإبهام اسم موضع
كوفا بالضم وبعد الواو فاء وألف مقصورة مدينة بباذغيس من نواحي هراة
كوفان بالضم ثم السكون وفاء وآخره نون موضعان يقال الناس في كوفان من أمرهم أي
في اختلاط وقال
الأموي إنه لفي كوفان أي في حرز ومنعة والكوفان الدغل من القصب والخشب والكوفان
الاستدارة وقد ذكرنا غير ذلك في الكوفة قالوا وكوفان اسم أرض وبها سميت الكوفة قلت
كوفان والكوفة واحد وقال علي بن محمد الكوفي العلوي المعروف بالحماني ألا هل سبيل
إلى نظرة بكوفان يحيا بها الناظران يقلبها الصب دون السدير حيث أقام بها القائمان
وحيث أناف بأرواقه محل الخورنق والماديان وهل أبكرن وكثبانها تلوح كأودية الشاهجان
وأنوارها مثل برد النبي ردع بالمسك والزعفران وقال أبو نواس وقدم الكوفة واستطابها
وأقام بها مدة وقال ذهبت بها كوفان مذهبها وعدمت عن أربابها صبري ما ذاك إلا أنني
رجل لا أستخف صداقة البصري و كوفان أيضا قرية بهراة ينسب إليها الكوفاني شيخ أحمد
بن أبي نصر بن أبي الوقت وينسب إلى كوفان هراة أبو بكر أحمد بن أبي نصر الكوفاني
شيخ الصوفية بهراة قال أبو سعد سافر إلى العراق والحجاز ودخل مصر وسمع فيها من عبد
الرحمن بن عمر النحاس الذي حدث عنه أبو الوقت السجزي وكان شيخا عفيفا حسن السيرة
توفي بهراة بشهر ربيع الأول سنة 464 وقد حكى عنه أبو إسماعيل الأنصاري الحافظ في
بعض مصنفاته
كوفد ناحية بين بلاد الطرم وبلاد الديلم
كوفن آخره نون بليدة صغيرة بخراسان على ستة فراسخ من أبيورد أحدثها عبد الله بن
طاهر في خلافة المأمون منها أبو المظفر محمد بن أحمد الأبيوردي العلوي الأديب
الشاعر صاحب النجديات والعراقيات والتصانيف في الأدب وعلي بن محمد بن علي الصوفي
أبو القاسم النيسابوري يعرف بالكوفني روى الحديث عن جماعة وروي عنه وكان صدوقا مات
في طريق مكة سنة 074 وعبد الله بن ميمون بن عبد الله المالكاني الكوفني فاضل فحل
صاحب قريحة ولي القضاء بأبيورد ونواحيها وما كان بخراسان في زمنه قاض أفضل منه سمع
بمرو أبا بكر السمعاني وتفقه عليه وبنيسابور أبا بكر الشيروي قال أبو سعد كتبت عنه
بمرو وكان قد صار نائبي في المدرسة النظامية بمرو وقد كان أقام بمرو الروذ مدة ثم
انصرف إلى أبيورد وتوفي بها في ذي القعدة سنة 155
الكوفة بالضم المصر المشهور بأرض بابل من سواد العراق ويسميها قوم خد العذراء قال
أبو بكر محمد بن القاسم سميت الكوفة لاستدارتها أخذا من قول العرب رأيت كوفانا
وكوفانا بضم الكاف وفتحها للرميلة المستديرة وقيل سميت الكوفة كوفة لاجتماع الناس
بها من قولهم تكوف الرمل وطول الكوفة تسع وستون درجة ونصف وعرضها إحدى وثلاثون
درجة وثلثان وهي في الإقليم الثالث يتكوف تكوفا إذا ركب بعضه بعضا ويقال أخذت
الكوفة من الكوفان يقال هم في
كوفان أي في بلاء وشر وقيل سميت كوفة لأنها قطعة من البلاد من قول العرب قد أعطيت فلانا كيفة أي قطعة ويقال كفت أكيف كيفا إذا قطعت فالكوفة قطعة من هذا انقلبت الياء فيها واوا لسكونها وانضمام ما قبلها وقال قطرب يقال القوم في كوفان أي في أمر يجمعهم قال أبو القاسم قد ذهبت جماعة إلى أنها سميت كوفة بموضعها من الأرض وذلك أن كل رملة يخالطها حصباء تسمى كوفة وقال آخرون سميت كوفة لأن جبل ساتيدما يحيط بها كالكفاف عليها وقال ابن الكلبي سميت بجبل صغير في وسطها كان يقال له كوفان وعليه اختطت مهرة موضعها وكان هذا الجبل مرتفعا عليها فسميت به فهذا في اشتقاقها كاف وقد سماها عبدة بن الطبيب كوفة الجند فقال إن التي وضعت بيتا مهاجرة بكوفة الجند غالت ودها غول وأما تمصيرها وأوليته فكانت في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة التي مصرت فيها البصرة وهي سنة 71 وقال قوم إنها مصرت بعد البصرة بعامين في سنة 91 وقيل سنة 81 قال أبو عبيدة معمر بن المثنى لما فرغ سعد بن أبي وقاص من وقعة رستم بالقادسية وضمن أرباب القرى ما عليهم بعث من أحصاهم ولم يسمهم حتى يرى عمر فيهم رأيه وكان الدهاقين ناصحوا المسلمين ودلوهم على عورات فارس وأهدوا لهم وأقاموا لهم الأسواق ثم توجه سعد نحو المدائن إلى يزدجرد وقدم خالد بن عرفطة حليف بني زهرة بن كلاب فلم يقدر عليه سعد حتى فتح خالد ساباط المدائن ثم توجه إلى المدائن فلم يجد معابر فدلوه على مخاضة عند قرية الصيادين أسفل المدائن فأخاضوها الخيل حتى عبروا وهرب يزدجرد إلى إصطخر فأخذ خالد كربلاء عنوة وسبى أهلها فقسمها سعد بين أصحابه ونزل كل قوم في الناحية التي خرج بها سهمه فأحيوها فكتب بذلك سعد إلى عمر فكتب إليه عمر أن حولهم فحولهم إلى سوق حكمة ويقال إلى كويفة ابن عمر دون الكوفة فنقضوا فكتب سعد إلى عمر بذلك فكتب إليه إن العرب لا يصلحها من البلدان إلا ما أصلح الشاة والبعير فلا تجعل بيني وبينهم بحرا وعليك بالريف فأتاه ابن بقيلة فقال له أدلك على أرض انحدرت عن الفلاة وارتفعت عن المبقة قال نعم فدله على موضع الكوفة اليوم وكان يقال له سورستان فانتهى إلى موضع مسجدها فأمر غاليا فرمى بسهم قبل مهب القبلة فعلم على موقعه ثم غلا بسهم قبل مهب الشمال فعلم على موقعه ثم علم دار إمارتها ومسجدها في مقام الغالي وفيما حوله ثم أسهم لنزار وأهل اليمن سهمين فمن خرج اسمه أولا فله الجانب الشرقي وهو خيرهما فخرج سهم أهل اليمن فصارت خططهم في الجانب الشرقي وصارت خطط نزار في الجانب الغربي من وراء تلك الغايات والعلامات وترك ما دون تلك العلامات فخط المسجد ودار الإمارة فلم يزل على ذلك وقال ابن عباس كانت منازل أهل الكوفة قبل أن تبنى أخصاصا من قصب إذا غزوا قلعوها وتصدقوا بها فإذا عادوا بنوها فكانوا يغزون ونساؤهم معهم فلما كان في أيام المغيرة بن شعبة بنت القبائل باللبن من غير ارتفاع ولم يكن لهم غرف فلما كان في أيام إمارة زياد بنوا أبواب الآجر فلم يكن في الكوفة أكثر أبواب الآجر من مراد والخزرج وكتب عمر بن الخطاب إلى سعد أن اختط موضع المسجد الجامع على عدة مقاتلتكم فخط على أربعين ألف إنسان فلما قدم زياد زاد فيه عشرين ألف إنسان وجاء بالآجر وجاء بأساطينه من الأهواز
قال أبو الحسن محمد ابن علي بن عامر الكندي البندار أنبأنا علي بن الحسن بن صبيح البزاز قال سمعت بشر بن عبد الوهاب القرشي مولى بني أمية وكان صاحب خير وفضل وكان ينزل دمشق ذكر أنه قدر الكوفة فكانت ستة عشر ميلا وثلثي ميل وذكر أن فيها خمسين ألف دار للعرب من ربيعة ومضر وأربعة وعشرين ألف دار لسائر العرب وستة آلاف دار لليمن أخبرني بذلك سنة 264 وقال الشعبي كنا نعد أهل اليمن اثني عشر ألفا وكانت نزار ثمانية آلاف وولى سعد بن أبي وقاص السائب بن الأقرع وأبا الهياج الأسدي خطط الكوفة فقال ابن الأقرع لجميل بن بصبهري دهقان الفلوجة اختر لي مكانا من القرية قال ما بين الماء إلى دار الإمارة فاختط لثقيف في ذلك الموضع وقال الكلبي قدم الحجاج بن يوسف على عبد الملك بن مروان ومعه أشراف العراقيين فلما دخلوا على عبد الملك بن مروان تذاكروا أمر الكوفة والبصرة فقال محمد بن عمير العطاردي الكوفة سفلت عن الشام ووبائها وارتفعت عن البصرة وحرها فهي برية مريئة مريعة إذا أتتنا الشمال ذهبت مسيرة شهر على مثل رضراض الكافور وإذا هبت الجنوب جاءتنا ريح السواد وورده وياسمينه وأترنجه ماؤنا عذب وعيشنا خصب فقال عبد الملك بن الأهتم السعدي نحن والله يا أمير المؤمنين أوسع منهم برية وأعد منهم في السرية وأكثر منهم ذرية وأعظم منهم نفرا يأتينا ماؤنا عفوا صفوا ولا يخرج من عندنا إلا سائق أو قائد فقال الحجاج يا أمير المؤمنين إن لي بالبلدين خبرا فقال هات غير متهم فيهم فقال أما البصرة فعجوز شمطاء بخراء دفراء أوتيت من كل حلي وأما الكوفة فبكر عاطل عيطاء لا حلي لها ولا زينة فقال عبد الملك ما أراك إلا قد فضلت الكوفة وكان علي عليه السلام يقول الكوفة كنز الإيمان وحجة الإسلام وسيف الله ورمحه يضعه حيث شاء والذي نفسي بيده لينتصرن الله بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجاز وكان سلمان الفارسي يقول أهل الكوفة أهل الله وهي قبة الإسلام يحن إليها كل مؤمن وأما مسجدها فقد رويت فيه فضائل كثيرة روى حبة العرني قال كنت جالسا عند علي عليه السلام فأتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين هذه راحلتي وزادي أريد هذا البيت أعني بيت المقدس فقال عليه السلام كل زادك وبع راحلتك وعليك بهذا المسجد يعني مسجد الكوفة فإنه أحد المساجد الأربعة ركعتان فيه تعدلان عشرا فيما سواه من المساجد والبركة منه إلى اثني عشر ميلا من حيث ما أتيته وهي نازلة من كذا ألف ذراع وفي زاويته فار التنور وعند الأسطوانة الخامسة صلى إبراهيم عليه السلام وقد صلى فيه ألف نبي وألف وصي وفيه عصا موسى والشجرة اليقطين وفيه هلك يغوث ويعوق وهو الفاروق وفيه مسير لجبل الأهواز وفيه مصلى نوح عليه السلام ويحشر منه يوم القيامة سبعون ألفا ليس عليهم حساب ووسطه على روضة من رياض الجنة وفيه ثلاث أعين من الجنة تذهب الرجس وتطهر المؤمنين لو علم الناس ما فيه من الفضل لأتوه حبوا وقال الشعبي مسجد الكوفة ستة أجربة وأقفزة وقال زادا نفروخ هو تسعة أجربة ولما بنى عبيد الله بن زياد مسجد الكوفة جمع الناس ثم صعد المنبر وقال يا أهل الكوفة قد بنيت لكم مسجدا لم يبن على وجه الأرض مثله وقد أنفقت على كل أسطوانة سبع عشرة مائة ولا يهدمه إلا باغ أو جاحد وقال عبد الملك بن عمير شهدت زيادا وطاف بالمسجد فطاف به وقال ما أشبهه بالمساجد
قد أنفقت على كل أسطوانة ثماني عشرة مائة ثم سقط منه شيء فهدمه الحجاج وبناه ثم سقط بعد ذلك الحائط الذي يلي دار المختار فبناه يوسف بن عمر وقال السيد إسماعيل بن محمد الحميري يذكر مسجد الكوفة لعمرك ما من مسجد بعد مسجد بمكة ظهرا أو مصلى بيثرب بشرق ولا غرب علمنا مكانه من الأرض معمورا ولا متجنب بأبين فضلا من مصلى مبارك بكوفان رحب ذي أواس ومخصب مصلى به نوح تأثل وابتنى به ذات حيزوم وصدر محنب وفار به التنور ماء وعنده له قيل أيا نوح في الفلك فاركب وباب أمير المؤمنين الذي به ممر أمير المؤمنين المهذب عن مالك بن دينار قال كان علي بن أبي طالب إذا أشرف على الكوفة قال يا حبذا مقالنا بالكوفه أرض سواء سهلة معروفه تعرفها جمالنا العلوفه وقال سفيان بن عيينة خذوا المناسك عن أهل مكة وخذوا القراءة عن أهل المدينة وخذوا الحلال والحرام عن أهل الكوفة ومعما قدمنا من صفاتها الحميدة فلن تخلو الحسناء من ذام قال النجاشي يهجو أهلها إذا سقى الله قوما صوب غادية فلا سقى الله أهل الكوفة المطرا التاركين على طهر نساءهم والنايكين بشاطي دجلة البقرا والسارقين إذا ما جن ليلهم والدارسين إذا ما أصبحوا السورا ألق العداوة والبغضاء بينهم حتى يكونوا لمن عاداهم جزرا وأما ظاهر الكوفة فإنها منازل النعمان بن المنذر والحيرة والنجف والخورنق والسدير والغريان وما هناك من المتنزهات والديرة الكبيرة فقد ذكرت في هذا الكتاب حيث ما اقتضاه ترتيب أسمائها ووردت رامة بنت الحسين بن المنقذ بن الطماح الكوفة فاستوبلتها فقالت ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة وبيني وبين الكوفة النهران فإن ينجني منها الذي ساقني لها فلا بد من غمر ومن شنآن وأما المسافات فمن الكوفة إلى المدينة نحو عشرين مرحلة ومن المدينة إلى مكة نحو عشر مراحل في طريق الجادة ومن الكوفة إلى مكة أقصر من هذا الطريق نحو من ثلاث مراحل لأنه إذا انتهى الحاج إلى معدن النقرة عدل عن المدينة حتى يخرج إلى معدن بني سليم ثم إلى ذات عرق حتى ينتهي إلى مكة ومن حفاظ الكوفة محمد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي سمع بالكوفة عبد الله بن المبارك وعبد الله بن إدريس وحفص بن غياث ووكيع بن الجراح وخلقا غيرهم وروى عنه محمد بن يحيى الذهلي وعبد الله بن يحيى الذهلي وعبد الله بن يحيى بن حنبل وأبو يعلى الموصلي والحسن بن سفيان الثوري وأبو عبد الله البخاري ومسلم بن الحجاج وأبو داود السجستاني وأبو عيسى الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي وابن ماجه القزويني وأبو عروة المراي وخلق سواهم
وكان ابن عقدة
يقدمه على جميع مشايخ الكوفة في الحفظ والكثرة فيقول ظهر لابن كريب بالكوفة
ثلثمائة ألف حديث وكان ثقة مجمعا عليه ومات لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة 342
وأوصى أن تدفن كتبه فدفنت
كوفياباذقان بعد الفاء ياء مثناة من تحت وألف وباء موحدة وألف وذال معجمة وقاف
وألف وآخره نون من قرى طوس
كوكبان بلفظ تثنية الكوكب الذي في السماء ولم يرد به التثنية وإنما هو بمنزلة
فعلان كوكبان فوعلان كقولهم حران من الحر وولهان من الوله وعطشان من العطش فهو من
كوكب كل شيء معظمه مثل كوكب العشب وكوكب الماء وكوكب كذا أو من الكوكب وهو شدة
الحر وفي الذي بعده زيادة في الشرح وكوكبان جبل قرب صنعاء وإليه يضاف شبام كوكبان
وقصر كوكبان وقيل إنما سمي كوكبان لأن قصره كان مبنيا بالفضة والحجارة وداخله
بالياقوت والجوهر وكان ذلك الدر والجوهر يلمع بالليل كما يلمع الكوكب فسمي بذلك
وقيل إنه من بناء الجن
كوكب ذكر الليث كوكب في باب الرباعي ذهب إلى أن الواو أصلية وهو عند حذاق النحويين
من باب وكب صدر بكاف زائدة وقال أبو زيد الكوكب البياض في سواد العين ذهب البصر أم
لم يذهب والكوكب من السماء معروف ويشبه به النور فيسمى كوكبا ويقال لقطرات الجليد
التي تقع على البقل بالليل كوكب والكوكب شدة الحر وكوكب كل شيء معظمه مثل كوكب
العشب وكوكب الماء وكوكب العيش وغلام كوكب إذا ترعرع وحسن وجهه والكوكب الماء
والكوكب السيف والكوكب سيد القوم وكوكب اسم قلعة على الجبل المطل على مدينة طبرية
حصينة رصينة تشرف على الأردن افتتحها صلاح الدين فيما افتتحه من البلاد ثم خربت
بعد
كوكبى بالفتح على وزن فوعلى موضع ذكره الأخطل في قوله شوقا إليهم ووجدا يوم أتبعهم
طرفي ومنهم بجنبي كوكبى زمر
الكوكبية منسوبة قرية وفي المثل دعوة كوكبية وذلك أن واليا لابن الزبير ظلم أهل
قرية الكوكبية فدعوا عليه دعوة فلم يلبث أن مات فصارت مثلا قال فيا رب سعد دعوة
كوكبية
كومح بالحاء مهملة جبل في ديار أبي بكر بن كلاب وليس بضخم جدا وعنده ماء يسمى
الكومحة عن أبي زياد الكلابي
كوك بكافين الأول مفتوح والواو ساكنة قرية رأيتها كبيرة عامرة بينها وبين شهرستان
خراسان مرحلة وهي من أعمال نسا وآخر حدودها
كولان بالضم وآخره نون بليدة طيبة في حدود بلاد الترك من ناحية بما وراء النهر
الكولة حصن من نواحي ذمار باليمن
كومخان بلفظ التثنية الكماخ الكبر والعظمة والكومخان مكانان ذوا رمل وفي رواية
الأسدي الكومحان بالحاء مهملة وقال ابن مقبل يصف سحابا أناخ برمل الكومخين إناخة
ال يماني قلاصا حط عنهن مكورا
كوكو وهو اسم أمة
وبلاد من السودان قال المهلبي كوكو من الإقليم الأول وعرضها عشر درج وملكهم يظاهر
رعيته بالإسلام وأكثرهم يظاهر به وله مدينة على النيل من شرقيه اسمها سرناة بها
أسواق ومتاجر والسفر إليها من كل بلد متصل وله مدينة على غربي النيل سكنها هو
ورجاله وثقاته وبها مسجد يصلي فيه ومصلى الجماعة بين المدينتين وله في مدينته قصر
لا يسكنه معه أحد ولا يلوذ فيه إلا خادم مقطوع وجميعهم مسلمون وزي ملكهم ورؤساء
أصحابه القمصان والعمائم ويركبون الخيل أعراء ومملكته أعمر من مملكة زغاوة وبلاد
الزغاوة أوسع وأموال أهل بلاده الأموال المواشي وبيوت أموال الملك واسعة وأكثرها
الملح
كول بضم أوله وسكون ثانيه ولام باب كول محلة بشيراز
كومل من حصون اليمن
كوملاذ من قرى همذان فيما أحسب أو لقب رجل نسب إليه وينسب إليه صالح بن أحمد ابن
محمد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قيس بن الهذيل بن يزيد بن العباس بن الأحنف
بن قيس التميمي الكوملاذاني هو وأبوه من الأئمة والعلماء والحفاظ روى أحمد أبو
الحسين عن محمد بن حيويه ومحمد بن الحسين بن الفرج وغيرهما كثير ورحل إلى العراق
فسمع من خلق من أهلها ويروي عنه ابنه صالح وخلق لا يحصى عددهم وكان ابنه صالح بن
أحمد من الحفاظ وله تاريخ لهمذان وسمع الكثير ورواه وصنف وكان من الأبدال له
كرامات ومات لثمان بقين من شعبان سنة 483 ومولده سنة 303
كوم بفتح أوله ويروى بالضم وأصله الرمل المشرف وقال ابن شميل الكومة تراب مجتمع
طوله في السماء ذراعان ويكون من الحجارة والرمل والجمع كوم وهو اسم لمواضع بمصر
تضاف إلى أربابها أو إلى شيء عرفت به منها كوم الشقاف قرية على شرقي النيل بأعلى
الصعيد كانت عندها وقعة بين الملك العادل أبي بكر بن أيوب أخي صلاح الدين وبين قوم
من بني حنيفة عرب فقتل منهم العادل في غزاته على ما قيل ستين ألفا وذلك لفساد كان
منهم
وكوم علقام ويقال كوم علقماء موضع في أسفل مصر له ذكر في حديث رويفع
وكوم شريك قرب الإسكندرية كان عمرو بن العاص أنفذ فيه شريك بن سمي بن عبد يغوث بن
حرز الغطيفي أحد وفد مراد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم كان على
مقدمة عمرو وفتح مصر فكثرت عليه الروم بهذا الموضع فخافهم على أصحابه فلجأ إلى هذا
الكوم فاعتصم به ودافعهم حتى أدركه عمرو بن العاص وكان قريبا منه فاستغرهم فسمي
كوم شريك بذلك وشريك بن سمي هذا هو جد أبي شريك يحيى بن يزيد بن حماد بن إسماعيل
بن عبد الله بن يزيد بن شريك
كوميد قلعة في جبل طبرستان
كومين من نواحي كرمان قال الإصطخري إذا قصدت من جيرفت تريد هرمز تسير إلى لاشكرد
ثم تعدل منها على يسارك إلى كومين ومن كومين إلى نهر راغان ومن نهر راغان إلى
منوجان مرحلتان ومن منوجان إلى هرمز مرحلة
و كومين أيضا قرية بين الري وقزوين
كونجان بعد الواو الساكنة نون وجيم وآخره نون من قرى شيراز
كوهك كأنه تصغير كوه وهو الجبل بسمرقند باب من أبوابها يعرف باب من أبوابها يعرف
بباب كوهك وبين سمرقند
وبين أقرب الجبال
إليها نحو من مرحلة خفيفة إلا أنه يتصل بها جبل صغير يعرف بكوهك يمتد مرحلة إلى
سمرقند وهو مقدار نصف ميل في الطول ومنه أحجار بلدهم والطين المستعمل في الأواني
والزجاج والنورة وغير ذلك
كوهيار بالضم وكسر الهاء وياء مثناة من تحت وآخره راء من قرى طبرستان
كوير تصغير كور جبل بضرية
الكويرة تصغير كارة جبل من جبال القبلية
كويلح موضع في قول حزام بن الحارث الضبابي ونحن جلبنا الخيل من نحو ذي حسا تغيب
أحيانا ومنها ظواهر إذا أسهلت خبت وإن أحزنت مشت وفيهن عن حد الإكام تزاور دفعن
لهم مد الضحى بكويلح فظل لهم يوم بنسة فاخر
الكويفة تصغير الكوفة التي تقدم ذكرها يقال لها كويفة ابن عمر منسوبة إلى عبد الله
بن عمر ابن الخطاب نزلها حين قتل بنت أبي لؤلؤة والهرمزان وجفينة العبادي وهي بقرب
بزيقيا
باب الكاف والهاء وما يليهما
كهال من حصون اليمن وهو كهال بن عدي بن مالك بن زيد بن نبت بن حمير بن سبا وإليه
تنسب مصنعة كهال
كهاتان موضع بالشام قال عدي بن الرقاع أبلغا قومنا جذاما ولخما قول من عزهم إليه
حبيب كان آباؤكم إذا الناس حرب وهم الأكثرون كان الحروب منعوا الثغرة التي بين حمص
والكهاتين ليس فيها عريب
الكهرجان بالفتح ثم السكون وراء ثم جيم وآخره نون موضع بفارس فوق نقيل صيد في بلاد
مذحج
كهك بالضم ثم الفتح وآخره كاف أيضا مدينة بسجستان وربما سموها تيركهك من أعمال
الرخج قرب بست
الكهف المذكور في كتاب الله عز و جل استوفيت ما بلغني فيه في الرقيم و ذات الكهف
موضع في قول عوف بن الأحوص يسوق صريم شاءها من جلاجل إلي ودوني ذات كهف وقورها
وقال بشر بن أبي خازم يسومون الصلاح بذات كهف وما فيها لهم سلع وقار
الكهفة بلفظ واحدة الكهف وهو علم مرتجل ماءة لبني أسد قريبة القعر
كهلان جبل بناحية الغيل من صعدة عن ابن المبارك وأنشد ودار بكهلان لشبل أخيهم
دعامة عز من تلاع الدعائم
كهيلة بلفظ تصغير كهلة موضع في بلاد تميم قال الفرزدق نهضن بنا من سيف رمل كهيلة
وفيها بقايا من مراح وعجرف
وقال الراعي عميرية
حلت برمل كهيلة فبينونة تلقى لها الدهر مربعا
باب الكاف والياء وما يليهما
كيخاران بالفتح ثم السكون وخاء معجمة وراء وآخره نون موضع بفارس
كيدمة بالفتح والدال مهملة والميم موضع بالمدينة وهو سهم عبد الرحمن بن عوف بن بني
النضير
كيران مدينة بأذربيجان بين تبريز وبيلقان أخبرني بها رجل من أهلها في بلاد العرب
موضع يقال له كيران وقال شاعر ولما رأيت أنني لست مانعا كران ولا كيران من رهط
سالم
كير بلفظ كير الحداد وهو الجلدة التي ينفخ بها الكور الذي يوقد فيه قال السيرافي
وكير جبلان في أرض غطفان قال عروة بن الورد سقى سلمى وأين محل سلمى إذا حلت مجاورة
السرير إذا حلت بأرض بني علي وأهلك بين إمرة وكير ذكرت منازلا من آل وهب محل الحي
أسفل ذي النقير
كيرداباذ بالراء ثم دال مهملة وألف وباء موحدة وآخره ذال معجمة من قرى طريثيث
كيركابان مدينة بولاية قصدار كان بها مقام المتغلب على تلك النواحي
كيز بكسر أوله وسكون ثانيه والزاي وبعض يقول كيج بالجيم من أشهر مدن مكران وبها
كان مقام الوالي وبينها وبين تيز خمس مراحل وهي فرضة مكران وبها نخيل كثيرة وبينها
وبين قيربون مرحلتان
كيسب قرية بين الري وخوار الري
كيسوم بالسين المهملة وهو الكثير من الحشيش يقال روضة أكسوم ويكسوم وكيسوم فيعول
منه وهي قرية مستطيلة من أعمال سميساط ولها عرض صالح وفيها سوق ودكاكين وافرة
وفيها حصن كبير على تلعة كانت لنصر بن شبث تحصن فيه من المأمون حتى ظفر به عبد
الله بن طاهر فأخرجه ثم أحدث بعد فيها مياها وبساتين وفي ذلك يقول عوف بن محلم
يمدح عبد الله بن طاهر شكرا لربك يوم الحصن نعمته فقد حماك بعز النصر والظفر فاعرف
لسيفك يوم الحصن وقعته فإنه السيف لم يترك ولم يذر حللت من فتح كيسوم فداك أبي
مثواك في الحفر بين الوحل والمطر
كيش هو تعجيم قيس جزيرة في وسط البحر تعد من أعمال فارس لأن أهلها فرس وقد ذكرتها
في قيس وتعد في أعمال عمان وقد نسب المحدثون إليها إسماعيل بن مسلم العبدي الكيشي
قاضيها كان من أهل البصرة يروي عن الحسن وأبي المتوكل وغيرهما روى عنه يحيى بن سعيد
ووكيع وعبد الرحمن بن المهدي وكان ثقة وليس بالمكي
كيف مدينة كانت قديمة بين باذغيس ومرو الروذ وكانت قصبة تلك الولاية قريبة من
بغشور معدودة في مرو الروذ فتحها شاكر مولى شريك بن الأعور
من قبل عبد الله بن
عامر في سنة 13 في أيام مرو الروذ
كيفانة مدينة بالسند بينها وبين البحر نحو فرسخين وبينها وبين قامهل أربع مراحل
وبينها وبين سندان نحو خمس مراحل
كيلاهجان ناحية في بلاد جيلان أو طبرستان
كيلكى بالكسر والقصر اسم أحد الطبسين
كيل بالكسر والسكون ولام وهي الكال التي ذكرها ابن الحجاج في قوله لعن الله ليلتي
بالكال وقد تقدم ذكرها نسبوا إليها أبا العز ثابت بن منصور بن المبرك الكيلي حافظ
ثقة سمع مالك بن أحمد البانياسي ومحمد بن إسحاق الباقرحي ورزق الله بن عبد الوهاب
التميمي وغيرهم وجمع أجزاء من تصنيفه سمع منه أبو المعمر الأنصاري وتوفي في سنة
825
كيلين بالكسر ثم السكون وكسر اللام وآخره نون من قرى الري على ستة فراسخ منها قرب
قوهذ العليا فيها سوق يقال لها كيلين ينسب إليها أبو صالح عباد بن أحمد الكيليني
عن منصور بن العباس روى عن محمد بن أيوب
كيمارج بالراء المفتوحة والجيم كورة من نواحي فارس
كيماك آخره كاف أيضا ولاية واسعة في حدود الصين وأهلها ترك يسكنون الخيام ويتبعون
الكلأ وبين طراربند آخر ولاية المسلمين وبينها أحد وثلاثون يوما بين مفاوز وجبال
وأودية فيها أفاع وحشرات غريبة قتالة
ل
باب اللام والألف وما يليهما
لأى بوزن لعا من نواحي المدينة قال ابن هرمة حي الديار بمنشد فالمنتضى فالهضب هضب
رواوتين إلى لأى لعب الزمان بها فغير رسمها وخريقه يغتال من قبل الصبا فكأنها بليت
وجوه عراضها فبكيت من جزع لما كشف البلى
اللاءة بوزن اللاعة ماءة من مياه بني عبس
اللاب آخره باء موحدة جمع اللابة وهي الحرة اسم موضع في الشعر
واللاب أيضا من بلاد النوبة يجلب منه صنف من السودان منهم كافور الإخشيدي قال فيه
المتنبي كأن الأسود اللابي فيهم وصندل اللابي والي إمارة عمان وكفرلاب ذكرت في
الكاف
اللابتان تثنية لابة وهي الحرة وجمعها لاب وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه و
سلم حرم ما بين لابتيها يعني المدينة لأنها بين الحرتين ذكرتهما في الحرار قال
الأصمعي اللابة الأرض التي ألبستها الحجارة السود وجمعها لابات ما بين الثلاث إلى
العشر فإذا كثرت فهي اللاب واللوب قال الرياشي توفي ابن لبعض المهالبة بالبصرة
فأتاه شبيب بن شيبة المنقري يعزيه وعنده بكر بن شبيب السهمي فقال شبيب بلغنا أن
الطفل لا يزال محيطا على باب الجنة يشفع لأبويه فقال بكر وهذا خطأ فإن ما للبصرة
واللوب لعلك غرك قولهم ما بين لابتي المدينة يعني حرتيها وقد ذكر مثل ذلك عن ابن
الأعرابي وقد ذكرته في هذا الكتاب في كثوة وقال أبو سعيد إبراهيم مولى قائد ويعرف
بابن أبي سنة يرثي بني أمية أفاض المدامع قتلى كدا وقتلى بكثوة لم ترمس وقتلى بوج
وباللابتين ومن يثرب خير ما أنفس
وبالزابيين نفوس
ثوت وأخرى بنهر أبي فطرس أولئك قوم أناخت بهم نوائب من زمن متعس هم أضرعوني لريب
الزمان وهم ألصقوا الرغم بالمعطس فما أنس لا أنس قتلاهم ولا عاش بعدهم من نسي
لا بة موضع بعينه قال عامر بن الطفيل ونحن جلبنا الخيل من بطن لابة فجئن يبارين
الأعنة سهما
اللات يجوز أن يكون من لاته يليته إذا صرفه عن الشيء كأنهم يريدون أنه يصرف عنهم
الشر ويجوز أن يكون من لات يليت وألت في معنى النقص ويقال ريث أليت الحق أي أحيله
وقيل وزن اللات على اللفظ فعه والأصل فعله لويه حذفت الياء فبقيت لوه وفتحت
لمجاورة الهاء وانقلبت الفاء وهي مشتقة من لويت الشيء إذا أقمت عليه وقيل أصلها
لوهة فعلة من لاه السراب يلوه إذا لمع وبرق وقلبت الواو ألفا لسكونها وانفتاح ما
قبلها وحذفوا الهاء لكثرة الاستعمال واستثقال الجمع بين هاءين وهو اسم صنم كانت
تعبده ثقيف وتعطف عليه العزى قالوا وهو صخرة كان يجلس عليها رجل كان يبيع السمن
واللبن للحجاج في الزمن الأول وقيل عمرو بن لحي الخزاعي حين غلبت خزاعة على البيت
ونفت عنه جرهم جعلت العرب عمرو بن لحي ربا لا يبتدع لهم بدعة إلا اتخذوها شرعة
لأنه كان يطعم الناس ويكسو في الموسم فربما نحر في الموسم عشرة آلاف بدنة وكسا
عشرة آلاف حلة حتى إن اللات كان يلت له السويق للحج على صخرة معروفة تسمى صخرة
اللات وكان اللات رجلا من ثقيف فلما مات قال لهم عمرو بن لحي لم يمت ولكن دخل في
الصخرة ثم أمرهم بعبادتها وأن يبنوا عليها بنيانا يسمى اللات ودام أمر عمرو وولده
بمكة نحو ثلثمائة سنة فلما مات استمروا على عبادتها وخففوا التاء ثم قام عمرو بن
لحي فقال لهم إن ربكم كان قد دخل في هذا الحجر يعني تلك الصخرة ونصبها لهم صنما
يعبدونها وكان فيه وفي العزى شيطانان يكلمان الناس فاتخذتها ثقيف طاغوتا وبنت لها
بيتا وجعلت لها سدنة وعظمته وطافت به وقيل كانت صخرة بيضاء مربعة بنت عليها ثقيف
بنية وأمرهم النبي صلى الله عليه و سلم بهدمها عند إسلام ثقيف فهي اليوم تحت مسجد
الطائف وكان أبو سفيان بن حرب أحد من وكل إليه فهدمه وقال ابن حبيب وكانت اللات
لثقيف بالطائف على صخرة وكانوا يسيرون إلى ذلك البيت ويضاهئون به الكعبة وله حجبة
وكسوة وكانوا يحرمون واديه فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا سفيان بن حرب
والمغيرة بن شعبة فهدماه وكان سدنته آل أبي العاص بن أبي يسار بن مالك من ثقيف
وقال أبو المنذر بعد ذكر مناة ثم اتخذوا اللات واللات بالطائف وهي أحدث من مناة
وكانت صخرة مربعة وكان يهودي يلت عندها السويق وكانت سدنتها من ثقيف بنو عتاب بن
مالك وكانوا قد بنوا عليها بناء وكانت قريش وجميع العرب يعظمونها وبها كانت العرب
تسمي زيد اللات وتيم اللات وكانت في موضع منارة مسجد الطائف اليسرى اليوم وهي التي
ذكرها الله تعالى في القرآن فقال أفرأيتم اللات والعزى الآية ولها يقول
عمرو بن الجعيد
فإني وتركي وصل كأس لكالذي تبرأ من لات وكان يدينها ولها يقول المتلمس في هجائه
عمرو بن المنذر أطردتني حذر الهجاء ولا واللات والأنصاب لا تئل فلم تزل كذلك حتى
أسلمت ثقيف فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم المغيرة بن شعبة فهدمها وحرقها
بالنار وفي ذلك يقول شداد بن عارض الجشمي حين هدمت وحرقت ينهى ثقيفا من العود
إليها والغضب لها لا تنصروا اللات إن الله يهلكها وكيف نصركم من ليس ينتصر إن التي
حرقت بالنار واشتعلت ولم يقاتل لدى أحجارها هدر إن الرسول متى ينزل بساحتكم يظعن
وليس لها من أهلها بشر وقال أوس بن حجر يحلف باللات وباللات والعزى ومن دان دينها
وبالله إن الله منهن أكبر وكان زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد
الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب يذكر اللات والعزى وغيرهما من الأصنام التي ترك
عبادتها قبل مبعث النبي صلى الله عليه و سلم وأنشد أربا واحدا أم ألف رب أدين إذا
تقسمت الأمور عزلت اللات والعزى جميعا كذلك يفعل الجلد الصبور فلا عزى أدين ولا
ابنتيها ولا صنمي بني عمرو أزور ولا غنما أدين وكان ربا لنا في الدهر إذ حلمي يسير
عجبت وفي الليالي معجزات وفي الأيام يعرفها البصير وبينا المرء يفتر ثاب يوما كما
يتروح الغصن المطير وأبقى آخرين ببر قوم فيربل منهم الطفل الصغير فتقوى الله ربكم
احفظوها متى ما تحفظوها لا تبوروا ترى الأبرار دارهم جنان وللكفار حامية سعير وخزي
في الحياة وإن يموتوا يلاقوا ما تضيق به الصدور
لاحج موضع من نواحي مكة قال أرقت لبرق لاح في بطن لاحج وأرقني ذكر المليحة والذكر
ونامت ولم أرقد لهمي وشقوتي وليست بما ألقاه في حبها تدري ولاحج من قرى صنعاء
باليمن
لاذر من مدن مكران بينها وبين سجستان ثلاثة أيام
اللاذقية بالذال معجمة مكسورة وقاف مكسورة وياء مشددة مدينة في ساحل بحر الشام تعد
في أعمال حمص وهي غربي جبلة بينهما ستة فراسخ وهي الآن من أعمال حلب قال بطليموس
في كتاب الملحمة مدينة لاذقية طولها ثمان وستون
درجة وعشرون دقيقة وعرضها خمس وثلاثون درجة وست دقائق في الإقليم الرابع طالعها القوس عشرون درجة من السرطان مدينة عتيقة رومية فيها أبنية قديمة مكينة وهو بلد حسن في وطاء من الأرض وله مرفأ جيد محكم وقلعتان متصلتان على تل مشرف على الربض والبحر على غربيها وهي على ضفته ولذلك قال المتنبي ويوم جلبتها شعث النواصي معقدة السبائب للطراد وحام بها الهلاك على أناس لهم باللاذقية بغي عاد وكان الغرب بحرا من مياه وكان الشرق بحرا من جياد وقال المعري الملحد إذ كانت اللاذقية بيد الروم بها قاض وخطيب وجامع لعباد المسلمين إذا أذنوا ضرب الروم النواقيس كيادا لهم فقال في اللاذقية فتنة ما بين أحمد والمسيح هذا يعالج دلبة والشيخ من حنق يصيح الدلبة الناقوس والشيخ الذي يصيح أراد به المؤذن قال ابن فضلان واللاذقية مدينة قديمة سميت باسم بانيها ورأيت بها في سنة 446 أعجوبة وذلك أن المحتسب يجمع القحاب والغرباء المؤثرين للفساد من الروم في حلقة وينادي على كل واحد منهم ويزايدون عليها إلى دراهم ينتهون إليها ليلتها عليه ويأخذونهم إلى الفنادق التي يسكنها الغرباء بعد أن يأخذ كل واحد منهم من المحتسب خاتم المطران حجة معه ويعقب الوالي له فإنه متى وجد إنسانا مع خاطئة وليس معه خاتم المطران ألزم خيانة ومن هذه المدينة أعني اللاذقية خرج نيقولاوس صاحب جوامع الفلسفة وتوفلس صاحب الحجج في قدم العالم وينسب إلى اللاذقية نصر الله بن محمد بن عبد القوي أبو الفتح بن أبي عبد الله المصيصي ثم اللاذقي الفقيه الشافعي الأصولي الأشعري نسبا ومذهبا نشأ بصور وسمع بها أبا بكر الخطيب وأبا الفتح المقدسي الزاهد وعليه تفقه وأبا النصر عمر بن أحمد بن عمر القصار الآمدي سمع بدمشق والأنبار وببغداد أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وبأصبهان وكان صلبا في السنة أقام بدمشق يدرس في الزاوية الغربية بعد وفاة شيخه أبي الفتح المقدسي وكان وقف وقفا على وجوه البر وكان مولده باللاذقية في سنة 844 ومات سنة 245 وهو آخر من حدث بدمشق عن أبي بكر الخطيب وأسعد بن محمد أبو الحسن اللاذقي حدث بدمشق عن أبي عثمان سعد بن عثمان الحمصي وموسى بن الحسن الصقلي وإبراهيم بن مرزوق البصري وأبي عتبة البخاري روى عنه جمح بن القاسم المؤذن وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن أسد القنوي وكان قد ملكها الفرنج فيما ملكوه من بلاد الساحل في حدود سنة 005 وهي في أيدي المسلمين إلى الآن وفي هذا العام في ذي القعدة من سنة 602 خرج إليها العسكر الحلبي وأقام فيها إقامة مديدة حتى خربوا القلعة وألحقوها بالأرض خوفا من أن يجيء الإفرنج فينزلوا عليها ويحولوا بين المسلمين وبينها فيملكوها على عادة لهم في ذلك وقال أبو الطيب ما كنت آمل قبل نعشك أن أرى رضوى على أيدي الرجال تسير خرجوا به ولكل باك خلفه صعقات موسى يوم دك الطور
والشمس في كبد
السماء مريضة والأرض راجفة تكاد تمور وحفيف أجنحة الملائك حوله وعيون أهل اللاذقية
صور
لاذكرد موضع بكرمان على فرسخ من جيرفت كانت فيه وقعة بين المهلب بن أبي صفرة وقطري
بن الفجاءة الخارجي
لارجان بعد الراء الساكنة جيم وآخره نون بليدة بين الري وآمل طبرستان بينها وبين
كل واحد من البلدين ثمانية عشر فرسخا ولها قلعة حصينة لها ذكر كثير في أخبار آل
بويه والديلم ينسب إليها محمد بن بندار بن محمد اللارجاني الطبري أبو يوسف الفقيه
قدم أصبهان
لاردة بالراء مكسورة والدال المهملة مدينة مشهورة بالأندلس شرقي قرطبة تتصل
أعمالها بأعمال طركونة منحرفة عن قرطبة إلى ناحية الجوف ينسب إلى كورتها عدة مدن
وحصون تذكر في مواضعها وهي بيد الإفرنج الآن ونهرها يقال له سيقر ينسب إليها جماعة
منهم أبو يحيى زكرياء بن يحيى بن سعيد اللاردي ويعرف بابن النداف وكان إماما محدثا
سمع منه بالأندلس كثير ذكره الفرضي ولم يذكر وفاته ولكنه قال
اللار آخره راء جزيرة بين سيراف وقيس كبيرة فيها غير قرية وفيها مغاص على اللؤلؤ
قيل لي وأنا بها إن دورها اثنا عشر فرسخا ينسب إليها أبو محمد أبان بن هذيل بن أبي
طاهر يروي عن أبي حفص عمر بن عبد الباقي الماوراء نهري روى عنه أبو القاسم هبة
الله بن عبد الوارث الشيرازي
لارز بتقديم الراء وكسرها ثم زاي قرية من أعمال آمل طبرستان يقال لها قلعة لارز
بينها وبين آمل يومان ينسب إليها أبو جعفر محمد بن علي اللارزي الطبري روى الحديث
ومات في سنة 815
لاز بالزاي من نواحي خواف من أعمال نيسابور وقال الرهني لاز من ناحية زوزن نسب
إليها أبو الحسن بن أبي سهل بن أبي الحسن اللازي شاعر فاضل ومن شعره يشم الأنوف
الشم عرصة داره وأعجب بأنف راغم فاز بالفخر ومن قدماء أهل لاز أحمد بن أسد العامري
وابناه أبو الحارث أسد وأبو محمد جعفر وكانوا علماء شعراء لا يشق غبارهم
لاشكرد بلدة مشهورة بكرمان بينها وبين جيرفت ثلاث مراحل
لاعة بالعين مهملة مدينة في جبل صبر من نواحي اليمن إلى جانبها قرية لطيفة يقال
لها عدن لاعة ولاعة موضع ظهرت فيه دعوة المصريين باليمن ومنها محمد بن الفضل الداعي
ودخلها من دعاة المصريين أبو عبد الله الشيعي صاحب الدعوة بالمغرب وكان محمد بن
الفضل المذكور آنفا قد استولى على جبل صبر وهو جبل المذرعة في سنة 043 ودعا إلى
المصريين ثم نزعه منه أسعد بن أبي يعفر
لافت جزيرة في بحر عمان بينها وبين هجر وهي جزيرة بني كاوان أيضا التي افتتحها
عثمان بن أبي العاصي الثقفي في أيام عمر بن الخطاب ومنها سار إلى فارس فافتتح
بلادها ولعثمان بن أبي العاصي بهذه
الجزيرة مسجد معروف
وكانت هذه الجزيرة من أعمر جزائر البحر بها قرى وعيون وعمائر فأما في زماننا هذا
فإني سافرت في ذلك البحر وركبته عدة نوب فلم أسمع لها ذكرا
لاكمالان بفتح الكاف والميم وآخره نون من قرى مرو وقد اشتهر عن أهلها سلامة الصدر
والبله وقلة التصور حتى يضرب بهم المثل وقد جاء ذكرها في مناظرة ابن راهويه
والشافعي في كرى رباع مكة فجوزه الشافعي وقال أما بلغك قول النبي صلى الله عليه و
سلم وهل ترك لنا عقيل من رباع فلم يفهم إسحاق بن راهويه كلامه والتفت إلى من معه
من أهل مرو فقال لاكمالاني ينسب وفي رواية مالاني وهما قريتان بمرو ينسب أهلهما
إلى الغفلة فناظره الشافعي حتى فهمه كلامه وأقام الحجة في قصة فيها طول فكان إسحاق
بعد ذلك يقبض على لحيته ويقول وإحيائي من الشافعي يعني ما تسرع إليه من القول ولم
يفهم كلامه
اللؤلؤة من قرى عثر من جهة القبلة في أوائل نواحي اليمن
لامجان بكسر الميم وجيم وآخره نون قرية بينها وبين همذان سبعة فراسخ
لامس بالسين مهملة وكسر الميم من قرى الغرب ينسب إليها أبو سليمان الغربي اللامسي
من أقران أبي الخير الأقطع وقال أبو زيد إذا جزت قلمية إلى البحر نحو مرحلة بان لك
مكان وكان يعرف باللامس وهي قرية على شط بحر الروم من ناحية ثغر طرسوس كان فيه
الفداء بين المسلمين والروم يقدمون الروم في البحر فيكونون في سفنهم والمسلمون في
البر ويقع الفداء
لامش بكسر الميم والشين معجمة من قرى فرغانة وقد نسب إليها طائفة من أهل العلم
منهم من المتأخرين أبو علي الحسين بن علي بن أبي القاسم اللامشي الفرغاني سكن
سمرقند وكان إماما فاضلا فقيها بصيرا بعلم الخلاف سمع الحديث من أبي محمد عبد
الرحمن بن عبد الرحيم الحافظ القصار وغيره ولد بلامش سنة 144 ومات بسمرقند في
رمضان سنة 225
لامغان بفتح الميم وغين معجمة وآخره نون من قرى غزنة خرج منها جماعة من الفقهاء
والقضاة وببغداد بيت منهم وقيل لامغان كورة تشتمل على عدة قرى في جبال غزنة وربما
سميت لمغان وقد نسب إليها جماعة من فقهاء الحنفية ببغداد منهم ممن رأيناه وأدركناه
القاضي عبد السلام بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن عبد السلام بن الحسن اللامغاني أبو
محمد القاضي الفقيه المتقن من أهل باب الطاق ومشهد أبي حنيفة سكن دار الخلافة
بالمطبق تفقه على أبيه وعمه ودرس بمدرسة سوق العميد المعروفة بزيرك وسمع أبا عبد
الله الحسين بن الحسن الوبني وغيره وناب عن القاضي أبي طالب علي بن علي البخاري في
ولايته الثانية إلى أن توفي ابن البخاري ثم استنابه قاضي القضاة علي بن سليمان
أيام ولايته بها وسئل عن مولده فقال في سنة 025 بمحلة أبي حنيفة وتوفي في مستهل
رجب سنة 650 ودفن بمقبرة الخيزران بظاهر مشهد أبي حنيفة وينسب إليها عدة من هذا
البيت
لانجش بالنون ساكنة وجيم مفتوحة وشين معجمة حصن من أعمال ماردة بالأندلس
اللان آخره نون بلاد واسعة في طرف أرمينية قرب باب الأبواب مجاورون للخزر والعامة
يغلطون فيهم فيقولون
علان وهم نصارى تجلب منهم عبيد أجلاد
لاوجه بفتح الواو والجيم مدينة
لاوي قرية بين بيسان ونابلس بها قبر لاوي بن يعقوب وبه سميت
لاهج بكسر الهاء والجيم ناحية في بلاد جيلان يجلب منها الإبريسم اللاهجي وليس
بالجيد
لاهون بلد بصعيد مصر به مسجد يوسف الصديق والسكر الذي بناه لرد الماء إلى الفيوم
لأي بفتح أوله وإسكان ثانيه وياء وهو البطء في اللغة قال زهير وقفت بها من بعد
عشرين حجة فلأيا عرفت الدار بعد توهم وهو موضع في عقيق المدينة قال معن بن أوس
تغير لأي بعدنا فعتائده فذو سلم أنشاجه فسواعده
باب اللام والباء وما يليهما
لبا صوابه أن يكتب بالياء وإنما كتبناه هنا بالألف على اللفظ وهو بكسر أوله أنشد
محمد بن أبان الأعرابي مررنا على لبنى كأن عيوننا من الوجد بالآثار حمر الصنوبر
ورد أبو محمد الأسود الغندجاني فقال هذا الشعر لتميم بن الحباب أخي عمير بن الحباب
السلمي قال وصحف في حرف منه وهو قوله مررت على لبنى وإنما هو لبا وهو بين بلد
والعقر من أرض الموصل وأنشد الأبيات بكمالها جزى الله خيرا قومنا من عشيرة بني
عامر لما استهلوا بحنجر هم خير من تحت السماء إذا بدت خدام النسا مسته لم يتغير هم
بردوا حر الصدور وأدركوا بوتر لنا بين الفريقين مدبر ومروا على لبى كأن عيونهم من
الوجد بالآثار حمر الصنوبر فبتنا لهم ضيفا علينا قراهم وكان القرى للطارق المتنور
نحق قراهم آخر الليل بالقنا وبيض خفاف ذات لون مشهر بقرنا الحبالى من زهير ومالك
لييأس قوم من رجاء التجبر
لباب بالضم وتكرير الباء وهو في اللغة الخالص من كل شيء وهو جبل لبني جذيمة وقال
الأصمعي وهو يذكر جبال هذيل ثم أودية واسعة وجبل يقال له الباب وهو لبني خالد
اللبا ذو اللبا صنم لعبد القيس بالمشقر سدنته منهم بنو عامر
لبابة موضع بثغر سرقسطة بالأندلس ينسب إليها أبو بكر اللبابي من أدباء الأندلس قرأ
عليه أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن عامر اللبابي
لباح بالضم وآخره حاء مهملة ولباح موضع في شعر النابغة قال كأن الظعن حين طفون
ظهرا سفين البحر يممن القراحا قفا فتبينا أعريتنات توخى الحي أم أموا لباحا
كأن على الحدوج
نعاج رمل زهاها الذعر أو سمعت صياحا
اللبادين نسبة إلى عمل اللبود من الصوف وهكذا يتلفظ به العامة ملحونا وهو في
موضعين أحدهما بدمشق مشرف على باب جيرون والثاني بسمرقند ويقال له كوي نمدكران
ينسب إليها القاضي محمد بن طاهر بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد السعدي السمرقندي
اللبادي روى عن أستاذه أبي اليسر محمد بن محمد البزدوي مات منتصف صفر سنة 515
اللبان بلدة بأرض مهرة من أرض نجد بأقصى اليمن
لبب موضع أنشد ابن الأعرابي قد علمت أني إذا الورد عصب من السقاة صالح يوم لبب إذا
نعى زوج الفتاة بالعرب
اللبد بكسر اللام وفتح الباء موضع في بلاد هذيل قال أبو ذؤيب بنو هذيل وفقيم وأسد
والمزنيين بأعلى ذي لبد
لبدة مدينة بين برقة وإفريقية وقيل بين طرابلس وجبل نفوسة وهو حصن من بنيان الأول
بالحجر والآجر وحوله آثار عجيبة يسكن هذا الحصن قوم من العرب نحو ألف فارس يحاربون
كل من حاربهم ولا يعطون طاعة لأحد يقاومون مائة ألف ما بين فارس وراجل كانت به
وقعة بين أبي العباس أحمد بن طولون وأهل إفريقية فقال أبو العباس يذكر ذلك إن كنت
سائلة عني وعن خبري فها أنا الليث والصمصامة الذكر من آل طولون أصلي إن سألت فما
فوقي لمفتخر بالجود مفتخر لو كنت شاهدة كري بلبدة إذ بالسيف أضرب والهامات تبتدر
إذا لعاينت مني ما تبادره عني الأحاديث والأنباء والخبر
لب اسم مدينة بالأندلس من ناحية البحر المحيط
لبشمون بفتح أوله ثم السكون وشين معجمة وميم مضمومة وآخره نون قرية بالأندلس
لبطيط بفتح أوله وثانيه وكسر الطاء وياء وطاء أخرى بالأندلس من أعمال الجزيرة الخضراء
لبلة بفتح أوله ثم السكون ولام أخرى قصبة كورة بالأندلس كبيرة يتصل عملها بعمل
أكشونية وهي شرق من أكشونية وغرب من قرطبة بينها وبين قرطبة على طريق إشبيلية خمسة
أيام أربعة وأربعون فرسخا وبين إشبيلية اثنان وأربعون ميلا وهي برية بحرية غزيرة
الفضائل والثمر والزرع والشجر ولأدمها فضل على غيره ولها مدن وتعرف لبلة بالحمراء
وقد ذكرت في بابها ومن لبلة يجلب الجنطيانا أحد عقاقير العطارين ينسب إليها جماعة
منهم أبو الحسن ثابت بن محمد اللبلي نزيل جيان من بلاد الأندلس ذكره أبو العباس
أحمد بن محمد بن مفرج النباتي في شيوخه ووصفه بالعلم والصلاح وأبو العباس أحمد بن
تميم بن هشام بن حيون اللبلي سمع ببغداد وخراسان وهو في وقتنا هذا بدمشق ويعرف
بالمحب مات اللبلي هذا في يوم الخميس السابع والعشرين من رجب سنة 652 وكان رحل إلى
خراسان وأصبهان وبغداد وسمع شيوخها وحصل وجابر بن غيث اللبلي يكنى أبا مالك كان
عالما بالعربية والشعر
وضروب الآداب
مشهورا بالفضل متدينا استخلفه هاشم بن عبد العزيز لتأديب ولده وكان سبب سكناه
قرطبة توفي في سنة 992 قاله ابن الفرضي
لبنى بالضم ثم السكون ثم نون وألف مقصورة قال الليث اللبنى شجرة لها لثى كالعسل
يقال لها عسل لبنى
ولبنى أيضا اسم جبل قال زيد الخيل الطائي فلما أن بدت أعلام لبنى وكن لنا كمستتر
الحجاب وبين نعفهن لهم رقيب أضاع ولم يخف نعب الغراب وقال أبو محمد الأسود لبنى في
بلاد جذام وأنشد حاذرن رمل أيلة الدهاسا وبطن لبنى بلدا حرماسا والعرمات دسنها
دياسا قال أبو زياد ولعمرو بن كلاب واد يقال له لبنى كثير النخل وليس لبني كلاب
بشيء من بلادها نخل غيره وحوله هضب كثيرة وحوله أعراف بلدان كثيرة تسمى أعراف لبنى
ولبنى أيضا قرية بفلسطين فيها قبض على الفتكين المعزي وحمل إلى العزيز
لبنان بالضم وآخره نون قال رجل لآخر لي إليك حويجة فقال لا أقضيها حتى تكون
لبنانية أي مثل لبنان وهو اسم جبل وهو فعلان منصرف كذا قال الأزهري ولبنان جبل مطل
على حمص يجيء من العرج الذي بين مكة والمدينة حتى يتصل بالشام فما كان بفلسطين فهو
جبل الحمل وما كان بالأردن فهو جبل الجليل وبدمشق سنير وبحلب وحماة وحمص لبنان
ويتصل بأنطاكية والمصيصة فيسمى هناك اللكام ثم يمتد إلى ملطية وسميساط وقاليقلا
إلى بحر الخزر فيسمى هناك القبق وقيل إن في هذا الجبل سبعين لسانا لا يعرف كل قوم
لسان الآخرين إلا بترجمان وفي هذا الجبل المسمى بلبنان كورة بحمص جليلة وفيه من
جميع الفواكه والزرع من غير أن يزرعها أحد وفيه يكون الأبدال من الصالحين وقال
أحمد بن الحسين بن حيدرة المعروف بابن الخراساني الطرابلسي دعوني لقا في الحرب
أطفو وأرسب ولا تنسبوني فالقواضب تنسب وإن جهلت جهال قومي فضائلي فقد عرفت فضلي
معد ويعرب ولا تعتبوني إذ خرجت مغاضبا فمن بعض ما في ساحل الشام يغضب وكيف التذاذي
ماء دجلة معرقا وأمواه لبنان ألذ وأعذب فما لي وللأيام لا در درها تشرق بي طورا
وطورا تغرب
لبنان بلفظ الذي قبله إلا أن هذا تثنية لبن جبلان قرب مكة يقال لهما لبن الأسفل
ولبن الأعلى وفوق ذاك جبل يقال له المبرك به برك الفيل بعرنة وهو قريب من مكة
اللبنتان تثنية لبنة موضع في قول الأخطل غول النجاء كأنها متوجس باللبنتين مولع
موشوم
لبن بالتحريك واشتقاقه معلوم جبل من جبال هذيل بتهامة كذا نقلناه عن بعض أهل العلم
والصحيح ما ذكره الحفصي لبن من أرض اليمامة
ولم يكن ذو الرمة
يعرف جبال هذيل وهو واد فيه نخل لبني عبيد بن ثعلبة قال ذو الرمة حتى إذا وجفت
بهمى لوى لبن يصف حميرا اجتزأت من أول الجزء حتى إذا وجفت البهمى ووجيفها إقبالها
وإدبارها مع الريح
لبن بالكسر بلفظ اللبن الذي يبنى به وفيه لغتان لبن بسكون الباء وهو لفظ هذا
الموضع ولبن بكسر الباء أضاة لبن من حدود الحرم على طريق اليمن
لبن بالضم ثم السكون وآخره نون واللبن الأكل الكثير واللبن الضرب الشديد ولبن اسم
جبل في قول الراعي كجندل لبن تطرد الصلالا وفي شعر مسلم بن معبد حيث قال جلاد مثل
جندل لبن فيها خبور مثل ما خشف الحساء ويؤنث قال الأبيوردي لبن هضبة حمراء في بلاد
بني عمرو بن كلاب بأعلى الحلقوم وحربة وقال الأصمعي لبن الأعلى ولبن الأسفل في
بلاد هذيل ويقال لهما لبنان ولبنان جبلان ذكرا آنفا والخبور النوق الغزار وأصله من
الخبر وهو المزادة ويوم لبن من أيام العرب
لبنة من قرى المهدية بإفريقية ينسب إليها أبو محمد عبد المولى بن محمد بن عقبة
اللخمي اللبني ولد بالمغرب وسكن مصر وشهر بها وناب عن قاضيها في الأحكام وكان
يتعاطى الكلام قال السلفي قال لي بمصر سمعت على علي بن خلف الطبري بالري وعلى غيره
كثيرا من الحديث
لبوان بالفتح ثم السكون وآخره نون اسم جبل في قول ابن مقبل تأمل خليلي هل ترى ضوء
بارق يمان مرته ريح نجد ففترا مرته الصبا بالغور غور تهامة فلما ونت عنه بشعفين
أمطرا وطبق لبوان القبائل بعدما كسا الرزن من صفوان صفوا وأكدرا قال الأزدي لبوان
جبل يقال له لبوان القبائل والرزن ما صلب من الأرض يعني أن المطر عم هذا الموضع
لبون بلفظ قولهم ناقة لبون أي ذات لبن اسم مدينة
لبيرى بفتح أوله وكسر ثانيه وسكون الياء المثناة من تحت والقصر هي إلبيرة التي
تقدم ذكرها في باب الألف من نواحي الأندلس ينسب إليها بهذا اللفظ أبو الخضر حامد
بن الأخطل بن أبي العريض اللبيري الأندلسي رحل وسمع الحديث وروى عن الأعشى وابن
المزين ومات بالأندلس سنة 802 وأحمد بن عمر بن منصور اللبيري الأندلسي يروي عن
يونس بن عبد الأعلى وغيره بالأندلس سنة 213 يعد في موالي بني أمية قاله ابن يونس
وإياها عنى ابن قلاقس بقوله وتركت بقطس مع لبيرى جانبا وركبت جونا كالليالي الجون
لبينة تصغير لبنة أو لبنى مرخم
اللبيين بضم أوله وفتح الباء ثم ياء مشددة وأخرى خفيفة ساكنة ونون تثنية لبي ولبي
تصغير لبي من قولهم لبي فلان من هذا الطعام يلبى
لبيا إذا أكثر منه
قال ابن شميل ومنه لبيك كأنه استرزاق وهو قول تفرد به ماءان لبني العنبر قال جحدر
اللص تعلمن يا ذود اللبيين سيرة بنا لم تكن أذوادكن تسيرها وقال زهير لسلمى بشرقي
القنان منازل ورسم بصحراء اللبيين حائل
باب اللام والتاء وما يليهما
لتنكشة بفتح أوله وثانيه ونون ساكنة وفتح الكاف وشين معجمة مدينة بالأندلس من
أعمال كورة جيان ينقل منها الخشب فيعم الأندلس ولها حصون حصينة وبسيط كبير
باب اللام والثاء وما يليهما
لثلث قال أبو زياد ومن جبال دماخ لثلث لبني عمرو بن كلاب
لثجة اسم موضع فيه نظر بفتح اللام وسكون الثاء وجيم
باب اللام والجيم وما يليهما
لجأ بالهمزة والقصر من لجأ إليه يلجأ إذا تحصن به اسم موضع
لجاة كذا هو في كتاب الأصمعي وقال هو جبل عن يمين الطريق قرب ضرية وماؤها ضري بئر
من حفر عاد
واللجاة اسم للحرة السوداء التي بأرض صلخد من نواحي الشام فيها قرى ومزارع وعمارة
واسعة يشملها هذا الاسم
لجم بالتحريك وكل ما يتطير منه يقال له لجم قلعة بإفريقية قريبة من المهدية حصينة
جدا
اللجم جمع لجام وذات اللجم موضع معروف بأرض جرزان من نواحي تفليس قال البلاذري
وسار حبيب بن مسلمة الفهري من قبل عثمان إلى أرمينية فنزل على السيسجان فحاربه
أهلها فهزمهم وغلب على ويص وصالح أهل القلاع بالسيسجان على خراج يؤدونه ثم سار إلى
جرزان فلما انتهى إلى ذات اللجم سرح المسلمون بعض دوابهم وجمعوا لجمها فخرج عليهم
قوم من العلوج فأعجلوهم عن الإلجام وقاتلوهم حتى أخذوا تلك اللجم ثم إن المسلمين
كروا عليهم حتى استعادوها ثم سمي الموضع ذات اللجم
لجنياته بضم أوله وثانيه وسكون النون وياء وآخره تاء ناحية من نواحي إستجة قريبة
من قرطبة
لجان بتشديد الجيم هو واد وروي بضم اللام أيضا
اللجون بفتح أوله وضم ثانيه وتشديده وسكون الواو وآخره نون واللجن واللزج واحد وهو
بلد بالأردن وبينه وبين طبرية عشرون ميلا وإلى الرملة مدينة فلسطين أربعون ميلا
وفي اللجون صخرة مدورة في وسط المدينة وعليها قبة زعموا أنها مسجد إبراهيم عليه
السلام وتحت الصخرة عين غزيرة الماء وذكروا أن إبراهيم عليه السلام دخل هذه
المدينة في وقت مسيره إلى مصر ومعه غنم له وكانت المدينة قليلة الماء فسألوا
إبراهيم أن يرتحل عنهم لقلة الماء فيقال إنه ضرب بعصاه هذه الصخرة فخرج منها ماء
كثير فاتسع على أهل المدينة فيقال إن بساتينهم وقراهم تسقى من هذا الماء والصخرة
قائمة إلى اليوم
واللجون مرج طوله ستة أميال كثير الوحل صيفا وشتاء
واللجون أيضا موضع في طريق مكة من الشام قرب تيماء وسماه الراعي لجان في قوله فقلت
والحرة الرجلاء دونهم وبطن لجان لما اعتادني ذكري صلى على عزة الرحمن وابنتها ليلى
وصلى على جاراتها الأخر
باب اللام والحاء وما يليهما
لحاء بالضم وألفه تمد وتقصر والمقصور جمع لحية وهو واد من أودية اليمامة كثير
الزرع والنخل لعنزة ولا يخالطهم فيه أحد ووراء لحا بينه وبين مهب الشمال المجازة
لحج بالفتح ثم السكون وجيم وهو الميلولة يقال ألحجنا إلى موضع كذا أي ملنا وألحاج
الوادي نواحيه وأطرافه واحدها لحج مخلاف باليمن ينسب إلى لحج بن وائل بن الغوث بن
قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان
ومدينة منها الفقيه ابن ميش شرح التنبيه في مجلدين وسكن لحجا الفقيه محمد بن سعيد
بن معن الفريضي صنف كتابا في الحديث سماه المستصفى في سنن المصطفى محذوف الأسانيد
جمعه من الكتب الصحاح وقال خديج بن عمرو أخو النجاشي بن عمرو يرثي أخاه النجاشي
فمن كان يبكي هالكا فعلى فتى ثوى بلوى لحج وآبت رواحله فتى لا يطيع الزاجرين عن
الندى وترجع بالعصيان عنه عواذله وقال ابن الحائك ومن مدن تهائم اليمن لحج وبها
الأصابح وهم ولد أصبح بن عمرو بن الحارث بن أصبح بن مالك بن زيد بن الغوث بن سعد
بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة وهو حمير الأصغر ومن لحج كان مسلم بن
محمد اللحجي أديب اليمن له كتاب سماه الأترنجة في شعراء اليمن أجاد فيه كان حيا في
نحو سنة 035 وقال عمرو بن معدي كرب أولئك معشري وهم حبالي وجدي في كتيبتهم ومجدي
هم قتلوا عزيزا يوم لحج وعلقمة بن سعد يوم نجد
لحظة بالفتح ثم السكون والظاء معجمة بلفظ اللحظة وهي النظرة من جانب الأذن وهي
مأسدة بتهامة يقال أسد لحظة كما يقال أسد بيشة قال الجعدي سقطوا على أسد بلحظة مش
بوح السواعد باسل جهم
لحف بفتح أوله وسكون ثانيه والفاء واللحف الأغطية ومنه سمي اللحاف الذي يتغطى به
هو واد بالحجاز يقال له لحف عليه قريتان جبلة والستارة وقد ذكرناهما في موضعهما
لحف بكسر أوله وسكون ثانيه ولحف الجبل أصله وهو صقع معروف من نواحي بغداد سمي بذلك
لأنه في لحف جبال همذان ونهاوند وتلك النواحي وهو دونها مما يلي العراق ومنه البندنيجين
وغيرها وفيه عدة قلاع حصينة
لحوظ فعول من اللحظ وهو مؤخر العين من جبال هذيل
لحيا جمل بالفتح ثم
السكون تثنية اللحي وهما العظمان اللذان فيهما الأسنان من كل ذي لحي والجمع الألحي
وجمل بالجيم البعير وفي الحديث احتجم النبي صلى الله عليه و سلم بلحي جمل موضع بين
مكة والمدينة وقد روي فيه لحي جمل بالفتح ولحي جمل بالكسر والفتح أشهر هي عقبة
الجحفة على سبعة أميال من السقيا وقد فسر في حديث الحكم بن بشار في كتاب مسلم أنه
ماء وقد ذكر في باب جمل عدة مواضع تسمى بهذا الاسم ولحي جمل عدة مواضع ذكرت في جمل
لحيان بكسر أوله قال ابن بزرج اللحيان الخدود في الأرض مما يخدها السيل الواحدة
لحيانة قال واللحيان الوشل الصديع في الأرض يخر فيه الماء وبه سميت لحيان القبيلة
وليس بتثنية اللحي كله عن ابن بزرج واللحيان ردهة لبني أبي بكر ابن كلاب
اللحيان تثنية اللحي مخفف من لحى جمع لحية هو واديان بضم أوله
لحيان بفتح أوله ثم السكون تثنية لحي العظم الذي يكون فيه الأسنان وهو أبيض
النعمان قصر كان له بالحيرة قال حاتم الطائي وما زلت أسعى بين خص ودارة ولحيان حتى
خفت أن أتنصرا
لحيظ بالفتح ثم الكسر وآخره ظاء معجمة اسم ماء قال نصر الخذيقة ماء لكعب بن عبد بن
أبي بكر بن كلاب ثم لحيظ وهو ثميد إزاءها قال يزيد بن مرحبة وجاؤوا بالروايا من
لحيظ فرخوا المحض بالماء العذاب رخوا مزجوا وقيل لحيظ ردهة طيبة الماء
باب اللام والخاء وما يليهما
اللخ بالضم في شعر امرىء القيس حيث قال وقد عمر الروضات حول مخطط إلى اللخ مرأى من
سعاد ومسمعا
باب اللام والدال وما يليهما
لد بالضم والتشديد وهو جمع ألد والألد الشديد الخصومة قرية قرب بيت المقدس من
نواحي فلسطين ببابها يدرك عيسى بن مريم الدجال فيقتله قال المعلى بن طريف مولى
المهدي يا صاح إني قد حججت وزرت بيت المقدس وأتيت لدا عامدا وفي عيد ماري سرجس
فرأيت فيه نسوة مثل الظباء الكنس
ولد اسم رملة يقتل عندها الدجال ذكره جميل في شعره فقال تذكر أنسا من بثينة ذا
القلب وبثنة ذكراها لذي شجن يصبو وحنت قلوصي فاستمعت لسجرها برملة لد وهي مثنية
تحبو نسبوا إليها أبا يعقوب بن سيار اللدي حدث عن أحمد بن هشام بن عمار الدمشقي
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس سمع منه في حدود سنة 360
اللدمان تثنية اللدم وهو ضرب المرأة صدرها والرجل خبز الملة يذهب عنه التراب وهو
اسم ماء معروف
باب اللام والراء
وما يليهما
لرت موضع بالأندلس أو قبيلة قال السلفي أنشدني أحمد بن يوسف بن نام اليعمري
البياسي للوزير أبي الحسن جعفر بن إبراهيم اللرتي المعروف بالحاج لم لا أحب الضيف
أو أرتاح من طرب إليه والضيف يأكل رزقه عندي ويشكرني عليه
اللر بالضم وتشديد الراء وهو جيل من الأكراد في جبال بين أصبهان وخوزستان وتلك
النواحي تعرف بهم فيقال بلاد اللر ويقال لها لرستان ويقال لها اللور أيضا وقد ذكرت
في موضعها
لرقة بالضم ثم السكون والقاف وهو حصن في شرقي الأندلس غربي مرسية وشرقي المرية
بينهما ثلاثة أيام ينسب إليها خلف بن هاشم اللرقي أبو القاسم روى عن محمد بن أحمد
العتبي
باب اللام والسين وما يليهما
لسعى بوزن سكرى موضع قال ابن دريد أحسبه يمد ويقصر
لسلسى بالفتح ثم السكون وفتح السين يقال ثوب ملسلس إذا كان فيه خطوط ووشي وهو اسم
موضع
لسنونة بالفتح ثم السكون ونونين بينهما واو موضع
اللسان من أرض العراق في كتاب الفتوح وكان مقام سعد بالقادسية بعد الفتح بشهرين ثم
قدم زهرة بن حوية إلى العراق واللسان لسان البر الذي أدلعه في الريف عليه الكوفة
اليوم والحيرة قبل اليوم قالوا ولما أراد سعد تمصير الكوفة أشار عليه من رأى
العراق من وجوه العرب باللسان وظهر الكوفة يقال له اللسان وهو فيما بين النهرين
إلى العين عين بني الجراء وكانت العرب تقول أدلع البر لسانه في الريف فما كان يلي
الفرات منه فهو الملطاط وما كان يلي البطن منه فهو النجاف قال عدي بن زيد ويح أم
دار حللنا بها بين الثوية والمردمه برية غرست في السواد غرس المضيغة في اللهزمه
لسان لعربة ذو ولغة تولغ في الريف بالهندمه
لسيس من حصون زبيد باليمن
باب اللام والشين وما يليهما
لشبونة بالفتح ثم السكون وباء موحدة
وواو ساكنة ونون وهاء ويقال أشبونة بالألف هي مدينة بالأندلس يتصل عملها بأعمال
شنترين وهي مدينة قديمة قريبة من البحر غربي قرطبة وفي جبالها التبرات الخلص
ولعسلها فضل على كل عسل الذي بالأندلس يسمى اللاذرني يشبه السكر بحيث أنه يلف في
خرقة فلا يلوثها وهي مبنية على نهر تاجه والبحر قريب منها وبها معدن التبر الخالص
ويوجد بساحلها العنبر الفائق وقد ملكها الأفرنج في سنة 375 وهي فيما أحسب في
أيديهم إلى الآن
باب اللام والصاد وما يليهما
لصاف بوزن قطام كأنه معدول عن لاصفة وتأنيثه للأرض أو البقعة يكثر فيها اللصف قال
أبو عبيد اللصف شيء
ينبت في أصل الكبر كأنه خيار وقال الليث ثمرة شجرة تجعل في المرق ولها عصارة يصطنع
بها الطعام ولصاف وثبرة ماءان بناحية الشواجن في ديار ضبة قال الأزهري وقد شربت
منهما وإياهما أراد النابغة حيث قال بمصطحبات من لصاف وثبرة يزرن إلالا سيرهن
التدافع وقال أبو عبيد الله السكوني لصاف ماء بالقرب من شرج وناظرة وهو من مياه
إياد القديمة وقد صرفه الشاعر فقال إن لصافا لا لصاف فاصبري إذ حقق الركبان هلك المنذر
وقال أبو زياد لصاف ماء بالدو لبني تميم وقد بلغ مضرس بن ربعي الأسدي أن الفرزدق
قد هجا بني أسد فقدم البصرة وجلس بالمؤيد ينشد هجاءه الفرزدق فبلغ الفرزدق ذلك
فجاءه حتى وقف عليه فقال له من أنت قال أسدي أنا قال لعلك ضريس قال أنا مضرس فقال
له الفرزدق إنك بي لشبيه فهل وردت أمك البصرة فقال لم ترد البصرة قط ولكن أبي قال
الفرزدق ما فعل معمر قال مضرس هو بلصاف حيث تبيض الحمر فقال له الفرزدق هل أنت
مجيز لي بيتا قال مضرس هاته قال الفرزدق وما برئت إلا على عتب بها عراقيبها مذ
عقرت يوم صوأر فقال مضرس مناعيش للمولى تظل عيونها إلى السيف تستبكي إذا لم تعقر
فنزع الفرزدق جبته ورمى بها على مضرس وقال والله لا هجوت أسديا قط أراد الفرزدق
بقوله نهشل بن جري يهجو بني فقعس حيث قال ضمن القيان لفقعس سوآتها إن القيان لفقعس
لمعمر وأراد مضرس قول ابن المهوس الأسدي يرد عليه قد كنت أحسبكم أسود خفية فإذا
لصاف تبيض فيه الحمر فترفعوا مدح الرئال فإنما تجني الهجيم عليكم والعنبر عضت تميم
جلد أير أبيكم يوم الوقيط وعاونتها حضجر وهي أبيات كثيرة
لصبين بكسر أوله وهو في الأصل المضيق في الجبل وهو موضع بعينه قال تميم بن مقبل
أتاهن لبان ببيض نعامة حواها بذي اللصبين فوق جنان
لصف بالتحريك وتفسيره كالذي قبله اسم بركة غربي طريق مكة بين المغيثة والعقبة على
ثلاثة أميال من صبيب غربي واقصة
لصوب بلد قرب برذعة من أرض أران
باب اللام والطاء وما يليهما
اللطاط بكسر أوله قال أبو زيد يقال هذا لطاط الجبل وثلاثة ألطة وهو طريق في عرض
الجبل وقال العمراني اللطاط شفير نهر أو واد لم يزد
لطمين بالفتح ثم السكون وكسر الميم وياء وآخره نون كورة بحمص وبها حصن
باب اللام والظاء
وما يليهما لظى بالفتح والقصر وهو من أسماء النار وذو لظى اسم موضع في شعر هذيل
وقيل لظى منزل من بلاد جهينة في جهة خيبر قال مالك بن خالد الخناعي الهذلي فما ذر
قرن الشمس حتى كأنهم بذات اللظى خشب تجر إلى خشب باقيها في ذي دوران وقال أيضا
كأنهم حين استدارت رحاهم بذات اللظى أو أدرك القوم لاعب إذا أدركوهم يلحقون سراتهم
بضرب كما حد الحصير الشواطب
باب اللام والعين وما يليهما
لعباء بالفتح ثم السكون وباء موحدة وألف ممدودة اسم لسبخة معروفة بناحية البحرين
بحذاء القطيف على سيف البحر فيه حجارة ملس سميت بذلك لأنها لعب فيها كل واد أي سال
والنسبة إليها لعباني كالنسبة إلى صنعاء صنعاني وتنسب إليها الكلاب قال مزرد وعالا
وعاما حين باعا بأعنز وكلبين لعبانية كالجلامد وقال المهلبي قوله لعبانية يعنى
نوقا شبهها في صلابتها بحجارة اللعباء
ولعباء أيضا ماء سماء في حزم بني عوال جبل لغطفان في أكناف الحجاز وهناك أيضا السد
وهو ماء سماء قال كثير فأصبحن باللعباء يرمين بالحصى مدى كل وحشي لهن ومستمي وقالت
مية بنت عتيبة ترثي أباها وهي أم البنين وقتل يوم خو قتلته بنو أسد تروحنا من
اللعباء عصرا وأعجلنا إلاهة أن تؤوبا على مثل ابن مية فانعياه يشق نواعم الشعر
الجيوبا وكان أبي عتيبة شمريا ولا تلقاه يدخر النصيبا ضروبا باليدين إذا اشمعلت
عوان الحرب لا روعا هيوبا وقيل اللعباء أرض غليظة بأعلى الحمى لبني زنباع من عبد
بن أبي بكر بن كلاب قال أبو زياد وإياها عني حميد بن ثور الهلالي بقوله إلى النير
فاللعباء حتى تبدلت مكان رواغيها الصريف المسدما
لعبا بالضم ثم السكون والباء موحدة فعلى من اللعب مقصور هو موضع في ديار عبد القيس
بين عمان والبحرين عن الحازمي
لعس بالفتح ثم السكون وآخره سين مهملة وهو العض في اللغة اسم موضع
لعلع بالفتح ثم السكون واللعلع في لغتهم السراب ولعلع جبل كانت به وقعة لهم قال
أبو نصر لعلع ماء في البادية وقد وردته وقيل لعلع منزل بين البصرة والكوفة وقال العزيزي
من البصرة إلى عين جمل ثلاثون ميلا وإلى عين صيد ثلاثون ميلا وإلى الأخاديد ثلاثون
ميلا وإلى أقر ثلاثون ميلا وإلى سلمان عشرون ميلا وإلى لعلع عشرون ميلا وقال
المسيب بن علس الضبعي
بان الخليط ورفع
الخرق ففؤاده في الحي معتلق منعوا كلامهم ونائلهم يوم الفراق ورهنهم غلق قطعوا
المزاهر واستتب بهم يوم الرحيل للعلع طرق وإلى بارق عشرون ميلا وإلى مسجد سعد
أربعون ميلا وإلى المغيثة ثلاثون ميلا وإلى العذيب أربعة وعشرون ميلا وإلى
القادسية ستة أميال وإلى الكوفة خمسة وأربعون ميلا
باب اللام والغين وما يليهما
لغابر بعد الألف باء موحدة هو موضع
لغاط بالضم وآخره طاء مهملة فعال من اللغط وهو كثرة الحديث من غير فائدة موضع عن
العمراني ثم قال وسماعي بالعين غير معجمة عن جلة مشايخي وقال الليث لغاط بمعجمة
اسم جبل من منازل بني تميم وقال أبو محمد الأسود لغاط واد لبني ضبة وقال الهرار بن
حكيم الربعي والجوف خير لك من لغاط ومن ألات وألي أراط وسط محدم من الأوساط ومن
جواد الشد ذي اهتماط وفي كتاب بني مازن بن عمرو بن تميم قال ابن حبيب لغاط ماء
لبني مازن بن عمرو بن تميم وقال عقبة بن قدامة الحبطي يمدح بني مازن وهم حصدوا بني
سعد بن قيس على القصبات بالبيض القصار وردوهم غداة لغاط عنهم بأكباد وأفئدة حرار
وقال محمد بن إدريس بن أبي حفصة اليمامي لغاط لبني مبذول وبني العنبر من أرض
اليمامة وأنشد لعمارة بن عقيل بن بلال بن جرير وعلا لغاط فبات يلغط سيله ويثج في
لبب الكثيب ويصخب
لغاط بالضم وآخره طاء مهملة فعال من اللغط وهو كثرة الحديث من غير فائدة موضع عن
العمراني ثم قال وسماعي بالعين غير معجمة عن جلة مشايخي وقال الليث لغاط بمعجمة
اسم جبل من منازل بني تميم وقال أبو محمد الأسود لغاط واد لبني ضبة وقال الهرار بن
حكيم الربعي والجوف خير لك من لغاط ومن ألات وألي أراط وسط محدم من الأوساط ومن
جواد الشد ذي اهتماط وفي كتاب بني مازن بن عمرو بن تميم قال ابن حبيب لغاط ماء
لبني مازن بن عمرو بن تميم وقال عقبة بن قدامة الحبطي يمدح بني مازن وهم حصدوا بني
سعد بن قيس على القصبات بالبيض القصار وردوهم غداة لغاط عنهم بأكباد وأفئدة حرار
وقال محمد بن إدريس بن أبي حفصة اليمامي لغاط لبني مبذول وبني العنبر من أرض
اليمامة وأنشد لعمارة بن عقيل بن بلال بن جرير وعلا لغاط فبات يلغط سيله ويثج في
لبب الكثيب ويصخب
لغوى في شعر عروة بن معروف الأسدي يعرف بابن حجلة أصاح ترى بريقا هب وهنا يؤرقني
وأصحابي هجود قعدت له ونحن بقاع لغوى ودون مصابه بلد بعيد
باب اللام والفاء وما يليهما
لفات بضم أوله وآخره تاء مثناة من ديار مراد قال فروة بن مسيك المرادي مررن على
لفات وهن خوص يبارين الأعنة ينتحينا فإن نهزم فهزامون قدما وإن نغلب فغير مغلبينا
فما إن طبنا جبن ولكن منايانا ودولة آخرينا كذاك الدهر دولته سجال يكر بصرفه حينا
فحينا
اللفاظ بالضم وآخره ظاء معجمة وقد روي بكسر أوله وأصله على الروايتين من لفظت
الشيء
إذا ألقيته من فيك
كلاما كان أو غيره وهو ماء لبني إياد
لفت قيده القاضي عياض على ثلاثة أوجه بفتح اللام وسكون الفاء عن أبي بحر ولفت
بالتحريك عن القاضي أبي علي قال وقيد غيرهما لفت بكسر اللام وسكون الفاء قال وكذا
ذكره ابن هشام في السيرة قال وهي ثنية بين مكة والمدينة قلت ولكل معنى في كلامهم
أما لفت بالفتح ثم السكون فهو الصرف تقول ما لفتك عن فلان أي ما صرفك وقيل اللفت
اللي عن جهته ومنه الالتفات وأما اللفت فيقال لفت فلان مع فلان كقولك صغاه ولفتاه
شقاه وأما المحرك فيجوز أن يكون منقولا عن الفعل من قولهم لفت فلان فلانا أي صرفه
ثم استعمل اسما وقال من روى لفت بالكسر هو واد قريب من هرشى عقبة بالحجاز بين مكة
والمدينة قال كثير قصد لفت وهن متسقات كالعدولي اللاحقات التوالي وقال أبو صخر
الهذلي لأسماء لم تهتج لشيء إذا خلا فأدبر ما اختبت بلفت ركائب وقال السكري لفت
مكان بين مكة والمدينة ويقال ثنية اختبت من الخب
ولفت طلع موضع آخر ذكر ابن هشام في السيرة في قصة الهجرة بعد ثنية المرة لفتا بكسر
اللام وسكون الفاء والتاء مثناة من فوقها قال الشيخ أبو بحر لفت بكسر اللام ألفيته
في شعر معقل الهذلي في أشعار هذيل وهو قوله لعمرك ما خشيت وقد بلغنا جبال الجوز من
بلد تهامي نزيعا محلبا من آل لفت لحي بين أثلة فالنجام قال أبو بحر كذا هو في
نسختي وهي نسخة صحيحة جدا وكذلك ألفاه من وثقته وكلفته أن ينظر لي في شعر معقل هذا
في شعر هذيل مكسور اللام في نسخة أبي علي القالي المقروة على الزيادي بن علي
الأحول ثم قرأها على ابن دريد وقد اختلف القول في هذا الحديث فمنهم من قال لفت
ومنهم من قال لقف وهما موضعان في الطريق بين مكة والمدينة قلت أنا وفي كتاب السكري
المقرو على الرماني لفت بكسر اللام وقال هي عقبة بطريق مكة عن أبي عبد الله وقال
الجمحي هي ثنية جبل قديد
لفتوان بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق مفتوحة وآخره نون قرية من قرى أصبهان
ينسب إليها إبراهيم بن شجاع بن محمد بن إبراهيم أبو عبد الله بن أبي نصر بن أبي
بكر اللفتواني أخو الحافظ أبي بكر محمد من أهل أصبهان سمع مع أخيه من الرئيس أبي
عبد الله الثقفي وأبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن السمسار سمع منه أبو سعد وأبو
القاسم وكانت ولادته في حدود سنة 084
لفلف يقال لفلف الرجل إذا اضطرب ساعده من التواء عرقه ولفلف إذا استقصى في الأكل
ولفلف جبل بين تيماء وجبلي طيء وهو في شعر الهذلي قال وأعليت من طور الحجاز نجوده
إلى الغور ما اجتاز الفقير ولفلف
لفوان من مخاليف اليمن
باب اللام والقاف
وما يليهما
لقاع موضع باليمامة وهو نخل وروض في شعر ابن أبي خازم عفا رسم برامة فالتلاع
فكثبان الحفير إلى لقاع
اللقاطة موضع قريب من الحاجر من منازل بني فزارة قتل فيه مالك بن زهير أخو قيس
الرأي بن زهير ملك بني عبس دس عليه حذيفة بن بدر من قتله عوضا عن أخيه عوف بن بدر
ولذلك اهتاجت حرب داحس والغبراء وفيه قال الربيع بن زياد في الحماسة أفبعد مقتل
مالك بن زهير ترجو النساء عواقب الأطهار
لقان بالضم ثم التخفيف وآخره نون بلد بالروم وراء خرشنة بيومين غزاه سيف الدولة
وذكره المتنبي في قوله يذري اللقان غبارا في مناخرها وفي حناجرها من آلس جرع وهذا
البيت من إسرافات المتنبي في المبالغة لأنه يقول إن هذه الخيل شربت من ماء آلس وهو
بلد بالروم فلم يتعد حناجرها حتى أذرى اللقان في مدة هذا مقدارها وبينهما مسافة
بعيدة وقد شدده أبو فراس فقال وقاد إلى اللقان كل مطهم له حافر في يابس الصخر حافر
وكان بهراة أديب يقال له عبد الملك بن علي اللقاني ذكرته في كتاب الأدباء ولا أدري
أهو منسوب إلى هذا الموضع أو غيره
لقرشان بضم أوله وثانيه وسكون الراء وشين معجمة وآخره نون وهو حصن من أعمال لاردة
بالأندلس
لقط بتحريك أوله وثانيه بالفتح قال الليث اللفظ فضة أو ذهب أمثال الشذر وأعظم في
المعادن وهو أجود يقال ذهب لقط اسم ماء بين جبلي طيء
لقف ضبطه الحازمي بفتح أوله وسكون ثانيه وقال عرام لقف ماء آبار كثيرة عذب ليس
عليها مزارع ولا نخل فيها لغلظ موضعها وخشونته وهو بأعلى قوران واد من ناحية
السوارقية على فرسخ وفي لقف ولفت وقع الخلاف في حديث الهجرة وكلاهما صحيح هذا موضع
وذاك آخر
لقنت بفتح أوله وثانيه وسكون النون وتاء مثناة حصنان من أعمال لاردة بالأندلس لقنت
الكبرى ولقنت الصغرى وكل واحدة تنظر إلى صاحبتها
اللقيطة بالفتح ثم الكسر فعيلة من لقطت الشيء إذا أخذته من الأرض ويقال للشيء
الرذل لقيط وذلك الملقوط وهي بئر بأجإ في طرفه وتعرف بالبويرة وقيل اللقيطة ماء
لغني بينها وبين مذعا يومان إلا قليلا قال ابن هرمة غدا بل راح واطرح الخلاجا ولما
يقض من أسماء حاجا وكيف لقاؤها بعفاريات وقد قطعت ظعائنها النباجا يسوق بها الحداة
مشرقات رواحا بالتنوفة وادلاجا
على أحداج مكرمة عواف
تربعت اللقيطة أو سواجا
باب اللام والكاف وما يليهما
اللكاك بكسر اللام جمع لك وهو الضغط على الورد وغيره موضع في ديار بني عامر لبني
نمير فيه روضة ذكرت في الرياض قال مضرس بن ربعي كأني طلبت العامريات بعدما علون
اللكاك في ثقيب ظواهرا
اللكام بالضم وتشديد الكاف ويروى بتخفيفها وهو في شعر المتنبي مخفف فقال بأرض ما
اشتهيت رأيت فيها فليس يفوتها إلا الكرام فهلا كان نقص الأهل فيها وكان لأهلها
منها التمام بها الجبلان من صخر وفخر أنافا ذا المغيث وذا اللكام وهو الجبل المشرف
على أنطاكية وبلاد ابن ليون والمصيصة وطرسوس وتلك الثغور وقد ذكرته في لبنان بأتم
من هذا لأنه متصل به
لكان بالضم وآخره نون علم مرتجل لاسم موضع في شعر زهير وقد أراها حديثا غير مقوية
السر منها فوادي الجفر فالهدم فلا لكان إلى وادي الغمار ولا شرقي سلمى ولا فيد ولا
رهم
لكز بالفتح ثم السكون وزاي بليدة خلف الدربند تتاخم خزران سميت باسم بانيها وقيل
لكز والكز والخزر وصقلب وبلنجر بنو يافث بن نوح عليه السلام عمر كل واحد منهم
موضعا فسمي به وأهلها مسلمون موحدون ولهم لسان مفرد ولهم قوة وشوكة وفيهم نصارى
أيضا ينسب إليها موسى بن يوسف بن الحسين اللكزي أبو عبد الله يعرف بحسن الدربندي
قال شيرويه قدم علينا في شهور سنة 205 روى عن الشريف أبي نصر محمد بن محمد بن علي
الهاشمي كتاب النعت لأبي بكر بن أبي داود وقرأ عليه شهردار أبو منصور وكان ثقة
صدوقا فقيها فاضلا حسن السيرة صامتا
لك بالضم وتشديد الكاف بلدة من نواحي برقة بين الإسكندرية وطرابلس الغرب ينسب
إليها أبو الحسن مروان بن عثمان اللكي الشاعر ذكره في كتاب الجنان وهو القائل تمكن
مني السقم حتى كأنه تمكن معنى في خفي سؤال ولو سامحت عيناه عيني في الكرى لأشكل من
طيف الخيال خيالي سمحت بروحي وهي عندي عزيزة وجدت بقلبي وهو عندي غالي وأبو الحسن
علي بن سند بن عباس اللكي مات سنة 035 وكان من الصالحين
ولك أيضا مدينة بالأندلس من أعمال فحص البلوط ولك أيضا قرية قرب الموصل من أعمال
نينوى في الجانب الغربي
اللكمة حصن بالساحل قرب عرقة والله أعلم
باب اللام والميم وما يليهما
لماية مدينة من أعمال المرية بالأندلس ينسب إليها إبراهيم بن شاكر بن خطاب اللمايي
اللحام أبو إسحاق كان رجلا صالحا فاضلا حافظا للحديث ورجاله
وروى كثيرا من كتب
العلم وكان من أهل الصلاح والورع يروي عن أبي عمر أحمد بن ثابت بن أحمد بن ثابت بن
الزبير التغلبي وأبي محمد عبد الله بن محمد بن عثمان ومحمد بن يحيى الخراز وأبي
القاسم خلف بن محمد بن خلف الخولاني وأبي عبد الله محمد بن البطال بن وهب التميمي
وأبي عمر يوسف بن عمروس الإستجي والقاضي أبي عبد الله محمد بن يحيى بن مفرج روى
عنه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الخولاني
لمطة بالفتح ثم السكون وطاء مهملة أرض لقبيلة من البربر بأقصى المغرب من البر
الأعظم يقال للأرض وللقبيلة معا لمطة وإليهم تنسب الدرق اللمطية زعم ابن مروان
أنهم يصطادون الوحش وينقعون جلوده في اللبن الحليب سنة كاملة ثم يتخذون منها الدرق
فإذا ضربت بالسيف القاطع نبا عنها
اللمعية من مخاليف اليمن
لمغان بالفتح والسكون وهي لام غان ذكرت في موضعها
باب اللام والنون وما يليهما
لنبان بالضم ثم السكون وباء موحدة وآخره نون قرية كبيرة بأصبهان ولها باب يعرف بها
ينسب إليها أبو الحسن اللنباني رواية كتب ابن أبي الدنيا وأبو بكر أحمد بن محمد بن
عمر بن أبان العبدي اللنباني الأصبهاني محدث مشهور سمع أبا بكر بن أبي الدنيا
وإسماعيل بن أبي كثير وغيرهما روى عنه الحافظ إبراهيم بن محمد بن حمزة وعبد الله
بن أحمد بن إسحاق والد أبي نعيم الحافظ توفي سنة 233 وأبو منصور معمر بن أحمد بن
محمد بن عمر بن أبان اللنباني العدوي الصوفي كان له علم بأيام الناس وأخبار
الصوفية وسمع الحديث ورواه ومات سنة 984
لنجوية بالفتح ثم السكون وجيم مضمومة وواو ساكنة وياء خفيفة هي جزيرة عظيمة بأرض
الزنج فيها سرير ملك الزنج وإليها تقصد المراكب من جميع النواحي وقد انتقل أهلها
الآن عنها إلى جزيرة أخرى يقال لها تنباتو أهلها مسلمون وفيها كرم يطعم في السنة
ثلاث مرات كلما بلغ شيء خرج الآخر
باب اللام والواو وما يليهما
اللوى بالكسر وفتح الواو والقصر وهو في الأصل منقطع الرملة يقال قدم ألويتم
فانزلوا إذا بلغوا منقطع الرمل وهو أيضا موضع بعينه قد أكثرت الشعراء من ذكره
وخلطت بين ذلك اللوى والرمل فعز الفصل بينهما وهو واد من أودية بني سليم ويوم
اللوى وقعة كانت فيه لبني ثعلبة على بني يربوع ومما يدل على أنه واد قول بعض العرب
لقد هاج لي شوقا بكاء حمامة ببطن اللوى ورقاء تصدع بالفجر هتوف تبكي ساق حر ولا ترى
لها عبرة يوما على خدها تجري تغنت بصوت فاستجاب لصوتها نوائح بالأصناف من فنن
السدر وأسعدنها بالنوح حتى كأنما شربن سلافا من معتقة الخمر دعتهن مطراب العشيات
والضحى بصوت يهيج المستهام على الذكر
يجاوبن لحنا في
الغصون كأنها نوائح ميت يلتدمن على قبر فقلت لقد هيجن صبا متيما حزينا وما منهن
واحدة تدري وقال نصيب وقد كانت الأيام إذ نحن باللوى تحسن لي لو دام ذاك التحسن
ولكن دهرا بعد دهر تقلبت بنا من نواحيه ظهور وأبطن
لوى طفيل واد بين اليمن ومكة قتل فيه هلال الخزاعي عبدة بن مرارة الأسدي غيلة في
قصة يطول شرحها فقال هلال أبلغ بني أسد بأن أخاهم بلوى طفيل عبدة بن مراره يروي
فقيرهم ويمنع ضيمهم ويريح قبل المعتمين عشاره
لوى النجيرة مذكور في شعر عنترة العبسي حيث قال فلتعلمن إذا التقت فرساننا بلوى
النجيرة أن ظنك أحمق
لوى الأرطى في شعر الأحوص بن محمد حيث قال وما كان هذا الشوق إلا لجاجة عليك وجرته
إليك المقادر تخبر والرحمن أن لست زائرا ديار الملا ما لاءم العظم جابر ألم تعجبا
للفتح أصبح ما به ولا بلوى الأرطى من الحي وابر
لوى المنجنون في شعر عبيد الله بن قيس الرقيات حيث قال ما هاج من منزل بذي علم بين
لوى المنجنون فالثلم
لوى عيوب في شعر عبد بن حبيب الهذلي حيث قال كأن رواهق المعزاء خلفي رواهق حنظل
بلوى عيوب
اللواسي مدينة خراب بالفيوم وهي مصر بلا شك فيها مسجد لموسى بن عمران عليه السلام
والآلة التي قاس بها يوسف الصديق عليه السلام عين الفيوم
لواتة بالفتح وتاء مثناة ناحية بالأندلس من أعمال فريش
ولواتة قبيلة من البربر
اللوالجان بالفتح وبعد الألف لام مكسورة وجيم وآخره نون موضع بفارس
لوان بالفتح وآخره نون موضع في قول أبي دؤاد ببطن لوان أو قرن الذهاب
لوبياباذ بالضم ثم السكون وكسر الباء وياء وبعد الألف باء موحدة وآخره ذال موضع
بأصبهان
لوبة بالفتح ثم السكون وباء موحدة موضع بالعراق من سواد كسكر بين واسط والبطائح
وقال المدائني كان عثمان بن عفان حيث ضم الجندين ونقل أهل وج إلى البصرة رد ما كان
في أيديهم من الأرض إلى الخراج غير أرض تركها لعبد الله بن أذينة العبدي وبحر لوبة
سابور من دست ميسان كانت
بيدي زياد فردها
الحجاج إلى الخراج فاشتراها خالد بن عببد الله القسري
لوبيا قال ابن القطاع في كتاب الأبنية ولوبيا اسم موضع أعجمي وهو أيضا جنس من
القطنية
ولوبيا أيضا الحوت الذي عليه الأرض
لوبية بالضم ثم السكون وباء موحدة وياء مثناة من تحت مدينة بين الإسكندرية وبرقة
ينسب إليها لوبي وقال أبو الريحان البيروتي كان اليونانيون يقسمون المعمورة بأقسام
ثلاثة تصير بأرض مصر مجتمعا لها فما مال عنها وعن بحر الروم نحو الجنوب فاسمه
لوبية ويحدها بحر أوقيانوس المحيط الأخضر من جانب المغرب وبحر مصر من جهة الشمال
وبحر الحبش من جهة الجنوب وخليج القلزم وهو بحر سوف أي البردي من جانب المشرق وهذا
كله يسمى لوبية والقسم الآخر اسمه أورقي والآخر آسيا وقد ذكرا في موضعيهما
اللوح بالفتح بلفظ اللوح من الخشب ناحية بسرقسطة يقال لها وادي اللوح
لوذ الحصى بالفتح ثم السكون وذال معجمة كأنه من لاذ به يلوذ إذا لجأ إليه موضع لا
أحقه
ولوذ جبل باليمن بين نجران بني الحارث وبين مطلع الشمس وليس بين اللوذ وبين مطلع
الشمس من تلك الناحية جبل يعرف
لوخ قرأت في كتاب أخبار زفر بن الحارث تصنيف المدائني أبي الحسن بخط أبي سعيد
الحسن بن الحسين الكسري قال أبو الحسن وقوم يزعمون أن زفر بن الحارث ولد بلوخ قال
ويقال إن لوخ قرية من قرى الأهواز والقيسية ينكرون ذلك وقول القيسية أقرب إلى الحق
لأن زفر قال لعبد الملك أو للوليد لو علمت أن يدي تحمل قائم السيف ما قلت هذا فقال
له عبد الملك حين صالحه سنة 17 قد كبرت فلو كان ولد بلوخ في الإسلام لم يكن كبيرا
قال محمد بن حبيب إنما هو توج ولوخ غلط والله أعلم قلت وعلى ذلك فليس توج من قرى
الأهواز هي مدينة بينها وبين شيراز نيف وثلاثون فرسخا وهي من أرض فارس
لوذان موضع في قول الراعي قليلا كلا ولا بلوذان أو ما حللت بالكراكر
اللورجان بالضم ثم السكون وراء وجيم وآخره نون
اللور بالضم ثم السكون كورة واسعة بين خوزستان وأصبهان معدودة في عمل خوزستان ذكر
ذلك أبو علي التنوخي في نشواره والمعروف أن اللور وهم اللر أيضا جيل يسكنون هذا
الموضع وقد ذكر في اللر وذكر الإصطخري قال اللور بلد خصيب الغالب عليه الجبال وكان
من خوزستان إلا أنه أفرد في أعمال الجبل لاتصاله بها
لوردجان من ناحية كور الأهواز ينسب إليها الفضل بن إسماعيل بن محمد اللوردجاني أبو
عبد الله البناء الدليجاني من أهل أصبهان سمع أبا مطيع العنبر سمع منه السمعاني
وتوفي في ذي الحجة سنة 255
لورقة بالضم ثم السكون والراء مفتوحة والقاف ويقال لرقة بسكون الراء بغير الواو
وقد ذكر في موضعه وهي مدينة بالأندلس من أعمال تدمير وبها حصن ومعقل محكم وأرضها
جرز لا يرويها إلا ما ركد عليها من الماء كأرض مصر فيها عنب
يكون العنقود منه
خمسين رطلا بالعراقي حدثني بذلك شيخ من أهلها والله أعلم وبها فواكه كثيرة
اللوزة بالفتح ثم السكون وزاي بركة بين واقصة والقرعاء على طريق بني وهب وقباب أم
جعفر على تسعة أميال من القرعاء وهناك أيضا بركة لإسحاق بن إبراهيم الرافعي وشراف
على أحد عشر ميلا من اللوزة وأنا مشك في الزاي والراء
اللوزية منسوبة إلى اللوز بالزاي محلة ببغداد قرب قراح بن رزين ودرب النهر بين
الرحبة وقراح أبي الشحم نسب إليها المحدثون أبا شجاع محمد بن أبي محمد بن أبي
المعالي المقري يعرف بابن المقرون سمع من أبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام
وغيره وحدث وكان ثقة صالحا يقرىء القرآن في مسجد باللوزية رأيته ومات في سابع عشر
شهر ربيع الآخر سنة 795 وكان قرأ على ابن بنت الشيخ بالرادمان
لوشة بالفتح ثم السكون وشين معجمة مدينة بالأندلس غربي إلبيرة قبل قرطبة منحرفة
يسيرا وهي مدينة طيبة على نهر سنجل نهر غرناطة وبينها وبين قرطبة عشرون فرسخا وبين
غرناطة عشرة فراسخ
اللوقة بقرب اللوى بين جبل طيء وزبالة بها ركايا طوال
لوكر بالفتح ثم السكون وفتح الكاف والراء قرية كانت كبيرة على نهر مرو قرب بنج ده
مقابلة لقرية يقال لها بركدز لوكر على شرقي النهر وبركدز على غربيه ولم يبق من
لوكر غير منارة قائمة وخراب كثير يدل على أنها كانت مدينة رأيتها في سنة 616 وقد
خربت بطرق العساكر لها فإنها على طريق هراة وبنج ده من مرو وينسب إليها أبو نصر
محمد بن عرفات بن محمد بن أحمد بن العباس بن عروبة اللوكري كان فقيها حنفيا جلدا
سمع أبا منصور محمد بن عبد الجبار السمعاني وأبا نصر محمد بن أحمد الحارثي روى عنه
أسعد بن الحسين بن الخطيب ومات بمرو سنة 205 وذكر الهمذاني في تاريخه في سنة 54
ربيع الأول خطب يوم الجمعة بجامع المدينة أبو نصر محمد بن عرفات اللوكري خطيب مرو
ولم يخطب فيه قبله عامي إلا ما كان في أيام الفساسيري
لولخان بالفتح ثم السكون وفتح اللام الثانية وخاء معجمة وآخره نون موضع
لؤلؤة ماء بسماوة كلب
ولؤلؤة قلعة قرب طرسوس غزاها الملك المأمون وفتحها
ولؤلؤة الكبيرة محلة كبيرة كانت بدمشق خارج باب الجابية سكنها جماعة من الرواة
منهم عبد الرحمن بن محمد بن عصام ويقال عصيم بن جبلة أبو القاسم القرشي مولاهم حدث
عن هشام بن عمار روى عنه أبو الحسين الرازي وغيره مات سنة 723 ومحمد بن عبد الحميد
أبو جعفر الفرغاني العسكري الملقب بالضرير سكن لؤلؤة وكان يلقب بزريق حدث عن جماعة
وافرة ومات سنة 713
لوهور بفتح أوله وسكون ثانيه والهاء وآخره راء والمشهور من اسم هذا البلد لهاور
وهي مدينة عظيمة مشهورة في بلاد الهند
لوية كأنه تصغير لية من لوى يلوي موضع بالغور بالقرب من مكة دون بستان ابن عامر في
طريق حاج الكوفة كان قفرا قيا فلما حج الرشيد استحسن فضاءه فبنى عنده قصرا وغرس
نخلا في خيف الجبل
وسماه خيف السلام
وفيها يقول بعض الأعراب خليلي ما لي لا أرى بلوية ولا بفنا البستان نارا ولا سكنا
تحمل جيراني ولم أدر أنهم أرادوا زيالا من لوية أو ظعنا أسائل عنهم كل ركب لقيته
وقد عميت أخبار أوجههم عنا فلو كنت أدري أين أموا تبعتهم ولكن سلام الله يتبعهم
منا ويا حسرتي في إثر تكنا ولوعتي وواكبدي قد فتتت كبدي تكنا
باب اللام والهاء وما يليهما
لهاب بالضم وآخره باء موحدة ويروى لهاب بالكسر وقال أوفى بن مطير المازني مازن بن
مالك بن عمرو بن تميم فسل طلابها وتعز عنها بناجية تخيل في الركاب طوت قرنا ولم
تطعم خبيا وأظهر كشحها لقع الذباب كأن مواقع الأنساع منها على الدفين أجرد من لهاب
اللهابة بالكسر وبعد الألف باء أيضا خبر بالشواجن في ديار ضبة فيه ركايا عذبة
تخترقه طريق بطن فلج كأنه جمع لهب كله عن الأزهري وحولها القرعاء والرمادة ووج
ولصاف وطويلع كان فيه وقعة بين بني ضبة والعبشميين قال بعضهم منع اللهابة حمضها
ونجيلها ومنابت الضمران ضربة أسفع وقال حاجب بن ذبيان المازني مازن بن مالك بن
عمرو بن تميم إذا ما التقينا لا هوادة بيننا فباست أبي من قال من ألم مهلا فإن
بفلج والجبال وراءه جماهير لا يرجو لها أحد تبلا وإن على حوف اللهابة حاضرا حرارا
يسنون الأسنة والنبلا
لهاور هي لوهور المقدم ذكرها نسب إليها عمرو بن سعيد اللهاوري شيخ للحافظ أبي موسى
المدني الأصبهاني وينسب إليها محمد بن المأمون بن الرشيد بن هبة الله المطوعي
اللهاوري أبو عبد الله خرج من لهاور في طلب العلم وأقام بخراسان وتفقه على مذهب
الشافعي رضي الله عنه وسمع بنيسابور من أصحاب أبي بكر الشيرازي وأبي نصر القشيري
وورد بغداد وأقام بها مدة وكتب عنه بها وسكن بأخرة بلدة بأذربيجان وكان يعظ فقتلته
الملاحدة بها في سنة 630 وينسب أيضا إلى لهاور محمود بن محمد بن خلف أبو القاسم
اللهاوري نزيل أسفرايين تفقه على أبي المظفر السمعاني وسمع منه وكان يرجع إلى فهم
وعقل وسمع أبا الفتح عبد الرزاق بن حسان المنيعي وأبا نصر محمد بن محمد الماهاني
وبنيسابور أبا بكر بن خلف الشيرازي وببلخ أبا إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم
الأصبهاني وبأسفرايين أبا سهل أحمد بن إسماعيل بن بشر النهرجاني كتب عنه أبو سعد
بأسفرايين سنة نيف وأربعين وخمسمائة
اللهباء بالفتح ثم السكون وباء موحدة ومد موضع لعله في ديار هذيل قال عامر بن سدوس
الخناعي الهذلي ألم
تسل عن ليلى وقد ذهب العمر وقد أوحشت منها الموازج والخصر وقد هاجني منها بوعساء قرمد
وأجزاع ذي اللهباء منزلة قفر قال السكري الوعساء رملة وقرمد بلد والجزع منعطف
الوادي
اللهواء بالفتح ثم السكون والمد هو من اللهو بمعنى اللعب موضع
اللهاله كأنه جمع لهله موضع في قول عدي بن الرقاع فلا هن بالبهمى وإياه إذ شتا
جنوب أراش فاللهاله فالعجب
لهيا بالفتح ثم السكون وياء مثناة من تحتها خفيفة موضع على باب دمشق يقال له بيت
لهيا
اللهيب موضع في قول الأفوه الأودي وجرد جمعها بيض خفاف على جنبي تضارع فاللهيب
اللهيماء موضع بنعمان الأراك بين الطائف ومكة وقيل هي الهيماء سميت برجل قتل بها
يقال له الهيما
لهيم بلفظ التصغير وأم اللهيم الحمى وقيل هي كنية الموت ولهيم البدن بطن من الأرض
بالجزيرة في غربي تكريت وهو ماء للنمر بن قاسط يلتهم الماء ويفرغ في السهاب
باب اللام والياء وما يليهما
ليانجل بالفتح وبعد الألف نون وجيم ولام
الليث بكسر اللام ثم الياء ساكنة والثاء المثلثة علم مرتجل لا أعرف له في النكرات
أصلا إلا أن يكون منقولا من الفعل الذي لم يسم فاعله من لاث يلوث إذا ألوى وهو واد
بأسفل السراة يدفع في البحر أو موضع بالحجاز قال غاسل بن غزية الجربي الهذلي وهو
في شعرهم كثير وقد أنال أمير القوم وسطهم بالله يمطو به حقا ويجتهد تراجعا فتشجوا
أو يشاج بكم أو تهبطوا الليث إن لم يعد باللدد وقيل الليث موضع في ديار هذيل قال
أبو خراش وكان قد أسر امرأة عجوزا وسلمها إلى شيخ في الحي فهربت منه فقال وسدت
عليه دولجا ثم يممت بني فالج بالليث أهل الحرائم وقالت له ذلج مكانك إنني سألقاك
إن وافيت أهل المواسم الدولج البيت الصغير والحرائم البقر وذلج أكب على مائه
الليط بالكسر قال ابن إسحاق لما ورد النبي صلى الله عليه و سلم عام الفتح مكة أمر
خالد بن الوليد فدخل من الليط أسفل مكة في بعض الناس وكان خالد في المجنبة اليمنى
وفيها أسلم وغفار ومزينة وجهينة
ليع بالكسر هو أيضا منقول من فعل ما لم يسم فاعله من لاع يلاع إذا ضجر وحزن وجزع
موضع
ليلش قرية في اللحف من أعمال شرقي الموصل منها الشيخ عدي بن مسافر الشافعي شيخ
الأكراد وإمامهم وولده
ليلون ويقال ليلول
جبل مطل على حلب بينها وبين أنطاكية وفي رأسه ديدبان بيت لاها وفيه قرى ومزارع
ذكرها عيسى بن سعدان الحلبي فقال ويا قرى الشام من ليلون لا بخلت على بلادكم هطالة
السحب ما مر برقك مجتازا على بصري إلا وذكرني الدارين من حلب
ليلى اسم المرأة جبل وقيل هضبة وقيل قارة قال مكيث الكلبي إلى هزمتي ليلى فما سال
فيهما وروضيهما والروض روض الممالح وقال بدر بن حزان الفزاري ما اضطرك الحرز من
ليلى إلى برد تختاره معقلا من جش أعيار
اللين ضد الخشن اسم قرية بمرو اشتقاقه كالذي بعده ينسب إليها محمد بن نصر بن
الحسين بن عثمان المزني الليني كان من الصالحين روى عنه وكيع وابن المبارك ومحمد
بن فضيل وغيرهم ومات سنة 332 ذكره أبو سعد في التاريخ
واللين أيضا أكبر قرية من كورة بين النهرين التي بين الموصل ونصيبين
ولين موضع في قول عبيد بن الأبرص حيث قال تغيرت الديار بذي الدفين فأودية اللوى
فرمال لين
لينة بالكسر ثم السكون ونون قال المفسرون في قوله تعالى ما قطعتم من لينة كل شيء
من النخل سوى العجوة فهو من اللين واحدتها اللينة وقال الزجاج اللينة الألوان
والواحدة لونة فقيل لينة بكسر اللام ولينة موضع في بلاد نجد عن يسار المصعد بحذاء
الهر وبها ركايا عادية نقرت من حجر رخو وماؤها عذب زلال وقال السكوني لينة هو
المنزل الرابع لقاصد مكة من واسط وهي كثيرة الركي والقلب ماؤها طيب وبها حوض
السلطان ومنه إلى الخل وهي لبني غاضرة ويقال إنها ثلثمائة عين وقال الأشهب بن
رميلة ولله دري أي نظرة ذي هوى نظرت ودوني لينة وكثيبها إلى ظعن قد يممت نحو حائل
وقد عز أرواح المصيف جنوبها وقال مضرس الأسدي لمن الديار غشيتها بالإثمد بصفاء
لينة كالحمام الركد أمست مساكن كل بيض راعة عجل تروحها وإن لم تطرد صفراء عارية
الأخادع رأسها مثل المدق وأنفها كالمسرد وسخال ساجية العيون خواذل بجماد لينة
كالنصارى السجد وقرأت في ديوان شعر مضرس في تفسير هذا الشعر قال لينة ماء لبني
غاضرة يقال إن شياطين سليمان احتفروه وذلك أنه خرج من أرض بيت المقدس يريد اليمن
فتغدى بلينة وهي أرض خشناء فعطش الناس وعز عليهم الماء فضحك شيطان كان واقفا على
رأسه فقال له سليمان ما الذي يضحكك فقال أضحك لعطش الناس وهم على لجة البحر فأمرهم
سليمان فضربوا بعصيهم فأنبطوا الماء وقال زهير كأن ريقتها بعد الكرى اغتبقت من طيب
الراح لما يعد أن عتقا
شج السقاة على
ناجودها شبما من ماء لينة لا طرقا ولا رنقا
ليموسك بكسر اللام وسكون الياء وضم الميم وسكون الواو وفتح السين المهملة قرية من
قرى أستراباذ على فرسخ ونصف منها
الليمة حصن في جبل صبر باليمن من أعمال تعز
لية بالكسر وتخفيف الياء وفي الحديث أن ابن عمر كان يقول له الرجل من لية نفسه
كأنه اسم من ولى يلي مثل الشية من وشى يشي ويروى إليه نفسه أي من قبل نفسه وهو واد
لثقيف قال الأصمعي لية واد قرب الطائف أعلاه لثقيف وأسفله لنصر بن معاوية
لية بتشديد الياء وكسر اللام ولها معنيان اللية قرابة الرجل وخاصته واللية العود
الذي يستجمر به وهو الألو ولية من نواحي الطائف مر به رسول الله صلى الله عليه و
سلم حين انصرافه من حنين يريد الطائف وأمر وهو بلية بهدم حصن مالك بن عوف قائد
غطفان وقال خفاف بن ندبة سرت كل واد دون رهوة دافع وجلدان أو كرم بلية محدق في
أبيات ذكرت في جلدان وقال مالك بن خالد الهذلي أمال بن عوف إنما الغزو بيننا ثلاث
ليال غير مغزاة أشهر متى تنزعوا من بطن لية تصبحوا بقرن ولم يضمر لكم بطن محمر
وقال لست بذي زوج ولا خليه يا ليتني بالبحر أو بليه وقال غيلان بن سهم جلبنا الخيل
من أكناف وج ولية نحوكم بالدارعينا وقال عبد الله بن علقمة الجذمي من جذيمة كنانة
أريتك إذ طالبتكم فوجدتكم بلية أو أدركتكم بالخرانق ألم يك حق أن ينول عاشق تكلف
إدلاج السرى والودائق
م
باب الميم والألف وما يليهما
مآب بعد الهمزة المفتوحة ألف وباء موحدة بوزن معاب وهو في اللغة المرجع وقد ذكرت
من اشتقاق هذا الموضع في عمان ما إذا نظرته عجبت منه وهي مدينة في طرف الشام من
نواحي البلقاء قال أحمد بن محمد بن جابر توجه أبو عبيدة بن الجراح في خلافة أبي
بكر في سنة 31 بعد فتح بصرى بالشام إلى مآب من أرض البلقاء وبها جمع العدو
فافتتحها على مثل صلح بصرى وبعض الرواة يزعم أن أبا عبيدة كان أمير الجيش كله وليس
ذلك بثابت لأن أبا عبيدة إنما ولي الشام من قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقيل
إن فتح مآب قبل فتح بصرى وينسب إليها الخمر قال حاتم طيء سقى الله رب الناس سحا
وديمة جنوب السراة من مآب إلى زغر بلاد امرىء لا يعرف الذم بيته له المشرب الصافي
ولا يعرف الكدر وقال عبد الله بن رواحة الأنصاري فلا وأبي مآب لنأتينها وإن كانت
بها عرب وروم
المآثب بالثاء المثلثة ثم الباء الموحدة موضع في شعر كثير أمن آل سلمى دمنة
بالذنائب إلى الميث من ريعان ذات المطارب يلوح بأطراف الأجدة رسمها بذي سلم
أطلالها كالمذاهب أقامت به حتى إذا وقد الحصا وقمص صيدان الحصا بالجنادب وهبت رياح
الصيف يومين بالسفا بلية باقي قرمل بالمآثب
مأبد بالباء الموحدة المكسورة ودال من قولهم أبدت بالمكان آبد به أبودا إذا أقمت
ولم تبرح والمكان مأبد موضع في قول الهذلي أبي ذؤيب يمانية أحيا لها مظ مأبد وآل
قراس صوب أرمية كحل
ويروى مأيد بالياء
المثناة ويروى أسقية والرمي والسقي سحابتان وجمعهما أرمية وأسقية والكحل السود
الماءتين في أخبار سيف الدولة وإيقاعه ببني نمير وعامر ونزل بالساوة بالماءتين
وهما سعادة ولؤلؤة
المئبر بكسر أوله وسكون الهمزة بعده وباء موحدة وراء وهو المحش الذي تلقح به النخل
ويقال للسان مئبر ومذرب موضع
مابرسام بفتح الباء وسكون الراء وسين مهملة وآخره ميم قرية من قرى مرو ويقال لها
ميم سام بينهما أربعة فراسخ
المأتمة من مياه بني نمير بنجد
ماتيرب بكسر التاء ثم ياء ساكنة وراء ثم باء موحدة محلة بسمرقند
المأثول من نواحي المدينة قال كثير كأن حمولهم لما ازلأمت بذي المأثول مجمعة
التوالي شوارع في ثرى الخرماء ليست بجاذية الجذوع ولا رقال
ماجان بالجيم وآخره نون نهر كان يشق مدينة مرو وماخان بالخاء المعجمة من قرى مرو
وذكرته في شعر قلته أنا عند كوني بمرو متشوقا إلى العراق تحية مغرى بالصبابة مغرم
معنى بعيد الدار والأهل والهم تراها إذا ما أقبل الركب هاجرت وتسري إذا ما عرسوا
نحو تكتم أحملها ريح الجنوب مع الصبا إلى أرض نعم وا فؤادي من نعم وأكني بنعم في
النسيب تعلة وأفدي بها من لا أقول ولا أسمي وأرتاح للبرق العراقي إن بدا وأين من
الماجان أرض المخرم سلام على أرض العراق وأهلها وسقى ثراها من ملث ومرزم بلاد
هرقنا قهوة اللهو بعدها ففقدي لها فقد الشبيبة بالرغم
ماجج بجيمين يجوز أن يكون من قولهم أج في سيره يؤج أجا إذا أسرع أو من أجت النار
والحر تؤج أجيجا إذا احتدمت أو من الماء الأجاج وهو الملح والمكان من ذلك كله
ماجد قرية من قرى اليمن بذمار
المأجل هو في الأصل البركة العظيمة التي تستنقع فيها المياه وكان بباب القيروان
مأجل عظيم جدا وللشعراء فيه أشعار مشهورة وكانوا يتنزهون فيه قال السيد الشريف
الزيدي أبو الحسن علي بن إسماعيل بن زيادة الله بن محمد بن علي بن حسين بن زيد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يا حسن مأجلنا وخضرة مائه والنهر يفرغ فيه ماء
مزبدا كاللؤلؤ المنثور إلا أنه لما استقر به استحال زبرجدا وإذا الشباك سطت على
أمواجه نثرت حبابا فوقهن منضدا وكأنما الفلك الأثير أداره فلكا وضمنه النجوم
الوقدا
ماجرم بسكون الجيم وفتح الراء والميم من قرى سمرقند
ماجندان بفتح الجيم
وسكون النون قرية بينها وبين سمرقند خمسة فراسخ
ماجن بكسر الجيم والنون مخلاف باليمن فيه مدينة صهر
ماخان بالخاء المعجمة وآخره نون من قرى مرو غير ماجان التي بالجيم وهذه التي
بالخاء هي قرية أبي مسلم الخراساني صاحب الدولة عن عمران قال ماخان اسم رجل من
شيوخ الماليني
ماخ بالخاء المعجمة مسجد ماخ ببخارى ومحلة ماخ بها وهو اسم رجل مجوسي أسلم وبنى
داره مسجدا
ماخوان بضم الخاء المعجمة وآخره نون قرية كبيرة ذات منارة وجامع من قرى مرو ومنها
خرج أبو مسلم صاحب الدعوة إلى الصحراء ينسب إليها أحمد بن شبويه بن أحمد بن ثابت
بن عثمان بن يزيد بن مسعود بن يزيد الأكبر بن كعب بن مالك بن كعب بن الحارث بن قرط
بن مازن بن سنان بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء أبو الحسن
الخزاعي الماخواني وقيل هو مولى بديل بن ورقاء الخزاعي حدث عن وكيع وأبي أسامة
وعبد الرزاق والفضل بن موسى الشيباني وسلمويه أبي صالح صاحب ابن المبارك وأيوب بن
سليمان بن بلال وعبد الرحمن بن عبد الله بن سعيد الدشتكي روى عنه ابنه عبد الله
وأبو داود السجستاني وأبو بكر ابن أبي خيثمة وعلي بن الحسين الهسنجاني وأبو بكر
محمد بن عبد الملك بن زنجويه ونوح بن حبيب وغيرهم وكان يسكن طرسوس وقدم دمشق فروى
عنه من أهلها أحمد بن أبي الحواري وعباس بن الوليد بن صبيح الخلال وأبو زرعة
الحافظ وقال أبو عبد الرحمن النسائي هو ثقة مات سنة 032 وقيل سنة 922 عن ستين سنة
ماذران بفتح الذال المعجمة وراء وآخره نون قال حمزة ماذران معرب مختصر من كسمادران
وقال البلاذري قال ابن الكلبي ونسبت القلعة التي تعرف بماذران إلى النسير بن ديسم
بن ثور العجلي وهو كان أناخ عليها حتى فتحها فقيل قلعة النسير فقد ذكرتها في قلعة
النسير وقد نسب إليها بهذه النسبة عثمان بن محمد الماذراني روى عن علي بن الحسين
المروزي روى عنه محمد بن عبد الله الربعي قال مسعر بن مهلهل الشاعر في رسالة كتبها
إلى صديق له يذكر فيها ما شاهده من البلدان قال خرجنا من ولاستجرد إلى ماذران في
مرحلة وهي بحيرة يخرج منها ماء كثير مقداره أن يدير ماؤه أرجاء متفرقة مختلفة
وعندها قصر كسروي شامخ البنيان وبين يديه زلاقة وبستان كبير ورحلت منها إلى قصر
اللصوص قال الإصطخري ومن همذان إلى ماذران مرحلة ومن ماذران إلى صحنة أربعة فراسخ
وإلى الدينور أربعة فراسخ قال مسعر في موضع آخر من رسالته وفي بعض جبال طبرستان
بين سمنان والدامغان فلجة تخرج منها ريح في أوقات من السنة على من سلك طريق الجادة
فلا تصيب أحدا إلا أتت عليه ولو أنه مشتمل بالوبر وبين الطريق وهذه الفلجة فرسخ
واحد وفتحها نحو أربعمائة ذراع ومقدار ما ينال أذاها فرسخان وليس تأتي على شيء إلا
جعلته كالرميم ويقال لهذه الفلجة وما يقرب منها من الطريق الماذران قال وإني لأذكر
وقد سرت إليها مجتازا ومعي نحو مائتي نفس وأكثر ومن الدواب أكثر من ذلك فهبت علينا
فما سلم من الناس والدواب غيري وغير رجل
آخر لا غير وذلك أن
دوابنا كانت جيادا فوافت بنا أزجا وصهريجا كانا في الطريق فاستكنا بالأزج وسدرنا
ثلاثة أيام بلياليهن ثم استيقظنا بعد ذلك فوجدنا الدابتين قد نفقتا وسير الله لنا
قافلة حملتنا وقد أشرفنا على التلف
ماذرايا مثل الذي قبله إلا أن الياء ههنا في موضع النون هناك قال تاج الإسلام أبو
سعد هي قرية بالبصرة ينسب إليها الماذرائيون كتاب الطولونية بمصر أبو زينور وآله
قلت وهذا فيه نظر والصحيح أن ماذرايا قرية فوق واسط من أعمال الصلح مقابل نهر سابس
والآن قد خرب أكثرها أخبرني بذلك جماعة من أهل واسط وقد ذكر الجهشياري في كتاب
الوزراء قال استخلف أحمد بن إسرائيل وهو يتولى ديوان الخراج للحسن بن عبد العزيز
الماذرائي من طسوج النهروان الأسفل وهذا مثل الذي ذكرنا ومن وجوه المنسوبين إليها
الحسين بن أحمد بن رستم ويقال ابن أحمد بن علي أبو أحمد ويقال أبو علي ويعرف بابن
زينور الماذرائي الكاتب من كتاب الطولونية وقد روى عنه أبو الحسن الدارقطني وكان
قد أحضره المقتدر لمناظرة ابن الفرات فلم يصنع شيئا ثم خلع عليه وولاه خراج مصر
لأربع خلون من ذي القعدة سنة 036 وكان أهدى للمقتدر هدية فيها بلغة معها فلوها
وزرافة وغلام طويل اللسان يلحق لسانه طرف أنفه ثم قبض عليه وحمل إلى بغداد فصودر
وأخذ خطه بثلاثة آلاف ألف وستمائة ألف في رمضان سنة 113 ثم أخرج إلى دمشق مع مؤنس
المظفر فمات في ذي الحجة سنة 413 وقيل 713
ماذانكت بالذال المعجمة والنون الساكنة والكاف وآخره تاء من قرى أسبيجاب
ماذروستان موضع في طريق خراسان من بغداد على مرحلتين من حلوان نحو همذان ومنه إلى
مرج القلعة مرحلة فيه إيوان عظيم وبين يديه دكة عظيمة وأثر بستان خراب بناه بهرام
جور زعموا أن الثلج يسقط على نصفه الذي من ناحية الجبل والنصف الذي يلي العراق لا
يسقط عليه أبدا
ماربانان بالراء ثم الباء الموحدة والنون وآخره نون من قرى أصبهان على نصف فرسخ
ينسب إليها شبيب بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن خورة المارباناني الأصبهاني
مأرب بهمزة ساكنة وكسر الراء والباء الموحدة اسم المكان من الأرب وهي الحاجة ويجوز
أن يكون من قولهم أرب يأرب إربا إذا صار ذا دهي أو من أرب الرجل إذا احتاج إلى
الشيء وطلبه وأربت بالشيء كلفت به يجوز أن يكون اسم المكان من هذا كله وهي بلاد
الأزد باليمن قال السهيلي مأرب اسم قصر كان لهم وقيل هو اسم لكل ملك كان يلي سبأ
كما أن تبعا اسم لكل من ولي اليمن والشحر وحضرموت قال المسعودي وكان هذا السد من
بناء سبأ بن يشجب بن يعرب وكان سافله سبعين واديا ومات قبل أن يستتمه فأتمته ملوك
حمير بعده قال المسعودي بناه لقمان بن عاد وجعله فرسخا في فرسخ وجعل له ثلاثين
مثعبا وفي الحديث أقطع رسول الله أبيض بن حمال ملح مأرب حدثني شيخ سديد فقيه محصل
من أهل صنعاء من ناحية شبام كوكبان وكان مستبينا متثبتا فيما يحكي قال شاهدت مأرب
وهي بين حضرموت وصنعاء وبينها وبين صنعاء أربعة أيام وهي قرية ليس بها عامر إلا
ثلاث قرى يقال لها
الدروب إلى قبيلة
من اليمن فالأول من ناحية صنعاء درب آل الغشيب ثم درب كهلان ثم درب الحرمة وكل
واحد من هذه الدروب كاسمه درب طويل لا عرض له طوله نحو الميل كل دار إلى جنب
الأخرى طولا وبين كل درب والآخر نحو فرسخين أو ثلاثة وهم يزرعون على ماء جار يجيء
من ناحية السد فيسقون أرضهم سقية واحدة فيزرعون عليه ثلاث مرات في كل عام قال
ويكون بين بذر الشعير وحصاده في ذلك الموضع نحو شهرين وسألته عن سد مأرب فقال هو
بين ثلاثة جبال يصب ماء السيل إلى موضع واحد وليس لذلك الماء مخرج إلا من جهة
واحدة فكان الأوائل قد سدوا ذلك الموضع بالحجارة الصلبة والرصاص فيجتمع فيه ماء
عيون هناك مع ما يغيض من مياه السيول فيصير خلف السد كالبحر فكانوا إذا أرادوا سقي
زروعهم فتحوا من ذلك السد بقدر حاجتهم بأبواب محكمة وحركات مهندسة فيسقون حسب
حاجتهم ثم يسدونه إذا أرادوا وقال عبيد الله بن قيس الرقيات يا ديار الحبائب بين
صنعا ومارب جادك السعد غدوة والثريا بصائب من هزيم كأنما يرتمي بالقواضب في اصطفاق
ورنة واعتدال المواكب وأما خبر خراب سد مأرب وقصة سيل العرم فإنه كان في ملك حبشان
فأخرب الأمكنة المعمورة في أرض اليمن وكان أكثر ما أخرب بلاد كهلان بن سبأ بن يشجب
بن يعرب وعامة بلاد حمير بن سبأ وكان ولد حمير وولد كهلان هم سادة اليمن في ذلك
الزمان وكان عمرو بن عامر كبيرهم وسيدهم وهو جد الأنصار فمات عمرو بن عامر قبل سيل
العرم وصارت الرياسة إلى أخيه عمران بن عامر الكاهن وكان عاقرا لا يولد له ولد
وكان جوادا عاقلا وكان له ولولد أخيه من الحدائق والجنان ما لم يكن لأحد من ولد
قحطان وكان فيهم امرأة كاهنة تسمى طريفة فأقبلت يوما حتى وقفت على عمران بن عامر
وهو في نادي قومه فقالت والظلمة والضياء والأرض والسماء ليقبلن إليكم الماء كالبحر
إذا طما فيدع أرضكم خلاء تسفي عليها الصبا فقال لها عمران ومتى يكون ذلك يا طريفة
فقالت بعد ست عدد يقطع فيها الوالد الولد فيأتيكم السيل بفيض هيل وخطب جليل وأمر
ثقيل فيخرب الديار ويعطل العشار ويطيب العرار قال لها لقد فجعنا بأموالنا يا طريفة
فبيني مقالتك قالت أتاكم أمر عظيم بسيل لطيم وخطب جسيم فاحرسوا السد لئلا يمتد وإن
كان لا بد من الأمر المعد انطلقوا إلى رأس الوادي فسترون الجرذ العادي يجر كل صخرة
صيخاد بأنياب حداد وأظفار شداد
فانطلق عمران في نفر من قومه حتى أشرفوا على السد فإذا هم بجرذان حمر يحفرن السد
الذي يليها بأنيابها فتقتلع الحجر الذي لا يستقله مائة رجل ثم تدفعه بمخاليب
رجليها حتى يسد به الوادي مما يلي البحر ويفتح مما يلي السد فلما نظروا إلى ذلك
علموا أنها قد صدقت فانصرف عمران ومن كان معه من أهله فلما استقر في قصره جمع وجوه
قومه ورؤساءهم وأشرافهم وحدثهم بما رأى وقال اكتموا هذا الأمر عن إخوتكم من ولد
حمير لعلنا نبيع أموالنا وحدائقنا منهم ثم نرحل عن هذه الأرض وسأحتال في ذلك بحيلة
ثم قال لابن أخيه حارثة إذا اجتمع الناس إلي فإني سآمرك بأمر فأظهر فيه العصيان
فإذا ضربت رأسك بالعصا فقم إلي فالطمني فقال له كيف يلطم
الرجل عمه فقال افعل يا بني ما آمرك فإن في ذلك صلاحك وصلاح قومك فلما كان من الغد اجتمع إلى عمران أشراف قومه وعظماء حمير ووجوه رعيته مسلمين عليه فأمر حارثة بأمر فعصاه فضربه بمخصرة كانت في يده فوثب إليه فلطمه فأظهر عمران الأنفة والحمية وأمر بقتل ابن أخيه حتى شفع فيه فلما أمسك عن قتله حلف أنه لا يقيم في أرض امتهن بها ولا بد من أن يرتحل عنها فقال عظماء قومه والله لا نقيم بعدك يوما واحدا ثم عرضوا ضياعهم على البيع فاشتراها منهم بنو حمير بأعلى الأثمان وارتحلوا عن أرض اليمن فجاء بعد رحيلهم بمديدة السيل وكان ذلك الجرذ قد خرب السد فلم يجد مانعا فغرق البلاد حتى لم يبق من جميع الأرضين والكروم إلا ما كان في رؤوس الجبال والأمكنة البعيدة مثل ذمار وحضرموت وعدن ودهيت الضياع والحدائق والجنان والقصور والدور وجاء السيل بالرمل وطمها فهي على ذلك إلى اليوم وباعد الله بين أسفارهم كما ذكروا فتفرقوا عباديد في البلدان ولما انفصل عمران وأهله من بلد اليمن عطف ثعلبة العنقاء بن عمرو بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرىء القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن بن الأزد بن الغوث نحو الحجاز فأقام ما بين الثعلبية إلى ذي قار وباسمه سميت الثعلبية فنزلها بأهله وولده وماشيته ومن يتبعه فأقام ما بين الثعلبية وذي قار يتتبع مواقع المطر فلما كبر ولده وقوي ركنه سار نحو المدينة وبها ناس كثير من بني إسرائيل متفرقون في نواحيها فاستوطنوها وأقاموا بها بين قريظة والنضير وخيبر وتيماء ووادي القرى ونزل أكثرهم بالمدينة إلى أن وجد عزة وقوة فأجلى اليهود عن المدينة واستخلصها لنفسه وولده فتفرق من كان بها من اليهود وانضموا إلى إخوانهم الذين كانوا بخيبر وفدك وتلك النواحي وأقام ثعلبة وولده بيثرب فابتنوا فيها الآطام وغرسوا فيها النخل فهم الأنصار الأوس والخزرج أبناء حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقياء وانخزع عنهم عند خروجهم من مأرب حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء وهو خزاعة فافتتحوا الحرم وسكانه جرهم وكانت جرهم أهل مكة فطغوا وبغوا وسنوا في الحرم سننا قبيحة وفجر رجل منهم كان يسمى إساف بامرأة يقال لها نائلة في جوف الكعبة فمسخا حجرين وهما اللذان أصابهما بعد ذلك عمرو بن لحي ثم حسن لقومه عبادتهما كما ذكرته في إساف فأحب الله تعالى أن يخرج جرهما من الحرم لسوء فعلهم فلما نزل عليهم خزاعة حاربوهم حربا شديدة فظفر الله خزاعة بهم فنفوا جرهما من الحرم إلى الحل فنزلت خزاعة الحرم ثم إن جرهما تفرقوا في البلاد وانقرضوا ولم يبق لهم أثر ففي ذلك يقول شاعرهم كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر بلى نحن كنا أهلها فأبادنا صروف الليالي والجدود العواثر وكنا ولاة البيت من قبل نابت نطوف بذاك البيت والخير ظاهر وعطف عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء مفارقا لأبيه وقومه نحو عمان وقد كان انقرض بها من طسم وجديس ابني إرم فنزلها وأوطنها وهم أزد عمان منهم وهم العتيك آل المهلب وغيرهم وسارت قبائل نصر بن الأزد وهم قبائل كثيرة منهم دوس رهط أبي هريرة وغامد وبارق وأحجن والجنادبة وزهران وغيرهم نحو تهامة فأقاموا بها وشنؤوا قومهم أو شنئهم قومهم إذ لم ينصروهم في حروبهم أعني حروب
الذين قصدوا مكة فحاربوا جرهم والذين قصدوا المدينة فحاربوا اليهود فهم أزد شنوءة ولما تفرقت قضاعة من تهامة بعد الحرب التي جرت بينهم وبين نزار بن معد سارت بلي وبهراء وخولان بنو عمران بن الحاف بن قضاعة ومن لحق بهم إلى بلاد اليمن فوغلوا فيها حتى نزلوا مأرب أرض سبأ بعد افتراق الأزد عنها وخروجهم منها فأقاموا بها زمانا ثم أنزلوا عبدا لأراشة بن عبيلة بن فران بن بلي يقال له أشعب بئرا لهم بمأرب ودلوا عليه دلاءهم ليملأها لم فطفق العبد يملأ لمواليه وسادته ويؤثرهم ويبطىء عن زيد الله بن عامر بن عبيلة بن قسميل فغضب من ذلك فحط عليه صخرة وقال دونك يا أشعب فأصابته فقتلته فوقع الشر بينهم لذلك واقتتلوا حتى تفرقوا فيقول قضاعة إن خولان أقامت باليمن فنزلوا مخلاف خولان وإن مهرة أقامت هناك وصارت منازلهم الشحر ولحق عامر بن زيد الله بن عامر بن عبيلة بن قسميل بسعد العشيرة فهم فيهم زيد الله فقال المثلم بن قرط البلوي ألم تر أن الحي كانوا بغبطة بمأرب إذ كانوا يحلونها معا بلي وبهراء وخولان إخوة لعمرو بن حاف فرع من قد تفرعا أقام به خولان بعد ابن أمه فأثرى لعمري في البلاد وأوسعا فلم أر حيا من معد عمارة أجل بدار العز منا وأمنعا وهذا أيضا دليل على أن قضاعة من سعد والله أعلم وسار جفنة بن عمرو بن عامر إلى الشام وملكوها فهذه الأزد باقية وأما باقي قبائل اليمن فتفرقت في البلاد بما يطول شرحه وقد ذكرت الشعراء مأرب فقال المثلم بن قرط البلوي ألم تر أن الحي كانوا بغبطة بمأرب إذ كانوا يحلونها معا وقد ذكرت وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه قصة مأرب فقال فأرسلنا عليهم سيل العرم كما ذكرناه في العرم والعرم المسناة التي كانت قد أحكمت لتكون حاجزا بين ضياعهم وحدائقهم وبين السيل ففجرته فأرة ليكون أظهر في الأعجوبة كما أفار الله الطوفان من جوف التنور ليكون ذلك أثبت في العبرة وأعجب في الأمة ولذلك قال خالد بن صفوان التميمي لرجل من أهل اليمن كان قد فخر عليه بين يدي السفاح ليس فيهم يا أمير المؤمنين إلا دابغ جلد أو ناسج برد أو سائس قرد أو راكب عرد غرقتهم فأرة وملكتهم امرأة ودل عليهم هدهد وقال الأعشى ففي ذاك للمؤتسي أسوة ومأرب عفى عليها العرم رخام بنته لهم حمير إذا ما نأى ماؤهم لم يرم فأروى الزروع وأغنامها على سعة ماؤهم إن قسم وطار القيول وقيلاتها بيهماء فيها سراب يطم فكانوا بذلكم حقبة فمال بهم جارف منهزم قال أحمد بن محمد ومأرب أيضا قصر عظيم عالي الجدران وفيه قال الشاعر
أما ترى مأربا ما
كان أحصنه وما حواليه من سور وبنيان ظل العبادي يسقي فوق قلته ولم يهب ريب دهر جد
خوان حتى تناوله من بعد ما هجعوا يرقى إليه على أسباب كتان وقال جهم بن خلف ولم
تدفع الأحساب عن رب مأرب منيته وما حواليه من قصر ترقى إليه تارة بعد هجعة بأمراس
كتان أمرت على شزر وقد نسب إلى مأرب يحيى بن قيس المأربي الشيباني روى عن ثمامة بن
شراحيل وروى عنه أبو عمرو محمد ومحمد بن بكر ذكره البخاري في تاريخه وسعيد بن أبيض
بن حمال المأربي روى عن أبيه وعن فروة بن مسيك العطيفي روى عنه ابنه ثابت بن سعيد
ذكره ابن أبي حاتم وثابت بن سعيد المأربي حدث عن أبيه روى عنه ابن أخيه فرج بن
سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمال المأربي الشيباني هكذا نسبه ابن أبي حاتم
وقال أبو أحمد في الكنى أبو روح الفرج بن سعيد أراه ابن علقمة بن سعيد بن أبيض بن
حمال المأربي عن خالد بن عمرو بن سعيد بن العاصي وعمه ثابت بن سعيد المأربي روى
عنه أبو صالح محبوب بن موسى الأنطاكي وعبد الله بن الزبير الجندي وقال أبو حاتم
جبر بن سعيد أخو فرج بن سعيد روى عنه أخوه جبير بن سعيد المأربي سألت أبي عن فرج بن
سعيد فقال لا بأس به ومنصور بن شيبة من أهل مأرب روى عنه فرج بن سعيد بن علقمة
المأربي ذكره ابن أبي حاتم أيضا في ترجمة فرج بن سعيد
مارث بكسر الراء وآخره ثاء مثلثة يجوز أن يكون اسم المكان من الإرث من الميراث أو
من الأرث وهي الحدود بين الأرضين واحدته أرثة وهي الأرث التي في حديث عثمان الأرث
تقطع الشفعة والميم على هذه زائدة ويجوز أن يكون اسم فاعل من مرثت الشيء بيدي إذا
مرسته أو فتته أو من المرث وهو الحليم الوقور ومارث ناحية من جبال عمان
مارد بكسر الراء والدال موضعان والمارد والمريد كل شيء تمرد واستعصى ومرد على الشر
أي عتا وطغى وقد يجوز أن يشتق من غير ذلك إلا أن هذا أولى وهو حصن بدومة الجندل
وفيه وفي الأبلق قالت الزباء وقد غزتهما فامتنعا عليها تمرد مارد وعز الأبلق فصارت
مثلا لكل عزيز ممتنع ومارد أيضا في بيت الأعشى فركن مهراس إلى مارد فقاع منفوحة
فالحائر وقال الأعشى أيضا أجدك ودعت الصبا والولائدا وأصبحت بعد الجور فيهن قاصدا
وما خلت أن أبتاع جهلا بحكمة وما خلت مهراسا بلادي وماردا قالوا في فسره مهراس
ومارد ومنفوحة من أرض اليمامة وكان منزل الأعشى من هذا الشق وقال الحفصي مارد قصير
بمنفوحة جاهلي
ماردة هو تأنيث الذي قبله كورة واسعة من نواحي الأندلس متصلة بحوز فريش بين الغرب
والجوف من أعمال
قرطبة إحدى القواعد التي تخيرتها الملوك للسكنى من القياصرة والروم وهي مدينة
رائقة كثيرة الرخام عالية البنيان فيها آثار قديمة حسنة تقصد للفرجة والتعجب
وبينها وبين قرطبة ستة أيام ولها حصون وقرى تذكر في مواضعها ينسب إليها غير واحد
من أهل العلم والرواية منهم سليمان بن قريش بن سليمان يكنى أبا عبد الله أصله من
ماردة وسكن قرطبة وسمع من ابن وضاح ومن غيره من رجالها ورحل فسمع بمكة من علي بن
عبد العزيز كتب أبي عبيد وغير ذلك وسمع قريش جعفرا الخصيب المعروف بسيف السنة ودخل
اليمن وسمع تعسفا من عبيد بن محمد الكشوري وغيره واستقضاه مروان ببطليوس ثم سار
إلى قرطبة فسكنها وسمع منه الناس كثيرا وكان ثقة ومات بقرطبة في محرم سنة 923
ماردين بكسر الراء والدال كأنه جمع مارد جمع تصحيح وأرى أنها إنما سميت بذلك لأن
مستحدثها لما بلغه قول الزباء تمرد مارد وعز الأبلق ورأى حصانة قلعته وعظمها قال
هذه ماردين كثيرة لا مارد واحد وإنما جمعه جمع من يعقل لأن المرود في الحقيقة لا
يكون من الجمادات وإنما يكون من الجن والإنس وهما الثقلان الموصوفان بالعقل
والتكليف وماردين قلعة مشهورة على قنة جبل الجزيرة مشرفة على دنيسر ودارا ونصيبين
وذلك الفضاء الواسع وقدامها ربض عظيم فيه أسواق كثيرة وخانات ومدارس وربط
وخانقاهات ودورهم فيها كالدرج كل دار فوق الأخرى وكل درب منها يشرف على ما تحته من
الدور ليس دون سطوحهم مانع وعندهم عيون قليلة الماء وجل شربهم من صهاريج معدة في
دورهم والذي لا شك فيه أنه ليس في الأرض كلها أحسن من قلعتها ولا أحصن ولا أحكم
وقد ذكرها جرير في قوله يا خزر تغلب إن اللؤم حالفكم ما دام في ماردين الزيت يعتصر
وقد ذكرت في الفتوح قالوا وفتح عياض بن غنم طور عبدين وحصين ماردين ودارا على مثل
صلح الرها وقد ذهب بعض الناس إلى أنها أحدثت عن قريب من أيامنا وأنه شاهد موضع
القلعة ووجد به من شاهده وليس له بينة وهذا يكذبه قول جرير قالوا وكان فتحها وفتح
سائر الجزيرة في سنة 91 وأيام من محرم سنة 02 للهجرة في أيام عمر بن الخطاب وقال
أنشدني بعض الظرفاء فقال في ماردين حماها الله لي قمر لولا الضرورة ما فارقته نفسا
يا قوم قلبي عراقي يرق له وقلبه جبلي قد قسا وعسا
مارشك بكسر الراء والشين معجمة من قرى طوس منها محمد بن الفضل بن علي أبو الفتح
المارشكي الطوسي من أهل الطابران كان إماما فاضلا متقنا مناظرا فحلا أصوليا حسن
السيرة جميل الأمر كثير العبادة تفقه على أبي حامد الغزالي وكان من أنجب تلامذته
الطوسيين سمع نصر الله الخشنامي وعمر بن عبد الكريم الرواسي سمع منه أبو سعد بطوس
وتوفي بها خوفا من الغز وقت نزولهم بطوس وإحاطتهم بها من غير معاقبة في أواخر
رمضان سنة 945
مار صمويل ويقال مار سمويل ومار بالسريانية هو القس وسمويل اسم رجل من الأحبار وهو
اسم بليدة من نواحي
بيت المقدس
مارمل بالفتح ثم السكون قرية في جبال نواحي بلخ
ماروان بفتح الراء والواو وآخره نون موضع بفارس
مارية بتخفيف الياء كنيسة بأرض الحبشة
مازج بالزاي المكسورة والجيم اسم موضع
مازر بفتح الزاي وآخره راء مدينة بصقلية نسب بعض شراح الصحيح إليها
المازحين لما فتح المسلمون الحيرة وولي عثمان ولى معاوية الشام والجزيرة وأمره أن
ينزل العرب مواضع نائبة عن المدن والقرى ويأذن لهم في اعتمار الأرضين التي لا حق
لأحد فيها فأنزل بني تميم الرابية وأنزل المازحين والمديبر أخلاطا من قيس وأسد
وغيرهم ورتب ربيعة في ديارها على ذلك وفعل مثل ذلك في جميع ديار مضر
مازل بضم الزاي ولام من قرى نيسابور ينسب إليها أبو الحسن محمد بن الحسين بن معاذ
النيسابوري المازلي سمع الحسين بن الفضل البلخي وتماما وغيرهما روى عنه أبو سعيد
ابن أبي بكر ابن أبي عثمان وتوفي سنة 533
المأزمان تثنية المأزم من الأزم وهو العض ومنه الأزمة وهو الجدب كأن السنة عضتهم
والأزم الضيق ومنه سمي هذا الموضع وهو موضع بمكة بين المشعر الحرام وعرفة وهو شعب
بين جبلين يفضي آخره إلى بطن عرنة وهو إلى ما أقبل على الصخرات التي يكون بها موقف
الإمام إلى طريق يفضي إلى حصن وحائط بني عامر عند عرفة وبه المسجد الذي يجمع فيه
الإمام بين الصلاتين الظهر والعصر وهو حائط نخيل وبه عين تنسب إلى عبد الله بن
عامر بن كريز وليس عرفات من الحرم وإنما حد الحرم من المأزمين فإذا جزتهما إلى
العلمين المضروبين فما وراء العلمين من الحل أخذ من المأزم وهو الطريق الضيق بين
الجبال وقال الأصمعي المأزم في السنة مضيق بين جمع وعرفة وقال ساعدة ابن جؤية
ومقامهن إذا حبسن بمأزم ضيق ألف وصدهن الأخشب وقال عياض المأزمان مهموز مثنى وقال
ابن شعبان هما جبلا مكة وليسا من المزدلفة وقال أهل اللغة هما مضيقا جبلين
والمأزمان المضايق الواحد مأزم وقال بعض الأعراب ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة وأهلي
معا بالمأزمين حلول وهل أبصرن العيس تنفخ في البرى لها بمنى بالمحرمين ذميل منازل
كنا أهلها فأزالنا زمان بنا بالصالحين حدول والمأزمين أيضا قرية بينها وبين عسقلان
نحو فرسخ كانت بها وقعة بين الكنانية أهل عسقلان والأفرنج مشهورة
مازر بتقديم الزاي مدينة بصقلية عن السلفي
ومازر أيضا من قرى لرستان بين أصبهان وخوزستان عن السلفي أيضا ونسب إليها عياض بن
محمد بن إبراهيم المازري قال وسألته عن مولده فقال في سنة 005 وقال لي قد نفت على
السبعين وكان صوفيا كان قد استوطن مازر من
ناحية لرستان
مازندران بعد الزاي نون ساكنة ودال مهملة وراء وآخره نون اسم لولاية طبرستان وقد
تقدم ذكرها وما أظن هذا إلا اسما محدثا لها فإني لم أره مذكورا في كتب الأوائل
مازن بالزاي المكسورة والنون وهو بيض النمل ويجوز أن يكون فاعلا من مزن في الأرض
إذا مضى فيها لوجهه والمازن ماء معروف
ماسبذان بفتح السين والباء الموحدة والذال معجمة وآخره نون وأصله ماه سبذان مضاف
إلى اسم القمر وقد ذكر في ماه دينار فيما بعد بأبسط من هذا وكان بعد فتح حلوان قد
جمع عظيم من عظماء الفرس يقال له آذين جمعا خرج بهم من الجبال إلى السهل وبلغ خبره
سعد بن أبي وقاص وهو بالمدائن فأنفذ إليهم جيشا أميرهم ضرار بن الخطاب الفهري في
سنة 16 فقتل آذين وملك الناحية وقال ويوم حبسنا قوم آذين جنده وقطراته عند اختلاف
العوامل وزرد وآذينا وفهدا وجمعهم غداة الوغى بالمرهفات القواصل فجاؤوا إلينا بعد
غب لقائنا بماسبذان بعد تلك الزلازل وقال أيضا فصارت إلينا السيروان وأهلها
وماسبذان كلها يوم ذي الرمد قال مسعر بن مهلهل وخرجنا من مرج القلعة إلى الطزر نعطف
منها يمنة إلى ماسبذان ومهرجان قذق وهي مدن عدة منها أريوجان وهي مدينة حسنة في
الصحراء بين جبال كثيرة الشجر كثيرة الحمات والكباريت والزاجات والبوارق والأملاح
وماؤها يخرج إلى البندنيجين فيسقي النخل بها ولا أثر لها إلا حمات ثلاث وعين إن
احتقن إنسان بمائها أسهل إسهالا عظيما وإن شربه قذف أخلاطا عظيمة كثيرة وهو يضر
أعصاب الرأس ومن هذه المدينة إلى الرذ بالراء عدة فراسخ وبها قبر المهدي وليس له
أثر إلا بناء قد تعفت رسومه ولم يبق منه إلا الآثار ثم نخرج منها إلى السيروان
وبها آثار حسنة ومواطن عجيبة ومنها إلى الصيمرة وقد ذكرت في موضعها
ماستي من قرى مرو قال السمعاني ماستين ويقال ماستي من قرى بخارى
ماسح تل ماسح ذكر في التلول
ماسخ كذا قرأته في شعر النابغة بالخاء المعجمة وهو قوله من المتعرضات بعين نخل كأن
بياض لبته سدين كقوس الماسخي أرن فيها من الشرعي مربوع متين وقال ابن السكيت في
شرحه الماسخي منسوب إلى قرية يقال لها ماسخ لا إلى رجل وأهلها يستجيدون خشب القسي
والشرعي الموتر
ماسط وهو ضرب من شجر الصيف إذا رعته الإبل مسط بطونها أي أخرأها وماسط اسم مويه
ملح لبني طهية بالسر في أرض كثيرة الحمض فالإبل تسلح إذا شربت ماءها وأكلت الحمض
سمي بذلك لأنه يمسط البطون قال جرير
يا بلطة حامضة بربع
من ماسط تربع القلاما حامضة إبل أكلت الحمض
ماسكان بفتح السين وآخره نون بلد مشهور بالنواحي المجاورة لمكران وراء سجستان
وأظنها من نواحي سجستان ولا يوجد الفانيذ بغير مكان إلا بهذا الموضع وقليل منه بناحية
قصدار وإليه ينسب الفانيذ الماسكاني وهو أجود أنواعه والفانيذ نوع من السكر لا
يوجد إلا بمكران ومنها يحمل إلى سائر البلدان وقال حمزة ماه سكان اسم لسجستان
وسجستان يسمى سكان وماسكان أيضا ولذلك يقال للفانيذ من هذا الصقع الفانيذ
الماسكاني قال وماه اسم القمر وله تأثير في الخصب فنسب كل موضع ذو خصب إليه
ماسكنات بالفتح وبعد النون ألف وآخره تاء موضع بفارس
ماسل يقال لجريد النخل الرطب المسل والواحد مسيل والمسل السيلان وماسل اسم رملة
وقيل ماء في ديار بني عقيل وقال ابن دريد نخل وماء لعقيل وتصغيره مويسل قال الراجز
ظلت على مويسل خياما ظلت عليه تعلك الرماما وماسل اسم جبل في شعر لبيد ودارة مأسل
ماسوراباذ قرية من قرى جرجان رأيتها بعيني يوم دخولي
ماشان بالشين معجمة نهر يجري في وسط مدينة مرو وعليه محلة وأهل مرو يقولونه بالجيم
موضع الشين إلا أن أبا تمام كذا جاء به فقال واجدا بالخليج ما لم يجد ق ط بماشان
لا ولا بالرزيق والرزيق نهر بمرو أيضا بتقديم الراء على الزاي
ماشية أرض في غربي اليمامة فيها آبار ومياه يشملها هذا الاسم تذكر في مواضعها
ماشتكين بالشين المعجمة ساكنة والتاء مكسورة وكسر الكاف وآخره نون قرية من قرى
قزوين
الماطرون بكسر الطاء من شروط هذا الاسم أن يلزم الواو وتعرب نونه وهو عجمي ومخرجه
في العربية أن يكون جمع ماطر من المطر من قولهم يوم ماطر وسحاب ماطر ورجل ماطر أي
ساكب وأنشد أبو علي قول يزيد بن معاوية آب هذا الهم فاكتنعا وأتر النوم فامتنعا
جالسا للنجم أرقبها فإذا ما كوكب طلعا صار حتى إنني لا أرى أنه بالغور قد وقعا
ولها بالماطرون إذا أكل النمل الذي جمعا خرفة حتى إذا ارتبعت سكنت من جلق بيعا في
قباب حول دسكرة بينها الزيتون قد ينعا فقيل له لم لم يقلب الواو ياء ويجعل النون
معتقب الإعراب كما قلب الواو ياء في قنسرين ونصيبين وصريفين فهن جعل نونها معتقب
الإعراب فقال لعله أعجمي قلت أنا ومثله جيرون وبيرون اسم موضعين ذكرا في موضعهما
والماطرون
موضع بالشام قرب
دمشق
ماعزة بالعين المهملة والزاي أظنه من الأمعز وهو المكان الكثير الحصى ومثله
المعزاء
ماغرة بالغين المعجمة والراء هو من المغرة وهو الطين الأحمر وتأنيثها للأرض اسم
موضع عن الزمخشري عن الشريف علي بن عيسى بن حمزة الحسني
ماء فرس كان عقبة بن عامر قد غزا فزان وتعداهم إلى أراضي كوار فنزل بموضع لم يكن
فيه ماء فأصابهم عطش أشرفوا منه على الموت فصلى عقبة ركعتين ودعا الله تعالى وجعل
فرس عقبة يبحث في الأرض حتى كشف عن صفاة فانفجر منها الماء فجعل فرس عقبة يمص ذلك
الماء فأبصره عقبة فنادى في الناس أن احتفروا فحفروا سبعين حسيا فشربوا واستقوا
فسمي الموضع لذلك ماء فرس
ماقلاصان بالقاف وآخره نون قرية من قرى جرجان
ماكسين بكسر الكاف بلد بالخابور قريب من رحبة مالك بن طوق من ديار ربيعة قال
الأخطل ما دام في ماكسين الزيت يعتصر نسبوا إليه جماعة من أهل العلم منهم أبو عبد
الله سلمان بن جروان بن الحسين الماكسيني شيخ صالح سكن بغداد وسمع من أبي مسعر
محمد بن عبد الكريم الكرخي وأبي غالب شجاع بن فارس الذهلي ذكره أبو سعد في شيوخه
وتوفي بإربل سنة 745
ماكيان
مالان من قرى مرو
مالبان بفتح اللام والباء الموحدة وآخره نون بلد في أقصى بلاد الغرب ليس وراءه غير
البحر المحيط
مالطة بلدة بالأندلس قال السلفي سمعت أبا العباس أحمد بن طالوت البلنسي بالشقر
يقول سمعت أبا القاسم بن رمضان المالطي بها يقول كان القائد يحيى صاحب مالطة قد
صنع له أحد المهندسين صورة تعرف بها أوقات النهار بالصنج فقلت لعبد الله بن السمطي
المالطي أجز هذا المصراع جارية ترمي الصنج فقال
بها النفوس تبتهج كأن من أحكمها إلى السماء قد عرج فطالع الأفلاك عن سر البروج
والدرج
مالقة بفتح اللام والقاف كلمة عجمية مدينة بالأندلس عامرة من أعمال رية سورها على
شاطىء البحر بين الجزيرة الخضراء والمرية قال الحميدي هي على ساحل بحر المجاز
المعروف بالزقاق والقولان متقاربان وأصل وضعها قديم ثم عمرت بعد وكثر قصد المراكب
والتجار إليها فتضاعفت عمارتها حتى صارت أرشذونة وغيرها من بلدان هذه الكورة
كالبادية لها أي الرستاق وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم منهم عزيز بن محمد
اللخمي المالقي وسليمان المعافري المالقي
المالكية نسبت إلى رجل اسمه مالك قرية على باب بغداد وأخرى على الفرات بالعراق
وينسب إليها أبو الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين الصابوني الخفاف المالكي
الحنبلي حدث عن أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وغيره ثقة صالح
ذكره السمعاني في
مشايخه وقال مولده سنة 284 وابنه عبد الخالق بن عبد الوهاب روى عن أبي المعالي
أحمد بن محمد البخاري البزاز وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين وأبي عبد
العزيز كادش وغيرهم وتوفي في شوال سنة 295 وقد نيف على الثمانين وهو من المكثرين
قال أبو زياد ومن مياه عمرو بن كلاب المالكية
مالين بكسر اللام وياء مثناة من تحت ساكنة قال الأديبي مالين قرية على شط جيحون وقال
أبو سعد مالين في موضعين أحدهما كورة ذات قرى مجتمعة على فرسخين من هراة يقال
لجميعها مالين وأهل هراة يقولون مالان وإليها ينسب أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد
بن عبد الله الأنصاري الماليني الصوفي كان أحد الرحالين في طلب الحديث ما بين
الشاش إلى الإسكندرية وسمع الكثير روى عن أبي عمرو ابن نجيد السلمي وأبي بكر
الإسماعيلي وأبي أحمد بن عدي وغيرهم روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو بكر أحمد بن
الحسين البيهقي وخلق لا يحصى ومات بمصر سنة 214
ومالين أيضا من قرى باخرز وينسب إلى مالين باخرز منصور بن محمد بن أبي نصر منصور
الهلالي الباخرزي الماليني أبو نصر سكن مالين وكان شيخا فقيها صالحا ورعا كثير
العبادة مكثرا من الحديث سمع أبا بكر أحمد بن علي الشيرازي وموسى بن عمران
الأنصاري وأبا نزار عبد الباقي بن يوسف المراغي كتب عنه أبو سعد وكانت ولادته سنة
466 بمالين باخرز وقتل بنيسابور في وقعة الغز في الحادي عشر من شوال سنة 456 ورأيت
مالين هراة فقيل لي إنها خمس وعشرون قرية وقال الإصطخري من نيسابور إلى بوزجان على
يسار الجائي من هراة إلى نيسابور على مرحلة منها مالين وتعرف بمالين كباخرز وليس
بمالين هراة
مامطير بفتح الميم الثانية وكسر الطاء بليدة من نواحي طبرستان قرب آملها ينسب
إليها المهدي بن محمد بن العباس بن عبد الله بن أحمد بن يحيى المامطيري أبو الحسن
الطبري يعرف بابن سرهنك قال شيرويه قدم همذان في شوال سنة 044 روى عن أبي جعفر
أحمد بن محمد صاحب عبد الرحمن بن أبي حاتم والحاكم أبي عبد الله وأبي عبد الرحمن
السلمي وذكر جماعة قال وحدثنا عنه محمد بن عثمان والميداني وأبو القاسم محمد بن
جعفر القؤول وغيرهم وكان صدوقا وأبو الحسن علي بن أحمد بن طازاد المامطيري يروي عن
عبد الله بن عتاب بن الرقبي الدمشقي وغيره روى عنه أبو سعد الماليني الحافظ
المأمونية منسوبة إلى المأمون أمير المؤمنين عبد الله بن هارون الرشيد وقد ذكرت
سبب استحداث هذه المحلة في التاج والقصر الحسني وهي محلة كبيرة طويلة عريضة ببغداد
بين نهر المعلى وباب الأزج عامرة آهلة
ومأمونية زرند بين الري وساوه قال السلفي أنشدني القاضي أبو العميثل عبد الكريم بن
أحمد بن علي الجرجاني بمأمونية زرند بين الري وساوه
ماند بالنون المكسورة والدال المهملة قال الحازمي بلد بحري تجلب منه ثياب كتان
رقاق صفاق
ماندكان من قرى أصبهان ينسب إليها أحمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن الماندكاني
أبو نصر يعرف بقاضي الليل مات في شعبان سنة 574
مانقان بنون مفتوحة وقاف وآخره نون محلة في قرية سنج من أعمال مرو
مانق بالنون والقاف
أيضا قرية من نواحي أستوا من أعمال نيسابور
ماوان بالواو المفتوحة وآخره نون وأصله من أوى إليه يأوي إذا التجأ ومأوي الإبل
بكسر الواو نادر وماوان يجوز أن يكون تثنية الماء قلبت همزة الماء واوا وكان
القياس أن تقلب هاء فيقال ماهان ولكن شبهوه بما الهمزة فيه منقلبة عن ياء أو واو
ولما كان حكم الهاء أن لا تهمز في هذا الموضع بل اشتبهت بحروف المد واللين فهمزوه
لذلك اطرد فيها ذلك لشبهه وعندي أنه من أوى إليه يأوي فوزنه مفعان وأصله مفعلان
وحقه على ذلك أن يكون مأووان على مثال مكرمان وملكعان وملأمان إلا أن لام مفعلان
في ماوان ساكنة لأنه من أوى وجاءت ألف مفعلان ساكنة فاجتمع ساكنان فاستثقل فلم
يمكن النطق به فأسقطت لام الفعل وبقيت ألف مفعلان تدل على الوزن والقصد بهذا
التعسف أن يكون المعنى مطابقا للفظ لأن الموضع يؤوى إليه أو أن المياه تكثر به
فأما ماوان السنور فليس بينه وبين مساكن العرب مناسبة ولعل أكثرهم ما يدري ما
السنور وهي قرية في أودية العلاة من أرض اليمامة بها قوم من بني هزان وربيعة وهم
ناس من اليمن وقال ابن دريد يهمز ولا يهمز ويضاف إليه ذو وقال عروة بن الورد
العبسي وقلت لقوم في الكنيف تروحوا عشية بتنا دون ماوان رزح تنالوا الغنى أو
تبلغوا بنفوسكم إلى مستراح من حمام مبرح ومن يك مثلي ذا عيال ومقترا من المال يطرح
نفسه كل مطرح ليبلغ عذرا أو ينال رغيبة ومبلغ نفس عذرها مثل منجح قال ابن السكيت
ماوان هو واد فيه ماء بين النقرة والربذة فغلب عليه الماء فسمي بذلك الماء ماوان
قاله في شرح شعر عروة وكانت منازل عبس فيما بين أبانين والنقرة وماوان والربذة هذه
كانت منازلهم
ماوانة مذكورة في شعر ابن مقبل حيث قال هاجوا الرحيل وقالوا إن شربهم ماء الزنانير
من ماوانة الترع والترع هو الملآن كذا بخط ابن المعلى الأزدي وقد ذكر ابن مقبل
الزنانير في موضع آخر من شعره وقرأته بالمرانة ولا يبعد أن يكون أشبع الفتحة
للضرورة فصارت ألفا فتكون المارانة بالراء والله أعلم فإن ماوانة لم أجده إلا في
هذا الموضع
ما وراء النهر يراد به ما وراء نهر جيحون بخراسان فما كان في شرقيه يقال له بلاد
الهياطلة وفي الإسلام سموه ما وراء النهر وما كان في غربيه فهو خراسان وولاية
خوارزم وخوارزم ليست من خراسان إنما هي إقليم برأسه وما وراء النهر من أنزه
الأقاليم وأخصبها وأكثرها خيرا وأهلها يرجعون إلى رغبة في الخير والسخاء واستجابة
لمن دعاهم إليه مع قلة غائلة وسماحة بما ملكت أيديهم مع شدة شوكة ومنعة وبأس وعدة
وآلة وكراع وسلاح فأما الخصب فيها فهو يزيد على الوصف ويتعاظم عن أن يكون في جميع
بلاد الإسلام وغيرها مثله وليس في الدنيا إقليم أو ناحية إلا ويقحط أهله مرارا قبل
أن يقحط ما وراء النهر ثم إن أصيبوا في حر أو برد أو آفة تأتي على زروعهم ففي فضل
ما يسلم في عرض بلادهم ما يقوم بأودهم حتى يستغنوا عن نقل شيء
إليهم من بلاد أخر وليس بما وراء النهر موضع يخلو من العمارة من مدينة أو قرى أو مياه أو زروع أو مراع لسوائمهم وليس شيء لا بد للناس منه إلا وعندهم منه ما يقوم بأودهم ويفضل عنهم لغيرهم وأما مياههم فإنها أعذب المياه وأخفها فقد عمت المياه العذبة جبالها ونواحيها ومدنها وأما الدواب ففيها من المباح ما فيه كفاية على كثرة ارتباطهم لها وكذلك الحمير والبغال والإبل وأما لحومهم فإن بها من الغنم ما يجلب من نواحي التركمان الغربية وغيرها ما يفضل عنهم وأما الملبوس ففيها من الثياب القطن ما يفضل عنهم فينقل إلى الآفاق ولهم القز والصوف والوبر الكثير والإبريسم الخجندي ولا يفضل عليه إبريسم ألبتة وفي بلادهم من معادن الحديد ما يفضل عن حاجتهم في الأسلحة والأدوات وبها معدن الذهب والفضة والزيبق الذي لا يقاربه في الغزارة والكثرة معدن في سائر البلدان إلا بنجهير في الفضة وأما الزيبق والذهب والنحاس وسائر ما يكون في المعادن فأغزرها ما يرتفع من ما وراء النهر وأما فواكههم فإنك إذا تبطنت الصغد وأشروسنة وفرغانة والشاش رأيت من كثرتها ما يزيد على سائر الآفاق وأما الرقيق فإنه يقع إليهم من الأتراك المحيطة بهم ما يفضل عن كفايتهم وينقل إلى الآفاق وهو خير رقيق بالمشرق كله وبها من المسك الذي يجلب إليهم من التبت وخرخيز ما ينقل إلى سائر الأمصار الإسلامية منها ويرتفع من الصغانيان وإلى واشجرد من الزعفران ما ينقل إلى سائر البلدان وكذلك الأوبار من السمور والسنجاب والثعالب وغيرها ما يحمل إلى الآفاق مع طرائف من الحديد والحتر والبزاة وغير ذلك مما يحتاج إليه الملوك وأما سماحتهم فإن الناس في أكثر ما وراء النهر كأنهم في دار واحدة ما ينزل أحد بأحد إلا كأنه رجل دخل دار صديقه لا يجد المضيف من طارق في نفسه كراهة بل يستفرغ مجهوده في غاية من إقامة أوده من غير معرفة تقدمت ولا توقع مكافأة بل اعتقادا للجود والسماحة في أموالهم وهمة كل امرىء منهم على قدره فيما ملكت يده والقيام على نفسه ومن يطرقه قال الإصطخري ولقد شهدت منزلا بالصغد قد ضربت الأوتاد على بابه فبلغني أن ذلك الباب لم يغلق منذ زيادة على مائة سنة لا يمنع من نزوله طارق وربما ينزل بالليل بيتا من غير استعداد المائة والمائتان والأكثر بدوابهم فيجدون من علف دوابهم وطعامهم ودثارهم ما يعمهم من غير أن يتكلف صاحب المنزل بشيء من ذلك لدوام ذلك منهم والغالب على أهل ما وراء النهر صرف نفقاتهم إلى الرباطات وعمارة الطرق والوقوف على سبيل الجهاد ووجوه الخيرات إلا القليل منهم وليس من بلد ولا من منهل ولا مفازة مطروقة ولا قرية آهلة إلا وبها من الرباطات ما يفضل عن نزول من طرقه قال وبلغني أن بما وراء النهر زيادة على عشرة آلاف رباط في كثير منها إذا نزل الناس أقيم لهم علف دوابهم وطعام أنفسهم إلى أن يرحلوا وأما بأسهم وشوكتهم فليس في الإسلام ناحية أكبر حظا في الجهاد منهم وذلك أن جميع حدود ما وراء النهر دار حرب فمن حدود خوارزم إلى اسبيجاب فهم الترك الغزية ومن اسبيجاب إلى أقصى فرغانة الترك الخرلخية ثم يطوف بحدود ما وراء النهر من الصغدية وبلد الهند من حد ظهر الختل إلى حد الترك في ظهر فرغانة فهم القاهرون لأهل هذه النواحي ومستفيض أنه ليس للإسلام دار حرب هم أشد شوكة من الترك يمنعونهم من دار الإسلام وجميع ما وراء النهر ثغر يبلغهم نفير العدو ولقد أخبرني من كان مع نصر بن أحمد في
غزاة أشروسنة أنهم
كانوا يحزرون ثلثمائة ألف رجل انقطعوا عن عسكره فضلوا أياما قبل أن يبلغهم نفير
العدو ويتهيأ لهم الرجوع وما كان فيهم من غير أهل ما وراء النهر كبير أحد يعرفون
بأعيانهم وبلغني أن المعتصم كتب إلى عبد الله بن طاهر كتابا يتهدده فيه فأنفذ
الكتاب إلى نوح بن أسد فكتب إليه أن بما وراء النهر ثلاثمائة ألف قرية ليس من قرية
إلا ويخرج منها كذا وكذا فارس وراجل لا يتبين على أهلها فقدهم وبلغني أن بالشاش
وفرغانة من الاستعداد ما لا يوصف مثله عن ثغر من الثغور حتى إن الرجل الواحد من
الرعية عنده ما بين مائة ومائتي دابة وليس بسلطان وهم مع ذلك أحسن الناس طاعة
لكبرائهم وألطفهم خدمة لعظمائهم حتى دعا ذلك الخلفاء إلى أن استدعوا من ما وراء
النهر رجالا وكانت الأتراك جيوشا تفضلهم على سائر الأجناس في البأس والجراءة
والإقدام وحسن الطاعة فقدم الحضرة منهم جماعة صاروا قوادا وحاشية للخلفاء وثقات
عندهم مثل الفراغنة والأتراك الذين هم شحنة دار الخلافة ثم قوي أمرهم وتوالدوا
وتغيرت طاعتهم حتى غلبوا على الخلفاء مثل الأفشين وآل أبي الساج وهم من أشروسنة
والإخشيد من سمرقند قال وأما نزهة ما وراء النهر فليس في الدنيا بأسرها أحسن من
بخارى ونحن نصفها ونصف الصغد وسمرقند وغيرها من نواحي ما وراء النهر في مواضعها من
الكتاب ولم تزل ما وراء النهر على هذه الصفة وأكثر إلى أن ملكها خوارزم شاه محمد
بن تكش بن ألب أرسلان بن أتسز في حدود سنة 600 فطرد عنها الخطا وقتل ملوك ما وراء
النهر المعروفين بالخانية وكان في كل قطر ملك يحفظ جانبه فلما استولى على جميع
النواحي ولم يبق لها ملك غيره عجز عنها وعن ضبطها فسلط عليها عساكره فنهبوها وأجلوا
الناس عنها فبقيت تلك الديار التي وصفت كأنها الجنان بصفاتها خاوية على عروشها
وبساتينها ومياهها متدفقة خالية لا أنيس بها ثم أعقب ذلك ورود التتر لعنهم الله في
سنة 671 فخربوا الباقي وبقيت مثل ما قال بعضهم كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
أنيس ولم يسمر بمكة سامر
ماوشان بفتح الواو والشين معجمة وآخره نون ناحية وقرى في واد في سفح جبل أروند من
همذان وهو موضع نزه فرح ذكره القاضي عين القضاة في رسالته فقال وكأني بالركب
العراقي يوافون همذان ويحطون رحالهم في محاني ماوشان وقد اخضرت منها التلاع
والوهاد وألبسها الربيع حبرة تحسدها عليها البلاد وهي تفوح كالمسك أزهارها وتجري
بالماء الزلال أنهارها فنزلوا منها في رياض مونقة واستظلوا بظلال أشجار مورقة
فجعلوا يكررون إنشاد هذا البيت وهم يتنغمون بنوح الحمام وتغريد الهزار حياك يا
همذان الغيث من بلد سقاك يا ماوشان القطر من وادي وقد وصفه القاضي أبو الحسن علي
بن الحسن بن علي الميانجي في قطعة ذكرها في درب الزعفران وقال أبو المظفر
الأبيوردي سقى همذان حيا مزنة يفيد الطلاقة منها الزمان برعد كما جرجر الأرحبي
وبرق كما بصبص الأفعوان فسفح المقطم بئس البديل نبيها وأروند نعم المكان
هي الجنة المشتهى
طيبها ولكن فردوسها ماوشان فألواح أمواهها كالعبير ترى أرضها وحصاها الجمان
ماوين بكسر الواو والياء وآخره نون موضع في قول قيس بن العيزارة الهذلي وإن سال ذو
الماوين أمست فلاته لها حبب تستن فيه الضفادع
ماوية قال الأصمعي الماوية المرآة كأنها نسبت إلى الماء وقال الليث الماوية البلور
ويقال ثلاث ماويات لقيل ممواة وهي في الأصل مائية فقلبت المدة واوا فقيل ماوية قال
الأزهري ورأيت في البادية على جادة البصرة إلى مكة منهلة بين حفر أبي موسى وينسوعة
يقال لها ماوية وكان ملوك الحيرة يتبدون إلى ماوية فينزلونها وقد ذكرتها الشعراء
وقال السكوني ماوية من أعذب مياه العرب على طريق البصرة من النباج بعد العشيرة
بينهما عند التواء الوادي الرقمتان وقال محمد بن أبي عبيدة المهلبي البئر التي
بالماوية وهي بئر عادية لا يقل ماؤها ولو وردها جميع أهل الأرض وإياها عنى أبو
النجم العجلي حيث قال من نحت عاد في الزمان الأول وفي كتاب الخالع ماوية ماءة لبني
العنبر ببطن فلج وقد أنشد ابن الأعرابي تبيت الثلاث السود وهي مناخة على نفس من
ماء ماوية العذب النفس الماء الرواء
ماهان إن كان عربيا فهو تثنية الماء الذي يشرب لأن أصله الهاء وإلا فهو فارسي وهو
تثنية الماه وهي القصبة كما يذكر في ماه البصرة بعده والماهان الدينور ونهاوند
وماهان مدينة بكرمان بينها وبين السيرجان مدينة كرمان مرحلتان وبينها وبين خبيص
خمس مراحل والعرب تسميها بالجمع فتقول الماهات قال القعقاع بن عمرو جدعت على
الماهات آنف فارس بكل فتى من صلب فارس خادر هتكت بيوت الفرس يوم لقيتها وما كل من
يلقى الحروب بثائر حبست ركاب الفيرزان وجمعه على فتر من جرينا غير فاتر هدمت بها
الماهات والدرب بغتة إلى غاية أخرى الليالي الغوابر وقال أيضا هم هدموا الماهات
بعد اعتدالها بصحن نهاوند التي قد أمرت بكل قناة لدنة برمية إذا أكرهت لم تنثني
واستمرت وأبيض من ماء الحديد مهند وصفراء من نبع إذا هي رنت
ماه البصرة الماه بالهاء خالصة قصبة البلد ومنه قيل ماه البصرة وماه الكوفة وماه
فارس ويقال لنهاوند وهمذان وقم ماه البصرة قال الأزهري كأنه معرب ويجمع ماهات قال
البحتري أتاك بفتحي مولييك مبشرا بأكبر نعمى أوجبت أكثر الشكر بما كان في الماهات
من سطو مفلح وما فعلت خيل ابن خاقان في مصر وقد ذكرت السبب في هذه التسمية بنهاوند
قال
الزمخشري ماه وجور
اسما بلدتين بأرض فارس وأهل البصرة يسمون القصبة بماه فيقولون ماه البصرة وماه
الكوفة كما يقولون قصبة البصرة وقصبة الكوفة وللنحويين ههنا كلام وذلك أنهم يقولون
إن الاسم إذا كان فيه علتان تمنعان الصرف وكان وسطه ساكنا خفيفا قاومت الخفة إحدى
العلتين فيصرفونه وذلك نحو هند ونوح لأن في هند التأنيث والعلمية وفي نوح العجمة
والعلمية فإذا صاروا إلى ماه وجور وسموا به بلدة أو قصبة أو بقعة منعوه الصرف وإن
كان أوسطه ساكنا لأن فيه ثلاث علل وهي التأنيث والتعريف والعجمة فقاومت خفته بسكون
وسطه إحدى العلل الثلاث فبقي فيه علتان منعتاه من الصرف والنسبة إليها ماهي وماوي
ويجمع ماهات تذكر وتؤنث
ماه بهراذان وما أظنها إلا ناحية الراذانين وقد شرح في ماه دينار
ماه دينار هي مدينة نهاوند وإنما سميت بذلك لأن حذيفة بن اليمان لما نازلها اتبع
سماك العبسي رجلا في حومة الحرب وخالطه ولم يبق إلا قتله فلما أيقن بالهلاك ألقى
سلاحه واستسلم فأخذه العبسي أسيرا فجعل يتكلم بالفارسية فأحضر ترجمانا فقال اذهبوا
بي إلى أميركم حتى أصالحه عن المدينة وأؤدي إليه الجزية وأعطيك أنت مهما شئت فقد
مننت علي إذ لم تقتلني فقال له ما اسمك قال دينار فانطلقوا به إلى حذيفة فصالحه
على الخراج والجزية وأمن أهلها على أموالهم وأنفسهم وذراريهم فسميت نهاوند يومئذ
ماه دينار وقد ذكر حمزة بن الحسن في كتاب الموازنة ما خالف هذا كله فقال ماسبذان
واسم هذه الكورة مضاف إلى اسم القمر وهو ماه وكان في ممالك الفرس عدة مدن مضافة
الأسماء إلى اسم القمر وهو ماه نحو ماه دينار وماه نهاوند وماه بهراذان وماه
شهرياران وماه بسطام وماه كران وماه سكان وماه هروم فأما ماه دينار فهو اسم كورة
الدينور وقيل إن أصله ديناوران لأن أهلها تلقوا دين زردشت بالقبول ونهاوند اسم
مختصر من نيوهاوند ومعناه الخير المضاعف وماه شهرياران اسم الكورة التي فيها الطزر
والمطامير والزبيدية والمرج وهو دون حلوان وماه بهراذان في تلك الناحية ولا أدري
كيف أخذه وبالقرب من هذه الناحية موضع يلي وندنيكان فعرب على البندنيجان وماه
بسطام أقدر تقديرا لا سماعا أنه بسطام التي هي حومة كورة قومس وماه كران هو الذي
اختصروه فقالوا مكران وكران اسم لسيف البحر وماه سكان اسم لسجستان وسجستان يسمى سكان
وماسكان أيضا ولذلك يقال للفانيذ من ذلك الصقع الفانيذ الماسكاني وماه هروم اسم
كورة الجزيرة وعلى ذلك سموا جين التي هي الصين ماه جين أيضا وأقدر تقديرا لا سماعا
أن ماه الذي هو اسم القمر إنما يقحمونه على اسم كل بلد ذي خصب لأن القمر هو المؤثر
في الأنداء والمياه التي منها الخصب
ماه شهرياران قد شرح في ماه دينار
ماه الكوفة هي الدينور وقد ذكر السبب في هذه التسمية في نهاوند
ماهياباذ بالهاء ثم الياء المثناة من تحت وباء موحدة وألف وذال معجمة محلة كبيرة
على باب مرو شبه القرية منفصلة عن سورها من شرقيها
ماهيان بكسر الهاء وياء وآخره نون قرية بينها وبين مرو نحو فرسخين ينسب إليها أبو
محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن أبي الفضل الماهياني
كان فقيها فاضلا
وسمع الحديث ورواه ومات بماهيان في شوال سنة 945 ومولده في رجب سنة 294 وجماعة
سواه
مائد من ماد يميد فهو مائد إذا تمايل متثنيا متبخترا وهو جبل باليمن ويروى بالباء
الموحدة وقد تقدم ذكره وأنشد بعضهم يمانية أحيا لها مظ مائد وآل قراس صوب أرمية
كحل
مايدشت بالشين المعجمة قلعة وبلد من نواحي خانقين بالعراق
مائر من مار يمور مورا أي دار فهو مائر والمائر الناقة النشيطة قال الحازمي مائر
صقع أحسبه عمانيا
مائق الدشت ومعنى الدشت بالفارسية الصحراء وآخر الكلمة الأولى منه قاف بعد الياء
المثناة من تحتها قرية من ناحية أستوا من نواحي نيسابور ينسب إليها أبو عمرو عبد
الوهاب بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان السلمي المائقي الاستوائي ابن خال أبي القاسم
القشيري وصهره على ابنته وشريكه في الإرادة والانتماء إلى أبي علي الدقاق وهو من
شيوخ الطريقة وله كلام وشعر بالفارسية وروى الحديث عن أبي طاهر الزيادي وغيره روى
عنه حفيده أبو الأسعد هبة الرحمن بن أبي سعيد القشيري وغيره وتوفي في حدود سنة 074
مايمرغ بفتح الياء وضم الميم وسكون الراء والغين معجمة من قرى بخارى على طريق نسف
ينسب إليها أبو نصر أحمد بن علي بن الحسين بن علي المقري الضرير المايمرغي سمع أبا
عمرو محمد بن محمد بن صابر وأبا سعيد الخليل بن أحمد وأبا أحمد الحاكم البخاريين
روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي نصر النسفي وأبو نصر عبد العزيز بن
محمد النخشي الحافظ وغيرهما وكان صدوقا ثقة توفي في سنة 304 وولادته سنة 243
ومايمرغ أيضا من قرى سمرقند بالقرب منها يتصل عملها بعمل الدرغم قال وليس برساتيق
سمرقند رستاق أشد اشتباكا في القرى والأشجار من مايمرغ وينسب إليها أبو العباس
الفضل بن نصر المايمرغي يروي عن العباس بن عبد الله السمرقندي روى عنه بكر بن محمد
بن أحمد الفقيه وغيره قال أبو سعد ومايمرغ أيضا بلد على طرف جيحون وكان به جماعة
من الفضلاء
مائين بعد الألف ياء مهموزة وياء ساكنة ونون بلد من أعمال فارس من نواحي شيراز خرج
منها جماعة من أهل العلم منهم أبو القاسم فارس بن الحسين بن شهريار المائيني روى
عن أبي بكر بن محمد الفارسي روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي
الحافظ توفي بعد سنة 574
باب الميم والباء وما يليهما
المبارك اسم نهر بالبصرة احتفره خالد بن عبد الله القسري أمير العراقين لهشام بن
عبد الملك ينسب إليه أبو زكرياء يحيى بن يعقوب بن مرداس بن عبد الله البقال
المباركي روى عن سويد بن سعيد وغيره روى عنه عبد الصمد بن علي الطبسي وأبو بكر
الشافعي وأبو قاسم الطبراني
والمبارك أيضا نهر وقرية فوق واسط بينهما ثلاثة فراسخ وقيل هو الذي احتفره خالد
وقال الفرزدق إن المبارك كاسمه يسقى به حرث السواد ولاحق الجبار ولما قدم خالد بن
عبد الله القسري واليا على العراق
جعل على شرطة
البصرة مالك بن المنذر بن الجارود العبدي وكان عبد الأعلى بن عبد الله بن مالك
يدعي على مالك قرية فأبطلها خالد بن عبد الله وحفر نهرا سماه المبارك فقال الفرزدق
وأهلكت مال الله في غير حقه على النهر المشؤوم غير المبارك وتضرب أقواما صحاحا
ظهورهم وتترك حق الله في ظهر مالك أإنفاق مال الله في غير كنهه ومنعا لحق المرملات
الضرائك وقال المفرج بن المرفع وقيل الفرزدق أيضا كأنك بالمبارك بعد شهر تخوض
غماره بقع الكلاب كذبت خليفة الرحمن عنه وسوف يرى الكذوب جزا الكذاب وقال هلال بن
المحسن المبارك قرية بين واسط وفم الصلح ينسب إليها كورة منها الصلح جميعه وينسب
إليها أبو داود سليمان بن محمد المباركي وقيل سليمان بن داود يروي عن أبي شهاب
الحناط وعامر بن صالح وغيرهما روى عنه مسلم بن الحجاج وأبو زرعة الرازي ومات سنة
132
المباركة قرية من قرى خوارزم
المباركية حصن بناه المبارك التركي أحد موالي بني العباس وبها قوم من مواليه
مبايض بالضم وآخره معجم موضع كان فيه يوم للعرب قتل فيه طريف بن تميم فارس بني
تميم قتله حميصة بن جندل وقتل فيه أبو جدعاء الطهوي وكان من فرسان تميم وقال عبدة
بن الطبيب كأن ابنة الزيدي يوم لقيتها هنيدة مكحول المدامع مرشق يراعي خذولا ينفض
المرد شادنا ينوش من الضال القذاف ويعلق وقلت لها يوما بوادي مبايض ألا كل عان غير
عانيك يعتق يصادف يوما من مليك سماحة فيأخذ عرض المال أو يتصدق وذكرنيها بعدما قد
نسيتها ديار علاها وابل متبعق بأكناف شمات كأن رسومها قضيم صناع في أديم منمق
مبرك بالفتح ثم السكون وفتح الراء وآخره كاف موضع بتهامة برك فيه الفيل لما قصد به
مكة بعرنة وهو بقرب مكة عن الأصمعي
مبركان قال كثير إليك ابن ليلى تمتطي العيس صحبتي ترامى بنا من مبركين المناقل قال
ابن حبيب في تفسيره مبركان قريب من المدينة وقال ابن السكيت مبركان أراد مبركا
ومناخا وهما نقبان ينحدر أحدهما على ينبع بين مضيق يليل وفيه طريق المدينة من هناك
ومناخ على قفا الأشعر والمناقل المنازل أحدها منقل
مبرة بفتح أوله وثانيه وتشديد الراء بوزن المبرة من البر موضع وجدته بخط ابن باقية
مبرة بضم الميم وكسر الباء وتشديد الراء في قول كثير حي المنازل قد عفت أطلالها
وعفال الرسوم بمورهن شمالها
فقرأ وقفت بها فقلت
لصاحبي والعين يسبق طرفها إسبالها أقوى الغياطل من حراج مبرة فخبوت سهوة قد عفت
فرمالها
مبعوق موضع بالحجاز قال أبو صخر الهذلي إن المنى بعدما استيقظت وانصرفت ودارها بين
مبعوق وأجياد
مبلت البلت بالتاء المثناة القطع وهذا مفعل منه موضع
مبهل مفعل من استبهلته إذا أهملته وهو ماء في ديار بني تميم وقرأته بخط أبي علي بن
الهبارية مبهل بفتح الباء وتشديد الهاء وفي كتاب الأصمعي ذكر ذا العشيرة فيما
ذكرناه ثم قال وفوق ذي العشيرة مبهل الأجرد واد لبني عبد الله بن غطفان وفوق مبهل
معدن البئر
مبين بالضم ثم الكسر وآخره نون من أبان الشيء يبين فهو مبين أي ظاهر اسم موضع قال
يا ريها اليوم على مبين
باب الميم والتاء وما يليهما
متالع بضم أوله وكسر اللام يجوز أن يكون من التلعة واحدة التلاع وهي مجاري الماء
من الأسناد والنجاف والمواضع العلية والجبال وتلعة الجبل إن الماء يجيء فيجد فيه فيحفره
حتى يخلص منه ولا تكون التلاع في الصحارى والتلعة ربما جاءت من أبعد من خمسة فراسخ
من الوادي وإذا جرت من الجبال ووقعت في الصحارى حفرت فيها كهيئة الخنادق قال وإذا
عظمت التلعة حتى تكون مثل نصف الوادي أو ثلثه فهي سيل ويجوز أن يكون من التليع وهو
الطويل ومنه عنق تليع قال الأصمعي متالع جبل بنجد وفيه عين يقال لها الخرارة وهو
الذي يقول فيه صدقة بن نافع العميلي وكان بالجزيرة أرقت بحران الجزيرة موهنا لبرق
بدا لي ناصب متعالي بدا مثل تلماع الفتاة بكفها ومن دونه نأي وعبر قلال فبت كأن
العين تكحل فلفلا وبي عس حمى بين وملال فهل يرجعن عيش مضى لسبيله وأظلال سدر تالع
وسيال وهل ترجعن أيامنا بمتالع وشرب بأوشال لهن ظلال وبيض كأمثال المها تستبينها
بقيل وما مع قيلهن فعال ومتالع جبل بناحية البحرين بين السودة والأحساء وفي سفح
هذا الجبل عين يسيح ماؤها يقال لها عين متالع ولذلك قال ذو الرمة نحاها لثأج نحوة
ثم إنه توخى بها العينين عيني متالع قال الحفصي وهو جبل وعنده ماء وهو لبني مالك
بن سعد وقيل متالع جبل لغني وقال الزمخشري متالع لبني عميلة قال صدقة بن نافع
العميلي وهل ترجعن أيامنا بمتالع وشرب بأوشال لهن ظلال وقال السكوني أبو عبيد الله
متالع ماء في شرقي الظهران عند الفوارة في جبل القنان وقال كثير
بكى سائب لما رأى
رمل عالج أتى دونه والهضب هضب متالع بكى إنه سهو الدموع كما بكى عشية جاوزنا نجاد
البدائع
المتثلم بضم أوله وفتح ثانيه وثاء مثلثة ولام مشددة مكسورة كأنه من ثلم الوادي وهو
أن يتثلم جرفه والمتثلم موضع في أول أرض الصمان في قول عنترة العبسي بالحزن
فالصمان فالمتثلم وقال ابن الأعرابي في نوادره المتثلم جبل في بلاد بني مرة
متريس بليد من أران بينه وبين برذعة عشرون فرسخا
متلجتم بضم أوله وسكون ثانيه وكسر اللام وفتح الجيم وتاء مثناة من فوق ساكنة وميم
قرية بالأندلس لأبي محمد أحمد بن علي بن حزم الحافظ المصنف الأندلسي
متن بالفتح ثم السكون ثم النون بلفظ متن الظهر والمتن من الأرض ما ارتفع وصلب
والجمع المتان ومتن كل شيء ما ظهر منه ومتن ابن عليا بمكة شعب عند ثنية ذي طوى
متوث بالفتح ثم التشديد والضم وسكون الواو وآخره ثاء مثلثة قلعة حصينة بين الأهواز
وواسط قد نسب إليها جماعة من أهل العلم والحديث قال أبو الفرج الأصبهاني متوث
مدينة بين سوق الأهواز وبين قرقوب اجتزت بها سنة 723 ونسب المحدثون إليها جماعة
منهم محمد بن عبد الله بن زياد بن عباد القطان المتوثي والد أبي سهل حدث عن
إبراهيم بن الحجاج وعبد الله بن الجارود السلمي وغيرهما روى عنه ابنه أبو سهل
وحليم بن يحيى المتوثي حدث عن الحسن بن علي بن راشد الواسطي روى عنه الطبراني وأبو
القاسم البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد حدث عنه أبو القاسم التنوخي وعبد الله بن محمد
الصريفيني في آخرين
المتوكلية مدينة بناها المتوكل على الله قرب سامرا بنى فيها قصرا وسماه الجعفري
أيضا سنة 426 وبها قتل في شوال سنة 742 فانتقل الناس عنها إلى سامرا وخربت
متيجة بفتح أوله وكسر ثانيه وتشديده ثم ياء مثناة من تحت ثم جيم بلد في أواخر
إفريقية من أعمال بني حماد قال البكري الطريق من أشير إلى جزائر بني مزغناي ومن
أشير إلى المدية وهي بلد جليل قديم ومنها إلى اقزرنة وهي مدينة على نهر كبير عليه
الأرحاء والبساتين ويقال إنها متيجة ولها مزارع ومسارح وهي أكثر تلك البلاد كتانا
ومنها يحمل وفيها عيون سائحة وطواحين ومنها إلى مدينة أغزر ومنها إلى جزائر بني
مزغناي ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن عيسى المتيجي سمع أبا الفضل
عبد الحميد بن الحسين بن يوسف بن دليل الخطي وعبيدة سمع منه ابن نقطة بالاسكندرية
باب الميم والثاء وما يليهما
المثاني أرض بين الكوفة والشام
مثحص
مثر بالتحريك وآخره راء لم أجد له أصلا في العربية وهو موضع بقرب من الشام من ديار
بلقين بن جسر
مثعلب قال أبو سعد ومن جبال الضباب مثعلب وإنما سمي مثعلبا لكثرة ثعالبه
مثعر يروى بالغين
والعين والفتح ثم السكون ثم الفتح والعين مهملة وآخره راء ويحتمل أن يكون من الثعر
وهو الثآليل لحجارته أو شيء شبه به أو يكون من الثعرور وهي رؤوس الطراثيث واد من
أودي القبلية وهو ماء لجهينة معروف إلى جنب منتخر قال ابن هرمة يا أثل لا غيرا
أعطى ولا قودا علام أو فيم إسرافا هرقت دمي إلا تريحي علينا الحق طائعة دون القضاة
فقاضينا إلى حكم صادتك يوم الملا من مثعر عرضا وقد تلاقي المنايا مطلع الأكم
بمقلتي ظبية أدماء خاذلة وجيدها يتراعى ناضر السلم ما أنجزت لك موعودا فتشكرها ولا
أنالتك منها برة القسم
مثقب بالكسر ثم السكون وفتح القاف والباء موحدة يجوز أن يكون اسم الآلة من ثقب
الزند أو من ثقبت الشيء إذا نفذته كأنه يثقب بالسير فيه تلك الصحارى أو كأنه الآلة
التي تقدح النار لحره وشدته قال أبو المنذر إنما سمي طريق مثقب باسم رجل من حمير
يقال له مثقب وكان بعض ملوك حمير بعثه على جيش كثير وكان من أشراف حمير فأخذ ذلك
الطريق متوجها إلى الصين فسمي به لأخذه فيه وهو اسم للطريق التي بين مكة والمدينة
قال أبو منصور طريق العراق من الكوفة إلى مكة يقال لها مثقب وقال الأصمعي مثقب
بالفتح فيكون على هذا اسم المكان من النفوذ والزند وقال ابن دريد مثقب بكسر الميم
طريق في حرة أو غلظ وكان فيما مضى طريق ما بين اليمامة والكوفة يسمى مثقبا وأنشد
إن طريق مثقب لحوبي وقال جندل بن المثنى الطهوي الراجز يصف إبلا يهوين من أفجة شتى
الكور من مثقب ومجدل ومنكدر ومثلهم من بصرة ومن هجر
مثقب هو مفعل بتشديد القاف وبفتحها وهو في أربعة مواضع أحدها صقع باليمامة عن
الحازمي وقال هو بفتح الميم
والمثقب حصن على ساحل البحر قرب المصيصة سمي المثقب لأنه في جبال كلها مثقبة فيه
كوى كبار كان أول من بنى حصن المثقب هشام بن عبد الملك على يد حسان بن ماهويه
الأنطاكي ووجد في خندقه حين حفر عظم ساق مفرط الطول فبعث به إلى هشام
والمثقب ماء بين تكريت والموصل
والمثقب ماء بين رأس عين والرقة معروف ولا أدري أأحد هذه أراد طرفة أم موضعا آخر
بقوله ظللت بذي الأرطى فويق مثقب ببينة سوء هالكا في الهوالك تكف إلي الريح ثوبي
قاعدا على صدفي كالحنية بارك صدفي منسوب إلى الصدف هو حي من همدان
المثل بكسر أوله وسكون ثانيه ولام وهو الشبه موضع بنجد ذكره مالك بن الريب في
قصيدته حيث قال فيا ليت شعري هل تغيرت الرحا رحل المثل أم أضحت بفلج كما هيا
فيا ليت شعري هل
تغييرت الرحا رحا المثل أم أضحت بفلج كما هيا إذا القوم حلوها جميعا وأنزلوا بها
بقرا حور العيون سواجيا
المثلم بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد اللام من ثلمت الشيء إذا كسرت جنبه
المثناة بالضم ثم الفتح وتشديد النون من ثنيت الشيء إذا أطريته موضع في قول الأعشى
دعا رهطه حولي فجاؤوا لنصره وناديت حيا بالمثناة غيبا
مثوب مفعل بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الواو وآخره باء من ثاب يثوب إذا رجع فمعناه
مرجع بلد باليمن عن أبي بكر بن موسى
مثوة من حصون بني زبيد باليمن
باب الميم والجيم وما يليهما
مجاح موضع من نواحي مكة قال كثير إذا أمسيت بطن مجاح دوني وعمق دون عزة فالبقيع
فليس بلائمي أحد يصلي إذا أخذت مجاريها الدموع وفي حديث الهجرة عن ابن إسحاق إن
دليلهما جاز بهما مدلجة لقف ثم استبطن بهما مدلجة محاج كذا ضبطه بفتح الميم وحاء
مهملة وآخره جيم قال ابن هشام ويقال مجاج بجيمين وكسر الميم والصحيح عندنا فيه غير
ما روياه جاء في شعر ذكره الزبير بن بكار وهو مجاح بفتح الميم ثم جيم وآخره حاء
مهملة والشعر هو قول محمد بن عروة بن الزبير لعن الله بطن لقف مسيلا ومجاجا وما
أحب مجاحا لقيت ناقتي به وبلقف بلدا مجدبا وأرضا شحاحا وأنا أحسب أن هذه هي رواية
ابن إسحاق وإنما القلب على كاتب الأصل فأراد تقديم الجيم فقدم الحاء والله أعلم
المجاز بالفتح وآخره زاي يقال جزت الطريق جوازا ومجازا وجوزا والمجاز الموضع وكذلك
المجازة وذو المجاز موضع سوق بعرفة على ناحية كبكب عن يمين الإمام على فرسخ من
عرفة كانت تقوم في الجاهلية ثمانية أيام وقال الأصمعي ذو المجاز ماء من أصل كبكب
وهو لهذيل وهو خلف عرفة وقال حسان بن ثابت يخاطب أبا سفيان في شأن أبي أزيهر وكان
الوليد بن المغيرة المخزومي قتله وكان أبو سفيان صهره فأراد حقن الدماء وأدي عقله
ولم يطلب بدمه فقال غدا أهل ضوجي ذي المجاز كليهما وجار ابن حرب بالمغمس ما يغدو
ولم يمنع العير الضروط ذماره وما منعت مخزاة والدها هند كساك هشام بن الوليد ثيابه
فأبل وأخلق مثلها جددا بعد وقال المتوكل الليثي للغانيات بذي المجاز رسوم في بطن
مكة عهدهن قديم لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم والمجاز أيضا
موضع قريب من ينبع والقصيبة قال الشاعر
تراني يا علي أموت
وجدا ولم أرع القرائن من رئام ولم أرع الكرى فمشت وطاءت وأوردها المجاز وهي ظوامي
المجازة مثل الذي قبله في المعنى والوزن إلا أنه بزيادة هاء في آخره قال أبو منصور
المجازة موسم من المواسم فإما أن يكون لغة في الذي قبله أو هو غيره وذو المجازة
منزل من منازل طريق مكة بين ماوية وينسوعة على طريق البصرة
والمجازة واد وقرية من أرض اليمامة ساكنه بنو هزان من عنزة بن أسد بن ربيعة بن
نزار وبها أخلاط من الناس من موالي قريش وغيرهم سكنوها بعد قتلة مسيلمة الكذاب
لأنها لم تدخل في صلح خالد بن الوليد لما صالح أهل اليمامة وبها جبل يقال له شهوان
يصب فيه نعام وبرك ووراء المجازة فلج الأفلاج وقال السكري المجازة موضع بين ذات
العشيرة والسمينة في طريق البصرة وهو أول رمل الدهناء قال جرير ألا أيها الوادي
الذي بان أهله فساكن مغناه حمام ودخل فمن راقب الجوزاء أو بات ليله طويلا فليلي
بالمجازة أطول بكى دوبل لا يرقىء الله عينه ألا إنما يبكي من الذل دوبل وأنشد ابن
الأعرابي في نوادره فإن بأعلى ذي المجازة سرحة طويلا على أهل المجازة عارها ولو
ضربوها بالفؤوس وحرقوا على أصلها حتى تأرث نارها وكان به يوم لنجدة الحروري في
أيام عبد الله بن الزبير حين هزم عسكر ابن الزبير فقال عبد الله بن الطفيل ولا
تعذليني في الفرار فإنني على النفس من يوم المجازة عاتب ويوم المجازة من أيام
العرب قال بعضهم ويوما بالمجازة والكلندى ويوما بين ضنك وصومحان
مجالخ بالضم وكسر اللام وآخره خاء معجمة الجلاخ الوادي العميق وكذلك الجلواخ وهو
نهر بتهامة في شعر كثير
مجانة بالفتح وتشديد الجيم وبعد الألف نون بلد بإفريقية فتحه بسر بن أرطاة وهي
تسمى قلعة بسر وبها زعفران كثير ومعادن حديد وفضة بينها وبين القيروان خمس مراحل
ومعدن المرتك والحديد والرصاص في جبل من جنوبها وتقلع حجارة للطواحين تحمل إلى
القيروان وغيرها من مدن المغرب
المجتبية ماء لبني سلول في الضمرين
مجبست بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الباء الموحدة وسين مهملة وتاء مثناة من فوق من
قرى بخارى ويقال لها أو لغيرها من قرى بخارى مجبس
مجداباذ بفتح أوله وآخره باذ كإضافة وهي قرية من قرى همذان
مجدل بكسر الميم وسكون الجيم وفتح الدال واللام وهو القصر المشرف وجمعه مجادل اسم
بلد طيب بالخابور إلى جانبه تل عليه قصر وفيه
أسواق كثيرة وبازار
قائم ينسب إليه مسعود بن أبي بكر ابن ملكدار المجدلي شاعر حي في عصرنا مدح الملك
الأشرف بن العادل فأكثر وقال في خياط من أبيات وسرت عنه وأشواقي تجاذبني إليه
وافرقي من عظم فرقته لو كنت من عظم سقمي والنحول به خيطا لما ضاق عني خرم إبرته إن
حال في الحب عما كنت أعهده وغيرته الليالي عن مودته فربما خيطت أيام ألفته ما قص
من وصلنا مقراض جفوته وقيل مجدل بفتح الميم اسم موضع في بلاد العرب قالت سودة بنت
عمير بن هذيل نغاور في أهل الأراك وتارة نغاور أصراما بأكناف مجدل كذا ضبطه
الحازمي وقال البراء بن قيس في زوجته حذفة بنت الحمحام بن أوس الحميري وهو محبوس
عند كسرى أنوشروان يا دار حذفة باللوى فالمجدل فجنوب أسنمة فقف العنصل بل لا يغرك
من حليل صالح إن لم يلاقك بعد عام الأول كانت إذا غضبت علي تظلمت وإذا كرهت كلامها
لم تثقل وإذا رأت لي جنة عملت لها ومتى تعن بعلم شيء تسأل
مجدليابة بعد اللام ياء مثناة من تحتها وبعد الألف باء موحدة قرية قرب الرملة فيها
حصن محكم قال بطليموس مدينة مجدليابة طولها ثمان وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة
وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وخمسون دقيقة وارتفاعها سبعون درجة من الإقليم الرابع
خارجة عن البرج داخلة تحت السرطان عشر درجة تقابلها وسط سمائها اثنتا عشرة درجة من
الحمل عاقبتها مثلها من الميزان
مجدوان بالفتح والسكون ثم دال مهملة مضمومة وآخره نون من قرى نسف ينسب إليها أبو
جعفر محمد بن النضر بن رمضان المؤذن الزاهد المجدواني كان عابدا صالحا أديبا سمع
غريب الحديث لأبي عبيد من أبي الحسن محمد بن طالب بن علي النسفي وغيره وسمع منه
أبو العباس المستغفري وتوفي في شوال سنة 783
مجدول قرية من ديار قمودة بإفريقية من البربر وإليها ينسب أبو بكر عتيق بن عبد
العزيز المذحجي الشاعر مدح المعز بن باديس ومات سنة 904 عن أربعين سنة وكان شاعرا
شريرا معجبا بما صنعه ذكره ابن رشيق
مجدون كأنه جمع صحيح لمجد من قرى بخارى وقد روي بكسر ميمها ينسب إليها أبو محمد
عبد الله ابن محمد المجدوني المؤذن الأزدي سمع الحديث ورواه عنه أبو عبد الله
غنجار
المجدية بضم أوله وسكون ثانيه وكسر الدال وياء خفيفة وهو بمعنى المغنية من الجداء
وهو الغناء يقال لا يجدي كذا عنك أي لا يغني وهو اسم موضع جاء ذكره في المغازي
مجذونية بفتح أوله وسكون ثانيه وذال معجمة ونون وياء مشددة موضع عن العمراني
مجر بالفتح ثم
السكون والمجر الكثير المتكاثف ومنه جيش مجر والمجر أن يباع البعير أو غيره بما في
بطن الناقة وهو بيع فاسد نهى عنه عليه الصلاة و السلام وهو غدير كبير في بطن قوران
يقال له ذو مجر من ناحية السوارقية وقيل هضبات مجر قال الشاعر بذي مجر أسقيت صوب
الغوادي ولا يستقيم البيت حتى يفتح الجيم من مجر ليصير من بحر الطويل الثالث ويقطع
الألف أيضا وإن كان من المتقارب فمع الوصل قاله عرام
المجرة بلفظ مجرة السماء وهو في اللغة بمنزلة الشيء الذي يجر به أو يجر فيه موضع
مجريط بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الراء وياء ساكنة وطاء بلدة بالأندلس ينسب إليها
هارون بن موسى بن صالح بن جندل القيسي الأديب القرطبي أصله من مجريط يكنى أبا نصر
سمع من أبي عيسى الليثي وأبي علي القالي روى عنه الخولاني وكان رجلا صالحا صحيح
الأدب وله قصة مع القالي ذكرتها في أخباره من كتاب الأدباء ومات المجريطي لأربع
بقين من ذي القعدة سنة 104 قاله ابن بشكوال
المجزل بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الزاي ولام جبل أو روضة باليمامة وثم جبل يقال
له بلبول والجزل القطع والمجزل المقطع
مجسد بفتح الميم وسكون ثانيه وفتح السين موضع الجسد جاء في شعر بعضهم
المجمر الموضع الذي ترمى فيه الجمار قال كثير وخبرها الواشون أني صرمتها وحملها
غيظا علي المحمل وإني لمنقاد لها اليوم بالرضى ومعتذر من سخطها متنصل أهيم بأكناف
المجمر من منى إلى أم عمرو إنني لموكل وقال حذيفة بن أنس الهذلي فلو أسمع القوم
الصراخ لقوربت مصارعهم بين الدخول وعرعرا وأدركهم شعث النواصي كأنهم سوابق حجاج
توافي المجمرا
المجمعة موضع بوادي نخلة من بلاد هذيل
مجنب بكسر الميم وسكون الجيم وفتح النون وآخره باء كسر الميم يدل على أنه آلة
فيكون الشيء الذي يجنب به والمجنب الترس قال الحازمي اسم لما بين سواد العراق وأرض
اليمن
مجنح اسم المكان من جنح يجنح وهو إمالة الشيء عن وجهه من مخاليف اليمن
مجنقون أظنه موضعا بالأندلس ينسب إليه إبراهيم بن محمد الأنصاري الضرير المجنقوني
أبو إسحاق سكن قرطبة وأصله من طليطلة أخذ عن أبي عبد الله المغامي المقري وسمع
الحديث على أبي بكر جماهر بن عبد الرحمن المحجمي وكان يقرأ القرآن ويجوده وتوفي في
عقيب شعبان سنة 915 قاله ابن بشكوال
مجنة بالفتح وتشديد النون اسم المكان من الجنة وهو الستر والإخفاء ويقال به جنون
وجنة ومجنة وأرض مجنة كثيرة الجن ومجنة اسم سوق للعرب كان في الجاهلية وكان ذو
المجاز ومجنة وعكاظ أسواقا في الجاهلية قال الأصمعي وكانت مجنة بمر الظهران قرب
جبل يقال له الأصفر
وهو بأسفل مكة على
قدر بريد منها وكانت تقوم عشرة أيام من آخر ذي القعدة والعشرون منه قبلها سوق عكاظ
وبعد مجنة سوق ذي المجاز ثمانية أيام من ذي الحجة ثم يعرفون في التاسع إلى عرفة
وهو يوم التروية وقال الداودي مجنة عند عرفة وقال أبو ذؤيب سلافة راح ضمنتها إداوة
مقيرة ردف لمؤخرة الرحل تزودها من أهل بصرى وغزة على جسرة مرفوعة الذيل والكفل
فوافى بها عسفان ثم أتى بها مجنة تصفو في القلال ولا تغلي وقيل مجنة بلد على أميال
من مكة وهو لبني الدئل خاصة وقال الأصمعي مجنة جبل بني الدئل خاصة بتهامة بجنب
طفيل وإياه أراد بلال فيما كان يتمثل ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر
وجليل وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل
المجيث هكذا رواه العمراني بالثاء المثلثة ولا أصل له في كلام العرب ورواه
الزمخشري بالباء الموحدة في آخره وأنشد للطرماح لحراش المجيب بكل نيق يقصر دونه
نبل الرميا حراش جمع حارش وهو الذي يحرش الضب وهو جبل بأجإ وأبوابه أبواب أجإ
وسلمى
مجيرة بضم أوله وكسر ثانيه أصله من أجاره يجيره ويجمع بما حوله فيقال مجيرات ويضاف
إليها الضباع فيقال ضباع مجيرات عن الأديبي قال محرز بن المكعبر الضبي دارت رحانا
قليلا ثم صبحهم ضرب تصيح منه حلة الهام ظلت ضباع مجيرات يلذن بهم وألحموهن منهم أي
إلحام حتى حذنة لم تترك بها ضبعا إلا لها جزر من شلو مقدام
المجيمر تصغير المجمر وهو ما يجتمر به فمن أنثه ذهب به إلى النار ومن ذكره عنى به
الموضع جبل بأعلى مبهل قال امرؤ القيس كأن ذرى رأس المجيمر غدوة من السيل والغثاء
فلكة مغزل وقيل المجيمر أرض لبني فزارة وقال عباد بن عوف المالكي ثم الأسدي لمن
ديار عفت بالجزع من رمم إلى قصائرة فالجفر فالهدم إلى المجيمر والوادي إلى قطن كما
يخط بياض الرق بالقلم
باب الميم والحاء وما يليهما
محا أرض لكندة باليمن
المحالب بليدة وناحية دون زبيد من أرض اليمن
المحاقرة من قرى سخان من أرض اليمن
محبل بالضم ثم السكون وكسر الباء الموحدة ولام موضع في ديار بني سعد قرب اليمامة
ومحبل من ديار غسان بالشام قال بشير أبو النعمان بن بشير تقول وتذري الدمع عن حر
وجهها تعلل نفسي قبل نفسك باكر
تربع في غسان أكناف
محبل إلى حارث الجولان فالشيء قاهر
محبلة بالفتح وبعد الحاء باء موحدة وذو محبلة ماء عذب قرب صفينة قريب من مكة
محتد بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق مكسورة ودال مهملة قال ابن الأعرابي
المحتد والمحفد والمحقد والمحكد الأصل يقال إنه لكريم المحتد موضع
محتد بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق مكسورة ودال مهملة قال ابن الأعرابي
المحتد والمحفد والمحقد والمحكد الأصل يقال إنه لكريم المحتد موضع
محجر بالضم ثم الفتح وكسر الجيم المشددة وقد تفتح وهو اسم الفاعل من حجر عليه يحجر
حجرا إذا منعه من أن يوصل إليه ومنه حجر الحكام على الأيتام والحجرة من الدور
والتشديد فيه للمبالغة والكثرة وقد روي محجر بفتح الجيم فيكون مبينا للمفعول وهو
من مواضع منها في أقبال الحجاز وجبل في ديار طيء قال طفيل الغنوي وهن الأولى أدركن
تبل محجر وقد جعلت تلك التبابيل تنشب وجبل في ديار يربوع وقرن من أسفله جرعة بيضاء
في ديار أبي بكر بن كلاب بفرع السرة وقرن في ديار عذرة وجبيل في ديار نمير وجبل
لبني وبر قال بشر بن أبي خازم معالية لا هم إلا محجر وحرة ليلى السهل منها فلوبها
وقال زيد الخيل الطائي نحن صبحناهم غداة محجر بالخيل محقبة على الأبدان نزجي المطي
منعلا أخفافها والجرد مرسلة بلا أرسان حتى وقعنا في سليم وقعة في شر ما يخشى من
الحدثان فاسأل غراب بني فزارة عنهم واسأل غنيا يوم نعف محجر واسأل غنيا يوم نعف
محجر واسأل كلابا عن بني نبهان نرمي بهن بغمرة مكروهة حتى يغبن بنا إلى الأذقان
وقال الحفصي محجر قرية في واد باليمامة قال يحيى بن أبي حفصة حي المحجر ذات الحاضر
البادي وانعم صباحا سقيت الغيث من واد
محجن بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره نون وأصله الحجن وهو الاعوجاج والمحجن عصا في
طرفها عقافة وهو الذي تسميه العجم جوكان وهو موضع لبني ضبة بالدهناء
المحجة من قرى حوران بها حجر يزار زعموا أن النبي صلى الله عليه و سلم جلس عليه
والصحيح أنه عليه الصلاة و السلام لم يجاوز بصرى وذكروا أن بجامعها سبعين نبيا
المحدث بالضم ثم السكون وفتح الدال وآخره ثاء مثلثة اسم المفعول من أحدثت الشيء
إذا ابتدعته ولم يكن قبل وهو اسم ماء لبني الدئل بتهامة ووجدته في كتاب الأصمعي
المحدث بفتح الميم
والمحدث أيضا منزل في طريق مكة بعد النقرة لأم جعفر على ستة أميال من النقرة فيه
قصر وقباب متفرقة وفيه بركة وبئران ماؤهما عذب
المحدثة وهو مؤنث الذي قبله ماء ونخل في بلاد العرب ولها جبل يسمى عمود المحدثة
ومحدثة
سواج ماءة في أودية
عضاه لبني كعب بن عبد بن أبي بكر قرب العفلانة وقد ذكرت في العفلانة
المحدود هو اسم نهر بأرض العراق قرب الأنبار في جانب الديار الغربي منها أمرت
بحفره الخيزران أم الخلفاء وسمته المربان وكان وكيلها قد جعله أقساما وحد كل قسم
ووكل بحفره قوما فسمي المحدود لذلك
محراج بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره جيم مفعال من الحرج وهو الضيق جبل ذكره ابن
ميادة فقال صقر أحم غذا بلحم أفرخا في ذي شواهق من ذرى محراج وقال جميل وإني من
المحراج أبصرت نارها وكيف من الرمل المنطق بالهضب
المحرق صنم كان بسلمان لبكر بن وائل وسائر ربيعة وكانوا قد جعلوا في كل حي من
ربيعة له ولدا فكان في عنزة بلج بن المحرق وكان في عمرو غفيلة عمرو بن المحرق وكان
سدنته أولاد الأسود العجليون
المحرقة بالضم وتشديد الراء والقاف اسم المفعول من حرقه إذا بالغ في إحراقه بالنار
من قرى اليمامة قال ابن السكيت هي قران وقال غيره المحرقة قرية باليمامة من جهة
مهب الشمال من حجر اليمامة والعرض في مهب الجنوب عنه فالمحرقة في قبلة العرض
والعرض في قبلة حجر اليمامة وحجر في قبلة الشط بين الوتر والعرض وهي للبادية وهم
بنو زيد ولبيد وقطن بني يربوع بن ثعلبة بن الدئل بن حنيفة وهم على شفير الوتر
وإنما سميت المحرقة لأن عبيد بن ثعلبة الذي ذكر أمره في حجر اليمامة ولد ستة أرقم
وزيدا وسلمة ومسلمة ووهبا وسيارا فلما هلك عبيد كان ابنه أرقم غائبا عند أخواله
عنزة بن أسد بن ربيعة فاقتسم إخوته حجرا على خمسة أقسام ولم يسهموا لأرقم معهم
بشيء فلما قدم سألهم شيئا فلم يعطوه فخرج حتى حرق قرية البادية ليلقي بين إخوته
الحرب فلم يبالوا بذلك وأغضوا عليه فسميت المحرقة ثم أحرق منفوحة فقام بنو سعد ابن
قيس بن ثعلبة فأحرقوا الشط عوضا من إحراق منفوحة فلذلك قال الأعشى وأيام حجر إذ
تحرق نخله ثأرناكم يوما بتحريق أرقم كأن نخيل الشط عند حريقه مآتم سود سلبت عند
مأتم
محرمة بالفتح وهو اسم المكان من الحرم وهو من الحرمة والمهابة ومنه حرم مكة وهو
حاضر من محاضر سلمى جبل طيء وبه نخل ومياه
المحروم بالفتح يجوز أن يكون مفعولا من الذي قبله وأن يكون من حرمه إذا منعه الخير
قال العمراني المحروم مدينة بها سلطان ولم يبن
محريط بالفتح ثم السكون وكسر الراء وياء وآخره طاء مهملة مدينة بوادي الحجارة
اختطها محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن
عبد الملك ينسب إليها سعيد بن سالم الثغري ساكن محريط يكنى أبا عثمان سمع بطليطلة
من وهب بن عيسى وبوادي الحجارة من وهب بن مسرة وغيرهما وكان فاضلا وقصد للسماع
عليه ومات لعشر خلون من شهر ربيع الآخر سنة 736 قاله ابن الفرضي
محسر بالضم ثم
الفتح وكسر السين المشددة وراء هو اسم الفاعل من الحسر وهو كشطك الشيء وكشفك إياه
يقال حسر عن ذراعيه وحسر البيضة عن رأسه ويجوز أن يكون من الحسر بمعنى الإعياء
تقول حسرت الدابة والعين إذا أعيت ويجوز أن يكون من حسر فلان حسرا وحسرة إذا اشتدت
ندامته وهو موضع ما بين مكة وعرفة وقيل بين منى وعرفة وقيل بين منى والمزدلفة وليس
من منى ولا المزدلفة بل هو واد برأسه قال عمر بن أبي ربيعة يا صاحبي قفا نقض لبانة
وعلى الظعائن قبل بينكما اعرضا ومقالها بالنعف نعف محسر لفتاتها هل تعرفين المعرضا
هذا الذي أعطى مواثق عهده حتى رضيت وقلت لي لن ينقضا وقال الفضل بن عباس بن عتبة
اللهبي أقول لأصحابي بسفح محسر ألم يأن منكم للرحيل هبوب فيتبعكم بادي الصبابة
عاشق له بعد نوم العاشقين نحيب
المحصب بالضم ثم الفتح وصاد مهملة مشددة اسم المفعول من الحصباء أو الحصب وهو
الرمي بالحصى وهي صغار الحصى وكباره وهو موضع فيما بين مكة ومنى وهو إلى منى أقرب
وهو بطحاء مكة وهو خيف بني كنانة وحده من الحجون ذاهبا إلى منى وقال الأصمعي حده
ما بين شعب عمرو إلى شعب بني كنانة وهذا من الحصباء التي في أرضه والمحصب أيضا
موضع رمي الجمار بمنى وهذا من رمي الحصباء قال عمر بن أبي ربيعة نظرت إليها
بالمحصب من منى ولي نظر لولا التحرج عارم فقلت أشمس أم مصابيح بيعة بدت لك تحت
السجف أم أنت حالم بعيدة مهوى القرط إما لنوفل أبوها وإما عبد شمس وهاشم ومد عليها
السجف يوم لقيتها على عجل تباعها والخوادم فلم أستطعها غير أن قد بدا لنا عشية
راحت كفها والمعاصم إذا ما دعت أترابها فاكتنفنها تمايلن أو مالت بهن المآكم طلبن
الصبا حتى إذا ما أصبنه نزعن وهن المسلمات الظوالم
محصن بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الصاد وآخره نون كذا ذكره الأديبي وهو القفل في
اللغة إن كان منقولا منه أو مشبها به فجائز وإن كان من الحصانة والمنعة فقياسه
محصن لأنه من حصن يحصن واسم المكان منه محصن دارة محصن وقد ذكرت في الدارات من هذا
الكتاب
محضر بالفتح اسم المكان من الحضر ضد البادية وهي قرية بأجإ لصخر وعمرو وجوين وشمجى
بطون من طيء وقال مرداس بن أبي عامر أجن بليلى قلبه أم تذكرا منازل منها حول قرى
ومحضرا
محضرة وهو تأنيث الذي قبله ماء لبني عجل بين طريق الكوفة والبصرة إلى مكة
محضوراء بالفتح
وآخره ممدود وهو مفعولاء من الذي قبله ومده للتأنيث ماء من مياه بني كلاب ثم لأبي
بكر منهم وقال أبو زياد مخضوراء لبني سلول وهو في كتابه بالخاء المعجمة
المحضة بالفتح ثم السكون ومحض الشيء خالصه قرية في لحف آرة بين مكة والمدينة
والمحضة من نواحي اليمامة
المحلبيات هي المحلبية المذكورة بعد هذا قال الأخطل كروا إلى حرتيهم يعمرونهما كما
تكر إلى أوطانها البقر فأصبحت منهم سنجار خالية فالمحلبيات فالخابور فالسرر
المحلبية بالفتح ثم السكون واللام مفتوحة ثم باء موحدة والياء مشددة كأنه اسم
المكان من حلب يحلب أو يكون اسم بقعة نسبت إلى المحلب وهو شيء من العطر وهي بليدة
بين الموصل وسنجار قصبة كورة الفرج من تل أعفر وجميعها أملاك لأهلها وليس للسلطان فيها
إلا خراج يسير قال بعضهم أيا جبلي سنجار ما كنتما لنا مقيظا ولا مشتى ولا متربعا
فلو جبلا عوج شكونا إليهما جرت عبرات منهما أو تصدعا بكى يوم تل المحلبية صابىء
وألهى عويدا بثه فتقنعا
محلم بالضم ثم الفتح وكسر اللام المشددة عين محلم وقد ذكرت اشتقاقه وأمره في عين
محلم وقد يضاف ولا يضاف وقال خبال بن شبة بن غيث بن مخزوم بن ربيعة بن مالك بن
قطيعة بن عبس جاهلي أبني جذيمة نحن أهل لوائكم وأقلكم يوم الطعان جبانا كانت لنا
كرم المواطن عادة تصل السيوف إذا قصرن خطانا وبهن أيام المشقر والصفا ومحلم يبكي
على قتلانا وقال الأعشى ونحن غداة العين يوم فطيمة منعنا بني شيبان شرب محلم وقال
الحفصي محلم بالبحرين وهو نهر لعبد القيس قال عبد الله بن السبط سقيت المطايا ماء
دجلة بعد ما شربن بفيض من خليجي محلم
المحلة بالفتح والمحل والمحلة الموضع الذي يحل به وهي مدينة مشهورة بالديار المصرية
وهي عدة مواضع منها محلة دقلا وهي أكبرها وأشهرها وهي بين القاهرة ودمياط
ومحلة أبي الهيثم أظنها بالحوف من ديار مصر
ومحلة شرقيون بمصر أيضا وهي المحلة الكبرى وهي ذات جنبين أحدهما سندفا والآخر
شرقيون
ومحلة منوف وهي مدينة بالغربية ذات سوق
ومحلة نقيدة بالحوف الغربي بمصر
ومحلة الخلفاء ولا أدري إلى أيها ينسب رضي الدولة داود بن مقدام بن مظفر المحلي
رجل من أبناء الجند تأدب وقال الشعر فأجاده ذكره ابن الزبير في كتاب الجنان وقال
كان أسير حرفة الأدب وله شعر كثير منه قصيدة ضمن فيها
شعرا للمتنبي أجاده
وهي زرت المهذب ليلا فاستربت به ومن شروط كمون الريبة الظلم وقد نزا عنه عبد كان
أعمله حتى تبين فيه العجز والسأم وقام في إثره يعدو فقلت له وذلك الأسود الزنجي
منهزم أكلما رمت عبدا فانثنى هربا تقسمت بك في آثاره الهمم فقال وهو مجد غير مكترث
بيتا وإضماره السودان لا البهم علي جمعهم في كل معركة وما علي بهم عار إذا انهزموا
وقال أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن الساعاتي يتشوق المحلة سقى الله أطلال
المحلة ما صبا إلى ربعها المأنوس قلب مشوق فطلت دموعا أو عيونا بتربها سيوف لحاظ
أو سيوف بروق إذا ما الصبا هبت على الروض قبلت خدود أقاح أو خدود شقيق وإن خطرت في
يانع الدوح عانقت قدود غصون وشحت بعقيق وإن جنحت شمس الأصيل حسبتها غرائس نخل ضمخت
بخلوق صحبت بها الأيام من خمرة الصبا وتيه الفتى نشوان غير مفيق وما خانني إلا
الشباب فإنني وثقت بعهد منه غير وثيق وقال أيضا ولقد نزلت من المحلة منزلا ملك العيون
وحاز رق الأنفس وجمعت بين النيرين تجمعا أمن المحاق فأصبحا في مجلس
المحلة بفتح الميم وكسر الحاء قرية من قرى ذمار بأرض اليمن
محمداباذ قرية على باب نيسابور بينهما فرسخ
المحمديات موضع بدمشق قال الحافظ أبو القاسم ينسب إلى محمد بن الوليد بن عبد الملك
بن مروان وقد ذكر في دير محمد
المحمدية أصله مفعل مشدد للتكثير والمبالغة من الحمد وهو اسم مفعول منه ومعناه أنه
يحمد كثيرا وهو اسم لموضع منها قرية من نواحي بغداد من كورة طريق خراسان أكثر
زرعها الأرز
والمحمدية أيضا ببغداد من قرى بين النهرين منها أبو علي محمد بن الحسين بن أحمد بن
الطيب الأديب كتب عنه هبة الله الشيرازي وقال أنشدنا الأديب محمد بن الحسين لنفسه
بالمحمدية من العراق فقال إذا اغترب الحر الكريم بدت له ثلاث خصال كلهن صعاب تفرق
أحباب وبذل لهيبة وإن مات لم تشقق عليه ثياب والمحمدية أيضا من أعمال برقة من ناحية
الإسكندرية
والمحمدية مدينة بنواحي الزاب من أرض المغرب
ومدينة المسيلة بالمغرب يقال لها أيضا المحمدية اختطها محمد بن المهدي الملقب
بالقائم في أيام أبيه وذلك أن أباه أنفذه في جيش حتى بلغ
تاهرت فقتل وتملك
ومر بموضع المسيلة فأعجبه فخط برمحه وهو راكب فرسه صفة مدينة وأمر علي بن حمدون
الأندلسي ببنائها وسماها المحمدية باسمه وكانت خطة لبني كملان قبيلة من البربر
فأمر بنقلهم إلى فحص القيروان فهم كانوا أصحاب أبي يزيد الخارجي عليه فأحكمها ونقل
إليها الذخائر وذلك في سنة 513
والمحمدية مدينة بكرمان في الإقليم الثالث طولها تسعون درجة وعرضها إحدى وثلاثون
درجة ونصف وربع قال البلاذري الإيتاخية تعرف بإيتاخ التركي ثم سماها المتوكل
المحمدية باسم ابنه محمد المنتصر وكانت تعرف أولا بدير أبي الصفرة وهم قوم من
الخوارج وهي بقرب سامرا ووقع لي بمرو كتاب اسمه تمام الفصيح لابن فارس وبخطه وقد
كتب في آخره وكتب أحمد بن فارس بن زكرياء بخطه في شهر رمضان سنة 093 بالمحمدية
فعبرت دهرا أسأل عن موضع بنواحي الجبال يعرف بهذا الاسم فلم أجده لأن ابن فارس في
هذه الأيام هناك كان حيا حتى وقعت على كتاب محمد بن أحمد بن الفقيه فذكر فيه قال
جعفر بن محمد الرازي لما قدم المهدي الري في خلافة المنصور بنى مدينة الري التي
بها الناس اليوم وجعل حولها خندقا وبنى فيها مسجدا جامعا وجرى ذلك على يد عمار بن
أبي الخصيب وكتب اسمه على حائطها وتم عملها سنة 851 وجعل لها فصيلا يطيف به فارقين
آخر وسماها المحمدية فأهل الري يدعون المدينة الداخلة المدينة ويسمون الفصيل
المدينة الخارجة والحصن المعروف بالزبيدية في داخل المدينة بالمحمدية وقد كان
المهدي نزله أيام كونه بالري وكان مطلا على المسجد الجامع ودار الإمارة ثم جعل بعد
ذلك سجنا ثم خرب فعمره رافع بن هرثمة في سنة 872 ثم خربه أهل الري بعد خروج رافع
عنها فلما وقفت على هذا فرج عني وإن كان في ألفاظ هذا الخبر اختلال إلا أن الغرض
حصل أنها محلة بالري وقرأت في تاريخ أبي سعد الآبي أن المهدي لما قدم الري بنى بها
المسجد الجامع فذكر أنه لما أخذ في حفر الأساس أتى إلى أساس قديم في أبواب بيوت قد
رسخت في الأرض كان السيل قد أتى عليها فطمها ودفنها فأخبر المهدي بذلك فنادى من
كان له ههنا دار فليأت فإن شاء باع وإن شاء عوض عنها دارا فأتاه ناس كثير فاختار
بعضهم الثمن فقبضوه وبعضهم اختار العوض فبنى لهم المحلة المعروفة بمهدي أباذ ووقع
الفراغ من بناء جميع ذلك في سنة 851 فسميت الري المحمدية باسم المهدي وسميت البيوت
المدينة الداخلة والفصيل المدينة الخارجة
محمر بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الميم فيكون بلفظ الآلة التي يحمر بها كذا صفته
عن أبي عمرو والمحمر المحلأ الحديد أو الحجر الذي يقشر به ما على الإهاب من لحم
ووسخ ويقال للهجين ولمطية السوء محمر ورجل محمر لا يعطي إلا على الكد والإلحاح وهو
صقع قرب مكة بين مر وعلاف من منازل خزاعة وقال عبد الله بن إبراهيم الجمحي راوية
شعر هذيل محمر بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الميم اسم المكان من حمرت الجلد أحمره
إذا قشرته مثل جلس يجلس والمكان المجلس قرية بين علاف ومر في خبر حذيفة بن أنس
الهذلي
محمة بفتح أوله وثانيه وتشديد الميم ويقال للأرض التي يكثر بها الحمى محمة وكذلك
الطعام الذي يحم عليه من يأكله يقال له محمة قال والقياس أحمت الأرض إذا صارت ذات
حمى كثيرة وهي قرية بالصعيد قرب قنا والمحمة أيضا في كورة
الشرقية من مصر
أيضا
والمحمة أيضا من ضواحي الإسكندرية
محنب بالضم ثم الفتح وتشديد النون مكسورة وباء موحدة وهو الاعوجاج في الساقين من
صفات الخيل وهو اسم الفاعل من الحنب وهو الاعوجاج بئر وأرض بالمدينة على طريق
العراق
محنة بالفتح ثم السكون ونون والمحن القشر ومنه فيما أحسب الامتحان وهو منزل بين
الكوفة ودمشق
محواش قرية من قرى مخلاف سنحان باليمن
محورة موضع في بلاد مراد قال كعب بن الحارث المرادي أقفر الحوف والمحورة كل من
ذباب إذ قد ترش علينا
المحول اشتقاقه واضح من حولت الشيء إذا نقلته من موضع إلى موضع بليدة حسنة طيبة
نزهة كثيرة البساتين والفواكه والأسواق والمياه بينها وبين بغداد فرسخ
وباب محول محلة كبيرة هي اليوم منفردة بجنب الكرخ وكانت متصلة بالكرخ أولا وإلى
باب محول ينسب أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان بن بسام الآجري المحولي صنف
التصانيف الكثيرة الغالب عليها الحكايات والأشعار روى عن الزبير بن بكار وأحمد بن
منصور الزيادي ومحمد بن أبي السري الأزدي وابن أبي الدنيا وغيرهم روى عنه الحافظ
أبو أحمد ابن عدي وأبو عمرو بن حيويه الخراز وعيسى بن موسى المتوكل وغيرهم ومات
سنة 903
المحو بالفتح ثم السكون والواو صحيحة وهو إذهاب أثر الشيء يقال محاه يمحوه محوا
وطيء تقول محيته محيا وهو اسم موضع من ناحية ساية وقيل هو واد لا ينبت شيئا قالت
الخنساء لتجر المنية بعد الفتى ال مغادر بالمحو أذلالها وقال كثير متى أرين كما قد
أرى لعزة بالمحو يوما حمولا بقاع النقيع فحصن الحمى يباهين بالرقم غيما مخيلا
محياه اسم المفعول من حياه الله قال الأصمعي وأسفل من أبان الأسود غير بعيد هضبة
يقال لها محياة لبني أسد قال الراعي ونكبن زورا عن محياة بعدما بدا الأثل أثل
الغينة المتجاور قال الأصمعي في كتاب جزيرة العرب قال رويشد الأسدي الذي جر المهاجرة
بين بني أسامة وهم من والبة وعامر بن عبد الله وهم من بني عمرو بن قعين قول يسار
الأسامي نحن بنو سام يسار الشاه فينا رفيع وأبو محياه وعسعس نعم الفتى تبياه أي
يأتيه لحاجة ينتحيه وبأبي محياة سميت محياة وهي ماءة لأهل النبهانية
المحيصر تصغير المحصر من الحصار كذا ضبطه بخط ابن أخي الشافعي موضع في قول جرير
قال بين المحيصر فالعزاف منزلة كالوحي من عهد موسى في القراطيس وبين العزاف
والمدينة اثنا عشر ميلا عن السكري
محيص موضع بالمدينة
قال الشاعر اسل عمن سلا وصالك عمدا وتصابى وما به من تصابي ثم لا تنسها على ذاك
حتى يسكن الحي عند بئر رئاب فإلى ما يلي العقيق إلى الج ما وسلع فمسجد الأحزاب
فمحيص فواقم فصؤار فإلى ما يلي حجاج غراب
محيلات موضع في شعر امرىء القيس فجزع محيلات كأن لم تقم به سلامة حولا كاملا وقذور
المحيلية تصغير محلية من حلاه عن الشيء إذا صده موضع عن جار الله عن علي
باب الميم والخاء وما يليهما
المخا موضع باليمن بين زبيد وعدن بساحل البحر وهو مقصور
المخابط بالفتح والباء الموحدة مكسورة هي أرض بحضرموت قال أبو شمر الحضرمي عفا عن
سليمى روضتا ذي المخابط إلى ذي العلاقي بين خبت خطائط العلاقي شجر وهي شجرة العلقى
والخطيطة أرض لم تمطر ومطر ما حولها
مخاشن بضم أوله وبعد الألف شين معجمة ونون وهو جبل على البشر بالجزيرة قال جرير لو
أن جمعهم غداة مخاشن يرمى به حضن لكاد يزول
مخاليف اليمن وهي بمنزلة الكور والرساتيق وقد فسرنا اشتقاقه في أول الكتاب وقد
ذكرنا ما أضيف مخلاف إليه في مواضعه من الكتاب وهي أسماء قبائل اليمن
مخلاف أبين هو قرب عدن فيه حصون وقلاع وبلدان
مخلاف لحج بالقرب من أبين وله سواحل وأكثر سكانه بنو أصبح رهط مالك بن أنس وغيرهم
وفيه بلدان وقرى
مخلاف بيحان وله طريقان الصدارة واد يهريق في بيحان منه شربهم وأهله الرضاويون من
طيء وهم بنو عبد رضا وواد آخر وسكان بيحان مراد إلى العطف أسفل بيحان والعطف يسكنه
المعاجل من سبأ ثم وراء ذلك الغائط إلى مرخة
مخلاف شبوة يسكنه الأشباء والآبرون ومن مداورها
مخلاف المعافر بن يعرف بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد بن هميسع وكورتها جبأ وملوك
المعافر آل الكرندي من سبأ الأصغر وينتمون إلى ولادة الأبيض بن حمال ومنازلهم
بالجبل من قاع جبأ ومشرب الجميع من عين تنحدر من رأس جبل صبر يقال لها أنف أخف ماء
وأطيبه ويصلح عليه الشيء ويكثر ويفضي قاع جبأ في المنحدر إلى ناحية بلد بني محيد
إلى كثير من قرى المعافر مثل حرازة وسفلي المعافر أهل تمتمة في المنطق وأهل رقا
وسحر سيما من كان هناك من السكاسك وهو بلد واسع وهم أهل جد ونجدة وهم ممن يدين
للقرامطة بل قتلوا أحمد بن فضيل ولم يزالوا مشاقين للملوك لقاحا لا يدينون لأحد
وقال محمد بن أبان بن ميمون بن جرير
حلوا معافر دار
الملك فاعتزموا صيد مقاولة من نسل أحرار من ذي رعين ومن حي الأرون ومن حي الكلاع
إذا يلوي بها الجار في ذي حرازة أو ريمان كان لهم عز منيع وفي القصرين سمار
مخلاف اليحصبيين يتصل بالسحول من شماليها إلى سمت متوسط السراة يحصب السفل وبحذتها
قصد الشمال يحصب العلو وساكنها بنو يحصب بن دهمان واليحصبيون والسفليون من همدان
فالسفل الواديان الصنع وشيعان موضع الورس النفيس وسوق عبدان ووادي حمض وأهل حمض
أجد حمير جدا وأرماهم وبيحصب ثمانون سدا وفيه قال تبع وبالربوة الخضراء من أرض
يحصب ثمانون سدا تقلس الماء سائلا
مخلاف العود وهو مخلاف يسكنه العدويون من ذي رعين وغيرهم من أقيال حمير وفيه جبل
جبأ وسحلان ووراخ وهو لبني موسى بن الكلاع
مخلاف السحول بن سوادة وساكنه معهم شرعب بن سهل ووحاظة بن سعد وبطون الكلاع وجبأ
الذي ينسب إليه جبأ المعافر وبعدان وريمان والسلف بن زرعة وبه من البلدان تعكر
وريمة ومذيخرة ومن أسفلها جبال نخلة وأشراف حبيش من وادي الملح
مخلاف رعين منه مصانع رعين ووادي خبان وحصن كحلان وحصن مثوة وكهال إلى ما حاذى
جيشان فيحصب العلو من ناحية ظفار فراجعا إلى مخلاف ميثم وخدود مذحج من بني حبيش
وجعل صالح من أرض الربعيين والزياديين ولا يسكنه إلا آل ذي رعين
مخلاف جيشان وجيشان من مدن اليمن وقد مر نسب جيشان في موضعه لم يزل بها علماء
وفقهاء ومن شعرائهم ابن حبران وهو من شعراء الرافضة وصاحب الكلمة المحرضة على
المسلمين منها وليس حي من الأحياء نعلمه من ذي يمان ولا بكر ولا مضر إلا وهم شركاء
في دمائهم كما تشارك أيسار على جزر وهذا يروى لدعبل ومن جيشان كان مخرج القرامطة
باليمن ومن الجند ويعد منه حجر وبدر وبلد بني حبيش وجانب بلد العدويين من حب
وسحلان والعود ووراخ
مخلاف رداع وثات رداع وثات والعروش وبشران وبلد ردمان وكومان بلد واسع يسكنه كومان
وقوم من روق وصنابح
مخلاف مأرب كان بها نخل كثير وأكثر تمر صنعاء منها وفي جنوبي مأرب ومساقط في
شماليها إلى نهج الحوف العواهل وهبتا وضرواح ومأرب بحذاء صنعاء شرقا وفيها جبل
الملح وليس بجبل منتصب ولكنه جبل في الأرض يحفر عليه ويمعن في الأرض ويبقى منه
أساطين تحمل ما استقل من تلك المحافر وربما انهدم على الجماعة فذهبوا وهي أرض لا
نبات فيها فيحمل إليها الماء والزاد والحطب والعلف ويتحفظ على الماء من أجل الغراب
أن ينسر السقاء فيذهب ماؤه وهو من مأرب على ثلاث مراحل خفاف
مخلاف جبلان ريمة ذكر في جبلان
مخلاف ذمار ذمار قرية جامعة بها زروع وآبار قريبة ينال ماؤها باليد ويسكنها بطون
من حمير
وأفناء من الأبناء
وبها بعض قبائل عبس وهو مخلاف نفيس كثير الخير عتيق الخيل كثير الأعناب والمزارع
به بينون وهكر وغيرهما من القصور وفيه جبل إسبيل وقد ذكر في موضعه وذمار مسماة
بذمار بن يحصب بن دهمان بن سعد بن عدي بن مالك بن سدد بن حمير بن سبأ
مخلاف ألهان إخوة همدان وهو مخلاف واسع وفيه قرى كثيرة
مخلاف مقرى ينسب إلى مقرى بن سبيع بن الحارث بن عمرو بن غوث بن سعد بن عوف بن عدي
بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن
الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ وهذا المخلاف
مخالط مخلاف ألهان وفيه وادي رمع وفيه محفر البقران وريمة الصغرى وهما في غربي
ذمار
مخلاف حراز وهوزن وهما قبيلتان من حمير ذكرهما ابن الكلبي وهي سبعة أسباع أي سبعة
بلاد حراز وهوزن وكرار وإليها تنسب البقر الكرارية وصعقان ومشار ولهاب ومجنح وشبام
ويجمع الجميع اسم حراز وهوزن وهما ابن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي ويتصل بنسب مقرى
وحراز مختلطة من غربيها بأرض لعسان وعك
مخلاف حضور وهو حضور بن عدي بن مالك اتصل بالذي قبله ومن ولده شعيب النبي عليه
السلام ابن مهدم بن ذي مهدم بن المقدم بن حضور وهو الذي قتله قومه وليس بصاحب موسى
عليه السلام
مخلاف مادن منسوب إلى مادن من آل ذي رعين
مخلاف أقيان بن زرعة بن سبأ الأصغر شبام أقيان قرية بها مملكة بني حوال وفيها عيون
تخرج منها تشق بين المنازل والبساتين وفي رأس الجبل منها مما يطل عليها قصر كوكبان
مخلاف ذي جرة وخولان أما مشرف صنعاء الذي يقع بينها وبين مأرب فإنه مخلاف خولان بن
عمرو بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد وهم خولان العالية التي ذكرها رسول الله صلى
الله عليه و سلم وفرق بينها وبين خولان قضاعة فقال اللهم صل على السكاسك والسكون
وعلى الأملوك أملوك ردمان وعلى خولان خولان العالية ويتصل بمخلاف خولان مخلاف
إخوتهم ذي جرة بن ركلان بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد من جنوبيه إلى ما
يحاذي بلد عبس والحذاء من مراد ومخلاف ذي جرة وخولان يسمى خزانة اليمن وذمار ورعين
والسحول مصر اليمن لأن الذرة والشعير والبر تبقى في هذه المواضع المدة الكثيرة قال
ورأيت بجبل مسور برا أتى عليه ثلاثون سنة لم يتغير وهو مخلاف واسع وبه أودية وقرى
كثيرة
مخلاف همدان هو ما بين الغائط وتهامة والسراة في شمال صنعاء ما بينها وبين صعدة من
بلد خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة وهو منقسم بخط عرضي ما بين صنعاء وصعدة
فشرقيه لبكيل وغربيه لحاشد
مخلاف جهران بقرب من صنعاء ويعد في بلاد همدان وفيه قرى منها ضاف وتفاضل وقرن عسم
وقرن تراحب وقرن قبابل ينسب إلى جهران بن يحصب بن دهمان بن سعد بن عدي بن مالك بن
زيد بن سدد بن حمير بن سبأ حدثني القاضي المفضل بن أبي الحجاج قال حدثني راشد بن
منصور الزبيدي
أن قبر روبيل بن
يعقوب بظاهر جهران وقال اللحجي جهران من بلاد عبس
مخلاف البون وهما بونان وفيه قرى وهو من أوسع قيعان نجد اليمن ومن قراه ريدة
مخلاف صعدة قال مدينة خولان العظمى صعدة وصعدة بلد الدباغ في الجاهلية لأنها في
وسط بلد القرظ
مخلاف وادعة من ناحية نجد وهو وادعة بن عمرو بن ناشج ومن قراه بقعة وعمران وأعلى
وادي نجران
مخلاف يام ليام وطن بنجران نصف ما مع همدان منها
مخلاف جنب وهي ست قبائل منبه والحارث والغلى وسنحان وشمران وهفان بنو يزيد بن حرب
بن علة بن جلد بن مالك بن أدد جانبوا إخوتهم صداء وحالفوا سعد العشيرة فسموا جنبا
مخلاف سنحان وهم من جنب أيضا ولهم مخلاف مفرد ومخلاف جنب وما بين منقطع سراة خولان
بحذاء بلد وادعة إلى جرش وفيها قرى ومساكن ومزارع وهو شبيه بالعارض من أرض اليمامة
وله أودية تهامية ونجدية ولهم الجبل الأسود ومن ديارهم راحة ومحلاة واديان يصبان
من الجبل الأسود إلى نجد شرقا
مخلاف زبيد منه قلاع وهو واد فيه نخل غير التي في جبال خثعم
مخلاف نهد وقريتهم الهجير ولهم محال كثيرة
مخلاف شهاب يقال هم بنو شهاب بن خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة وقيل شهاب بن
الأزمع ابن خولان وقال ابن الحائك بنو شهاب من كندة وقيل شهاب بن العاقل بن هانىء
بن خولان
مخلاف أقيان بن سبأ بن يعرب بن قحطان
مخلاف جعفي بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بينه وبين صنعاء
اثنان وأربعون فرسخا
مخلاف جعفر باليمن وجعفر مولى زياد الذي اختط مدينة زبيد وقد ذكرنا قصة زياد في
زبيد وقصة جعفر هذا في المذيخرة فأغنى
مخلاف عنة باليمن أيضا
مخايل بالضم وبعد الألف ياء مثناة من تحت ولام كأنه من خايل يخايل فهو مخايل إذا
أراك خياله أو ما أشبه هذا التأويل اسم موضع في عقيق المدينة قال الشاعر ألا قالت
أثالة يوم قو وحلو العيش يذكر في السنين سكنت مخايلا وتركت سلعا شقاء في المعيشة
بعد لين
المختار قصر كان بسامرا من أبنية المتوكل ذكر أبو الحسن علي بن يحيى المنجم عن
أبيه قال أخذ الواثق بيدي يوما وجعل يطوف الأبنية بسامرا ليختار بها بيتا يشرب فيه
فلما انتهى إلى البيت المعروف بالمختار استحسنه وجعل يتأمله وقال لي هل رأيت أحسن
من هذا البناء فقلت يمتع الله أمير المؤمنين وتكلمت بما حضرني وكانت فيه صور عجيبة
من جملتها صورة بيعة فيها رهبان وأحسنها صورة شهار البيعة فأمر بفرش الموضع وإصلاح
المجلس وحضر الندماء والمغنون وأخذنا في الشرب فلما انتشى في الشرب أخذ سكينا
لطيفا وكتب على حائط البيت
ما رأينا كبهجة
المختار لا ولا مثل صورة الشهار مجلس حف بالسرور وبالنر جس والآس والغنا والزمار
ليس فيه عيب سوى أن ما في ه سيفنى بنازل الأقدار فقلت يعيذ الله أمير المؤمنين
ودولته من هذا ووجمنا فقال شأنكم وما فاتكم من وقتكم وما يقدم قولي خيرا ولا يؤخر
شرا قال أبو علي فاجنزت بعد سنيات بسر من رأى فرأيت بقايا هذا البيت وعلى حائط من
حيطانه مكتوب هذي ديار ملوك دبروا زمنا أمر البلاد وكانوا سادة العرب عصى الزمان
عليهم بعد طاعته فانظر إلى فعله بالجوسق الخرب وبزكوار وبالمختار قد خلتا من ذلك
العز والسلطان والرتب وبزكوار بيت بناه المتوكل
المختارة محلة كبيرة بين باب أبرز وقراح القاضي والمقتدية ببغداد بالجانب الشرقي
مختاران كأنه جمع مختار بالفارسية محلة بهمذان
مخدرة من قرى ذمار باليمن
المخراف وهو من المخارف واحدها مخرف وهو جنى النخل وإنما سمي مخرفا لأنه يخترف منه
أي يجتنى والمخراف حائط أي بستان لسعد
مخرفة من قرى اليمامة لم تدخل في صلح خالد يوم قتل مسيلمة
المخرفين بلفظ التثنية من قرى سنحان باليمن
المخرم هو اسم رجل وهو كثير التخريم وهو إنفاذ الشيء إلى شيء آخر بضم أوله وفتح
ثانيه وكسر الراء وتشديدها وهي محلة كانت ببغداد بين الرصافة ونهر المعلى وفيها
كانت الدار التي يسكنها السلاطين البويهية والسلجوقية خلف الجامع المعروف بجامع
السلطان خربها الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين أبو العباس أحمد أطال الله
تعالى بقاءه في سنة 785 وكانت هذه المحلة بين الزاهر والرصافة وهي منسوبة إلى مخرم
بن يزيد بن شريح بن مخرم بن مالك بن ربيعة بن الحارث بن كعب كان ينزله أيام نزول
العرب السواد في بدء الإسلام قبل أن تعمر بغداد بمدة طويلة فسمي الموضع باسمه وقال
ابن الكلبي سمعت قوما من بني الحارث بن كعب يقولون إن المخرم إقطاع من عمر بن
الخطاب رضي الله عنه في الإسلام لمخرم بن شريح بن مخرم بن زياد بن الحارث بن مالك
بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب ذكر ذلك في كتاب أنساب البلدان وعلى الحاشية بخط
جحجح قال أبو بكر أحمد بن أبي سهل الحلواني الذي رويناه أن كسرى أقطعه إياها وقدم
أعرابي بغداد فلم تطب له فقال هل الله من بغداد يا صاح مخرجي وأصبح لا تبدو لعيني
قصورها وأصبح قد جاوزت بابي مخرم وأسلمني دولابها وجسورها وميدانه المذري علينا ترابه
إذا هاجه بالعدو يوما حميرها فنضحي بها غبر الرؤوس كأننا أناسي موتى نبش عنها
قبورها وقال دعبل بن علي الخزاعي يهجو الحسن بن الرجاء
وابني هشام أحمد
وعليا ودينار بن عبد الله الذي تنسب إليه دار دينار محلة معروفة ببغداد واليوم
يسمونها درب دينار ويحيى بن أكثم وهؤلاء كانوا ينزلون المخرم فقال ألا فاشتروا مني
ملوك المخرم أبع حسنا وابني هشام بدرهم وأعطي رجاء بعد ذاك زيادة وأدفع دينارا
بغير تندم فإن رد من عيب علي جميعهم فليس يرد العيب يحيى بن أكثم وكان بها جماعة
من المحدثين نسبوا إليها منهم أبو الحسن خلف بن سالم المخرمي يروي عن يحيى بن سعيد
القطان وعبد الرحمن بن مهدي وكان من الحفاظ المتقنين روى عنه أحمد بن الحسين بن
عبد الجبار الصقلي ومات آخر شهر رمضان سنة 132 وأنشد إسحاق الموصلي لأبي مروان
الثقفي من قلب متيم بغزال منعم مر في قرطق علي ه يمان مسهم بين باب الربيع يم شي وباب
المخرم قد رضينا إذا مرر ت بنا أن تسلم يعني جارية لأسماء بنت عيسى بن علي وكانت
تغني وكان يرجو حوراء يتعشقها أيضا وهو الذي عنى بهذا الشعر
مخرمة مثل الذي قبله وزيادة هاء موضع
مخرىء مفعل من الخرء وهو النجو قال ابن إسحاق لما توجه رسول الله صلى الله عليه و
سلم إلى بدر فلما استقبل الصفراء وهي قرية بين جبلين سأل عن جبليها ما اسماهما
فقالوا يقال لأحدهما هذا مسلح وقالوا للآخر هذا مخرىء فكره رسول الله صلى الله
عليه و سلم المرور بينهما فتركهما يسارا وسلك ذات اليمين ولتسمية هذين الجبلين
بهذه الأسماء سبب وهو أن عبدا لغفار كان يرعى بهما غنما لسيده فرجع ذات يوم من
المرعى فقال له سيده لم رجعت فقال إن هذا الجبل مسلح للغنم وإن هذا مخرىء لها
فسميا بهما وذلك قرىء بخط الجاحظ
مخضوراء بالفتح ثم السكون وضاد معجمة وواو ساكنة وراء وألف ممدود والخضرمة ماءتان
لبني سلول وقال أبو زياد لبني الحليس من خثعم وهم مجاورو بني سلول لهم من المياه
مخضوراء والخضرمة
مخطط بالضم ثم الفتح والطاء مكسورة مشددة اسم موضع كان فيه يوم من أيامهم وقال
مالك بن نويرة في يوم الغبيط حين هزمت يربوع بني شيبان ولم يشهده وإلا أكن لاقيت
يوم مخطط فقد خبر الركبان ما أتودد أتاني بنقد الخبر لما لقيته رزين وركب حوله
متصعد فأقررت عيني يوم ظلوا كأنهم ببطن الغبيط خشب أثل مسند صريع عليه الطير تنقر
عينه وآخر مكبول يمان مقيد وقال امرؤ القيس وقد عمر الروضات حول مخطط إلى اللخ
مرأى من سعاد ومسمعا
مخفق بضم أوله وفتح ثانيه وكسر الفاء ثم قاف هو اسم فاعل من خفق يخفق فهو مخفق شدد
لكثرة السراب إذا تلألأ أو من الخفق وهو الاضطراب
وهو رمل في أسفل
الدهناء من ديار بني سعد قال الخطيم اللص لها بين ذي قار فرمل مخفق من القف أو من
رملة حين أبردا أواعس في برث من الأرض طيب وأودية ينبتن سدرا وغرقدا أحب إلينا من
قرى الشام منزلا وأجبالها لو كان أنأى توددا
المخلدية بالفتح ثم السكون وهو من أخلد إليه إذا ركن إليه وهو اسم رجل كانت له
قرية بالخابور
المخلفة كأنه اسم المكان من أخلف عليه موضع أسفل مكة
مخمد بالضم ثم السكون وفتح الميم اسم المفعول من خمدت النار اسم واد باليمن
مخمر بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الميم وراء وهو من الخمر وهو ما واراك من شجر
وغيره وهو واد في ديار بني كلاب وقيل مخمر بضم أوله وتشديد ميمه
مخمر بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الميم وفتحها وهو من الخمر الذي قبله واد لبني
قشير عن أبي زياد قال يزيد بن الطثرية خليلي بين المنحنى من مخمر وبين اللوى من
عرفجاء المقابل قفا بين أعناق اللوى لمرية جنوب تداوي غل شوق مماطل لكيما أرى
أسماء أو لتمسني رياح برياها لذاذ الشمائل لقد حادلت أسماء دونك باللوى خصوم العدى
سقيا لها من محادل وقال أبو زياد ومن ثهلان ركن يسمى دغنان وركن يسمى مخمرا
مخمسة ماءة بالبياض من أرض اليمامة
المخمص بخاء معجمة طريق في جبل عير إلى مكة قال أبو صخر الهذلي فجلل ذا عير ووالى
رهامه وعن مخمص الحجاج ليس بناكب
مخيض بلفظ المخيض من اللبن جاء ذكره في غزوة النبي صلى الله عليه و سلم لبني لحيان
قال عبد الملك بن هشام سلك رسول الله صلى الله عليه و سلم على غراب ثم على مخيض ثم
على البتراء
مخيط بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الياء المثناة من تحت وآخره طاء مهملة وهو
الإبرة اسم جبل قال ألا ليت شعري هل تغير بعدنا صرائم جنبي مخيط وجنائبه في أبيات
ذكرت في الحومان
مخيل بالفتح ثم الكسر وادي مخيل وهو حصن قرب برقة بالمغرب فيه جامع وسوق عامرة
وحواليه جباب ماء وبرك وليس ينبط فيه وهو وادي الشعر بينه وبين أجدابية خمس مراحل
وكذلك بينه وبين انطابلس مدينة برقة
المخيم بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة مثناة من تحت مرتجل فيما أحسب بوزن المضيم إلا
أن يكون من الخيم وهو السجية واد وقيل جبل قال أبو ذؤيب ثم انتهى عنهم بصرى وقد
بلغوا بطن المخيم فقالوا الجو أو راحوا قالوا من القيلولة والجو موضع آخر
باب الميم والدال
وما يليهما
مداخل بالفتح والدال مهملة والخاء معجمة جمع مدخل ثماد وعندها هضب وله سفوح وهو
منطق بأرض بيضاء يشرف على الريان من شرقيه يقال له هضب مداخل
المدار بالفتح اسم المكان من دار يدور موضع بالحجاز في ديار عدوان أو غدانة
مدالة يجوز أن يكون من التداول والدولة وهو الانتقال من حال إلى حال أو الدالة وهو
الشهرة وهو اسم المكان أو الزمان منها اسم موضع
مدام من قرى صنعاء باليمن
المدان بفتح وآخره نون وهو اسم المكان أو الزمان من دان يدين أي ذل واستهان نفسه
في العبادة وغيرها قال ابن دريد هو اسم صنم ومنه عبد المدان وأنكره ابن الكلبي
والمدان واد في بلاد قضاعة بناحية حرة الرجلاء وقيل الرجلى يسيل مشرقا من الحرة
قال إبراهيم بن سعد في غزوة زيد بن حارثة بني جذام بناحية حسمى فلما سمعت بذلك بنو
الضبيب والجيش بفيفاء مدان ركب حسان بن ملة وذكر الحديث
المدائن قال بطليموس طول المدائن سبعون درجة وثلث وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلث
بالفتح جمع المدينة تهمز ياؤها ولا تهمز وإن أخذت من دان يدين إذا أطاع لم تهمز
إذا جمع على مداين لأنه مثل معيشة وياؤه أصلية إن أخذت من مدن بالمكان إذا أقام به
همزت لأن ياءها زائدة فهي مثل قرينة وقرائن وسفينة وسفائن والنسبة إليها مدائني
وإنما جاز النسبة إلى الجمع بصيغته لأنه صار علما بهذه الصيغة وإلا فالأصل أن يرد
المجموع إلى الواحد ثم ينسب إليه والنسبة إلى مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم
مدني وربما قيل مديني والنسبة إلى مدينة أصبهان مديني لا غير وربما نسب إلى غيرها
هذه النسبة كبغداد ومرو ونيسابور والمدائن العظام قال يزدجرد بن مهبندار الكسروي
في رسالة له عملها في تفضيل بغداد فقال في تضاعيفها ولقد كنت أفكر كثيرا في نزول
الأكاسرة بين أرض الفرات ودجلة فوقفت على أنهم توسطوا مصب الفرات في دجلة هذا أن
الإسكندر لما سار في الأرض ودانت له الأمم وبنى المدن العظام في المشرق والمغرب رجع
إلى المدائن وبنى فيها مدينة وسورها وهي إلى هذا الوقت موجودة الأثر وأقام بها
راغبا عن بقاع الأرض جميعا وعن بلاده ووطنه حتى مات قال يزدجرد أما أنوشروان بن
قباذ وكان أجل ملوك فارس حزما ورأيا وعقلا وأدبا فإنه بنى المدائن وأقام بها هو
ومن كان بعده من ملوك بني ساسان إلى أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد ذكر في
سير الفرس أن أول من اختط مدينة في هذا الموضع أردشير بن بابك قالوا لما ملك
البلاد سار حتى نزل في هذا الموضع فاستحسنه فاختط به مدينة قال وإنما سميت المدائن
لأن زاب الملك الذي بعد موسى عليه السلام ابتناها بعد ثلاثين سنة من ملكه وحفر
الزوابي وكورها وجعل المدينة العظمى المدينة العتيقة فهذا ما وجدته مذكورا عن
القدماء ولم أر أحدا ذكر لم سميت بالجمع والذي عندي فيه أن هذا الموضع كان مسكن
الملوك من الأكاسرة الساسانية وغيرهم فكان كل واحد منهم إذا ملك بنى لنفسه مدينة
إلى جنب التي قبلها
وسماها باسم فأولها
المدينة العتيقة التي لزاب كما ذكرنا ثم مدينة الإسكندر ثم طيسفون من مدائنها ثم
اسفانبر ثم مدينة يقال لها رومية فسميت المدائن بذلك والله أعلم وكان فتح المدائن
كلها على يد سعد بن أبي وقاص في صفر سنة 16 في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال حمزة اسم المدائن بالفارسية توسفون وعربوه على الطيسفون والطيسفونج وإنما
سمتها العرب المدائن لأنها سبع مدائن بين كل مدينة إلى الأخرى مسافة قريبة أو
بعيدة وآثارها وأسماؤها باقية وهي اسفابور ووه أردشير وهنبو شافور ودرزنيدان ووه
جنديوخسره ونونيافاذ وكردافاذ فعرب اسفابور على اسفانبر وعرب وه أردشير على بهرسير
وعرب هنبو شافور على جنديسابور وعرب درزنيدان على درزيجان وعرب وه جنديوخسره على
رومية وعرب السادس والسابع على اللفظ فلما ملك العرب ديار الفرس واختطت الكوفة
والبصرة انتقل إليهما الناس عن المدائن وسائر مدن العراق ثم اختط الحجاج واسطا
فصارت دار الإمارة فلما زال ملك بني أمية اختط المنصور بغداد فانتقل إليها الناس
ثم اختط المعتصم سامرا فأقام الخلفاء بها مدة ثم رجعوا إلى بغداد فهي الآن أم بلاد
العراق فأما في وقتنا هذا فالمسمى بهذا الاسم بليدة شبيهة بالقرية بينها وبين
بغداد ستة فراسخ وأهلها فلاحون يزرعون ويحصدون والغالب على أهلها التشيع على مذهب
الإمامية وبالمدينة الشرقية قرب الإيوان قبر سلمان الفارسي رضي الله عنه وعليه
مشهد يزار إلى وقتنا هذا وقال رجل من مراد دعوت كريبا بالمدائن دعوة وسيرت إذ ضمت
علي الأظافر فيال بني سعد علام تركتما أخا لكما يدعوكما وهو صابر أخا لكما إن
تدعواه يجبكما ونصركما منه إذا ريع فاتر وقال عبدة بن الطبيب هل حبل خولة بعد
الهجر موصول أم أنت عنها بعيد الدار مشغول وللأحبة أيام تذكرها وللنوى قبل يوم
البين تأويل حلت خويلة في دار مجاورة أهل المدائن فيها الديك والفيل يقارعون رؤوس
العجم ظاهرة منها فوارس لا عزل ولا ميل من دونها لعتاق العيس إن طلبت خبت بعيد
نياط الماء مجهول وقال رجل من الخوارج كان مع الزبير بن الماخور وكانوا أوقعوا
بأهل المدائن فقال ونجى يزيدا سابح ذو علالة وأفلتنا يوم المدائن كردم وأقسم لو
أدركته إذ طلبته لقام عليه من فزارة مأتم والمدائن أيضا اسم قريتين من نواحي حلب
في نقرة بني أسد إليها فيما أحسب ينسب أبو الفتح أحمد بن علي المدائني الحلبي قرأت
بخط عبد الله بن محمد بن سنان الخفاجي الحلبي على جزء من كتاب الحيوان للجاحظ ابتعته
من تركة أبي الفتح أحمد المدائني في جمادى الآخرة سنة 954
المدجج بالضم ثم الفتح وجيمان وهو اللابس للسلاح كأنه من الديجوج وهو الظلام كأنه
يختفي
في الظلام كما
يختفي في السلاح وهو واد بين مكة والمدينة زعموا أن دليل رسول الله صلى الله عليه
و سلم تنكبه لما هاجر إلى المدينة عن أبي بكر الهمداني
مدبج قرية ما بين الموصل والعراق قتل بها صالح بن مسرح الخارجي في أيام بشر بن
مروان في وقعة وقعت بينه وبين أصحاب بشر قتله الحارث بن عميرة بن ذي الشهاب
الهمداني
المدراء بالفتح ثم السكون وآخره ممدود وهو من المدر وهو قطع الطين اليابس الواحدة
مدرة والمدر تطيينك وجه الأرض وأرض مدراء من ذلك اسم ماء بنجد لبني عقيل وآل
الوحيد بن كلاب وماءة لبني نصر بن معاوية بركبة وبنعمان هذيل جبل يقال له المدراء
مدرى بفتح أوله وثانيه والقصر هو فعلى من الذي قبله جبل بنعمان قرب مكة
مدرى بالفتح ثم السكون والقصر يجوز أن تكون الميم زائدة فيكون من درى يدري اسما
لمكان منه موضع في قول علقة بن جحوان العنبري لمن إبل أمست بمدرى وأصبحت بفردة
تدعو يال عمرو بن جندب تخطى إليها علقة الرمل فاللوى وأهل الصحارى من مريح ومغرب
وقال أبو زياد ومن مياه الضباب المدرى على ثلاث ليال من حمى ضرية من جهة الجنوب
وهو الذي ذكره مدرك بن العيزار الضبابي من بني خالد بن عمرو بن معاوية ولم يذكر
كيف ذكره
المدراة هو تأنيث الذي قبله ويروى بكسر الميم وهو اسم واد
مدران موضع في طريق تبوك من المدينة فيه مسجد للنبي صلى الله عليه و سلم ويقال له
ثنية مدران
مدرج بالضم ثم الفتح ثم راء مشددة مفتوحة وجيم اسم مفعول من درجه إلى كذا أي رفعه
ويجوز أن يكون من درج السلم وهو من مياه عبس
مدر بفتح أوله وثانيه وهو في اللغة قطع الطين اليابس وكل ما بني بالطين واللبن من
القرى والمدن يسمى مدرة وجمعه مدر وهو قرية باليمن على عشرين ميلا من صنعاء ذكرها
في حديث العبسي
المدر بالفتح ثم الكسر وهو الموضع الكثير المدر اسم جبل أو واد
المدرة كل ما بني من الطين واللبن من القرى فهو مدرة وذو المدرة موضع
مدفار موضع في بلاد بني سليم أو هذيل
مدفع أكنان بالفتح ثم السكون وفتح الفاء وأكنان بفتح الهمزة وسكون الكاف ونونين
موضع في قول عمر بن أبي ربيعة حيث قال على أنها قالت غداة لقيتها بمدفع أكنان أهذا
المشهر قفي فانظري أسماء هل تعرفينه أهذا المغيري الذي كان يذكر أهذا الذي أطريت
نعتا فلم أكد وعيشك أنساه إلى يوم أقبر ومدفع الملحاء موضع آخر بالحاء المهملة
مدرك موضع في قول مزاحم العقيلي من النخل أو من مدرك أو ثكامة بطاح سقاها كل أوطف
مسبل
المدركة بالضم ثم
السكون وراء مفتوحة وكاف ماء لبني يربوع قال عرام إذا خرجت من عسفان لقيت البحر
وانقطعت الجبال والقرى إلا أودية مسماة بينك وبين مر الظهران يقال لواد منها مسيحة
ولواد آخر مدركة وهما واديان كبيران بهما مياه كثيرة منها ماء يقال له الحديبية
بأسفله مياه تنصب من رؤوس الحرة مستطيلين إلى البحر
مدع من حصون حمير باليمن
مدعا قال أبو زياد وإذا خرج عامل بني كلاب مصدقا من المدينة فأول منزل ينزله يصدق
عليه أريكة ثم العناقة ثم يرد مدعا لبني جعفر بن كلاب وقال في موضع آخر من كتابه
ومن مياه بني جعفر بن كلاب بالحمى حمى ضرية مدعا وهي خير مياه جعفر وهو متوح مطوية
بالحجارة وكل ركية تحفر بنجد مطوية بالحجارة أو مفروشة بالخشب
ومدعا بالوضح يذكر في موضعه
المدلاء بالفتح ثم السكون وآخره لام ممدود والمدل الخسيس من الرجال والمرأة مدلاء
وهي رملة قرب نجران شرقيها لبني الحارث بن كعب قال الأعور بن براء لأونس بالمدلاء
ركبا عشية على شرف أو طالعين الملاويا
المدور حصن حصين مشهور بالأندلس بالقرب من قرطبة لهم فيه عدة وقائع مشهورة
مدلين بفتح أوله وثانيه وكسر اللام وياء مثناة من تحت ونون حصن من أعمال ماردة
بالأندلس
مديانكث بالفتح ثم السكون وياء مثناة من تحتها ونون ساكنة يلتقي عندها ساكنان وفتح
الكاف وثاء مثلثة قرية من قرى بخارى وراء وادي الصغد
المديبر تصغير مدبر ضد المقبل موضع قرب الرقة له ذكر في المازحين فيما تقدم قال
جرير كأني بالمديبر بين زكا وبين قرى أبي صفرى أسير كفى حزنا فراقهم وإني غريب لا
أزار ولا أزور أجدي فاشربي بحياض قوم عليهم في فعالهم خبير وينسب إليها زيد بن
سيار التميمي المديبري حراني روى عن مساير بن يقظان ذكره ابن مندة عن علي بن أحمد
الحراني
المديدان قال المتقي المديبري في ظهور السخال وهو ظهر عارض اليمامة جبلان يقال
لهما المديدان وأنشد كم غادروا يوما نقا المديد بالقاع من سعد ومن سعيد فقيل
بالفتح من مددت الشيء موضع قرب مكة
مدين بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الياء المثناة من تحت وآخره نون قال أبو زيد مدين
على بحر القلزم محاذية لتبوك على نحو من ست مراحل وهي أكبر من تبوك وبها البئر
التي استقى منها موسى عليه السلام لسائمة شعيب قال ورأيت هذه البئر مغطاة قد بني
عليها بيت وماء أهلها من عين تجري ومدين اسم القبيلة وهي في الإقليم الثالث طولها
إحدى وستون درجة وثلث وعرضها تسع وعشرون درجة وهي مدينة قوم شعيب سميت بمدين بن
إبراهيم عليه السلام قال القاضي أبو عبد الله القضاعي مدين وحيزها من كورة مصر
القبلية وقال الحازمي بين وادي القرى والشام وقيل مدين اتجاه تبوك بين المدينة والشام
على ست مراحل وبها استقى موسى
عليه السلام لبنات
شعيب وبها بئر قد بني عليها بيت وقيل مدين اسم القبيلة ولهذا قال الله تعالى وإلى
مدين أخاهم شعيبا وقيل مدين هي كفر سندة من أعمال طبرية وعندها أيضا البئر والصخرة
وقد ذكر ذلك في كفر مندة قال كثير رهبان مدين والذين عهدتهم يبكون من حذر العقاب
قعودا لو يسمعون كما سمعت حديثها خروا لعزة ركعا وسجودا وقال كثير أيضا يا أم خرزة
ما رأينا مثلكم في المنجدين ولا بغور الغاير رهبان مدين لو رأوك تنزلوا والعصم في
شعف الجبال الفادر وقال ابن هرمة يمدح عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك ومعجب
بمديح الشعر يمنعه من المديح ثواب المدح والشفق لأنت والمدح كالعذراء يعجبها مس
الرجال ويثني قلبها الفرق لكن بمدين من مفضى سويمرة من لا يذم ولا يثنى له خلق أهل
المدائح تأتيه فتمدحه والمادحون بما قالوا له صدقوا يكاد بابك من جود ومن كرم من
دون بوابه للناس يندلق
مدينة إصبهان هي المعروفة بجي وهي الآن تعرف بشهرستان وهي على ضفة نهر زندروذ
بينها وبين إصبهان اليوم وهي اليهودية نحو الميل أو أكثر وليس بها اليوم أحد خربت
عن قرب وهي كانت أجل موضع بإصبهان وعلى بابها قبر حممة الدوسي صاحب رسول الله صلى
الله عليه و سلم وبها قبر الراشد بن المسترشد أمير المؤمنين وقبر أبي القاسم سلمان
بن أحمد الطبراني ينسب إليها خلق من أصحاب الحديث كثير ذكرهم أبو الفضل في كتابه
مرتبين على حروف المعجم ومدينة إصبهان عنى الرستمي الشاعر بقوله لله عيش بالمدينة
فاتني أيام لي قصر المغيرة مألف حجي إلى البيت العتيق وقبلتي باب الحديد وبالمصلى
الموقف أرض حصاها عسجد وترابها مسك وماء المد فيها قرقف واسم جي بالمدينة قديم قيل
كان الزبير بن الماخور الخارجي ورد إصبهان شاريا فخرج إليه أهلها فقاتلوه وذلك في
أيام عبد الله بن الزبير فقال عمرو بن مطرف التميمي ولم أك بالمدينة ديدبانا أرجم
في حوائطها الظنونا وآثرت الحياء على حياتي ولم أك في كتيبة ياسمينا وكان عتاب بن
ورقاء الرياحي والي إصبهان خرج في قتالهم في كتيبة وأم ولد له اسمها ياسمين في
كتيبة فلذلك قال عمرو ما قال
مدينة الأنبار تكتب في المتفق والمفترق
مدينة بخارى نسب إليها أبو سعد محمود بن أبي بكر بن محمد بن علي بن يوسف بن عمر
الصابوني المروزي ثم البخاري المديني أبا أحمد من أهل بخارى وكان
يسكن مدينتها
الداخلة سمع أبا عمرو عثمان بن إبراهيم الفضلي وغيره روى عنه أبو سعد وذلك في سنة
584 ولم يذكر وفاته
مدينة جابر ويقال قصر جابر بين الري وقزوين من ناحية دستبى منسوبة إلى جابر أحد
بني زمان بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب علي بن بكر بن وائل
مدينة السلام وهي بغداد واختلف في سبب تسميتها بذلك فقيل لأن دجلة يقال لها وادي
السلام وقال موسى بن عبد الرحيم النسائي كنت جالسا عند عبد العزيز بن أبي رواد
فأتاه رجل فقال له من أين أنت فقال من بغداد قال لا تقل بغداد فإن بغ صنم وداد
أعطى ولكن قل مدينة السلام فإن الله هو السلام والمدائن كلها له فكأنهم قالوا
مدينة الله وقيل سماها المنصور مدينة السلام تفاؤلا بالسلامة وقال الحافظ أبو موسى
روى أبو بكر محمد بن الحسن النقاش عن يحيى بن صاعد فدلسه فقال حدثنا يحيى بن محمد
بن عبد الملك المديني يعني مدينة السلام ذكره الخطيب وأورده كذا قال أبو موسى
مدينة سمرقند قد نسب إليها جماعة من المحدثين منهم إسماعيل بن أحمد المديني
السمرقندي أبو بكر روى عن أبي عمر الحوضي روى عنه محمد بن عيسى الغزال السمرقندي
ذكره الإدريسي في تاريخ سمرقند ومحمد بن عبيد الله بن محمد أبو محمد السمرقندي
المديني حدث عنه الإدريسي وعبد الله بن محمد بن صالح بن مساور البزار المديني
السمرقندي أبو محمد يروي عن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي وطبقته وعبد الله بن
محمد القسام المديني أبو محمد السمرقندي وعلي بن إسحاق المفسر المديني عن سفيان
ابن عيينة وطبقته ومحمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن سهل أبو محمد المديني يعرف
بحافد أبي محمد البلخي عن أبيه وغيره ومحمد بن عون المديني السمرقندي عن محاضر بن
المورع ومحمد بن عيسى بن قريش بن فرقد الغزال المديني السمرقندي عن عبد الله بن
عبد الرحمن السمرقندي ومحمد بن عامر بن محمد المديني السمرقندي
مدينة قبرة ناحية من نواحيها يقال لها إقليم المدينة بالأندلس
مدينة المبارك هي بقزوين استحدثها مبارك التركي وبها قوم من مواليه وأظن مباركا من
موالي المعتصم أو المأمون ينسب إليها أبو يعقوب يوسف بن حمدان الزمن المديني قال
الخليل بن عبد الله القزويني فيما أنبأنا عنه ابنه واقد قال كان يسكن مدينة
المبارك مات سنة 303 وفي تاريخ قزوين أنه مات في سنة 992 سمع أبا حجر ومحمد بن
حميد الرازي وغيرهما روى عنه علي بن محمد بن مهرويه وغيره
مدينة محمد بن الغمر هي من نواحي البحرين
مدينة مرو وقد نسب إليها قوم من أهل الحديث منهم أبو يزيد محمد بن يحيى بن خالد بن
يزيد بن متى روى عنه أبو العباس المعداني وقال هو من المدينة الداخلة بمرو حدث عن
أحمد بن سعيد الرباطي وأبو روح بن يوسف المديني المروزي العابد روى عن عبد الله بن
المبارك روى عنه محمد بن أحمد الحكيمي
مدينة مصر ذكر محمد بن الحسن المهلبي في كتاب العزيزي ومن مشاهير خطط مصر خطة عبد
العزيز بن مروان وهي التي في سوق الحمام غربي الجامع
تسمى الآن المدينة
وأظن أن أبا صادق المديني المصري إليها ينسب لأنه كان إمام مسجد الجامع وكان منزله
في هذا الموضع وسألت عن ذلك بمصر فلم يتحقق لي شيء ولو كان منسوبا إلى مدينة رسول
الله صلى الله عليه و سلم لقيل فيه مدني والله أعلم بذلك وقال الحافظ أبو القاسم
العكاوي الحسن بن يوسف بن أبي ظبية أبو علي المصري القاضي منسوب إلى مدينة مصر سمع
بدمشق هشام بن عمار وبغيرها أحمد بن صالح المصري وعمرو بن ثور القيسراني روى عنه
علي بن عمر الحربي ومحمد بن المظفر وأبو بكر المفيد وذكره الخطيب فقال الحسن بن
يوسف أبو علي المديني ثم قال الحسن بن أبي ظبية القاضي المصري وفرق بين الترجمتين
وجعلهما رجلين وهما رجل واحد
مدينة موسى بقزوين كان موسى الهادي سار إلى الري في حياة أبيه المهدي وقدم منها
إلى قزوين فأمر ببناء مدينة بإزاء قزوين فبنيت فهي تدعى مدينة موسى الهادي وابتاع
أرضا تدعى رستماباذ فوقفها على مصالح المدينة
مدينة النحاس ويقال لها مدينة الصفر ولها قصة بعيدة من الصحة لمفارقتها العادة
وأنا بريء من عهدتها إنما أكتب ما وجدته في الكتب المشهورة التي دونها العقلاء ومع
ذلك فهي مدينة مشهورة الذكر فلذلك ذكرتها قال ابن الفقيه ومن عجائب الأندلس أمر
مدينة الصفر التي يزعم قوم من العلماء أن ذا القرنين بناها وأودعها كنوزه وعلومه
وطلسم بابها فلا يقف عليها أحد وبنى داخلها بحجر البهتة وهو مغناطيس الناس وذلك أن
الإنسان إذا نظر إليها لم يتمالك أن يضحك ويلقي نفسه عليها فلا يزايلها أبدا حتى يموت
وهي في بعض مفاوز الأندلس ولما بلغ عبد الملك بن مروان خبرها وخبر ما فيها من
الكنوز والعلوم وأن إلى جانبها أيضا بحيرة بها كنوز عظيمة كتب إلى موسى بن نصير
عامله على المغرب يأمره بالمسير إليها والحرص على دخولها وأن يعرفه ما فيها ودفع
الكتاب إلى طالب بن مدرك فحمله وسار حتى انتهى إلى موسى بن نصير وكان بالقيروان
فلما أوصله إليه تجهز وسار في ألف فارس نحوها فلما رجع كتب إلى عبد الملك بن مروان
بسم الله الرحمن الرحيم أصلح الله أمير المؤمنين صلاحا يبلغ به خير الدنيا والآخرة
أخبرك يا أمير المؤمنين أني تجهزت لأربعة أشهر وسرت نحو مفاوز الأندلس ومعي ألف
فارس من أصحابي حتى أوغلت في طرق قد انطمست ومناهل قد اندرست وعفت فيها الآثار
وانقطعت عنها الأخبار أحاول بناء مدينة لم ير الراؤون مثلها ولم يسمع السامعون
بنظيرها فسرت ثلاثة وأربعين يوما ثم لاح لنا بريق شرفها من مسيرة خمسة أيام
فأفزعنا منظرها الهائل وامتلأت قلوبنا رعبا من عظمها وبعد أقطارها فلما قربنا منها
إذ أمرها عجيب ومنظرها هائل كأن المخلوقين ما صنعوها فنزلت عند ركنها الشرقي وصليت
العشاء الأخيرة بأصحابي وبتنا بأرعب ليلة بات بها المسلمون فلما أصبحنا كبرنا
استئناسا بالصبح وسرورا به ثم وجهت رجلا من أصحابي في مائة فارس وأمرته أن يدور مع
سورها ليعرف بابها فغاب عنا يومين ثم وافى صبيحة اليوم الثالث فأخبرني أنه ما وجد
لها بابا ولا رأى مسلكا إليها فجمعت أمتعة أصحابي إلى جانب سورها وجعلت بعضها على
بعض لينظر من يصعد إليها فيأتيني بخبر ما فيها فلم تبلغ أمتعتنا ربع الحائط
لارتفاعه وعلوه فأمرت عند ذلك باتخاذ السلالم فاتخذت ووصلت بعضها إلى بعض بالجبال
ونصبتها
على الحائط وجعلت لمن يصعد إليها ويأتيني بخبرها عشرة آلاف درهم فانتدب لذلك رجل من أصحابي ثم تسنم السلم وهو يتعوذ ويقرأ فلما صار على سورها وأشرف على ما فيها قهقه ضاحكا ثم نزل إليها فناديناه أخبرنا بما عندك وبما رأيته فلم يجبنا فجعلت أيضا لمن يصعد إليها ويأتيني بخبرها وخبر الرجل ألف دينار فانتدب رجل من حمير فأخذ الدنانير فجعلها في رحله ثم صعد فلما استوى على السور قهقه ضاحكا ثم نزل إليها فناديناه أخبرنا بما وراءك وما الذي ترى فلم يجبنا ثم صعد ثالث فكانت حاله مثل حال اللذين تقدماه فامتنع أصحابي بعد ذلك من الصعود وأشفقوا على أنفسهم فلما أيست ممن يصعد ولم أطمع في خبرها رحلت نحو البحيرة وسرت مع سور المدينة فانتهيت إلى مكان من السور فيه كتابة بالحميرية فأمرت بانتساخها فكانت هذه ليعلم المرء ذو العز المنيع ومن يرجو الخلود وما حي بمخلود لو أن حيا ينال الخلد في مهل لنال ذاك سليمان بن داود سالت له العين عين القطر فائضة فيه عطاء جليل غير مصرود وقال للجن انشوا فيه لي أثرا يبقى إلى الحشر لا يبلى ولا يودي فصيروه صفاحا ثم ميل به إلى البناء بإحكام وتجويد وأفرغوا القطر فوق السور منحدرا فصار صلبا شديدا مثل صيخود وصب فيه كنوز الأرض قاطبة وسوف تظهر يوما غير محدود لم يبق من بعدها في الأرض سابغة حتى تضمن رمسا بطن أخدود وصار في قعر بطن الأرض مضطجعا مضمنا بطوابيق الجلاميد هذا ليعلم أن الملك منقطع إلا من الله ذي التقوى وذي الجود ثم سرت حتى وافيت البحيرة عند غروب الشمس فإذا هي مقدار ميل في ميل وهي كثيرة الأمواج وإذا رجل قائم فوق الماء فناديناه من أنت فقال أنا رجل من الجن كان سليمان بن داود حبس ولدي في هذه البحيرة فأتيته لأنظر ما حاله قلنا له فما بالك قائما على وجه الماء قال سمعت صوتا فظننته صوت رجل يأتي هذه البحيرة في كل عام مرة فهذا أوان مجيئه فيصلي على شاطئها أياما ويهلل الله ويمجده قلنا فمن تظنه قال أظنه الخضر عليه السلام ثم غاب عنا فلم ندر أين أخذ فبتنا تلك الليلة على شاطىء البحيرة وقد كنت أخرجت معي عدة من الغواصين فغاصوا في البحيرة فأخرجوا منها حبا من صفر مطبقا رأسه مختوما برصاص فأمرت به ففتح فخرج منه رجل من صفر على فرس من صفر بيده مطرد من صفر فطار في الهواء وهو يقول يا نبي الله لا أعود ثم غاصوا ثانية وثالثة فأخرجوا مثل ذلك فضج أصحابي وخافوا أن ينقطع بهم الزاد فأمرت بالرحيل وسلكت الطريق التي كنت أخذت فيها وأقبلت حتى نزلت القيروان والحمد لله الذي حفظ لأمير المؤمنين أموره وسلم له جنوده فلما قرأ عبد الملك هذا الكتاب كان عنده الزهري فقال له ما تظن بأولئك الذين صعدوا السور كيف استطيروا من السور وكيف كان حالهم قال الزهري
خبلوا يا أمير
المؤمنين فاستطيروا لأن بتلك المدينة جنا قد وكلوا بها قال فمن أولئك الذين كانوا
يخرجون من تلك الحباب ويطيرون قال أولئك الجن الذين حبسهم سليمان بن داود عليه
السلام في البحار
مدينة نسف وقد ذكرنا نسف في موضعها ينسب إليها جماعة منهم أبو محمد حامد بن شاكر
بن سورة بن ونوشان الوراق المديني النسفي رجل ثقة جليل روى عن محمد بن إسماعيل
البخاري الجامع الصحيح وروى عن أبي موسى الترمذي وغيرهما سمع منه أبو يعلى عبد
المؤمن بن خلف النسفي كتاب الصحيح ومات سنة 113 في ذي القعدة
مدينة نيسابور فهذه ومدينة مرو ومدينة سمرقند ليست بأعلام فيما أحسب إنما هي واحد
من الجنس غلب على المنسوبين إليها للتمييز بينهم وبين من هم من الرستاق فأما
الباقي فهي أعلام لا تعرف إلا بذلك وقد نسب إلى هذه أبو عبد الله محمد بن الحسين
بن عمارة المديني سمع إسحاق بن راهويه ومحمد بن رافع وغيرهما ومحمد بن نعيم بن عبد
الله أبو بكر النيسابوري المديني سمع قتيبة بن سعيد ومحمد بن عبد الملك بن أبي
الشوارب وغيرهما روى عنه من الأقران محمد بن إسماعيل البخاري وأبو العباس السراج
وبعدهما أبو حامد بن الشرقي ومكي بن عبدان وسليمان بن محمد بن ناجية المديني روى
عن أحمد بن سلمة النيسابوري ومحمد بن محمد بن سعد بن أيوب أبو الحسن المديني سمع
أبا بكر بن خزيمة وأبا العباس السراج روى عنه والذي قبله الحاكم أبو عبد الله
مدينة يثرب قال المنجمون طول المدينة من جهة المغرب ستون درجة ونصف وعرضها عشرون
درجة وهي في الإقليم الثاني وهي مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم نبدأ أولا
بصفتها مجملا ثم نفصل أما قدرها فهي في مقدار نصف مكة وهي في حرة سبخة الأرض ولها
نخيل كثيرة ومياه ونخيلهم وزروعهم تسقى من الآبار عليها العبيد وللمدينة سور والمسجد
في نحو وسطها وقبر النبي صلى الله عليه و سلم في شرقي المسجد وهو بيت مرتفع ليس
بينه وبين سقف المسجد إلا فرجة وهو مسدود لا باب له وفيه قبر النبي صلى الله عليه
و سلم وقبر أبي بكر وقبر عمر والمنبر الذي كان يخطب عليه رسول الله صلى الله عليه
و سلم قد غشي بمنبر آخر والروضة أمام المنبر بينه وبين القبر ومصلى النبي صلى الله
عليه و سلم الذي كان يصلي فيه الأعياد في غربي المدينة داخل الباب وبقيع الغرقد
خارج المدينة من شرقيها وقباء خارج المدينة على نحو ميلين إلى ما يلي القبلة وهي
شبيهة بالقرية وأحد جبل في شمال المدينة وهو أقرب الجبال إليها مقدار فرسخين
وبقربها مزارع فيها نخيل وضياع لأهل المدينة ووادي العقيق فيما بينها وبين الفرع
والفرع من المدينة على أربعة أيام في جنوبيها وبها مسجد جامع غير أن أكثر هذه
الضياع خراب وكذلك حوالي المدينة ضياع كثيرة أكثرها خراب وأعذب مياه تلك الناحية
آبار العقيق ذكر ابن طاهر بإسناده إلى محمد بن إسماعيل البخاري قال المديني هو
الذي أقام بالمدينة ولم يفارقها والمدني الذي تحول عنها وكان منها والمشهور عندنا
أن النسبة إلى مدينة الرسول مدني مطلقا وإلى غيرها من المدن مديني للفرق لا لعلة
أخرى وربما رده بعضهم إلى الأصل فنسب إلى مدينة الرسول أيضا مديني وقال
الليث المدينة اسم لمدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم خاصة والنسبة للإنسان مدني فأما العير ونحوه فلا يقال إلا مديني وعلى هذه الصيغة ينسب أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي المعروف بابن المديني كان أصله من المدينة ونزل البصرة وكان من أعلم أهل زمانه بعلل حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم والمقدم في حفاظ وقته روى عن سفيان بن عيينة وحماد بن زيد وكتب عن الشافعي كتاب الرسالة وحملها إلى عبد الرحمن بن مهدي وسمع منه ومن جرير بن عبد الحميد وعبد العزيز الدراوردي وغيرهم من الأئمة روى عنه أحمد بن حنبل ومحمد بن سعيد البخاري وأحمد بن منصور الرمادي ومحمد بن يحيى الذهلي وأبو أحمد المرئي وغيرهم من الأئمة وقال البخاري ما انتفعت عند أحد إلا عند علي بن المديني وكان مولده سنة 161 بالبصرة ومات بسامرا وقيل بالبصرة ليومين بقيا من ذي القعدة سنة 432 ولهذه المدينة تسعة وعشرون اسما وهي المدينة وطيبة وطابة والمسكينة والعذراء والجابرة والمحبة والمحببة والمحبورة ويثرب والناجية والموفية وأكالة البلدان والمباركة والمحفوفة والمسلمة والمجنة والقدسية والعاصمة والمرزوقة والشافية والحيرة والمحبوبة والمرحومة وجابرة والمختارة والمحرمة والقاصمة وطبابا وروي في قول النبي صلى الله عليه و سلم رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق قالوا المدينة ومكة وكان على المدينة وتهامة في الجاهلية عامل من قبل مرزبان الزارة يجبي خراجها وكانت قريظة والنضير اليهود ملوكا حتى أخرجهم منها الأوس والخزرج من الأنصار كما ذكرناه في مأرب وكانت الأنصار قبل تؤدي خراجا إلى اليهود ولذلك قال بعضهم نؤدي الخرج بعد خراج كسرى وخرج بني قريظة والنضر وروى أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صبر على أوار المدينة وحرها كنت له يوم القيامة شفيعا شهيدا وقال صلى الله عليه و سلم حين توجه إلى الهجرة اللهم إنك قد أخرجتني من أحب أرضك إلي فأنزلني أحب أرض إليك فأنزله المدينة فلما نزلها قال اللهم اجعل لنا بها قرارا ورزقا واسعا وقال عليه الصلاة و السلام من استطاع منكم أن يموت في المدينة فليفعل فإنه من مات بها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة وعن عبد الله بن الطفيل لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة وثب على أصحابه وباء شديد حتى أهمدتهم الحمى فما كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا اليسير فدعا لهم وقال اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة واجعل ما كان بها من وباء بخم وفي خبر آخر اللهم حبب إلينا المدينة كا حببت إلينا مكة وأشد وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها إلى الجحفة وقد كان هم صلى الله عليه و سلم أن ينتقل إلى الحمى لصحته وقال نعم المنزل الحمى لولا كثرة حياته وذكر العرض وناحيته فهم به وقال هو أصح من المدينة وروي عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال عن بيوت السقيا اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك ورسولك دعاك لأهل مكة وإن محمدا عبدك ونبيك ورسولك يدعوك لأهل المدينة بمثل ما دعاك إبراهيم أن تبارك في صاعهم ومدهم وثمارهم اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة واجعل ما بها من وباء بخم اللهم إني قد
حرمت ما بين لابتيها كما حرم إبراهيم خليلك وحرم رسول الله صلى الله عليه و سلم شجر المدينة بريدا في بريد من كل ناحية ورخص في الهش وفي متاع الناضح ونهى عن الخبط وأن يعضد ويهصر وكان أول من زرع بالمدينة واتخذ بها النخل وعمر بها الدور والآطام واتخذ بها الضياع العماليق وهم بنو عملاق بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وقيل في نسبهم غير ذلك مما ذكر في هذا الكتاب ونزلت اليهود بعدهم الحجاز وكانت العماليق ممن انبسط في البلاد فأخذوا ما بين البحرين وعمان والحجاز كله إلى الشام ومصر فجبابرة الشام وفراعنة مصر منهم وكان منهم بالبحرين وعمان أمة يسمون جاسم وكان ساكنو المدينة منهم بنو هف وسعد بن هفان وبنو مطرويل وكان بنجد منهم بنو بديل بن راحل وأهل تيماء ونواحيها وكان ملك الحجاز الأرقم بن أبي الأرقم وكان سبب نزول اليهود بالمدينة وأعراضها أن موسى بن عمران عليه السلام بعث إلى الكنعانيين حين أظهره الله تعالى على فرعون فوطىء الشام وأهلك من كان بها منهم ثم بعث بعثا آخر إلى الحجاز إلى العماليق وأمرهم أن لا يستبقوا أحدا ممن بلغ الحلم إلا من دخل في دينه فقدموا عليهم فقاتلوهم فأظهرهم الله عليهم فقتلوهم وقتلوا ملكهم الأرقم وأسروا ابنا له شابا جميلا كأحسن من رأى في زمانه فضنوا به عن القتل وقالوا نستحييه حتى نقدم به على موسى فيرى فيه رأيه فأقبلوا وهو معهم وقبض الله موسى قبل قدومهم فلما قربوا وسمع بنو إسرائيل بذلك تلقوهم وسألوهم عن أخبارهم فأخبروهم بما فتح الله عليهم قالوا فما هذا الفتى الذي معكم فأخبروهم بقصته فقالوا إن هذه معصية منكم لمخالفتكم أمر نبيكم والله لادخلتم علينا بلادنا أبدا فحالوا بينهم وبين الشام فقال ذلك الجيش ما بلد إذ منعتم بلدكم خير لكم من البلد الذي فتحتموه وقتلتم أهله فارجعوا إليه فعادوا إليها فأقاموا بها فهذا كان أول سكنى اليهود الحجاز والمدينة ثم لحق بهم بعد ذلك بنو الكاهن بن هارون عليه السلام فكانت لهم الأموال والضياع بالسافلة والسافلة ما كان في أسفل المدينة إلى أحد وقبر حمزة والعالية ما كان فوق المدينة إلى مسجد قباء وما إلى ذلك إلى مطلع الشمس فزعمت بنو قريظة أنهم مكثوا كذلك زمانا ثم إن الروم ظهروا على الشام فقتلوا من بني إسرائيل خلقا كثيرا فخرج بنو قريظة والنضير وهدل هاربين من الشام يريدون الحجاز الذي فيه بنو إسرائيل ليسكنوا معهم فلما فصلوا من الشام وجه ملك الروم في طلبهم من يردهم فأعجزوا رسله وفاتوهم وانتهى الروم إلى ثمد بين الشام والحجاز فماتوا عنده عطشا فسمي ذلك الموضع ثمد الروم فهو معروف بذلك إلى اليوم وذكر بعض علماء الحجاز من اليهود أن سبب نزولهم المدينة أن ملك الروم حين ظهر على بني إسرائيل وملك الشام خطب إلى بني هارون وفي دينهم أن لا يزوجوا النصارى فخافوه وأنعموا له وسألوه أن يشرفهم بإتيانه فأتاهم ففتكوا به وبمن معه ثم هربوا حتى لحقوا بالحجاز وأقاموا بها وقال آخرون بل علماؤهم كانوا يجدون في التوراة صفة النبي صلى الله عليه و سلم وأنه يهاجر إلى بلد فيه نخل بين حرتين فأقبلوا من الشام يطلبون الصفة حرصا منهم على اتباعه فلما رأوا تيماء وفيها النخل عرفوا صفته وقالوا هو البلد الذي نريده فنزلوا وكانوا أهله حتى أتاهم تبع فأنزل معهم بني عمرو بن عوف والله أعلم أي ذلك كان قالوا فلما كان من سيل العرم ما كان
كما ذكرناه في مأرب قال عمرو بن عوف من كان منكم يريد الراسيات في الوحل المطعمات في المحل المدركات بالدخل فليلحق بيثرب ذات النخل وكان الذين اختاروها وسكنوها الأنصار وهم الأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد وأمهم في قول ابن الكلبي قيلة بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة ويقال قيلة بنت هالك بن عذرة من قضاعة وقال غيره قيلت بنت كاهل بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة ولذلك سمي بنو قيلة فأقاموا في مكانهم على جهد وضنك من العيش وكان ملك بني إسرائيل يقال له الفيطوان وفي كتاب ابن الكلبي الفطيون بكسر الفاء والياء بعد الطاء وكانت اليهود والأوس والخزرج يدينون له وكانت له فيهم سنة ألا تزوج امرأة منهم إلا أدخلت عليه قبل زوجها حتى يكون هو الذي يفتضها إلى أن زوجت أخت لمالك بن العجلان بن زيد السالمي الخزرجي فلما كانت الليلة التي تهدى فيها إلى زوجها خرجت على مجلس قومها كاشفة عن ساقيها وأخوها مالك في المجلس فقال لها قد جئت بسوءة بخروجك على قومك وقد كشفت عن ساقيك قالت الذي يراد بي الليلة أعظم من ذلك لأنني أدخل على غير زوجي ثم دخلت إلى منزلها فدخل إليها أخوها وقد أرمضه قولها فقال لها هل عندك من خير قالت نعم فماذا قال أدخل معك في جملة النساء على الفطيون فإذا خرجن من عندك ودخل عليك ضربته بالسيف حتى يبرد قالت افعل فتزيا بزي النساء وراح معها فلما خرج النساء من عندها دخل الفطيون عليها فشد عليه مالك بن العجلان بالسيف وضربه حتى قتله وخرج هاربا حتى قدم الشام فدخل على ملك من ملوك غسان يقال له أبو جبيلة وفي بعض الروايات أنه قصد اليمن إلى تبع الأصغر ابن حسان فشكا إليه ما كان من الفطيون وما كان يعمل في نسائهم وذكر له أنه قتله وهرب وأنه لا يستطيع الرجوع خوفا من اليهود فعاهده أبو جبيلة أن لا يقرب امرأة ولا يمس طيبا ولا يشرب خمرا حتى يسير إلى المدينة ويذل من بها من اليهود وأقبل سائرا من الشام في جمع كثير مظهرا أنه يريد اليمن حتى قدم المدينة ونزل بذي حرض ثم أرسل إلى الأوس والخزرج أنه على المكر باليهود عازم على قتل رؤسائهم وأنه يخشى متى علموا بذلك أن يتحصنوا في آطامهم وأمرهم بكتمان ما أسره إليهم ثم أرسل إلى وجوه اليهود أن يحضروا طعامه ليحسن إليهم ويصلهم فأتاه وجوههم وأشرافهم ومع كل واحد منهم خاصته وحشمه فلما تكاملوا أدخلهم في خيامه ثم قتلهم عن آخرهم فصارت الأوس والخزرج من يومئذ أعز أهل المدينة وقمعوا اليهود وسار ذكرهم وصار لهم الأموال والآطام فقال الرمق بن زيد بن غنم بن سالم بن مالك بن سالم بن عوف بن الخزرج يمدح أبا جبيلة لم يقض دينك مل حسا ن وقد غنيت وقد غنينا الراشقات المرشقا ت الجازيات بما جزينا أشباه غزلان الصرا ئم يأتزرن ويرتدينا الريط والديباج وال حلي المضاعف والبرينا وأبو حبيلة خير من يمشي وأوفاهم يمينا
وأبرهم برا وأع
لمهم بفضل الصالحينا أبقت لنا الأيام وال حرب المهمة يعترينا كبشا له زر يف ل
متونها الذكر السنينا ومعاقلا شما وأس يافا يقمن وينحنينا ومحلة زوراء تج حف
بالرجال الظالمينا ولعنت اليهود مالك بن العجلان في كنائسهم وبيوت عبادتهم فبلغه
ذلك فقال تحايا اليهود بتلعانها تحايا الحمير بأبوالها وماذا علي بأن يغضبوا وتأتي
المنايا بأذلالها وقالت سارة القرظية ترثي من قتل من قومها بأهلي رمة لم تغن شيئا
بذي حرض تعفيها الرياح كهول من قريظة أتلفتهم سيوف الخزرجية والرماح ولو أذنوا
بأمرهم لحالت هنالك دونهم حرب رداح ثم انصرف أبو جبيلة راجعا إلى الشام وقد ذلل
الحجاز والمدينة للأوس والخزرج فعندها تفرقوا في عالية المدينة وسافلتها فكان منهم
من جاء إلى القرى العامرة فأقام مع أهلها قاهرا لهم ومنهم من جاء إلى عفا من الأرض
لا ساكن فيه فبنى فيه ونزل ثم اتخذوا بعد ذلك القصور والأموال والآطام فلما قدم
رسول الله صلى الله عليه و سلم من مكة إلى المدينة مهاجرا أقطع الناس الدور
والرباع فخط لبني زهرة في ناحية من مؤخر المسجد فكان لعبد الرحمن بن عوف الحصن
المعروف به وجعل لعبد الله وعتبة ابني مسعود الهذليين الخطة المشهورة بهم عند
المسجد وأقطع الزبير بن العوام بقيعا واسعا وجعل لطلحة بن عبيد الله موضع دوره
ولأبي بكر رضي الله عنه موضع داره عند المسجد وأقطع كل واحد من عثمان بن عفان
وخالد بن الوليد والمقداد وعبيد والطفيل وغيرهم مواضع دورهم فكان رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقطع أصحابه هذه القطائع فما كان في عفا من الأرض فإنه أقطعهم
إياه وما كان من الخطط المسكونة العامرة فإن الأنصار وهبوه له فكان يقطع من ذلك ما
شاء وكان أول من وهب له خططه ومنازله حارثة بن النعمان فوهب له ذلك وأقطعه وأما
مسجد النبي صلى الله عليه و سلم فقال ابن عمر كان بناء المسجد على عهد رسول الله
صلى الله عليه و سلم وسقفه جريد وعمده خشب النخل فلم يزد فيه أبو بكر شيئا فزاد
فيه عمر وبناه على ما كان من بنائه ثم غيره عثمان وبناه بالحجارة المنقوشة والقصة
وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه ساجا وزاد فيه
وكان لما بناه رسول الله صلى الله عليه و سلم جعل له بابين شارعين باب عائشة
والباب الذي يقال له باب عاتكة وبابا في مؤخر المسجد يقال له باب مليكة وبنى بيوتا
إلى جنبه باللبن وسقفها بجذوع النخل وكان طول المسجد مما يلي القبلة إلى مؤخره
مائة ذراع فلما ولي عمر بن عبد العزيز زاد في القبلة من موضع المقصورة اليوم وكان
بين المنبر وبين الجدار في عهد النبي صلى الله عليه و سلم قدر ما تمر الشاة وكان
طول المسجد في عهد عمر
رضي الله عنه مائة وأربعين ذراعا وارتفاعه أحد عشر ذراعا وكان بنى أساسه بالحجارة إلى أن بلغ قامة وجعل له ستة أبواب وحصنه وروي أن عمر أول من حصن المسجد وبناه سنة 71 حين رجع من سرع وجعل طول جداره من خارج ستة عشر ذراعا وكان أول عمل عثمان إياه في شهر ربيع الأول سنة 92 وفرغ من بنائه في المحرم سنة 03 فكانت مدة عمله عشرة أشهر وقتل عثمان وليس له شرافات فعملها والمحراب عمر بن عبد العزيز ولما ولي الوليد بن عبد الملك واستعمل عمر بن عبد العزيز على المدينة أمره بهدم المسجد وبنائه فاستعمل عمر على ذلك صالح بن كيسان وكتب الوليد إلى ملك الروم يطلب منه عمالا وأعلمه أنه يريد عمارة مسجد النبي صلى الله عليه و سلم فبعث إليه أربعين رجلا من الروم وأربعين من القفط ووجه إليه أربعين ألف مثقال ذهبا وأحمالا من الفسيفساء فهدم الروم والقفط المسجد وخمروا النورة للفسيفساء سنة وحملوا القصة من بطن نخل وعملوا الأساس بالحجارة والجدار والأساطين بالحجارة المطابقة وجعلوا عمد المسجد حجارة حشوها عمد الحديد والرصاص وجعل عمر المحراب والمقصورة من ساج وكان قبل ذلك من حجارة وجعل طول المسجد مائتي ذراع وعرضه في مقدمه مائتين وفي مؤخره مائة وثمانين وهو سقف دون سقف قال صالح بن كيسان ابتدأت بهدم المسجد في صفر سنة 78 وفرغت منه لانسلاخ سنة 98 فكانت مدة عمله ثلاث سنين وكان طوله يومئذ مائتي ذراع في مثلها فلم يزل كذلك حتى كان المهدي فزاد في مؤخره مائة ذراع وترك عرضه مائتي ذراع على ما بناه عمر بن عبد العزيز وأما عبد الملك بن شبيب الغساني في سنة 160 فأخذ في عمله وزاد في مؤخره ثم زاد فيه المأمون زيادة كثيرة ووسعه وقرىء على موضع زيادة المأمون أمر عبد الله بعمارة مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم سنة 202 طلب ثواب الله وطلب كرامة الله وطلب جزاء الله فإن الله عنده ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصيرا والمؤذنون في مسجد المدينة من ولد سعد الفرط مولى عمار بن ياسر ومن خصائص المدينة أنها طيبة الريح وللعطر فيها فضل رائحة لا توجد في غيرها وتمرها الصيحاني لا يوجد في بلد من البلدان مثله ولهم حب اللبان ومنها يحمل إلى سائر البلدان وجبلها أحد قد فضله رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أحد جبل يحبنا ونحبه وهو على باب من أبواب الجنة وحرم رسول الله صلى الله عليه و سلم شجر المدينة بريدا في بريد من كل ناحية واستعمل على الحمى بلال بن الحارث المزني فأقام عليه حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وفي أيامه مات وكان عمر بن عبد العزيز يقول لأن أوتى برجل يحمل خمرا أحب إلي من أن أوتى به وقد قطع من الحرم شيئا وكان عمر بن الخطاب ينهى أن يقطع العضاه فتهلك مواشي الناس وهو يقول لهم عصمة وأخبار مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم كثيرة وقد صنف فيها وفي عقيقها وأعراضها وجبالها كتب ليس من شرطنا ذكرها إلا على ترتيب الحروف وقد فعلنا ذلك وفيما ذكرناه مما يخصها كفاية والله يحسن لنا العافية ولا يحرمنا ثواب حسن النية في الإفادة والاستفادة بحق محمد وآله وأما المسافات فإن من المدينة إلى مكة نحو عشر مراحل ومن الكوفة إلى المدينة نحو عشرين مرحلة وطريق البصرة إلى المدينة نحو من ثماني عشرة مرحلة ويلتقي مع طريق الكوفة بقرب
معدن النقرة ومن
الرقة إلى المدينة نحو من عشرين مرحلة ومن البحرين إلى المدينة نحو خمس عشرة مرحلة
ومن دمشق إلى المدينة نحو عشرين مرحلة ومثله من فلسطين إلى المدينة على طريق
الساحل ولأهل مصر وفلسطين إذا جاوزوا مدين طريقان إلى المدينة أحدهما على شغب وبدا
وهما قريتان بالبادية كان بنو مروان أقطعوهما الزهري المحدث وبها قبره حتى ينتهي
إلى المدينة على المروة وطريق يمضي على ساحل البحر حتى يخرج بالجحفة فيجتمع بهما
طريق أهل العراق وفلسطين ومصر
باب الميم والذال وما يليهما
المذاد بالفتح وآخره دال مهملة وهو اسم المكان من ذاده يذوده إذا طرده قال ابن
الأعرابي المذاد والمزاد المرتفع موضع بالمدينة حيث حفر الخندق النبي صلى الله
عليه و سلم قال كعب بن مالك فليأت مأسدة تسل سيوفها بين المذاد وبين جزع الخندق
وقيل المذاد واد بين سلع وخندق المدينة
المذار بالفتح وآخره راء وهي عجمية ولها مخرج في العربية أن يكون اسم مكان من
قولهم ذره وهو يذره ولا يقال وذرته أماتت العرب ماضيه أي دعه وهو يدعه فميمه على
هذا زائدة ويجوز أن تكون الميم أصلية فيكون من مذرت البيضة إذا فسدت ومذرت نفسه أي
خبثت وغثت والمذار في ميسان بين واسط والبصرة وهي قصبة ميسان بينها وبين البصرة
مقدار أربعة أيام وبها مشهد عامر كبير جليل عظيم قد أنفق على عمارته الأموال
الجليلة وعليه الوقوف وتساق إليه النذور وهو قبر عبد الله بن علي بن أبي طالب
ويقال إن الحريري أبا محمد القاسم بن علي صاحب المقامات قد مات بها وأهلها كلهم
شيعة غلاة طغام أشبه شيء بالأنعام وفيه قال الشاعر أيها الصلصل المغذ إلى المد فع
من نهر معقل فالمذار وكان قد فتحها عتبة بن غزوان في أيام عمر بن الخطاب بعد
البصرة قال البلاذري ولما فتح عتبة بن غزوان الأبلة سار إلى الفرات فلما فرغ منها
سار إلى المذار فخرج إليه مرزبانها فقاتله فهزمه الله وغرق عامة من معه وأخذ
مرزبانها فضرب عنقه ثم سار إلى دستميسان وكانت بالمذار وقعة لمصعب بن الزبير على
أحمد بن سميط النخلي ينسب إليها جماعة منهم محمد بن أحمد بن زيد المذاري حدث عن
عمرو بن عاصم الكلابي روى عنه أحمد بن يحيى بن زهير التستري ومحمد بن محمد بن
سليمان الباغندي وغيرهما وأبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عثمان
المذاري سكن والده بغداد وبها ولد أبو الحسن وسمع الحديث من أبي طالب علي بن طالب
المكي مولى يعلى بن الفراء وحدث عن أبي الحسين محمد بن الحسين بن موسى بن حمزة بن
أبي يعلى وغيرهم ومات سنة 585 روى عنه أبو المعمر الأنصاري ويحيى بن أسعد بن نوش
ومولده سنة 156 وأخوه أبو المعالي أحمد سمع من أبي علي البناء وأبي القاسم علي بن
أحمد الميسري في ثاني عشر جمادى الأولى سنة 456 وأخوهما أبو السعود عبد الرحمن بن
محمد حدث عن عاصم بن الحسن ومطهر بن أحمد بن البانياسية
المذارع بلفظ جمع
مذرعة وهي البلاد التي بين الريف والبر مثل القادسية والأنبار ومذارع البصرة
نواحيها
المذارع بلفظ جمع مذرعة وهي البلاد التي بين الريف والبر مثل القادسية والأنبار
ومذارع البصرة نواحيها
المذاهب من نواحي المدينة في شعر ابن هرمة ومنها بشرقي المذاهب دمنة معطلة آياتها
لم تغير فصرنا بها لما عرفنا رسومها أزمة سمحات المعاطف ضمر
مذحج بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الحاء المهملة وجيم قال ابن دريد ذحجه وسحجه
بمعنى قال ذحجته الريح أي جرته قال ابن الأعرابي ولد أدد بن زيد بن يشجب مرة
والأشعر وأمهما ذلة بنت ذي منشجان الحميري فهلكت فخلف على أختها مذلة بنت ذي
منشجان فولدت له مالكا وطيئا واسمه جلهمة ثم هلك أدد فلم تتزوج مذلة وأقامت على
ولدها مالك وطيء فقيل أذحجت على ولدها أي أقامت فسمي مالك وطيء مذحجا قال ابن
الكلبي ولد أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن
قحطان مرة ونبتا وهو الأشعر ومالكا وجلهمة وهو طيء وأمهما ذلة بنت ذي منشجان وهي
مذحج وكانت قد ولدتهما عند أكمة يقال لها مذحج فلقبت بها فولد مالك وطيء كلهم يقال
لهم مذحج وليس من ولد مرة من يقال له مذحجي كما قال ابن الأعرابي وقال ابن إسحاق
مذحج بن يحابر بن مالك بن زيد بن كهلان ولم يتابع على ذلك وقد ذهب قوم إلى طيئا
ليست من مذحج وأن مذحجا ولد مالك بن أدد فقط فعلى قول ابن الكلبي بنو الحارث بن
كعب كلهم وسعد العشيرة وجعفى والنخع ومراد وجنب وصداورها وعنس بالنون كل هؤلاء من
ولد مالك بن أدد وطيء على شعب قبائلها كلها من مذحج والكلام في شعب هذه القبائل
ليس كتابي هذا مؤسسا عليه ولي عزم إن ساعدني الأجل ومد بضبعي التوفيق أن أعمل فيه
كتابا شافيا سهل المأخذ حتى لا يفتقر النساب بعده إلى غيره
المذر بالتحريك وآخره راء المذر التفرقة ومنه قولهم شذر مذر ويقال الماء إذا صب
على اللبن يتمذر أي يتفرق ومذرت البيضة مذرا إذا فسدت وهو اسم جبل أو واد
المذرى جبل بأجأ أحد الجبلين قال كثير وحض الذي ولى على الصبر والتقى ولم يهمم
البالي بأن يتخشعا ولو نزلت مثل الذي نزلت به بركن المذرى من أجا لتصدعا
مذر بفتح أوله وسكون ثانيه وراء يصلح أن يشتق من الذي قبله وهو عجمي من قرى بلخ
مذعر بالكسر وفتح العين وهو من الذعر وهو الفزع إلا أن كسر ميمه في المكان شاذ
لأنه من شروط الآلات وهو اسم ماء لبني جعفر بن كلاب
مذعى بالكسر ثم السكون والقصر قالوا والمذع السيلان من العيون التي في شعفات
الجبال وهو ماء لغني بينه وبين ماء لهم يقال له زقا قدر ضحوة قال إلا أن مذعى لبني
جعفر اشتروها من بعض بني غني قال بعضهم يهددني ليأخذ حفر مذعى ودون الحفر غول
للرجال وبين مذعى واللقيطة يومان قال بعضهم
أشاقتك المنازل بين
مذعى إلى شعر فأكناف الكؤود قال أبو زياد إذا خرج عامل بني كلاب مصدقا من المدينة
فأول منزل ينزله يصدق عليه أريكة ثم العناقة ثم يرد مذعى لبني جعفر ثم يرد الصلوق
وعلى مذعى عظيم بني جعفر وكعب بن مالك وغاضرة بن صعصعة
مذفار بالكسر ثم السكون والفاء وآخره راء وهو منقول من الذفر وهو حدة الرائحة طيبة
كانت أو خبيثة وليس باسم المكان منه ولو كان كذلك لكان مذفر بالفتح فهو مل المقراض
من القرض كأن شيئا من الآلة المنقولة سمي به ثم نقل إلى هذا المكان وهو اسم موضع
في قول الهذلي لهامهم بمذفار صياح يدعي بالشراب بني تميم وهذا كقول الآخر يا عمرو
إن لم تدع شتمي ومنقصتي أضربك حتى تقول الهامة اسقوني
المذنب جبل وقال الحفصي المذنب قرية لبني عامر باليمامة في شعر لبيد قال طرب الفؤاد
وليته لم يطرب وعناه ذكرى خلة لم تصقب سفها ولو أني أطيع عواذلي فيما يشرن به بسفح
المذنب لزجرت قلبا لا يريع لزاجر إن الغوي إذا غوى لم يعتب
مذود بالكسر ثم السكون وفتح الواو ودال مهملة مذود الثور الوحشي قرنه يذود به عن
نفسه ومذود الرجل لسانه مثله والمذود معلف الدابة ومذود جبل قال أبو دؤاد الإيادي
في ذلك يصف فرسا يتبعن مشترفا ترمي دوابره رمي الأكف بترب الهائل الخصب كأن هاديه
جذع برايته من نخل مذود في باق من الشذب وهذا يدل على أنه موضع معمور فيه نخل لا
جبل فإن النخل ليس من نبات الجبال
مذيامجكث بالفتح ثم السكون وياء مثناة من تحت وميم ساكنة وجيم مفتوحة وكاف مفتوحة
وثاء مثلثة قرية من قرى كرمينية من أعمال سمرقند
مذيانكن بالفتح ثم السكون وياء مثناة من تحت ونون ساكنة بعد الألف يلتقي فيها
ساكنان وفتح الكاف ونون قرية من قرى بخارى
مذيح بضم أوله وفتح ثانيه وياء مثناة من تحت شديدة وحاء مهملة الذي جاء على هذا
ذوح إبله إذا بددها والذوح السير العنيف فقياسه مذوح فيكون مرتجلا على هذا وهو ماء
ببطن مسحلان قال ابن حريق لقد علمت ربيعة أن بشرا غداة مذيح مر التقاضي
المذيخرة كأنه تصغير المذخرة بالخاء معجمة والراء وهو اسم قلعة حصينة في رأس جبل
صبر وفيها عين في رأس الجبل يصير منها نهر يسقي عدة قرى باليمن وهي قريبة من عدن
يسكنها آل ذي مناخ وبها كان منزل أبي جعفر المناخي من حمير قال عمارة بن أبي الحسن
المذيخرة من أعمال صنعاء وهو جبل بلغني أن أعلاه نحو عشرين فرسخا فيه المزارع والمياه
ونبت الورس وفي شفيره الزعفران ولا يسلك
إلا من طريق واحد
وهو في مخلاف السحول وذكر عمارة بن أبي الحسن بن زياد اليمني في كتابه ولما ملك
الزيادي اليمن واختط زبيد كما ذكرناه في زبيد وحج من اليمن جعفر مولى زياد بمال
وهدايا في سنة 502 وسار إلى العراق فصادف المأمون بها وعاد جعفر هذا في سنة 026
إلى زبيد ومعه ألف فارس فيها من مسودة خراسان سبعمائة فعظم أمر ابن زياد وتقلد
إقليم اليمن بأسره الجبال والتهائم وتقلد جعفر هذا الجبل واختط به مدينة يقال لها
المذيخرة ذات أنهار ورياض واسعة والبلاد التي كانت لجعفر تسمى اليوم مخلاف جعفر
والمخلاف عند أهل اليمن عبارة عن قطر واسع وكان جعفر هذا من الدهاة الكفاة وبه تمت
دولة بني زياد ولذلك يقولون ابن زياد وجعفر
مذينب بوزن تصغير المذنب وأصله مسيل الماء بحضيض الأرض بين تلعتين وقال ابن شميل
المذنب كهيئة الجدول يسيل عن الروضة ماؤها إلى غيرها فتفرق ماءها فيها والتي يسيل
عليها الماء مذنب أيضا وقال ابن الأعرابي مذنب الوادي والمذنب الطويل الذنب
والمذنب الضب والمذنب المغرفة ومذينب واد بالمدينة وقيل مذينب يسيل بماء المطر
خاصة وقد روى مالك في موطئه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في سيل مهزور
ومذينب يمسك حتى الكعبين ثم يرسل الأعلى على الأسفل
باب الميم والراء وما يليهما
مرآة بالفتح ثم السكون وفتح الهمزة وألف ساكنة وهاء بوزن مرعاة من الرؤية قرية قرب
مأرب كانت ببلاد الأزد التي أخرجهم منها سيل العرم
المرابد جمع المربد يذكر بعد وهو موضع بعينه يقال له ذات المرابد بعقيق المدينة
قال معن بن أوس فذات الحماط خرجها وطلوعها فبطن البقيع قاعه فمرابده قال ثم مواضع
يقال لها مرابد يغادر فيها السيل
مرابض بالفتح وبعد الألف باء موحدة وضاد معجمة جمع مربض وقد تقدم اشتقاقه في الربض
وهو موضع في قول المتلمس ألك السدير وبارق ومرابض ولك الخورنق
المراح بالكسر وآخره حاء مهملة يصلح أن يكون جمع مرح وهو الفرح وهي ثلاثة شعاب
ينظر بعضها إلى بعض وهي شعاب بتهامة تصب من دآة وهو الجبل الذي يحجز بين النخلتين
لهذيل قال مرة بن عبد الله اللحياني تركنا بالمراح وذي سحيم أبا حيان في نفر منافي
المراحضة حصن من أعمال صنعاء بيد ابن الهرش
مراخ بالضم وآخره معجم يجوز أن يكون اسم المفعول من راخ يريخ إذا استرخى أو راخ
يريخ إذا تباعد ما بين فخذيه والمراخ موضع قريب من المزدلفة وقيل هو من بطن كساب
جبل بمكة وقد روي بالحاء المهملة قال عبد الله بن إبراهيم الجمحي في شعر هذيل في
يوم الأحث في قصة وجهنا الظعن إلى كساب وذي مراخ نحو الحرم حرم مكة فقال أبو قلابة
الهذلي يئست من الحذية أم عمرو غداة إذ انتحوني بالجناب
يصاح بكاهل حولي
وعمرو وهم كالضاريات من الكلاب يسامون الصبوح بذي مراخ وأخرى القوم تحت خريق غاب
فيأسا من صديقك ثم يأسا ضحى يوم الأحث من الإياب وقال الفضل بن العباس اللهبي وإنك
والحنين إلى سليمى حنين العود في الشول النزاع تحن ويزدهيها الشوق حتى حناجرهن
كالقصب اليراع ليالي إذ نخالف من نحاها إذ الواشي بنا غير المطاع تحل الميث من
كنفي مراخ إذا ارتبعت وتسرب بالرقاع
مراد بالضم وآخره دال مهملة من أراد يريد والشيء مراد اسم المفعول منه حصن قريب من
قرطبة بالأندلس
المرار بالضم وتكرير الراء المرارة بقلة مرة وجمعها مرار وقال الأصمعي إذا أكلت
الإبل المرار قلصت عنه مشافرها وبه سمي آكل المرار قال ابن إسحاق في عام الحديبية
وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا سلك ثنية المرار بركت ناقته فقال
الناس خلأت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما خلأت ولا هو لها بخلق وإنما
حبسها حابس الفيل قال وثنية المرار مهبط الحديبية وخلأت الناقة إذا بركت ولم تقم
المرار بالفتح والتشديد فعال من المرارة واد
مرازم بالضم وبعد الألف زاي مكسورة وميم وأظنه من رازم القوم دارهم إذا أطالوا
المقام بها أو من رزم الشتاء رزمة شديدة إذا برد وهو رازم ومرازم هو الجبل المشرف
على حق آل سعيد بن العاصي عن الأصمعي في كتاب جزيرة العرب
المراضان تثنية المراض بلفظ جمع مريض ثني بعد أن سمي قال أبو منصور قال الليث
المراضان واديان ملتقاهما واحد قال المراضان والمرايض مواضع في ديار تميم بين
كاظمة والنقيرة فيها أحساء ليست من باب المرض والميم فيها ميم مفعل من استراض
الوادي إذا استنقع فيه الماء ويقال أرض مريضة إذا ضاقت بأهلها قال جرير كما اختب
ذئب بالمراضين لاغب
المراض بالكسر جمع مريض يجوز أن يكون من قولهم أرض مريضة إذا ضاقت بأهلها وأرض
مريضة إذا كثر بها الهرج وبخط الترمذي في شعر الفضل بن عباس اللهبي المراض بالفتح
وهو في قوله أتعهد من سليمى درس نؤي زمان تخللت سلمى المرضا كأن بيوت جيرتهم قباب
على الأزمات تحتل الرياضا ورواه الخالع مراض بفتح الميم فيكون من راض يروض والموضع
مراض ويجوز أن يكون من الروضة أو من الرياضة وبالفتح قرأته بخط ابن باقلاء وهو
الصحيح إذ هو في قول كثير فأصبح من تربي خصيلة قلبه له ردة من حاجة لم تصرم
كذا الطلع إن يقصد
عليه فإنه يهم وإن تحزق به يتيمم وما ذكره تربي خصيلة بعدما ظعن بأحواز المراض
فيعلم وهو واد في شعر الشماخ عن الأديبي وقال غيره مراض موضع على طريق الحجاز من
ناحية الكوفة وهناك لقي الوليد بن عقبة بن أبي معيط بجادا مولى عثمان بن عفان رضي
الله عنه فأخبره بقتل عثمان فقال يوم لاقيت بالمراض بجادا ليت إني هلكت قبل بجاد
مراغة بالفتح والغين المعجمة بلدة مشهورة عظيمة أعظم وأشهر بلاد أذربيجان طولها
ثلاث وسبعون درجة وثلث وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلث قالوا وكانت المراغة تدعى
أفراز هروذ فعسكر مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وهو وإلى أرمينية وأذربيجان
منصرفه من غزو موقان وجيلان بالقرب منها وكان فيها سرجين كثير فكانت دوابه ودواب
أصحابه تتمرغ فيها فجعلوا يقولون ابنوا قرية المراغة وهذه قرية المراغة فحذف الناس
القرية وقالا مراغ وكان أهلها ألجؤوها إلى مروان فابتناها وتألف وكلاؤه أهلها
فكثروا فيها للتقرر وعمروها ثم إنها قبضت مع ما قبض من ضياع بني أمية وصارت لبعض
بنات الرشيد فلما عاث الوجناء ابن رواد الأزدي وأفسد وولي خزيمة بن خازم أرمينية
وأذربيجان في خلافة الرشيد بنى سورها وحصنها ومصرها وأنزل بها جندا كثيفا ثم إنهم
لما ظهر بابك الخرمي بالبذ لجأ الناس إليها فنزلوها فسكنوها وتحصنوا فيها ورم
سورها في أيام المأمون عدة من عماله منهم أحمد بن محمد بن الجنيد فرزندا وعلي بن
هشام ثم نزل الناس بربضها وينسب إلى المراغة جماعة منهم جعفر بن محمد بن الحارث
أبو محمد المراغي أحد الرحالين في طلب الحديث وجمعه سكن نيسابور وسمع بدمشق وغيرها
جماهير بن محمد الزملكاني وابن قتيبة محمد بن الحسن العسقلاني وأبا يعلى الموصلي
وجعفر بن محمد القيرواني وعبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن يحيى المروزي وأبا
خليفة الفضل بن الحباب وزكرياء الساجي وعبدان الجواليقي وأحمد بن يحيى بن زهير
والمنصور بن إسماعيل الفقيه وأبا العباس الدغولي وعلي بن عبدان وغيرهم روى عنه أبو
علي الحافظ وأبو عبد الله الحاكم وعبد الرحمن بن محمد السراج وأبو عبد الرحمن
السلمي وأبو بكر المقري قال أبو عبد الله الحافظ جعفر بن محمد بن الحارث أبو محمد
المراغي مريد نيسابور شيخ الرحالة في طلب الحديث وأكثرهم جهادا وجمعا كتب الحديث
نيفا وستين سنة ولم يزل يكتب إلى أن توفاه الله وكان من أصدق الناس فيه وأثبتهم
سمع ببغداد القرباني وابن ناجية ومحمد بن يحيى المروزي وأقرانهم وذكر جماعة في
بلاد شتى قال ومات يوم الاثنين السادس والعشرين من رجب سنة 536 بنيسابور وهو ابن
نيف وثمانين سنة ولم تزل قصبتها وبها آثار وعمائر ومدارس وخانكاهات حسنة وقد كان
فيها أدباء وشعراء ومحدثون وفقهاء قال ابن الكلبي في مراغة هجر سوق لأهل نجد معروف
قال الخارزنجي المراغة ردهة لأبي بكر ولذلك قال الفرزدق في مواضع من شعره يا ابن
المراغة نسبه إلى هذا الموضع كما يقال ابن بغداد وابن الكوفة وهذا خلف من القول
والذي ذهب إليه الحذاق أن المراغة الأتان فكان ينسبه إليها على أن في بلاد العرب
موضعا يقال له
المراغة من منازل
بني يربوع قال الأصمعي وذكر مياها ثم قال ومن هذه الأمواه من صلب العلم وهي
المردمة رداه منها المراغة من مياه البقة قال أبو البلاد الطهوي وكان قد خطب امرأة
فزوجت من بني عمرو بن تميم فقتلها وهرب ثم قال ألا أيها الربع الذي ليس بارحا جنوب
الملابين المراغة والكدر سقيت بعذب الماء هل أنت ذاكر لنا من سليمى إذ نشدناك
بالذكر لعمرك ما قنعتها السيف عن قلى ولا سأمان في الفؤاد ولا غمر ولكن رأيت الحي
قد غدروا بها ونزغ من الشيطان زين لي أمري وإنا أنفنا أن ترى أم سالم عروسا تمشى
الخيزلى في بني عمرو وإنا وجدنا الناس عودين طيبا وعودا خبيثا لا يبض على العصر
تزين الفتى أخلاقه وتشينه وتذكر أخلاق الفتى حيث لا يدري
مراقية بالفتح والقاف المكسورة والياء مخففة إذا قصد القاصد من الإسكندرية إلى
إفريقية فأول بلد يلقاه مراقية ثم لوبية ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن أبي
رومان عبد الله بن يحيى بن هلال الإسكندري المراقي سكن الإسكندرية روى عن أبيه وعن
ابن وهب وهو ضعيف روى المناكير ومات سنة 526
المراقب موضع في ديار هذيل بن مدركة قال مالك بن خالد الخناعي ثم الهذلي وقلت لوهب
حين زالت رحاؤهم هلم تغنينا ردى فالمراقب كأنهم حين استدارت رحاؤهم بذات اللظى أو
أدرك القوم لاعب إذا أدركوهم يلحقون سراتهم بضرب كما جد الحصير الشواطب في أبيات
المراكب موضع في قول أبي صخر الهذلي يصف سحابا مصر شآميه في الحمى ودون يمانيه
جبال المراكب
مراكش بالفتح ثم التشديد وضم الكاف وشين معجمة أعظم مدينة بالمغرب وأجلها وبها
سرير ملك بني عبد المؤمن وهي في البر الأعظم بينها وبين البحر عشرة أيام في وسط
بلاد البربر وكان أول من اختطها يوسف بن تاشفين من الملثمين الملقب بأمير المسلمين
في حدود سنة 074 وبينها وبين جبل درن الذي ظهر منه ابن تومرت المسمى بالمهدي ثلاثة
فراسخ وهو في جنوبيها وكان موضع مراكش قبل ذلك مخافة يقطع فيه اللصوص على القوافل
كان إذا انتهت القوافل إليه قالوا مراكش معناه بالبربرية أسرع المشي وبقيت مدة
يشرب أهلها من الآبار حتى جلب إليها ماء يسير من ناحية أغمات يسقي بساتين لها وكان
أول من اتخذ بها البساتين عبد المؤمن بن علي يقولون إن بستانا منها طوله ثلاثة
فراسخ
مرامر بالضم والميم الثانية مكسورة في شعر الأسود بن يعفر حيث قال ولقد غدوت لعازب
متنادر أحوى المذانب مؤنق الرواد
جادت سواريه فآزر
نبته نفأ من الصفراء والزباد بالجو فالأمراج حول مرامر فبضارج فقصيمة الطراد
مران بالفتح ثم التشديد وآخره نون يجوز أن يكون من مر الطعام يمر مرارة ويمر أيضا
أو من مر يمر من المرور ويجوز أن يكون من مرن الشيء يمرن مرونا إذا استمر وهو لين
في صلابة ومرنت يد فلان على العمل أي صلبت قال السكري هو على أربع مراحل من مكة
إلى البصرة وقيل بينه وبين مكة ثمانية عشر ميلا وفيه قبر تميم بن مر بن أد بن
طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وقبر عمرو بن عبيد قال جرير يعرض
بابن الرقاع قد جربت عركي في كل معترك غلب الرجال فما بال الضغابيس وابن اللبون
إذا ما لز في قرن لم يستطع صولة البزل القناعيس إني إذا الشاعر المغرور حربني جار
لقبر على مران مرموس قال أراد قبر تميم بن مر إذا حربني أي أغضبني يموت فيصير جارا
لمن هو مدفون هناك ويصدق ذلك قوله قد كان أشوس أباء فأورثني شغبا على الناس في
أبنائه الشوس نحمي ونغتصب الجبار نجنبه في محصد من حبال القد مخموس وقال الحازمي
بين البصرة ومكة لبني هلال من بني عامر وقيل بين مكة والمدينة وقال عرام عند ذكره
الحجاز وقرية يقال لها مران قرية غناء كبيرة كثيرة العيون والآبار والنخيل
والمزارع وهي على طريق البصرة لبني هلال وجزء لبني ماعز وبها حصن ومنبر ناس كثير
وفيها يقول الشاعر أبعد الطوال الشم من آل ماعز يرجي بهران القرى ابن سبيل مررنا
على مران ليلا فلم نعج على أهل آجام بها ونخيل وقال ابن قتيبة قال المنصور أمير
المؤمنين يرثي عمرو بن عبيد صلى الإله عليك من متوسد قبرا مررت به على مران قبرا
تضمن مؤمنا متحنفا صدق الإله ودان بالقرآن لو أن هذا الدهر أبقى صالحا أبقى لنا
عمرا أبا عثمان وقال ابن الأعرابي على هذا النمط من جملة أبيات أيا نخلتي مران هل
لي إليكما على غفلات الكاشحين سبيل أمنيكما نفسي إذا كنت خاليا ونفعكما لولا
الفناء قليل وما لي شيء منكما غير أنني أحن إلى ظليكما فأطيل
مران بالضم كأنه فعلان من المرارة للمبالغة أو تثنية المر والمران القنا سمي بذلك
للينه هو موضع بالشام قريب من دمشق ذكر في دير مران
المران تثنية المر ضد الحلو ماءان لغطفان عند جبل لهم أسود
مرانة بالفتح وبعد
الألف نون هو فعالة من مرن على الشيء مرونا إذا اعتاده واستمر قال أبو منصور في
قول ابن مقبل يا دار ليلى خلاء لا أكلفها إلا المرانة حتى تعرف الدينا المرانة
هضبة من هضبات بني العجلان يريد لا أكلفها أن تبرح ذلك المكان وتذهب إلى مكان آخر
وقال الأصمعي المرانة اسم ناقة هادية للطريق وقيل المرانة السكوت الذي مرنت عليه
الدار وقيل المرانة معرفتها ومما يقوي أن المرانة اسم موضع قول لبيد لمن طلل تضمنه
أثال فسرحة فالمرانة فالخيال وقال بشر بن أبي خازم وأنزل خوفنا سعدا بأرض هنالك إذ
نجير ولا نجار وأدنى عامر حيا إلينا عقيل بالمرانة والوبار
المراوزة بالفتح وبعد الواو زاي هي نسبة إلى المروزيين نسبة إلى مرو مثل المهالبة
والمسامعة والبغاددة وهي محلة كانت ببغداد متصلة بالحربية خربت الآن كان قد سكنها
أهل مرو فنسبت إليهم ونسب إليها أبو عبد الله محمد بن خلف بن عبد السلام الأعور
المروزي روى عن علي بن الجعد ويحيى بن هاشم السمسار روى عنه أبو عمرو بن السماك
وأبو بكر الشافعي وغيرهما وتوفي سنة 182
والمراوزة أيضا قرية كبيرة قرب سنجار ذات بساتين ومياه جارية وبها خانقاه حسنة على
رأس تل يصعد الراكب إليها على فرسه
مراهط بالفتح كأنه جمع مرهط اسم المكان من الرهط كقولهم مشجر من الشجر ولو جمع
لقيل مشاجر وهو ذو مراهط موضع عن الأزهري
مرأة بالفتح بلفظ المرأة من النساء قرية بني امرىء القيس بن زيد مناة بن تميم
باليمامة سميت بشطر اسم امرىء القيس بينها وبين ذات غسل مرحلة على طريق النباج
ولما قتل مسيلمة وصالح مجاعة خالدا على اليمامة لم تدخل مرأة في الصلح فسبي أهلها
وسكنها حينئذ بنو امرىء القيس بن زيد مناة بن تميم فعمروا ما والاها حتى غلبوا
عليها وكان ذو الرمة الشاعر نزل عليها فلم يدخلوا رحله ولم يقروه فذمهم ومدح بهنس
صاحب ذات غسل وهو مرئي أيضا وذات غسل قرية له فقال ذو الرمة فلما وردنا مرأة اللؤم
غلقت دساكر لم تفتح لخير ظلالها ولو عبرت أصلابها عند بهنس على ذات غسل لم تشمس
رحالها وقد سميت باسم امرىء القيس قرية كرام غوانيها لئام رجالها تظل الكرام
المرملون بجوها سواء عليهم حملها وحيالها إذا ما امرؤ القيس بن لؤم تطعمت بكاس
الندامى خيبتها سبالها وقال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير ويوم مرأة إذ وليتم
رفضا وقد تضايق بالأبطال واديه
المرايض بالفتح وهو من استراض الوادي إذا استنقع فيه الماء ومنه سميت الروضة وهي
مواضع
في ديار بني تميم
بين كاظمة والنقيرة
المرايغ جمع مراغ الإبل وهو متمرغها كورة بصعيد مصر في غربي النيل فيها عدة قرى
آهلة عامرة جدا
مرباط بالكسر ثم السكون وباء موحدة وآخره طاء مهملة فرضة مدينة ظفار بينها وبين
ظفار على ما حدثني رجل من أهلها مقدار خمسة فراسخ ولما لم تكن ظفار مرسى ترسى فيه
المراكب وكان لمرباط مرسى جيد كثر ذكره على أفواه التجار وهي مدينة مفردة بين
حضرموت وعمان على ساحل البحر لها سلطان برأسه ليس لأحد عليه طاعة وقرب مدينته جبل
نحو ثلاثة أيام في مثلها فيه ينبت شجر اللبان وهو صمغ يخرج منه ويلقط ويحمل إلى
سائر الدنيا وهو غلة الملك يشارك فيه لاقطيه كما ذكرناه في ظفار وأهلها عرب وزيهم
زي العرب القديم وفيهم صلاح مع شراسة في خلقهم وزعارة وتعصب وفيهم قلة غيرة كأنهم
اكتسبوها بالعادة وذلك أنه في كل ليلة تخرج نساؤهم إلى ظاهر مدينتهم ويسامرن
الرجال الذين لا حرمة بينهم ويلاعبنهم ويجالسنهم إلى أن يذهب أكثر الليل فيجوز
الرجل على زوجته وأخته وأمه وعمته وإذا هي تلاعب آخر وتحادثه فيعرض عنها ويمضي إلى
امرأة غيره فيجالسها كما فعل بزوجته وقد اجتمعت بكيش بجماعة كثيرة منهم رجل عاقل
أديب يحفظ شيئا كثيرا وأنشدني أشعارا وكتبتها عنه فلما طال الحديث بيني وبينه قلت
له بلغني عنكم شيء أنكرته ولا أعرف صحته فبدرني وقال لعلك تعني السمر قلت ما أردت
غيره فقال الذي بلغك من ذلك صحيح وبالله أقسم إنه لقبيح ولكن عليه نشأنا وله مذ
خلقنا ألفنا ولو استطعنا أن نزيله لأزلناه ولو قدرنا لغيرناه ولكن لا سبيل إلى ذلك
مع ممر السنين عليه واستمرار العادة به
مربالا ناحية قرب خلاط لها ذكر في كتاب الفتوح إن حبيب بن مسلمة نزلها فجاءه بطريق
خلاط بكتاب عياض بن غنم بأنه قد أمنه على نفسه وبلاده وقاطعه على إتاوة فأمضى حبيب
بن مسلمة ذلك
مربخ بضم أوله وسكون ثانيه وكسر الباء الموحدة وخاء معجمة قال أبو منصور مربخ رمل
بالبادية بعينه وقال أبو الهيثم سمي جبل مربخ مربخا لأنه يربخ الماشي فيه من التعب
والمشقة أي يذهب عقله كالمرأة الربوخ التي يغشى عليها من شدة الشهوة وقال الليث
ربخت الإبل في المربخ أي فترت في ذلك الرمل من الكلال وأنشد بعضهم أمن جبال مربخ
تمطين لا بد منه فانحدرن وارقين أو يقضي الله رمايات الدين وقال نصر مربخ رمل
مستطيل بين مكة والبصرة
ومربخ أيضا جبل آخر عند ثور مما يلي القبلة وقال العمراني مربخ بفتح الميم والباء
رمل من رمال زرود وعن جار الله بضم الميم وكسر الباء
المربد بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة ودال مهملة وهذا اسم موضع هكذا وليس
بجار على فعل على أن ابن الأعرابي روى أن الرابد الخازن ولو كان منه لقيل المرابد
على زنة اسم المفعول مثل المقاتل من القاتل فمجيئه على غير جريان الفعل دليل على
أنه موضع هكذا وذهب القاضي عياض إلى أن أصله من ربد بالمكان إذا أقام به فقياسه
على هذا أن يكون مربد بفتح الميم وكسر الباء فلم يسمع فيه ذلك فهو أيضا غير قياس
ودخل أبو
القاسم نصر بن أحمد
الحميري على أبي الحسين بن المثنى في آخر حريق كان في سوق المربد فقال له أبو
الحسين بن المثنى يا أبا القاسم ما قلت في حريق المربد قال ما قلت شيئا فقال له
وهل يحسن بك وأنت شاعر البصرة والمربد من أجل شوارعها وسوقه من أجل أسواقها ولا
تقول فيه شيئا فقال ما قلت ولكني أقول وارتجل هذه الأبيات أتتكم شهود الهوى تشهد
فما تستطيعون أن تجحدوا فيا مربديون ناشدتكم على أنني منكم مجهد جرى نفسي صعدا
نحوكم فمن أجله احترق المربد وهاجت رياح حنيني لكم وظلت به ناركم توقد ولولا دموعي
جرت لم يكن حريقكم أبدا يخمد وفي حديث النبي صلى الله عليه و سلم أن مسجده كان
مربدا ليتيمين في حجر معاذ بن عفراء فاشتراه منهما معوذ بن عفراء فجعله للمسلمين
فبناه رسول الله صلى الله عليه و سلم مسجدا قال الأصمعي المربد كل شيء حبست فيه
الإبل ولهذا قيل مربد النعم بالمدينة وبه سمي مربد البصرة وإنما كان موضع سوق
الإبل وكذلك كل ما كان من غير هذا الموضع أيضا إذا حبست فيه الإبل وأنشد الأصمعي
يقول أتيت بأبواب القوافي كأنني أصيد بها سربا من الوحش نزعا عواصي إلا ما جعلت
وراءها عصا مربد يغشى نحورا وأذرعا قال يعني بالمربد ههنا عصا جعلها معترضة على
الباب تمنع الإبل من الخروج سماها مربدا لهذا وهو أنكر ذلك عليه وقيل إنما أراد
عصا معترضة على باب المربد فأضاف العصا المعترضة إلى المربد ليس أن العصا مربد
والمربد أيضا موضع التمر مثل الجرين
و مربد النعم موضع على ميلين من المدينة وفيه تيمم ابن عمر
و مربد البصرة من أشهر محالها وكان يكون سوق الإبل فيه قديما ثم صار محلة عظيمة
سكنها الناس وبه كانت مفاخرات الشعراء ومجالس الخطباء وهو الآن بائن عن البصرة
بينهما نحو ثلاثة أميال وكان ما بين ذلك كله عامرا وهو الآن خراب فصار المربد
كالبلدة المفردة في وسط البرية وقدم أعرابي البصرة فكرهها فقال هل الله من وادي
البصيرة مخرجي فأصبح لا تبدو لعيني قصورها وأصبح قد جاوزت سيحان سالما وأسلمني
أسواقها وجسورها ومربدها المذري علينا ترابه إذا سحجت أبغالها وحميرها فنضحي بها
غبر الرؤوس كأننا أناسي موتى نبش عنها قبورها وينسب إليها جماعة من الرواة منهم
سماك بن عطية المربدي البصري يروي عن الحسن وأيوب روى عنه حماد بن زيد حديثه في
الصحيحين وأبو الفضل عباس بن عبد الله بن الربيع بن راشد مولى بني هاشم المربدي
حدث عن عباس بن محمد وعبد الله بن محمد بن شاكر حدث عنه ابن المقري وذكر أنه سمع
منه بمربد البصرة والقاضي أبو عمرو القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي البصري
قال
السلفي كان ينزل
المربد حدث عن أبيه وأبي علي محمد بن أحمد اللؤلؤي وعلي بن إسحاق الماذراني حدث
عنه أبو بكر الخطيب ووثقه وتوفي في ذي القعدة سنة 314
المربع بفتح أوله وسكون ثانيه ثم باء موحدة مفتوحة وعين مهملة جبل قرب مكة قال
الأبح بن مرة الهذلي أخو ابن خراش لعمرك ساري بن أبي زنيم لأنت بعرعر الثأر المنيم
يريد سارية وهو الذي ناداه عمر على المنبر يا سارية الجبل
عليك بنو معاوية بن صخر وأنت بمربع وهم بضيم وقيل مربع موضع بالبحرين عن أبي بكر
بن موسى
مربع بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الباء الموحدة مال مربع بالمدينة في بني حارثة
وكان به أطم
مربعة الخرسي أما مربعة فكأنه يراد به الموضع المربع وأما الخرسي فبضم الخاء وراء
ساكنة وسين مهملة وهي نسبة إلى خراسان يقال خرسي وخراسي وخراساني عن صاحب كتاب
العين وهي محلة في شرقي بغداد فكان الخرسي هذا صاحب شرطة بغداد وأظنه في أيام
المنصور
مربعة أبي العباس أيضا ببغداد بين الحربية وباب البصرة متصلة بشارع باب الشام
منسوبة إلى أبي العباس الفضل بن سليمان الطوسي أحد النقباء السبعين
مربعة الفرس بضم الفاء وسكون الراء وسين مهملة جمع فارسي ببغداد أيضا متصلة بمربعة
أبي العباس وهم قوم أقطعهم المنصور هذا الموضع لما اختط بغداد
مربله بالفتح ثم السكون وباء موحدة ولام مشددة مضمومة وهاء ساكنة هي ناحية من
أعمال قبرة بالأندلس
مربوط بالفتح ثم السكون وباء موحدة وآخره طاء مهملة من قرى الإسكندرية
المربوع موضع بنواحي سلمية بالشام
مربولة موضع في شعر امرىء القيس حيث قال عفا شطب من أهله فغرور فمربولة إن الديار
تدور فجزع محيلات كأن لم تقم بها سلامة حولا كاملا وقدور
مربيطر بالضم ثم السكون وباء موحدة مفتوحة وياء مثناة من تحت ساكنة وطاء مفتوحة
وراء مدينة بالأندلس بينها وبين بلنسية أربعة فراسخ وفيها الملعب وهو إن صح ما
ذكروه من أعجب العجائب وذلك أن الإنسان إذا صعد فيه نزل وإذا نزل فيه صعد ينسب
إليها قاضيها ابن خيرون المربيطري وسفيان بن العاصي بن أحمد بن عباس بن سفيان بن
عيسى بن عبد الكبير بن سعيد الأسدي المربيطري سكن قرطبة يكنى أبا بحر روى عن أبي
عمر بن عبد البر الحافظ وأبي العباس العذري وأكثر عنه وعن أبي الليث نصر بن الحسن
السمرقندي وأبي الوليد الباجي وغيرهم جماعة وكان من أجلة العلماء وكبار الأدباء من
أهل الرواية والدراية سمع الناس منه كثيرا وحدث عنه جماعة ولقيه ابن بشكوال وحدث
عنه ومات لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة 520 ومولده سنة 440
مرت بفتح الميم
والراء والتاء فوقها نقطتان هي قرية بينها وبين أرمية منزل واحد في طريق تبريز وهي
كبيرة ذات بساتين وفي أهلها شجاعة وجماعة
مرتج بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر التاء المثناة من فوق وجيم هكذا ضبطه الحازمي ولم
أجد له على هذا اشتقاقا إلا أن يكون من قولهم رتج في منطقه إذا استغلق وهو بعيد من
الأماكن فإن ضممت الميم صار من أرتج الخصب إذا عم فلم يغادر موضعا إلا أخصبه واسم
الفاعل مرتج وهو موضع قرب ودان وقيل هو في صدر نخلى واد لحسن بن علي بن أبي طالب
المرتاحية من كور مصر البحرية
مرتحوان بالفتح ثم السكون وتاء فوقها نقطتان وحاء مهملة من نواحي حلب
المرتمى بالضم ثم السكون وتاء مثناة من فوقها هو بئر بين القرعاء وواقصة ممرة
رشاؤها نيف وأربعون قامة لكنها عذبة قليلة الماء ولها حوض وقباب خراب ثم أحساء بني
وهب على خمسة أميال من المرتمى قال أبو صخر الهذلي عفا سرف من جمل فالمرتمى قفر
فشعب فأدبار الثنيات فالغمر فخيف منى أقوى خلاف قطينه فمكة وحش من جميلة فالحجر
تبدت بأجياد فقلت لصحبتي ءالشمس أضحت بعد غيم أم البدر وأظن هذا المرتمى غير ذلك
والله أعلم
مرجانة سفح مرجانة في جبل أروند فيه شعر في أروند ينقل إلى ههنا يا أيها المغتدي
نحو الجبال
مرج بالفتح ثم السكون والجيم وهي الأرض الواسعة فيها نبت كثير تمرج فيها الدواب أي
تذهب وتجيء وأصل المرج القلق ويقال مرج الخاتم في يدي مرجا إذا قلق وهي في مواضع
كثيرة كل مرج منها يضاف إلى شيء أذكره مرتبا على الحروف
مرج الأطراخون بالخاء المعجمة وآخره نون قرب المصيصة
مرج الخطباء موضع بخراسان خطب فيه جماعة من الخطباء فغلب عليه ذلك قال المدائني
قدم عبد الله بن عامر بن كريز إلى أبرشهر فامتنعت عليه فشخص عنها فنزل مرج الخطباء
وهو على يوم من نيسابور فقال معتق بن قلع العشري أيها الأمير لا تقتلنا بالشتاء
فإنه عدو كلب وارجع إلى أبرشهر فإني أرجو أن يفتحها الله عليك فرجع ففتحها عنوة
فقال ابن أخي معاوية يفخر بمشورة معتق بالمرج قد مرجوا وارتج أمرهم حتى إذا قلدوه
معتقا عتقوا أشار بالأمر والرأي السديد ولم يعيا به فيهم والخير متسق فذاك عمي
والأخبار نامية وخير ما حدث الأقوام ما صدقوا
مرج حسين بالثغور الشامية منسوب إلى حسين بن سليم الأنطاكي كانت له به وقعة ونكاية
بالعدو فسمي بذلك
مرج الخليج من
نواحي ثغر المصيصة
مرج الديباج واد عجيب المنظر نزه بين الجبال بينه وبين المصيصة عشرة أميال
مرج راهط بنواحي دمشق وهو أشهر المروج في الشعر فإذا قالوه مفردا فإياه يعنون وقد
ذكر في راهط
مرج الصفر بالضم وتشديد الفاء بدمشق ذكر أيضا قال شهدت قبائل مالك وتغيبت عني
عميرة يوم مرج الصفر وقال خالد بن سعيد بن العاصي وقتل بمرج الصفر هل فارس كره
النزال يعيرني رمحا إذا نزلوا بمرج الصفر
مرج عذراء بغوطة دمشق ذكر في عذراء
مرج عيون بسواحل الشام
مرج فريش بكسر الفاء والراء المشددة وشين معجمة من الأندلس
مرج القلعة بينه وبين حلوان منزل وهو من حلوان إلى جهة همذان قال سيف وإنما سمي
بذلك لأن النعمان بن مقرن حيث سير لقتال من اجتمع بالماهين وهي نهاوند ولما انتهى
أهل الكوفة وكانوا من عسكره إلى حلوان
وإياه عنت علية بنت المهدي بقولها وكانت قد خرجت إلى خراسان صحبة أخيها الرشيد
فاشتاقت إلى بغداد فكتبت على مضرب أخيها ومغترب بالمرج يبكي لشجوه وقد غاب عنه
المسعدون على الحب إذا ما تراءى الركب من نحو أرضه تنشق يستشفي برائحة الركب فلما
وقف عليه الرشيد قال حنت علية إلى الوطن وأمرها بالرجوع إلى بغداد
مرج الموصل ويعرف بمرج أبي عبيدة عن جانبها الشرقي موضع بين الجبال في منخفض من
الأرض شبيه بالغور فيه مروج وقرى ولاية حسنة واسعة وعلى جباله قلاع قيل إنما سمي
بالمرج لأن خيل سليمان بن داود عليهما السلام كانت ترعى فيه فرجعت إليه خصبة فدعا
للمرج أن يخصب إذا أجدبت البلاد وهو كذلك ينسب إليه أبو القاسم نصر بن أحمد بن
محمد بن الخليل المرجي سكن بعض آبائه الموصل وولد أبو القاسم بها يروي عن أبي يعلى
الموصلي وغيره روى عنه جماعة آخرهم أحمد بن عبد الباقي بن طوق
مرج بني هميم بالصعيد من مصر شرقي النيل يسكنه قبيلة من العرب أظنها من بلي
مرج قرابلين على مرحلة من همذان في جهة أصبهان كانت به عدة وقائع للسلجوقية
مرج الضيازن بالجزيرة قرب الرقة منسوب إلى الضيزن بن معاوية بن الإحرام بن سعد بن
سليح صاحب الحضر وهو الذي قتله سابور ذو الأكتاف كما ذكرناه في الحضر قال عبيد
الله بن قيس الرقيات فقلت لهما سيري ظعين فلن تري بعينك ذلا بعد مرج الضيازن وسيري
إلى القوم الذين أبوهم بمكة يغشى بابه والبراشن وقال أيضا لن تري بعد مرج آل أبي
الضي زن ضيما وإن أفاد حنينا
مرج عبد الواحد
بالجزيرة قال أحمد بن يحيى بن جابر قال أبو أيوب الرقي سمعت أن عبد الواحد الذي
نسب المرج إليه عبد الواحد بن الحارث بن الحكم بن العاصي وهو ابن عم عبد الملك بن
مروان كان على المرج فجعله حمى للمسلمين وهو الذي مدحه القطامي فقال أهل المدينة
لا يحزنك شأنهم إذا تخطاك عبد الواحد الأجل وقيل كان حمى للمسلمين قبل أن يبنى
الحدث وزبطرة فلما بنيا استغني عنه فضمه الحسين الخادم إلى الأحراز أيام الرشيد ثم
وثب الناس عليه فغلبوا على مزارعه حتى قدم عبد الله بن طاهر إلى الشام فرده إلى
الضياع
مرجبى ناحية بين الري وقزوين ذات قرى كثيرة وعمارة ونبت كثير وفيها قلعة حصينة
شهيرة وأهلها يسمونها مركبويه وتكتب في الديوان كما كتبناه
مرجح في حديث الهجرة بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الجيم والحاء مهملة قال ابن إسحاق
ثم سلك بهما الدليل من محاج إلى مرجح محاج ثم تبطن بهما في مرجح من ذي العضوين قال
المكشوح المرادي وكان عمرو بن أمامة وهو ابن المنذر بن ماء السماء الملك نزل على
مراد مراغما لأخيه عمرو بن هند فتجبر عليهم فقتله المكشوح فقال نحن قتلنا الكبش إذ
ثرنا به بالخل من مرجح إذ قمنا به بكل سيف جيد يعصى به يختصم الناس على اغترابه
وقال قيس بن مكشوح لعمرو بن معدي كرب كلا أبوي عم وخال كما بينته للمجد نام
وأعمامي فوارس يوم لحج ومرجح إن شكوت ويوم شام
مرجم بالكسر ثم السكون وجيم مفتوحة موضع في بلاد بني ضمرة قال كثير أفي رسم أطلال
بشطب فمرجم دوارس لما استنطقت لم تكلم وقال فيروز الديلمي هاجتك دمنة منزل بين
المراض فمرجم وكأنما نسج التراب سفا الرياح بمعلم
مرحب هو صنم كان بحضرموت وكان سادنه ذا مرحب وبه سمي ذا مرحب
ومرحب طريق بين المدينة وخيبر ذكره في المغازي قال الراوي في غزوة خيبر إن الدليل
انتهى برسول الله صلى الله عليه و سلم إلى موضع له طريق إلى خيبر فقال يا رسول
الله إن لها طرقا تؤتى منها كلها فقال صلى الله عليه و سلم سمها لي وكان صلى الله
عليه و سلم يحب الفأل والاسم الحسن ويكره الطيرة والاسم القبيح فقال الدليل لها
طريق يقال له حزن قال لا نسلكها قال لها طريق يقال له شاس قال لا نسلكها فقال لها
طريق يقال له حاطب قال لا نسلكها قال بعض رفقائهم ما رأيت كالليلة أسماء أقبح من
أسماء سميت لرسول الله قال لها طريق واحدة ولم يبق غيرها يقال لها مرحب قال صلى
الله عليه و سلم نعم أسلكها فقال عمر رضي الله عنه ألا سميت هذه الطريق أول مرة
مرحض من مخاليف اليمن
مرجيق بالضم ثم
السكون وكسر الجيم وياء تحتها نقطتان ساكنة وقاف حصن من أعمال أكشونية بالأندلس
قال ابن بشكوال محمد بن عبد الواحد بن علي بن سعيد بن عبد الله من أهل مرجيق من
المغرب يكنى أبا عبد الله أخذ عن القاضي أبي الوليد كثيرا من روايته وتآليفه وصحبه
واختص به وكان من أهل العلم والمعرفة والفهم عالما بالأصول والفروع واستقضى
بإشبيلية وحمدت سيرته ولم يزل يتولى القضاء بها إلى أن توفي سنة 305
مرحيا بفتح أوله وثانيه والحاء مهملة مفتوحة أيضا وياء تحتها نقطتان مشددة وألف
مقصورة من المرح وهو البطر والفرح رواه الخارزنجي بكسر الحاء بوزن برديا اسم موضع
في بلاد العرب قال رعت مرحيا في الخريف وعادة لها مرحيا كل شعبان تخرف
مرخة بلد باليمن له عمل ورستاق ومن نواحيه أوله عيرة لبني لقيط من صداء التختاخة
واد كثير النخل والعلوب لبني شداد المكا لبني شداد المديد لبني سليم من صداء حوزة
والحجر الحرساء لبني مغامر من حمير
المرختان تثنية المرخة بالخاء المعجمة وهي واحدة المرخ شجر كثير النار اسم موضع في
أخبار هذيل خرج منها عمرو بن خويلد الهذلي في نفر من قومه يريدون بني عضل وهم
بالمرخة القصوى اليمانية حتى قدم أهلا له من بني قريم بن صاهلة وهم بالمرخة
الشامية فهاتان مرختان كما هناك نخلتان اليمانية والشامية
مرخ بالفتح ثم السكون وخاء معجمة واد باليمن واحد الذي قبله موضع ذكره بعض الأعراب
فقال من كان أمسى بذي مرخ وساكنه قرير عين لقد أصبحت مشتاقا أرى بعيني نحو المشرق
كل ضحى دأب المقيد منى النفس إطلاقا وقال كثير بعزة هاج الشوق فالدمع سافح مغان
ورسم قد تقادم ماصح بذي المرخ من ودان غير رسمها ضروب الندى ثم اعتفتها البوارح
قالوا في شرحه ذو المرخ من الحوراء وهو في ساحل البحر قرب ينبع
مرخ بالتحريك والخاء معجمة وذو مرخ هو واد بين فدك والوابشية خضر نضر كثير الشجر
قال فيه الحطيئة في رواية بعضهم ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ زغب الحواصل لا ماء ولا
شجر وذكر الزبير في كتاب العقيق بالمدينة قال هو مرخ وذو مرخ وأنشد لأبي وجزة يقول
واحتلت الجو فالأجزاع من مرخ فما لها من ملاحاة ولا طلب وقال الحفصي في كتابه
الخارجة قرية لبني يربوع باليمامة وفيها يمر ذو مرخ وفيها يقول الحطيئة وذكر البيت
والرواية المشهورة بذي أمر وقد ذكر وأظن الوادي قرب فدك هوذو مرخ بسكون الراء
مرداء بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة والمد يجوز أن يكون مفعالا من الرد وهو
الهلاك ويجوز أن يكون فعلاء قال الأصمعي أرض مرداء وجمعها مرادي وهي رمال منبطحة
لا نبت فيها ومنه قيل للغلام أمرد وهو موضع بهجر وقال
ابن السكيت مرداء
هجر رملة دونها لا تنبت شيئا قال الراجز هلا سألتم يوم مرداء هجر وقال فليتك حال
البحر دونك كله ومن بالمرادي من فصيح وأعجم والمرادي ههنا جمع مرداء هجر وقال أبو
النجم هلا سألتم يوم مرداء هجر إذ قاتلت بكر وإذ فرت مضر مرداء مضر أيضا قرية كان
بها يوم بين أبي فديك الخارجي وأمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد ففر أمية أقبح
فرار
ومردا أيضا قرية قرب نابلس إلا أن هذه لا يتلفظ بها إلا بالقصر
مردان بالفتح وآخره نون فعلان والمرد ثمر الأراك قبل أن ينضج قال ابن إسحاق وكانت
مساجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما بين المدينة وتبوك معلومة مسماة مسجد تبوك
ومسجد ثنية مردان وذكر الباقي
المردات هو المرداء الذي قبله سواء في المعنى إلا أن أبا عمرو رواه هكذا قال عامر
بن الطفيل وإنك لو رأيت أميم قومي غداة قراقر لنعمت عينا وهن خوارج من حي كلب وقد
شفي الحزازة واشتفينا وقد صبحن يوم عويرضات قبيل الشرق باليمن الحصينا وبالمردات
قد لاقين غنما ومن أهل اليمامة ما بغينا
المردمة بالفتح ثم السكون ودال مفتوحة وميم وبعدها هاء هو اسم المكان من ردم
الحائط بردمه إذا سده مثل المشرقة والمغربة وهو جبل لبني مالك بن ربيعة بن أبي بكر
بن كلاب أسود عظيم ويناوحه سواج ودارة المردمة ذكرت وقال أبو زياد مما يذكر من
بلاد أبي بكر بن كلاب مما فيه مياه وجبال المردمة وهي بلاد واسعة وفيها جبلان
يسميان الأخرجين
مر بالفتح ثم التشديد والمر والممر والمرير الحبل الذي قد أحبك فتله وأنشد ابن
الأعرابي ثم شددنا فوقه بمر ويجوز أن يكون منقولا من الفعل من مر يمر ثم صير اسما
وذكر عبد الرحمن السهيلي في اشتقاقه شيئا عجيبا قال وسمي مرا لأنه في عرق من
الوادي من غير لون الأرض شبه الميم المدورة بعدها راء خالفت كذلك ويذكر عن كثير
أنه قال سميت مرا لمرارتها قال ولا أدري ما صحة هذا
ومر الظهران ويقال مر ظهران موضع على مرحلة من مكة له ذكر في الحديث وقال عرام مر
القرية والظهران هو الوادي وبمر عيون كثيرة ونخل وجميز وهو لأسلم وهذيل وغاضرة قال
أبو صخر الهذلي يصف سحابا وأقبل مرا إلى مجدل سياق المقيد يمشي رسيفا أي استقبل
مرا قال الواقدي بين مر وبين مكة خمسة أميال ويقال إنما سميت خزاعة بن حارثة بن
عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن الغطريف من الأزد لأنهم تخزعوا من ولد عمرو بن
عامر حين أقبلوا من مأرب يريدون الشام فنزلوا بمر
الظهران أقاموا بها أي انقطعوا عنهم قال عون بن أيوب الأنصاري الخزرجي في الإسلام فلما هبطنا بطن مر تخزعت خزاعة منا في حلول كراكر حمت كل واد من تهامة واحتمت بصم القنا والمرهفات البواتر خزاعتنا أهل اجتهاد وهجرة وأنصارنا جند النبي المهاجر وسرنا إلى أن قد نزلنا بيثرب بلا وهن منا وغير تشاجر وسارت لنا سيارة ذات منظر بكوم المطايا والخيول الجماهر يرومون أهل الشام حتى تمكنوا ملوكا بأرض الشام فوق المنابر أولاك بنو ماء السماء توارثوا دمشق بملك كابرا بعد كابر وقال عمر بن أبي ربيعة أباكرة في الظاعنين رميم ولم يشف متبول الفؤاد سقيم عشية رحنا ثم راحت كأنها غمامة دجن تنجلي وتغيم فقلت لأصحابي انفروا إن موعدا لكم مر فليرجع علي حكيم رميم التي قالت لجارات بيتها ضمنت ولكن لا يزال يهيم ضمنت ولكن لا يزال كأنه لطيف خيال من رميم غريم وقالت له مستنكر أن تزورنا وتشريف ممشانا إليك عظيم وقال أبو عبد الله السكوني مر ماءة لبني أسد بينها وبين الخوة يوم شرقي سميراء وقال العجير السلولي يرثي ابن عم له يقال له جابر بن زيد وكان كريما مفضالا قال فيه العجير إن ابن عمي لابن زيد وإنه لبلال أيدي جلة الشول بالدم وكان الناس يقولون لابن زيد ما لك لا تكثر إبلك يا ابن زيد فيقول إن العجير لم يدعها أن تكثر وكان ينحرها ويطعمها للناس لأجل ما قال فيه العجير ثم سافر ابن زيد فمات بمكان يقال له مر فقال العجير يرثيه تركنا أبا الأضياف في ليلة الدجى بمر ومردى كل خصم يناضله ثوى ما أقام العيكتان وعريت دقاق الهوادي محدثات رواحله أخو سنوات يعلم الجوع أنه إذا ما تبيا أرجل القوم قاتله خفاف كنصل المشرفي وقد عدا على الحي حتى تستقر مراجله ترى جازريه بين عيدان ناره عليها عداميل الهشبم وصامله يحزان ثنيا خيرها عظم جاره بصير به لم تعد عنه مشاغله إذا القوم أموا بيته طلب القرى لأحسن ما ظنوا به فهو فاعله فتى ليس لابن العم كالذئب إن رأى بصاحبه يوما دما فهو آكله لسانك خير وحده من قبيلة وما عد بعدا في الفتى فهو فاعله
سوى البخل والفحشاء
واللؤم إنه أبت ذلكم أخلاقه وشمائله تبيا أي تبوأ أي تخير وتبيا لغة سلول وخثعم
وأهل تلك النواحي
مر بالضم بلفظ المر ضد الحلو واد في بطن إضم وقيل هو بطن إضم كذا ضبطه الحازمي
والمر أيضا أرض بالنجد من بلاد مهرة بأقصى اليمن
مرز بالفتح ثم السكون وزاي والمرز القرص بأطراف الأصابع برفق ليس بالأظفار قال
العمراني هي قرية معروفة وإليها ينسب المرزي من المحدثين
المرزى بالفتح والزاي بعد الراء قرية بالبحرين يصلى فيها يوم العيد وهي رملة لبني
محارب
مرزنكى بعد الراء الساكنة زاي مفتوحة ثم نون ساكنة وكاف
مرزوها بليدة بالديلم بها كان الحسن بن فيروزان صاحب جرجان تارة مع آل بويه وتارة
مع الجيل وتارة مع آل سامان
مرس بالتحريك والسين مهملة موضع بالمدينة في نونية ابن مقبل والمرس الحبل والمرس
شدة العلاج ينسب إليه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل العلوي
المرسي المديني روى عن أبيه عن جده قال ابن مقبل واشتقت القهب ذات الخرج من مرس شق
المقاسم عنه مدرع الردن وقالوا في تفسيره قال خالد الخرج ببلاد اليمامة ومرس لبني
نمير
مرست بفتح أوله وثانيه وسين مهملة ساكنة إحدى القرى الخمس ببنج ده ينسب إليها أبو
سعيد عثمان بن علي بن شرف بن أحمد المرسي من أهل بنج ده كان فقيها فاضلا سمع من
أستاذه القاضي حسين وأبي مسعود محمد بن عبد الله الحافظ وغيرهما وانقطع إلى
العبادة إلى أن توفي سنة 256 ببنج ده ومولده سنة 534
مرسى الخرز بالفتح ثم السكون والسين مهملة والقصر وأصله مفعل من رست السفينة إذا
ثبتت والموضع مرسى والخرز بفتح الخاء المعجمة والراء ثم الزاي واحدته خرزة موضع
معمور على ساحل إفريقية بينه وبين بونة ثلاثة أيام منه يستخرج المرجان يجتمع
التجار فيستأجرون أهل تلك المواضع على استخراجه من قعر البحر وليس في ذلك على
مستخرجه مشقة ولا لسلطان فيه حصة فإنه يتخذ لاستخراجه صليب من خشب طوله قدر الذراع
ثم يشد في طول ذلك الصليب حجر ويشد فيه حبل ويركب صاحبه في قارب ويبعد عن الساحل
قدر نصف فرسخ وفي قعر تلك المسافة ينبت المرجان فيرسل ذلك الصليب في الماء إلى أن
ينتهي إلى القرار ثم يمر بالقارب ذراعايمينا وشمالا ومستديرا إلى أن يعلق المرجان
في ذوائب الصليب ثم يقتلعه بقوة ويرقيه إليه فيخرج وقد علق في ذلك الصليب جسم مشجر
إلى القصر ما هو أغبر القشر فإذا حل عنه قشره خرج أحمر اللون فتفصله الصناع
مرسى الدجاج بينها وبين أشير أربعة أيام وهي مدينة قد أحاط بها البحر من ثلاث نواح
وقد ضرب بسور من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية ومن هناك يدخل إليها وأسواقها
ومسجد جامعها من داخل ذلك السور له باب واحد ولها مرفأ غير مأمون لضيقه يسكنها
الأندلسيون وقبائل من كتامة
وبشرقيها مدينة بني
جناد وهي أصغر منها
مرسى الزيتونة من نواحي إفريقية بينه وبين ميلة يوم واحد
مرسى علي مدينة على سواحل جزيرة صقلية
المرسلية من مياه بني كليب بن يربوع باليمامة أو ما يقاربها عن محمد بن إدريس بن
أبي حفصة
مرسية بضم أوله والسكون وكسر السين المهملة وياء مفتوحة خفيفة وهاء وهو من الذي
قبله مدينة بالأندلس من أعمال تدمير اختطها عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد
الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان وسماها تدمير بتدمر الشام فاستمر
الناس على اسم موضعها الأول وهي ذات أشجار وحدائق محدقة بها وبها كان منزل ابن مردنيش
وانعمرت في زمانه حتى صارت قاعدة الأندلس وإليها ينسب أبو غالب تمام بن غالب
اللغوي المرسي يعرف بابن البناء صنف كتابا كبيرا في اللغة
مرشانة بالفتح ثم السكون وشين معجمة وبعد الألف نون مدينة من أعمال قرمونة
بالأندلس ينسب إليها أحمد بن سيد الخبير بن داود بن أبي داود أبو عمر سمع بقرطبة
من وهب بن مسرة الحجازي وكان معتنيا بالمسائل عاقدا للوثائق توفي بمرشانة سنة 736
وغيره
مرصفا بالفتح ثم السكون وصاد مهملة وفاء مقصورة قرية كبيرة في شمالي مصر قرب منية
غمر نسب إليها قوم من أهل العلم
المرعدة من مياه عمرو بن كلاب عن أبي زياد
مرعش بالفتح ثم السكون والعين مهملة مفتوحة وشين معجمة مدينة في الثغور بين الشام
وبلاد الروم لها سوران وخندق وفي وسطها حصن عليه سور يعرف بالمرواني بناه مروان بن
محمد الشهير بمروان الحمار ثم أحدث الرشيد بعده سائر المدينة وبها ربض يعرف
بالهارونية وهو مما يلي باب الحدث وقد ذكرها شاعر الحماسة فقال فلو شهدت أم القديد
طعاننا بمرعش خيل الأرمني أرنت عشية أرمي جمعهم بلبانه ونفسي وقد وطنتها فاطمأنت
ولاحقة الآطال أسندت صفها إلى صف أخرى من عدى فاقشعرت وبلغني عنها في عصرنا هذا
شيء استحسنته فأثبته وذلك أن السلطان قلج أرسلان بن سلجوق الرومي كان له طباخ اسمه
إبراهيم وكان قد خدمه منذ صباه سنين كثيرة وكان حركا وله منزلة عنده فرآه يوما
واقفا بين يديه يرتب السماط وعليه لبسة حسنة ووسطه مشدود فقال له يا إبراهيم أنت
طباخ حتى تصل إلى القبر فقال له هذا بيدك أيها السلطان فالتفت إلى وزيره وقال له
وقع له بمرعش وأحضر القاضي والشهود لأشهدهم على نفسي بأني قد ملكته إياها ولعقبه
بعده ففعل ذلك وذهب فتسلمها وأقام بها مدة ثم مرض مرضا صعبا فرحل إلى حلب ليتداوى
بها فمات بها فصارت إلى ولده من بعده فهي في يدهم إلى يومنا هذا
المرغابان بالفتح ثم السكون وغين معجمة وبعد الألف باء موحدة وآخره نون تثنية
مرغاب وأكثر ما يقال بالياء مرغابين أجري مجرى نصيبين وهو اسم علم موضوع لنهر
بالبصرة عن الأزهري
مرغاب بالغين معجمة وآخره باء موحدة قرية من قرى هراة ثم من قرى مالين قال أبو سعد
في
التحبير محمد بن
خلف بن يوسف بن محمد الأديب الصوفي أبو عبد الله الهروي كان قد سكن قرية مرغاب سمع
أبا عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي أجاز للسمعاني سمع منه ابن الوزير الدمشقي في
المحرم سنة 035
والمرغاب اسم نهر بمرو الشاهجان والمرغاب نهر بالبصرة قال البلاذري وحفر بشير بن عبيد
الله بن أبي بكرة المرغاب وسماه باسم مرغاب مرو وكانت القطيعة التي فيها المرغاب
لهلال بن أحوز المازني أقطعه إياها يزيد بن عبد الملك وهي ثمانية عشر ألف جريب
فحفر بشير المرغاب والسواقي والمعترضات بالتغلب وقال هذه قطيعة لي وخاصمه حميري بن
هلال فكتب خالد بن عبد الله القسري إلى مالك بن المنذر بن الجارود وهو على أحداث
البصرة أن خل بين حميري وبين المرغاب وأرضه وذلك أن بشيرا شخص إلى خالد وتظلم إليه
فقبل قوله وكان عمرو بن يزيد الأسيدي يعنى بحميري ويعينه فقال لمالك بن المنذر ليس
هذا خل إنما هو حل بين حميري وبين المرغاب وذكر عن بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة
أنه قال لسالم بن قتيبة لا تخاصم فإنها تضع الشرف وتنقص المروءة فقام وصالح خصماءه
ثم رآه يخاصم فقال له ما هذا يا بشير تنهاني عن شيء وتفعله فقال له بشير ليس هذا
ذاك هذه المرغاب ثمانية عشر ألف جريب الخصومة فيها شرف
مرغبان بالفتح ثم السكون وغين معجمة ثم باء موحدة قرية من قرى كس ينسب إليها أبو
عمرو محمد بن أحمد بن أبي النجوي الحسن بن أحمد بن الحسن المروزي المرغباني من أهل
مرو سكن مرغبان فنسب إليها سمع أبا العباس الغداني وأبا الفضل الخلادي وأزهر بن
أحمد السرخسي سمع منه جماعة وتوفي بعد سنة 034
مرغبون بالباء الموحدة وآخره نون قرية من قرى بخارى
مرغريطة بالفتح ثم السكون وغين معجمة وراء مكسورة وياء ساكنة وطاء مهملة حصن من
أعمال جيان بالأندلس
مرغة بالفتح ثم السكون وغين معجمة والمرغة الروضة والعرب تقول تمرغنا أي تنزهنا
وهو موضع بينه وبين مكة بريدان في طريق بدر
مرغينان بالفتح ثم السكون وغين معجمة مكسورة والياء ساكنة ونون وآخره نون أخرى
بلدة بما وراء النهر من أشهر البلاد من نواحي فرغانة خرج منها جماعة من الفضلاء
مرفض الحبي
مرفق بالضم ثم السكون والفاء مكسورة وقاف موضع في قوله وقد طالعتنا يوم روضة مرفق
برود الثنايا بضة المتجرد
المرقب بالفتح ثم السكون والقاف وباء موحدة وهو اسم الموضع الذي يرقب فيه بلد
وقلعة حصينة تشرف على ساحل بحر الشام وعلى مدينة بلنياس قال أبو غالب همام بن
المهذب المعري في تاريخه وفي سنة 454 فيها عمر المسلمون الحصن المعروف بالمرقب
بساحل جبلة وهو حصن يحدث كل من رآه أنه لم ير مثله وأجمع رأي أصحابه على الحيلة
بالروم فباعوهم الحصن بمال عظيم وبعثوا شيخا منهم وولديه رهينة إلى أنطاكية على
قبض المال وتسليم النصن فلما قبضوا المال وقدم عليهم نحو ثلاثمائة لتسلم الحصن قتلوهم
وأسروا آخرين كثيرين فباعوهم أنفسهم بمال آخر ثم فدوا ذلك الشيخ وولديه بمال يسير
وحصل المسلمون على
الحصن والمال وقال يزيد بن معاوية يذكره طرقتك زينب والركاب مناخة بجنوب خبت
والندى يتصبب بثنية العلمين وهنا بعدما خفق السماك وجاورته العقرب فتحية وسلامة
لخيالها ومع التحية والسلامة مرحب أنى اهتديت ومن هداك وبيننا فلج فقلة منعج
فالمرقب وزعمت أهلك يمنعونك رغبة عني فأهلي بي أضن وأرغب في أبيات قال الحفصي
بحذاء الحفيرة قرية باليمامة جبل يقال له المرقب
المرقبة بالفتح ثم السكون وقاف وباء جبل كان فيه رقباء هذيل بين يسوم والضهيأتين
المرقدة بالضم والسكون وكسر القاف من الرقاد اسم ماء في جبل قال الأصمعي ومن مياه
أبي بكر بن كلاب في أعالي نجد المرقدة
مرق بالتحريك قرية كبيرة على طريق نصيبين من الموصل تنزلها القوافل بينها وبين
الموصل يومان
وبئر مرق بالمدينة ذكر في حديث الهجرة ويروى بسكون الراء
مرقية بفتح أوله وثانيه وكسر القاف والياء مشددة قلعة حصينة في سواحل حمص كانت
خربت فجددها معاوية ورتب فيها الجند وأقطعهم القطائع وفي تاريخ دمشق إبراهيم بن
هبة الله بن إبراهيم أبو إسحاق القرشي الطرابلسي المرقاني قدم دمشق وحدث بها عن أبي
جعفر أحمد بن كليب الطرسوسي روى عنه عبد العزيز الكيال وأبو سعد إسماعيل بن علي بن
لؤي السمان وأبو الحسن الحنائي وما أظنه منسوبا إلا إلى مرقية هذه
مركلان بالفتح ثم السكون وآخره نون والركل الضرب بالرجل والركل الكراث وهو موضع عن
ابن دريد
مركوب واد خلف يلملم أعلاه لهذيل وأسفله لكنانة وهو محرم أهل اليمن
مركوز جبل في شعر الراعي قال يصف نساء وسرب نساء لو رآهن راهب له ظلة في قلة ظل
رانيا جوامع أنس في حياء وعفة يصدن الفتى والأشمط المتناهيا بأعلام مركوز فعنز
فغرب مغاني أم الوبر إذ هي ما هيا
مركه بالفتح ثم السكون وكاف مدينة بالزنجبار لبربر السودان وليس ببربر المغرب
مركيش حصن من أعمال إشبيلية عن ابن دحية حجاج بن محمد بن عبد الملك بن حجاج اللخمي
المركيشي من أهل إشبيلية يكنى أبا الوليد له رحلة إلى المشرق روى فيها عن أبي
الحسن القابسي والراودي والرادعي وكان له عناية بالحديث وعلومه ومات في شعبان سنة
924 عن اثنتين وستين سنة قاله ابن بشكوال
مرماجنة بالفتح ثم السكون وبعد الألف جيم ونون مشدد قرية بإفريقية لهوارة قبيلة من
البربر عن أبي الحسن الخوارزمي وقال المهلبي بين مرماجنة والأربس مرحلة
المرمى بكسر الميم
مقصور بلد من ناحية ذمار باليمن
مرمى مدينة بين جبل نفوسة وزويلة قال البكري ومن أراد المسير من جبل نفوسة إلى
مدينة زويلة فإنه يخرج إلى مدينة جادو ثم يسير ثلاثة أيام في صحراء ورمال إلى موضع
يسمى تيرا وهو في سفح جبل فيه آبار كثيرة ونخيل ثم يصعد في ذلك الجبل فيمشي في
صحراء مستوية نحو أربعة أيام لا يجد ماء ثم ينزل على بئر تسمى أو درب ومن هناك
يلقى جبالا شامخة تسمى تارغين يسير فيها الذاهب ثلاثة أيام حتى يصل إلى بلد يسمى
مرمى فيه نخيل كثيرة يسكنه بنو قلدين وفزانة وعندهم غريبة وهي أن السارق إذا سرق
عندهم كتبوا كتابا يتعارفونه فلا يزال السارق يضطرب في موضعه لا يسكن عنه ذلك ولا
يفتر حتى يقر ويرد ما أخذ ولا يسكن عنه ما به حتى يمحى ذلك الخط ويسير من هذا
البلد إلى بلد يسمى سباب يومين وهو كثير النخل يزدرعون النيل ثم يسير في صحراء ذات
رمل رقيق يوما إلى زويلة
مرمل مخلاف باليمن منه خرجت النار التي أحرقت الجنة التي ذكرها الله في كتابه
مرند بفتح أوله وثانيه ونون ساكنة ودال من مشاهير مدن أذربيجان بينها وبين تبريز
يومان قد تشعثت الآن وبدأ فيها الخراب منذ نهبها الكرج وأخذوا جميع أهلها قال
بطليموس طولها ثلاث وسبعون درجة وسدس وعرضها سبع وثلاثون درجة وربع قال البلاذري
كانت مرند قرية صغيرة فنزلها جليس أبو البعيث ثم حصنها البعيث ثم ابنه محمد بن
البعيث وبنى بها محمد قصرا وكان قد خالف في خلافة المتوكل فحاربه بغا الصغير حتى
ظفر به وحمله إلى سر من رأى وهدم حائط مرند وذلك القصر وكان البعيث هذا من ولد
عتيب بن عمرو بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة ويقال عتيب بن أسلم بن جذام ويقال
عتيب بن عوف بن سنان والعتبيون يقولون ذلك وينسب إليها كثير من العلماء منهم محمد
بن عبد الله بن بندار بن عبد الله بن محمد بن كاكا أبو عبد الله المرندي حدث بدمشق
سنة 334 عن الدارقطني وابن شاهين وأبي حفص الكناني وغيرهم روى عنه عبد العزيز
الكناني وأبو القاسم بن أبي العلاء وأبو الحسن علي بن الحسن بن حرور وغيرهم وأبو
الوفاء خليل بن أحمد المرندي حدث عن أبي بصير محمد بن محمد الزينبي سمع منه أبو
بكر وقال توفي سنة 621 وأبو عبد الله محمد بن موسى المرندي وراق أبي نعيم الجرجاني
سمعب إبراهيم بن الحسين الهمداني سمع منه شيوخ قزوين وأثنوا عليه منهم محمد بن أبي
الخليل عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال كتبت عليه أكثر من خمسمائة جزء
مروان هو فعلان من المرو وهو حجارة بيضاء براقة تكون فيها النار اسم جبل وقال ابن
موسى أحسبه بأكناف الربذة وقيل جبل وقيل حصن وكان مالكه الشليل جد جرير بن عبد
الله البجلي صاحب النبي صلى الله عليه و سلم وقال عمرو بن الخثارم البجلي ينتمي
إلى معد في قصة لقد فرقتم في كل قوم كتفريق الإله بني معد وكنتم حول مروان حلولا
جميعا أهل مأثره ومجد ففرق بينكم يوم عبوس من الأيام نحس غير سعد
المروان تثنية مرو
يراد به مرو الشاهجان ومرو الروذ قال الشاعر يرثي يزيد بن المهلب أبا خالد ضاعت
خراسان بعدكم وقال ذوو الحاجات أين يزيد فما لسرور بعد فقدك بهجة ولا لجواد بعد
جودك جود فلا قطرت بالري بعدك قطرة ولا اخضر بالمروين بعدك عود
المروت بالفتح ثم التشديد والضم وسكون الواو وتاء مثناة إن كانت منتقلا فمن المروت
جمع المرت وهي الأرض التي لا تنبت شيئا وإلا فهو مرتجل وهو اسم نهر وقيل واد
بالعالية كانت به وقعة بين تميم وقشير قال سرت من لوى المروت إلى آخره وقال
الحازمي المروت من ديار ملوك غسان وموضع آخر قرب النباج من ديار بني تميم به كانت
الواقعة التي قتل فيها بجير بن عبد الله بن عكبر بن سلمة بن قشير قتله قعنب بن
الحارث بن عمرو بن همام بن يربوع وهزموا جيشه وأسروا أكثرهم وقال أوس بن بجير يرثي
أباه لعمر بني رياح ما أصابوا بما احتملوا وعيرهم السقيم بقتلهم امرأ قد أنزلته
بنو عمرو وأوهته الكلوم فإن كانت رياحا فاقتلوها وآل بجيلة الثأر المنيم فإنهم على
المروت قوم ثوى برماحهم ميت كريم وحدث ابن سلام قال قال جرير بالكوفة قد قادني من
حب ماوية الهوى وما كانت ألقى للحبيبة أقودا أحب ثرى نجد وبالغور حاجة أغار الهوى
يا عبد قيس وأنجدا أقول له يا عبد قيس صبابة بأي ترى مستوقد النار أوقدا فقال
أراها أرثت بوقودها بحيث استفاض الجزع شيحا وغرقدا فأعجب أهل الكوفة بهذه الأبيات
فقال جرير كأنكم بابن القين قد قال أعد نظرا يا عبد قيس فإنما أضاءت لك النار
الحمار المقيدا فلم يلبثوا أن جاءهم قول الفرزدق يقول هذا البيت وبعده حمار بمروت
السخامة قاربت وظيفيه حول البيت حتى ترددا كليبية لم يجعل الله وجهها كريما ولم
يسنح لها الطير أسعدا فتناشد الناس هذه الأبيات وعجبوا من اتفاقهما فقال الفرزدق
كأنكم بابن المراغة قد قال وما عبت من نار أضاء وقودها فراسا وبسطام بن قيس مقيدا
وأوقدت بالسيدان نارا ذليلة وأشهدت من سوآت جعثن مشهدا فكان هذا من أعجب ما اتفقا
عليه
المروحة موضع بالسواد كانت فيه وقائع بين المسلمين والفرس وهي وقعة قس الناطف
ويقال لها المروحة
أيضا لأن قس الناطف
على شاطىء الفرات الشرقي والمروحة على شاطئها الغربي
المرود بالفتح ثم التشديد والضم وسكون الواو ودال مهملة موضع بين الجحفة وودان من
ديار بني ضمرة من كنانة وهناك رابغ
مروذ بالفتح ثم التشديد والضم وسكون الواو وذال معجمة وهو مدغم من مرو الروذ هكذا
يتلفظ به جميع أهل خراسان
مروراة بالفتح الكلام فيه مثل الكلام في قرورى إلا أن في آخلا هذا ياء ومرورات
بالتاء كأنه جمع مرورة وليس في الكلام مثل هذا البناء وهو مما ضعفت فيه العين
واللام فهو فعلعلة مثل صمحمحة والألف فيه منقلبة عن ياء أصلية وهو قول سيبويه جعل
مثل شجوجاة وأبطل أن يكون من باب عقوقل وقال ابن السراج في قطوطاة هو مثل مروراة
فهو فعوعل مثل عقوقل وقال سيبويه فيه إنه من باب صمحمحة فالياء زائدة على قول ابن
السراج ووزنه عنده فعوعلة موضع كان فيه يوم المروراة ظفر فيه ذبيان ببني عامر قال
زهير تربص فإن تقو المروراة منهم وداراتها لا تقو منهم إذا نخل بلاد بها نادمتهم
وألفتهم فإن تقويا منهم فإنهم بسل
مرو الروذ المرو الحجارة البيض تقتدح بها النار ولا يكون أسود ولا أحمر ولا تقتدح
بالحجر الأحمر ولا يسمى مروا والروذ بالذال المعجمة هو بالفارسية النهر فكأنه مرو
النهر وهي مدينة قريبة من مرو الشاهجان بينهما خمسة أيام وهي على نهر عظيم فلهذا
سميت بذلك وهي صغيرة بالنسبة إلى مرو الأخرى خرج منها خلق من أهل الفضل ينسبون
مروروذي ومروذي ومات المهلب بن أبي صفرة بمرو الروذ فقال نهار بن توسعة ألا ذهب
الغزو المقرب للغنى ومات الندى والعرف بعد المهلب أقاما بمرو الروذ رهن ثوائه وقد
حجبا عن كل شرق ومغرب وينسب إليها من المتأخرين أبو بكر خلف بن أحمد بن أبي أحمد
بن محمد بن متويه المرو الروذي وأخوه أبو عمرو الفضل كانا من أهل الفضل والحديث
مات خلف في رجب سنة 056 ذكره أبو سعد في التحبير وقال أجاز لي ومن الأعيان الأكابر
المتقدمين القاضي أبو حامد أحمد بن عامر بن يسر المرو الروذي من كبار أصحاب
الشافعي نزل البصرة ودرس بها وشرح كتاب المزني وكان من أكابر الأعيان وأفراد
العلماء توفي سنة 362 وأبو بكر أحمد بن محمد بن صالح بن حجاج المروذي صاحب أحمد بن
حنبل قيل كان خوارزميا وأمه مروذية وهو مقدم أصاب أحمد بن حنبل وكان يأنس به
وينبسط إليه خرج إلى الغزو وشيعه الناس إلى سامرا فجعل يردهم ولا يرجعون قال
فحزروا بسامرا سوى من رجع من دونها نحو خمسين ألف إنسان فقيل له يا أبا بكر أحمد
الله هذا علم قد نشر لك فبكى وقال هذا العلم ليس لي هذا العلم لأحمد بن حنبل ومات
في بغداد سنة 572 ودفن قرب تربة أحمد بن حنبيل رضي الله عنه ومرو الروذ في الإقليم
الخامس طولها خمس وثمانون درجة وثلثان وعرضها ثمان وثلاثون درجة وخمسون دقيقة
مرو الشاهجان هذه مرو العظمى أشهر مدن خراسان وقصبتها نص عليه الحاكم أبو عبد الله
في
تاريخ نيسابور مع كونه ألف كتابه في فضائل نيسابور إلا أنه لم يقدر على دفع فضل هذه المدينة والنسبة إليها مروزي على غير قياس والثوب مروي على القياس وبين مرو ونيسابور سبعون فرسخا ومنها إلى سرخس ثلاثون فرسخا وإلى بلخ مائة واثنان وعشرون فرسخا اثنان وعشرون منزلا أما لفظ مرو فقد ذكرنا أنه بالعربية الحجارة البيض التي يقتدح بها إلا أن هذا عربي ومرو ما زالت عجمية ثم لم أر بها من هذه الحجارة شيئا ألبتة وأما الشاهجان فهي فارسية معناها نفس السلطان لأن الجان هي النفس أو الروح والشاه هو السلطان سميت بذلك لجلالتها عندهم وقد روي عن بريدة بن الحصيب أحد أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا بريدة إنه سيبعث من بعدي بعوث فإذا بعثت فكن في بعث المشرق ثم كن في بعث خراسان ثم كن في بعث أرض يقال لها مرو إذا أتيتها فانزل مدينتها فإنه بناها ذو القرنين وصلى فيها عزير أنهارها تجري بالبركة على كل نقب منها ملك شاهر سيفه يدفع عن أهلها السوء إلى يوم القيامة فقدمها بريدة غازيا وأقام بها إلى أن مات وقبره بها إلى الآن معروف عليه راية رأيتها قال بطليموس في كتاب الملحمة مدينة مرو الرقة كذا قال طولها سبع وستون درجة وعرضها أربعون درجة في الإقليم الخامس طالعها العقرب تحت ثماني عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها في الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان كذا قال بطليموس وقد تقدم ذكرها عن ذكر الأقاليم أنها في الإقليم الرابع قال أبو عون إسحاق بن علي في زيجه مرو في الإقليم الرابع طولها أربع وثمانون درجة وثلث وعرضها سبع وثلاثون درجة وخمس وثلاثون دقيقة وشنع على أهل خراسان وادعي عليهم البخل كما زعم ثمامة أن الديك في كل بلد يلفظ ما يأكله من فيه للدجاجة بعد أن حصل إلا ديكة مرو فإنها تسلب الدجاج ما في مناقيرها من الحب وهذا كذب بين ظاهر للعيان لا يقدم على مثله إلا الوقاع البهات الذي لا يتوقى الفضوح والعار وما ديكة مرو إلا كالديكة في جميع الأرض قالوا ولما ملك طهمورث بنى قهندز مرو وبنى مدينة بابل وبنى مدينة ابرايين بأرض قوم موسى ومدينة بالهند في رأس جبل يقال له أوق قال وأمرت حماي بنت أردشير بن اسفنديار لما ملكت ببناء الحائط الذي حول مرو وقال إن طهمورث لما بنى قهندز برو بناه بألف رجل وأقام لهم سوقا فيها الطعام والشراب فكان إذا أمسى الرجل أعطي درهما فاشترى به طعامه وجميع ما يحتاج إليه فتعود الألف درهم إلى أصحابه فلم يخرج له في البناء إلا ألف درهم وقال بعضهم مياسير مرو من يجود لضيفه بكرش فقد أمسى نظيرا لحاتم ومن رس باب الدار منكم بقرعة فقد كملت فيه خصال المكارم يسمون بطن الشاة طاووس عرسهم وعند طبيخ اللحم ضرب الجماجم فلا قدس الرحمن أرضا وبلدة طواويسهم فيها بطون البهائم وكان المأمون يقول يستوي الشريف والوضيع من مرو في ثلاثة أشياء الطبيخ النارنك والماء البارد لكثرة الثلج بها والقطن اللين وبمرو الرزيق
بتقديم الراء على الزاي والماجان وهما نهران كبيران حسنان يخترقان شوارعها ومنهما سقي أكثر ضياعها وقال إبراهيم بن شماس الطالقاني قدمت على عبد الله بن المبارك من سمرقند إلى مرو فأخذ بيدي فطاف بي حول سور مدينة مرو ثم قال لي يا إبراهيم من بنى هذه المدينة قلت لا أدري يا أبا عبد الرحمن قال مدينة مثل هذه لا يعرف من بناها وقد أخرجت مرو عن الأعيان وعلماء الدين والأركان ما لم تخرج مدينة مثلهم منهم أحمد بن محمد بن حنبل الإمام وسفيان بن سعيد الثوري مات وليس له كفن واسمه حي إلى يوم القيامة وإسحاق بن راهويه وعبد الله بن المبارك وغيرهم وكان السلطان سنجر بن ملك شاه السلجوقي مع سعة ملكه قد اختارها على سائر بلاده وما زال مقيما بها إلى أن مات وقبره بها في قبة عظيمة لها شباك إلى الجامع وقبتها زرقاء تظهر من مسيرة يوم بلغني أن بعض خدمه بناها له بعد موته ووقف عليها وقفا لمن يقرأ القرآن ويكسو الموضع وتركتها أنا في سنة 616 على أحسن ما يكون وبمرو جامعان للحنفية والشافعية يجمعهما السور وأقمت بها ثلاثة أعوام فلم أجد بها عيبا إلا ما يعتري أهلها من العرق المديني فإنهم منه في شدة عظيمة قل من ينجو منه في كل عام ولولا ما عرا من ورود التتر إلى تلك البلاد وخرابها لما فارقتها إلى الممات لما في أهلها من الرفد ولين الجانب وحسن العشرة وكثرة كتب الأصول المتقنة بها فإني فارقتها وفيها عشر خزائن للوقف لم أر في الدنيا مثلها كثرة وجودة منه خزانتان في الجامع إحداهما يقال لها العزيزية وقفها رجل يقال له عزيز الدين أبو بكر عتيق الزنجاني أو عتيق بن أبي بكر وكان فقاعيا للسلطان سنجر وكان في أول أمره يبيع الفاكهة والريحان بسوق مرو ثم صار شرابيا له وكان ذا مكانة منه وكان فيها اثنا عشر ألف مجلد أو ما يقاربها والأخرى يقال لها الكمالية لا أدري إلى من تنسب وبها خزانة شرف الملك المستوفي أبي سعد محمد بن منصور في مدرسته ومات المتسوفي هذا في سنة 494 وكان حنفي المذهب وخزانة نظام الملك الحسن بن إسحاق في مدرسته وخزانتان للسمعانيين وخزانة أخرى في المدرسة العميدية وخزانة لمجد الملك أحد الوزراء المتأخرين بها والخزائن الخاتونية في مدرستها والضميرية في خانكاه هناك وكانت سهلة التناول لا يفارق منزلي منها مائتا مجلد وأكثر بغير رهن تكون قيمتها مائتي دينار فكنت أرتع فيها وأقتبس من فوائدها وأنساني حبها كل بلد وألهاني عن الأهل والولد وأكثر فوائد هذا الكتاب وغيره مما جمعته فهو من تلك الخزائن وكثيرا ما كنت أترنم عند كوني بمرو بقول بعض الأعراب أقمرية الوادي التي خان إلفها من الدهر أحداث أتت وخطوب تعالي أطارحك البكاء فإننا كلانا بمرو الشاهجان غريب ثم أضفت إليها قول أبي الحسين مسعود بن الحسن الدمشقي الحافظ وكان قدم مرو فمات بها في سنة 345 أخلاي إن أصبحتم في دياركم فإني بمرو الشاهجان غريب أموت اشتياقا ثم أحيا تذكرا وبين التراقي والضلوع لهيب فما عجب موت الغريب صبابة ولكن بقاه في الحياة عجيب
إلى أن خرجت عنها مفارقا وإلى تلك المواطن ملتفتا وامقا فجعلت أترنم بقول بعضهم ولما تزايلنا عن الشعب وانثنى مشرق ركب مصعد عن مغرب تيقنت أن لا دار من بعد عالج تسر وأن لا خلة بعد زينب ويقول الآخر ليال بمرو الشاهجان وشملنا جميع سقاك الله صوب عهاد سرقناك من ريب الزمان وصرفه وعين النوى مكحولة برقاد تنبه صرف الدهر فاستحدث النوى وصيرنا شتى بكل بلاد ولن تعدم الحسناء ذاما فقد قال بعض من قدمها من أهل العراق فحن إلى وطنه وأرى بمرو الشاهجان تنكرت أرض تتابع ثلجها المذرور إذ لا ترى ذا بزة مشهورة إلا تخال بأنه مقرور كلتا يديه لا تزايل ثوبه كل الشتاء كأنه مأسور أسفا على بر العراق وبحره إن الفؤاد بشجوه معذور وكنا كتبنا قصيدة مالك بن الريب متفرقة وأحلنا في كل موضع على ما يليه ولم يبق منها إلا ذكر مرو وبها تتم فإنه قال بعد ما ذكر في السمينة ولما تراءت عند مرو منيتي وحل بها سقمي وحانت وفاتيا أقول لأصحابي ارفعوني فإنني يقر بعيني إن سهيل بدا ليا فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا برابية إني مقيم لياليا أقيما علي اليوم أو بعض ليلة ولا تعجلاني قد تبين شانيا وقوما إذا ما استل روحي فهيئا لي السدر والأكفان ثم ابكيانيا وخطا بأطراف الأسنة مضجعي وردا على عيني فضل ردائيا ولا تحسداني بارك الله فيكما من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا خذاني فجراني ببردي إليكما فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا وقد كنت عطفا إذا الخيل أحجمت سريعا لدى الهيجا إلى من دعانيا وقد كنت محمودا لدى الزاد والقرى وعن شتم ابن العم والجار وانيا وقد كنت صبارا على القرن في الغوى ثقيلا على الأعداء عضبا لسانيا وطورا تراني في رحى مستديرة تخرق أطراف الرماح ثايبيا وما بعد هذه الأبيات ذكر في الشبيك وبمرو قبور أربعة من الصحابة منهم بريدة بن الحصيب والحكم بن عمرو الغفاري وسليمان بن بريدة في قرية من قراها يقال لها فني ويقال لها فنين وعليه علم رأيت ذلك كله والآخر نسيته فأما رستاق مرو فهو أجل من المدن وكثيرا ما سمعتهم يقولون رجال مرو من قراها وقال بعض الظرفاء يهجو
أهل مرو لأهل مرو
أباد مشهورة ومروه لكنها في نساء صغارهن الصبوه يبذلن كل مصون على طريق الفتوه فلا
يسافر إليها إلا فتى فيه قوه وإليها ينسب عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله أبو بكر
القفار المروزي وحيد زمانه فقها وعلما رحل إلى الناس وصنف وظهرت بركته وهو أحد
أركان مذهب الشافعي وتخرج به جماعة وانتشر علمه في الآفاق وكان ابتداء اشتغاله
بالفقه على كبر السن حدثني بعض فقهاء مرو بفنين من قراها أن القفال الشاشي صنع
قفلا ومفتاحا وزنه دانق واحد فأعجب الناس به جدا وسار ذكره وبلغ خبره إلى القفال
هذا فصنع قفلا مع مفتاحه وزنه طسوج وأراه الناس فاستحسنوه ولم يشع له ذكر فقال
يوما لبعض من يأنس إليه ألا ترى كل شيء يفتقر إلى الحظ عمل الشاشي قفلا وزنه دانق
وطنت به البلاد وعملت أنا قفلا بمقدار ربعه ما ذكرني أحد فقال له إنما الذكر
بالعلم لا بالأقفال فرغب في العلم واشتغل به وقد بلغ من عمره أربعين سنة وجاء إلى
شيخ من أهل مرو وعرفه رغبته فيما رغب فيه فلقنه أول كتاب المزني وهو هذا كتاب
اختصرته فرقي إلى سطحه وكرر عليه هذه الثلاثة ألفاظ من العشاء إلى أن طلع الفجر
فحملته عينه فنام ثم انتبه وقد نسيها فضاق صدره وقال أيش أقول للشيخ وخرج من بيته
فقال له امرأة من جيرانه يا أبا بكر لقد أسهرتنا البارحة في قولك هذا كتاب اختصرته
فتلقنها منها وعاد إلى شيخه وأخبره بما كان منه فقال له لا يصدنك هذا عن الاشتغال
فإنك إذا لازمت الحفظ والاشتغال صار لك عادة فجد ولازم الاشتغال حتى كان منه ما
كان فعاش ثمانين سنة أربعين جاهلا وأربعين عالما وقال أبو المظفر السمعاني عاش
تسعين سنة ومات سنة 714 ورأيت قبره بمرو وزرته رحمه الله تعالى وأبو إسحاق إبراهيم
بن أحمد بن إسحاق المروزي أحد أئمة الفقهاء الشافعية ومقدم عصره في الفتوى
والتدريس رحل إلى أبي العباس بن شريح وأقام عنده وحصل الفقه عليه وشرح مختصر
المزني شرحين وصنف في أصول الفقه والشروط وانتهت إليه رياسة هذا المذهب بالعراق
بعد ابن شريح ثم انتقل في آخر عمره إلى مصر وتوفي بها لسبع خلون من رجب سنة 043
ودفن عند قبر الشافعي رضي الله عنه
المروة واحدة المرو الذي قبله جبل بمكة يعطف على الصفا قال عرام ومن جبال مكة
المروة جبل مائل إلى الحمرة أخبرني أبو الربيع سليمان بن عبد الله المكي المحدث أن
منزله في رأس المروة وأنها أكمة لطيفة في وسط مكة تحيط بها وعليها دور أهل مكة
ومنازلهم قال وهي في جانب مكة الذي يلي قعيقعان وقد ثناه جرير وهو واحد في قوله
فلا يقربن المروتين ولا الصفا ولا مسجد الله الحرام المطهرا وذو المرو قرية بوادي
القرى وقيل بين خشب ووادي القرى نسبوا إليها أبا غسان محمد بن عبد الله بن محمد
المروي سمع بالبصرة أبا خليفة الفضل بن الحباب روى عنه أبو بكر محمد بن عبدوس
النسوي سمع منه بذي المروة وقد نصيب مكة فأتى المسجد الحرام ليلا فجاءت ثلاث نسوة
فجلسن قريبا منه وجعلن يتحدثن ويتذاكرن الشعر والشعراء
فقالت إحداهن قاتل
الله جميلا حيث قال وبين الصفا والمروتين ذكرتكم بمختلف من بين ساع وموجف وعند
طوافي قد ذكرتك ذكرة هي الموت بل كادت على الموت تضعف فقالت الأخرى قاتل الله كثير
عزة حيث قال طلعن علينا بين مروة فالصفا يمرن على البطحاء مور السحائب فكدن لعمر
الله يحدثن فتنة لمختشع من خشية الله تائب فقلت الأخرى بل قاتل الله نصيبا ابن
الزانية حيث قال إلام على ليلى ولو أستطيعها وحرمة ما بين البنية والستر لملت على
ليلى بنفسي ميلة ولو كان في يوم التحالف والنفر فمال إليهن فأنشدهن فأعجبن به وقلن
له بحق هذا البيت من أنت قال أنا ابن المقذوفة بغير جرم نصيب فرحبن به واعتذرن
إليه وحادثهن بقية ليلته
مريجز بضم أوله وفتح ثانيه وآخره زاي بلفظ تصغير مرجز ويحتمل أن يشتق من الرجز وهو
عمل الشيطان وأصله تتابع الحركات ومنه ناقة رجزاء إذا كانت قوائمها ترتعد إذا قامت
ومنه رجز الشعر وهو ماء لبني ربيعة
مريح آخره حاء مهملة تصغير المرح وهو الفرح اسم أطم بالمدينة لبني قينقاع من
اليهود عند منقطع جسر بطحان على يمينك وأنت تريد المدينة
مريخ تصغير المرخ آخره خاء معجمة وهو شجر النار اسم ماء بجنب المردمة لبني أبي بكر
بن كلاب
ومريخ أيضا قرن أسود قرب ينبع بين برك وودعان وفي كتاب الأصمعي مريخة والممها
ماءتان يقال لهما الشعبان وهما إلى جنب المردمة كما ذكرنا في الشعبان وأنشد لبعضهم
ومر على ساقي مريخة فالتمس به شربة يسقيكها أو يبيعها
المريداء تصغير المرداء تأنيث الأمرد وهو الذي لا نبات فيه وهي قرية بالبحرين لبني
عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس
مريد أظنه تصغير الترخيم لمارد الحصن المذكور شبه به وهو أطم بالمدينة لبني خطمة
وعرف بهذه النسبة عرفة المريدي حدث عن أبي العلاء البحراني روى عنه عود بن عمارة
البصري
المرير كأنه تصغير المر اسم ماء من مياه بني سليم بنجد قال هو المرير فاشربيه أو
ذري إن المرير قطعة من أخضر يعني البحر
المريرة تصغير المرة ماء لبني عمرو بن كلاب
والمريرة ماء لبني نمير ثم لبطن من بني عامر بن نمير يقال لهم العجاردة والمريرة
باليمامة من وادي السليع لبني سحيم قال الحفصي المريرة مويه وبه نخيلات ببطن
الحمادة وهي لبني مازن وفيها يقول عمارة كأن نخيلات المريرة غدوة ظعائن محل جاليات
إلى مصر وقال رجل ابن بني كلاب
أيا نخلتي حسي
المريرة هل لنا سبيل إلى ظليكما وجناكما أيا نخلتي حسي المريرة ليتني أكون طوال
الدهر حيث أراكما
المريزجان بالضم ثم الفتح وياء ساكنة بعدها زاي مكسورة وجيم وآخره نون موضع بفارس
المريسة بفتح أوله وتخفيف الراء وياء ساكنة وسين مهملة جزيرة في بلاد النوبة كبيرة
يجلب منها الرقيق
مريسة بالفتح ثم الكسر والتشديد وياء ساكنة وسين مهملة قرية بمصر وولاية من ناحية
الصعيد إليها ينسب الحمر المريسية وهي من أجود الحمير وأمشاها ينسب إليها بشر بن
غياث المريسي صاحب الكلام مولى زيد بن الخطاب أخذ الفقه عن أبي يوسف القاضي صاحب
أبي حنيفة ثم اشتغل بالكلام وجرد القول بخلق القرآن وحكي عنه أقوال شنيعة كقوله إن
السجود للشمس والقمر ليس بكفر وكان مرجئا روى عن حماد بن سلمة وسفيان بن عيينة
توفي سنة 812 وببغداد درب يعرف بدرب المريسي ينسب إليه
المريسيع بالضم ثم الفتح وياء ساكنة ثم سين مهملة مكسورة وياء أخرى وآخره عين
مهملة في الأشهر ورواه بعضهم بالغين معجمة كأنه تصغير المرسوع وهو الذي انسلقت
عينه من السهر وهو اسم ماء في ناحية قديد إلى الساحل سار النبي صلى الله عليه و
سلم في سنة خمس وقال ابن إسحاق في سنة ست إلى بني المصطلق من خزاعة لما بلغه أن
الحارث بن أبي ضرار الخزاعي قد جمع له جمعا فوجدهم على ماء يقال له المريسيع
فقاتلهم وسباهم وفي السبي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعي زوجة النبي صلى
الله عليه و سلم وفي هذه الغزوة كان حديث الإفك
المريط تصغير المرط وهو نتف الريش والشعر والصوف عن الجسد كأنه لخلوه من النبت سمي
بذلك قال الشاعر كأن بصحراء المريط نعامة تبادرها جنح الظلام نعائم
مريع بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الياء وعين مهملة وهو من الريع والنماء اسم موضع
بين نجران وتثليث على طريق المختصر من حضرموت وهو لبني زبيد قال أبو زياد مريع هي
جبال وثنايا وأودية من بلاد بني زبيد قال القحيف العقيلي أمن أهل الأراك هدى تريع
نعم شقنا لهم لو نستطيع زيارتهم ولكن أحصرتنا حروب لا نزال لها نشيع خليل وامق شفق
عليها له منها ابن أربعة رضيع مريع منهم وطن فشقنا بعيد من له وطن مريع وقال
العمراني المريع واد باليمن في ميمية ابن مقبل
مريفق اسم قرية في سواد باهلة من أرض اليمامة عن الحفصي وقد أنشد ألا يا حمام
الشعب شعب مريفق سقتك الغوادي من حمام ومن شعب سقتك الغوادي رب خود غريرة أصاخت
لخفض من عنانك أو نصب
فإن يرتحل صحبي
بجثمان أعظمي يقم قلبي المحزون في منزل الركب وقال أبو زياد مريفق من مياه أبي بكر
بن كلاب بشراين وشراين جبلان
مرين بضم الميم وفتح الراء وياء ساكنة مثناة من تحت ونون قرية من قرى مرو ويقال
لها مرين دست ينسب إليها أحمد بن تميم بن عباد بن سلم المريني المروزي يروي عن
أحمد بن منيع وعلي بن حجر توفي سنة ثلاثمائة عن اثنتين وتسعين سنة
مريمين قال القاضي عبد الصمد بن سعيد في تاريخ حمص قال أحمد بن محمد سألت أبا
معاوية السلمي عن مسجد عرباض بن سارية السلمي فقال منزله خارج حمص في قرية من قرى
حمص يقال لها مريمين وولده بها إلى اليوم وكان ينزلها أيضا قدامة بن عبد الله بن
مهجان وغزا الصايفة مع منصور بن الزبير
ومريمين أيضا من قرى حلب مشهورة
مرين بالضم ثم الكسر وياء ساكنة ونون بلفظ جمع التصحيح من المر ناحية من ديار مضر
عن الحازمي
مريوط قرية من قرى مصر قرب الإسكندرية ساحلية تضاف إليها كورة من كور الحوف الغربي
قال ابن زولاق ذكر بعضهم أنه كشف الطوال الأعمار فلم يجد أطول أعمارا من سكان
مريوط وهي كورة من كور الإسكندرية
المرية بالفتح ثم الكسر وتشديد الياء بنقطتين من تحتها يجوز أن يكون من مرى الدم
يمري إذا جرى والمرأة مرئية ويجوز أن يكون من الشيء المري فحذفوا الهمزة كما فعلوا
في خطية وردية وهي مدينة كبيرة من كورة إلبيرة من أعمال الأندلس وكانت هي وبجانة
بابي الشرق منها يركب التجار وفيها تحل مراكب التجار وفيها مرفأ ومرسى للسفن
والمراكب يضرب ماء البحر سورها ويعمل بها الوشي والديباج فيجاد عمله وكانت أولا
تعمل بقرطبة ثم غلبت عليها المرية فلم يثقف في الأندلس من يجيد عمل الديباج إجادة
أهل المرية ودخلها الأفرنج خذلهم الله من البر والبحر في سنة 245 ثم استرجعها
المسلمون سنة 255 وفيها يكون ترتيب الأسطول الذي للمسلمين ومنها يخرج إلى غزو
الأفرنج قال أبو عمر أحمد بن دراج القسطلي متى تلحظوا قصر المرية تظفروا ببحر ندى
ميناه در ومرجان وتستبدلوا من موج بحر شجاكم ببحر لكم منه لجين وعقيان وقال ابن
الحداد في أبيات ذكرت في تدمير أخفي اشتياقي وما أطويه من أسف على المرية والأنفاس
تظهره ينسب إليها أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري ويعرف بالدلائي المري رحل
إلى مكة وسمع من أبي العباس أحمد بن الحسين الرازي وطبقته وبمصر جماعة أخرى وهو
مكثر سمع منه الحميدي وابن عبد البر وأبو محمد بن حزم وكانا شيخيه سمع منهما قديما
فلما رجع من الشرق سمعا منه وله تآليف حسان منها كتاب في أعلام النبوة وكتابه
المسمى بنظام المرجان في المسالك والممالك ومولده في ذي القعدة سنة 393 وتوفي سنة
746 وقيل 874 ببلنسية وينسب إليها أيضا محمد بن خلف بن سعيد بن وهب المري أبو عبد
الله المعروف بابن المرابط من أهل الفقه والفضل سمع أبا القاسم المهلب
وأبا الوليد بن
مقبل وألف كتابا في شرح البخاري مفيدا كبيرا روى عنه القاضي أبو الإصبع بن سهل
والقاضي أبو عبد الله التميمي وغيرهما وتوفي بالمرية سنة 584 ومحمد بن حسين بن
أحمد بن محمد الأنصاري المري أبو عبد الله روى عن جماعة وتحقق بعلم الحديث ومعرفته
وله كتاب حسن في الجمع بين صحيحي البخاري ومسلم أخذه الناس عنه مات في محرم سنة
285 ومولده سنة 546
والمرية أيضا مرية بلش بفتح الباء الموحدة وكسر اللام المشددة وشين معجمة بلدة
أخرى بالأندلس أيضا من أعمال رية على ضفة النهر كانت مرسى يركب منه في البحر إلى
بلاد البربر في العدوة من البر الأعظم
والمرية أيضا قرية بين واسط والبصرة قرب نهر دقلا من ناحية البصرة في أجم القصب
بقربها قرية يقال لها الهنيئة
باب الميم والزاي وما يليهما
المزاج بكسر أوله وآخره جيم المزج خلط الشيء بالشيء والمزاج الطبيعة قال عمارة
المزاج موضع على متن القعقاع من طريق الكوفة وقيل المزاج موضع في شرق المغيثة قال
جرير ولا تقعقع ألحي العيس قاربة بين المزاج ورعني رجلتي بقر كلها مواضع
مزاحم بالضم والحاء مهلمة اسم أطم بالمدينة قال قيس بن الخطيم ولما رأيت الحرب
حربا تجردت لبست مع البردين ثوب المحارب مضاعفة يغشى الأنامل ريعها كأن قتبريها
عيون الجنادب وكنت امرأ لا أبعث الحرب ظالما فلما أبوا أشعلتها كل جانب رجال متى
يدعوا إلى الموت يسرعوا كمشي الجمال المسرعات المصاعب صبحنا بها الآجام حول مزاحم
قوانس أولى بيضها كالكواكب لو أنك تلقي حنظلا فوق بيضنا تدحرج عن ذي سامه المتقارب
المزاهر ظراب في قول عدي بن الرقاع يا من يرى برقا أرقت لضوئه أمسى تلألأ في
حواركه العلا فأصاب أيمنه المزاهر كلها واقتم أيسره أثيدة فالحثا
مزج بالضم ثم السكون والجيم يجوز أن يكون جمع المزج وهو الشهد وهو غدير يفضي إليه
سيل النقيع ويمر به أيضا وادي العقيق فهو أبدا ذو ماء بينه وبين المدينة ثلاثون
فرسخا أو نحوها قال الأحوص بن محمد الأنصاري وأنى له سلمى إذا حل وانتوى بحلوان
واحتلت بمزج وجبجب ولولا الذي بيني وبينك لم نجب مسافة ما بين البويب ويثرب
المزدرع بالضم مفتعل من الزرع مخلاف باليمن
المزدلفة بالضم ثم السكون ودال مفتوحة مهملة ولام مكسورة وفاء اختلف فيها لم سميت
بذلك فقيل مزدلفة منقولة من الازدلاف وهو الاجتماع وفي التنزيل وأزلفنا ثم الآخرين
وقيل الازدلاف الاقتراب لأنها مقربة من الله وقيل
لازدلاف الناس في
منى بعد الإفاضة وقيل لاجتماع الناس بها وقيل لازدلاف آدم وحواء بها أي لاجتماعهما
وقيل لنزول الناس بها في زلف الليل وهو جمع أيضا وقيل الزلفة القربة فسميت مزدلفة
لأن الناس يزدلفون فيها إلى الحرم وقيل إن آدم لما هبط إلى الأرض لم يزدلف إلى
حواء أو تزدلف إليه حتى تعارفا بعرفة واجتمعا بالمزدلفة فسميت جمعا ومزدلفة وهو
مبيت للحاج ومجمع الصلاة إذا صدروا من عرفات وهو مكان بين بطن محسر والمأزمين
والمزدلفة المشعر الحرام ومصلى الإمام يصلي فيه العشاء والمغرب والصبح وقيل لأن
الناس يدفعون منها زلفة واحدة أي جميعا وحده إذا أفضت من عرفات تريده فأنت فيه حتى
تبلغ القرن الأحمر دون محسر وقزح الجبل الذي عند الموقف وهي فرسخ من منى بها مصلى
وسقاية ومنارة وبرك عدة إلى جنب جبل ثبير قال ابن حجاج اسقني بالرطل في مزدلفه
فهوة قد جاوزت حد الصفه ودع الأخبار في تحريمها تلك أخبار أتت مختلفه يا أبا
القاسم باكرني بها لا تكن شيخا قليل المعرفه إنما الحج لمن حل منى ولمن قد بات
بالمزدلفه وهي منقولة من أبيات نسبها المبرد إلى محمد بن هارون بن مخلد بن أبان
الكاتب باكر الصهباء يوم عرفه وكميتا جاوزت حد الصفة إنما النسك لمن حل منى ولمن
أصبح بالمزدلفة واشرب الراح ودع صوامها لا تكونن ردي المعرفه
المزدقان بليدة من نواحي الري معروفة أخرجت قوما من أهل العلم وهي بين الري وساوه
ومزدقان مدينة صغيرة من مدن قهستان قاله السلفي في كتاب معجم السفر قال شهيق بن
شروين بن محمد بن الفرج الأرموي بمزدقان وكان يخدم الصوفية برباط بمزدقان ويعني
بقهستان ناحية الجبل فهما واحد
المزرفة بالفتح ثم السكون وراء مفتوحة وفاء قرية كبيرة فوق بغداد على دجلة بينها
وبين بغداد ثلاثة فراسخ وإليها ينسب الرمان المزرفي كان فيها قديما فأما اليوم
فليس بها بستان ألبتة ولا رمان ولا غيره وهي قريبة من قطربل ينسب إليها أبو الهيثم
خالد بن أبي يزيد وقيل ابن يزيد المرزفي روى عنه شعبة وحماد بن زيد ومندل بن علي
روى عنه محمد بن إسحاق الصاغاني وعباس المروزي وأبو بكر محمد بن الحسن المزرفي
المقري حدث عن أبي جعفر بن المسلمة وأبي الحسين بن النقور وأبي الغنائم بن المأمون
وأبي الحسين بن المهدي في آخرين وهو ثقة صالح سمع منه الخفاف بن ناصر وابن عساكر
وأبو العلاء الهندي وكان والده قد خرج إلى المزرفة في الفتنة ثم عاد فقيل له
المزرفي توفي في مستهل المحرم سنة 725 وذكر من حدث عنه محمد بن أحمد المانداني
الواسطي سماعا
مزرنكن بالفتح ثم السكون وراء مفتوحة ونون ساكنة وكاف ونون أخرى من قرى
بخارى ويعرب فيقال
مزرنجن نسب إليها أبو نصر أحمد بن سهل بن أحمد المزرنجني الفقيه الواعظ روى عن أبي
كامل أحمد بن محمد المصري روى عنه أبو بكر بن علي النوجاباذي
مزرين بالفتح ثم السكون وراء وياء بنقطتين من تحت والنون من قرى بخارى أيضا
مزن بالضم ثم السكون وآخره نون بلفظ جمع مزنة وهو السحاب
من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها أو أربعة ينسب إليها بعض الرواة قال أبو الفضل
التي بسمرقند يقال لها مزنة وتحرك النسبة إليها وتسكن منها أحمد بن إبراهيم بن
العيزار المزني روى عن علي بن البيكندي
ومزن أيضا بلدة بنواحي الديلم كانت من ثغور المسلمين وكان يسكنها بندار سفجان أخو
بندار هرمز قال أبو سعد الإدريسي في تاريخ سمرقند أحمد بن إبراهيم بن العيزار
المزني من قرية من عند سمرقند على ثلاثة فراسخ منها يقال لها مزن روى عن علي بن
الحسين البيكندي وجعفر بن محمد بن مسعدة السمرقندي وغيرهما روى عنه محمد بن جعفر
بن الأشعث الكبوذنجكثي ومحمد بن الفضل النيسابوري
مزنوى بالفتح ثم السكون ونون وواو مفتوحتين وألف قرية بينها وبين سمرقند أربعة
فراسخ
المزون جمع مازن وهو الذاهب في الأرض يقال مزن في الأرض إذا ذهب فيها يقال هذا يوم
مزن إذا كان يوم فرار من العدو والمزون البعد ويجوز أن يروى بفتح الميم إذا نظر
إلى المواضع لا إلى الفعل وهو من أسماء عمان ولذلك قال الكميت فأما الأزد أزد أبي
سعيد فأكره أن أسميها المزونا أبو سعيد هو المهلب بن أبي صفرة يقول أكره أن أنسبه
إلى المزون وهي أرض عمان يقول هم من مضر وقال أبو عبيدة أراد بالمزون الملاحين
وكان أردشير بن بابك جعل الأزد ملاحين بشحر عمان قبل الإسلام بستمائة سنة وقال
جرير وأطفأت نيران المزون وأهلها وقد حاولوها فتنة أن تسعرا
المزهد من حصون اليمن من ناحية البحار
المزة بالكسر ثم التشديد أظنه عجميا فإني لم أعرف له في العربية مع كسر الميم معنى
وهي قرية كبيرة غناء في وسط بساتين دمشق بينها وبين دمشق نصف فرسخ وبها فيما يقال
قبر دحية الكلبي صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ويقال لها مزة كلب قال ابن
قيس الرقيات حبذا ليلتي بمزة كلب غال عني بها الكوانين غول بت أسقي بها وعندي مصاد
إنه لي وللكرام خليل مقديا أحله الله للنا س شرابا وما تحل الشمول عندنا المشرفات
من بقر الإن س هواهن لابن قيس دليل
مزيد بالفتح ثم السكون وفتح الياء بنقطتين من تحت حلة بني مزيد ذكرت في حلة
المزيرعة تصغير
المزرعة قرية بالبحرين لبني عامر بن الحارث بن عبد القيس
المزيرين ماء لبني كليب بن يربوع بأرض اليمامة أو ما قاربها
باب الميم والسين وما يليهما
المسات بالضم وآخره تاء فوقها نقطتان ماء لكلب قال بين خبت إلى المسات
المسامعة محلة بالبصرة تنسب إلى القبيلة وهي نسبة جماعة المسمعيين وهو مسمع بن
شهاب بن عمرو بن عباد بن ربيعة بن جحدر بن ربيعة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن
عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل كما قالوا في النسبة إلى المهلبيين المهالبة
وقد نسبوا إلى هذه المحلة جماعة منهم إبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن أبي إسحاق
المسمعي البصري حدث ببغداد عن أبي الوليد الطيالسي وعمرو بن مرزوق وغيرهما روى عنه
عبد الصمد بن علي الطستي وأبو بكر الشافعي ذكره الدارقطني وقال ضعيف ومن العلماء
محمد بن شداد بن عيسى أبو يعلى المسمعي يعرف بزرقان أحد المتكلمين المعتزلة سمع
يحيى بن سعيد القطان وعون بن عمارة وروح بن عبادة وغيرهم روى عنه الحسن بن صفوان
البرذعي وأبو بكر الشافعي ومكرم بن أحمد القاضي وكان ضعيفا لا يحتج به وقال
الدارقطني لا يكتب حديثه ومات ببغداد سنة 802 أو 902
مسانة بالفتح ثم التشديد وبعد الألف نون من نواحي أكشونية بالأندلس ومن أقاليم
إستجة أيضا
مسبر بالفتح ثم السكون وباء موحدة مفتوحة قرية بالصعيد في غربي النيل
المستجار موضع بفارس
المستحيرة موضع فى شعر هذيل قال مالك بن خالد الخناعي أشق جواز البيد والوعث معرضا
كأني لما أيبس الصيف حاطب ويممت قاع المستحيرة إنني بأن يتلاحوا آخر اليوم آرب
المستراد موضع في سواد العراق من منازل إياد قال أبو دؤاد أمن رسم يعفى أو رماد
وسفع كالحمامات الفراد وأنشاء يلحن على ركي بنقع مليحة فالمستراد
المستريون من قرى مصر في كورة الشرقية ويقال لها الحباسة أيضا
المستشرف بلفظ المستفعل من الموضع الذي يشرف منه في شعر عنترة بفتح الراء
المستنج مدينة بالسند من ناحية يقال لها السرار بينها وبين قندابيل أربع مراحل
وبينها وبين بست سبعة أيام أو نحوها من جهة الشرق والعجم يقولون مستنك والله أعلم
في أي لغة تكون
المستوى بوزن اسم الفاعل من استوى يستوي هو موضع
مستينان بالفتح ثم السكون وكسر التاء وياء تحتها نقطتان ونون وآخره نون أخرى من
قرى بلخ
المسجدان إذا أطلق هذا اللفظ أريد به مسجدا مكة والمدينة وأما مساجد المدن الجوامع
فتذكر
مع المدن
مسجد ابن رغبان في غربي بغداد كان مزبلة قال بعض الدهاقين مر بي رجل وأنا واقف عند
المزبلة التي صارت مسجد ابن رغبان قبل أن تبنى بغداد فوقف عليها وقال ليأتين على
الناس زمان من طرح في هذا الموضع شيئا فأحسن أحواله أن يحمل ذلك في ثوبه فضحكت
تعجبا فما مرت إلا أيام حتى رأيت مصداق ما قال
مسجد التقوى قيل لما قدم النبي صلى الله عليه و سلم مهاجرا نزل بقباء على بني عمرو
بن عوف فأقام فيهم يوم الإثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس
مسجده ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة وذكر ابن أبي خيثمة أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم حين أسسه كان هو أول من وضع حجرا بيده في قبلته ثم جاء أبو
بكر بحجر فوضعه ثم جاء عمر بحجر فوضعه إلى جنب حجر أبي بكر ثم أخذ الناس في
البنيان وهذا المسجد أول مسجد بني في الإسلام وفيه وفي أهله نزلت فيه رجال يحبون
أن يتطهروا وهو على هذا المسجد الذي أسس على التقوى وإن كان روى أبو سعيد الخدري
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال هو
المسجد هذا وفي رواية أخرى قال وفي الآخر خير كثير وقد قال لبني عمرو بن عوف حين
نزل لمسجد أسس على التقوى من أول يوم ما الطهور الذي أثنى الله به عليكم فذكروا له
الاستنجاء بالماء بعد الاستجمار قال هو ذاكم فعليكموه وليس بين الحديثين تعارض
كلاهما أسس على التقوى غير أن قوله من أول يوم يقتضي مسجد قباء لأن تأسيسه كان في
أول يوم من حلول رسول الله صلى الله عليه و سلم دار هجرته وهو أول التاريخ للهجرة
المباركة ولعلم الله تعالى بأن ذلك اليوم سيكون أول يوم من التاريخ سماه أول يوم
أرخ فيه في قول بعض الفضلاء وقد قال بعضهم إن ههنا حذف مضاف تقديره تأسيس أول يوم
والأول أحسن
المسجد الحرام الذي بمكة كان أول من بناه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولم يكن له
في زمن النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر جدار يحيط به وذاك أن الناس ضيقوا على
الكعبة وألصقوا دورهم بها فقال عمر إن الكعبة بين الله ولا بد للبيت من فناء وإنكم
دخلتم عليها ولم تدخل عليكم فاشترى تلك الدور وهدمها وزادها فيه وهدم على قوم من
جيران المسجد أبوا أن يبيعوا ووضع لهم الأثمان حتى أخذوها بعد واتخذ للمسجد جدارا
دون القامة فكانت المصابيح توضع عليه ثم كان عثمان فاشترى دورا أخر وأغلى في ثمنها
وأخذ منازل أقوام أبوا أن يبيعوها ووضع لهم الأثمان فضجوا عليه عند البيت فقال
إنما جرأكم علي حلمي عنكم وليني لكم لقد فعل بكم عمر مثل هذا فأقررتم ورضيتم ثم
أمر بهم إلى الحبس حتى كلمه فيهم عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص فخلى
سبيلهم ويقال إن عثمان أول من اتخذ الأروقة حين وسع المسجد وزاد في سعة المسجد
فلما كان ابن الزبير زاد في إتقانه لا في سعته وجعل فيه عمدا من الرخام وزاد في
أبوابه وحسنها فلما كان عبد الملك بن مروان زاد في ارتفاع حائط المسجد وحمل إليه
السواري من مصر في البحر إلى جدة واحتملت من جدة على العجل إلى مكة وأمر الحجاج بن
يوسف فكساها الديباج فلما ولي الوليد بن عبد الملك زاد في حليتها وصرف في
ميزابها وسقفها ما
كان في مائدة سليمان بن داود عليه السلام من ذهب وفضة وكانت قد حملت على بغل قوي
فتفسخ تحتها فضرب منها الوليد حلية الكعبة وكانت هذه المائدة قد احتملت إليه من
طليطلة بالأندلس لما فتحت تلك البلاد وكان لها أطواق من ياقوت وزبرجد فلما ولي
المنصور وابنه المهدي زادا أيضا في إتقان المسجد وتحسين هيئته ولم يحدث فيه بعد
ذلك عمل إلى الحين وفي اشتراء عمر وعثمان الدور التي زاداها في المسجد دليل على أن
رباع أهل مكة ملك لأهلها يتصرفون فيها بالبيع والشراء والكراء إذا شاؤوا وفيه
اختلاف بين الفقهاء
مسجد سماك بالكوفة منسوبة إلى سماك بن مخرمة بن حمين بن بلث الأسدي من بني الهالك
بن عمرو ابن أسد بن خزيمة بن مدركة وفي سماك هذا يقول الأخطل إن سماكا بنى مجدا
لأسرته حتى الممات وفعل الخير يبتدر قد كنت أحسبه قينا وأخبره فاليوم طير عن
أثوابه الشرر
المسحاء موضع في شعر معر قرب شرف بين مكة والمدينة من مخاليف الطائف أو مكة قال
بعضهم عفا وخلا ممن عهدت به خم وشاقك بالمسحاء من شرف رسم
مسحلان بالضم ثم السكون ثم حاء مهملة مضمومة وآخره نون أظنه مأخوذا من الإسحل وهو
من الشجر المساويك كأنه لكثرته بهذا المكان سمي بذلك وشاب مسحلاني يوصف بالطول
وحسن القوام وهو اسم موضع في قول النابغة ليت قيسا كلها قد قطعت مسحلانا فحصيدا
فتبل وقال الحطيئة عفا من سليمى مسحلان فحامره تمشى به ظلمانه وجآذره ويوم مسحلان
من أيامهم
المسد مفعل من سددت الشيء قيل هو ملتقى نخلتي بستان ابن معمر قال ألفيت أغلب من
أسد المسد حدي د الناب أخذته عفر فتطريح وقيل هو ملتقى النخلتين اليمانية والشآمية
وقيل بطن نخلة بناحية مكة على مرحلة بينها وبين مغيثة الماوان وهو المكان الذي
تسميه العامة بستان ابن عامر ويروى بكسر الميم وقيل هو بستان ابن معمر والناس
يسمونه بستان ابن عامر
مسرابا في تاريخ دمشق أحمد بن ضياء ويقال أحمد بن زياد بن ضياء بن خلاج بن كثير
أبو الحسن النخلي المسرابي من قرية مسرابا روى عن أبي الجماهر وعبد الله بن سليمان
البعلبكي العبدي وسليمان بن حجاج الكسائي روى عنه أبو الطيب بن الحوراني وأبو عمر
بن فضالة وأبو علي بن آدم الفزاري
مسرقان بالفتح ثم السكون والراء مضمومة وقاف وآخره نون هو نهر بخوزستان عليه عدة
قرى وبلدان ونخل يسقي ذلك كله ومبدؤه من تستر كان أول من حفره أردشير بهمن بن
اسفنديار وهو أردشير الأقدم وقال حمزة مسرقان اسم نهر حفره سابور بن أردشير وسماه
أردشير وهو النهر الممتد الجاري بباب تستر المتوسط لعسكر مكرم والمنحدر إلى قرب
مدينة هرمشير ومزاحمة الميم الأولى في هذا
الاسم لما عربوه
خارجة عن كل قياس وحفر أكثر أنهار الأهواز قال أبو زيد والمسرقان رطب يسمى الطن
يقال ذلك الرطب إذا أكله الإنسان وشرب ماء المسرقان لم تخطه الحمى وقال يزيد بن
المفرغ يذكره تعلق من أسماء من قد تعلقا ومثل الذي لاقى من الوجد أرقا وحسبك من
أسماء نأي وأنها إذا ذكرت هاجت فؤادا معلقا سقى هزم الأرعاد منبجس العرى منازلها
من مسرقان فسرقا إلى حيث يرفى من دجيل سفينه ودجلة أسقاها سحابا مطبقا فتستر لا
زالت خصيبا جنابها إلى مدفع السلان من بطن دورقا وله أيضا عرفت بمسرقان فجانبيه
رسوما للخمامة قد بلينا ليالي عيشنا جذل بهيج نسر به ونأتي ما هوينا
المسرقانان نهران بالبصرة كانت لأبي بكرة قطيعة سميت بالمسرقان الذي بخوزستان
مسروح في شعر الفضل بن عباس اللهبي من خط اليزيدي قال وقلن لحر اليوم لما وجدنه
بمسروح واد ذي أراك وتنضب كما كنست عين بوجرة لم تخف قنيصا ولم تفزع لصوت المكلب
مسطاسة بالكسر ثم السكون وطاء وسين أخرى حصن من أعمال أوريط بالأندلس من أعمال فحص
البلوط وبه معدن زيبق
ومسطاسة قبيلة من قبائل البربر
مسطح بالكسر ثم السكون وفتح الطاء وحاء مهملة لغة في سطيحة الماء والمسطح عود من
عيدان الخباء والمسطح حصير يصنع من خوص الدوم والمسطح صفيحة عريضة من الصخر يحوط
عليها لماء السماء والمسطح أيضا مكان مستو يجفف عليه التمر ومسطح اسم موضع في جبلي
طيء وقال حاتم ليالي نمشي بين جو ومسطح نشاوى لنا من كل سائمة جزر وقال امرؤ القيس
ألا إن في الشعبين شعب بمسطح وشعب لنا في بطن بلطة زيمرا وقال أيضا تظل لبوني بين
جو ومسطح تراعي الفراخ الدارجات من الحجل
مسعط نقب في عارض اليمامة عن الحفصي
المسعودة محلتان ببغداد إحداهما بالمأمونية وأخرى في عقار المدرسة النظامية ينسب
إلى مسعودة المأمونية عثمان بن أبي نصر بن منصور أبو الفتوح الواعظ المسعودي تفقه
على أبي الفتح بن المنى وسمع منه ومن الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج وغيرهما وهو
حي في سنة 622
مسفرا بالفتح ثم السكون والفاء مفتوحة وراء هي قرية كبيرة في طرف نواحي مرو من
ناحية طريق خوارزم ومنها يدخل في الرمل كانت أولا تدعى هرمزفره ينسب إليها أبو
جعفر محمد بن علي
المسفراني المروزي
أحد الحفاظ حدث عن خلف بن عبد العزيز قاله ابن مندة
المسفلة من قرى الخرج باليمامة
مسقط بالفتح وسكون السين وفتح القاف مسقط الرمل في طريق البصرة بينها وبين النباج
وهو واد يأتي من وراء طريق الكوفة من قبل السماوة ثم يقطع طريق الكوفة إلى طريق
البصرة حتى يصب في البحر في بلاد بني سعد من يبرين ومسقط أيضا مدينة من نواحي عمان
في آخر حدودها مما يلي اليمن على ساحل البحر
ومسقط أيضا رستاق بساحل بحر الخزر دون باب الأبواب جيله مسلمون لهم قوة وشوكة بين
باب الأبواب واللكز كان أول من أحدثه كسرى أنوشروان بن قباذ لما بنى باب الأبواب
مسكر بالفتح ثم السكون كأنه من سكرت الماء أسكره إذا منعته من الجريان قال الحازمي
واد فيما أحسب
مسكن بالفتح ثم السكون وكسر الكاف ونون قال أبو منصور يقال للموضع الذي يسكنه
الإنسان مسكن ومسكن فهذا الموضع منقول من اللغة الثانية وهو شاذ في القياس لأنه من
سكن يسكن فالقياس مسكن بفتح الكاف وإنما جاء هذا شاذا في أحرف منها المسجد والمنسك
والمنبت والمجزر والمطلع والمشرق والمغرب والمسقط والمفرق والمرفق لا يعرف
النحويون غير هذه لأن كل ما كان على فعل يفعل أو فعل يفعل فاسم المكان منه مفعل
بفتح العين قياسا مطردا وهو موضع قريب من أوانا على نهر دجيل عند دير الجاثليق به
كانت الوقعة بين عبد الملك بن مروان ومصعب بن الزبير في سنة 27 فقتل مصعب وقبره
هناك معروف وقال عبيد الله بن قيس الرقيات يرثيه إن الرزية يوم مس كن والمصيبة
والفجيعه يابن الحواري الذي لم يعده يوم الوقيعه غدرت به مضر العرا ق فأمكنت منه
ربيعه وأصبت وترك يا ربي ع وكنت سامعة مطيعه يا لهف لو كانت لها بالدير يوم الدير
شيعه أولم يخونوا عهده أهل العراق بنو اللكيعه لوجدتموه حين يغ دو لا يعرس
بالمضيعه قتله عبيد الله بن زياد بن ظبيان وقتل معه إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي
وقدم مصعب أمامه ابنه عيسى فقتل بعد أن قال له وقد رأى الغدر من أصحابه يا بني انج
بنفسك فلعن الله أهل العراق أهل الشقاق والنفاق فقال لا خير في الحياة بعدك يا أباه
ثم قاتل حتى قتل وكان مصعب قد قتل نائي بن زياد بن ظبيان أخا عبيد الله بن زياد بن
ظبيان بن الجعد بن قيس بن عمرو بن مالك بن عائش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن
عكابة فنذر عبيد الله ليقتلن به مائة من قريش فقتل ثمانين ثم قتل مصعبا وجاء برأسه
حتى وضعه بين يدي عبد الملك بن مروان فلما نظر إليه عبد الملك سجد فهم عبيد الله
أن يفتك به أيضا فارتد عنه وقال هممت ولم أفعل وكدت وليتني فعلت ووليت البكاء
حلائله
هكذا أكثر ما يروى
والصحيح أن عبيد الله لم يقتله وإنما وجده قد ارتث بكثرة الجراحات فاحتز رأسه وقد
قال عبيد الله يرى مصعب أني تناسيت نائيا وبئس لعمر الله ما ظن مصعب ووالله لا
أنساه ما ذر شارق وما لاح في داج من الليل كوكب وثبت عليه ظالما فقتله فقهرك مني
شر يوم عصبصب قتلت به من حي فهر بن مالك ثمانين منهم ناشئون وأشيب وكفي لهم رهن
بعشرين أو يرى علي من الإصباح نوح مسلب أأرفع رأسي وسط بكر بن وائل ولم أر سيفي من
دم يتصبب ثم ضاقت به البصرة فهرب إلى عمان فاستجار بسليمان بن سعيد بن الصقر بن
الجلندى فلما أخبر بفتكه خشيه وتذمم أن يقتله علانية فبعث إليه بنصف بطيخة قد سمها
وكان يعجبه البطيخ وقال هذا أول شيء رأيناه من البطيخ وقد أكلت نصفها وأهديت لك
نصفها فلما أكلها أحس بالموت فدخل عليه سليمان يعوده فقال له أيها الأمير ادن مني
أسر إليك قولا فقال له قل ما بدا لك فما بعمان عليك من أذن واعية ولم يستجر أن
يدنو منه فمات بها وقال عبيد الله بن الحر يخاطب المختار لقد زعم الكذاب أني
وصحبتي بمسكن قد أعيت علي مذاهبي فكيف وتحتي أعوجي وصحبتي على كل صهميم الثميلة
شارب إذا ما خشينا بلدة قربت بنا طوال متون مشرفات الحواجب وقد ذكر الحازمي أن
مسكن أيضا بدجيل الأهواز حيث كانت وقعة الحجاج بابن الأشعث وهو غلط منه
مسكة بلفظ تأنيث المسك الذي يشم وهما قريتان على البليخ قرب الرقة يقال لهما مسكة
الكبرى ومسكة الصغرى ومسكة أيضا قرية من قرى عسقلان ينسب إليها جماعة بمصر منهم
شيخنا عبد الخالق بن صالح بن علي بن زيدان المسكي وعبد الله بن خلف بن رافع المسكي
أبو محمد المصري سمع من أبي طاهر السلفي الحافظ وأبي الحسين الكاملي وغيرهما وكان
يحفظ وجمع تاريخا لمصر أجاد فيه ومات وهو في مسوداته قد عجز أن يبيضها لفقره فبيع
على العطارين لصر الحوائج كأن لم يكن بمصر من يعينه على تبييضه ولا ذو همة يشتريه
فيبيضه وبالله المستعان ويقال إن التفاح المسكي بمصر إليها ينسب ونقله إليها منها
الوزير اليازوري لأن يازور قرية من مسكة
مسكى ناحية تتصل بنواحي كرمان وهي مدينة تغلب عليها في حدود سنة 043 رجل يعرف
بمظفر بن رجاء وهو لا يخطب لغير الخليفة ولا يطيع أحدا من الملوك الذين يصاقبون
حدود عمله هذا على نحو ثلاث مراحل وفيها نخيل قليلة وفيها شيء من فواكه الصرود على
أنها من الجروم
المسلح بالفتح ثم السكون وفتح اللام والحاء مهملة اسم موضع من أعمال المدينة عن
القتبي قال ابن شميل مسلحة الجند خطاطيف لهم بين أيديهم ينفضون لهم الطريق
ويتجسسون خبر العدو ويعلمون لهم علمهم لئلا يهجم عليهم ولا يدعون أحدا من
العدو يدخل بلاد
المسلمين وإن جاء جيش أنذروا المسلمين والواحد مسلحي
مسلح بضم الميم وسكون السين وكسر اللام قال ابن إسحاق في غزوة بدر فلما استقبل
الصفراء وهي قرية بين جبلين سأل عن جبليها ما اسماهما فقالوا هذا مسلح وهذا مخزىء
فكره رسول الله صلى الله عليه و سلم المرور بينهما فسار ذات اليمين
مسلح بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد اللام وكسرها وحاء مهملة شعب بجبلة دخلته بنو
عامر يوم جبلة فحصنوا فيه نساءهم وذراريهم
ومرج مسلح بالعراق ذكره عاصم بن عمرو التميمي في شعر له أيام الفتوح فقال يذكر
نكاية المسلمين في الفرس لعمري وما عمري علي بهين لقد صبحت بالخزي أهل النمارق
بأيدي رجال هاجروا نحو ربهم يجوسونهم ما بين درتا وبارق قتلناهم ما بين مرج مسلح
وبين الهوافي من طريق البذارق
مسلحة بضم أوله وفتح ثانيه وكسر اللام وتشديدها والحاء مهملة كذا ضبطه أبو أحمد
العسكري ورواه غيره بفتح اللام يوم مسلحة من أيامهم وهو يوم غزا فيه قيس بن عاصم
وبنو تميم على بني عجل وغيرة بالنباج وتيتل إلى جنب مسلحة قال جرير لهم يوم الكلاب
ويوم قيس أقام على مسلحة المزارا
مسلوق بالفتح ثم السكون وضم اللام وآخره قاف موضع كانت فيه وقعة لهم وهو يوم مسلوق
مسلية بضم أوله وسكون ثانيه وكسر اللام وتخفيف الياء المثناة من تحتها محلة
بالكوفة سميت باسم القبيلة وهي مسلية بن عامر بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن
أدد بن زيد بن يشجب ومالك هو مذحج وقد نسب إلى هذه المحلة أبو العباس أحمد بن يحيى
بن الناقة المسلي سكن المحلة فنسب إليها وكان فاضلا شاعرا سمع الحديث الكثير وجمع
فيه كتابا سمع أبا البقاء المعمر بن محمد بن علي بن الحبال وأبا الغنائم أبي
النرسي ذكره أبو سعد في شيوخه
المسمارية
مسنان بالكسر وبعد السين نون وآخره نون أخرى قرية من قرى نسف ينسب إليها عمران بن
العباس بن موسى المسناني يروي عن محمد بن حميد الرازي ومحمد بن فضيل بن غزوان
وغيرهما روى عنه مكحول بن الفضل النسفي وغيره توفي سنة 182
المسناة قال الكميت بن معروف وقلت لندماني والحزن بيننا وشم الأعالي من خفاف نوازع
أنار بدت بين المسناة فالحمى لعينيك أم برق من الليل ساطع فإن يك برقا فهو برق
سحابة لها ريق لم يخل في الشم لامع وإن تك نارا فهي نار تشبها قلوص وتزهاها الرياح
الزعازع
مسور حصن من أعمال صنعاء اليمن قال شاعر يمني
ولم نتقدم في سهام
ويأزل وبيش ولم نفتح مشارا ومسورا
مسوس بالفتح ثم الضم وسينين مهملتين بينهما واو قرية من قرى مرو
مسولا بالفتح ثم الضم وسكون الواو ولام مفتوحة وألف مقصورة وهو أحد فوائد كتاب
سيبويه قال ابن جني ينبغي أن يكون مقصورا من مسولا بمنزلة جلولا في كتاب نصر بأقصى
شراء الأسود الذي لبني عقيل بأكناف غمرة في أقصاه جبلان وقيل قريتان وراء ذات عرق
فوقهما جبل طويل يسمى مسولا قال المرار أإن هب علوي يعلل فتية بنخلة وهنا فاض منك
المدامع فهاج جوى في القلب ضمنه الهوى ببينونة تنأى بها من توادع وهاج المعنى مثل
ما هاج قلبه عليك بنعمان الحمام السواجع فأصبحت مهموما كأن مطيتي بجنب مسولا أو
بوجرة ظالع
المسيب بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وباء موحدة يجوز أن يكون من السيب وهو العطاء
أو من السيب وهو مجرى الماء وهو اسم واد
مسيحة بالفتح ثم الكسر والياء ساكنة من السيح وهو الماء الفائض اسم ماء قال عرام
إن فصلت من عسفان لقيت البحر وتذهب عنك الجبال والقرى إلا أودية مسماة بينك وبين
مر الظهران يقال لواد منها مسيحة وقال أبو جندب الهذلي فأبلغ معقلا عني رسولا
مغلغلة وواثلة بن عمرو إلى أي نساق وفد بلغنا ظماء من مسيحة ماء بثر
المسيلة بالفتح ثم الكسر والياء ساكنة ولام مدينة بالمغرب تسمى المحمدية اختطها
أبو القاسم محمد بن المهدي في سنة 513 وهو يومئذ ولي عهد أبيه وأبو القاسم هذا هو
الذي يلقب بالقائم بعد المهدي من المنتسبين إلى العلويين الذين كانوا بمصر ينسب
إليها أبو العباس أحمد بن محمد بن حرب المقري بمصر قرأ القرآن ورحل إلى بطليوس
فلقي بها أبا بكر محمد بن مزاحم الخزرجي وقرأ عليه أبو حميد عبد العزيز بن علي بن
محمد بن سلمة السيحاني المقري
مسينان من قرى قهستان
مسيني بالفتح ثم السين المشددة مكسورة وياء تحتها نقطتان ساكنة ونون مكسورة وياء
ساكنة بليدة على ساحل جزيرة صقلية مما يلي الروم مقابل ريو وهو بلد في بر
القسطنطينية الواقف في مسيني يرى من في ريو قال ابن حمديس الصقلي وأظل أنشد حين
أنشد صاحبي من ذا يمسيني على مسيني وحللتها وحللت عقد عزائمي بيدي إلى السيد
المبادر دوني فأقامني تسعين يوما لم تزل نفسي بها في عقدة التسعين بتحلق لا يستقل
جناحه ولو استطار بريشتي جبرين برد جرى في معطفيه وفكه وكلامه وعجانه المعجون ثم
استقلت بي على علاتها مجنونة سحبت على مجنون
هوجاء تقسم والرياح
تقودها بالنون إنا من طعام النون قال بطليموس مدينة مسينة صقلية طولها تسع وثلاثون
درجة وعرضها ثمان وثلاثون درجة وثمان وأربعون دقيقة من أول الإقليم الخامس طالعها
القوس تسع درجات وسبع وعشرون دقيقة بيت حياتها الجوزاء وفيها المنكب واليد والكف
وفيها منكب الفرس والجوزاء داخلة في السماك خارجة من الجنوب
باب الميم والشين وما يليهما
مشاحج حصن من معارف ذمار باليمن
مشار قلة في أعلى موضع من جبال حراز منه كان مخرج الصليحي في سنة 844 وجاهر فيه لم
يكن فيه بناء فحصنه وأتقنه وأقام به حتى استفحل أمره وقال شاعر الصليحي كأنا وأيام
الحصيب وسردد درادم عقرن الأجل المظفرا ولم نتقدم في سهام ويأزل وبيش ولم نفتح
مشارا ومسورا
المشارف جمع مشرف قرى قرب حوران منها بصرى من الشام ثم من أعمال دمشق إليها تنسب
السيوف المشرفية رد إلى واحده ثم نسب إليه قال أبو منصور قال الأصمعي السيوف
المشرقية منسوبة إلى مشارف وهي قرى من أرض العرب تدنو من الريف وحكى الواحدي هي
قرى باليمن وقال أبو عبيدة سيف البحر شطه وما كان عليه من المدن يقال لها المشارف
تنسب إليها السيوف المشرفية والمشارف من المدن على مثل مسافة الأنبار من بغداد
والقادسية من الكوفة ومشارف الأرض أعاليها وفي مغازي ابن إسحاق في حديث موتة ثم
مضى الناس حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب بقرية من
قرى البلقاء يقال لها مشارف فهذا قد جعلها قرية بعينها
المشاش بالضم قال عرام ويتصل بجبال عرفات جبال الطائف وفيها مياه كثيرة أوشال
وعظائم قني منها المشاش وهو الذي يجري بعرفات ويتصل إلى مكة
المشافر موضع قال الراعي تؤم وصحراء المشافر دونها سنا نارنا أنى يشب وقودها
المشان بالفتح وآخره نون هي بليدة قريبة من البصرة كثيرة التمر والرطب والفواكه
وما أبعد أن يكون أصلها الضم لأن الرطب المشان ضرب منه طيب فيه جرى المثل بعلة
الورشان يأكل رطب المشان فغيرته العامة ومنها تحكي العوام قيل لملك الموت أين
نطلبك إذا أردناك قال عند قنطرة حلوان قيل فإن لم نجدك قال ما أبرح من مشرعة
المشان وإلى الآن إذا سخط ببغداد على أحد ينفى إليها ومنها كان أبو محمد القاسم بن
علي الحريري صاحب المقامات وكتب سديد الدولة ابن الأنباري إلى الحريري كتابا صدره
بهذين البيتين سقى ورعى الله المشان فإنها محل كريم ظل بالمجد حاليا أسائل من
لاقيت عنه وحاله فهل يسألن عني ويعرف حاليا
مشان بالكسر وآخره نون اسم جبل عن العمراني
المشترك آخره كاف
من قرى المحلة المزيدية ينسب إليها علي بن غنيمة بن علي المقري قدم بغداد وقرأ
القرآن بالسبع على الشيخ أبي محمد بن علي بن أبي منصور أحمد الخياط وغيره وأم
بمسجد الريحانيين المعروف بمسجد أنس وتلقى عليه خلق من الأعيان ومات في رمضان سنة
275
مشتلة بالفتح ثم السكون وتاء فوقها نقطتان ولام قرية من قرى أصبهان ينسب إليها
عامر بن حمدونة المشتلي الزاهد روى عن سفيان الثوري وشعبة وغيرهما روى عنه إبراهيم
بن أيوب وعقيل بن يحيى
مشتول بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوقها وواو ساكنة ولام قريتان مشتول
الطواحين ومشتول القاضي وكلتاهما من كورة الشرقية قال المهلبي مر بينهما طريقان
فالأيمن منهما إلى مشتول الطواحين وهي مدينة حسنة العمارة جليلة الارتفاع بها عد
طواحين تطحن الدقيق الحوارى وتجهز إلى مصر وإليها ينسب أبو علي الحسن بن علي بن
موسى المشتولي من مشايخ الصوفية تخرج من القاهرة إلى عين شمس إلى الكوم الأحمر إلى
مشتول ثمانية عشر ميلا
مشحاذ بالكسر والحاء المهملة وآخره ذال معجمة من شحذت السكين إذا حددتها علم شمالي
قطن
مشحلا بالحاء مهملة والقصر قرية من نواحي عزاز من أعمال حلب يقال إن فيها قبر داود
النبي عليه السلام
مشخرة بكسر الخاء المعجمة وهي بلد باليمن من ناحية ذمار
مشرجة بالضم ثم الفتح والراء شديدة والجيم لعله مأخوذ من الشرج وهو مجرى الماء وهو
منزل من واسط للقاصد إلى مكة
مشرد قرية باليمامة عن الحفصي
مشرف بالضم ثم السكون وكسر الراء والفاء هو رمل بالدهناء قال ذو الرمة إذا ظعن
يقطعن أجواز مشرف شمالا وعن أيمانهن الفوارس الفوارس أيضا موضع وقال ذو الرمة أيضا
رعت مشرفا فالأجبل العفر حوله إلى ركن حزوى في أوابد همل تتبع جزرا من رخامى وخطرة
وما اهتز من ثدائها المتربل
مشرف قال ابن السكيت في تفسير قول كثير أحاطت يداه بالخلافة بعدما أراد رجال آخرون
اغتيالها فما أسلموها عنوة عن مودة ولكن بحد المشرفي استقالها العنوة بلغة أهل
الحجاز وهم خزاعة وهذيل الطوع ولغة باقي العرب القسر وقال ابن السكيت مرة أخرى
العنوة في سائر الكلام القسر والقهر قال والمشرفي منسوب إلى المشارف وهي قرى للعرب
تدنو من الريف قال الفزاري هي حزون وأودية وضمار مديرة بأرض الثلوج من الشام فإذا
أصاب الناس الثلج ساقوا أموالهم إليها فيقال نزل الناس مشارفهم وقال أبو عبيدة
ينسب إلى مشرف وهو جاهلي وقال ابن الكلبي هو المشرف بن مالك بن دعر بن حجر بن
جزيلة بن لخم بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن
كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان
مشرف هو جبل قال
قيس بن العيزارة الهذلي فإما أعش حتى أدب على العصا فوالله أنسى ليلتي بالمسالم
فإنك لو عاليته في مشرف من الصفر أو من مشرفات التوائم
المشرق بالفتح ثم السكون وكسر الراء وآخره قاف بلفظ ضد المغرب جبل من جبال الأعراف
بين الصريف والقصيم من أرض ضبة وجبل آخر هناك
ومخلاف المشرق باليمن
المشرق بضم أوله وفتح ثانيه والراء مفتوحة مشددة وقاف يجوز أن يكون من شرق بريقه
ومن الشرق ضد الغرب قال ابن السكيت الشرق الشمس بالتحريم والشرق بالسكون المكان
الذي تشرق منه الشمس والمشرق موضع الشمس في الشتاء على الأرض بعد طلوعها وهو سوق
بالطائف عن أبي عبيدة وقيل هو مسجد بالخيف وقيل هو جبل البرام قال الأصمعي المشرق
المصلى ومسجد الخيف وحكي عن شعبة أنه قال خرجت أقود سماك بن حرب فقال أين المشرق
يعني مسجد العيدين وإياه عنى أبو ذؤيب بقوله يذكر بنيه الخمسة أودى بني وأعقبوا لي
حسرة بعد الرقاد وعبرة ما تقلع فالعين بعدهم كأن حداقها سملت بشوك فهي عور تدمع
ولقد حصرت بأن أدافع عنهم وإذا المنية أقبلت لا تدفع وإذا المنية أنشبت أظفارها
ألفيت كل تميمة لا تنفع وتجلدي للشامتين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع حتى كأني
للحوادث مروة بصفا المشرق كل يوم تقرع
مشرق بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الراء وكسرها واد بين العذيب وعين شمس في عدوتيه
الدنيا منهما إلى العذيب والقصوى منهما من العذيب ومن عين شمس دفن فيهما شهداء يوم
القادسية من المسلمين وقد قال شاعر في نقل سعد إياهم إلى هنالك جزى الله أقواما
بجنب مشرق غداة دعا الرحمن من كان داعيا جنانا من الفردوس والمنزل الذي يحل به م
الخير من كان باقيا قال ودفن شهداء ليلة الهرير من ليالي القادسية وقتلى يوم
القادسية وهو آخر أيام القادسية حول قديس من وراء العقيق وكانوا ألفين وخمسمائة
بحيال مشرق ودفن شهداء ما كان قبل ليلة الهرير على مشرق
مشرقين بكسر القاف علم مرتجل لاسم موضع
مشروح بالفتح وآخره حاء مهملة موضع بنواحي المدينة في شعر كثير وأخرى بذي المشروح
من بطن بيشة بها لمطافيل النعاج جؤار
مشروق موضع باليمن منه معدي كرب المشروقي الهمذاني يروي عن علي وابن مسعود روى عنه
أبو إسحاق الهمذاني
مشريق بالكسر بوزن معطير موضع
المشعر الحرام هو في قول الله تعالى فاذكروا الله عند المشعر الحرام وهو مزدلفة
وجمع يسمى بهما جميعا والمشعر العلم المتعبد من متعبداته وهو
بين الصفا والمروة
وهو من مناسك الحج وقد روى عياض في ميمه الفتح والكسر والصحيح الفتح والمشاعر في
غير هذا كل موضع فيه أشجار كثيرة
مشعل بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح العين المهملة موضع بين مكة والمدينة من الرويثة
قال الشنفري خرجنا من الوادي الذي بين مشعل وبين الجبا هيهات أنسأت سربتي
مشغرى بالفتح ثم السكون وغين معجمة وراء قرية من قرى دمشق من ناحية البقاع ينسب
إليها أبو الجهم أحمد بن الحسين بن أحمد بن طلاب بن كثير ابن حماد بن الفضل مولى
عيسى بن طلحة بن عبيد الله وقيل مولى يحيى بن طلحة أبو الجهم المشغراني أصله من
بيت لهيا تعلم بها ثم انتقل إلى مشغرى قرية على سفح جبل لبنان فصار بها إمامهم
وخطيبهم روى عن أحمد بن أبي الحواري وهشام بن عمار وهشام بن خالد الأزرق وطبقتهم
كثيرا روى عنه أبو الحسين الرازي وعبد الوهاب الكلابي والحاكم أبو أحمد النيسابوري
وأبو سليمان بن زبر وجماعة أخرى كثيرة وكان ثقة ومات بدمشق في ذي الحجة سنة 713
سقط عن دابته فمات لوقته ودفن بالباب الصغير والقرشي المشغراني الدمشقي سمع هشام
بن عمار وأحمد بن أبي الحوارى روى عنه أبو القاسم الطبراني وأبو حاتم بن حبان وعلي
بن الحسين بن عبد الرزاق أبو الحسن المشغراني الدمشقي حدث بصيداء عن أبي الحسين بن
شاب بن نظيف وعلي بن محمد النيسابوري روى عنه عمر الدهستاني
المشقر بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد القاف وراء كأنه مأخوذ من الشقرة وهي الحمرة أو
من الشقر وهي شقائق النعمان قال ابن الققيه هو حصن بين نجران والبحرين يقال إنه من
بناء طسم وهو على تل عال ويقابله حصن بني سدوس ويقال إنه من بناء سليمان بن داود
عليهما السلام وقال غيره المشقر حصن بالبحرين عظيم لعبد القيس يلي حصنا لهم آخر
يقال له الصفا قبل مدينة هجر والمسجد الجامع بالمشقر وبين الصفا والمشقر نهر يجري
يقال له العين وهو يجري إلى جانب مدينة محمد بن الغمر ولذلك قال يزيد بن المفرغ
يهجو المنذر بن الجارود وكان قد أجاره فحقد عبيد الله بن زياد جواره وأخذه منه
فنكل به ونسب المشقر إلى عبد القيس وهم أهل البحرين فقال تركت قريشا أن أجاور فيهم
وجاورت عبد القيس أهل المشقر أناسا أجارونا فكان جوارهم أعاصير من فسو العراق
المبذر فهلا بني اللفاء كنتم بني استها فعلتم فعال العامري ابن جعفر حمى جاره بشر
بن عمرو بن مرثد بألف كمي في الحديد مكفر وخاض حياض الموت من دون جاره كهولا وشبانا
كجنة عبقر وأداه موفورا وقد جمعت له كتائب خضر للهمام بن منذر ولما قدمت عبد القيس
البحرين وبها إياد أخرجوهم منها قهرا ونزلوها فاستقروا بها إلى الآن قال عمرو بن
أسوى العبقسي ألا بلغا عمرو بن قيس رسالة فلا تجزعن من نائب الدهر واصبر
شحطنا إيادا عن
وقاع وقلصت وبكرا نفينا عن حياض المشقر وفيه حبس كسرى بني تميم وقد روي أن المشقر
جبل لهذيل فيمن روى قول أبي ذؤيب وهو ابن الأعرابي حتى كأني للحوادث مروة بصفا
المشقر كل يوم تقرع قال الأصمعي ولهذيل جبل يقال له المشقر وهذا الذي قال فيه أبو
ذؤيب وذكر البيت ثم قال وبعض المشقر لخزاعة هذا نص قوي على أن المشقر في موضعين
ويروى المشرق وقال الحازمي المشقر أيضا واد بأجإ وقد قال امرؤ القيس في قصيدته
التي يذكر فيها الشام فذكر فيها عدة مواضع ثم قال أو المكرعات من نخيل ابن يامن
دوين الصفا اللائي يلين المشقرا ولعله شبه موضعا بالشام به أو أراد أنه رحل من
هناك إلى الشام وقال عرفطة بن عبد الله المالكي ثم الأسدي لقد كنت أشقى بالغرام
فشاقني بليلي على بنيان حمل مقدر فقلت وقد زال النهار كوارع من الثاج أو من نخل
يثرب موقر أو المكرعات من نخيل ابن يامن دوين الصفا اللائي يحف المشقر
المشقق قال ابن إسحاق في غزوة تبوك وكان في الطريق ماء يخرج من وشل ما يروي الراكب
والراكبين والثلاثة بواد يقال له المشقق فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من
سبقنا إلى هذا الماء فلا يستقين منه شيئا حتى نأتيه قال فسبقه إليه نفر من
المنافقين فاستقوا ما فيه فلما أتاه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقف عليه فلم
ير فيه شيئا فقال من سبقنا إلى هذا الماء فقيل له يا رسول الله فلان وفلان فقال
أولم أنههم أن يستقوا منه شيئا حتى آتيهم ثم لعنهم رسول الله صلى الله عليه و سلم
ودعا عليهم ثم نزل فوضع يده تحت الوشل فجعل يصب في يده ما شاء الله أن يصب ثم نضحه
به ومسحه بيده ودعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بما شاء أن يدعو به فانخرق من
الماء كما يقول من سمعه ما إن له حسا كحس الصواعق فشرب الناس واستقوا حاجتهم فقال
رسول الله صلى الله عليه و سلم لئن بقيتم أو من بقي منكم لتمسعن بهذا الوادي وهو أخصب
ما بين يديه وما خلفه
مشقلقيل بالضم وقافين ولامين قرية على غربي النيل من الصعيد
مشكاذين قرية من قرى الري كانت بها وقعة بين أصحاب الحسن بن زيد العلوي وبين عبد
الله بن عزيز صاحب الطاهرية انهزم فيها العلويون وذلك في سنة 152
مشكان بالضم ثم السكون وآخره نون قرية من نواحي روذبار من أعمال همذان ينسب إلى
مشكان أبو عمرو عثمان بن محمد المشكاني الصوفي روى عنه السلفي بالكسر قال كان من
أهل الصلاح وولد بمشكان من مدن قهستان وهو يسمى بلاد الجبل قهستان وصاحب في سفره
مشايخ الشام والعراق ومصر والحجاز وتأهل بمصر وأقام بها إلى أن مات وكان سمع
الكثير
ومشكان أيضا بليدة بفارس من ناحية كورة إصطخر
مشكويه من أعمال الري بليدة بينها وبين الري مرحلتان على طريق ساوه
المشلل بالضم ثم
الفتح وفتح اللام أيضا والشل الطرد وهو جبل يهبط منه إلى قديد من ناحية البحر قال
العرجي ألا قل لمن أمسى بمكة قاطنا ومن جاء من عمق ونقب المشلل دعوا الحج لا
تستهلكوا نفقاتكم فما حج هذا لعام بالمتقبل وكيف يزكى حج من لم يكن له إمام لدى
تجهيزه غير دلدل يظل أليفا بالصيام نهاره ويلبس في الظلماء سمطي قرنفل
المشوكة قلعة باليمن في جبل قلحاح
المشيرب وجدته في مغازي ابن إسحاق المشترب وهو ماء ببطحاء ابن أزهر وكان قد شرب
منه النبي صلى الله عليه و سلم
باب الميم والصاد وما يليهما
المصامة بالفتح كأنه من الصوم وهو الإمساك والقيام والمصامة المقامة كأنه الموضع
الذي يقام فيه وهو موضع في شعر عامر بن الطفيل
المصامة بالفتح كأنه من الصوم وهو الإمساك والقيام والمصامة المقامة كأنه الموضع
الذي يقام فيه وهو موضع في شعر عامر بن الطفيل
المصانع كأنه جمع مصنع قال المفسرون في قوله تعالى وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون
المصانع الأبنية وقال بعضهم هي أحباس تتخذ للماء واحدها مصنعة ومصنع ويقال للقصور
أيضا مصانع قال لبيد بلينا وما تبلى النجوم الطوالع وتبلى الديار بعدنا والمصانع
والمصانع اسم مخلاف باليمن يسكنه آل ذي حوال وهم ولد ذي مقار منهم يعفر بن عبد
الرحمن بن كريب الحوالي قال عنترة العبسي وفي أرش المصانع قد تركنا لنا بفعالنا
خبرا مشاعا أقمنا بالذوابل سوق حرب وأظهرنا النفوس لها متاعا حصاني كان دلال
المنايا فخاض غبارها وشرى وباعا وسيفي كان في البيدا طبيبا يداوي رأس من يشكو
الصداعا ولو أرسلت سيفي مع جبان لكان بهيبتي يلقى السباعا من قصيدة وقال امرؤ
القيس وألحق بيت أحوال بحجر ولم ينفعهم عدد ومال وقال بعضهم أزال مصانعا من ذي
أراش وقد ملك السهولة والجبالا وبأعمال صنعاء حصن يقال له المصانع
والمصانع أيضا قرية من قرى اليمامة التي لم تدخل في صلح خالد بن الوليد أيام قتل
مسيلمة الكذاب وهو نخل لبني ضور بن رزاح قاله الحفصي
المصامدة هو مثل المهالبة نسبة إلى مصمودة وهي قبيلة بالمغرب فيه موضع يعرف بهم
وبينهم كان محمد بن تومرت صاحب دعوة بني عبد المؤمن حتى تم له بالمغرب ما تم من
الاستيلاء على البلاد والغلبة
المصحبية من مياه بني قشير عن أبي زياد
مصراثا بالفتح والسكون والثاء مثلثة قرية من سواد بغداد تحت كلواذي
المصران بالكسر
تثنية المصر وإذا أطلق هذا اللفظ يراد به البصرة والكوفة
مصر بفتح أوله وثانيه وتشديد الراء يجوز أن يكون مفعلا من أصر على الشيء إذا عزم
أو من صر الجندب أو من صرير الباب وهو واد بأعلى حمى ضرية وقد تكسر الصاد عن
الحازمي
مصر سميت مصر بمصر بن مصرايم بن حام بن نوح عليه السلام وهي من فتوح عمرو بن العاص
في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد استقصينا ذلك في الفسطاط قال صاحب الزيج
طول مصر أربع وخمسون درجة وثلثان وعرضها تسع وعشرون درجة وربع في الإقليم الثالث
وذكر ابن ما شاء الله المنجم أن مصر من إقليمين من الإقليم الثالث مدينة الفسطاط
والإسكندرية ومدن إخميم وقوص واهناس والمقس وكورة الفيوم ومدينة القلزم ومدن أتريب
وبنى وما والى ذلك من أسفل الأرض وإنعرض مدينة الإسكندرية وأتريب وبنى وما والى
ذلك ثلاثون درجة وإن عرض مصر وكورة الفيوم وما والى ذلك تسع وعشرون درجة وإن عرض
مدينة اهناس والقلزم ثمان وعشرون درجة وإن عرض إخميم ست وعشرون درجة ومن الإقليم
الرابع تنيس ودمياط وما والى ذلك من أسفل الأرض وإن عروضهن إحدى وثلاثون درجة قال
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين قال
يعني مصر وإن مصر خزائن الأرضين كلها وسلطانها سلطان الأرضين كلها ألا ترى إلى قول
يوسف عليه السلام لملك مصر اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ففعل فأغاث الله
الناس بمصر وخزائنها ولم يذكر عز و جل في كتابه مدينة بعينها بمدح غير مكة ومصر
فإنه قال أليس لي ملك مصر وهذا تعظيم ومدح وقال اهبطوا مصرا فمن لم يصرف فهو علم
لهذا الموضع وقوله تعالى فإن لكم ما سألتم تعظيم لها فإن موضعا يوجد فيه ما يسألون
لا يكون إلا عظيما وقوله تعالى وقال الذي اشتراه من مصر لأمرأته وقال ادخلوا مصر
إن شاء الله آمنين وقال وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا وسمى
الله تعالى ملك مصر العزيز بقوله تعالى وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود
فتاها عن نفسه وقالوا ليوسف حين ملك مصر يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر فكانت
هذه تحية عظمائهم وأرض مصر أربعون ليلة في مثلها طولها من الشجرتين اللتين كانتا
بين رفح والعريش إلى أسوان وعرضها من برقة إلى أيلة وكانت منازل الفراعنة واسمها
باليونانية مقدونية والمسافة ما بين بغداد إلى مصر خمسمائة وسبعون فرسخا وروى أبو
ميل أن عبد الله بن عمر الأشعري قدم من دمشق إلى مصر وبها عبد الرحمن بن عمرو بن
العاص فقال ما أقدمك إلى بلدنا قال أنت أقدمتني كنت حدثتنا أن مصر أسرع الأرض
خرابا ثم أراك قد اتخذت فيها الرباع واطمأننت فقال إن مصر قد وقع خرابها دخلها
بختنصر فلم يدع فيها حائطا قائما فهذا هو الخراب الذي كان يتوقع لها وهي اليوم
أطيب الأرضين ترابا وأبعدها خرابا لن تزال فيها بركة ما دام في الأرض إنسان قوله
تعالى فإن لم يصبها وابل فطل هي أرض مصر إن لم يصبها مطر زكت وإن أصابها أضعف
زكاها وقالوا مثلت الأرض على صورة طائر فالبصرة ومصر الجناحان فإذا خربتا خربت
الدنيا وقرأت بخط أبي
عبد الله المرزباني حدثني أبو حازم القاضي قال قال لي أحمد بن المدبر أبو الحسن لو عمرت مصر كلها لوفت بالدنيا وقال لي مساحة مصر ثمانية وعشرون ألف ألف فدان وإنما يعمل فيها في ألف ألف فدان وقال لي كنت أتقلد الدواوين لا أبيت ليلة من الليالي وعلي شيء من العمل وتقلدت مصر فكنت ربما بت وعلي شيء من العمل فأستتمه إذا أصبحت قال وقال لي أبو حازم القاضي جبى عمرو بن العاص مصر لعمر بن الخطاب رضي الله عنه اثني عشر ألف ألف دينار فصرفه عثمان وقلدها عبد الله بن أبي سرح فجباها أربعة عشر ألف ألف فقال عثمان لعمرو يا أبا عبد الله أعلمت أن اللقحة بعدك درت فقال نعم ولكنها أجاعت أولادها وقال لنا أبو حازم إن هذا الذي رفعه عمرو بن العاص وابن أبي سرح إنما كان عن الجماجم خاصة دون الخراج وغيره ومن مفاخر مصر مارية القبطية أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يرزق من امرأة ولدا ذكرا غيرها وهاجر أم إسماعيل عليه السلام وإذا كانت أم إسماعيل فهي أم محمد صلى الله عليه و سلم وقال النبي صلى الله عليه و سلم إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم صهرا وقرأت بخط محمد بن عبد الملك النارنجي حدثني محمد بن إسماعيل السلمي قال قال إبراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف وهو ابن عم أبي عبد الله محمد بن إدريس بن العباس الشافعي قال كتبت إلى أبي عبد الله عند قدومه مصر أسأله عن أهله في فصل من كتابي إليه فكتب إلي وسألت عن أهل البلد الذي أنا به وهم كما قال عباس بن مرداس السلمي إذا جاء باغي الخير قلن بشاشة له بوجوه كالدنانير مرحبا وأهلا ولا ممنوع خير تريده ولا أنت تخشى عندنا أن تؤنبا وفي رسالة لمحمد بن زياد الحارثي إلى الرشيد يشير عليه في أمر مصر لما قتلوا موسى بن مصعب يصف مصر وجلالتها ومصر خزانة أمير المؤمنين التي يحمل عليها حمل مؤنة ثغوره وأطرافه ويقوت بها عامة جنده ورعيته مع اتصالها بالمغرب ومجاورتها أجناد الشام وبقية من بقايا العرب ومجمع عدد الناس فيما يجمع من ضروب المنافع والصناعات فليس أمرها بالصغير ولا فسادها بالهين ولا ما يلتمس به صلاحها بالأمر الذي يصير له على المشقة ويأتي بالرفق وقد هاجر إلى مصر جماعة من الأنبياء وولدوا ودفنوا بها منهم يوسف الصديق عليه السلام والأسباط وموسى وهارون وزعموا أن المسيح عليه السلام ولد بأهناس وبها نخلة مريم وقد وردها جماعة كثيرة من الصحابة الكرام ومات بها طائفة أخرى منهم عمرو بن العاص وعبد الله بن الحارث الزبيدي وعبد الله بن حذافة السهمي وعقبة بن عامر الجهني وغيرهم قال أمية يكتنف مصر من مبدئها في العرض إلى منتهاها جبلان أجردان غير شامخين متقاربان جدا في وضعهما أحدهما في ضفة النيل الشرقية وهو جبل المقطم والآخر في الضفة الغربية منه والنيل منسرب فيما بينهما من لدن مدينة أسوان إلى أن ينتهيا إلى الفسطاط فثم تتسع مسافة ما بينهما وتنفرج قليلا ويأخذ المقطم منها شرقا فيشرف على فسطاط مصر ويغرب الآخر على وراب من مسلكيهما وتعريج مسلكيهما فتتسع أرض مصر من الفسطاط إلى ساحل البحر الرومي الذي عليه الفرما وتنيس ودمياط ورشيد والإسكندرية
ولذلك مهب الشمال
يهب إلى القبلة شيئا ما فإذا بلغت آخر مصر عدت ذات الشمال واستقبلت الجنوب وتسير
في الرمل وأنت متوجه إلى القبلة فيكون الرمل من مصبه عن يمنيك إلى إفريقية وعن
يسارك من أرض مصر الفيوم منها وأرض الواحات الأربع وذلك بغربي مصر وهو ما استقبلته
منه ثم تعرج من آخر الواحات وتستقبل المشرق سائرا إلى النيل تسير ثماني مراحل إلى
النيل ثم على النيل صاعدا وهي آخر أرض الإسلام هناك وتليها بلاد النوبة ثم تقطع
النيل وتأخذ من أرض أسوان في الشرق منكبا على بلاد السودان إلى عيذاب ساحل البحر
الحجازي فمن أسوان إلى عيذاب خمس عشرة مرحلة وذلك كله قبلي أرض مصر ومهب الجنوب
منها ثم تقطع البحر الملح من عيذاب إلى أرض الحجاز فتنزل الحوراء أول أرض مصر وهي
متصلة بأعراض مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم وهذا البحر المذكور وهو بحر القلزم
وهو داخل في أرض مصر بشرقية وغربية فالشرقي منه أرض الحوراء وطبة فالنبك وأرض مدين
وأرض أيلة فصاعدا إلى المقطم بمصر والغربي منه ساحل عيذاب إلى بحر القلزم إلى
المقطم والبحري مدينة القلزم وجبل الطور وبين القلزم والفرما مسيرة يوم وليلة وهو
الحاجز بين البحرين بحر الحجاز وبحر الروم وهذا كله شرقي مصر من الحوراء إلى
العريش وذكر من له معرفة بالخراج الدواوين أنه وقف على جريدة عتيقة بخط أبي عيسى
المعروف بالنويس متولي خراج مصر يتضمن أن قرى مصر والصعيد وأسفل الأرض ألفان
وثلثمائة وخمس وتسعون قرية منها الصعيد تسعمائة وسبع وخمسون قرية وأسفل أرض مصر
ألف وأربعمائة وتسع وثلاثون قرية والآن قد تغير ذلك وخرب كثير منه فلا تبلغ هذه
العدة وقال القضاعي أرض مصر تنقسم قسمين فمن ذلك صعيدها وهو يلي مهب الجنوب منها
وأسفل أرضها وهو يلي مهب الشمال منها فقسم الصعيد عشرون كورة وقسم أسفل الأرض ثلاث
وثلاثون كور فأما كورة الصعيد فأولاها كورة الفيوم وكورة منف وكورة وسيم وكورة
الشرقية وكورة دلاص وكورة بوصير وكورة أهناس وكورة الفشن وكورة البهنسا وكورة طحا
وكورة جير وكورة السمنودية وكورة بويط وكورة الأشمونين وكورة أسفل أنصنا وأعلاها
وكورة قوص وقاو وكورة شطب وكورة أسيوط وكورة قهقوة وكورة إخميم وكورة دير أبشيا
وكورة هو وكورة إقنا وكورة فاو وكورة دندرا وكورة قفط وكورة الأقصر وكورة إسنا
وكورة أرمنت وكورة أسوان
ثم ملك مصر بعد وفاة أبيه بيصر ابنه مصر ثم قفط بن مصروذكر ابن عبد الحكم بعد قفط
اشمن أخاه ثم أخوه أتريب ثم أخوه صا ثم ابنه تدارس بن صا ثم ابنه ماليق بن تدارس
ثم ابنه حربتا بن ماليق ثم ابنه ملكي بن حربتا فملكه نحو مائة سنة ثم مات ولا ولد
له فملك أخوه ماليا بن حربتا ثم ابنه طوطيس بن ماليا وهو الذي وهب هاجر لسارة زوجة
إبراهيم الخليل عليه السلام عند قدومه عليه ثم مات طوطيس وليس له إلا ابنة اسمها
حوريا فملكت مصر فهي أول امرأة ملكت مصر من ولد نوح عليه السلام ثم ابنة عمها
زالفا وعمرت دهرا طويلا فطمع فيهم العمالقة وهم الفراعنة وكانوا يومئذ أقوى أهل
الأرض وأعظمهم ملكا وجسوما وهم ولد عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام
فغزاهم الوليد بن دوموز وهو أكبر
الفراعنة وظهر عليهم ورضوا بأن يملكوه فملكهم خمسة من ملوك العمالقة أولهم الوليد بن دوموز هذا ملكهم نحوا من مائة سنة ثم افترسه سبع فأكل لحمه ثم ملك ولده الريان صاحب يوسف عليه السلام ثم دارم بن الريان وفي زمانه توفي يوسف عليه السلام ثم غرق الله دارما في النيل فيما بين طرا وحلوان ثم ملك بعده كاتم بن معدان فلما هلك صار بعده فرعون موسى عليه السلام وقيل كان من العرب من بلي وكان أبرش قصيرا يطأ في لحيته ملكها خمسمائة عام ثم غرقه الله وأهلكه وهو الوليد بن مصعب وزعم قوم أنه كان من قبط مصر ولم يكن من العمالقة وخلت مصر بعد غرق فرعون من أكابر الرجال ولم يكن إلا العبيد والإماء والنساء والذراري فولوا عليهم دلوكة كما ذكرناه في حائط العجوز فملكتهم عشرين سنة حتى بلغ من أبناء أكابرهم وأشرافهم من قوي على تدبير الملك فملكوه وهو دركون بن بلوطس وفي رواية بلطوس وهو الذي خاف الروم فشق من بحر الظلمات شقا ليكون حاظرا بينه وبين الروم ولم يزل الملك في أشراف القبط من أهل مصر من ولد دركون هذا وغيره وهي ممتنعة بتدبير تلك العجوز نحو أربعمائة سنة إلى أن قدم بختنصر إلى بيت المقدس وظهر على بني إسرائيل وخرب بلادهم فلحقت طائفة من بني إسرائيل بقومس بن نقناس ملك مصر يومئذ لما يعلمون من منعته فأرسل إليه بختنصر يأمره أن يردهم إليه وإلا غزاه فامتنع من ردهم وشتمه فغزاه بختنصر فأقام يقاتله سنة فظهر عليه بختنصر فقتله وسبى أهل مصر ولم يترك بها أحدا وبقيت مصر خرابا أربعين سنة ليس بها أحد يجري نيلها في كل عام ولا ينتفع به حتى خربها وخرب قناطرها والجسور والشروع وجميع مصالحها إلى أن دخلها إرميا النبي عليه السلام فملكها وعمرها وأعاد أهلها إليها وقيل بل الذي ردهم إليها بختنصر بعد أربعين سنة فعمروها وملك عليها رجلا منهم فلم تزل مصر منذ ذلك الوقت مقهورة ثم ظهرت الروم وفارس على جميع الممالك والملوك الذين في وسط الأرض فقاتلت الروم أهل مصر ثلاثين سنة وحاصروهم برا وبحرا إلى أن صالحوهم على شيء يدفعونه إليهم في كل عام على أن يمنعوهم ويكونوا في ذمتهم ثم ظهرت فارس على الروم وغلبوهم على الشام وألحوا على مصر بالقتال ثم استقرت الحال على خراج ضرب على مصر من فارس والروم في كل عام وأقاموا على ذلك تسع سنين ثم غلبت الروم فارس وأخرجتهم من الشام وصار صلح مصر كله خالصا للروم وذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم في أيام الحديبية وظهور الإسلام وكان الروم قد بنوا موضع الفسطاط الذي هو مدينة مصر اليوم حصنا سموه قصر اليون وقصر الشام وقصر الشمع ولما غزا الروم عمرو بن العاص تحصنوا بهذا الحصن وجرت لهم حروب إلى أن فتحوا البلاد كما نذكره إن شاء الله تعالى في الفسطاط وجميع ما ذكرته ههنا إلا بعض اشتقاق مصر من كتاب الخطط الذي ألفه أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي وقال أمية ومصر كلها بأسرها واقعة من المعمورة في قسم الإقليم الثاني والإقليم الثالث معظمها في الثالث وأما سكان أرض مصر فأخلاط من الناس مختلفو الأصناف من قبط وروم وعرب وبربر وأكراد وديلم وأرمن وحبشان وغير ذلك من الأصناف والأجناس إلا أن جمهورهم قبط والسبب في اختلاطهم تداول المالكين لها والمتغلبين عليها من العمالقة واليونانيين والروم والعرب وغيرهم فلهذا اختلطت أنسابهم واقتصروا من
الانتساب على ذكر مساقط رؤوسهم وكانوا قديما عباد أصنام ومدبري هياكل إلى أن ظهر دين النصرانية بمصر فتنصروا وبقوا على ذلك إلى أن فتحها المسلمون في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأسلم بعضهم وبقي البعض على دين النصرانية وغالب مذهبهم يعاقبه قال أما أخلاقهم فالغالب عليها اتباع الشهوات والانهماك في اللذات والاشتغال بالتنزهات والتصديق بالمحالات وضعف المرائر والعزمات قالوا ومن عجائب مصر النمس وليس يرى في غيرها وهو دويبة كأنها قديدة فإذا رأت الثعبان دنت منه فيتطوى عليها ليأكلها فإذا صارت في فمه زفرت زفرة وانتفخت انتفاخا عظيما فينقد الثعبان من شدته قطعتين ولولا هذا النمس لأكلت الثعابين أهل مصر وهي أنفع لأهل مصر من القنافذ لأهل سجستان قال الجاحظ من عيوب مصر أن المطر مكروه بها قال الله تعالى وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته يعني المطر وهم لرحمة الله كارهون وهو لهم غير موافق ولا تزكو عليه زروعهم وفي ذلك يقول بعض الشعراء يقولون مصر أخصب الأرض كلها فقلت لهم بغداد أخصب من مصر وما خصب قوم تجدب الأرض عندهم بما فيه خصب العالمين من القطر إذا بشروا بالغيث ريعت قلوبهم كما ريع في الظلماء سرب القطا الكدر قالوا وكان المقوقس قد تضمن مصر من هرقل بتسعة عشر ألف ألف دينار وكان يجبيها عشرين ألف ألف دينار وجعلها عمرو بن العاص عشرة آلاف ألف دينار أول عام وفي العام الثاني اثني عشر ألف ألف ولما وليها في أيام معاوية جباها تسعة آلاف ألف دينار وجباها عبد الله بن سعد بن أبي سرح أربعة عشر ألف ألف دينار وقال صاحب الخراج إن نيل مصر إذا رقي ستة عشر ذراعا وافى خراجها كما جرت عادته فإن زاد ذراعا آخر زاد في خراجها مائة ألف دينار لما يروي من الأعالي فإن زاد ذراعا آخر نقص من الخراج الأول مائة ألف دينار لما يستبحر من البطون قال كشاجم يصف مصر أما ترى مصر كيف قد جمعت بها صنوف الرياح في مجلس السوسن الغص والبنفسج وال ورد وصنف البهار والنرجس كأنها الجنة التي جمعت ما تشتهيه العيون والأنفس كأنما الأرض ألبست حللا من فاخر العبقري والسندس وقال شاعر آخر يهجو مصر مصر دار الفاسقينا تستفز السامعينا فإذا شاهدت شاهد ت جنونا ومجونا وصفاعا وضراطا وبغاء وقرونا وشيوخا ونساء قد جعلن الفسق دينا فهي موت الناسكينا وحياة النائكينا وقال كاتب من أهل البندنيجين يذم مصر هل غاية من بعد مصر أجيئها للرزق من قذف المحل سحيق
لم يأل من حطت بمصر ركابه للرزق من سبب لديه وثيق نادته من أقصى البلاد بذكرها وتغشه من بعد بالتعويق كم قد جشمت على المكاره دونها من كل مشتبه الفجاج عميق وقطعت من عافي الصوى متخرقا ما بين هيت إلى مخارم فيق فعريش مصر هناك فالفرما إلى تنيسها ودميرة ودبيق برا وبحرا قد سلكتهما إلى فسطاطها ومحل أي فريق ورأيت أدنى خيرها من طالب أدنى لطالبها من العيوق قلت منافعها فضج ولاتها وشكا التجار بها كساد السوق ما إن يرى فيها الغريب إذا رأى شيئا سوى الخيلاء والتبريق قد فضلوا جهلا مقطمهم على بيت بمكة للإله عتيق لمصارع لم يبق في أجداثهم منهم صدى بر ولا صديق إن هم فاعلهم فغير موفق أو قال قائلهم فغير صدوق شع شيع الضلال وحزب كل منافق ومضارع للبغي والتنفيق أخلاق فرعون اللعينة فيهم والقول بالتشبيه والمخلوق لولا اعتزال فيهم وترفض من عصبة لدعوت بالتغريق وبعد هذا أبيات ذكرتها في رحا البطريق وما زالت مصر منازل العرب من قضاعة وبلي واليمن ألا ترى إلى جميل حيث يقول إذا حلت بمصر وحل أهلي بيثرب بين آطام ولوب مجاورة بمسكنها تجيبا وما هي حين تسأل من مجيب وأهوى الأرض عندي حيث حلت بجدب في المنازل أو خصيب وبمصر من المشاهد والمزارات بالقاهرة مشهد به رأس الحسين بن علي رضي الله عنه نقل إليها من عسقلان لما أخذ الفرنج عسقلان وهو خلف دار المملكة يزار وبظاهر القاهرة مشهد صخرة موسى بن عمران عليه السلام به أثر أصابع يقال إنها أصابعه فيه اختفى من فرعون لما خافه وبين مصر والقاهرة قبة يقال إنها قبر السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ومشهد يقال إن فيه قبر فاطمة بنت محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق وقبر آمنة بنت محمد الباقر ومشهد فيه قبر رقية بنت علي بن أبي طالب ومشهد فيه قبر آسية بنت مزاحم زوجة فرعون والله أعلم وبالقرافة الصغرى قبر الإمام الشافعي رضي الله عنه وعنده في القبة قبر علي بن الحسين بن علي زين العابدين وقبر الشيخ أبي عبد الله الكيراني وقبور أولاد عبد الحكم من أصحاب الشافعي وبالقرب منها مشهد يقال إن فيه قبر علي بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن جعفر الصادق وقبر آمنة بنت موسى الكاظم في مشهد ومشهد فيه قبر يحيى بن الحسين بن
زيد بن الحسين بن
علي بن أبي طالب وقبر أم عبد الله بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق وقبر عيسى بن
عبد الله بن القاسم بن محمد بن جعفر الصادق ومشهد فيه قبر كلثم بنت القاسم بن محمد
بن جعفر الصادق وعلى باب الكورتين مشهد فيه مدفن رأس زيد بن علي بن الحسين بن علي
بن أبي طالب الذي قتل بالكوفة وأحرق وحمل رأسه فطيف به الشام ثم حمل إلى مصر فدفن
هناك وعلى باب درب معالي قبة لحمزة بن سلعة القرشي وعلى باب درب الشعارين المسجد
الذي باعوا فيه يوسف الصديق عليه السلام وبها غير ذلك مما يطول شرحه منهم بالقرافة
يحيى بن عثمان الأنصاري وعبد الرحمن بن عوف والصحيح أنه بالمدينة وقبر صاحب
انكلوته وقبر عبد الله بن حذيفة بن اليمان وقبر عبد الله مولى عائشة وقبر عروة
وأولاده وقبر دحية الكلبي وقبر عبد الله بن سعد الأنصاري وقبر سارية وأصحابه وقبر
معاذ بن جبل والمشهور أنه بالأردن وقبر معن بن زائدة والمشهور أنه بسجستان وقبر
ابنين لأبي هريرة ولا أعرف اسميهما وقبر روبيل بن يعقوب وقبر اليسع وقبر يهوذا بن
يعقوب وقبر ذي النون المصري وقبر خال رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو أخو حليمة
السعدية وقبر رجل من أولاد أبي بكر الصديق وقبر أبي مسلم الخولاني وهو بغباغب من
أعمال دمشق ويقال الخولاني عند داري وقبر عبد الله بن عبد الرحمن الزهري
وبالقرافية أيضا قبر أشهب وعبد الرحمن بن القاسم وورش المدني وقبر أبي الثريا وعبد
الكريم بن الحسن ومقام ذي النون النبي وقبر شقران وقبر الكر وأحمد الروذباري وقبر
الزيدي وقبر العبشاء وقبر علي السقطي وقبر الناطق والصامت وقبر زعارة وقبر الشيخ
بكار وقبر أبي الحسن الدينوري وقبر الحميري وقبر ابن طباطبا وقبور كثير من
الأنبياء والأولياء والصديقين والشهداء ولو أردنا حصرهم لطال الشرح
مصقلاباذ قرية أظنها بنواحي جرجان لأن الزمخشري أنشد لعبد القاهر النحوي الجرجاني
مجيئي من فضلة وقت له مجيء من شاب الهوى بالبروع ثم ترى جلسة مستوفز قد شددت
أحماله بالنسوع ما شئت من زهزهة والفتى بمصقلاباذ لسقي الزروع قال أنشدت هذه
الأبيات إلى الشريف المكي
فقال حقه أن يقول قد حزمت أحماله بالنسوع
مصقلة بلد بصقلية في طرف جبل النار
مصلحكان بالحاء المهملة وكاف وآخره نون محله بالري
مصلوق بالفتح ثم السكون وآخره قاف المصلوق المصدوم وهو اسم ماء من مياه عريض وعريض
قنة منقادة بطرف البئر بئر بني غاضرة قال ابن هرمة لم ينس ركبك يوم زال مطيهم من
ذي الحليف فصبحوا مصلوقا وقال أبو زياد ومن مياه بني عمرو بن كلاب المصلوق فإذا
خرج مصدق المدينة يرد أريكة ثم العناقة ثم مدعا ثم المصلوق فيصدق عليه بطونا قال
ولم يحللها أحد ويصدق إلى الرنية بني ربيعة بن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن
كلاب قوم المحلق
المصلى بالضم
وتشديد اللام موضع الصلاة وهو موضع بعينه في عقيق المدينة قال إبراهيم بن موسى بن
صديق ليت شعري هل العقيق فسلع فقصور الجماء فالعرصتان فإلى مسجد الرسول فما جا ز
المصلى فجانبي بطحان فبنو مازن كعهدي أم لي سوا كعهدي في سالف الأزمان وقال شاعر
طربت إلى الحور كالربرب تداعين في البلد المخصب عمرن المصلى ودور البلاط وتلك
المساكن من يثرب
مصنعة بني بداء من حصون مشارف ذمار لبني عمران بن منصور البدائي
ومصنعة أيضا حصن من حصون بني حبيش
ومصنعة بني قيس من نواحي ذمار ومصنعة من نواح سنحان من ذمار أيضا
المصنعتين من حصون اليمن ثم من حصون الظاهرين
مصياب حصن حصين مشهور للإسماعيلية بالساحل الشامي قرب طرابلس وبعضهم يقول مصياف
المصيخ بضم الميم وفتح الصاد المهملة وياء مشددة وخاء معجمة يقال له مصيخ بني
البرشاء وهو بين حوران والقلت وكانت به وقعة هائلة لخالد على بني تغلب فقال
التغلبي يا ليلة ما ليلة المصيخ وليلة العيش بها المديخ أرقص عنها عكن المشيخ وقد
شدد الياء ضرورة القعقعاع بن عمرو فقال سائل بنا المصيخ تغلبا وهل عالم شيئا وآخر
جاهل طرقناهم فيه طروقا فأصبحوا أحاديث في أفناء تلك القبائل وفيهم إياد والنمور
وكلهم أصاغ لما قد عزهم للزلازل ومصيخ بهراء هو ماء آخر بالشام ورده خالد بن
الوليد بعد سوى في مسيره إلى الشام وهو بالقصواني فوجد أهله غارين في مسيره إلى
الشام وهو بالقصواني فوجد أهله غارين وقد ساقهم بغيهم فقال خالد احملوا عليهم فقام
كبيرهم فقال ألا يا ابصبحاني قبل جيش أبي بكر لعل منايانا قريب وما ندري فضربت
عنقه واختلط دمه بخمره وغنم أهلها وبعث بالأخماس إلى أبي بكر رضي الله عنه ثم سار
إلى اليرموك وقال القعقاع يذكر مصيخ بهراء قطعنا أباليس البلاد بخيلنا نريد سوى من
آبدات قراقر فلما صبحنا بالمصيخ أهله وطار أباري كالطيور النوافر أفاقت به بهراء
ثم تجاسرت بنا العيس نحو الأعجمي القراقر
مصيرة بالفتح ثم الكسر كأنه فعيلة من المصر وهو الحد بين الشيئين جزيرة عظيمة في
بحر عمان فيها عدة قرى المصيصة بالفتح ثم الكسر والتشديد وياء ساكنة وصاد أخرى كذا
ضبطه الأزهري وغيره من اللغويين بتشديد الصاد الأولى هذا لفظه وتفرد
الجوهري وخالد
الفارابي بأن قالا المصيصة بتخفيف الصادين والأول أصح طولها ثمان وستون درجة
وعرضها سبع وثلاثون درجة وهي في الإقليم الخامس وقال غيره في الرابع طالعها خمس
وعشرون درجة من العقرب لها قلب العقرب وجفاء الحية والمرزمة ولها شركة في كوكب
الجوزاء تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من
الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان وقال أبو عون في زيجه طولها تسع وخمسون درجة
وعرضها ست وثلاثون درجة قال في الإقليم الرابع وهي مدينة على شاطىء جيحان من ثغور
الشام بين أنطاكية وبلاد الروم تقارب طرسوس وهي الآن بيد ابن ليون وولده بعده منذ
أعوام كثيرة وكانت من مشهور ثغور الإسلام قد رابط بها الصالحون قديما وبها بساتين
كثيرة يسقيها جيحان وكانت ذات سور وخمسة أبواب وهي مسماة فيما زعم أهل السير باسم
الذي عمرها وهو مصيصة بن الروم بن اليمن بن سام بن نوح عليه السلام قال المهلبي
ومن خصائص الثغر أنه كانت تعمل ببلد المصيصة الفراء تحمل إلى الآفاق وربما بلغ
الفرو منها ثلاثين دينارا والمصيصة أيضا قرية من قرى دمشق قرب بيت لهيا قال أبو
القاسم يزيد بن أبي مريم الثقفي المصيصي من أهل مصيصة دمشق ولاه هشام بن عبد الملك
عاربة الشحر ولم تكن ولايته محمودة فعزله وينسب إلى المصيصة كثير في كتاب النسب
للسمعاني منهم أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي العلاء السلمي
المصيصي الفقيه الشافعي سمع أبا محمد بن أبي نصر بدمشق غير كثير وسمع ببغداد أبا
الحسن بن الحماني وأبا القاسم بن بشران والقاضي أبا الطيب الطبري وعليه تفقه وسمع
منه الخطيب وأبو الفتح المقدسي وغيرهما كثير وولد في رجب سنة 004 ومات بدمشق سنة 784
وكان فقيها مرضيا من أصحاب القاضي أبي الطيب وكان مسندا في الحديث وكان مولده بمصر
وفي خبر أبي العميطر الخارج بدمشق بإسناد عن عمرو بن عمار أنه لما أخذ أصحاب أبي
العميطر المصيصة قرية على باب دمشق دخل عليه بعض أصحابه فقال يا أمير المؤمنين قد
أخذنا المصيصة فخر أبو العميطر ساجدا وهو يقول الحمد لله الذي ملكنا الثغر وتوهم
بأنهم قد أخذوا المصيصة التي عند طرسوس
مصيل من قرى مصر كانوا ممن أعانوا على عمرو بن العاص فسباهم وحملهم إلى المدينة
فردهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه على شرط القبط
باب الميم والضاد وما يليهما
المضارج جمع مضرج وهو الأحمر مواضع معروفة
المضاجع جمع مضجع ويروي بالضم فيكون اسم فاعل منه اسم موضع أيضا ذكر في المضجع قال
أبو زياد الكلابي خير بلاد أبي بكر وأكبرها المضاجع وواحدها المضجع وقال رجل من
بني الحارث بن كعب وهو ينطق بامرأة من بني كلاب أريتك أن أم الضياء نحا بها نواك
وحق البين ما أنت صانع كلابية حلت بنعمان حلة ضرية أدنى ذكرها فالمضاجع
المضاعة بالكسر وهو ماء
المضجع بالفتح ثم السكون والجيم مفتوحة قال أبو زيد الكلابي في نوادره خير بلاد
أبي بكر
وأكبرها المضاجع
وواحدها المضجع
المضل اسم الفاعل من الإضلال ضد الهداية موضع بالقاع قصبة في إجإ
المضمار حصن من حصون اليمن لحمير على ميل ونصف من صنعاء حيث يجري الخيل ذكره في
حديث العنسي
مضنونة كأنه يضن بها أي يبخل من أسماء زمزم ويروى أن عبد المطلب رأى في النوم أن
احفر المضنونة ضنا بها إلا عنك
المضياح بالكسر كأنه من الموضع الضاحي للشمس أو من الضياح وهو اللبن الخاثر وهو
جبل
المضياع في شعر أبي صخر الهذلي وماذا ترجي بعد آل محرق عفا منهم وادي رهاط إلى رحب
فسمي فأعناق الرجيع بسابس إلى عنق المضياع من ذلك السهب
المضياعة قال الأصمعي يذكر بلاد أبي بكر بن كلاب فقال سواج جبل ثم المضياعة ما بين
تلال حمر قال والمضياعة جبل يقال له المضياع وهو لبني هوذة وهو من خير بلاد بني
كلاب
المضيح بالضم ثم الفتح والياء مشددة وحاء مهملة والمضيح اللبن المخثر يصب فوقه ماء
حتى يرق قال القتال عفا لفلف من أهله فالمضيح فليس به إلا الثعالب تضبح لفلف
والمضيح جبلان في بلاد هوازن قال الطرماح وليس بأدمان الثنية موقد ولا نابح من آل
ظبية ينبح لئن مر في كرمان ليلي فربما حلا بين تلي بابل فالمضيح وقال أبو موسى
المضيح جبل بنجد على شط وادي الجريب من ديار ربيعة بن الأضبط بن كلاب كان معقلا في
الجاهلية في رأسه متحصن وماء وقيل هو هضب وماء في غربي حمى ضرية في ديار هوازن
وماء لمحارب بن خصفة من أرض اليمن وقيل في قوله كثير فأصبحن باللعباء يرمين بالحصى
مدى كل وحشي لهن ومستم موازنة هضب المضيح واتقت جبال الحمى والأخشبين بأخرم إن
المضيح والأخشبين مواضع بمصر وقال أبو زياد ومن مياه وبر بن الأضبط بن كلاب المضيح
المضبيق قرية في لحف آرة بين مكة والمدينة أغارت بنو عامر ورئيسهم علقمة بن علاثة
على زيد الخيل الطائي فالتقوا بالمضيق فأسرهم زيد الخيل عن آخرهم وكان فيهم
الحطيئة فشكا إليه الضايقة فمن عليه فقال الحطيئة إلا يكن مالي ثوابا فإنه سياتي
شيائي زيدا ابن مهلهل فما نلتنا غدرا ولكن صبحتنا غداة التقينا في المضيق بأخيل
كريم تفادى الخيل من وقعاته تفادى خشاش الطير من وقع أجدل والمضيق فيما قيل موضع
مدينة الزباء بنت عمرو بن ظرب بن حسان بن أذينة السميدع بن هوير العمليقي قاتلة
جذيمة قالوا وهي بين بلاد الخانوقة وقرقيسيا على الفرات
المضيقة موضع في
شعر المخبل السعدي حيث قال فإن تك نالتنا كلاب بغزة فيومك منهم بالمضيقة أبرد هم
قتلوا يوم المضيقة مالكا وشاط بأيديهم لقيط ومعبد
باب الميم والطاء وما يليهما
المطابخ موضع في مكة مذكور في قصة تبع قال بعضهم أطوف بالمطابخ كل يوم مخافة أن
يشردني حكيم يريد حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن
ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور
المطاحل موضع قرب حنين في بلاد عطفان قال عبد مناف بن ربع الهذلي هم منعوكم من
حنين ومائه وهم أسلكوكم أنف عاذ المطاحل
مطارب كأنه من الطرب ومطارب من مخاليف اليمن
مطار بالضم كأنه اسم المفعول من طار يطير قرية من قرى الطائف بينها وبين تبالة
ليلتان عن عرام
مطار بالفتح والبناء على الكسر كأنه اسم الأمر من أمطر يمطر كقولهم نزال بمعنى
انزل ودراك بمعنى أدرك موضع بين الدهناء والصمان عن أبي منصور قال جرير ما هاج
شوقك من رسوم ديار بلوى عنيق أو بصلب مطار
مطارة يجوز أن تكون الميم زائدة فيكون من طار يطير أي البقعة التي يطار منها وهو
اسم جبل ويضاف إليه ذو قال النابغة وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي على وعل من ذي
مطارة عاقل قال الأصمعي يقول قد خفت حتى ما تزيد مخافة الوعل على مخافتي فلم يمكنه
فقلب
ومطاره أيضا من قرى البصرة على ضفة دجلة والفرات في ملتقاهما بين المذار والبصرة
المطارد باليمامة كأنه جمع مطرد وهي جبال قال يحيى بن أبي حفصة غداة علا الحادي
بهن المطارد
المطافل جمع المطفل وهي الناقة إذا كان معها ولدها موضع ويروى في موضع المطاحل
المطالي بالفتح كأنه جمع مطلى وهو الموضع الذي تطلى فيه الإبل بالقطران والنفط وهو
موضع بنجران قال بعضهم سقى الله ليلى والحمى والمطاليا وقال آخر وحلت بنجد
واحتللنا المطاليا وقال القتال الكلابي وآنست قوما بالمطالي وجاملا أبابيل هزلى
بين راع ومهمل وقال أبو زياد ومما يسمى من بلاد أبي بكر بن كلاب تسمية فيها خطها
من المياه والجبال المطالي وواحدها المطلى وهي أرض واسعة وقال رجل من اليمن وهو
نهدي
ألا إن هندا أصبحت
عامرية وأصبحت نهديا بنجدين نائيا تحل الرياض في نمير بن عامر بأرض الرباب أو تحل
المطاليا
مطامير جمع مطمورة وهي حفرة أو مكان تحت الأرض وقد هيء خفيا يطمر فيه الطعام أو
المال اسم قرية بحلوان العراق منها أبو الجوائز مقدار بن المختار المطاميري الشاعر
اتفق حضور مقدار هذا وأبي عبد الله للسنبسي الشاعر عند سيف الدولة صدقة بن منصور
بن مزيد بالحلة فأنشده السنبسي قي عرض المحادثة لنفسه فقال فوالله ما أنسى عشية
بيننا ونحن عجال بين ساع وراجع وقد سلمت بالطرف منها فلم يكن من الرد إلا رجعنا
بالأصابع فعدنا وقد روى السلام قلوبنا ولم يجر منا في خروق المسامع ولم يعلم الواشون
ما دار بيننا من السر إلا صحرة في المدامع فطرب لها سيف الدولة ولم يرضها مقدار
فقال له سيف الدولة ويلك يا مقدار ما عندك في هذه الأبيات فقال أقول في هذه الساعة
بديها أجود منها ثم أنشد ارتجالا ولما تناجوا بالفراق غديوة رموا كل قلب مطمئن
برائع وقفنا فمبد أنة إثر أنة تقوم بالأنفاس عوج الأضالع مواقف تدمي كل عشواء ثرة
صدوق الكرى إنسانها غير هاجع أمنا بها الواشين أن يلهجوا بنا فلن نتهم إلا وشاة
المدامع قال فازداد سيف الدولة استحسانا لهذه واستدناه ومن وأكرمه وجعله من ندمائه
وذات المطامير بلد بالثغور الشامية له ذكر في كتاب الفتوح في أيام المهدي والمأمون
والمعتصم وذكره في الفتوح كثير ويقال له المطامير أيضا غير مضاف
مطبخ كسرى ذكر مسعر بن المهلهل أبو دلف الشاعر في رسالة له اقتص أحوال البلاد التي
شاهدها والعهدة عليه في هذه الحكاية قال وسرت من قصر اللصوص إلى موضع يعرف بمطبخ
كسرى أربعة فراسخ وهذا المطبخ بناء عظيم في صحراء لا شيء حوله من العمران وكان
أبرويز ينزل بقصر اللصوص وابنه شاه مردان ينزل بأسداباذ وبين المطبخ وقصر اللصوص
كما ذكرنا أربعة فراسخ وبينه وبين أسداباذ ثلاثة فراسخ فإذا أراد الملك أن يتغدى
اصطف الغلمان سماطين من قصر اللصوص إلى موضع المطبخ فيناول بعضهم بعضا الغضائر
وكذلك من أسداباذ إلى المطبخ لابنه شاه مردان وهذا بالكذب أشبه منه بالصدق لأنهم
لو طاروا بالطعام على أجنحة النسور في هذه المسافة لبرد وتأخر عن الوقت المطلوب
إلا أن يكون أطعمة بوارد ويبكر بحضورها ويكون القصد بها تأخير أنواع الطعام كلما
أكل نوعا أحضر نوعا آخر
مطر من أعمال اليمن يقال لها بنو مطر
مطرق بالضم ثم السكون وكسر الراء وقاف بلفظ اسم الفاعل من أطرق يطرق فهو مطرق وهو
سكوت مع استرخاء الجفون موضع قال ذو الرمة
تصيفن حتى اصفر
أنواع مطرق وهاجت لأعداد المياه الأباعر قال الحفصي ومن قلات العارض المشهورة يعني
عارض اليمامة الحمائم والحجائز والنظيم ومطرق قال مروان بن أبي حفصة إذا تذكرت
النظيم ومطرقا حننت وأبكاني النظيم ومطرق وقول امرىء القيس يدل على أنه جبل
فأتبعتهم طرفي وقد حال دونهم غوارب رمل ذي ألاء وشبرق على إثر حي عامدين لنية
فلحوا العقيق أو ثنية مطرق
المطرية من قرى مصر عندها الموضع الذي به شجر البلسان الذي يستخرج منه الدهن فيها
والخاصية في البئر يقال إن المسيح اغتسل فيها وفي جانبها الشمالي عين شمس القديمة
مختلطة ببساتينها رأيتها ورأيت شجر البلسان وهو يشبه بشجر الحناء والرمان أول ما
ينشأ ولها قوم يجرحونها ويستقطرون ماءها من سوقها في آنية لطيفة من زجاج ويجمعونه
بجد واجتهاد عظيم يتحصل منه في العام مائتا رطل بالمصري وهناك رجل نصراني يطبخه
بصناعة يعرفها لا يطلع عليها أحد ويصفي منها الدهن وقد اجتهد الملوك به أن يعلمهم
فأبى وقال لو قتلت ما علمته أحدا ما بقي لي عقب فأما إذا أشرف عقبي على الانقراض
فأنا أعلمه لمن شئتم وتكون الأرض التي ينبت فيها هذا نحو مد البصر في مثله محوط
عليه والخاصية في البئر التي يسقى منها فإنني شربت من مائها وهو عذب وتطعمت منه
دهنية لطيفة ولقد استأذن الملك الكامل أباه العادل أن يزرع شيئا من شجر البلسان
فأذن له فغرم غرامات كثيرة وزرعه في أرض متصلة بأرض البلسان المعروف فلم ينجح ولا
خلص منه دهن ألبتة فسأل أباه أن يجري ساقية من البئر المذكورة ففعل فأنجح وأفلح
وليس في الدنيا موضع ينبت فيه البلسان ويستحكم دهنه إلا بمصر فقط ولكن حدثني من
رأى شجر البلسان الذي بمصر وكان دخل الحجاز فقال هو شجر البشام بعينه إلا أنا ما
علمنا أن أحدا استخرج منه دهنا
مطعم بالضم وهو اسم الفاعل من أطعم يطعم فهو مطعم اسم واد في اليمامة حدث ابن دريد
عن أبي حاتم قال ذكر أبو خيرة الطائي أن رجلا من طيء كانت محلة أهله في منابت
النخل فتزوج امرأة محلة أهلها في منابت الطلح وشرط لأهلها أن لا يحولها من مكانها
فمكث عندهم حتى أجدبوا فقال لأهلها إني راحل لأهلي إلى الخصب ثم راجع إليكم إذا
أجنى الناس فأذن له فارتحل حتى إذا أشرف على أهله بأرضه نظرت زوجته إلى السدر
فسألته عنه فأخبرها ثم نظرت إلى النخل فلم تعرفه فسألته فأخبرها فقالت ألا لا أحب
السدر إلا تكلفا ولا لا أحب النخل لما بدا ليا ولكنني أهوى أراضي مطعم سقاهن رب
العرش مزنا عواليا فيا صاعد النخل العشية لو أتى بضغث ألاء كان أشفى لما بيا فلما
رأى زوجها ازدراءها النخل أطعمها الرطب فلما أكلته قالت نزلنا إلى ميل الذرى قطف
الخطى سقاهن رب العرش من سبل القطر
كراما فلا يغشين
جارا بريبة يمدن كما ماد الشروب من الخمر
المطلى واحد المطالي المذكورة قبل قال أعرابي أللبرق بالمطلى تهب وتبرق ودونك نيق
من دغانين أعتق وميض يرى في بهرة الليل بعدما هجعنا وعرض البيد بالليل مطبق وقال
شاعر آخر غنى الحمام على أفنان غيطلة من سدر بيشة ملتف أعاليها غنين لا عربيات
بألسنة عجم وأملح أنحاء نواحيها فقلت والعيس خوص في أزمتها يلوي بأثياب أصحابي
تباريها أرعى الأراك قلوصي ثم أوردها ماء الجزيرة والمطلى فأسقيها
مطلح بالضم ثم التشديد وروي بفتح اللام وكسرها وحاء مهملة ففتح اللام يحتمل أن
يكون اسم الموضع من سار على الناقة حتى طلحها أي أعياها وبعير طليح وناقة طليح
ويجوز أن يكون كثير الطلح وهو شجر أم غيلان ومن كسر فقد قال ابن الأعرابي المطلح
في الكلام البهات والمطلح في المال الظالم وهو موضع في قوله وقد جاوزن مطلحا
المطلع اسم المكان من طلع يطلع والمطلع الطلوع إذا ارتقى قرية بالبحرين لبني محارب
بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفضى بن عبد القيس
المطلع بالضم ثم الفتح والتشديد وفتح اللام وجدته في بعض النسخ بكسر اللام وهو من
الأضداد لأن المطلع هو موضع الاطلاع من إشراف إلى انحدار والمطلع المصعد من أسفل
إلى مكان عال ويقال مطلع هذا الجبل من مكان كذا وكذا والمطلع ماء لبني حريص بن
منقذ بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد
مطلوب اسم بئر بين المدينة والشام بعيدة القعر يستقى منها بدلاء قال وأشطان مطلوب
وقيل جبل وقال أبو زياد الكلابي من مياه بني أبي بكر بن كلاب مطلوب وفيه يقول
القائل ولا يجيء الدلو من مطلوب إلا بنزع كرسيم الذيب ومطلوب اسم موضع بوادي بيشة
عمر في أيام هشام بن عبد الملك بن مروان وسمي المعمل وذكر في المعمل وقال رجل من
بني هلال يقال له رياح يا أثلتي بطن مطلوب هويتكما لو كانت النفس تدنى من أمانيها
واليكما نذر بالناس لا رحم تدنيه منهم ولا نعمى يجازيها محفوفتين بظل الموت أشرفتا
في رأس رابية صعب تراقيها كلتاهما قضب الريحان بينهما فاعتم بالناشق الريان ضاحيها
تندى ظلالكما والشمس طالعة حتى يواريها في الغور راعيها من يعطه الله في الدنيا
ظلالكما يبني له درجات عاليا فيها
قال الأصمعي ومن
مياه نخلى مطلوب وأنشد ولا يجيء الدلو من مطلوب إلا بشق النفس واللغوب قال وقال
اليمامي لصاحب مطلوب وهو عمرو بن سمعان القريظي عمرو بن سمعان على مطلوب نعم الفتى
وموضع التحقيب يعني ما تخلف من أمتعته قال محمد بن سلام حدثني أبو العراف قال كان
العجير السلولي دل عبد الملك بن مروان على ماء يقال له مطلوب كان لناس من خثعم
وأنشأ يقول لا نوم إلا غرار العين ساهرة إن لم أروع بغيظ أهل مطلوب إن تشتموني فقد
بدلت أيكتكم زرق الدجاج وتجفاف اليعاقيب قد كنت أخبرتكم أن سوف يعمرها بنو أمية
وعدا غير مكذوب فبعث عبد الملك فاتخذ ذلك الماء ضيعة فهو من خيار ضياع بني أمية
مطمورة بلد في ثغور بلاد الروم بناحية طرسوس غزاه سيف الدولة فقال شاعره الصفري
وما عصمت تاكيس طالب عصمة ولا طمرت مطمورة شخص هارب
مطوعة تقديره متطوعة فأدغم موضع من نواحي البصرة
المطهر بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الهاء أيضا ضيعة بتهامة لقوم من بني كنانة في
جبل الوتر
المطهر بالضم ثم الفتح وتشديد الهاء قرية من أعمال سارية بطبرستان ينسب إليها أبو
إسحاق إبراهيم بن محمد بن موسى بن هارون بن الفضل بن زيد السروي المطهري الفقيه
الشافعي تفقه ببلده على أبي محمد بن أبي يحيى وببغداد على أبي حامد الأسفراييني
وصار مفتي بلده وولي التدريس والقضاء سمع أبا طاهر المخلص وأبا نصر الإسماعيلي
ومات سنة 854 عن مائة سنة
مطيرة بالفتح ثم الكسر فعيلة من المطر ويجوز أن يكون مفعلة اسم المفعولة من طار
يطير هي قرية من نواحي سامراء وكانت من متنزهات بغداد وسامراء قال البلاذري وبيعة
مطيرة محدثة بنيت في خلافة المأمون ونسبت إلى مطر بن فزارة الشيباني وكان يرى رأي
الخوارج وإنما هي المطرية فغيرت وقيل المطيرة وقد ذكرها الشعراء في أشعارهم فمن
ذلك قول بعضهم سقيا ورعيا للمطيرة موضعا أنواره الحيري والمنثور وترى البهار
معانقا لبنفسج فكأن ذلك زائر ومزور وكأن نرجسها عيون كحلت بالزعفران جفونها
الكافور تحيا النفوس بطيبها فكأنها طعم الرضاب يناله المهجور ينسب إليها جماعة من
المحدثين منهم أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد بن يزيد الصيرفي المطيري حدث عن الحسن
بن عرفة وعلي بن حرب وعباس الترتقي وغيرهم روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو حفص
بن شاهين وأبو الحسين بن جميع وغيرهم كان
ثقة وتوفي سنة 533
والخطيب أبو الفتح محمد بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد القزاز المطيري توفي في
سنة 463 جمع جزءا رواه عن أبي الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن مرده بن
ناجية بن مالك التميمي الكوفي يعرف بابن النجار سمعه سلبة أبو البركات هبة الله بن
المبارك السقطي
مطيطة بلفظ التصغير موضع في شعر عدي بن الرقاع حيث قال وكأن مخلا في مطيطة ثاويا
بالكمع بين قرارها وحجاها الكمع المطمئن من الأرض والحجى المشرف من الأرض
باب الميم والظاء وما يليهما
مظعن بضم أوله وسكون ثانيه وكسر العين المهملة وآخره نون واد بين السقيا والأبواء
عن يعقوب في قول كثير عزة إلى ابن أبي العاصي بدوة أدلجت وبالسفح من دار الربا فوق
مظعن
مظللة ماء لغني بن أعصر بنجد
مظلم يقال له مظلم ساباط مضاف إلى ساباط التي قرب المدائن موضع هناك ولا أدري لم
سمي بذلك قال زهرة بن حوية أيام الفتوح ألا بلغا عني أبا حفص آية وقولا له قول
الكمي المغاور بأنا أثرنا آل طوران كلهم لدى مظلم يهفو بحمر الصراصر
مظلومة قال ابن أبي حفصة في نواحي اليمامة السادة والمظلومة محارث وقال أبو زياد
ومن مياه بني نمير المظلومة
مظهران موضع
مظة بالفتح والمظ رمان البر وهي بلدة باليمن لآل ذي مرحب ربيعة بن معاوية بن معدي
كرب وهم بيت بحضرموت منهم وائل بن حجر صحابي
باب الميم والعين وما يليهما
المعا بالكسر والقصر يجوز أن يكون جمع معوة وهو أرطاب النخل كله قال الأصمعي إذا
أرطب النخل كله فذلك المعو وقد أمعى النخل وقياسه أن تكون الواحدة معوة ولم أسمعه
فهذا جمع على الأصل مثل كروة وكرى ومعا الجوف معروف قال الليث المعا من مذانب
الأرض كل مذنب بالحضيض ينادى مذنبا بالسند وقال أبو خيرة المعا مقصور الواحدة معاة
سهلة بين صلبين وقال الحفصي إذا أخذت من سعد من أرض اليمامة إلى هجر فأول ما تطأ
حمل الدهناء ثم جبالها ثم العقد ثم هريرة وهو آخر الدهناء ثم واحف ثم المعا قال ذو
الرمة قياما على الصلب الذي واجه المعا سواخط من بعد الرضا للمراتع وقال أبو زياد
الكلابي المعا جانب من الصمان وقال ذو الرمة تراقب بين الصلب من جانب المعا معا
واحف شمسا بطيا نزولها وهو مكان وقيل جبل قبل الدهناء قال الخطيم العكلي بني ظالم
إن تظلموني فإنني إلى صالح الأقوام غير بغيض
بني ظالم إن تمنعوا
فضل ما بكم فإن بساطي في البلاد عريض فإن المعا لم يسلب الدهر عزه به العلجان المر
غير أريض ويوم المعا من أيام العرب قتل فيه عبد الله بن الرائش الكلبي فقال بدر بن
امرىء القيس بن خلف بن بهدلة من أبيات ولقد رحلت على المكاره واحدا بالصيف تنبحني
الكلاب الحصر وطعنت عبد الله طعنة ثائر وبأيكم يوم المعا لم أثأر فطعنته نجلاء
يهدر فرعها سنن الفروع من الرباط الأشقر
المعابل جمع معبل وهو الموضع الذي عبلت أشجاره والعبل حت الورق وقيل أعبل الشجر
إذا طلع ورقه فهو من الأضداد يقال غضا معبل إذا طلع ورقه موضع
معاذ بالضم وآخره ذال معجمة سكة معاذ بنيسابور تنسب إلى معاذ بن مسلمة ينسب إليها
أبو الغيض مسلمة بن أحمد بن مسلمة الذهلي الأديب القاضي كان جده مسلمة بن مسلمة
أخا معاذ بن مسلمة يقال له المعاذي روى عنه الحاكم أبو عبد الله بن البيع
معاذة بالضم والذال معجمة كأنه البقعة التي يعاذ إليها ماءة لبني الأقيشر وبني
الضباب فوق قرن ظبي والسعدية عن الأصمعي وهي بطرف جبل يقال له أدقية
معافر بالفتح وهو اسم قبيلة من اليمن وهو معافر بن يعفر بن مالك بن الحارث بن مرة
بن أدد بن هميسع بن عمرو بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ لهم مخلاف باليمن
ينسب إليه الثياب المعافرية قال الأصمعي ثوب معافر غير منسوب فمن نسب وقال معافري
فهو عنده خطأ
وقد جاء في الرجز الفصيح منسوبا
معان بالفتح وآخره نون والمحدثون يقولونه بالضم وإياه عنى أهل اللغة منهم الحسن بن
علي ابن عيسى أبو عبيد المعني الأزدي المعاني من أهل معان البلقاء روى عن عبد
الرزاق بن همام روى عنه محمد وعامر ابنا خزيم وعمرو بن سعيد بن سنان المنبجي
وغيرهم وكان ضعيفا والمعان المنزل يقال الكوفة معاني أي منزلي قال الأزهري وميمه
ميم مفعل وهي مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء وكان النبي
صلى الله عليه و سلم بعث جيشا إلى موته فيه زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد
الله بن رواحة فساروا حتى بلغوا معان فأقاموا بها وأرادوا أن يكتبوا إلى النبي صلى
الله عليه و سلم عمن تجمع من الجيوش وقيل قد اجتمع من الروم والعرب نحو مائتي ألف
فنهاهم عبد الله بن رواحة وقال إنما هي الشهادة أو الطعن ثم قال جلبنا الخيل من
أجإ وفرع تغر من الحشيش لها العكوم حذوناهم من الصوان سبتا أزل كأن صفحته أديم
أقامت ليلتين من معان فأعقب بعد فترتها جموم فرحنا والجياد مسومات تنفس في مناخرها
السموم
فلا وأبي مآب
لآتينها وإن كانت بها عرب وروم فعبأنا أعنتها فجاءت عوابس والغبار لها بريم بذي
لجب كأن البيض فيها إذا برزت قوانسها النجوم
المعانيق جبال بنجد سميت بذلك لطولها في السماء
معاهر بالضم وبعد الألف هاء ثم راء والعاهر والمعاهر القاهر موضع
معبر بالضم ثم الفتح وباء موحدة مشددة مكسورة وراء اسم الفاعل من عبرت أعبر إذا
أجزت أو من عبرت الرؤيا جبل من جبال الدهناء قال معن بن أوس المزني توهمت ربعا
بالمعبر واضحا أبت قرتاه اليوم إلا تراوحا أربت عليه رادة حضرمية ومرتجز كأن فيه
المصابحا إذا هي حلت كربلاء فلعلعا فجوز العليب دونها فالنوائحا فبانت نواها من
نواك وطاوعت مع الشامتين الشامتات الكواشحا
معتق بالتاء منقوطة من فوقها قال الكلبي سميت بمعتق بن مر من بني عبيل ومنازلهم ما
بين طمية إلى أرض الشام إلى مكة إلى العذيب وهو جبل معتق كذا وجدته بخط جخجخ وقال
الأخطل فلما علونا الصمد شرقي معتق طرحن الحصى الحمصي كل مكان
معدن الأحسن بكسر الدال من قرى اليمامة لبني كلاب وعده ابن الفقيه في أعمال
المدينة وسماه معدن الحسن وقال هو لبني كلاب
معدن البئر وهو معدن قريب من بئر بني بريمة قال الأصمعي وفوق مبهل الأجرد كما
ذكرناه بئر بني بريمة وقريب منها معدن البئر وهو بريمة من بني عبد الله بن غطفان
معدن البرم بضم الباء وسكون الراء قال عرام قرية بين مكة والطائف يقال لها المعدن
معدن البرم كثيرة النخل والزروع والمياه مياه آبار يسقون زروعهم بالزرانيق قال أبو
الدينار معدن البرم لبني عقيل قال القحيف بن الحمير فمن مبلغ عني قريشا رسالة
وأفناء قيس حيث سارت وحلت بأنا تلاقينا حنيفة بعدما أغارت على أهل الحمى ثم ولت
لقد نزلت في معدن البرم نزلة فلأيا بلأي من أضاخ استقلت
معدن بني سليم هو معدن فران ذكر في فران وهو من أعمال المدينة على طريق نجد
معدن الهردة بنجد في ديار كلاب
المعدن بكسر الدال وآخره نون كالذي قبله قرية من قرى زوزن من نواحي نيسابور منها
أبو جعفر محمد بن إبراهيم المعدني
المعرسانيات في شعر الأخطل يصف غيثا حيث قال وبالمعرسانيات حل وأرزمت بروض القطا
منه مطافيل حفل
معراثا عدة قرى من قرى حلب والمعرة ذكرت في المتفق
المعرس بالضم ثم
الفتح وتشديد الراء وفتحها مسجد ذي الحليفة على ستة أميال من المدينة كان رسول
الله صلى الله عليه و سلم يعرس فيه ثم يرحل لغزاة أو غيرها والتعريس نومة المسافر
بعد إدلاجه من الليل فإذا كان وقت السحر أناخ ونام نومة خفيفة ثم يثور مع انفجار
الصبح لوجهته
معرش بالضم وآخره شين كأنه الموضع المعروش والعرش السقف موضع باليمامة
المعرف اسم المفعول من العرفان ضد الجهل وهو موضع الوقوف بعرفة قال عمر بن أبي
ربيعة يا ليتني قد أجزت الخيل دونكم خيل المعرف أو جاوزت ذا عشر كم قد ذكرتك لو
أجدى تذكركم يا أشبه الناس كل الناس بالقمر إني لأجذل أن أمسي مقابله حبا لرؤية من
أشبهت في الصور
المعرفة منهل بينه وبين كاظمة يوم أو يومان عن الحفصي
المعرقة بالضم ثم السكون وكسر الراء وقاف وقد روي بالتشديد للراء والتخفيف وهو
الوجه كأنه الطريق الذي يأخذ نحو العراق أو أن يكون يعرق الماء بها وهي الطريق
التي كانت قريش تسلكها إذا أرادت الشام وهي طريق تأخذ على ساحل البحر وفيها سلكت
عير قريش حتى كانت وقعة بدر وإياها أراد عمر بقوله لسلمان أين تأخذ إذا صدرت على
المعرقة أم على المدينة
المعركة بلفظ معركة الحرب وهو الموضع الذي تعترك فيه الأبطال أي تزدحم وهو موضع
بعينه عن ابن دريد
معروف قال الأصمعي وهو يذكر منازل بني جعفر فقال ثم معروف وهو ماء وجبال يقال لها
جبال معروف وأنشد غيره قول ذي الرمة وحتى سرت بعد الكرى في لويه أساريع معروف وصرت
جنادبه اللوي البقل حين ييبس أي صعدت الأساريع في اللوي بعد النوم وذلك وقت ييبس
البقل وقال الأصمعي ومن مياه الضباب معروف وهو بجبل يقال له كبشات وقال أبو زياد
ومن مياه بني جعفر بن كلاب معروف في وسط الحمى مطوي متوح
معرة مصرين بفتح أوله وثانيه وتشديد الراء قال ابن الأعرابي المعرة الشدة والمعرة
كوكب في السماء دون المجرة والمعرة الدية والمعرة قتال الجيش دون إذن الأمير
والمعرة تلون الوجه من الغضب وقال ابن هانىء المعرة في الآية أي جناية كجناية العر
وهو الجرب وقال محمد بن إسحاق المعرة الغرم وأما مصرين فهو بفتح الميم وسكون الصاد
المهملة وراء مكسورة وياء تحتها نقطتان ساكنة ونون كأنه جمع مصر كما قلنا في
أندرين والمصر بالفتح حلب بأطراف الأصابع وهي بليدة وكورة بنواحي حلب ومن أعمالها
بينهما نحو خمسة فراسخ وقال حمدان بن عبد الرحيم يذكرنا جادت معرة معصرين من الديم
مثل الذي جاد من دمعي لبينهم وسالمتها الليالي في تغيرها وصافحتها يد الآلاء
والنعم ولا تناوحت الأعصار عاصفة بعرصتيها كما هبت على إرم
حاكت يد القطر في
أفنانها حللا من كل نور شنيب الثغر مبتسم إذا الصبا حركت أنوارها اعتنقت وقبلت
بعضها بعضا فما بفم فطال ما نشرت كف الربيع بها بهار كسرى مليك العرب والعجم
معرة النعمان ذكر اشتقاق المعرة في الذي قبله والنعمان هو النعمان بن بشير صحابي
اجتاز بها فمات له بها ولد فدفنه وأقام عليه فسميت به وفي جانب سورها من قبل البلد
قبر يوشع بن نون عليه السلام في برية فيما قيل والصحيح أن يوشع بأرض نابلس
وبالمعرة أيضا قبر عبد الله بن عمار بن ياسر الصحابي ذكر ذلك البلاذري في كتاب
فتوح البلدان له وهذا في رأيي سبب ضعيف لا تسمى بمثله مدينة والذي أظنه أنها مسماة
بالنعمان وهو الملقب بالساطع ابن عدي بن غطفان بن عمرو بن بريح بن خزيمة بن تيم
الله وهو تنوخ بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وهي
مدينة كبيرة قديمة ماؤهم من الآبار وعندهم الزيتون الكثير والتين ومنها كان أبو
العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري القائل فيا برق ليس الكرخ داري وإنما رماني
إليها الدهر منذ ليال فهل فيك من ماء المعرة قطرة تغيث بها ظمآن ليس بسال ومن
المعريين أيضا القاضي أبو القاسم الحسن بن عبد الله ابن محمد بن عمرو بن سعيد بن
محمد بن داود بن المطهر ابن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أنور بن أرقم بن
أسحم بن الساطع وهو النعمان وبقاي النسب قد تقدم التنوخي المعري الحنفي العاجي ولد
لثمان وعشرين ليلة خلت من شهر ربيعب الأول سنة 943 وحدث وروي عنه وحج في سنة 914
على طريق دمشق فمات بوادي مر لعشرين ليلة خلت من ذي القعدة من السنة وحمل إلى
مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم ودفن بالبقيع وله مصنفات ووصايا وأشعار فمن شعره
قوله إنع إلى من لم يمت نفسه فإنه عما قليل يموت ولا تقل فات فلان فما في سائر
العالم من لا يفوت ألا ترى الأجداث مملوة لما خلت من ساكنيها البيوت فاقنع بقوت
حسب من لم يكن مخلدا في هذه الدار قوت ولا يكن نطقك إلا بما يعنيك في الذكرة أو في
السكوت وله أيضا وكل أداويه على حسب دائه سوى حاسدي فهي التي لا أنالها وكيف يداوي
المرء حاسد نعمة إذا كان لا يرضيه إلا زوالها
المعشوق المفعول من العشق وهو اسم لقصر عظيم بالجانب الغربي من دجلة قبالة سامراء
في وسط البرية باق إلى الآن ليس حوله شيء من العمران يسكنه قوم من الفلاحين إلا
أنه عظيم مكين محكم لم يبن في تلك البقاع على كثرة ما كان هناك من القصور غيره
وبينه وبين تكريت مرحلة عمره المعتمد
على الله وعمر قصرا
آخر يقال له الأحمدي وقد خرب قال عبد الله بن المعتز بدر تنقل في منازله سعد يصبحه
ويطرقه فرحت به دار الملوك فقد كادت إلى لقياه تسبقه والأحمدي إليه منتسب من قبل
والمعشوق يعشقه
المعصب بالضم ثم الفتح وتشديد الصاد المهملة وباء موحدة يجوز أن يكون مأخوذا من
العصبة أي أنه ذو عصب وهو موضع بقبا وقيل فيه العصبة وهو الموضع الذي نزل به
المهاجرون الأولون كذا فسره البخاري
معصوب في شعر سلامة بن جندل حيث قال يا دار أسماء بالعلياء من إضم بين الدكادك من
قو فمعصوب كانت لنا مرة دارا فغيرها مر الرياح بسافي الترب مجلوب هل في سؤالك عن
أسماء من حوب وفي السلام وإهداء المناسيب
معظم موضع في شعر بشر بن عمرو بن مرثد قال بل هل ترى ظعنا تحدى مقفية لها توال
وحاد غير مسبوق يأخذن من معظم فجا بمسهلة لرهوة في أعالي البشر زحلوق حار بن فيها
معدا واعتصمن بها إذ أصبح الدين دينا غير موثوق
معقر اسم المكان من عقرت البعير أعقره واد باليمن عند القحمة بالسن قرب زبيد من
تهامة ينسب إليه أبو عبد الله أحمد بن جعفر المقري وقيل أبو أحمد روى عن النضر بن
محمد الحراشي يروي عنه مسلم بن الحجاج ونسبه كذلك واختط في هذا الموضع مدينة حسين
بن سلامة أحد المتغلبين على اليمن في حدود سنة أربعمائة وبنيتي سنة خمسين قال
السلفي أبو الحسن أحمد بن جعفر المقري البزاز روى عن النضر بن محمد بن موسى
الحراشي وإسماعيل بن عبد الله الصغاني وقيس بن الربيع وسعيد ابن بشير وآخرين روى
عنه مسلم بن الحجاج النيسابوري في صحيحه ومحمد بن أحمد بن راجز الطومي اليماني
والمفضل بن العباس الفاكهي وغيرهم
وقال أبو الوليد بن الفرضي الأندلسي في كتاب مشتبه النسبة من تأليفه المعقري بضم
الميم وفتح العينوتشديد القاف ولم يعلم شيئا والصحيح معقر بفتح الميم وسكون العين
والقاف المكسورة وهي ناحية باليمن عن السلفي
معقلة بفتح أوله وسكون ثانيه وضم القاف وقياسه معقلة بكسر القاف قال سيبويه وما
جاء من ذلك على مفعلة كالمقبرة والمشرقة فأسماء غير مذهوب بها مذهب الفعل وهو اسم
موضع تنسب إليه الحمر وهي خبراء بالدهناء سميت بذلك لأنها تمسك الماء كما يعقل
الدواء البطن قال الأزهري وقد رأيتها وفيها خبارى كثيرة تمسك الماء دهرا طويلا
وبها جبال رمال متفرقة يقال لها الشماليل قال ذو الرمة جوارية أو عوهج معقلية ترود
بأعطاف الرمال الحرائر وقال يصف الحمر
وثبت المشحج من
عانات معقلة
المعلاة بالفتح ثم السكون موضع بين مكة وبدر بينه وبين بدر الأثيل
والمعلاة من قرى الخرج باليمامة
معلا موضع بالحجاز عن ابن القطاع في الأبنية قال موسى بن عبد الله لئن طال ليلى
بالعراق فقد مضت علي ليال بالنظيم قصائر إذ الحي مبداهم معلاء فاللوى فثغرة منهم
منزل فقراقر وإذ لا أريم البئر بئر سويقة وطئن بها والحاضر المتجاور
معلشايا بالفتح ثم السكون وبالثاء المثلثة وياء بليد له ذكر في الأخبار المتأخرة
قرب جزيرة ابن عمر من نواحي الموصل
معلق اسم حسي بزهمان ذكر زهمان في موضعه قال سالم بن دارة تركني فرقه في معلق
شأنزل جبل مرة وأرتقي عن مرة بن دافع وأتقي
معلولا إقليم من نواحي دمشق له قرى عن أبي القاسم الحافظ
معليا بالفتح ثم السكون وبعد اللام ياء تحتها نقطتان من نواحي الأردن بالشام
معمراش آخره شين معجمة موضع بالمغرب
معمران بالفتح وآخره نون والألف والنون كالنسبة في كلام العجم قرية بمرو منسوبة
إلى معمر
معمر بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الميم قيل موضع بعينه في قوله طرفة يا لك من قبرة
بمعمر خلا لك الجو فطيري واصفري ونقري ما شئت أن تنقري وقيل المعمر المنزل الذي
يقام فيه قال ساجعهم يبغيك في الأرض معمرا
المعمل بوزن معمر إلا أن آخره لام قرية من أعمال مكة قال أبو منصرو لبني هاشم في
وادي بيشة ملك يقال له المعمل وكان أول أمر المعمل أنه كان بنى من بيشة بين سلول
وخثعم فيحفر السلوليون ويضعون فيه الفسيل فيجيء الخثعميون ويتنزعون ذلك الفسيل
ويهدمون ما حفر السلوليون ويفعل مثل ذلك الخثعميون فيزيلون الفسيل ولا يزال بينهم
قتال وضرب فكان ذلك المكان يسمى مطلوبا فلما رأى ذلك العجير السلولي الشاعر تخوف
أن يقع بين الناس شر هو أعظم من ذلك فأخذ من طينه ومائه ثم ارتحل حتى لحق بهشام بن
عبد الملك ووصف له صفته وأتاه بمائة وطينه وماؤه عذب فقال له هشام كم بين الشمس
وبين هذا الماء قال أإبعدب ما يكون بعده قال فأين هذا الطين قال في الماء وأخبره
بماء جوف بيشة وبيشة من أعمال مكة مما يلي بلاد اليمن من مكة على خمس مراحل وأخبره
بما في بيشة والأودية التي معها من النخل والفسيل وأخبره أن ذلك يحتمل نقل عشرة
آلاف فسيلة في يوم واحد فأرسل هشام إلى أمير مكة أن يشتري مائتين زنجي ويجعل مع كل
زنجي امرأته ثم يحملهم حتى يعضهم بمطلوب وينقل إليهم الفسيل فيضعونه بمطلوب فلما
رأى الناس ذلك قالوا إن مطلوبا معمل يعمل فيه فذهب اسمه المعمل إلى اليوم قال
العجير السلولي
لا نوم للعين إلا
وهي ساهرة حتى أصيب بغيظ أهل مطلوب إن تشتموني فقد بدلت أيكتكم زرق الدجاج وتجفاف
اليعاقيب قد كنت أخبرتكم أن سوف يعمرها بنو أمية وعدا غير مكذوب الأيكة جماعة
الأراءك وذلك أنه نزع ووضع مكانه الفسيل
المعمورة اسم لمدينة المصيصة نفسها وذلك أنها قد خربت بمجاورة العدو فلما ولي
المنصور شحنها بثمانمائة رجلد فلما دخلت سنة 931 أمر بعمران المصيصة وكان حائطها
قد تشعث بالزلازل وأهلها قليلون في داخل المدينة فبنى سورها وسكنها أهلها في سنة
041 وسماها المعمورة وبنى فيها مسجدا جامعا
معنق بالضم ثم السكون وكسر النون وقاف أعنق الرجل فهو معنق إذا عدا وأسرع والمعنق
السابق المتقدم وبلد معنق أي بعيد والمعنق من الرمال جبل صغير بين أيدي الرمال
ومعنق قصر عبيد بن ثعلبة بحجر اليمامة وهو أشهر قصور اليمامة يقال إنه من بناء طسم
وهو على أكمة مرتفعة وفيه وفي الشموس يقول الشاعر أبت شرفات في شموس ومعنق لدى
القصر منا أن تضام وتضهدا
المعنية بالفتح ثم السكون وكسر النون وياء النسبة مشددة قال أبو عبد الله السكوني
المعنية بئر حرفها معن بن أوس عن يمين المغيثة للمتوجه إلى مكة من الكوفة وقال ابن
موسى المعنية بين الكوفة والشام على يوم وبعض آخر من القادسية هناك آبار حفرها معن
بن زائدة الشيباني فنسبت إليها
معوز بلدة بكرمان بينها وبين جيرفت مرحلتان على طريق فارس ومن معوز إلى ولاشكرد
مرحلة
معولة بطن معولة موضع في قول وهبان بضم الواو ابن القلوص العدواني يرثي عمرو بن
أبي لدم العدواني وقد قتلته بنو سليم أهلي فداء يوم بطن معولة على أن قراه القوم
لابن أبي لدم يسد على الآوى وفي كل شدة يزيدونه كلما ويصدر عن لمم
معونة بئر معونة بين أرض عامر وحر بني سليم ذكرت في الآبار وهي بفتح الميم وضم
العين وواو ساكنة ونون بعدها هاء والمعونة مفعولة في قياس من جعلها من العون وقال
آخرون المعونة فعولة من الماعون وقيل هو مفعلة من العون مثل مغوثة من الغوث
والمضوفة من أضاف إذا أشفق والمشورة من أشار يشير قال حسان يرثي من قتل بها من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان أبو براء عامر بن مالك قدم على رسول
الله صلى الله عليه و سلم المدينة وقال له لو أنفذت من أصحابك إلى نجد من يدعو
أهله إلى ملتك لرجوت أن يسلمواع وما كنت أخاف عليهم العدو فقال هم في جواري فبعث
معه أربعين رجلا فلما حصلوا بئر معونة استنفر عليهم عامر بن الطفيل بني سليم
وغيرهم فقتلوهم فقال حسان بن ثابت يرثيهم على قتلى معونة فاستهلي بدمع العين سحا
غير نزر على خيل الرسول غداة لاقوا ولاقتهم مناياهم بقدر في أبيات
معيط بالفتح ثم
السكون وفتح الياء كأنه اسم المكان من عاطت الناقة إذا ضربها الفحل فلم تحمل أو من
عاط الرجل إذا جلب وزعق أو من قولهم امرأة عيطاء ورجل أعيط الطويل العنق وكأن
قياسه معاط إلا أنه شذ كمريم ومزيد اسم رجل ولا يحمل على فعيل فإنه مثال لم يأت
وأما ضهيد فمصنوع مردود من لفظ قولهم يضطهد وهو اسم موضع في قول الهذلي ساعدة بن
جؤية قال يا ليت شعري ألا منجى من الهرم أم هل على العيش بعد الشيب من ندم ثم أتى
بجواب ليت بعد ثمانية وعشرين بيتا فقال هل اقتني حدثان الدهر من أنس كانوا بمعيط
لا وحش ولا قزم
معين بالفتح ثم الكسر والمعين الماء الصافي الجاري لك أن تجعله مفعولا من العيون
ولك أن تجعله فعيلا من الماعون أو من المعين يقال معن الماء يمعن إذا جرى والمعن
القليل ومعين اسم حصن باليمن وقال الأزهري معين مدينة باليمن تذكر في براقش وقد
ذكرنا شاهدا في براقش بأبسط من هذا قال عمرو بن معدي كرب ينادي من براقش أو معين
فأسمع واتلأب بنا مليع
معين باليمن في مخلاف سنحان قرية يقال لها معين
المعينة بتقديم الياء على النون من قرى مخلاف سنحان باليمن
المعي بالضم ثم الفتح والياء مشددة كأنه تصغير المعا وقد ذكرنا ما المعا قبل قال
الخارزنجي المعي موضع وأنشد وخلت أنقاء المعي ربربا
المعيي بلفظ اسم الفاعل من العي ويجوز أن يكون تصغير معاوية ثم نسب إليه وخففت
ياؤه لأن تصغير معاوية معية المعي من التعب موضع آخر وهو بضم أوله وفتح ثانيه
وتشديد الياء الأولى وسكون الثانية
باب الميم والغين وما يليهما
مغارب جمع مغرب يوم مغارب السماوة من أيام العرب
مغار بالضم وآخره راء موضع الغارة من أغار يغير قال الشاعر مغار ابن همام على حي
خثعما ويجوز أن يكون المغار في هذا الشعر والغارة بمعنى واحد وحبل مغار إذا كان
شديد الفتل ومغار جبل فوق السوارقية في بلاد بني سليم في جوفه أحساء منها حسي يقال
له الهدار يفور بماء كثير وهو سبخ بحذائه حاميتان سوداوان في جوف إحداهما ماءة
مليحة يقال لها الرفدة وواديها يسمى عريفطان وعليها نخيلات وآجام يستظل فيهن المار
وهي لبني سليم وهي على طريق زبيدة وتقول بنو سليم منقا زبيدة
مغار بالفتح قرية من قرى فلسطين ينسب إليها أبو الحسن محمد بن الفرج المغاري حدث
عن محمد بن عيسى الطباع حدث عنه العتابي محمد بن قتيبة العسقلاني
المغاسل بالضم وكسر السين المهملة موضع بعينه أودية قريبة من اليمامة وقرأت بخط
ابن نباتة السعدي المغاسل بفتح الميم في قول لبيد
وأسرع فيها قبل ذلك
حقبة ركاح فجنبا نقدة فالمغاسل
مغام ويقال مغامة بالفتح فيهما بلد بالأندلس ينسب إليها أبو عمران يوسف بن يحيى
المغامي ومحمد بن عتيق بن فرج بن أبي العباس بن إسحاق التجيبي المغامي المقري
الطليطلي أبو عبد الله لقي أبا عمرو الداني وعليه اعتمد وروى عن أبي الربيع سليمان
بن إبراهيم وأبي محمد بن أبي طالب المقري وغيرهم وكان عالما بالقراءة بوجوهها
إماما فيها ذا دين متين وكان مولده لتسع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة 224
ومات بإشبيلية في منتصف ذي القعدة سنة 584 وحبس كتبه على طلبة العلم بالعدوة
وغيرها وفيها معدن الطين الذي تغسل به الرؤوس ومنها ينتقل إلى سائر بلاد المغرب
وقد ذكرناه بالعين آنفا نقلا عن العمراني وهو خطأ منه والصواب ههنا
المغرب بالفتح ضد المشرق وهي بلاد واسعة كثيرة ووعثاء شاسعة قال بعضهم حدها من
مدينة مليانة وهي آخر حدود إفريقية إلى آخر جبال السوس التي وراءها البحر المحيط
وتدخل فيه جزيرة الأندلس وإن كانت إلى الشمال أقرب ما هي وطول هذا في البر مسيرة
شهرين فقد ذكرت تحديدها في ترجمة آسيا فينقل منها أو ينظر فيها من أراد النظر
مغرة بالفتح وهو الطين الأحمر قال الحازمي هو موضع بالشام في ديار كلب
مغز بالفتح ثم السكون وزاي معناه بالفارسية اللب ويسمون المخ أيضا مغزا وهي قرية
كبيرة كثيرة البساتين يسميها المستعربون أم الجوز لكثرته فيها بينها وبين بسطام
مرحلة وهي من نواحي قومس
المغسل بالفتح ثم السكون اسم المكان من غسل يغسل فهو مغسل بكسر السين واحدة
المغاسل وهي أودية قريبة من اليمامة قال الحفصي المغسل رمل واسع يمضي إلى الدام
وإلى البياض
المغسلة جبانة في طريق المدينة يغسل فيها الثياب
مغكان بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره نون من قرى بخارى بينها وبين المدينة خمسة
فراسخ على يمين الطريق الذي لبيكند بينها وبين الطريق نحو ثلاثة فراسخ
المغمس بالضم ثم الفتح وتشديد الميم وفتحها اسم المفعول من غمست الشيء في الماء
إذا غيبته فيه موضع قرب مكة في طريق الطائف مات فيه أبو رغال وقبره يرجم لأنه كان
دليل صاحب الفيل فمات هناك قال أمية بن أبي الصلت الثقفي يذكر ذلك إن آيات ربنا
ظاهرات ما يماري فيهن إلا الكفور حبس الفيل بالمغمس حتى ظل يحبو كأنه معقور كل دين
يوم القيامة عند ال له إلا دين الحنيفة بور وقال نفيل ألا حييت عنا يا ردينا
نعمناكم مع الإصباح عينا ردينة لو رأيت ولن تريه لدى جنب المغمس ما رأينا إذا
لعذرتني ورضيت أمري ولن تأسي على ما فات بينا
حمدت الله أن أبصرت
طيرا وخفت حجارة تلقى علينا وكل القوم عن نفيل كأن علي للحبشان دينا قال السهيلي
المغمس بضم أوله هكذا لقيته في نسخة الشيخ أبي بحر المقيدة على أبي الوليد القاضي
بفتح الميم الأخيرة من المغمس وذكر السكري في كتاب المعجم عن ابن دريد وعن غيره من
أئمة اللغة أن المغمس بكسر الميم الأخيرة فإنه أصح ما قيل فيه وذكر أيضا أنه يروى
بالفتح فعلى رواية الكسر هو مغمس مفعل كأنه اشتق من الغميس وهو الغميز يعني النبات
الأخضر الذي ينبت في الخريف من تحت اليابس يقال غمس المكان وغمز إذا نبت فيه ذلك
كما يقال مصوح ومشجر وأما على رواية الفتح فكأنه من غمست الشيء إذا غطيته وذلك أنه
مكان مستور إما بهضاب وإما بعضاة وإنما قلنا هذا لأن رسول الله لما كان بمكة كان
إذا أراد حاجة الإنسان خرج إلى المغمس وهو على ثلثي فرسخ من مكة كذلك رواه أبو علي
بن السكن في كتاب السنن له وفي السنن لأبي داود أن رسول الله كان إذا أراد التبرز
أبعد ولم يبين مقدار البعد وهو مبين من حديث ابن السكن ولم يكن ليأتي المذهب إلا
وهو مستور متحفظ فاستقام المعنى فيه على الروايتين جميعا وقد ذكرته في رغال وقال
ثعلبة بن غيلان الإيادي يذكر خروج إياد من تهامة ونفي العرب إياها إلى أرض فارس
تحن إلى أرض المغمس ناقتي ومن دونها ظهر الجريب وراكس بها قطعت عنا الوذيم نساؤنا
وغرقت الأبناء فينا الخوارس إذا شئت غناني الحمام بأيكة وليس سواء صوتها والعرانس
تجوب من الموماة كل شملة إذا أعرضت منها القفار البسابس فيا حبذا أعلام بيشة
واللوى ويا حبذا أجشامها والجوارس أقامت بها جسر بن عمرو وأصبحت إياد بها قد ذل
منها المعاطس
مغنان بالضم ثم السكون ونونان من قرى مرو
المغنقة بالضم ثم السكون وفتح النون والقاف قال العمراني موضع
مغون بضم أوله وثانيه وسكون الواو ونون قرية من قرى بشت من نواحي نيسابور ينسب
إليها عبدوس بن أحمد المغوني روى عنه إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد الجرجاني
المقري
مغونة بالفتح ثم الضم وسكون الواو ونون قال أبو بكر موضع قرب المدينة
المغيث بضم ثم الكسر وآخره ثاء مثلثة اسم الوادي الذي هلك فيه قوم عاد وقال أبو
منصور بين معدن النقرة والربذة ماء يعرف بمغيث ماوان ماء وشروب
المغيثة مفهومة المعنى إنه اسم الفاعل من غاثه يغيثه إذا أغاثه وغاث الله البلاد
إذا أنزل بها الغيث منزل في طريق مكة بعد العذيب نحو مكة وكانت أولا مدينة خربت
شرب أهلها من ماء المطر وهي لبني نبهان وبين المغيثة والقرعاء الزبيدية
وقال الأزهري ركية
بين القادسية والعذيب وقال غيره بينها وبين القرعاء اثنان وثلاثون ميلا وبينها
وبين القادسية أربعة وعشرون ميلا
والمغيثة أيضا قرية بنيسابور
المغيزل تصغير معزل علم جبل في بلاد بلعنبر قال أبو سعيد المغيزل جبل الصمان مشبه
بالمغزل لدقته وقال غيره هو طريق في الرغام معروف وقال جرير يقلن اللواتي كن قبل
يلمنني لعل الهوى يوم المغيزل قاتله
مغيلة بضم أوله ثم الكسر اسم الفاعل من الغيل وهو الماء الذي يجري على وجه الأرض
وقيل ما جرى من المياه في الأنهار إقليم من أعمال شذونة بالأندلس فيه قلعة ورد وفي
أرضه سعة
باب الميم والفاء وما يليهما
مفتح بالفتح ثم السكون وتاء بنقطتين من فوقها وحاء مهملة قرية بين البصرة وواسط
وهي من أعمال البصرة منها محمد بن يعقوب المفتحي يروي عن العلاء بن مصعب البصري
يروي عنه أبو الحسن عبد الله بن موسى بن الحسين بن إبراهيم البغدادي وغيره وبها
سمع الدارقطني من الحسين بن علي بن قوهي
ومفتح دجيل ناحية دجيل الأهواز ذكره في أخبار المعراج
المفترض مفتعل من الفرض وهو الواجب ماء عن يمين سميراء للقاصد مكة
المفجر بالفتح ثم السكون وفتح الجيم اسم المكان من فجرت الحوض وغيره إذا أسلته
موضع بمكة ما بين الثنية التي يقال لها الخضراء إلى خلف دار يزيد بن منصور عن
الأصمعي
مفحل بالفاء من نواحي المدينة فيما أحسب قال ابن هرمة تذكرت سلمى والنوى تستبيعها
وسلمى المنى لو أننا نستطيعها فكيف إذا حلت بأكناف مفحل وحل بوعساء الحليف تبيعها
باب الميم والقاف وما يليهما
مقابر الشهداء ببغداد إذا خرجت من قنطرة باب حرب فهي نحو القبلة عن يسار الطريق لا
أدري لم سميت بذلك
ومقابر الشهداء بمصر لما مات يزيد بن معاوية وابنه معاوية وتولى مروان بن الحكم
الخلافة واستقام أمره بالشام قصد مصر في جنوده وكان أهل مصر زبيرية فأوقع بأهلها
وجرت حروب قتل فيها بينهم قتلى فدفن المصريون قتلاهم في هذا الموضع وسموه مقابر
الشهداء وغلب عليها الاسم إلى هذه الغاية وكانت قتلى المصريين ستمائة ونيفا وقتلى
الشاميين ثمانمائة وذلك في سنة 65 للهجرة
مقابر قريش ببغداد وهي مقبرة مشهورة ومحلة فيها خلق كثير وعليها سور بين الحربية
ومقبرة أحمد بن حنبل رضي الله عنه والحريم الطاهري وبينها وبين دجلة شوط فرس جيد
وهي التي فيها قبر موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين
ابن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وكان أول من دفن فيها جعفر الأكبر بن
المنصور أمير المؤمنين في سنة 150 وكان المنصور أول من جعلها مقبرة لما ابتنى
مدينته سنة 149
المقاد بالفتح
وآخره دال هو جبل بني فقيم بن جرير بن دارم وسعد بن زيد مناة بن تميم قال جرير
أهاجك بالمقاد هوى عجيب ولجت في مباعدة غضوب أكل الدهر يوئس من رجاكم عدو عند بابك
أو رقيب فكيف ولا عداتك ناجزات ولا مرجو نائلكم قريب وقال أيضا أيقيم أهلك بالستار
وأصعدت بين الوريعة والمقاد حمول وقال الحفصي المقاد من أرض الصمان وأنشد لمروان
بن أبي حفصة قطع الصرائم والشقائق دوننا ومن الوريعة دوها فمقادها
مقاريب بالفتح وبعد الألف راء ثم ياء وباء موحدة جمع المقرب اسم موضع من نواحي
المدينة قال كثير ومنها بأجزاع المقاريب دمنة وبالسفح من فرعان آل مصرع
مقاس بالفتح ثم التشديد وآخره سين مهملة يقال تمقست نفسي بمعنى غثت قال نفسي تمقس
من سمانى الأقبر جبل بالخابور
المقاعد جمع مقعد عند باب الأقبر بالمدينة وقيل مساقف حولها وقيل هي دكاكين عند
دار عثمان بن عفان رضي الله عنه وقال الداودي هي الدرج
المقام بالفتح ومقامات الناس بالفتح مجالسهم الواحد مقام ومقامه وقيل المقام موضع
قدم القائم والمقام بالضم مصدر أقمت بالمكان مقاما وإقامة والمقام في المسجد
الحرام هو الحجر الذي قام عليه إبراهيم عليه السلام حين رفع بناء البيت وقيل هو
الحجر الذي وقف عليه حين غسلت زوج ابنه إسماعيل رأسه وقيل بل كان راكبا فوضعت له
حجرا من ذات اليمين فوقفت عليه حتى غسلت شق رأسه الأيمن ثم صرفته إلى الشق الأيسر
فرسخت قدماه فيه في حال وقوفه عليه وقيل هو الحجر الذي وقف عليه حتى أذن في الناس
بالحج فتطاول له وعلا على الجبل حتى أشرف على ما تحته فلما فرغ وضعه قبلة وقد جاء
في بعض الآثار أنه كان ياقوته من الجنة وقيل في قوله تعالى واتخذوا من مقام
إبراهيم مصلى المراد به هذا الحجر وقيل بل هي مناسك الحج كلها وقيل عرفة وقيل مزدلفة
وقيل الحرم كله وذرع المقام ذراع وهو مربع سعة أعلاه أربع عشرة إصبعا في مثلها وفي
أسفله مثلها وفي طرفيه طوق من الذهب وما بين الطرفين بارز لا ذهب عليه طوله من
نواحيه كلها تسع أصابع وعرضه عشر أصابع وعرضه من نواحيه إحدى وعشرون إصبعا ووسطه
مربع والقدمان داخلتان في الحجر سبع أصابع وحولهما مجوف وبين القدمين من الحجر
إصبعان ووسطه قد استدق من التمسح به والمقام في حوض مربع حوله رصاص وعلى الحوض
صفائح من رصاص ومن المقام في الحوض إصبعان وعليه صندوق ساج وفي طرفه سلسلتان
تدخلان في أسفل الصندوق ويقفل عليه قفلان وقال عبد الله بن شعيب بن شيبة ذهبنا
نرفع المقام في خلافة المهدي فانثلم وهو حجر رخو فخشينا أن
يتفتت فكتبنا في
ذلك إلى المهدي فبعث إلينا ألف دينار فصببناها في أسفله وفي أعلاه وهو هذا الذهب
الذي عليه اليوم وقال عبد الله بن عمرو بن العاص الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة
طمس الله نورهما ولولا ذلك لأضاء ما بين المشرق والمغرب وقال البشاري المقام بإزاء
وسط البيت الذي فيه الباب وهو أقرب إلى البيت من زمزم يدخل في الطواف في أيام
الموسم ويكب عليه صندوق حديد عظيم راسخ في الأرض طوله أكثر من قامة وله كسوة ويرفع
المقام في كل موسم إلى البيت فإذا رفع جعل عليه صندوق خشب له باب يفتح في أوقات
الصلاة فإذا سلم الإمام استلمه ثم أغلق الباب وفيه أثر قدم إبراهيم عليه السلام
مخالفة وهو أسود وأكبر من الحجر الأسود
مقامي قرية لبني العنبر باليمامة تروى عن الحفصي
مقتد بالفتح يجوز أن يكون اسم الموضع من القتاد وهو شجر كثير الشوك موضع عن
الحازمي
المقترب قرية لبني عقيل باليمامة
مقد بالتحريك اختلف فيه فقال الأزهري حكاية عن الليث المقدي من الخمر منسوبة إلى
قرية بالشام وأنشد في تخفيف الدال مقديا أحله الله للنا س شرابا وما تحل الشمول
وقال عدي بن الرقاع وقد شدد الدال غشيت بعفر أو برجلتها ربعا رمادا وأحجارا بقين
بها سفعا فما رمتها حتى غدا اليوم نصفه وحتى سرت عيناي كلتاهما دمعا أسر هموما لو
تغلغل بعضها إلى حجر صلد تركن به صدعا أميد كأني شارب لعبت به عقار ثوت في سجنها
حججا سبعا مقدية صهباء تثخن شربها إذا ما أرادوا أن يروحوا بها صرعى عصارة كرم من
حديجاء لم تكن منابتها مستحدثات ولا قرعا وقال شمر سمعت أبا عبيدة يروي عن أبي
عمرو المقدي ضرب من الشراب بتخفيف الدال قال والصحيح عندي أن الدال مشددة قال
وسمعت رجاء بن سلمة يقول المقدي بتشديد الدال الطلاء المنصف مشبه بما قد بنصفين
ويصدقه قول عمرو بن معدي كرب وقد تركوا ابن كبشة مسلحبا وهم شغلوه عن شرب المقدي
وقيل مقدية قرية بناحية دمشق من أعمال أذرعات ينسب إليها الأسود بن مروان المقدي
يروي عن سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل الدمشقي أثنى عليه أبو القاسم
الطبراني ووثقه وروى عنه وقال الحازمي مقد قرية بحمص مذكورة بجودة الخمر وقال أبو
القاسم الطيب بن علي التميمي اللغوي المقدي من قرية مقد وقال أبو منصور أنبأنا
السعدي أنبأنا ابن عفان عن ابن نمير عن الأعمش عن منذر الثوري قال رأيت محمد بن
علي يشرب الطلاء المقدي الأصفر كان يرزقه إياه عبد الملك وكان في ضيافته يرزقه
الطلاء وأرطالا من اللحم ورواه ابن دريد بكسر الميم وفتحها وقال المقدية ضرب من
الثياب ولا أدري إلى ما تنسب وقال نفطويه المقد بتشديد الدال قرية بالشام وقال
غيره هي في طرف حوران قرب أذرعات
المقدس في اللغة المنزه قال المفسرون في قوله تعالى ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال الزجاج معنى نقدس لك أي نطهر أنفسنا لك وكذلك نفعل بمن أطاعك نقدسه أي نطهره قال ومن هذا قيل للسطل القدس لأنه يتقدس منه أي يتطهر قال ومن هذا بيت المقدس كذا ضبطه بفتح أوله وسكون ثانيه وتخفيف الدال وكسرها أي البيت المقدس المطهر الذي يتطهر به من الذنوب قال مروان قل للفرزدق والسفاهة كاسمها إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس ودع المدينة إنها محذورة والحق بمكة أو ببيت المقدس وقال قتادة المراد بأرض المقدس أي المبارك وإليه ذهب ابن الأعرابي ومنه قيل للراهب مقدس ومنه قول امرىء القيس فأدركنه يأخذن بالساق والنسا كما شبرق الولدان ثوب المقدس وصبيان النصارى يتبركون به وبمسح مسحه الذي هو لابسه وأخذ خيوطه منه حتى يتمزق عنه ثوبه وفضائل بيت المقدس كثيرة ولا بد من ذكر شيء منها حتى يستحسنه المطلع عليه قال مقاتل بن سليمان قوله تعالى ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين قال هي بيت المقدس وقوله تعالى لبني إسرائيل وواعدناكم جانب الطور الأيمن يعني بيت المقدس وقوله تعالى وجعلنا ابن مريم وأمه آيتين واويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين قال البيت المقدس وقال تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى هو بيت المقدس وقوله تعالى في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه البيت المقدس وفي الخبر من صلى في بيت المقدس فكأنما صلى في السماء ورفع الله عيسى ابن مريم إلى السماء من بيت المقدس وفيه مهبطه إذا هبط وتزف الكعبة بجميع حجاجها إلى البيت المقدس يقال لها مرحبا بالزائر والمزور وتزف جميع مساجد الأرض إلى البيت المقدس أول شيء حسر عنه بعد الطوفان صخرة بيت المقدس وفيه ينفخ في الصور يوم القيامة وعلى صخرته ينادي المنادي يوم القيامة وقد قال الله تعالى لسليمان بن داود عليهما السلام حين فرغ من بناء البيت المقدس سلني أعطك قال يا رب أسألك أن تغفر لي ذنبي قال لك ذلك قال يا رب وأسألك أن تغفر لمن جاء هذا البيت يريد الصلاة فيه وأن تخرجه من ذنوبه كيوم ولد قال لك ذلك قال وأسألك من جاء فقيرا أن تغنيه قال لك ذلك قال وأسألك من جاء سقيما أن تشفيه قال ولك ذلك وعن النبي أنه قال لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام ومسجد البيت المقدس وإن الصلاة في بيت المقدس خير من ألف صلاة في غيره وأقرب بقعة في الأرض من السماء البيت المقدس ويمنع الدجال من دخولها ويهلك يأجوج ومأجوج دونها وأوصى آدم عليه السلام أن يدفن بها وكذلك إسحاق وإبراهيم وحمل يعقوب من أرض مصر حتى دفن بها وأوصى يوسف عليه السلام حين مات بأرض مصر أن يحمل إليها وهاجر إبراهيم من كوثى إليها وإليها المحشر ومنها المنشر وتاب الله على داود بها وصدق إبراهيم الرؤيا بها وكلم عيسى الناس في المهد بها وتقاد الجنة يوم القيامة إليها ومنها يتفرق
الناس إلى الجنة أو إلى النار وروي عن كعب أن جميع الأنبياء عليهم السلام زاروا بيت المقدس تعظيما له وروي عن كعب أنه قال لا تسموا بيت المقدس إيلياء ولكن سموه باسمه فإن إيلياء امرأة بنت المدينة وعن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله فلما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس سأل الله حكما يوافق حكمه وملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه الله ذلك وعن ابن عباس قال البيت المقدس بنته الأنبياء وسكنته الأنبياء ما فيه موضع شبر إلا وقد صلى فيه نبي أو قام فيه ملك وعن أبي ذر قال قلت لرسول الله أي مسجد وضع على وجه الأرض أولا قال المسجد الحرام قلت ثم أي قال البيت المقدس وبينهما أربعون سنة وروي عن أبي بن كعب قال أوحى الله تعالى إلى داود ابن لي بيتا قال يا رب وأين من الأرض قال حيث ترى الملك شاهرا سيفه فرأى داود ملكا على الصخرة واقفا وبيده سيف وعن الفضيل بن عياض قال لما صرفت القبلة نحو الكعبة قالت الصخرة إلهي لم أزل قبلة لعبادك حتى إذا بعثت خير خلقك صرفت قبلتهم عني قال ابشري فإني واضع عليك عرشي وحاشر إليك خلقي وقاض عليك أمري وناشر منك عبادي وقال كعب من زار البيت المقدس شوقا إليه دخل الجنة ومن صلى فيه ركعتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وأعطي قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا ومن تصدق فيه بدرهم كان فداءه من النار ومن صام فيه يوما واحدا كتبت له براءته من النار وقال كعب معقل المؤمنين أيام الدجال البيت المقدس يحاصرهم فيه حتى يأكلوا أوتار قسيهم من الجوع فبينما هم كذلك إذ سمعوا صوتا من الصخرة فيقولون هذا صوته رجل شبعان فينظرون فإذا عيسى ابن مريم عليه السلام فإذا رآه الدجال هرب منه فيتلقاه بباب لد فيقتله وقال أبو مالك القرظي في كتاب اليهود الذي لم يغير إن الله تعالى خلق الأرض فنظر إليها وقال أنا واطىء على بقعتك فشمخت الجبال وتواضعت الصخرة فشكر الله لها وقال هذا مقامي وموضع ميزاني وجنتي وناري ومحشر خلقي وأنا ديان يوم الدين وعن وهب بن منبه قال أمر إسحاق ابنه يعقوب أن لا ينكح امرأة من الكنعانيين وأن ينكح من بنات خاله لابان بن تاهر بن أزر وكان مسكنه فلسطين فتوجه إليها يعقوب وأدركه في بعض الطريق الليل فبات متوسد حجرا فرأى فيما يرى النائم كأن سلما منصوبا إلى باب السماء عند رأسه والملائكة تنزل منه وتعرج فيه وأوحى الله إليه إني أنا الله لا إله إلا أنا إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وقد ورثتك هذه الأرض المقدسة وذريتك من بعدك وباركت فيك وفيهم وجعلت فيكم الكتاب والحكمة والنبوة ثم أنا معك حتى تدرك إلى هذا المكان فاجعله بيتا تعبدني فيه أنت وذريتك فيقال إنه بيت المقدس فبناه داود وابنه سليمان ثم أخربته الجبابرة بعد ذلك فاجتاز به شعيا وقيل عزير عليهما السلام فرآه خرابا فقال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه كما قص عز و جل في كتابه الكريم ثم بناه ملك من ملوك فارس يقال له كوشك وكان قد اتخذ سليمان في بيت المقدس أشياء عجيبة منها القبة التي فيها السلسلة المعلقة ينالها صاحب الحق ولا ينالها المبطل حتى اضمحلت بحيلة غير معروفة وكان من عجائب بنائه أنه بنى بيتا وأحكمه وصقله فإذا دخله الفاجر والورع تبين الفاجر من الورع لأن
الورع كان يظهر خياله في الحائط أبيض والفاجر يظهر خياله أسود وكان أيضا مما اتخذ من الأعاجيب أن ينصب في زاوية من زواياه عصا آبنوس فكان من مسها من أولاد الأنبياء لم تضره ومن مسها من غيرهم أحرقت يده وقد وصفها القدماء بصفات إن استقصيتها أمللت القارىء والذي شاهدته أنا منها أن أرضها وضياعها وقراها كلها جبال شامخة وليس حولها ولا بالقرب منها أرض وطيئة ألبتة وزروعها على الجبال وأطرافها بالفؤوس لأن الدواب لا صنع لها هناك وأما نفس المدينة فهي على فضاء في وسط تلك الجبال وأرضها كلها حجر من الجبال التي هي عليها وفيها أسواق كثيرة وعمارات حسنة وأما الأقصى فهو في طرفها الشرقي نحو القبلة أساسه من عمل داود عليه السلام وهو طويل عريض وطوله أكثر من عرضه وفي نحو القبلة المصلى الذي يخطب فيه للجمعة وهو على غاية الحسن والإحكام مبني على الأعمدة الرخام الملونة والفسيفساء التي ليس في الدنيا أحسن منها لا جامع دمشق ولا غيره وفي وسط صحن هذا الموضع مصطبة عظيمة في ارتفاع نحو خمسة أذرع كبيرة يصعد إليها الناس من عدة مواضع بدرج وفي وسط هذه المصطبة قبة عظيمة على أعمدة رخام مسقفة برصاص منمقة من برا وداخل بالفسيفساء مطبقة بالرخام الملون قائم ومسطح وفي وسط هذا الرخام قبة أخرى وهي قبة الصخرة التي تزار وعلى طرفها أثر قدم النبي وتحتها مغارة ينزل إليها بعدة درج مبلطة بالرخام قائم ونائم يصلى فيها وتزار ولهذا القبة أربعة أبواب وفي شرقيها برأسها قبة أخرى على أعمدة مكشوفة حسنة مليحة يقولون إنها قبة السلسلة وقبة المعراج أيضا على حائط المصطبة وقبة النبي داود عليه السلام كل ذلك على أعمدة مطبق أعلاها بالرصاص وفيها مغاور كثيرة ومواضع يطول عددها مما يزار ويتبرك به ويشرب أهل المدينة من ماء المطر ليس فيها دار إلا وفيها صهريج لكنها مياه ردية أكثرها يجتمع من الدروب وإن كانت دروبهم حجارة ليس فيها ذلك الدنس الكثير وبها ثلاث برك عظام بركة بني إسرائيل وبركة سليمان عليه السلام وبركة عياض عليها حماماتهم وعين سلوان في ظاهر المدينة في وادي جهنم مليحة الماء وكان بنو أيوب قد أحكموا سورها ثم خربوه على ما نحكيه بعد وفي المثل قتل أرضا عالمها وقتلت أرض جاهلها هذا قول أبي عبد الله محمد بن أحمد بن البناء البشاري المقدسي له كتاب في أخبار بلدان الإسلام وقد وصف بيت المقدس فأحسن فالأولى أن نذكر قوله لأنه أعرف ببلده وإن كان قد تغير بعده بعض معالمها قال هي متوسطة الحر والبرد قل ما يقع فيها ثلج قال وسألني القاضي أبو القاسم عن الهواء بها فقلت سجسج لا حر ولا برد فقال هذه صفة الجنة قلت بنيانهم حجر لا ترى أحسن منه ولا أنفس منه ولا أعف من أهلها ولا أطيب من العيش بها ولا أنظف من أسواقها ولا أكبر من مسجدها ولا أكثر من مشاهدها وكنت يوما في مجلس القاضي المختار أبي يحيى بهرام بالبصرة فجرى ذكر مصر إلى أن سئلت أي بلد أجل قلت بلدنا قيل فأيهما أطيب قلت بلدنا قيل فأيهما أفضل قلت بلدنا قيل فأيهما أحسن قلت بلدنا قيل فأيهما أكثر خيرات قلت بلدنا قيل فأيهما أكبر قلت بلدنا فتعجب أهل المجلس من ذلك وقيل أنت رجل محصل وقد ادعيت ما لا يقبل منك وما مثك إلا كصاحب
الناقة من الحجاج قلت أما قولي أجل فلأنها بلدة جمعت الدنيا والآخرة فمن كان من أبناء الدنيا وأراد الآخرة وجد سوقها ومن كان من أبناء الآخرة فدعته نفسه إلى نعمة الدنيا وجدها وأما طيب هوائها فإهن لا سم لبردها ولا أذى لحرها وأما الحسن فلا يرى أحسن من بنيانها ولا أنظف منها ولا أنزه من مسجدها وأما كثرة الخيرات فقد جمع الله فيها فواكه الأغوار والسهل والجبل والأشياء المتضادة كالأترج واللوز والرطب والجوز والتين والموز وأما الفضل فهي عرصة القيامة ومنها النشر وإليها الحشر وإنما فضلت مكة بالكعبة والمدينة بالنبي ويوم القيامة تزفان إليها فتحوي الفضل كله وأما الكبر فالخلائق كلهم يحشرون إليها فأي أرض أوسع منها فاستحسنوا ذلك وأقروا به قال إلا أن لها عيوبا يقال إن في التوراة مكتوبا بيت المقدس طست من ذهب مملوء عقارب ثم لا ترى أقذر من حماماتها ولا أثقل مؤنة وهي مع ذلك قليلة العلماء كثيرة النصارى وفيهم جفاء وعلى الرحبة والفنادق ضرائب ثقال وعلى ما يباع فيها رجالة وعلى الأبواب أعوان فلا يمكن أحدا أن يبيع شيئا مما يرتفق به الناس إلا بها مع قلة يسار وليس للمظلوم أنصار فالمستور مهموم والغني محسود والفقيه مهجور والأديب غير مشهور ولا مجلس نظر ولا تدريس قد غلب عليها النصارى واليهود وخلا المجلس من الناس والمسجد من الجماعات وهي أصغر من مكة وأكبر من المدينة عليها حصن بعضه على جبل وعلى بقيته خندق ولها ثمانية أبواب حديد باب صهيون وباب النية وباب البلاط وباب جب ارميا وباب سلوان وباب أريحا وباب العمود وباب محراب داود عليه السلام والماء بها واسع وقيل ليس ببيت المقدس أكثر من الماء والأذان قل أن يكون بها دار ليس بها صهريج أو صهريجان أو ثلاثة على قدر كبرها وصغرها وبها ثلاث برك عظام بركة بني إسرائيل وبركة سليمان وبركة عياض عليها حماماتهم لها دواع من الأزقة وفي المسجد عشرون جبا مشجرة قل أن تكون حارة ليس بها جب مسيل غير أن مياهها من الأزقة وقد عمد إلى واد فجعل بركتين تجتمع إليهما السيول في الشتاء وقد شق منهما قناه إلى البلد تدخل وقت الربيع فتدخل صهاريج الجامع وغيرها وأما المسجد الأقصى فهو على قرنة البلد الشرقي نحو القبلة أساسه من عمل داود طول الحجر عشرة أذرع وأقل منقوشة موجهة مؤلفة صلبة وقد بنى عليه عبد الملك بحجارة صغار حسان وشرفوه وكان أحسن من جامع دمشق لكن جاءت زلزلة في أيام بني العباس فطرحته إلا ما حول المحراب فلما بلغ الخليفة خبره أراد رده مثلما كان فقيل له تعيا ولا تقدر على ذلك فكتب إلى أمراء الأطراف والقواد يأمرهم أن يبني كل واحد منهم رواقا فبنوه أوثق وأغلظ صناعة مما كان وبقيت تلك القطعة شامة فيه وهي إلى حذاء الأعمدة الرخام وما كان من الأساطين المشيدة فهو محدث وللمغطى ستة وعشرون بابا باب يقابل المحراب يسمى باب النحاس الأعظم مصفح بالصفر المذهب لا يفتح مصراعه إلا رجلا شديد القوة عن يمينه سبعة أبواب كبار في وسطها باب مصفح مذهب وعلى اليسار مثلها وفي نحو المشرق أحد عشر بابا سواذج وخمسة عشر رواقا على أعمدة رخام أحدثها عبد الله بن طاهر وعلى الصحن من الميمنة أروقة على أعمدة رخام وأساطين وعلى المؤخر أروقة أزاج من الحجارة وعلى وسط المغطى جمل عظيم خلف قبة حسنة والسقوف كلها
إلا المؤخر ملبسة بشقاق الرصاص والمؤخر مرصوف بالفسيفساء الكبار والصحن كله مبلط وفي وسط الرواق دكة مربعة مثل مسجد يثرب يصعد إليها من أربع جهاتها بمراق واسعة وفي الدكة أربع قباب قبة السلسلة وقبة المعراج وقبة النبي وهذه الثلاث الصغار ملبسة بالرصاص على أعمدة رخام مكشوفة وفي وسط الدكة قبة الصخرة على بيت مثمن بأربعة أبواب كل باب يقابل مرقاة من مراقي الدكة وهي الباب القبلي وباب إسرافيل وباب الصور وباب النساء وهو الذي يفتح إلى المغرب جميعها مذهبة في وجه كل واحد باب مليح من خشب التنوب وكانت قد أمرت بعملها أم المقتدر بالله وعلى كل باب صفة مرخمة والتنوبية مطبقة على الصفرية من خارج وعلى أبواب الصفات أبواب أيضا سواذج داخل البيت ثلاثة أروقة دائرة على أعمدة معجونة أجل من الرخام وأحسن لا نظير لها قد عقدت عليه أروقة لاطئة داخلة في رواق آخر مستدير على الصخرة على أعمدة معجونة بقناطر مدورة فوق هذه منطقة متعالية في الهواء فيها طاقات كبار والقبة فوق المنطقة طولها غير القاعدة الكبرى مع السفود في الهواء مائة ذراع ترى من البعد فوقها سفود حسن طوله قامة وبسطة والقبة على عظمها ملبسة بالصفر المذهب وأرض البيت مع حيطانه والمنطقة من داخل وخارج على صفة جامع دمشق والقبة ثلاث سافات الأولى مروقة على الألواح والثانية من أعمدة الحديد قد شبكت لئلا تميلها الرياح ثم الثالثة من خشب عليها الصفائح وفي وسطها طريق إلى عند السفود يصعد منها الصناع لتفقدها ورمها فإذا بزغت عليها الشمس أشرقت القبة وتلألأت المنطقة ورؤيت شيئا عجيبا وعلى الجملة لم أر في الإسلام ولا سمعت أن في الشرك مثل هذه القبة ويدخل المسجد من ثلاثة عشر موضعا بعشرين بابا منها باب الحطة وباب النبي عليه الصلاة و السلام وباب محراب مريم وباب الرحمة وباب بركة بني إسرائيل وباب الأسباط وباب الهاشميين وباب الوليد وباب إبراهيم عليه السلام وباب أم خالد وباب داود عليه السلام وفيه من المشاهد محراب مريم وزكرياء ويعقوب والخضر ومقام النبي وجبرائيل وموضع المنهل والنور والكعبة والصراط متفرقة فيه وليس على الميسرة أروقة والمغطى لا يتصل بالحائط الشرقي وإنما ترك هذا البعض لسببين أحدهما قول عمر واتخذوا في غربي هذا المسجد مصلى للمسلمين فتركت هذه القطعة لئلا يخالف والآخر لو مد المغطى إلى الزاوية لم تقع الصخرة حذاء المحراب فكرهوا ذلك والله أعلم وطول المسجد ألف ذراع بالذراع الهاشمي وعرضه سبعمائة ذراع وفي سقوفه من الخشب أربعة آلاف خشبة وسبعمائة عمود رخام وعلى السقوف خمسة وأربعون ألف شقة رصاص وحجم الصخرة ثلاثة وثلاثون ذراعا في سبعة وعشرين وتحت الصخرة مغارة تزار ويصلى فيها تسع مائة وستين نفسا وكانت وظيفته كل شهر مائة دينار وفي كل سنة ثمانمائة ألف ذراع حصرا وخدامه مماليك له أقامهم عبد الملك من خمس الأسارى ولذلك يسمون الأخماس لا يخدمه غيرهم ولهم نوب يحفظونها وقال المنجمون المقدس طوله ست وخمسون درجة وعرضه ثلاث وثلاثون درجة في الإقليم الثالث وأما فتحها في أول الإسلام إلى يومنا هذا فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنفذ عمرو بن العاص إلى فلسطين ثم نزل البيت المقدس فامتنع عليه فقدم أبو عبيدة بن الجراح
بعد أن افتتح قنسرين وذلك في سنة 16 للهجرة فطلب أهل بيت المقدس من أبي عبيدة الأمان والصلح على مثل ما صولح عليه أهل مدن الشام من أداء الجزية والخراج والدخول فيما دخل فيه نظراؤهم على أن يكون المتولي للعقد لهم عمر بن الخطاب فكتب أبو عبيدة بذلك إلى عمر فقدم عمر ونزل الجابية من دمشق ثم صار إلى بيت المقدس فأنفذ صلحهم وكتب لهم به كتابا وكان ذلك في سنة 71 ولم تزل على ذلك بيد المسلمين والنصارى من الروم والإفرنج والأرمن وغيرهم من سائر أصنافهم يقصدونها للزيارة إلى بيعتهم المعروفة بالقمامة وليس لهم في الأرض أجل منها حتى انتهت إلى أن ملكها سكمان بن أرتق وأخوه ايلغازي جد هؤلاء الذين بديار بكر صاحب ماردين وآمد والخطبة فيها تقام لبني العباس فاستضعفهم المصريون وأرسلوا إليهم جيشا لا طاقة لهم به وبلغ سكمان وأخاه خبر ذلك فتركوها من غير قتال وانصرفوا نحو العراق وقيل بل حاصروها ونصبوا عليها المجانيق ثم سلموها بالأمان ورجع هؤلاء إلى نحو المشرق وذلك في سنة 194 واتفق أن الأفرنج في هذه الأيام خرجوا من وراء البحر إلى الساحل فملكوا جميع الساحل أو أكثره وامتدوا حتى نزلوا على البيت المقدس فأقاموا عليها نيفا وأربعين يوما ثم ملكوها من شماليها من ناحية باب الأسباط عنوة في اليوم الثالث والعشرين من شعبان سنة 294 ووضعوا السيف في المسلمين أسبوعا والتجأ الناس إلى الجامع الأقصى فقتلوا فيه ما يزيد على سبعين ألفا من المسلمين وأخذوا من عند الصخرة نيفا وأربعين قنديلا فضة كل واحد وزنه ثلاثة آلاف وستمائة درهم فضة وتنور فضة وزنه أربعون رطلا بالشامي وأموالا لا تحصى وجعلوا الصخرة والمسجد الأقصى مأوى لخنازيرهم ولم يزل في أيديهم حتى استنقذه منهم الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة 385 بعد إحدى وتسعين سنة أقامها في يد الأفرنج وهي الآن في يد بني أيوب والمستولي عليهم الآن منهم الملك المعظم عيسى ابن العادل أبي بكر بن أيوب وكانوا قد أحكموا سوره وعمروه وجودوه فلما خرج الأفرنج في سنة 616 وتملكوا دمياط استظهر الملك المعظم بخراب سوره وقال نحن لا نمنع البلدان بالأسوار إنما نمنعها بالسيوف والأساورة وهذا كاف في خبرها وليس كل ما أجده أكتبه ولو فعلت ذلك لم يتسع لي زماني وفي المسجد أماكن كثيرة وأوصاف عجيبة لا تتصور إلا بالمشاهدة عيانا ومن أعظم محاسنه أنه إذا جلس إنسان فيه في أي موضع منه يرى أن ذلك الموضع هو أحسن المواضع وأشرحها ولذا قيل إن الله نظر إليه بعين الجمال ونظر إلى المسجد الحرام بعين الجلال أهيم بقاع القدس ما هبت الصبا فتلك رباع الأنس في زمن الصبا وما زلت في شوقي إليها مواصلا سلامي على تلك المعاهد والربى والحمد لله الذي وفقني لزيارته وينسب إلى بيت المقدس جماعة من العباد الصالحين والفقهاء منهم نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود أبو الفتح المقدسي الفقيه الشافعي الزاهد أصله من طرابلس وسكن بيت المقدس ودرس بها وكان قد سمع بدمشق من أبي الحسن السمسار وأبي الحسن محمد بن عوف وابن سعدان وابن شكران وأبي القاسم وابن الطبري وسمع بآمد هبة الله بن سليمان وسليم بن أيوب بصور وعليه تفقه وعلى محمد بن البيان الكازروني وروى عنه أبو بكر الخطيب وعمر بن عبد الكريم
الدهستاني وأبو
القاسم النسيب وأبو الفتح نصر الله اللاذقي وأبو محمد بن طاووس وجماعة وكان قدم
دمشق في سنة 17 في نصف صفر ثم خرج إلى صور وأقام بها نحو عشر سنين ثم قدم دمشق سنة
08 فأقام بها يحدث ويدرس إلى أن مات وكان فقيها فاضلا زاهدا عابدا ورعا أقام بدمشق
ولم يقبل لأحد من أهلها صلة وكان يقتات من غلة تحمل إليه من أرض كانت له بنابلس
وكان يخبز له منها كل يوم قرص في جانب الكانون وكان متقللا متزهدا عجيب الأمر في
ذلك وكان يقول درست على الفقيه سليم من سنة 73 إلى سنة 04 ما فاتني فيها درس ولا
إعادة ولا وجعت إلا يوما واحدا وعوفيت وسئل كم في ضمن التعليقة التي صنفها من جزء
فقال نحو ثلثمائة جزء وما كتبت منها حرفا وأنا على غير وضوء أو كما قال وزاره تاج
الدولة تتش بن الب أرسلان يوما فلم يقم إليه وسأله عن أحل الأموال السلطانية فقال
أموال الجزية فخرج من عنده وأرسل إليه بمبلغ من المال وقال له هذا من مال الجزية
ففرقه على الأصحاب ولم يقبله وقال لا حاجة لنا إليه فلما ذهب الرسول لامه الفقيه
أبو الفتح نصر الله بن محمد وقال له قد علمت حاجتنا إليه فلو كنت قبلته وفرقته
فينا فقال لا تجزع من فوته فلسوف يأتيك من الدنيا ما يكفيك فيما بعد فكان كما تفرس
فيه وذكر بعض أهل العلم قال صحبت أبا المعالي الجويني بخراسان ثم قدمت العراق فصحبت
الشيخ أبا إسحاق الشيرازي فكانت طريقته عندي أفضل من طريقة الجويني ثم قدمت الشام
فرأيت الفقيه أبا الفتح فكانت طريقته أحسن من طريقتهما جميعا وتوفي الشيخ أبو
الفتح يوم الثلاثاء التاسع من المحرم سنة 094 بدمشق ودفن بباب الصغير ولم تر جنازة
أوفر خلقا من جنازته رحمة الله عليه ومحمد بن طاهر بن علي بن أحمد أبو الفضل
المقدسي الحافظ ويعرف بابن القيسراني طاف في طلب الحديث وسمع بالشام وبمصر والعراق
وخراسان والجبل وفارس وسمع بمصر من الجبائي وأبي الحسن الخلعي قال وسمعت أبا
القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول أحفظ من رائية محمد بن طاهر ما هو
هذا إلى كم أمني النفس بالقرب واللقا بيوم إلى يوم وشهر إلى شهر وحتام لا أحظى
بوصل أحبتي وأشكو إليهم ما لقيت من الهجر فلو كان قلبي من حديد أذابه فراقكم أو
كان من صالب الصخر ولما رأيت البين يزداد والنوى تمثلت بيتا قيل في سالف الدهر متى
يستريح القلب والقلب متعب ببين على بين وهجر على هجر قال الحافظ سمعت أبا العلاء
الحسن بن أحمد الهمذاني الحافظ ببغداد يذكر أن أبا الفضل ابتلي بهوى امرأة من أهل
الرستاق كانت تسكن قرية على ستة فراسخ فكان يذهب كل ليلة فيرقبها فيراها تغزل في
ضوء السراج ثم يرجع إلى همذان فكان يمشي كل يوم وليلة اثني عشر فرسخا ومات ابن
طاهر ودفن عند القبر الذي على جبلها يقال له قبر رابعة العدوية وليس هو بقبرها
إنما قبرها بالبصرة وأما القبر الذي هناك فهو قبر رابعة زوجة أحمد بن أبي الحواري
الكاتب وقد اشتبه على الناس
المقدسة فهي الأرض المقدسة أي المباركة النزهة قيل هي دمشق وفلسطين وبعض الأردن
وبيت
المقدس منه
مقدشو بالفتح ثم السكون وفتح الدال وشين معجمة مدينة في أول بلاد الزنج في جنوب
اليمن في بر البربر في وسط بلادهم وهؤلاء البربر غير البربر الذين هم بالمغرب
هؤلاء سود يشبهون الزنوج جنس متوسط بين الحبش والزنوج وهي مدينة على ساحل البحر
وأهلها كلهم غرباء ليسوا بسودان ولا ملك لهم إنما يدبر أمورهم المتقدمون على
اصطلاح لهم وإذا قصدهم التاجر لا بد له من أن ينزل على واحد منهم ويستجير به فيقوم
بأمره ومنها يجلب الصندل والآبنوس والعنبر والعاج هذا أكثر أمتعتهم وقد يكون عندهم
غير ذلك مجلوبا إليهم
مقذ بالتحريك وتشديد الذال المعجمة المقذ في اللغة منقطع الشعر من مؤخر القفا وأصل
القذ القطع وهو اسم موضع جاء في الشعر
مقذونية بفتح أوله وثانيه وضم الذال المعجمة وسكون الواو وكسر النون وياء خفيفة
وهو اسم لمصر باليونانية القديمة هكذا ذكره ابن الفقيه وقال ابن البشاري مقذونية
بمصر وقصبتها الفسطاط وهو المصر ومن دونها الغربية والجيزية وعين شمس وقال ابن
خرداذبه وكانت مصر منازل الفراعنة ومن جملتهم ملك كان اسمه مقذونية ثم ذكر ابن
الفقيه في أخبار بلاد الروم فقال ثم عمل مقذونية وحده من المشرق السور الطويل ومن
القبلة بحر الشام ومن المغرب بلاد الصقالبة ومن ظهر القبلة بلاد برجان ومقام
الوالي حصن يقال له باندس فهذه الحدود تدل على أنه مع القسطنطينية في بر واحد
والله أعلم والسور الطويل بناء يقطع من بحر الشام إلى بحر الخزر وطوله أربعة أيام
وعرض هذه الولاية أعني مقذونية مسيرة خمسة أيام طولها ثلاث وستون درجة وعرضها ثمان
وأربعون درجة وعشر دقائق في الإقليم الخامس طالعها الأسد بيت حياتها السنبلة تحت
نقطة السرطان خارجة من المنطقة بأربع عشرة درجة يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها
مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان
مقرى بالضم ثم السكون وراء وألف مقصورة تكتب ياء لأنها رابعة من أقرت الناقة تقري
فهي مقرية والمكان مقرى إذا ثبت ماء الفحل في رحمها قرية على مرحلة من صنعاء وبها
معدن العقيق ينسب إليها فيما أحسب جبلة المقري وشريح بن عبيد المقري روى عن أبي
أمامة روى عنه جرير وأبو شعبة يونس بن عثمان المقري عن راشد بن سعد روى عن يحيى بن
صالح الوحاظي وقال الهمذاني ابن الحائك وهو مقرى بن سبيع بن الحارث بن مالك بن زيد
بن سدد بن حمير بن سبأ قال ومقرى على زنة معطى والكلبي يقول مقرى بن سبيع بن
الحارث بن زيد بن غوث بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس ابن
معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن غوث ابن قطن بن عريب وقد يوجد العقيق في غير
هذه إلا أن أجوده ما كان بها فذكر معالجوه أنهم يجدون منه القطعة فوق عشرين رطلا
فتكسر وتلقى في الشمس في أشد ما يكون من الحر ثم يسخن له تنانير بأبعار الإبل
ويجعل في أشياء تكنه عن ملامسة النارفينز منه ماء في مجرى يصنعونه له ثم يستخرجونه
ولم يبق منه إلا الجوهر وما عداه قد صار رمادا
مقرى بالفتح ثم السكون وراء وألف مقصورة تكتب ياء لمجيئها رابعة قرية بالشام من نواحي
دمشق هكذا وجدناه
مضبوطا بخط أبي الحسن علي بن عبيد الكوفي المتقن الخط والضبط وكذا نقله ابن عدي في
كتابه والمحدثون وأهل دمشق على ضم الميم قال البحتري يمدح خمارويه أما كان في يوم
الثنية منظر ومستمع ينبي عن البطشة الكبرى وعطف أبي الجيش الجواد بكرة مدافعة عن
دير مران أو مقرى قال ابن سميفع في الطبقة الأولى ذو قربات جابر بن أرذ بالتحريك
وآخره ذال معجمة المقري وأم بكر بن أرذ المقرية روت عن زوجها عوسجة بن أبي ثوبان
وهي أم الهجرس بنت عوسجة وأم الهجرس أم صفوان بن عمرو وقال توفيق بن محمد النحوي
سقى الحيا أربعا تحيا النفوس بها ما بين مقرى إلى باب الفراديس قال الحافظ الدمشقي
راشد بن سعدي المقري ويقال الحراني الحمصي حدث عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله
عليه و سلم ومعاوية بن أبي سفيان وأبي أمامة الباهلي ويعلى بن مرة وعمرو بن العاص
وعبد الله بن بشر السلمي المازني وأبي الدرداء والمقدام بن معدي كرب وغيرهم روى
عنه ثور بن يزيد الكلاعي وحريز بن عثمان الرحبي ومعاوية بن صالح الحضرمي وشهد مع
معاوية صفين وذهبت عينه يومئذ قال يحيى بن معين راشد بن سعد ثقة وشريح بن عبيد بن
عريب أبو الصلت وأبو الصواب المقري الحضرمي الحمصي حدث عن معاوية وفضالة ابن عبيد
وأبي ذر الغفاري وأبي زهير ويقال أبي النمير وعقبة بن عامر وعقبة بن عبد السلام
وبشير بن عكرمة وأبي أمامة والحارث بن الحارث والمقدام بن معدي كرب وأبي الدرداء
والعرباض بن سارية وأبي مالك الأشعري وثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم والمقداد
بن الأسود الكندي وعبد الرحمن ابن جبير بن نفير وكثير بن مرة وأبي راشد وأبي رهيم
السماعي وشراحيل بن معشر العبسي ويزيد بن حمير وأبي طيبة الكلاعي وأبي بحرية
وغيرهم سئل محمد بن عوف فقيل له هل سمع شريح بن عبيد من أبي الدرداء فقال لا فقيل
له فهل سمع من أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما أظن ذلك لأنه
لا يقول في شيء سمعت وهو ثقة
مقراة بالكسر ثم السكون وهو في اللغة شبه حوض ضخم يقرأ فيه ماء البئر أي يجيء إليه
وجمعها المقاري والمقاري أيضا الجفان التي تقرى فيها الأضياف والمقراة وتوضح في
قول امرىء القيس فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها لما نسجتها من جنوب وشمأل قريتان من
نواحي اليمامة وقال السكري في شرح هذا البيت الدخول فحومل وتوضح والمقراة مواضع ما
بين إمرة وأسود العين
المقرانة حصن باليمن
مقري بضمتين وتشديد الراء بلد بأرض النوبة افتتحه عبد الله بن سعد بن أبي سرح في
سنة 13
مقر بالفتح ثم السكون وهو في اللغة إنقاع السمك الملح في الماء موضع قرب فرات
بادقلا من ناحية البر من جهة الحيرة كانت بها وقعة للمسلمين وأميرهم خالد بن
الوليد في أيام أبي بكر رضي الله عنه فقال عاصم بن عمرو
ألم ترنا غداة
المقر فئنا بأنهار وساكنها جهارا قتلناهم بها ثم انكفأنا إلى الفرات بما استجارا
لقينا من بني الأحرار فيها فوارس ما يريدون الفرارا
المقر بكسر الميم وفتح القاف وتشديد الراء كذا ضبطه الحازمي علم مرتجل لاسم جبل
كاظمة في ديار بني دارم ولو كان من القرار والاستقرار لكان بفتح الميم وقال
العمراني مقر موضع بكاظمة وقيل أكمة مشرفة على كاظمة وفي شعر الراعي مقر وعليه
وأنضاء أنحن إلى سعيد طروقا ثم عجلن ابتكارا على أكوارهن بنو سبيل قليل نومهم إلا
غرارا حمدن مزاره ولقين منه عطاء لم يكن عدة ضمارا فصبحن المقر وهن خوض على روح
تلقين الحمارا وقال المقر موضع بالبصرة على مسيرة ليلتين وهو وسط كاظمة وعليه قبر
غالب أبي الفرزدق كذا ضبطه بفتح الميم والقاف وهذا مشتق قال العمراني والمقر جبل
كاظمة عن السكري بخط ابن أخي الشافعي قاله في شرح قول جرير تبدل يا فرزدق مثل قومي
بقومك إن قدرت على البدال فإن أصبحت تطلب ذاك فانقل شماما والمقر إلى وعال
مقرون من أقاليم الجزيرة الخضراء بالأندلس
مقرة تأنيث المقر بالفتح وتشديد الراء وهو الموضع الذي يستقر فيه كأنه أنث لأنه
بقعة أو أرض موضع
مقرة بالفتح ثم السكون وتخفيف الراء كأنه إن كان عربيا من الاستنقاع تقول مقرت
السمكة في الماء والملح مقرا إذا أنقعتها فيه ومقرة مدينة بالمغرب في بر البربر
قريبة من قلعة بني حماد بينها وبين طبنة ثمانية فراسخ وكان بها مسلحة للسلطان
ضابطة للطريق ينسب إليها عبد الله بن محمد بن الحسن المقري ذكره السلفي في تعاليقه
مقرية حصن من حصون اليمن بيد عبد علي بن عواض
المقس بالفتح ثم السكون وسين مهملة يقال مقسته في الماء مقسا إذا غططته فيه والمقس
كان في القديم يقعد عندها العامل على المكس فقلب وسمي المقس وهو بين يدي القاهرة
على النيل وكان قبل الإسلام يسمى أم دنين وكان فيه حصن ومدينة قبل بناء الفسطاط
وحاصرها عمرو بن العاص وقاتله أهلها قتالا شديدا حتى افتتحها في سنة 02 للهجرة
وأظنه غير قصر الشمع المذكور في بابه وفي بابليون
المقشعر اشتقاقه معلوم بضم أوله وسكون ثانيه وشين معجمة وعين مكسورة وراء مشددة من
جبال القبلية عن الزمخشري عن الشريف علي
مقص قرن جبل مطل على عرفات ذكر في قرن وأنشد ابن الأعرابي لابن عم خداش بن زهير عن
الأصمعي وكائن قد رأيت من أهل دار دعاهم رائد لهم فساروا
فأصبح عهدهم كمقص
قرن فلا عين تحس ولا إثار فإنك لا يضيرك بعد حول أظبي كان خالك أم حمار فقد لحق
الأسافل بالأعالي وعاج اللؤم واختلف النجار وعاد العبد مثل أبي قبيس وسيق من
المعلهجة العشار قال فإن قرنا جبل صعب أملس ليس فيه أثر ولا مقص يقال قرن مقص
للأثر يريد يقص فيه الأثر
المقطعة قال حمزة هو اسم قرية من قرى قم وقاشان وفارسيها أقجوى ويزعمون أن مزدك
الزنديق اشترى بقية هذه القرية بدراهم مقطعة تزلق من ثقب المنخل وتسمى أقجوى
المقطم بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الطاء المهملة وفتحها وميم وهو الجبل المشرف
على القرافة مقبرة فسطاط مصر والقاهرة وهو جبل يمتد من أسوان وبلاد الحبشة على
شاطىء النيل الشرقي حتى يكون منقطعه طرف القاهرة ويسمى في كل موضع باسم وعليه
مساجد وصوامع للنصارى لكنه لا نبت فيه ولا ماء غير عين صغيرة تنز في دير للنصارى
بالصعيد وقد ذكر قوم أنه جبل الزبرحد والله أعلم والذي يتصور عندي أن هذا اسم
أعجمي فإن كان عربيا فهو من القطم وهو العض بأطراف الأسنان والقطم تناول الحشيش
بأدنى الفم فيجوز أن يكون المقطم الذي قطم حشيشه أي أكل لأنه لا نبات فيه أو يكون
من قولهم فحل قطم وهو شدة اغتلامه فشبه بالفحل الأغلم لأنه اغتلم أي هزل فلم يبق
فيه دسم وكذلك هذا الجبل لا ماء فيه ولا مرعى قال الهنائي المقطم مأخوذ من القطم
وهو القطع كأنه لما كان منقطع الشجر والنبات سمي مقطما قلت وهذا شيء لم أكن وقعت
عليه عندما استخرجته وذكرته قبل ثم وقع لي قول الهنائي فقارب ما ذهبت إليه والله
أعلم والحمد لله على التوفيق وإياه أسأل الهداية في جميع ما أعتمده إلى سواء
الطريق وظهر لي بعد وجه آخر حسن وهو أن هذا الجبل كان عظيما طويلا ممتدا وله في كل
موضع اسم يختص به فلما وصل إلى هذا الموضع قطم أي قطع عن الجبال فليس بعده إلا
الفضاء هذا من طريق اللغة وأما أهل السير فقال القضاعي سمي بالمقطم بن مصر ابن
بيصر وكان عبدا صالحا انفرد بعبادة الله تعالى في هذا الجبل فسمي به وليس بصحيح
لأنه لا يعرف لمصر ابن اسمه المقطم وروى عبد الرحمن بن عبد الحكم عن الليث بن سعد
قال سأل المقوقس عمرو بن العاص أن يبيعه سفح المقطم بسبعين ألف دينار فتعجب عمرو
من ذلك وقال أكتب بذلك إلى أمير المؤمنين فكتب بذلك إلى عمر فكتب إليه أن سله لم
أعطاك به ما أعطاك وهي أرض لا تزرع ولا يستنبط فيها ماء ولا ينتفع بها فقال إنا
نجد صفتها في الكتب وأنها غراس الجنة فكتب إلى عمر بذلك فكتب إليه عمر إنا لا نجد
غراس الجنة إلا للمؤمنين فاقبر فيها من مات قبلك من المؤمنين ولا تبعه بشيء فكان
أول من قبر فيها رجل من المعافر يقال له عامر فقيل عمرت فقال المقوقس لعمرو ما على
هذا عاهدتني فقطع لهم الحد الذي بين المقبرة وبينهم يدفن فيه النصارى وقبر في
مقبرة المقطم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عمرو بن العاص وعبد الله بن
الحارث الزبيدي وعبد الله بن حذافة السهمي وعقبة بن عامر الجهني وقد
روي عن كعب أنه قال
جبل مصر مقدس وليس بمصر غيره وقد ذكره أيمن بن خزيم في قوله يمدح بشر بن مروان
ركبت من المقطم في جمادى إلى بشر بن مروان البريدا ولو أعطاك بشر ألف ألف رأى حقا
عليه أن يزيدا وقال الوزير الكامل أبو القاسم الحسين بن علي المغربي وكان الحاكم
قتل أهله بمصر إذا كنت مشتاقا إلى الطف تائقا إلى كربلا فانظر عراض المقطم ترى من
رجال المغربي عصابة مضرجة الأوساط والصدر بالدم وقال أيضا يرثي أباه وعمه وأخاه
تركت على رغمي كراما أعزة بقلبي وإن كانوا بسفح المقطم أراقوا دماهم ظالمين وقد
دروا وما قتلوا غير العلى والتكرم فكم تركوا محراب آي معطلا وكم تركوا من خيمة لم
تتمم وقال شاعر يرثي إسحاق بن يحيى بن معاذ بن مسلم الجبلي والي مصر من قبل
المتوكل وكان بها في سنة 723 سقى الله ما بين المقطم فالصفا صفا النيل صوب المزن
حين يصوب وما بي أن تسقى البلاد وإنما أحاول أن يسقى هناك حبيب فإن كنت يا إسحاق
غبت فلم تؤب إلينا وسفر الموت ليس يؤوب فلا يبعدنك الله ساكن حفرة بمصر عليها جندل
وجبوب وقد ذكره المتنبي فقال يخاطب كافورا الإخشيدي ولو لم تكن في مصر ما سرت
نحوها بقلب المشوق المستهام المتيم ولا نبحت خيلي كلاب قبائل كأن بها في الليل
حملات ديلم ولا اتبعت آثارها عين قائف فلم تر إلا حافرا فوق منسم وسمنا بها
البيداء حتى تغمرت من النيل واستذرت بظل المقطم
مقلص موضع في شعر أبي دؤاد الإيادي حيث قال أقفر الخب من منازل أسما ء فجنبا مقلص
فظليم وترى بالجواء منها حلولا وبذات القصيم منها رسوم
مقلاص بالكسر ثم السكون وآخره صاد مهملة قرية من قرى جرجان
مقمل بالضم ثم الفتح وكسر الميم وتشديدها ولام مسجد للنبي صلى الله عليه و سلم
بحمى غرز النقيع
مقناص بعد القاف الساكنة نون موضع في بلاد العرب قال أعرابي من طيء متى تريان أبرد
حر قلبي بماء لم تخوضه الإماء من اللائي يصل بها حصاها جرى ماء بهن وزل ماء بأبطح
بين مقناص وإير تنفخ عن شرائعه السماء
مقنا قرب أيلة
صالحهم النبي صلى الله عليه و سلم على ربع عروكهم والعروك حيث يصطاد عليه وعلى أن
يعجل منهم ربع كراعهم وخلفتهم وقال الواقدي صالحهم على عروكهم وربع ثمارهم وكانوا
يهودا
المقنعة بالضم ثم الفتح وتشديد النون يقال قنعه الشيب إذا علاه وقنعه بالسوط إذا
علاه به أيضا وهو ماء لبني عبس وقال الأصمعي الفوارة قرية إلى جنب الظهران وحذاءها
ماء يقال له المقنعة لبني خشرم من بني عبس
مقولة من نواحي صنعاء اليمن
المقياس هو عمود من رخام قائم في وسط بركة على شاطىء النيل بمصر له طريق إلى النيل
يدخل الماء إذا زاد عليه وفي ذلك العمود خطوط معروفة عندهم يعرفون بوصول الماء
إليها مقدار زيادته فأقل ما يكفي أهل مصر لسنتهم أن يزيد أربعة عشر ذراعا فإن زاد
ستة عشر ذراعا زرعوا بحيث يفضل عندهم قوت عام وأكثر ما يزيد ثمانية عشر ذراعا
والذراع أربعة وعشرون إصبعا قال القاضي القضاعي وكان أول من قاس النيل بمصر يوسف
عليه السلام وبنى مقياسه بمنف وهو أول مقياس وضع وقيل إنه كان يقاس بأرض علوة
بالرصاصة قبل ذلك ثم لما صار الأمر إلى دلوكة العجوز التي ذكرتها في حائط العجوز بنت
مقياسا بأنصنا وهو صغير ومقياسا آخر بإخميم وقيل إنهم كانوا يقيسون الماء قبل ذلك
بالرصاصة قال ولم يزل المقياس فيما مضى قبل الفتح بقيسارية الأكسية ومعالمه هناك
باقية إلى أن ابتنى المسلمون بين الحصن والبحر أبنيتهم الباقية إلى الآن ثم ابتنى
عمرو بن العاص عند فتحه مصر مقياسا بأسوان ثم بني في أيام معاوية مقياس بأنصنا ثم
ابتنى عبد العزيز بن مروان مقياسا بحلوان وكانت منزله قال فأما المقياس القديم
الذي بالجزيرة فالذي وضع أساسه أسامة بن زيد التنوخي وهو الذي بنى بيت المال بمصر
في أيام سليمان بن عبد الملك وكان بناؤه المقياس في سنة 79 قال ابن بكير أدركت
المقياس يقيس الماء بمنف ويدخل زيادته كل يوم إلى الفسطاط ثم بنى بها المتوكل
مقاسا في سنة 742 وهو المقياس الكبير المعروف بالجديد وأمر أن يعزل النصارى عن
قياسه فجعل على المقياس أبا الرداد المعلم واسمه عبد الله بن عبد السلام بن عبد
الله بن أبي الرداد وأصله من البصرة ذكره ابن يونس وقال قدم مصر وحدث بها وجعل على
قياس النيل وأجرى عليه سليمان بن وهب صاحب خراج مصر يومئذ سبعة دنانير في كل شهر
فلم يزل المقياس منذ ذلك الوقت في يد أبي الرداد وولده إلى الآن وتوفي أبو الرداد
سنة 266 ثم ركب أحمد بن طولون سنة 952 ومعه أبو أيوب صاحب خراجه وبكار بن قتيبة
قاضيه فنظر إلى المقياس وأمر بإصلاحه وقدر له ألف دينار فعمر وبنى الخازن في
الصناعة مقياسا وأثره باق ولا يعتمد عليه
المقيلة بالفتح ثم الكسر موضع على الفرات قرب الرقة به كان معسكر سيف الدولة بن
حمدان في سنة 553 وعام الفداء الذي جمع فيه الأموال وفدى أسرى المسلمين من الروم
وكان فيهم أبو الفوارس ابن حمدان وغيره من أهله وأبى أن يفديهم ويترك غيرهم من
المسلمين
باب الميم والكاف وما يليهما
مكا بالفتح يقال مكيت يده تمكا مكا شديدا إذا غلظت ومكا جبل لهذيل
مكادة بفتح أوله
وتشديد ثانيه وبعد الألف دال مهملة مدينة بالأندلس من نواحي طليطلة هي الآن
للأفرنج قال ابن بشكوال سعيد بن يمن بن محمد بن عدل بن رضا بن صالح بن عبد الجبار
المرادي من أهل مكادة يكنى أبا عثمان روى عن وهب بن مسرة وعبد الرحمن بن عيسى
وغيرهما وتوفي في ذي القعدة سنة 734 وأخوه محمد بن يمن بن محمد بن عادل رحل إلى
المشرق روى عن الحسن بن رشيق وعمرو بن المؤمل وأبي محمد بن أبي زيد وغيرهم وكان
رجلا صالحا خطيبا بجامع مكادة حدث عنه جماعة ومات بعد سنة 054
المكتب من قرى ذي جبلة باليمن
مكتومة من الكتمان من أسماء زمزم
مكحول من مياه بني عدي بن عبد مناة باليمامة عن ابن أبي حفص
مكران بالضم ثم السكون وراء وآخره نون أعجمية وأكثر ما تجيء في شعر العرب مشددة
الكاف واشتقاقها في العربية أن تكون جمع ماكر مثل فارس وفرسان ويجوز أن تكون مكران
جمع مكر مثل وغد ووغدان وبطن وبطنان قال حمزة قد أضيفت نواح إلى القمر لأن القمر
هو المؤثر في الخصب فكل مدينة ذات خصب أضيفت إليه وذكر عدة مواضع ثم قال وماه
كرمان هو الذي اختصروه فقالوا مكران ومكران اسم لسيف البحر وقد شدد كافه الحكم بن
عمرو التغلبي وكان قد افتتحها في أيام عمر فقال لقد شبع الأرامل غير فخل بفيء
جاءهم من مكران أتاهم بعد مسغبة وجهد وقد صفر الشتاء من الدخان فإني لا يذم الجيش
فعلي ولا سيفي يذم ولا سناني غداة أرفع الأوباش رفعا إلى السند العريضة والمدان
ومهران لنا فيما أردنا مطيع غير مسترخي الهوان وفي كتاب أحمد بن يحيى بن جابر ولى
زياد بن أبي سفيان في أيام معاوية سنان بن سلمة المحبق الهذلي وكان فاضلا متألها
وهو أول من أحلف الجند بطلاق نسائهم أن لا يهربوا فأتى الثغر وفتح مكران عنوة
ومصرها وأقام بها وضبط البلاد وفيه قيل رأيت هذيلا أمعنت في يمينها طلاق نساء ما
تسوق لها مهرا لهان علي حلفة ابن محبق إذا رفعت أعناقها حلقا صفرا وقال ابن الكلبي
كان الذي فتح مكران حكيم بن جبلة العبدي ثم استعمل زياد على الثغر راشد بن عمرو
الجديدي الأزدي فأتى مكران ثم غزا القيقان فظفر ثم غزا السند فقتل وقام بأمر الناس
سنان بن سلمة فولاه زياد ابن أبيه الثغر وقام به سنتين وقال أعشى همدان في مكران
وأنت تسير إلى مكران فقد شحط الورد والمصدر ولم تك من حاجتي مكران ولا الغزو فيها
ولا المتجر وحدثت عنها ولم آتها فما زلت من ذكرها أخبر
بأن الكثير بها
جائع وأن القليل بها معور وهذا نظم قول حكيم بن جبلة العبدي وكان عثمان بن عفان
رضي الله عنه أمر عبد الله بن عامر أن يوجه رجلا إلى ثغر السند يعلم له علمه فوجه
حكيم بن جبلة فلما رجع أوفده إلى عثمان فسأله عن حال البلاد فقال يا أمير المؤمنين
قد عرفتها وخبرتها فقال صفها لي فقال ماؤها وشل وتمرها دقل ولصها بطل إن قل الجيش
فيها ضاعوا وإن كثروا جاعوا فقال عثمان أخابر أم ساجع فقال بل خابر فلم يغزها أحد
في أيامه وأول ما غزيت في أيام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كما ذكرنا قال أهل
السير سميت مكران بمكران بن فارك بن سام بن نوح عليه السلام أخي كرمان لأنه نزلها
واستوطنها لما تبلبلت الألسن في بابل وهي ولاية واسعة تشتمل على مدن وقرى وهي معدن
الفانيذ ومنها ينقل إلى جميع البلدان وأجوده الماسكاني أحد مدنها وهذه الولاية بين
كرمان من غربيها وسجستان شماليها والبحر جنوبيها والهند في شرقيها قال الإصطخري
مكران ناحية واسعة عريضة والغالب عليها المفاوز والضر والقحط والمتغلب عليها في
حدود سنة 043 رجل يعرف بعيسى بن معدان ويسمى بلسانهم مهرا ومقامه بمدينة كيز وهي
مدينة نحو من النصف من ملتان وبها نخل كثير وهي فرضة مكران فأكبر مدينة بمكران
القيربون وبها بيد وقصر فيد ودرك وفهلفهرة كلها صغار وهي جروم ولها رساتيق تسمى الخروج
ومدينتها راسك ورستاق يسمى جربان وبها فانيذ وقصب سكر ونخيل وعامة الفانيذ الذي
يحمل إلى الآفاق منها إلا شيء يسير يحمل من ناحية ماسكان وطول عمل مكران من التيز
إلى قصدار نحو اثنتي عشرة مرحلة وإياها عنى عمرو بن معدي كرب بقوله قوم هم ضربوا
الجبابر إذ بغوا بالمشرفية من بني ساسان حتى استبيح قرى السواد وفارس والسهل
والأجبال من مكران
مكران بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره نون هكذا وجدته في شعر الجميع منقذ بن طريف وهو
موضع في بلاد العرب فقال كأن راعينا يحدو بنا حمرا بين الأبارق من مكران فاللوب
فإن تقري بها عينا وتختفضي فينا وتنتظري كري وتقريبي
مكروثا بفتح أوله وسكون ثانيه وراء مهملة وثاء مثلثة موضع في ديار بني جحاش رهط
الشماخ قال كعب بن زهير صبحنا الحي حي بني جحاش بمكروثاء داهية نآدا
مكز بالزاي مدينة بمكران وبها مقام سلطانها كذا قال الراوي
مكس موضع بأرمينية من ناحية البسفرجان قرب قاليقلا قال البحتري مغلق بابه على جبل
القب ق إلى دارتي خلاط ومكس وفي الفتوح أن حبيب بن مسلمة سار إلى الصينانة فلقيه
صاحب مكس وهي ناحية من نواحي البسفرجان فقاطعه على بلاده
المكسر من أعمال المدينة قال الأحوص أمن عرفات آيات ودور تلوح بذي المكسر كالبدور
مكشحة بضم أوله
وفتح ثانيه وشين معجمة مشددة مفتوحة وحاء مهملة موضع باليمامة قال الحفصي هو نخل
في جزع الوادي قريبا من أشي قال زياد بن منقذ العدوي يا ليت شعري عن جنبي مكشحة
وحيث تبنى من الجناءة الأطم عن الأشاء هل زالت مخارمها وهل تغير من آرامها إرم
مكمن بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الميم الثانية ونون اسم الموضع من كمن يكمن قال
أبو عبد الله السكوني المكمن ماء غربي المغيثة والعقبة على سبعة أميال من اليحموم
واليحموم على سبعة أميال من السندية وهو ماء عذب ودارة مكمن في بلاد قيس قال
الراعي بدارة مكمن ساقت إليها رياح السيف آراما وعينا
مكناسة بكسر أوله وسكون ثانيه ونون وبعد الألف سين مهملة مدينة بالمغرب في بلاد
البربر على البر الأعظم بينها وبين مراكش أربع عشرة مرحلة نحو المشرق وهي مدينتان
صغيرتان على ثنية بيضاء بينهما حصن جواد اختط إحداهما يوسف بن تاشفين ملك المغرب
من الملثمين والأخرى قديمة وأكثر شجرها الزيتون ومنها إلى فاس مرحلة واحدة وقال
أبو الإصبع سعد الخير الأندلسي مكناسة حصن بالأندلس من أعمال ماردة قال وبالمغرب
بلدة أخرى مشهورة يقال لها مكناسة الزيتون حصينة مكينة في طريق المار من فاس إلى
سلا على شاطىء البحر فيه مرسى للمراكب ومنها تجلب الحنطة إلى شرق الأندلس
مكنونة بالفتح ثم السكون ونونان بينهما واو ساكنة كأنه من كننت الشيء وأكننته إذا
سترته وصنته وهو من أسماء زمزم
مكة بيت الله الحرام قال بطليموس طولها من جهة المغرب ثمان وسبعون درجة وعرضها
ثلاث وعشرون درجة وقيل إحدى وعشرون تحت نقطة السرطان طالعها الثريا بيت حياتها
الثور وهي في الإقليم الثاني أما اشتقاقها ففيه أقوال قال أبو بكر بن الأنباري
سميت مكة لأنها تمك الجبارين أي تذهب نخوتهم ويقال إنما سميت مكة لازدحام الناس
بها من قولهم قد امتك الفصيل ضرع أمه إذا مصه مصا شديدا وسميت بكة لازدحام الناس
بها قاله أبو عبيدة وأنشد إذا الشريب أخذته أكه فخله حتى يبك بكه ويقال مكة اسم
المدينة وبكة اسم البيت وقال آخرون مكة هي بكة والميم بدل من الباء كما قالوا ما
هذا بضربة لازب ولازم وقال أبو القاسم هذا الذي ذكره أبو بكر في مكة وفيها أقوال
أخر نذكرها لك قال الشرقي بن القطامي إنما سميت مكة لأن العرب في الجاهلية كانت
تقول لا يتم حجنا حتى نأتي مكان الكعبة فنمك فيه أي نصفر صغير المكاء حول الكعبة
وكانوا يصفرون ويصفقون بأيديهم إذا طافوا بها والمكاء بتشديد الكاف طائر يأوي
الرياض قال أعرابي ورد الحضر فرأى مكاء يصيح فحن إلى بلاده فقال ألا أيها المكاء
ما لك ههنا ألاء ولا شيح فأين تبيض فاصعد إلى أرض المكاكي واجتنب قرى الشام لا
تصبح وأنت مريض
والمكاء بتخفيف الكاف والمد الصفير فكأنهم كانوا يحكون صوت المكاء ولو كان الصفير هو الغرض لم يكن مخففا وقال قوم سميت مكة لأنها بين جبلين مرتفعين عليها وهي في هبطة بمنزلة المكوك والمكوك عربي أو معرب قد تكلمت به العرب وجاء في أشعار الفصحاء قال الأعشى والمكاكي والصحاف من الف ضة والضامرات تحت الرحال قال وأما قولهم إنما سميت مكة لازدحام الناس فيها من قولهم قد امتك الفصيل ما في ضرع أمه إذا مصه مصا شديدا فغلط في التأويل لا يشبه مص الفصيل الناقة بازدحام الناس وإنما هما قولان يقال سميت مكة لازدحام الناس فيها ويقال أيضا سميت مكة لأنها عبدت الناس فيها فيأتونها من جميع الأطراف من قولهم أمتك الفصيل أخلاف الناقة إذ جذب جميع ما فيها جذبا شديدا فلم يبق فيها شيئا وهذا قول أهل اللغة وقال آخرون سميت مكة لأنها لا يفجر بها أحد إلا بكت عنقه فكان يصبح وقد التوت عنقه وقال الشرقي روي أن بكة اسم القرية ومكة مغزى بذي طوى لا يراه أحد ممن مر من أهل الشام والعراق واليمن والبصرة وإنما هي أبيان في أسفل ثنية ذي طوى وقال آخرون بكة موضع البيت وما حول البيت مكة قال وهذه خمسة أقوال في مكة غير ما ذكره ابن الأنباري وقال عبيد الله الفقير إليه ووجدت أنا أنها سميت مكة من مك الثدي أي مصه لقلة مائها لأنهم كانوا يمتكون الماء أي يستخرجونه وقيل إنها تمك الذنوب أي تذهب بها كما يمك الفصيل ضرع أمه فلا يبقي فيه شيئا وقيل سميت مكة لأنها تمك من ظلم أي تنقصه وينشد قول بعضهم يا مكة الفاجر مكي مكا ولا تمكي مذحجا وعكا وروي عن مغيرة بن إبراهيم قال بكة موضع البيت وموضع القرية مكة وقيل إنما سميت بكة لأن الأقدام تبك بعضها بعضا وعن يحيى بن أبي أنيسة قال بكة موضع البيت ومكة هو الحرم كله وقال زيد بن أسلم بكة الكعبة والمسجد ومكة ذو طوى وهو بطن الوادي الذي ذكره الله تعالى في سورة الفتح ولها أسماء غير ذلك وهي مكة وبكة والنساسة وأم رحم وأم القرى ومعاد والحاطمة لأنها تحطم من استخف بها وسمي البيت العتيق لأنه عتق من الجبابرة والرأس لأنها مثل رأس الإنسان والحرم وصلاح والبلد الأمين والعرش والقادس لأنها تقدس من الذنوب أي تطهر والمقدسة والناسة والباسة بالباء الموحدة لأنها تبس أي تحطم الملحدين وقيل تخرجهم وكوثى باسم بقعة كانت منزل بني عبد الدار والمذهب في قول بشر بن أبي خازم وما ضم جياد المصلى ومذهب وسماها الله تعالى أم القرى فقال لتنذر أم القرى ومن حولها وسماها الله تعالى البلد الأمين في قوله تعالى والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين وقال تعالى لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد وقال تعالى وليطوفوا بالبيت العتيق وقال تعالى جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس وقال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام وقال تعالى أيضا على لسان إبراهيم عليه السلام ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي
زرع عند بيتك المحرم الآية ولما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من مكة وقف على الحزورة قال إني لأعلم أنك أحب البلاد إلي وأنك أحب أرض الله إلى الله ولولا أن المشركين أخرجوني منك ما خرجت وقالت عائشة رضي الله عنها لولا الهجرة لسكنت مكة فإني لم أر السماء بمكان أقرب إلى الأرض منها بمكة ولم يطمئن قلبي ببلد قط ما اطمأن بمكة ولم أر القمر بمكان أحسن منه بمكة وقال ابن أم مكتوم وهو آخذ بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يطوف يا حبذا مكة من وادي أرض بها أهلي وعوادي أرض بها ترسخ أوتادي أرض بها أمشي بلا هادي ولما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة هو وأبو بكر وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول كل امرىء مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله وكان بلال إذا انقشعت عنه رفع عقيرته وقال ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بفخ وعندي إذخر وجليل وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل اللهم العن الشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من مكة ووقف رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الفتح على جمرة العقبة وقال والله إنك لخير أرض الله وإنك لأحب أرض الله إلي ولو لم أخرج ما خرجت إنها لم تحل لأحد كان قبلي ولا تحل لأحد كان بعدي وما أحلت لي إلا ساعة من نهار ثم هي حرام لا يعضد شجرها ولا يحتش خلالها ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد فقال رجل يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لبيوتنا وقبورنا فقال صلى الله عليه و سلم إلا الإذخر وقال صلى الله عليه و سلم من صبر على حر مكة ساعة تباعدت عنه جهنم مسيرة مائة عام وتقربت منه الجنة مائتين عام ووجد على حجر فيها كتاب فيه أنا الله رب بكة الحرام وضعتها يوم وضعت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزال أخشابها مبارك لأهلها في الحمإ والماء ومن فضائله أنه من دخله كان آمنا ومن أحدث في غيره من البلدان حدثا ثم لجأ إليه فهو آمن إذا دخله فإذا خرج منه أقيمت عليه الحدود ومن أحدث فيه حدثا أخذ بحدثه وقوله تعالى وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا وقوله لتنذر أم القرى وما حولها دليل على فضلها على سائر البلاد ومن شرفها أنها كانت لقاحا لا تدين لدين الملوك ولم يؤد أهلها إتاوة ولا ملكها ملك قط من سائر البلدان تحج إليها ملوك حمير وكندة وغسان ولخم فيدينون للحمس من قريش ويرون تعظيمهم والاقتداء بآثارهم مفروضا وشرفا عندهم عظيما وكان أهله آمنين يغزون الناس ولا يغزون ويسبون ولا يسبون ولم تسب قرشية قط فتوطأ قهرا ولا يجال عليها السهام وقد ذكر عزهم وفضلهم الشعراء فقال بعضهم أبوا دين الملوك فهم لقاح إذا هيجوا إلى حرب أجابوا وقال الزبرقان بن بدر لرجل من بني عوف كان قد هجا أبا جهل وتناول قريشا
أتدري من هجوت أبا حبيب سليل خضارم سكنوا البطاحا أزاد الركب تذكر أم هشاما وبيت الله والبلد اللقاحا وقال حرب بن أمية ودعا الحضرمي إلى نزول مكة وكان الحضرمي قد حالف بني نفاثة وهم حلفاء حرب بن أمية وأراد الحضرمي أن ينزل خارجا من الحرم وكان يكنى أبا مطر فقال حرب أبا مطر هلم إلى الصلاح فيكفيك الندامى من قريش وتنزل بلدة عزت قديما وتأمن أن يزورك رب جيش فتأمن وسطهم وتعيش فيهم أبا مطر هديت بخير عيش ألا ترى كيف يؤمنه إذا كان بمكة ومما زاد في فضلها وفضل أهلها ومباينتهم العرب أنهم كانوا حلفاء متألفين ومتمسكين بكثير من شريعة إبراهيم عليه السلام ولم يكونوا كالأعراب الأجلاف ولا كمن لا يوقره دين ولا يزينه أدب وكانوا يختنون أولادهم ويحجون البيت ويقيمون المناسك ويكفنون موتاهم ويغتسلون من الجنابة وتبرأوا من الهربذة وتباعدوا في المناكح من البنت وبنت البنت والأخت وبنت الأخت غيره وبعدا من المجوسية ونزل القرآن بتوكيد صنيعهم وحسن اختيارهم وكانوا يتزوجون بالصداق والشهود ويطلقون ثلاثا ولذلك قال عبد الله بن عباس وقد سأله رجل عن طلاق العرب فقال كان الرجل يطلق امرأته تطليقة ثم هو أحق بها فإن طلقها ثنتين فهو أحق بها أيضا فإن طلقها ثلاثا فلا سبيل له إليها ولذلك قال الأعشى أيا جارتي بيني فإنك طالقه كذاك أمور الناس غاد وطارقه وبيني فقد فارقت غير ذميمة وموموقة منا كما أنت وامقه وبيني فإن البين خير من العصا وأن لا تري لي فوق رأسك بارقه ومما زاد في شرفهم أنهم كانوا يتزوجون في أي القبائل شاؤوا ولا شرط عليهم في ذلك ولا يزوجون أحدا حتى يشرطوا عليه بأن يكون متحمسا على دينهم يرون أن ذلك لا يحل لهم ولا يجوز لشرفهم حتى يدين لهم وينتقل إليهم والتحمس التشدد في الدين ورجل أحمس أي شجاع فحمسوا خزاعة ودانت لهم إذ كانت في الحرم وحمسوا كنانة وجديلة قيس وهم فهم وعدوان ابنا عمرو بن قيس بن عيلان وثقيفا لأنهم سكنوا الحرم وعامر بن صعصعة وإن لم يكونوا من ساكني الحرم فإن أمهم قرشية وهي مجد بنت تيم بن مرة وكان من سنة الحمس أن لا يخرجوا أيام الموسم إلى عرفات إنما يقفون بالمزدلفة وكانوا لا يسلأون ولا يأقطون ولا يرتبطون عنزا ولا بقرة ولا يغزلون صوفا ولا وبرا ولا يدخلون بيتا من الشعر والمدر وإنما يكتنون بالقباب الحمر في الأشهر الحرم ثم فرضوا على العرب قاطبة أن يطرحوا أزواد الحل إذا دخلوا الحرم وأن يخلوا ثياب الحل ويستبدلوها بثياب الحرم إما شرى وإما عارية وإما هبة فإن وجدوا ذلك وإلا طافوا بالبيت عرايا وفرضوا على نساء العرب مثل ذلك إلا أن المرأة كانت تطوف في درع مفرج المقاديم والمآخير قالت امرأة وهي تطوف بالبيت اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله
أخثم مثل القعب باد ظله كأن حمى خيبر تمله وكلفوا العرب أن تفيض من مزدلفة وقد كانت تفيض من عرفة أيام كان الملك في جرهم وخزاعة وصدرا من أيام قريش فلولا أنهم أمنع حي من العرب لما أقرتهم العرب على هذا العز والإمارة مع نخوة العرب في إبائها كما أجلى قصي خزاعة وخزاعة جرهما فلم تكن عيشتهم عيشة العرب يهتبدون الهبيد ويأكلون الحشرات وهم الذين هشموا الثريد حتى قال فيهم الشاعر عمرو العلى هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف حتى سمي هاشما وهذا عبد الله بن جدعان التيمي يطعم الرغو والعسل والسمن ولب البر حتى قال فيه أمية بن أبي الصلت له داع بمكة مشمعل وآخر فوق دارته ينادي إلى ردح من الشيزي ملاء لباب البر يلبك بالشهاد وأول من عمل الحريرة سويد بن هرمي ولذلك قال الشاعر لبني مخزوم وعلمتم أكل الحرير وأنتم أعلى عداة الدهر جد صلاب والحريرة أن تنصب القدر بلحم يقطع صغارا على ماء كثير فإذا نضج ذر عليه الدقيق فإن لم يكن لحم فهو عصيدة وقيل غير ذلك وفضائل قريش كثيرة وليس كتابي بصددها ولقد بلغ من تعظيم العرب لمكة أنهم كانوا يحجون البيت ويعتمرون ويطوفون فإذا أرادوا الانصراف أخذ الرجل منهم حجرا من حجارة الحرم فنحته على صورة أصنام البيت فيحفى به في طريقة ويجعله قبلة ويطوفون حوله ويتمسحون به ويصلون له تشبيها له بأصنام البيت وأفضى بهم الأمر بعد طول المدة أنهم كانوا يأخذون الحجر من الحرم فيعبدونه فذلك كان أصل عبادة العرب للحجارة في منازلهم شغفا منهم بأصنام الحرم وقد ذكرت كثيرا من فضائلها في ترجمة الحرم والكعبة فأغنى عن الإعادة وأما رؤساء مكة فقد ذكرناهم في كتابنا المبدأ والمآل وأعيد ذكرهم ههنا لأن هذا الموضع مفتقر إلى ذلك قال أهل الإتقان من أهل السير إن إبراهيم الخليل لما حمل ابنه إسماعيل عليهما السلام إلى مكة كما ذكرنا في باب الكعبة من هذا الكتاب جاءت جرهم وقطوراء وهما قبيلتان من اليمن وهما ابنا عم وهما جرهم بن عامر بن سبأ بن يقطن بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وقطوراء فرأيا بلدا ذا ماء وشجر فنزلا ونكح إسماعيل في جرهم فلما توفي ولي البيت بعده نابت بن إسماعيل وهو أكبر ولده ثم ولي بعده مضاض بن عمرو الجرهمي خال ولد إسماعيل ما شاء الله أن يليه ثم تنافست جرهم وقطوراء في الملك وتداعوا للحرب فخرجت جرهم من قعيقعان وهي أعلى مكة وعليهم مضاض بن عمرو وخرجت قطوراء من أجياد وهي أسفل مكة وعليهم السميدع فالتقوا بفاضح واقتتلوا قتالا شديدا فقتل السميدع وانهزمت قطوراء فسمي الموضع فاضحا لأن قطوراء افتضحت فيه وسميت أجياد أجيادا لما كان معهم من جياد الخيل وسميت قعيقعان لقعقعة السلاح ثم تداعوا إلى الصلح واجتمعوا في الشعب وطبخوا القدور فسمي المطابخ قالوا ونشر الله ولد إسماعيل فكثروا وربلوا ثم انتشروا في البلاد لا يناوئون قوما إلا ظهروا عليهم بدينهم ثم إن جرهما
بغوا بمكة فاستحلوا حراما من الحرمة فظلموا من دخلها وأكلوا مال الكعبة وكانت مكة تسمى النساسة لا تقر ظلما ولا بغيا ولا يبغي فيها أحد على أحد إلا أخرجته فكان بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة بن غسان وخزاعة حلولا حول مكة فآذنوهم بالقتال فاقتتلوا فجعل الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر يقول لاهم إن جرهما عبادك الناس طرف وهم تلادك فغلبتهم خزاعة على مكة ونفتهم عنها ففي ذلك يقول عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر ولم يتربع واسطا فجنوبه إلى السر من وادي الأراكة حاضر بلى نحن كنا أهلها فأبادنا صروف الليالي والجدود العواثر وأبدلنا ربي بها دار غربة بها الجوع باد والعدو المحاصر وكنا ولاة البيت من بعد نابت نطوف بباب البيت والخير ظاهر فأخرجنا منها المليك بقدرة كذلك ما بالناس تجري المقادر فصرنا أحاديثا وكنا بغبطة كذلك عضتنا السنون الغوابر وبدلنا كعب بها دار غربة بها الذئب يعوي والعدو المكاثر فسحت دموع العين تجري لبلدة بها حرم أمن وفيها المشاعر ثم وليت خزاعة البيت ثلاثمائة سنة يتوارثون ذلك كابرا عن كابر حتى كان آخرهم حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو خزاعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء الخزاعي وقريش إذ ذاك هم صريح ولد إسماعيل حلول وصرم وبيوتات متفرقة حوالي الحرم إلى أن أدرك قصي بن كلاب بن مرة وتزوج حبى بنت حليل بن حبشية وولدت بنيه الأربعة وكثر ولده وعظم شرفه ثم هلك حليل بن حبشية وأوصى إلى ابنه المحترش أن يكون خازنا للبيت وأشرك معه غبشان الملكاني وكان إذا غاب أحجب هذا حتى هلك الملكاني فيقال إن قصيا سقى المحترش الخمر وخدعه حتى اشترى البيت مه بدن خمر وأشهد عليه وأخرجه من البيت وتملك حجابته وصار رب الحكم فيه فقصي أول من أصاب الملك من قريش بعد ولد إسماعيل وذلك في أيام المنذر بن النعمان على الحيرة والملك لبهرام جور في الفرس فجعل قصي مكة أرباعا وبنى بها دار الندوة فلا تزوج امرأة إلا في دار الندوة ولا يعقد لواء ولا يعذر غلام ولا تدرع جارية إلا فيها وسميت الندوة لأنهم كانوا ينتدون فيها للخير والشر فكانت قريش تؤدي الرفادة إلى قصي وهو خرج يخرجونه من أموالهم يترافدون فيه فيصنع طعاما وشرابا للحاج أيام الموسم وكانت قبيلة من جرهم اسمها صوفة بقيت بمكة تلي الإجازة بالناس من عرفة مدة وفيهم يقول الشاعر ولا يريمون في التعريف موقعهم حتى يقال أجيزوا آل صوفانا ثم أخذتها منهم خزاعة وأجازوا مدة ثم غلبهم عليها بنو عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان وصارت إلى رجل منهم يقال له أبو سيارة أحد بني سعد بن وابش ابن زيد بن عدوان وله يقول الراجز
خلوا السبيل عن أبي سياره وعن مواليه بني فزاره حتى يجيز سالما حماره مستقبل الكعبة يدعو جاره وكانت صورة الإجازة أن يتقدمهم أبو سيارة على حماره ثم يخطبهم فيقول اللهم أصلح بين نسائنا وعاد بين رعائنا واجعل المال في سمحائنا وأوفوا بعهدكم وأكرموا جاركم واقروا ضيفكم ثم يقول أشرق ثبير كيما نغير ثم ينفذ ويتبعه الناس فلما قوي أمر قصي أتى أبا سيارة وقومه فمنعه من الإجازة وقاتلهم عليها فهزمهم فصار إلى قصي البيت والرفادة والسقاية والندوة واللواء فلما كبر قصي ورق عظمه جعل الأمر في ذلك كله إلى ابنه عبد الدار لأنه أكبر ولده وهلك قصي وبقيت قريش على ذلك زمانا ثم إن عبد مناف رأى في نفسه وولده من النباهة والفضل ما دلهم على أنهم أحق من عبد الدار بالأمر فأجمعوا على أخذ ما بأيديهم وهموا بالقتال فمشى الأكابر بينهم وتداعوا إلى الصلح على أن يكون لعبد مناف السقاية والرفادة وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار وتعاقدوا على ذلك حلفا مؤكدا لا ينقضونه ما بل بحر صوفه فأخرجت بنو عبد مناف ومن تابعهم من قريش وهم بنو الحارث بن فهر وأسد بن عبد العزى وزهرة بن كلاب وتيم بن مرة جفنة مملوءة طيبا وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة توكيدا على أنفسهم فسموا المطيبين وأخرجت بنو عبد الدار ومن تابعهم وهم مخزوم بن يقظة وجمح وسهم وعدي بن كعب جفنة مملوءة دما وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة فسموا الأحلاف ولعقة الدم ولم يل الخلافة منهم غير عمر بن الخطاب رضي الله عنه والباقون من المطيبين فلم يزالوا على ذلك حتى جاء الإسلام وقريش على ذلك حتى فتح النبي صلى الله عليه و سلم مكة في سنة ثمان للهجرة فأقر المفتاح في يد عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار وكان النبي صلى الله عليه و سلم أخذ المفاتيح منه عام الفتح فأنزلت إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها فاستدعاه ورد المفاتيح إليه وأقر السقاية في يد العباس فهي في أيديهم إلى الآن وهذا هو كاف من هذا البحث وأما صفتها يعني مكة فهي مدينة في واد والجبال مشرفة عليها من جميع النواحي محيطة حول الكعبة وبناؤها من حجارة سود وبيض ملس وعلوها آجر كثيرة الأجنحة من خشب الساج وهي طبقات لطيفة مبيضة حارة في الصيف إلا أن ليلها طيب وقد رفع الله عن أهلها مؤونة الاستدفاء وأراحهم من كلف الاصطلاء وكل ما نزل عن المسجد الحرام يسمونه المسفلة وما ارتفع عنه يسمونه المعلاة وعرضها سعة الوادي والمسجد في ثلثي البلد إلى المسفلة والكعبة في وسط المسجد وليس بمكة ماء جار ومياهها من السماء وليست لهم آبار يشربون منها وأطيبها بئر زمزم ولا يمكن الإدمان على شربها وليس بجميع مكة شجر مثمر إلا شجر البادية فإذا جزت الحرم فهناك عيون وآبار وحوائط كثيرة وأودية ذات خضر ومزارع ونخيل وأما الحرم فليس به شجرة مثمر إلا نخيل يسيرة متفرقة وأما المسافات فمن الكوفة إلى مكة سبع وعشرون مرحلة وكذلك من البصرة إليها ونقصان يومين ومن دمشق إلى مكة شهر ومن عدن إلى مكة شهر وله طريقان أحدهما على ساحل البحر وهو أبعد والآخر يأخذ على طريق صنعاء وصعدة ونجران والطائف حتى ينتهي إلى مكة ولها طريق آخر على البوادي وتهامة وهو أقرب من الطريقين المذكورين أولا على أنها على أحياء
العرب في بواديها
ومخالفها لا يسلكها إلا الخواص منهم وأما أهل حضرموت ومهرة فإنهم يقطعون عرض
بلادهم حتى يتصلوا بالجادة التي بين عدن ومكة والمسافة بينهم إلى الأمصار بهذه
الجادة من نحو الشهر إلى الخمسين يوما وأما طريق عمان إلى مكة فهو مثل طريق دمشق
صعب السلوك من البوادي والبراري القفر القليلة السكان وإنما طريقهم في البحر إلى
جدة فإن سلكوا على السواحل من مهرة وحضرموت إلى عدن بعد عليهم وقل ما يسلكونه
وكذلك ما بين عمان والبحرين فطريق شاق يصعب سلوكه لتمانع العرب فيما بينهم فيه
مكيمن تصغير مكمن يقال له مكيمن الجماء في عقيق المدينة وقد رده إلى مكبره سعيد بن
عبد الرحمن بن حسان بن ثابت في قوله عفا مكمن الجماء من أم عامر فسلع عفا منها
فحرة واقم وجاء به عدي بن الرقاع على لفظه فقال أطربت أم رفعت لعينك غدوة بين
المكيمن والزجيج حمول رجلا تراوحها الحداة فحبسها وضح النهار إلى العشي قليل
باب الميم واللام وما يليهما
الملا بالفتح والقصر وهو المتسع من الأرض والبصريون يكتبونه بالألف وغيرهم بالياء
وينشد ألا غنياني وارفعا الصوت بالملا فإن الملا عندي يزيد المدى بعدا وقد ذكر
بعضهم أن الملا موضع بعينه وأنشد قول ذي الرمة وقيل لامرأة تهجو مية ألا حبذا أهل
الملا غير أنه إذا ذكرت مي فلا حبذا هيا على وجه مي مسحة من ملاحة وتحت الثياب
الخزي لو كان باديا وقال ابن السكيت الملا موضع بعينه في قول كثير ورسوم الديار
تعرف منها بالملا بين تغلمين فريم وقال ابن السكيت في فسر قول عدي بن الرقاع نسيتم
مساعينا الصوابح فيكم وما تذكرون الفضل إلا توهما فإن تعدونا الجاهلية إننا لنحدث
في الأقوام بؤسا وأنعما فلا ذاك منا ابن المعدل مرة وعمرو بن هند عام أصعد موسما
يقود إلينا ابني نزار من الملا وأهل العراق ساميا متعظما فلما ظننا أنه نازل بنا
ضربنا ووليناه جمعا عرمرما قال وسمعت الطائي يقول الملا ما بين نقعاء وهي قرية لبني
مالك بن عمرو بن ثمامة بن عمرو بن جندب من ضواحي الرمل متصلة هي والجلد إلى طرف
أجأ وملتقى الرمل والجلد هنالك يقال له الخرانق وضربنا أي جمعنا قال الأصمعي الملا
برث أبيض ليس برمل ولا جلد ليست فيه حجارة ينبت العرفج والبركان والعلقى والقصيص
والقتاد والرمث والصليان والنصي والملا مدافع السبعان والسبعان واد لطيء يجيء بين
الجبلين والأجيفر في أسفل هذا الوادي وأعلاه الملا وأسفله الأجفر وهو لسواءة ونمير
من بني أسد وكانت الأجفر لبني
يربوع فحلت عليها
بنو جذيمة وذلك في أول الإسلام فانتزعتها منهم
ملاح بالكسر جمع ملح من قولهم ماء ملح ولا يقال مالح إلا في لغة ردية موضع قال
الشويعر الكناني واسمه ربيعة بن عثمان فسائل جعفرا وبني أبيها بني البرزي بطخفة
والملاح غداة أتتهم حمر المنايا يسقن الموت بالأجل المتاح وأفلتنا أبو ليلى طفيل
صحيح الجلد من أثر السلاح
ملاص بالصاد المهملة وأوله مكسور قلعة حصينة في سواحل جزيرة صقلية وإياها أراد ابن
قلاقس بقوله كيف الخلاص إلى ملاص وسورها من حيث درت به يدور قريني
ملاظ بالظاء المعجمة موضع في شعر عنترة العبسي حيث قال يا دار عبلة حول بطن ملاظ
فالغيقتين إلى بطون أراظ من حب عبلة إذا رأته بدلها أمسى يلذع قلبه بشواظ
ملاع بوزن قطام ويروى ملاع معرب لا ينصرف فأما الأول فهو اسم الفعل من الملع وهو
سرعة سير الناقة والثاني من الأرض المليع وهي الواسعة لا نبات بها ومن أمثالهم
ذهبت به عقاب ملاع وقال أبو عبيد من أمثالهم في الهلاك طارت به العنقاء وأودت به
عقاب ملاع قال ملاع أرض أضيف إليها العقاب وقيل هو من نعت العقاب وقيل هو اسم موضع
وقيل اسم هضبة وقيل اسم صحراء وقال أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي الملع
السرعة في العدو ومنه اشتق ملاع قال أبو محمد بن الأعرابي الأسود هذا غلط وإنما هي
ملاع مثل حذام وقطام وهي هضبة عقبانها أخبث العقبان وإياها عنى المسيب بن علس حيث
قال أنت الوفي فما تذم وبعضهم يودي بذمته عقاب ملاع وقال أبو زياد ومن مياه بني
نمير الملاعة ولها هضبة لا نعلم بنجد هضبة أطول منها وهي تذكر وتؤنث فيقال ملاع
وملاعة قال والملاع الجبل والملاعة الماءة التي عنده قال وفيها أمثال من أمثال
العرب يقولون أبصر من عقاب ملاع
ملاق بالضم والتخفيف والقاف اسم نهر
ملالة بالفتح ثم التشديد قرية قرب بجاية على ساحل بحر المغرب
ملبران بالضم ثم السكون ثم باء موحدة مفتوحة وراء وآخره نون قرية من قرى بلخ
الملبط بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة وطاء مهملة من لبط فلان بفلان الأرض
إذا صرعه صرعا عنيفا ويوم الملبط من أيام العرب
ملتان بالضم وسكون اللام وتاء مثناة من فوقها وآخره نون وأكثر ما يكتب مولتان
بالواو هي مدينة من نواحي الهند قرب غزنة أهلها مسلمون منذ قديم وقد ذكرنا في
مولتان بأبسط من هذا
ملتذ بالضم ثم السكون وتاء مثناة من فوقها وذال معجمة ذكره الذهيم في كتاب العقيق
وأنشد لعروة بن أذينة فروضة ملتذ فجنبا منيرة فوادي العقيق انساح فيهن وابله
الملتزم بالضم ثم
السكون وتاء فوقها نقطتان مفتوحة ويقال له المدعى والمتعوذ سمي بذلك لالتزامه
الدعاء والتعوذ وهو ما بين الحجر الأسود والباب قال الأزرقي وذرعه أربعة أذرع وفي
الموطإ ما بين الركن والباب الملتزم كذا قال الباجي والمهلبي وهي رواية ابن وضاح
ورواه يحيى ما بين الركن والمقام الملتزم وهو وهم إنما هو الحطيم ما بين الركن
والمقام قال ابن جريج الحطيم ما بين الركن والمقام وزمزم والحجر وقال ابن حبيب ما
بين الركن الأسود إلى باب المقام حيث يتحطم الناس للدعاء وقيل بل كانت الجاهلية
تتحالف هنالك بالأيمان فمن دعا على ظالم أو حلف إثما عجلت عقوبته وقال أبو زيد
فعلى هذا الحطيم الجدار من الكعبة والفضاء الذي بين الباب والمقام وعلى هذا اتفقت
الأقاويل والروايات
ملتوى موضع قال ثعلب في تفسير قول الحطيئة كأن لم تقم أظعان هند بملتوى ولم ترع في
الحي الحلال ثرور
ملجان بفتح أوله وتشديد ثانيه وجيم وآخره نون ناحية بفارس بين أرجان وشيراز ذات
قرى وحصون
ملج بالضم ثم السكون وجيم والملج نوى المقل والملج الجداء الرضع والملج السمر من
الناس وملج ناحية من نواحي الأحساء بين الستار والقاعة عن ابن موسى قال الحفصي ملج
واد لبني مالك بن سعد
ملجكان بالضم ثم السكون وفتح الجيم وآخره نون قرية من قرى مرو
ملحاء بالفتح والحاء مهملة تأنيث الأملح وهو الذي فيه بياض وسواد واد من أعظم
أودية اليمامة ومدفع الملحاء موضع أظنه غيره وقال الحفصي الملحاء من قرى الخرج واد
باليمامة
ملحان بالكسر ثم السكون وحاء مهملة وآخره نون وشيبان وملحان في كلام العرب اسم
لكانون كأنهم يريدون بياض الأرض حتى تصير كالملح والشيب وهو مخلاف باليمن
وملحان أيضا جبل في ديار بني سليم بالحجاز
وملحا صعائد موضع في شعر مزاحم العقيلي حيث قال وسارا من الملحين قصد صعائد وتثليث
سيرا يمتطي فقر البزل فما قصرا في السير حتى تناولا بني أسد في دارهم وبني عجل
يقودون جردا من بنات مخالس وأعوج تفضي بالأجلة والرسل وقال ابن الحائك ملحان بن
عوف بن مالك بن يزيد بن سدد بن حمير وإليه ينسب جبل ملحان المطل على تهامة والمهجم
واسم الجبل ريشان فيما أحسب
ملحتان بالكسر والسكون تثنية ملحة من أودية القبيلة عن جار الله عن علي
ملح بالتحريك وهو داء وعيب في رجل الدابة موضع من ديار بني جعدة باليمامة وقيل
قرية بمسكن وقيل بسواد الكوفة موضع يقال له ملح وإياه عنى أبو الغنائم بن الطيب
المدائني شاعر عصري فيما أحسب حننت وأين من ملح الحنين لقد كذبتك يا ناق الظنون
وشاقك بالغوير وميض برق يلوح كما جلا السيف القيون
فأنت تلفتين له
شمالا ودون هواك من ملح يمين فهلا كان وجدك مثل وجدي وما منا به إلا ضنين وعندي ما
علائقه غرام له في كل جارحة دفين قسقى الدار من ملح ملث تحصحص في أسرته الحصون إلى
أن تكتسي زهرا قشيبا معالمها وتعتم الحزون فكم أهدت لنا خلسات عيش وكم قضيت لنا
فيها ديون وقال السكري ملح ماء لبني العدوية ذكر ذلك في شرح قول جرير يا أيها
الراكب المزجي مطيته بلغ تحيتنا لقيت حملانا تهدي السلام لأهل الغور من ملح هيهات
من ملح بالغور مهدانا أحبب إلي بذاك الجزع منزلة بالطلح طلحا وبالأعطان أعطانا
ملح بكسر أوله بلفظ الملح الذي يصلح به الطعام موضع بخراسان
وقصر الملح على فراسخ يسيرة من خوار الري والعجم يسمونه ده نمك أي قرية الملح
وذات الملح موضع آخر قال زيد الخيل الطائي ولو كانت تكلم أرض قيس لأضحت تشتكي لبني
كلاب ويوم الملح يوم بني سليم جددناهم بأظفار وناب وقد علمت بنو عبس وبدر ومرة أنني
مر عقابي وقال الأخطل بمرتجز داني الرباب كأنه على ذات ملح مقسم لا يريمها
ملحة بالضم وهو في اللغة البركة والشيء المليح
ملحوب بالفتح ثم السكون وحاء مهملة وواو ساكنة وباء وطريق ملحوب أي واضح وسهل وهو
اسم موضع قال الكلبي عن الشرقي سمي ملحوب ومليحيب بابني تريم بن مهيع بن عردم بن
طسم
وملحوب اسم ماء لبني أسد بن خزيمة
ومليحيب علم على تل وقال الحفصي ملحوب ومليحب قريتان لبني عبد الله بن الدئل بن
حنيفة باليمامة وقال عبيد أقفر من أهله ملحوب فالقطبيات فالذنوب وقال لبيد بن
ربيعة وصاحب ملحوب فجعنا بموته وعند الرداع بيت آخر كوثر وصاحب ملحوب هو عوف بن
الأحوص بن جعفر بن كلاب مات بملحوب والرداع موضع مات فيه شريح بن الأحوص بن جعفر
بن كلاب وقال عامر بن عمرو الحصني ثم المكاري بسهلة دار غيرتها الأعاصر تراوحها
والعاديات البواتر قطار وأرواح فأضحت كأنها صحائف يتلوها بملحوب وابر وأقفرت
العبلاء والرس منهم وأوحش منهم يثقب فقراقر
ملزق بالفتح والزاي
والقاف والأكثر على كسر الميم موضع كان فيه يوم من أيامهم قال سلامة بن جندل ونحن
قتلنا من أتانا بملزق وقال الفرزدق ونحن تركنا عامرا يوم ملزق فباتت على قبل
البيوت هجومها ونجى طفيلا من علالة قرزل قوائم يحمي لحمه مستقيمها وقال أوس بن
مغراء السعدي ونحن بملزق يوما أبرنا فوارس عامر لما لقونا
ملشون من قرى بسكرة من ناحية إفريقية القصوى ينسب إليها أبو عبد الملك الملشوني
وابنه إسحاق عالمان يحمل عنهما العلم سمع أبا عبد الله بن ميمون ومقاتل وغيرهما ذكرهما
أبو العرب في تاريخ إفريقية قال حدثني أحمد بن يزيد عن إسحاق عن أبيه عن مقاتل وعن
غيره وحديثه يدل على ضعفه
ملطاط بالكسر ثم السكون وتكرير الطاء المهملة قال الليث الملطاط حرف من الجبل في
أعلاه والملطاط طريق على ساحل البحر وقال ابن دريد ملطاط الرأس جملته وقال ابن
النجار في كتاب الكوفة وكان يقال لظهر الكوفة اللسان وما ولي الفرات منه الملطاط
وأنشد لعدي بن زيد هيج الداء في فؤادك حور ناعمات بجانب الملطاط آنسات الحديث في
غير فحش رافعات جوانب الفسطاط ثانيات قطائف الخز والدي باج فوق الخدور والأنماط
موقرات من اللحوم وفيها لطف في البنان والأوساط شد ما ساءنا حداة تولوا حين حثوا
نعالها بالسياط فرق الله بينهم من حداة واستفادوا حمى مكان النشاط مثل ما هيجوا
فؤادي فأمسى هائما بعد نعمة واغتباط وقال عاصم بن عمرو في أيام خالد بن الوليد لما
فتح السواد وملك الحيرة جلبنا الخيل والإبل المهارى إلى الأعراض أعراض السواد ولم
تر مثلنا كرما ومجدا ولم تر مثلنا شنخاب هاد شحنا جانب الملطاط منا بجميع لا يزول
عن البعاد لزمنا جانب الملطاط حتى رأينا الزرع يقمع بالحصاد لنأتي معشرا ألبوا
علينا إلى الأنبار أنبار العباد
ملطمة بالكسر ماءه لبني عبس ولا أبعد أن تكون التي لطم عندها داحس في السباق
ملطية بفتح أوله وثانيه وسكون الطاء وتخفيف الياء والعامة تقوله بتشديد الياء وكسر
الطاء هي من بناء الإسكندر وجامعها من بناء الصحابة بلدة من بلاد الروم مشهورة
مذكورة تتاخم الشام وهي للمسلمين قال خليفة بن خياط في سنة 140 وجه
أبو جعفر المنصور
عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس لبناء ملطية
فأقام عليها سنة حتى بناها وأسكنها الناس وغزا الصائفة ذكرها المتنبي فقال ملطية
أم للبنين ثكول وقال أبو فراس وألهبن لهبي عرقة وملطية وعاد إلى موزار منهن زائر
قال بطليموس مدينة ملطية طولها إحدى وتسعون درجة وخمس دقائق وعرضها تسع وثلاثون
درجة وست دقائق في الإقليم الخامس طالعها سعد الذابح بيت حياتها ثماني عشرة درجة
من الدلو تحت طالعها سبع عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها
مثلها من الحمل وقال صاحب الزيج طولها إحدى وستون درجة وعرضها تسع وثلاثون درجة
وقال أبو غالب همام بن الفضل بن مهذب المعري في تاريخه سنة 223 فيها فتحت ملطية
الوقعة الأولى فتحها الدمستق وهدم سورها وقصورها وقيل فيها أشعار كثيرة منها قول
بعضهم فلأبكين على ملطية كلما أبصرت سيفا أو سمعت صهيلا هدم الدمستق سورها وقصورها
فسمعت فيها للنساء عويلا والعلج يسحبها وتلطم كفه متوردا يقق البياض جميلا قالوا
الصليب بها بأمر ثابت قد أظهروا الصلبان والإنجيلا وينسب إلى ملطية من الرواة محمد
بن علي بن أحمد بن أبي فروة أبو الحسين الملطي المقرىء روى عن محمد بن شمرل وابن
مخلد الفارسي وأبي بكر وهب بن عبد الله الحاج وعبيد الله بن عبد الرحمن بن الحسين
الصابوني وأبي عبد الله الحسين بن علي بن العباس الشطبي والمظفر بن محمد بن بشران
الرقي وإبراهيم بن حفص العسكري وأبي النهي ميمون بن أحمد المغربي روى عنه تمام بن
محمد وأبو الحسن علي بن الحسن الربعي وعلي بن محمد الحنائي وأبو نصر بن الجبان
وإبراهيم بن الخضر الصائغ توفي سنة 404 وسليمان بن أحمد ابن يحيى بن سليمان بن أبي
صلابة أبو أيوب الملطي الحافظ حدث عن أحمد بن القاسم بن علي بن مصعب النخعي الكوفي
والحسن بن علي بن شبيب المعمري وأبي قضاعة ربيعة بن محمد الطائي روى عنه السيد أبو
الحسن محمد بن علي بن الحسين العلوي الهمذاني وأبو الفضل نصر بن محمد بن أحمد
الطوسي وأبو بكر محمد بن إبراهيم المقري قدم دمشق وحدث بها وروى عنه أبو الحسين
محمد بن عبد الله الرازي وابنه تمام
ملفون بالفتح ثم السكون والفاء وآخره نون مدينة بالمغرب عن العمراني
ملقاباذ بالضم ثم السكون والقاف وآخره ذال معجمة محلة بأصبهان وقيل بنيسابور ينسب
إليها أبو علي الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد البحتري الملقاباذي النيسابوري من
بين العدالة والتزكية سمع أبا الحسن أحمد بن محمد بن إسماعيل الشجاعي وأبا سعد
محمد بن المظهر بن يحيى العدل البحتري وغيرهما ذكره أبو سعد في التحبير وكانت
ولادته في سنة 074 ومات في شوال سنة 155 وعبد الله بن مسعود بن محمد بن منصور
الملقاباذي أبو سعيد النسوي العثماني حفيد عميد خراسان كان قد انقطع إلى العبادة
سمع أبا بكر أحمد
بن على الشيرازي وأبا المظفر موسى بن عمران الأنصاري سمع منه أبو سعد وأبو القاسم
وكانت ولادته سنة 462 بنيسابور وتوفي في سنة 045 أو 145
ملقس بالفتح وتشديد ثانيه وفتحه وقاف وآخره سين مهملة قرية على غربي النيل من
ناحية الصعيد
ملقونية بفتح أوله وثانيه وقاف وواو ساكنة ونون مكسورة وياء تحتها نقطتان خفيفة
بلد من بلاد الروم قريب من قونية تفسيره مقطع الرحى لأن من جبلها يقطع رحى تلك
البلاد
ملكان بلفظ تثنية الملك واحد الملائكة جبل بالطائف وقيل ملكان بكسر اللام واد
لهذيل على ليلة من مكة وأسفله لكنانة وحكى الأسود عن أبي الندى أن ملكان جبل في
بلاد طيء وكان يقال له ملكان الروم لأن الروم كانت تسكنه في الجاهلية وأنشد لبعضهم
أبى ملكان الروم أن يشكروا لنا ويوم بنعف القفر لم يتصرم وقال عامر بن جوين الطائي
أأظعان هند تلكم المتحمله لتحزنني أم خلتي المتدلله فما بيضة بات الظليم يحفها
ويفرشها زفا من الريش مخمله ويجعلها بين الجناح وزفه إلى جو جوجان بميثاء حومله
بأحسن منها يوم قالت ألا ترى تبدل خليلا إنني متبدله ألم تركم بالجزع من ملكاننا
وما بالصعيد من هجان مؤبله فلم أر مثلينا جباية واحد ونهنهت نفسي بعدما كدت أفعله
الجباية الغنيمة
ملك بالكسر ثم السكون والكاف واد بمكة ولد فيه ملكان بن عدي بن عبد مناة بن أد
فسمي باسم الوادي وقيل هو واد باليمامة بين قرقرى ومهب الجنوب أكثر أهله بنو جشم
من ولد الحارث بن لؤي بن غالب حلفاء بني زهران ومن ورائه وادي نساح
ملكوم اسم المفعول قال السهيلي ملكوم مقلوب والأصل ممكول من مكلت البئر إذا
استخرجت ماءها والمكلة ماء الركية وقد قالوا بئر عميقة ومعيقة فلا يبعد أن يكون
هذا اللفظ كذلك يقال فيه ممكول وملكوم في اللغة من لكمه إذا لكزه في صدره اسم ماء
بمكة قال بعضهم سقى الله أمواها عرفت مكانها جرابا وملكوما وبذر والغمرا
ملل بالتحريك ولامين بلفظ الملل من الملال وهو اسم موضع في طريق مكة بين الحرمين
قال ابن السكيت في قول كثير سقيا لعزة خلة سقيا لها إذ نحن بالهضبات من أملال قال
أراد ملل وهو منزل على طريق المدينة إلى مكة على ثمانية وعشرين ميلا من المدينة
وملل واد ينحدر من ورقان جبل مزينة حتى يصب في الفرش فرش سويقة وهو متبدأ ملك بني
الحسن بن علي بن أبي طالب وبني جعفر بن أبي طالب ثم ينحدر من الفرش حتى يصب في إضم
وإضم واد يسيل حتى يفرغ في البحر فأعلى إضم القناة التي تمر دوين المدينة قال ابن
الكلبي لما صدر تبع عن المدينة
يريد مكة بعد قتال
أهلها نزل ملل وقد أعيا ومل فسماها ملل وقيل لكثير لم سمي ملل مللا فقال مل المقام
وقيل فالروحاء قال لانفراجها وروحها قيل فالسقيا قال لأنهم سقوا بها عذبا قيل
فالأبواء قال تبوأوا بها المنزل قيل فالجحفة قال جحفهم بها السيل قيل فالعرج قال
يعرج بها الطريق قيل فقديد ففكر ساعة ثم قال ذهب به سيلة قدا وقيل أما سمي ملل لأن
الماشي إليه من المدينة لا يبلغه إلا بعد جهد وملل قال أبو حنيفة الدينوري الملل
مكان مستو ينبت العرفط والسيال والسمر يكون نحوا من ميل أو فرسخ وإذا أنبت العرفط
وحده فهو وهط كما يقال وإذا أنبت الطلح وحده فهو غول وجمعه غيلان وإذا أنبت النصي
والصليان وكان نحوا من ميلين قيل لمعة وبين ملل والمدينة ليلتان وفي أخبار نصيب
كانت بملل امرأة ينزل بها الناس فنزل بها أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة فقال نصيب
ألا حي قبل البين أم حبيب وإن لم تكن منا غدا بقريب لئن لم يكن حبيك حبا صدقته فما
أحد عندي إذا بحبيب تهام أصابت قلبه مللية غريب الهوى يا ويح كل غريب وقرأت في
كتاب النوادر الممتعة لابن جني أخبرني أبو الفتوح علي بن الحسين الكاتب يعني
الأصبهاني عن أبي دلف هاشم بن محمد الخزاعي رفعه إلى رجل من أهل العراق أنه نزل
مللا فسأله عنه فخبر باسمه فقال قبح الله الذي يقول على ملل يا لهف نفسي على ملل
أي شيء كان يتشوق من هذه وإنما هي حرة سوداء قال فقالت له صبية تلفظ النوى بأبي
أنت وأمي إنه كان والله له بها شجن ليس لك
ملمار بالفتح وميمين وآخره راء من إقليم أكشونية بالأندلس
ملنجة بالكسر ثم الفتح ونون ساكنة وجيم محلة بأصبهان ينسب إليها أحمد بن محمد بن
الحسن ابن البرد الملنجي أبو عبد الله المقرىء الأصبهاني حدث عن أبي بكر عبد الله
بن محمد القيار وأبي الشيخ الحافظ سمع منه جماعة منهم أبو بكر الخطيب وتوفي سنة
734 ومحمد بن محمد بن أبي القاسم المؤذن أبو عبد الله الملنجي سمع أبا الفضائل بن
أبي الرجاء الضبابي وأبا القاسم إسماعيل بن علي الحمامي وأبا طاهر المعروف بهاجر
وغيرهم وقدم بغداد حاجا وحدث بها في سنة 885 فسمع منه محمد بن المبارك وغيره بدمشق
وعاد إلى بلده ومات في سنة 621
الملوحة بالفتح ثم تشديد اللام وضمها وحاء مهملة قرية كبيرة من قرى حلب
ملود بالفتح ثم الضم وسكون الواو من قرى أوزجند من نواحي تركستان بما وراء النهر
ملوندة بضم أوله وثانيه وسكون الواو والنون ودال مهملة حصن من حصون سرقسطة
بالأندلس
ملوية اسم عقبة قرب نهاوند سميت بذلك لأن المسلمين وجدوا طريقها يدور بصخرة فسموها
بذلك
ملهم بالفتح ثم السكون وفتح الهاء قالوا الملهم في اللغة الكثير الأكل قال أبو
منصور ملهم وقران قريتان من قرى اليمامة معروفتان وقال السكوني هما لبني نمير على
ليلة من مرة وقال غيره ملهم قرية باليمامة لبني يشكر وأخلاط
من بني بكر وهي
موصوفة بكثرة النخل ويوم ملهم من أيامهم قال جرير كأن حمول الحي زلن بيانع من
الوارد البطحاء من نخل ملهما وقال أيضا أتبعتهم مقلة إنسانها غرق هل يا ترى تارك
للعين إنسانا كأن أحداجهم تحدى مقفية نخل بملهم أو نخل بقرانا يا أم عثمان ما تلقى
رواحلنا لو قست مصبحنا من حيث ممسانا وقال داود بن متمم بن نويرة في يوم كان لهم
على ملهم ويوم أبي حر بملهم لم يكن ليقطع حتى يدرك الذحل ثائره لدى جدول النيرين
حتى تفجرت عليه نحور القوم واحمر حائره
الملة العليا والملة السفلى قريتان من قرى ذمار باليمن
مليانة بالكسر ثم السكون وياء تحتها نقطتان خفيفة وبعد الألف نون مدينة في آخر
إفريقية بينها وبين تنس أربعة أيام وهي مدينة رومية قديمة فيها آبار وأنهار تطحن
عليها الرحى جددها زيري بن مناد وأسكنها بلكين
مليبار إقليم كبير عظيم يشتمل على مدن كثيرة منها فاكنور ومنجرور ودهسل يجلب منها
الفلفل إلى جميع الدنيا وهي في وسط بلاد الهند يتصل عمله بأعمال مولتان ووجدت في
تاريخ دمشق عبد الله بن عبد الرحمن المليباري المعروف بالسندي حدث بعذنون مدينة من
أعمال صيداء على ساحل دمشق عن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد الخشاب الشيرازي روى عنه
أبو عبد الله الصوري
مليج بالفتح ثم الكسر وياء تحتها نقطتان ساكنة وجيم قرية بريف مصر قرب المحلة منها
أبو القاسم عمران بن موسى بن حميد يعرف بابن الطيب المليجي روى عن يحيى بن عبد
الله بن بكير وعمرو بن خالد ومهدي بن جعفر روى عنه أبو سعيد بن يونس وأبو بكر
النقاش المقري البغدادي وذكر ابن يونس أنه مات بمصر في سنة 572 ومنها أيضا عبد
السلام بن وهيب المليجي كان من قضاة مصر وكان عارفا باختلاف الفقهاء متكلما
مليح بالفتح ثم الكسر بلفظ ضد القبيح ماء باليمامة لبني التيم عن أبي حفصة
ومليح أيضا قرية من قرى هراة منها أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم
الملمحي الهروي حدث عن أبي منصور محمد بن محمد بن سمعان النيسابوري والخفاف
والمخلدي وأبي عمرو أحمد بن أبي الفراتي وأبي زكرياء يحيى بن إسماعيل الحيري
وغيرهم أخبرني عنه الإمام الحسين بن مسعود البغوي الفراء
مليح تصغير الملح واد بالطائف مر به النبي صلى الله عليه و سلم عند انصرافه من
حنين إلى الطائف ذكره أبو ذؤيب في قوله كأن ارتجاز الخثعميات وسطهم نوائح يشفعن
البكا بالأرامل غداة المليح يوم نحن كأننا غواشي مضر تحت ريح ووابل
مليحة تصغير ملحة اسم جبل في غربي سلمى أحد جبلي طيء وبه آبار كثيرة وملح وقيل
مليحة موضع في بلاد
تميم قال مرة بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان يا صاحبي ترحلا وتقربا فلقد أنى
لمسافر أن يطربا طال الثواء فقربا لي بازلا وجناء تقطع بالرداف السبسبا أكلت شعير
السيلحين وعضة فتحلبت لي بالنجاء تحلبا فكأنها بلوى مليحة خاضب شقاء نقنقة تباري
غيهبا وكان بمليحة يوم بين بني يربوع وبسطام بن قيس الشيباني فقال عميرة بن طارق
اليربوعي حلفت فلم تأثم يميني لأثأرن عديا ونعمان بن فيل وأيهما وغلمتنا الساعين
يوم مليحة وحومل في الرمضاء يوما مجرما
مليحيب علم على تل ذكر في ملحوب خبره
مليص موضع في ديار بكر بلفظ التصغير ذكره ابن حبيب عن ابن الأعرابي وأنشد حضرن روض
مليص واتبعن به أنف الربيع حمى من كل مغتشم
مليع بالفتح ثم الكسر هو الفضاء الواسع قال العمراني اسم طريق
المليل موضع في قول الجميح بن الطماح الأسدي يخاطب عامر بن الطفيل أعامر إنا لو
نشاء لغرتم كما غار من شمس النهار نجومها إلى أيما الحيين تركوا فإنكم ثقال الرحى
من تحتها لا يريمها وإن بأطراف المليل لنسوة ذلولا بأرداف ثقال رسيمها تركوا أي
تعزوا وتنسبوا ورسيمها رهزها
مليلة بالفتح ثم الكسر وياء تحتها نقطتان ولام أخرى مدينة بالمغرب قريبة من سبتة
على ساحل البحر
باب الميم والميم وما يليهما
الممالح في ديار كلب فيها روضة ذكر شاهدها في الرياض
ممدوداباذ قرية كبيرة قرب الزاب الأعلى بين إربل والموصل وهي من أعمال إربل
الممدور مفعول من المدر وهو حجارة من الطين موضع في ديار غطفان قال ابن ميادة
الرماح ألا حييا رسما بذي العش دارسا وربعا بذي الممدور مستعجما قفرا فأعجب دار
دارها غير أنني إذا ما أتيت الدار ترجعني صفرا عشية أثني بالرداء على الحشا كأن
الحشا من دونها أسعرت جمرا فبهرا لقومي إذ يبيعون مهجتي بجارية بهرا لهم بعدها
بهرا يدعو عليهم أن ينزل بهم ما يبهرهم كما يقال جدا وعقرا
ممروخ كأنه مفعول من المرخ الشجر الذي يضرب المثل بناره موضع ببلاد مزينة يضاف
إليه ذو قال معن بن أوس المزني وردت طريق الجفر ثم أضلها هواه وقالوا بطن ذي البئر
أيسر
وأصبح سعد حيث أمست
كأنه برابغة الممروخ زق مقير فما نومت حتى ارتمى بثقالها من الليل قصوى لابة
والمكسر
ممسى بالفتح ثم السكون والسين مهملة مقصور قرية بالمغرب
ممطير مدينة بطبرستان قال محمد بن أحمد الهمذاني مدينة طبرستان آمل وهي أكبر مدنها
ثم ممطير وبينهما ستة فراسخ من السهل وبها مسجد ومنبر وبين ممطير وآمل رساتيق وقرى
وعمارات كثيرة
الممنع بفتح النون وتشديدها موضع في شعر الحطيئة
الممهمى بكسر الميم الأولى وسكون الثانية وفتح الهاء والمهي ترقيق الشفرة والمها
بقر الوحش والمهي إرخاء الحبل ونحوه فيصح أن يكون مفعلا من هذا كله وهو ماء لبني
عبس قال الأصمعي من مياه بني عميلة بن طريف بن سعد الممهى وهي في جوف جبل يقال له
سواج وهو الذي يقول فيه الراجز يا ليتها قد جاوزت سواجا وانفرج الوادي بها انفراجا
وسواج من أخيلة الحمى
باب الميم والنون وما يليهما
منى بالكسر والتنوين في درج الوادي الذي ينزله الحاج ويرمي فيه الجمار من الحرم
سمي بذلك لما يمنى به من الدماء أي يراق قال الله تعالى من مني يمنى وقيل لأن آدم
عليه السلام تمنى فيها الجنة قيل منى من مهبط العقبة إلى محسر وموقف المزدلفة من
محسر إلى أنصاب الحرم وموقف عرفة في الحل لا في الحرم وهو مذكر مصروف وقد امتنى
القوم إذا أتوا منى عن يونس وقال ابن الأعرابي أمنى القوم ومنى الله الشيء قدره
وبه سمي منى وقال ابن شميل سمي منى لأن الكبش مني به أي ذبح وقال ابن عيينة أخذ من
المنايا وهي بليدة على فرسخ من مكة طولها ميلان تعمر أيام الموسم وتخلو بقية السنة
إلا ممن يحفظها وقل أن يكون في الإسلام بلد مذكور إلا ولأهله بمنى مضرب وعلى رأس
منى من نحو مكة عقبة ترمى عليها الجمرة يوم النحر ومنى شعبان بينهما أزقة والمسجد
في الشارع الأيمن ومسجد الكبش بقرب العقبة وبها مصانع وآبار وخانات وحوانيت وهي
بين جبلين مطلين عليها وكان أبو الحسن الكرخي يحتج بجواز الجمعة بها لأنها ومكة
كمصر واحد فلما حج أبو بكر الجصاص ورأى بعد ما بينهما استضعف هذه العلة وقال هذه
مصر من أمصار المسلمين تعمر وقتا وتخلو وقتا وخلوها لا يخرجها عن حد الأمصار وعلى
هذه العلة يعتمد القاضي أبو الحسن القزويني قال البشاري وسألني يوما كم يسكنها وسط
السنة من الناس قلت عشرون إلى ثلاثين رجلا قلما تجد فيه مضربا إلا وفيه امرأة
تحفظه فقال صدق أبو بكر وأصاب فيما علل قال فلما لقيت الفقيه أبا حامد البغوي
بنيسابور حكيت له ذلك فقال العلة ما نص به الشيخ أبو الحسن ألا ترى إلى قول الله
عز و جل ثم محلها إلى البيت العتيق وقال تعالى هديا بالغ الكعبة وإنما يقع النحر
بمنى وقد ذكر منى الشعراء فقال بعضهم ولما قضينا من منى كل حاجة ومسح بالأركان من
هو ماسح
أخذنا بأطراف
الأحاديث بيننا وسالت بأعناق المطي الأباطح وقال العرجي نلبث حولا كله كاملا لا
نلتقي إلا على منهج الحج إن حجت وماذا منى وأهله إن هي لم تحجج وقال الأصمعي وهو
يذكر الجبال التي حول حمى ضرية فقال ومنى جبل وأنشد أتبعتم مقلة إنسانها غرق كالفص
في رقرق بالدمع مغمور حتى تواروا بشعف والجمال بهم عن هضب غول وعن جنبي منى زور
منابض موضع بنواحي الحيرة قال المسيب بن علس وقيل المتلمس ألك السدير وبارق ومنابض
ولك الخورنق والقصر من سنداد ذي الشرفات والنخل المنبق والثعلبية كلها والبدر من
عان ومطلق
مناذر بالفتح والذال معجمة مكسورة وإن كان عربيا فهو جمع منذر وهو من أنذرته
بالأمر أي أعلمته به وقد روي بالضم فيكون من المفاعلة كأن كل واحد ينذر الآخر
والأصح أنه أعجمي قال الأزهري مناذر بالفتح اسم قرية واسم رجل وهو محمد بن مناذر
الشاعر وذكر الغوري في اسم الرجل الفتح والضم وفي اسم البلد الفتح لا غير وهما
بلدتان بنواحي خوزستان مناذر الكبرى ومناذر الصغرى أول من كوره وحفر نهره أردشير
بن بهمن الأكبر بن اسفنديار بن كشتاسب ومما يؤكد الفتح ما ذكره المبرد أن محمد بن
مناذر الشاعر كان إذا قيل ابن مناذر بفتح الميم يغضب ويقول أمناذر الكبرى أم مناذر
الصغرى وهي كورتان من كور الأهواز إنما هو مناذر على وزن مفاعل من ناذر يناذر فهو
مناذر مثل ضارب فهو مضارب والمناذر ذكر في الفتوح وأخبار الخوارج قال أهل السير
ووجه عتبة بن غزوان حين مصر البصرة في سنة 81 سلمى بن القين وحرملة بن مريطة كانا
من المهاجرين مع النبي صلى الله عليه و سلم وهما من بلعدوية من بني حنظلة ونزلا
على حدود ميسان ودستميسان حتى فتحا مناذر وتيري في قصة طويلة وقال الحصين بن نيار
الحنظلي ألا هل أتاها أن أهل مناذر شفوا غللا لو كان للناس زاجر أصابوا لنا فوق
الدلوث بفيلق له زجل ترتد منه البصائر قتلناهم ما بين نخل مخطط وشاطي دجيل حيث
تخفى السرائر وكانت لهم فيما هناك مقامة إلى صيحة سوت عليها الحوافر
منارة الإسكندريه بالفتح وأصله من الإنارة وهي الإشعال حتى يضيء ومنه سميت منارة
السراج والمنار الحد بين الأرضين وقد استوفيت خبرها في الإسكندرية
منارة الحوافر وهي منارة عالية في رستاق همذان في ناحية يقال لها ونجر في قرية
يقال لها أسفجين قرأت خبرها في كتاب أحمد بن محمد بن إسحاق الهمذاني قال كان
سبب بنائها أن سابور بن أردشير الملك قال له منجموه إن ملكك هذا سيزول عنك وإنك ستشقى أعواما كثيرة حتى تبلغ إلى حد الفقر والمسكنة ثم يعود إليك الملك قال وما علامة عوده قالوا إذا أكلت خبزا من الذهب على مائدة من الحديد فذلك علامة رجوع ملكك فاختر أن يكون ذلك في زمان شبيبتك أو في كبرك قال فاختار أن يكون في شبيبته وحد له في ذلك حدا فلما بلغ الحد اعتزل ملكه وخرج ترفعه أرض وتخفضه أخرى إلى أن صار إلى هذه القرية فتنكر وآجر نفسه من عظيم القرية وكان معه جراب فيه تاجه وثياب ملكه فأودعه عند الرجل الذي آجر نفسه عنده فكان يحرث له نهاره ويسقي زرعه ليلا فإذا فرغ من السقي طرد الوحش عن الزرع حتى يصبح فبقي على ذلك سنة فرأى الرجل منه حذقا ونشاطا وأمانة في كل ما يأمره به فرغب فيه واسترجح عقل زوجته واستشارها أن يزوجه إحدى بناته وكان له ثلاث بنات فرغبت لرغبته فزوجه ابنته فلما حولها إليه كان سابور يعتزلها ولا يقربها فلما أتى على ذلك شهر شكت إلى أبيها فاختلعها منه وبقي سابور يعمل عنده فلما كان بعد حول آخر سأله أن يتزوج ابنته الوسطى ووصف له جمالها وكمالها وعقلها فتزوجها فلما حولها إليه كان سابور أيضا معتزلا لها ولا يقربها فلما تم لها شهر سألها أبوها عن حالها مع زوجها فاختلعها منه فلما كان حول آخر وهو الثالث سأله أن يزوجه ابنته الصغرى ووصف له جمالها ومعرفتها وكمالها وعقلها وأنها خير أخواتها فتزوجها فلما حولها إليه كان سابور أيضا معتزلا لها ولا يقربها فلما تم لها شهر سألها أبوها عن حالها مع زوجها فأخبرته أنها معه في أرغد عيش وأسره فلما سمع سابور بوصفها لأبيها من غير معاملة له معها وحسن صبرها عليه وحسن خدمتها له رق لها قلبه وحن عليها ودنا منها ونام معها فعلقت منه وولدت له ابنا فلما أتى على سابور أربع سنين أحب رجوع ملكه إليه فاتفق أنه كان في القرية عرس اجتمع فيه رجالهم ونساؤهم وكانت امرأة سابور تحمل إليه طعامه في كل يوم ففي ذلك اليوم اشتغلت عنه إلى بعد العصر لم تصلح له طعاما ولا حملت إليه شيئا فلما كان بعد العصر ذكرته فبادرت إلى منزلها وطلبت شيئا تحمله إليه فلم تجد إلا رغيفا واحدا من جاورس فحملته إليه فوجدته يسقي الزرع وبينها وبينه ساقية ماء فلما وصلت إليه لم تقدر على عبور الساقية فمد إليها سابور المر الذي كان يعمل به فجعلت الرغيف عليه فلما وضعه بين يديه كسره فوجده شديد الصفرة ورآه على الحديد فذكر قول المنجمين وكانوا قد حدوا له الوقت فتأمله فإذا هو قد انقضى فقال لامرأته اعلمي أيتها المرأة أنني سابور وقص عليها قصته ثم اغتسل في النهر وأخرج شعره من الرباط الذي كان قد رقطه عليه وقال لامرأته قد تم أمري وزال شقائي وصار إلى المنزل الذي كان يسكن فيه وأمرها بأن تخرج له الجراب الذي كان فيه تاجه وثياب ملكه فأخرجته فلبس التاج والثياب فلما رآه أبو الجارية خر ساجدا بين يديه وخاطبه بالملك قال وكان سابور قد عهد إلى وزرائه وعرفهم بما قد امتحن به من الشقاوة وذهاب الملك وأن مدة ذلك كذا وكذا سنة وبين لهم الموضع الذي يوافونه إليه عند انقضاء مدة شقائه وأعلمهم الساعة التي يقصدونه فيها فأخذ مقرعة كانت معه ودفعها إلى أبي الجارية وقال له علق هذه على باب القرية واصعد السور وانظر ماذا ترى ففعل ذلك وصبر ساعة ونزل وقال أيها الملك أرى خيلا كثيرة يتبع بعضها بعضا فلم يكن بأسرع مما وافت الخيل إرسالا فكان الفارس إذا رأى مقرعة سابور نزل عن فرسه وسجد حتى اجتمع خلق من
أصحابه ووزرائه
فجلس لهم ودخلوا عليه وحيوه بتحية الملوك فلما كان بعد أيام جلس يحدث وزراءه فقال
له بعضهم سعدت أيها الملك أخبرنا ما الذي أفدته في طول هذه المدة فقال ما استفدت
إلا بقرة واحدة ثم أمرهم بإحضارها وقال من أراد إكرامي فليكرمها فأقبل الوزراء
والأساورة يلقون عليها ما عليهم من الثياب والحلى والدراهم والدنانير حتى اجتمع ما
لا يحصى كثرة فقال لأبي المرأة خذ جميع هذا المال لابنتك
وقال له وزير آخر أيها الملك المظفر فما أشد شيء مر عليك وأصعبه قال طرد الوحش
بالليل عن الزرع فإنها كانت تعييني وتسهرني وتبلغ مني فمن أراد سروري فليصطد لي
منها ما قدر لأبني من حوافرها بنية يبقى ذكرها على ممر الدهر فتفرق القوم في صيدها
فصادوا منها ما لايبلغه العدد فكان يأمر بقطع حوافرها أولا فأولا حتى اجتمع من ذلك
تل عظيم فأحضر البنائين وأمرهم أن يبنوا من ذلك منارة عظيمة يكون ارتفاعها خمسين
ذراعا في استدارة ثلاثين ذراعا وأن يجعلوها مصمتة بالكلس والحجارة ثم تركب الحوافر
حولها منظمة من أسفلها إلى أعلاها مسمرة بالمسامير الحديد ففعل ذلك فصارت كأنها
منارة من حوافر فلما فرغ صانعها من بنائها مر بها سابور يتأملها فاستحسنها فقال
للذي بناها وهو على رأسها لم ينزل بعد هل كنت تستطيع أن تبني أحسن منها قال نعم
قال فهل بنيت لأحد مثلها فقال لا قال والله لأتركنك بحيث لا يمكنك بناء خير منها
لأحد بعدي وأمر أن لا يمكن من النزول فقال أيها الملك قد كنت أرجو منك الحباء
والكرامة وإذ فاتني ذلك فلي قبل الملك حاجة ما عليك فيها مشقة قال وما هي قال تأمر
أن أعطى خشبا لأصنع لنفسي مكانا آوي إليه لا تمزقني النسور إذا مت قال أعطوه ما
يسأل فأعطي خشبا وكان معه آلة النجارة فعمل لنفسه أجنحة من خشب جعلها مثل الريش
وضم بعضها إلى بعض وكانت العمارة في قفر ليس بالقرب منه عمارة وإنما بنيت القرية
بقربها بعد ذلك فلما جاء الليل واشتد الهواء ربط تلك الأجنحة على نفسه وبسطها حتى
دخل فيها الريح وألقى نفسه في الهواء فحملته الريح حتى ألقته إلى الأرض صحيحا ولم
يخدش منه خدش ونجا بنفسه قال والمنارة قائمة في هذه المدة إلى أيامنا هذه مشهورة
المكان ولشعراء همذان فيها أشعار متداولة قال عبيد الله الفقير إليه أما غيبة
سابور من الملك فمشهورة عند الفرس مذكورة في أخبارهم وقد أشرنا في سابور خواست
ونيسابور إلى ذلك والله أعلم بصحة ذلك من سقمه
منارة القرون هذه منارة بطريق مكة قرب واقصة كان السلطان جلال الدولة ملك شاه بن
ألب أرسلان خرج بنفسه يشيع الحاج في بعض سني ملكه فلما رجع عمل حلقة للصيد فاصطاد
شيئا كثيرا من الوحش فأخذ قرون جميع ذلك وحوافره فبنى بها منارة هناك كأنه اقتدى
بسابور في ذلك وكانت وفاة جلال الدولة هذا في سنة 584 والمنارة باقية إلى الآن
مشهورة هناك
المنارة واحدة المنائر إقليم المنارة بالأندلس قرب شذونة وعن السلفي أبو محمد عبد
الله بن إبراهيم بن سلامة الأنصاري المناري ومنارة من ثغور سرقسطة بالأندلس كان
يحضر عندي لسماع الحديث سنة 035 بعد رجوعه من الحجاز وذكر لي أنه سمع بالأندلس على
أبي الفتح محمد المناري وغيره وذكر أنه قرأ على أبي الوليد يونس بن أبي علي الآبري
وعلي
ابن محمد المناري
صاحب أبي عبد الله المغامي وسمع الموطأ وغيره بالمغرب
مناز جرد بعد الألف زاي ثم جيم مكسورة وراء ساكنة ودال وأهله يقولون مناز كرد
بالكاف بلد مشهور بين خلاط وبلاد الروم يعد في أرمينية وأهله أرمن وروم وإليه ينسب
الوزير أبو نصر المنازي هكذا كان ينسب إلى شطر اسم بلده وكان فاضلا أديبا جيد
الشعر وكان وزيرا لبعض آل مروان ملوك ديار بكر ومات في سنة 734 وهو القائل يصف
واديا ولم أسمع في معناه أحسن منه معنى وجزالة وقانا لفحة الرمضاء واد سقاه مضاعف
الغيث العميم نزلنا دوحه فحنا علينا حنو المرضعات على الفطيم يرد الشمس أنى
واجهتنا فيحجبها ويأذن للنسيم وأرشفنا على طمإ زلالا ألذ من المدامة للنديم تروع
حصاه حالية العذارى فتلمس جانب العقد النظيم ومن مشهور شعره أيضا إني ليعجبني
الزنامى سحرة ويروقني بالجاشرية زير وأكاد من فرط السرور إذا بدا ضوء الصباح من
السرور أطير وإذا رأيت الجو في فضية للغيم في أذيالها تكسير منقوشة صدر البزاة
كأنها فيروزج من فوقه بلور هذا وكم لي بالكنيسة سكرة أنا من بقايا شربها مخمور
باكرتها وغصونها مقرورة والماء بين فروجها مدغور في فتية أنا والنديم ومسمع والكاس
ثم الدف والطنبور
المنازل بالفتح جمع منزل قرن المنازل جبيل قرب مكة يحرم منه حاج نجد
المناشك بالفتح والشين معجمة مكسورة وكاف محلة بنيسابور
المناصب قالوا موضع في تفسير قول الأعلم الهذلي لما رأيت القوم بال علياء دون مدى
المناصب
المناصع بالفتح والصاد مهملة والعين مهملة قال أبو منصور قال أبو سعيد المناصع
المواضع التي تتخلى فيها النساء لبول ولحاجة والواحد منصع قال وقرأت في حديث أهل
الإفك وكان متبرز النساء بالمدينة قبل أن سويت الكنف المناصع وأرى أن المناصع موضع
بعينه خارج المدينة كان النساء يتبرزن إليه بالليل على مذاهب العرب في الجاهلية
قال ثعلب سألت ابن الأعرابي عن المناصع من أي شي أخذت فلم يعرفه قال أبو محمد
المناصع موضع بالمدينة قال وسمعت أبي قال سألت نوح بن ثعلب عن المناصع أي شيء هي
فضحك وقال تلك والله المجالس
المناصف جمع منصف وهو الخادم ويجوز أن يكون جمع منصف من الإنصاف ومنصف من
النصف أو من المنصف
وهذا من النهار والطريق وكل شيء وسطه وهو واد أو أودية صغار
المناظر جمع منظرة وهو الموضع الذي ينظر منه وقد يغلب هذا على المواضع العالية
التي يشرف منها على الطريق وغيره وقال أبو منصور المنظرة في رأس جبل فيه رقيب ينظر
العدو ويحرسه منه وهو موضع في البرية الشامية قرب عرض وقرب هيت أيضا وقال عدي بن
الرقاع وكأن مضطجع امرىء أغفى به لقرار عين بعد طول كراها حتى إذا انقشعت ضبابة
نومه عنه وكانت حاجة فقضاها ثم اتلأب إلى زمام مناخة كبداء شد بنسعتيه حشاها وغدت
تنازعه الحديد كأنها ببدانة أكل السباع طلاها حتى إذا يبست وإسحق ضرعها ورأت بقية
شلوه فشجاها قلقت وعارضها حصان خائض صهل الصهيل وأدبرت فتلاها بتعاوران من الغبار
ملاءة بيضاء محدثة هما نسجاها تطوى إذا علوا مكانا جاسيا وإذا السنابك أسهلت
نشراها حتى اصطلى وهج المقيظ وخانه أبقى مشاربه وشاب عثاها وثوى القيام على الصوى
وتذاكرا ماء المناظر قلبها وأضاها
مناع بوزن نزال وحكمه من المنع اسم هضبة في جبل طيء ويقال المناعان وهما جبلان
المناعة بالفتح وهو مصدر منع الشيء مناعة اسم جبل في شعر ساعدة بن جؤية الهذلي أرى
الدهر لا يبقى على حدثانه أبود بأطراف المناعة جلعد الأبود الآبد وهو المتوحش
والجلعد الشديد
مناف قال أبو المنذر كان من أصنام العرب صنم يقال له مناف وبه كانت قريش تسمي عبد
مناف ولا أدري أين كان ولا من كان نصبه ولم تكن الحيض من النساء يدنون من أصنامهم
ولا يتمسحن بها وإنما كانت تقف الواحدة ناحية منها وفي ذلك يقول بلعاء بن قيس بن
عبد الله بن يعمر ويعمر هو الشداخ الليثي تركت ابن الحريز على ذمام وصحبته تلوذ به
العوافي ولم يصرف صدور الخيل إلا صوائح من أيائيم ضعاف وقرن قد تركت الطير منه
كمعترك العوارك من مناف
المناقب جمع منقب وهو موضع النقب وهو اسم جبل معترض قالوا وسمي بذلك لأن فيه ثنايا
وطرقا إلى اليمن وإلى اليمامة وإلى أعالي نجد وإلى الطائف ففيه ثلاثة مناقب وهي
عقاب يقال لإحداها الزلالة وللأخرى قبرين وللأخرى البيضاء وقال أبو جؤية عابد بن
جؤية النصري ألا أيها الركب المخبون هل لكم بأهل العقيق والمناقب من علم
فقالوا أعن أهل
العقيق سألتنا ألي الخيل والأنعام والمجلس الفخم فقلت بلى إن الفؤاد يهيجه تذكر
أوطان الأحبة والخدم ففاضت لما قالوا من العين عبرة ومن مثل ما قالوا جرى دمع ذي
الحلم فظلت كأني شارب بمدامة عقار تمشى في المفاصل واللحم وقال عوف بن عبد الله
النصري الجذمي من بني جذيمة بن مالك بن قعين وخذل قومي حضرمي بن عامر وأمر الذي
أسدى إليه الرغائبا نهارا وإدلاج الظلام كأنه أبو مدلج حتى يحلوا المناقبا وقال
أبو جندب الهذلي أخو أبي خراش أقول لأم زنباع أقيمي صدور العيس شطر بني تميم وغربت
الدعاء وأين مني أناس بين مر وذي يدوم وحي بالمناقب قد حموها لدى قران حتى بطن ضيم
مناة لم أقف على أحد يقول في اشتقاقه وأنا أقول فيه ما يسنح لي فإن وافق الصواب
فهو بتوفيق الله وإلا فالمجتهد مصيب فلعله يكون من المنا وهو القدر وكأنهم أجروه
مجرى ما يعقل قال ومناه أي قدره ولا تقولن لشيء سوف أفعله حتى تبين ما يمني لك
الماني أي ما يقدر عليك فكما نسبوا الفعل إلى القدر نسبوه إليه وكأنهم أجروه مجرى
ما يعقل ويجوز أن يكون من المنا وهو الموت كأنه لما نسب الموت إليه سمي به ويجوز
أن يكون من مناه الله بحبها أي ابتلاه كأنه أراد أنه المبتلي ويجوز أن يكون من
منوت الرجل ومنيته إذا اختبرته أي أنه الخبير وألفه يجوز أن تكون منقلبة عن ياء
كقولهم مناه يمنيه في قدره يقدره وأن تكون منقلبة عن واو كقولهم في تثنيته منوان
وهذا اسم صنم في جهة البحر مما يلي قديدا بالمشلل على سبعة أميال من المدينة وكانت
الأزد وغسان يهللون له ويحجون إليه وكان أول من نصبه عمرو بن لحي الخزاعي وقال ابن
الكلبي كانت مناة صخرة لهذيل بقديد وكأن التأنيث إنما جاء من كونه صخرة وإليه أضيف
زيد مناة وعبد مناة وقال أبو المنذر هشام بن محمد كان عمرو بن لحي واسم لحي ربيعة
بن حارثة بن عمرو بن عامر الأزدي وهو أبو خزاعة وهو الذي قاتل جرهم حتى أخرجهم عن
حرم مكة واستولى على مكة وأجلى جرهم عنها وتولى حجابة البيت بعدهم ثم إنه مرض مرضا
شديدا فقيل له إن بالبلقاء من أرض الشام حمة إن أتيتها برأت فأتاها فاستحم بها
فبرأ ووجد أهلها يعبدون الأصنام فقال ما هذه فقالوا نستسقي بها المطر ونستنصر بها
على العدو فسألهم أن يعطوه منها ففعلوا فقدم بها مكة ونصبها حول الكعبة فلما صنع
عمرو بن لحي ذلك دانت العرب للأصنام وعبدوها واتخذوها فكان أقدمها كلها مناة وقد
كانت العرب تسمي عبد مناة وكان منصوبا على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد بين
المدينة ومكة وما قارب ذلك من المواضع يعظمونه ويذبحون له ويهدون له وكان أولاد
معد على بقية من دين إسماعيل وكانت ربيعة ومضر على بقية من دينه
ولم يكن أحد أشد
إعظاما له من الأوس والخزرج قال أبو المنذر وحدث رجل من قريش عن أبي عبيدة عبد
الله بن أبي عبيدة بن عمار بن ياسر وكان أعلم الناس بالأوس والخزرج قال كانت الأوس
والخزرج ومن يأخذ مأخذهم من عرب أهل يثرب وغيرها فكانوا يحجون ويقفون مع الناس
المواقف كلها ولا يحلقون رؤوسهم فإذا نفروا وأتوا مناة وحلقوا رؤوسهم عنده وأقاموا
عنده لا يرون لحجهم تماما إلا بذلك فلإعظام الأوس والخزرج يقول عبد العزى بن وديعة
المزني أو غيره من العرب إني حلفت يمين صدق برة بمناة عند محل آل الخزرج وكانت
العرب جميعا في الجاهلية يسمون الأوس والخزرج جميعا الخزرج فلذلك يقول بمناة عند
محل آل الخزرج ومناة هذه التي ذكرها الله تعالى في قوله عز و جل ومناة الثالثة
الأخرى وكانت لهذيل وخزاعة وكانت قريش وجميع العرب تعظمها فلم تزل على ذلك حتى خرج
رسول الله من المدينة في سنة ثمان للهجرة وهو عام الفتح فلما سار من المدينة أربع
ليال أو خمس ليال بعث علي بن أبي طالب إليها فهدمها وأخذ ما كان لها وأقبل به إلى
رسول الله وكان من جملة ما أخذه سيفان كان الحارث بن أبي شمر الغساني أهداهما لها
أحدهما يسمى مخذما والآخر رسوبا وهما سيفا الحارث اللذان ذكرهما علقمة بن عبدة في
شعره فقال مظاهر سربالي حديد عليهما عقيلا سيوف مخذم ورسوب فوهبهما النبي لعلي رضي
الله عنه فأحدهما يقال له ذو الفقار سيف الإمام علي ويقال إن عليا وجد هذين
السيفين في الفلس وهو صنم طيء حيث بعثه رسول الله فهدمه وقد جرى ذكر ذلك في الفلس
على وجهه وقال ابن حبيب كانت الأنصار وأزد شنوءة وغيرهم من الأزد يعبدون مناة وكان
بسيف البحر سدنته الغطاريف من الأزد قال الحازمي ومناة أيضا موضع بالحجاز قريب من
ودان
منبجس من نواحي اليمامة قرية لبني العنبر
منبج بالفتح ثم السكون وباء موحدة مكسورة وجيم وهو بلد قديم وما أظنه إلا روميا
إلا أن اشتقاقه في العربية يجوز أن يكون من أشياء يقال نبج الرجل ينبج إذا قعد في
النبجة وهي الأكمة والموضع منبج ويجوز أن يكون قياسا صحيحا ويقال نبج الكلب ينبج
بالجيم مثل نبح ينبح معنى ووزنا والموضع منبج ويجوز أن يكون من النبيج وهو طعام
كانت العرب تتخذه في المجاعة يخاض الوبر في اللبن فيجدح ويؤكل ويجوز أن يكون من
النبج وهو الضراط فأما الأول وهو الأكمة فلا يجوز أن يسمى به لأنه على بسيط من
الأرض لا أكمة فيه فلم يبق إلا الوجوه الثلاثة فليختر مختار منها ما أراد فقال ثكل
وغدر أنت بينهما فاختر فما فيهما حظ لمختار وذكر بعضهم أن أول من بناها كسرى لما
غلب على الشام وسماها من به أي أنا أجود فعربت فقيل له منبج والرشيد أول من أفرد
العواصم كما ذكرنا في العواصم وجعل مدينتها منبج وأسكنها عبد الملك بن صالح بن علي
بن عبد الله بن عباس وقال بطليموس مدينة منبج طولها إحدى وسبعون درجة وخمس عشرة
دقيقة
طالعها الشولة بيت حياتها تسع درج من الحوت لها شركة في كف الخضيب وأربعة أجزاء من رأس الغول تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي عاشرها مثلها من الحمل رابعها مثلها من الميزان وهي في الإقليم الرابع قال صاحب الزيج طولها ثلاث وستون درجة ونصف وربع وعرضها خمس وثلاثون درجة وهي مدينة كبيرة واسعة ذات خيرات كثيرة وأرزاق واسعة في فضاء من الأرض كان عليها سور مبني بالحجارة محكم بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ وبينها وبين حلب عشرة فراسخ وشربهم من قني تسيح على وجه الأرض وفي دورهم آبار أكثر شربهم منها لأنها عذبة صحيحة وهي لصاحب حلب في وقتنا ذا ومنها البحتري وله بها أملاك وقد خرج منها جماعة من الشعراء فأما المبرزون فلا أعرف غير البحتري وإياها عنى المتنبي بقوله قيل بمنبج مثواه ونائله في الأفق يسأل عمن غيره سألا وقال ابن قتيبة في أدب الكتاب كساء منبجاني ولا يقال أنبجاني لأنه منسوب إلى منبج وفتحت باؤه في النسب لأنه خرج مخرج منظراني ومخبراني قال أبو محمد البطليوسي في تفسيره لهذا الكتاب قد قيل أنبجاني وجاء ذلك في بعض الحديث وقال أنشد أبو العباس المبرد في الكامل في وصف لحية كالأنبجاني مصقولا عوارضها سوداء في لين خد الغادة الرود ولم ينكر ذلك وليس في مجيئه مخالفا للفظ منبج ما يبطل أن يكون منسوبا إليها لأن المنسوب يرد خارجا عن القياس كثيرا كمروزي ودراوردي ورازي ونحو ذلك قلت دراوردي هو منسوب إلى دار بجرد وقرأت بخط ابن العطار منبج بلدة البحتري وأبي فراس وقبلهما ولد بها عبد الملك بن صالح الهاشمي وكان أجل قريش ولسان بني العباس ومن يضرب به المثل في البلاغة وكان لما دخل الرشيد إلى منبج قال له هذا البلد منزلك قال يا أمير المؤمنين هو لك ولي بك قال كيف بناؤك به فقال دون بناء بلاد أهلي وفوق منازل غيرهم قال كيف صفتها قال طيبة الهواء قليلة الأدواء قال كيف ليلها قال سحر كله قال صدقت إنها لطيبة قال بل طابت بك يا أمير المؤمنين وأين يذهب بها عين الطيب وهي برة حمراء وسنبلة صفراء وشجرة خضراء في فياف فيح بين قيصوم وشيح فقال الرشيد هذا الكلام والله أحسن من الدر النظيم ورأيت في كتاب الفتوح أن أبا عبيدة بعد فتح حلب وأنطاكية قدم عياضا إلى منبج ثم لحقه صالح أهلها على مثل صلح أنطاكية فأنفذ ذلك وقال إبراهيم بن المدبر يتشوق إلى منبج وكان قد فارقها وله بها جارية يهواها وكان قد ولي الثغور الجزرية وليلة عين المرج زار خياله فهيج لي شوقا وجدد أحزاني فأشرفت أعلى الدير أنظر طامحا بألمح آماقي وأنظر إنساني لعلي أرى أبيات منبج رؤية تسكن من وجدي وتكشف أشجاني فقصر طرفي واستهل بعبرة وفديت من لو كان يدري لفداني ومثله شوقي إليه مقابلي وناجاه عني بالضمير وناجاني
وينسب إلى منبج
جماعة منهم عمر بن سعيد أحمد بن سنان أبو بكر الطائي المنبجي سمع بدمشق رحيما
والوليد بن عتبة وهشام بن عمار وهشام بن خالد وعبد الله بن إسحاق الأدرمي وغيرهم
سمع منه أبو حاتم محمد بن حبان البستي وأبو بكر محمد بن عيسى بن عبد الكريم
الطرسوسي وأبو القاسم عبدان بن حميد بن رشيد الطائي المنبجي وأبو العباس عبد الله
بن عبد الملك بن الإصبع المنبجي وغيرهم وقال ابن حبان إنه صام النهار وقام الليل
مرابطا ثمانين سنة فإرساله مقبول ومن منبج إلى حلب يومان ومنها إلى ملطية أربعة
أيام وإلى الفرات يوم واحد
منبسة بالفتح ثم السكون وباء موحدة وسين مهملة مدينة كبيرة بأرض الزنج ترفأ إليها
المراكب
منبوبة بالفتح ثم السكون وباء موحدة وبعد الواو باء أخرى قرية من قرى مصر أقطعها
صالح بن علي شرحبيل بن مديلفة الكلبي لما سود ودعا إلى بني العباس
منتاب حصن باليمن من حصون صنعاء
منت أشيون بالضم ثم السكون وتاء مثناة وبعد الألف شين معجمة وياء تحتها نقطتان
وآخره نون مدينة من أعمال أشبونة بالأندلس قال العبدري منت اسم جبل تنسب هذه
المواضع كلها إليه كما تقول جبل كذا وكذا
منت أفوط بالفاء حصن من نواحي باجة بالأندلس
منت أنيات بعد الألف نون مكسورة وياء وآخره تاء مثناة ناحية بسرقسطة
منت جيل بالجيم والإمالة والياء الساكنة ولام بلد بالأندلس ينسب إليه أحمد بن سعيد
الصدفي المنتجيلي أبو عمرو من أهل الفضل والعلم
منتخر بالضم ثم السكون وتاء مثناة من فوقها وخاء معجمة مكسورة مفتعل من نخر العظم
وغيره إذا بلي موضع بناحية فرش ملل من مكة على سبع ومن المدينة على ليلة وهو إلى
جانب مثغر
منت شون الشين معجمة وآخره نون حصن من حصون لاردة بالأندلس قديم بينه وبين لاردة
عشرة فراسخ وهو حصين جدا تملكه الأفرنج سنة 284
منت لون حصن بالأندلس من نواحي جيان
المنتضى بالضم ثم السكون وتاء مثناة وضاد معجمة من قولهم انتضيت السيف إذا سللته
أو من نضا الخضاب إذا نصل موضع في قول الهذلي أبي ذؤيب لمن طلل بالمنتضى غير حائل
عفا بعد عهد من قطار ووابل قال ابن السكيت المنتضى واد بين الفرع والمدينة قال
كثير فلما بلغن المنتضى بين غيقة ويليل مالت فاحزألت صدورها وقال الأصمعي المنتضى
أعلى الواديين
المنتهب بالضم على مفتعل من النهب قرية في طرف سلمى أحد جبلي طيء وتعد في نواحي
أجإ وهي لبني سنبس ويوم المنتهب من أيام طيء المذكورة وبها بئر يقال لها الحصيلية
قال لم أر يوما مثل يوم المنتهب أكثر دعوى سالب ومستلب
المنتهبة بكسر الهاء صحراء فوق متالع فيما بينه وبين المغرب
منتيشة بالفتح ثم السكون وكسر التاء المثناة من فوقها وياء وشين معجمة مدينة
بالأندلس قديمة
من أعمال كورة جيان
حصينة مطلة على بساتين وأنهار وعيون وقيل إنها من قرى شاطبة منها أبو عبد الله
محمد بن عبد الرحمن بن عياض المخزومي الأديب المقرىء الشاطبي ثم المنتيشي روى عن
أبي الحسن علي بن المبارك المقرىء الواعظ الصوفي المعروف بأبي البساتين روى عنه
أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ الحافظ
منجان بالفتح ثم السكون وجيم وآخره نون من قرى أصبهان
منجح بضم أوله وسكون ثانيه وكسر الجيم والحاء مهملة اسم الفاعل من أنجح ينجح حبل
من حبال بالحاء المهملة بالدهناء
منجخ بضم أوله وسكون ثانيه وفتح الجيم والخاء معجمة اسم المفعول من نجخ السيل وهو
أن ينجخ في سند الوادي فيحذفه في وسط البحر اسم موضع بعينه قال أمن عقاب منجخ
تمطين
المنجشانية بالفتح ثم السكون وجيم مفتوحة وشين معجمة وبعد الألف نون وياء مشددة هو
من النجش وهو استثارة الشيء واستخراجه ومنه النجش المنهي عنه في قوله ولا تناجشوا
وهو أن يزيد الرجل في السلعة لا رغبة له فيها ولكن يسمعه ذو الرغبة فيزيد وهو منزل
وماء لمن خرج من البصرة يريد مكة وفي كتاب البصرة للساجي المنجشانية حد كان بين
العرب والعجم بظاهر البصرة قبل أن تخط البصرة وبها منظرة مثل العذيب تنسب إلى منجش
مولى قيس بن مسعود بن قيس بن خالد وبه سميت وهو ماء ومنزل وكانت في الجاهلية مسلحة
لقيس بن مسعود وقال أبو عمرو بن العلاء كان قيس بن مسعود الشيباني على الطف من قبل
كسرى فهو اتخذ المنجشانية على ستة أميال من البصرة وجرت على يد عضروط له يقال له
منجشان فنسبت إليه
منجل بالكسر ثم السكون وفتح الجيم ولام والمنجل ما يستنجل من الأرض أي يستخرج وقيل
المنجل الماء المستنقع اسم واد في شعر ابن مقبل أخالف ربع من كبيشة منجلا وجرت
عليه الريح أخول أخولا والمنجل موضع بغربي صنعاء اليمن له ذكر قال الشنفري أمسي
بأطراف الحماط وتارة تنفض رجلي مسبطيا معصفرا وأبغي بني صعب بحر ديارهم وسوف
ألاقيهم إن الله يسرا ويوم بذات الرس أو بطن منجل هنالك نبغي العاصر المتنورا
منجوران بالفتح ثم السكون وجيم وواو وراء وآخره نون قرية بينها وبين بلخ فرسخان
منجور أظنها التي قبلها لأنها أيضا من قرى بلخ منها علي بن محمد المنجوري أبو
الحسن كان من العباد توفي في ذي القعدة سنة 112 ذكره أبو عبد الله محمد بن جعفر
الوراق البلخي في تاريخه
المنحاة موضع في بلاد هذيل قال مالك بن خالد الهذلي لظمياء دار قد تعفت رسومها
قفار وبالمنحاة منها مساكن
منخر بكسر أوله وسكون ثانيه والخاء معجمة وراء منخرا الأنف خرقاه وللأنف منخر
ومنخر فمن قال منخر فهو اسم جاء على مفعل
على القياس ومن قال
منخركما في هذا الاسم قالوا كان في الأصل منخير على مفعيل فحذفوا المدة كما قالوا
منتن وكان في الأصل منتين وهو هضبة لبني ربيعة بن عبد الله
مندب بالفتح ثم السكون وفتح الدال والباء موحدة وهو من ندبت الإنسان لأمر إذا
دعوته إليه والموضع الذي يندب إليه مندب لأنه من ندبته أندبه سمي بذلك لما كان
يندب إليه في عمله وهو اسم ساحل مقابل لزبيد باليمن وهو جبل مشرف ندب بعض الملوك
إليه الرجال حتى قدوه بالمعاول لأنه كان حاجزا ومانعا للبحر عن أن ينبسط بأرض
اليمن فأراد بعض الملوك فيما بلغني أن يغرق عدوه فقد هذا الجبل وأنفذه إلى أرض
اليمن فغلب على بلدان كثيرة وقرى وأهلك أهله وصار منه بحر اليمن الحائل بين أرض
اليمن والحبشة والآخذ إلى عيذاب والقصير إلى مقابل قوص من بلد الصعيد وعلى ساحله
أيلة وجدة والقلزم وغير ذلك من البلاد والله أعلم ووجدت في خبر عبور الحبش وعبورهم
مع أبرهة وأرياط إلى اليمن أنهم عبروا عند المندب وكان يسمى ذا المندب فلما عبروا
عنده قالت الحبش دند مديند كلمة معناها هذا الجائع فقال أهل اليمن ليست ذات مطرب
إنما هي مندب فغلب عليها
مند قرية في مخلاف صداء باليمن من أعمال صنعاء
مندد بالفتح ثم السكون وفتح الدال وهو من ند يند بكسر النون لأنه لازم فاسم المكان
مندد بكسر الدال قياسا إلا أننا هكذا وجدناه مضبوطا في النسخ وهو اسم مكان باليمن
كثير الرياح شديدها في قول تميم بن أبي بن مقبل عفا الدار من دهماء بعد إقامة عجاج
بخلفي مندد متناوح الخلفان الناحيتان من قولهم فأس له خلفان
مندكؤر بالفتح ثم السكون وفتح الدال وسكون الكاف وهمزة على واو وراء مدينة وهي
قصبة لوهور من نواحي الهند في سمت غزنة
مندل بالفتح أيضا بلد بالهند منه يجلب العود الفائق الذي يقال له المندلي وأنشد
فيه إذا ما مشت نادى بما في ثيابها ذكي الشذا والمندلي المطير
مندوب بوزن المفعول من ندبت الميت أو ندبت فلانا إلى كذا يوم كانت لهم فيه وقعة
المندى بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الدال والقصر موضع في شعر علقمة بن عبدة حيث
قال وناجية أفنى ركيب ضلوعها وحاركها تهجر ودؤوب فأوردتها ماء كأن جمامه من الأجن
حناء معا وصبيب ترادى على دمن الحياض فإن تعف فإن المندى رحلة فركوب
منديس بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الدال وياء وسين مهملة من قرى الصعيد في غربي
النيل
منزر قرية من قرى اليمن من ناحية سنحان
منستير بضم أوله وفتح ثانيه وسكون السين المهملة وكسر التاء المثناة من فوقها وياء
وراء وهو موضع بين المهدية وسوسة بإفريقية بينه وبين كل واحدة منهما مرحلة وهي
خمسة قصور يحيط بها سور واحد يسكنها قوم من أهل العبادة والعلم قال البكري ومن
محارس سوسة المذكورة المنستير الذي جاء فيه الأثر ويقال إن الذي بنى القصر الكبير
بالمنستير هرثمة بن أعين سنة 180 وله في يوم
عاشوراء موسم عظيم
ومجمع كبير وبالمنستير البيوت الحجر والطواحين الفارسية ومواجل الماء وهو حصن كبير
عال متقن العمل وفي الطبقة الثانية مسجد لا يخلو من شيخ خير فاضل يكون مدار القوم
عليه وفيه جماعة من الصالحين المرابطين قد حبسوا أنفسهم فيه منفردين عن الأهل
والوطن وفي قبلته حصن فسيح مزار للنساء المرابطات وبها جامع متقن البناء وهو آزاج
معقودة كلها وفيه حمامات وغدر وأهل القيروان يتبرعون بحمل الأموال إليهم والصدقات
وبقرب المنستير ملاحة يحمل ملحها في المراكب إلى عدة مواضع قال ومنستير عثمان بينه
وبين القيروان ست مراحل وهي قرية كبيرة آهلة بها جامع وفنادق وأسواق وحمامات وبئر
لا تنزف وقصر للأول مبني بالصخر كبير وأرباب المنستير قوم من قريش من ولد الربيع
بن سليمان وهو اختطه عند دخوله إفريقية وبه عرب وبربر ومنه إلى مدينة باجة ثلاث
مراحل والمنستير في شرق الأندلس بين لقنت وقرطاجنة كتب إلي بذلك أبو الربيع سليمان
بن عبد الله المكي عن أبي القاسم البوصيري عن أبيه
المنشار بكسر أوله بلفظ المنشار الذي يشق به الخشب وهو حصن قريب من الفرات وقال
الحازمي منشار جبل أظنه نجديا
منشد بالضم ثم السكون وكسر الشين ودال مهملة بلفظ أنشد ينشد فهو منشد موضع بين
رضوى جبل بني جهينة وبين الساحل وجبل من حمراء المدينة على ثمانية أميال من طريق
الفرع وإياه أراد معن بن أوس المزني بقوله بعد ذكر منازل وغيرها تعفت مغانيها وخف
أنيسها من ادهم محروس قديم معاهده فمندفع الغلان من جنب منشد فعنف الغراب خطبه وأساوده
ومنشد بلد لبني سعد بن زيد مناة بن تميم ومنشد في بلاد طيء قال زيد الخيل وكان
يتشوقه وقد حضرته الوفاة سقى الله ما بين القفيل فطابة فما دون أرمام فما فوق منشد
منشم بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الشين المعجمة وميم والنشم شجر الجبال تعمل منه
القسي وليس هذا منشم بفتح الشين للعطر في قول زهير تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
قال أبو عبيدة موضع
المنشية بضم الميم وسكون النون وكسر الشين والياء مشددة اسم لأربع قرى بمصر إحداها
من كورة الجيزية من الحبس الجنوبي والثانية من عمل قوص والثالثة من عمل إخميم يقال
لها منشية الصلعاء والصلعاء قرية إلى جانبها والرابعة المنشية الكبرى من كورة
الدنجاوية
منصح بالفتح ثم السكون وفتح الصاد من قولهم نصح الغيث البلاد إذا اتصل نبتها فلم
يكن فيه فضاء ولا خلل ومنصح من نصح ينصح لموضع حرف الحلق وهو واد بتهامة وراء مكة
قال امرؤ القيس بن عابس السكوني ألا ليت شعري هل أرى مرة يطالب سربا موكلا بغراز
أمام رعيل أو بروضة
منصح أبادر أنعاما وأجل صوار وقال ساعدة بن جؤية الهذلي لهن بما بين الأصاغي ومنصح
تعاو كما عج الحجيج الملبد
المنصحية مثل الذي قبله وزيادة ياء النسبة ماء لبني الدئل بتهامة
المنصرف بالضم وفتح الراء موضع بين مكة وبدر بينهما أربعة برد قال ابن إسحاق ثم
ارتحل من سجسج بالروحاء حتى إذا كان بالمنصرف ترك طريق مكة بيسار وسلك ذات اليمين
على النازية يعني النبي عليه السلام
المنصف بالفتح ثم السكون وفتح الصاد والفاء ورواه الحفصي بكسر الصاد وهو من النهار
والطريق وكل شيء وسطه وهو واد يسقي بلاد عامر من حنيفة باليمامة ومن ورائه وادي
قرقرى
المنصلية بضم الميم والصاد والنسبة إلى المنصل وهو من أسماء السيف موضع فيه ملح
كثير
المنصورة مفعولة من النصر في عدة مواضع منها المنصورة بأرض السند وهي قصبتها مدينة
كبيرة كثيرة الخيرات ذات جامع كبير سواريه ساج ولهم خليج من نهر مهران قال حمزة
وهمناباذ اسم مدينة من مدن السند سموها الآن منصورة وقال المسعودي سميت المنصورة
بمنصور بن جمهور عامل بني أمية وهي في الإقليم الثالث طولها من جهة المغرب ثلاث
وتسعون درجة وعرضها من جهة الجنوب اثنتان وعشرون درجة وقال هشام سميت المنصورة لأن
منصور بن جمهور الكلبي بناها فسميت به وكان خرج مخالفا لهارون وأقام بالسند وقال
الحسن بن أحمد المهلبي سميت المنصورة لأن عمرو بن حفص الهزارمرد المهلبي بناها في
أيام المنصور من بني العباس فسميت به وللمنصورة خليج من نهر مهران يحيط بالبلد فهي
منه في شبه الجزيرة وفي أهلها مروة وصلاح ودين وتجارات وشربهم من نهر يقال له
مهران وهي شديدة الحر كثيرة البق بينها وبين الديبل ست مراحل وبينها وبين الملتان
اثنتا عشرة مرحلة وإلى طوران خمس عشرة مرحلة ومن المنصورة إلى أول حد البدهة خمس
مراحل وأهلها مسلمون وملكهم قرشي يقال إنه من ولد هبار بن الأسود تغلب عليها هو
وأجداده يتوارثون بها الملك إلا أن الخطبة فيها للخليفة من بني العباس وليس لهم من
الفواكه لا عنب ولا تفاح ولا كمثرى ولا جوز ولهم قصب السكر وثمرة على قدر التفاح
يسمونها البهلوية شديدة الحموضة ولهم فاكهة تشبه الخوخ تسمى الأنبج يقارب طعمه طعم
الخوخ وأسعارهم رخيصة وكان لهم دراهم يسمونها القاهريات ودراهم يقال لها الطاطرى
في الدرهم درهم وثلث ومنها المنصورة مدينة كانت بالبطيحة عمرها فيما أحسب مهذب
الدولة في أيام بهاء الدولة بن عضد الدولة وأيام القادر بالله وقد خربت ورسومها
باقية ومنها المنصورة وهي مدينة خوارزم القديمة كانت على شرقي جيحون مقابل
الجرجانية مدينة خوارزم اليوم أخذها الماء حتى انتقل أهلها بحيث هم اليوم ويروى أن
النبي صلى الله عليه و سلم رآها ليلة الإسراء من مكة إلى المسجد الأقصى في خبر لم
يحضرني الآن ومنها المنصورة مدينة بقرب القيروان من نواحي إفريقية استحدثها
المنصور بن القائم بن المهدي الخارج بالمغرب سنة 733 وعمر أسواقها واستوطنها ثم
صارت منزلا للملوك الذين لهم والذين زعموا أنهم علويون وملكوا
مصر ولم تزل منزلا
لملوك إفريقية من بني باديس حتى خربتها العرب لما دخلت إفريقية وخربت بلادها بعيد
سنة 244 فكانت هي فيما خربت في ذلك الوقت وقيل سميت المنصورية بالمنصور بن يوسف بن
زيري بن مناد جد بني باديس وأكثر ما يسمون هذه التي بإفريقية خاصة المنصورية
بالنسبة ومنها المنصورة بلدة أنشأها الملك الكامل ابن الملك العادل بن أيوب بين
دمياط والقاهرة ورابط بها في وجهه الأفرنج لما ملكوا دمياط وذلك في سنة 616 ولم
يزل بها في عساكر وأعانه أخواه الأشرف والمعظم حتى استنقذ دمياط في رجب سنة 681
ومنها المنصورة بلدة باليمن بين الجند وبقيل الحمراء كان أول من أسسها سيف الإسلام
طغتكين بن أيوب وأقام بها إلى أن مات فقال شاعره الأبي أحسنت في فعالها المنصوره
وأقامت لنا من العدل صوره رام تشييدها العزيز فأعطت ه إلى وسط قبره دستوره
منضح بالكسر ثم السكون ثم الضاد معجمة مفتوحة علم منقول من نضحت الماء نضحا إذا
رششته ويجوز أن يكون من غير ذلك اسم معدن جاهلي بالحجاز عنده جوبة عظيمة يجتمع
فيها الماء
المنضحية قال الأصمعي ماءه بتهامة لبني الدئل خاصة
المنطبق صنم كان للسلف وعك والأشعرين وهو من نحاس يكلمون من جوفه كلاما لم يسمع
بمثله فلما كسرت الأصنام وجدوا فيه سيفا فاصطفاه رسول الله صلى الله عليه و سلم
وسماه مخذما قاله ابن حبيب
منظرة الحلبة موضع مشرف ينظر منه وهي منظرة محكمة البنيان في وسط السوق في آخر
محلة المأمونية ببغداد قرب الحلبة كان أول من بناها المأمون وكانت في أيامه تشرف
على البرية وأما الآن فهي في وسط البلد ثم أمر المستنجد بالله بنقضها وتجديدها على
ما هي عليه اليوم جعلت ليجلس فيها الخليفة ويستعرض الجيوش في أيام الأعياد
منظرة الريحانيين في السوق الذي يباع فيه الريحان والفواكه وتشرف على سوق الصرف
ببغداد كان أول من استحدثها المستظهر بالله أبو العباس أحمد بن المقتدي بالله وكان
هناك دار لخاتون بباب الغربة ودار للسيدة أخته بنت المقتدي فنقضهما وأضاف إليهما
من الريحانيين سوق السقط وهو اثنان وعشرون دكانا وخان كان خلفه ويعرف بخان عاصم
وثلاثة عشر دكانا من ورائه وسوق العطارين جميعه وكان عدد دكاكينه ثلاثة وأربعين
دكانا ودكاكين مد الذهب وكانت ستة عشر دكانا وعدة أرون من باب الحرم واستأنف
الجميع دارا واحدة ذات وجوه أربعة متقابلة وسعة صحنها ستمائة ذراع في وسطها بستان
وكان فيها ما يزيد على ستين حجرة وينتهي إلى باب في موضع يعرف بدركاه خاتون من باب
الحرم وفرغ من بنائها في سنة 705 ثم أوصل المستنجد بهذه الدار منظرة مشرفة على
الريحانيين في وسط السوق على باب بدر وهو أحد خواص الخدم وكان قبل ذلك يدعى بباب
الخاصة يدخل منه من سمت منزلته ثم سد منذ أيام الطائع وتلك الفتن وكان ابتداء
العمل في منظرة الريحانيين سنة 755
منعج بالفتح ثم السكون وكسر العين والجيم وهو من نعج ينعج إذا سمن وقياس المكان
فتح
العين لفتح عين
مضارعة ومجيئه مكسورا شاذ على أن بعضهم قد رواه بالفتح والمشهور الكسر وهو واد
يأخذ بين حفر أبي موسى والنباج ويدفع في بطن فلج ويوم منعج من أيام العرب لبني
يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم على بني كلاب قال جرير لعمرك لا أنسى
ليالي منعج ولا عاقلا إذ منزل الحي عاقل عاقل واد دون بطن الرمة وهو يناوح منعجا
من قدامه وعن يمينه أي يحاذيه وقيل منعج واد يصب من الدهناء وقال بعض الأعراب ألم
تعلمي يا دار ملحاء أنه إذا أجدبت أو كان خصبا جنابها أحب بلاد الله ما بين منعج
إلي وسلمى أن يصوب سحابها بلاد بها حل الشباب تميمتي وأول أرض مس جلدي ترابها وقال
أبو زياد الوحيد ماء من مياه بني عقيل يقارب بلاد الحارث بن كعب ومنعج جانب الحمى
حمى ضرية التي تلي مهب الشمال ومنعج واد لبني أسد كثير المياه وما بين منعج والوحيد
بلاد بني عامر لم يخالطها أحد أكثر من مسيرة شهر ولذلك قالت جمل حيث ذهبت الفزر
بإبلها بني الفزر ماذا تأمرون بهجمة تلائد لم تخلط بحيث نصابها تظل لأبناء السبيل
مناخة على الماء يعطى درها ورقابها أقول وقد ولوا بنهب كأنه قداميس حوضى رملها
وهضابها ألهفي على يوم كيوم سويقة شفى غل أكباد فساغ شرابها فإن لها بالليث حول
ضرية كتائب لا يخفى عليه مصابها إذا سمعوا بالفزر قالوا غنيمة وعوذة ذل لا يخاف
اغتصابها بني عامر لا سلم للفزر بعدها ولا أمن ما حنت لسفر ركابها فكيف اجتلاب
الفزر شولي وصبتي أرامل هزلى لا يحل اجتلابها وأربابها بين الوحيد ومنعج عكوفا
تراءى سربها وقبابها ألم تعلمي يا فزر كم من مصابة رهبنا بها الأعداء ناب منابها
وكل دلاص ذات نيرين أحكمت على مرة العافين يجري حبابها وأن رب جار قد حمينا وراءه
بأسيافنا والحرب يشرى ذبابها
منغ بفتح أوله وتشديد ثانيه وغين معجمة وكانت قديما تعرف بمنع بالعين المهملة
فعربوها وهي قرية كبيرة فيها منبر من نواحي عزاز من نظر حلب
المنفطرة من قرى اليمامة
منف بالفتح ثم السكون وفاء اسم مدينة فرعون بمصر قال القضاعي أصلها بلغة القبط
مافه فعربت فقيل منف قال عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم بإسناده أول من سكن
مصر بعد أن أغرق الله تعالى قوم نوح عليه السلام يبصر بن حام بن نوح فسكن منف وهي
أول مدينة عمرت بعد الغرق
هو وولده وهم
ثلاثون نفسا منهم أربعة أولاد قد بلغوا وتزوجوا فبذلك سميت مافه ومعنى مافه بلسان
القبط ثلاثون ثم عربت فقيل نف وهي المرادة بقوله تعالى ودخل المدينة على حين غفلة
من أهلها قال الهمذاني ذكر لي شيخ صدوق فيما يحكيه قال رأيت بمنف دار فرعون ودرت
في مجالسها ومساربها وغرفها وصفافها فإذا جميع ذلك حجر واحد منقور فإن كان قد
هندموه ولاحكوا بينه حتى صار في الملامسة بحيث لا يستبين فيه مجمع حجرين ولا ملتقى
صخرتين فهذا عجيب وإن كان جميع ذلك حجرا واحدا نقرته الرجال بالمناقير حتى خرقت
تلك المخاريق في مواضعها إنه لأعجب وآثار هذه المدينة وحجارة قصورها إلى الآن
ظاهرة بينها وبين الفسطاط ثلاثة فراسخ وبينها وبين عين شمس ستة فراسخ وقيل إنه كان
فيها أربعة أنهار يختلط ماؤها في موضع سريره ولذلك قال أليس لي ملك مصر وهذه
الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون وكانت منف أول مدينة بنيت بأرض مصر بعد الطوفان
لأن بيصر والد مصر قدم إلى هذه الأرض في ثلاثين نفسا من ولده وولد ولده قال ابن
زولاق وذكر بعضهم أن من مصر لمنف ثلاثين ميلا كانت بيوتا متصلة وفيها بيت فرعون
قطعة واحدة سقفه وفرشه وحيطانه حجر واحد أخضر قلت وسألت بعض عقلاء مصر عن ذلك
فصدقه إلا أنه قال يكون مقداره خمسة أذرع في خمسة أذرع حسب وذكر بعض عقلاء مصر قال
دخلت منف فرأيت عثمان بن صالح عالم مصر وهو جالس على باب كنيسة بمنف فقال أتدري ما
مكتوب على باب هذه الكنيسة قلت لا قال مكتوب عليها لا تلوموني على صغرها فإني قد
اشتريت كل ذراع بمائتي دينار لشدة العمارة قال عثمان بن صالح وعلى باب هذه الكنيسة
وكز موسى عليه السلام الرجل فقضى عليه وبها كنيسة الأسقف لا يعرف طولها وعرضها مسقفة
بحجر واحد حتى لو أن ملوك الأرض قبل الإسلام وخلفاء الإسلام جعلوا همتهم على أن
يعملوا مثلها لما أمكنهم وبمنف آثار الحكماء والأنبياء وبها كان منزل يوسف الصديق
عليه السلام ومن كان قبله ومنزل فرعون موسى وكانت له عين شمس والفسطاط اليوم بين
منف وعين شمس في منتهى جبل المقطم ومنقطعه وكان في قرنه المقطم موضع يسمى المرقب
وكان ابن طولون قد بنى عنده مسجدا يعرف به فكان فرعون إذا أراد الركوب من عين شمس
إلى منف أوقد صاحب المرقب بمنف فرآه صاحب المرقب الذي على جبل المقطم فيوقد فيه
فإذا رأى صاحب عين شمس ذلك الوقود تأهب لمجيئة وكذلك كان يصنع إذا أراد الركوب من
منف إلى عين شمس فلذلك سمي الموضع تنور فرعون
منفلوط بفتح الميم وسكون النون ثم فاء مفتوحة ولام مضمومة وآخره طاء مهملة بلدة
بالصعيد في غربي النيل بينها وبين شاطىء النيل بعد
منفوحة بالفتح كأنه اسم المفعول من نفح الطيب إذا فاح ونفحت الصبا إذا هبت كأن
الريح الطيبة أو الهواء الطيب موجود فيها قالوا بالعرض من اليمامة واد يشقها من
أعلاها إلى أسفلها وإلى جانبه منفوحة قرية مشهورة من نواحي اليمامة كان يسكنها
الأعشى وبها قبره وهي لبني قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل
نزلوها بعد قتل مسيلمة لأنها لم تدخل في صلح مجاعة لما صالح خالد بن الوليد على
اليمامة وقد قيل إنما سميت منفوحة لأن بني قيس بن ثعلبة قدمت اليمامة بعدما نزلها
عبيد
بن ثعلبة كما ذكرنا
في حجر وأنزل حوله بطون حنيفة فقالوا إنك أنزلتنا في ربعك فقال ما من فضل غير أني
سأنفحكم فأنزلهم هذه القرية قسميت منفوحة وهو من قولهم نفحه بشيء أي أعطاه يقال لا
تزال لفلان نفحات من المعروف قال ابن ميادة لما أتيتك أرجو فضل نائلكم نفحتني نفحة
طابت لها العرب أي طابت لها النفس وقال الأعشى فقاع منفوحة ذي الحائر
منفية بالفتح ثم السكون وكسر الفاء ثم ياء مشددة هي بلدة مشهورة في ساحل بحر الزنج
المنقى بالضم وتشديد القاف من نقيت الشيء فهو منقى أي خالص طريق للعرب إلى الشام
كان في الجاهلية يسكنه أهل تهامة والمنقى بين أحد والمدينة قال ابن إسحاق وقد كان
الناس انهزموا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد حتى انتهى بعضهم إلى
المنقى دون الأعوص وقال ابن هرمة كأني من تذكر ما ألاقي إذا ما أظلم الليل البهيم
سليم مل منه أقربوه وودعه المداوي والحميم فكم بين الأقارع والمنقى إلى أحد إلى
ميقات ريم إلى الجماء من خد أسيل عوارضه ومن دل رخيم
منقباط بالفتح ثم السكون وفتح القاف وباء موحدة وآخره طاء قرية على غربي النيل
بالصعيد قرب مدينة أسيوط
المنقدة قريتان من قرى ذمار يقال لإحداهما المنقدة العليا وللأخرى المنقدة السفلى
المنقدية أرض لبني القسيم باليمامة
منقشلاغ بالفتح ثم السكون وفتح القاف وسكون الشين المعجمة وآخره غين معجمة قلعة
حصينة في آخر حدود خوارزم وهي بين خوارزم وسقسين ونواحي الروس قرب البحر الذي يصب
فيه جيحون وهو بحر طبرستان قال أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي ثم الخوارزمي وكتب
بها إلى ابنه المؤيد وكان قد مضى إلى منقشلاغ أيا برق نجد هجت شوقي إلى نجد وأضرمت
في الأحشاء ثائرة الوجد خوارزم نجدي وهي غير بعيدة وقد حلئت عيسى برغمي عن الوخد
إذا غازلت ريح الشمال رياضها عقيب نداها خلتها جنة الخلد فلا وقد قلبي عين عيني
ناشف ولا عين عيني مطفىء الوهج والوقد فيا إخوتي هل تذكرون أخا لكم غريبا بمنقشلاغ
في شدة الجهد ألام بما أبدي من الشوق نحوكم على أن ما أخفيه أضعاف ما أبدي وله
أيضا في مدح خوارزم شاه اتسز وكان قد افتتحها أرسلت في شم منقشلاغ صاعقة من الظبي
صعقت منها أهاليها
منقل المستعجلة على
عشرة أميال من صعدة ذكره في حديث العنسي
المنقوشية من قرى النيل من أرض بابل منها أبو الخطاب محمد بن جعفر الربعي شاعر جيد
قدم بغداد وأصعد منها إلى ناحية الجزيرة فأقام عند الملك الأشرف ابن الملك العادل
مدة وتنقل في نواحي ديار بكر ومدح ملوكها وهو حي في أيامنا هذه وقد أنشدني من شعره
أشياء ضاعت مني
المنكب بالضم ثم الفتح وتشديد الكاف وفتحها وباء موحدة من نكبت الشيء فهو منكب
كأنك تعطيه منكبك وهو بلد على ساحل جزيرة الأندلس من أعمال إلبيرة بينه وبين
غرناطة أربعون ميلا
منكث بالفتح ثم السكون وفتح الكاف وثاء مثلثة بلدة من نواحي أسبيجاب ومنكث أيضا
قرية من قرى بخارى وكلتاهما بماء وراء النهر
ومنكث ناحية باليمن حصن بيد عبد علي بن عواض قال ابن الحائك منكث الحظيين وهم بقية
الملوك من آل الصوار ولهم كرم وشرف
منكثة بالفتح اسم المكان من نكث ينكث وهو أن يحل برم الأكسية المنسوجة ثم تغزل
ثانية ومنه نكث العهد وهو واد من أودية القبلية عن الزمخشري عن علي
المنكدر بالضم ثم السكون وهو اسم الفاعل من انكدر عليهم القوم إذا جاؤوا إرسالا
يتبع بعضهم بعضا وهو طريق يسلك بين الشام واليمامة وقيل طريق من الكوفة إلى
اليمامة قال جندل بن المثنى الطهوي يصف إبلا يهوين من أفجة شتى الكور من مجدل
ومثقب ومنكدر ومثلهم من بصرة ومن هجر ومن ثنايا يمن ومن قطر حتى أتى خوا على بني
سفر
منكف بالفتح ثم السكون وكسر الكاف وآخره فاء هو من نكفت أثره وانتكفته إذا اعترضته
أنكفه نكفا إذا علا ظلفا من الأرض غليظا لا يؤدي الأثر فاعترضه في مكان سهل وقياسه
منكف بفتح الكاف على هذا وهو اسم واد قال ابن مقبل عفا من سليمى ذو كلاف فمنكف
مبادي الجميع القيظ والمتصيف
منواث بالفتح ثم السكون وآخره ثاء مثلثة بليدة بسواحل الشام قرب عكة
منور بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الواو والراء جبل في قول بشر ذو بحار فمنور وقال
يزيد بن أبي حارثة إني لعمرك لا أصالح طيئا حتى يغور مكان رمح منور
منورقة بالفتح ثم الضم وسكون الواو وفتح الراء وقاف جزيرة عامرة في شرقي الأندلس
قرب ميورقة إحداهما بالنون والأخرى بالياء
منوف من قرى مصر القديمة لها ذكر في فتوح مصر ويضاف إليها كورة فيقال كورة رمسيس
ومنوف وهي من أسفل الأرض من بطن الريف ويقال لكورتها الآن المنوفية
منوقان بالقاف وآخره نون مدينة بكرمان
منونيا قرية من قرى
نهر الملك كانت أولا مدينة ولها ذكر في أخبار الفرس وهي على شاطىء نهر الملك ينسب
إليها من المتأخرين حماد بن سعيد أبو عبد الله الضرير المقرىء المنوني قدم بغداد
وقرأ القرآن وروي عنه أناشيد
منهات من حصون اليمن قريب من الدملوة
منهل بالضم ثم السكون وكسر الهاء اسم المفعول من نهل ينهل وهو شرب الإبل الأول اسم
ماء في بلاد سليم
المنهى بالفتح والقصر كأنه اسم مكان من نهاه ينهاه وهو اسم النهر الذي احتفره يوسف
الصديق يفضي إلى الفيوم مأخذه من النيل وقد ذكر في الفيوم قال العمراني المنهى
موضع جاء في الشعر
المنيب بالضم ثم الكسر ثم ياء ساكنة وباء موحدة يقال للمطر الجمود منيب ماء من
مياه بني ضبة بنجد في شرقي الحزيز لغني
منيح جبل لبني سعد بالدهناء
منيحة بالفتح ثم الكسر ثم ياء وحاء مهملة واحدة المنايح وهو كالهبة والعطية
والمنيحة اسم لشاة يمنحها الرجل صاحبه عارية للبن خاصة والمنيحة من قرى دمشق
بالغوطة ينسب إليها أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن خالد بن يزيد المنيحي حدث
عن أبي خليد عتبة بن حماد روى عنه أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي وبها
مشهد يقال إنه قبر سعد بن عبادة الأنصاري والصحيح أن سعدا مات بالمدينة
منيذ بالفتح ثم الكسر ثم ياء وذال موضع بفارس عن العمراني ولعله صحفه وهو ميبذ
منيرة بالضم ثم الكسرة والياء آخر الحروف والراء ذكره الزبير في عقيق المدينة
المنيطرة مصغر بالطاء مهملة حصن بالشام قريب من طرابلس
منيع بفتح أوله وكسر ثانيه وسكون الياء المثناة من تحتها وعين مهملة الجامع
المنيعي بنيسابور عمره الرئيس أبو علي حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن
عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي
المنيعي وكان كثير المال عظيم الرياسة والنسك وبنى غير الجامع مساجد ورباطات
ومدارس وسمع الحديث من أبي طاهر الزيادي وأبي بكر بن زيد الصيني وغيرهما روى عنه
أبو المظفر عبد المنعم القشيري وغيره ومات بمرو الروذ لثلاث بقين من ذي القعدة سنة
463 وفي نيسابور جماعة نسبوا كذلك وقيل إن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد لم يعقب
المنيف بالضم ثم الكسر وياء وفاء وهو من ناف ينيف إذا أشرف وأناف ينيف لغة وهذا
الموضع مأخوذ من اللغة الأولى موضع قال صخر الغي فلما رأى العمق قدامه ولما رأى
عمرا والمنيفا والمنيف حصن في جبل صبر من أعمال تعز باليمن
والمنيف أيضا منيف لحج حصن قرب عدن
المنيفة بالضم ثم الكسر وهو من أناف ينيف اللغة الثانية المذكورة قبل ماء لتميم
على فلج كان فيه يوم من أيامهم وهو بين نجد واليمامة قال بعض الشعراء
أقول لصاحبي والعيس
تهوي بنا بين المنيفة فالضمار تمتع من شميم عرار نجد فما بعد العشية من عرار
منيم بالضم ثم الكسر ثم ياء ساكنة من أنامه ينيمه اسم فاعل اسم موضع في شعر الأعشى
أشجاك ربع منازل ورسوم بالجزع بين حفيرة ومنيم
منيمون بالفتح ثم السكون وفتح الياء المثناة وآخره نون كورة بمصر ذات قرى وضياع
منين بالفتح ثم الكسر ثم ياء مثناة ونون أخرى وله معان المنين من الرجال الضعيف
والمنين القوي وحبل منين إذا أخلق وتقطع والمنين الغبار والمنين الثوب الخلق ومنين
قرية في جبل سنير من أعمال الشام وقيل من أعمال دمشق منها الشيخ الصالح أبو بكر
محمد بن رزق الله بن عبيد الله وقيل كنيته أبو الحسن ويعرف بابن أبي عمرو الأسود
المنيني المقرىء إمام أهل قرية منين روى عن أبي عمر محمد بن موسى بن فضالة وأبي
علي محمد بن محمد بن آدم الفزاري وعلي بن يعقوب وغيرهم روى عنه علي بن الخضر وعبد
العزيز الكناني وأبو القاسم بن أبي العلاء وأبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي وغيرهم
وكان من ثقات المسلمين ولم يكن بالشام من يكنى بأبي بكر غيره خوفا من المصريين قال
عبد العزيز الكناني توفي شيخنا أبو بكر محمد بن رزق الله إمام قرية منين في جمادى
الآخرة سنة 246 وكان يحفظ القرآن بالأحرف وكان ذكر أن مولده سنة 243
منيونش بالفتح ثم السكون ثم ياء مضمومة وسكون الواو وكسر النون وشين معجمة حصن
بالأندلس من نواحي بربشتر وهو اليوم بيد الأفرنج
منية الأصبغ في شرقي مصر منسوبة إلى الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان أخي عمر بن عبد
العزيز بن مروان
منية أبي الخصيب بالضم ثم السكون ثم ياء مفتوحة مدينة كبيرة حسنة كثيرة الأهل
والسكن على شاطىء النيل في الصعيد الأدنى قد أنشأ فيها أبو اللمطي أحد الرؤساء
بتلك النواحي جامعا حسنا وفي قبلتها مقام إبراهيم عليه السلام
منية بولاق بالإسكندرية
منية الزجاج بالإسكندرية بها قبر عتبة بن أبي سفيان بن حرب مات بالإسكندرية واليا على
مصر سنة 47 ودفن بهذه المدينة
منية زفتا شمالي مصر على فوهة النهر الذي يؤدي إلى دمياط ومقابلها منية غمر وزفتا
بكسر الزاي والفاء ساكنة وتاء مثناة من فوقها
منية شنشنا بتكرير النون والشين المعجمة والقصر في شمالي مصر
منية الشيرج بلدة كبيرة طويلة ذات سوق بينهما وبين القاهرة فرسخ أو أكثر قليلا على
طريق القاصد إلى الإسكندرية
منية عجب بتحريك عجب جهأ بالأندلس ينسب إليها خلف بن سعيد المنيي المحدث توفي
بالأندلس سنة 503
منية غمر الغين معجمة والميم ساكنة وراء شمالي مصر على فوهة النهر المؤدي إلى
دمياط ومقابلها
منية زفتا
منية القائد وهو القائد فضل في أول الصعيد قبلي الفسطاط بينها وبين مدينة مصر
يومان
منية قوص بالقاف وهي ربض مدينة قوص وهو كبير واسع فيه منازل التجار وأرباب الأموال
منى جعفر جمع منية اسم لعدة ضياع في شمالي الفسطاط
مني بلفظ مني الرجل ماء بقرب ضرية في سفح جبل أحمر من جبال بني كلاب ثم للضباب
منهم
باب الميم والواو وما يليهما
الموازج بالزاي والجيم جمع مازج من مزجت الشراب موضع في قول البريق الهذلي ألم تسل
عن ليلى وقد ذهب العمر وقد أقفرت منها الموازج فالحضر
المواسل كأنه من مسيل الماء إذا سال بضم أوله وسين مهملة مكسورة اسم قنة جبل أجإ
قال زيد الخيل الطائي أتتني لسان لا أسر بذكرها تصدع عنها يذبل ومواسل وقد سبق
الريان منها بذلة فأضحى وأعلى هضبه متضائل فإن امرأ منكم معاشر طيء رجا فلحا بعد
ابن حية جاهل قال لبيد كأركان سلمى إذ بدت أو كأنها ذرى أجأ إذ لاح فيه مواسل
مواشل بالفتح والشين معجمة مكسورة كأنه جمع ماشل وهو من المشل وهو الحلب القليل
والفاعل ماشل اسم لمياه معروفة
مواضيع كأنه جمع موضوع دارة مواضيع في بلاد العرب
المواقر من حصون اليمن لحمير
موالقاباذ بالقاف والباء الموحدة وآخره ذال معجمة هي محلة كبيرة بنيسابور ومعنى
أباذ العمارة
موبولة بالفتح اسم المفعول من الوبال موضع
المؤتفكة قال أحمد بن يحيى بن جابر كان بقرب سلمية الشام مدينة تدعى المؤتفكة
انقلبت بأهلها فلم يسلم منهم إلا مائة نفس خرجوا منها فبنوا لهم مائة بيت فسميت
حوزتهم التي بنوا فيها مساكنهم سلم مائة ثم قال الناس سلمية وفي كلام أمير
المؤمنين في ذم أهل البصرة أنه صعد منبر البصرة بعد وقعة الجمل فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال أما بعد فإن الله ذو رحمة واسعة وعذاب أليم فما ظنكم يا أهل البصرة يا
أهل السبخة يا أهل المؤتفكة ائتفكت بأهلها ثلاثا وعلى الله الرابعة فهذا يدل على
أن الائتفاك الانقلاب وليس بعلم لموضع بعينه إلا أن يكون لما انقلبت المؤتفكة سمي
كل منقلب مؤتفكا وصح من الاسم الصريح فعلا والله أعلم
وقال أبو الفتح من كلام العرب إذا كثرت المؤتفكات زكت الأرض وإذا ازدخرت الأودية
بالمياه كثرت الثمار وسميت الريح بتقليبها الأرض مؤتفكات للانتقال والانقلاب ومنه
قيل لمدائن لوط المؤتفكات قال المبرد تجيء بالتراب من هذه الأرض إلى هذه فيطيب
بعضها بعضا والله أعلم
مؤتة بالضم ثم واو مهموزة ساكنة وتاء مثناة من فوقها وبعضهم لا يهمزه وأما ثعلب
فإنه قال في الفصيح موتة بمعنى الجنون غير مهموز وأما البلد
الذي قتل به جعفر
بن أبي طالب فإنه مؤتة بالهمزة قلت لم أظفر في قول بمعنى مؤتة مهموز فأما غير
مهموز فقالوا هو الجنون وقال النضر الموتة الذي يصرع من الجنون أو غيره ثم يفيق
وقال اللحياني الموتة شبه الغشية ومؤتة قرية من قرى البلقاء في حدود الشام وقيل
موتة من مشارف الشام وبها كانت تطبع السيوف وإليها تنسب المشرفية من السيوف قال
ابن السكيت في تفسير قول كثير إذا الناس ساموكم من الأمر خطة لها خطمة فيها السمام
المثمل أبى الله للشم الأنوف كأنهم صوارم يجلوها بمؤتة صيقل قال المهلبي مآب وأذرح
مدينتا الشراة على اثني عشر ميلا من أذرح ضيعة تعرف بمؤتة بها قبر جعفر بن أبي
طالب بعث النبي صلى الله عليه و سلم إليها جيشا في سنة ثمان وأمر عليهم زيد بن
حارثة مولاه وقال إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب الأمير وإن أصيب جعفر فعبد الله
بن رواحة فساروا حتى إذا كانوا بتخوم البقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب
بقرية من قرى البلقاء يقال لها مشارف ثم دنا العدو وانحاز المسلمون إلى قرية يقال
لها موتة فالتقى الناس عندها فلقيتهم الروم في جمع عظيم فقاتل زيد حتى قتل فأخذ
الراية جعفر فقاتل حتى قتل فأخذ الراية عبد الله بن رواحة فكانت تلك حالة فاجتمع
المسلمون إلى خالد بن الوليد فانحاز بهم حتى قدم المدينة فجعل الصبيان يحثون عليهم
التراب ويقولون يا فرار فررتم في سبيل الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم ليسوا
بالفرار لكنهم الكرار إن شاء الله وقال حسان بن ثابت فلا يبعدن الله قتلى تتابعوا
بموتة منهم ذو الجناحين جعفر وزيد وعبد الله هم خير عصبة تواصوا وأسباب المنية
تنظر
موثب موضع الوثب بكسر الثاء المثلثة ورواه ابن حبيب بفتح الثاء قال أبو دؤاد
الإيادي إن الأحبة آذنوا بسواد بكر دبرن على الحمولة حاد ترقى ويرفعها السراب
كأنها من عم موثب أو ضناك خداد عم طوال وضناك ضخم وقيل العم النخل الطوال والضناك
شجر عظيم
الموثج بالضم ثم الفتح وتشديد الثاء المثلثة والجيم كأنه من الوثيج وهو الكثيف من
كل شيء وهو موضع في شعر الشماخ
الموجب بالضم وكسر الجيم من وجب الشيء يجب إذا صار واجبا بلد بالشام بين القدس
والبلقاء
مودا بالضم ثم السكون من قرى نسف
مودوع موضع في ديار بني مرة بن وبرة بن غطفان قالت نائحة هرم بن ضمضم المري يا لهف
نفسي لهفة الهجوع إذ لا أرى هرما على مودوع
مور بالفتح ثم السكون وآخره راء وهو الدوران في اللغة ومصدر مرت الصوف مورا إذا
نتفته ساحل لقرى اليمن وقال عمارة مور وذو المهجم والكدراء والوديان هذه الأعمال
الأربعة جل الأعمال الشمالية عن زبيد قال ابن الحائك مورية مدينة يقال لها ملحة
لعك قال ومور أحد مشارف اليمن الكبار وهو من رأس تهامة
الأعظم ويتلوه في
العظم وبعد المأتى زبيد وإليه يصب أكثر أودية اليمن وقال شاعر يمني فعجت عناني
للخصيب وأهله ومور وريم والمصلى وسردد هي أسماء ذكرت في مواضعها
مورق بالفتح ثم السكون وفتح الراء والقاف اسم موضع كذا ذكر بعضهم أن مورق اسم موضع
وأما قول الأعشى فما أنت إن دامت عليك بخالد كما لم يخلد قبل ساسا ومورق قال أراد
ساسان ملك الفرس ومورق ملك الروم وهو شاذ في القياس لأن كل ما كان من الكلام فاؤه
حرف علة فإن المفعل منه مكسور العين مثل موعد ومورد وموحل إلا ما شد مثل مورق اسم
موضع وموزن وموكل موضع وموهب وموظب اسمان لرجلين وموحد في العدد في أسماء ذكرت في
مواضعها وأما ما فاؤه حرف صحيح فله حكم آخر ذكر في غير هذا الموضع
مورق بالضم ثم السكون وفتح الراء والقاف موضع بفارس
مورة بالضم ثم السكون وفتح الراء حصن بالأندلس من أعمال طليطلة ينسب إليه إسماعيل
بن يونس الموري من قلعة أيوب أبو القاسم حدث عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن القاسم
الثغربي حدث عنه أبو عمرو الهرمزي
موريان بالضم ثم السكون وكسر الراء وياء وآخره نون قرية من نواحي خوزستان وإليها
ينسب أبو أيوب المورياني وزير المنصور واسمه سليمان بن أبي سليمان بن أبي مجالد
وقتله المنصور
موزار بالفتح ثم السكون وزاي وآخره راء حصن ببلاد الروم استجد عمارته هشام بن عبد
الملك وكان السبب في عمارته أن الروم عرضوا لرسول له في درب اللكام عند العقبة
البيضاء فعمره مسلحة للمسلمين ورتب فيه أربعين رجلا وجماعة من الجراجمة وأقام
ببغراس مسلحة وقد ذكره أبو فراس فقال وألهبن لهبي عرقة وملطية وعاد إلى موزار منهن
زائر وقال المتنبي وعادت فظنوها بموزار قفلا وليس لها إلا الدخول قفول
موزر بالضم وتشديد الزاي وراء كأنه مفعل من الوزر معدن الذهب بضرية من ديار كلاب
قال ابن مقبل أو تحل موزرا وموزر كورة بالجزيرة منها نصيبين الروم كذا أخبرني بعض
من رآها
موزع بفتح الزاي وهو شاذ في القياس كما ذكرنا في مورق موضع باليمن وهو المنزل
السادس لحاج عدن ودونها ترن وقال ابن الحائك فمن مدن تهائم اليمن موزع
موزن قياسه كسر الزاي وإنما جاء فتحها شاذا كما ذكرنا في مورق وآخره نون تل موزن
قد ذكر في موضعه وقد أفرد فقال كثير كأنهم قصرا مصابيح راهب بموزن روى بالسليط
ذبالها يجرون عرض العبقرية نخوة تمس الحواشي أو تلم خيالها
وهو بلد بالجزيرة
ثم ديار مضر معجمة الضاد فتحه عياض بن غنم صلحا وقيل موزن اسم امرأة سمي البلد بها
قال كثير فإن لا تكن بالشام داري مقيمة فإن بأجنادين منها ومسكن منازل لم يعف
التنائي قديمها وأخرى بميافارقين فموزن
موزور اسم المفعول من الوزر اسم لكورة بالأندلس تتصل أعمالها بأعمال قرمونة وهي عن
قرطبة بين الغرب والقبلة كثيرة الزيتون والفواكه بينهما وبين قرطبة عشرون فرسخا
وإليها ينسب أمية بن غالب الشاعر الموزوري وعبد السلام بن السمح بن نائل بن عبد
الله بن مجنون بن حارث بن عبد الله بن عبد العزيز الهراوي الموزوري يكنى أبا
سليمان رحل إلى المشرق وتردد هنالك مدة طويلة وسكن اليمن وسمع بمكة ابن الأعرابي
وبمصر أبا جعفر النحاس وأبا علي الآمدي اللغوي وغيرهم وسمع بجدة من الحسين بن
الحميد البحتري نوادر علي بن عبد العزيز وموطأ القعنبي وغير ذلك وقدم الأندلس وكان
حسن الخط بديعه وكان زاهدا صالحا وسكن المدينة الزهراء بقرطبة إلى أن مات بها قال
ابن الفرضي ترددت إليه زمانا وسمعت منه نوادر علي بن عبد العزيز ولم تكن عند أحد
من شيوخنا سواه وقرأت عليه كتاب الأبيات لسيبويه شرح النحاس وكتاب الكافي في النحو
له وغير ذلك وتوفي لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر سنة 783
موسل إن لم تكن الميم أصلية فهو شاذ كما يكون في مورق وهو أم موسل هضبة في بلادهم
والمسل السيلان
موسل إن لم تكن الميم أصلية فهو شاذ كما يكون في مورق وهو أم موسل هضبة في بلادهم
والمسل السيلان
موسياباذ قرية منسوبة إلى رجل اسمه موسى من نواحي همذان ينسب إليها أبو عبد الله
الحسين بن المظفر بن الحسين بن جعفر بن حمدان الواعظ الموسياباذي روى عن أبي
الحسين عبد الوهاب بن الحسين الكلابي الدمشقي وأبي علي الحسن بن سعيد البعلبكي
وأبي حاتم اللبان وأبي الحسين بن فارس وابن لال وأبي البركات وغيرهم روى عنه محمد
بن عثمان وأحمد بن طاهر القومساني وغيرهم قال شيرويه سمعت أبا بكر الأحباري يقول
أخرج الموسياباذي من همذان بسبب ما سبب عنه ثم عاد إليها وأحمد بن محمد بن أحمد
أبو العباس القاري الموسياباذي يعرف ببحر الهمذاني روى عن ابن جارجان وجماعة من
أهل همذان وقال ابن شيرويه سمعت منه القليل وتركت الرواية عنه لأني رأيت في كتاب
الإخوان لابن السني قد حل سماع محمد بن أحمد البقال من ابن فنجويه وجعله إلى أحمد
بن محمد القاري وكان كثير القراءة للقرآن عليه زي الفقراء من الصوف والفوطة ومات
في سنة 084 وأبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن الموسياباذي الصوفي الهمذاني
شيخ صالح ظريف حسن له رباط بهمذان يخدم فيه الصوفية بنفسه سمع أباه وأبا القاسم
الفضل بن أبي حرب الجرجاني وأبا الفتح عبدوس بن محمد بن عبدوس الهمذاني وأبا الفتح
عبد الغافر بن منصور السمسار الهمذاني وغيرهم كتب عنه أبو سعد وولادته في تاسع
محرم سنة 462 ومات بهمذان في رجب سنة 355
وموسياباذ قرية بالري منسوبة إلى موسى الهادي لأنه أحدثها عن الآبي
موسى بلفظ موسى اسم رجل حفر لبني ربيعة الجوع كثير الزرع والنخل ووادي موسى يذكر
في وادي
موش هكذا وجدته بضم
الميم وليس له في العربية أصل على هذا فإن فتح كان مصدر ماش الرجل كرمه يموشه موشا
إذا تتبع باقي قطوفه فأخذها وهو في موضعين أحدهما أعجمي بلدة من ناحية خلاط
بأرمينية والآخر جبل في بلاد طيء في شعر أبي جبلة حيث قال صبحنا طيئا في سفح سلمى
بكأس بين موش فالدلال قال الأبيوردي ويروى بين كحلة فالدلال وقال قال منبه بن حبيب
هي من جبلي طيء
موشوح بالفتح ثم السكون وشين معجمة وآخره مهمل اسم المفعول من الوشاح موضع في ديار
بني يربوع له ذكر في أيام الغطالي
موشوم اسم المفعول من الوشم وهي العلامة والشيء موشوم وهو اسم ماء لبني العنبر
بالفقي قاله السكوني في شرح قول جرير وابني شريك شريك اللؤم إذ نزلا بالجزع أسفل
من أطواء موشوم يا قبح الله عبدا من بني لجإ يأوي إلى نسوة رصع مداريم قال الحفصي
موشوم جبل وعنده قرية وهو لبني سحيم قال عبد الله بن الصمة أسقي الأجارع من نجد
فخص به سعد فبطن بليات فموشوم
موشة قرية من قرى الفيوم بمصر أتت إمارة مصر من عثمان بن عفان إلى عبد الله بن سعد
بن أبي سرح وعزل عمرو بن العاص وهو بها وكان واليا على الصعيد
موشيل بالشين المعجمة وآخره لام قرية بأذربيجان
الموشية بالضم وتشديد الياء من الوشي إن كان عربيا هي قرية كبيرة جامعة في غربي
النيل من الصعيد
الموصل بالفتح وكسر الصاد المدينة المشهورة العظيمة إحدى قواعد بلاد الإسلام قليلة
النظير كبرا وعظما وكثرة خلق وسعة رقعة فهي محط رحال الركبان ومنها يقصد إلى جميع
البلدان فهي باب العراق ومفتاح خراسان ومنها يقصد إلى أذربيجان وكثيرا ما سمعت أن
بلاد الدنيا العظام ثلاثة نيسابور لأنها باب الشرق ودمشق لأنها باب الغرب والموصل
لأن القاصد إلى الجهتين قل ما يمر بها قالوا وسميت الموصل لأنها وصلت بين الجزيرة
والعراق وقيل وصلت بين دجلة والفرات وقيل لأنها وصلت بين بلد سنجار والحديثة وقيل
بل الملك الذي أحدثها كان يسمى الموصل وهي مدينة قديمة الأس على طرف دجلة ومقابلها
من الجانب الشرقي نينوى وفي وسط مدينة الموصل قبر جرجيس النبي وقال أهل السير إن
أول من استحدث الموصل راوند بن بيوراسف الازدهاق وقال حمزة كان اسم الموصل في أيام
الفرس نوأردشير بالنون أو الباء ثم كان أول من عظمها وألحقها بالأمصار العظام وجعل
لها ديوانا برأسه ونصب عليها جسرا ونصب طرقاتها وبنى عليها سورا مروان بن محمد بن
مروان بن الحكم آخر ملوك بني أمية المعروف بمروان الحمار والجعدي وكان لها ولاية
ورساتيق وخراج مبلغه أربعة آلاف ألف درهم والآن فقد عمرت وتضاعف خراجها وكثر دخلها
قالت القدماء ومن أعمال الموصل الطبرهان والسن والحديثة والمرع وجهينة والمحلبية
ونينوى وبارطلى وباهذرا وباعذرا وحبتون وكرمليس والمعلة ورامين
وباجرمى ودقوقا
وخانيجار
والموصلان الجزيرة والموصل كما قيل البصرتان والمروان قال الشاعر وبصرة الأزد منا
والعراق لنا والموصلان ومنا الحل والحرم وكثيرا ما وجدت العلماء يذكرون في كتبهم
أن الغريب إذا أقام في بلد الموصل سنة تبين في بدنه فضل قوة وإن أقام ببغداد سنة
تبين في عقله زيادة وإن أقام بالأهواز سنة تبين في بدنه وعقله نقص وإن أقام بالتبت
سنة دام سروره واتصل فرحه وما نعلم لذلك سببا إلا صحة هواء الموصل وعذوبة مائها
ورداءة نسيم الأهواز وتكدر جوه وطيبة هواء بغداد ورقته ولطفه فأما التبت فقد خفي
علينا سببه وليس للموصل عيب إلا قلة بساتينها وعدم جريان الماء في رساتيقها وشدة
حرها في الصيف وعظم بردها في الشتاء فأما أبنيتهم فهي حسنة جيدة وثيقة بهية المنظر
لأنها تبنى بالنورة والرخام ودورهم كلها آزاج وسراديب مبنية ولا يكادون يستعملون
الخشب في سقوفهم البتة وقل ما عدم شيء من الخيرات في بلد من البلدان إلا ووجد فيها
وسورها يشتمل على جامعين تقام فيهما الجمعة أحدهما بناه نور الدين محمود وهو في
وسط السوق وهو طريق للذاهب والجائي مليح كبير والآخر على نشز من الأرض في صقع من
أصقاعها قديم وهو الذي استحدثه مروان بن محمد فيما أحسب وقد ظلم أهل الموصل
بتخصيصهم بالنسة إلى اللواط حتى ضربوا بهم الأمثال قال بعضهم كتب العذار على صحيفة
خده سطرا يلوح لناظر المتأمل بالغت في استخراجه فوجدته لا رأي إلا رأي أهل الموصل
ولقد جئت البلاد ما بين جيحون والنيل فقل ما رأيته يخرج عن هذا المذهب فلا أدري لم
خص به أهل الموصل وقال السري بن أحمد الرفاء الشاعر الموصلي يتشوقها سقى ربى
الموصل الفيحاء من بلد جود من المزن يحكي جود أهليها أأندب العيش فيها أم أنوح على
أيامها أم أعزي في لياليها أرض يحن إليها من يفارقها ويحمد العيش فيها من يدانيها
قال بطليموس مدينة الموصل طولها تسع وستون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة وعشرون
دقيقة طالعها بيت حياتها عشرون درجة من الجدي تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان
يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان في
الإقليم الرابع ومن بغداد إلى الموصل أربعة وسبعون فرسخا وأما من ينسب إلى الموصل
من أهل العلم فأكثر من أن يحصوا ولكن نذكر من أعيانهم وحفاظهم ومشهورهم ما ربما
احتيج إلى كثير من الوقت عند الكشف عنهم منهم عبد العزيز بن حيان بن جابر بن حريث
أبو القاسم الأزدي الموصلي سمع الكثير ورحل فسمع بدمشق من هشام بن عمار ودحيم بن إبراهيم
وبحمص من محمد بن مصفى وبعسقلان الحسن بن أبي السري العسقلاني وبمصر محمد بن رمح
وحدث عنهم وعن العباس بن سليم وأبان بن سفيان وإسحاق بن عبد الواحد ومحمد بن علي
بن خداش وغسان بن الربيع ومحمد بن عبد الله بن منير وأبي بكر بن أبي شيبة الكوفيين
وأبي جعفر عبد الله بن محمد البقيلي وأحمد بن عبد الملك وافد الحرانيين روى عنه
ابناه أبو
جابر زيد وإبراهيم
أبو عوانة الأسفرايينيان وقال أبو زكرياء يزيد بن محمد بن إياس الأزدي في كتاب
طبقات محدثي أهل الموصل عبد العزيز بن حيان بن جابر بن حريث المعولي ومعولة من
الأزد كان فيه فضل وصلاح وطلب الحديث ورحل فيه وأكثر الكتابة سمع من المواصلة
والكوفيين والحرانيين والجزريين وغيرهم وكتب بالشام وصنف حديثه وحدث الناس عنه
دهرا طويلا وتوفي سنة 261 وأبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى بن عيسى بن
هلال التميمي الموصلي الحافظ
موضوع موضع في قول البعيث الجهني ونحن وقعنا في مزينة وقعة غداة التقينا بين غيق
وعيهما ونحن جلبنا يوم قدس أوارة قبائل خيل تترك الجو أقتما ونحن بموضوع حمينا
ديارنا بأسيافنا والسبي أن يتقسما
موظب بالفتح ثم السكون والظاء معجمة مفتوحة والباء موحدة هو من واظبت على شيء إذا
لازمته وداومت عليه وإما من قولهم روضة موظوبة إذا ألح عليها في الرعي والأصل واحد
وهو شاذ لأن قياسه موظب بكسر الظاء كما ذكرنا في مورق وهو اسم موضع قال بعضهم كذبت
عليكم أو عدوني وعللوا بي للأرض والأقوام قردان موظبا
الموفقي بالضم ثم الفتح منسوب إلى الموفق أبي أحمد الناصر لدين الله بن المتوكل
على الله وأخي المعتمد على الله ووالد المعتضد بالله وكان قد ولي عهد وأخيه وهو
نهر كبير حفره الموفق قصبة أعلاه بزوفر وقصبة أسفله خسروسابور قرب واسط وخسروفيروز
الموفية قال الحفصي عن الأصمعي بلاد بالمياه يقال لها الموفية فيها نخيلات
الموفيات بالضم ثم السكون وكسر الفاء من أوفى يوفي بمعنى وفى يفي جبل من جبال بني
جعفر بالحمى بنجد قال ألا هل إلى شرب بناصفة الحمى وقيلولة بالموفيات سبيل
موقان بالضم ثم السكون والقاف وآخره نون قال ابن الكلبي موقان وجيلان وهما أهل
طبرستان ابنا كماشح بن يافث بن نوح عليه السلام وأهله يسمونه موغان بالغين المعجمة
وهي عجمية ويجوز أن يجعل جمعا للموق وهو الحمق ولاية فيها قرى ومروج كثيرة تحتلها
التركمان للرعي فأكثر أهلها منهم وهي بأذربيجان يمر القاصد من أردبيل إلى تبريز في
الجبال قال أعرابي في أبيات ذكرت في قنسرين يؤمون بي موقان أو يقذفون بي إلى الري
لا يسمع بذلك سامع وقال الشماخ بن ضرار الثعلبي الغطفاني وذكرني أهل القوادس أنني
رأيت رجالا واجمين بأجمال وغيب عن خيل بموقان أسلمت بكير بني الشداخ فار أطلال لقد
كان يروي سيفه وسنانه من العنق الداني إلى الحجر البالي وقد علمت خيل بموقان أنه
هو الفارس الحامي إذا قيل تنزال
موقان بالضم ثم السكون والقاف وآخره نون قال ابن الكلبي موقان وجيلان وهما أهل
طبرستان ابنا كماشح بن يافث بن نوح عليه السلام وأهله يسمونه موغان بالغين المعجمة
وهي عجمية ويجوز أن يجعل جمعا للموق وهو الحمق ولاية فيها قرى ومروج كثيرة تحتلها
التركمان للرعي فأكثر أهلها منهم وهي بأذربيجان يمر القاصد من أردبيل إلى تبريز في
الجبال قال أعرابي في أبيات ذكرت في قنسرين يؤمون بي موقان أو يقذفون بي إلى الري
لا يسمع بذلك سامع وقال الشماخ بن ضرار الثعلبي الغطفاني وذكرني أهل القوادس أنني
رأيت رجالا واجمين بأجمال وغيب عن خيل بموقان أسلمت بكير بني الشداخ فار أطلال لقد
كان يروي سيفه وسنانه من العنق الداني إلى الحجر البالي وقد علمت خيل بموقان أنه
هو الفارس الحامي إذا قيل تنزال
موقر بالضم ثم
الفتح وتشديد القاف وفتحها يجوز أن يكون مفعلا من الوقر وهو الثقل الذي يحمل على
الظهر ويجوز أن يكون من التوقير وهو التعظيم اسم موضع بنواحي البلقاء من نواحي
دمشق وكان يزيد بن عبد الملك ينزله قال جرير أشاعت قريش للفرزدق خزية وتلك الوفود
النازلون الموقرا عشية لاقى القين قين مجاشع هزبرا أبا شبلين في الغيل قسورا وقال
كثير سقى الله حيا بالموقر دارهم إلى قسطل البلقاء ذات المحارب قال الحافظ أبو
القاسم الوليد بن محمد الموقري أبو بشير القرشي مولى يزيد بن عبد الملك من أهل
الموقر حصن بالبلقاء روى عن الزهري وعطاء الخراساني وثور بن يزيد روى عنه الوليد
بن مسلم وأبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني والحكم بن موسى وسويد بن سعيد وأبو
الطاهر موسى بن عطاء المقدسي وغيرهم وقال عبد الله بن أحمد سألت أبي عن الموقري
فقال ما أظنه ثقة ولم يحمده وقال إبراهيم بن يعقوب السعدي الوليد بن محمد الموقري
غير ثقة يروي عن الزهري عدة أحاديث ليس لها أصول وقال محمد بن عوف الحمصي الوليد
الموقري ضعيف كذاب وقال محمد بن المصفى مات الوليد بن محمد الموقري سنة 282 قبل
شهر رمضان وقال عتبة بن سعيد بن الرخس مات الموقري سنة 182 وقد صرح الشاعر بأن
الموقر من أرض الشام أذنت علي اليوم إذ قلت إنني أحب من أهل الشام أهل الموقر
بهاليل شهم عصمة الناس كلهم إذا الناس جالوا جولة المتحير وقال كثير عزة أقول إذ
الحيان كعب وعامر تلاقوا ولفتنا هناك المناسك جزى الله حيا بالموقر نضرة وجادت
عليه الرائحات الهواتك بكل حثيث الوبل زهر غمامه له درر بالقسطلين مواسك
موقع بالفتح ثم السكون وفتح القاف شاذ كما قلنا في مورق كأنه من الوقوع موضع
الموقعة قال عرام وحذاء أبلى جبل يقال له ذو الموقعة من شرقيها وهو جبل معدن بني
سليم يكون فيه اللازورد كثيرا وفي أسفله من شرقيه بئر يقال لها الشقيقة
موقوع اسم المفعول من وقع يقع إذا سقط هو ماء بناحية البصرة قتل به أبو سعيد
المثنى الخارجي العبدي كان قدم من البحرين في زمن الحجاج وخرج بهذا الموضع يحكم
فخرج إليه الحكم بن أيوب بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي صاحب شرطة البصرة فقتله
وأصحابه
الموقف مفعل من وقف يقف محلة بمصر ينسب إليها أبو جرير الموقفي المصري يروي عن
محمد بن كعب القرظي روى عنه عبد الله بن وهب وسعيد بن كثير وعفير وهو منكر الحديث
الموقق بفتح أوله وقافين الأولى مفتوحة لا أدري ما أصله قال أبو عبيد الله السكوني
قرية ذات نخل وزرع لجرم في أجإ أحد جبلي طيء وقيل موقق ماء لبني عمرو بن الغوث صار
لبني
شمجى إلى اليوم قال
زيد الخيل الطائي ونحن ملأنا جو موقق بعدكم بني شمجى خطية وحوافرا وكل كميت
كالقناة طمرة وكل طمر يحسب الغوط حاجرا فأجابه جبلة بن مالك بن كلثوم بن شيماء من
بني شمجى بن جرم ما إن ملأتم جو موقق بعدنا ولا جبأها إلا غريبا مجاورا مجاور
جيران أساءت جوارهم فألفوك مشؤوم النقيبة فاجرا ورثت من اللخناء قوشة عذرة ومهبلها
قد كان قبلك خادرا قوشة أم زيد الخيل ومهبلها رحمها
موكل مثل مورق في الشذوذ وقياسه موكل بالكسر وهو من قولهم رجل وكل إذا كان ضعيفا
وهو موضع باليمن ذكره لبيد فقال يصف الليالي وغلبن أبرهة الذي ألفينه قد كان خلد
فوق غرفة موكل قيل هو رجل
مولتان بضم أوله وسكون ثانيه واللام يلتقي فيه ساكنان وتاء مثناة من فوق وآخره نون
وأكثر ما يسمع فيه ملتان بغير واو وأكثر ما يكتب كما ههنا بلد في بلاد الهند على
سمت غزنة قالا الإصطخري وأما المولتان فهي مدينة نحو نصف المنصورة ويسمى فرج بيت
الذهب وبها صنم تعظمه الهند وتحج إليه من أقصى بلدانها ويتقرب إلى الصنم في كل عام
بمال عظيم ينفق على بيت الصنم والمعتكفين عليه منهم وسمي المولتان بهذا الصنم وبيت
هذا الصنم قصر مبني في أعمر موضع بسوق المولتان بين سوف العاجيين وصف الصفارين وفي
وسط هذا القصر قبة فيها الصنم وحوالي القبة بيوت يسكنها خدم هذا الصنم ومن يعتكف
عليه وليس أهل المولتان من الهند والسند يعبدون الصنم وليس يعبده إلا الذين هم في
القصر والصنم على صورة إنسان جالس متربع على كرسي من جص وآجر وقد ألبس جميع بدنه
جلدا يشبه السختيان الأحمر لا يبين من جثته شيء إلا عيناه فمنهم من يزعم أن بدنه
خشب ومنهم من يزعم غير ذلك إلا أن بدنه لا يترك أن ينكشف ألبتة وعيناه جوهرتان
وعلى رأسه إكليل ذهب وهو متربع على ذلك السرير وقد مد ذراعيه على ركبتيه وجعل كلتا
يديه كما يعقد في الحساب أربعة قد لف البنصر والوسطى وبسط الخنصر والسبابة وعامة
ما يحمل إلى هذا الصنم من المال فإنما يأخذه أمير المولتان وينفق على السدنة منه
ويرفع الباقي لنفسه وإذا قصدهم الهند بحرب أو انتزاع البلد أخرجوا الصنم وأظهروا
كسره وإحراقه فيرجعون عنهم ولولا ذلك لخربوا المولتان وعلى المولتان حصن منيع وهي
خصبة إلا أن المنصورة أخصب منها وأعمر وإنما سمي المولتان فرج بيت الذهب لأنها
فتحت في أول الإسلام وكان بالمولتان ضيق وقحط فوجدوا فيها ذهبا كثيرا فاتسعوا به
قال وخارج المولتان على نصف فرسخ أبنية كثيرة تسمى جندراون وهي معسكر الأمير لا
يدخل الأمير منها إلى المولتان إلا يوم الجمعة فإنه يركب الفيل ويدخل المدينة
لصلاة الجمعة وأميرهم قرشي من نسل سامة بن لؤي وقد تغلب عليها ولا يطيع صاحب
المنصورة ولا غيره إنما يخطب للخليفة وذكر أهل السير أن الكرك وهم
شراة كفار تلك الناحية سبوا نسوة من المسلمين فصاحت امرأة منهم
يا حجاجاه فبلغه ذلك فأرسل إلى داهر ملك الديبل وأمره على الغزو لهؤلاء الذين سبوا
النسوة فحلف أنه لا طاعة له على الذين أخذوهن فاستأذن عبد الملك في غزوه فلم يأذن
له فلما ولي الوليد استأذنه فأذن له فبعث لذلك محمد بن القاسم بن أبي عقيل ابن عمه
فقتل داهر وفتح مولتان من بلاد الهند ومات الوليد وولي سليمان فبعث إلى محمد وضربه
بالسياط وألبسه المسوح لعداوة كانت بينهما وكان أنفق في الغزوة خمسين ألف ألف درهم
حتى فتح الهند فاسترجع النفقة وزيادة مثلها فالهند من فتوح الوليد بن عبد الملك
وهذه البلاد منذ ذلك الوقت بيد المسلمين إلى الآن
مولس بالضم ثم السكون وضم اللام والسين مهملة حصن من إقليم القاسم من أعمال طليطلة
المولة بالضم ثم السكون واللام قال أبو عمرو هي العنكبوت والمولة والمننة والليث
والشبث بمعنى وهو اسم عين تبوك عن أبي سعد وأنشد ملأى من الماء كعين المولة يعني
أن عينه مملوءة من الدمع كعين تبوك في غزارتها
المونسة بالضم ثم السكون وكسر النون واشتقاقها مفهوم قرية على مرحلة من نصيبين
للقاصد إلى الموصل بها خان تبرع بعمله رجل من التجار يقال له سيابوقه الديبلي عمله
في حدود سنة 651 وفي تاريخ دمشق أن إبراهيم بن مياس بن مهري بن كامل بن الصيقل بن
أحمد بن ورد بن زياد بن عبيد بن شبيب بن فقيع بن الأعور بن قشير بن كعب بن ربيعة
بن عامر بن صعصعة أبا إسحاق بن أبي رافع القشيري سمع أبا بكر الخطيب وأبا القاسم
الحنائي وأبا عبد الله بن سلوان وأبا الحسن بن أبي الحديد عبد العزيز الكناني
بدمشق وسمع ببغداد القاضي أبا الحسن المهتدي وأحمد بن محمد بن المنقور وأبا نصر
الزينبي وأبا إسحاق الفيروزاباذي الإمام سمع منه أبو الحسين أخي وأبو محمد بن صابر
ذكر أبو محمد بن صابر أنه سأله عن مولده فقال ولدت في جمادى الآخرة سنة 346
بالمونسة من أرض الشط ومات في ثالث شعبان سنة 105 بدمشق وبها نهران جاريان وهي
منزل القوافل وهي ملك لقوم من التركمان يقال لهم بنو المراق
المونسية قرية بالصعيد على شرقي النيل دون قوص بيوم أنشأها مونس الخادم مملوك
المعتضد في أيام المقتدر بالله أيام قدومه مصر لقتال المغاربة
مونة بالفتح ثم السكون ونون قرية من قرى همذان ينسب إليها أبو مسلم عبد الرحمن بن
عمر بن أحمد بن عمرالصوفي الموني حدث عن أبيه وأبي الفضل محمد بن عثمان القومساني
بالإجازة ذكره أبو سعد في شيوخه وكانت ولادته سنة 464 وتوفي في حدود سنة 045
موهبة حصن من أعمال صنعاء وهي الآن بيد ابن الهرش
مويسل بالضم ثم الفتح تصغير ماسل وقد تقدم ماء في بلاد طيء قال واقد بن الغطريف
الطائي وكان قد مرض فحمي الماء واللبن وقال أبو محمد الأسود هذا الشعر لزيادة بن
بجدل الطريفي الطائي يقولون لا تشرب نسيئا فإنه إذا كنت محموما عليك وخيم لئن لبن
المعزى بماء مويسل بغاني داء إنني لسقيم=
ج10.[ معجم البلدان - ياقوت الحموي]
وقائله لا تبعدن
ابن بجدل إذا ضاق هم أو ألم خصيم وأقصى مداك العمر والموت دونه وليس بمعقود عليك
تميم وقال أعرابي آخر ألم تر أن الريح بين مويسل وجاوا إذا هبت عليك تطيب بلاد
لبست اللهو فيها مع الصبا لها في فؤادي ما حييت نصيب
المويقع بلفظ تصغير موقع ومويقع هو موضع بين الشام والمدينة كذا في شرح شعر عدي بن
الرقاع العاملي صادتك أخت بني لؤي إذ رمت وأصاب سهمك إذ رميت سواها وأعارها
الحدثان منك مودة وأعير غيرك ودها وهواها بيضاء تستلب الرجال عقولهم عظمت روادفها
ودق حشاها يا شوق ما بك يوم بان حدوجهم من ذي المويقع غدوة فرآها
باب الميم والهاء وما يليهما
مهاباذ بالفتح وبعد الألف باء موحدة وآخره ذال معجمة تفسيرها عمارة القمر وأباذ
عمارة ولذلك تقول العجم أباذان أي عامر قرية مشهورة بين قم وأصبهان ينسب إليها
أحمد بن عبد الله المهاباذي النحوي مصنف شرح اللمع أخذه عن عبد القاهر الجرجاني
مهايع كأنه جمع مهيع وهو الطريق الواضح قرية كبيرة غناء بتهامة بها ناس كثير ومنبر
بقرب ساية وواليها من قبل أمير المدينة
المهجم بلد وولاية من أعمال زبيد باليمن بينها وبين زبيد ثلاثة أيام ويقال
لناحيتها خزاز وأكثر أهلها خولان من أعلاها وأسافلها وشمالها بعد السردد
مهجور بالجيم ماء من نواحي المدينة قال بروضة الجرجين من مهجور تربعت في عازب نضير
مهجرة بالفتح ثم السكون وجيم مفتوحة يجوز أن يكون اسما لبقعة من هجر يهجر إذا
تباعد أو من هجر يهجر إذا هذى أو من قولهم هجرت البعير أهجره هجرا وهو أن تشد حبلا
في رسغ رجله ثم يشد إلى حقوه ومهجرة بلدة في أول أعمال اليمن بينها وبين صعدة
عشرون فرسخا
المهدية بالفتح ثم السكون في موضعين إحداهما بإفريقية والأخرى اختطها عبد المؤمن
بن علي قرب سلا فأما المهدي ففي اشتقاقه عندي أربعة أوجه أحدها أن يكون من المهدي
بفتح ميمه ويعني أنه هو مهتد في نفسه لا أنه هداه غيره ولو كان ذلك لكان المهدي
بضم الميم
كقولك المرمي والمكري والملقي ولو كان يفعل ذلك بغيره لضمت الميم وليس الضم والفتح
للتعدية وغير التعدية فإن الأصمعي يقول هداه يهديه في الدين هدى وهداه يهديه هداية
إذا دله على الطريق وهديت العروس فأنا أهديها هداء وأهديت الهدية إهداء وأهديت
الهدي هذان الأخيران بالألف والأول كما تراه ثلاثيا متعديا فلا يفتقر إلى زيارة
ألف التعدية فهو بمنزلة اسم الزمان والمكان وإن كان اسم رجل لأنك إذا قلت مضرب أو
مشرب إنما المراد موضع
الضرب والشرب ومحلهما فكذلك هذا المسمى المراد أنه موضع الهدي ومحله ويجوز أن يكون المهدي منسوبا إلى اسم مكان الهدي كما أن مضربي منسوب إلى اسم مكان الضرب والقياس هدى يهدي والمكان مهدي بتصحيح الياء كما أن قاض أصله قاضي بتصحيح الياء مثل مضرب سواء ولكنهم استثقلوا الخروج من الكسر إلى الضم كما استثقلوا في القاضي والغازي فعدلوا إلى الأخف فقالوا مهدى كما قالوا مغزى فصار مقصورا لا يحتمل ما تحتمله الياء من التحريك في النصب فلزم طريقة واحدة وأعيدت الياء في القاضي إلى أصلها لما أمن الثقل عليها فإن قيل فهلا فروا في القاضي والغازي إلى القصر وألزموه طريقة واحدة قلنا إنما فروا من الثقل ولو قالوا قاضا لصار بعد الضاد ألف وقبلها ألف وصار في زنة الفعل من قاضيت ففروا إلى الأخف لكنهم لما نسبوا إليهما ردوهما إلى الأصل الواحد في رأيي فقالوا قاضي ومهدي فكسروا الدال التي في مهدي وشددوا ياء النسبة وإن كان الأشهر الأكثر قاضوي ومهدوي ومغزوي إلا أن ذلك هو الأولى على أصلنا فهذا هو وجه حسن في تعليل من قال قاضي ومغزي لا مطعن للمنصف فيه والوجه الثاني وهو الذي يراه النحويون في هذا أن المهدي هو اسم المفعول من هدى يهدي فهو مهدي مثل ضرب يضرب فهو مضروب فعلى هذا أصله مهدوي بفتح أوله وسكون ثانيه وضم الدال وسكون واوه وتصحيح يائه بوزن مضروب فاستثقلوا الخروج من الواو الساكنة إلى الياء فأدغموا الواو في الياء فصارت ياء مشددة فكسرت لها الدال فصار مهدي مثل مرمي ومشوي ومقلي والوجه الثالث أن يكون منسوبا إلى المهد تشبيها له بعيسى عليه السلام فإنه تكلم في المهد فضيلة اختص بها وإنه يأتي في آخر الزمان فيهدي الناس من الضلالة ويردهم إلى الصواب وهذه المدينة بإفريقية منسوبة إلى المهدي وبينها وبين القيروان مرحلتان القيروان في جنوبيها والثياب السوسية المهدوية إليها تنسب وقد اختطها المهدي واختلف في نسبه فأكثر أهل السير الذين لم يدخلوا في رعيتهم وبعض رعيتهم الذين كانوا يخفون أمرهم يزعمون أنه كان ابن يهودي من أهل سلمية الشام وتزوج القداح الذي كان أصل هذه الدعوة بأمه فرباه إلى أن حضرته الوفاة ولم يكن له ولد فعهد إليه وعلمه الدعوة وكان اسمه سعيدا فلما صار الأمر إليه سمي عبيد الله وقال قوم قليلون إنه ولد القداح نفسه في قصص طويلة وقال من صحح نسبه إنه أحمد بن إسماعيل الثاني بن محمد بن إسماعيل الأكبر بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قدم إفريقية فملكها وأقام بالقيروان مدة ثم خط المهدية وهي على ساحل بحر الروم داخلة فيه ككف على زند عليها سور عال محكم كأعظم ما يكون يمشي عليه فارسان عليها باب من حديد مصمت مصراع واحد تأنق المهدي في عمله وقال بعض أهل المعرفة بأخبارهم في سنة 003 خرج المهدي بنفسه إلى تونس يرتاد لنفسه موضعا يبني فيه مدينة خوفا من خارج يخرج عليه وأراد موضعا حصينا حتى ظفر بموضع المهدية وهي جزيرة متصلة بالبر كهيئة كف متصلة بزند فتأملها فوجد فيها راهبا في مغارة فقال له بم يعرف هذا الموضع فقال هذا يسمى جزيرة الخلفاء فأعجبه هذا الاسم فبناها وجعلها دار مملكته وحصنها بالسور المحكم والأبواب الحديد المصمت وجعل في كل مصراع من الأبواب مائة قنطار ولها بابان بأربعة مصاريع لكل باب منها دهليز يسع خمسمائة فارس
وكان شروعه في اختطاطها لخمس خلون من ذي القعدة سنة 303 وقال أبو عبيد البكري كان شروعه فيها سنة 003 وكمل سورها في سنة خمس وانتقل إليها سنة ثمان في شوال ولم تزل دار مملكة لهم إلى أن ولي الأمر إسماعيل بن أبي القاسم سنة 44 فسار إلى القيروان محاربا لأبي يزيد واتخذ مدينة صبرة واستوطنها بعد أبيه معد وعمل فيها مصانع واحتفر أبيارا وبنى فيها قصورا عالية قال بطليموس مدينة برقة وهي المهدية طولها اثنتان وثلاثون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة داخلة في الإقليم الرابع طالعها العقرب تحت اثنتي عشرة درجة منزلها من قلب العقرب الجناح الأيمن ولها ممسك العنان ولها جبهة الليث تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها اثنتي عشرة درجة من الجدي وقال أبو عبيد البكري جعل لمدينتها بابا حديد لا خشب فيهما كل باب وزنه ألف قنطار وطوله ثلاثون شبرا كل مسمار من مساميره ستة أرطال وجعل فيها من الصهاريج العظام وأهل تلك النواحي يسمونها مواجل ثلثمائة وستين موجلا غير ما يجري إليها من القناة التي فيها والماء الجاري الذي بالمهدية جلبه عبيد الله من قرية ميانش وهي على مقربة من المهدية في أول أقداس ويصب في المهدية في صهريج داخل المدينة عند جامعها ويرفع من الصهريج إلى القصر بالدواليب وكذلك يسقي أيضا من قرية ميانش من الآبار بالدواليب يصب في محبس يجري منه في تلك القناة قال ومرسى المهدية منقور في حجر صلد يسع ثلاثين مركبا على طرفي المرسى برجان بينهما سلسلة حديد فإذا أريد إدخال سفينة أرسل حراس البرجين أحد طرفي السلسلة حتى تدخل السفينة ثم يمدونها كما كانت تحبيسا لها ولما فرغ من إحكام ذلك قال اليوم أمنت على الفاطميات يعني بناته وارتحل إليها وأقام بها ثم عمر فيها الدكاكين ورتب فيها أرباب المهن كل طائفة في سوق فنقلوا إليها أموالهم فلم استقام ذلك أمر بعمارة مدينة أخرى إلى جانب المهدية وجعل بين المدينتين قدر طول ميدان وأفردها بسور وأبواب وحفظة وسماها زويلة وأسكن أرباب الدكاكين من البزازين وغيرهم فيها بحرمهم وأهاليهم وقال إنما فعلت ذلك لآمن غائلتهم وذاك أن أموالهم عندي وأهاليهم هناك فإن أرادوني بكيد وهم بزويلة كانت أموالهم عندي فلا يمكنهم ذلك وإن أرادوني بكيد وهم بالمهدية خافوا على حرمهم هناك وبنيت بيني وبينهم سورا وأبوابا فأنا آمن منهم ليلا ونهارا لأني أفرق بينهم وبين أموالهم ليلا وبينهم وبين حرمهم نهارا وشرب أهلها من الآبار والصهاريج ومهما ذكرنا من حصانتها فإن أحوال ملوكها تناقضت حتى أفضى الأمر إلى أن أنفذ روجار صاحب صقلية جرجي إليها في سنة 345 فأخلاها الحسن بن علي بن يحيى بن تميم بن المعز بن باديس وخرج هاربا حتى لحق بعبد المؤمن وبقيت في يد الأفرنج اثنتي عشرة سنة حتى قدم عبد المؤمن في سنة 555 إلى إفريقية فأخذ المهدية في أسرع وقت فهي في يد أصحابه إلى يومنا هذا ولم تغن حصانتها في جنب قضاء الله شيئا وينسب إلى المهدية جماعة وافرة من العلماء في كل فن منهم أبو الحسن علي بن محمد بن ثابت الخولاني المعروف بالحداد المهدوي القائل قالت وأبدت صفحة كالشمس من تحت القناع بعت الدفاتر وهي آ خر ما يباع من المتاع
فأجبتها ويدي على
كبدي وهمت بانصداع لا تعجبي فيما رأي ت فنحن في زمن الضياع
مهرات بلد بنجد من أرض مهرة قرب حضرموت
المهراس بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره سين مهملة المهراس موضعان أحدهما موضع
باليمامة كان من منازل الأعشى وفيه يقول شاقتك من قبلة أطلالها بالشط فالوتر إلى
حاجر فركن مهراس إلى مارد فقاع منفوحة ذي الحائر قالوا كان الأعشى ينزل هذا الشق
من اليمامة والمهراس حجر مستطيل يتوضأ منه وفي حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إذا أراد أحدكم الوضوء فليفرغ على يديه من إنائه ثلاثا فقال له قين
الأشجعي فإذا أتينا مهراسكم كيف نصنع أراد بالمهراس هذا الحجر المنقور الذي لا
يقله الرجال والمهراس فيما ذكره المبرد ماء بجبل أحد وروي أن النبي صلى الله عليه
و سلم عطش يوم أحد فجاءه علي رضي الله عنه وفي درقته ماء من المهراس فعافه وغسل به
الدم عن وجهه
قال عبيد الله الفقير إليه ويجوز أن يكون جاءه بماء من الحجر المنقور المسمى
بالمهراس ويجوز أن يكون علما لهذا الحجر سمي به لثقله لما أنه يقع على الشيء
فيهرسه وليس كل حجر منقور مستطيل مهراسا والله أعلم وقال سديف بن ميمون يذكر حمزة
وكان دفن بالمهراس لا تقيلن عبد شمس عثارا واقطعن كل رقلة وغراس أقصهم أيها
الخليفة واحسم عنك بالسيف شأفة الأرجاس واذكرن مقتل الحسين وزيد وقتيلا بجانب
المهراس هو حمزة بن عبد المطلب
مهران بالكسر ثم السكون وراء وآخره نون اسم أعجمي موضع لنهر السند قال حمزة وأصله
بالفارسية مهران روذ وهو واد يقبل من الشرق آخذا على جهة الجنوب متوجها إلى جهة
المغرب حتى يقع في أسفل السند ويصب في بحر فارس وهو نهر عظيم بقدر دجلة تجري فيه
السفن ويسقي بلادا كثيرة ويصب في البحر عند الديبل قال الإصطخري وبلغني أن مخرج
مهران من ظهر جبل يخرج منه بعض أنهار جيحون فيظهر مهران بناحية الملتان على حد
سمندور والرور ثم على المنصورة ثم يقع في البحر شرقي الديبل وهو نهر كبير عذب جدا
ويقال إن فيه تماسيح مثل ما في النيل وهو مثله في الكبر وجريه مثل جريه ويرتفع على
وجه الأرض ثم ينضب فيزرع عليه مثل ما يزرع بأرض مصر والسندروذ نهر آخر هناك ذكر في
موضعه
مهربارات من قرى أصبهان كان ينزلها محمد بن أحمد بن عبد الله بن جره المهربرتي سمع
منه بها قتيبة بن سعيد
مهربانان بالكسر ثم السكون وفتح الراء وباء موحدة وبعد الألف نون وآخره نون والمهر
بالفارسية له معنيان أحدهما هو الشمس ومهر معناه المحبة والشفقة من قرى مرو
مهربندقشاي والعامة
يسمونها بندكشاي بباء موحدة ونون ودال والقاف والشين قرية على ثلاثة فراسخ من مرو
ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الحسين المهربندقشائي
مهرجان قذق ثلاث كلمات بكسر أوله وسكون ثانيه ثم راء فهذا معناه الشمس أو المحبة
والشفقة ثم جيم وبعد الألف نون وهذا معناه النفس أو الروح ثم قاف مفتوحة وقد تضم
وذال معجمة وقاف أخرى وأظنه اسم رجل فيكون معناه محبة أو شمس نفس قذق وهي كورة
حسنة واسعة ذات مدن وقرى قرب الصيمرة من نواحي الجبال عن يمين القاصد من حلوان
العراق إلى همذان في تلك الجبال
مهرجان معناه بالفارسية فرح النفس قد يسقط من الكورة المذكورة آنفا قذق فيقال
مهرجان فقط قال أبو سعد مهرجان قرية بأسفرايين لقبها بذلك كسرى قباذ بن فيروز والد
كسرى أنو شروان لحسنها وخضرتها وصحة هوائها ينسب إليها جماعة من العلماء منهم أبو
بكر محمد بن عبد الله بن مهدي المهرجاني النيسابوري سمع محمد بن يحيى الذهلي ومحمد
بن رجاء وعمر بن شبة وأبا سعيد الأشج وغيرهم روى عنه أبو علي الحافظ وغيره
ومهرجان قرية بين أصبهان وطبس كبيرة بها جامع وقد خرجت
مهرجمين قد ذكرنا معنى مهر ثم جيم مفتوحة وميم مكسورة وياء ساكنة ونون من قرى
جرجان
مهرقان بالقاف وآخره نون من قرى الري عن أبي سعد ينسب إليها خضر أبو عمر المهرقاني
الرازي يروي عن عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان وأبي داود الطيالسي وكان
صدوقا روى عنه أبو حاتم الرازي
مهروان بالواو وآخره نون كورة في سهل طبرستان بينها وبين سارية عشرة فراسخ وبها
مدينة ذات منبر وكان يكون بها قائد في ألف رجل مسلحة وقد نسب بهذه النسبة يوسف بن
أحمد بن يوسف بن محمد أبو القاسم المهرواني القزاز نزيل بغداد قال شيرويه قدم
علينا همذان في رجب سنة 334 وروى عن ابن زرقويه وأبي أحمد الفرضي وابن مهدي وأبي
محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى المعلم وغيرهم حدثنا عنه أبو علي الميداني
وعبدوس أنه صدوق حسن
مهروبان الواو ساكنة ثم باء موحدة وآخره نون في موضعين أحدهما على ساحل البحر بين
عبادان وسيراف بليدة صغيرة رأيتها أنا وهي في الإقليم الثالث طولها ست وسبعون درجة
ونصف وعرضها ثلاثون درجة وقال أبو سعد مهروبان ناحية مشتملة على عدة قرى بهمذان
ينسب إليها أبو القاسم يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد المهروباني سمع أبا عمر عبد
الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي وأبا الحسن أحمد بن محمد بن الصلت القرشي وغيرهما
روى عنه أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني بمرو وأبو المظفر عبد المنعم بن أبي
القاسم القشيري وانتخب له الحافظ أبو بكر الخطيب فوائد
مهروذ آخره ذال معجمة والواو ساكنة من طساسيج سواد بغداد بالجانب الشرقي من استان
شاذقباذ وهو نهر عليه قرى في طريق خراسان ولما فرغ المسلمون من المدائن وملكوها
ساروا نحو جلولاء حتى أتوا مهروذ وعلى المقدمة هاشم بن
عتبة بن أبي وقاص
فجاءه دهقانها وصالحه على جريب من الدراهم على أن لا يقتلوا من أهلها أحدا
مهرة بالفتح ثم السكون هكذا يرويه عامة الناس والصحيح مهرة بالتحريك وجدته بخطوط
جماعة من أئمة العلم القدماء لا يختلفون فيه قال العمراني مهرة بلاد تنسب إليها
الإبل قلت هذا خطأ إنما مهرة قبيلة وهي مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة
تنسب إليهم الإبل المهرية وباليمن لهم مخلاف يقال بإسقاط المضاف إليه وبينه وبين
عمان نحو شهر وكذلك بينه وبين حضرموت فيما زعم أبو زيد وطول مخلاف مهرة أربع وستون
درجة وعرضه سبع عشرة درجة وثلاثون دقيقة في الإقليم الأول
مهريجان بكسر الراء ثم ياء ساكنة وجيم وآخره نون قرية بمرو ينسب إليها مطر بن
العباس بن عبد الله بن الجهم بن مرة بن عياض المهريجاني تابعي لقي عثمان بن عفان
رضي الله عنه فدعا له بطول العمر فعاش مائة وخمسا وثلاثين سنة وتوفي بمرو أيام نصر
بن سيار ودفن بمقبرة تنسب إليه
ومهريجان أيضا قرية بكازرون من نواحي فارس ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين
بن محمد المهريجاني روى عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عمر بن عبد الله بن محمد الوراق
سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي
مهريجرد بكسر الميم والراء وسكون الهاء والياء وكسر الجيم وسكون الراء الثانية
بعدها دال مهملة قرية غناء من كورة تمد وهي من أجل قراها وأعمرها وأكثرها سوادا
ومياها وأنهارا
المهزم موضع في قول عدي بن الرقاع لمن رسم دار كالكتاب المنمنم بمنعرج الوادي فويق
المهزم
مهزور بفتح أوله وسكون ثانية ثم زاي وواو ساكنة وراء قال أبو زيد يقال هزره يهزره
هزرا وهو الضرب بالعصا على الظهر والجنب وهو مهزور وهزير والهزير المتقحم في البيع
والإغلاء وقد هزرت له في البيع أي أغليت مهزور ومذينب واديان يسيلان بماء المطر
خاصة وقال أبو عبيد مهزور وادي قريظة قالوا لما قدمت اليهود إلى المدينة نزلوا
السافلة فاستوبؤوها فبعثوا رائدا لهم حتى أتى العالية بطحان ومهزورا وهما واديان
يهبطان من حرة تنصب منها مياه عذبة فرجع إليهم فقال قد وجدت لكم بلدا نزها طيبا
وأودية تنصب إلى حرة عذبة ومياها طيبة في متأخر الحرة فتحولوا إليها فنزل بنو
النضير ومن معهم بطحان ونزلت قريظة وهدل على مهزور فكانت لهم تلاع وماء يسقي سمرات
وفي مهزور اختصم إلى النبي صلى الله عليه و سلم في حديث أبي مالك بن ثعلبة عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه و سلم أتاه أهل مهزور فقضى أن الماء إذا بلغ الكعبين لم
يحبس الأعلى وكانت المدينة أشرفت على الغرق في خلافة عثمان رضي الله عنه من سيل
مهزور حتى اتخذ عثمان له ردما وجاء أيضا بماء عظيم مخوف في سنة 516 فبعث إليه عبد
الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس وهو الأمير يومئذ عبيد الله بن أبي سلمة العمري
فخرج وخرج الناس بعد صلاة العصر وقد ملأ السيل صدقات رسول الله صلى الله عليه و
سلم فدلتهم عجوز من أهل العالية على موضع كانت تسمع الناس يذكرونه فحضروه فوجدوا
للماء مسيلا ففتحوه فغاض الماء منه إلى وادي بطحان قال أحمد بن جابر
ومن مهزور إلى
مذينب شعبة تصب فيها
مهزول بالفتح وآخره لام اسم المفعول من الهزال اسم واد في إقبال النير بحمى ضرية
وقيل واد إلى أصل جبل يقل له ينوف وقال أبو زياد مهزول واد يتعلق بواديين فهما
شعبتا مهزول وأنشد عوجا خليلي على الطلول بين اللوى وشعبتي مهزول وما البكا في
دارس محيل قفر وليس اليوم كالمأهول
مهساع بالكسر ثم السكون وسين مهملة مهمل عند اللغويين وهو مخلاف باليمن
مهشمة بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الشين وكسرها وعن الحفصي مهشمة بفتح الشين قال
ابن شميل كل غائط من الأرض يكون وطيئا فهو هشيم والمتهشمة التي يبس كلأها وقال ابن
شميل الأرض إذا لم يصبها مطر ولا نبت فيها تراها مهتشمة ومتهشمة ومهشمة هذه من قرى
اليمامة قال الحفصي مهشمة قرية ونخل ومحارث لبني عبد الله بن الدئل باليمامة قال
الشاعر يا رب بيضاء على مهشمه أعجبها أكل البعير النيمه
مهفيروزان بالفتح ثم السكون وكسر الفاء ثم ياء ساكنة وراء وواو وزاي وآخره نون
قرية على باب شيراز بأرض فارس
مهور بالفتح ثم السكون وفتح الواو وراء هو من هار الجرف يهور إذا انصدع من خلفه
وهو ثابت مكانه واسم المكان مهور موضع ويروى مهوا
مهيعة بالفتح ثم السكون ثم ياء مفتوحة وعين مهملة وهو مفعلة من التهيع وهو
الانبساط ومن قال إنه فعيل فهو مخطىء لأنه ليس في كلامهم فعيل بفتح أوله وطريق
مهيع واضح وهي الجحفة وقيل قريب من الجحفة وقد ذكرت الجحفة وهي ميقات أهل الشام
مهينة بالفتح ثم الكسر ثم ياء ساكنة ونون وهاء من الهوان من قرى اليمامة
باب الميم والياء وما يليهما
مياسر قال ابن حبيب مياسر بين الرحبة والسقيا من بلاد عذرة يقال لها سقيا الجزل
وهي قريب من وادي القرى قال كثير نظرت وقد حالت بلا كث دونهم وبطنان وادي برمة
وظهورها إلى ظعن بالنعف نعف مياسر حدتها تواليها ومارت صدورها عليهن لعس من ظباء
تبالة مذبذبة الخرصان باد نحورها
ميافارقين بفتح أوله وتشديد ثانيه ثم فاء وبعد الألف راء وقاف مكسورة وياء ونون
قال بعض الشعراء فإن يك في كيل اليمامة عسرة فما كيل ميافارقين بأعسرا وقال كثير
مشاهد لم يعف التنائي قديمها وأخرى بميافارقين فموزن ميافارقين أشهر مدينة بديار
بكر قالوا سميت بميابنت لأنها أول من بناها وفارقين هو الخلاف
بالفارسية يقال له بارجين لأنها كانت أحسنت خندقها فسميت بذلكوقيل ما بني منها بالحجارة فهو بناء أنوشروان بن قباذ وما بني بالآجر فهو بناء أبرويز قال بطليموس مدينة ميافارقين طولها أربع وسبعون درجة وأربعون دقيقة وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة داخلة في الإقليم الخامس طالعها الجبهة بيت حياتها ثلاث درج من العقرب لها شركة في السماك الشامي وحرب في قلب الأسد تحت أربع عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل رابعها مثلها من الميزان وقال صاحب الزيج طول ميافارقين سبع وخمسون درجة ونصف وربع وعرضها ثمان وثلاثون درجة والذي يعتمد عليه أنها من أبنية الروم لأنها في بلادهم وقد ذكر في ابتداء عمارتها أنه كان في موضع بعضها اليوم قرية عظيمة وكان بها بيعة من عهد المسيح وبقي منها حائط إلى وقتنا هذا قالوا وكان رئيس هذه الولاية رجلا يقال له ليوطا فتزوج بنت رئيس الجبل الذي هناك يسكنه في زماننا الأكراد الشامية وكانت تسمى مريم فولدت له ثلاثة بنين كان اثنان منهم في خدمة الملك ثيودسيوس اليوناني الذي دار ملكه برومية الكبرى وبقي الأصغر وهو مروثا فاشتغل بالعلوم حتى فاق أهل عصره فلما مات أبوه جلس في مكانه في رياسة هذه البلاد وأطاعه أهلها وكان ملك الروم مقيما بدار ملكه برومية وكان تحت حكمه إلى آخر بلاد ديار بكر والجزيرة وكان ملك الفرس حينئذ سابور ذو الأكتاف وكان بينه وبين ملك الروم ثيودسيوس منازعة وحروب مشهورة وكان ثيودسيوس قد تزوج امرأة يقال لها هيلانة من أهل الرها فأولدها قسطنطين الذي بنى مدينة قسطنطينية ثم مات ثيودسيوس فملكوا هيلانة إلى أن كبر ابنها قسطنطين فاستولى على الملك برومية الكبرى ثم اختار موضع قسطنطينية فعمرها هناك وصارت دار ملك الروم وبقي مروثا بن ليوطا المقدم ذكره مقيما بديار بكر مطاعا في أهلها وكان له همة في عمارة الأديرة والكنائس فبنى منها شيئا كثيرا فأكثر ما يوجد من ذلك قديم البناء فهو من إنشائه وكان رب ماشية وكان الفرس مجاوريه فكانوا يغيرون عليه ويأخذون مواشيه فعمد إلى أرض ميافارقين فقطع جميع ما كان حولها من الشوك والشجر وجعله سياجا على غنمه من اللصوص الذين يسرقون أمواله فيقال إنه كان لملك الفرس بنت لها منه منزلة عظيمة فمرضت مرضا أشرفت منه على الهلاك وعجز عن إصلاحها أطباء الفرس فأشار عليه بعض أصحابه باستدعاء مروثا لمعالجتها فأرسل إلى قسطنطين ملك الروم يسأله ذلك فأنفذه إليه ووصل إلى المدائن وعالج المرأة فوجدت العافية فسر سابور بذلك وقال لمروثا سل حاجتك فسأله الصلح والهدنة فأجاب إليه وكتب بينه وبين قسطنطين عهدا بالهدنة مدة حياتهما فلما أراد مروثا الرجوع عاود سابور في ذكر حاجة أخرى فقال إنك قتلت خلقا كثيرا من النصارى وأحب أن تعطيني جميع ما عندك في بلادك من عظام الرهبان والنصارى الذين قتلهم أصحابك فرتب معه الملك من سار في بلاده ليستخرج له ما أحب من ذلك بعد البحث حتى جمع منه شيئا كثيرا فأخذه معه إلى بلده ودفنها في الموضع الذي اختاره من دياره ومضى إلى قسطنطين وعرفه ما صنع بالهدنة فسر به وقال له سل حاجتك فقال أحب أن يساعدني الملك في بناء موضع في ذلك الدوار الذي جعلته لغنمي ويعاونني بجاهه وماله فكتب إلى كل ما يجاوره بمساعدته بالمال والنفس ورجع مروثا إلى دياره فساعده من حوله
حتى أدار عوضا من الشوك حائطا كالسور وعمل فيه طاقات كثيرة سدها بالشوك ثم سأل الملك أن يأذن له أن يبني في جانب حائطه حصنا يأمن به غائلة العدو الذي يطرق بلاده فأذن له في ذلك فبنى البرج المعروف ببرج الملك وبنى البيعة على رأس التل وكتب اسم الملك على أبنيته ووشى به قوم إلى الملك قسطنطين وزعموا أنه فعل ما فعل للعصيان فسير الملك رجلا وقال له انظر فإن كان بناؤه بيعة وكتب اسمي على ما بناه فدعه بحاله وإلا فانقض جميع ما بناه وعد فلما رأى اسم الملك على السور رجع وأخبر قسطنطين بذلك فأقره على بنائه وأعجبه ما صنع من كتابة اسم الملك على ما جدده وأنفذ إلى جميع من في تلك الديار من عماله بمساعدة مروثا على بناء مدينة بحيث بنى حائطه وأطلق يده في الأموال فعمرها وجعل في كل طاقة من تلك الطيقان التي ذكرنا أنه سدها بالشوك عظام رجل من شهداء النصارى الذين قدم بهم من عند سابور فسميت المدينة مدور صالا ومعناه بالعربية مدينة الشهداء فعربت على تطاول الأيام حتى صارت ميافارقين هكذا ذكروه وإن كان بين اللفظتين تباين وتباعد وحصنها مروثا وأحكمها فيقال إنها إلى وقتنا هذا وهو سنة 602 لم تؤخذ عنوة قط وآمد بالقرب منها وهي أحصن منها وأحسن قد أخذت بالسيف مرارا قالوا وأمر الملك قسطنطين وزراءه الثلاثة فبنى كل واحد منهم برجا من أبرجتها فبنى أحدهم برج الرومية والبيعة بالعقبة وبنى الآخر برج الراوية المعروف الآن ببرج علي بن وهب وبيعة كانت تحت التل وهي الآن خراب وأثرها باق مقابل حمام النجارين وبنى الثالث برج باب الربض والبيعة المدورة وكتب على أبراجها اسم الملك وأمه هيلانة وجعل لها ثمانية أبواب منها باب أرزن ويعرف بباب الخنازير ثم تسير شرقا إلى باب قلونج وهو بين برج الطبالين وبين برج المرآة ومكتوب عليه اسم الملك وأمه وإنما سمي برج المرآة لأنه كان عليه بين البرجين مرآة عظيمة يشرق نورها إذا طلعت الشمس على ما حولها من الجبال وأثرها باق إلى الآن وبعض الضباب الحديد باق إلى الآن ثم عمل بعد ذلك باب الشهوة وهو من برج الملك ثم تسير من جانب الشمال إلى أن تصل إلى البرج الذي فيه الموسوم بشاهد الحمى وهناك باب آخر وهو من الربض إلى المدينة ومقابل أرزن القبلي نصبا ثم تسير إلى الجانب الشمالي وكان هناك باب الربض بين البرجين ثم تنزل في الغرب إلى القبلة وهناك باب يسمى باب الفرح والغم لصورتين هناك منقوشتين على الحجارة فصورة الفرح رجل يلعب بيديه وصورة الغم رجل قائم على رأسه صخرة جماد فلذلك لا يبيت أحد في ميافارقين مغموما إلا النادر والآن يسمى هذا الباب باب القصر العتيق الذي بناه بنو حمدان ثم تسير إلى نحو القبلة إلى أسفل العقبة وهناك باب عند مخرج الماء وفي جانب القبلي في السور الكبير باب فتحه سيف الدولة من القصر العتيق وسماه باب الميدان وكان يخرج في الفصيل إلى باب الفرح والغم وليس مقابله في الفصيل باب وفي برج علي بن وهب في الركن الغربي القبلي في أعلاه صليب منقور كبير يقال إنه مقابل البيت المقدس وعلى بيعة قمامة في البيت المقدس صليب مثل هذا مقابله ويقال إن صانعهما واحدوقيل إنه كان مدة عمارتها حتى كملت ثماني عشرة سنة فإن صح هذا فهو إحدى العجائب لأن مثل تلك العمارة لا يمكن استتمام مثلها إلا في أضعاف هذه السنين وقيل إنه ابتدىء بعمارتها بعد المسيح بثلثمائة سنة وكان ذلك لستمائة
وثلاث وعشرين سنة
من تاريخ الإسكندر اليوناني وقيل إن أول عمارتها في أيام بطرس الملك في أيام يعقوب
النبي عليه السلام وقيل إن مروثا بنى في المدينة ديرا عظيما على اسم بطرس وبولس
اللذين هما في البيعة الكبرى وهو باق إلى زماننا هذا في المحلة المعروفة بزقاق اليهود
قرب كنيسة اليهود وفيها جرن من رخام أسود فيه منطقة زجاج فيها من دم يوشع بن نون
وهو شفاء من كل داء وإذا طلي به على البرص أزاله يقال إن مروثا جاء به معه من
رومية الكبرى عند عوده من عند الملك وما زالت ميافارقين بأيدي الروم إلى أيام قباذ
بن فيروز ملك الفرس فإنه غزا ديار بكر وربيعة وافتتحها وسبى أهلها ونقلهم إلى
بلاده وبنى لهم مدينة بين فارس والأهواز فأسكنهم فيها وجعل اسمها أبرقباذ وقيل هي
أرجان ويقال لها الاستان الأعلى أيضا ثم ملك بعده ابنه أنوشروان بن قباذ ثم هرمز
بن أنوشروان ثم أبرويز بن هرمز وكان أبرويز مشتغلا بلذاته غافلا عن مملكته فخرج
هرقل ملك الروم صاحب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فافتتح هذه البلاد وأعادها إلى
مملكة الروم وملكها بأسرها ثماني سنين آخرها سنة ثماني عشرة للهجرة وبعد أن فتحت
الشام وجاء طاعون عمواس ومات أبو عبيدة بن الجراح أنفذ عمر رضي الله عنه عياض بن
غنم بجيش كثيف إلى أرض الجزيرة فجعل يفتحها موضعا موضعا ووجدت بعض من يتعاطى علم
السير قد ذكر في كتاب صنفه أن خالد بن الوليد والأشتر النخعي سارا إلى ميافارقين
في جيش كثيف فنازلاها فيقال إنها فتحت عنوة وقيل صلحا على خمسين ألف دينار على كل
محتلم أربعة دنانير وقيل دينارين وقفيز حنطة ومد زيت ومد خل ومد عسل وأن يضاف كل
من اجتاز بها من المسلمين ثلاثة أيام وجعل للمسلمين بها محلة وقرر أخذ العشر من
أموالهم وكان ذلك بعد أخذ آمد قال وكان المسلمون لما نزلوا عليها نزلوا بمرج هناك
على عين ماء فنصبوا رماحهم هناك بالمرج فسمي ذلك الموضع عين البيضة إلى الآن
وإياها عنى المتنبي في قوله يصف جيشا ولما عرضت الجيش كان بهاؤه على الفارس المرخى
الذؤابة منهم حواليه بحر للتجافيف مائج يسير به طود من الخيل أيهم تساوت به
الأقطار حتى كأنه يجمع أشتات الجبال وينظم وأدبها طول القتال وطرفه يشير إليها من
بعيد فتفهم تجاوبه فعلا وما تسمع الوحى ويسمعها لحظا وما يتكلم تجانف على ذات
اليمين كأنها ترق لميافارقين وترحم ولو زحمتها بالمناكب زحمة درت أي سوريها الضعيف
المهدم
ميانج بالفتح وبعد الألف نون وآخره جيم أعجمي لا أعلم معناه قال أبو الفضل موضع
بالشام ولست أعرف في أي موضع هو منها ينسب إليه أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف
الميانجي سمع محمد بن عبد الله السمرقندي بالميانج روى عنه أبو الحسن محمد بن عوف
الدمشقي وقال الحافظ أبو القاسم الدمشقي يوسف بن القاسم بن يوسف بن الفارس بن سوار
أبو بكر الميانجي الشافعي الفقيه قاضي دمشق ولي القضاء بها نيابة عن القاضي أبي
الحسن علي بن النعمان قاضي نزار الملقب بالعزيز روى عن أبي
خليفة وأبي يعلى
الموصلي وزكرياء بن يحيى الساجي وعبدان الجواليقي ومحمد بن إسحاق السراج ومحمد بن
إسحاق بن خزيمة ومحمد بن جرير الطبري وذكر جماعة كثيرة روى عنه ابن أخيه أبو مسعود
صالح بن أحمد ابن القاسم وأبو سليمان رزين وذكر جماعة أخرى كثيرة قال بإسناده توفي
أبو بكر الميانجي في شعبان سنة 573 وكان مولده قبل التسعين ومائتين وكان ثقة نبيلا
مأمونا تلقى عليه عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ وأبو مسعود صالح بن أحمد بن
القاسم الميانجي سمع أبا الحسن الدارقطني وطبقته وحدثنا عنه أبو معشر عبد الكريم
بن عبد الصمد الطبري بمكة وأبو عبد الله أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي روى عنه
يوسف بن القاسم الميانجي ومات بالميانج كل هذا عن ابن طاهر وقد نسب إلى ميانه
ميانجي يذكر في موضعه
ميان روذان بالفتح وبعد الألف نون وضم الراء وسكون الواو وذال معجمة وآخره نون هو
فارسي معناه وسط الأنهار وهي جزيرة تحت البصرة فيها عبادان يحيط بها دجلة من
جانبيها وتصب في البحر الأعظم في موضعين أحدهما يركب فيه الراكب القاصد إلى
البحرين وبر العرب والآخر يركب فيه القاصد إلى كيس وبر فارس فهذه الجزيرة مثلثة
الشكل من جانبيها دجلة والجانب الثالث البحر الأعظم وفيها نخل وعمارة وقرى من
جملتها المحرزي التي هي مرفأ سفن البحر اليوم وميان روذان أيضا ناحية في أقصى ما
وراء النهر قرب أوزكند
ميانش بالفتح وتشديد الثاني وبعد الألف نون مكسورة وشين معجمة قرية من قرى المهدية
بإفريقية صغيرة بينها وبين المهدية نصف فرسخ قال لي رجل من أهل المهدية لا يكون
فيها اليوم ثلاثون بيتا وفيها ماء عذب إذ قصر الماء بالمهدية استجلبوه منها وذكر
أبو عبيد البكري أن المهدي لما بنى المهدية استجلب الماء من ميانش إلى المهدية في
قناة صنعها فكان يستقي من آبار ميانش بالدواليب إلى برك ويخرج من تلك البرك في
قناة إلى صهريج في جامع المهدية ويستقي من ذلك الصهريج بالدواليب إلى القصر ينسب
إليها أحمد بن محمد بن سعد الميانشي الأديب ووجدت بخطه كتاب النقائض بين جرير
والفرزدق وقد كتبه بمصر في سنة 183 وقد أتقنه خطا وضبطا ومنها أيضا عمر بن عبد
المجيد بن الحسن المهدي الميانشي نزيل مكة روى عنه مشايخنا مات بمكة فيما بلغني
ونسبته إلى المهدية ربما كانت دليلا على أن ميانش من نواحي إفريقية
الميان بالكسر وآخره نون معناه بالفارسية الوسط وعرب بدخول الألف واللام عليه وهي
مواضع كانت بنيسابور فيها قصور آل طاهر بن الحسين روي أنه قدم أبو محلم عوف بن
محلم الشيباني على عبد الله بن طاهر بن الحسين فحادثه فقال له فيما يقول كم سنك
فلم يسمع فلما أراد أن يقوم قال عبد الله للحاجب خذ بيده فلما توارى عوف قال له
الحاجب إن الأمير سألك كم سنك فلم تجبه فقال له لم أسمع ردني إلى الأمير فرده فوق
بين يديه وقال له يا ابن الذي دان له المشرقان طرا وقد دان له المغربان إن
الثمانين وبلغتها قد أحوجت سمعي إلى ترجمان وصيرت بيني وبين الورى عنانة من غير جنس
العنان وبدلتني من نشاط الفتى وهمه هم الدثور الهدان
وأبدلتني بالقوام
الحنا وكنت كالصعدة تحت السنان فهمت من أوطار وجدي بها لا بالغواني أين مني الغوان
وما بقى في لمستمتع إلا لساني وبحسبي لسان أدعو إلى الله وأثني به على الأمير
المصعبي الهجان فقرباني بأبي أنتما من وطني قبل اصفرار البنان وقبل منعاي إلى نسوة
أوطانها حمران والمرقبان سقى قصور الشاذياخ الحيا قبل وداعي وقصور الميان فكم وكم
من دعوة لي بها ما إن تخطاها صروف الزمان فأمره بالانصراف إلى وطنه وقال له جائزتك
ورزقك يأتيك في كل عام فلا تتعبن بتكلف المجيء
ميانه بكسر أوله وقد يفتح وبعد الألف نون والنسبة إليه ميانجي كالذي قبله وهو بلد
بأذربيجان معناه بالفارسية الوسط وإنما سمي بذلك لأنه متوسط بين مراغة وتبريز وأنا
رأيتها وهو منها مثل زاوية إحدى المثلثات وقد نسب إليها القاضي أبو الحسن علي بن
الحسن الميانجي قاضي همذان استشهد بها رحمه الله وولده أبو بكر محمد وولده عين
القضاة عبد الله بن محمد كان له فضل وفقه وكان بليغا شاعرا متكلما تمالأ عليه
أعداء له فقتل صبرا كما ذكرنا في كتابنا أخبار الأدباء
المياه يقال لها بالفارسية الماشية باليمامة قال أبو زياد وللوعليين وهم آل وعلة
الجرميون حلفاء بني نمير المياه مياه الماشية البئر والبئر إلى أجبال يقال لها
المعانيق
مياة بكسر أوله وآخره هاء خالصة جمع ماء وتصغيره مويه والنسبة إليها ماهي موضع في
بلاد عذرة قرب الشام
ووادي المياه من أكرم ماء بنجد لبني نفيل بن عمرو بن كلاب قال أعرابي وقيل مجنون
ليلى ألا لا أرى وادي المياه يثيب ولا القلب عن وادي المياه يطيب أحب هبوط
الواديين وإنني لمستهزأ بالواديين غريب وما عجب موت المحب صبابة ولكن بقاء
العاشقين عجيب دعاك الهوى والشوق لما ترنمت هتوف الضحى بين الغصون طروب تجاوبها
ورق أغن لصوتها فكل لكل مسعد ومجيب ألا يا حمام الأيك ما لك باكيا أفارقت إلفا أم
جفاك حبيب
ميبذ بالفتح ثم السكون وضم الباء الموحدة وذال معجمة بلدة من نواحي أصبهان بها حصن
حصين وقيل إنها من نواحي يزد ينسب إليها من المتأخرين عبد الرشيد بن علي بن محمد
أبو محمد الميبذي سمع بأصبهان الكثير وصحب أبا موسى الحافظ وكتب عنه وعن طبقته
وقدم بغداد حاجا فسمع بها من أصحاب ابن بنان وابن الحصر وغيرهم وحدث بها عن أبي
العباس أحمد بن محمد بن سال الملقب بترك وعاد إلى بلده وحدث بها وكان له فهم
ومعرفة وفيه فضل
وتمييز ومات في سنة 680 ببلده وقال الإصطخري ومن نواحي كورة إصطخر ميبذ فهي على
هذا من نواحي فارس بينها وبين أصبهان فاشتبهت وبين ميبذ وكث مدينة يزد عشرة فراسخ
ومن ميبذ إلى عقدة عشرة فراسخ
ميبر بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة وراء موضع
ميثاء بالفتح والمد والثاء مثلثة وهي في اللغة الرملة اللينة قال الحازمي هي ناحية
شامية
ميثب بالكسر ثم السكون وفتح الثاء المثلثة وباء موحدة قال اللغويون الميثب الأرض
السهلة ومنه قول الشاعر يصف نعامة قريرة عين حين فضت بختمها خراشي قيض بين قوز
وميثب قال ابن الأعرابي الميثب الجالس والميثب القافز وقال أبو عمرو الميثب الجدول
وقيل الميثب ما ارتفع من الأرض وكله مفعل من وثب والميثب ماء بنجد لعقيل ثم
للمنتفق واسمه معاوية بن عقيل وقال الأصمعي الميثب ماء لعبادة بالحجاز وقال غيره
ميثب واد من أودية الأعراض التي تسيل من الحجاز في نجد اختلط فيه عقيل بن كعب
وزبيد من اليمن وميثب مال بالمدينة إحدى صدقات النبي صلى الله عليه و سلم وله فيها
سبعة حيطان وكان قد أوصى بها مخيريق اليهودي للنبي صلى الله عليه و سلم وكان أسلم
فلما حضرته الوفاة أوصى بها لرسول الله صلى الله عليه و سلم وأسماء هذه الحيطان
برقة وميثب والصافية وأعواف وحسنى والدلال ومشربة أم إبراهيم أي غرفتها
وميثب موضع بمكة عند بئر خم وقد ذكر في موضعه
ميث بكسر أوله وسكون ثانية والميثاء الرملة اللينة وجمعها ميث و ذو الميث موضع
بعقيق المدينة قال علي بن أبي جحفل أتزعم يوم الميث عمرة أنني لدى البين لم يعزر
علي اجتنابها وأقسم أنسى حب عمرة ما مشت وما لم ترم أجزاع ذي الميث لابها
ميثم بفتح أوله وسكون ثانيه وثاء مثلثة قال المري وجدت كلاعه وثيمة وهي الجماعة من
الحشيش أو الطعام يقال ثم لها أي اجمع لها وميثم ماء لبني عبادة بنجد اسم مكان
الجماعة
ميجاس موضع بالأهواز كانت به وقعة للخوارج وأميرهم أبو بلاد مرداس بن ادية قال
عمران بن حطان وإخوة لهم طابت نفوسهم بالموت عند التفات الناس بالناس والله ما
تركوا من منبع لهدى ولا رضوا بالهوينا يوم ميجاس
ميدعا قال ابن أبي العجائز يزيد بن عنبسة بن محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية
بن أبي سفيان الأموي كان يسكن قرية ميدعا من إقليم خولان كانت لجده معاوية بن أبي
سفيان
ميدان بالفتح ثم السكون أعجمية لا أدري ما أصلها وهو في أربعة مواضع منها ميدان
زياد
محلة بنيسابور ينسب إليها أبو علي الميداني صاحب محمد بن يحيى الذهلي روى عنه
الحيري وأحمد بن محمد الميداني صاحب كتاب الأمثال وابنه سعيد وكانا أديبين لهما
تصانيف وأبو الحسن علي بن محمد
بن أحمد بن حمدان
بن عبد المؤمن الميداني انتقل من نيسابور فأقام بهمذان واستوطنها وتزوج من أهلها
ومات بها روى عن أهل بلده وأهل بغداد وغيرهم وأكثر وكان يعد من الحفاظ العارفين
بعلم الحديث والورع والدين والصلاح ذكره شيرويه وقال سمعت منه وكان ثقة صدوقا أحد
من عني بهذا الشأن متقيا صافيا لم تر عيناي مثله وسمعت بعض مشايخنا يقول لا تقولوا
لأحد حافظ ما دام هذا الشيخ فيكم يعني الميداني وسمعت أحمد بن عمر الفقيه يقول لم
ير الميداني مثل نفسه وتوفي في الثامن عشر من صفر سنة 174 ودفن في سراسكبهر
والميدان أيضا محلة بأصبهان قال أبو الفضل ينسب إليها أبو الفتح المطهر بن أحمد
المفيد ورد ذلك عليه أبو موسى وقال لا أعلم أحدا نسبه هذا النسب قال أبو موسى
وميدان أسفريس محلة بأصبهان منها محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب
الميداني حدثني عنه والدي وغيره وجعله أبو موسى ثالثا
وشارع الميدان محلة ببغداد ذكرت في موضعها ينسب إليها جماعة منهم عبد الرحمن بن
جامع بن غنيمة الميداني وكان يكتب اسمه غنيمة سمع أبا طالب بن يوسف وأبا القاسم بن
الحصين وغيرهما
ومات سنة 285 وصدقة بن أبي الحسين الميداني سمع أبا الوقت عبد الأول ومات سنة 680
والميدان محلة ببغداد وهي بشرقي بغداد بباب الأزج
والميدان أيضا محلة بخوارزم
وميدان مدينة بما وراء النهر في أقصاه قرب اسبيجاب يجتمع بها الغزية للتجارات
والصلح
ميدعان بالفتح ثم السكون وفتح الدال وعين مهملة وآخره نون من الدعة والخفض كأنه
موضع الدعة اسم لموضع أظنه باليمن
ميذق بالفتح وذال معجمة وقاف خلط اللبن بالماء وكل شيء لا تحصله مذق
ميرتلة بالكسر جمع بين ساكنين وتاء مثناة من فوقها مضمومة ولام حصن من أعمال باجة
وهو أحمى حصون المغرب وأمنعها من الأبنية القديمة على نهر آنا ينسب إليه محمد بن
عبد الله بن عمر بن عبد الله بن إبراهيم بن غانم بن موسى بن حفص بن مندلة أبو بكر
من أهل إشبيلية وأصله من ميرتلة صحب أبا الحجاج الأعلم كثيرا وأخذ عن أبي محمد بن
خزرج وأبي مروان بن سراج وغيرهما كان أديبا لغويا شاعرا فصيحا وقد أخذ عنه وتوفي
في عقب شوال سنة 335 ومولده في جمادى الأولى سنة 444
ميرماهان بالكسر ثم السكون من قرى مرو
ميزده من قرى أصبهان نزلها محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين الأصبهاني أبو الحسن
سمع من أبي الشيخ في سنة 369
ميسارة بالكسر ثم السكون وسين مهملة وبعد الألف راء مدينة كذا قال العمراني
ميسان بالفتح ثم السكون وسين مهملة وآخره نون اسم كورة واسعة كثيرة القرى والنخل
بين البصرة وواسط قصبتها ميسان وفي هذه الكورة أيضا قرية فيها قبر عزير النبي عليه
السلام مشهور معمور يقوم بخدمته اليهود ولهم عليه وقوف وتأتيه النذور وأنا رأيته
وينسب إليه ميساني وميسناني بنونين وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
لما فتحت ميسان في أيامه ولاها النعمان بن عدي بن نضلة بن عبد العزى بن حرثان بن
عوف بن
عبيد بن عويج بن
عدي بن كعب بن لؤي بن غالب وكان من مهاجرة الحبشة ولم يول عمر أحدا من قوم بني عدي
ولاية قط غيره لما كان في نفسه من صلاحة وأراد النعمان امرأته معه على الخروج إلى
ميسان فأبت عليه فكتب النعمان إلى زوجته ألا هل أتى الحسناء أن حليلها بميسان يسقى
في زجاج وحنتم إذا شئت غنتني دهاقين قرية وصناجة تجثو على حرف منسم فإن كنت ندماني
فبالأكبر اسقني ولا تسقني بالأصغر المتثلم لعل أمير المؤمنين يسوءه تنادمنا في
الجوسق المتهدم فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكتب إليه بسم الله الرحمن
الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب
ذي الطول لا إله إلا هو أما بعد فقد بلغني قولك لعل أمير المؤمنين يسوءه تنادمنا
في الجوسق المتهدم وايم الله لقد ساءني ذلك وقد عزلتك فلما قدم عليه قال له والله
ما كان من ذلك شيء وما كان إلا فصل من شعر وجدته وما شربتها قط
فقال عمر أظن ذلك ولكن لا تعمل لي عملا أبدا وكان بميسان مسكين الدارمي فقال يرثي
زيادا رأيت زيادة الإسلام ولت جهارا حين فارقنا زياد فقال الفرزدق أمسكين أبكى
الله عينك إنما جرى في ضلال دمعها فتحدرا أتبكي امرأ من آل ميسان كافرا ككسرى على
عدانه أو كقيصرا أقول له لما أتاني نعيه به لا بظبي بالصريمة أعفرا
ميسر بالفتح ثم السكون وفتح السين وراء وهو من اليسار والغنى أو من اليسار ضد
اليمين أو من اليسر ضد العسر موضع شامي
ميسون بفتح أوله وسكون ثانيه وضم السين وآخره نون قالوا الميس المجون والميس أيضا
التبختر في المشي والميس من أجود الشجر وأصلبه وميسون اسم بلد واسم أم يزيد بن
معاوية بن أبي سفيان أيضا
ميشار بكسر أوله وسكون ثانيه وشين معجمة بلدة من نواحي دنباوند كثيرة الخيرات
والشجر
ميشجان بالكسر ثم السكون وشين معجمة مفتوحة وجيم وآخره نون من قرى أسفرايين
ميشه بالكسر ثم السكون والشين معجمة والنسبة إليها ميشي من قرى جرجان
ميطان بفتح أوله ثم السكون وطاء مهملة وآخره نون من جبال المدينة مقابل الشوران به
بئر ماء يقال له ضفة وليس به شيء من النبات وهو لمزينة وسليم وقد روى أهل المغرب
غير ذلك وهو خطأ له ذكر في صحيح مسلم وقال معن بن أوس المزني وكان قد طلق امرأته
ثم ندم كأن لم يكن يا أم حقة قبل ذا بميطان مصطاف لنا ومرابع وإذ نحن في عصر
الشباب وقد عسا بنا الآن إلا أن يعوض جازع
فقد أنكرته أم حقة
حادثا وأنكرها ما شئت والحب جارع ولو آذنتنا أم حقة إذ يبا شرون وإذ لما ترعنا
الروانع لقلنا لها بيني كليلي حميدة كذاك بلا ذم ترد الودائع
الميطور من قرى دمشق قال عرقلة بن جابر بن نمير الدمشقي وكم بين أكناف الثغور منيم
كئيب غزته أعين وثغور وكم ليلة بالماطرون قطعتها ويوم إلى الميطور وهو مطير
الميكعان موضع في بلاد بني مازن بن عمرو بن تميم قال حاجب بن ذبيان ولقد أتاني ما
يقول مريثد بالميكعين وللكلام نوادي
ميغ بالكسر ثم السكون والغين معجمة من قرى بخارى ينسب إليها أبو محمد عبد الكريم
بن محمد بن موسى البخاري الميغي الفقيه الحنفي كان إماما زاهدا لم يكن بسمرقند
مثله روى عن عبد الله بن محمد بن يعقوب ومحمد بن عمران البخاريين روى عنه أبو سعد
الإدريسي ومات سنة 373
ميغن بالكسر ثم السكون وغين معجمة ثم نون من قرى سمرقند ينسب إليها القاضي أبو حفص
عمر بن أبي الحارث الميغني سمع السيد أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني روى
عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ
ميلاص من قرى صقلية
ميلة بالكسر ثم السكون ولام مدينة صغيرة بأقصى إفريقية بينها وبين بجاية ثلاثة
أيام ليس لها غير المزدرع وهي قليلة الماء بينها وبين قسطنطينية يوم واحد قال
البكري وفي سنة 873 في شوال خرج المنصور بن المهدي من القيروان غازيا لكتامة فلما
قرب من ميلة زحف إليها ناويا على اصطلام أهلها واستباحتها فخرج إليه النساء
والعجائز والأطفال فلما رآهم بكى وأمر ألا يقتل منهم واحد وأمر بهدم سورهم وتسيير
من فيها إلى مدينة باغاية فخرجوا بجماعتهم يريدونها وقد حملوا ما خف من أمتعتهم
فلقيهم ماكس بن زيري بعسكر فأخذ جميع ما كان معهم وبقيت ميلة خرابا ثم عمرت بعد
ذلك وسورت وجعل فيها سوق وحمامات وهي من أصل مدن الزاب في وسطها عين تعرف بعين أبي
السباع مجلوبة تحت الأرض من جبل بني ساروت
الميماس بكسر أوله وسكون ثانيه وميم أخرى وآخره سين هو نهر الرستن وهو العاصي
بعينه
ميمذ بكسر أوله وسكون ثانيه وميم أخرى مفتوحة وذال معجمة اسم جبل قال الأديبي وفي
الفتوح أن ميمذ مدينة بأذربيجان أن أران كان هشام قد ولى أخاه مسلمة أرمينية فأنفذ
إليها جيشا فصادف العدو بميمذ فلم يناجزه أحد فلما انصرف وعبر باب الأبواب تبعه
فكتب إليه هشام بن عبد الملك أتتركهم بميمذ قد تراهم وتطلبهم بمنقطع التراب ينسب
إليها أبو بكر محمد بن منصور الميمذي روى عنه أبو نصر أحمد المعروف بابن الحداد
قال أبو تمام يمدح أبا سعيد الثغري ومذ تيمت سمر الحسان وأدمها فما زلت بالسمر
العوالي متيما جدعت لهم أنف الضلال بوقعة تخرمت في غمائها من تخرما
لئن كان أمسى في
عقرقس أجدعا لمن قبلها أمسى بميذ أخرما قطعت بنان الكفر منهم بميمذ وأتبعتها
بالروم كفا ومعصما وينسب إلى ميمذ أيضا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد
الله الأنصاري القاضي الميمذي سمع بدمشق يحيى بن طالب الأكاف وبالبصرة أبا العباس
محمد بن حيان المازني وأبا محمد عبد الله بن محمد بن فريعة الأزدي وأبا خليفة
الجمحي وأبا جعفر محمد بن محمد بن حيان الأنصاري وزكرياء الساجي وبالكوفة أبا بكر
عمر بن جعفر بن إبراهيم المزني وجده لأمه موسى بن إسحاق الأنصاري وبمكة أبا بكر بن
المنذر وبالجزيرة أبا يعلى الموصلي والحسين بن عبد الله بن يزيد القطان وبالقيروان
أبا بكر محمد بن عبد السلام بن الحارث الأنصاري وبالإسكندرية محمد بن أحمد بن حماد
الإسكندراني وبالرملة أبا العباس بن الوليد بن حماد الرملي وببغداد محمد بن جرير
الطبري وبالأهواز عبدان الجواليقي وبالري أحمد بن محمد بن عاصم الرازي وبأردبيل سهل
بن داود بن ديزويه الرازي وغير هؤلاء وروى عنه آخرون منهم أبو القاسم هبة الله بن
سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن ذيال وقال الخطيب إبراهيم بن أحمد بن محمد
الميمذي غير ثقة
ميمند بكسر الميم الأولى وفتح الأخرى ونون ودال مهملة رستاق بفارس وبنواحي غزنة
أيضا ميمند وإلى هذه ينسب الميمندي وزير السلطان محمود بن سبكتكين وهو أبو الحسن
علي بن أحمد وقال أبو بكر العيدي يهجوه يا علي بن أحمد لا اشتياقا وأنا المرء لا
أحب النفاقا لم أزل أكره الفراق إلى أن نلته منك فارتضيت الفراقا حسبنا بالخلاص
منك نجاحا وكفى بالنجاة منك خلاقا
ميمنة بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الميم ونون بلدة بين باميان والغور وأظنها
الميمند الذي قبله
ميمون بلفظ الميمون الذي بمعنى المبارك في موضعين أحدهما نهر من أعمال واسط قصبته
الرصافة وكان أول من حفر الميمون وكيلا لأم جعفر زبيدة بنت جعفر بن المنصور يقال
له سعيد بن زيد وكانت فوهته في قرية تسمى قرية ميمون فحولت في أيام الواثق على يد
عمر بن الفرج الرخجي إلى موضع آخر وسمي بالميمون لئلا يسقط عنه اسم اليمن
وبئر ميمون بمكة
والميمون الزيتون قريتان جليلتان بالصعيد الأدنى قرب الفسطاط على غربي النيل
ميمة بالفتح وتكرير الميم ولاية من نواحي أصبهان تشتمل على عدة قرى ينسب إليها أبو
علي الحسن الميمي حدث ببغداد عن أبي علي الحداد في سنة 475 فسمع منه أبو بكر
الحازمي وغيره وأبو الفتوح مسعود بن محمد بن علي المصعبي الميمي سمع المعجم الكبير
على فاطمة بنت عبد الله بن أبي بكر بن زيدة
المينا بالفتح ثم السكون ونون وآخره مقصور منزل بين صعدة وعثر من أرض اليمن
مينان من قرى هراة منها عمر بن شمر الميناني مات في سنة 872
ميناو مدينة بصقلية
ميناء بالكسر ثم السكون ونون وألف ممدودة جبال أبي ميناء بمصر قال ابن هشام يعدد
سرايا
النبي صلى الله
عليه و سلم وسرية زيد بن حارثة إلى مدين فأصاب سبيا من أهل ميناء وهي السواحل وهي
من أوائل نواحي مصر
مينز من قرى نسا ينسب إليها أبو الحسن علي بن أبي بكر أحمد بن علي الكاتب المينزي
لقيه السلفي وكتب عنه وكان من صلحاء الصوفية قال وسمع معي وعلي كثيرا
ميوان من قرى هراة منها أبو عبد الله محمد بن الحسن بن علوية بن النضر التيمي
الميواني روى عن محمد بن زكرياء المعلم عن أبي الصلت الهروي عن علي بن موسى الرضا
ذكره أبو ذر الهروي وقال هو شيخ ثقة مأمون
وميوان أيضا من قرى اليمن
ميورقة بالفتح ثم الضم وسكون الواو والراء يلتقي فيه ساكنان وقاف جزيرة في شرقي
الأندلس بالقرب منها جزيرة يقال لها منورقة بالنون كانت قاعدة ملك مجاهد العامري
وينسب إلى ميورقة جماعة منهم يوسف بن عبد العزيز بن علي بن عبد الرحمن أبو الحجاج
اللخمي الميورقي الأندلسي الفقيه المالكي رحل إلى بغداد وتفقه بها مدة وعلق على
الكياء وقدم دمشق سنة 505 قال ابن عساكر وحدثنا بها عن أبي بكر أحمد بن علي بن
بدران الحلواني وأبي الخير المبارك بن الحسين الغساني وأبي الغنائم أبي النرسي
وأبي الحسين ابن الطيوري وعاد إلى الإسكندرية ودرس بها مدة وانتفع به جماعة والحسن
بن أحمد بن عبد الله بن موسى بن علوان أبو علي الغافقي الأندلسي الميورقي الفقيه
المالكي يعرف بابن العنصري ولد بميورقة سنة 944 سمع ببلده من أبي القاسم عبد
الرحمن بن سعيد الفقيه وسمع ببيت المقدس ومكة وبغداد ودمشق ورجع إلى بلده في ذي
الحجة سنة 174 ومن ميورقة محمد بن سعدون بن مرجا بن سعد بن مرجا أبو عامر القرشي
العبدري الميورقي الأندلسي الحافظ قال الحافظ أبو القاسم كان فقيها على مذهب داود
بن علي الظاهري وكان أحفظ شيء لقيته ذكر لي أنه دخل دمشق في حياة أبي القاسم بن
أبي العلاء وغيره ولم يسمع منهم وسمع من أبي الحسن بن طاهر النحوي بدمشق ثم سكن
بغداد وسمع بها أبا الفوارس الزينبي وأبا الفضل بن خيرون وابن خاله أبا طاهر ويحيى
بن أحمد البيني وأبا الحسين ابن الطيوري وجعفر بن أحمد السراج وغيرهم وكتب عنهم
قال وسمعت أبا عامر ذات يوم يقول وقد جرى ذكر مالك بن أنس قال دخل عليه هشام بن عمار
فضربه بالدرة وقرأت عليه بعض كتاب الأموال لأبي عبيد فقال لي يوما وقد مر بعض
أقوال أبي عبيد ما كان إلا حمارا مغفلا لا يعرف الفقه وحكى لي عنه أنه قال في
إبراهيم النخعي أعور سوء
فاجتمعنا يوما عند أبي القاسم بن السمرقندي لقراءة الكامل لابن عدي فحكى ابن عدي
حكاية عن السعدي فقال يكذب ابن عدي إنما هو قول إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فقلت
له السعدي هو الجوزجاني ثم قلت له إلى كم يحتمل منك سوء الأدب تقول في إبراهيم
النخعي كذا وفي مالك كذا وفي أبي عبيد كذا وفي ابن عدي كذا فغضب وأخذته الرعدة قال
وكان البرداني وابن الخاضبة يحاقوني وآل الأمر إلى أن تقول لي هذا فقال له ابن
السمرقندي هذا بذاك وقلت له إنما نحترمك ما احترمت الأئمة فإذا أطلقت القول فيهم
فما نحترمك فقال والله لقد علمت من علم الحديث ما لم يعلمه غيري ممن تقدمني وإني
لأعلم من صحيح البخاري ومسلم ما لم يعلماه من صحيحيهما فقلت له على وجه الاستهزاء
فعلمك إذا إلهام فقال إي والله إلهام فتفرقنا وهجرته ولم أتمم عليه كتاب الأموال
وكان
سيىء الاعتقاد
يعتقد من أحاديث الصفات ظاهرها بلغني أنه قال يوما في سوق باب الأزج يوم يكشف عن
ساق فضرب على ساقه وقال ساق كساقي هذه وبلغني أنه قال أهل البدع يحتجون بقوله ليس
كمثله شيء أي في الألوهية فأما في الصورة فهو مثلي ومثلك وقد قال الله تعالى يا
نساء النبي لستن كأحد من النساء أي في الحرمة لا في الصورة وسألته يوما عن مذهبه
في أحاديث الصفات فقال اختلف الناس في ذلك فمنهم من تأولها ومنهم من أمسك عن
تأولها ومنهم من اعتقد ظاهرها ومذهبي أحد هذه الثلاثة مذاهب وكان يفتي على مذهب
داود وبلغني أنه سئل عن وجوب الغسل على من جامع ولم ينزل فقال لا غسل عليه إلا أني
فعلت ذلك بأم أبي بكر يعني ابنه وكان بشع الصورة أزرق اللباس يدعي أكثر مما يحسن
مات يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة 425 ودفن باب الأزج بمقبرة
الفيل وكنت إذ ذاك ببغداد ولم أشهده آخر ما ذكره ابن عساكر وعلي بن أحمد بن عبد
العزيز بن طير أبو الحسن الأنصاري الميورقي قدم دمشق وسمع بها وحكى عن أبي محمد
غانم بن الوليد المخزومي وأبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النميري
وأبي الحسن علي بن عبد الغني القيرواني وغيرهم روى عنه عبد العزيز الكناني وهو من
شيوخه وأبو بكر الخطيب وهبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وعمر بن عبد الكريم
الدهستاني وأبو محمد بن الأكفاني وقال إنه ثقة وكان عالما باللغة وسافر من دمشق في
آخر سنة 463 إلى بغداد وأقام بها ومات بها سنة 774 قال الحافظ حدثني أبو غالب
الماوردي قال قدم علينا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري البصرة في
سنة 469 فسمع من أبي علي التستري كتاب السنن وأقام عنده نحوا من سنتين وحضر يوما
عند أبي القاسم إبراهيم بن محمد المناديلي وكان ذا معرفة بالنحو والقراءة وقرأ
عليه جزءا من الحديث وجلس بين يديه وكان عليه ثياب خلقة فلما فرغ من قراءة الجزء
أجلسه إلى جنبه فلما مضى قلت له في إجلاسه إلى جنبه فقال قد قرأ الجزء من أوله إلى
آخره وما لحن فيه وهذا يدل على فضل كثير ثم قال إن أبا الحسن خرج من عندنا إلى
عمان ولقيته بمكة في سنة 37 أخبرني أنه ركب من عمان إلى بلاد الزنج وكان معه من
العلوم أشياء فما نفق عندهم إلا النحو وقال لو أردت أن أكسب منهم ألوفا لأمكن ذلك
وقد حصل لي منهم نحو من ألف دينار وتأسفوا على خروجي من عندهم ثم إنه عاد إلى
البصرة على أن يقيم بها فلما وصل إلى باب البصرة وقع عن الجمل فمات من وقته وذلك
في سنة 474 كذا قال أولا مات ببغداد وههنا بالبصرة ومن شعر الميورقي قوله وسائلة
لتعلم كيف حالي فقلت لها بحال لا تسر وقعت إلى زمان ليس فيه إذا فتشت عن أهليه حر
ميها بكسر الميم مقصور اسم ماء في بلاد هذيل أو جبل
ميهنة بالفتح ثم السكون وفتح الهاء والنون من قرى خابران وهي ناحية بين أبيورد
وسرخس قد نسب إليها جماعة من أهل العلم والتصوف منهم أبو سعيد أسعد بن أبي سعيد
فضل الله بن أبي الخير وأبو الفتح طاهر وكانا من أهل التصوف وبيته وكان أسعد حريصا
على سماع الحديث وطلبه وجمعه فسمع أبا القاسم عبد الكريم القشيري وغيره ذكره أبو
سعد في شيوخه وقال ولد في سنة 454 ومات في سنة 705 في رمضان
ن
باب النون والألف وما يليهما
نابت بكسر الباء الموحدة وآخره تاء مثناة اسم الفاعل من نبت ينبت موضع بالبصرة
وذات النابت من عرفات
نابلس بضم الباء الموحدة واللام والسين مهملة وسئل شيخ من أهل المعرفة من أهل
نابلس لم سميت بذلك فقال إنه كان ههنا واد فيه حية قد امتنعت فيه وكانت عظيمة جدا
وكانوا يسمونها بلغتهم لس فاحتالوا عليها حتى قتلوها وانتزعوا نابها وجاؤوا بها
فعلقوها على باب هذه المدينة فقيل هذا ناب لس أي ناب الحية ثم كثر استعمالها حتى
كتبوها متصلة نابلس هكذا وغلب هذا الاسم عليها وهي مدينة مشهورة بأرض فلسطين بين
جبلين مستطيلة لا عرض لها كثيرة المياه لأنها لصيقة في جبل أرضها حجر بينها وبين
بيت المقدس عشرة فراسخ ولها كورة واسعة وعمل جليل كله في الجبل الذي فيه القدس
وبظاهر نابلس جبل ذكروا أن آدم عليه السلام سجد فيه وبها الجبل الذي تعتقد اليهود
أن الذبح كان عليه وعندهم أن الذبيح إسحاق عليه السلام ولليهود في هذا الجبل
اعتقاد أعظم ما يكون واسمه كزيرم وهو مذكور في التوراة والسمرة تصلي إليه وبه عين
تحت كهف يعظمونها ويزورها السمرة ولأجل ذلك كثرت السمرة بهذه المدينة وينسب إليها
محمد بن أحمد بن سهل بن نصر أبو بكر الرملي ويعرف بابن النابلسي حدث عن أبي جعفر
محمد بن أحمد بن شيبان الرملي وسعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني وعمر بن محمد بن
سليمان العطار وعثمان بن محمد بن علي بن جعفر الذهبي ومحمد بن الحسن بن قتيبة
وأحمد بن ريحان وأبي الفضل العباس بن الوليد القاضي وأبي عبد الله جعفر بن أحمد بن
إدريس القزويني وإسماعيل بن محمد بن محفوظ وأبي سعيد بن الأعرابي وأبي منصور محمد
بن سعد روى عنه هشام بن محمد الرازي وعبد الوهاب الميداني وأبو الحسن الدارقطني
وأبو مسلم محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر الأصبهاني وأبو القاسم علي بن جعفر
الحلبي وبشرى بن عبد الله مولى فلفل وعن أبي ذر الهروي قال أبو بكر النابلسي سجنه
بنو عبيد وصلبوه في
السنة وسمعت الدارقطني يذكره ويبكي ويقول كان يقول وهو يسلخ كان ذلك في الكتاب
مسطورا وقال أبو القاسم قال لنا أبو محمد الأكفاني فيها يعني سنة 363 توفي العبد
الصالح الزاهد أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل بن نصر الرملي ويعرف بابن النابلسي
وكان يرى قتال المغاربة وبغضهم وأنه واجب فكان قد هرب من الرملة إلى دمشق فقبض
عليه الوالي بها أبو محمد الكناني صاحب العزيز أبي تميم بدمشق وأخذه وحبسه في شهر
رمضان سنة 363 وجعله في قفص خشب وحمله إلى مصر فلما حمله إلى مصر قيل له أنت قلت
لو أن معي عشرة أسهم لرميت تسعة في المغاربة وواحدا في الروم فاعترف بذلك وقال قد
قلته فأمر أبو تميم بسلخه فسلخوه وحشوا جلده تبنا وصلبوه وعن أبي الشعشاع المصري
قال رأيت أبا بكر النابلسي في المنام بعدما قتل وهو في أحسن هيئة فقلت له ما فعل
الله بك فأنشد يقول حباني مالكي بدوام عز وأوعدني بقرب الانتصار وقربني وأدناني إليه
وقال انعم بعيش في جواري وإدريس بن يزيد أبو سليمان النابلسي سكن العراق وحكى عن
أبي تمام وكان أديبا شاعرا وقال أبو بكر الصولي لقيني أبو سليمان النابلسي في مربد
البصرة فقلت له من أين فقال من عند أميركم الفضل بن عباس حجبني فقلت أبياتا ما
سمعها بعد مني فقلت أنشدنيها فأنشدني لما تفكرت في حجابك عاتبت نفسي على حجابك فما
أراها تميل طوعا إلا إلى اليأس من ثوابك قد وقع اليأس فاستوينا فكن كما كنت
باحتجابك فإن تزرني أزرك أو إن تقف ببابي أقف ببابك والله ما أنت في حسابي إلا إذا
كنت في حسابك قال وحجبني الحسن بن يوسف اليزيدي فكتبت إليه سأترككم حتى يلين
حجابكم على أنه لا بد أن سيلين خذوا حذركم من نوبة الدهر إنها وإن لم تكن حانت
فسوف تحين
نابع بكسر الباء الموحدة وعين مهملة اسم الفاعل من نبع ينبع موضع بقرب مدينة
الرسول صلى الله عليه و سلم
نابل بعد الألف باء موحدة ولام قال أبو طاهر السلفي أنشدنا أبو العباس أحمد بن علي
بن عمار النابلي بالثغر وسألته عن نابل فقال إقليم من أقاليم إفريقية بين تونس
وسوسة فقال كم قد وشت لكن كفيت لسانها عين رقت للدمع حتى خانها أودعتها سر الهوى
فوشت به ما كل من منح السرائر صانها قال وروى من أهل نابل الحديث محمد بن عبد
الحميد النابلي وأبوه عبد الحميد وعبد المنعم بن عبد القادر النابلي وأبوه
ناتلة بكسر التاء
المثناة من فوقها ولام ويقال ناتل بغير هاء مدينة بطبرستان بينها وبين آمل خمسة
فراسخ وبينها وبين شالوس مثلها وهي في سهل طبرستان خضرة نضرة وقد نسب إليها قوم من
أهل العلم منهم أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عمر الحلبي الناتلي سافر الكثير وكان
تاجرا سمع الحديث من أبي بكر أحمد بن علي بن خلف وأبي الفضل محمد بن عبيد الله
الصرام سمع منه أبو نصر الصوفي وأبو بكر المفيد وتوفي سنة 715 وناتل بطن من الصدف
وبطن من قضاعة
ناجرة بكسر الجيم والراء مهملة مدينة في شرقي الأندلس من أعمال تطيلة هي الآن بيد
الأفرنج
ناجية بالجيم وتخفيف الياء من قولنا نجت الأمة من العذاب فهي ناجية وهي محلة
بالبصرة مسماة بالقبيلة هي بنو ناجية بن سامة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك
وناجية أم عبد البيت بن الحارث بن سامة بن لؤي خلف عليها بعد أبيه نكاح مقت فنسب
إليها ولدها وترك اسم أبيه وهي ناجية بنت جرم بن ربان بالراء المهملة ابن حلوان بن
عمران بن الحاف بن قضاعة وقال العمراني ناجية مدينة صغيرة لبني أسد وهي طوية لبني
أسد من مدافع القنان جبل وهما طويان بهذا الاسم ومات رؤبة بن العجاج بناجية لا
أدري بهذا الموضع أم بغيره وقال السكوني ناجية منزل لأهل البصرة على طريق المدينة
بعد أثال وقبل القوارة لا ماء بها وقال الأصمعي ناجية ماء لبني قرة من بني أسد
أسفل من الحبس وهي في الرمث وكفة العرفج وكفته منقطعة ومنتهاه وكفة العرفج هي
العرفة عرفة ساق وعرفة الفروين وفي كل تصدر شاربه في الناجية والثلماء
ناحية قرأت بخط بعد الفضلاء الأئمة وهو أبو الفضل العباس بن علي المعروف بابن برد
الخيار قال حدثني أبو عوانة عن أبيه عن ابن عباس بن سهل بن ساعد الساعدي عن أبيه
عباس بن سهل قال لما ولي عثمان ابن حيان المري المدينة عرض ذات يوم بالفتنة وذكرها
ابن سهل فقال له بعض جلسائه إن عباس بن سهل كان شيعة لابن الزبير وكان قد وجهه في
جيش إلى المدينة فتغيظ عثمان علي وحلف ليقتلني فتواريت حتى طال ذلك علي فلقيت بعض
جلسائه فشكوت له أمري وقلت قد أمنني أمير المؤمنين فقال لا والله ما يجري ذكرك عند
الأمير إذ تغيظ عليك وأوعدك وهو ينبسط عن الحوائج على طعامه فتنكر واحضر طعامه وقل
ما تريد قال ففعلت ذلك وحضرت طعامه فأتي بجفنة فيها ثريد عليه لحم وهي ضخمة فقلت
كأني أنظر إلى جفنة حيان بن معبد وتكاوس الناس عليها بناحية فجعل عثمان يقول لي
رأيته والله بعينك قلت أجل لعمري كأني أنظر إليه حين يخرج علينا وعليه مطرف خز
هدبه يتعلقه شوك السعدان فما يكفه ثم يؤتي بالجفنة فكأني أرى الناس عليها فمنهم
القائم ومنهم القاعد فقال صدقت بعد أبوك فمن أنت قلت أنا عباس بن سهل الأنصاري فقال
مرحبا وأهلا بأهل الشرف والحق قال عباس فرأيتني وما بالمدينة رجل أوجه مني عنده
قال فقال لي بعض القوم بعد ذلك يا عباس أنت رأيت حيان بن معبد يسحب الخز ويتكاوس
الناس على جفناته قلت والله لقد رأيته وقد نزلنا ناحية فأتانا في رحالنا وعليه
عباءة قطوانية فجعلت أذوده بالسوط عن رحالنا مخافة أن يسرقها
النار بلفظ النار المحرقة حرة النار لبني عبس ذكرت
وزقاق النار بمكة ذكرت في الزقاق
والحرار وذو النار قرية بالبحرين لبني محارب بن
عبد القيس
نارناباذ بعد الراء نون معناه عمارة نارن لأن أباذ معناه العمارة من قرى مرو
نارغيسة بعد الراء غين معجمة ثم ياء ثم سين مهملة قال العمراني قرية ولم يزد
النازية بالزاي وتخفيف الياء عين ثرة على طريق الآخذ من مكة إلى المدينة قرب
الصفراء وهي إلى المدينة أقرب وإليها مضافة قال ابن إسحاق ولما سار النبي صلى الله
عليه و سلم إلى بدر ارتحل من الروحاء حتى إذا كان بالمنصرف ترك طريق مكة يسارا
وسلك ذات اليمين على النازية يريد بدرا فسلك ناحية منها حتى جزع واديا يقال له
رحقان بين النازية ومضيق الصفراء كذا قيده ابن الفرات في عدة مواضع كأنه من نزا
ينزو إذا طفر والنازية فيما حكى عنه رحبة واسعة فيها عضاة ومروخ
ناس قرية كبيرة من نواحي أبيورد بخراسان
ناسر بكسر السين المهملة وراء من قرى جرجان ينسب إليها الحسن بن أحمد الناسري
الجرجاني
ناشروذ وشرواذ ناحيتان بسجستان لهما ذكر في الفتوح أرسل عبد الله بن عامر بن كريز
الربيع بن زياد الحارثي في سنة 03 إلى سجستان فافتتح ناشروذ وشرواذ وأصاب سبيا
كثيرا كان منهم أبو صالح بن عبد الرحمن وجد بسام فبعث به إلى ابن عامر
ناصحة بكسر الصاد المهملة والحاء المهملة موضع في شعر زهير وماء لمعاوية بن حزن بن
عبادة بن عقيل بنجد
ناصح موضع ذكره في أخبار عنترة عن أبي عبيدة بالضاد المعجمة
الناصرة فاعلة من النصر قرية بينها وبين طبرية ثلاثة عشر ميلا فيها كان مولد
المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ومنها اشتق اسم النصارى وكان أهلها عيروا مريم
فيزعمون أنه لا تولد بها بكر إلى هذه الغاية وأن لهم شجرة أترج على هيئة النساء
وللأترجة ثديان وما يشبه اليدين والرجلين وموضع الفرج مفتوح وإن أمر هذه القرية في
النساء والأترج مستفيض عندهم لا يدفعه دافع وأهل بيت المقدس يأبون ذلك ويزعمون أن
المسيح إنما ولد في بيت لحم وأن آثار ذلك عندهم ظاهرة وإنما انتقلت به أمه إلى هذه
القرية قال عبيد الله الفقير إليه فأما نص الإنجيل فإن فيه أن عيسى عليه السلام
ولد في بيت لحم وخاف عليه يوسف زوج مريم من دهاء هارودس ملك المجوس فرأى في منامه
أن احمله إلى مصر حتى آمرك برده ليكمل ما قال الرب على لسان النبي القائل إني دعوت
ابني من مصر فأقام بمصر إلى أن مات هارودس فرأى في المنام أن يؤمر برده إلى بلاد
بني إسرائيل فقدم به القدس فخاف عليه من القائم مقام هارودس فرأى في المنام أن
انطلق به إلى الخليل فأتاها فسكن مدينة تدعى ناصرة وذكر في الإنجيل يسوع الناصري
كثيرا والله أعلم
الناصرية من قرى سفاقس بإفريقية ينسب إليها أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن علي
الناصري لقيه السلفي بالإسكندرية وبها مات وقال كان من أهل القرآن
ناصع والناصع من كل لون ما خلص ووضح وأكثر ما يستعمل في البياض وناصع من بلاد
الحبشة
ناصفة بكسر الصاد والفاء وهو مجرى الماء وقيل الرحبة في الوادي قال الزمخشري ناصفة
واد من أودية القبلية
وناصفة الشجناء موضع في طريق اليمامة
وناصفة العمقين في بلاد بني قشير قال مصعب بن طفيل القشيري ألا حبذا يا خير أطلال
دمنة بحيث سقى ذات السلام رقيبها إذ العين لم تبرح ترى من مكانها منازل قفر
نازعتها جنوبها بناصفة العمقين أو برقة اللوى على النأي والهجران شب شبوبها وناصفة
العناب قال مالك بن نويرة كأن الخيل مر بها سنيحا قطامي بناصفة العناب ويوم ناصفة
من أيام العرب وفي العقيق بالمدينة موضع يقال له ناصفة قال أبو معروف أحد بني عمرو
بن تميم ألم تلمم على الدمن الخشوع بناصفة العقيق إلى البقيع والناصفة ماء لبني جعفر
بن كلاب
قال أبو زياد ناصفة بني جعفر مطوية في غربي الحمى
وجبل ناصفة عسعس كذا قال الأصمعي في الشعر وقال لبيد يرثي أخاه أربد يا أربد الخير
الكريم نجاره أفردتني أمشي بقرن أعضب ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في قوم كجلد
الأجرب يتأكلون خيانة وملاذة ويعاب قائلهم وإن لم يشغب إن الرزيئة لا رزيئة بعدها
فقدان كل أخ كضوء الكوكب لولا الإله وسعي صاحب حمير وتعرضي في كل جون مصعب لبقيت
في حلل الحجاز مقيمة فجنوب ناصفة لقاح الحوأب
ناضحة موضع فيه معدن ذهب بين اليمامة ومكة عن أبي زياد الكلابي
ناطلوق بالطاء المهملة مفتوحة وضم اللام وآخره قاف موضع في الشعر ذكره أبو تمام
فقال يصف خيلا ألهبتهاالسياط حتى إذا است نت بإطلاقها على الناطلوق
ناطلين آخره نون بلد بالقسطنطينية
ناظرة بالظاء المعجمة بلفظ اسم الفاعل المؤنث من نظر جبل من أعلى الشقيق وقال ابن
دريد موضع أو جبل وقال الخارزنجي نواظر آكام معروفة في أرض باهلة وقيل ناظرة وشرج
ماءان لعبس قال الأعشى شاقتك أظعان ليلى يوم ناظرة وقال جرير أمنزلتي سلمى بناظرة
اسلما وما راجع العرفان إلا توهما كأن رسوم الدار ريش حمامة محاها البلى واستعجمت
أن تكلما
ناعب بكسر العين وآخره باء موحدة من نعب الغراب فهو ناعب قال الحازمي موضع في شعر
واختلف فيه
ناعت اسم الفاعل من نعت ينعت بمعنى وصف يصف موضع في ديار بني عامر بن صعصعة ثم
ديار
بني نمير من بادية
اليمامة قال لبيد كأن نعاجا من هجائن عازف عليها وآرام السلي الخواذلا جعلن جراح
القرنتين وناعتا يمينا ونكبنا البدي شمائلا
ناعتون بلفظ جمع ناعت الذي قبله موضع قال عوف بن الجزع بحمران أو بقفا ناعتي ن أو
المستوى إذا علون الستارا
ناعجة بالجيم قال أبو خيرة الناعجة من الأرض السهلة المستوية مكرمة للنبات تنبت
الرمث ويوم ناعجة من أيام العرب
ناعر موضع كانت فيه وقعة للمسلمين وأهل الردة في أيام أبي بكر رضي الله عنه قال
خالد بن الوليد ولقد تبيت بناعر مستخفيا كره الحروب مخافة أن تقتلا
ناعط بكسر العين المهملة وطاء مهملة أيضا الناعط المسافر سفرا بعيدا والناعط
السيىء الأدب في أكله ومروته وعطائه وناعط حصن في رأس جبل بناحية اليمن قديم كان
لبعض الأذواء قرب عدن قال وهب قرأنا على حجر في قصر ناعط بني هذا القصر سنة كانت
مسيرتنا من مصر قال وهب فإذا ذلك أكثر من ألف وستمائة سنة وقد ذكره امرؤ القيس
فقال هو المنزل الآلاف من جو ناعط بني أسد حزنا من الأرض أوعرا وقال الصولي في شرح
قول أبي نواس يفتخر باليمن لست لدار عفت وغيرها ضربان من نوئها وحاصبها بل نحن
أرباب ناعط ولنا صنعاء والمسك في محاربها يقول نحن ملوك أهل عدن ولسنا كنزار أهل
وبر وصفات للديار والرياح والصحارى
وناعط قصر على جبلين باليمن لهمدان ومن أكاذيبهم فيما أحسب قول بعضهم ناعط قصر على
جبلين لهمدان إذا أشرقت الشمس سار الراكب في ظله أربعة فراسخ وهذا من المحال لأن
الراكب لا يسير أربعة فراسخ إلا والشمس قد صارت في وسط السماء فإن أريد أن الشمس
إذا أشرقت يمتد ظله أربعة فراسخ كان أقرب إلى الصحيح والله أعلم
ناعم بكسر العين حصن من حصون خيبر عنده قتل محمود بن مسلمة أخو محمد بن مسلمة
ألقوا عليه رحا فقتلوه عام خيبر
والناعم موضع آخر في قول عدي بن الرقاع ألمم على طلل عفا متقادم بين الذؤيب وبين
غيب الناعم وقال أبو دؤاد أوحشت من سروب قومي تعار فأروم فشابة فالستار فإلى الدور
فالمرورات منهم فحفير فناعم فالديار
ناعورة بلفظ ناعورة الدولاب موضع بين حلب وبالس فيه قصر لمسلمة بن عبد الملك من
حجارة وماؤه من العيون وبينه وبين حلب ثمانية أميال
نافخش بالفاء المفتوحة والخاء ساكنة وشين معجمة من قرى سمرقند
نافع بكسر الفاء وعين مهملة من مخالف اليمن
نافقان بالفاء ثم
القاف وآخره نون من قرى مرو
نامش بكسر الميم وشين معجمة من قرى بيهق ينسب إليها من المتأخرين الحسين بن علي بن
منصور النامشي البيهقي ذكره أبو سعد في التحبير قال سمع أبا الحسن علي بن أحمد
المدني وأسعد بن مسعود العتبي
نامشة من رساتيق طبرستان بينها وبين سارية عشرون فرسخا فتحها سعيد بن العاص في سنة
03 عنوة في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان سعيد أميرا بالكوفة
نامين بكسر الميم ثم ياء ساكنة ونون جمع نام موضع
نامية بتخفيف الياء من نمى ينمي ماءة لبني جعفر بن كلاب ولهم جبال يقال لها جبال
النامية
ناووس الظبية الناووس والقبر واحد وهو موضع قرب همذان ذكره ابن الفقيه وذكر له قصة
من خرافات الفرس إلا أنه قال وهذا الموضع باق إلى الآن معروف بهذا الاسم فبقيت
النفس مشتاقة إلى التطلع إلى ذلك فأوردت خبرة على ما ذكره فإن الموضع بهذا الحديث
سمي ناووس الظبية صحت الحكاية أم لم تصح وهو بالقرب من قصر بهرام جور الذي ذكر في
القصور وهو على تل مشرف عال حوله عيون كثيرة وأنهار غزيرة وكان السبب في أمره أن
بهرام جور خرج متصيدا ومعه جارية له من أحظى جواريه عنده فنزل على هذا التل فتغدى
ثم جلس للشرب فلما أخذ منه الشراب قال لها اشتهي فوالله لا تشتهين شيئا إلا بلغتك
إياه كائنا ما كان فنظرت إلى سرب ظباء فقالت أحب أن تجعل بعض ذكور هذه الظباء مثل
الإناث وتجعل بعض الإناث مثل الذكور وترمي ظبية منها فتلصق ظلفها مع أذنها فورد
على بهرام ما حيره ثم قال إن أنا لم أفعل ذلك كنت عندها وعند الملوك عاجزا فقال إن
امرأة شهاها شيئا ثم لم يف لها به فأخذ الجلاهق وعين ظبية فرماها ببندقة أصاب
أذنها فرفعت رجلها تحك بها أذنها فانتزع سهما فخاط به أذنها مع ظلفها ثم ركب فرسه
وعمد إلى السرب فجعل يرمي الذكور ذوات القرون بنشاب له وسخاخين فيقلع القرون بذلك
ويرمي الإناث في رؤوسها حتى يلصق سهمه في رؤوسها بمنزلة القرون فلما وفى للجارية
بما التمست انصرف فذبح الجارية ودفنها مع الظبية في ناووس واحد وبنى عليها علما من
حجارة وكتب عليها قصتها وإنما قتل الجارية لأنه قال كادت تفضحني وقصدت تعجيزي قال
والموضع موجود إلى يومنا هذا ويعرف بناووس الظبية والله أعلم
الناووسة من قرى هيت لها ذكر في الفتوح مع ألوس
الناوية اسم لقريتين بمصر إحداهما في كورة البهنسا والأخرى في كورة الغربية
نايت بعد الألف ياء آخر الحروف وتاء مثناة من نواحي البصرة في ظن أبي سعد السمعاني
ينسب إليها أبو الحسن علي بن عبد العزيز المؤدب البصري المعروف بالنايتي روى عن
فاروق بن عبد الكبير الخطابي وروى عنه أبو طاهر محمد بن أحمد الأشناني كذا ذكره
الحافظ أبو بكر الخطيب في كتاب المؤتلف
ناينج بعد الألف ياء مفتوحة ونوه ساكنة وجيم بليدة بنواحي أصبهان على طرف البرية
بينها وبين أصبهان
ثلاثون فرسخا
النائع موضع بنجد لبني أسد قال الراجز أرقني الليلة برق لامع من دونه التينان
والربائع فواردات فقنا فالنائع ومن ذرى رمان هضب فارع
نائلة اسم صنم ذكر مع أساف لأنهما متلازمان
نائن بعد الألف ياء مهموزة ونون من قرى أصبهان ينسب إليها نفر من الرواة منهم محمد
بن الفضل بن عبد الواحد بن محمد النائني أبو الوفاء القاضي سمع أبا بكر بن باجة
وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد الطيان وغيرهما ويقال لها نائين أيضا وأحمد بن عبد
الهادي بن أحمد بن الحسن الأردستاني النائني نزيل نائن سمع منه عبد بن حميد ونائن
في الإقليم الثالث وطولها من جهة المغرب ثمانون درجة وخمس وأربعون دقيقة وعرضها
ثمان وعشرون درجة وثلث
نائين بعد الألف همزة في صورة الياء ثم ياء خالصة ونون وهي التي قبلها بعينها
وعدها الإصطخري في أعمال فارس ثم من كورة إصطخر لأنها بين أصبهان وفارس فتتوزع
فيهما
باب النون والباء وما يليهما
النباء بالصم والمد موضع بالطائف عن نصر
نباتي بالفتح وبعد الألف تاء فوقها نقطتان مقصور وقد يضم أوله عن صاحب كتاب النبات
اسم جبل قال ساعدة بن جؤية الهذلي يصف سحابا لما رأى نعمان حل بكرفيء عكحر كما لبخ
البزول الأركب فالسدر مختلج وأنزل طافيا ما بين عين إلى نباتى الأثأب واختلف في
هذا الاسم فروي على عدة وجوه روي نباة مثل حصاة ونبات ونباتى روي ذلك كله عن
السكري والأثأب شجر كالأثل أراد نزل الأثأب من رؤوس الجبال مشرفا على رأس الماء
النباج بكسر أوله وآخره جيم قال اللحياني النباج الصوت ورجل نباج شديد الصوت
والنباج الآكام العالية والنباج الغرائر السود والنبيج كان من أطعمة العرب في
المجاعة يخاض الوبر باللبن ويجدح ويحتمل غير ذلك فهذا ما اجتهدت أنا فيه ثم وجدت
في كتاب لابن خالويه ليس أحد ذكر اشتقاق النباج جمع النباجة يقال نبجت اللبن
الحليب إذا جدحته بعود في طرفه شبه فلكة حتى يكرفىء ويصير ثمالا فيؤكل به التمر
يجتحف اجتحافا قال ولا يفعل ذلك أحد من العرب إلا بنو أسد يقال لبن نبيج ومنبوج
واسم ما ينبج به النباجة قال وهذا حرف غريب فانظر رعاك الله إلى هذه الدعوى
والتعجرف ثم جاء بما لا يليق أن يكون اسم موضع وانظر إلى ما جئنا به فإن جميعه
صالح أن يركب عليه اسم موضع قال أبو منصور وفي بلاد العرب نباجان أحدهما على طريق
البصرة يقال له نباج بني عامر وهو بحذاء فيد والآخر نباج بني سعد بالقريتين وقال
غيره النباج منزل لحجاج البصرة وقيل النباج بين مكة والبصرة للكريزيين ونباج آخر
بين البصرة واليمامة وبينه وبين اليمامة غبان لبكر بن وائل والغب مسيرة يومين وقال
أبو عبيد الله السكوني النباج من البصرة على عشر مراحل وثيتل قريب من النباج وبهما
يوم من أيام العرب مشهور لتميم على بكر بن وائل وفيه
يقول محرز الضبي
لقد كان في يوم النباج وثيتل وشطف وأيام تداركن مجزع قال والنباج استنبط ماءه عبد
الله بن عامر بن كريز شقق فيه عيونا وغرس نخلا وولده به وساكنه رهطه بنو كريز ومن
انضم إليهم من العرب ومن وراء النباج رمال أقوار صغار يمنة ويسرة على الطريق
والمحجة فيها أحيانا لمن يصعد إلى مكة رمل وقيعان منها قاع بولان والقصيم قال
أعرابي ألا حبذا ريح الألاء إذا سرت به بعد تهتان رياح جنائب أهم ببغض الرمل ثمت
إنني إلى الله من أن أبغض الرمل تائب وإني لمعذور إلى الشوق كلما بدا لي من نخل
النباح العصائب وقيل النباج قرية في بادية البصرة على النصف من طريق البصرة إلى
مكة بمنزلة فيد لأهل الكوفة وقد قال البحتري إذا جزت صحراء النباج مغربا وجازتك
بطحاء السواجير يا سعد فقل لبني الضحاك مهلا فإنني أنا الأفعوان الصل والضيغم
الورد والسواجير نهر منبج فيقتضي ذلك أن يكون النباج بالقرب منها ويبعد أن يريد
نباج البصرة وبين منبج وبينها أكثر من مسيرة شهرين وإليها ينسب يزيد بن سعيد
النباجي سمع مالك بن دينار وروى عنه رجاء بن محمد بن رجاء البصري
نباح بضم أوله وآخره حاء مهملة بلفظ نباح الكلب وذو النباح حزم من الشربة بأطراف
تيمن هضبة من ديار فزارة كذا جاء في كتاب الحازمي
نباذان من قرى هراة كذا ذكرت في نوباذان أخبرنا أبو المظفر السمعاني بمرو أخبرتنا
أمة الله بنت محمد بن أحمد النباذاني العارفة قراءة عليها بهراة وذكرت حديثا
نبارة في كتاب ابن عبد الحكم ونزل عمرو بن العاص على مدينة طرابلس الغرب فملك
المدينة فكان من بسبرة متحصنين فلما بلغهم محاصرة عمرو مدينة طرابلس واسمها نبارة
وسبرة السوق القديم فهذا يدل على أن طرابلس اسم الكورة ونبارة مدينتها
النباريس كأنه جمع نبراس وهو السراج قال السكري النباريس شباك لبني كليب وهي
الآبار المتقاربة قال ذلك في قول جرير هل دعوة من جبال الثلج مسمعة أهل الإياد
وحيا بالنباريس
النباع موضع بين ينبع والمدينة قال ابن هرمة نباع عفا من أهله فالمشلل إلى البحر
لم يأهل له بعد منزل فأجزاع كفت فاللوى فقراضم تناجى بليل أهله فتحملوا
نباع من أعمال صنعاء حصن بيد ابن الهرش
نباك بالكسر وآخره كاف جمع نبكة وهي روابي الرمال في الجرعاء والمرأة اللينة وقال
الأصمعي النبكة ما ارتفع من وجه الأرض وهو موضع نقله الأديبي
نباك هو مثل الذي قبله إلا أنه بضم أوله موضع أظنه باليمامة ذكره الأعشى فقال
أتاني وعيد الحوص
من آل جعفر فيا عبد عمرو لو نهيت الأحاوصا فقلت ولم أملك أبكر بن وائل متى كنت
فقعا نابتا بقصائصا وقد ملأت بكر ومن لف لفها نباكا فأحواض الرجا فالنواعصا
نباكة مثل الذي قبله وزيادة الهاء موضع آخر عنه أيضا
نبالة بالكسر واللام قال الحازمي موضع يمان أو تهام وقيل بضم النون والكاف
النباوة بالفتح وبعد الألف واو مفتوحة قال ابن الأعرابي النبوة الارتفاع والنبوة
الجفوة قال أبو قتادة ما كان بالبصرة رجل أعلم من حميد بن هلال غير أن النباوة
أضرت به كأنه أراد أن طلب الشرف أضر به ومعناه العلو وكل مرتفع من الأرض نباوة وهو
موضع بالطائف وفي الحديث خطب النبي صلى الله عليه و سلم يوما بالنباوة من الطائف
نبايع بالضم وبعد الألف ياء وعين مهملة يجوز فيه وجهان أحدهما أن تكون النون
للمضارعة من بايع يبايع ونحن نبايع ويجوز أن تكون النون أصلية فيكون من النبع وهو
شجر تعمل منه القسي من شجر الجبال أو من نبع الماء ينبع نبوعا ونبعا قال أبو منصور
هو اسم مكان أو جبل أو واد في ديار هذيل ذكره أبو ذؤيب فقال وكأنها بالجزع جزع
نبايع وألات ذي العرجاء نهب مجمع وقال البريق بن عياض بن خويلد اللحياني لقد لاقيت
يوم ذهبت أبغي بحزم نبايع يوما أمارا وروي بتقديم الياء وذكر في موضعه ونبايع
ونبايعات موضع واحد وللعرب في ذلك عادة إذا احتاجوا إلى إقامة الوزن يثنون الموضع
ويجمعونه وفي هذا الكتاب كثير والدليل على أنهما واحد أن البريق الهذلي يقول في
قصيدة يرثي أخاه وكان قد مات بهذا الموضع
لقد لاقيت يوم ذهبت أبغي بحزم نبايع يوما أمارا مقيما عند قبر أبي سباع سراة الليل
عندك والنهارا ذهبت أعوده فوجدت فيها أورايا روامس والغبارا سقى الرحمن حزم
نبايعات من الجوزاء أنواء غزارا
نبتل بفتح أوله وسكون ثانيه وتاء فوقها نقطتان مفتوحة ولام جبل في ديار طيء قريب
من أجأ وموضع على أرض الشام كذا قال الحازمي
نبر بوزن زفر قال أبو زياد ولعمرو بن كلاب نبر إلى قارة تسمى ذات النطاق وجعله نصر
بضمتين
نبر بضم أوله وفتح ثانيه وتشديده وراء من قرى بغداد وهي نبطية بوزن نفر وسمر ولهم
شاعر اسمه أبو نصر منصور بن محمد الخباز النبري واسطي قدم بغداد وكان أميا وله شعر
منه في الخمر وتبرية جاءتك في ثوب فضة بكف خلاسي القوام وشيق أتت بين طعمي عنبر
وسلافة بأنفاس مسك في شعاع حريق
كأن حباب المزج في
جنباتها كواكب در في سماء عقيق
نبرة بفتح أوله وسكون ثانيه وراء بعدها هاء والنبرة عند العرب ارتفاع الصوت ومنه
نبرت الحرف إذا همزته ونبرة إقليم من أعمال ماردة
نبطاء بالمد كأنه من أنبطت الماء إذا حفرت حتى تستخرجه قرية بالبحرين لبني محارب
بن عبد القيس قال أبو زياد النبطاء هضبة طويلة عريضة لبني نمير بالشريف من أرض نجد
نبط بالفتح ثم السكون والنبط بفتح الباء وهو الماء المستخرج بالحفر ولعل سكونه
للتخفيف في هذا الموضع وهو شعب من شعاب هذيل قاد ساعدة بن جؤية أضر به ضاح فنبطا
أسالة فمر فأعلى حوزها فخصورها ضاح ومرونبط مواضع
نبعة بالفتح واحدة النبع شجر تعمل منه القسي جبل بعرفات عند النبيعة قال ابن أبي
نجيح من عرفات النبعة النبيعة وذات النابت قال كثير أقوى وأقفر من ماوية البرق فذو
مراخ فقفر العلق فالحرق فآكم النعف وحش لا أنيس به إلا القطا فتلاع النبعة العمق
ونبعة أيضا بلد من عمان
نبق باسم شجر يضاف إليه ذو فيصير اسم موضع في قول الراعي تبصر خليلي هل ترى من
ظعائن بذي نبق زالت بهن الأباعر
النبك قرية مليحة بذات الذخائر بين حمص ودمشق فيها عين عجيبة باردة في الصيف صافية
طيبة عذبة يقولون مخرجها من يبرود وقال الراجز أنى بك اليوم وأنى منك ركب أناخوا
موهنا بالنبك ولا أدري أراد هذا الموضع أم غيره
نبوان موضع في شعر أبي صخر الهذلي حيث قال لمن الديار تلوح كالوشم بالجابتين فروضة
الحزم ولها بذي نبوان منزلة قفر سوى الأرواح والرهم قال نصر نبوان ماء نجدي لبني
أسد وقيل لبني السيد من ضبة
النبوك بالضم والواو ساكنة جمع النبك وهو جمع نبكة وهي الروابي من الرمال اللينة
كما ذكرنا في نباك وهي أرض جرعاء بأحساء هجر
نبهان بالفتح ثم السكون وآخره نون فعلان من النباهة جبل مشرف على حق عبد الله بن
عامر بن كريز عن الأصمعي قال ويتصل به جبل رنقاء إلى حائط عوف
نبهانية بالفتح ثم السكون وبعد النون ياء النسبة قرية ضخمة لبني والبة من بني أسد
النبيطاء بالمد والتصغير وقد ذكرت مكبرة قيل جبل بطريق مكة على ثلاثة أميال من توز
النبيط ويقال النميط تصغير النبط أنبطت الماء إذا استخرجته بالحفر وأما النميط فهو
تصغير النمط وهو الطريقة يقال الزم هذا النمط والنمط أيضا الثياب المصبغة التي
تجعل ظهارة للفرش وهي هنا وعساء النبيط أو النميط معروفة تنبت
ضروبا من النبات
ذكرها ذو الرمة فقال فأضحت بوعساء النميط كأنها ذرى الأثل من وادي القرى ونخيلها
نبيع تصغير نبع من نبع الماء ينبع قال الحازمي موضع حجازي أظنه قرب المدينة وقال
زهير غشيت ديارا بالنبيع فثهمد دوارس قد أقوين من أم معبد أربت بها الأرواح كل
عشية فلم يبق إلا آل خيم منضد
النبيعة والنبعة وذات النابت من عرفات
النبيلة حصن باليمن
النبي بالفتح وتشديد الياء بلفظ النبي صلى الله عليه و سلم وقد اختلف في اشتقاقه
فقال ابن السكيت هو من أنبأ عن الله فترك همزه قال وإن اتخذته من النبوة أو
النباوة وهو الارتفاع من الأرض أي أنه شرف على سائر الخلق فأصله غير الهمز وقال في
قول أوس بن حجر لأصبح رتما دقاق الحصى مكان النبي من الكاثب قال النبي المكان
المرتفع والكاثب الرمل المجتمع وقيل النبي ما نبا من الحجارة إذا نجلتها الحوافر
وقال الكسائي النبي الطريق والأنبياء طرق الهدى وقال الزجاج القراءة المجتمع عليها
في النبيين والأنبياء طرح الهمزة وقد همز جماعة من أهل المدينة جميع ما جاء في
القرآن من هذا واشتقاقه من نبأ وأنبأ أي أخبر قال والأجود ترك الهمزة لأن
الاستعمال يوجب أن ما كان مهموزا من فعيل فجمعه فعلاء مثل ظريف وظرفاء فإذا كان من
ذوات الياء فجمعه أفعلاء نحو غني وأغنياء ونبي وأنبياء بغير همز فإذا همزت قلت
نبيء وأنباء كما تقول في الصحيح قال وقد جاء أفعلاء في الصحيح وهو قليل قالوا خميس
وأخمساء ونصيب وأنصباء فيجوز أن يكون نبي من أنبأت فما ترك همزه إلا لكثرة
الاستعمال ويجوز أن يكون من نبا ينبو إذا ارتفع فيكون فعيلا من الرفعة وقال أبو
بكر بن الأنباري في الزاهر في قول القطامي لما وردن نبيا واستتب بنا مسحنفر كخطوط
الشيح منسحل إن النبي في هذا البيت هو الطريق وقد رد عليه ذلك أبو القاسم الزجاج
فقال كيف يكون ذلك من أسماء الطريق وهو يقول لما وردن نبيا وقد كانت قبل وروده على
طريق فكأنه قال لما وردن طريقا وهذا لا معنى له إلا أن يكون أراد طريقا بعينه في
مكان مخصوص فيرجع إلى أنه اسم مكان بعينه وقيل هو رمل بعينه وقيل هو اسم جبل قلت
يقوي ما ذهب إليه الزجاجي قول عدي بن زيد العبادي سقى بطن العقيق إلى أفاق ففاثور
إلى لبب الكثيب فروى قلة الأدحال وبلا ففلجا فالنبي فذا كتريب وفي كتاب نصر النبي
بنون مفتوحة وكسر الباء وتشديد الياء ماء بالجزيرة من ديار تغلب والنمر بن قاسط
وقيل بضم النون وفتح الباء قال والنبي أيضا موضع من وادي ظبي على القبلة منه إلى
الهيل واد يأخذ مصعدا من قرب الفرات إلى الأردن وناحية حمص وواد أيضا بنجد كذا في
كتابه وهو عندي مظلم لا يهتدى لقوله ولكن سطرناه كما وجدناه
باب النون والتاء
وما يليهما
النتاءة بالضم وبعد الألف همزة ثم هاء وهو من النتوء وهو خروج الشيء عن موضعه من
غير بينونة وهو ماء لبني عميلة قال الحفصي النتاءة نخيلات لبني عطارد ويوم النتاءة
من أيام العرب قال زهير بن أبي سلمى يرثي ابنا له اسمه سالم رأت رجلا لاقى من
العيش غبطة وأخطأه فيها الأمور العظائم وشب له فيها بنون وتوبعت سلامة أعوام له
وغنائم فأصبح محبورا ينظر حوله بغبطته لو أن ذلك دائم رأيت من الأيام ما ليس عنده
فقلت تعلم إنما أنت حالم لعلك يوما أن تراع بفاجع كما راعني يوم النتاءة سالم كان
ابنه سالم قد لبس بردين وركب فرسا له رائعا ومر بامرأة فقالت له ما رأيت كاليوم
رجلا ولا بردين ولا فرسا فعثر به الفرس فاندقت عنقه وعنق سالم وانشق البردان وقال
نصر النتاءة جبل بحمى ضرية بين إمرة ومتالع وقيل ماء لغني
باب النون والثاء وما يليهما
نثرة موضع ذكره لبيد بن عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي فقال تطاول ليلي بالإثمدين
إلى الشطبتين إلى نثره وقد شيب الرأس قبل المشيب وفي الحادثات لنا عبره كمهوى
عتيبة إذ قاده حثيث المطي أبو عذره أبو عذرة كنية الحارث بن نفير بن عبد الحارث
الشيباني
باب النون والجيم وما يليهما
نجار بالضم وآخره راء يجوز أن يكون من النجر وهو الأصل وشكل الإنسان وهيئته أو من
النجر وهو السوق الشديد أو من النجر وهو القطع وهو موضع في بلاد تميم وقيل من
مياههم
ونجار أيضا ماء بالقرب من صفينة حذاء جبل الستار في ديار بني سليم عن نصر
نجار بكسر أوله وآخره راء بلفظ النجار وهو الأصل موضع عن العمراني
النجارة ماءة قرب صفينة على يومين من مكة تذكر مع النجير
نجاكث بلدة بما وراء النهر بينها وبين بناكث فرسخان وهما من قرى الشاش منها أبو
المظفر محمد بن الحسن بن أحمد النجاكثي المعروف بفقيه العراق سكن بلخ سمع القاضي
أبا علي الحسين بن علي المحمودي كتب عنه السمعاني ببلخ وتوفي بها في سنة 155
نجال بكسر أوله وآخره لام كأنه جمع نجيل وهو ضرب من الحمض ترعاه الإبل وهو موضع
بين الشام وسماوة كلب قال كثير وأرغم ما عزمن البين حتى دفعن بذي المزارع والنجال
النجام بالكسر وآخره ميم وهو جمع نجم مثل زند وزناد فيما أحسب والنجم كل ما نبت
على وجه
الأرض مما ليس فيه
ساق وهو اسم موضع وقيل اسم واد في قول معقل بن خويلد الهذلي نزيعا محلبا من أهل
لفت لحي بين أثلة والنجام
نجانيكث بالضم وبعد الألف نون مفتوحة وياء ساكنة وكاف مفتوحة وثاء مثلثة من قرى
سمرقند
نجاويز بفتح أوله وبعد الألف واو مكسورة ثم ياء وزاي بلد باليمن في شعر الكميت
نجب بفتح أوله وثانيه وباء موحدة والنجب قشور الشجر ولا يقال لما لان من قشور
الأغصان نجب والقطعة نجبة موضع كانت فيه وقعة لبني تميم على بني عامر بن صعصعة دعت
بنو عامر حسان بن معاوية بن آكل المرار الكندي وهو ابن كبشة امرأة من بني عامر بن
صعصعة بعد وقعة جبلة بحول إلى غزو بني حنظلة وهونوا أمرهم عليه فساروا إليهم في
جمع وثروة وقد استعد بنو يربوع لهم ووقعت الحرب فقتل ابن كبشة الملك وأسر يزيد بن
الصعق وغيره من وجوه بني عامر ومن تبعهم فقال سحيم بن وثيل الرياحي ونحن ضربنا
هامة ابن خويلد يزيد وضرجنا عبيدة بالدم بذي نجب إذ نحن دون حريمنا على كل جياش
الأجاري مرجم وقيل بفتح النون والجيم معا ذو نجب واد قرب ماوان في ديار بني محارب
قال أبو الأحوص الرياحي ولو أدركته الخيل والخيل تدعي بذي نجب ما أقرنت وأجلت
أقرنت أي ضعفت
النجب بالسكون بعد الفتح والباء موحدة علم مرتجل موضع في ديار بني كلاب قال القتال
الكلابي عفا النجب بعدي فالعريشان فالبتر فبرق نعاج من أميمة فالحجر
النجبة ماء لبني سلول بالضمرين
نجبة بالفتح ثم السكون وباء موحدة قرية من قرى البحرين لبني عامر بن عبد القيس
نجدان تثنية نجد واشتقاقه ذكر في نجد موضع يقال له نجدا مريع قال الشماخ أقول
وأهلي بالجناب وأهلها بنجدين لا تبرح نوى أم حشرج ونجدان جبلان بأجأ فيهما نخل
وتين ونجدان في شعر حميد بن ثور وغيره قال دعوت بعجلى واعترتني صبابة وقد جاوزت
نجدين أظعان مريما قال أبو زياد نجدان مربع في بلاد خثعم
نجد بضمتين لغة هذيل في نجد قال السكري قال الأخفش في قول أبي ذؤيب في عانة بجنوب
السي مشربها غور ومصدرها عن مائها نجد لغة هذيل خاصة نجد يريدون نجدا
النجد بالفتح والتحريك وهو البأس والشهرة يقال رجل نجد بين النجد وهو صقع واسع من
وراء عمان عن ابن موسى
نجد بفتح أوله وسكون ثانيه قال النضر النجد قفاف الأرض وصلابها وما غلظ منها وأشرف
والجماعة النجاد ولا يكون إلا قفا أو صلابة من
الأرض في ارتفاع من الجبل معترضا بين يديك يرد طرفك عما وراءه يقال اعل هاتيك النجاد وهذاك النجاد بوجه وقال ليس بالشديد الارتفاع وقال الأصمعي هي نجود عدة منها نجد برق واد باليمامة ونجد خال ونجد عفر ونجد كبكب ونجد مريع ويقال فلان من أهل نجد وفي لغة هذيل والحجاز من أهل النجد قال أبو ذؤيب في عانة بجنوب السي مشربها غور ومصدرها عن مائها نجد قال وكل ما ارتفع عن تهامة فهو نجد فهي ترعى بنجد وتشرب بتهامة وقال الأصمعي سمعت الأعراب تقول إذا خلفت عجلزا مصعدا فقد أنجدت وعجلز فوق القريتين قال وما ارتفع عن بطن الرمة والرمة واد معلوم ذكر في موضعه فهو نجد إلى ثنايا ذات عرق قال وسمعت الباهلي يقول كل ما وراء الخندق الذي خندقه كسرى وقد ذكر في موضعه فهو نجد إلى أن تميل إلى الحرة فإذا ملت إليها فأنت بالحجاز وقيل نجد إذا جاوزت عذيبا إلى أن تجاوز فيد وما يليها وقيل نجد هو اسم للأرض العريضة التي أعلاها تهامة واليمن وأسفلها العراق والشام قال السكري حد نجد ذات عرق من ناحية الحجاز كما تدور الجبال معها إلى جبال المدينة وما وراء ذات عرق من الجبال إلى تهامة فهو حجاز كله فإذا انقطعت الجبال من نحو تهامة فما وراءها إلى البحر فهو الغور والغور وتهامة واحد ويقال إن نجدا كلها من عمل اليمامة وقال عمارة بن عقيل ما سال من ذات عرق مقبلا فهو نجد إلى أن يقطعه العراق وحد نجد أسافل الحجاز وهودج وغيره وما سال من ذات عرق موليا إلى المغرب فهو الحجاز إلى أن يقطعه تهامة وحجاز يحجز أي يقطع بين تهامة وبين نجد والذي قرأته في كتاب جزيرة العرب الذي رواه ابن دريد عن عبد الرحمن عن عمه وما ارتفع عن بطن الرمة يخفف ويثقل فهو نجد والرمة فضاء يدفع فيه أودية كثيرة وتقول العرب عن لسان الرمة كل بني فإنه يحسيني إلا الجريب فإنه يرويني والجريب واد عظيم يصب في الرمة قال وكان موضع مملكة حجر الكندي بنجد ما بين طمية وهي هضبة بنجد إلى حمى ضرية إلى دارة جلجل من العقيق إلى بطن نخلة الشامية إلى حزنة إلى اللقط إلى أفيح إلى عماية إلى عمايتين إلى بطن الجريب إلى ملحوب إلى مليجيب فما ارتفع من بطن الرمة فهو نجد إلى ثنايا ذات عرق وعرق هو الجبل المشرف على ذات عرق وقال العتبي حدثنا الرياشي عن الأصمعي قال العرب تقول إذا خلفت عجلزا مصعدا حتى تنحدر إلى ثنايا ذات عرق فإذا فعلت ذلك فقد أتهمت إلى البحر وإذا عرضت لك الحرار وأنت تنجد فتلك الحجاز تقول احتجزنا الحجاز فإذا تصوبت من ثنايا العرج فقد استقبلت الأراك والمرج وشجر تهامة فإذا تجاوزت بلاد فزارة فأنت بالجناب إلى أرض كلب ولم يذكر الشعراء موضعا أكثر مما ذكروا نجدا وتشوقوا إليها من الأعراب المتضمرة وسأورد منه ههنا بعض ما يحضرني قال أعرابي أكرر طرفي نحو نجد وإنني إليه وإن لم يدرك الطرف أنظر حنينا إلى أرض كأن ترابها إذا مطرت عود ومسك وعنبر
بلاد كأن الأقحوان بروضة ونور الأقاحي وشي برد محبر أحن إلى أرض الحجاز وحاجتي خيام بنجد دونها الطرف يقصر وما نطري من نحو نجد بنافعي أجل لا ولكني إلى ذاك أنظر أفي كل يوم نظرة ثم عبرة لعينيك مجرى مائها يتحدر متى يستريح القلب إما مجاور بحرب وإما نازح يتذكر وقال أعرابي آخر فيا حبذا نجد وطيب ترابه إذا هضبته بالعشي هواضبه وريح صبا نجد إذا ما تنسمت ضحى أو سرت جنح الظلام جنائبه بأجرع ممراع كأن رياحه سحاب من الكافور والمسك شائبه وأشهد لا أنساه ما عشت ساعة وما انجاب ليل عن نهار يعاقبه ولا زال هذا القلب مسكن لوعة بذكراه حتى يترك الماء شاربه وقال أعرابي آخر خليلي هل بالشام عين حزينة تبكي على نجد لعلي أعينها وهل بائع نفسا بنفس أو الأسى إليها فأجلاها بذاك حنينها وأسلمها الباكون إلا حمامة مطوقة قد بان عنها قرينها تجاوبها أخرى على خيزرانة يكاد يدنيها من الأرض لينها نظرت بعيني مؤنسين فلم أكد أرى من سهيل نظرة أستبينها فكذبت نفسي ثم راجعت نظرة فهيج لي شوقا لنجد يقينها وقال أعرابي آخر سقى الله نجدا من ربيع وصيف وماذا ترجي من ربيع سقى نجدا بلى إنه قد كان للعيس مرة وركنا وللبيضاء منزلة حمدا وقال أعرابي آخر ومن فرط إشفاقي عليك يسرني سلوك عني خوف أن تجدي وجدي وأشفق من طيف الخيال إذا سرى مخافة أن يدري به ساكنو نجد وأرضى بأن تفديك نفسي من الردى ولكنني أخشى بكاءك من بعدي مذاهب شتى للمحبين في الهوى ولي مذهب فيهم أقول به وحدي وقال أعرابي آخر ألا حبذا نجد وطيب ترابه وغلظة دنيا أهل نجد ودينها نظرت بأعلى الجلهتين فلم أكد أرى من سهيل لمحة أستبينها وقال أعرابي آخر رأيت بروقا داعيات إلى الهوى فبشرت نفسي أن نجدا أشيمها إذا ذكر الأوطان عندي ذكرته وبشرت نفسي أن نجدا أقيمها
ألا حبذا نجد ومجرى جنوبه إذا طاب من برد العشي نسيمها أجدك لا ينسيك نجدا وأهله عياطل دنيا قد تولى نعيمها وقال أعرابي آخر ألا أيها البرق الذي بات يرتقي ويجلو ذرى الظلماء ذكرتني نجدا ألم تر أن الليل يقصر طوله بنجد وتزداد الرياح به بردا وقال أعرابي من بني طهية سمعت رحيل القافلين فشاقني فقلت اقرؤوا مني السلام على دعد أحن إلى نجد وإني لآيس طوال الليالي من قفول إلى نجد تعز فلا نجد ولا دعد فاعترف بهجر إلى يوم القيامة والوعد وقال نوح بن جرير بن الخطفى ألا قد أرى أن المنايا تصيبني فما لي عنهن انصراف ولا بد أذا العرش لا تجعل ببغداد ميتتي ولكن بنجد وحبذا بلدا نجد بلاد نأت عنها البراغيث والتقى بها العين والآرام والعفر والربد وقال أعرابي آخر ألا هل لمحزون ببغداد نازح إذا ما بكى جهد البكاء مجيب كأني ببغداد وإن كنت آمنا طريد دم نائي المحل غريب فيا لائمي في حب نجد وأهله أصابك بالأمر المهم مصيب وقال أعرابي آخر تبدلت من نجد وممن يحله محلة جند ما الأعاريب والجند وأصبحت في أرض البنود وقد أرى زمانا بأرض لا يقال لها بند البنود بأرض الروم كالأجناد بأرض الشام والكور بالعراق والطساسيج لأهل الأهواز والرساتيق لأهل الجبال والمخاليف لأهل اليمن وقال أعرابي آخر لعمري لمكاء يغني بقفرة بعلياء من نجد علا ثم شرقا أحب إلينا من هديل حمامة ومن صوت ديك هاجه الليل أبلقا وقال عبد الرحمن بن دارة خليلي إن حانت بحمص منيتي فلا تدفناني وارفعاني إلى نجد وأدخل على عبد الملك بن مروان عشرة من الخوارج فأمر بضرب رقابهم وكان يوم غيم ومطر ورعد وبرق فضربت رقاب تسعة منهم وقدم العاشر ليضرب عنقه فبرقت برقة فأنشأ يقول تألق البرق نجديا فقلت له يا أيها البرق إني عنك مشغول بذلة العقل حيران بمعتكف في كفه كحباب الماء مسلول فقال له عبد الملك ما أحسبك إلا وقد حننت إلى وطنك وأهلك وقد كنت عاشقا قال نعم يا أمير المؤمنين قال لو سبق شعرك قتل أصحابك لوهبناهم
لك خلوا سبيله
فخلوه وقدم بعض أهل هجر إلى بغداد فاستوبأها فقال أرى الريف يدنو كل يوم وليلة
وأزداد من نجد وصاحبه بعدا ألا إن بغدادا بلاد بغيضة إلي وإن كانت معيشتها رغدا
بلاد تهب الريح فيها مريضة وتزداد خبثا حين تمطر أو تندى
نجد ألوذ في بلاد هذيل في خبر أبي جندب
نجد أجأ علم لجبل أسود بأجأ أحد جبلي طيء
نجد برق بفتح الباء وسكون الراء والقاف واد باليمامة بين سعد ومهب الجنوب
نجد خال موضع بعينه
نجد الشرى موضع في شعر ساعدة بن جؤية الهذلي حيث قال تحملن من ذات السليم كأنها
سفائن يم تنتحيها دبورها ميممة نجد الشرى لا تريمه وكانت طريقا لا تزال تسيرها
نجد عفر ذكر في عفر
نجد العقاب قال الأخطل ويامن عن نجد العقاب وياسرت بنا العيس عن عذراء دار بني
الشجب قال أراد ثنية العقاب المطلة على دمشق وعذراء القرية التي تحت العقبة
نجد كبكب بتكرير الكاف والباء طريق كبكب هو الجبل الأحمر الذي تجعله خلف ظهرك إذا
وقفت بعرفة وقد ذكر في كبكب قال امرؤ القيس فلله عينا من رأى من تفرق أشد وأنأى من
فراق المحصب فريقان منهم قاطع بطن نخلة وآخر منهم جازع نجد كبكب
نجد مريع بفتح الميم وكسر الراء ثم ياء ساكنة وعين مهملة موضع آخر قال ابن مقبل
أناظر الوصل من غاد فمصروم أم كل دينك من دهماء مقروم أم ما تذكر من دهماء قد طلعت
نجدي مريع وقد شاب المقاديم وأنشد ابن دريد في كتاب المجتبى سألت فقالوا قد أصابت
ظعائن مريعا وأين النجد نجد مريع ظعائن إما من هلال فما درى ال مخبر أو من عامر بن
ربيع لهن زهاء بالفضاء كأنه مواقر نخل من قطاة تنيع يقولون مجنون بسمراء مولع ألا
حبذا جن بها وولوع ولا خير في حب يكون كأنه شغاف أجنته حشا وضلوع
نجد اليمن قال أبو زياد فأما ديار همدان وأشعر وكندة وخولان فإنها مفترشة في أعراض
اليمن وفي أضعافها مخاليف وزروع وبها بواد وقرى مشتملة على بعض تهامة وبعض نجد
اليمن في شرقي تهامة وهي قليلة الجبال مستوية البقاع ونجد اليمن غير نجد الحجاز
غير أن جنوبي نجد الحجاز يتصل بشمالي نجد اليمن وبين النجدين وعمان برية ممتنعة
ونجد اليمن أراد عمرو بن معدي كرب بقوله
أولئك معشري وهم
خيالي وجدي في كتيبتهم ومجدي هم قتلوا عزيزا يوم لحج وعلقمة بن سعد يوم نجد
نجران بالفتح ثم السكون وآخره نون والنجران في كلامهم خشبة يدور عليها رتاج الباب
وأنشدوا وصيت الباب في النجران حتى تركت الباب ليس له صرير وقال ابن الأعرابي يقال
لأنف الباب الرتاج ولدرونده النجاف والنجران والمترسه المفتاح قال ابن دريد نجران
الباب الخشبة التي يدور عليها ونجران في عدة مواضع منها نجران في مخاليف اليمن من
ناحية مكة قالوا سمي بنجران بن زيدان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان لأنه كان
أول من عمرها ونزلها وهو المرعف وإنما صار إلى نجران لأنه رأى رؤيا فهالته فخرج
رائدا حتى انتهى إلى واد فنزل به فسمي نجران به كذا ذكره في كتاب الكلبي بخط صحيح
زيدان بن سبإ وفي كتاب غيره زيد روى ذلك الزيادي عن الشرقي وأما سبب دخول أهلها في
دين النصرانية قال ابن إسحاق حدثني المغيرة بن لبيد مولى الأخنس عن وهب بن منبه اليماني
أنه حدثهم أن موقع ذلك الدين بنجران كان أن رجلا من بقايا أهل دين عيسى يقال له
فيميون بالفاء ويروى بالقاف وكان رجلا صالحا مجتهدا في العبادة مجاب الدعوة وكان
سائحا ينزل بالقرى فإذا عرف بقرية خرج منها إلى أخرى وكان لا يأكل إلا من كسب يديه
وكا بناء يعمل في الطين وكان يعظم الأحد فلا يعمل فيه شيئا فيخرج إلى فلاة من
الأرض فيصلي بها حتى يمسي ففطن لشأنه رجل من أهل قرية بالشام كان يعمل فيها فيميون
عمله وكان ذلك الرجل اسمه صالح فأحبه صالح حبا شديدا فكان يتبعه حيث ذهب ولا يفطن
له فيميون حتى خرج مرة في يوم الأحد إلى فلاة من الأرض كما كان يصنع وقد اتبعه
صالح فجلس منه منظر العين مستخفيا منه فقام فيميون يصلي فإذا قد أقبل نحوه تنين
وهو الحية العظيمة فلما رآها فيميون دعا عليها فماتت ورآها صالح ولم يدر ما أصابها
فخاف عليه فصرخ يا فيميون التنين قد أقبل نحوك فلم يلتفت إليه وأقبل على صلاته حتى
فرغ منها فخرج إليه صالح وقال يا فيميون يعلم الله أنني ما أحببت شيئا قط مثل حبك
وقد أحببت صحبتك والكينونة معك حيث كنت فقال ما شئت أمري كما ترى فإن علمت أنك
تقوى عليه فنعم فلزمه صالح وقد كان أهل القرية يفطنون لشأنه وكان إذا جاءه العبد وبه
ضر دعا له فشفي وكان إذا دعي لمنزل أحد لم يأته وكان لرجل من أهل تلك القرية ولد
ضرير فقال لفيميون إن لي عملا فانطلق معي إلى منزلي فانطلق معه فلما حصل في بيته
رفع الرجل الثوب عن الصبي وقال له يا فيميون عبد من عباد الله أصابه ما ترى فادع
الله له فدعا الله فقام الصبي ليس به بأس فعرف فيميون أنه عرف فخرج من القرية
واتبعه صالح حتى وطئا بعض أراضي العرب فعدوا عليهما فاختطفهما سيارة من العرب
فخرجوا بهما حتى باعوهما بنجران وكان أهل نجران يومئذ على دين العرب يعبدون نخلة
لهم عظيمة بين أظهرهم لها عيد في كل سنة فإذا كان ذلك العيد علقوا عليها كل ثوب
حسن وجدوه وحلي النساء فخرجوا إليها يوما وعكفوا عليها يوما فابتاع فيميون رجل من
أشرافهم وابتاع صالحا آخر فكان فيميون إذا قام بالليل في بيت له أسكنه إياه سيده
استسرج له البيت نورا حتى يصبح
من غير مصباح فأعجب
سيده ما رأى منه فسأله عن دينه فأخبره به وقال له فيميون إنما أنتم على باطل وهذه
الشجرة لا تضر ولا تنفع ولو دعوت عليها إلهي الذي أعبده لأهلكها وهو الله وحده لا
شريك له فقال له سيده افعل فإنك إن فعلت هذا دخلنا في دينك وتركنا ما نحن عليه
فقام فيميون وتطهر وصلى ركعتين ثم دعا الله تعالى عليها فأرسل الله ريحا فجعفتها
من أصلها فألقتها فعند ذلك اتبعه أهل نجران فحملهم على الشريعة من دين عيسى ابن
مريم ثم دخلت عليهم الأحداث التي دخلت على غيرهم من أهل دينهم بكل أرض فمن هناك
كانت النصرانية بنجران من أرض العرب
قال ابن إسحاق فهذا حديث وهب بن منبه عن أهل نجران قال وحدثني يزيد بن زياد عن
محمد بن كعب القرظي وحدثني أيضا بعض أهل نجران أن أهل نجران كانوا أهل شرك يعبدون
الأصنام وكان في قرية من قراها قريبا من نجران ونجران القرية العظيمة التي إليها
إجماع تلك البلاد كان عندهم ساحر يعلم غلمان أهل نجران السحر فلما نزلها فيميون
ولم يسموه لي باسمه الذي سماه به ابن منبه إنما قالوا رجل نزلها وابتنى خيمة بين
نجران وبين القرية التي بها السحر فجعل أهل نجران يرسلون أولادهم إلى ذلك الساحر
يعلمهم الساحر فبعث الثامر ابنه عبد الله مع غلمان أهل نجران فكان ابن الثامر إذا
مر بتلك الخيمة أعجبه ما يرى من صلاته وعبادته فجعل يجلس إليه ويسمع منه حتى أسلم
وعبد الله تعالى وحده وجعل يسأله عن شرائع الإسلام حتى فقه فيه فسأله عن الاسم
الأعظم فكتمه إياه وقال إنك لن تحمله أخشى ضعفك عنه والثامر أبو عبد الله لا يظن
إلا أن ابنه يختلف إلى الساحر كما يختلف الغلمان فلما رأى عبد الله أن صاحبه قد ضن
به عنه عمد إلى قداح فجمعها ثم لم يبق لله تعالى اسما يعلمه إلا كتب كل واحد قد
قدح فلما أحصاها أوقد نارا وجعل يقذفها فيها قدحا قدحا حتى مر بالاسم الأعظم فقذفه
فيها بقدحه فوثب القدح حتى خرج منها ولم تضره النار شيئا فأتى صاحبه فأخبره أنه قد
علم الاسم الأعظم وهو كذا فقال كيف علمته فأخبره بما صنع فقال يا ابن أخي قد أصبته
فأمسك على نفسك وما أظن أن تفعل وجعل عبد الله بن الثامر إذا دخل نجران لم يلق
أحدا به ضر إلا قال له يا عبد الله أتوحد الله وتدخل في ديني فأدعو الله فيعافيك
فيقول نعم فيدعو الله فيشفى حتى لم يبق بنجران أحد به ضر إلا أتاه فاتبعه على أمره
ودعا له فعوفي فرفع أمره إلى ملك نجران فأحضره وقال له أفسدت علي أهل قريتي وخالفت
ديني ودين آبائي لأمثلن بك فقال لا تقدر على ذلك فجعل يرسل به إلى الجبل الطويل فيطرح
من رأسه فيقع على الأرض ويقوم وليس به بأس وجعل يبعث به إلى مياه بنجران بحور لا
يقع فيها شيء إلا هلك فيلقى فيها فيخرج ليس به بأس فلما غلبه قال عبد الله بن
الثامر لا تقدر على قتلي حتى توحد الله فتؤمن بما آمنت به فإنك إن فعلت ذلك سلطت
علي فتقتلني قال فوحد الله ذلك الملك وشهد شهادة عبد الله بن الثامر ثم ضربه بعصا
كانت في يده فشجه شجة غير كبيرة فقتله قال عبيد الله الفقير إليه فاختلفوا ههنا
ففي حديث رواه الترمذي من طريق ابن أبي ليلى عن النبي على غير هذا السياق وإن
قاربه في المعنى فقال إن الملك لما رمى الغلام في رأسه وضع الغلام يده على صدغه ثم
مات فقال أهل نجران لقد علم هذا الغلام علما ما علمه
أحد فإنا نؤمن برب هذا الغلام قال فقيل للملك أجزعت أن خالفك ثلاثة فهذا العالم كلهم قد خالفوك قال فخد أخدودا ثم ألقى فيه الحطب والنار ثم جمع الناس وقال من رجع عن دينه تركناه ومن لم يرجع ألقيناه في هذه النار فجعل يلقيهم في ذلك الأخدود فذلك قوله تعالى قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود حتى بلغ إلى العزيز الحميد وأما الغلام فإنه دفن وذكر أنه أخرج في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وإصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل روى هذا الحديث الترمذي عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق بن معمر ورواه مسلم عن هداب بن خالد عن حماد بن سلمة ثم اتفقا عن سالم عن ابن أبي ليلى عن صهيب عن النبي وفي حديث ابن إسحاق إن الملك لما قتل الغلام هلك مكانه واجتمع أهل نجران على دين عبد الله بن الثامر وهو النصرانية وكان على ما جاء به عيسى عليه السلام من الإنجيل وحكمه ثم أصابهم ما أصاب أهل دينهم من الأحداث فمن هنالك أهل النصرانية بنجران قال فسار إليهم ذو نواس بجنوده فدعاهم إلى اليهودية وخيرهم بين ذلك والقتل فاختاروا القتل فخد لهم الأخدود فحرق من حرق في النار وقتل من قتل بالسيف ومثل بهم حتى قتل منهم قريبا من عشرين ألفا ففي ذي نواس وجنوده أنزل الله تعالى قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إلى آخر الآية قال عبيد الله الفقير إليه خبر الترمذي ومسلم أعجب إلي من خبر ابن إسحاق لأن في خبر ابن إسحاق أن الذي قتل النصارى ذو نواس وكان يهوديا صحيح الدين اتبع اليهودية بآيات رآها كما ذكرناه في إمام من هذا الكتاب من الحبرين اللذين صحباه من المدينة ودين عيسى إنما جاء مؤيدا ومسددا للعمل بالتوراة فيكون القاتل والمقتول من أهل التوحيد والله قد ذم المحرق والقاتل لأصحاب الأخدود فبعد إذا ما ذكره ابن إسحاق وليس لقائل أن يقول إن ذا نواس بدل أو غير دين موسى عليه السلام لأن الأخبار غير شاهدة بصحة ذلك وأما خبر الترمذي أن الملك كان كافرا وأصحاب الأخدود مؤمنين فصح إذا والله أعلم وفتح نجران في زمن النبي في سنة عشر صلحا على الفيء وعلى أن يقاسموا العشر ونصف العشر وفيها يقول الأعشى وكعبة نجران حتم علي ك حتى تناخي بأبوابها نزور يزيدا وعبد المسيح وقيسا هم خير أربابها وشاهدنا الورد والياسمي ن والمسمعات بقصابها وبربطنا دائم معمل فأي الثلاثة أزرى بها وكعبة نجران هذه يقال بيعة بناها بنو عبد المدان بن الديان الحارثي على بناء الكعبة وعظموها مضاهاة للكعبة وسموها كعبة نجران وكان فيها أساقفة معتمون وهم الذين جاؤوا إلى النبي ودعاهم إلى المباهلة وذكر هشام بن الكلبي أنها كانت قبة من أدم من ثلثمائة جلد كان إذا جاءها الخائف أمن أو طالب حاجة قضيت أو مسترفد أرفد وكان لعظمها عندهم يسمونها كعبة نجران وكانت على نهر بنجران وكانت لعبد المسيح بن دارس بن عدي بن معقل وكان يستغل
من ذلك النهر عشرة
آلاف دينار وكانت القبة تستغرقها ثم كان أول من سكن نجران من بني الحارث بن كعب بن
عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان يزيد
بن عبد المدان وذلك أن عبد المسيح زوجه ابنته دهيمة فولدت له عبد الله بن يزيد
ومات عبد الله بن يزيد فانتقل ماله إلى يزيد فكان أول حارثي حل في نجران وكان من
أمر المباهلة ما ليس ذكره من شرط كتابي ذا وقد ذكرته في غيره وقد روي عن النبي أنه
قال القرى المحفوظة أربع مكة والمدينة وإيلياء ونجران وما من ليلة إلا وينزل على
نجران سبعون ألف ملك يسلمون على أصحاب الأخدود ولا يرجعون إليها بعد هذا أبدا قال
أبو عبيد في كتاب الأموال حدثني يزيد عن حجاج عن ابن الزبير عن جابر قال قال رسول
الله لأخرجن اليهود والنصارى عن جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلا مسلما قال
فأخرجهم عمر رضي الله عنه قال وإنما أجاز عمر إخراج أهل نجران وهم أهل صلح بحديث
روي عن النبي فيهم خاصة عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه عن النبي أنه كان آخر
ما تكلم به أنه قال أخرجوا اليهود من الحجاز وأخرجوا أهل نجران من جزيرة العرب وعن
سالم بن أبي الجعد قال جاء أهل نجران إلى علي رضي الله عنه فقالوا شفاعتك بلسانك
وكتابتك بيدك أخرجنا عمر من أرضنا فردها إلينا صنيعة فقال يا ويلكم إن كان عمر
رشيد الأمر فلا أغير شيئا صنعه فكان الأعمش يقول لو كان في نفسه عليه شيء لاغتنم
هذا
ونجران أيضا موضع على يومين من الكوفة فيما بينها وبين واسط على الطريق يقال إن
نصارى نجران لما أخرجوا سكنوا هذا الموضع وسمي باسم بلدهم وقال عبيد الله بن موسى
بن جار بن الهذيل الحارثي يرثي علي بن أبي طالب ويذكر أنه حمل نعشه في هذا الموضع
فقال بكيت عليا جهد عيني فلم أجد على الجهد بعد الجهد ما أستزيدها فما أمسكت مكنون
دمعي وما شفت حزينا ولا تسلى فيرجى رقودها وقد حمل النعش ابن قيس ورهطه بنجران
والأعيان تبكي شهودها على خير من يبكى ويفجع فقده ويضربن بالأيدي عليه خدودها ووفد
على النبي وفد نجران وفيهم السيد واسمه وهب والعاقب واسمه عبد المسيح والأسقف وهو
أبو حارثة وأراد رسول الله مباهلتهم فامتنعوا وصالحوا النبي فكتب لهم كتابا فلما
ولي أبو بكر رضي الله عنه أنفذ ذلك لهم فلما ولي عمر رضي الله عنه أجلاهم واشترى
منهم أموالهم فقال أبو حسان الزيادي انتقل أهل نجران إلى قرية تدعى نهر أبان من
أرض الهجر المنقطع من كورة البهقباذ من طساسيج الكوفة وكانت هذه القرية من الضواحي
وكان كسرى أقطعها امرأة يقال لها أبان وكان زوجها من أوراد المملكة يقال له باني
وكان قد احتفر نهر الضيعة لزوجته وسماه نهر أبان ثم ظهر عليها الإسلام وكان أولادها
يعملون في تلك الأرض فلما أجلى عمر رضي الله عنه أهل نجران نزلوا
قرية من حمراء ديلم
يرتادون موضعا فاجتاز بهم رجل من المجوس يقال له فيروز فرغب في النصرانية فتنصر ثم
أتى بهم حتى غلبوا على القرية وأخرجوا أهلها عنها وابتنوا كنيسة دعوها الأكيراح
فشخصوا إلى عمر فتظلموا منهم فكتب إلى المغيرة في أمرهم فرجع الجواب وقد مات عمر
رضي الله عنه فانصرف النجرانيون إلى نهر ابان واستقروا به ثم شخص العجم إلى عثمان
رضي الله عنه فكتب في أمرهم إلى الوليد بن عتبة فألفوه وقد أخرجه أهل الكوفة
فانصرف النجرانيون إلى قريتهم وكثر أهلها وغلبوا عليها
ونجران أيضا موضع بالبحرين فيما قيل
ونجران أيضا موضع بحوران من نواحي دمشق وهي بيعة عظيمة عامرة حسنة مبنية على العمد
الرخام منمقة بالفسيفساء وهو موضع مبارك ينذر له المسلمون والنصارى ولنذور هذا
الموضع قوم يدورون في البلدان ينادون من نذر نذر نجران المبارك وهم ركاب الخيل
وللسلطان عليهم قطيعة وافرة يؤذونها إليه في كل عام وقيل هي قرية أصحاب الأخدود
باليمن ينسب إليها يزيد بن عبد الله بن أبي يزيد النجراني يكنى أبا عبد الله من
أهل دمشق من نجران التي بحوران روى عن الحسين بن ذكوان والقاسم بن أبي عبد الرحمن
ومسحر السكسكي روى عنه يحيى بن حمزة وسويد بن عبد العزيز وصدقة بن عبد الله وأيوب
بن حسان وهشام بن الغاز وقال أبو الفضل المقدسي النجراني والنجراني الأول منسوب
إلى نجران هجر وفيهم كثرة قال عبيد الله الفقير إليه هذا قول فيه نظر فإن نجران
هجر مجهول والمنسوب إليه معدوم وقال أبو الفضل والثاني نجران اليمن منهم عبيد الله
بن العباس بن الربيع النجراني حدث عن محمد بن إبراهيم البيلماني روى عنه محمد بن
بكر بن خالد النيسابوري ونسبه إلى نجران اليمن وقال سمعت منه بعرفات وقال الحازمي
وممن ينسب إلى نجران بشر بن رافع النجراني أبو الأسباط اليماني حدث عنه حاتم بن
إسماعيل وعبد الرزاق وينسب إلى نجران اليمن أيضا أبو عبد الملك محمد بن عمرو بن
حزم الأنصاري يقال له النجراني لأنه ولد بها في حياة رسول الله سنة عشر وولاه
الأنصار أمرهم يوم الحرة فقتل بها سنة 63 روى عنه ابنه أبو بكر وقد أكثرت الشعراء
من ذكر نجران في أشعارها قال أعرابي إن تكونوا قد غبتم وحضرنا ونزلنا أرضا بها
الأسواق واضعا في سراة نجران رحلي ناعما غير أنني مشتاق وقال عطارد بن قران أحد
اللصوص وكان قد أخذ وحبس بنجران يطول علي الليل حتى أمله فأجلس والنهدي عندي جالس
كلانا به كبلان يرسف فيهما ومستحكم الأقفال أسمر يابس له حلقات فيه سمر يحبها ال
عناة كما حب الظماء الخوامس إذا ما ابن صباح أرنت كبوله لهن على ساقي وهنا وساوس
تذكرت هل لي من حميم يهمه بنجران كبلاي اللذان أمارس فأما بنو عبد المدان فإنهم
وإني من خير الحصين ليائس
روى نمر من أهل
نجران أنكم عبيد العصا لو صبحتكم فوارس
نجر بفتح أوله وسكون ثانيه وراء وله إذا كان بهذه الصيغة معان النجر اللون قال
نجار كل إبل نجارها ونار إبل العالمين نارها يصف إبلا مسروقة ففيها من كل لون
والنجر السوق الشديد قال ابن الأعرابي النجر شكل الإنسان وهيئته والنجر القطع ومنه
نجر النجار والنجر كثرة شرب الماء والنجار الأصل ونجر علم لأرض مكة والمدينة
النجف بالتحريك قال السهيلي بالفرع عينان يقال لإحداهما الربض وللأخرى النجف
تسقيان عشرين ألف نخلة وهو بظهر الكوفة كالمسناة تمنع مسيل الماء أن يعلو الكوفة ومقابرها
والنجف قشور الصليان وبالقرب من هذا الموضع قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي
الله عنه وقد ذكرته الشعراء في أشعارها فأكثرت فقال علي بن محمد العلوي المعروف
بالجماني الكوفي فيا أسفي على النجف المعرى وأودية منورة الأقاحي وما بسط الخورنق
من رياض مفجرة بأفنية فساح ووا أسفا على القناص تغدو خرائطها على مجرى الوشاح وقال
إسحاق بن إبراهيم الموصلي يمدح الواثق ويذكر النجف يا راكب العيس لا تعجل بنا وقف
نحي دارا لسعدى ثم ننصرف وابك المعاهد من سعدى وحارتها ففي البكاء شفاء الهائم
الدنف أشكو إلى الله يا سعدى جوى كبد حرى عليك متى ما تذكري تجف أهيم وجدا بسعدى
وهي تصرمني هذا لعمرك شكل غير مؤتلف دع عنك سعدى فسعدى عنك نازحة واكفف هواك وعد
القول في لطف ما إن أرى الناس في سهل ولا جبل أصفى هواء ولا أعذى من النجف كأن
تربته مسك يفوح به أو عنبر دافه العطار في صدف حفت ببر وبحر من جوانبها فالبر في
طرف والبحر في طرف وبين ذاك بساتين يسيح بها نهر يجيش بجاري سيله القصف وما يزال
نسيم من أيامنه يأتيك منها بريا روضة أنف تلقاك منه قبيل الصبح رائحة تشفي السقيم
إذا أشفى على التلف لو حله مدنف يرجو الشفاء به إذا شفاه من الأسقام والدنف يؤتى الخليفة
منه كلما طلعت شمس النهار بأنواع من التحف والصيد منه قريب إن هممت به يأتيك
مؤتلفا في زي مختلف فيا له منزلا طابت مساكنه بحيز من حاز بيت العز والشرف
خليفة واثق بالله
همته تقوى الإله بحق الله معترف ولبعض أهل الكوفة وبالنجف الجاري إذا زرت أهله مها
مهملات ما عليهن سائس خرجن بحب اللهو في غير ريبة عفائف باغي اللهو منهن آيس يردن
إذا ما الشمس لم يخش حرها ظلال بساتين جناهن يابس إذا الحر آذاهن لذن بغينة كما
لاذ بالظل الظباء الكوانس لهن إذا استعرضتهن عشية على ضفة النهر المليح مجالس يفوح
عليك المسك منها وإن تقف تحدث وليست بينهن وساوس ولكن نقيات من اللؤم والخنا إذا
ابتز عن أبشارهن الملابس
النجفة بالتحريك مثل الذي قبله وزيادة هاء والنجفة تكون في بطن الوادي شبه جدار
ليس بعريض له طول منقاد من بين معوج ومستقيم لا يعلوها الماء وقد يكون في بطن
الأرض وقد يقال لإبط الكثيب نجفة الكثيب وهو الموضع الذي تصفقه الرياح فتنجفه
فيصير كأنه جرف منخرق وقبر منجوف هو الذي يحفر في عرضه وهو غير مضروح أي موسع
والنجفة موضع بين البصرة والبحرين وقال السكوني والنجفة رملة فيها نخل تحفر له
فيخرج الماء وهو في شرقي الحاجر بالقرب منه
نجل بالضم ثم السكون وآخره لام وهو جمع نجل وله معان النجل الولد والنجل الماء
المستنقع والنجل النز قال الأصمعي النجل يستنجل من الأرض أي يستخرج والنجل الجمع
الكثير من الناس والنجل المحجة والنجل سلخ الجلد من قفاه والنجل إثارة أخفاف الإبل
الكمأة وإظهارها والنجل السير الشديد والنجل محو الصبي اللوح والنجل رميك بالشيء
والنجل سعة العين مع حسنها فهذه اثنا عشر وجها في النجل والنجل قرية أسفل صفينة
بين أفيعية وأفاعية وهي مرحلة من مراحل طريق مكة وبها ماء ملح ويستعذب لها من
النجارة والنجير ومن ماء يقال له ذو محبلة
نجوة بمعنى الموضع المرتفع بفتح أوله وسكون ثانية وفتح الواو ونجوة بني فياض
بالبحرين قرية لعبد القيس
نجه بالضم ثم الفتح والتخفيف مدينة في أرض بربرة الزنج على ساحل البحر بعد مدينة
يقال لها مركه ومركه بعد مقدشوه في بحر الزنج
نجه الطير موضع بين مصر وأرض التيه له ذكر في خبر المتنبي نقلته من خط الخالدي
والله أعلم
النجير هو تصغير النجر وقد تقدم اشتقاقه حصن باليمن قرب حضرموت منيع لجأ إليه أهل
الردة مع الأشعث بن قيس في أيام أبي بكر رضي الله عنه فحاصره زياد بن لبيد البياضي
حتى افتتحه عنوة وقتل من فيه وأسر الأشعث بن قيس وذلك في سنة 21 للهجرة وكان
الأشعث بن قيس قد قدم على النبي صلى الله عليه و سلم في وفد كندة من حضرموت
فأسلموا وسألوا أن يبعث عليهم رجلا يعلمهم السنن ويجبي صدقاتهم فأنفذ معهم زياد بن
لبيد البياضي عاملا للنبي صلى الله عليه و سلم يجبيهم فلما مات النبي صلى الله
عليه و سلم خطبهم زياد ودعاهم إلى بيعة أبي
بكر رضي الله عنه فنكص الأشعث عن بيعة أبي بكر رضي الله عنه ونهاه ابن امرىء القيس بن عابس فلم ينته فكتب زياد إلى أبي بكر بذلك فكتب أبو بكر إلى المهاجر بن أبي أمية وكان على صنعاء بعد قتل العنسي أن يمد زيادا بنفسه ويعينه على مخالفي الإسلام بحضرموت وكتب إلى زياد أن يقاتل مخالفي الإسلام بمن عنده من المسلمين فجمع زياد جموعه وواقع مخالفيه فنصره الله عليهم حتى تحصنوا بالنجير فحصرهم فيه إلى أن أعيوا عن المقام فيه فاجتمعوا إلى الأشعث وسألوه أن يأخذ لهم الأمان فأرسل إلى زياد بن لبيد يسأله الأمان حتى يلقاه ويخاطبه فآمنه فلما اجتمع به سأله أن يؤمن أهل النجير ويصالحهم فامتنع عليه وراده حتى آمن سبعين رجلا منهم وأن يكون حكمه في الباقي نافذا فخرج سبعون فأراد قتل الأشعث وقال له قد أخرجت نفسك من الأمان بتكملة عدد السبعين فسأله أن يحمله إلى أبي بكر ليرى فيه رأيه فآمنه زياد على أن يبعث به وبأهله إلى أبي بكر ليرى فيه رأيه وفتحوا له حصن النجير وكان فيه كثير فعمد إلى أشرافهم نحو سبعمائة رجل فضرب أعناقهم على دم واحد ولام القوم الأشعث وقالوا لزياد إن الأشعث غدر بنا أخذ الأمان لنفسه وأهله وماله ولم يأخذ لنا وإنما نزل على أن يأخذ لنا جميعا وأبى زياد أن يواري جثث من قتل وتركهم للسباع وكان هذا أشد على من بقي من القتل وبعث السبي مع نهيك بن أوس بن خزيمة وكتب إلى أبي بكر إنا لم نؤمنه إلا على حكمك وبعث الأشعث في وثاق وأهله وماله معه فترى فيه رأيك فأخذ أبو بكر يقرع الأشعث ويقول له فعلت وفعلت فقال الأشعث أيها الرجل استبقني لحربك وزوجني أختك أم فروة بنت أبي قحافة ففعل أبو بكر ذلك وكان الأشعث بالمدينة مقيما حتى ندب عمر الناس لقتال الفرس فخرج فيهم وقال أبو صبيح السكوني ألا بلغا عني ابن قيس وبرمة أأنفذت قولي بالفعال المصدق أقلت عديد الحارثيين بعدما دعتهم سجوع ذات جيد مطوق فيا لهف نفسي لهف نفسي على الذي سبانا بها من غي عمياء موبق فأفنيت قومي في ألايا توكدت وما كنت فيها بالمصيب الموفق وقال عرام حذاء قرية صفينة ماءة يقال لها النجير وبحذائها ماءة يقال لها النجارة بئر واحدة وكلاهما فيه ملوحة وليس بالشديدة قال كثير وطبق من نحو النجير كأنه بأليل لما خلف النخل ذامر وقال الأعشى ميمون بن قيس يمدح النبي صلى الله عليه و سلم ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا وبت كما بات السليم مسهدا وما ذاك من عشق النساء وإنما تناسيت قبل اليوم خلا مهددا ولكن أرى الدهر الذي هو خائن إذا أصلحت كفاي عاد فأفسدا كهولا وشبانا فقدت وثروة فلله هذا الدهر كيف ترددا وما زلت أبغي المال مذ أنا يافع وليدا وكهلا حين شبت وأمردا
وأبتذل العيس
المراقيل تغتلي مسافة ما بين النجير وصرخدا وقال أبو دهبل الجمحي أعرفت رسما
بالنجي ر عفا لزينب أو لساره لعزيزة من حضرمو ت على محياها النضاره نجير تصغير
نجار وهو في الأصل ماء في ديار بني تميم كذا قاله الأصمعي
نجيرم بفتح أوله وثانيه وياء ساكنة وراء مفتوحة وميم ويروى بكسر الجيم وربما قيل
نجارم بالألف بعد الجيم قال السمعاني هي محلة بالبصرة قال عبيد الله الفقير إليه
مؤلف هذا الكتاب نجيرم بليدة مشهورة دون سيراف مما يلي البصرة على جبل هناك على
ساحل البحر رأيتها مرارا ليست بالكبيرة ولا بها آثار تدل على أنها كانت كبيرة أولا
فإن كان بالبصرة محلة يقال لها نجيرم فهم ناقلة هذا الاسم إليها وليس مثلها ما ينقل
منها قوم يصير لهم محلة وقد نسب إليها قوم من أهل الأدب والحديث منهم إبراهيم بن
عبد الله النجيرمي ويوسف بن يعوب النجيرمي وابنه بهزاد بن يوسف
النجيل تصغير النجل وقد ذكرت في معنى النجل اثني عشر وجها قبل هذا وهو من أعراض
المدينة من ينبع قال كثير وحتى أجازت بطن ضاس ودونها رعان فهضبا ذي النجيل فينبع
نجيل بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة ولام وهو ضرب من الحمض معروف وأيضا هو قاع
قريب من المسلح والأثم فيه مزارع على السواني قال كثير كأني وقد جاوزت برقة واسط
وخلفت أحواض النجيل طعين النجيلة تصغير النجلة وقد تقدم ذكره ماء في بطن النشاش
واد بين اليمامة وضرية
النجيمية من قرى عثر من جهة اليمن
باب النون والحاء وما يليهما
نحا بالفتح والقصر كأنه من نحا نحوه قصد قصده فهو منقول عن الفعل الماضي وهو شعب
بتهامة لهذيل
نحائت بالفتح يشبه أن يكون جمع نحيت وهو الشيء المنحوت وجمل نحيت إذا نحتت مناسمه
أو جمع النحاتة ما ينحت من الخشب اسم موضع قال زهير لمن الديار بقنة الحجر أقوين
من حجج ومن شهر لعب الرياح بها وغيرها بعدي سوافي المور والقطر قفرا بمندفع
النحائت من ضفوى ألات الضال والسدر قالوا في تفسيره مندفع حيث يندفع الماء إلى
النحائت والنحائت آبار في موضع معروف يقال لها النحائت فلس كل الآبار تسمى النحائت
نحل بالفتح ثم السكون ولام بلفظ النحل من الزنابير قرية من قرى بخارى ينسب إليها
منيح بن يوسف بن الخليل النحلي البخاري حدث عن المسيب بن إسحاق ومحمد بن سلام روى
عنه ابنه أبو عبد الرحمن عبد الله النحلي ومات سنة 264 والنحلي
وزير المعتمد بن
عباد لا أدري إلى أي شيء نسب ومن شعره وقد حبسه المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية
رأيتك تكسوني غفارة سندس بثوب حرير فيه للرقم ألوان فعبر لي أن الحرير جريرة وعبر
لي أن الغفارة غفران نحلة واحدة من النحل الذي قبله قرية بينها وبين بعلبك ثلاثة
أميال إياها عنى أبو الطيب فبما أحسب بقوله ما مقامي بدار نحلة إلا كمقام المسيح
بين اليهود نحلين بكسر أوله وسكون الحاء وكسر اللام وياء ساكنة ونون قرية من قرى
حلب ينسب إليها أبو محمد عامر بن سيار النحليني حدث عن عبد الأعلى بن أبي المساور
وعطاف بن خالد روى عنه محمد بن حميد الرازي ونفر سواه
نحيزة بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وزاي ولها في اللغة معان كثيرة نحيزة الرجل
طبيعته و النحيزة طرة تنسج ثم تخاط على الفساطيط شبه الشقة والنحيزة العرقة قال
ابن شميل والنحيزة طريقة سوداء كأنها خط مستوية مع الأرض خشنة لا يكون عرضها
ذراعين وإنما هي علامة في الأرض من حجارة أو طين أسود قال الأصمعي النحيزة الطريق
بعينه شبه بخطوط الثوب قال أبو زيد النحيزة من الشعر يكون عرضها شبرا تعلق على
الهودج يزينونه بها وربما رقموها بالعهن قال أبو عمرو النحيزة النسيجة شبه الحزام
يكون على الفساطيط التي تكون على البيوت تنسج وحدها وكأن النحائز من الطرق مشبهة
بها قال أبو خيرة النحيزة جبل منقاد في الأرض والأصل في جميع ما ذكر واحد وهو
الطريقة المستدقة
والنحيزة واد في ديار غطفان عن ابن موسى
باب النون والخاء وما يليهما
نخال بالضم وآخره لام علم مرتجل لاسم شعب من شعب وشعب واد يصب في الصفراء بين مكة
والمدينة قال كثير وذكرت عزة إذ تصاقب دارها برحيب فأرابن فنخال نخان بالضم وآخره
نون قرية على باب أصبهان يقال لها مدينة جي أو بقربها أو محلة منها وقد نسب إليها
أبو جعفر زيد بن بندار بن زيد النخاني الفقيه الأصبهاني سمع القعنبي وعثمان بن أبي
شيبة وغيرهما روى عنه أحمد بن محمد بن نصر الأصبهاني وتوفي سنة 372
نخب بالفتح ثم الكسر ثم باء موحدة فلان نخب الفؤاد إذا كان جبانا وهو واد بالطائف
عن السكوني وأنشد حتى سمعت بكم ودعتم نخبا ما كان هذا بحين النفر من نخب وفي شعر
أبي ذؤيب يصف ظبية وولدها لعمرك ما عيناء تنسأ شادنا يعن لها بالجزع من نخب النجل
النجل بالجيم النز وأضافه إلى النجل لأن به نجالا كما قيل نعمان الأراك لأن به
الأراك ويقال نخب واد بالسراة وقال الأخفش نخب واد بأرض هذيل وقيل واد من الطائف
على ساعة ورواه بفتحتين مر به النبي صلى الله عليه و سلم من طريق يقال لها
الضيقة ثم خرج منها
على نخب حتى نزل تحت سدرة يقال لها الصادرة
نخجوان بالفتح ثم السكون وجيم مضمومة وآخره نون وبعضهم يقول نقجوان والنسبة إليها
نشوي على غير أصلها بلد بأقصى أذربيجان وقد ذكر في موضع آخر
نخذ بضم أوله وفتح ثانيه وذال معجمة لفظة عجمية ناحية خراسانية بين عدة نواح منها
الفرياب وذم واليهودية وآمل
النخر بوزن زفر والنخرة رأس الأنف والجمع نخر اسم موضع في حسبان ابن دريد
نخرة بالفتح ثم السكون والراء يقال نخر الحمار نخيرا بأنفه إذا صوت والواحدة نخرة
وهو جبل في السراة
نخشب بالفتح ثم السكون وشين معجمة مفتوحة وباء موحدة من مدن ما وراء النهر بين
جيحون وسمرقند وليست على طريق بخارى فإن القاصد من بخارى إلى سمرقند يجعل نخشب عن
يساره وهي نسف نفسها المذكورة في بابها بينها وبين سمرقند ثلاث مراحل ينسب إليها
الحافظ عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم بن رمضان بن علي بن أفلح أبو محمد بن
أبي جعفر بن أبي بكر النسفي النخشبي العاصمي أحد الأئمة مات سنة 546 قاله هبة الله
الأكفاني سمع أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عمر وأبا القاسم علي بن
محمد الصحاف وأبا طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب الأصبهاني وأبا طالب بن
غيلان وأبا محمد الجوهري وأبا علي المذهب وأبا عبد الله الصوري وأبا العباس جعفر
بن محمد المستغفري النخشبي بها وقدم دمشق وحدث بها روى عنه عبد العزيز الكناني
وأبو بكر الخطيب وغيرهما قال ولم يبلغ الأربعين ومات بنخشب سنة 254
نخلا ناحية من نواحي الموصل الشرقية قرب الخازر وهو اسم الكورة التي يسقيها الخازر
نخلان من نواحي اليمن قال أبو دهبل الشاعر إن تمس عن منقلي نخلان مرتحلا يرحل عن
اليمن المعروف والجود
نخلتان تثنية نخلة قال السكري عن يمين بستان ابن عامر وشماله نخلتان يقال لهما
النخلة اليمانية والنخلة الشامية قاله في تفسير قول جرير إني تذكرني الزبير حمامة
تدعو بمجمع نخلتين هديلا قالت قريش ما أذل مجاشعا جارا وأكرم ذا القتيل قتيلا وقال
الفأفاء بن برمة من بني عوف بن عمرو بن كلاب الكلابي عسى إن حججنا نلتقي أم واهب
وتجمعنا من نخلتين طريق وتنضم أعضاء المطي وبيننا لغا في حديث دون كل رفيق
نخل بالفتح ثم السكون اسم جنس النخلة منزل من منازل بني ثعلبة من المدينة على
مرحلتين وقيل موضع بنجد من أرض غطفان مذكور في غزاة ذات الرقاع وهو موضع في طريق
الشام من ناحية مصر ذكره المتنبي فقال فمرت بنخل وفي ركبها عن العالمين وعنه غنى
وقيل في شرح قول كثير
وكيف ينال الحاجية
آلف بيليل ممساه وقد جاوزت نخلا نخل منزل لبني مرة بن عوف على ليلتين من المدينة
وقال زهير وإني لمهد من ثناء ومدحة إلى ماجد تبقى لديه الفواضل أحابي به ميتا بنخل
وأبتغي إخاءك بالقيل الذي أنا قائل
نخلة القصوى واحدة النخل والقصوى تأنيث الأقصى قال جرير كم دون أسماء من مستعمل
قذف ومن فلاة بها تستودع العيس حنت إلى نخلة القصوى فقلت لها بسل عليك ألا تلك
الدهاريس أمي شآمية إذ لا عراق لنا قوما نودهم إذ قومنا شوس
نخلة الشامية واديان لهذيل على ليلتين من مكة يجتمعان ببطن مر وسبوحة وهو واد يصب
من الغمير واليمانية تصب من قرن المنازل وهو على طريق اليمن مجتمعهما البستان وهو
بين مجامعهما فإذا اجتمعتا كانتا واديا واحدا فيه بطن مر وإياهما عنى كثير بقوله
حلفت برب الموضعيين عشية وغيطان لمج دونهم والشقائق يحثون صبح احمر خوصا كأنها
بنخلة من دون الوحيف المطارق لقد لقيتنا أم عمرو بصادق من الصرم أو ضاقت عليه
الخلائق
نخلة محمود موضع بالحجاز قريب من مكة فيه نخل وكروم وهي المرحلة الأولى للصادر عن
مكة وفي تعاليق أبي موسى عمران النخلي من بطن نخلة وكان مقامه بها وثم لقيه سعيد
بن جمهان قال صخر ألا قد أرى والله أني ميت بأرض مقيم سدرها وسيالها لقد طال ما
حييت أخيلة الحمى ونخلة إذ جادت عليه ظلالها ويوم نخلة أحد أيام الفجار كان في أحد
هذه المواضع وفي ذلك يقول ابن زهير يا شدة ما شددنا غير كاذبة على سخينة لولا
الليل والحرم وذلك أنهم اقتتلوا حتى دخلت قريش الحرم وجن عليهم الليل فكفوا عنهم
وسخينة لقب تعير به قريش وهو في الأصل حساء يتخذ عند شدة الزمان وعجف المال ولعلها
أولعت بأكله قال عبد الله بن الزبعرى زعمت سخينة أن ستغلب ربها وليغلبن مغالب
الغلاب
نخلة اليمانية واد يصب فيه يدعان وبه مسجد لرسول الله صلى الله عليه و سلم وبه
عسكرت هوازن يوم حنين ويجتمع بوادي نخلة الشامية في بطن مر وسبوحة وادي يصب
باليمامة على بستان ابن عامر وعنده مجتمع نخلتين وهو في بطن مر كما ذكرنا قال ذو
الرمة
أما والذي حج الملبون بيته شلالا ومولى كل باق وهالك ورب قلاص الخوص تدمى أنوفها
بنخلة والداعين عند المناسك لقد كنت أهوى الأرض ما يستفزني لها الشوق إلا أنها من
ديارك
قال أبو زياد
الكلابي نخلة واد من الحجاز بينه وبين مكة مسيرة ليلتين إحدى اللتين من نخلة يجتمع
بها حاج اليمن وأهل نجد ومن جاء من قبل الخط وعمان وهجر ويبرين فيجتمع حاجهم
بالوباءة وهي أعلى نخلة وهي تسمى نخلة اليمانية وتسمى النخلة الأخرى الشامية وهي
ذات عرق التي تسمى ذات عرق وأما أعلى نخلة ذات عرق فهي لبني سعد بن بكر الذين
أرضعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي كثيرة النخل وأسفلها بستان ابن عامر
وذات عرق التي يعلوها طريق البصرة وطريق الكوفة
نخلى بالتحريك واد في صدر ينبع عن ابن الأعرابي وله نظائر ست ذكرت في قلهى
النخوم بالفتح كلمة قبطية اسم لمدينة بمصر
نخيرجان هو في الأصل اسم خازن كان لكسرى وهو اسم ناحية من نواحي قهستان ولعلها
سميت باسم ذلك الخازن أو غيره
نخيل تصغير نخل وهو اسم عين قرب المدينة على خمسة أميال وإياها عنى كثير جعلن
أراخي النخيل مكانه إلى كل قر مستطيل مقنع وذو النخيل أيضا قرب مكة بين مغمس
وأثبرة وهو يفرغ في صدر مكة
وذو النخيل أيضا موضع دوين حضرموت
والنخيل أيضا ناحية بالشام ويوم النخيل من أيام العرب قال لبيد ولقد بكت يوم
النخيل وقبله مران من أيامنا وحريم منا حماة الشعب يوم تواعدت أسد وذبيان الصفا
وتميم
النخيلة تصغير نخلة موضع قرب الكوفة على سمت الشام وهو الموضع الذي خرج إليه علي
رضي الله عنه لما بلغه ما فعل بالأنبار من قتل عامله عليها وخطب خطبة مشهورة ذم
فيها أهل الكوفة وقال اللهم إني لقد مللتهم وملوني فأرحني منهم فقتل بعد ذلك بأيام
وبه قتلت الخوارج لما ورد معاوية إلى الكوفة وقد ذكرت قصته في الجوسق الخرب فقال
قيس بن الأصم الضبي يرثي الخوارج إني أدين بما دان الشراة به يوم النخيلة عند
الجوسق الخرب وقال عبيد بن هلال الشيباني يرثي أخاه محرزا وكان قد قتل مع قطري
بنيسابور إذا ذكرت نفسي مع الليل محرزا تأوهت من حزن عليه إلى الفجر سرى محرز
والله أكرم محرزا بمنزل أصحاب النخيلة والنهر والنخيلة أيضا ماء عن يمين الطريق قرب
المغيثة والعقبة على سبعة أميال من جوي غربي واقصة بينها وبين الحفير ثلاثة أميال
وقال عروة بن زيد الخيل يوم النخيلة من أيام القادسية برزت لأهل القادسية معلما
وما كان يغشى الكريهة يعلم ويوما بأكناف النخيلة قبله شهدت فلم أبرح أدمى وأكلم
وأقعصت منهم فارسا بعد فارس وما كل من يلقى الفوارس يسلم ونجاني الله الأجل وجرأتي
وسيف لأطراف المرازب مخذم وأيقنت يوم الديلميين أنني متى ينصرف وجهي إلى القوم
يهزموا
فما رمت حتى مزقوا
برماحهم قبائي وحتى بل أخمصي الدم محافظة إني امرؤ ذو حفيظة إذا لم أجد مستأخرا
أتقدم
باب النون والدال وما يليهما
ندا بلفظ الندا وهو على وجوه نداء الماء وندا الخير وندا الشر وندا الصوت وندا
الحضر وندا الدجنة فندا الماء معروف وندا الخير هو المعروف وضده في الشر وندا
الحضر لقاؤه وفلان أندى صوتا من فلان أي أبعد وندا موضع في بلاد خزاعة
ندامان بالفتح وآخره نون من قرى أنطاكية
الندب بفتح النون والدال والباء موحدة مسجد الندب بالبصرة له ذكر في الأخبار بقرب
قصر أوس
ند حصن باليمن قال الأصمعي أظنه من عمل صنعاء
ندرة بالفتح ودال مهملة أو معجمة من نواحي اليمامة عند منفوحة
الندوة بالفتح ثم السكون وفتح الواو وقال أهل اللغة النادي المجلس يندو إليه من
حواليه ولا يسمى ناديا حتى يكون فيه أهله وإذا تفرقوا لم يكن ناديا وهو الندي
والجمع الأندية قالوا وإنما سمي ناديا لأن القوم يندون إليه ندوا وندوة ولذلك سميت
دار الندوة بمكة كان إذا حدث بهم أمر ندوا إليها فاجتمعوا للمشاورة قال وأناديك
أشاورك وأجالسك من النادي نقلت عن ابن الأعرابي الندوة السخاء والندوة المشاورة
والندوة الإكلة بين الشفتين وقال الخارزنجي دار الندوة بمكة هي دار الدعوة يدعون
للطعام والتدبير وغيرهما ويقال دار المفاخرة لأنه قيل للمناداة مفاخرة وهي دار
مفاخرة ودار الندوة هي من المسجد الحرام وقد ذكرت شيئا من خبر دار الندوة بمكة
الندهة أرض واسعة بالسند ما بين حدود طوران ومكران والملتان ومدن المنصورة وهي في
غربي نهر مهران وأهل هذه الأرض بادية أصحاب إبل وهذا الفالج الذي يحمل إلى الآفاق
بخراسان وفارس وسائر البلاد ذو السنامين يجعل فحلا للنوق العربية فيكون عنها
البخاتي إنما يحمل من بلادهم فقط ومدينة الندهة هذه التي يتجر إليها هي قندابيل
وهم مثل البادية لهم أخصاص وآجام والمند وهم طائفة كالزط على شطوط مهران وحد
الملتان إلى البحر وهم في البرية التي بين نهر مهران وبر قامهل ناحية بالسند مزارع
ومواطن كثيرة ولهم عدد كثير وبها نارجيل وموز وأكثر زروعهم الأرز ومن المنصورة إلى
أول حد الندهة خمس مراحل ومن كيز مدينة مكران إلى الندهة نحو من عشر مراحل ومن
الندهة إلى تيز مكران مدينة على البحر نحو خمس عشرة مرحلة
الندي بالفتح والياء مشددة والندي والنادي واحد قرية باليمن
باب النون والذال وما يليهما
نذش بفتح أوله وثانيه وشين معجمة هو منزل بين نيسابور وقومس على طريق الحاج
باب النون والراء وما يليهما
نرز بالتحريك وآخره زاي قال ابن دريد
النرز الاستخفاء
ونرز موضع عن الأزهري
نرس بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره سين مهملة وهو نهر حفره نرسى بن بهرام بن بهرام
بن بهرام بنواحي الكوفة مأخذه من الفرات عليه عدة قرى قد نسب إليها قوم والثياب
النرسية منه وقيل نرس قرية كان ينزلها الضحاك بيوراسب ببابل وهذا النهر منسوب
إليها ويسمى بها وممن ينسب إليها أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون الناسي المعروف
بأبي سمع الشريف أبا عبد الله عبد الرحمن الحسني ومحمد بن إسحاق بن فرويه روى عنه
الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وهو من شيوخه ومما رواه عنه نصر بن محمد
بن الجاز عن محمد بن أحمد التميمي أنبأنا أحمد بن علي الذهبي أن المنذر بن محمد
أنشده لعبيد الله بن يحيى الجعفي قال يا ضاحك السن ما أولاك بالحزن وبالفعال الذي
يجزى به الحسن أما ترى النقص في سمع وفي بصر ونكبة بعد أخرى من يد الزمن وناعيا
لأخ قد كنت تألفه قد كان منك مكان الروح في البدن أخنت عليه يد للموت مجهزة لم
يثنها سكن مذ كان عن سكن فغادرته صريعا في أحبته يدعى له بحنوط الترب والكفن كأنه
حين يبكي في قرائبه وفي ذوي وده الأذنين لم يكن من ذا الذي بان عن إلف وفارقه ولم
يحل بعده غدرا ولم يخن ما للمقيم صديق في ثرى جدث ولا رأينا حزينا مات من حزن قال
الحافظ أبو القاسم قرأت بخط أبي الفضل بن ناصر وكان أبي شيخا ثقة مأمونا فهما
للحديث عارفا بما يحدث كثير التلاوة للقرآن بالليل سمع من مشايخ الكوفة وهو كبير
بنفسه وكتب من الحديث شيئا كثيرا ودخل بغداد سنة 544 فسمع بها من شيوخ الوقت وسافر
إلى الحجاز والشام وسمع بها الحديث أيضا وكان يجيء إلى بغداد منذ سنة 874 كل سنة
في رجب فيقيم بها شهر رمضان ويسمع فيه الحديث وينسخ للناس بالأجرة ويستعين بها على
الوقت وكان ذا عيال وكان مولده على ما أخبرنا به في شهر شوال سنة 424 وأول ما سمع
الحديث في سنة 24 من الشريف أبي عبد الله العلوي بالكوفة وبلغ من العمر ستا
وثمانين سنة ومتعه الله بجوارحه إلى حين مماته قال وسمعت أبا عامر العبدري يقول
قدم علينا أبي في بعض قدماته فقرىء عليه جزء من حديثه ولم يكن أصله معه حاضرا وكان
في آخره حديث فقال ليس هذا الحديث في أصلي فلا تسمعوا علي الجزء ثم ذهب إلى الكوفة
فأرسل بأصله إلى بغداد فلم يكن الحديث فيه على كثرة ما كان عنده من الحديث وكان
أبو عامر يقول بأبي يختم هذا الشأن
نرسيان ناحية بالعراق بين الكوفة وواسط لها ذكر في الفتوح ولعلها النرس أو غيرها
والله أعلم وقال عامر بن عمرو ضربنا حماة النرسيان بكسكر غداة لقيناهم ببيض بواتر
وقرنا على الأيام والحرب لاقح بجرد حسان أو ببزل غوابر وظلت بلال النرسيان وتمره
مباحا لمن بين الدبا والأصافر
أبحنا حمى قوم وكان
حماهم حراما على من رامه بالعساكر
نرماسير مدينة مشهورة من أعيان مدن كرمان بينها وبين بم مرحلة وإلى الفهرج على
طريق المفازة مرحلة
نرمق بالفتح ثم السكون وفتح الميم وقاف وأهلها يسمونها نرمه من قرى الري ينسب
إليها أحمد بن إبراهيم النرمقي الرازي روى عن سهل بن عبد ربه السندي روى عنه محمد
بن المرزبان الارمي الشيرازي شيخ أبي القاسم الطبراني
نريان بالفتح ثم السكون ثم ياء وآخره نون قرية بين فارياب واليهودية من رواء بلخ
كذا رأيته
نريز بفتح أوله وكسر ثانيه ثم ياء ساكنة ثم زاي بليدة بأذربيجان من نواحي أردبيل
ينسب إليها أحمد بن عثمان النريزي حدث عن أحمد بن الهيثم الشعراني ويحيى بن عمرو
بن فضلان التنوخي حدث عنه أبو الفضل الشيباني قال كان حافظا وقد ذكره البحتري في
شعره وينسب إليها أيضا أبو تراب عبد الباقي بن يوسف النريزي المراغي كان من الأئمة
المبرزين مع زهد وورع انتقل إلى نيسابور وولي التدريس والإمامة بمسجد عقيل روى عن
أبي عبد الله المحاملي وأبي القاسم بن بشران وغيرهما روى عنه أبو البركات البغدادي
وأبو منصور الشحامي وغيرهما توفي سنة 194
باب النون والزاي وما يليهما
نزاعة الشوى بالفتح ثم التشديد وبعد الألف عين مهملة من نزعت الشيء إذا قلعته
والشوى بالشين المعجمة اليدان والرجلان وقحف الرأس وأطراف الشيء يقال له شوى وقيل
الشوى الشيء اليسير وما كان غير مقتل فهو شوى ونزاعة الشوى موضع بمكة عند شعب
الصفي عن الحازمي
نزعة بالتحريك وهو البقعة التي لا نبت فيها من النزع وهو انحسار الشعر عن الرأس
والنزعة أيضا الرماة واحدهم نازع قال العمراني النزعة نبت معروف واسم موضع
نزل بالتحريك وآخره لام يقال طعام قليل النزل أي الريع والفضل قال الخوارزمي نزل
اسم جبل
نزوة بالفتح ثم السكون وفتح الواو والنزو الوثب والمرة الواحدة نزوة جبل بعمان
وليس بالساحل عنده عدة قرى كبار يسمى مجموعها بهذا الاسم فيها قوم من العرب
كالمعتكفين عليها وهم خوارج إباضية يعمل فيها صنف من الثياب منمقة بالحرير جيدة
فائقة لا يعمل في شيء من بلاد العرب مثلها ومآزر من ذلك الصنف يبالغ في أثمانها
رأيت منها واستحسنتها
باب النون والسين وما يليهما
نسا بفتح أوله مقصور بلفظ عرق النسا قال ابن السكيت هو النسا لهذا العرق ولا يقال
عرق النساء وأنشد غيره وأنشب أظفاره في النسا وأنشد للبيد من نسا الناشط إذ ثورته
فأما اسم هذا البلد فهو أعجمي فيما أحسب وقال أبو سعد كان سبب تسميتها بهذا الاسم
أن المسلمين لما وردوا خراسان قصدوها فبلغ أهلها فهربوا ولم يتخلف بها غير النساء
فلما أتاها المسلمون لم يروا بها
رجلا فقالوا هؤلاء
نساء والنساء لا يقاتلن فننسأ أمرها الآن إلى أن يعود رجالهن فتركوها ومضوا فسموا
بذلك نساء والنسبة الصحيحة إليها نسائي وقيل نسوي أيضا وكان من الواجب كسر النون
وهي مدينة بخراسان بينها وبين سرخس يومان وبينها وبين مرو خمسة أيام وبين أبيورد
يوم وبين نيسابور ستة أو سبعة وهي مدينة وبئة جدا يكثر بها خروج العرق المديني حتى
إن الصيف قل من ينجو منه من أهلها وقد خرج منها جماعة من أعيان العلماء منهم أبو
عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر بن سنان النسائي القاضي الحافظ صاحب كتاب
السنن وكان إمام عصره في علم الحديث وسكن مصر وانتشرت تصانيفه بها وهو أحد الأئمة
الأعلام صنف السنن وغيرها من الكتب روى عن قتيبة بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم بن
حبيب بن الشهيد وإسحاق بن شاهين وإسحاق بن منصور الكوسج وإسحاق بن موسى الأنصاري
وإبراهيم بن سعيد الجوهري وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني وأحمد بن بكار بن أبي
ميمونة وعيسى بن حماد ورغنة والحسن بن محمد الزعفراني قدم دمشق فسمع هشام بن عمار
ودحيما وجماعة كثيرة يطول تعدادهم روى عنه أحمد بن عمير بن جوصا ومحمد بن جعفر بن
ملاس وأبو القاسم بن أبي العقب وأبو الميمون بن راشد وأبو الحسن بن خذلم وأبو بشر
الدولابي وهو من أقرانه وأبو علي الحسين بن علي الحافظ النياموزي الطبراني وأبو
سعيد الأعرابي وأبو جعفر الطحاوي وغيرهم وسئل عن مولده فقال أشبه أن يكون سنة 512
وسئل أبو عبد الرحمن النسائي عن اللحن يوجد في الحديث فقال إن كان شيء تقوله العرب
وإن كان لغة غير قريش فلا تغير لأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يكلم الناس
بكلامهم وإن كان مما لا يوجد في لغة العرب فرسول الله صلى الله عليه و سلم لا يلحن
وسئل أبو عبد الرحمن بدمشق عن فضائل معاوية فقال معاوية لا يرضى رأسا برأس حتى
يفضل فما زالوا يدفعون في خصيه حتى أخرج من المسجد فقال الدارقطني فقال احملوني
إلى مكة فحمل إليها وهو عليل فتوفي بها وهو مدفون بين الصفا والمروة وكانت وفاته
في شعبان سنة 303 وقال أبو سعيد بن يونس وأبو جعفر الطحاوي إنه مات بفلسطين في صفر
من هذه السنة وأبو أحمد حميد بن زنجويه واسمه مخلد بن قتيبة بن عبد الله وزنجويه
لقلب مخلد الأزدي النسوي وهو صاحب كتاب الترغيب وكتاب الأموال وكان عالما فاضلا
سمع بدمشق هشام بن عمار وبمصر عبد الله بن صالح وسعيد بن عفير وسمع بقيسارية وحمص
وبالعراق يزيد بن هارون والنضر بن شميل وأبا نعيم وأبا عاصم النبيل وجح وسمع بمكة
روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وعبد الله
بن أحمد بن حنبل وغيرهم وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد البناء نسا مدينة بخراسان
ونسا مدينة بفارس
ونسا مدينة بكرمان وقال الرهني نسا من رساتيق بم بكرمان
ونسا مدينة بهمذان
وأبرق النساء في ديار فزارة وقال الشاعر في الفتوح يمد نساء فتحنا سمرقند العريضة
بالقنا شتاء وأوعسنا نؤم نساء فلا تجعلنا يا قتيبة والذي ينام ضحى يوم الحروب سواء
نساح بالكسر وآخره حاء مهملة والنسح والنساح ما تحات عن التمر من قشره وفتات
أقماعه وجمعه نساح
ورواه العمراني بالفتح نصا والأزهري قال بالكسر وهو واد باليمامة قال نصر نساح
ناحية من جو اليمامة لآل رزان من بني عامر وقيل واد يقسم عارض اليمامة أكثر أهله
النمر بن قاسط وقال نساح موضع أظنه بالحجاز قال عرقل بن الخطيم لعمرك للرمان إلى
بثاء فحزم الأشيمين إلى صباح أحب إلي من كنفي بحار وما رأت الحواطب من نساح وحجر
والمصانع حول حجر وما هضمت عليه من لقاح وذكره الحفصي في نواحي اليمامة وقال هو
واد وأنشد وقال السكري نساح اسم جبل ويوم نساح من أيام العرب مشهور وقيل نساح موضع
بملك
النسار بالكسر وهو مثل القتال والضراب والخصام من نسر البازي اللحم إذا نتفه
بمنقاره وبه سمي منقار الجوارح من الطير منسر قيل هي جبال صغار كانت عندها وقعة
بين الرباب وبين هوازن وسعد بن عمرو بن تميم فهزمت هوازن فلما رأوا الغلبة سألوا
ضبة أن تشاطرهم أموالهم وسلاحهم ويخلوا عنهم ففعلوا فقال ربيعة بن مقروم قومي فإن
كنت كذبتني بما قلت فاسأل بقومي عليما فدى ببزاخة أهلي لهم إذا ملؤوا بالجموع
القضيما وإذا لقيت عامر بالنسا ر منهم وطخفة يوما غشوما به شاطروا الحي أموالهم
هوازن ذا وفرها والعديما وقيل النسار ماء لبني عامر بن صعصعة وقال بعضهم النسار
جبل في ناحية حمى ضرية وقال الأصمعي سألت رجلا من بني غني أين النسار فقال هما
نسران وهما أبرقان من جانب الحمى ولكن جمعا وجعلا موضعا واحدا وقيل هو جبل يقال له
نسر فجمع في الشعر وقيل هي الأنسر براق بيض في وضح الحمى بين العناقة والأودية
والجثجاثة ومذعار والكور وهي مياه لغني وكلاب والأكثر أنه جبل قال أبو عبيدة
النسار أجبال متجاورة يقال لها الأنسر وهي النسار وكانت به وقعة قال النظار الأسدي
ويوم النسار ويوم النضا ر كانوا لنا مقتوي المقتويتا المقتوي الخادم كأنه يقول
إنهم صاروا خدم خدمنا وقيل القاوي الآخذ يقال قاوه أي أعطه نصيبه وقال الشاعر وهم
درعي التي استلأمت فيها إلى أهل النسار وهم مجني وقال بشر بن أبي خازم ويوم النسار
ويوم الجفا ر كانا عذابا وكانا غراما وسبت بنو أسد نساء كثيرة من نساء ذبيان فقالت
سلمى بنت المحلق تعير جوابا والطفيل وغيرهما لحى الإله أبا ليلى بفرته يوم النسار
وقنب العير جوابا كيف الفخار وقد كانت بمعترك يوم النسار بنو ذبيان أربابا
لم تمنعوا القوم
إذا شلوا سوامكم ولا النساء وكان القوم أحزابا
النساسة بالفتح وتشديد السين وبعد الألف سين أخرى مهملتين والنس السوق الشديد
والنساسة من أسماء مكة كأنها تسوق الناس إلى الجنة والرحمة والمحدث بها إلى جهنم
نستر بكسر النون ثم السكون وتاء مثناة من فوقها وراء كلمة نبطية اسم لصقع بسواد
العراق ثم من نواحي بغداد فيه قرى ومزارع
نسترو بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوقها وراء مضمومة وواو ساكنة جزيرة بين
دمياط والإسكندرية يصاد فيها السمك وعليهم ضمان خمسين ألف دينار وليس عندهم ماء
وإنما يأتيهم في المراكب فإذا لاحت لهم مراكب الماء ضربوا بوق البشارة سرورا ثم
يأتي كل رجل بجرته يأخذ فيها الماء ويحملها إلى بيته يتقوت به وقت عدمه وقيل هي
جزيرة ذات أسواق في بحيرة منفردة
نسجان موضع في بلاد هوازن عن نصر
نسر بالفتح ثم السكون وراء بلفظ النسر من جوارح الطير موضع في شعر الحطيئة من
نواحي المدينة ذكرها الزبير في كتاب العقيق وأنشد لأبي وجرة السعدي بأجماد العقيق
إلى مراخ فنعف سويقة فنعاف نسر ونسر أحد الأصنام الخمسة التي كان يعبدها قوم نوح
عليه السلام وصارت إلى عمرو بن لحي كما ذكرنا في ود ودعا القوم إلى عبادتها فكان
فيمن أجابه حمير فأعطاهم نسرا ودفعه إلى رجل من ذي رعين يقال له معدي كرب فكان
بموضع من أرض سبأ يقال له بلخع فعبدته حمير ومن والاها فلم تزل تعبده حتى هودهم ذو
نواس وقال الحافظ أبو القاسم في كتابه عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد أبو
محمد النسري الداورداني قدم دمشق وسمع بها أبا محمد بن أبي نصير روى عنه علي بن
الخضر السلمي
و النسر ضيعة من ضياع نيسابور هكذا ذكره في آخر كلامه وقال أبو المنذر اتخذ حمير
صنما اسمه نسر فعبدوه بأرض يقال لها بلخع ولم أسمع حمير سمت به أحدا يعني قالوا عبد
نسر ولم أسمع له ذكرا في أشعارها ولا أشعار أحد من العرب وأظن ذلك لانتقال حمير
وكان أيام تبع من عبادة الأصنام إلى اليهودية قلت وقد ذكره الأخطل فقال أما ودماء
مائرات تخالها على قنة العزى وبالنسر عندما وما سبح الرحمن في كل بيعة أبيل
الأبيلين المسيح بن مريما لقد ذاق منا عامر يوم لعلع حساما إذا ما هز بالكف صمما
نسع بكسر أوله وسكون ثانيه وعين مهملة والنسع المفصل بين الكف والساعد والنسع
الريح الشمال والنسع سير مضفور من أدم تشد به الرحال وهو موضع حماه رسول الله صلى
الله عليه و سلم والخلفاء بعده وهو صدر وادي العقيق بالمدينة قال ابن ميادة يخاطب
خليلين له وسيلا ببطن النسع حيث يسيل
نسفان بالتحريك يقال نسف البناء إذا قلعه والنسف القلع هذا هو الأصل في كل ما جاء
فيه من مخاليف اليمن بينه وبين ذمار ثمانية
فراسخ ومنه إلى حجر
وبدر عشريون فرسخا
نسف بفتح أوله وثانيه ثم فاء هي مدينة كبيرة كثيرة الأهل والرستاق بين جيحون
وسمرقند خرج منها جماعة كثيرة من أهل العلم في كل فن وهي نخشب نفسها قال الإصطخري
وأما نسف فإنها مدينة ولها قهندز وربض ولها أبواب أربعة وهي على مدرج بخارى وبلخ
وهي في مستواة والجبال منها على مرحلتين فيما يلي كش وأما ما بينها وبين جيحون
فمفازة لا جبل فيها ولها نهر واحد يجري في وسط المدينة وهي مجمع مياه كش فيصير
منها هذا النهر فيشرع إلى القرى ودار الإمارة على شط هذا النهر بمكان يعرف برأس
القنطرة ولنسف قرى كثيرة ونواح ولها منبران سوى المدينة والغالب على قراها المباخس
وليس بنسف ورساتيقها نهر جار غير هذا النهر وينقطع في بعض السنة ولها آبار تسقي
بساتينهم ومباقلهم والغالب على نسف الخصب وقد خرج منها خلق كثير من العلماء منهم
أبو إسحاق إبراهيم بن معقل بن الحجاج بن خداش النسفي كان من جلة العلماء وأصحاب
الحديث الثقات كتب الكثير وجمع السنة والتفسير وحدث عن قتيبة بن سعيد وهشام بن
عامر الدمشقي وحرملة بن يحيى المصري روى عنه كثير من العلماء ومات سنة 492
نسل بالفتح ثم السكون ولام وهو الولد والنسل أيضا الإسراع في المشي والنسل نسل
الريش وغيره إخراجه من مكانه والنسل واد بالطائف أعلاه لفهم وأسفله لنصر بن معاوية
ورواه بعضهم بسل بالباء الموحدة ذكر في موضعه
نسنان بالكسر وبعد السين نون أخرى وفي آخره نون باب نسنان من أبواب الربض بمدينة
زرنج وهي قصبة سجستان
النسوخ بالضم وسين مهملة وآخره خاء معجمة والنسخ إبطال الشيء وإقامة غيره مقامه
قال السكوني وعن يسار القادسية في شرقيها على بضعة عشر ميلا عين عليها قرية لولد
عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس يقال لها النسوخ من ورائها خفان
النسوع بالضم جمع نسع وقد ذكر آنفا وقد يضاف إليه ذو وهو من أشهر قصور اليمامة
بناه الحارث بن وعلة لما أغار على السواد وأمر كسرى النعمان بن المنذر بطلبه فهرب
حتى لحق باليمامة وابتنى ذا النسوع وقال بنينا ذا النسوع نكيد جوا وجو ليس يعلم من
يكيد
النسير تصغير نسر موضع في بلاد العرب كان فيه يوم من أيامهم وقال الحازمي نسير
تصغير نسر بناحية نهاوند وقال ثعلبة بن عمرو أخي وأخوك ببطن النسي ر ليس به من معد
عريب وقال سيف سار المسلمون من مرج القلعة نحو نهاوند حتى انتهوا إلى قلعة فيها
قوم ففتحوها وخلفوا عليها النسير بن ثور في عجل وحنيفة وفتحها بعد فتح نهاوند ولم
يشهد نهاوند عجلي ولا حنفي لأنهم أقاموا مع النسير على القلعة فسميت القلعة به
نسيح ونساح ودايان باليمامة والله الموفق للصواب
باب النون والسين وما يليهما
نشاستج ضيعة أو نهر بالكوفة كانت لطلحة بن عبيد الله التيمي أحد العشر المبشرة
وكانت عظيمة كثيرة الدخل اشتراها من أهل الكوفة المقيمين
بالحجاز بمال كان
له بخيبر وعمرها فعظم دخلها حتى قال سعيد بن العاص وقيل له إن طلحة بن عبيد الله
جواد إن من له مثل نشاستج لحقيق أن يكون جوادا والله لو أن لي مثله لأعاشك الله به
عيشا رغدا قال الواقدي عن إسحاق بن يحيى عن موسى بن طلحة قال أول من أقطع بالعراق
عثمان بن عفان رضي الله عنه قطائع مما كان من صوافي آل كسرى ومما جلا عنه أهله
فقطع لطلحة بن عبيد الله النشاستج وقيل بل أعطاه إياها عوضا عن مال كان له بحضرموت
النشاش بالفتح ثم التشديد وتكرير الشين يقال سبخة نشاشة تنش من النز والقدر تنش
إذا أخذت تغلي والنشاش واد كثير الحمض كانت فيه وقعة بين بني عامر وبين أهل
اليمامة قال وبالنشاش مقتلة ستبقى على النشاش ما بقي الليالي وقال القحيف العقيلي
تركنا على النشاش بكر بن وائل وقد نهلت منها السيوف وعلت
نشاق بضم النون وآخره قاف فعال من نشقت الشيء إذا شممته موضع في ديار خزاعة
نشبونة بالكسر وسكون ثانية والباء موحدة ثم واو ونون مدينة أظنها بالأندلس
نشتبرى بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق ثم باء موحدة وراء مفتوحة مقصورة قرية
كبيرة ذات نخل وبساتين تختلط بساتينها ببساتين شهرابان من طريق خراسان من نواحي
بغداد خرج منها جماعة منهم الملقب بالحافظ لا لأنه محدث أبو محمد عبد الخالق بن
الأنجب بن المعمر بن الحسن بن عبيد الله النشتبري تفقه على الشيخ أبي طالب المبارك
بن المبارك ابن الخل أبي القاسم بن فضلان مدرس بالمدرسة الشهابية بدنيسر وهو شيخ
كبير نيف على التسعين سمع قليلا من الحديث
نشك بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره كاف نشك عباد قرية من قرى مرو ينسب إليها العبادي
أبومنصور المظفر بن أردشير الواعظ ومولده سنة 194 وبعسكر مكرم كانت وفاته سنة 456
هكذا يتلفظ أهل مرو بهذه القرية وأما المحدثون فيسمونها سنج عباد وقد ذكرت في
موضعها
نشم بالتحريك موضع عن نصر
النشناش بالفتح وسكون ثانيه ثم نون أخرى وآخره شين فعلال من قولهم نشنش الطائر
ريشه إذا نتفه وألقاه والنشنشة العجلة اسم واد في جبال الحاجر على أربعة أميال
منها غربي الطريق لبني عبد الله بن غطفان قال أبو زياد النشناش ماء لبني نمير بن
عامر وهو الذي قتلت عليه بنو حنيفة
نشور بالضم وآخره راء مهملة من قرى الدينور ينسب إليها أبو بكر محمد بن عثمان بن
عطاء النشوري الدينوري سمع الحديث من نفر كثير من المتأخرين ودخل دمياط ولم يدخل
الإسكندرية وكان حسن الطريقة
نشوءة بالفتح ثم الضم وسكون الواو وهمزة وهاء جبل حجازي
نشوى بفتح أوله وثانيه وثالثه والنسبة إليه نشوي مدينة بأذربيجان وقال هي من أران
تلاصق أرمينية وهي المعروفة بين العامة بنخجوان ويقال نقجوان قال البلاذري النشوى
قصبة كورة بسفرجان فتحها حبيب بن مسلمة الفهري في أيام عثمان
ابن عفان رضي الله
عنه وصالح أهلها على الجزية وأداء الخراج على مثل صلح أهل دبيل ينسب إليها جماعة
منهم حداد بن عاصم بن بكران أبو الفضل النشوي خازن دار الكتب بجنزة روى عن أبي نصر
عبد الواحد بن مسرة القزويني وشعيب بن صالح التبريزي سمع منه ابن ماكولا والمفرج
بن أبي عبد الله النشوي روى السلفي عن أبيه أبي عبد الله الحافظ النشوي المعروف
بالمشكاني وكان أبو عبد الله أبو المفرج من حفاظ الحديث وأعيان الفقهاء يروي عن
أبي العباس النبهاني النشوي ونظرائه من شيوخ بلده وأحمد بن الحجاف أبو بكر الآذري
النشوي سمع بدمشق وغيرها أبا الدحداح وأبا السري محمد بن داود بن نبوس ببعلبك وأبا
جعفر محمد بن حسين بن يزيد وأبا عبيد الله محمد بن علي بن يزيد بن هارون بكفرتوثا
وأبا الحسن محمد بن أحمد بن أبي شيخ الواقفي بحران وأبا العباس بن وشا بتنيس
وغيرهم روى عنه أبو العباس أحمد بن الحسين بن نبهان النشوي الصفار وعلي ومحمد ابنا
الحاج المريدان وأبو الحسن عبد الله وأبو صالح شعيب ابنا صالح ومحمد بن أحمد ابن
كردان وأبو الفتح صالح بن أحمد المقري وأبو عبد الله محمد بن موسى المقري الآذريون
نشير تصغير نشر ضد الطي بطن النشير موضع ببلاد العرب
باب النون والصاد وما يليهما
نصاع كأنه جمع ناصع وهو من كل لون خالصه وأكثر ما يقال في البياض وهو موضع في قول
الشاعر سقى مأزمي فخ إلى بئر خالد فوادي نصاع فالقرون إلى عمد وجادت بروق الرائحات
بمزنة تسح شآبيبا بمرتجز الرعد
النصب بالضم ثم السكون والباء موحدة والنصب الأصنام المنصوبة للعبادة وهو موضع
بينه وبين المدينة أربعة برد وعن مالك بن أنس أن عبد الله بن عمر ركب إلى ذات
النصب فقصر الصلاة وقيل هي من معادن القبلية
النصحاء بالفتح ثم السكون كأنه تأنيث أنصح موضع
نصراباذ معناه بالفارسية عمارة نصر محلة بنيسابور ينسب إليها جماعة منهم محمد بن
أحمد بن عبد الله بن شهمرد أبو الحسن النصراباذي من فقهاء الري سمع محمد بن إسحاق
بن خزيمة وأبا العباس بن السراج وأبا القاسم البغوي وغيرهم وأحمد بن الحسن بن
الحسين بن منصور النصراباذي أخو أبي الحسن سمع ابن خزيمة أيضا وجماعة غيره قال أبو
موسى وفي أصبهان نصراباذ وموضع بفارس ينسب إليها جماعة منهم أبو عمرو محمد بن عبد
الله النصراباذي سمع أبا زهير بن معزا وعبد العزيز بن محمد الرازي روى عنه أبو
حاتم وقال لعلي لا أقدم بنصراباذ عليه كبيرا أحدا ومحلة بالري في أعلى البلد تنسب
إلى نصر بن عبد العزيز الخزاعي وكان قد ولي الري في أيام السفاح ولم يزل واليا
عليها إلى أن قتل أبو مسلم الخراساني فكتب المنصور إليه كتابا على لسان أبي مسلم
بتسليم العمل إلى أبي عبيدة فأجاب فلما تسلم العمل حبسه وكاتب المنصور بالأمر فأمر
بقتله فقتله
النصرية بالفتح ثم السكون وراء وياء مشددة للنسبة وهاء التأنيث وهي محلة بالجانب
الغربي من بغداد في طرف البرية متصلة بدار القز باقية إلى الآن
منسوبة إلى أحد
أصحاب المنصور يقال له نصر وقد نسب المحدثون إليها جماعة بالنصري منهم القاضي أبو
بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري المعروف بقاضي المارستان وأبو العباس أحمد بن علي
بن دادا بدالين مهملتين الخباز النصري من أهل النصرية سمع من أبي المعالي أحمد بن
منصور الغزال وغيره وتوفي في جمادى الآخرة سنة 616
النصع بكسر أوله وسكون ثانيه وعين مهملة وهو النطع والنصع أيضا كل لون خالص البياض
أو الصفرة أو الحمرة والنصع جبل بالحجاز
وثبير النصع جبل بالمزدلفة وعنده سد الحجاج يحبس الماء عن وادي مكة وقيل النصع
جبال سود بين ينبع والصفراء لبني ضمرة وقال مزرد أتاني وأهلي في جهينة دارهم بنصع
فرضوى من وراء المرابد تأوه شيخ قاعد وعجوزه حزينين بالصلعاء ذات الأساود وقال
الفضل بن عباس اللهبي فإنك واد كارك أم وهب حنين العود يتبع الظرابا تذكرت المعالم
فاستحنت وأنكرت المشارع والجنابا فباتت ما تنام تشيم بعرقا تلألأ في حبي أين صابا
أبالبزواء أم بجنون نصع أم احتلت رواياه العنابا
نصيبين بالفتح ثم الكسر ثم ياء علامة الجمع الصحيح ومن العرب من يجعلها بمنزلة
الجمع فيعربها في الرفع بالواو وفي الجر والنصب بالياء والأكثر يقولون نصيبين
ويجعلونها بمنزلة ما لا ينصرف من الأسماء والنسبة إليها نصيبي ونصيبيني فمن قال
نصيبيني أجراه مجرى ما لا ينصرف وألزمه الطريقة الواحدة مما ذكرنا ومن قال نصيبي
جعله بمنزلة الجمع ثم رده إلى واحده ونسب إليه وهي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة
على جادة القوافل من الموصل إلى الشام وفيها وفي قراها على ما يذكر أهلها أربعون
ألف بستان بينها وبين سنجار تسعة فراسخ وبينها وبين الموصل ستة أسام وبين دنيسر
يومان عشرة فراسخ وعليها سور كانت الروم بنته وأتمه أنوشروان الملك عند فتحه إياها
وقالوا كان سبب فتحه إياها أنه حاصرها وما قدر على فتحها فأمر أن تجمع إليه
العقارب فحملوا العقارب من قرية تعرف بطيرانشاه من عمر شهرزور بينها وبين سمرداذ
مدينة شهرزور فرسخ فرماهم بها في العرادات والقوارير وكان يملأ القارورة من
العقارب ويضعها في العرادة وهي على هيئة المنجنيق فتقع القارورة وتنكسر وتخرج تلك
العقارب ومازال يرميهم بالعقارب حتى ضج أهلها وفتحوا له البلد وأخذها عنوة وذلك
أصل عقارب نصيبين وأكثر العقارب جبل صغير داخل السور في ناحية من المدينة ومنه
تنتشر العقارب في المدينة كلها ذكر ذلك كله أحمد بن الطيب السرخسي في بعض كتبه
وطول مدينة نصيبين خمس وسبعون درجة وعشرون دقيقة وعرضها ست وثلاثون درجة واثنتا
عشرة دقيقة في الإقليم الرابع طالعها سعد الأخبية بيت حياتها إحدى عشرة درجة من
الثور تحت اثنتي عشرة درجة وثمان وأربعين دقيقة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي
وقال صاحب الزيج طول نصيبين سبع وعشرون درجة ونصف ونصيبين مدينة وبئة لكثرة
بساتينها ومياهها وقد روي في بعض الآثار
أن النبي صلى الله
عليه سلم قال رفعت ليلة أسري بي فرأيت مدينة فأعجبتني فقلت يا جبرائيل ما هذه
المدينة قال هذه نصيبين فقلت اللهم عجل فتحها واجعل فيها بركة للمسلمين وسار عياض
بن غنم إلى نصيبين فامتنعت عليه فنازلها حتى فتحها على مثل صلح أهل الرها قال كتب
عامل نصيبين إلى معاوية وهو عامل عثمان على الشام والجزيرة يشكو إليه أن جماعة من
المسلمين الذين معه أصيبوا بالعقارب فكتب إليه يأمره أن يوظف على كل حيز من أهل
المدينة عدة من العقارب مسماة في كل ليلة ففعل فكانوا يأتون بها فيأمر بقتلها حتى
قلت وقال سيف بعث سعد بن أبي وقاص سنة 71 من الكوفة عياض بن غنم لفتح الجزيرة وغير
سيف يقول إنما بعث أبو عبيدة من الشام فقدم عبد الله بن عبد الله بن عتبان فسلك
على دجلة حتى إذا انتهى إلى الموصل عبر إلى بلد وهي بلط حتى إذا انتهى إلى نصيبين
أتوه بالصلح فكتب بذلك إلى عياض فقبله فعقد لهم عبد الله بن عبد الله بن عتبان
وأخذوا ما أخذوا عنوة ثم أجروا مجرى أهل الذمة قال عند ذلك ابن عتبان ألا من مبلغ
عني بجيرا فما بيني وبينك من تعادي فإن تقبل تلاق العدل فينا فأنسى ما لقيت من الجهاد
وإن تدبر فما لك من نصيب نصيبين فتلحق بالعباد وقد ألقت نصيبين إلينا سواد البطن
بالخرج الشداد لقد لقيت نصيبين الدواهي بدهم الخيل والجرد الوراد وقال بعضهم يذكر
نصيبين وظاهرها مليح المنظر وباطنها قبيح المخبر وقال آخر يذم نصيبين فقال نصيب
نصيبين من ربها ولاية كل ظلوم غشوم فباطنها منهم في لظى وظاهرها من جنان النعيم
وينسب إلى نصيبين جماعة من العلماء والأعيان منهم الحسن بن علي بن الوثاق بن الصلب
بن أبان بن زريق بن إبراهيم بن عبد الله أبو القاسم النصيبي الحافظ قدم دمشق وحدث
بها في سنة 443 عن عبد الله بن محمد بن ناجية البغدادي وأبي يحيى عباد بن علي بن
مرزوق البصري وإسحاق بن إبراهيم الصواف ومحمد بن خالد الراسبي البصري وعبدان
الجواليقي وأبي يعلى الموصلي وأبي خليفة الجمحي وغيرهم روى عنه تمام بن محمد وأبو
العباس بن السمسار وأبو عبد الله بن مندة وأبو علي سعيد بن عثمان بن السكن الحافظ
ولم يذكر وفاته ونصيبين أيضا قرية من قرى حلب وتل نصيبين أيضا من نواحي حلب
ونصيبين أيضا مدينة على شاطىء الفرات كبيرة تعرف بنصيبين الروم بينها وبين آمد
أربعة أيام أو ثلاثة ومثلها بينها وبين حران ومن قصد بلاد الروم من حران مر بها
النصيع تصغير النصع الذي مر قبله مكان بين المدينة والشام وقيل بالباء والضاد قال
ذلك الحازمي
نصيل قال السكري تصيل بالتاء بنقطتين فوقها بئر في ديار هذيل ونصيل بالنون شعبة من
شعب الوادي وأنشد ونحن منعنا من نصيل وأهلها مشاربها من بعد ظمء طويل
بالنون والتاء
والله أعلم
باب النون والضاد وما يليهما
نضاد بالفتح وآخره دال مهملة من نضدت المتاع إذ رصفته جبل بالعالية قال الأصمعي
وذكر النير ثم قال وثم جبل لغني أيضا يقال له نضاد في جوف النير والنير لغاضرة قيس
وبشرقي نضاد الجثجاثة ويبنى عند أهل الحجاز على الكسر وعند تميم ينزلونه بمنزلة ما
لا ينصرف قال لو كان من حضن تضاءل ركنه أو من نضاد بكى عليه نضاد وقال كثير يصرفه
شع كأن المطايا تتقي من زبانة مناكد ركن من نضاد ململم وقال قيس بن زهير العبسي من
أبيات إليك ربيعة الخير بن قرط وهوبا للطريف وللتلاد كفاني ما أخاف أبو هلال ربيعة
فانتهت عني الأعادي تظل جياده يجمزن حولي بذات الرمث كالحدإ الصوادي كأني إذا أنخت
إلى ابن قرط عقلت إلى يلملم أو نضاد ويقال له نضاد النير والنير جبل ونضاد أطول
موضع فيه وأعظمه قال ابن دارة وأنت جنيب للهوى يوم عاقل ويوم نضاد النير أنت جنيب
ولهم في ذكره أشعار غير قليلة
النضارات أودية من ديار بني الحارث بن كعب قال جعفر بن علبة وهو محبوس ألا هل إلى
ظل النضارات بالضحى سبيل وأصوات الحمام المطوق وسيري مع الفتيان كل عشية أباري
مطاياهم بأدماء سملق
نضدون بلد بنجد من أرض مهرة بأقصى اليمن
نضل بالفتح ثم السكون من المناضلة وهو المراماة بالنشاب قال الحازمي موضع أحسبه
بلدا يمانيا
النضير بفتح النون وكسر الضاد ثم ياء ساكنة وراء مهملة اسم قبيلة من اليهود الذين
كانوا بالمدينة وكانوا هم وقريظة نزولا بظاهر المدينة في حدائق وآطام لهم وغزوة
بني النضير لم أر أحدا من أهل السير ذكر أسماء منازلهم وهو مما يحتاج إليه الناظر
في هذا الكتاب فبحثت فوجدت منازلهم التي غزاهم النبي صلى الله عليه و سلم فيها
تسمى وادي بطحان وقد ذكرته في موضعه فأغنى عن الإعادة وبموضع يقال له البويرة وقد
ذكر أيضا في موضعه وكانت غزاة النبي صلى الله عليه و سلم لبني النضير في سنة أربع
للهجرة ففتح حصونهم وأخذ أموالهم وجعلها خالصة له لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا
ركاب فكان يزرع في أرضهم تحت النخيل فيجعل من ذلك قوت أهله وأزواجه لسنة وما فضل
جعله في الكراع والسلاح وأقطع منها أبا بكر وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما
وقسمها بين المهاجرين ولم يعط أحدا من الأنصار شيئا إلا رجلين كانا فقيرين سهل بن
حنيف وأبا دجانة سماك بن خرشة الأنصاري الساعدي قال الواقدي وكان مخيريق أحد بني
النضير عالما فآمن برسول الله صلى الله عليه و سلم وأوصى بأمواله لرسول الله صلى
الله عليه و سلم
فجعلها صدقة وهي
الميثب والصافية والدلال وحسنى وبرقة والأعواف ومشربة أم إبراهيم ابن رسول الله
صلى الله عليه و سلم وهي مارية القبطية وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أخرج
بني النضير على أن لهم ما حملت إبلهم إلا الحلقة والآلة والحلقة هي الدروع وقال
الزهري كانت وقعة بني النضير على ستة أشهر من وقعة أحد
باب النون والطاء وما يليهما
نطاع بالفتح والبناء على الكسر مثل قطام وحذام يقال وطئنا نطاع بني فلان أي دخلنا
أرضهم وجناب القوم نطاعهم قال العمراني نطاع قرية من قرى اليمامة قال أبو منصور
ونطاع على وزن قطام ماءة في بلاد بني تميم وقد وردتها ويقال شربت إبلنا من ماء
نطاع وهي ركية عذبة الماء غزيرته وكانت به وقعة بين بني سعد بن تميم وهوذة بن علي
الحنفي أخذت بنو تميم فيها لطائم كسرى التي أجارها هوذة بن علي الوارد من عند
باذام والي كسرى على اليمن فكان بعدها يوم الصفقة وقد أعربه ربيعة بن مقروم في
قوله وأقرب منهل من حيث راحا أثال أو غمازة أو نطاع فأوردها ولون الليل داج ولما
لغبا وفي الفجر انصداع فصبح من بني جلان صلا عطيفته وأسهمه المتاع إذا لم يجترر
لبنيه لحما غريضا من هوادي الوحش جاعوا وقال الحفصي نطاع بكسر النون واد ونخيل
لبني مالك بن سعد بين البحرين والبصرة
النطاق بكسر أوله وآخره قاف والنطاق أن تأخذ المرأة ثوبا فتلبسه ثم تشد وسطها بحبل
ثم ترسل الأعلى على الأسفل وهو اسم قارة معروفة منطقة ببياض وأعلاها بسواد من بلاد
بني كلاب ويقال لها ذات النطاق وقال أبو زياد ذات النطاق قارة متصلة بنبر وقال ابن
مقبل ضحوا على عجل ذات النطاق فلم يبلغ ضحاؤهم همي ولا شجني وقال أيضا خلدت ولم
يخلد بها من حلها ذات النطاق فبرقه الأمهار
نطاة بالفتح وآخره تاء علم مرتجل فيما أحسب قيل هو اسم لأرض خيبر وقال الزمخشري
نطاة حصن بخبير وقيل عين بها تسقي بعض نخيل قراها وهي وبئة وقال أبو منصور قال
الليث النطاة حمى تأخذ أهل خيبر قال غلط الليث في تفسير النطاة ونطاة عين ماء
بقرية من قرى خيبر تسقي نخيلها وهي فيما زعموا وبئة وقد ذكرها الشاعر يصف محموما
فقال كأن نطاة خيبر زودته بكور الورد ريثة القلوع فظن الليث أنها اسم للحمى وهي
عين بها وقال كثير حزيت لي بحزم فيدة نجدي كاليهودي من نطاة الرقال
نطح اسم موضع على وزن بقم ولم يجىء على هذا الوزن إلا عثر موضع وخود موضع وقيل فرس
وبذر موضع وشلم بيت المقدس وشمر فرس وخضم اسم العنبر بن عمرو بن زيد مناة بن تميم
وسدر لعبة للصبيان ونطح اسم موضع ولم يجىء غيره
على هذا الوزن
والله أعلم
نطروح أحد مخاليف الطائف
نطنزة بفتح أوله وثانيه ثم نون ساكنة وزاي وهاء بليدة من أعمال أصبهان بينهما نحو
عشرين فرسخا إليها ينسب الحسين بن إبراهيم يلقب ذا اللسانين وأبو الفتح محمد بن
علي النطنزيان الأديبان وغيرهما مات أبو الفتح محمد بن علي سنة 794 في المحرم
النطوف بالفتح ثم الضم وواو ساكنة وفاء قال أبو منصور العرب تقول للمويهة القليلة
نطفة ورأيت أعرابيا شرب من ركية يقال لها شفية وهي غزيرة الماء فقال إنها لنطفة
عذبة والنطف القطر وموضع نطوف إذا كان لا يزال يقطر وهو اسم ماء للعرب قال أبو
زياد النطوف ركية لبني كلاب وأنشد وهل أشربن ماء النطوف عشية وقد علقت فوق النطوف
المواتح وقال أمية بن أبي عائذ شع فضهاء أظلم فالنطوف فصائف فالنمر فالبرقات
فالأنحاص
باب النون والظاء وما يليهما
النظيم بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة فعيل بمعنى مفعول كأنه منظوم وهو شعب فيه
غدر وقلات متواصلة بعضها ببعض من ماء الغدير قال الحفصي من قلات عارض اليمامة
المشهورة الحمائم والحجائز والنظيم ومطرق قال مروان إذا ما تذكرت النظيم ومطرقا
حننت وأبكاني النظيم ومطرق وقال ابن هرمة أتعذر سلمى بالنوى أم تلومها وسلمى قذى
العين التي لا يريمها وسلمى التي أمهت معينا بعينه ولولا هوى سلمى لقلت سجومها عفت
دارها بالبرقين فأصبحت سويقة منها أقفرت فنظيمها فعدنة فالأجزام أجزاع مثغر وحوش
مغانيها قفار حزومها
النظيمة تأنيث الذي قبله موضع في شعر عدي وعدن يباكرن النظيمة مربعا جزأن فلا يشربن
إلا النقائعا تصيفنة حتى جهدن يبيسه وآض الفرات قانطا ليس جامعا
باب النون والعين وما يليهما
نعاعة بالضموتكرير العين قال الأصمعي النعاعة بقلة ناعمة ونعاعة موضع قال الأصمعي
ومن مياه بني ضبينة بن غني نعاعة قال لا عيس إلا إبل جماعه موردها الجيئة أو نعاعه
إذ زارها المجموع أمس ساعه
نعاف عرق جمع نعف وهو المكان المرتفع في اعتراض وعرق موضع أضيف إليه موضع في طريق
الحاج قال المتنخل الهذلي عرفت بأجدث فنعاف عرق علامات كتحبير النماط
نعام بالفتح بلفظ اسم جنس النعامة من الحيوان وهو واد باليمامة لبني هزان في أعلى
المجازة من أرض
اليمامة كثير النخل
والزرع قال أحمد بن محمد الهمذاني أول ديار ربيعة باليمامة مبدأها من أعلاها أولا
دار هزان وهو واد يقال له برك وواد يقال له المجازة أعلاه وادي نعام واسم الوادي
نفسه نعامة وقال الأصمعي برك ونعام ماءان وهما لبني عقيل ما خلا عبادة قال الشاعر
فما يخفى علي طريق برك وإن صعدت في وادي نعام ومجمع سيلها بموضع يقال له إجلة
ويقال له أيضا ملتقى الواديين وقيل نعام موضع باليمن
نعامة بالفتح بلفظ واحدة النعام ونعامة وظليم موضعان بنجد قال مالك بن نويرة أبلغ
أبا قيس إذ ما لقيته نعامة أدنى دارها فظليم بأنا ذوو جد وأن قبيلهم بني خالد لو
تعلمين كريم
نعائم كأنه موضع قرب المدينة لقول الفضل بن عباس اللهبي ألم يأت سلمى نأينا
ومقامنا بباب دفاق في ظلال سلالم سنين ثلاثا بالعقيق نعدها ونبت جريد دون فيفا
نعائم
نعف سويقة قال الأحوص وما تركت أيام نعف سويقة لقلبك من سلماك صبرا ولا عزما
نعف مياسر قال ابن السكيت عن بعضهم النعف ههنا ما بين الدوداء وبين المدينة وهو حد
خلائق الأحمديين والخلائق آبار
نعف وداع قرب نعمان قال ابن مقبل فنعف وداع فالصفاح فمكة فليس بها إلا دماء ومحرب
نعل بلفظ النعل التي تلبس في الرجل هي الأرض الصلبة ومنه قول الشاعر قوم إذا اخضرت
نعالهم يتناهقون تناهق الحمر وهي أرض بتهامة واليمن وقيل حصن على جبل شطب
نعماباذ قال الكلبي قرية بسواد الكوفة يقال لها نعماباذ فهي منسوبة إلى نعم سرية
النعمان قطيعة لها وبها سميت
نعمان بالفتح ثم السكون وآخره نون هو فعلان من نعمة العيش وهو غضارته وحسنه وهو
نعمان الأراك وهو واد ينبته ويصب إلى ودان بلد غزاه النبي صلى الله عليه و سلم وهو
بين مكة والطائف وقيل واد لهذيل على ليلتين من عرفات وقال الأصمعي نعمان وادي
يسكنه بنو عمرو بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بين أدناه ومكة نصف ليلة به جبل
يقال له المدراء وبنعمان من بلاد هذيل وأجبالها الأصدار وهي صدور الوادي التي يجيء
منها العسل إلى مكة وقول بعض الأعراب فيه دليل على أنه واد وهو ألا أيها الركب
اليمانون عرجوا علينا فقد أضحى هوانا يمانيا نسائلكم هل سال نعمان بعدنا وحب إلينا
بطن نعمان واديا عهدنا به صيدا كثيرا ومشربا به ننقع القلب الذي كان صاديا ونعمان
أيضا واد قريب من الفرات على أرض
الشام قريب من
الرحبة قال أبو العميثل في نعمان الأراك أما والراقصات بذات عرق ومن صلى بنعمان
الأراك لقد أضمرت حبك في فؤادي وما أضمرت حبا من سواك أطعت الآمريك بصرم حبلي
مريهم في أحبتهم بذاك فإن هم طاوعوك فطاوعيهم وإن عاصوك فاعصي من عصاك أما تجزين
من أيام مرء إذا خدرت له رجل دعاك قتلت بفاحم وبذي غروب أخا قوم وما قتلوا أخاك
ونعمان قرب الكوفة من ناحية البادية قال سيف كان أول من قدم أرض العراق لقتال أهل
فارس حرملة بن مريطة وسلمى بن القين فنزلا أطد ونعمان والجعرانة حتى غلبا على
الوركاء
ونعمان حصن من حصون زبيد ونعمان حصن في جبل وصاب باليمن من أعمال زبيد أيضا
ونعمان الصدر حصن آخر في ناحية النجاد باليمن وفي كتاب الأترجة نعمان بلد في بلاد
الحجاز
نعمان بالضم ثم السكون معرة النعمان وقد تقدم ذكرها قال المبرد النعمان الدم ولذلك
سمي شقائق النعمان
النعمانية بالضم كأنها منسوبة إلى رجل اسمه النعمان بليدة بين واسط وبغداد في نصف
الطريق على ضفة دجلة معدودة من أعمال الزاب الأعلى وهي قصبته وأهلها شيعة غالية
كلهم وبها سوق وأرطال وافية ولذلك صبح الذهب يخالف سائر أعمال العراق وقد نسب
إليها قوم من أهل الأدب في كتاب ابن طاهر قال والنعمانية أيضا قرية بمصر وفي كل
واحدة منهما مقلع للطين الذي تغسل به الرؤوس في الحمامات
نعمايا بالفتح ثم السكون وميم وبعد الألف ياء وألف اسم جبل قال وأغانيج بها لو
غونجت عصم نعمايا إذا انحطت تشد
نعم بالضم ثم السكون وهو من النعمة واللين وأظنه نعمة لين وقد ذكرت في فرضة ونعم
أيضا من حصون اليمن بيد عبد علي بن عواض وموضع برحبة مالك بن طوق على شاطىء الفرات
ودير نعم موضع آخر قال بعضهم قضت وطرا من دير نعم وطالما أو يكون مضافا إلى نعم
المقدم عليه
نعمة بالكسر ثم السكون يوم نعمة من أيام العرب
نعمي بالضم ثم السكون وكسر الميم وتشديد الياء برقة نعمي قال النابغة الذبياني
أشاقك من سعداك مغنى المعاهد ببرقة نعمي فذات الأساود قال الزمخشري نعمي واد
بتهامة
نعوان بالفتح يجوز أن يكون فعلان من نعى ينعى إذا نعوا ميتهم أو من النعو وهو شق
مشفر البعير الأعلى ونعو الحافر الفرجة في مؤخره ونعوان واد بأضاخ
نعوة من الذي قبله موضع
نعيج بلفظ النعج وهو السمن يقال نعجت
بغلي نعجا أي سمنت
موضع في شعر الأعشى
باب النون والغين وما يليهما
نغر بالتحريك اسم مدينة ببلاد السند بينها وبين غزنين ستة أيام تعد في أعمال السند
النغل ماء قال زيد الخيل يصف ناقته فقد غادت للطير ليلة خمسها جوارا برمل النغل
لما يشعر
نغوبا بالفتح ثم الضم وسكون الواو وباء موحدة والقصر اسم قرية بواسط سمي بها أبو
السعادات المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب الواسطي يعرف بابن نغوبا كان لجده قرية
يقال لها نغوبا وكان يكثر التردد إليها والذكر لها فقيل له نغوبا فلزمه وكان أبو
السعادات فاضلا كثير الحفظ من الآداب والحكايات والأشعار سمع أبا إسحاق الشيرازي
وأبا القاسم بن السري روى عنه أبو سعد السمعاني توفي بواسط سنة 835 أو 935
نغيا بالكسر ثم السكون ثم ياء وألف كورة من أعمال كسكر بين واسط والبصرة وفي كتاب
الجهشياري نغيا قرية قريبة من الأنبار ونسب إليها أحمد بن إسرائيل وزير المعتز
ينسب إليها أبو الحسين محمد بن أحمد النغياني الكاتب كذا وجدت نسبه بخط بعض الأئمة
بالنون كقولهم في صنعا صنعاني وفي بهرا بهراني وله صنف محمد بن عبد الله بن تاج
الأصبهاني كتاب الرسائل وكان أديبا جليلا مات في سنة 013
باب النون والفاء وما يليهما
نفار بالكسر من قولهم نفرت الدابة نفارا موضع في الشعر
نفراء بالفتح ثم السكون وراء وألف ممدودة موضع جاء في الشعر عن الحازمي
نفر بكسر أوله وتشديد ثانيه وراء بلد أو قرية على نهر النرس من بلاد الفرس عن
الخطيب فإن كان عنى أنه من بلاد الفرس قديما جاز فأما الآن فهو من نواحي بابل بأرض
الكوفة قال أبو المنذر إنما سمي نفر نفرا لأن نمرود بن كنعان صاحب النسور حين أراد
أن يصعد إلى الجبال فلم يقدر على ذلك هبطت النسور به على نفر فنفرت منه الجبال وهي
جبال كانت بها فسقط بعضها بفارس فرقا من الله فظنت أنها أمر من السماء نزل بها
فلذلك قوله عز و جل وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال وقال أبو سعد السمعاني نفر من
أعمال البصرة ولا يصح قول الوليد بن هشام القحذمي وكان من أبناء العجم حدثني أبي
عن جدي قال نفر مدينة بابل وطيسفون مدين المدائن العتيقة والأبلة من أعمال الهند
وذكر أحمد بن محمد الهمذاني قال نفر كانت من أعمال كسكر ثم دخلت في أعمال البصرة
والصحيح أنها من أعمال الكوفة وقد نسب إليها قوم من الكتاب الأجلاء وغيرهم قال
عبيد الله بن الحر لقد لقي المرء التميمي خيلنا فلاقى طعانا طادقا عند نفرا وضربا
يزيل الهام عن سكناته فما إن ترى إلا صريعا ومدبرا
نفر بالتحريك بلفظ النفر وهم دون العشرة وفوق الثلاثة لا واحد له من لفظه ويقال
ليلة النفر والنفر وذو نفر موضع على ثلاثة أميال من السليلة بينها وبين الربذة وقد
قيل خلف الربذة
بمرحلة في طريق مكة
ويروى بسكون الفاء أيضا
نفزاوة بالكسر ثم السكون وزاي وبعد الألف واو مفتوحة مدينة من أعمال إفريقية قال
البكري وتسير من القيروان إلى نفزاوة ستة أيام نحو المغرب وبمدينة نفزاوة عين تسمى
بالبربرية تاورغي وهي عين كبيرة لا يدرك قعرها ولمدينة نفزاوة سور صخر وطوب ولها
ستة أبواب وفيها جامع وحمام وأسواق حافلة وهي كثيرة النخل والثمار وحواليها عيون
كثيرة وفي قبلتها مدينة أزلية تعرف بالمدينة عليها سور وبها جامع وسوق وبين مدينة
نفزاوة وقابس ثلاثة أيام وبينها وبين قفصة مرحلتان وبينها وبين قيطون ثلاث مراحل
ومن نفزاوة تسير إلى بلاد قسطيلية وبينهما أرض لا يهتدى إلى الطريق فيها إلا بخشب
منصوبة وأدلاء فإن ضل فيها أحد يمينا أو شمالا غرق في أرض دهشة تشبه الصابون في
الرطوبة وقد هلكت فيها العساكر والجماعات ممن دخلها ولم يدر أمرها وتصل هذه الأرض
السواخة إلى غدامس ويقال نفزاوة من نواحي الزب الكبير بالجريد
نفزة بالفتح ثم السكون وزاي مدينة بالمغرب بالأندلس وقال السلفي نفزة بكسر النون
قبيلة كبير منها بنو عميرة وبنو ملحان المقيمون بشاطبة ينسب إليها أبو محمد عبد
الله بن أبي زيد عبد الرحمن الفقيه النفزي أحمد الأئمة على مذهب مالك وله تصانيف
وأبو العباس أحمد بن علي بن عبد الرحمن النفزي الأندلسي سمع مشايخنا ودخل نيسابور
وأصبهان وخرج من بغداد سنة 631 ودخل شيراز وأبو عبد الله محمد بن سليمان الميالسي
النفزي وهو ابن أخت غانم بن الوليد بن عمرو بن عبد الرحمن المخزومي أبي محمد من
الأندلس روى عن خاله مات في شوال سنة 525 ومولده سنة 434 قال أبو الحسن المقدسي
وأبو محمد عبد الغفور بن عبد الله بن محمد بن عبد الله النفزي وله تصانيف مات في
ربيع الآخر سنة 935 وأبوه من أهل الرواية مات في سنة 735
نفطة بالفتح ثم السكون والطاء مدينة بإفريقية من أعمال الزاب الكبير وأهلها شراة
إباضية ووهبية متمردون وبين نفطة ومدينة توزر مرحلة وإلى مدينة نفزاوة مرحلة
وبينها وبين قفصة مرحلتان ومن نفطة عبد الرحمن بن محمد بن أحمد أبو القاسم النفطي
يعرف بابن الصائغ سمع بالمغرب الفقيه الحافظ أبا علي الحسين بن محمد الصدفي وأبا
عبد الله بن شيرين الفقيه القاضي وغيرهما ورحل إلى العراق وسمع أبا الحسن محمد بن
مرزوق الزعفراني وأبا بكر محمد بن طرخان بن بلتكين بن بجكم التركي قال الحافظ أبو
القاسم وأقام بدمشق مدة ثم توجه إلى مصر قاصدا لبلده وأجاز لي جميع مسموعاته في
ربيع الأول سنة 815
نفنف بتكرير النون والفاء والنونان مفتوحتان والنفنف الهواء وكل شيء بينه وبين
الأرض مهوى والنفنف أسناد الجبل التي تعلوه منها وتهبط عنه منها وهو اسم موضع
بعينه في قوله عفا برد من أم عمرو فنفنف
نفوسة بالفتح ثم الضم والسكون وسين مهملة جبال في المغرب بعد إفريقية عالية نحو
ثلاثة أميال في أقل من ذلك وفيها منبران في مدينتي إحداهما سروس في وسط الجبل وبها
خبز الشعير ألذ من كل طعام والأخرى يقال لها جادو من ناحية نفزاوة وجميع أهل هذه
الجبال شراة وهبية
وإباضية متمردون عن
طاعة السلاطين وطول هذا الجبل مسيرة ستة أيام من الشرق إلى الغرب وبين جبل نفوسة
وطرابلس ثلاثة أيام وبينه وبين القيروان ستة أيام وبها قبيلة يقال لهم بنو زمور
لهم حصن يقال له تيرفت في غاية المنعة لا يقدر عليه أحد وفيه نحو ثلثمائة قرية
وعدة مدن ليس فيها منبر لأنهم لم يتفقوا على رجل يأتمون به وفي جبلهم نخل كثير
وزيتون وفواكه ويجتمع مما حوله من القبائل إذا تداعوا ستة عشر ألف رجل وافتتح عمرو
بن العاص نفوسة وكانوا نصارى ومن جبل نفوسة رجع عمرو بن العاص بكتاب ورد عليه من
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
نفيس بالفتح ثم الكسر وياء وسين مهملة قصر نفيس على ميلين من المدينة ينسب إلى
نفيس بن محمد من موالي الأنصار
النفيع تصغير النفع ضد الضر جبل بمكة كان الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم يحبس فيه
سفهاء قومه عن نصر
النفيعية من قرى سنجار قريبة منها ينسب إليها مسلم ومسلم ابنا سلامة بن شبيب
النفيعيان فأما مسلم فيعرف بالنجم السنجاري وكان فقيها فاضلا أديبا له شعر حسن
وصنف كتابا في الجدل أجاد فيه وقدم إلى حلب ومات بها أظن بعد الستمائة وأما مسلم
فكان ضريرا أديبا فقيها له معرفة تامة بالتفسير وقدم حلب مع أخيه
النفيق تصغير النفق وهو جحر اليربوع وغيره موضع
نفي بفتح أوله وسكون ثانيه وتصحيح الياء بوزن ظبي من نفاه ينفيه نفيا إذا غربه
وأبعده ونفي ماء لبني غني قال امرؤ القيس غشيت ديار الحي بالبكرات فعارمة فبرقة
العيرات فغول فحليت فنفي فمنعج إلى عاقل فالجب ذي الأمرات قال نفي ماء لغني وعاقل
ماء لعقيل بالعالية والأمرات العلامات الواحدة أمرة قال خالد بن سعيد كأني بالأحزة
بين نفي وبين منى على كتفي عقاب
باب النون والقاف وما يليهما
النقاب بالكسر بلفظ نقاب المرأة الذي تستر به وجهها أو جمع نقب وهو الخرق في الجبل
والحائط وغيره موضع في أعمال المدينة يتشعب منه طريقان إلى وادي القرى ووادي
المياه ذكره أبو الطيب فقال وأمست تخبرنا بالنقا ب ووادي المياه ووادي القرى
النقار موضع في البادية بين التيه وحسمى في خبر المتنبي لما هرب من مصر
نقار بالضم وآخره راء كأنه يكون في الجبال يجتمع إليه الماء والله أعلم وهو موضع
في ديار بني أسد بنجد
نقان بضم أوله ويكسر وآخره نون اسم جبل في بلاد أرمينية وربما قيل باللام في أوله
وقد ذكر في موضعه والله أعلم
نقائع بالفتح جمع نقيعة وهو الموضع الذي يجتمع فيه الماء خبارى في بلاد بني تميم
النقبانة بفتح أوله
وثانيه ثم باء موحدة وبعد الألف نون ماءة لسنبس بأجأ أحد جبلي طيء
نقب بالفتح ثم السكون وآخره باء موحدة قرية باليمامة لبني عدي بن حنيفة
ونقب ضاحك طريق يصعد في عارض اليمامة وإياه فيما أرى عنى الراعي يسوقها ترعية ذو
عباءة بما بين نقب فالحبيس فأفرعا ونقب عازب موضع بينه وبين بيت المقدس مسيرة يوم
للفارس من جهة البرية بينها وبين التيه وجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه و
سلم لما أتى النقب وفي حديث آخر حتى إذا كان بالشعب قال الأزرقي هو الشعب الكبير
الذي بين مأزمي عرفة عن يسار المقبل من عرفة يريد المزدلفة مما يلي نمرة قال ابن
إسحاق وخرج النبي صلى الله عليه و سلم في سنة اثنتين للهجرة فسلك على نقب بني
دينار من بني النجار ثم على فيفاء الخبار
ونقب المنقى بين مكة والطائف في شعر محمد بن عبد الله النميري أهاجتك الظغائن يوم
بانوا بذي الزي الجميل من الأثاث ظعائن أسلكت نقب المنقى تحث إذا ونت أي احتثاث
على البغلات أشباه الجواري من البيض الهراطلة الدماث
نقبون بالفتح ثم السكون وباء موحدة وواو ساكنة ونون من قرى بخارى والله أعلم
نقجوان بالفتح ثم السكون وجيم وآخره نون والنسبة نشوي بعد النون شين معجمة وواو ثم
ياء النسبة لا أدري لم فعلوا ذلك وسألت عنه بأذربيجان فلم أخبر بعلته وهو بلد من
نواحي أران وهو نخجوان
نقدة بالفتح ثم السكون ودال مهملة وقد تضم النون عن الدريدي اسم موضع في ديار بني
عامر وقرأت بخط ابن نباتة السعدي نقدة بضم النون في قول لبيد فأسرع فيها قبل ذلك
حقبة ركاح فجنبا نقدة فالمغاسل
نقذة بالتحريك وذال معجمة موضع ذكر في الجمهرة
نقر بضم أوله وسكون ثانيه يقال ما لفلان بموضع كذا نقر أي بئر ولا ماء اسم بقعة
شبه الوهدة يحيط بها كثيب في رملة معترضة مهلكة ذاهبة نحو جراد بينها وبين حجر
ثلاث ليال تذكر في ديار قشير
نقران بالضم وآخره نون كأنه جمع نقر في الجبل موضع في بادية تميم
النقر بالفتح ثم السكون بلفط نقر الدف والرحى ماء لغني قال الأصمعي وحذاء الجثجاثة
النقر وهو ماء لغني ولكنه اليوم سدم قال بعضهم ولن تردي مذعا ولن تردي زقا ولا
النقر إلا أن تجدي الأمانيا ولن تسمعي صوت المهيب عشية بذي عثث يدعو القلاص
التواليا
النقر بالفتح ثم السكون بلفط نقر الدف والرحى ماء لغني قال الأصمعي وحذاء الجثجاثة
النقر وهو ماء لغني ولكنه اليوم سدم قال بعضهم ولن تردي مذعا ولن تردي زقا ولا
النقر إلا أن تجدي الأمانيا ولن تسمعي صوت المهيب عشية بذي عثث يدعو القلاص
التواليا
النقرة يروى بفتح النون وسكون القاف ورواه الأزهري بفتح النون وكسر القاف وقال
الأعرابي كل أرض متصوبة في وهدة فهي نقرة وبها سميت النقرة بطريق مكة التي يقال
لها معدن النقرة وهذا هو المعتمد عليه في اسم هذه البقعة
ورواه بعضهم بسكون
القاف وهو واحد النقر للرحى وما أشبهها وهو من منازل حاج الكوفة بين أضاخ وماوان
قال أبو زياد في بلادهم نقرتان لبني فزارة بينهما ميل قال أبو المسور فصبحت معدن
سوق النقره وما بأيديها تحس فتره في روحة موصولة ببكره من بين حرف بازل وبكره وقال
أبو عبيد الله السكوني النقرة هكذا ضبطه ابن أخي الشافعي بكسر القاف بطريق مكة
يجيء المصعد إلى مكة من الحاجر إليه وفيه بركة وثلاث آبار بئر تعرف بالمهدي وبئران
تعرفان بالرشيد وآبار صغار للأعراب تنزح عند كثرة الناس وماؤهن عذب ورشاؤهن ثلاثون
ذراعا وعندها تفترق الطريق فمن أراد مكة نزل المغيثة ومن أراد المدينة أخذ نحو
العسيلة فنزلها
النقرة بالفتح ثم السكون جبل بحمى ضرية بإقبال نضاد عند الجثجاثة وقيل ماء لغني
كذا ضبطه الحازمي وجعله غير الذي قبله
نقرى بالقصر كأنه يراد به الموضع المنقور أي المحفور وهو اسم حرة بالحجاز في بلاد
بني لحيان ابن هذيل بن مدركة قال عمير بن الجعد القهدي ثم الخزاعي في يوم حشاش لما
رأيتهم كأن نبالهم بالجزع من نقرى نجاء خريف أي كأن نبالهم مطر الخريف
وعرفت أن من يثقفوه يتركوا للضبع أو يصطف بشر مصيف أيقنت أن لا شيء ينجي منهم إلا
تغاوث جم كل وظيف رفعت ساقا لا أخاف عثارها ونجوت من كثب نجاء خذوف وإذا أرى شخصا
أمامي خلته رجلا فملت كميلة الخذروف وقال مالك بن خالد الخناعي الهذلي يفتخر بيوم
من أيامهم لما رأوا نقرى تسيل إكامها بأرعن إجلال وحامية غلب وقال أبو صخر الهذلي
فلما تغشى نقريات سحيله ودافعه من شامه بالرواجب وحلت عراه بين نقرى ومنشد وبعج
كلف الختم المتراكب
نقعاء بالفتح ثم السكون والمد والنقاع من الأراضي الحرة التي لا حزونة فيها ولا
ارتفاع فإذا أفردت قيل أرض نقعاء ويجوز أن يكون من الاستنقاع وهو كثرة الماء فيها
ومن النقع وهو الري من العطش موضع خلف المدينة فوق النقيع من ديار مزينة وكان طريق
رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة بني المصطلق وله ذكر في المغازي وقال ابن
إسحاق هو ماء وقد سمى كثير مرج راهط نقعاء راهط فقال أبوكم تلاقى يوم نقعاء راهط
بني عبد شمس وهي تنفى وتقتل ونقعاء قرية لبني مالك بن عمرو بن ثمامة بن عمرو بن
جندب من ضواحي الرمل
ونقعاء موضع في ديار طيء بنجد عن نصر
النقع بالفتح ثم
السكون كل ماء مستنقع من ماء عد أو غدير ونهى النبي صلى الله عليه و سلم أن يمنع
نقع البئر وهو فضل مائه والنقع رفع الصوت بالبكاء والنقع الغبار والنقع القتل
والنحر ومنه سم ناقع أي قاتل والنقع موضع قرب مكة في جنبات الطائف قال العرجي
يذكره لحيني والبلاء لقيت ظهرا بأعلى النقع أخت بني تميم فلما أن رأت عيناي منها
أسيل الخد من خلق عميم وعيني جوذر خرق وثغرا كلون الأقحوان وجيد ريم حنى أترابها
دوني عليها حنو العائدات على السقيم
نقم يروى بضمتين وفتحتين وبفتحة وضمة مثل عضد وكله من نقم عليه ينقم وهو جبل مطل
على صنعاء اليمن قرب غمدان قال فيه زياد بن منقذ لا حبذا أنت يا صنعاء من بلد ولا
شعوب هوى مني ولا نقم ولا رأيت بلادا قد رأيت بها عنسا ولا بلدا حلت به قدم إذا
سقى الله أرضا صوب غادية فلا سقاهن إلا النار تضطرم وهي قصيدة في الحماسة
نقمى بالتحريك والقصر من النقمة وهي العقوبة مثل الجمزى من الجمز موضع من أعراض
المدينة كان لآل أبي طالب قال ابن إسحاق وأقبلت غطفان يوم الخندق ومن تبعها من أهل
نجد حتى نزلوا بذنب نقمى إلى جنب أحد ويروى نقم ولها نظائر ستة ذكرت في قلهى
نقمى بالضم ثم السكون والقصر أيضا واد ذكره والذي قبله معا أبو الحسن الخوارزمي
نقنس بكسر أوله وثانيه ونون مشددة من قرى البلقاء من أرض الشام كانت لأبي سفيان بن
حرب أيام كان يتجر إلى الشام ثم كانت لولده بعده
نقواء بالفتح ثم السكون وفتح الواو وألف ممدودة والنقو كل عظم من قصب اليدين
والرجلين والجمع الأنقاء ونقواء فعلاء منه وقيل كل عظم ذي مخ سمي بذلك إما لكثرة
عشبه فتسمن به الماشية فتصير ذات أنقاء وإما للصعوبة فيذهب ذلك وهي عقبة قرب يلملم
قال الهذيل أبلغ أميمة والخطوب كثيرة أم الوليد بأنني لم أقتل لما رأيت بني عدي
مرحوا وغلت جوانبهم كغلي المرجل رفعت ثوبي واجتبيت مطيهم أم الوليد أمر مر الأجدل
ونزعت من غصن تحركه الصبا بثنية النقواء ذات الأعبل وأقول لما أن بلغت عشيرتي ما
كاد شر بني عدي ينجلي
نقو بالفتح ثم السكون وتصحيح الواو وهو كالذي قبله قرية بصنعاء اليمن والمحدثون
يقولون نقو بالتحريك ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله النقوي
الصنعاني من نقو سمع إسحاق بن إبراهيم الدبري روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف
السهمي وعبد السلام بن محمد النقوي الصنعاني روى عنه محمد بن أحمد بن الطيب أبو
الحسين البغدادي
وكورة بحوف مصر يقال لها نقو
نقيا بالكسر ثم السكون وياء ثم ألف من النقي وهو المخ قرية من نواحي الأنبار
بالسواد من بغداد وبها كان يحيى بن معين
النقيب بالضم وهو تصغير نقب وهو معروف موضع في بلادهم بالشام بين تبوك ومعان على
طريق حاج الشام
نقيب بالفتح شعب من أجأ قال حاتم وسال الأعالي من نقيب وثرمد وبلغ أناسا أن وقران
سائل
نقيد من قرى اليمامة ويقال نقيدة تصغير نقدة وهي من نواحي اليمامة وفي الشعر
نقيدتان
النقير بالفتح ثم الكسر كأنه فعيل بمعنى مفعول أي أنه منقور موضع بين هجر والبصرة
وقال ابن السكيت في قول عروة ذكرت منازلا من أم وهب محل الحي أسفل ذي النقير قال
ذو النقير موضع وماء لبني القين من كلب وقيل موضع نقير فيه الماء
النقيرة بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وراء بزيادة هاء على الذي قبلها قال الأزهري
النقر ذهاب المال والنقيرة ركية معرفة ماؤها رواه بين ثأج وكاظمة وأظنها التي
قبلها والله أعلم
نقيرة في كتاب أبي حنيفة إسحاق بن بشر بخط العبدري في مسير خالد بن الوليد رضي
الله عنه من عين التمر ووجدوا في كنيسة صبيانا يتعلمون الكتابة في قرية من قرى عين
التمر يقال لها النقيرة وكان فيهم حمران مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه
نقيزة بالزاي وفتح أوله وكسر ثانيه كورة نقيزة من كور أسفل الأرض ثم من بطن الريف
بأرض مصر
النقيشة بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وشين معجمة وهاء وهو فعيلة بمعنى مفعولة إما
من نقشت الشوكة بالمنقاش إذا استخرجتها فكأن هذه الماءة مستخرج منها الأوضار ومنه
الحديث استوصوا بالمعز خيرا وانقشوا له عطنه أي نقوه مما يؤذيه وإما من النقش وهو
الاختيار أو من النقش وهو الأثر في الأرض ماء لآل الشريد قال وقد بان من وادي
النقيشة حاضره
نقيع بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وعين مهملة والنقيع في اللغة القاع عن الخطابي
والنقيع في قول غيره الموضع الذي يستنقع فيه الماء وبه سمي هذا الموضع عن عياض
وقال الأزهري وأما اللبن الذي يبرد فهو النقيع والنقيعة وأصله من أنقعت اللبن فهو
نقيع ولا يقال منقع ولا يقولون نقيعة وهو نقيع الخضمات موضع حماه عمر بن الخطاب
رضي الله عنه لخيل المسلمين وهو من أودية الحجاز يدفع سيله إلى المدينة يسلكه
العرب إلى مكة منه وحمى النقيع على عشرين فرسخا أو نحو ذلك من المدينة وفي كتاب
نصر النقيع موضع قرب المدينة كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم حماه لخيله وله
هناك مسجد يقال له مقمل وهو من ديار مزينة وبين النقيع والمدينة عشرون فرسخا وهو
غير نقيع الخضمات وكلاهما بالنون والباء فيهما خطأ وعن الخطابي وغيره قال القاضي
عياض النقيع الذي حماه النبي صلى الله عليه و سلم ثم عمر هو الذي يضاف إليه في
الحديث غرز النقيع وفي حديث آخر يقدح لهن من النقيع وحمى النقيع على عشرين فرسخا
كذا في كتاب عياض
ومساحته ميل في بريد وفيه شجر يستجم حتى يغيب الراكب فيه واختلف الرواة في ضبطه
فمنهم من قيده بالنون منهم النسفي وأبو ذر القابسي وكذلك قيد في مسلم عن الصدفي
وغيره وكذلك لابن ماهان وكذا ذكره الهروي والخطابي قال الخطابي وقد صحفه بعض أصحاب
الحديث بالباء وإنما الذي بالباء مدفن أهل المدينة قال ووقع في كتاب الأصيلي
بالفاء مع النون وهو تصحيف وإنما هو بالنون والقاف قال وقال أبو عبيد البكري هو
بالباء والقاف مثل بقيع الغرقد قال المؤلف وحكى السهيلي عن أبي عبيد البكري بخلاف
ما حكاه عنه عياض قال السهيلي في حديث النبي صلى الله عليه و سلم إنه حمى غرز
النقيع قال الخطابي النقيع القاع والغرز نبت شبه النمام بالنون وفي رواية ابن
إسحاق مرفوعا إلى أبي أمامة أن أول جمعة جمعت بالمدينة في هزم بني بياضة في بقيع
يقال له بقيع الخضمات قال المؤلف هكذا المشهور في جميع الروايات وقد ذكر ابن هشام
هزم بني النبيت وسأذكره في هزم إن شاء الله مستوفى قال السهيلي وجدته في نسخة شيخ
أبي بحر بالباء وكذا وجدته في رواية يونس عن ابن إسحاق قال وذكر أبو عبيد البكري
في كتاب معجم ما استعجم من أسماء البقيع أنه نقيع بالنون ذكر ذلك بالنون والقاف
وأما النفيع بالفاء فهو أقرب إلى المدينة منه بكثير وقد ذكرته أنا في موضعه هكذا
نقل هذان الإمامان عن أبي عبيد البكري إلا أن يكون أبو عبيد جعل الموضع الذي حماه
النبي صلى الله عليه و سلم وهو حمى غرز البقيع بالباء فغلط والله أعلم به على أن
القاضي عياضا والسهيلي لم أرهما فرقا بينهما ولا جعلاهما موضعين وهما موضعان لا شك
فيهما إن شاء الله وروي عن أبي مراوح نزل النبي صلى الله عليه و سلم بالنقيع على
مقمل فصلى وصليت معه وقال حمى النقيع نعم مرتع الأفراس يحمى لهن ويجاهد بهن في
سبيل الله وقال عبد الرحمن بن حسان في قاع النقيع أرقت لبرق مستطير كأنه مصابيح
تخبو ساعة ثم تلمح يضيء سناه لي شرورى ودونه بقاع النقيع أو سنا البرق أنزح وقال
محمد بن الهيصم المري سمعت مشيخة مزينة يقولون صدر العقيق ماء دفع في النقيع من
قدس ما قبل من الحرة وما دبر من النقيع وثنية عمق ويصب في الفرع وما قبل الحرة
الذي يدفع في العقيق يقال لها بطاويح كلها أودية في المدينة تصب في العقيق وقال
عبيد الله بن قيس الرقيات أأرحت الفؤاد منك الطروبا أم تصابيت إذا رأيت المشيبا أم
تذكرت آل سلمة إذ خل وا رياضا من النقيع ولوبا يوم لم يتركوا على ماء عمق للرجال
المشيعين قلوبا وقال أبو صخر الهذلي قضاعية أدنى ديار تحلها قناة وأنى من قناة
المحصب ومن دونها قاع النقيع فأسقف فبطن العقيق فالخبيت فعنبب
النقيعة قال عمارة بن بلال بن جرير النقيعة خبراء بين بلاد بني سليط وضبة والخبراء
أرض تنبت الشجر قال جرير
خليلي هيجا عبرة وقفا
بنا على منزل بين النقيعة والحبل
نقيل صيد جبل عظيم والنقيل بلغة أهل اليمن العقبة وهو بين مخلاف جعفر وبين حقل
ذمار وعمل فيه سيف الإسلام عتبا سهل به طلوعه وفي رأسه قلعة تسمى سمارة
نقيوس قرية بين الفسطاط والإسكندرية كانت بها وقعة لعمرو بن العاص والروم لما
نقضوا
النقية بالفتح ثم الكسر وياء مشددة معناه المنقى من العيوب والدرن من قرى البحرين
لبني عامر بن عبد القيس
نقي بالكسر ثم السكون وياء معربة وهو المخ موضع
باب النون والكاف وما يليهما
نكبون بالفتح ثم السكون وباء موحدة وواو ساكنة ونون من قرى بخارى
نكث بالضم ثم السكون وثاء مثلثة مدينة كانت قصبة إيلاق من بلاد الشاش بما وراء
النهر
نكر قرأت بخط محمد بن نقطة الحافظ أبو حاتم مكي بن عبدان بن محمد بن بكر بن مسلم
بن راشد النيسابوري النكري هكذا وجدته في معجم أبي أحمد أبي عدي الجرجاني بخط ابن
عامر العبدري بنون مضمومة وقد صحح عليه ثلاث مرات وكنت أظنه منسوبا إلى جده بكر
وقال لي رفيقنا أبو محمد عبد العزيز بن حسين بن هلالة الأندلسي إنه منسوب إلى نكر
من قرى نيسابور سمع من محمد بن يحيى الذهلي ومسلم بن الحجاج القشيري وعبد الله بن
هاشم ومحمد بن منحل وكان من الحفاظ حدث عنه أبو أحمد بن عدي وأبو بكر محمد بن عبد
الله الجوزقي في صحيحه وأبو علي محمد بن أحمد الصواف وأبو الحسن علي بن عمر الحربي
السكري وقال الحاكم في تاريخه روى عنه أبو العباس بن عقدة وأبو بكر بن إسحاق
الموصلي وأبو علي الحافظ ثم قال وسمعت أبا حفص يقول توفي أبو حاتم الثقة أصابته
سكتة يوم الثلاثاء فتوقف إلى عشية يوم الأربعاء الرابع من جمادى الآخرة سنة 523
نكيدا مدينة قديمة صغيرة بينها وبين قيسارية ثلاثة أيام من جهة الشمال قيل إن
بقراط الحكيم كان بها وبها مجمع قيل إنه اجتمع فيه الحكماء الذين يعرفون إلى اليوم
مشهور عندهم أخبرني بذلك من شاهدها وبينها وبين هرقلة ثلاث أيام
نكيف بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وفاء يقال نكفت البئر إذا نزحتها والبئر نكيف
ويقال نكفت أثره وانتكفته إذا اعترضته في مكان سهل و ذو نكيف موضع من ناحية يلملم
من نواحي مكة
ويوم نكيف وقيل ذي نكيف وقعة كانت بين قريش وكنانة في هذا الموضع فهزمت قريش بني
كنانة وكان صاحب أمر قريش عبد المطلب فقال ابن شعلة الفهري ولله عينا من رأى من
عصابة غوت غي بكر يوم ذات نكيف أناخوا إلى أبياتنا ونسائنا فكانوا لنا ضيفا كشر
مضيف
باب النون والميم وما يليهما
نمار بالضم يجوز أن يكون من الماء النمير وهو العذب أو من النمر وهو بياض وسواد أو
حمرة وبياض وهو جبل في بلاد هذيل قال البريق
الهذلي يخاطب تأبط
شرا رميت بثابت من ذي نمار وأردف صاحبين له سواه وفيه قتل تأبط شرا فقالت أمه
ترثيه فتى فهم جميعا غادروه مقيما بالحريضة من نمار وهو أيضا موضع بشق اليمامة قال
الأعشى قالوا نمار فبطن الخال جادهما فالعسجدية فالابلاء فالرجل وقال الحفصي نمار
واد لبني جشم بن الحارث وبنمار عارض يقال له المكرعة وأنشد وما ملك بأغزر منك سيبا
ولا واد بأنزه من نمار حللت به فأشرق جانباه وعاد الليل فيه كالنهار
النمار بالكسر وهو اختلاف اللونين وجاء كل في الحديث فجاءه قوم مجتابي النمار
قالوا النمار شملة مخططة أو بردة مخططة واحدتها نمرة وهو من جبال بني سليم قال
بعضهم فلم يكن النمار لنا محلا وما كنا لنعم شيقينا أي مشتاقين
النمارق موضع قرب الكوفة من أرض العراق نزله عسكر المسلمين في أول ورودهم العراق
فقال المثنى بن حارثة الشيباني غلبنا على خفان بيدا مشيحة إلى النخلات السمر فوق
النمارق وإنا لنرجو أن تجول خيولنا بشاطي الفرات بالسيوف البوارق
النمارة بالضم وآخره هاء وهو من الذي قبله موضع كان فيه وقعة لهم قال النابغة وما
رأيتك إلا نظرة عرضت يوم النمارة والمأمور مأمور
نمذاباذ بفتح أوله وثانيه وذال معجمة وبعد الألف باء موحدة وألف وذال معناه عمارة
نمذ من أعمال نيسابور
نمذيان بفتح أوله وثانيه وذال معجمة ساكنة وياء وألف ونون كأنه جمع نمذ بالفارسية
من قرى بلخ
نمر بالفتح ثم الكسر وراء بلفظ النمر من السباع والمراد اختلاف ألوانه وذو نمر واد
بنجد في ديار بني كلاب
نمر بالضم والسكون جمع نمر وهي مواضع في ديار هذيل قال أمية بن أبي عائذ الهذلي
فضهاء أظلم فالنطوف فصائف فالنمر فالبرقات فالأنحاص أنحاص مسرعة التي جازت إلى هضب
الصفا المتزحلف الدلاص
النمرانية قرية بالغوطة من ناحية الوادي كان معاوية بن أبي سفيان أقطعها نمران بن
يزيد بن عبيد المذحجي حكى عن أبيه حكى عنه ابنه عبد الله بن نمران وابنه يزيد بن
نمران خرج مع مروان بن الحكم لقتال الضحاك بن قيس الفهري بمرج راهط
نمرة بفتح أوله وكسر ثانيه أنثى النمر ناحية بعرفة نزل بها النبي صلى الله عليه و
سلم وقال عبد الله بن أقرم رأيته بالقاع من نمرة وقيل الحرم من طريق الطائف على
طرف عرفة من نمرة على أحد عشر ميلا وقيل نمرة الجبل الذي عليه
أنصاب الحرم عن
يمينك إذا خرجت من المأزمين تريد الموقف قال الأزرقي حيث ضرب رسول الله صلى الله
عليه و سلم في حجة الوداع وكذلك عائشة
ونمرة أيضا موضع بقديد عن القاضي عياض إن لم يكن الأول
نمرى بلد من كورة الغربية من نواحي مصر عن الزهري
نمكبان بفتح أوله وثانيه وسكون الكاف وباء موحدة وألف ونون من قرى مرو على طرف
البرية قريبة من سنج عباد
نملى بالتحريك بوزن جمزى يقال نمل في الشجرة ينمل نملا إذا صعد فيها ويجوز أن يكون
من النمل لكثرته فيه فيكون جمزى من الجمز وهو ماء بقرب المدينة عن الجرمي ورواه
بعض نملاء وفي كتاب الأصمعي الذي أملاه ابن دريد عن عبد الرحمن عنه أنه قال ومن
مياه نملى وهي جبال كثيرة في وسط ديار بني قريظ قال العامري نملى لنا وهي جبل حوله
جبال متصلة بها سواد ليست بطوال ممتنعة وفيها رعن والماشية تشبع فيها قال وسمع
هاتف في جوف الليل من الجن يقول وفي ذات آرام خبو كثيرة وفي نملى لو تعلمون
الغنائم وبنملى مياه كثيرة مختلفة باسمها ذكرت في مواضعها منها الخنجرة والشبكة
والحفر والودكاء وتنيضبة والأبرقة والمحدث وقال معاوية بن مالك بن جعفر بن كلاب
أجد القلب عن سلمى اجتنابا فأقصر بعدما شابت وشابا فإن يك نبلها طاشت ونبلي فقد
نرمي بها حقبا صيابا وتصطاد الرجال إذا رمتهم وأصطاد المخبأة الكعابا فإن تك لا
تصيد اليوم شيئا وآب قنيصها سلما وخابا فإن لها منازل خاويات على نملى وقفت بها
الركابا وقال أبو سهم الهذلي تلط بنا وهن معا وشتى كورد قطا إلى نملى منيب
نميرة تصغير نمرة موضع يقال له نميرة بيدان جبل للضباب وقال جرير يرثي أم حزرة
امرأته يا نظرة لك يوم هاجت عبرة من أم حزرة بالنميرة دار قال أبو زياد ومن مياه
عمرو بن كلاب النميرة وقال الراعي لها بحقيل فالنميرة منزل ترى الوحش عوذات به
ومتاليا وقال أبو زياد النميرة هضبة بين نجد والبصرة بعد الدهناء
نميسة بالفتح ثم الكسر وياء مثناة من تحت وسين مهملة بلدة بطبرستان يقال لها طميسة
ذكرت هناك
نميط تصغير نمط وهو الطريقة والنمط النوع من الشيء والنميط رملة معروفة بالدهناء
وقيل بساتين من حجر وقيل هو موضع في بلاد تميم قال ذو الرمة
فأضحت بوعساء
النميط كأنها ذرى الأثل من وادي القرى ونخيلها ويقال النبيط ويضاف إليه وعساء
ويرويان معا
النميلة تصغير نملة من مياه ثادق
ونميلة قرية لبني قيس بن ثعلبة رهط الأعشى باليمامة
باب النون والواو وما يليهما
نوا بلفظ جمع نواة التمر وغيره بليدة من أعمال حوارن وقيل هي قصبتها بينها وبين
دمشق منزلان وهي منزل أيوب عليه السلام وبها قبر سام بن نوح عليه السلام فيما
زعموا
ونوا أيضا من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها بقرب وذار ينسب إليها أبو جعفر محمد
بن المكي بن النضر النوائي يروي عن محمد بن إبراهيم بن الخطاب الورسنيني روى عنه
أبو سعد الإدريسي سمع منه بعد السبعين وثلثمائة ومحمد بن سعيد بن عبادة أبو الحسن
النوائي يروي عن أبي النضر محمد بن أحمد بن الحكم البزاز السمرقندي كتب عنه أبو
سعد الإدريسي في سنة نيف وسبعين وثلثمائة وينسب إليها سعيد بن عبد الله أبو الحسين
النوائي حدث عن أبي العباس أحمد بن علي بن البرذعي روى عنه أبو الخير نعمة بن هبة
الله بن محمد الجاسمي الفقيه
النوابة من قرى مخلاف سنحان باليمن
نوادر بلفظ جمع نادرة موضع قال بلوى نوادر مربع ومصيف
نوادة من قرى اليمن من أعمال البعدانية
نوار بالضم والتشديد وألف وراء والنوار والنور واحد وهو الزهر روضة النوار موضع
بعينه
نواز بالفتح ثم التخفيف وآخره زاي قرية كبيرة فيها تفاح كبير مليح اللون أحمر في
جبل السماق من أعمال حلب
النواش من حصون اليمن
النواعص جمع ناعص قال ابن دريد النعص التمايل وبه سميت ناعصة اسم شاعر قديم ويقال
فلان من ناعصتي أي من ناصرتي والنواعص موضع من الأزهري قال الأعشى وقد ملأت بكر ومن
لف لفها نباكا فأحواض الرجا فالنواعصا
النواصف موضع أظنه بعمان قال طرفة بن العبد البكري كأن حدوج المالكية غدوة خلايا
سفين بالنواصف من دد وقال ود بن منظور الأسدي ألا حي ربعا بالنواصف أو رسما خلا
رمية الأرواح تطمسه طمسا
النواقير بلفظ جمع النقيرة وقد تقدم وأصله النواقر فأشبعت الكسرة حتى صارت ياء وهي
فرجة في جبل بين عكة وصور على ساحل بحر الشام زعموا أن الإسكندر أراد السير على
طريق الساحل إلى مصر أو من مصر إلى العراق فقيل له إن هذا الجبل محيل بينك وبين
الساحل فتحتاج أن تدوره فأمر بنقر ذلك الجبل وإصلاح الطريق فيه فلذلك سمي
بالنواقير
النوائح موضع في قول معن بن أوس المزني إذا هي حلت كربلاء فلعلعا فجوز العذيب
دونها فالنوائحا
فبانت نواها من
نواك فطاوعت مع الشانئين الشانئات الكواشحا
نوب من قرى مخلاف صداء من أعمال صنعاء اليمن
نوباغ بالضم ثم السكون وباء موحدة وآخره غين معجمة ومعناه بالفارسية البستان
الجديد من قرى خوارزم ينسب إليها محمد بن عثمان الإسكافي النوباغي الأديب الضرير
نوبذ بالفتح ثم السكون وباء موحدة وذال معجمة سكة بنيسابور
نوباذان من قرى هراة سمع بها محمد بن طاهر المقدسي على امرأة وأبو سعد السمعاني
وابنه أبو المظفر عبد الرحيم
نوبندجان بالضم ثم السكون وباء موحدة مفتوحة ونون ساكنة ودال مفتوحة وجيم وآخره
نون مدينة من أرض فارس من كورة سابور قريبة من شعب بوان الموصوف بالحسن والنزاهة
وبينها وبين أرجان ستة وعشرون فرسخا وبينها وبين شيراز قريب من ذلك وقد ذكرها المتنبي
في شعره فقال يصف شعب بوان تحل به على قلب شجاع وترحل منه عن قلب جبان منازل لم
يزل منها خيال يشيعني إلى النوبندجان إذا غنى الحمام الورق فيها أجابته أغاني
القيان ومن بالشعب أحوج من حمام إذا غنى وناح إلى البيان
نوبنجان حروفه مثل الذي قبله بغير دال اسم قلعة بنوبندجان التي قبلها
نوبهار بالضم ثم السكون وباء موحدة مفتوحة وهاء وألف وراء في موضعين أحدهما قرب
الري قال أبو الفضل بن العميد خرج ابن عباد من الري يريد أصبهان ومنزلة ورامين وهي
قرية كالمدينة فتجاوزها إلى قرية عامرة وماء ملح لغير شيء إلا ليكتب إلي كتابي هذا
من النوبهار يوم السبت نصف النهار ونوبهار أيضا ببلخ بناء للبرامكة قال عمر بن
الأزرق الكرماني كانت البرامكة أهل شرف على وجه الدهر ببلخ قبل ملوك الطوائف وكان
دينهم عبادة الأوثان فوصفت لهم مكة وحال الكعبة بها وما كانت قريش ومن والاها من
العرب يأتون إليها ويعظمونها فاتخذوا بيت النوبهار مضاهاة لبيت الله الحرام ونصبوا
حوله الأصنام وزينوه بالديباج والحرير وعلقوا عليه الجواهر النفيسة وتفسير
النوبهار البهار الجديد لأن نو الجديد وكانت سنتهم إذا بنوا بناء حسنا أو عقدوا
بابا جديدا أو طاقا شريفا كللوه بالريحان وتوخوا لذلك أول ريحان يطلع في ذلك الوقت
فلما بنوا ذلك البيت جعلوا عليه أول ما يظهر من الريحان وكان البهار فسمي نوبهار
لذلك وكانت الفرس تعظمه وتحج إليه وتهدي له وتلبسه أنواع الثياب وتنصب على أعلى
قبته الأعلام وكانوا يسمون قبته الأستن وكانت مائة ذراع في مثلها وارتفاعها فوق
مائة ذراع بأروقة مستدرية حولها وكان حول البيت ثلثمائة وستون مقصورة يسكنها خدامه
وقوامه وسدنته وكان على كل واحد من سكان تلك المقاصير خدمة يوم لا يعود إلى الخدمة
حولا كاملا ويقال إن الريح ربما حملت الحرير من العلم الذي فوق القبة فتلقيه بترمذ
وبينهما اثنا عشر فرسخا وكانوا يسمون السادن الأكبر برمك لتشبيههم البيت بمكة
يسمون سادنه برمكة فكان كل من ولي منهم
السدانة برمكا
وكانت ملوك الهند والصين وكابل شاه وغيرهم من الملوك تدين بذلك الدين وتحج إلى هذا
البيت وكانت سنتهم إذا هم وافوه أن يسجدوا للصنم الأكبر ويقبلوا يد برمك وجعلوا
للبرمك ما حول النوبهار من الأرضين سبعة فراسخ في مثلها وجميع أهل ذلك الرستاق
عبيد له يحكم فيهم بما يريد وصيروا للبيت وقوفا كثيرا وضياعا عظيمة سوى ما يحمل
إليه من الهدايا التي تتجاوز الحد وكل ذلك يصل إلى برمك الذي يكون عليه فلم يزل
يليه برمك بعد برمك إلى أن افتتحت خراسان في أيام عثمان بن عفان وانتهت السدانة
إلى برمك أبي خالد بن برمك فسار إلى عثمان مع رهائن كانوا ضمنوا مالا عن البلد ثم
إنه رغب في الإسلام فأسلم وسمي عبد الله ورجع إلى أهله وولده وبلده فأنكروا إسلامه
وجعلوا بعض ولده مكانه برمكا فكتب إليه نيزك طرخان أحد الملوك يعظم ما أتاه من
الإسلام ويدعوه إلى الرجوع إلى دين آبائه فأجابه برمك إني إنما دخلت في هذا الدين
اختيارا له وعلما بفضله من غير رهبة ولم أكن لأرجع إلى دين بادي العوار مهتك
الأستار فغضب نيزك وزحف إلى برمك في جمع كثير فكتب إليه برمك قد عرفت حبي للسلامة
وإني قد استنجدت الملوك فأنجدوني فاصرف عني أعنة خليلك وإلا حملتني على لقائك
فانصرف عنه ثم استغره وبيته فقتله وعشرة بنين له فلم يبق له سوى طفل وهو برمك أبو
خالد فإن أمه هربت به وكان صغيرا إلى بلاد القشمير من بلاد الهند فنشأ هناك وتعلم
علم اطب والنجوم وأنواعا من الحكمة وهو على دين آبائه ثم إن أهل بلده أصابهم طاعون
ووباء فتشاءموا بمفارقة دينهم ودخولهم في الإسلام فكتبوا إلى برمك حتى قدم عليهم
فأجلسوه في مكان آبائه وتولى النوبهار ثم تزوج برمك بنت ملك الصغانيان فولدت له
الحسن وبه كان يكنى وخالدا وعمرا وأختا يقال لها أم خالد وسليمان بن برمك أمه
امرأة من أهل بخارى وكان ابن برمك وأم القاسم من امرأة أخرى بخارية أيضا ولما فتح
عبد الله بن عامر بن كريز خراسان أنفذ قيس بن الهيثم حتى قدم مدينة بلخ وقدم بين
يديه عطاء بن السائب فدخل بلخ وخرب النوبهار وقال بعض الشعراء يذكر النوبهار أوحش
النوبهار من بعد جعفر ولقد كان بالبرامك يعمر قل ليحيى أين الكهانة والسح ر وأين
النجوم عن قتل جعفر أنسيت المقدار أم زاغت الشم س عن الوقت حين قمت تقدر وقال أبو
بكر الصولي حدثنا محمد بن الفضل المذاري عن علي بن محمد النوفلي قال كان برمك يعمر
النوبهار ويقوم به وهو اسم لبيت النار الذي كان ببلخ يعظم قدره بذلك فصار ابنه
خالد بن برمك بعده فقال أبو الهول الحميري يمدح الفضل بن الربيع ويهجو الفضل بن
يحيى بن خالد البرمكي فضلان ضمهما اسم وشتت الأخبار آثار فضل الربيع مساحد ومنار وفضل
يحيى ببلخ آثاره النوبهار وما سواه إذا ما أثيرت الآثار بيت يوحد فيه ويعبد الجبار
وبيت شرك وكفر به تعظم نار
نوبة بضم أوله وسكون ثانيه وباء موحدة والنوب جماعة النحل ترعى ثم تنوب إلى موضعها
فشبه ذلك بنوبة الناس والرجوع مرة بعد مرة
وقيل النوب جمع
نائب من النحل والقطعة من النحل تسمى نوبة شبهوها بالنوبة من السوادن وهو في عدة
مواضع النوبة بلاد واسعة عريضة في جنوبي مصر وهم نصارى أهل شدة في العيش أول
بلادهم بعد أسوان يجلبون إلى مصر فيباعون بها وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه
صالح النوبة على أربعمائة رأس في السنة وقد مدحهم النبي صلى الله عليه و سلم حيث
قال من لم يكن له أخ فليتخذ أخا من النوبة وقال خير سبيكم النوبة والنوبة نصارى
يعاقبه لا يطؤون النساء في الحيض ويغتسلون من الجنابة ويختتنون ومدينة النوبة
اسمها دمقلة وهي منزل الملك على ساحل النيل وطول بلادهم مع النيل ثمانون ليلة ومن
دمقلة إلى أسوان أول عمل مصر مسيرة أربعين ليلة ومن أسوان إلى الفسطاط خمس ليال
ومن أسوان إلى أدنى بلاد النوبة خمس ليال وشرقي النوبة أمه تدعى البجه ذكروا في
موضعهم وبين النوبة والبجه جبال منعية شاهقة وكانوا أصحاب أوثان قالوا والنوبة
أصحاب إبل ونجائب وبقر وغنم ولملكهم خيل عتاق وللعامة براذين ويرمون بالنبل عن
القسي العربية وفي بلدهم الحنطة والشعير والذرة ولهم نخل وكروم ومقل وأراك وبلدهم
أشبه شيء باليمن وعندهم أترنج مفرط العظم وملوكهم يزعمون أنهم من حمير ولقب ملكهم
كابيل وكتابته إلى عماله وغيرهم من كابيل ملك مقرى ونوبة وخلفهم أمه يقال لهم علوا
بين ملك النوبة وبينهم ثلاثة أشهر وخلفهم أمة أخرى من السودان تدعى تكنة وهم وعلوا
عراة لا يلبسون ثوبا ألبتة إنما يمشون عراة وربما سبي بعضهم وحمل إلى بلاد
المسلمين فلو قطع الرجل أو المرأة على أن يستتر أو يلبس ثوبا لا يقدر على ذلك ولا
يفعله إنما يدهنون أبشارهم بالأدهان ووعاء الدهن الذي يدهن به قلفته فإنه يملأها
دهنا ويوكي رأسها بخيط فتعظم حتى تصير كالقارورة فإذا لدغت أحدهم ذبابة أخرج من
قلفته شيئا من الدهن فادهن به ثم يربطها ويتركها معلقة وفي بلادهم ينبت الذهب وعندهم
يفترق النيل قالوا ومن وراء مخرج النيل الظلمة
ونوبة أيضا بلد صغير بإفريقية بين تونس وإقليبيا
ونوبة أيضا موضع على ثلاثة أيام من المدينة له ذكر في المغازي ونوبة أيضا ناحية من
بحر تهامة تسمى بالنوبة لأنهم سكنوها
ونوبة أيضا هضبة حمراء بحزيز الحوأب من أرض بني عبد الله بن أبي بكر بن كلاب وفي
حديث عبد الله بن جحش خرجنا من مليحة نوبة ذكره الواقدي
نوجكث بالضم ثم السكون وفتح الجيم وكاف ثم ثاء مثلثة من بلاد ما وراء النهر
نوجاباذ بالضم ثم السكون وجيم ثم ألف وباء موحدة وألف وذال معجمة معناه عمارة نوج
من قرى بخارى ينسب إليها محمد بن علي بن محمد أبو بكر النوجاباذي من أهل بخارى
إمام زاهد كبير السن كثير العبادة كان يعقد مجلس التذكير بجامع بخارى ويملي في
مسجده الذي يصلي فيه وقد جمع كتابا في فضائل الأعمال ومحاسن الأخلاق سماه كتاب
مرتع النظر سمع السيد أبا بكر محمد بن علي بن حيدر الجعفري وأبا محمد أحمد بن عبد
الصمد بن علي الشياني وشيان من قرى بخارى وأبا بكر محمد بن أبي سهل السرخسي وأبا
بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفي وأبا محمد عبد الملك بن عبد الرحمن السبيري
وأبا أحمد عبد الرحمن بن إسحاق الريغذموني وأبا إسحاق إبراهيم بن زيد بن أحمد
الخشاغري وكتب
إجازة لأبي سعد وكانت وفاته في الثامن عشر من جمادى الآخرة سنة 335
نوخس بالضم ثم السكون وخاء معجمة وسين مهملة من رستاق بخارى
نوذ بالفتح ثم السكون وذال معجمة جبل بسرنديب عنده مهبط آدم عليه السلام وهو أخصب
جبل في الأرض ويقال أمرع من نوذ وأجدب من برهوت وبرهوت واد بحضرموت ذكر في موضعه
نودز بالفتح ثم السكون وكسر الدال المهملة وزاي معناه القلعة الجديدة وهي قلعة بين
أهر ووراوي حصينة في واد هناك في وسط الوادي قلة وهي في أعلاها ولها ربض رأيتها
وهي من أعمال أذربيجان بين تبريز وأردبيل
نورد بضم أوله وفتح ثانيه وسكون الراء ودال مهملة قصبة من نواحي كازرون بأرض فارس
نور بلفظ نور ضد الظلمة من قرى بخارى عند جبل بها زيارات ومشاهد للصالحين ينسب
إليها أبو موسى عمران بن عبد الله النوري الحافظ البخاري روى عن أحمد بن حفص بن
محمد بن سلام البيكندي وحيان بن موسى ومحمد بن حفص البلخي روى عنه أحمد بن عبد
الواحد بن رفيد وعبد الله بن منيح عن ابن موسى والقاضي أبو علي الحسن بن علي بن
أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن داود الداودي ولد سنة 154 روى عن محمد بن عبد الصمد
بن إبراهيم الحنظلي روى عنه عمر بن محمد النسفي مات سنة 815
نوزاباذ بالضم ثم السكون وزاي والباء موحدة والذال معجمة من قرى بخارى
نوز بالزاي قال العمراني قرية من بخارى إليها ثلاث ليال بين بخارى وسمرقند وأخاف
أن تكون هي التي ذكرها ابن موسى أحدهما تصحيف
نوزكاث بعد الواو زاي وأوله مضموم وآخره ثاء مثلثة بليدة قرب جرجانية خوارزم ونوز
معناه بلغة الخوارزمية الجديد وكأن معناه الحائط الجديد وهناك مدينة اسمها كاث
فكأنهم قالوا كاث الجديدة إليها ينسب المطهر بن سديد النوزكاثي رأيته بخوارزم وخرج
منها هاربا من التتار في آخر سنة 616 إلى ناحية نسا وكان آخر العهد به وأظنه قتل
بها قبل أن ينزل التتار على خوارزم بأكثر من عام فكأنه هرب إلى تعجيل شهادته ولقد
اجتهدت به أن يقيم ريثما نصطحب فركن قليلا ثم قال لي لا أستطيع المقام فإنني رجل
جبان وتخيل لي أن الكفار نزلوا على خوارزم وقد وقع سهم في أحد من المسلمين وأنظر
إلى الدماء تسيل على ثيابه وجسمه فأموت قبل وقتي فخرج على غاية الاختلال في أشد
وقت من البرد وخلف أهلا وولدا ونعمة حسنة ودارا وضيعة فترك ذلك كله ومضى هاجا إلى
شهادته رحمه الله فإنه كان صالحا دينا خيرا وما أظنه بلغ الخمسين من عمره وكان قد
رحل إلى العراق والشام وكتب الحديث وأكثر منه وكان حافظا لأسماء رجال الحديث عارفا
بالحديث وأجاز لي وهو مطهر بن سديد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد الله بن أبي
الفضل النوزكاثي
نوسا بالتحريك كورة من كور أسفل الأرض بمصر يقال لها كورة سمنود ونوسا
نوشار شينه معجمة وآخره راء وهي قرية ببلخ وقيل قصر
نوشجان بالضم ثم
السكون وشين معجمة وجيم وآخره نون مدينة بفارس عن السمعاني قال ابن الفقيه وبين
طراز مدينة في تخوم الترك على نهر سيحون بما رواء النهر ونوشجان السفلي ثلاثة
فراسخ وإلى نوشجان العليا وهي أربع مدن كبار وأربع مدن صغار سبعة عشر يوما للقوافل
على المراعي وهي حد الصين فأما لبريد الترك فثلاثة أيام ومن نوشجان العليا إلى
مدينة خاقان التغرغز مسيرة ثلاث أشهر في قرى كبار ذات خصب ظاهر وأهلها أتراك وفيهم
مجوس يعبدون النار وفيهم زنادقة مانويه والملك في مدينة عظيمة لها اثنا عشر بابا
من حديد وأهلها زنادقة وعن يسارها كيماك وأمامها الصين على ثلثمائة فرسخ ولملك
التغزغز خيمة من ذهب على أعلى قصر تسع أن يدخلها مائة إنسان ترى من خمسة فراسخ
نوش ويقال نوج بالجيم وبالفتح ثم السكون وآخره شين معجمة أو جيم وهي عدة قرى بمرو
منها نوش بايه بالباء الموحدة وبعد الألف ياء مفتوحة وهاء ونوش كناركان بضم الكاف
ثم نون وبعد الألف راء وكاف وألف ونون وهذان الاسمان لقرية واحدة قال في التحبير
محمد بن أحمد بن محمد بن أبي سعيد الحضيري أبو الفتح النوشي المعروف بالرحمة من
أهل قرية نوش كناركان كان شيخا عفيفا ضريرا سمع أبا الخير محمد بن موسى بن عبد الله
الصفار قرأ عليه أبو سعد وسأله عن ولادته فقال مقدار سنة 462 بنوش كناركان وتوفي
بها في سادس عشر ذي الحجة سنة 745 ونوش فراهينان بالفاء وبعد الهاء ياء ساكنة ثم
نون وآخره نون وهما متقاربتان ونوش مخلدان بالخاء معجمة وآخره نون وعرف بهذه
النسبة أبو الحسن علي بن محمد النوشي الفقيه سمع أبا الفيض أحمد بن محمد بن
إبراهيم اللاكمالاني روى عنه أبو عبد الله محمد ابن الحسن المهربندقشائي ومات سنة
014
نوشهر بالفتح ثم السكون وشين معجمة مفتوحة وهاء ساكنة وراء معناه بلد جديد وهو اسم
لنيسابور ونواحيها بخراسان يذكر ما يحضرني من أمرها في نيسابور إن شاء الله تعالى
نوفر بالفتح ثم السكون وفاء ثم راء من قرى بخارى ينسب إليها إلياس بن محمد بن عيسى
النوفري أبو المظفر الخطيب سمع من أبي الخطيب البلخي بنوفر
نوقات بالضم ثم السكون وقاف وآخره تاء مثناة محلة بسجستان وأهل سجستان يقولون نوها
فعربت كما ترى وقد ينسب إليها أبو عمر محمد بن أحمد النوقاتي صاحب تصانيف في الأدب
وابنه عمر كان أيضا أديبا فاضلا وأخوه أبو سعيد عثمان يروي عن أبي سليمان أحمد بن
محمد الخطابي وغيره روى عنه أبو بكر بن أبي يزيد بن أحمد بن كشمرد
نوقان بالضم والقاف وآخره نون إحدى قصبتي طوس لأن طوس ولاية ولها مدينتان إحداهما
طابران والأخرى نوقان وفيها تنحت القدور البرام وقد خرج منها خلق من العلماء منهم
أبو علي الحسن بن علي بن نصر بن منصور الطوسي النوقاني روى عن محمد بن عبد الكريم
العبدي المروزي والزبير بن بكار وغيرهما روى عنه محمد بن طالب بن علي ومحمد بن
زكرياء وغيرهما وبنيسابور قرية أخرى يقال لها نوقان
نوقد بالفتح ثم السكون وفتح القاف ودال مهملة نوقد قريش قرية كبيرة بينها وبين
نسف ستة فراسخ ينسب
إليها أبو الفضل عبد القادر بن عبد الخالق بن عبد الرحمن بن قاسم بن الفضل النوقدي
كان إماما فاضلا سمع ببخارى السيد أبا بكر محمد بن علي بن حيدر الجعفري وبمكة أبا
عبد الله الحسن بن علي الطبري وغيرهما سمع منه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي
مات سنة 725
ونوقد أيضا نوقد خرداخن بضم الخاء المعجمة وراء ساكنة وبعد الألف خاء أخرى ينسب
إليها أبو بكر محمد بن سليمان بن الخضر بن أحمد بن الحكم المعدل النوقدي روى عن
محمد بن محمود بن عنتر بن أبي عيسى الترمذي كتاب الصحيح له مات سنة 704
ونوقد أيضا نوقد سازه بالزاي ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ن نوح بن محمد
بن زيد بن النعمان النوقدي النوحي الفقيه يروي عن أبي بكر بن بندار الإستراباذي
وأبي جعفر محمد بن إبراهيم النوقدي روى عنه أبو العباس المستغفري وغيره ومات سنة
524 وأما أبو محمد عبد الله بن محمد بن رجاء بن غراثي النوقذي يروي عن أبي مسلم
الكجي وأبي شعيب الحراني فقد رواه المحدثون بالذال المعجمة ولا أدري إلى أي شيء
نسب ومات سنة 004
نوق بلفظ جمع ناقة من قرى بلخ ينسب إليها أبو حامد أحمد بن قدامة بن محمد البلخي
النوقي حدث عن يحيى بن بدر السمرقندي روى عنه أبو إسحاق المستملي مات سنة 323
نوكذك بالضم ثم السكون وفتح الكاف وذال معجمة مفتوحة وآخره كاف من قرى صغد سمرقند
نوكند الكاف مفتوحة ثم نون ساكنة ودال مهملة من قرى سمرقند
نول آخره لام وأوله مضموم وثانيه ساكن مدينة في جنوبي بلاد المغرب هي حاضرة لمطة
فيها قبائل من البربر وهي في غربي تينزرت
نولة بكسر أوله وفتح ثانيه حصن من أعمال مرسية بالأندلس
نوند بفتح أوله وسكون ثانيه وسكون النون أيضا سكة نوند بنيسابور ينسب إليها أبو
عبد الرحمن بن عبد الله بن جمشاد جندل بن عمران المطوعي النوندي النيسابوري سمع
أبا قلابة الرقاشي ومحمد بن يزيد السلمي وغيرهما روى عنه أبو علي الماسرجسي مات
سنة 236
ونوند أيضا بسمرقند يقال لها باب نوند ينسب إليها أحمد النوندي السمرقندي حدث عن
أحمد بن عبد الله السمرقندي روى عنه إبراهيم بن حمدويه الإشتيخني
نويرة بلفظ تصغير النار ناحية بمصر عن نصر
نويزة بالزاي قرية بسرخس منها محمد بن أحمد بن أبي الحارث بن أحمد النويزي أبو سعد
الصوفي السرخسي كان شيخا صالحا سمع أبا منصور محمد بن عبد الملك المظفري سمع منه
أبو سعد وأبو القاسم وكانت ولادته في حدود سنة 460 ووفاته في أواخر سنة 245 أو في
محرم سنة 345
نويطف موضع دون عين صيد من القصيمة والقصيمة كل موضع أنبت الغضا والرمث
نويعة بلفظ تصغير النوع وهو الصنف من الشيء واد بعينه قال الراعي حي الديار ديار
أم بشير بنويعتين فشاطىء التسرير
باب النون والهاء
وما يليهما
نها بالضم والقصر بلفظ النها بمعنى العقل قرية بالبحرين لبني عامر بن الحارث بن
عبد القيس
نهاب جمع نهب قد تقدم ذكره في الألف في إهاب
نهاوند بفتح النون الأولى وتكسر والواو مفتوحة ونون ساكنة ودال مهملة هي مدينة
عظيمة في قبلة همذان بينهما ثلاثة أيام قال أبو المنذر هشام سميت نهاوند لأنهم
وجدوها كما هي ويقال إنها من بناء نوح عليه السلام أي نوح وضعها وإنما اسمها نوح
أوند فخففت وقيل نهاوند وقال حمزة أصلها بنوهاوند فاختصروا منها ومعناه الخير
المضاعف قال بطليموس نهاوند في الإقليم الرابع وطولها اثنتان وسبعون درجة وعرضها
ست وثلاثون درجة وهي أعتق مدينة في الجبل وكان فتحها سنة 91 ويقال سنة 02 وذكر أبو
بكر الهذلي عن محمد بن الحسن كانت وقعة نهاوند سنة 12 أيام عمر بن الخطاب رضي الله
عنه وأمير المسلمين النعمان بن مقرن المزني وقال عمر إن أصبت فالأمير حذيفة بن
اليمان ثم جرير بن عبد الله ثم المغيرة بن شعبة ثم الأشعث بن قيس فقتل النعمان
وكان صحابيا فأخذ الراية حذيفة وكان الفتح على يده صلحا كما ذكرناه في ماه دينار
وقال المبارك بن سعيد عن أبيه قال نهاوند من فتوح أهل الكوفة والدينور من فتوح أهل
البصرة فلما كثر الناس بالكوفة احتاجوا إلى أن يرتادوا من النواحي التي صولح على
خراجها فصيرت لهم الدينور وعوض أهل البصرة نهاوند لأنها قريبة من أصبهان فصار فضل
ما بين خراج الدينور ونهاوند لأهل الكوفة فسميت نهاوند ماه البصرة والدينور ماه
الكوفة وذلك في أيام معاوية بن أبي سفيان قال ابن الفقيه وعلى جبل نهاوند طلسمان
وهما صورة سمكة وصورة ثور من ثلج لا يذوبان في شتاء ولا صيف ويقال إنهما للماء
لئلا يقل بها فماؤها نصفان نصف إليها ونصف إلى الدينور وقال في موضع آخر وماء ذلك
الجبل ينقسم قسمين قسم يأخذ إلى نهاوند وقسم يأخذ في المغرب حتى يسقي رستاقا يقال
له الأشتر وقال مسعر بن المهلهل أبو دلف وسرنا من همذان إلى نهاوند وبها سمكة وثور
من حجر حسنا الصورة يقال إنهما طلسم لبعض الآفات التي كانت بها وبها آثار لبعض الفرس
حسنة وفي وسطها حصن عجيب البناء عالي السمك وبها قبور قوم من العرب استشهدوا في
صدر الإسلام وماؤها بإجماع العلماء غذي مريء وبها شجر خلاف تعمل منه الصوالجة ليس
في شيء من البلدان مثله في صلابته وجودته قال ابن الفقيه وبنهاوند قصب يتخذ منه
ذريرة وهو هذا الحنوط فما دام بنهاوند أو بشيء من رساتيقها فهو والخشبة بمنزلة
واحدة لا رائحة له فإذا حمل منها وجاوز العقبة التي يقال لها عقبة الركاب فاحت
رائحته وزالت الخشبية عنه وقال عبيد الله الفقير إليه مؤلف الكتاب ومما يصدق هذه
الحكاية ما ذكره محمد بن أحمد بن سعيد التميمي في كتاب له ألفه في الطب في مجلدين
وسماه حبيب العروس وريحان النفوس قال قصبة الذريرة هي القمحة العراقية وهي ذريرة
القصب وقال فيه يحيى بن ماسويه إنه قصب يجلب من ناحية نهاوند قال وكذلك قال فيه
محمد بن العباس الخشكي قال وأصله قصب ينبت في أجمة في بعض الرساتيق يحيط بها جبال
والطريق إليها في عدة عقاب فإذا طال ذلك القصب ترك حتى يجف ثم يقطع عقدا وكعابا
على مقدار عقد ويعبى في
جوالقات ويحمل فإن
أخذته على عقبة من تلك العقاب مسماة معروفة نخر وتهافت وتكلس جسمه فصار ذريرة وسمي
قمحة وإن أسلك به على غير تلك العقبة لم يزل على حاله قصبا صلبا وأنابيب وكعابا
صلبة لا ينتفع به ولا يصلح إلا للوقود وهذا من العجائب الفردة وقال ابن الفقيه
يوجد على حافات نهر نهاوند طين أسود للختم وهو أجود ما يكون من الطين وأشده سوادا
وتعلكا يزعم أهل الناحية أن السراطين تخرجه من جوف النهر وتلقيه إلى حافاته
ويقولون إنهم لو حفروا في قرار النهر ما حفروا أو في جوانبه ما وجدوا إلا ما تخرجه
السراطين قال وحدثني رجل من أهل الأدب قال رأيت بنهاوند فتى من الكتاب وهو كالساهي
فقلت له ما حالك فقال يا طول ليلي بنهاوند مفكرا في البث والوجد فمرة آخذ من منية
لا تجلب الخير ولا تجدي ومرة أشدو بصوت إذا غنيته صدع لي كبدي قد جالت الأيام بي
جولة فصرت منها ببروجرد كأنني في خانها مصحف مستوحش من يد مرتد الحمد لله على كل
ما قدر من قبل ومن بعد وبين همذان ونهاوند أربعة عشر فرسخا من همذان إلى زوذراور
سبعة فراسخ وجمع الفرس جموعها بنهاوند قيل مائة وخمسون ألف فارس وقدم عليهم
الفيروزان وبلغ ذلك المسلمين فأنفذ عمر عليهم الجيوش وعليهم النعمان بن مقرن
فواقعهم فقتل أول قتيل فأخذ حذيفة بن اليمان رايته وصار الفتح وذلك أول سنة 91
لسبع سنين من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقيل كانت سنة 02 والأول أثبت فلم
يقم للفرس بعد هذه الوقعة قائم فسماها المسلمون فتح الفتوح فقال القعقاع بن عمرو
المخزومي رمى الله من ذم العشيرة سادرا بداهية تبيض منها المقادم فدع عنك لومي لا
تلمني فإنني أحوط حريمي والعدو الموائم فنحن وردنا في نهاوند موردا صدرنا به
والجمع حران واجم وقال أيضا وسائل نهاوندا بنا كيف وقعنا وقد أثخنتها في الحروب
النوائب وقال أيضا ونحن حبسنا في نهاوند خيلنا لشد ليال أنتجت للأعاجم فنحن لهم
بينا وعصل سجلها غداة نهاوند لإحدى العظائم ملأنا شعابا في نهاوند منهم رجالا
وخيلا أضرمت بالضرائم وراكضهن الفيرزان على الصفا فلم ينجه منا انفساح المخارم
نهبان بالفتح فعلان من النهب قال عرام نهبان يقابلان القدسين وهما جبلان بتهامة
يقال لهما نهب الأسفل ونهب الأعلى وهما لمزينة وبني ليث فيهما شقص ونباتهما العرعر
والأثرار وهو شجر يتخذ منه القطران كما يتخذ من العرعر وبه قرظ وهما جبلان
مرتفعان شاهقان
كبيران وفي نهب الأعلى في دوار من الأرض بئر واحدة كبيرة غزيرة الماء عليها مباطخ
وبقول ونخلات ويقال لها ذو خيمي وفيه أوشال وفي نهب الأسفل أوشال ويفرق بين هذين
الجبلين وقدس وورقان الطريق
نهران من قرى اليمن من ناحية ذمار
نهر أبا بفتح الهمزة وتشديد الباء الموحدة والقصر من نواحي بغداد حفره أبا بن
الصمغان النبطي
نهر ابن عمر نهر بالبصرة منسوب إلى عبد الله بن عمر بن عبد العزيز وهو أول من
احتفره وذلك أنه لما قدم البصرة عاملا على العراق من قبل يزيد بن الوليد بن عبد
الملك شكا إليه أهل البصرة ملوحة مائهم فكتب بذلك إلى يزيد بن الوليد فكتب إليه إن
بلغت النفقة على هذا النهر خراج العراق ما كان في أيدينا فأنفقه عليه فحفر النهر
المعروف بابن عمر
نهر ابن عمير بالبصرة منسوب إلى عبد الله بن عمير بن عمرو بن مالك الليثي كان عبد
الله بن عامر أقطعه ثمانية آلاف جريب فحفر عليها هذا النهر وهو أخوه لأمه دجاجة
بنت أسماء بن الصلت السلمية وإلى أمه دجاجة ينسب نهر أم عبد الله
نهر أبي الأسد كنية رجل والأسد بفتح السين أحد شعوب دجلة بين المذار ومطارة في
طريق البصرة يصب هناك في دجلة العظمى ومأخذه أيضا من دجلة قرب نهر دقلة وأبو الأسد
أحد قواد المنصور كان وجه إلى البصرة أيام مقام عبد الله بن علي بن عبد الله بن
العباس عم المنصور بها فحفر بها النهر المعروف بأبي الأسد وقيل بل أقام على النهر
لأن السفن لم تدخله لضيقه فوسعه حتى دخلته فنسب إليه وكان محفورا قبله
نهر أبي الخصيب بالبصرة كان مولى لأبي جعفر المنصور أقطعه إياه واسم أبي الخصيب
مرزوق
نهر أبي فطرس بضم الفاء وسكون الطاء وضم الراء وسين مهملة موضع قرب الرملة من أرض
فلسطين قال المهلبي على اثني عشر ميلا من الرملة في سمت الشمال نهر أبي فطرس
ومخرجه من أعين في الجبل المتصل بنابلس وينصب في البحر الملح بين يدي مدينتي أرسوف
ويافا به كانت وقعة عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس مع بني أمية فقتلهم في
سنة 231 فقال إبراهيم مولى قائد العبلي يرثيهم أفاض المدامع قتلى كدا وقتلى بكثوة
لم ترمس وقتلى بوج وباللابتين بيثرب هم خير ما أنفس وبالزابيين نفوس ثوت وأخرى
بنهر أبي فطرس أولئك قوم أناخت بهم نوائب من زمن متعس إذا ركبوا زينوا المركبين
وإن جلسوا زينة المجلس هم أضرعوني لريب الزمان وهم ألصقوا الرغم بالمعطس فما أنس
لا أنس قتلاهم ولا عاش بعدهم من نسي قال المهلبي وعلى نهر أبي فطرس أوقع أحمد بن طولون
بالمعتضد فهزمه قلت إنما كانت الوقعة بموضع يقال له الطواحين بين المعتضد وخماويه
بن
أحمد بن طولون قال
وعليه أخد العزيز هفتكين التركي وفلت عساكر الشام عليه وبالقرب منه أوقع القائد
فضل بن صالح بأبي تغلب حمدان فقتلهويقال إنه ما التقى عليه عسكران إلا هزم المغربي
منهما وذكر أبو نواس في قصيدته في الخصيب نهر فطرس ولم يضفه إلى كنية فقال وأصبحن
قد فوزن على نهر فطرس وهن من البيت المقدس زور طوالب بالركبان غزة هاشم وبالفرما
من حاجهن شقور وقال العبلي أبكي على فتية رزئتهم ما إن لهم في الرجال من خلف نهر
أبي فطرس محلهم وصبحوا الزابيين للتلف أشكوا إلى الله ما بليت به من فقد تلك
الوجوه والشرف
نهر الإجانة بلفظ الإجانة التي تغسل فيها الثياب بكسر الهمزة وتشديد الجيم بعد
الألف نون قال عوانة قدم الأحنف بن قيس على عمر بن الخطاب في أهل البصرة فجعل
يسألهم رجلا رجلا والأحنف لا يتكلم فقال له عمر ألك حاجة فقال بلى يا أمير
المؤمنين إن مفاتيح الخير بيد الله وإن إخواننا من أهل الأمصار نزلوا منازل الأمم
الخالية بين المياه العذبة والجنان الملتفة وإنا نزلنا أرضا نشاشة لا يجف مرعاها
ناحيتها من قبل المشرق البحر الأجاج ومن جهة المغرب الفلاة والعجاج فليس لنا زرع
ولا ضرع تأتينا منافعنا وميرتنا في مثل مريء النعامة يخرج الرجل الضعيف منا
فيستعذب الماء من فرسخين والمرأة كذلك فتربق ولدها تربق العنز تخاف بادرة العدو
وأكل السبع فإلا ترفع خسيستنا وتجبر فاقتنا نكن كقوم هلكوا فألحق عمر ذراري أهل
البصرة في العطاء وكتب إلى أبي موسى يأمره أن يحفر لهم نهرا فذكر جماعة من أهل
العلم أن دجلة العوراء وهي دجلة البصرة كان خورا والخور طريق للماء لم يحفره أحد
تجري إليه الأمطار ويتراجع ماؤها فيه عند المد وينضب في الجزر وكان يحده مما يلي
البصرة خور واسع كان يسمى في الجاهلية الإجانة وتسميه العرب في الإسلام خزاز وهو
على مقدار ثلاثة فراسخ من البصرة ومنه يبتدىء النهر الذي يعرف اليوم بنهر الإجانة
فلما أمر عمر أبا موسى بحفر نهر ابتدأ بحفر نهلا الإجانة ففأره ثلاثة فراسخ حتى
بلغ به البصرة وكان طول نهر الأبلة أربعة فراسخ ثم انطم منه شيء على قدر فرسخ من
البصرة وكان زياد ابن أبيه واليا على الديوان وبيت المال من قبل عبد الله بن عامر
بن كريز وعبد الله يومئذ على البصرة من قبل عثمان فأشار إلى ابن عارم أن ينفذ نهر
الأبلة من حيث انضم حتى يبلغ البصرة ويصله بنهر الإجانة فدافع بذلك إلى أن شخص ابن
عامر إلى خراسان واستخلف زيادا على حفر أبي موسى على حاله فحفر نهر الأبلة من حيث
انضم حتى وصله بالإجانة عند البصرة وولى ذلك ابن أبيه عبد الرحمن ابن أبي بكرة
فلما فتح عبد الرحمن الماء جعل يركض بفرسه والماء يكاد يسبقه حتى التقى به فصار
نهرا مخرجه من فم نهر الإجانة ومنتهاه إلى الأبلة وهذا إلى الآن على ذلك وقدم ابن
عامر من خراسان فغضب على زياد وقال إنما أردت أن تذهب بذكر النهر دوني فتباعد ما
بينهما حتى ماتا وتباعد لسببه ما بين أولادهما قال يونس بن حبيب فأنا
أدركت ما بني آل
زياد وآل عامر تباعدا وفي كتاب البصرة لأبي يحيى الساجي نهى الجوبرة من أنهار
البصرة القديمة وكان ماء دجلة ينتهي إلى فوهة الجوبرة فيستنقع فيه الماء مثل
البركة الواسعة فكان أهل البصرة يدنون منه أحيانا ويغسلون ثيابهم وكانت فيه أجاجين
وأنقرة وخزف وآلات القصار فلذلك سمي نهر الإجانة قال أبو اليقظان كان أهل البصرة
يشربون قبل حفر الفيض من خليج يأتي من دير جابيل إلى موضع نهر نافذ قال المدائني
لم تزل البصرة على عين ماء لا ماء الإجانة وإليه ينتهي خليج الأبلة حتى كلم الأحنف
عمر فكتب إلى أبي موسى يأمره أن يحفر لهم نهرا فأحفر من الإجانة من الموضع الذي يقال
له أبكن وكان قد حفره الماء فحفره أبو موسى وعبره إلى البصرة فلما استغنى الناس
عنه طموه من البصرة إلى ثبق الحيرة ورسمه قائم إلى اليوم فكانوا يستقون قبل ذلك
ماءهم من الأبلة وكان يذهب رسولهم إذا قام المتجهدون من الليل فيأتي بالماء من
الغد صلاة العصر
نهر أزي بالعراق لناس من ثقيف بالزاي والقصر قال الساجي نهر أزي قديم بالبصرة وبه
اتصل نهر الإجانة قال البلاذري نهر أزي صيدت فيه سمكة يقال لها أزي فسمي بها وعلى
نهر أزي أرض حمران التي أقطعه إياها عثمان
نهر الأزرق نهر بالثغر بين بهسنا وحصن منصور في طرف بلاد الروم من جهة حلب
نهر الأسود نهر قريب من الذي قبله في طرف بلاد المصيصة وطرسوس
نهر الأساورة بالبصرة وهو الذي عند دار فيل مولى زياد قال الساجي كان سياه
الأسواري على مقدمة يزدجرد ثم بعث به إلى الأهواز لمدد أهلها فنزل الكلتانية وأبو
موسى الأشعري محاصر للسوس فلما رأى ظهور الإسلام أرسل إلى أبي موسى إنا أحببنا
الدخول في دينكم على أن نقاتل عدوكم من العجم معكم وعلى أنه إن وقع بينكم اختلاف
لا نقاتل بعضكم مع بعض وعلى أنه إن قاتلنا العرب منعتمونا منهم وأعنتمونا عليهم
وأن ننزل بحيث شئنا من البلدان ونكون فيمن شئنا منكم وعلى أن نلحق بشرف العطاء
ويعقد لنا بذلك الأمير الذي بعثكم فكتب بذلك أبو موسى إلى عمر بن الخطاب رضي الله
عنه فأجابهم إلى ما التمسوا فخرجوا حتى لحقوا بالمسلمين وشهدوا مع أبي موسى حصار
تستر ثم فرض لهم في شرف العطاء فلما صاروا إلى البصرة وسألوا أي الأحياء أقرب نسبا
إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقيل بنو تميم فحالفوهم ثم خططت خططهم فنزلوها
وحفروا نهرهم المعروف بنهر الأساورة ويقال إن عبد الله بن عامر حفره وأقطعهم إياه
فنسب إليهم
نهر أط لما استولى خالد بن الوليد على الحيرة ونواحيها أرسل عماله إلى النواحي
فكان فيمن أرسل من العمال أط بن أبي أط رجل من بني سعد بن زيد مناة بن تميم إلى
دورقستان فنزل على نهر منها فسمي ذلك النهر به إلى هذه الغاية
نهر أم حبيب بالبصرة لأم حبيب بنت زياد أقطعها إياه وكان عليه قصر كثير الأبواب
يسمى الهزاردر
نهر أم عبد الله بالبصرة منسوب إلى أم عبد الله بن عامر بن كريز أمير البصرة في
أيام عثمان
نهر الأمير بواسط ينسب إلى العباس بن محمد بن
علي بن عبدالله بن
العباس وهو قطيعة له ويقال إلى عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس
ونهر الأمير أيضا بالبصرة حفره المنصور ثم وهبه لابنه جعفر فكان يقال نهر أمير المؤمنين
ثم نهر الأمير
نهر الأيسر كورة ورستاق بين الأهواز والبصرة
نهر بريه بضم الباء الموحدة ثم فتح الراء وياء ساكنة وهاء خالصة بالبصرة
نهر بشار بالبصرة ينزع من الأبلة وله ذكر في الأخبار بالباء والشين معجمة منسوب
إلى بشار بن مسلم بن عمرو الباهلي أخي قتيبة بن مسلم وكان أهدى إلى الحجاج فرسا
فسبق عليه الخيل فأقطعه سبعمائة جريب وقيل أربعمائة جريب فحفر لها نهرا نسب إليه
نهر بطاطيا بالباء الموحدة وطاءين مهملتين وياء وألف قال أبو بكر أحمد بن علي وأما
أنهار الحربية ففيها نهر يحمل من دجيل يقال له نهر بطاطيا أوله أسفل فوهة دجيل
بستة فراسخ يجيء إلى بغداد فيمر على عبارة قنطرة باب الأنبار إلى شارع الكبش
فينقطع ويتفرع منه أنهر كثيرة كانت تسقي الحربية وما صاقبها
نهر بلال بالبصرة منسوب إلى بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قاضي البصرة وهو
يخترق المدينة قال البلاذري قال القحذمي كان بلال بن أبي بردة فتق نهر معقل في فيض
البصرة وكان قبل ذلك مكسورا يفيض إلى القبة التي كان زياد يعرض فيها الجند واحتفر
بلال نهر بلال وجعل على جنبيه حوانيت ونقل إليها السوق وجعل ذلك ليزيد بن خالد بن
عبد الله القسري
نهر بوق بضم الباء وسكون الواو والقاف طسوج من سواد بغداد قرب كلواذى زعموا أن
جنوبي بغداد من كلواذى وشماليها من نهر بوق
نهر بيطر من نواحي دجيل كورة عليها عدة قرى تحت حربى
نهر بيل بكسر الباء وياء ساكنة ولام لغة في نهر بين طسوج من سواد بغداد متصل بنهر
بوق قال آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان هاك فاشربها خليلي في
مدى الليل الطويل قهوة من أصل كرم سبئت من نهر بيل في لسان المرء منها مثل طعم
الزنجبيل قل لمن ينهاك عنها من وضيع أو نبيل أنت دعها وارج أخرى من رحيق السلسبيل
نهر بين بالنون هو لغة في الذي قبله ينسب إليه أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر أبو
العباس الأكاف النهربيني أخو أبي عبد الله المقري سمع أبا الحسين بن الطيوري وكتب
عنه الحافظ أبو القاسم وسكن قرية الحديثة من قرى الغوطة ومات بها سة 725 وأبو عبد
الله الحسين بن محمد بن أحمد بن جعفر ويسمى أيضا محمد النهربيني المقري قال الحافظ
أبو القاسم سمع أبا القاسم يحيى بن أحمد بن أحمد البيني وأبا عبد الله بن طلحة
وأبا الحسين بن الطيوري وذكر لي أنه سمع من أبي الحسين بن النقور ولم أظفر بسماعه
منه وسكن دمشق بالمدرسة الأمينية مدة وكتب عنه وكان خيرا يقرأ القرآن ويصلي بالناس
في مسجد
سوق الغزل المعلق
وتوفي في خامس ذي القعدة سنة 035 ودفن بقرية حديثة جرش من غوطة دمشق عند أخيه
أحمدوكان فلاحا بالحديثة
نهر بط بفتح الباء الموحدة بلفظ اسم جنس بطة من الطير هو نهر بالأهواز قيل كان
عنده مراح للبط فقالوا نهر بط كما قالوا دار بطيخ وقيل بل كان يسمى نهر نبط لأنه
كان لامرأة نبطية فخفف وقيل نهر بط قال بعضهم لا ترجعن إلى الأهواز ثانية قعيقعان
الذي في جانب السوق ونهر بط الذي أمسى يؤرقني فيه البعوض بلسب غير تشفيق ينسب إليه
عبد الجبار بن شيران النهربطي روى عن سهل التستري روى عنه علي بن عبد الله بن جهضم
نهر تيرى بكسر التاء الثناة من فوقها وياء ساكنة وراء مفتوحة مقصور بلد من نواحي
الأهواز حفره أردشير الأصغر بن بابك ووجدت في بعض كتب الفرس القديمة أن أردشير
بهمن بن اسفنديار وهو قديم قريب من زمن داود النبي عليه السلام حفر نهر المسرقان
بالأهواز ودجيل الأهواز وأنهار الكور السبع سرق ورامهومز وسوس وجنديسابور ومناذر
ونهر تيرى فوهبه لتيرى من ولد جودرز الوزير فسمي به وله ذكر في أخبار الفتوح
والخوارج قال جرير ما للفرزدق من عز يلوذ به إلا بني العم في أيديهم الخشب سيروا
بني العم والأهواز منزلكم ونهر تيرى ولم تعرفكم العرب الضاربو النخل لا تنبو
مناجلهم عن العذوق ولا يعييهم الكرب وقال عبد الصمد بن المعذل يهجو أمراءهم دعوا
الإسلام وانتحلوا المجوسا وألقوا الريط واشتملوا القلوسا بني العبد المقيم بنهر
تيرى لقد نهضت طيوركم نحوسا حرام أن يبيت بكم نزيل فلا يسمى لأمكم عروسا
نهر جطى بفتح الجيم وتشديد الطاء والقصر نهر بالبصرة عليه قرى ونخل كثير وهو من
نواحي شرقي دجلة
نهر جعفر نهر قرب البصرة بينها وبين مطارا من الجانب الشرقي رأيته كان لجعفر مولى
سلم بن زياد وكان خارجيا ونهر جعفر أيضا نهر بين واسط ونهر دقلة عليه قرى وهو أحد
ذنائب دجلة
نهر جوبرة بالبصرة وقد فسرناه في جوبرة
نهر جور بضم الجيم وسكون الواو وراء بين الأهواز وميسان فيما أحسب
نهر حرب بالبصرة لحرب بن سلم بن زياد ابن أبيه كان قطيعة لأبيه سلم وكان عبد
الأعلى بن عبد الله ابن عامر بن كريز ادعى أن الأرض التي عليه كانت لأبيه وخاصم
فيه حربا فلما توجه القضاء لعبد الأعلى أتاه حرب فقال خاصمتك في هذا النهر وقد
ندمت على ذلك وأنت شيخ العشيرة وسيدها فهو لك فقال عبد الأعلى بل هو لك فانصرف حرب
بالنهر فجاء عبد الأعلى مواليه فقالوا والله ما أتاك حرب حتى توجه لك القضاء عليه
فقال لا والله لا رجعت عما جعلته له أبدا
نهر حبيب نسب إلى
حبيب بن شهاب الشامي قطيعة من عثمان وقيل من زياد
نهر حميدة بالبصرة نسب إلى حميدة أم عبد العزيز بن عبد الله بن عامر بن كريز وهي
من بني عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس
نهر حوريث بضم الحاء المهملة وسكون الواو وكسر الراء وياء ثم ثاء نهر يأخد من
بحيرة الحدث قرب مرعش ويجري حتى يصب في نهر جيحان
نهر دبيس وهو بالبصرة ودبيس مولى لزياد ابن أبيه قال القحذمي كان زياد لما بلغ
بنهر معقل قبته التي كان يعرض فيها الجند ردة إلى مستقبل الجنوب حتى أخرجه إلى
أصحاب الصدقة بالجبل فسمي ذلك العطف نهر دبيس برجل قصار كان يقصر عليه الثياب
نهر الدجاج محلة ببغداد على نهر كان يأخذ من كرخايا قرب الكرخ من الجانب الغربي
نهر الدير نهر كبير بين البصرة ومطارا بينه وبين البصرة نحو عشرين فرسخا سمي بذلك
لدير كان على فوهته يقال له دير الدهدار وهناك بليد حسن وبه يعمل أكثر الغضار الذي
بنواحي البصرة ينسب إليه أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن طاهر بن
إبراهيم البصري قاضي نهر الدير كان مشكورا في أحكامه تفقه على القاضي أبي العباس
الجرجاني بالبصرة ثم على أبي بكر الخجندي بأصبهان وسمع الحديث على أبي طاهر
القصاري وأبي علي التستري وغيرهما ومولده سنة 854 قاله السلفي
نهر ذراع بالعراق وهو ذراع النمري من ربيعة وهو والد هارون بن ذراع
نهر الذهب يزعم أهل حلب أنه نهر وادي بطنان الذي يمر ببزاعة وهو الذي يقال له
عجائب الدنيا ثلاثة دير الكلب ونهر الذهب وقلعة حلب والعجب فيه أن أوله يباع
بالميزان وآخره بالكيل وتفسير ذلك أن أوله يزرع على الحصى كالقطن وسائر الحبوب ثم
ينصب إلى بطيحة عظيمة طولها نحو فرسخين في عرض مثل ذلك فيجمد فيصير ملحا يمتار منه
أكثر نواحي الشام ويباع بالكيل
نهر رفيل بضم أوله وفتح ثانيه بلفظ التصغير نهر يصب في دجلة بغداد مأخذه من نهر
عيسى وهو الذي عليه قنطرة الشوك ويصب في دجلة عند الجسر منسوب إلى الرفيل واسمه
معاذر بن خشيش بن أبرويز بن خشين بن خسروان وإنما سمي معاذر بالرفيل لأنه لما قدم
على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليجدد إسلامه وكان قد أسلم على يد سعد بن أبي وقاص
ودخل على عمر وعليه ثوب ديباج يسحب على الأرض فقال عمر من ذا الرفيل فصار له اسما
علما وهو جد الوزير رئيس الرؤساء وجد أبي جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمران بن
الحسن بن عبيد بن خالد بن الرفيل وكان كثير السماع مات سنة 465 ومولده في شهر ربيع
الأول سنة 573
نهر زاور بالزاي ثم ألف وواو مفتوحة وراء مهملة نهر متصل بعكبرا وزاور قرية عنده
نهر الزط من الأنهار القديمة بالبطيحة عن نصر
نهر سابا بسين مهملة وبعد الألف باء موحدة وألف مقصورة وهو نهر بتل موزن بالجزيرة
نهر سابس بالسين المهملة وبعد الألف باء موحدة وسين أخرى مهملة فوق واسط بيوم عليه
قرى
نهر سعد من نواحي الأنبار لما فتح سعد بن أبي وقاص الأنبار سأله دهاقينها أن يحفر
لهم نهرا كانوا
سألوا عظيم الفرس
حفره لهم فجمع الرجال لذلك فحفروا حتى انتهوا إلى جبل لم يمكنهم شقه فتركوه فلما
ولي الحجاج العراق جمع الفعلة من كل ناحية وقال لقوامه انظروا إلى قيمة ما يأكل
رجل من الحفارين في اليوم فإن كان وزنه مثل ما يقلع فلا تمتنعوا من الحفر وأنفقوا
عليه حتى استتموه فنسب ذلك الجبل إلى الحجاج ونسب النهر إلى سعد بن أبي وقاص
نهر سعيد اسم نهر بالبصرة له ذكر في التواريخ
ونهر سعيد أيضا دون الرقة من ديار مضر ينسب إلى سعيد بن عبد الملك بن مروان وهو
الذي يقال له سعيد الخير وكان يظهر نسكا وكان موضع نهره هذا غيضة ذات سباع فأقطعه
إياها الوليد أخوه فحفر النهر وعمر ما هناك
نهر سلم بالبصرة منسوب إلى سلم بن عبيد الله بن أبي بكرة
نهر سمرة قرية فيها قبر العزير النبي عليه السلام في أرض ميسان والعامة تقول نهر
سمرة
نهر سورا بالضم ويقال سوراء من نواحي الكوفة وقد ذكرت سورا في موضعها
نهر شيطان بالبصرة ينسب إلى مولى لزياد ابن أبيه
نهر شيلى بأرض السواد ثم أرض الأنبار وهو شيلى بن فرخ زادان المروزي وولده يدعون
أن سابور حفره لجدهم حين رتبه بنغيا من طسوج الأنبار والذي يقوله غيرهم أنه نسب
إلى رجل كان متقبلا لحفره ثم عرف بنهر زياد ابن أبيه لأنه استحدث حفره وقيل إن
رجلا يقال له شيلى كانت له عليه مبقلة في أيام المنصور وإن هذا النهر كان قديما
وقد انطم فأمر المنصور بحفره فلم يستتم حتى توفي فاستتم في خلافة المهدي
نهر الصلة بواسط أمر بحفره المهدي فحفر وأحيي ما عليه من الأراضي وجعلت غلته لصلات
أهل الحرمين ونفقتهم
نهر الطابق محلة ببغداد من الجانب الغربي قرب نهر القلائين شرقا وإنما هو نهر بابك
منسوب إلى بابك بن بهرام بن بابك وهو قديم وبابك هو الذي اتخد العقد الذي عليه قصر
عيسى بن علي واحتفر هذا النهر ومأخذه من كرخايا ويصب في نهر عيسى عند دار بطيخ
وقرأت في بعض التواريخ المحدثة قال وفي سنة 884 أحرقت محلة نهر طابق وصارت تلولا
لفتنة كانت بينهم وبين محلة باب الأرحاء
نهر عبدان ذكره في عبدان
نهر عدي بن أرطاة بالبصرة كان نهر عدي خورا من نهر البصرة حتى فتقه عدي بن أرطاة
الفزاري عامل عمر بن عبد العزيز من بثق نهر شيرين جارية أبرويز ولما فرغ عدي من
نهره كتب إلى عمر بن عبد العزيز إني احتفرت لأهل البصرة نهرا عذب به مشربهم وجادت
عليه أموالهم فلم أر لهم على ذلك شكرا فإن أذنت لي قسمت عليهم ما أنفقته عليه فكتب
إليه عمر إني لا أحسب أهل البصرة عند حفرك هذا النهر خلوا من رجل يشرب منه يقول
الحمد لله وإن الله عز و جل قد رضي بنا شكرا فارض بنا شكرا من حفر نهرك
نهر العلاء بالبصرة هو العلاء بن شريك الهذلي من أهل المدينة أهدى إلى عبد الملك
شيئا أعجبه فأقطعه مائه جريب
نهر عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس وهي
كورة وقرى كثيرة
وعمل واسع في غربي بغداد يعرف بهذا الاسم ومأخذه من الفرات عند قنطرة دمما ثم يمر
فيسقي طسوج فيروز سابور حتى ينتهي إلى المحول ثم تتفرع منه أنهار تتخرق مدينة
السلام ثم يمر بالياسرية ثم قنطرة الرومية وقنطرة الزياتين وقنطرة الأشنان وقنطرة
الشوك وقنطرة الرمان وقنطرة المغيض عند الأرحاء ثم قنطرة البستان ثم قنطرة المعبدي
ثم قنطرة بني زريق ثم يصب في دجله عند قصر عيسى بن علي وكان عند كل قنطرة سوق يعرف
بها والآن ليس من ذلك كله غير قنطرة الزياتين وقنطرة البستان وتعرف بقنطرة
المحدثين وهو نهر على متنزهات وبساتين كثيرة وقد قالت فيه الشعراء فأكثروا فمن ذلك
قال الحسن بن علي الشاتاني الموصلي قال لي القاضي نجم الدين ابن السهروردي قاضي
الموصل دخل علي شاب من أهل بغداد وأنشدني في نهر عيسى والهواء معنبر والماء فضي
القميص صقيل والطير إما هاتف بقرينه أونادب يشكو الفراق ثكول وعرائس السر التحفن
بسندس ورقصن فارتفعت لهن ذيول ثم قال لي اعمل على وزنها ما يشاكلها فعملت والغصن
مهزوز القوام كأنها دارت عليه من الشمال شمول والدهر كالليل البهيم وأنتم غرر تنير
ظلامه وحجول نبه بني اللذات واهتف فيهم بتيقظ إن المقام قليل وقال أبو الحسن علي
بن معمر الواسطي متأخر مات في رمضان سنة 690 يا نهر عيسى إلى عيسى نسبت وما نسبت
إلا بتحقيق وإيضاح فإنه بك إحياء القلوب كما عيسى المسيح به إحياء أرواح
نهر الفضل من نواحي واسط ينسب إليه عبد الكريم بن سعيد بن أحمد بن سليمان المالكي
أبو الفائز المقري النهر فضلي الأصل البغدادي من أهل الرصافة من أبناء الشيوخ
الصالحين سمع أباه وأبا المعالي صالح بن شافع وصحب أبا المعالي الصالح وذكره أبو
بكر محمد بن المبارك في معجم شيوخه ومولده في سنة 984 ومات في ثالث عشر صفر سنة
564
نهر فيروز ذكره ابن الكلبي في أنهار العراق وقال هو خادم مولى لثقيف وهو بالبصرة
وقيل فيروز مولى لربيعة بن كلدة الثقفي
نهر قلا بضم القاف وتشديد اللام مقصور من نواحي بغداد ضمنه ابن الحجاج الشاعر فخسر
فيه خسارة كثيرة فقال من قطعة أمولاي دعوة شيخ إمام يسارع عمرو بني مسعده ينوح على
ماله كيف ضاع في نهر قلا على المصيده
نهر القلائين جمع قلاء للذي يقلي السمك وغيره وهي محلة كبيرة ببغداد في شرقي الكرخ
أهلها أهل سنة كانت بينهم قديما وبين أهل الكرخ حروب ذكرت في التواريخ وكان مكانه
قبل عمارة بغداد قرية يقال لها ورثال وفي غربيه الشونيزية مقبرة
الصالحين ببغداد
وفي قبلية نهر طابق وكان مأخذ نهر القلائين من كرخايا وقد نسب المحدثون إليه قوما
منهم أبو البركات عبد الله بن المبارك الأنماطي النهري لأنه من نهر القلائين وكان
حافظا كتبا كثيرة روى عنه جماعة ومات سنة 835 في المحرم
نهر القندل كذا ضبطه الساجي بكسر القاف وسكون النون بالبصرة وقال أرض العرب من أرض
نهر الأبلة إلى غربي نهر القندل لم يعمرها العجم
نهر القورا طسوخ من ناحية الكوفة عليه عدة قرى منها سورا
نهر الكلب بسكون اللام كذا ضبطه الحازمي بين بيروت وصيداء من سواحل عواصم الشام
نهر الكلاب أول نهر يصب في دجلة ومخرجه من فوق شمشاط من أرض الروم
نهر كثير بالبصرة منسوب إلى كثير بن عبد الله السلمي أبي العاج عامل يوسف بن عمر
الثقفي على البصرة لأنه احتفره
نهر ماري بكسر الراء وسكون الياء بين بغداد والنعمانية مخرجه من الفرات وعليه قرى
كثيرة منها همينيا وفمه عند النيل من أعمال بابل
نهر المرأة بالبصرة حفره أردشير الأصغر قال الساجي صالح خالد بن الوليد عند نزوله
البصرة أهل نهر المرأة واسم المرأة طماهيج من رأس الفهرج إلى نهر المرأة فكانت
طماهيج هي التي صالحته على عشرة آلاف درهم وفي كتاب البلاذري أن خالد بن الوليد
أتى نهر المرأة ففتح القصر صلحا وصالحه عند النوشجان بن جسنسماه والمرأة صاحبة
القصر كامورزاد بنت نرسي وهي بنت عم النوشجان وإنما سميت المرأة لأن أبا موسى
الأشعري قد نزل بها فزودته خبيصا فجعل يكثر أن يقول اطعمونا من خبيص المرأة فغلب
على اسمها
نهر المرج في غربي الإسحاقي قرب تكريت
نهر مرة بالبصرة منسوب إلى مرة بن أبي عثمان مولى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق
رضي الله عنه وكانت عائشة رضي الله عنها كتبت إلى زياد تستوصله له فأقطعه هذا
النهر فنسب إليه قال ابن الكلبي هو مولى عائشة رضي الله عنها وقال القحذمي نهر مرة
لابن عامر ولي حفره له مرة بن أبي عثمان مولى أبي بكر الصديق فغلب على ذكره وقال
أبو اليقظان وغيره نسب نهر مرة إلى مرة بن أبي عثمان مولى عبد الرحمن بن أبي بكر
الصديق كان سريا سأل عائشة أم المؤمنين أن تكتب له إلى زياد وتبدأ به في عنوان
كتابه فكتبت إليه بالوصاة به وعنونته إلى زياد بن أبي سفيان من عائشة أم المؤمنين
فلما رأى زياد أنها قدمته ونسبته إلى أبي سفيان سر بذلك وأكرم مرة وألطفه وقال
للناس هذا كتاب أم المؤمنين إلي وفيه كذا وعرضه ليقرأ عنوانه ثم أقطعه مائة جريب
على نهر الأبلة وأمر أن يحفر لها نهر فنسب إليه وكان عثمان بن مرة من سراة أهل
البصرة
نهر مطرف قطيعة من عثمان بن عفان رضي الله عنه للحكم بن أبي العاصي عم عثمان ذكر
في أنهار العراق
نهر معقل منسوب إلى معقل بن يسار بن عبد الله بن معبر بن حراق بن لأي بن كعب بن
ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد المزني
ومزينة أم عثمان
وأوس ابني عمرو بن أد صحب النبي صلى الله عليه و سلم وهو نهر معروف بالبصرة فمه
عند الإجانة المقدم ذكره ذكر الواقدي أن عمر أمر أبا موسى الأشعري أن يحفر نهرا
بالبصرة وأن يجريه على يد معقل بن يسار المزني فنسب إليه وتوفي معقل بالبصرة في
ولاية عبيد الله بن زياد البصرة لمعاوية وقال المدائني والقحذمي كلم المنذر بن
الجارود العبدي معاوية بن أبي سفيان في حفر نهر ثان لنهر الأبلة فكتب إلى زياد
فحفر نهر معقل فقال قوم أجرى فمه على يد معقل فنسب إليه وقال قوم بل أجراه زياد
على يد عبد الرحمن بن أبي بكرة أو غيره فلما فرغ منه وأراد فتحه بعث زياد معقل بن
يسار ليحضر فتحه تبركا به لأنه رجل من الصحابة فقال الناس نهر معقل فذكر القحذمي
أن زيادا أعطى رجلا ألف درهم وقال ابلغ دجلة وسل عن صاحب النهر هذا من هو فإن قال
رجل إنه نهر زياد فأعطه الألف فبلغ الرجل دجلة ثم رجع فقال ما لقيت أحدا يقول إلا
نهر معقل فقال زياد وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
نهر مكحول بالبصرة وهو مكحول بن حاتم الأحمسي ومكحول هو ابن عم شيبان صاحب مقبرة
شيبان بن عبد الله الذي كان على شرطة زياد ابن أبيه وكان مكحول يقول الشعر في
الخيل فكانت قطيعة من عبد الملك بن مروان وقال القحذمي نهر مكحول منسوب إلى مكحول
بن عبد الله السعدي
نهر المعلى وهو اليوم أشهر وأعظم محلة ببغداد وفيها دار الخلافة المعظمة وهو نهر
يدخل من باب بين وهو باق إلى الآن مستمده من الخالص فيسير تحت الأرض حتى يدخل دار
الخلافة وهو المسمى بالفردوس ينسب إلى المعلى بن طريف مولى المهدي وكان من كبار
قواد الرشيد جمع له من الأعمال ما لم يجمع لكبير أحد ولي المعلى البصرة وفارس
والأهواز واليمامة والبحرين
نهر الملك كورة واسعة ببغداد بعد نهر عيسى يقال إنه يشتمل على ثلاثمائة وستين قرية
على عدد أيام السنة قيل إن أول من حفره سليمان بن داود عليهما السلام وقيل إنه
حفره الإسكندر لما خرب السواد وكذلك الصراة وقال أبو بكر أحمد بن علي حفر نهر
الملك أقفورشاه بن بلاش وهو الذي قتله أردشير بن بابك وقام مقامه وكان آخره ملوك
النبط ملك مائتي سنة
نهر موسى كان يأخذ من نهر بين إلى أن يصل إلى قصر المعتضد المعروف بالثريا ويسير
إلى منقسم الماء فينقسم ثلاثة أنهار فيتخرق محال الجانب الشرقي من بغداد أحدها نهر
المعلى وقد ذكر
نهر ناب بالنون وآخره باء قرب أوانا من نواحي دجيل
نهر نافذ بالبصرة وهو مولى لعبد الله بن عامر كان ولاه حفره فغلب عليه
نهر يزيد بالبصرة منسوب إلى يزيد بن عبد الله الحميري الإباضي
ونهر يزيد بدمشق أيضا مشهور منسوب إلى يزيد بن أبي سفيان
نهر يسار منسوب إلى يسار بن مسلم بن عمرو عن الكلبي واعلم أن الأنهار كثيرة لا
تحصى وإنما ذكرنا منها ما لا يعرف إلا بذكر النهر من محلة أو قرية أو مدينة أو ما
أشبه ذلك
نهروان وأكثر ما يجري على الألسنة بكسر النون وهي ثلاثة نهروانات الأعلى والأوسط
والأسفل
وهي كورة واسعة بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي حدها الأعلى متصل ببغداد وفيها عدة بلاد متوسطة منها إسكاف وجرجرايا والصافية ودير قنى وغير ذلك وكان بها وقعة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع الخوارج مشهورة وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب فمن كان من مدنها نسب إلى مدينة ومن كان من قراها الصغار نسب إلى الكورة وهو نهر مبتدؤه قرب تامرا أو حلوان فإني لا أحققه ولم أر أحدا ذكره وهو الآن خراب ومدنه وقراه تلال يراها الناس بها والحيطان قائمة وكان سبب خرابه اختلاف السلاطين وقتال بعضهم بعضا في أيام السلجوقية إذ كان كل من ملك لا يحتفل بالعمارة إذ كان قصده أن يحوصل ويطير وكان أيضا في ممر العساكر فجلا عنه أهله واستمر خرابه وقد استشأم الملوك أيضا من تجديد حفر نهره وزعموا أنه ما شرع فيه أحد إلا مات قبل تمامه وكان قد شرع فيه نهروان الخادم وغيره فمات وبقي على حاله وكان من أجمل نواحي بغداد وأكثرها دخلا وأحسنها منظرا وأبهاها مخبرا قال ابن الكلبي وفارس حفرت النهروان وكان اسمه نهروانا أي إن قل ماؤه عطش أهله وإن كثر غرقوا وقال حمزة الأصبهاني ويقبل من نواحي أذربيجان إلى جانب العراق واد جرار فيسقي قرى كثيرة ثم ينصب ما بقي منه في دجلة أسفل المدائن ولهذا النهر اسمان أحدهما فارسي والآخر سرياني فالفارسي جوروان والسرياني تامرا فعرب الاسم الفارسي فقيل نهروان والعامة يقولون نهروان بكسر النون على خطإ وقرأت في كتاب ابن الكلبي في أنساب البلدان قال تامرا ونهروان ابنا جوخي حفرا النهرين فنسبا إليهما وقد ذكر أبو علي التنوخي في نشوراه خبرا في اشتقاق هذه اللفظة لا أرى يوافق لفط ما ذكره أنه مشتق منه إلا أني ذكرت الخبر بطوله قال أبو علي حدثني أبو الحسين بن أبي قيراط قال سمعت علي بن عيسى الوزير يحدث دفعات أنه سمع أباه يحدث عن جده عن مشايخ أهل العلم بأخبار الفرس وأيامهم قالوا معنى قولهم النهروان ثواب العمل قالوا وإنما سمي النهروان بذلك لأن بعض الملوك الأكاسرة قد غلب عليه بعض حاشيته حتى دبر أكثر أمره وترقت منزلته عنده وكان قبل ذلك من قبل صاحب المائدة مرسوما بإصلاح الألباب والكواميخ وكان صاحب المائدة يتحسر كيف علت منزلة هذا وقد كان تابعا له وكان قد غلب على الملك وكان مع ذلك الرجل يهودي ساحر حاذق فقال له اليهودي ما لي أراك مهموما فحدثني بأمرك لعل فرجك عندي فحدثه بأمره فقال له اليهودي إن رددتك إلى منزلتك ما لي عندك فقال أشاطرك حالي ونعمتي وجميع مالي فتعاهدا على ذلك فقال أظهر وحشة بيننا وأنك قد صرفتني ظاهرا ففعل ذلك به فسار اليهودي إلى الرجل الغالب على الملك فحدثه وتقرب إليه بما جرى عليه من الرجل الأول ولم يزل يحدثه مدة طويلة حتى أنس به ذلك الرجل فلقيه في بعض الأيام ومع غلامه غضارة من ذهب فيها شيراز في غاية الطيب يريد أن يقدمه إلى الملك فقال له أرني هذا الشيراز فقال الرجل لغلامه أره إياه فأراه إياه فخاتل الرجل والغلام وأخذ بأعينهما بسحره وطرح في الشيراز قرطاسا كان فيه سم ساعة وغطا الغلام الغضارة ومضى ليقدمها إذا قدمت المائدة فبادر اليهودي إلى صاحب المائدة الأول وقال قد فرغت من القصة وعرفه ما عمل ووصف له الغضارة وقال له امض الساعة إلى الملك وأخبره فبادر الرجل ووجد المائدة تريد أن
تقدم فقال أيها الملك إن هذا يريد أن يسمك في هذه الغضارة فإنه قد جعل فيها سم ساعة فلا تأكلها وجربها ليصح لك قولي فقال الرجل هذا إلي وما بنا إلى تجربتها حاجة على حيوان أنا آكل منه فبادر فأكل منها لقمة فتلف في الحال لأنه لا يعلم بالقصة فقال صاحب المائدة الأول إنما أكل ليتلف أيها الملك لما علم أنك إذا جربته وصح عندك قتلته فقتل هو نفسه بيده واستراح من عذاب توقعه فيه فلم يشك الملك في صحة قوله ورد إليه مرتبته وزاد في إكرامه وعظمته ومضت السنون على ذلك فاتفق أن عرض للملك علة كان يسهر لأجلها وكان يخرج بالليل ويطوف في صحون حجره ودوره وبساتينها ويستمع على أبواب حجر نسائه وغيرها فانتهى ليلة في طوافه إلى حجرة الطباخ وفيها ذلك اليهودي وغلمانه وهو جالس يحدث بعض أصحاب المطبخ ويتشكى إليه ويقول إنه يقصر في حقي وإنما أنا أصل نعمته وما هو فيه فقال له المحدث وكيف صرت أصل نعمته فاستكتمه ما يحدثه به فضمن له ذلك فحدثه بحديث الشيراز والسم فلما سمع الملك ذلك قامت قيامته وأحضر الموبذ من غد وحدثه بالحديث وشاوره فيما يعمل مما يزيل ذلك عنه إثم ذلك الفعل في معاده فأمره بقتل اليهودي وصاحب المائدة والإحسان إلى عقب الذي كان قتل نفسه ثم قال ولا يزيل عنك إثم هذا إلا أن تطوف في عملك حتى تنتهي إلى بقعة خراب فتستحدث لها عمارة ونهرا وشرابا فيعيش الناس بذلك في باقي الدهر فتكون كمن أحيا شيئا عوضا عمن أماته فيتمحص عنك الإثم فقتل الملك الرجلين وطاف عمله حتى بلغ موضع النهروان وهو صحراء خراب فأجمع رأيه على حفر نهر فيه وأحدث قرى عليه وسماه ثواب العمل لأجل هذه القصة قلت أنا وقد سألت جماعة من الفرس إذ لم أثق بما أعرفه منها هل بين هذا اللفظ ومسماه توافق فلم يعرفوا ذلك ولعله باللغة الفهلوية قال ابن الجراح في تاريخه في سنة 236 في ذي القعدة أصعد بجكم التركي إلى بغداد ليدفع عنها محمد بن رائق مولى محمد الخليفة فبعث أحمد بن علي بن سعيد الكوفي من يبثق نهر النهروان إلى درب ديالى فلما أشرف عليه بجكم قال يا قوم لقد أحسنوا إلينا وأمر بسفينتين فنصبتا عليه جسرا فعبر هنيئا مريئا ولو ركبه ما كان يصعب ركوبه قال فحدثني أحمد الكاتب بن محمد بن سهل وكان على ديوان فارس في ديوان الخراج وقد تجاذبنا خبر خطاب السواد ومنه النهروانان وعليهما يومئذ للسلطان ألف ألف ومائتا ألف دينار فأخرجها الكوفي قال حضرت مجلس الكوفي وقت لي بجكم وقد كتب إلى عامله عليها جواب كتابه في أمر أعجزه ويلك ولو في قبلك يعني ماء النهروان إلى درب ديالي ففعل وعظم أمره المستحفل وبقي البلد خرابا مدة أربع عشرة سنة حتى فني أهله بالغربة والموت إلى أن قبض الله معز الدولة أبا الحسين أحمد بن بويه الديلمي فسده بعد أن سد مرارا فانقلع ووقع الناس منه في شدة فلما قضى الله سده عاش اليسير فمن بقي من أهله تراجعوا إليه ثم ذكر ابن الجراح أيضا في سنة 13 لما ورد ناصر الدولة الحسن بن حمدان إلى بغداد مستوليا على تدبير الأمور بها أطلق عشرين ألف دينار للنفقة على بثق النهروان بالسهلية قال وكنا في هذا الموضع بحضرة ناصر الدولة وجرى ذكر هذا البثق بمحضر من يواخي وكان عبيد الله بن محمد الكلواذاني صاحب الديوان حاضرا وخاضوا فيه وفيما يرتفع بإصلاحه من نواحيه وهي النهروانات الثلاثة وجاذر
والمدينة العتيقة
وشرقي كلواذي والأهواز فقال الكلواذاني وهو في الديوان من أربعين سنة هذه بلدان
يرتفع منها للسلطان ألف ألف درهم وخمسمائة ألف درهم فقلت يا هذا ما تفعل ووقع لي
أن الحال يصلح والأيام بناصر الدولة تستمر وتدوم ويطالب بهذا المال عند تمام
المصلحة هذه النواحي ترتفع على السعر الوافي أصلا دون هذا المقدار كثيرا فكيف ما
يخص السلطان وأكثر ما عرف من ارتفاع هذه النواحي على توسط الأسعار وغلبة المدار
ألف ألف دينار ونحو مائتي دينار للسلطان أربعمائة ألف دينار وفي الإقطاعات
والتسويغات والإيغارات والمنقولات أربعمائة ألف دينار للسلطان وللتنأة والمزراعين
والأكرة نحو أربعمائة ألف دينار فرجع عن هذا القول وقال سهوت هذا الذي قلته هو
ارتفاع جميع الأصل ثم بطل ما أراده ناصر الدولة بانزعاجه من بغداد ورجوعه إلى
الموصل ورجوع الأمر إلى ترون التركي والله المستعان قلت وينسب إلى هذه الناحية
المعافى بن زكرياء بن يحيى بن حميد بن حماد النهرواني أبو الفرج القاضي كان من
أعلم أهل زمانه روى عن أبي القاسم البغوي ويحيى بن صاعد وغيرهما روى عنه القاضي
أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وأبو القاسم الأزهري وغيرهما ومات سنة 093
ومولده سنة 503 قال أبو عبد الله الحميدي قرأت بخط أبي الفرج المعافى بن زكرياء
النهرواني القاضي قال حججت سنة فكنت بمنى أيام التشريق إذ سمعت مناديا ينادي يا
أبا الفرج فقلت في نفسي لعله يريدني ثم قلت في الناس خلق كثير ممن يكنى أبا الفرج
فلعله يريد غيري فلم أجبه فلما رأى أنه لا يجيبه أحد نادى يا أبا الفرج المعافى
فهممت أن أجيبه ثم قلت يتفق من يكون اسمه المعافى وكنيته أبا الفرج فلم أجبه فرجع
ونادى يا أبا الفرج المعافى بن زكرياء النهرواني فقلت لم يبق شك في مناداته إياي
إذ ذكر اسمي وكنيتي واسم أبي وما أنسب إليه فقلت له ها أنا ذا ما تريد فقال ومن
أنت فقلت أبو الفرج المعافى بن زكرياء النهرواني قال فلعلك من نهروان الشرق قلت
نعم قال نحن نريد نهروان الغرب فعحبت من اتفاق الاسم والكنية واسم الاب وما أنسب
إليه وعلمت أن بالمغرب موضعا يعرف بالنهروان غير نهروان العراق وأبو حكيم إبراهيم
بن دينار بن أحمد بن الحسين بن حامد بن إبراهيم النهرواني البغدادي الفقيه الحنبلي
شيخ صالح نزل باب الأزج وله هناك مدرسة منسوبة إليه تفقه على أبي الخطاب محفوظ بن
أحمد الكلواذاني وكان حسن المعرفة بالفقه والمناظرة تخرج به جماعة وانتفعوا به
لخيره وصلاحه سمع أبا الحسن علي بن محمد العلاف وأبا القاسم علي بن محمد بن بيان
وغيرهما وحدث ودرس وأفتى وروى عنه أبو الفرج ابن الجوزي وقال مات في جمادى الآخرة
سنة 556 ومولده سنة 084
نهم بضم النون وسكون الهاء قال أبو المنذر كان لمزينة صنم يقال له نهم وبه كانت
تسمى عبد نهم وكان سادن نهم يسمى خزاعي بن عبد نهم من مزينة ثم من بني عدي فلما
سمع بالنبي صلى الله عليه و سلم ثار إلى الصنم فكسره وأنشأ يقول ذهبت إلى نهم
لأذبح عنده عتيرة نسك كالذي كنت أفعل فقلت لنفسي حين راجعت عقلها أهذا إله أبكم
ليس يعقل
أنبت فديني اليوم
دين محمد إله السماء الماجد المتفضل ثم لحق بالنبي صلى الله عليه و سلم وضمن إسلام
قومه مزينة وله يقول أيضا أمية بن الأشكر إذا لقيت راعيين في غنم أسيدين يحلفان
بنهم بينهما أشلاء لحم مقتسم فامض ولا يأخذك باللحم القرم
نهوذ بالذال المعجمة بلد في المغرب من أرض الزاب ينسب إليها أبو المهاجر دينار بن
عبد الله النهوذي الزابي مولى حميلة بنت عقبة الأنصاري أحد أمراء العرب في أيام
معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد روى عنه الحارث بن يزيد الحضرمي قتل ببلده سنة 63
مع عقبة بن نافع الفهري وربما هي تهوذة
نهيا بالفتح ثم السكون ثم ياء وألف مقصورة بلدة من نواحي الجيزة من مصر
نهيا بكسر النون وسكون ثانيه ثم ياء وألف مقصورة قال النهي الغدير حيث يتحير السيل
هو ماء لكلب في طريق الشام ورأيت أنا بين الرصافة والقريتين من طريق دمشق على
البرية بلدة ذات آثار وعمارة وفيها صهاريج كثيرة وليس عندها عين ولا نهر يقال لها
نهيا ذكرها أبو الطيب فقال وقد نزح العوير فلا عوير ونهيا والبييضة والجفار
نهيا زباب بديار الضباب بالحجاز ماءان وفيهما يقول الشاعر بنهيا زباب نقض منها
لبانة فقد مر بأس الطير لو تريان
نهي ابن خالد باليمامة وهو منهل وفيه من الأرحاء رحا ضأن ورحا إبل ورحا خيل وقال
بعض بني أسد سألت الرحا أين المبيت فأومأت إلي الرحا أين لا تبت بالثعالب يعني بني
ثعلبة بن شماس
فإن الرحا ما دام بالنهي حاضر لمحفوفة باللؤم من كل جانب
نهي تربة وهو الأخضر ومسيرته طولا ثلاثة أيام وعرضه مسيرة يوم قال أبو زياد وفيه
يقول القائل فإن الأخضر الهمجي رهن بما فعلت نفاثة والصموت قال أبو زياد النهي
منتهى سيل الوادي حيث ينتهي فربما صار هناك نهي يشرب به الناس الأشهر ماء ناقعا
غار في الأرض وربما شربوا به السنة والهمجي لأن به مياها تسمى الهماج
نهي غراب قال أبو محمد الأسود الأعرابي في قول جامع بن عمرو بن مرخية فظل خليلي
مستكينا كأنه قذى في مواقي مقلتيه بقلقل أقول له مهلا ولا مهل عنده ولا عند جاري
دمعة المتقيل بتأريج ذكرى من أميمة إن نأت وإن تقترب يوما بها الدار ينجل وموقدها
النهي سوق ونارها بذات المواشي أيما نار مصطلي قال قوله بالنهي أراد نهي غراب وهو
نهي
قليب بين العبامة
والعنابة في مستوى الغوطة والرمة
نهي الأكف بكسر النون وتفتح والهاء ساكنة والياء معربة بوزن ظبي والأكف جمع كف وقد
ذكر معنى النهي في الذي قبله وهو موضع في قوله وقلت تبين هل ترى بين ضارج ونهي
الأكف صارخا غير أعجما
النهيب بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وباء موحدة كأنه فعيل معنى مفعول موضع
النهيض تصغير النهض وله معان نهض البعير ما بين الكتف والمنكب والنهض الظلم والنهض
العتب والنهض طريق صاعد في الجبل وجمعه نهاض والنهيض موضع في بلادهم في قول نبهان
أرادوا جلائي يوم فيد وقربوا لحى ورؤوسا للشهادة ترعس سيعلم من ينوي جلائي أنني ركبت
بأكناف النهيض حبلبس
نهية بالفتح ثم الكسر وياء مشددة والنهية الناقة السمينة موضع عن ابن الأعرابي
نهي بالكسر ثم الكسون والياء معربة اسم ماء
نهي قرية بين اليمامة والبحرين لبني الشعيراء
ونهي الدولة قرية أخرى
باب النون والياء وما يليهما
نبات موضع في بلاد فهم في أخبار هذيل
نيار بالكسر والتخفيف أطم نيار بالمدينة وهو في بيوت بني مجدعة من الأنصار عن
الزهري
نيازي بكسر النون وبعد الألف زاي مفتوحة قرية كبيرة بين كس ونسف ينسب إليه نيازكي
وربما قيل نيازه وربما ينسب إليها نيازوي ينسب إليها أبو نصر أحمد بن محمد بن
الحسن بن حامد بن هارون بن المنذر بن عبد الجبار النيازكي الكرميني من كرمينية
يروي عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن عبد الجليل النسفي والهيثم بن كليب الشاشي
وغيرهما روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن غنجة وأبو العباس المستغفري ومات
سنة 993 بكرمينية
نياستر بالكسر والسين المهملة وتاء مثناة من فوقها وراء قلعة بين قاشان وقم
نياع بالكسر كأنه جمع النوع واختلف فيه فقيل هو الجوع وقيل هو العطش وهو بالعطش
أشبه كقولهم جائع نائع فلو كان هو الجوع لم يحسن تكريره وإن كان مع اختلاف اللفظين
يحسن التكرار وهو موضع في قول كثير أأطلال دار بالنياع فحمة سألت فلما استعجمت ثم
صمت ويروى النباع بالباء وحمة موضع أيضا
نيان كأنه فعلان من النيء ضد النضج موضع في بادية الشام في قول الكميت من وحش نيان
أو من وحش ذي بقر أفنى خلائله الإشلاء والطرد وقال أبو محمد الحسن بن أحمد
الأعرابي الغندجاني نيان جبل في بلاد قيس وأنشد ألا طرقت ليلى بنيان بعدما كسا
الليل بيدا فاستوت وأكاما وقال ابن ميادة
وبالغمر قد جازت
وجاز حمولها فسقى الغوادي بطن نيان فالغمر وهذه مواضع قرب تيماء بالشام
النيبطن محلة بدمشق ينسب إليها عمرو بن سعيد بن جندب بن عزيز بن النعمان الأزدي
النيبطني حدث عن أبيه روى عنه حفص
نيبطون من محال دمشق قرب المربعة وقنطرة بني مدلج وسوق الأحد في شرقي جيرون قرب
الأساكفة العتق
نيربا بكسر النون وسكون الياء وفتح الراء وباء موحدة مقصورة قرية كبيرة ذات بساتين
من شرقي قرى الموصل من كورة المرج
نيرب بالفتح ثم السكون وفتح الراء وباء موحدة وهو الحقد والحسد في موضعين قرية
مشهورة بدمشق على نصف فرسخ في وسط البساتين أنزه موضع رأيته يقال فيه مصلى الخضر
عليه السلام ينسب إليه أبو محمد عبد الهادي بن عبد الله الرومي النيربي كان اسمه
خليعا فلما عتق سمي بعبد الهادي سمع أبا طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم
الحنائي ذكره أبو سعد في شيوخه وكان حيا سنة 505 وقد ذكرها أبو المطاع وجيه الدولة
بن حمدان في شعر له وسماها النيربين بلفظ التثنية فقال سقى الله أرض الغوطتين
وأهلها فلي بجنوب الغوطتين شجون فما ذكرتها النفس إلا استخفني إلى برد ماء
النيربين حنين قد وكان شكي للفراق يروعني فكيف يكون اليوم وهو يقين
النير بالكسر ثم السكون وراء بلفظ نير الثوب وهو علمه والنير أيضا خشب عليه عقود
خيوط يستعمله الحائك ويجوز أن يكون نير منقولا عن فعل ما لم يسم فاعله من النار
والنور و النير في موضعين قرية ببغداد والنير جبل بأعلى نجد شرقيه لغني بن أعصر
وغربيه لغاضرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن وحذاءه الأحساء بواد يقال له ذو
بحار وهذا الوادي ينعض من أقاصي النير وقال أبو هلال الأسدي وفيه دلالة على أنه
لغاضرة بني أسد فقال أشاقتك الشمائل والجنوب ومن علو الرياح لها هبوب أتتك بنفخة
من شيح نجد تضوع والعرار بها مشوب وشمت البارقات فقلت جيدت جبال النير أو مطر
القليب ومن بستان إبراهيم غنت حمائم تحتها فنن رطيب فقلت لها وقيت سهام رام ورقط
الريش مطعمها القلوب كما هيجت ذا طرب ووجد إلى أوطانه فبكى الغريب وبالنير قبر
كليب بن وائل على ما خبرنا بعض طيء على الجبلين قال وهو قرب ضرية
نيرمان بالفتح ثم السكون وراء وآخره نون من قرى همذان من ناحية الجبل وإليها ينسب
أبو سعيد محمد بن علي بن خلف وابنه ذو المفاخر أبو الفرج أحمد وكانا من أعيان
الأدباء ولهما شعر رائق قال أبو القاسم الباخرزي قال الشريف أبو طالب محمد
بن عبد الله
الأنصاري نيرمان ضيعة خسيسة بظاهر همذان وسألت الأستاذ ذا المفاخر عنها فانصبغ
وجهه من الخجل حتى عاد كأنه الأيدع قلت الأيدع صبغ البقم وقيل دم الأخوين
نيروز مدينة من نواحي السند بين الديبل والمنصورة على نصف الطريق ولعلها إلى
المنصورة أقرب بينها وبين الديبل أربع مراحل في الإقليم الثاني طولها من جهة
المغرب اثنتان وتسعون درجة وعشرون دقيقة وعرضها ثلاث وعشرون درجة وثلاثون دقيقة
نيروه من قلاع ناحية الزوزان لصاحب الموصل
نيريز بفتح أوله وسكون ثانيه وراء ثم ياء ساكنة وزاي بلد من نواحي شيراز من أعمال
فارس له رستاق واسع ينسب إليه أبو نصر الحسين بن علي بن جعفر النيريزي حدث عن أبي
علي الحسن بن العباس بن محمد الخطيب وأبي الحسن علي بن محمد بن جعفر قال الأمير
حدثنا عنه حداد النشوي وبينه لي
نيسابور بفتح أوله والعامة يسمونه نشاوور وهي مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة معدن
الفضلاء ومنبع العلماء لم أر فيما طوفت من البلاد مدينة كانت مثلها قال بطليموس في
كتاب الملحمة مدينة نيسابور طولها خمس وثمانون درجة وعرضها تسع وثلاثون درجة خارجة
من الإقليم الرابع في الإقليم الخامس طالعها الميزان ولها شركة في كف الجوزاء مع
الشعرى العبور تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان ويقابلها مثلها من الجدي بيت عاقبتها
مثلها من الميزان بيت حياتها
ومن هناك طالت أعمار أهلها بيت ملكها ثلاث عشرة درجة من الحمل وقد ذكرنا في جمل
ذكر الأقاليم أنها في الرابع وفي زيج أبي عون إسحاق بن علي إن طول نيسابور ثمانون
درجة ونصف وربع وعرضها سبع وثلاثون درجة وعدها في الإقليم الرابع واختلف في
تسميتها بهذا الاسم فقال بعضهم إنما سميت بذلك لأن سابور مر بها وفيها قصب كثير
فقال يصلح أن يكون ههنا مدينة فقيل لها نيسابور وقيل في تسمية نيسابور وسابور
خواست وجنديسابور أن سابور لما فقدوه حين خرج من مملكته لقول المنجمين كما ذكرناه
في منارة الحوافر خرج أصحابه يطلبونه فبلغوا نيسابور فلم يجدوه فقالوا نيست سابور
أي ليس سابور فرجعوا حتى وقعوا إلى سابور خواست فقيل لهم ما تريدون فقالوا سابور
خواست معناه سابور نطلب ثم وقعوا إلى جنديسابور فقالوا وند سابور أي وجد سابور ومن
أسماء نيسابور أبرشهر وبعضهم يقول إيرانشهر والصحيح أن إيرانشهر هي ما بين جيحون
إلى القادسية ومن الري إلى نيسابور مائة وستون فرسخا ومنها إلى سرخس أربعون فرسخا
ومن سرخس إلى مرو الشاهجان ثلاثون فرسخا وأكثر شرب أهل نيسابور من قني تجري تحت
الأرض ينزل إليها في سراديب مهيأة لذلك فيوجد الماء تحت الأرض وليس بصادق الحلاوة
وعهدي بها كثيرة الفواكه والخيرات وبها ريباس ليس في الدنيا مثله تكون الواحدة منه
منا وأكثر وقد وزنوا واحدة فكانت خمسة أرطال بالعراقي وهي بيضاء صادقة البياض
كأنها الطلع وكان المسلمون فتحوها في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه والأمير عبد
الله بن عامر بن كريز في سنة 13 صلحا وبنى بها جامعا وقيل إنها فتحت في أيام عمر
رضي الله عنه على يد الأحنف بن قيس وإنما انتقضت في
أيام عثمان فأرسل إليها عبد الله بن عامر ففتحها ثانية وأصابها الغز في سنة 845 بمصيبة عظيمة حيث أسروا الملك سنجر وملكوا أكثر خراسان وقدموا نيسابور وقتلوا كل من وجدوا واستصفوا أموالهم حتى لم يبق فيها من يعرف وخربوها وأحرقوها ثم اختلفوا فهلكوا واستولى عليها المؤيد أحد مماليك سنجر فنقل الناس إلى محلة منها يقال لها شاذياخ وعمرها وسورها وتقلبت بها أحوال حتى عادت أعمر بلاد الله وأحسنها وأكثرها خيرا وأهلا وأموالا لأنها دهليز المشرق ولا بد للقفول من ورودها وبقيت على ذلك إلى سنة 681 خرج من وراء النهر الكفار من الترك المسمون بالتتر واستولوا على بلاد خراسان وهرب منهم محمد بن تكش بن ألب أرسلان خوارزم شاه وكان سلطان المشرق كله إلى باب همذان وتبعوه حتى أفضى به الأمر إلى أن مات طريدا بطبرستان في قصة طويلة واجتمع أكثر أهل خراسان والغرباء بنيسابور وحصنوها بجهدهم فنزل عليها قوم من هؤلاء الكفار فامتنعت عليهم ثم خرج مقدم الكفار يوما ودنا من السور فرشقه رجل من نيسابور بسهم فقتله فجرى الأتراك خيولهم وانصرفوا إلى ملكهم الأعظم الذي يقال له جنكزخان فجاء بنفسه حتى نزل عليها وكان المقتول زوج ابنته فنازلها وجد في قتال من بها فزعم قوم أن علويا كان متقدما على أحد أبوابها راسل الكفار يستلزم منهم على تسليم البلد ويشرط عليهم أنهم إذا فتحوه جعلوه متقدما فيه فأجابوه إلى ذلك ففتح لهم الباب وأدخلهم فأول من قتلوا العلوي ومن معه وقيل بل نصبوا عليها المناجيق وغيرها حتى أخذوها عنوة ودخلوا إليها دخول حنق يطلب النفس والمال فقتلوا كل من كان فيها من كبير وصغير وامرأة وصبي ثم خربوها حتى ألحقوها بالأرض وجمعوا عليها جموع الرستاق حتى حفروها لاستخراج الدفائن فبلغني أنه لم يبق بها حائط قائم وتركوها ومضوا فجاء قوم من قبل خوارزم شاه فأقاموا بها يسبرون الدفائن فأذهبوها مرة فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما دهى الإسلام قط مثلها وقال أبو يعلى محمد بن الهبارية أنشدني القاضي أبو الحسن الاستراباذي لنفسه فقال لا قدس الله نيسابور من بلد سوق النفاق بمغناها على ساق يموت فيها الفتى جوعا وبرهم والفضل ما شئت من خير وأرزاق والحبر في معدن الغرثى وإن برقت أنواره في المعاني غير براق وقال المرادي يذم أهلها لا تنزلن بنيسابور مغتربا إلا وحبلك موصول بسلطان أو لا فلا أدب يجدي ولا حسب يغني ولا حرمة ترعى لإنسان وقال أبو العباس الزوزني المعروف بالمأموني ليس في الأرض مثل نيسابور بلد طيب ورب غفور وقد خرج منها من أئمة العلم من لا يحصى منهم الحافظ الإمام أبو علي الحسين بن علي بن زيد بن داود بن يزيد النيسابوري الصائغ رحل في طلب العلم والحديث وطاف وجمع فيه وصنف وسمع الكثير من أبي بكر بن خزيمة وعبدان الجواليقي وأبي يعلى الموصلي وأحمد بن نصر الحافظ والحسن بن سفيان وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني وأبي خليفة وزكرياء الساجي وغيرهم وكتب عنه أبو الحسن
ابن جوصا وأبو
العباس بن عقدة وأبو محمد صاعد وإبراهيم بن محمد بن حمزة وأبو محمد الغسال وأبو
طالب أحمد بن نصر الحافظ وهم من شيوخه روى عنه أبو عبد الله الحاكم وأبو عبد
الرحمن السلمي وأبو عبد الله بن مندة وأبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي وهو
من أقرانه قال أبو عبد الرحمن السلمي سألت الدارقطني عنه فقال مهذب إمام وقال أبو
عبد الله بن مندة ما رأيت في اختلاف الحديث والإتقان أحفظ من أبي علي الحسين بن
علي النيسابوري قال أبو عبد الله في تاريخه الحسين بن علي بن يزيد أبو علي
النيسابوري الحافظ وحيد عصره في الحفظ والإتقان والورع والرحلة ذكره بالشرق كذكره
بالغرب مقدم في مذاكرة الأئمة وكثرة التصنيف كان مع تقدمه في هذا العلم أحد
المعدلين المقبولين في البلد سمع بنيسابور وهراة ونسا وجرجان ومرو الروذ والري
وبغداد والكوفة وواسط والأهواز وأصبهان ودخل الشام فكتب بها وسمع بمصر وكتب بمكة
عن الفضل بن محمد الجندي وقال في موضع آخر انصرف أبو علي من مصر إلى بيت المقدس ثم
حج حجة أخرى ثم انصرف إلى بيت المقدس وانصرف في طريق الشام إلى بغداد وهو باقعة في
الذكر والحفظ لا يطيق مذاكرته أحد ثم انصرف إلى خراسان ووصل إلى وطنه ولا يفي
بمذاكرته أحد من حفاظنا ثم أقام بنيسابور يصنف ويجمع الشيوخ والأتراب قال وسمعت
أبا بكر محمد بن عمر الجعابي يقول إن أبا علي أستاذي في هذا العلم وعقد له مجلس
الإملاء بنيسابور سنة 733 وهو ابن ستين سنة وإن مولده سنة 772 ولم يزل يحدث
بالمصنفات والشيوخ مدة عمره وتوفي أبو علي عشية يوم الأربعاء الخامس عشر من جمادى
الأولى سنة 943 ودفن في مقبرة باب معمر عن اثنتين وسبعين سنة
نشك بكسر النون وسكون الياء كورة من كور سجستان بينها وبين بست تشتمل على قرى كثيرة
وبلدان وأحد أبواب زرنج مدينة سجستان يقال له باب نيشك يخرج منه إلى بست
نيق العقاب موضع بين مكة والمدينة قرب الجحفة لقي به أبو سفيان بن الحارث بن عبد
المطلب وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ومهاجر بن أبي أمية وهو يريد مكة عام
الفتح
نيقية بكسر أوله وسكون ثانيه وكسر القاف وياء خفيفة قال بطليموس في كتاب الملحمة
مدينة أنيقية هكذا ذكرها بالألف طولها سبع وخمسون درجة وعرضها إحدى وأربعون درجة
وثلاثون دقيقة طالعها إحدى وعشرون درجة من الدلو سكانها جفاة ليس لمن يسكنها خلاق
لها ذنب الدجاجة ولها شركة في قلب العقرب وكوكب الدبران تحت سبع وعشرين درجة من
السرطان يقابلها مثلها من الجدي قال ابن الهروي مدينة نيقية من أعمال اصطنبول على
البر الشرقي وهي المدينة التي اجتمع بها آباء الملة المسيحية وكانوا ثلثمائة
وثمانية عشر أبا يزعمون أن المسيح عليه السلام كان معهم في هذا المجمع وهو أول
المجامع لهذه الملة وبه أظهروا الأمانة التي هي أصل دينهم وصورهم وصورة كراسيهم
بهذه المدينة في بيعتها ولهم فيها اعتقاد عظيم وفي الطريق من هذه المدينة إلى بلاد
الروم الشمالية قبر أبي محمد البطال على رأس تل عال في حد تخوم البلاد
نيلاب بكسر أوله وآخره باء موحدة اسم لمدينة جنديسابور وكان اسمها قديما نيلاط
نيلاط آخره طاء
مهملة هو الذي قبله بعينه وهو اسمها القديم
النيل بكسر أوله بلفظ النيل الذي تصبغ به الثياب في مواضع أحدها بليدة في سواد
الكوفة قرب حلة بني مزيد يخترقها خليج كبير يتخلج من الفرات الكبير حفره الحجاج بن
يوسف وسماه بنيل مصر وقيل إن النيل هذا يستمد من صراة جاماسب ينسب إليه خالد بن
دينار النيلي أبو الوليد الشيباني كان يسكن النيل حدث عن الحسن العكلي وسالم بن
عبد الله ومعاوية بن قرة روى عنه الثوري وغيره وقال محمد بن خليفة السنبسي شاعر
بني مزيد يمدح دبيسا بقصيدة مطلعها قالوا هجرت بلاد النيل وانقطعت حبال وصلك عنها
بعد إعلاق فقلت إني وقد أقوت منازلها بعد ابن مزيد من وفد وطراق فمن يكن تائقا
يهوى زيارتها على البعاد فإني غير مشتاق وكيف أشتاق أرضا لا صديق بها إلا رسوم
عظام تحت أطباق وإياه عنى أيضا مرجا بن نباه بقوله قصدتكم أرجو نوال أكفكم فعدت
وكفي من نوالكم صفر فلما أتيت النيل أيقنت بالغنى ونيل المنى منكم فلاحقني الفقر
والنيل أيضا نهر من أنهار الرقة حفره الرشيد على ضفة نيل الرقةوالبليخ نهر دير زكى
ولذلك قال الصنوبري كأن عناق نهري دير زكى إذا اعتنقا عناق متيمين وقت ذاك البليخ
يد الليالي وذاك النيل من متجاورين وأما نيل مصر فقال حمزة هو تعريب نيلوس من
الرومية قال القضاعي ومن عجائب مصر النيل جعله الله لها سقيا يزرع عليه ويستغنى به
عن مياه المطر في أيام القيظ إذا نضبت المياه من سائر الأنهار فيبعث الله في أيام
المد الريح الشمال فيغلب عليه البحر الملح فيصير كالسكر له حتى يربو ويعم الربى
والعوالي ويجري في الخلج والمساقي فإذا بلغ الحد الذي هو تمام الري وحضر زمان
الحرث والزراعة بعث الله الريح الجنوب فكبسته وأخرجته إلى البحر الملح وانتفع
الناس بالزراعة مما يروى من الأرض وأجمع أهل العلم أنه ليس في الدنيا نهر أطول من
النيل لأن مسيرته شهر في الإسلام وشهران في بلاد النوبة وأربعة أشهر في الخراب حيث
لا عمارة فيها إلى أن يخرج في بلاد القمر خلف خط الاستواء وليس في الدنيا نهر يصب
من الجنوب إلى الشمال إلا هو ويمتد في أشد ما يكون من الحر حين تنقص أنهار الدنيا
ويزيد بترتيب وينقص بترتيب بخلاف سائر الأنهار فإذا زادت الأنهار في سائر الدنيا
نقص وإذا نقصت زاد نهاية وزيادة وزيادته في أيام نقص غيره وليس في الدنيا نهر يزرع
عليه ما يزرع على النيل ولا يجيء من خراج نهر ما يجيء من خراج ما يسقيه النيل وقد
روي عن عمرو بن العاص أنه قال إن نيل مصر سيد الأنهار سخر الله له كل نهر بين
المشرق والمغرب أن يمد له وذلله له فإذا أراد الله تعالى أن يجري نيل مصر أمر الله
تعالى كل نهر أن يمده بمائه وفجر الله تعالى له الأرض عيونا وانتهى جريه إلى ما
أراد
الله تعالى فإذا بلغ النيل نهايته أمر الله تعالى كل ماء أن يرجع إلى عنصره ولذلك جميع مياه الأرض تقل أيام زيادته وذكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال لما فتح المسلمون مصر جاء أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بؤونه من شهور القبط فقالوا أيها الأمير إن لبلدنا هذا سنة لا يجري النيل إلا بها وذلك أنه إذا كان لاثنتي عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثم ألقيناها في هذا النيل فقال لهم عمرو إن هذا لا يكون في الإسلام وإن الإسلام يهدم ما قبله فأقاموا بؤونه وأبيب ومسرى لا يجري النيل قليلا ولا كثيرا حتى هموا بالجلاء فلما رأى عمرو ذلك كتب إلى عمر بن الخطاب بذلك فكتب إليه عمر قد أصبت إن الإسلام يهدم ما قبله وقد بعثت إليك ببطاقة فألقها في داخل النيل إذا أتاك كتابي هذا وإذا في كتابه بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى نيل مصر أما بعد فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر وإن كان الواحد القهار يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك قال فألقى عمرو بن العاص البطاقة في النيل وذلك قبل عيد الصليب بيوم وكان أهل مصر قد تأهبوا للخروج منها والجلاء لأنهم لا تقوم مصلحتهم إلا بالنيل فأصبحوا يوم الصليب وقد جرى النيل بقدرة الله تعالى وزاد ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة وانقطعت تلك السنة السيئة عن أهل مصر وكان للنيل سبعة خلجان خليج الإسكندرية وخليج دمياط وخليج منف وخليج المنهي وخليج الفيوم وخليج عرشي وخليج سردوس وهي متصلة الجريان لا ينقطع منها شيء والزروع بين هذه الخلجان متصلة من أول مصر إلى آخرها وزروع مصر كلها تروى من ستة عشر ذراعا بما قدروا ودبروا من قناطرها وجسورها وخلجها فإذا استوى الماء كما ذكرناه في المقياس من هذا الكتاب أطلق حتى يملأ أرض مصر فتبقى تلك الأراضي كالبحر الذي لم يفارقه الماء قط والقرى بينه يمشي إليها على سكور مهيأة والسفن تخترق ذلك فإذا استوفت المياه ورويت الأرضون أخذ ينقص في أول الخريف وقد دبر الهواء وانكسر الحر فكلما نقص الماء عن أرض زرعت أصناف الزروع واكتفت بتلك الشربة لأنه كلما تأخر الوقت برد الجو فلا تنشف الأرض إلى أن يستكمل الزرع فإذا استكمل عاد الوقت يأخذ في الحر والصيف حتى ينضج الزروع وينشفها ويكملها فلا يأتي الصيف إلا وقد استقام أمرها فأخذوا في حصادها وفي ذلك عبرة وآية ودليل على قدرة العزيز الحكيم الذي خلق الأشياء في أحسن تقويم وقد قال عز من قائل ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت وفي النيل عجائب كثيرة وله خصائص لا توجد في غيره من الأنهار وأما أصل مجراه فيذكر أنه يأتي من بلاد الزنج فيمر بأرض الحبشة مسامتا لبحر اليمن من جهة أرض الحبشة حتى ينتهي إلى بلاد النوبة من جانبها الغربي والبجه من جانبها الشرقي فلا يزال جاريا بين جبلين بينهما قرى وبلدان والراكب فيه يرى الجبلين عن يمينه وشماله وهو بينهما بإزاء الصعيد حتى يصب في البحر وأما سبب زيادته في الصيف فإن المطر يكثر بأرض الزنجبار وتلك البلاد في هذه الأوقات بحيث ينزل الغيث عندهم كأفواه القرب وتنصب المدود إلى هذا النهر من سائر الجهات فإلى أن يصل إلى مصر ويقطع تلك المفاوز يكون القيظ ووجه
الحاجة إليه كما دبره الخالق عز و جل وقد ذكر الليث بن سعد وغيره قصة رجل من ولد العيص بن إسحاق النبي عليه السلام وتطلبه مجراه أذكرها بعد إن شاء الله تعالى قال أمية نيل مصر ينبوعه من وراء خط الاستواء من جبل هناك يقال له جبل القمر فإنه يبتدىء في التزيد في شهر أبيب وهو في الرومية يوليه والمصريون يقولون إذا دخل أبيب شرع الماء في الدبيب وعند ابتدائه في التزيد تتغير جميع كيفياته ويفسد والسبب في ذلك مروره بنقائع مياه أجنة يخالطها فيحيلها ويستخرجها معه ويستصحبها إلى غير ذلك مما يحيله فلا يزال على هذه الحال كما وصفه الأمير تميم بن المعز بن إسماعيل فقال أما ترى الرعد بكى واشتكى والبرق قد أومض واستضحكا فاشرب على غيم كصبغ الدجى أضحك وجه الأرض لما بكى وانظر لماء النيل في مده كأنه صندل أو مسكا أو كما قال أمية بن أبي الصلت المغربي ولله مجرى النيل منها إذا الصبا أرتنا به في مرها عسكرا مجرا بشط يهز السمهرية ذبلا وموج يهز البيض هندية بترا ولتميم بن المعز أيضا يوم لنا بالنيل مختصر ولكل وقت مسرة قصر والسفن تصعد كالخيول بنا فيه وجيش الماء منحدر فكأنما أمواجه عكن وكأنما داراته سرر وقال الحافظ أبو الحسين محمد بن الوزير في تدرج زيادة النيل إصبعا إصبعا وعظم منفعة ذلك التدرج أرى أبدا كثيرا من قليل وبدرا في الحقيقة من هلال فلا تعجب فكل خليج ماء بمصر مسبب لخليج مال زيادة إصبع في كل يوم زيادة أذرع في حسن حال فإذا بلغ الماء خمسة عشر ذراعا وزاد من السادس عشر إصبعا واحدا كسر الخليج ولكسره يوم معهود فيجتمع الخاص والعام بحضرة القاضي وإذا كسر فتحت الترع وهي فوهات الخلجان ففاض الماء وساح وعم الغيطان والبطاح وانضم أهل القرى إلى أعلى مساكنهم من الضياع والمنازل بحيث لا ينتهي إليهم الماء فتعود عند ذلك أرض مصر بأسرها بحرا عاما غامر الماء بين جبليها المكتنفين لها وتثبت على هذه الحال حسبما تبلغ الحد المحدود في مشيئة الله وأكثر ذلك يحول حول ثمانية عشر ذراعا ثم يأخذ عائدا في صبه إلى مجرى النيل ومشربه فينقص عما كان مشرفا عاليا من الأراضي ويستقر في المنخفض منها فيترك كل قرارة كالدرهم ويعم الربى بالزهر المؤنق والروض المشرق وفي هذا الوقت تكون أرض مصر أحسن شيء منظرا وأبهاها مخبرا وقد جود أبو الحسن علي بن أبي بشر الكاتب فقال شربنا مع غروب الشمس شمسا مشعشعة إلى وقت الطلوع وضوء الشمس فوق النيل باد كأطراف الأسنة في الدروع
ومن عجائب النيل السمكة الرعادة وهي سمكة لطيفة مسيرة من مسها بيده أو بعود يتصل بيده إليها أو بشبكة هي فيها اعترته رعدة وانتفاض ما دامت في يده أو في شبكته وهذا أمر مستفيض رأيت جماعة من أهل التحصيل يذكرونه ويقال إن بمصر بقلة من مسها ومس الرعادة لم ترتعد يده والله أعلم ومن عجائبه التمساح ولا يوجد في بلد من البلدان إلا في النيل ويقال إنه أيضا بنهر السند إلا أنه ليس في عظم المصري فإذا عض اشتبكت أسنانه واختلفت فلم يتخلص الذي وقع فيها حتى يقطعه وحنك التمساح الأعلى يتحرك والأسفل لا يتحرك وليس ذلك في غيره من الدواب ولا يعمل الحديد في جلده وليس له فقار بل عظم ظهره من رأسه إلى ذنبه عظم واحد ولا يقدر أن يلتوي أو ينقبض لأنه ليس في ظهره خرز وهو إذا انقلب لم يستطع أن يتحرك وإذا أراد الذكر أن يسفد أنثاه أخرجها من النيل وألقاها على ظهرها كما يأتي الرجل المرأة فإذا قضى منها وطره قلبها فإن تركها على ظهرها صيدت لأنها لا تقدر أن تنقلب وذنب التمساح حاد طويل وهو يضرب به فربما قتل من تناله ضربته وربما جر بذنبه الثور من الشريعة حتى يلجج به في البحر فيأكله ويبيض مثل بيض الإوز فإذا فقص عن فراخه كان الواحد كالحرذون في جسمه وخلقته ثم يعظم حتى يصير عشرة أذرع وأكثر وهو يبيض وكلما عاش يزيد وتبيض الأنثى ستين بيضة وله في فيه ستون سنا ويقال إنه إذا أخذ أول سن من جانب حنكه الأيسر ثم علق على من به حمى نافض تركته من ساعته وربما دخل لحم ما يأكله بين أسنانه فيتأذى به فيخرج من الماء إلى البر ويفتح فاه فيجيئه طائر مثل الطيطوى فيسقط على حنكه فيلتقط بمنقاره ذلك اللحم بأسره فيكون ذلك اللحم طعاما لذلك الطائر وراحة بأكله إياه للتمساح ولا يزال هذا الطائر حارسا له ما دام ينقي أسنانه فإذا رأى إنسانا أو صيادا يريده رفرف عليه وزعق ليؤذنه بذلك ويحذره حتى يلقي نفسه في الماء إلى أن يستوفي جميع ما في أسنانه فإذا أحس التمساح بأنه لم يبق في أسنانه شيء يؤذيه أطبق فمه على ذلك الطائر ليأكله فلذلك خلق الله في رأس ذلك الطائر عظما أحد من الإبرة فيقيمه في وسط رأسه فيضرب حنك التمساح ويحكى عنه ما هو أعجب من ذلك وهو أن ابن عرس من أشد أعدائه فيقال إن ابن عرس إذا رأى التمساح نائما على شاطىء النيل ألقى نفسه في الماء حتى يبتل ثم يتمرغ في التراب ثم يقيم شعره ويثب حتى يدخل في جوف التمساح فيأكل ما في جوفه وليس للتمساح يد تدفع عنه ذلك فإذا أراد الخروج بقر بطنه وخرج وعجائب الدنيا كثيرة وإنما نذكر منها ما نجربه عادة ولهذا أمثال ليس كتابنا بصدد شرحها وقال الشاعر أضمرت للنيل هجرانا ومقلية مذ قيل لي إنما التمساح في النيل فمن رأى النيل رأي العين من كثب فما رأى النيل إلا في البواقيل والبواقيل كيزان يشرب منها أهل مصر وقال عمرو بن معدي كرب فالنيل أصبح زاخرا بمدوده وجرت له ريح الصبا فجرى لها عودت كندة عادة فاصبر لها اغفر لجانبها ورد سجالها وحدث الليث بن سعد قال زعموا والله أعلم
أن رجلا من ولد العيص يقال له حائذ بن شالوم بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام خرج هاربا من ملك من ملوكهم إلى أرض مصر فأقام بها سنين فلما رأى عجائب نيلها وما يأتي به جعل لله نذرا أن لا يفارق ساحله حتى يرى منتهاه أو ينظر من أين مخرجه أو يموت قبل ذلك فسار عليه ثلاثين سنة في العمران ومثلها في غير العمران وبعضهم يقول خمس عشرة كذا وخمس عشرة كذا حتى انتهى إلى بحر أخضر فنظر إلى النيل يشقه مقبلا فوقف ينظر إلى ذلك فإذا هو برجل قائم يصلي تحت شجرة تفاح فلما رآه استأنس به فسلم عليه فسأله صاحب الشجرة عن اسمه وخبره وما يطلب فقال له أنا حائذ بن شالوم بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم فمن أنت قال أنا عمران بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم فما الذي جاء بك إلى ههنا يا حائذ قال أردت علم أمر النيل فما الذي جاء بك أنت قال جاء بي الذي جاء بك فلما انتهيت إلى هذا الموضع أوحى الله تعالى إلي أن قف بمكانك حتى يأتيك أمري قال فأخبرني يا عمران أي شيء انتهى إليك من أمر هذا النيل وهل بلغك أن أحدا من بني آدم يبلغه قال نعم بلغني أن رجلا من بني العيص يبلغه ولا أظنه غيرك يا حائذ فقال له يا عمران كيف الطريق إليه قال له عمران لست أخبرك بشيء حتى تجعل بيننا ما أسألك قال وما ذاك قال إذا رجعت وأنا حي أقمت عندي حتى يأتي ما أوحى الله لي أن يتوفاني فتدفنني وتمضي قال لك ذلك علي قال سر كما أنت سائر فإنه ستأتي دابة ترى أولها ولا ترى آخرها فلا يهولنك أمرها فإنها دابة معادية للشمس إذا طلعت أهوت إليها لتلتقمها فاركبها فإنها تذهب بك إلى ذلك الجانب من البحر فسر عليه فإنك ستبلغ أرضا من حديد جبالها وشجرها وجميع ما فيها حديد فإذا جزتها وقعت في أرض من فضة جبالها وشجرها وجميع ما فيها فضة فإذا تجاوزتها وقعت في أرض من ذهب جميع ما فيها ذهب ففيها ينتهي إليك علم النيل قال فودعه ومضى وجرى الأمر على ما ذكر له حتى انتهى إلى أرض الذهب فسار فيها حتى انتهى إلى سور من ذهب وعليه قبة لها أربعة أبواب وإذا ماء كالفضة ينحدر من فوق ذلك السور حتى يستقر في القبة ثم يتفرق في الأبواب وينصب إلى الأرض فأما ثلثاه فيغيض وأما واحد فيجري على وجه الأرض وهو النيل فشرب منه واستراح ثم حاول أن يصعد السور فأتاه ملك وقال يا حائذ قف مكانك فقد انتهى إليك علم ما أردته من علم النيل وهذا الماء الذي تراه ينزل من الجنة وهذه القبة بابها فقال أريد أن أنظر إلى ما في الجنة فقال إنك لن تستطيع دخولها اليوم يا حائذ قال فأي شيء هذا الذي أرى قال هذا الفلك الذي تدور فيه الشمس والقمر وهو شبه الرحا قال أريد أن أركبه فأدور فيه فقال له الملك إنك لن تستطيع اليوم ذلك ثم قال إنه سيأتيك رزق من الجنة فلا تؤثر عليه شيئا من الدنيا فإنه لا ينبغي لشيء من الجنة أن يؤثر عليه شيء من الدنيا فبينما هو واقف إذ أنزل عليه عنقود من عنب فيه ثلاثة أصناف صنف كالزبرجد الأخضر وصنف كالياقوت الأحمر وصنف كاللؤلؤ الأبيض ثم قال يا حائذ هذا من حصرم الجنة ليس من يانع عنبها فارجع فقد انتهى إليك علم النيل فرجع حتى انتهى إلى الدابة فركبها فلما أهوت الشمس إلى الغروب أهوت إليها لتلتقمها فقذفت به إلى جانب البحر الآخر فأقبل حتى انتهى إلى عمران فوجده قد مات في يومه ذلك فدفنه وأقام
على قبره فلما كان
في اليوم الثالث أقبل شيخ كبير كأنه بعض العباد فبكى على عمران طويلا وصلى على
قبره وترحم عليه ثم قال يا حائذ ما الذي انتهى إليك من علم النيل فأخبره فقال هكذا
نجده في الكتاب ثم التفت إلى شجرة تفاح هناك فأقبل يحدثه ويطري تفاحها في عينيه
فقال له يا حائذ ألا تأكل قال معي رزقي من الجنة ونهيت أن أوثر عليه شيئا من
الدنيا فقال الشيخ هل رأيت في الدنيا شيئا مثل هذا التفاح إنما هذه شجرة أنزلها
الله لعمران من الجنة ليأكل منها وما تركها إلا لك ولو أكلت منها وانصرفت لرفعت
فلم يزل يحسنها في عينه ويصفها له حتى أخذ منها تفاحة فعضها ليأكل منها فلما عضها
عض يده ونودي هل تعرف الشيخ قال لا قيل هذا الذي أخرج أباك آدم من الجنة أما إنك
لو سلمت بهذا الذي معك لأكل منه أهل الدنيا فلم ينفد فلما وقف حائذ على ذلك وعلم
أنه إبليس أقبل حتى دخل مصر فأخبرهم بخبر النيل ومات بعد ذلك بمصر قال عبيد الله
الفقير إليه مؤلف الكتاب هذا خبر شبيه بالخرافة وهو مستفيض ووجوده في كتب الناس
كثير والله أعلم بصحته وإنما كتبت ما وجدت
نيمروز هو بالفارسية ومعناه بالعربية نصف يوم وهو اسم لولاية سيجستان وناحيتها
سميت بذلك فيما زعموا لأنها مثل نصف الدنيا وإن دخلها وخيراتها تقاوم نصف ما تطلع
عليه الشمس وذلك على سبيل المبالغة لا على الحقيقة
نينوى بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح النون والواو بوزن طيطوى وهي قرية يونس بن متى
عليه السلام بالموصل وبسواد الكوفة ناحية يقال لها نينوى منها كربلاء التي قتل بها
الحسين رضي الله عنه وذكر ابن أبي طاهر أن الشعراء اجتمعوا بباب عبد الله بن طاهر
فخرج إليهم رسوله وقال من يضيف إلى هذا البيت على حروف قافيته بيتا وهو لم يصح
للبين منهم صرد وغراب لا ولكن طيطوى فقال رجل من أهل الموصل فاستقلوا بكرة يقدمهم
رجل يسكن حصني نينوى فقال عبد الله بن طاهر للرسول قل له لم تصنع شيئا فهل عنده غيره
فقال أبو سناء القيسي وبنبطي طفا في لجة قال لما كظه التغطيط وى فصوبه وأمر له
بخمسين دينارا
نيني بكسر أوله وسكون ثانيه ونون أخرى مكسورة وياء هو نهر مشهور بإفريقية في
أقصاها
نيه بالكسر ثم السكون وهاء خالصة قرية بين هراة وكرمان وقال أبو سعد نيه بلدة بين
سجستان وأسفزار صغيرة ينسب إليها أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن الحسين بن محمد
بن الحسين بن عمر بن حفص النيهي الفقيه الشافعي كان إماما عارفا بمذهب الشافعي
تفقه على القاضي الحسين بن محمد وبرع في الفقه ثم درس بعده وكثر أصحابه وهو أستاذ
أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المروزي سمع الحديث من أستاذه الحسين بن محمد ومن أبي
عبد الله محمد بن محمد بن العلاء البغوي وغيرهما وتوفي في حدود سنة 480 وابن
أخيه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحسين بن محمد بن الحسين بن عمر بن حفص بن يزيد أبو محمد النيهي من أهل مرو الروذ إمام فاضل مفت دين ورع شافعي المذهب تفقه على الحسين بن مسعود البغوي الفراء وتخرج عليه جماعة سمع أستاذه الحسين بن مسعود البغوي الفراء وأبا محمد عبد الله بن الحسين الطيبي وأبا الفضل عبد الجبار بن محمد الأصبهاني وأبا الفتح عبد الرزاق بن حسان المنيعي وأبا عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الأصبهاني سمع منه أبو سعد ومات في شعبان سنة 548
و
باب الواو والألف وما يليهما
وابش قال أبو الفتح وابش واد وجبل بين وادي القرى والشام
وابصة بكسر الباء والصاد مهملة الوبيص البريق وفلان وابصة سمع إذا كان يسمع كلاما
فيعتمد عليه ويظنه حقا والوابصة النار ووابصة اسم موضع بعينه
وابكنة بفتح الباء الموحدة وسكون الكاف وفتح النون قرية بينها وبين بخارى ثلاثة
فراسخ
وابل بكسر الباء واللام قال الزجاج في قوله تعالى أخذا وبيلا هو الثقيل الغليظ جدا
ومن هذا قيل للمطر الشديد الضخم القطر العظيم الوابل ووابل موضع في أعالي المدينة
واتدة بكسر التاء المثناة من فوقها ودال مهملة والوتد معروف وواتد أي منتصب ومنه
قولهم وتد واتد والواتدة ماءة
واثلة بالثاء المثلثة قالوا من الأسماء مأخوذ من الوثيل وهو ليف النخل وهي قرية
معروفة
واج روذ موضع بين همذان وقزوين كانت فيه وقعة للمسلمين سنة 92 مع الفرس والديلم
وكان ملك الديلم يقال له موثا وكانت وقعة شديدة تعدل وقعة نهاوند فانتصر المسلمون
وكان أميرهم نعيم بن مقرن فقال في ذلك فلما أتاني أن موثا ورهطه بني باسل جروا
خيول الأعاجم صدمناهم في واج روذ بجمعنا غادة رميناهم بإحدى العظائم فما صبروا في
حومة الموت ساعة بحد الرماح والسيوف الصوارم أصبنا بها موثا ومن لف لفه وفيها نهاب
قسمها غير غانم كأنهم في واج روذ وجره ضئين أغانتها فروج المخارم
الواحات واحدها واح على غير قياس لا أعرف معناها وما أظنها إلا قبطية وهي ثلاث كور
في غربي مصر ثم غربي الصعيد لأن الصعيد يحوطه جبلان
غربي وشرقي وهما
جبلان مكتنفا النيل من حيث يعلم جريانه إلى أن ينتهي الجبل الشرقي إلى المقطم بمصر
وينقطع وليس وراءه غير بادية العرب والبحر القلزمي والآخر إلى البحر فما وراه
الجبل الغربي الواح الأول أوله مقابل الفيوم ممتد إلى أسوان وهي كورة عامرة ذات
نخيل وضياع حسنة وفيها تمر جيد أفخر تمور مصر وهي أكبر الواحات وبعدها جبل آخر
ممتد كامتداد الذي قبله وراءه كورة أخرى يقال لها واح الثانية وهي دون تلك العمارة
وخلفها جبل ممتد كامتداد الذي قبله وراءه كورة أخرى يقال لها واح الثالثة وهي دون
الأوليين في العمارة ومدينة الواح الثالثة يقال لها سنترية بالسين المهملة وفيها
نخل كثير ومياه جمة منها مياه حامضة يشربها أهل تلك النواحي وإذا شربوا غيرها
استوبأوها وبين أقصى واح الثالثة وبلاد النوبة ست مراحل وبها قبائل من البربر من
لواتة وغيرهم وقد نسب إليهم قوم من أهل العلم وبعد ذلك بلاد فزان والسودان والله
أعلم بما وراء ذلك وينسب إلى واح عبد الغني بن بازل بن يحيى الواحي المصري أبو
محمد قال شيرويه قدم علينا همذان في شوال سنة 467 روى عن أبي الصلت الطبري وأبي
الحسن علي بن عبد الله القصاب الواسطي وأبي سعد محمد بن عبد الرحمن النيسابوري
وأبي الحسن علي بن محمد الماوردي وذكر كما أدى وقال سمعت منه بهمذان وبغداد وكان
صدوقا وقال السلفي أنشدني أبو الثناء محمود بن أسلان الخالدي أنشدني أبو عبد الله
الطباخ الواحي لنفسه وقال أطل مدة الهجران ما شئت وارفض فما صدك المضني الحشا صد
مبغض وإلا فما للقلب أنى ذكرتكم ينازعني شوقا إليكم ويقتضي ولولا شهادات الجوارح
بالذي علمتم لما عرضت نفسي لمعرض وأعلم أني إن بعدت فذكركم يراني بعين القلب
كالقمر المضي وربتما كأس أهم بشربها سروري ولم تسفح حذار محرض نعم وجليس دام يجلس مجلسا
بغير حفاظ لي فقيل له انهض فيا ذا الرياسات الموفق حامدا دعاء محب معرض متعرض
أتحيا على الدنيا سعيدا مملكا وأحتاج فيها للغنى والتركض وللغير بحر من عطائك زاخر
وما لي منه حسوة المتبرض أقل واصطنع واصفح ولن واغتفر وجد أمل وتفضل واحب وانعم
وعوض ولا تحوجني للشفيع فما أرى به ولو أن العمر في الهجر ينقضي فما أحد في الأرض
غيرك نافعي وأنت كما أهوى مصحي وممرضي وما لك مثلي والحظوظ عجيبة ولكن من يكثر على
المرء يدحض
واحد بلفظ العدد الواحد جبل لكلب قال عمرو بن العداء الأجداري ثم الكلبي ألا ليت
شعري هل أبيتن ليلة بإنبط أو بالروض شرقي واحد بمنزلة جاد الربيع رياضها قصير بها
ليل العذارى الرواقد
وحيث ترى الجرد
الجياد صوافنا يقودها غلماننا بالقلائد
الواحفان بالحاء المهملة وآخره نون والواحف الأسود والنبات الريان والوحفاء الأرض
التي فيها حجارة سود موضع تثنية واحف وأنشد بعضهم عناق فأعلى واحفين كأنه من البغي
للأشباح سلم مصالح
واحف مثل الذي قبله في المعنى وهو موضع آخر قال ثعلبة بن عمرو العبقسي لمن دمن
كأنهن صحائف قفار خلا منها الكثيب فواحف
الوادي قال أبو عبيدة عن اليزيدي ودى الفرس إذا أخرج جردانه ليبول وأدلى ليضرب
وقال غيره ودى إذا سال ومنه أخذ الودي لخروجه وسيلانه والوادي أخذ منه والوادي كل
مفرج بين جبال وآكام وتلال يكون مسلكا للسيل أو منفذا والجمع الأودية مثل ناد
وأندية وقياسه أوداء وأنداء مثل صاحب وأصحاب والوادي ناحية بالأندلس من أعمال
بطليوس
وادي بنا باليمن مجاور للحقل
وادي الحجارة بلد بالأندلس ينسب إليه عبد الباقي بن محمد بن سعيد بن بريال الحجاري
أبو بكر مات ببلنسية في مستهل رمضان سنة 205
وادي الأحرار بالجزيرة وهو بموزن بني عامر بن لؤي وإنما سمي بذلك لأن يزيد بن
معاوية نزل بهم فسماهم بذلك وأغار عليهم عمير بن الحباب السلمي وله بذلك قصة في
أيام بني مروان في أيام العصبية
وادي الحمل من قرى اليمامة عن الحفصي
وادي خبان باليمن من أعمال ذمار
وادي الدوم واد معترض من شمالي خيبر إلى قبليها أوله من الشمال غمرة ومن القبلة
القصيبة وهذا الوادي يفصل بين خيبر والعوارض
وادي الزمار بفتح الزاي وتشديد الميم وآخره راء الزمارة القصبة التي يزمرون بها
والزمارة المغنية والزمارة البغي ووادي الزمار قرب الموصل بينها وبين دير ميخائيل
وهو معشب أنيق وعليه رابية عالية يقال لها رابية العقاب نزهة طيبة تشرف على دجلة
والبساتين قال الخالدي يذكرها ألست ترى الروض يبدي لنا طرائف من صنع آذار تلبس مما
نحا باله حليا على تل زمار
وادي السباع جمع سبع والسبع يقع على ما له ناب ويعدو على الناس والدواب فيفترسها
مثل الأسد والذئب والنمر والفهد فأما الثعلب فإنه وإن كان له ناب فإنه ليس بسبع
لأنه لا عدوان له وكذلك الضبع ولذلك جاءت الشريعة بإباحة لحمهما و وادي السباع
الذي قتل فيه الزبير بن العوام بين البصرة ومكة بينه وبين البصرة خمسة أميال كذا
ذكره أبو عبيدة
ووادي السباع من نواحي الكوفة سمي بذلك لما أذكره لك وهو أن أسماء بنت دريم بن
القين بن أهود بن بهراء كان يقال لها أم الأسبع وولدها بنو وبرة بن تغلب بن حلوان
بن عمران بن الحاف بن قضاعة يقال لهم السباع وهم كلب وأسد والذئب والفهد وثعلب
وسرحان وبرك وهو الحريش ويقال له كركدن له قرن واحد يحمل الفيل على قرنه على ما
قيل
وخثعم وهو الضبع
والفزر وهو اليربوع من السباع دون جرم الفهد إلا أنه أشد وأجرى وعنزة وهي دابة
طويلة الخطم تعد من رؤوس السباع يأتي الناقة فيدخل خطمه في حيائها ويأكل ما في
بطنها ويأتي البعير فيمتلخ عينه وهر وضبع والسمع وهو ولد الذئب الضبع وديسم وهو
الثعلب وقيل ولد الذئب قال الجوهري قلت لأبي الغوث يقولون إن الديسم ولد الذئب من
الكلب فقال ما هو إلا ولد الذئب ونمس وهو دويبة فوق ابن عرس يأكل اللحم وهو أسود
ملمع ببياض والعفر جنس من الببر وسيد والدلدل والظربان دويبة نتنة الفساء ووعوع
وهو ابن آوى الضخم وكانت تنزل أولادها بهذا الوادي فسمي وادي السباع بأولادها قال
ابن حبيب مر وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن نزار بن معد
بن عدنان بأسماء هذه أم ولد وبرة وكانت امرأة جميلة وبنوها يرعون حولها فهم بها
فقالت له لعلك أسررت في نفسك مني شيئا فقال أجل فقالت لئن لم تنته لأستصرخن عليك
فقال والله ما أرى بالوادي أحدا فقالت له لو دعوت سباعه لمنعتني منك وأعانتني عليك
فقال أوتفهم السباع عنك قالت نعم ثم رفعت صوتها يا كلب يا ذئب يا فهد يا دب يا
سرحان يا أسد يا سيد فجاؤوا يتعادون ويقولون ما خبرك يا أماه فقالت ضيفكم هذا
أحسنوا قراه ولم تر أن تفضح نفسها عند بنيها فذبحوا له وأطعموه فقال وائل ما هذا
إلا وادي السباع فسمي بذلك قال ابن حبيب هو الوادي الذي بطريق الرقة وقال السفاح
بن بكير صلى على يحيى وأشياعه رب كريم وشفيع مطاع أم عبيد الله ملهوفة ما نومها
بعدك إلا رواع كما استحنت بكرة واله حنت حنينا ودعاها النزاع يا فارسا ما أنت من
فارس موطأ الأكناف رحب الذراع قوال معروف وفعاله عقار مثنى أمهات الرباع يعدو ولا
تكذب شداته كما عدا الذئب بوادي السباع وهي طويلة وقال أيضا مررت على وادي السباع
ولا أرى كوادي السباع حين يظلم واديا أقل به ركبا أتوه وبيئة وأخوف إلا ما وقى
الله ساريا
وادي سبيع تصغير سبع موضع في قول غيلان بن ربيع اللص ألا هل إلى حومانة ذات عرفج
ووادي سبيع يا عليل سبيل ودوية قفر كأن بها القطا بري لها فوق الحداب يجول
وادي الشزب بالزاي من قرى مشرق جهران باليمن من أعمال صنعاء
وادي الشياطين جمع شيطان قيل هو فيعال من شطن إذا بعد وقيل الشيطان فعلان من شاط
يشيط إذا هلك واحترق مثل هيمان وعيمان قال عبيد الله الفقير إليه وعندي أن الأولى
في اشتقاق الشيطان
أن يكون من شطنه
يشطنه شطنا إذا خالفه عن نيته ووجهه لمخالفته في السجود لآدم أو من الشطن وهو
الحبل الطويل الشديد الفتل يشد به الفرس الأشر فيقال إنه لينزو بين شطنين لأنه إذا
استعصى على صاحبه شده بحبلين والفرس مشطون لأنه قد ورد أن سليمان عليه السلام كان
يقيدهم ويشدهم بحبال وأنه إذا ورد شهر رمضان قيدت الشياطين والله أعلم وهو موضع
بين الموصل وبلط وفيه دير ينسب إليه وقد ذكرته في الأديرة من هذا الكتاب
وادي القرى قد ذكرته في القرى وبسطت من القول وذكرت اشتقاقه ولا فائدة في تكراره
وهو واد بين المدينة والشام من أعمال المدينة كثير القرى والنسبة إليه وادي وإليه
نسب عمر الوادي وفتحها النبي صلى الله عليه و سلم سنة سبع عنوة ثم صولحوا على
الجزية قال أحمد بن جابر في سنة سبع لما فرغ النبي صلى الله عليه و سلم من خيبر
توجه إلى وادي القرى فدعا أهلها إلى الإسلام فامتنعوا عليه وقاتلوه ففتحها عنوة
وغنم أموالها وأصاب المسلمون منهم أثاثا ومتاعا فخمس رسول الله صلى الله عليه و
سلم ذلك وترك النخل والأرض في أيدي اليهود وعاملهم على نحو ما عامل عليه أهل خبير
فقيل إن عمر رضي الله عنه أجلى يهودها فيمن أجلى فقسمها بين من قاتل عليه وقيل إنه
لم يجلهم لأنها خارجة عن الحجاز وهي الآن مضافة إلى عمل المدينة وكان فتحها في
جمادى الآخرة سنة سبع وقال القاضي أبو يعلى عبد الباقي بن أبي الحصين المعزي إذا
غبت عن ناظري لم يكد يمر به وأبيك الكرى فيؤلمني أنني لا أرا ك إذا ما طلبتك فيمن
أرى لقد كذب النوم فيما استقل بشخصك في مقلتي وافترى وكيف وداري بأرض الشآم ودارك
أرض بوادي القرى وبعد فلي أمل في اللقاء لأني وإياك فوق الثرى وقال جميل ألا ليت
شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذا لسعيد وهل أرين جملا به وهي أيم وما رث من
حبل الوصال جديد وقد نسب إلى وادي القرى جماعة منهم يحيى بن أبي عبيدة الوادي أصله
من وادي القرى واسمه يحيى بن رجاء بن مغيث مولى قريش ثقة في الحديث قال لنا أبو
عروبة كنيته أبو محمد وقال رأيته وسمعت منه ومات في سنة 042 في جمادى الأولى هكذا
ذكره علي بن الحسين بن علي بن الحراني الحافظ في تاريخ الجزري وجمعه وعمر بن داود
بن زاذان مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه المعروف بعمر الوادي المغني وكان مهندسا
في أيام الوليد بن يزيد بن عبد الملك ولما قتل هرب وهو أستاذ حكم الوادي
وادي القصور في بلاد هذيل قال صخر الغي الهذلي يصف سحابا فأصبح ما بين وادي القصور
حتى يلملم حوضا لقيفا
وادي القضيب واحد القضبان موضع كان فيه يوم من أيامهم
وادي موسى منسوب
إلى موسى بن عمران عليه السلام وهو واد في قبلي بيت المقدس بينه وبين أرض الحجاز
وهو واد حسن كثير الزيتون وإنما سمي وادي موسى لأنه عليه السلام لما خرج من التيه
ومعه بنو إسرائيل كان معه الحجر الذي ذكره الله تعالى في القرآن كان إذا ارتحل
حمله معه وخرج فإذا نزل ألقاه على الأرض فخرجت منه اثنتا عشرة عينا تتفرق على اثني
عشر سبطا قد علم كل أناس مشربهم فلما وصل إلى هذا الوادي وعلم بقرب أجله عمد إلى
ذلك الحجر فسمره في الجبل هناك فخرجت منه اثنتا عشرة عينا وتفرقت على اثنتي عشرة
قرية كل قرية لسبط من الأسباط ثم مات موسى عليه السلام وبقي الحجر على أمره هناك
وحدثني القاضي جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف أدام الله علوه أنه رآه هناك وأنه
في قدر رأس العنز وأنه ليس في هذا الجبل شيء يشبهه
وادي المياه جمع ماء ذكر في المياه ووجدت في بعض التواريخ أن وادي المياه بسماوة
كلب بين الشام والعراق وذكره الحفصي في نواحي اليمامة قال وأول ما يسقي جلاجل وادي
المياه الذي يقول فيه الراعي ردوا الجمال وقالوا إن موعدكم وادي المياه وأحساء به
برد واستقبلت سربهم هيف يمانية هاجت تراعي وحاد خلفهم غرد وقال عبد الله بن
الدمينة يعرض ببنت عم له ألا يا حمى وادي المياه قتلتني أباحك لي قبل الممات مبيح
رأيتك غض النبت مرتطب الثرى يحوطك شجاع عليك شحيح كأن مدوف الزعفران بجنبه دم من
ظباء الواديين ذبيح ولي كبد مقروحة من يبيعني بها كبدا ليست بذات قروح أبى الناس
ويح الناس لا يشترونها ومن يشتري ذا علة بصحيح
وادي النمل الذي خاطب سليمان عليه السلام النمل فيه قيل هو بين جيرين وعسقلان
وادي هبيب بضم الهاء وفتح الباء الموحدة وياء ساكنة وباء أخرى هو بالمغرب ينسب إلى
هبيب ابن مغفل صحابي رووا عنه حديثا واحدا وهو حديث ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب
أن أسلم أبا عمران أخبره عن هبيب بن مغفل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول من جره خيلاء يعني إزاره وطئه في النار
وادي يكلا من نواحي صنعاء باليمن
الواديين هكذا وجدته والصواب الواديان إلا أن يكون نزل منزلة الأندرين ونصيبين وهي
بلدة في جبال السراة بقرب مدائن لوط وإياها عنى المجنون في قوله أحب هبوط الواديين
وإنني لمستهزأ بالواديين غريب وباليمن من أعمال زبيد كورة عظيمة لها دخل واسع يقال
لها الواديان
واذار بالذال المعجمة وآخره راء من قرى أصبهان
واذنان بكسر الذال المعجمة ونونين أيضا من قرى أصبهان ينسب إليها الشيخ العارف
محمد بن أحمد بن عمر روى عنه يوسف الشيرازي
واردات جمع واردة
موضع عن يسار طريق مكة وأنت قاصدها وقال أبو عبيد السكوني الربائع عن يسار سميراء
وواردات عن يمينها سمر كلها وبذلك سميت سميراء ويوم واردات معروف بين بكر وتغلب
قتل فيه بحير بن الحارث بن عباد بن مرة فقال المهلهل أليلتنا بذي حسم أنيري إذا
أنت انقضيت فلا تحوري فإن يك بالذنائب طال ليلي فقد أبكي من الليل القصير فإني قد
تركت بواردات بجيرا في دم مثل العبير هتكت به بيوت بني عباد وبعض الغشم أشفى
للصدور وقال ابن مقبل ونحن القائدون بواردات ضباب الموت حتى ينجلينا
واران بعد الألف راء وآخره نون من قرى تبريز على فرسخ منها ينسب إليها الفقيه المظفر
بن أبي الخير بن إسماعيل الواراني تفقه بالموصل على أبي المظفر محمد بن علوان بن
مهاجر وببغداد على ابن فضلان وكان معيدا بالمدرسة ببغداد وصنف كتبا
وازذ بالزاي الساكنة والذال معجمة ويقال ويزد من قرى سمرقند
وازواز بزايين معجمتين قال أحمد بن محمد الهمذاني بنهاوند موضع يقال له وازواز
البلاعة هو حجر كبير فيه ثقب يكون فتحه أكثر من شبر يفور منه الماء كل يوم فيخرج
وله صوت عظيم وخرير هائل فيسقي أراضي كثيرة ثم يتراجع حتى يدخل ذلك الثقب وينقطع
وذكر ابن الكلبي أن هذا الحجر مطلسم بسبب الماء لا يخرج إلا وقت الحاجة إليه ثم
يغور إذا استغني عنه وقيل إن الفلاح يجيء إليه وقت حاجته إلى الماء فيقف إزاء
الثقب ثم ينقره بالمر دفعة أو دفعتين فيفور الماء بدوي شديد فإذا سقى ما يريد وبلغ
منه حاجته تراجع إلى الثقب وغار فيه إلى وقت الحاجة إليه قال وهذا مشهور بالناحية
ينظر إليه كل من أحب ذلك وأراده قلت وهذا مما لنا فيه مرتاب
واسط في عدة مواضع نبدأ أولا بواسط الحجاج لأنه أعظمها وأشهرها ثم نتبعها الباقي
فأول ما نذكر لم سميت واسطا ولم صرفت فأما تسميتها فلأنها متوسطة بين البصرة
والكوفة لأن منها إلى كل واحدة منهما خمسين فرسخا لا قول فيه غير ذلك إلا ما ذهب
إليه بعض أهل اللغة حكاية عن الكلبي أنه كان قبل عمارة واسط هناك موضع يسمى واسط
قصب فلما عمر الحجاج مدينته سماها باسمها والله أعلم قال المنجمون طول واسط إحدى
وسبعون درجة وثلثان وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وثلث وهي في الإقليم الثالث قال
أبو حاتم واسط التي بنجد والجزيرة يصرف ولا يصرف وأما واسط البلد المعروف فمذكر
لأنهم أرادوا بلدا واسطا أو مكانا واسطا فهو منصرف على كل حال والدليل على ذلك
قولهم واسطا بالتذكير ولو ذهب به إلى التأنيث لقالوا واسط قالوا وقد يذهب به مذهب
البقعة والمدينة فيترك صرفه وأنشد سيبويه في ترك الصرف منهن أيام صدق قد عرفت بها
أيام واسط والأيام من هجرا ولقائل أن يقول إنه لم يرد واسط هذه فيرجع إلى
ما قاله أبو حاتم قال الأسود وأخبرني أبو الندى قال إن للعرب سبعة أواسط واسط نجد وهو الذي ذكره خداش بن زهير حيث قال عفا واسط كلاؤه فمحاضره إلى حيث نهيا سيله فصدائره وواسط الحجاز وهو الذي ذكره كثير فقال أجدوا فأما أهل عزة غدوة فبانوا وأما واسط فمقيم وواسط الجزيرة قال الأخطل كذبتك عينك أم رأيت بواسط غلس الظلام من الرباب خيالا وقال أيضا عفا واسط من أهل رضوى فنبتل فمجتمع الحرين فالصبر أجمل وواسط اليمامة وهو الذي ذكره الأعشى وواسط العراق قال وقد نسيت اثنين وأول أعمال واسط من شرقي دجلة الصلح ومن الجانب الغربي زرفامية وآخر أعمالها من ناحية الجنوب البطائح وعرضها الخيثمية المتصلة بأعمال باروسما وعرضها من ناحية الجانب الشرقي عند أعمال الطيب وقال يحيى بن مهدي بن كلال شرع الحجاج في عمارة واسط في سنة 48 وفرغ منها في سنة 86 فكان عمارتها في عامين في العام الذي مات فيه عبد الملك بن مروان ولما فرغ منها كتب إلى عبد الملك إني اتخذت مدينة في كرش من الأرض بين الجبل والمصرين وسميتها واسطا فلذلك سمي أهل واسط الكرشيين وقال الأصمعي وجه الحجاج الأطباء ليختاروا له موضعا حتى يبني فيه مدينة فذهبوا يطلبون ما بين عين التمر إلى البحر وجولوا العراق ورجعوا وقالوا ما أصبنا مكانا أوفق من موضعك هذا في خفوف الريح وأنف البرية وكان الحجاج قبل اتخاذه واسطا أراد نزول الصين من كسكر وحفر بها نهر الصين وجمع له الفعلة ثم بدا له فعمر واسطا ثم نزل واحتفر النيل والزاب وسماه زابا لأخذه من الزاب القديم وأحيا ما على هذين النهرين من الأرضين ومصر مدينة النيل وقال قوم إن الحجاج لما فرغ من حروبه استوطن الكوفة فآنس منهم الملال والبغض له فقال لرجل ممن يثق بعقله امض وابتغ لي موضعا في كرش من الأرض أبني فيه مدينة وليكن على نهر جار فأقبل ملتمسا ذلك حتى سار إلى قرية فوق واسط بيسير يقال لها واسط القصب فبات بها واستطاب ليلها واستعذب أنهارها واستمرأ طعامها وشرابها فقال كم بين هذا الموضع والكوفة فقيل له أربعون فرسخا قال فإلى المدائن قالوا أربعون فرسخا قال فإلى الأهواز قالوا أربعون فرسخا قال فللبصرة قالوا أربعون فرسخا قال هذا موضع متوسط فكتب إلى الحجاج بالخبر ومدح له الموضع فكتب إليه اشتر لي موضعا أبني فيه مدينة وكان موضع واسط لرجل من الدهاقين يقال له داوردان فساومه بالموضع فقال له الدهقان ما يصلح هذا الموضع للأمير فقال لم فقال أخبرك عنه بثلاث خصال تخبره بها ثم الأمر إليه قال وما هي قال هذه بلاد سبخة البناء لا يثبت فيها وهي شديدة الحر والسموم وإن الطائر لا يطير في الجو إلا ويسقط لشدة الحر ميتا وهي بلاد أعمار أهلها قليلة قال فكتب بذلك إلى الحجاج فقال هذا رجل يكره مجاورتنا فأعلمه أنا سنحفر بها الأنهار ونكثر من البناء والغرس فيها ومن الزرع حتى تعذو وتطيب وأما
قوله إنها سبخة وإن
البناء لا يثبت فيها فسنحكمه ثم نرحل عنه فيصير لغيرنا وأما قلة أعمار أهلها فهذا
شيء إلى الله تعالى لا إلينا وأعلمه أننا نحسن مجاورتنا له ونقضي ذمامه بإحساننا
إليه قال فابتاع الموضع من الدهقان وابتدأ في البناء في أول سنة 38 واستتمه في سنة
86 ومات في سنة 59
وحدث علي بن حرب الموصلي عن أبي البختري وهب عن عمرو بن كعب بن الحارث الحارثي قال
سمعت خالي يحيى بن الموفق يحدث عن مسعدة بن صدقة العبدي قال أنبأنا عبد الله بن
عبد الرحمن حدثنا سماك بن حرب قال استعملني الحجاج بن يوسف على ناحية بادوريا
فبينما أنا يوما على شاطىء دجلة ومعي صاحب لي إذا أنا برجل على فرس من الجانب
الآخر فصاح باسمي واسم أبي فقلت ما تشاء فقال الويل لأهل مدينة تبنى ههنا ليقتلن
فيها ظلما سبعون ألفا كرر ذلك ثلاث مرات ثم أقحم فرسه في دجلة حتى غاب في الماء
فلما كان من قابل ساقني القضاء إلى ذلك الموضع فإذا أنا برجل على فرس فصاح بي كما
صاح في المرة الأولى وقال كما قال وزاد سيقتل من حولها ما يستقل الحصى لعددهم ثم
أقحم فرسه في الماء حتى غاب قال وكانوا يرون أنها واسط وما قتل الحجاج فيها وقيل
إنه أحصي في محبس الحجاج ثلاثة وثلاثون ألف إنسان لم يحبسوا في دم ولا تبعة ولا
دين وأحصى من قتله صبرا فبلغوا مائة وعشرين ألفا ونقل الحجاج إلى قصره والمسجد
الجامع أبوابا من الزندورد والدوقرة ودير ماسرجيس وسرابيط فضج أهل هذه المدن
وقالوا قد غصبتنا على مدائننا وأموالنا فلم يلتفت إلى قولهم قالوا وأنفق الحجاج
على بناء قصره والجامع والخندقين والسور ثلاثة وأربعين ألف ألف درهم فقال له كاتبه
صالح بن عبد الرحمن هذه نفقة كثيرة وإن احتسبها لك أمير المؤمنين وجد في نفسه قال
فما نصنع قال الحروب لها أجمل فاحتسب منها في الحروب بأربعة وثلاثين ألف ألف درهم
واحتسب في البناء تسعة آلاف ألف درهم قال ولما فرغ منه وسكنه أعجبه إعجابا شديدا
فبينما هم ذات يوم في مجلسه إذ أتاه بعض خدمه فأخبره أن جارية من جواريه وقد كان
مائلا إليها قد أصابها لمم فغمه ذلك ووجه إلى الكوفة في إشخاص عبد الله بن هلال
الذي يقال له صديق إبليس فلما قدم عليه أخبره بذلك فقال أنا أحل السحر عنها فقال
له افعل فلما زال ما كان بها قال الحجاح ويحكم إني أخاف أن يكون هذا القصر مختصرا
فقال له أنا أصنع فيه شيئا فلا ترى ما تكرهه فلما كان بعد ثلاثة أيام جاء عبد الله
بن هلال يخطر بين الصفين وفي يده قلة مختومة فقال أيها الأمير تأمر بالقصر أن يمسح
ثم تدفن هذه القلة في وسطه فلا ترى فيه ما تكرهه أبدا فقال الحجاج له يا ابن هلال
وما علامة ذلك قال أن يأمر الأمير برجل من أصحابه بعد آخر من أشداء أصحابه حتى
يأتي على عشرة منهم فليجهدوا أن يستقلوا بها من الأرض فإنهم لا يقدرون فأمر الحجاج
محضره بذلك فكان كما قال ابن هلال وكان بين يدي الحجاج مخصرة فوضعها في عروة القلة
ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام
ثم استوى على العرش ثم شال القلة فارتفعت على المخصرة فوضعها ثم فكر منكسا رأسه
ساعة ثم التفت إلى عبد الله بن هلال فقال له خذ قلتك والحق بأهلك قال ولم قال إن
هذا القصر سيخرب بعدي وينزله غيري ويختفر محتفر فيجد هذه القلة فيقول لعن الله
الحجاج إنما كان
يبدأ أمره بالسحر
قال فأخذها ولحق بأهله قالوا وكان ذرع قصره أربعمائة في مثلها وذرع مسجد الجامع
مائتين في مائتين وصف الرحبة التي تلي صف الحدادين ثلاثمائة في ثلاثمائة وذرع
الرحبة التي تلي الجزارين والحوض ثلاثمائة في مائة والرحبة التي تلي الإضمار
مائتين في مائة وكان محمد بن القاسم مقلد الهند والسند فأهدى إلى الحجاج فيلا فحمل
من البطائح في سفينة فلما صار بواسط أخرج في المشرعة التي تدعى مشرعة الفيل فسميت
به إلى الساعة ولما فرغ الحجاج من بناء واسط أمر بإخراج كل نبطي بها وقال لا يدخلون
مدينتي فإنهم مفسدة فلما مات دخلوها عن قريب وذكر الحجاج عند عبد الوهاب الثقفي
بسوء فغضب وقال إنما تذكرون المساوي أوما تعلمون أنه أول من ضرب درهما عليه لا إله
إلا الله محمد رسول الله وأول من بنى مدينة بعد الصحابة في الإسلام وأول من اتخذ
المحامل وأن امرأة من المسلمين سبيت بالهند فنادت يا حجاجاه فاتصل به ذلك فجعل
يقول لبيك لبيك وأنفق سبعة آلاف ألف درهم حتى افتتح الهند واستنقذ المرأة وأحسن
إليها واتخذ المناظر بينه وبين قزوين وكان إذا دخن أهل قزوين دخنت المناظر إن كان
نهارا وإن كان ليلا أشعلوا نيرانا فتجرد الخيل إليهم فكانت المناظر متصلة بين
قزوين وواسط فكانت قزوين ثغرا حينئذ
وأما قولهم تغافل واسطي قال المبرد سألت الثوري عنه فقال إن الحجاج لما بناها قال
بنيت مدينة في كرش من الأرض كما قدمنا فسمي أهلها الكرشيين فكان إذا مر أحدهم
بالبصرة نادوا يا كرشي فتغافل عن ذلك ويري أنه لا يسمع أو أن الخطاب ليس معه ولقد
جاءني بخوارزم أحد أعيان أدبائها وسألني عن هذا المثل وقال لي قد أطلت السؤال عنه
والتفتيش عن معنى قولهم تغافل واسطي فلم أظفر به ولم يكن لي في ذلك الوقت به علم
حتى وجدته بعد ذلك فأخبرته ثم وضعته أنا ههنا ورأيت أنا واسطا مرارا فوجدتها بلدة
عظيمة ذات رساتيق وقرى كثيرة وبساتين ونخيل يفوت الحصر وكان الرخص موجودا فيها من
جميع الأشياء ما لا يوصف بحيث أني رأيت فيها كوز زبد بدرهمين واثنتي عشرة دجاجة
بدرهم وأربعة وعشرين فروجا بدرهم والسمن اثنا عشر رطلا بدرهم والخبر أربعون رطلا
بدرهم واللبن مائة وخمسون رطلا بدرهم والسمك مائة رطل بدرهم وجميع ما فيها بهذه
النسبة وممن ينسب إليها خلف بن محمد بن علي ابن حمدون أبو محمد الواسطي الحافظ
صاحب كتاب أطراف أحاديث صحيحي البخاري ومسلم حدث عن أحمد بن جعفر القطيعي والحسين
بن أحمد المديني وأبي بكر الإسماعيلي وغيرهم روى عنه الحاكم أبو عبد الله وأبو
نعيم الأصبهاني وغيرهما وأنشدني التنوخي للفضل الرقاشي يقول تركت عيادتي ونسيت بري
وقدما كنت بي برا حفيا فما هذا التغافل يا ابن عيسى أظنك صرت بعدي واسطيا وأنشدني
أحمد بن عبد الرحمن الواسطي التاجر قال أنشدني أبو شجاع بن دواس القنا لنفسه يا رب
يوم مر بي في واسط جمع المسرة ليله ونهاره مع أغيد خنث الدلال مهفهف قد كاد يقطع
خصره زناره وقميص دجلة بالنسيم مفرك كسر تجر ذيوله أقطاره
وأنشدني أيضا لأبي
الفتح المانداني الواسطي عرج على غربي واسط إنني دائي الدوي بها وفرط سقامي وطني
وما قضيت فيه لبانتي ورحلت عنه وما قضيت مرامي وقال بشار بن برد يهجو واسطا على
واسط من ربها ألف لعنة وتسعة آلاف على أهل واسط أيلتمس المعروف من أهل واسط وواسط
مأوى كل علج وساقط نبيط وأعلاج وخوز تجمعوا شرار عباد الله من كل غائط وإني لأرجو
أن أنال بشتمهم من الله أجرا مثل أجر المرابط وقال غيره يهجوهم يا واسطيين اعلموا
أنني بذمكم دون الورى مولع ما فيكم كلكم واحد يعطي ولا واحدة تمنع وقال محمد بن
الأجل هبة الله بن محمد بن الوزير أبي المعالي بن المطلب يلقب بالجرد يذكر واسطا
للهواسط ما أشهى المقام بها إلى فؤادي وأحلاه إذا ذكرا لا عيب فيها ولله الكمال
سوى أن النسيم بها يفسو إذا خطرا وواسط أيضا قرية متوسطة بين بطن مر ووادي نخلة
ذات نخيل قال لي صديقنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود النجار كنت ببطن مر
فرأيت نخلا عن بعد فسألت عنه فقيل لي هذه قرية يقال لها واسط وقال بعض شعراء
الأعراب يذكر واسطا في بلادهم ألا أيها الصمد الذي كان مرة تحلل سقيت الأهاضيب من
صمد ومن وطن لم تسكن النفس بعده إلى وطن في قرب عهد ولا بعد ومنزلتي دلقاء من بطن
واسط ومن ذي سليل كيف حالكما بعدي تتابع أمطار الربيع عليكما أما لكما بالمالكية
من عهد وواسط أيضا قرية مشهورة ببلخ قال إبراهيم بن أحمد السراج حدثنا محمد بن
إبراهيم المستملي بحديث ذكره محمد بن محمد بن إبراهيم الواسطي واسط بلخ قال أبو
إسحاق المستملي في تاريخ بلخ نور بن محمد بن علي الواسطي واسط بلخ وبشير بن ميمون
أبو صيفي من واسط بلخ عن عبيد المكتب وغيره حدث عنه قتيبة وقال أبو عبيدة في شرح
قول الأعشى في مجدل شيد بنيانه يزل عنه ظفر الطائر مجدل حصن لبني السمين من بني
حنيفة يقال له واسط
واسط أيضا قرية بحلب قرب بزاعة مشهورة عندهم وبالقرب منها قرية يقال لها الكوفة
وواسط أيضا قرية بالخابور قرب قرقيسيا وإياها عنى الأخطل فيما أحسب لأن الجزيرة
منازل تغلب عفا واسط من أهل رضوى فنبتل وواسط أيضا بدجيل على ثلاثة فراسخ من بغداد
قال الحافظ أبو موسى سمعت أبا عبدالله يحيى بن
أبي علي البناء
ببغداد حدثني القاضي أبو عبد الله محمد ابن أحمد بن شاده الأصبهاني ثم الواسطي
واسط دجيل على ثلاثة فراسخ من بغداد ومحمد بن عمر بن علي العطار الحربي ثم الواسطي
واسط دجيل روى عن محمد بن ناصر السلامي روى عنه جماعة منهم محمد بن عبد الغني بن
نقطة
واسط الرقة كان أول من استحدثها هشام بن عبد الملك لما حفر الهني والمري قال أبو الفضل
قال أبو علي صاحب تاريخ الرقة سعيد بن أبي سعيد الواسطي واسم أبيه مسلمة بن ثابت
خراساني سكن واسط الرقة وكان شيخا صالحا حدث أبوه مسلمة عن شريك وغيره قال أبو علي
سمعت الميمون يقول ذكروا أن الزهري لما قدم واسط الرقة عبر إليه سبعة من أهل الرقة
وذكر قصة وواسط هذه قرية غربي الفرات مقابل الرقة وقال أبو حاتم واسط بالجزيرة فهي
هذه أو التي بقرقيسيا أو غيرها قال كثير عزة سألت حكيما أين شطت بها النوى فخبرني
ما لا أحب حكيم أجدوا فأما آل عزة غدوة فبانوا وأما واسط فمقيم فما للنوى لا بارك
الله في النوى وعهد النوى عند الفراق ذميم شهدت لئن كان الفؤاد من النوى معنى
سقيما إنني لسقيم فإما تريني اليوم أبدي جلادة فإني لعمري تحت ذاك كليم وما ظعنت
طوعا ولكن أزالها زمان بنا بالصالحين غشوم فواحزني لما تفرق واسط وأهل التي أهذي
بها وأحوم قال محمد بن حبيب واسط هذه بناحية الرقة قاله في شرح ديوان كثير وأنا
أرى أنه أراد واسط التي بالحجاز أو بنجد بلا شك ولكن علينا أن ننقل عن الأئمة ما
يقولونه والله أعلم وقال ابن السكيت في قول كثير أيضا فإذا غشيت لها ببرقة واسط
فلوى لبينة منزلا أبكاني قال واسط بين العذيبة والصفراء وواسط أيضا من منازل بني قشير
لبني أسيدة وهم بنو مالك بن سلمة بن قشير وأسيدة وحعيدة من بني سعد بن زيد مناة
وبنو أسيدة يقولون هي عربية
وواسط أيضا بمكة وذكر محمد بن إسحاق الفاكهي في كتاب مكة قال واسط قرن كان أسفل من
جمرة العقبة بين المأزمين فضرب حتى ذهب قال ويقال له واسط لأنه بين الجبلين اللذين
دون العقبة قال وقال بعض المكيين بل تلك الناحية من بركة القسري إلى العقبة تسمى
واسط المقيم ووقف عبد المجيد بن أبي رواد بأحمد بن ميسرة على واسط في طريق منى
فقال له هذا واسط الذي يقول فيه كثير عزة
وأما واسط فمقيم وقد ذكر وقال ابن إدريس قال الحميدي واسط الجبل الذي يجلس عنده
المساكين إذا ذهبت إلى منى قاله في شرح قول عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي في
قصيدته التي أولها كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
ولم يتربع واسطا
وجنوبه إلى المنحنى من ذي الأراكة حاضر وأبدلنا ربي بها دار غربة بها الجوع باد
والعدو محاصر قال السهيلي في شرح السيرة قال الفاكهي يقال إن أول من شهده وضرب فيه
قبة خالصة مولاة الخيزران
وواسط أيضا بالأندلس بليدة من أعمال قبرة قال ابن بشكوال أحمد بن ثابت بن أبي
الجهم الواسطي ينسب إلى واسط قبرة سكن قرطبة يكنى أبا عمر روى عن أبي محمد الأصيلي
وكان يتولى القراءة عليه حدث عنه أبو عبد الله بن ديباج ووصفه بالخير والصلاح قال
ابن حبان توفي الواسطي في جمادى الآخرة سنة 734 وكف بصره
وواسط أيضا قرية كانت قبل واسط في موضعها خربها الحجاج وكانت واسط هذه تسمى واسط
القصب وقد ذكرتها مع واسط الحجاج قال ابن الكلبي كان بالقرب من واسط موضع يسمى
واسط القصب هي التي بناها الحجاج أولا قبل أن يبني واسط هذه التي تدعى اليوم واسطا
ثم بنى هذه فسماها واسطا بها
وواسط أيضا قرية قرب مطيراباذ قرب حلة بني مزيد يقال لها واسط مرزاباذ قال أبو
الفضل أنشدنا أبو عبد الله أحمد الواسطي واسط هذه القرية قال أنشدنا أبو النجم
عيسى بن فاتك الواسطي من هذه القرية لنفسه من قصيدة يمدح بعض العمار وما على قدره
شكرت له لكن شكري له على قدري لأن شكري السهى وأنعمه ال بدر وأين السهى من البدر
وواسط أيضا قال العمراني واسط مواضع في بلاد بني تميم وهي التي أرادها ذو الرمة
بقوله غربي واسط نها ومجت في الكثيب الأباطح وقال ابن دريد واسط مواضع بنجد ولعلها
التي قبلها والله أعلم
وواسط أيضا قرية في شرقي دجلة الموصل بينهما ميلان ذات بساتين كثيرة
وواسط أيضا قرية بالفرج من نواحي الموصل بين مرق وعين الرصد أو بين مرق والمجاهدية
فإني نسيت هذا المقدار
وواسط أيضا باليمن بسواحل زبيد قرب العنبرة التي خرج منها علي بن مهدي المستولي
على اليمن
واسم السين مهملة جبل بين الدهنج والمندل من أرض الهند قيل إن آدم وحواء هبطا عليه
واشجرد بالشين المفتوحة والجيم وراء ساكنة ودال مهملة من قرى ما وراء النهر قال
الإصطخري إذا جزت الختل والوخش إلى نواحي واشجرد والقواديان على جيحون
وواشجرد مدينة نحو الترمذ وشومان أصغر منها ويرتفع من واشجرد وشومان إلى قرب
الصغانيان زعفران كثير يحمل إلى سائر الآفاق
واشلة من أرض اليمامة لبني ضور بن رزاح
واضع بالضاد المعجمة مخلاف باليمن
واعقة موضع وفي الجمهرة وعقة
واقرة بالقاف جبل باليمن فيه حصن يقال له الهطيف
واقس بالقاف والسين مهملة موضع بنجد عن ابن دريد
واقصة بكسر القاف والصاد مهملة موضعان والواقصة بمعنى الموقوصة كما قالوا آشرة
بمعنى مأشورة
وقال ابن السكيت الوقص
دق العنق والوقص قصر العنق والوقص صغار العيدان والدواب إذا سارت في رؤوس الآكام
وقصتها أي كسرت رؤوسها بقوائمها قال هشام واقصة وشراف ابنتا عمرو بن معتق بن زمر
من بني عبيل بن عوض بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام
وواقصة منزل بطريق مكة بعد القرعاء نحو مكة وقبل العقبة لبني شهاب من طيء ويقال
لها واقصة الحزون وهي دون زبالة بمرحلتين وإنما قيل لها واقصة الحزون لأن الحزون
أحاطت بها من كل جانب والمصعد إلى مكة ينهض في أول الحزن من العذيب في أرض يقال
لها البيضة حتى يبلغ مرحلة العقبة في أرض يقال لها البسيطة ثم يقع في القاع وهو
سهل ويقال زبالة أسهل منه فإذا جاوزت ذلك استقبلت الرمل فأول رمل تلقاها يقال لها
الشيحة قال الأعشى ألا تقنى حياءك أو تناهى بكاؤك مثل ما يبكي الوليد أريت القوم
نارك لم أغمض بواقصة ومشربنا زرود ولم أر مثل موقدها ولكن لأية نظرة زهر الوقود
وقال الخضل بن عبيد ولما بدا للعين واقصة الغضا تزاورت إن الخائف المتزاور ألام
إذا حنت قلوصي من الهوى وما لي ذنب أن تحن الأباعر يقولون لا تنظر وقاك بلية بلى
كل ذي عينين لا بد ناظر وقال يعقوب واقصة أيضا ماء لبني كعب ومن قال واقصات فإنما
جمعها بما حولها على عادة العرب في مثل ذلك وواقصة أيضا بأرض اليمامة قال الحفصي
واقصة هي ماء في طرف الكرمة وهي مدفع ذي مرخ وفيه يقول عمار بذي مرخ لولا ظغائن
خشنت معاتب ما بين النفوس صديق
واقف موضع في أعالي المدينة
واقم بالقاف الموقوم المحزون وقد وقمه الأمر إذا رده عن إربه وحاجته وواقم أطم من
آطام المدينة كأنه سمي بذلك لحصانته ومعناه أنه يرد عن أهله وحرة واقم إلى جانبه
نسبت إليه وقال شاعرهم يذكر حضير الكتائب وكان قبل يوم بغاث فلو كان حيا ناجيا من
حمامه لكان حضير يوم أغلق واقما
الواقوصة واد بالشام في أرض حوران نزله المسلمون أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه
على اليرموك لغزو الروم وقال القعقاع بن عمرو ألم ترنا على اليرموك فزنا كما فزنا
بأيام العراق قتلنا الروم حتى ما تساوي على اليرموك مفروق الوراق فضضنا جمعهم لما
استحالوا على الواقوصة البتر الرقاق غداة تهافتوا فيها فصاروا إلى أمر تعضل بالذواق
وفي كتاب أبي حذيفة أن المسلمين أوقعوا بالمشركين يوما باليرموك قال فشد خالد في
سرعان الناس وشد المسلمون معه يقتلون كل قتلة فركب بعضهم
بعضا حتى انتهوا
إلى أعلى مكان مشرف على أهوية فأخذوا يتساقطون فيها وهم لا يبصرون وهو يوم ذو ضباب
وقيل كان ذلك بالليل وكان آخرهم لا يعلم بما صار إليه الذي قبله حتى سقط فيها
ثمانون ألفا فما أحصوا إلا بالقضيب وسميت هذه الأهوية بالواقوصة من يومئذ حتى
اليوم لأنهم واقصوا فيها فلما أصبح المسلمون ولم يروا الكفار ظنوا أنهم قد كمنوا
لهم حتى أخبروا بأمرهم ورحل الروم وتبعهم المسلمون يقتلون فيهم وكانت الكسرة للروم
واكنة حصن باليمن في مخلاف ريمة
والبة بالباء الموحدة موضع بأذربيجان
الوالجة وأظنها ولوالج بعينها مدينة بطخارستان وهي مدينة مزاحم بن بسطام
الوالجة من قرى اليمامة وهي نخيلات لبني عبيد بن ثعلبة من بني حنيفة وهي من حجر
اليمامة
والس قال أحمد الأصبهاني سمعت أبا العباس محمد بن القاسم بن محمد الثعالبي الوالسي
من سكان أصبهان يقول سمعت علي بن القاسم الخطيب الوالسي بها فذكر حكاية عن ابن
السكيت
واقية قال أبو الحسن محمد بن أحمد المقري راوية المتنبي يرد على رجل في رسالة رد
فيها على المتنبي قال في خطبتها وذكر من صنفها له قال وقوله لا زال في واقية من
الله باقية وهذا دعاء يستعمله عوام بغداد كالملاحين والمكرين وغيرهم وكانت الديلم
أول ما دخلت بغداد إذا دعي لأحدهم بهذا الدعاء حرد وزجر الداعي له به وقال إنما
واقية جبل عندنا بديلمان أو يقولون بجيلان وهذا يدعو أن يقع علي ويبقى
والع بالعين المهملة قال الحازمي موضع وقرية بوالغ التي تجيء بعده
والغ بالغين المعجمة من ولغ يلغ فهو والغ وهو موضع شرب السبع اسم جبل بين الأحساء
واليمامة وقال الحفصي والغ فلاة بين هجر واليهماء وأنشد إذا قطعنا والغا والسبسبا
ذكرت من ربعة قيلا مرجبا وخير بئر عندنا ومشربا قال وربعة حانوية كانت بالأحساء
وسمي به هجر فكأنه والغ في مائها وقال أبو عمرو دخلنا والغين ثم قال ونبك والغين
بالبحرين
والغين اسم واد قال الأغلب العجلي ونحن هبطنا بطن والغينا
وانبة بكسر النون ثم باء موحدة من إقليم لبلة بالأندلس
وانشريش بالنون وشينين معجمتين وراء بينهما ثم ياء جبل بين مليانة وتلمسان من
نواحي المغرب ينسب إليه محمد بن عبد الله الوانشريشي الذي أعان محمد بن تومرت على
أمره يوم قام بدعوة عبد المؤمن وله معه قصص
وان بالنون قلعة بين خلاط ونواحي تفليس من عمل قاليقلا يعمل فيها البسط وقال نصر
وان أوله واو بعدها ألف ساكنة موضع أظنه يمانيا عن الحفصي وابن السكيت
واهب اسم جبل لبني سليم قال بشر بن أبي خازم أي المنازل بعد الحي تعترف أم هل صباك
وقد حكمت مطرف أم ما بكاؤك في أرض عهدت بها عهدا فأخلف أم في أيها تقف
كأنها بعد عهد
العاهدين بها بين الذنوب وحزمعي واهب صحف وقال تميم بن مقبل سل الدار عن جنبي حبر
وواهب إلى ما رأى هضب القليب المضيح
وايل باللام قال أبو الفضل قرية على ثلاثة فراسخ من سجستان منها الحافظ أبو نصر
عبد الله بن سعيد الوايلي السجزي المقيم بالحرم صاحب التصانيف والتخاريج سمعت أبا
إسحاق إبراهيم بن سعد الحبال بمصر يقول خرج أبو نصر على أكثر من مائة شيخ ما بقي
منهم غيري قال وسألته يوما أيهما أحفظ أبو نصر السجزي أم أبو عبد الله الصوري فقال
كان أبو نصر أحفظ من خمسين ستين مثل الصوري
الوايلية من مياه بني العجلان في جوف عماية جبل
وايه خرد واد قرب نهاوند كانت عنده وقعة فتردى فيها العجم فكان أحدهم إذا وقع فيها
قال وايه خرد فسميت بهذا الاسم كذا ذكره صاحب الفتوح وقال القعقاع بن عمرو ألا
ابلغ أسيدا حيث سارت ويممت بما لقيت منا جموع الزمازم غداة هووا في واي خرد
فأصبحوا تعودهم شهب النسور القشاعم قتلناهم حتى ملأنا شعابهم وقد أفعم اللهب الذي
بالصرائم وقد ذكرها في موضع آخر من شعره فقال ويوم نهاوند شهدت فلم أخم وقد أحسنت
فيه جميع القبائل عشية ولى الفيرزان موايلا إل جبل آب حذار القواصل فأدركه منا أخو
الهيج والندى فقطره عند ازدحام العوامل وأشلاؤهم في واي خرد مقيمة تنوبهم عيس
الذئاب العواسل
باب الواو والباء وما يليهما
وبار مبني مثل قطام وحذام يجوز أن يكون من الوبر وهو صوف الإبل والأرانب وما
أشبهها أو من التوبير وهو محو الأثر والنسبة إليها أباري على غير قياس عن السهيلي
وقال أهل السير هي مسماة بوبار بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام انتقل إليها وقت
تبلبلت الألسن فابتنى بها منزلا وأقام به وهي ما بين الشحر إلى صنعاء أرض واسعة
زهاء ثلثمائة فرسخ في مثلها وقال الليث وبار أرض كانت من محال عاد بين رمال يبرين
واليمن فلما هلكت عاد أورث الله ديارهم الجن فلم يبق بها أحد من الناس وقال محمد
بن إسحاق وبار أرض يسكنها النسناس وقيل هي بين حضرموت والسبوب وفي كتاب أحمد بن
محمد الهمذاني وفي اليمن أرض وبار وهي فيما بين نجران وحضرموت وما بين بلاد مهرة
والشحر وكان وبار وصحار وجاسم بني إرم فكانت وبار تنزل وبار وجاسم الحجاز ووبار
بلادهم المنسوبة إليهم وهي ما بين الشحر إلى تخوم صنعاء وكانت أرض وبار أكثر
الأرضين خيرا وأخصبها ضياعا وأكثرها مياها وشجرا وثمرا فكثرت بها القبائل حتى شحنت
بها أرضهم وعظمت أموالهم فأشروا وبطروا وطغوا وكانوا قوما جبابرة ذوي أجسام فلم يعرفوا
حق نعم الله تعالى
فبدل الله خلقهم وجعلهم نسناسا للرجل والمرأة منهم نصف رأس ونصف وجه وعين واحدة ويد واحدة ورجل واحدة فخرجوا على وجوههم يهيمون في تلك الغياض إلى شاطىء البحر يرعون كما ترعى البهائم وصار في أرضهم كل نملة كالكلب العظيم تستلب الواحدة منها الفارس عن فرسه فتمزقه ويقال إن ذا القرنين وجنوده دخلوا إلى هذه الأرض فاختلس النمل جماعة من أصحابه ويروى عن أبي المنذر هشام بن محمد أنه قال قرية وبار كانت لبني وبار وهم من الأمم الأولى منقطعة بين رمال بني سعد وبين الشحر ومهرة ويزعم من أتاها أنهم يهجمون على أرض ذات قصور مشيدة ونخل ومياه مطر وليس بها أحد ويقال إن سكانها الجن لا يدخلها إنسي إلا ضل قال الفرزدق ولقد ضللت أباك تطلب دارما كضلال ملتمس طريق وبار لا تهتدي أبدا ولو بعثت به بسبيل واردة ولا آثار ويزعم علماء العرب أن الله تعالى لما أهلك عادا وثمود أسكن الجن في منازلهم وهي أرض وبار فحمتها من كل من يريدها وأنها أخصب بلاد الله وأكثرها شجرا ونخلا وخيرا وأعذبها عنبا وتمرا وموزا فإن دنا رجل منها عامدا أو غالطا حثا الجن في وجهه التراب وإن أبى إلا الدخول خبلوه وربما قتلوه وعندهم الإبل الحوشية وهي فيما يزعم العرب التي ضربت فيها إبل الجن وقال شاعر كأني على حوشية أو نعامة لها نسب في الطير أو هي طائر وفي كتاب أخبار العرب أن رجلا من أهل اليمن رأى في إبله ذات يوم فحلا كأنه كوكب بياضا وحسنا فأقره فيها حتى ضربها فلما ألقحها ذهب ولم يره حتى كان في العام المقبل فإنه جاء وقد نتج الرجل إبله وتحركت أولاده فيها فلم يزل فيها حتى ألقحها ثم انصرف وفعل ذلك ثلاث سنين فلما كان في الثالثة وأراد الانصراف هدر فتبعه سائر ولده ومضى فتبعه الرجل حتى وصل إلى وبار وصار إلى عين عظيمة وصادف حولها إبلا حوشية وحميرا وبقرا وظباء وغير ذلك من الحيوانات التي لا تحصى كثرة وبعضه أنس ببعض ورأى نخلا كثيرا حاملا وغير حامل والتمر ملقى حول النخل قديما وحديثا بعضه على بعض ولم ير أحدا فبينما هو واقف يفكر إذ أتاه رجل من الجن فقال له ما وقوفك ههنا فقص عليه قصة الإبل فقال له لو كنت فعلت ذلك على معرفة لقتلتك ولكن اذهب وإياك والمعاودة فإن هذا جمل من إبلنا عمد إلى أولاده فجاء بها ثم أعطاه جملا وقال له انج بنفسك وهذا الجمل لك فيقال إن النجائب المهرية من نسل ذلك الجمل ثم جاء الرجل وحدث بعض ملوك كندة بذلك فسار يطلب الموضع فأقام مدة فلم يقدر عليه وكانت العين عين وبار قال أبو زيد الأنصاري يقال تركته ببلد إصمت وتركته بملاحس البقر وتركته بمحارض الثعالب وتركته بهور ذابر وتركته بوحش إضم وتركته بعين وبار وتركته بمطارح البزاة وهذه كلها أماكن لا يدرى أين هي وقول النابغة فتحملوا رحلا كأن حمولهم دوم ببيشة أو نخيل وبار يدل على أنها بلاد مسكونة معروفة ذات نخيل وكان لدعيميص الرمل العبدي صرمة من الإبل فبينما هو ذات ليلة إذ أتاه بعير أزهر كأنه قرطاس
فضرب في إبله فنتجت قلاصا زهرا كالنجوم فلم يذلل منها إلا ناقة واحدة فاقتعدها فلما مضت عليه ثلاثة أحوال إذا هو ليلة بالفحل يهدر في إبله ثم انكفأ مرتدا في الوجه الذي أقبل منه فلم يبق من نجله شيء إلا تبعه إلا النويقة التي اقتعدها فأسف فقال لأموتن أو لأعلمن علمها فحمل معه زادا وبيض نعام فكان يدفنه في الرمل بعد أن يملأه ماء ثم تبع أثر الفحل والإبل حتى انتهى إلى وبار فهتف به هاتف انصرف فإنها ليست لك إنها نجل فحلنا ولك الناقة التي تحتك لتحرمك بنا واختر أن تكون أشعر العرب أو أنسبهم أو أدلهم فإنك تكون كما تختار فاختار أن يكون أدل العرب فكان كما اختار قال بعضهم وبوبار النسناس يقال إنهم من ولد النسناس بن أميم بن عمليق بن يلمع بن لاوذ بن سام وهم فيما بين وبار وأرض الشحر وأطراف أرض اليمن يفسدون الزرع فيصيدهم أهل تلك الأرض بالكلاب وينفرونهم عن زروعهم وحدائقهم وعن محمد بن إسحاق أن النسناس خلق في اليمن لأحدهم يد واحدة ورجل واحدة وكذلك العين وسائر ما في الجسد وهو يقفز برجله قفزا شديدا ويعدو عدوا منكرا ومن أحاديث أهل اليمن أن قوما خرجوا لاقتناص النسناس فرأوا ثلاثة منهم فأدركوا واحدا فأخذوه وذبحوه وتوارى اثنان في الشجر فلم يقفوا لهما على خبر فقال الذي ذبحه والله إن هذا لسمين أحمر الدم فقال أحد المستترين في الشجر إنه قد أكل حب الضرو وهو البطم وسمن فلم سمعوا صوته تبادروا إليه وأخذوه فقال الذي ذبح الأول والله ما أحسن الصمت هذا لو لم يتكلم ما عرفنا مكانه فقال الثالث فها أنا صامت لم أتكلم فلما سمعوا صوته أخذوه وذبحوه وأكلوا لحومهم وقال دغفل أخبرني بعض العرب أنه كان في رفقة يسير في رمل عالج قال فأضللنا الطريق ووقفنا إلى غيضة عظيمة على شاطىء البحر فإذا نحن بشيخ طويل له نصف رأس وعين واحدة وكذلك جميع أعضائه فلما نظر إلينا مر يركض كالفرس الجواد وهو يقول فررت من جور الشراة شدا إذ لم أجد من الفرار بدا قد كنت دهرا في شبابي جلدا فها أنا اليوم ضعيف جدا وروى الحسام بن قدامة عن أبيه عن جده قال كان لي أخ فقل ما بيده وأنفض حتى لم يبق له شيء فكان لنا بنو عم بالشحر فخرج إليهم يلتمس برهم فأحسنوا قراه وأكثروا بره وقالوا له يوما لو خرجت معنا إلى متصيد لنا لتفرجت قال ذاك إليكم وخرج معهم فلما أصحروا ساروا إلى غيضة عظيمة فأوقفوه على موضع منها ودخلوها يطلبون الصيد قال فبينما أنا واقف إذ خرج من الغيضة شخص في صورة الإنسان له يد واحدة ورجل واحدة ونصف لحية وفرد عين وهو يقول الغوث الغوث الطريق الطريق عافاك الله ففزعت منه ووليت هاربا ولم أدر أنه الصيد الذي يذكرونه قال فلما جازني سمعته يقول وهو يعدو غدا القنيص فابتكر بأكلب وقت السحر لك النجا وقت الذكر ووزر ولا وزر أين من الموت المفر حذرت لو يغني الحذر
هيهات لن يخطي
القدر من القضا أين المفر فلما مضى إذا أنا بأصحابي قد جاؤوا فقالوا ما فعل الصيد
الذي احتشناه إليك فقلت لهم أما الصيد فلم أره ووصفت لهم صفة الذي مر بي فضحكوا
وقالوا ذهبت بصيدنا فقلت يا سبحان الله أتأكلون الناس هذا إنسان ينطق ويقول الشعر
فقالوا وهل أطعمناك منذ جئتنا إلا من لحمه قديدا وشواء فقلت ويحكم أيحل هذا قالوا
نعم إن له كرشا وهو يجتر فلهذا يحل لنا قلت ولهذه الأخبار أشباه ونظائر في أخبارهم
والله أعلم بحق ذلك من باطله
الوبار بكسر أوله موضع في قول بشر بن أبي خازم وأدنى عامر حيا إلينا عقيل بالمرانة
والوبار وقيل هو اسم قبيلة
وبال باللام ماء لبني عبس قال مساور فدى لبني هند غداة لقيتهم بجو وبال النفس
والأبوان وقال مضرس بن ربعي من أبيات رأى القوم في ديمومة مدلهمة شخاصا تمنوا أن
تكون فحالا فقالوا سيالات يرين فلم نكن عهدنا بصحراء الثوير سيالا فلما رأينا أنهن
ظعائن تيممن شرجا واجتنبن وبالا لحقنا ببيض مثل غزلان عاسم يجرفن أرطى كالنعام
وضالا
الوباءة موضع في وادي نخلة اليمانية عنده يكون مجتمع حاج البحرين واليمن وعمان
والخط
وبرة بالتحريك بلفظ واحد وبر الثعالب والجمال من قرى اليمامة بها أخلاط من تميم
وغيرهم ورواه الحفصي وبرة بسكون الباء الموحدة قال هو واد فيه نخل باليمامة
وبذة بالفتح ثم السكون وذال معجمة مدينة من أعمال شنت برية بالأندلس
وبذى مدينة بالأندلس قرب طليطلة
وعبرة بالسكون والوبرة دويبة غبراء على قدر السنور حسنة العينين شديدة الحياء تكون
بالغور عف ووبرة اسم قرية على عين ماء تخر من جبل آرة وهي قرية ذات نخيل من أعراض
المدينة جاء ذكرها في حديث أهبان الأسلمي أنه يسكن يين بياءين وهي من بلاد أسلم من
بلاد خزاعة بينما هو يرعى بحرة الوبرة عدا الذئب على غنمه الحديث في أعلام النبوة
وقال الحفصي وبرة واد فيه نخل ثم وبيرة يعني باليمامة
وبعان بفتح أوله وكسر ثانيه وعين مهملة وآخره نون بوزن ظربان والوباعة الاست
ووباعة الصبي ما يتحرك من يافوخه لرقته اسم قرية على أكناف آرة وآرة جبل تقدم ذكره
قال الشاعر فإن بخلص فالبريراء فالحشا فوكد إلى النهيين من وبعان جواذر من حسنى
غذاء كأنها مها الرمل ذي الأرواح غير عوان جنن جنونا من بعول كأنها قرود تبارى في
رياط يمان
باب الواو والتاء
وما يليهما
الوتائر موضع في شعر عمر بن أبي ربيعة بين مكة والطائف قال لقد حببت نعم إلينا
بوجهها مساكن ما بين الوتائر والنقع ومن أجل ذات الخال أعملت ناقتي أكلفها ذات
الكلال مع الظلع
الوتدات بالفتح ثم الكسر ودال مهملة وآخره تاء كأنه جمع وتدة إشارة إلى تأنيث
البقعة والوتد معروف رمال بالدهناء ويوم الوتدات يوم معروف بين نهشل وهلال بن عامر
قال الأصمعي وبأعلى مبهل المجيمر وكتفيه جبال يقال لها الوتدات لبني عبد الله بن
غطفان وبأعاليه أسفل من الوتدات أبارق إلى سندها رمل يسمى الأثوار
الوتدة واحدة التي قبلها موضع بنجدوقيل بالدهناء منها وليلة الوتدة لبني تميم على
بني عامر بن صعصعة قتلوا ثمانين رجلا من بني هلال وما أظنها إلا التي قبلها وإنما
تلك جمعت
الوتر بضم أوله وسكون التاء وآخره راء كأنه جمع وتر أو وتيرة وهي من صفات الأرض
قاله الأصمعي ولم يحده وباليمامة واديان أحدهما العرض والآخر الوتر خلف العرض مما
يلي الصبا ومطلع ينصب من مهب الشمال إلى مهب الجنوب وعلى شفيره الموضع المعروف
بالبادية والمحرقة وفيه نخل وركي قال الأعشى شاقتك من قتلة أطلالها بالشط والوتر
إلى حاجر وقرأت في نسخة مقروءة على ابن دريد من شعر الدنقشي الوتر بكسر الواو
وكذلك قرأته في كتاب الحفصي وقال شط الوتر وهو مكان منزل عبيد بن ثعلبة وفيه الحصن
المعروف بمعنق بنية جديس وطسم وهو الذي تحصن فيه عبيد بن ثعلبة حين اختط حجرا
والوتر أيضا قرية بحوران من عمل دمشق بها مسجد ذكروا أن موسى بن عمران عليه السلام
سكن ذلك الموضع وبه موضع عصاه في الصخر
الوتر بفتح أوله وثانيه شبه الوترة من الأنف وهي صلة ما بين المنخرين هو جبل لهذيل
على طريق القادم من اليمن إلى مكة به ضيعة يقال لها المطهر لقوم من بني كنانة
ووتر موضع فيه نخيلات من نواحي اليمامة قاله الحفصي وأنشد يذودها عن زغري بوتر
صفائح الهند وفتيان غير والزغري نوع من التمر
الوتران موضع في بلاد هذيل قال أبو جندب فلا والله أقرب بطن ضيم ولا الوترين ما
نطق الحمام رأيتهما إذا خمصا أكبا على البيت المجاور والحرام وقال أبو بثينة
الباهلي جلبناهم على الوترين شدا على أستاههم وشل غزير أراد بالوشل السلح
الوتير بفتح أوله وكسر ثانيه وياء وراء قال الأصمعي الوتيرة الأرض ولم يحدها
والوتيرة الوردة الصغيرة والوتيرة المداومة على الشيء والوتير بغير هاء اسم ماء
بأسفل مكة لخزاعة بالراء وربما قاله بعض المحدثين الوتين بالنون في
قول عمرو بن سالم
الخزاعي يخاطب رسول الله صلى الله عليه و سلم يا رب إني ناشد محمدا حلف أبيه
وأبينا الأتلدا فانصر هداك الله نصرا أعتدا إن قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك
المؤكدا وزعموا أن لست أدعوا أحدا وهم أذل وأقل عددا هم بيتونا بالوتير هجدا
وقتلونا ركعا وسجدا وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم لما صالح قريشا عام
الحديبية أدخل خزاعة في حلفه ودخلت كنانة في حلف قريش فبغت كنانة على خزاعة
وساعدتها قريش فذلك كان سبب نقض الصلح وفتح مكة وكانت الوقعة بين كنانة وخزاعة في
سنة سبع من الهجرة فقال بديل بن عبد مناة تعاقد قوم يفخرون ولم تدع لهم سيدا
يندوهم غير نافل أمن خيفة القوم الألى تزدريهم تجير الوتير خائفا غير آيل وقال أبو
سهم الهذلي ولم يدعوا بين عرض الوتير وبين المناقب إلا الذئابا وقالوا في تفسيره
الوتير ما بين عرفة إلى أدام وقال أهبان بن لغط بن عروة بن صخر بن يعمر ابن نفاثة
بن عدي بن الدئل من كنانة ألا أبلغ لديك بني قريم مغلغلة يجيء بها الخبير فردوا لي
الموالي ثم حلوا مرابعكم إذا مطر الوتير
باب الواو والثاء المثلثة وما يليهما
الوثيج بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الياء المثنا من تحتها موضع قال عمرو بن الأهتم
يصف ناقته مرت دوين حياض الماء فانصرفت عنه وأعجلها أن تشرب الفرق حتى إذا ما أفاءت
واستقام لها جزع الوثيج بالراحات والرفق
باب الواو والجيم وما يليهما
وج بالفتح ثم التشديد والوج في اللغة عيدان يتداوى بها قال أبو منصور وما أراه
عربيا محضا والوج السرعة والوج القطا والوج النعام وفي الحديث أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال إن آخر وطأة لله يوم وج وهو الطائف وأراد بالوطأة الغزاة ههنا
وكانت غزاة الطائف آخر غزوات النبي صلى الله عليه و سلم وقيل سميت وجا بوج بن عبد
الحق من العمالقة وقيل من خزاعة وقد ذكرت خبرها مستقصى في الطائف قال أبو الصلت
والد أمية يصفها نحن المبنون في وج على شرف تلقى لنا شفعا منه وأركانا إنا لنحن
نسوق العير آونة بنسوة شعث يزجين ولدانا وما وأدنا حذار الهزل من ولد فيها وقد
وأدت أحياء عدنانا ويانع من صنوف الكرم عنجدنا منه ونعصره خلا ولذانا
قد اد هأمت وأمست
ماؤها غدق يمشي معا أصلها والفرع ابانا إلى خضارم مثل الليل متجئا فوما وقضبا
وزيتونا ورمانا فيها كواكب مثلوج مناهلها يشفي الغليل بها من كان صديانا ومقربات
صفون بين أرحلنا تخالها بالكماة الصيد قضبانا وقال عروة بن خزام أحقا يا حمامة بطن
وج بهذا النوح إنك تصدقينا غلبتك بالبكاء لأن ليلي أواصله وإنك تهجعينا وإني إن
بكيت بكيت حقا وإنك في بكائك تكذبينا فلست وإن بكيت أشد شوقا ولكني أسر وتعلنينا
فنوحي يا حمامة بطن وج فقد هيجت مشتاقا حزينا وقال كعب بن مالك الأنصاري قضينا من
تهامة كل إرب بخيبر ثم أغمدنا السيوفا نسائلها ولو نطقت لقالت قواطعهن دوسا أو
ثقيفا فلست لمالك إن لم نزركم بساحة داركم منا ألوفا وننتزع العروش عروش وج وتصبح
دوركم منا خلوفا
وجر بفتح أوله وسكون ثانيه وراء الوجر أن توجر ماء أو دواء في وسط حلق الصبي
والوجر الخوف ووجر جبل بين أجإ وسلمى
ووجر أيضا قرية بهجر
وجرة بالفتح ثم السكون وهو واحد الذي قبله أو تأنيثه وقال الأصمعي وجرة بين مكة
والبصرة بينها وبين مكة نحو أربعين ميلا ليس فيها منزل فهي مرب للوحش وقيل حرة
ليلى ووجرة والسي مواضع قرب ذات عرق ببلاد سليم قاله السكري في قول جرير حييت لست
غدا لهن بصاحب بحزيز وجرة إذ يخدن عجالا وقال بعض العشاق أرواح نعمان هلا نسمة
سحرا وماء وجرة هلا نهلة بفمي وقال وجرة دون مكة بثلاث ليال وقال محمد بن موسى
وجرة على جادة البصرة إلى مكة بإزاء الغمر الذي على جادة الكوفة منها يحرم أكثر
الحاج وهي سرة نجد ستون ميلا لا تخلو من شجر ومرعى ومياه والوحش فيها كثير قال أبو
عبيد الله السكوني وجرة منزل لأهل البصرة إلى مكة بينه وبين مكة مرحلتان ومنه إلى
بستان ابن عامر ثم إلى مكة وهو من تهامة قال أعرابي وفي الجيرة الغادين من بطن
وجرة غزال أحم المقلتين ربيب فلا تحسبي أن الغريب الذي نأى ولكن من تنأين عنه غريب
وقال بعض الأعراب أتبكي على نجد وريا ولن ترى بعينيك ريا ما حييت ولا نجدا
ولا مشرفا ما عشت
أبقار وجرة ولا واطئا من تربهن ثرى جعدا ولا واجدا ريح الخزامى تسوقها رياح الصبا
تعلو دكادك أو وهدا تبدلت من ريا وجارات بيتها قرى نبطيات تسمنني مردا ألا أيها
البرق الذي بات يرتقي ويجلو دجى الظلماء ذكرتني نجدا وهيجتني من أذرعات وما أرى
بنجد على ذي حاجة طربا بعدا ألم تر أن الليل يقصر طوله بنجد وتزداد الرياح به بردا
وجرى بالفتح بوزن سكرى تأنيث وجران من أوجرته الماء أو اللبن إذا صببته في حلقه هي
مدينة قريبة من أرمينية شديدة البرد
وجمة بفتح أوله وسكون ثانيه والوجم حجارة مركبة بعضها فوق بعض على رؤوس القور
والآكام وهي أغلظ وأطول في السماء من الأروم وحجارتها عظام كحجارة الصبرة ولو
اجتمع ألف رجل لم يحركوها قال ابن السكيت وجمة جانب فعرى وفعرى جبل أحمر تدفع
شعابه في غيقة من أرض ينبع قال كثير عزة أجدت خفوفا من جنوب كتانة إلى وجمة لما
استحرت حرورها
وجمى ذو وجمى بالتحريك في شعر كثير عزة حيث قال أقول وقد جاوزن أعلام ذي دم وذي
وجمى أو دونهن الدوانك تأمل كذا هل ترعوي وكأنما موائج شيزى أمرحتها الدوامك
وجه الحجر عقبة قرب جبيل على ساحل بحر الشام
وجه نهار حكى ثعلب عن ابن الأعرابي في قول الربيع بن زياد الفزاري يوم قتل مالك بن
زهير العبسي من كان مسرورا بمقتل مالك فليأت نسوتنا بوجه نهار قال وجه نهار موضع
ولم يقله غيره وقالوا وجه النهار أوله
باب الواو والحاء وما يليهما
وحا مقصور وهو العجلة من أودية العلاة باليمامة
وحاظة بضم الواو والظاء معجمة وقد يقال أحاظة بالألف وهو اسم لقبيلة وهو أحاظة بن
سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد
شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ
نسب إليهم مخلاف باليمن ينسب إليه الفقيه زيد بن الحسن الغابش الوحاظي صنف كتابا
وسماه التهذيب ومنها عيسى بن إبراهيم الربعي صاحب كتاب نظام الغريب في اللغة
الوحاف جمع الوحفاء وقذ ذكر فيما بعد موضع تقدم شاهده في القهر
وح بالفتح ثم التشديد والوح الوتد يقال هو أفقر من وح وهو الوتد وقال المفضل هو
اسم رجل فقير ضرب به المثل وقال اللحياني وح زجر للبقر وقت سوقها وقال الحازمي وح
ناحية بعمان
وحدة من مخاليف
اليمن
وحفاء بالفتح ثم السكون والفاء والمد قالوا الوحفاء الحمراء من الأرض وقيل الوحفاء
أرض فيها حجارة سود وليست بحرة جمعها وحافي وهو اسم موضع بعينه في زعم الأديبي
الوحيدان معناه معلوم بمعنى الواحدة كأنه فاق ما حوله أو كأنه مفرد لا ماء حوله
قال أبو منصور الوحيدان ماءان في بلاد قيس معروفان وأنشد غيره لابن مقبل فأصبحن من
ماء الوحيدين نقرة بميزان رعم إذ بدا ضدوان نقرة أي وبيا قال الأزدي وكان خالد
يقول الوحيدان بالحاء وبعضهم بالجيم الوجيدان وصدوان بالصاد
الوحيد بفتح أوله وهو واحد الذي قبله ذكره ذو الرمة فقال ألا يا دار مية بالوحيد
كأن رسومها قطع البرود قال السكري الوحيد نقا بالدهناء لبني ضبة قاله في شرح قول
جرير أساءلت الوحيد وجانبيه فما لك لا يكلمك الوحيد أخالد قد علقتك بعد هند فبلتني
الخوالد والهنود فلا بخل فيوئس منك بخل ولا جود فينفع منك جود دنونا ما علمت فما
أويتم وباعدنا فما نفع الصدود وذكر الحفصي مسافة ما بين اليمامة والدهناء ثم قال
وأول جبل بالدهناء يقال له الوحيد وهو ماء من مياه بني عقيل يقارب بلاد بني الحارث
بن كعب
الوحيدة مؤنثه الذي قبله من أعراض المدينة بينها وبين مكة قال ابن هرمة أدار سليمى
بالوحيدة فالغمر أبيني سقاك القطر من منزل قفر عن الحي أنى وجهوا والنوى لها مغير
بعوديه قوى مرة شزر
وحيف بالفتح ثم الكسر قال أبو عمرو الوحاف من الأرضين ما وصل بعضه ببعض والوحيف مثل
الوصيف وهو الصوت وهو موضع كانت تلقى فيه الجيف بمكة
باب الواو والخاء وما يليهما
وخاب بالفتح ثم التشديد وآخره باء موحدة علم مرتجل مهمل بالعربية بلد وراء بلاد
الختل وهي للترك يقع منها المسك والرقيق وبها معادن فضة غزيرة وذهب وبين وخاب
والتبت شيء قريب
وخدة بالفتح ثم السكون ودال مهملة وهاء والوخد سعة الخطو في المشي قرية من قرى
خيبر الحصينة
الوخراء من مياه بني نمير بأرض الماشية في غربي اليمامة
وخش بالفتح ثم السكون والشين معجمة وهي كلمة عجمية ومأخذها من العربية وهو أن
الوخش رذالة الشيء لا يثنى ولا يجمع يقال امرأة وخش ورجل وخش وقوم وخش ووخش بلدة
من نواحي بلخ من ختلان وهي كورة متصلة بختل
حتى تجعلان كورة
واحدة وهي على نهر جيحون وهي كورة واسعة كثيرة الخيرات طيبة الهواء وبها منازل
الملوك ونعم واسعة ينسب إليها أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن جعفر الوخشي الأديب
الحافظ سافر في طلب الحديث وسمع بخراسان من أصحاب الأصم وببغداد أبا عمر عبد
الواحد بن مهدي الفارسي وبمصر أبا محمد عبد الرحمن بن عمر النحاس وبدمشق تمام بن
محمد الرازي وغيرهم روى عنه عمر بن محمد السرخسي والقاضي عمر بن علي المحمودي
والحافظ أبو بكر الخطيب توفي سنة 174 وقال هبة الله الأكفاني في حاشية الأصل مات
أبو علي الحسن بن علي الوخشي سنة 546
وخفان بالفتح ثم السكون موضع عن ابن دريد وفيه نظر
وخشمان بالفتح ثم السكون وشين معجمة وآخره نون قرية على فرسخين من بلخ
باب الواو والدال وما يليهما
الوداع ثنية الوداع ذكرت في ثنية
وداعة مخلاف باليمن عن يمين صنعاء
ودان بالفتح كأنه فعلان من الود وهو المحبة ثلاثة مواضع أحدها بين مكة والمدينة
قرية جامعة من نواحي الفرع بينها وبين هرشى ستة أميال وبينها وبين الأبواء نحو من
ثمانية أميال قريبة من الجحفة وهي لضمرة وغفار وكنانة وقد أكثر نصيب من ذكرها في
شعره فقال لسليمان بن عبد الملك أقول لركب قافلين عشية قفا ذات أوشال ومولاك قارب
قفوا خبروني عن سليمان إنني لمعروفة من آل ودان راغب فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله
ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب وقرأت بخط كراع الهنائي على ظهر كتاب المنضد من تصنيفه
قال بعضهم خرجت حاجا فلما جزت بودان أنشدت أيا صاحب الخيمات من بعد أرثد إلى النخل
من ودان ما فعلت نعم فقال لي رجل من أهلها انظر هل ترى نخلا فقلت لا فقال هذا خطأ
إنما هو النحل ونحل الوادي جانبه قال أبو زيد ودان من الجحفة على مرحلة بينها وبين
الأبواء على طريق الحاج في غربيها ستة أميال وبها كان في أيام مقامي بالحجاز رئيس
للجعفريين أعني جعفر بن أبي طالب ولهم بالفرع والسائرة ضياع كثيرة عشيرة وبينهم
وبين الحسنيين حروب ودماء حتى استولى طائفة من اليمن يعرفون ببني حرب على ضياعهم
فصاروا حربا لهم فضعفوا وينسب إلى ودان المدينة الصعب بن جثامة بن قيس بن عبد الله
بن وهب بن يعمر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر الليثي الوداني كان ينزلها
فنسب إليها وهاجر إلى النبي صلى الله عليه و سلم حديثه في أهل الحجاز روى عنه عبد
الله بن عباس وشريح بن عبيد الحضرمي ومات في خلافة أبي بكر
وودان أيضا جبل طويل بين فيد والجبلين خمسمائة بدري من أهل تلك البلاد وودان أيضا
مدينة بإفريقية افتتحها عقبة بن عامر في سنة 46 أيام معاوية وينسب إليها أبو الحسن
علي بن أبي إسحاق الوداني صاحب الديوان بصقلية له أدب وشعر ذكره ابن القطاع وأنشد
له من يشتري مني النهار بليلة لا فرق بين نجومها وصحابي
دارت على فلك
السماء ونحن قد درنا على فلك من الآداب دان الصباح ولا أتى وكأنه شيب أطل على سواد
شباب وقال البكري ودان مدينة في جنوبي إفريقية بينها وبين زويلة عشرة أيام من جهة
إفريقية ولها قلعة حصينة وللمدينة دروب وهي مدينتان فيهما قبيلتان من العرب سهميون
وحضرميون فتسمى مدينة السهميين دلباك ومدينة الحضرميين بوصى وجامعهما واحد بين
الموضعين وبين القبيلتين تنازع وتنافس يؤدي بهم ذلك مرارا إلى الحرب والقتال
وعندهم فقهاء وقراء وشعراء وأكثر معيشتهم من التمر ولهم زرع يسير يسقونه بالنضح
وبينها وبين مدينة تاجرفت ثلاثة أيام والطريق من طرابلس إلى ودان يسير في بلاد
هوارة نحو الجنوب في بيوت من شعر وهناك قريات ومنازل إلى قصر ابن ميمون من عمل
طرابلس ثم تسير ثلاثة أيام إلى صنم من حجارة مبني على ربوة يسمى كرزة ومن حواليه
من قبائل البربر يقربون له القرابين ويستسقون به إلى اليوم ومنه إلى ودان ثلاثة
أيام وكان عمرو بن العاص بعث إلى ودان بسر بن أبي أرطأة وهو محاصر لطرابلس
فافتتحها في سنة 32 ثم نقضوا عهدهم ومنعوا ما كان قد فرضه بسر عليهم فخرج عقبة بن
نافع بعد معاوية ابن حديج إلى المغرب في سنة 46 ومعه بسر بن أبي أرطاة وشريك بن
سحيم حتى نزل بغدامس من سرت فخلف عقبة جيشه هناك واستخلف عليهم زهير بن قيس البلوي
ثم سار بنفسه في أربعمائة فارس وأربعمائة بعير بثمانمائة قربة ماء حتى قدم ودان
فافتتحها وأخذ ملكها فجدع أنفه فقال لم فعلت هذا وقد عاهدت المسلمين قال أدبا لك
إذا مسست أنفك ذكرت فلم تحارب العرب واستخرج منها ما كان بسر فرض عليه وهو ثلثمائة
وستون رأسا
ودج بالتحريك والجيم وهو عرق متصل من الرأس إلى المنخر
ودحان بالفتح ثم السكون والحاء مهملة وآخره نون يقال أودح الرجل إذا داخ وأقر
بالباطل والذل وأودحت الإبل إذا سمنت اسم موضع
الوداء بالفتح وتشديد الدال والمد يجوز أن يكون من قولهم تودأت عليه الأرض فهي
مودأة إذا غيبته وهذا كما قيل أحصن فهو محصن وأسهب فهو مسهب وأفلج فهو مفلج وليس
في الكلام مثله يعني أن اللازم لا يبنى منه اسم مفعول وإن كانت هذه الأسماء قد
تكون لازمة الأفعال ومتعدية وكلامه إنما هو في حال كونها لازمة وقياسه مفعل اسم
الفاعل وهو موضع ذكر في برقة وداء
الودداء كأنه جمع ودود واد واسع يقال له بطن الودداء ويروى بفتح الواو
ود بالضم مصدر المودة قال ابن موسى ود موضع بتهامة وود لغة في ود اسم صنم كان لقوم
نوح عليه السلام وكان لقريش صنم يدعونه ودا والضم قراءة نافع والأكثر على الفتح
يذكر فيه
ود بالفتح لغة في الوتد ويجوز أن يكون منقولا عن الفعل الماضي ود يود قيل هو جبل
في قول امرىء القيس وتري الود إذا ما أشجذت وتواريه إذا ما تعتكر وقيل هو جبل قرب
جفاف الثعلبية وأما الصنم قال ابن جني همزة أد عندنا بدل من واو ود لإيثارهم معنى
الود المودة كما سموا محبا محبوبا وحبابا
وحبيبا والإد الشيء المنكر لأنهم قالوا عبد ود وقالوا وددت الرجل أوده ودا وودادا وودادة فأكثر القراء وهم أبو عمرو وابن كثير وابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم ويعقوب الحضرمي فإنهم قرأوا ودا بالفتح وتفرد نافع بالضم وهو صنم كان لقوم نوح عليه السلام وكان لقريش أيضا صنم اسنه ود ويقولون أد أيضا قال ابن حبيب ود كان لبني وبرة وكان بدومة الجندل وكانت سدانته لبني الفرافصة ابن الأحوص الكلبيين قال الشاعر حياك ود وإنا لا يحل له لهو النساء وإن الدين قد عزما قال أبو المنذر هشام بن محمد كان ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر أصنام قوم نوح وقوم إدريس عليهما السلام وانتقلت إلى عمرو بن لحي كما نذكره هنا قال أخبرني أبي عن أول عبادة الأصنام أن آدم عليه السلام لما مات جعله بنو شيث بن آدم في مغارة في الجبل الذي أهبط عليه بأرض الهند ويقال للجبل نوذ وهو أخصب جبل في الأرض يقال أمرع من نوذ وأجدب من برهوت وبرهوت واد بحضرموت قال فكان بنو شيث يأتون جسد آدم في المغارة ويعظمونه ويرحمون عليه فقال رجل من بني قابيل بن آدم يا بني قابيل إن لبني شيث دوارا يدورون حوله ويعظمونه وليس لكم شيء فنحت لهم صنما فكان أول من عمله وكان ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر قوما صالحين ماتوا في شهر فجزع عليهم أقاربهم فقال رجل من بني قابيل يا قوم هل لكم أن أعمل لكم خمسة أصنام على صورهم غير أني لا أقدر أن أجعل فيها أرواحا قالوا نعم فنحت لهم خمسة أصنام على صورهم فنصبها لهم فكان الرجل يأتي أخاه وعمه وابن عمه فيعظمه ويسعى حوله حتى ذهب ذلك القرن الأول وكانت عملت على عهد يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوس بن شيث بن آدم ثم جاء قرن آخر يعظمونهم أشد تعظيما من القرن الأول ثم جاء من بعدهم القرن الثالث فقالوا ما عظم أولونا هؤلاء إلا وهم يرجون شفاعتهم عند الله فعبدوهم وعظم أمرهم واشتد كفرهم فبعث الله إليهم إدريس عليه السلام وهو أخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قينان نبيا فنهاهم عن عبادتها ودعاهم إلى عبادة الله تعالى فكذبوه فرفعه الله مكانا عليا ولم يزل أمرهم يشتد فيها قال ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس حتى أدرك نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ فبعثه الله نبيا وهو يومئذ ابن أربعمائة سنة وثمانين سنة فدعاهم إلى الله تعالى في نبوته مائة وعشرين سنة فعصوه وكذبوه فأمره الله تعالى أن يصنع الفلك ففرغ منها وركبها وهو ابن ستمائة سنة وغرق من غرق ومكث بعد ذلك ثلثمائة وخمسين سنة فعلا الطوفان وطبق الأرض كلها وكان بين آدم ونوح ألفا سنة ومائتا سنة فأهبط ماء الطوفان هذه الأصنام من جبل نوذ إلى الأرض وجعل الماء بشدة جريه وعبابه ينقلها من أرض إلى أرض حتى قذفها إلى أرض جدة ثم نضب الماء وبقيت على شط جدة فسفت الريح عليها التراب حتى وارتها قال هشام إذا كان الصنم معمولا من خشب أو فضة أو ذهب على صورة إنسان فهو صنم وإن كان من حجارة فهو وثن قال هشام وكان عمرو بن لحي وهو ربيعة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن امرىء القيس بن مازن بن الأزد وهو أخو خزاعة وأمه فهيرة بنت الحارث بن مضاض الجرهمي كان قد غلب على مكة وأخرج منها جرهما وتولى سدانتها وكان كاهنا وكان له مولى من الجن يكنى أبا ثمامة فقال عجل المسير
والظعن من تهامة
بالسعد والسلامة قال خبر ولا إقامة قال ائت ضف جدة تجد فيها أصناما معدة فأوردها
تهامة ولا تهب وادع العرب إلى عبادتها تجب فأتى شط جدة فاستثارها ثم حملها حتى ورد
تهامة وحضر الحج فدعا العرب إلى عبادتها قاطبة فأجابه عوف بن عذرة بن زيد اللات بن
رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة فدفع
إليه ودا فحمله إلى وادي القرى وأقره بدومة الجندل وسمى ابنه عبد ود فهذا أول من
سمى عبد ود ثم سمت العرب به بعده وجعل ابنه عامرا الذي يسمى عامر الأجدار سادنا له
فلم يزل بنوه يسدنونه حتى جاء الإسلام وحدث هشام عن أبيه قال حدثني مالك بن حارثة
الأجداري أنه رأى ودا قال وكان أبي يبعثني باللبن إليه فيقول لي اسقه إلهك قال
فأشربه قال ثم رأيت خالد بن الوليد كسره جذاذا وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم
بعث خالدا من غزوة تبوك لهدمه فحال بينه وبين هدمه بنو عبد ود وبنو عامر الأجدار
فقاتلهم حتى قتلهم وهدمه وكسره وكان فيمن قتل يومئذ رجل من بني عبد ود يقال له قطن
بن شريح فأقبلت أمه فرأته مقتولا فأشارت تقول ألا تلك المودة لا تدوم ولا يبقى على
الدهر النعيم ولا يبقى على الحدثان غفر له أم بشاهقة رؤوم ثم قالت يا جامعا جامع
الأحشاء والكبد يا ليت أمك لم تولد ولم تلد ثم أكبت عليه فشهقت شهقة فماتت وقتل
أيضا حسان بن مصاد ابن عم الأكيدر صاحب دومة الجندل ثم هدمه خالد رضي الله عنه قال
ابن الكلبي فقلت لمالك بن حارثة صف لي ودا حتى كأني أنظر إليه قال تمثال رجل كأعظم
ما يكون من الرجال قد دثر عليه أي نقش عليه حلتان متزر بحلة ومرتد بأخرى عليه سيف
قد تنكب قوسا وبين يديه حربة فيها لواء ووفضة أي جعبة فيها نبل فهذا حديث ود وروي
عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال رفعت إلى النار فرأيت
عمرو بن لحي رجلا أحمر أزرق قصيرا يجر قصبه في النار قلت من هذا فقيل عمرو بن لحي
أول من بحر البحيرة ووصل الوصيلة وسيب السائبة وحمى الحامي وغير دين إبراهيم عليه
السلام ودعا العرب إلى عبادة الأوثان فقال أشبه بنيه به قطن بن عبد العزى فوثب قطن
وقال يا رسول الله أيضرني شبهه شيئا قال عليه الصلاة و السلام لا أنت مسلم وهو
كافر هذا كله عن ابن الكلبي وههنا انتقاد وذلك أنهم قالوا إن أول من دعا العرب إلى
عبادة الأوثان عمرو بن لحي وقد ذكر فيما تقدم أن ودا سلمه إلى عوف بن عذرة بن زيد
اللات وقد ذكرنا في اللات عنه أن زيد اللات سمي باللات التي كانوا يعبدونها فهو
أقدم من ود والله أعلم
ودعان فعلان من ودع يدع من الدعة لا من الترك فإنه لا يقال ودعه إنما يقال تركه
وإن كان قد جاء فإنه قليل في قوله ليت شعري عن خليلي ما الذي غالبه في الحب حتى
ودعه
وهو موضع قرب ينبع
قال العجاج في بيض ودعان مكان سي أي مستو وهو موصوف بكثرة البيض
ودقان بالفتح ثم السكون والقاف وبعد الألف نون يجوز أن يكون فعلان من الودق وهو
المطر قليلا كان أو كثيرا أو من الوديقة وهي شدة الحر سميت وديقة لأنها ودقت على
كل شيء أي وصلت أو من قولهم وديقة من بقل وعشب وهو موضع ذكر في الجمهرة
الودكاء بالفتح من الودك وهو الدهن والدسم رملة أو موضع بعينه قال ابن أحمر أم كنت
تعرف أبياتا فقد جعلت أطلال إلفك بالودكاء تعتذر
الوديان أرض بمكة لها ذكر في المغازي
الوديك بالضم ثم الفتح وياء وكاف بلفظ التصغير موضع قال عبيد بن الأبرص وهل رام عن
عهدي وديك مكانه إلى حيث يفضي سيل ذات المساجد
باب الواو والذال وما يليهما
وذار بالفتح وآخره راء من قرى سمرقند على أربعة فراسخ منها فيها منارة وجامع وحصن
حسن وهي كبيرة كثيرة البساتين والزروع في سهل وجبل ومباخس ووذار وكس من قرى هذا
الرستاق لقوم من بني بكر بن وائل يعرفون بالساعية كانت لهم ولاية وضيافات ومساع
حسنة ينسب إليها من المتأخرين أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن
صالح الخطيب السمرقندي ثم الوذاري مولده بوذار سنة 784 وأبو مزاحم سباع بن النضر
بن مسعدة السكري الوذاري كان له معروف وأفضال سمع يحيى بن معين وعلي بن المديني
روى عنه أبو عيسى الترمذي ومحمد بن إسحاق الحافظ السمرقندي وغيره توفي سنة 902
ووذار أيضا قرية بأصبهان
الوذ بالفتح وتشديد الذال كذا ضبطه ابن موسى موضع بتهامة أحسبه جبلا
وذرة بالفتح ثم السكون والراء من أقاليم أكشونية بالأندلس
وذفة بالتحريك قال ابن الأعرابي الوذفة بظارة المرأة والتوذف الإسراع في المشي
والتبختر وهو اسم موضع عن ابن دريد
وذلان بالفتح ثم السكون وآخره نون من قرى أصبهان
وذنكاباذ بفتح أوله وثانيه وسكون النون ومعناه عمارة وذنك من قرى أصبهان ينسب
إليها محمد بن إبراهيم بن عمر أبو بكر سبط هبة الله الوذنكاباذي المؤدب ومحمد بن
علي بن محمد بن أحمد الوذنكاباذي أبو عبد الله حدث عن ابن الشيخ
باب الواو والراء وما يليهما
وراخ ناحية باليمن قال الصليحي ما اعتذاري وقد ملكت وراخا عن قراع العدى وقود
الرعال
الورادة منزل في طريق مصر من الشام في وسط الرمل والماء الملح من أعمال الجفار
فيها سوق للمتعيشين ومنازل لهم ومسجد ومبرجة الحمام يكتب ويعلق على أجنحتها ويرسل
إلى مصر بالوارد والصادر وكانت قديما مدينة فيها سوق وجامع وفنادق وكان
برسمه عدة من الجند
وأما الآن فكما حكينا فإنه بين تلال رمل موحشة وينسب إليها فيما أحسب أبو العلاء
حمزة بن عمر بن خليف الورادي حدث بتنيس عن أبي محمد عبد الله بن يوسف بن نصر
البغدادي سكن تنيس كتب عنه غيث الأرمنازي ونقله الحافظ ابن النجار من خطه
ورازان بالزاي وآخره نون قرية من قرى نسف
ورازون بعد الألف زاي ثم واو ونون موضع
الوراق بكسر أوله كذا ضبطه العمراني جمع الورقة مثل برقة وبراق والورقة السمرة
وأما الوراق بفتح الواو فخضرة الأرض من الحشيش وليس من الورق اسم موضع
الوراقين هكذا وجدته في حال الابتداء وما أظنه إلا تثنية الذي قبله قال ابن مقبل
رآها فؤادي أم خشف خلالها بقور الوراقين السراء المضيف السراء شيء يتخذ منه القسي
والمضيف النابت
ورأليز بالفتح ثم السكون واللام مكسورة ثم ياء وزاي ويروى بالنون بلدة بينها وبين
بلخ ثلاثة أيام وبين خلم يومان
ورام بالفتح قال العمراني بلد قريب من الري أهله شيعة
ورامين مثل الذي قبله وزيارة ياء ونون بليدة من نواحي الري قرب زامين متجاورتين في
طريق القاصد من الري إلى أصبهان بينها وبين الري نحو ثلاثين ميلا ينسب إليها عتاب
بن محمد بن أحمد بن عتاب أبو القاسم الرازي الوراميني الحافظ روى عن محمد بن محمد
بن سليمان الباغندي وعبد الرحمن بن أبي حاتم وأبي القاسم البغوي وأبي العباس
السراج وأبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وغيرهم روى عنه ابن بركان وابنه سلمة وكان
حافظا صدوقا مات بعد سنة 013
وراوي بفتح أوله وبعد الألف واو مكسورة وياء خالصة بليدة طيبة كثيرة الخيرات
والمياه في جبال أذربيجان بين أردبيل وتبريز وهي ولاية ابن بشكين أحد أمراء تلك
النواحي رأيتها ورطلها ستة عشر رطلا بالعراقي وهو ألف درهم وثمانون درهما وبينها
وبين أهر مرحلة
ورتنيس بالفتح ثم السكون وفتح التاء وكسر النون ثم ياء وسين مهملة حصن في بلاد
سميساط وقيل إنه من قرى حران كانت بها وقعة لسيف الدولة بن حمدان قال أبو فراس
وأوطأ حصني ورتنيس خيوله وقبلهما لم يقرع النجم حافر وورتنيس أيضا مدينة في بحر
الجنوب من ناحية إفريقية من بلاد البربر وبها مملكة مداسة أمة من صنهاجة بعضهم
كفار وبعضهم مسلمون والكفار منهم جاهلية يأكلون الميتة ويعظمون الشمس ومع ذلك
يخافون من الظلم وهم يتزوجون في المسلمين وهم وأكثر المسلمين منهم همج وأموالهم
المواشي
وورتنيس على شعبة من النيل مجاورة لبلاد السودان بينها وبين كوكو من السودان عشر
مراحل
ورثال بالفتح ثم السكون وثاء مثلثة وآخره لام اسم الموضع الذي بنيت فيه قطيعة
الربيع وسويقة غالب قبل بناء بغداد
ورثان بالفتح ثم السكون وآخره نون والسلفي يحرك الراء بلد هو آخر حدود أذربيجان
بينه وبين
وادي الرس فرسخان
وبين ورثان وبيلقان سبعة فراسخ وفي كتاب الفتوح كانت ورثان من أرض أذربيجان منظرة
كمنظرتي وخش وأرشق اللتين اتخذتا حديثا أيام بابك فبناها مروان بن محمد بن مروان
بن الحكم وأحيا أرضها وحصنها فصارت ضيعة له ثم صارت لأم جعفر زبيدة بنت جعفر بن
المنصور فبنى وكلاؤها سورها ثم رم وجدد قريبا وكان الورثاني من مواليها قال ابن
الكلبي ورثان هي أذربيجان قال الراعي صدقت معية نفسه فترحلا ورأى اليقين ولم يجد
متعللا فطوى الجبال على رحالة بازل لا يشتكي أبدا لخف جندلا وغدا من الأرض التي لم
يرضها واختار ورثانا عليها منزلا ينسب إليها أبو الفرج عبد الواحد بن بكر الورثاني
الصوفي رحل في طلب الحديث وسمعه وروى عن الحافظ أبي بكر الإسماعيلي وغيره توفي سنة
273 وعلي بن السري بن الصقر بن حماد الورثاني أبو الحسن روى عن أبي القاسم عبد
الله بن محمد البغوي وأبي بكر محمد بن القاسم الأصبهاني وجعفر بن عيسى الحلواني
وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد روى عنه ابن بلال وابن بركان قاله شيرويه
ورثين بالفتح ثم السكون وكسر الثاء المثلثة وياء ثم نون من قرى نسف بما وراء النهر
ينسب إليها أبو الحارث أسد بن حمدويه بن سعيد الورثيني النسفي كان مكثرا من الحديث
جماعا له سمع أبا عيسى الترمذي وإسحاق بن إبراهيم الدبري وبشر بن موسى الأسدي
وغيرهم وهو مصنف كتاب البستان وغيره في مناقب نسف توفي غرة رجب سنة 513
ورجلان بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الجيم وآخره نون كورة بين إفريقية وبلاد الجريد
ضاربة في البر كثيرة النخل والخيرات يسكنها قوم من البربر ومجانة واسم مدينة هذه
الكورة فجوهه
وردان موضعان بالفتح وسكون ثانيه وآخره نون سوق وردان بمصر قد ذكر في الأسواق
ووادي وردان موضع آخر
وردانة هو تأنيث الذي قبله بالدال المهملة من قرى بخارى كذا ضبطه العمراني وحققه أبو
سعد وينسب إليها إدريس بن عبد العزيز الورداني يروي عن عيسى بن موسى غنجار وغيره
روى عنه ابنه أبو عمر
الوردانية وردان اسم رجل وهذه قرية منسوبة إليه
الورد بلفظ الورد من الزهر حصن حجارته حمر
الوردية مقبرة ببغداد بعد باب أبرز من الجانب الشرقي قريبة من باب الظفرية
ورذان بالفتح ثم السكون وذال معجمة وآخره نون قرية من قرى بخارى ينسب إليها أبو
سعد همام بن إدريس بن عبد العزيز الورذاني يروي عن أبيه يروي عنه سهل بن شاذويه
الباهلي
ورذانة بالذال المعجمة والنون من قرى أصبهان
ورز بالفتح ثم السكون وزاي موضع
ورزنين من أعيان قرى الري كالمدينة
ورسك بالفتح ثم السكون وسين مهملة وكاف
ورسنان بالفتح ثم السكون وفتح السين ونونان من قرى سمرقند
ورسنين بالفتح ثم
السكون وفتح السين ثم نون وبعدها ياء ونون محلة بسمرقند
ورشة بالفتح ثم السكون وشين معجمة وهاء حصن من أعمال سرقسطة في غاية الحصانة
والمكانة
ورعجن بالفتح ثم السكون وعين مهملة وجيم ثم نون من قرى نسف عن أبي سعد ووجدت في
موضع آخر وزغجن بالزاي والغين معجمة من قرى ما وراء النهر ولا أدري أهي هي وأحدهما
تصحيف أو غيرها
ورغسر بفتح أوله وثانيه وغين ساكنة وسين مهملة مفتوحة وراء من قرى سمرقند عندها
مقاسم مياه الصغد وغيره وفيها كروم وضياع قد أزيل عنها الخراج وجعل عليها إصلاح
تلك السكور ومع ذلك فليس بهذه القرية منبر
وراقان بالفتح ثم الكسر والقاف وآخره نون بوزن ظربان ويروى بسكون الراء قال جميل
يا خليلي إن بثنة بانت يوم ورقان بالفؤاد سبيا والصواب ما أثبتناه في حديث أبي
هريرة رضي الله عنه خير الجبال أحد والأشعر وورقان وهو جبل أسود بين العرج
والرويثة على يمين المصعد من المدينة إلى مكة ينصب ماؤه إلى رئم قال نوفل بن عمارة
بن الوليد أرى نزوات بينهن تفاوت وللدهر أحداث وذا حدثان أرى حدثا ميطان منقلع به
ومنقطع من دونه ورقان قال عرام بن الأصبغ في أسماء جبال تهامة ولمن صدر من المدينة
مصعدا أول جبل يلقاه من عن يساره ورقان وهو جبل عظيم أسود كأعظم ما يكون من الجبال
ينقاد من سيالة إلى المتعشى بين العرج والرويثة ويقال للمتعشى الجي وفي ورقان
أنواع الشجر المثمر وغير المثمر وفيه القرظ والسماق والخزم وفيه أوشال وعيون عذاب
والخزم شجر يشبه ورقة ورق البردي وله ساق كساق النخلة تتخذ منه الارشية الجياد
وسكان ورقان بنو أوس بن مزينة وهم أهل عمود وقال أبو سلمة يمدح الزبير إن السماح
من الزبير محالف ما كان من ورقان ركن يافع فتحالفا لا يغدران بذمة هذا يجود به
وهذا شافع
ورقود بفتح أوله وثانيه وقاف وآخره دال مهملة من قرى كرمينية من نواحي سمرقند
الورقة بلد باليمن من نواحي ذمار
الوركاء بالفتح ثم السكون وكاف وألف ممدودة موضع بناحية الروابي ولد به إبراهيم
الخليل عليه السلام وهو من حدود كسكر قال ابن الكلبي لما فرق الله الألسن بعد نوح
عليه السلام وكان اللسان سريانيا واحدا فأنطق الله فالج بن عابر بن شالخ بن أرفشخد
بن سام بن نوح بكل لسان أنطق به أحدا منهم فتكلم بالألسن كلها وهو الذي قسم الأرض
بين العرب وسكن العراق وكان هو الملك عليهم فلم يزل فالج وبنوه يتوارثون الألسن
ويتكلمون بها قال والعراق أسفل كل أرض عراقها فكانوا في آخر جزيرة العرب وأدنى
جزيرة العجم منازلهم الوركاء وكانوا أمة وسطا بين الناس لا ينسبونهم إلى أرض ولا
إلى أمة وأرضهم العراق ولسانهم كل لسان
وهم من كل أحد ومع
كل أحد تنتحلهم الأمم حتى انتهى ذلك إلى إبراهيم عليه السلام فتوله أو تقى له
انتحال الخلق ويسمون بني فالج والصحيح أن الوركاء ما ذكر أولا قال سيف أول من قدم
أرض فارس لقتال الفرس حرملة بن مريطة وسلمى بن القين فكانا من المهاجرين ومن صالحي
الصحابة فنزلا أطد ونعمان والجعرانة في أربعة آلاف من بني تميم والرباب وكان
بإزائهما النوشجان والفيومان بالوركاء فزحفوا إليهما فغلبوهما على الوركاء وغلبا
على هرمزجرد إلى فرات بادقلى فقال في ذلك سلمى بن القين ألم يأتيك والأنباء تسري
بما لاقى على الوركاء جان وقد لاقى كما لاقى صتيتا قتيل الطف إذ يدعوه ماني وقال
حرملة بن مريطة شللنا ماه ميسان بن قاما إلى الوركاء تنفيه الخيول وجزنا ما جلوا
عنه جميعا غداة تغيمت منها الجبول
وركان بالفتح ثم السكون وكاف وبعد الألف نون محلة بأصبهان نسب إليها جماعة من
العلماء قال أبو الفضل منها شيخنا ذو النون المصري حدثنا عن أبي نعيم وعائشة بنت
الحسن بن إبراهيم الوركاني امرأة عالمة واعظة روت عن أبي عبد الله محمد بن إسحاق
بن مندة روت عنها أم الرضى ضوء بنت حمد بن علي الحبال وغيرها ماتت سنة 460
ووركان أيضا من قرى قاشان ينسب إليها أبو الحسن محمد بن الحسن بن الحسين الأديب
الشاعر الوركاني كان يملي الحديث وابناه أبو المعالي محمد وأبو المحاسن مسعود قال
أبو موسى ومحمد بن جعفر الوركاني بغدادي وليس من هاتين قيل إنها محلة بنيسابور ولا
أعرف صحته
ووركان أيضا قرية من قرى همذان قيل خرج منها واعظ من المتأخرين
وركن بالفتح ثم السكون وكاف ثم نون ويقال وركى بوزن سكرى وقيل ذلك بكسر الواو وهي
قرية من قرى بخارى ينسب إليها جماعة منهم أبو بكر محمد بن بكر بن خلف بن مسلم بن
عباد الوركي المطوعي حدث عن إسحاق بن أحمد بن خلف وأحمد بن محمد بن عمر المنكدري
وأبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي وغيرهم روى عنه المستغفري أبو
العباس ومات في ربيع الآخر سنة 083
وركوه بالفتح ثم السكون وضم الكاف وسكون الواو وهاء خالصة معناه بالفارسية على
الجبل وهو تعجيم أبرقوه وقد ذكرت
الوركة بفتح أوله وكسر ثانيه وكاف بلفظ تأنيث الورك وهو الفخذ رملة ويروى بسكون
الراء بلفظ الذي بعده وهو موضع باليمامة عند الغزيز ماء لبني تميم وقال أبو زياد
وذكر مواضع وجوا بالرمل من أرض اليمامة لبني ظالم من بني نمير ثم قال وبلاد بني
ظالم هذه التي ذكرت لك من نخيلها ومياهها برملة تسمى الوركة في غربي اليمامة
وركة بالفتح ثم السكون وكاف من قرى بخارى
الورلة بالفتح ثم السكون ولام علم مرتجل غير منقول اسم لبئر في جوف الرمل لبني
كلاب متوح ولا تسمى متوحا حتى تكون مطوية بالصخر
ورنتل بفتح أوله
وثانيه وفتح التاء المثناة علم مرتجل اسم موضع عن ابن السكيت
ورنخل بفتح أوله وثانيه ونون ساكنة وخاء معجمة من قرى بخارى
ورندان من أشهر مدن مكران وأكبرها
ورور بفتح الواوين وسكون الراء حصن عظيم باليمن من جبال صنعاء في بلاد همدان
استولى عليه عبد الله بن حمزة الزيدي في أيام سيف الإسلام طغتكين بن أيوب وأجاب
دعوته خلق كثير من اليمن وتماسك في أيام سيف الإسلام فلما مات سيف الإسلام استفحل
أمره وعظم شأنه وفتح حصونا منها الحقل وكوكبان والحقالية وشهارة وسحطة واستحدث هو
حصن بنت نعم وهو عبد الله بن حمزة بن سليمان زعم أنه من ولد أحمد بن الحسين بن
القاسم بن إسماعيل بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ورواة
الأنساب يقولون إن أحمد بن الحسين لم يعقب وكان ذا لسان وعارضة وله تصانيف في مذهب
الزيدية تصدى لها أهل اليمن يردونها عليه وأجابهم عنها وله أشعار يتداولها أهل
اليمن يصف بها علو همته متشبها بصاحب الزنج منها ما أنشدني القاضي المفضل أبو
الحجاج يوسف قال أنشدني بعض أهل اليمن له لا تحسبوا أن صنعا جل مأربتي ولا ذمار
إذا شمت حسادي واذكر إذا شئت تشجيني وتطربني كر الجياد على أبواب بغداد وأنشدني
أيضا وقال أنشدني رجل من أدباء اليمن لعبد الله بن حمزة أفيقا فما شغلي بسعدى ولا
سوى ولا طلل أضحى كحاشية البرد ولا بغزال أغيد مهضم الحشا رضاب ثناياه ألذ من
الشهد يميس كغصن البان لينا ووجهه سنا البدر في ليل من الشعر الجعد ولا بادكار
اليعملات تقاذفت بها البيد من غوري تهامة أو نجد تؤم بهم شطر المحصب من منى طلائح
أمثال الحنايا من الشد فلي عنهم شغل بقنية شيظم طويل الشظا عبل الشوى سابح نهد
وتثقيف هندي وإعداد حربة وصقل حسام صارم مرهف الحد وكل دلاص نسج داود صنعها من
الزرد الموضون قدر في السرد وكل طلاع الكف زوراء شطبة ترسل أسباب المنايا إلى الضد
وقودي خميسا للخميس كأنه من البحر موج فاض بالبيض والجرد فكان اشتغالي يا عذولي
بما ترى وتأليفهم من بطن واد ومن نجد
وره بفتح أوله وثانيه وهاء بلدة بنواحي طالقان
الوريعة بالفتح ثم الكسر ثم ياء وعين مهملة وهاء وهو الجبان وورعت الرجل عن الشيء
مثل وزعته إذا كففته وأورعت بين الرجلين إذا حجزت وهذا أليق شيء باسم المكان كأنه
حاجز بين الشيئين قال السكري في قول جرير
أيقيم أهلك بالستار
وأصعدت بين الوريعة والمقاد حمول قال الوريعة حزم لبني فقيم بن جرير بن دارم وقال
المرقش الأصغر واسمه ربيعة بن سفيان تبصر خليلي هل ترى من ظعائن خرجن سراعا
واقتعدن المفائما تحملن من جو الوريعة بعدما تعالى النهار وانتجعن الصرائما تحلين
ياقوتا وشذرا وصيغة وجزعا ظفاريا ودرا توائما سلكن القرى والجزع تحدى جمالهم ووركن
قوا واجتزعن المخارما فآلى جناب حلفة فأطعته فنفسك ول اللوم إن كنت لائما كأن عليه
تاج آل محرق بأن ضر مولاه وأصبح سالما
باب الواو والزاي وما يليهما
وزاغر بالفتح والغين معجمة وراء قرية من قرى سمرقند
وزدول بالفتح ثم السكون ودال مهملة وواو ولام من قرى جرجان
الوزوازة بالفتح ثم السكون وواو وبعد الألف زاي أخرى وهاء ماءة لكعب بن أبي بكر
كانت تسمى جفر الفرس وقد مر في موضعه
وزوان أحسبها من قرى أصبهان
وزوالين من قرى طخارستان قرب بلخ
وزوين بالفتح ثم السكون وكسر الواو ثم ياء ونون من قرى بخارى
الوزيرة بلدة باليمن قرب تعز منها الفقيه عبد الله بن أسعد الوزيري صنف كتابا في
شرح اللمع لأبي إسحاق الشيرازي سماه غاية الطلب والمأمول في شرح اللمع في الأصول
وكان يسكن في ذي هزيم إلى آخر سنة 631
الوزيرية قريتان بمصر إحداهما في كورة الغربية والأخرى في كورة البحيرة
باب الواو والسين وما يليهما
وساع يجوز أن يكون معدولا عن واسع فيكون مبنيا على الكسر قرية من قرى عثر من ناحية
اليمن
وسادة موضع في طريق المدينة من الشام في آخر جبال حوران ما بين يرفع وقراقر مات به
الفقيه يوسف بن مكي بن يوسف الحارثي الشافعي أبو الحجاج إمام جامع دمشق وكان سمع
أبا طالب الزينبي وغيره وكانت وفاته بهذا الموضع راجعا من الحج سنة 555 قاله ابن
عساكر
وسافردر بالفاء وسكون الراء ودال مهملة ثم راء
الوسائد جمع وسادة ذات الوسائد موضع في بلاد تميم بأرض نجد قال متمم بن نويرة ألم
تر أني بعد قيس ومالك وأرقم غياظ الذين أكايد وعمرو بوادي منعج إذ أجنه ولم أنس
قبرا عند ذات الوسائد
الوسباء بالفتح ثم السكون وباء موحدة ماء لبني سليم في لحف أبلى وقد ذكرته وهو
مرتجل
وسخاء بالفتح ثم
السكون والخاء معجمة وألف ممدودة موضع في شعر لهم
وسسكر بالفتح والسين الثانية مهملة أيضا ساكنة وكاف مفتوحة قرية على سبعة فراسخ من
جرجان ثم من رساتيق جردستان
وسطان موضع في قول الأعلم الهدلي بذلت لهم بذي وسطان شدي قال ويروى شوطان
وسط بفتح أوله وثانيه ويسكن أيضا قال ثعلب الفرق بين الوسط والوسط أن ما كان بين
جزء من جزء مثل الحلقة من الناس والسبحة والعقد فهو وسط وما كان لا بين جزء من جزء
فهو وسط مثل وسط الدار والراحة والبقعة وقد جاء في وسط التسكين وقال غيره الوسط
بالتسكين يكون موضعا للشيء كقولك زيد وسط الدار إذا فتحت السين صار اسما لما بين
طرفي كل شيء قال المبرد تقول وسط رأسك دهن يا فتى لأنك أخبرت أنه استقر في ذلك
الموضع فأسكنت السين ونصبت لأنه ظرف وتقول في وسط رأسك صلب لأنه اسم غير ظرف ودارة
وسط جبل عظيم على أربعة أميال من وراء ضرية وهي لبني جعفر وقال الأصمعي لبني جعفر
رملة الشقراء شقراء وسط وشقراء جبل ووسط علم لبني جعفر قال بعضهم دعوت الله إذ
شقيت عيالي ليرزقني لدى وسط طعاما فأعطاني ضرية خير أرض تمج الماء والحب التؤاما
وقال الحفصي الوسط باليمامة نخل وفيه حصن يقال له حصن الورد وفيه يقول الأعشى شتان
ما يومي على كورها ويوم حيان أخي جابر أرمي به البيداء ذا هجرة وأنت بين القرو
والعاصر في منزل شيد بنيانه يزل عنه ظفر الطائر
وسقند بالفتح ثم السكون وفتح القاف وسكون النون ودال من قرى الري منها أبو القاسم
الوسقندي مات في رجب سنة 713 وأبو حاتم محمد بن عيسى بن محمد بن سعيد الوسقندي
الرازي الثقة الأمير توفي سنة 143 قال أبو حفص عمر بن أحمد النيسابوري كذا بلغني
وفاته روى أبو حاتم عن عبد الرحمن بن أبي حاتم روى عنه أبو علي منصور بن عبد الله
الذهلي وأبو الهيثم الكشميهني وروى عن أبي حاتم في حديث سمعنا عن أبي المظفر
السمعاني بمرو قال أخبرتنا أمة الله بنت محمد بن أحمد النباذاني العارفة قراءة
عليها بنباذان في جامعها قالت أخبرنا أبو سهل نجيب بن ميمون الواسطي بهراة قال
أخبرنا أبو علي منصور بن عبد الله الذهلي أنبأنا أبو حاتم محمد بن عيسى بن محمد بن
سعيد الوسقندي بالري أنبأنا أبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذر بن مهران الحنظلي
الرازي أنبأنا سليمان بن عبد الرحمن أنبأنا عيسى بن دوست عن أشعث عن ابن سيرين عن
أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها
فقد وجب عليه الغسل
وسواس بلفظ الوسواس من الشيطان اسم جبل أو موضع
وسوس كأنه منقول عن
الفعل الماضي من الوسواس من الأودية القبلية عن الزمخشري عن الشريف علي
وسيج بفتح أوله وكسر ثانيه ثم ياء وجيم من نواحي تركستان بما وراء النهر
وسيع بفتح أوله وكسر ثانيه ماء لبني سعد باليمامة
وسيم بالفتح ثم الكسر وميم كورة في جنوبي مصر قال البكري تخرج من الفسطاط وتصير
إلى الجيزة وهي في الضفة الغربية من النيل وبقرب الفسطاط على رأس ميل منها قرية
يقال لها وسيم عن بكر بن سوادة عن أبي عطيف عن عمير بن رفيع قال قال لي عمر بن
الخطاب رضي الله عنه يا مصري أين وسيم من قراكم فقلت على رأس ميل يا أمير المؤمنين
فقال ليأتينكم أهل الأندلس حتى يقاتلوكم بها فلما قام الوليد بن عابرة الأندلسي
ببرقة وحشر الناس وغزا مصر سنة 373 نزل يحاصر مصر بقرية وسيم وهي على ثلاثة فراسخ
من مصر كذا قال أولا وثانيا
باب الواو والشين وما يليهما
الوشاءة قال ابن الأعرابي الوشاءة كثرة المال وهو اسم موضع
وشترة بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة والراء من أقاليم لبلة بالأندلس
وشجى بالجيم بوزن سكرى وشجت العروق والأغصان وكل شيء يشتبك فهو واشج ركي معروف جاء
به الأديبي كذا بالجيم
وشحاء بالفتح ثم السكون والحاء مهملة ثم المد قال أبو زيد الوشحاء من المعزى
الموشحة ببياض ماءة بنجد في ديار بني كلاب لبني نفيل منهم وقال أبو زياد وشحى من
مياه عمرو بن كلاب
وشقة بفتح أوله وسكون ثانيه والقاف بليد بالأندلس ينسب إليها طائفة من أهل العلم
منهم حديدة بن الغمر له رحلة وإبراهيم بن عجيس بن أسباط بن أسعد بن عدي الزيادي الوشقي
كان حافظا للفقه واختصر المدونة له رحلة سمع فيها يونس بن عبد الأعلى ومات سنة 572
عن ابن الفرضي وابنه أحمد سمع من أبيه وتوفي سنة 223
الوشل بالتحريك واللام والوشل الماء القليل يتحلب قال أبو منصور ورأيت في البادية
جبلا يقطر منه في لحف من سقفه ماء فيجتمع في أسفله يقال له الوشل وقال الجوهري وشل
اسم جبل عظيم بناحية تهامة وفيه مياه عذبة له ذكر في حديث تأبط شرا وقال أبو عبيد
الله السكوني الوشل ماء قريب من غضور ورمان شرقي سميراء وفيه قال أبو القمقام
الأسدي اقرأ على الوشل السلام وقل له كل المشارب مذ هجرت ذميم جبل يزيد على الجبال
إذا بدا بين الربائع والجثوم مقيم تسري الصبا فتبيت في أكنافه وتبيت فيه من الجنوب
نسيم سقيا لظلك بالعشي وبالضحى ولبرد مائك والمياه حميم لو كنت أملك منع مائك لم
يذق ما في قلاتك ما حييت لئيم والوشل ماء لبني سلول بن عامر بن صعصعة في جبل
يقال له الضمر
والوشل يسمى الأريض أيضا عن أبي زياد
الوشم بالفتح ثم السكون وهو نقوش تعمل على ظاهر الكف بالإبرة والنيل والوشم
العلامة مثل الوسم و الوشم ويقال له الوشوم موضع باليمامة يشتمل على أربع قرى
ذكرناها في أماكنها ومنبرها الفقي وإليها يخرج من حجر اليمامة وبين الوشم وقراه
مسيرة ليلة وبينها وبين اليمامة ليلتان عن نصر قال زياد بن منقذ والوشم قد خرجت
منه وقابلها من الثنايا التي لم أقلها ثرم وأخبرنا بدوي من أهل تلك البلاد أن
الوشم خمس قرى عليها سور واحد من لبن وفيها نخل وزرع لبني عائذ لآل مزيد وقد يتفرع
منهم والقرية الجامعة فيها ثرمداء وبعدها شقراء وأشيقر وأبو الريش والمحمدية وهي
بين العارض والدهناء
وشيج موضع في بلاد العرب قرب المطالي قال شبيب بن البرصاء إذا احتلت الرنقاء هند
مقيمة وقد حان مني من دمشق خروج وبدلت أرض الشيح منها وبدلت تلاع المطالي سخبر
ووشيج
الوشيجة بالفتح ثم الكسر ثم ياء وجيم والوشيج الرماح موضع بعقيق المدينة
الوشيع بالفتح ثم الكسر ثم ياء وعين مهملة قال ابن الأعرابي الوشيع علم الثوب
والوشيع كبة الغزل والوشيع خشبة الحائك التي يسميها الناس الحف والوشيع الخص
والوشيع سقف البيت والوشيع عريش يبنى للرئيس في العسكر حتى يشرف منه على عسكره و
الوشيع خشبة غليظة توضع على رأس البئر والوشيع موضع في قول الحطيئة الشاعر حيث قال
وما الزبرقان يوم يحرم ضيفه بمحتسب التقوى ولا متوكل مقيم على بنيان يمنع ماءه
وماء وشيع ماء عطشان مرمل وفي نوادر أبي زياد وسيع بالسين مهملة هو ماء لبني
الزبرقان قرب اليمامة
باب الواو والصاد وما يليهما
وصاب اسم جبل يحاذي زبيد باليمن وفيه عدة بلاد وقرى وحصون وأهله عصاة لا طاعة
عليهم لسلطان اليمن إلا عنوة معاناة من السلطان لذلك
وصاف بالفتح ثم التشديد وآخره فاء بلفظ فعال للمبالغة سكة وصاف بنسف ينسب إليها
أبو العباس عبد الله بن محمد بن فرنكديك الوصافي سمع إبراهيم بن معقل وغيره
الوصيد بالفتح ثم الكسر ذهب بعض المفسرين إلى أن الوصيد في قوله تعالى وكلبهم باسط
ذراعيه بالوصيد إنه اسم الكهف والذي عليه الجمهور أن الوصيد الفناء وقيل وصد فلان
بالمكان إذا ثبت
الوصيق بالفتح ثم الكسر ثم ياء وقاف مرتجل مهمل عندهم جبل أدناه لكنانة قوم من بني
عبد بن عدي بن الدئل وشقه الآخر لهذيل
باب الواو والضاد وما يليهما
الوضاحية قرية منسوبة إلى بني وضاح مولى لبني أمية وكان بربريا قال ذلك السكري في
قول جرير لقد جاهد
الوضاح بالحق معلنا فأورث مجدا باقيا آل بربرا
وضاخ بضم أوله وآخره خاء معجمة ويقال أضاخ والمواضخة أن تسير مثل مسير صاحبك وهو
جبل معروف ذكره امرؤ القيس فقال فلما أن علا لنقا أضاخ وهت أعجاز ريقه فخارا وقد
ذكر في أضاخ بأتم من هذا
الوضح بالتحريك والوضح البياض في كل شيء اسم ماء لأناس من بني كلاب وقال أبو زياد
الوضح لبني جعفر بن كلاب وهو الحمى في شقه الذي يلي مهب الجنوب وإنما سمي الوضح
لأنه أرض بيضاء تنبت النصي بين خيال الحمى وبين النير والنير جبال لغاضرة بن صعصعة
وضرة جبل وضرة باليمن فيه عدة قلاع تذكر
الوضيعة في قول لبيد ولدت بنو حرثان فرخ محرق يأوي الوضيعة مرخي الأطناب
باب الواو والطاء وما يليهما
الوطيح بفتح أوله وكسر ثانيه ثم ياء وحاء مهملة الوطيح ما تعلق بالأظلاف ومخالف
الطير من المغرة والطين وأشباه ذلك وتواطحت الإبل على الحوض إذا ازدحمت والوطيح
حصن من حصون خيبر قال السهيلي سمي بالوطيح بن مازن رجل من ثمود وكان الوطيح أعظمها
وآخر حصون خيبر فتحا وهو والسلالم وفي كتاب الأموال لأبي عبيد الوطيحة بالهاء
باب الواو والعين وما يليهما
وعاب بكسر أوله وآخره باء جمع الوعب والاستيعاب هو الاستقصاء في الشيء والاستئصال
والوعب الواسع والوعاب مواضع
وعال بالضم والوعل الملجأ يقال ما وجدت وعلا أي ملجأ ومنه سميت الشاة الجبلية وعلا
لأنه يلجأ إلى الجبل قيل هو جبل بسماوة كلب بين الكوفة والشم قال النابغة أمن
ظلامة الدمن البوالي بمرفض الحبي إلى وعال وقال الأخطل لمن الديار بحائل فوعال درست
وغيرها سنون خوالي
الوعر جبل في قول زيد بن مهلهل كأن زهيرا خر من مشمخرة وجاري شريح من مواسل فالوعر
زبون تزل الطير عن قذفاتها وترمي أمام السهل بالصدع الغفر
الوعساء موضع بين الثعلبية والخزيمية على جادة الحاج وهي شقائق رمل متصلة قال ذو
الرمة أيا ظبية الوعساء بين جلاجل وبين النقا آأنت أم أم سالم
وعقة بالفتح ثم السكون والقاف وفي الحديث أن رجلا ذكر لعمر فقال وعقة لقس قال أبو
زيد الوعقة من الرجال الذي يضجر ويتبرم من كثرة يضجر وسوء خلق ووعقة اسم موضع عن
ابن دريد
وعل بلفظ واحد الوعول حصن باليمن من نواحي النجاد
وعلان حصن باليمن
في ناحية ردمان وهو رئام
الوعلتين من حصون اليمن في جبل قلحاح
الوعواع بالفتح وتكرير العين المهملة والوعواع الجلبة ولا تكسر واوه كما تكسر زاي
الزلزال ونحوه كراهية الكسرة في الواو اسم موضع في قول المثقب العبدي واسمه عائذ
بن محصن ألا تلك العمود تصد عنا كأنا في الرخيمة من جديس لحى الرحمن أقواما أضاعوا
على الوعواع أفراسي وعيسي ونصب الحي قد عطلتموه ونقر بالأثامج والوكوس
الوعوعة بالفتح والتكرير والوعوع الديدبان والوعوع الرجل الضعيف والوعوع ابن آوى
ووعوعة اسم موضع
الوعيرة كأنه تصغير الوعرة حصن من جبال الشراة قرب وادي موسى
باب الواو والفاء وما يليهما
وفدة من حصون صنعاء باليمن
الوفاء بالمد بلفظ الوفاء ضد الغدر موضع في شعر الحارث بن حلزة
وفراء بالفتح والمد يقال سقاء أوفر وقربة ومزادة وفراء للتي لم ينقص من أديمها شيء
والوفرة كثرة المال والوافر الكثير ووفراء اسم موضع
باب الواو والقاف وما يليهما
الوقاصية الوقص قصر في العنق كأنه رد في جوف الصدر والوقص الكسر والوقاصية قرية
بالسواد من ناحية بادوريا تنسب إلى وقاص بن عبدة ابن وقاص الحارثي من بني الحارث
بن كعب
الوقباء بالفتح ثم السكون وباء موحدة والمد كذا جاء به العمراني ولعله غير الذي
يأتي بعده والوقب كل قلت أو حفرة في فهر كوقب الدهن والثريد
الوقبى بفتح أوله وثانيه والباء موحدة بوزن جمزى وشبكى والوقب قد فسر في الذي قبله
ونزيد ههنا الوقب الرجل الأحمق وجمعه أوقاب والأوقاب الكوي والوقب دخول الشيء في
الشيء قال السكوني الوقبى ماء لبني مالك بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم لهم به
حصن وكانت لهم به وقائع مشهورة وفيه يقول قائلهم يا وقبى كم فيك من قتيل قد مات أو
ذي رمق قليل وشجة تسيل بالبتيل وهي أعني الوقبى على طريق المدينة من البصرة يخرج
منها إلى مياه يقال لها القيصومة وقنة وحومانة الدراج قال والوقبى من الضجوع على
ثلاثة أميال والضجوع من السلمان على ثلاثة أميال وكان للعرب بها أيام بين مازن
وبكر قال أبو الغول الطهوي إسلامي فدت نفسي وما ملكت يميني فوارس صدقت فيهم ظنوني
فوارس لا يملون المنايا إذا دارت رحى الحرب الزبون هم منعوا حمى الوقبى بضرب يؤلف
بين أشتات المنون
وقبان بفتح أوله وسكون ثانيه وباء موحدة وآخره نون لما كان يوم شعب جبلة ودخلت بنو
عبس وبنو عامر ومن
معهما الجبل كانت كبشة بنت عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب يومئذ حاملا بعامر
بن الطفيل فقالت ويلكم يا بني عامر ارفعوني والله إن في بطني لمعز بني عامر فوضعوا
القسي على عواتقهم ثم حملوها حتى بوؤوها القنة قنة وقبان وزعموا أنها ولدت عامرا
يوم فرغ الناس من القتال
وقران شعاب في جبال طيء قال حاتم الطائي وسال الأعالي من نقيب وثرمد وبلغ أناسا أن
وقران سائل
وقش بالفتح وتشديد القاف والشين معجمة مدينة بالأندلس من أعمال طليطلة منها أبو
الوليد هشام بن أحمد بن هشام الكناني الحافظ المعروف بالوقشي الفقيه الجليل عالم
الزمن إمام عالم في كل فن صاحب الرسالة المرشدة ذكره القاضي عياض في مشيخة القاضي
ابن فيروز فقال هشام بن أحمد بن هشام بن سعيد بن خالد الكناني القاضي أبو الوليد
الوقشي حدث عن أبي محمد الشنتجالي وأبي عمر الطلمنكي إجازة وغيرهما وكان غاية في
الضبط والتقييد والاتقان والمعرفة بالنسب والأدب وله تنبيهات وردود على كبار أهل
التصانيف التاريخية والأدبية يقضي ناظرها العجب تنبىء عن مطالعته وحفظه وإتقانه
وناهيك من حسن كتابه في تهذيب الكنى لمسلم الذي سماه بعكس الرتبة ومن تنبيهاته على
أبي نصر الكلاباذي ومؤتلف الدارقطني ومشاهد ابن هشام وغيرها ولكنه اتهم برأي
المعتزلة وظهر له تأليف في القدر والقرآن وغير ذلك من أقاويلهم وزهد فيه الناس وترك
الحديث عنه جماعة من كبار مشايخ الأندلس وكان الفقيه أبو بكر بن سفيان بن العاصم
قد أخذ عنه وكان ينفي عنه الرأي الذي زن به والكتاب الذي نسب إليه وقد ظهر الكتاب
وأخبر الثقة أنه رواه عليه سماع ثقة من أصحابه وخطه عليه لقيه القاضي أبو علي
ببلنسية واستجازه ولم يسمع منه وقال لم يعجبني سمته ولا أعلم أن القاضي حدث عنه
بشيء أكثر من أنه ذكر أنه استجازه روايته ودخل العدو بلنسية وهو بها فالتزم قضاء
المسلمين بها تلك المدة ثم خرج إلى دانية ومات بها فيما قيل سنة 884
وقش بالتحريك بلد باليمن قرب صنعاء
وهجرة وقش موضع فيه كالخانقاه يسكنه العباد وأهل العلم وفي اليمن عدة مواضع يقال
لها هجرة كذا
وقط هو في الأصل محبس الماء في الصفا وهو موضع بعينه في قول طفيل الغنوي عرفت
لليلى بين وقط وضلفع منازل أقوت من مصيف ومربع إلى المنحنى من واسط لم يبن لنا بها
غير أعواد الثمام المنزع
وقف موضع في بلاد عامر قال لبيد لهند بأعلى ذي الأغر رسوم إلى أحد كأنهن وشوم فوقف
فسلي فأكناف ضلفع تربع فيه تارة وتقيم
الوقواق بتكرير القاف والوقوقة نباح الكلب والوقواق الكثير الكلام وهي بلاد فوق
الصين يجيء ذكرها في الخرافات
وقير بالفتح ثم الكسر والوقير الجماعة من الناس والوقير صغار الشاء وقيل الشاء
براعيها وكلبها وحمارها قال الأصمعي لا يكون وقيرا إلا كذلك والوقيرة النقرة في
الصخرة العظيمة تمسك الماء والوقير جبل وقيل بلد قال الهذلي
أمن آل ليلى
بالضجوع وأهلنا بنعف اللوى أو بالصفية عير رفعت لها طرفي وقد حال دونها رجال وخيل
ما تزال تغير فإنك حقا أي نظرة عاشق نظرت وقدس دوننا ووقير
الوقيط بالفتح ثم الكسر وآخره طاء مهملة الوقيط المكان الصلب الذي يستنقع فيه
الماء فلا يزال فيه الماء وقال أبو أحمد العسكري يوم الوقيط الواو مفتوحة والقاف
مكسورة والياء ساكنة والطاء مهملة وهو اليوم الذي قتل فيه الحكم بن خيثمة بن
الحارث بن نهيك النهشلي قتله أراز أحد بني تيم الله بن ثعلبة فقال الشاعر يرثي
الحكم ما شئن فلتفعل الوائدا ت والدهر بعد فتانا حكم يجوب الفلاة ويهدي الخميس
ويصبح كالصفر فوق العلم تعلمت خير فعال الكرام وبذل الطعام وطعن البهم فنفسي فداؤك
يوم الوقيط إذ الروع أفد وخالي وعم وأسر في هذا اليوم أيضا من فرسان بني تميم عثجل
بن المأموم والمأموم بن شيبان أسرهما بشر بن مسعود وطيسلة بن شربب وفيه يقول
الشاعر وعثجل بالوقيط قد اقتسرنا ومأموم العلى أي اقتسار
وقيط وقرأت بخط محمد بن محمد ابن أخي الشافعي وناهيك به صحة نقل واتقان ضبط الوقيط
بضم الواو وفتح القاف والطاء مهملة تصغير الوقط وهو المكان الذي يستنقع فيه الماء
يتخذ فيه حياض يحبس فيها الماء للمارة واسم ذلك الموضع أجمع وقط وقال السكري ماء
لبني مجاشع بأعلى بلاد بني تميم إلى بلاد عامر وليس لبني مجاشع بالبادية إلا زرود
ووقيط قال ذلك في قول جرير فليس بصابر لكم وقيط كما صبرت لسوءتكم زرود وإنما
جعلتهما موضعين لصحة إتقان الإمامين اللذين نقلت عنهما وإن كانا واحدا والله أعلم
وقال يزيد بن جحيظة وقد قال عوف شمت بالأمس بارقا فلله عوف كيف ظل يشيم ونجاه من
يوم الوقيط مقلص أقب على فأس اللجام أزوم
باب الواو والكاف وما يليهما
وكار بكسر أوله يجوز أن يكون جمع وكر موضع
وكد بالفتح ثم السكون ودال مهملة والوكد الممارسة موضع بين مكة والمدينة وقيل جبل
صغير يشرف على خلاطا ينظر إلى الجمرة
وكراء بالفتح ثم السكون والمد والوكر موضع الطائر وهو موضع في قول المرار أغبرور
لم يألف بوكراء بيضه ولم يأت أم البيض حيث تكون
الوكف بالتحريك وآخره فاء الوكف الجور والميل والوكف الثقل والوكف ما انهبط من
الأرض والوكف الإثم والوكف العيب وقال السكري الوكف إذا انحدرت من
الصمان وقعت في
الوكف وهو منحدرك إذا خلفت الصمان وقال جرير ساروا إليك من السهبا ودونهم فيحان
فالحزن فالصمان فالوكف
وكف الرماء في الأصل أصل الجبل خرج قوم من هذيل إلى بني الديش فالتجؤوا إلى أصل
جبل فنزلوا فيه وتراموا فسمي وكف الرماء إلى الساعة
الوكيع أرض لطيء فيها روضة ذكرت في الرياض وشاهدها والله أعلم
باب الواو واللام وما يليهما
ولاستجرد السين مهملة وتاء مثناة من فوقها وجيم مكسورة قال مسعر وسرنا من دستجرد
إلى قرية أخرى يقال لها ولاستجرد ذات العيون يقال إن فيها ألف عين يجتمع ماؤها إلى
نهر واحد ومنها إلى قصر اللصوص من نواحي همذان وقال أبو نصر منها أبو عمر عبد
الواحد بن محمد وكان مقيما بقصر كنكور فسألته عن مولده فقال في سنة 044 بولاستجرد
من أعمال همذان وكان والدي من أصبهان ورحلت إلى بغداد لطلب الحديث فكتبت بخطي أزيد
من مائة جزء عن ابن المسلم وجابر بن ياسين وأبي بكر بن الخطيب وابن المهندس وابن
المنقور وعلقت على أبي إسحاق الشيرازي مسائل في الخلاف ثم تفقهت عن أبي الفضل بن
زيرك وأبي منصور العجلي بهمذان وكتبت بها عن أبي الفضل بن زيرك القومساني ونظرائه
ولاشجرد بسكون الشين المعجمة وكسر الجيم وراء ساكنة ودال مهملة كذا ذكره السمعاني
في قصر كنكور مدينة بين همذان وكرمان شاهان منها أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن
عمر بن هارون الولاشجردي الفقيه سمع أبا الحسين بن الغريق الهاشمي وأبا محمد بن
هزار مرد الصريفيني وابن المسلم وأبا الفضل محمد بن عثمان القومساني وغيرهم ومات
سنة 205 ومولده سنة 044 بتبريز قال السلفي بولاية ولاشجرد من همذان
وولاشجرد موضع بنواحي بلخ كانت فيه غزوة للمسلمين وهي ثغر
وولاشجرد وربما قالوا ولاشكرد من نواحي كرمان
وولاشجرد من نواحي أخلاط
الولجة بأرض كسكر موضع مما يلي البر واقع فيه خالد بن الوليد جيش الفرس فهزمهم
ذكره في الفتوح في صفر سنة 21 وقال القعقاع بن عمرو ولم أر قوما مثل قوم رأيتهم
على ولجات البر أحمى وأنجبا وأقتل للرواس في كل مجمع إذا صعصع الدهر الجموع وكبكبا
والولجة ناحية بالمغرب من أعمال تاهرت نسب إليها السلفي أبا محمد عبد الله بن
منصور التاهرتي قال وكان من الفضلاء في الأدب والفقه وله شعر وكتب عني من الحديث
كثيرا سنة 725 ورجع إلى المغرب وروى بها ومات سنة 355
والولجة موضع بأرض العراق عن يسار القاصد إلى مكة من القادسية وكان بين الولجة
والقادسية فيض من فيوض مياه الفرات
ولعان بفتح أوله وكسر ثانيه والعين مهملة وآخره نون علم مرتجل لموضع قرب آرة من
أرض تهامة قال بعضهم
فإن بخلص فالبريراء
فالحشا فوكد إلى النقعاء من ولعان ويروى بالباء موضع اللام
ولغون بالفتح ثم السكون والغين معجمة وواو ساكنة ونون بوزن حمدون من ولغ يلغ وهو
شرب السباع موضع بالبحرين ويقال هذه ولغون ومررت بولغين
ولمة بالفتح ثم السكون حصن بالأندلسن من أعمال شنت برية
ولوالج بالفتح ثم السكون وكسر اللام والجيم بلد من أعمال بذخشان خلف بلخ وطخارستان
وأحسب أنها مدينة مزاحم بن بسطام ينسب إليها أبو الفتح عبد الرشيد بن أبي حنيفة
النعمان بن عبد الرزاق بن عبد الله الولوالجي إمام فاضل سكن سمرقند وسمع بها
الحديث ورواه ولد ببلده سنة 467 ولا أدري متى مات إلا أن السمعاني رحمه الله روى
عنه وكان سكن كش مدة ثم انتقل إلى سمرقند وسمع ببلخ أبا القاسم أحمد بن محمد
الخليلي وأبا جعفر محمد بن الحسين السمنجاني وببخارى أبا بكر محمد بن منصور بن
الحسن النسفي وأحمد بن سهل العتابي
وليداباذ من قرى همذان من ناحية بزنيروذ ينسب إليها عبد الرحمن بن حمدان بن
المرزبان أبو محمد الجلاب يقال له الخراز الوليداباذي ويقال الدهقان أحد أركان
السنة بهمذان روى عن أبي حاتم الرازي ويحيى بن عبد الله الكرابيسي ومحمد بن سليمان
الباغندي وإسماعيل بن إسحاق القاضي وخلق سواهم روى عنه خلق من أهل همذان صالح بن
أحمد وعبد الرحمن الأنماطي وأبو سعيد بن خيران وأبو بكر لال وكثير سواهم كالحاكم
أبي عبد الله وأبي الحسين بن فارس البغوي وغيرهما وذهب بصره في المحنة وضاعت كتبه
وتغيرت أحواله وكان سديدا بالأثر والسنة توفي في سنة 243 بوليداباذ
وليلى مدينة بالمغرب قرب طنجة لما دخل إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي
بن أبي طالب رضي الله عنه المغرب ناجيا من وقعة فخ حصل بها في سنة 271 في أيام
الرشيد وأقام بها إلى أن مات مسموما في قصة طويلة في سنة 471
الولية موضع في بلاد خثعم أوقع بأهله جرير بن عبد الله البجلي حيث حرق ذا الخلصة
وخربه قالت امرأة منهم وبنو أمامة بالولية صرعوا شملا يعالج كلهم أنبوبا في أبيات
ذكرت في ذي الخلصة
الوليهة كأنه من الوله موضع
باب الواو والنون وما يليهما
ونج هي ونه قرية من قرى نسف
ونجر من رساتيق همذان قد ذكر في أسفجين وفيه منارة ذات الحوافر
ونداد من قرى الري
ونداد هرمز بفتح أوله وهرمز اسم ملك من ملوك الفرس كورة في جبال طبرستان تلقاء
خراسان مجاورة لجبال شروين وونداد هرمز اسم رجل عصى في تلك الجبال أيام الرشيد
فقدم الرشيد بنفسه إلى الري وأرسل إليه فاستدعاه فقدم عليه بالأمان وسلم إلى عمال
الرشيد بلاده فصيره الرشيد اصفهبذ خراسان ووجه عبد الله بن مالك الخزاعي فحاز
بلاده وسلمها
إلى المسالح فلما
ولي المأمون أخذها منهم وسلمها إلى أصحابه والمسالح من أول بلاد خراسان وطبرستان
ألى أول حدود الديلم إحدى وثلاثون مسلحة والمسلحة الجيش أصحاب السلاح الذين يحفظون
المواضع ما بين المائتين إلى الألفين
ون بالفتح وتشديد النون قرية من قرى قوهستان وإليها ينسب الوني صاحب كتاب الفرائض
ونك بفتح أوله وسكون ثانيه والكاف من قرى الري
ونندون بفتح أوله وثانيه ونون أخرى ساكنة وآخره نون من قرى بخارى
ونوفاغ بفتح أوله وثانيه مضموم وبعد الواو فاء وآخره غين معجمة من قرى بخارى أيضا
ونوفخ بفتح أوله وضم ثانيه وسكون الواو وفاء وخاء معجمة من قرى بخارى أيضا
ونه بفتح أوله وثانيه وينسب إليها ونجي من قرى نسف
الونية بالفتح ثم الكسر وتشديد الياء كأنه نسب إلى الونا وهو ترك العجلة موضع
باب الواو والهاء وما يليهما
وهان زاد قلعة سميرم تسمى بذلك وهي من أعمال أصبهان
وهبن علم مرتجل بفتح أوله وسكون ثانيه وباء موحدة ونون من رستاق القرج بالري ينسب
إليها مغيرة بن يحيى بن المغيرة السدي الرازي الوهبني وأبوه يحيى بن المغيرة صاحب
جرير رحل إليه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان
وهبين بالفتح ثم السكون وكسر الباء الموحدة ثم ياء ساكنة ونون معربة مرتجل قال
الأزهري وهبين جبل من جبال الدهناء رأيته قال الراعي وقد قادني الجيران قدما
وقدتهم وفارقت حتى ما تحن جماليا رجاؤك أنساني تذكر إخوتي ومالك أنساني بوهبين
ماليا
وهد بالفتح ثم السكون وهو المكان المنخفض اسم موضع في قول رجل من فزارة أيا أثلتي
وهد سقى خضل الندى مسيل الربا حيث انحنى بكما الوهد ويا ربوة الحيين حييت ربوة على
النأي منا واستهل بك الرعد
وهران بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره نون مدينة على البر الأعظم من المغرب بينها
وبين تلمسان سرى ليلة وهي مدينة صغيرة على ضفة البحر وأكثر أهلها تجار لا يعدو
نفعهم أنفسهم ومنها إلى تنس ثماني مراحل قال أبو عبيد البكري وهران مدينة حصينة
ذات مياه سائحة وأرحاء ولها مسجد جامع وبنى مدينة وهران محمد بن أبي عون ومحمد بن
عبدون وجماعة من الأندلسيين الذين ينتجعون مرسى وهران باتفاق منهم مع نفزة وبني
مسقن وهم من ازداجة وكانوا من أصحاب القرشي سنة 092 فاستوطنوها سبعة أعوام وفي سنة
792 زحف إليها قبائل كثيرة يطالبون أهلها بإسلام بني مسقن فخرجوا ليلا هاربين
واستجاروا بازداجة وتغلبوا على مدينة وهران وخربت مدينة وهران وأضرمت نارا ثم عاد
أهل وهران إليها بعد سنة 892 بأمر أبي حميد دواس ابن صولاب وابتدأوا في بنائها
وعادت أحسن مما
كانت وولى عليهم
داود بن صولاب اللهيصي محمد بن أبي عون فلم تزل في عمارة وكمال وزيادة إلى أن وقع
يعلى بن محمد بن صالح اليفرني بازداجة في ذي القعدة من السنة المذكورة فبدد جمعهم
وحرق مدينة وهران ثانية وخربها وكذلك بقيت سنين ثم تراجع الناس إليها وبنيت وينسب
إليها أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني الوهراني يروي عن أبي
بكر أحمد بن جعفر القطيعي روى عنه ابن عبد البر وأبو محمد بن حزم الحافظ الأندلسي
ووهران أيضا موضع بفارس
وهرندازان قرية كبيرة على باب مدينة الري لها ذكر كثير في التواريخ كان الملوك إذا
سفروا برزوا إليها
وهشتاباذ من قرى الري
وهط بفتح أوله وسكون ثانيه وطاء مهملة والوهط المكان المطمئن المستوي ينبت العضاه
والسمر والطلح وبه سمي الوهط قال أبو حنيفة إذا أنبت الموضع العرفط وحده سمي وهطا
كما يقال إذا أنبت الطلح وحده غول وهو مال كان لعمرو ابن العاص بالطائف وهو كرم
كان على ألف ألف خشبة شرى كل خشبة بدرهم وقال ابن الأعرابي عرش عمرو بن العاص
بالوهط ألف ألف عود كرم على ألف ألف خشبة ابتاع كل خشبة بدرهم فحج سليمان بن عبد
الملك فمر بالوهط فقال أحب أن أنظر إليه فلما رآه قال هذا أكرم مال وأحسنه ما رأيت
لأحد مثله لولا أن هذه الحرة في وسطه فقيل له ليست بحرة ولكنها مسطاح الزبيب وكان
زبيبه جمع في وسطه فلما رآه من البعد ظنه حرة سوداء وقال ابن موسى الوهط قرية
بالطائف على ثلاثة أميال من وج كانت لعمرو بن العاص
باب الواو والياء وما يليهما
ويبوذى بفتح الواو وسكون ثانيه ثم باء موحدة وواو ساكنة وذال من قرى بخارى
ويذاباذ بالذال معجمة كأنه عمارة ويذ وقد تقدم تفسيره في مواضع هي محلة كبيرة
بأصبهان ينسب إليها أبو محمد جابر بن منصور بن محمد بن صالح الويذاباذي شيخ أبي
سعد السمعاني سمع أبا العباس أحمد بن عبد الغفار بن أشنة الأصبهاني وأخوه أبو
العباس أحمد في التحبير أيضا
ويذار بكسر أوله وسكون ثانيه وذال معجمة وآخره راء هي مدينة تعمل فيها الثياب
الويذارية
وير بكسر أوله وسكون ثانيه وراء قرية بأصبهان ينسب إليها أحمد بن محمد بن أبي عمرو
بن أبي بكر الويري قال الحافظ ابن النجار سمعت منه في داره بقرية وير عن أبي موسى
الحافظ محمد بن عمرو
ويزة بكسر أوله وسكون ثانيه وزاي ثم هاء موضع
ويسو بكسر أوله والسين مهملة وواو بلاد وراء بلغار بينها وبين بلغار ثلاثة أشهر
يقصر عندهم الليل حتى لا يرون الظلمة ثم يطول في فصل آخر حتى لا يرون الضوء
ويمة بليدة في الجبال بين الري وطبرستان ومقابله قلعة حصينة يقال لها بيروز كوه من
أعمال دنباوند
رأيتها أنا وقد
استولى عليها الخراب وهي في وسط الجبال عندها عيون جارية
وويمة أيضا حصن باليمن مطل على زبيد
ويمية الياء مخففة ليست للنسبة مدينة بالأندلس من كورة جيان وهي اليوم خراب ينبت
بقربها العاقرقرجا
وينا بالقصر والنون موضع والله أعلم وهو الموفق
ه
باب الهاء والألف وما يليهما
هاب قلعة عظيمة من العواصم
الهاربية بلفظ اسم الفاعل من لفظ هرب يهرب مويهة لبني هاربة بن ذبيان وقال بشر بن
أبي خازم ولم تهلك لمرة إذ تولوا وساروا سير هاربة فغادوا وذلك لحرب كانت بينهم
فرحلوا من غطفان فنزلوا في بني ثعلبة بن سعد فعدادهم اليوم فيهم وهم قليل قال هشام
بن محمد الكلبي لم أر هاربيا قط
هاروت بلفظ هاروت الذي جاء ذكره في القرآن وهو من الهرت وهو الشق قرية بأسفل واسط
ينسب إليها أبو البقاء الهاروتي روى عنه أبو محمد عبد الله بن موسى بن عبد الله
الكرخي
الهارونية مدينة صغيرة قرب مرعش بالثغور الشامية في طرف جبل اللكام استحدثها هارون
الرشيد وعليها سوران وأبواب حديد ثم خربها الروم فأرسل سيف الدولة غلامه غرقويه
فأعاد عمارتها وهي اليوم من بلاد بني ليون الأرمني قال أحمد بن يحيى لما كانت سنة
381 أمر الرشيد ببناء الهارونية بالثغر فبنيت وشحنت بالمقاتلة ومن نزع إليها من
المطوعة ونسبت إليه ويقال إنه بناها في خلافة أبيه المهدي وتمت في أيام ابنه ثم
استولى عليها العدو لسبع بقين من شوال سنة 843 وسبي من أهلها ألف وخمسمائة مسلم ما
بين امرأة ورجل وصبي
والهارونية أيضا من قرى بغداد قرب شهرابان في طريق خراسان بها القنطرة العجيبة
البناء لها ذكر تعرف بقنطرة الهارونية
هارة موضع في قول ابن مقبل قريت الثريا بين بطحاء هارة ومنزوز قف حيث يلتقيان وقيل
هارة أي هائرة من قوله تعالى جرف هار فانهار به وقف ما على طرف الأرض ومنزوز لا
يحبس الماء
الهاروني قصر قرب سامراء ينسب إلى هارون الواثق بالله وهو على دجلة بينه وبين
سامراء ميل وبإزائه بالجانب الغربي المعشوق
هاش آخره شين معجمة
والهوش كثرة الناس في الأسواق وذو هاش موضع في قول الشماخ فأيقنت أن ذا هاش منيتها
وقال زهير عفا من آل فاطمة الجواء فيمن فالقوادم فالحساء فذو هاش فميث عريتنات
عفتها الريح بعدك والسماء
الهاشمية ماء في شرقي الخزيمية في طريق مكة لبني الحارث بن ثعلبة من بني أسد على
مقدار أربعة أميال إلى جانبه ماء يقال له أراطى
والهاشمية أيضا مدينة بناها السفاح بالكوفة وذلك أنه لما ولي الخلافة نزل بقصر ابن
هبيرة واستتم بناءه وجعله مدينة وسماها الهاشمية فكان الناس ينسبونها إلى ابن
هبيرة على العادة فقال ما أرى ذكر ابن هبيرة يسقط عنها فرفضها وبنى حيالها مدينة
سماها الهاشمية ونزلها ثم اختار نزول الأنبار فبنى مدينتها المعروفة فلما توفي دفن
بها واستخلف المنصور فنزلها أيضا واستتم بناء كان بقي فيها وزاد فيها على ما أراد
ثم تحول عنها فبنى مدينة بغداد وسماها مدينة السلام وبالهاشمية هذه حبس المنصور
عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن كان معه من أهل بيته
والهاشمية أيضا قرب الري
هاطرى بسكون الطاء فيلتقي ساكنان وفتح الراء ممال قرية بينها وبين الجعفري الذي
عند سامراء ثلاثة فراسخ وهي دون تكريت وأسفل منها الدور الأعلى المعروف بالخربة
وكان أكثر أهلها اليهود وإلى الآن في بغداد يقولون كأنك من يهود هاطرى
وهاطرى أيضا قرية بمقابل المذار من أرض ميسان وهي قرية طيبة نزهة كثيرة النخل
والشجر والمياه والدجاج وقد رأيتها
الهام بلفظ الهام الذي هو الرأس والهام الصدى وهي قرية باليمن بها معدن العقيق
الهامة واحدة الهام الذي قبله موضع بتيه مصر وهي كورة واسعة فيها جبل ألاق
باب الهاء والباء وما يليهما
الهباءة قال ابن شميل الهباء التراب الذي تطيره الريح فتراه على وجوه الناس
وجلودهم وثيابهم وتأنيثه للأرض وهي الأرض التي ببلاد غطفان قتل بها حذيفة وحمل
ابنا بدر الفزاريان قتلهما قيس بن زهير
وجفر الهباءة مستنقع في هذه الأرض وقال عرام الصحن جبل في بلاد بني سليم فوق
السوارقية وفيه ماء يقال له الهبارة وهي أفواه آبار كثيرة مخرقة الأسافل يفرغ
بعضها في بعض الماء العذب الطيب ويزرع عليه الحنطة والشعير وما أشبهه وقد قال قيس
بن زهير العبسي تعلم أن خير الناس ميت على جفر الهباءة لا يريم ولولا ظلمه ما زلت
أبكي عليه الدهر ما طلع النجوم ولكن الفتى حمل بن بدر بغى والبغي مصرعه وخيم أظن
الحلم دل علي قومي وقد يستجهل الرجل الحليم ومارست الرجال ومارسوني فمعوج علي
ومستقيم وقال أيضا قيس بن زهير من أبيات
شفيت النفس من حمل
بن بدر وسيفي من حذيفة قد شفاني شفيت بقتلهم لغليل صدري ولكني قطعت بهم بناني فلا
كانت الغبرا ولا كان داحس ولا كان ذاك اليوم يوم دهاني
الهباتان يقال هبا الشيء يهبو إذا سطع موضع
هبالة بالضم وبعد الألف لام والهبل كالثكل والمهبل الهوة الذاهبة في الأرض بين
الجبلين والهبالة الغنيمة واهتبله اعتقله وهبالة موضع قال ذو الرمة أبي فارس
الحواء يوم هبالة إذ الخيل بالقتلى من القوم تعثر ويوم هبالة ضطبه بعضهم بالفتح
فقال خراشة بن عمرو العبسي في هذا اليوم ونحن تركنا عنوة أم حاجب تجاذب نوحا ساهر
الليل مثكلا وجمع بني عمرو غداة هبالة صبحنا مع الأشراف موتا معجلا وقال أبو زياد
هبالة وهبيل من مياه بني نمير الذي يقول فيه ذروة بن جحفة العبدي الكلابي وكان قد
خرج يمير أهله من الوشم فلما عاد ومعه ثميلتان على راحلة له والثميلة نصف الغرارة
فمر بهذا الموضع فحط به وأرسل راحلته ترعى فبعدت عنه فخرج في طلبها فلما رجع وجد ثميلتيه
قد ذهب بهما ووجد آثار الثميلتين تسحب نحو البيوت فسأل عن أهل البيوت فقيل هذه
بيوت بني عثير النميري فانطلق ولم يقل شيئا فلما قدم على أهله لامته امرأته فأنشأ
يقول سيعلم عمنا الغادي علينا بجنب القف أن لنا رجالا رجال يطلبون ثميلتيهم
سأوردهم هبالة أو هبالا لعلي أن أميرك من عثير ومن أصحابه ثملا ثقالا فلما كان
العام المقبل انقض وفتية إلى بلاد بني عثير فوجدوا سبع خلفات فاستاقوهن وطلبهم
النميريون فلم يفيئوا شيئا فباعها فاستوفر من الميرة والثياب والطعام وكان مسافر
بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس قد جسا فخرج إلى الحيرة ليتداوى فمات بهبالة فقال
أبو طالب بن عبد المطلب يرثيه ليت شعري مسافر بن أبي عم رو وليت يقولها المخزون
رجع الوفد سالمين جميعا وخليلي في مرمس مدفون ميت درء على هبالة قد حا لت فياف من
دونه وحزون مدرة يدفع الخصوم بأيد وبوجه يزينه العرنين بورك الميت الغريب كما بو
رك نضر الريحان والزيتون
هبراثان بالفتح ثم السكون وراء مهملة وألف وثاء مثلثة وآخره نون من قرى دهستان
هبزتان بفتح أوله وثانيه وزاي مفتوحة وتاء مثناة من فوق وآخره نون من قرى دهستان
هبكات بالضم ثم الفتح وآخره تاء مثناة كذا هو في كتاب الأديبي ولا أصل له في لغتهم
وهي مياه لكلب
هبل بالضم ثم الفتح
بوزن زفر أظنه من الهابل وهو الكثير اللحم والشحم ومنه حديث عائشة والنساء يومئذ
لم يهبلهن اللحم أي لم يسمن أو من الهبل وهو الثكل يراد به أن من لم يطعه أهبله أي
أثكله أو من الهبل والهبالة وهو الغنيمة أي يغتنم عبادته أو يغتنم من عبده والله
أعلم وهبل صنم لبني كنانة بكر ومالك وملكان وكانت قريش تعبده وكانت كنانة تعبد ما
تعبده قريش وهو اللات والعزى وكانت العرب تعظم هذا المجمع عليه فتجتمع عليه كل عام
مرة وقيل إن هبل كان من أصنام الكعبة وقال أبو المنذر هشام بن محمد وكانت لقريش
أصنام في جوف الكعبة وحولها وكان أعظمها عندهم هبل وكان فيما بلغني أنه من عقيق
أحمر على صورة الإنسان مكسور اليد اليمنى أدركته قريش كذلك فجعلوا له يدا من ذهب
وكان أول من نصبه خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر وكان يقال له هبل خزيمة وكان في
جوف الكعبة قدامه سبعة أقدح مكتوب في أولها صريح والآخر ملصق فإذا شكوا في مولود
أهدوا له هدية ثم ضربوا بالقداح فإن خرج صريح ألحقوه وإن خرج ملصق دفعوه وقدح على
الميت وقدح على النكاح وثلاثة لم تفسر لي على ما كانت فإذا اختصموا في أمر أو
أرادوا سفرا أو عملا استقسموا بالقداح عنده فما خرج عملوا به وانتهوا إليه وعنده
ضرب عبد المطلب بالقداح على ابنه عبد الله والد النبي صلى الله عليه و سلم وهو
الذي يقول له أبو سفيان بن حرب حين ظفر يوم أحد أعل هبل أي أعل دينك فقال رسول
الله صلى الله عليه و سلم الله أعلى وأجل ولما ظفر النبي صلى الله عليه و سلم يوم
فتح مكة دخل المسجد والأصنام منصوبة حول الكعبة فجعل يطعن بسية قوسه في عيونها
ووجوهها ويقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ثم أمر بها فألقيت على
وجوهها ثم أخرجت من المسجد فأحرقت فقال في ذلك راشد بن عبد الله السلمي قالت هلم
إلى الحديث فقلت لا يأبى الإله عليك والإسلام لما رأيت محمدا وقبيله بالفتح حين
تكسر الأصنام ورأيت نور الله أصبح ساطعا والشرك تغشى وجهه الأقتام
هبود بالفتح ثم التشديد والهبيد حب الحنظل قال أبو منصور أنشدنا أبو الهيثم شربن
بعكاش الهبابيد شربة وكان لها الأحفى خليطا تزايله قال عكاشة الهبابيد ماء يقال له
هبود فجمعه بما حوله وهبود اسم فرس لبني قريع وقال إسماعيل بن حماد هبود اسم موضع
في بلاد تميم وقيل هبود اسم جبل وقال ابن مقبل جزى الله كعبا بالأباتر نعمة وحيا
بهبود جزى الله أسعدا وحدث عمر بن كركرة قال أنشدني ابن مناذر قصيدته الدالية فلما
بلغ إلى قوله يقدح الدهر في شماريخ رضوى ويحط الصخور من هبود قلت له أي شيء هبود
قال جبل فقلت سخنت عينك هبود عين باليمامة ماؤها ملح لا يشرب منه شيء وقد والله
خرئت فيه مرات فلما كان بعد مدة وقعت عليه في مسجد البصرة وهو ينشد فلما بلغ هذا
البيت أنشد
ويحط الصخور من
عبود فقلت له عبود أي شيء هو قال جبل بالشام فلعلك يا ابن الزانية خرئت فيه أيضا
فضحكت وقلت ما خرئت فيه ولا رأيته فانصرفت وأنا أضحك من قوله
الهبير بفتح أوله وكسر ثانيه قال أبو عمرو الهبير من الأرض أن يكون مطمئنا وما
حوله أرفع منه والهبير على قول ابن السكيت المطمئن في الرمل والجمع أهبرة قال عدي
بن الرقاع بمجر أهبرة الكناس تلفعت بعدي بمنكر تربها المتراكم والهبير رمل زرود في
طريق مكة كانت عنده وقعة ابن أبي سعيد الجنابي القرمطي بالحاج يوم الأحد لاثنتي
عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة 213 قتلهم وسباهم وأخذ أموالهم
وهبير سيار بنجد ولعله الأول وقال أعرابي في أبيات ذكرت في قنسرين وحلت جنوب
الأبرقين إلى اللوى إلى حيث سارت بالهبير الدوافع وكانت وقعة للعرب بالهبير قديمة
قال حبيب بن خالد بن المضلل الأسدي ألا أبلغ تميما على حالها مقال ابن عم عليها
عتب غبنتم تتابع الأنبياء وحسن الجوار وقرب النسب فنحن فوارس يوم الهبير ويوم
الشعيبة نعم الطلب فجئنا بأسراكم في الحبال وبالمردفات عليها العقب قال ابن
الأعرابي العقب الجمال والصباحة قالوا فنقول العقب قال ليس هذا
باب الهاء والتاء وما يليهما
الهتاخ بالفتح والتشديد قلعة حصينة في ديار بكر قرب ميافارقين
هترونة بالفتح ثم السكون وراء وواو ونون ناحية بالأندلس من بطن سرقسطة
الهتمة بالفتح ثم السكون والهتم كسر الأنيب وهتمة منزل من منازل سلمى أحد جبلي طيء
الهتيل هتل المطر بمعنى هطل والهتيل موضع
الهتي بضم أوله وفتح ثانيه وياء مشددة تصغير الهتيء وهي ساعات الليل ذهب هيء من
الليل أي ساعة منه قف والهتي بلد أو ماء
باب الهاء والجيم وما يليهما
الهجران قال الحسن بن أحمد بن يعقوب اليمني المعروف بابن الحائك عندل وخودون وهدون
ودمون مدن للصدف بحضرموت ثم الهجران وهما مدينتان متقابلتان في رأس جبل حصين تطلع
إليه في منعة من كل جانب يقال لواحده خيدون وخودون كله يقال ودمون وهو تثنية الهجر
والهجر بلغة أهل اليمن القرية وساكن خودون الصدف وساكن دمون بنو الحارث الملك بن
عمرو المقصور بن حجر آكل المرار وفيها يقول امرؤ القيس كأني لم آله بدمون مرة ولم أشهد
الغارات يوما بعندل وكل رجل من هاتين القريتين مطل على قلعته ولهم غيل يصب من سفح
الجبل يشربونه وزروع هذه
القرى النخل والبر
والذرة وفيها يقول المتمثل الهجران كفة ككفة النخل والدبر بها محفة الدبر عندهم
الزرع والغيل النهر
هجر بفتح أوله وثانيه في الإقليم الثاني طولها من جهة المغرب ثلاث وسبعون درجة
وعرضها أربع وعشرون درجة وخمس عشرة دقيقة وفي العزيزي عرضها أربع وثلاثون درجة
وزعم أنها في الإقليم الثالث وفي اشتقاقه وجوه يجوز أن يكون من هجر إذا هذى ويجوز
أن يكون منقولا من الفعل الماضي ويجوز أن يكون من الهجرة وأصله خروج البدوي من
باديته إلى المدن ثم استعمل في كل محل تسكنه وتنتقل عنه فيجوز أن يكون أصله
الهجران كأنهم هجروا ديارهم وانتقلوا عنها ويجوز أن يكون من هجرت البعير أهجره
هجرا إذا ربطت حبلا في ذراعه إلى حقوه وقصرته لئلا يقدر على العدو فشبه الداخل إلى
هذا الموضع بالبعير الذي فعل به ذلك ثم غلب على اسم الموضع ويجوز أن يكون شيء مهجر
إذا أفرط في الحسن والتمام وسمي بذلك لأن الناعت له يخرج في إفراطه إلى الهجر وهو
الهذيان ويجوز أن يكون من التهجير وهو التبكير إلى الحاجة أو من الهاجرة وهي شدة
الحر وسط النهار كأنها شبهت لشدة الحر بها بالهاجرة وقال ابن الحائك الهجر بلغة
حمير والعرب العاربة القرية فمنها هجر البحرين وهجر نجران وهجر جازان وهجر حصنة من
مخلاف مازن وهجر مدينة وهي قاعدة البحرين وربما قيل الهجر بالألف واللام وقيل
ناحية البحرين كلها هجر وهو الصواب قال ابن الكلبي عن الشرقي إنما سميت عين هجر
بهجر بنت المكفف وكانت من العرب المتعربة وكان زوجها محلم بن عبد الله صاحب النهر
الذي بالبحرين يقال له نهر محلم وعين محلم وينسب إليها هاجري على غير قياس كما قيل
حاري بالنسبة إلى الحيرة قال عوف بن الجزع تشق الأحزة سلافنا كما شقق الهاجري
الدبارا الدبار المشارات التي تشق للزراعة وقال أبو الحسن الماوردي في الحاوي الذي
جاء في الحديث ذكر القلال الهجرية قيل إنها كانت تجلب من هجر إلى المدينة ثم انقطع
ذلك فعدمت وقيل هجر قرية قرب المدينة وقال بل عملت بالمدينة على مثل قلال هجر وقال
قوم هجر بلاد قصبتها الصفا وقد ذكرت في موضعها بينها وبين اليمامة عشرة أيام
وبينها وبين البصرة خمسة عشر يوما على الإبل وقد ذكر قوم من أهل الأدب أن هجر لا
تدخله الألف واللام وقال ابن الأنباري الغالب عليه التذكير والصرف وربما أنثوها
ولم يصرفوها قالوا والهجر بالألف واللام موضع آخر وقد فتحت في أيام النبي صلى الله
عليه و سلم قيل في سنة ثمان وقيل في سنة عشر على يد العلاء بن الحضرمي وقد ذكر ذلك
في البحرين وقال ابن موسى هجر قصبة بلاد البحرين بينه وبين سرين سبعة أيام
والهجر بلد باليمن بينه وبين عثر يوم وليلة من جهة اليمن وقال ابن الحائك الهجر
قرية صمد وجازان والهجران اسم للمشقر وعطالة وهما حصنان باليمامة
هجر بالفتح ثم السكون بلفظ الهجر ضد الوصل قال الحازمي موضع في شعر بعضهم
هجم من هجمت على الشيء هجما إذا جئته بغتة موضع في شعر عامر بن الطفيل قال ابن
الأعرابي في نوادره الهجم ماء لبني فزارة قديم مما حفرته عاد
والهجم كل ما سال
أو انصب والهجم الحلب
هجول بالضم جمع هجل وهي الصحراء التي لا نبات بها وقيل الهجل ما اتسع من الأرض
وغمض وهو اسم جبل في الحجاز يتلاقى هو والأخشبان في موضع ولذلك قال بعضهم ووجدي
بكم وجد المضل بعيره بمكة يوما والرفاق نزول ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بحيث
تلاقى أخشب وهجول
الهجرة من نواحي اليمامة قرية ونخيلات لبني قيس بن ثعلبة رهط الأعشى وقال في موضع
آخر مويهة لبني قيس
هجرة البحيح من نواحي صنعاء اليمن
وهجرة ذي غبب من نواحي ذمار باليمن أيضا
الهجرين نخل لقوم شتى باليمامة عن الحفصي
الهجيرة تصغير هجرة كأنه صغر عن هجر الكبرى المقدم ذكرها موضع
الهجيرة من الهجير وهو شدة الحر وقت الظهيرة ماء لبني عجل بين الكوفة والبصرة
باب الهاء والدال وما يليهما
هدى بالفتح منقول عن الفعل الماضي من هدى يهدي إذا أرشد موضع في نواحي الطائف
الهدا بالضم ويكتب الياء لأنه من هديته وكتبناه على اللفظ والهدى نقيض الضلالة قال
ابن الأعرابي الهدى البيان والهدى إخراج شيء إلى شيء والهدى الطاعة والورع والهدى
الهادي ومنه قوله تعالى لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى والهدى الطريق
والهدى واد حذو اليمامة سماه رسول الله صلى الله عليه و سلم
الهدار بتشديد الدال يجوز أن يكون من الهدر وهو إبطال الدم أو من هدر البعير إذا
شقشق بجرته والحمامة تهدر أيضا وأصلهما الصوت الهدار من نواحي اليمامة بها كان
مولد مسيلمة بن حبيب الكذاب وقال الحفصي الهدار قرية لبني ذهل بن الدؤل ولبني
الأعرج بن كعب بن سعد قال موسى بن جابر العبيدي فلا يغررنك فيما مضى جخيف قريش
وإكثارها غداة علا عرضنا خالد وسالت أباض وهدارها قالوا أول من تنبأ مسيلمة
بالهدار وبه ولد وبه نشأ وكان من أهله وكان له عليه طوي فسمعت به بنو حنيفة
فكاتبوه واستجلبوه فأنزلوه حجرا ولما قتل خالد مسيلمة دخل أهل قرى اليمامة في صلح
الهدار في عدة قرى فسبى خالد أهلها وأسكنها بني الأعرج وهم بنو الحارث بن كعب بن
سعد بن زيد مناة بن تميم فهم أهلها إلى الآن وقال عرام الهدار حسي من أحساء مغار
يفور بماء كثير وهو في سبخ بحذائه حاميتان سوداوان في جوف إحداهما ماءة مليحة يقال
لها الرفدة وقد ذكر في مغار
الهدالة بالفتح والهدالة ضرب من الشجر ويقال كل غصن يبنت في أراكة أو طلحة مستقيما
فهو هدالة كأنه مخالف لسائرها من الأغصان وربما داووا به من الجنون أو السحر
والهدالة قرية من قرى عثر في أوائل اليمن من جهة القبلة
الهدان بكسر أوله وآخره نون وهو الرجل الجافي الأحمق وهو تليل بالسي يستدل به
وبآخر
مثله والهدان أيضا
موضع بحمى ضرية عن ابن موسى
الهدأة كما ذكره البخاري في قتل عاصم قال وهو موضع بين عسفان ومكة وكذا ضبطه أبو
عبيد البكري الأندلسي وقال أبو حاتم يقال لموضع بين مكة والطائف الهدة بغير ألف
وهو غير الأول ذكر معه لنفي الوهم
الهدبية بفتح أوله وثانيه ثم باء موحدة وياء مشددة كأنه نسبة إلى الهدب وهو أغصان
الأراطي ونحوها مما لا ورق له والهدب مصدر الأهدب من الشجر هدبت هدبا إذا تدلت
أغصانها قال عرام إذا جاوزت عين النازية وردت ماءه يقال لها الهدبية وهي ثلاث آبار
ليس عليهن مزارع ولا نخل ولا شجر وهي بقاع كبيرة تكون ثلاثة فراسخ في طول ما شاء
الله وهي لبني خفاف بين حرتين سوداوين وليس ماؤهم بالعذب وأكثر ما عندها من النبات
الحمض ثم تنتهي إلى السوارقية على ثلاثة أميال منها وهي قرية غناء كبيرة من أعمال
المدينة
الهدراء ماء بنجد لبني عقيل بينهم وبين الوحيد بن كلاب وليس لعبادة فيه شيء
الهدملة بكسر أوله وفتح ثانيه وسكون الميم والهدمل الثوب الخلق والهدملة الرملة
كثيرة الشجر وقيل الهدملة موضع بعينه وينشد قول جرير حي الهدملة من ذات المواعيس
فالحنو أصبح قفرا غير مأنوس
الهدم بكسر أوله وفتح ثانيه يشبه أن يكون جمع هدم أرض بعينها ذكرها زهير في شعره
بل قد أراها جميعا غير مقوية سراء منها فوادي الحفر فالهدم وقال عباد بن عوف
المالكي ثم الأسدي لمن ديار عفت بالجزع من رمم إلى قصائرة فالجفر فالهدم
الهدم كأنه جمع هدم مثل سقف وسقف قال الحازمي بضم الهاء والدال وفي كتاب الواقدي
بفتح الهاء وكسر الدال ماء لبلي وراء وادي القرى قال عدي بن الرقاع العاملي لما
غدا الحي من صرخ وغيبهم من الروابي التي غربيها اللمم ظلت تطلع نفسي إثرهم طربا كأنني
من هواهم شارب سدم مسطارة بكرت في الرأس نشوتها كأن شاربها مما به لمم حتى تعرض
أعلى الشيح دونهم والحب حب بني العسراء والهدم فنكبوا الصور اليسرى فمال بهم على
الفراض فراض الحامل الثلم لولا اختياري أبا حفص وطاعته كاد الهوى من غداة البين
يعتزم
هدن بكسر أوله وسكون ثانيه والنون موضع بالبحرين
الهدة بالفتح ثم التشديد وهو الخسفة في الأرض والهد الهدم وهو موضع بين مكة
والطائف والنسبة إليها هدوي وهو موضع القرود وقد خفف بعضهم داله
الهدة بتخفيف الدال من الهدي أو الهدى بزيادة هاء بأعلى مر الظهران ممدرة أهل مكة
والمدر
طين أبيض يحمل منها
إلى مكة تأكله النساء ويدق ويضاف إليه بالإذخر يغسلون به أيديهم
الهدية بالتصغير موضع حوالي اليمامة وقال أبو زياد الكلابي من مياه أبي بكر بن
كلاب الذئبة وهي في رمل وحذاءها ماءه يقال لها الهدية وينسب ذلك الرمل إليها فيقال
رمل الهدية والله أعلم
باب الهاء والراء وما يليهما
الهرار بالضم وتكرير الراء قال الأموي من أدواء الإبل الهرار وهو استطلاق بطنها
وهو موضع في طرف الصمان من بلاد تميم وقيل الهرار قف باليمامة قال النمر هل تذكرين
جزيت أفضل صالح أيامنا بمليحة فهرارها
هراميت بالفتح وكسر الميم ثم ياء وتاء مثناة قال أبو منصور قال الأصمعي عن يسار
ضرية وهي قرية فيها ركايا يقال لها هراميت وحولها جفار وأنشد ثعلب للراعي فلم يبق
ألا آل كل نجيبة لها كاهل حاب وصلب مكدح ضبارمة شدف كأن عيونها بقايا نطاف من
هراميت نزح وقال في تفسير هراميت بئر عن يسار ضرية يقال لها هراميت قلب بين الضباب
وجعفر والأصمعي يقول هراميت لبني ضبة قال أبو عبيدة هراميت بالعالية في بلاد
الضباب من غني وقال النضر هراميت من ركايا غني خاصة وقال غيره هراميت آبار مجتمعة
بناحية الدهناء كان بها يوم بين الضباب وجعفر زعموا أن لقمان بن عاد احتفرها وقد
ذكرها أبو العلاء المعري فقال حفر ابن عاد لا براد هراميتا وقال أبو أحمد هراميت
الهاء مفتوحة والراء غير معجمة ماءة وهي ثلاث آبار يقال لها هراميت ويوم الهراميت
بين الضباب وبين جعفر بن كلاب كان القتال بسبب بئر أراد أحد أن يحتفرها
هران من حصون ذمار باليمن
هراة بالفتح مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان لم أر بخراسان عند كوني بها
في سنة 670 مدينة أجل ولا أعظم ولا أفخم ولا أحسن ولا أكثر أهلا منها فيها بساتين
كثيرة ومياه غزيرة وخيرات كثيرة محشوة بالعلماء ومملوة بأهل الفضل والثراء وقد
أصابها عين الزمان ونكبتها طوارق الحدثان وجاءها الكفار من التتر فخربوها حتى
أدخلوها في خبر كان فإنا لله وإنا إليه راجعون وذلك في سنة 681 قال الرهني إن
مدينتها بنية للإسكندر وذلك أنه لما دخل الشرق ومر بها إلى الصين وكان من عادته أن
يكلف أهل كل بلد ببناء مدينة تحصنهم من الأعداء فيقدرها ويهندسها لهم وأنه أعلم أن
في أهل هراة شماسا وقلة قبول فاحتال عليهم وأمرهم أن يبنوا مدينة ويحكموا أساسها
ثم خط لهم طولها وعرضها وسمك حيطانها وعدد أبراجها وأبوابها واشترط لهم أن يوفيهم
أجورهم وغراماتهم عند عوده من ناحية الصين فلما رجع من الصين ونظر إلى ما بنوه
عابه وأظهر كراهيته وقال ما أمرتكم أن تبنوا هكذا فرد بناءهم عليهم بالعيب ولم
يعطهم شيئا ونسب إليها خلق من الأئمة والعلماء منهم الحسين بن إدريس بن المبارك بن
الهيثم بن زياد أبو علي الأنصاري مولاهم الهروي أحد مشهوري المحدثين
بهراة سمع بدمشق
هشام بن عمار وسمع ببغداد عثمان بن أبي شيبة وغيره خلقا كثيرا وروى عنه جماعة
كثيرة منهم حاتم بن حيان وقال الدارقطني الحسين بن حزم وأخوه يوسف بن حزم الهرويان
ينسبان إلى الأنصار واسم أبيهما إدريس ولقبه حزم وللحسين كتاب صنفه في التاريخ على
حروف المعجم نحو كتاب البخاري الكبير ذكر فيه حديثا كثيرا وأخبارا وكان من الثقات
ومات سنة 103 وفي هراة يقول أبو أحمد السامي الهروي هراة أرض خصبها واسع ونبتها
اللفاح والنرجس ما أحد منها إلى غيرها يخرج إلا بعدما يفلس ويقول فيها الأديب
البارع الزوزني هراة أردت مقامي بها لشتى فضائلها الوافره نسيم الشمال وأعنابها
وأعين غزلانها الساحره وهراة أيضا مدينة بفارس قرب إصطخر كثيرة البساتين والخيرات
ويقال إن نساءهم يغتلمن إذا أزهرت الغبيراء كما تغتلم القطاط
الهرث بضم أوله وسكون ثانيه وآخره ثاء مثلثة قرية على نهر جعفر من أعمال واسط منها
أبو الغنائم محمد بن علي بن فارس بن المعلم الشاعر مولده في سنة 105 ومات في سنة
295 وكان رقيق الشعر جيده وهو القاتل يذكر الهرث يا خليلي القوافي اطرحت فابكيا
الفضل بدمع مستهل وارثيا لي من زمان خائن ومحل مثل حالي مضمحل قد منعت الهرث دارا
في الأذى بالفيافي غير دار الهون رحلي إن بذل الشعر يا قالته عندكم سهل وعندي غير
سهل
هرجاب بالكسر ثم السكون والجيم وآخره باء موحدة وهو العظيم الضخم من كل شيء موضع
في قول عامر بن الطفيل يرثي أباه ألا إن خير الناس رسلا ونجدة بهرجاب لم تحبس عليه
الركائب
الهردة قال أبو زياد ومن بلاد أبي بكر الهردة
الهر بالضم والتشديد يجوز أن يكون منقولا من الفعل الذي لم يسم فاعله ثم استعمل
اسما وهو قف باليمامة
هرشير قرية بين الري وقزوين هذا اسمها الفارسي وتسمى مدينة جابر قاله حمزة
الأصبهاني
هرشى بالفتح ثم السكون وشين معجمة والقصر يقال رجل هرش وهو الجافي المائق وهارشت
بين الكلاب معروف وهي ثنية في طريق مكة قريبة من الجحفة يرى منها البحر ولها
طريقان فكل من سلك واحدا منهما أفضى به إلى موضع واحد ولذلك قال الشاعر خذا أنف
هرشى أو قفاها فإنما كلا جانبي هرشى لهن طريق عن ابن جعدة عاتب عمر بن عبد العزيز
رجلا من قريش كانت أمه أخت عقيل بن علفة فقال له قبحك الله أشبهت خالك في الجفاء
فبلغ عقيلا فجاء حتى دخل على عمر فقال له ما وجدت لابن عمك
شيئا تعيره به إلا
خؤولتي فقبح الله شركما خالا فقال صخر بن الجهم العدوي وأمه قرشية آمين يا أمير
المؤمنين قبح الله شركما خالا وأنا معكما فقال عمر إنك لأعرابي جلف جاف أما لو
تقدمت إليك لأدبتك والله لا أراك تقرأ من كتاب الله شيئا فقال بلى إني لأقرأه قال
فاقرأ إذا زلزلت الأرض زلزالها حتى تبلغ إلى آخرها فقرأ فمن يعمل مثقال ذرة شرا
يره ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره فقال له عمر ألم أقل لك إنك لا تحسن أن تقرأ لأن
الله تعالى قدم الخير وأنت قدمت الشر فقال عقيل خذا أنف هرشى أو قفاها فإنما كلا
جانبي هرشى لهن طريق فجعل القوم يضحكون من عجرفته وقيل إن هذا الخبر كان بين يعقوب
بن سلمة وهو ابن بنت لعقيل وبين عمر بن عبد العزيز وإنه قال لعمر بلى والله إني
لقارىء لآية وآيات وقرأ إنا بعثنا نوحا إلى قومه فقال عمر قد أعلمتك أنك لا تحسن
ليس هكذا قال فكيف فقال إنا أرسلنا نوحا إلى قومه فقال ما الفرق بين أرسلنا وبعثنا
خذا أنف هرشى أو قفاها فإنما كلا جانبي هرشى لهن طريق وقال عرام هرشى هضبة ململمة
لا تنبت شيئا وهي على ملتقى طريق الشام وطريق المدينة إلى مكة وهي في أرض مستوية
وأسفل منها ودان على ميلين مما يلي مغيب الشمس يقطعها المصعدون من حجاج المدينة
ينصبون منها منصرفين إلى مكة ويتصل بها مما يلي مغيب الشمس خبت رمل في وسط هذا
الخبت جبيل أسود شديد السواد صغير يقال له طفيل
هرقلة بالكسر ثم الفتح مدينة ببلاد الروم سميت بهرقلة بنت الروم بن اليفز بن سام
بن نوح عليه السلام وكان الرشيد غزاها بنفسه ثم افتتحها عنوة بعد حصار وحرب شديد
ورمي بالنار والنفط حتى غلب أهلها فلذلك قال المكي الشاعر هوت هرقلة لما أن رأت
عجبا جو السما ترتمي بالنفط والنار كأن نيراننا في جنب قلعتهم مصبغات على أرسان
قصار ثم قدم الرقة في شهر رمضان فلما عيد جلس للشعراء فدخلوا عليه وفيهم أشجع
السلمي فبدر فأنشد لا زلت تنشر أعيادا وتطويها تمضي لها بك أيام وتمضيها ولا تقضت
بك الدنيا ولا برحت يطوي بك الدهر أياما وتطويها ليهنك الفتح والأيام مقبلة إليك
بالنصر معقودا نواصيها أمست هرقلة تهوي من جوانبها وناصر الله والإسلام يرميها
ملكتها وقتلت الناكثين بها بنصر من يملك الدنيا وما فيها ما روعي الدين والدنيا
على قدم بمثل هارون راعيه وراعيها فأمر له بعشرة آلاف دينار وقال لا ينشدني أحد بعده
بشيء فقال أشجع والله لأمره ألا ينشده أحد من بعدي أحب إلي من صلته وكان في السبي
الذي سبي من هرقلة
ابنة بطريقها وكانت ذات حسن وجمال فنودي عليها في المغانم فزاد عليها صاحب الرشيد
فصادفت منه محلا عظيما فنقلها معه إلى الرقة وبنى لها حصنا بين الرافقة وبالس على
الفرات وسماه هرقلة يحكي بذلك هرقلة التي ببلاد الروم وبقي الحصن عامرا مدة حتى
خرب وآثاره إلى وقتنا ذا باقية وفيه آثار عمارة وأبنية عجيبة وهو قرب صفين من
الجانب الغربي
الهرماس بالكسر وآخره سين مهملة والهرماس الأسد الجريء وقيل ولد النمر وهو نهر
نصيبين مخرجه من عين بينها وبين نصيبين ستة فراسخ مسدودة بالحجارة والرصاص وإنما
يخرج منها إلى نصيبين من الماء القليل لأن الروم بنت هذه الحجارة عليها لئلا تغرق
هذه المدينة وكان المتوكل لما دخل هذه المدينة سار إليها وأمر بفتحها ففتح منها
شيء يسير زيادة على ما هو عليه فغلب الماء عليه غلبة شديدة حتى أمر بإحكامه
وإعادته إلى ما كان عليه بالحجارة والرصاص وإلى الآن هذه العين في أعلى المدينة
وفاضل مائها يصب إلى الخابور ثم إلى الثرثار ثم إلى دجلة قال ذلك أحمد بن الطيب
الفيلسوف
والهرماس موضع بالمعرة قال ابن أبي حصينة المعري يا صاحبي سقى منازل جلق غيث يروي
ممحلات طساسها من لي برد شيببة قضيتها فيها وفي حمص وفي عرناسها وزمان لهو بالمعرة
مونق بسيابها وبجانبي هرماسها
هركام ناحية من نواحي الطرم بين قزوين وبلاد الديلم
هركند بالنون بحر في أقصى بلاد الهند بين الهند والصين وفيه جزيرة سرنديب هي آخر
جزيرة الهند مما يلي المشرق فيما زعم بعضهم
الهرمان هي أهرام كثيرة إلا أن المشهور منها اثنان واختلف الناس في أهرام مصر
اختلافا جما وتكاد أن تكون حقيقة أقوالهم فيها كالمنام إلا أنا نحكي من ذلك ما
يحسن عندنا فمن ذلك ما ذكره أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي في كتاب
خطط مصر أنه وجد في قبر من قبور الأوائل صحيفة فالتمسوا لها قارئا فوجدوا شيخا من
دير القلمون فقرأها فإذا فيها إنا نظرنا فيما تدل عليه النجوم فرأينا أن آفة نازلة
من السماء وخارجة من الأرض ثم نظرنا فوجدناه ماء مفسدا للأرض وحيوانها ونباتها
فلما تم اليقين من ذلك عندنا قلنا لملكنا سوريد بن سهلوق مر ببناء افرونيات وقبر
لك وقبور لأهل بيتك فبنى لنفسه الهرم الشرقي وبنى لأخيه هوجيب الهرم الغربي وبنى
لابن هوجيب الهرم المؤزر وبنيت الافرونيات في أسفل مصر وأعلاها وكتبنا في حيطانها
علما غامضا من معرفة النجوم وعللها والصنعة والهندسة والطب وغير ذلك مما ينفع ويضر
ملخصا مفسرا لمن عرف كلامنا وكتابتنا وإن هذه الآفة نازلة بأقطار العالم وذلك عند
نزول قلب الأسد في أول دقيقة من رأس السرطان وتكون الكواكب عند نزوله إياها في هذه
المواضع من الفلك الشمس والقمر في أول دقيقة من رأس الحمل وزحل في درجة وثمان
وعشرين دقيقة من الحمل والمشتري في الحوت في تسع وعشرين درجة وثمان وعشرين دقيقة
والمريخ في الحوت في تسع وعشرين درجة وثلاث دقائق والزهرة في الحوت في ثمان وعشرين
درجة ودقائق وعطارد في الحوت في
سبع وعشرين درجة ودقائق والجوزهر في الميزان وأوج القمر في الأسد في خمس درج ودقائق ثم نظرنا هل يكون بعد هذه الآفة كون مضر بالعالم فاحتسبنا الكواكب فإذا هي تدل على أن آفة من السماء نازلة إلى الأرض وأنها ضد الآفة الأولى وهي نار محرقة لأقطار العالم ثم نظرنا متى يكون هذا الكون المضر فرأيناه يكون عن حلول قلب الأسد في آخر دقيقة من الدرجة الخامسة عشرة من الأسد ويكون إيليس وهو الشمس معه في دقيقة واحدة متصلة بستورنس وهو زحل من تثليث الرامي ويكون المشتري وهو زاويس في أول الأسد في آخر احتراقه ومعه المريخ وهو آرس في دقيقة ويكون سلين وهو القمر في الدلو مقابلا لإيليس مع الذنب في اثنتين وعشرين ويكون كسوف شديد له بثلث سلين القمر ويكون عطارد في بعده الأبعد أمامها مقبلين أما الزهرة فللاستقامة وأما عطارد فللرجعة قال الملك فهل عندكم من خبر توقفوننا عليه غير هذين الاثنين قالوا إذا قطع قلب الأسد ثلثي سدس أدواره لم يبق من حيوان الأرض متحرك إلا تلف فإذا استتم أدواره تحللت عقود الفلك وسقط على الأرض قال لهم ومتى يكون يوم انحلال الفلك قالوا اليوم الثاني من بدو حركة الفلك فهذا ما كان في القرطاس فلما مات سوريد دفن في الهرم الشرقي ودفن هوجيب في الهرم الغربي ودفن كرورس في الهرم الذي أسفله من حجارة أسوان وأعلاها كدان ولهذه الأهرام أبواب في آزاج تحت الأرض طول كل أزج منها مائة وخمسون ذراعا فأما باب الهرم الشرقي فمن الناحية البحرية وأما باب الهرم الغربي فمن الناحية الغربية وأما باب الهرم المؤزر فمن الناحية القبلية وفي الأهرام من الذهب وحجارة الزمرد ما لا يحتمله الوصف وإن مترجم هذا الكتاب من القبطي إلى العربي أجمل التاريخات إلى أول يوم من توت الأحد وطلوع شمسه سنة خمس وعشرين ومائتين من سني العرب فبلغت أربعة آلاف وثلثمائة وإحدى وعشرين سنة لسني الشمس ثم نظركم مضى من الطوفان إلى يومه هذا فوجده ثلاثة آلاف وتسعمائة وإحدى وأربعين سنة وتسعة وخمسين يوما فألقاها من هذه الجملة فبقي معه ثلثمائة وتسع وتسعون سنة وخمسة أيام فعلم أن هذا الكتاب المؤرخ كتب قبل الطوفان بهذه السنين وحكى ابن زولاق ومن عجائب مصر أمر الهرمين الكبيرين في جانبها الغربي ولا يعلم في الدنيا حجر على حجر أعلى ولا أوسع منها طولها في الأرض أربعمائة ذراع في أربعمائة وكذلك علوها أربعمائة ذراع وفي أحدهما قبر هرمس وهو إدريس عليه السلام وفي الآخر قبر تلميذه أغاتيمون وإليهما تحج الصابئة قال وكانا أولا مكسوين بالديباج وعليهما مكتوب وقد كسوناهما بالديباج فمن استطاع بعدنا فليكسهما بالحصير قال وقال حكيم من حكماء مصر إذا رأيت الهرمين أن الإنس والجن لا يقدرون على عمل مثلهما ولم يتولهما إلا خالق الأرض ولذلك قال بعض من رآهما ليس من شيء إلا وأنا أرحمه من الدهر إلا الهرمين فإني أرحم الدهر منهما قال عبيد الله مؤلف هذا الكتاب وقد رأيت الهرمين وقلت لمن كان في صحبتي غير مرة إن الذي يتصور في ذهني أنه لو اجتمع كل من بأرض مصر من أولها إلى آخرها على سعتها وكثرة أهلها وصمدوا بأنفسهم عشر سنين مجتهدين لما أمكنهم أن يعملوا مثل الهرمين وما سمعت بشيء تعظم عمارته فجئته إلا ورأيته دون
صفته إلا الهرمين فإن رؤيتهما أعظم من صفتهما قال ابن زولاق ولم يمر الطوفان على شيء إلا وأهلكه وقد مر عليهما لأن هرمس وهو إدريس عليه السلام قبل نوح وقبل الطوفان وأما الهرم الذي بدير هرميس فإنه قبر قرباس وكان فارس مصر وكان يعد بألف فارس فإذا لقيهم وحده لم يقوموا له وانهزموا وإنه مات فجزع عليه الملك والرعية ودفنوه بدير هرميس وبنوا عليه الهرم مدرجا وبقي طينه الذي بني به مع الحجارة من الفيوم وهذا معروف إذا نظر إلى طينه لم يعرف له معدن إلا بالفيوم وليس بمنف ووسيم له شبه من الطين وقال ابن عفير وابن عبد الحكم وفي زمان شداد بن عاد بنيت الأهرام فيما ذكر عن بعض المحدثين ولم نجد عند أحد من أهل العلم من أهل مصر معرفة في الأهرام ولا خبرا ثبت إلا أن الذي يظن أنها بنيت قبل الطوفان فلذلك خفي خبرها ولو بنيت بعده لكان خبرها عند الناس ولذلك يقول بعضهم حسرت عقول ذوي النهى الأهرام واستصغرت لعظيمها الأحلام ملس منبقة البناء شواهق قصرت لغال دونهن سهام لم أدر حين كبا التفكر دونها واستوهمت بعجيبها الأوهام أقبور أملاك الأعاجم هن أم طلسم رمل كن أم أعلام وقال ابن عفير لم تزل مشايخ مصر يقولون إن الأهرام بناها شداد بن عاد وهو الذي بنى المغار وجند الأجناد والمغار والأجناد هي الدفائن وكانوا يقولون بالرجعة فكان إذا مات أحدهم دفنوا معه ماله كائنا ما كان وإن كان صانعا دفنت معه آلته وذكر أن الصابئة تحجها ومن عجائب مصر الهرمان إذ ليس على وجه الأرض بناء باليد حجر على حجر أطول منهما وإذا رأيتهما ظننت أنهما جبلان موضعان ولذلك قيل ليس من شيء إلا وأنا أرحمه من الدهر إلا الهرمين فإني أرحم الدهر منهما وعلى ركن أحدهما صنم كبير يقال إنه بلهيت ويقال إنه طلسم للرمل لئلا يغلب على كورة الجيزة وإن الذي طلسمه بلهيت وسبب تطلسمه أن الرمال غربية وشمالية كثيرة متكاثفة فإذا انتهت إليه لا تتعداه وهو صورة رأس آدمي ورقبته ورأسا كتفيه كالأسد وهو عظيم جدا حدثني من رأى نسرا عشش في أذنه وهو صورة مليحة كأن الصانع فرغ منه عن قرب وهو مصبوغ بحمرة موجودة إلى الآن مع تطاول المدة وتقدم الأعوام قال المعري تضل العقول الهبرزيات رشدها ولا يسلم الرأي القويم من الأفن وقد كان أرباب الفصاحة كلما رأوا حسنا عدوه من صنعة الجن وقال أبو الصلت وأي شيء أعجب وأغرب بعد مقدورات الله عز و جل ومصنوعاته من القدرة على بناء جسم من أعظم الحجارة مربع القاعدة مخروط الشكل ارتفاع عموده ثلاثمائة ذراع ونحو سبعة عشر ذراعا تحيط به أربعة سطوح مثلثات متساويات الأضلاع طول كل ضلع منها أربعمائة ذراع وستون ذراعا وهو مع هذا العظم من إحكام الصنعة وإتقان الهندام وحسن التقدير بحيث لم يتأثر إلى هلم جرا بتضاعف الرياح وهطل السحاب وزعزعة الزلازل وهذه صفة كل واحد من الهرمين المحاذيين للفسطاط
من الجانب الغربي
على ما شاهدناه منهما قال واتفق أن خرجنا يوما فلما طفنا بهما وكثر تعجبنا منهما
تعاطينا القول فيهما فقال بعضنا يعني نفسه بعيشك هل أبصرت أحسن منظرا على طول ما
أبصرت من هرمي مصر أطافا بأعنان السماء وأشرفا على الجو إشراف السماك أو النسر وقد
وافيا نشزا من الأرض عاليا كأنهما ثديان قاما على صدر قال وزعم قوم أن الأهرام
الموجودة بمصر قبور الملوك العظام آثروا أن يتميزوا بها عن سائر الملوك بعد مماتهم
كما تميزوا عنهم في حياتهم وتوخوا أن يبقى ذكرهم بسببها على تطاول الدهور وتراخي
العصور ولما وصل المأمون إلى مصر أمر بنقبهما فنقب أحد الهرمين المحاذيين للفسطاط
بعد جهد شديد وعناء طويل فوجد في داخله مهاو ومراق يهول أمرها ويعسر السلوك فيها
ووجد في أعلاها بيت مكعب طول كل ضلع من أضلاعه ثمانية أذرع وفي وسطه حوض رخام مطبق
فلما كشف غطاؤه لم يجدوا فيه غير رمة بالية قد أتت عليها العصور الخالية فأمر
المأمون بالكف عن نقب ما سواه وفي سفح أحد الهرمين صورة آدمي عظيم مصبغة وقد غطى
الرمل أكثرها وهي عجيبة غريبة وفيها يقول ظافر الحداد الإسكندري تأمل بنية الهرمين
وانظر وبينهما أبو الهول العجيب كعماريتين على رحيل لمحبوبين بينهما رقيب وماء
النيل تحتهما دموع وصوت الريح عندهما نحيب قال ومن الناس من زعم أن هرمس الأول
المدعو بالمثلث بالحكمة وهو الذي يسميه العبرانيون أخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن
قينان بن أنوش بن شيث بن آدم وهو إدريس النبي عليه السلام استدل من أحوال الكواكب
على كون الطوفان فأمر ببنيان الأهرام وإيداعها الأموال وصحائف العلوم إشفاقا عليها
من الذهاب والدروس وحفظا لها واحتياطا عليها وقيل إن الذي بناها سوريد بن سهلوق بن
سرياق وقال البحتري في قصيدة ولا بسنان بن المشلل عندما بنى هرميها من حجارة لابها
وذكر قوم أنه قد كتب على الهرمين بالمسند إني بنيتهما فمن يدعي قوة في ملكه
فليهدمهما فإن الهدم أيسر من البناء وذكر أن حجارتهما نقلت من الجبل الذي بين طرا
وحلوان وهما قريتان من مصر وأثر ذلك باق إلى الآن
هرمز بضم أوله وسكون ثانيه وضم الميم وآخره زاي قال الليث هرمز من أسماء العجم قال
والشيخ هرمز يهرمز وهرمزته لوكه لقمة في فيه لا يسيغها فهو يديرها في فيه وهرمز
مدينة في البحر إليها خور وهي على ضفة ذلك البحر وهي على بر فارس وهي فرضة كرمان
إليها ترفأ المراكب ومنها تنقل أمتعة الهند إلى كرمان وسجستان وخراسان ومن الناس
من يسميها هرموز بزيادة الواو
وهرمز أيضا قلعة بوادي موسى عليه السلام بين القدس والكرك
هرمزجرد ناحية كانت بأطراف العراق غزاها المسلمون أيام الفتوح
هرمزغند الغين معجمة ونون من قرى مرو على خمسة فراسخ منها ينسب إليها عبد الحكم بن
ميسرة الهرمزغندي
صاحب أحاديث الفتن
هرمزفره بفتح الفاء وتشديد الراء قرية في طرف نواحي مرو على جانب البرية على طريق
خوارزم يقال لها الآن مسفره رأيتها وإنما قيل لها ذلك لأن عسكر الإسلام لما وردوا
مرو غازين كانت مستقر أمير يقال له هرمز فهرب فقالت العرب هرمز فر فلزمها هذا
الاسم ينسب إليها جماعة من مشاهير العلماء منهم أبو هاش بكير بن ماهان الهرمزفرهي
كان ممن يسعى في إقامة الدولة العباسية وأعيان قوادها وإبراهيم بن أحمد بن إبراهيم
بن الهرمزفرهي سمع علي بن خشرم وسليمان بن معبد السنجي وغيرهما
هرمشير قال حمزة هو تعريب هرمز أردشير وهو اسم سوق الأهواز
الهرم بفتح أوله وسكون ثانيه والهرم ضرب من النبات فيه ملوحة وهو من أذل الحمض
وأشده استبطاحا على وجه الأرض وبه يضرب المثل فيقال أذل من هرمة والهرم مال كان
لعبد المطلب بالطائف يقال له ذو الهرم ويوم الهرم من أيامهم وقيل بل ذو الهرم مال لأبي
سفيان بن حرب بالطائف ولما بعثه النبي صلى الله عليه و سلم لهدم اللات أقام بآله
بذي الهرم قاله الواقدي وقال غيره ذو الهرم بكسر الراء ماء لعبد المطلب بن هاشم
بالطائف هكذا ضبطناه عن أهل العلم والصحيح عندي ذو الهرم بالتحريك وله فيه قصة جاء
فيها سجع يدل على ذلك قال أحمد بن يحيى بن جابر عن أشياخه إنه كان لعبد المطلب بن
هاشم مال يدعى الهرم فغلبه عليه خندف بن الحارث الثقفي فنافرهم عبد المطلب إلى
الكاهن القضاعي وهو سلمة بن أبي حية فخرج عبد المطلب وبنو ثقيف إليه إلى الشام
وخبأوا له خبأة رأس جرادة في خرز مزادة فقال لهم خبأتم لي شيئا طار فسطع وتصوب
فوقع ذا ذنب جرار وساق كالمنشار ورأس كالمسمار فقال إلا ده فلا ده يقول إن لم يكن
قولي بيانا فلا بيان هو رأس جرادة في خرز مزادة قالوا صدقت فاحكم قال أحكم بالضياء
والظلم والبيت والحرم أن المال ذا الهرم للقرشي ذي الكرم
هرمة واحدة الذي قبله بئر هرمة في حزم بني عوال جبل لغطفان بأكناف الحجاز لمن أم
المدينة عن عرام
هرند بالتحريك والنون ساكنة ودال مهملة مدينة بنواحي أصبهان بينهما نحو ثلاثة أيام
ينسب إليها عمر الهرندي الأديب له كتاب سماه الدرة والصدفة عمله لمحبوب له ضمنه
نظما ونثرا من إنشائه أفادنيه الحافظ أبو عبد الله بن النجار صديقنا حرسه الله
هروب من قرى صنعاء باليمن
هرور حصن منيع من أعمال الموصل شماليها بينهما ثلاثون فرسخا وهو من أعمال الهكارية
بينه وبين العمادية ثلاثة أميال وفيه معدن الموميا ومعدن الحديد وهو بلد كثير
المياه واسع الخيرات والعسل فيه كثير جدا
وهرور أيضا حصن من أعمال إربل في جبالها من جهة الشمال
الهرير بالفتح ثم الكسر من هرير الفرسان بعضهم على بعض كما تهر السباع وهو صوت دون
النباح ويوم الهرير من أيامهم ما أظنه سمي إلا بذلك إلا أنه كان الأغلب على أيامهم
أن يسمى بالمكان الذي يكون فيه ذلك وهو من أيامهم القديمة قبل يوم
الهرير بصفين كانت
به وقعة بين بكر بن وائل وبين بني تميم قتل فيه الحارث بن بيبة المجاشعي وكان
الحارث من سادات بني تميم فقتله قيس بن سباع من فرسان بكر بن وائل فقال شاعرهم
وعمرا وابن بيبة كان منهم وحاجب فاستكان على الصغار هريرة قال الحفصي إدا أخذت من
سعد إلى هجر فأول ما تطأ حمل الدهناء ثم جبالها ثم العقد ثم تطأ هريرة وهي آخر
الدهناء
باب الهاء والزاي وما يليهما
الهزار قرية بفارس من كورة إصطخر ينسب إليها يزدجرد الهزاري آخر من عمل كبس السنين
في أيام الفرس في أيام يزدجرد بن سابور
الهزاردر معناه بالفارسية ألف باب موضع بالبصرة قالوا كان على نهر أم حبيب بنت
زياد ابن أبيه قصر كثير الأبواب يسمى الهزاردر وقيل نزل في ذلك الموضع من البصرة
ألف إسوار في ألف بيت أنزلهم كسرى فقيل هزاردر وقال المدائني تزوج شيرويه الإسواري
مرجانة أم عبيد الله بن زياد فبنى لها قصرا فيه أبواب كثيرة فقيل هزاردر
هزارأسب معناه بالفارسية ألف فرس وهي قلعة حصينة ومدينة جيدة الماء ميحط بها
كالجزيرة وليس إليها إلا طريق واحد على ممر قد صنع من نواحي خوارزم بينهما ثلاثة
أيام وهي في الفضاء وفيها أسواق كثيرة وبزازون وأهل ثروة عهدي بها كذلك في سنة 616
والله أعلم بما جرى عليها في فتنة التتر لعنهم الله
الهزر بوزن زفر والهزر الضرب والهزر التقحم في البيع قيل هو موضع فيه قبور قوم من
أهل الجاهلية قال الأصمعي ليلة أهل الهزر وقعة كانت لهذيل وقيل هي الليلة التي هلكت
فيها ثمود وقال ابن دريد الهزر موضع أو اسم قوم وقال أبو دؤيب لقال الأباعد
والشامتو ن أكانوا كليلة أهل الهزر قال السكري الهزر موضع قال أبو عمرو الهزر
قبيلة من اليمن بيتوا فقتلوا عن آخرهم
الهزم بالفتح ثم السكون والهزم ما اطمأن من الأرض جرى في هذا المكان بحث وتفتيش
وسؤال وقد اقتضى أن أذكره ههنا وذلك أن بعض أهل العصر زعم أنه نقل عن أسعد بن
زرارة أنه جمع بأهل المدينة قبل مقدم النبي صلى الله عليه و سلم في أول جمعة في
هزم بني النبيت فطلبنا نقل ذلك من المسانيد فوجدنا في معجم الطبراني بإسناده
مرفوعا إلى محمد بن إسحاق بن يسار قال حدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن
أبيه قال حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال كنت يوما قائدا لأبي حين كف بصره
فإذا خرجت به إلى الجمعة استغفر لأبي أمامة أسعد بن زرارة فقلت يا أبتاه رأيت
استغفارك لأسعد بن زرارة كلما سمعت الأذان بالجمعة فقال يا بني أسعد أول من جمع
بنا بالمدينة قبل مقدم النبي صلى الله عليه و سلم في هزم من حرة بني بياض في نقيع
الخضمات فقلت كم كنتم يومئذ فقال أربعين رجلا وفي كتاب الصحابة لأبي نعيم الحافظ
بإسناده إلى محمد بن إسحاق أيضا عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن
عبد الرحمن بن كعب بن مالك أخبره قال كنت قائد أبي بعدما ذهب بصره
فكان لا يسمع
الأذان بالجمعة إلا قال رحمة الله على أسعد بن زرارة فقلت يا أبي إنه تعجبني صلاتك
على أبي أمامة كلما سمعت الأذان بالجمعة فقال يا بني إنه كان أول من جمع لنا
الجمعة بالمدينة في هزم من حرة بني بياضة في نقيع يقال له الخضمات قلت وكم كنتم
يومئذ قال أربعين رجلا وفي كتاب معرفة الصحابة لأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن
محمد بن يحيى بن مندة رفعه إلى محمد بن إسحاق بن يسار حدثني محمد بن أبي أمامة بن
سهل بن حنيف عن أبيه قال حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال كنت قائد أبي حين كف
بصره فكنت إذا خرجت به إلى الجمعة وسمع الأذن استغفر لأبي أمامة أسعد بن زرارة
فمكثت حينا أسمع ذلك منه فقلت عجزا لأسأله عن هذا فخرجت به كما كنت فلما سمع
الأذان استغفر له فقلت يا أبتاه رأيت استغفارك لأسعد بن زرارة كلما سمعت الأذان
بالجمعة فقال أي بني كان أسعد بن زرارة أول من جمع بنا بالمدينة قبل مقدم النبي
صلى الله عليه و سلم في هزم من حرة بني بياضة في نقيع الخضمات قلت فكم كنتم يومئذ
قال أربعين وفي كتاب الاستيعاب لابن عبد البر أن أسعد بن زرارة كان أول من جمع
بالمدينة في هزمة من حرة بني بياضة يقال لها بقيع الخضمات وفي كتاب الآثار لأحمد
بن الحسين البيهقي بإسناده قال أي بني كان أسعد أول من جمع بنا في هزم من حرة بني
بياضة يقال له نقيع الخضمات قال الخطابي هو نقيع بالنون قلت فهذا كما تراه من
الاختلاف في اسم المكان ثم قرأت في كتاب الروض الأنف الذي ألفه عبد الرحمن بن عبد
الله السهيلي في شرح سيرة النبي صلى الله عليه و سلم تهذيب ابن هشام فقال وذكر ابن
إسحاق أنه جمع بهم أبو أمامة عند هزم النبيت جبل على بريد من المدينة ففي هذا
خلافان قوله النبيت وكلهم قال بياضة وقوله جبل والهزم بإجماع أهل اللغة المنخفض من
الأرض وذكر بعض أهل المغاربة في حاشية كتابه قولا حسنا جمع بين القولين فإن صح فهو
المعول عليه قال جمع بنا في هزم بني النبيت من حرة بني بياضة في نقيع يقال له نقيع
الخضمات قلت والنبيت بطن من الأنصار وهو عمرو بن مالك بن الأوس وبياضة أيضا بطن من
الأنصار وهو بياضة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج
هزمان بفتح الهاء وسكون الزاي وآخره نون في حديث الردة أن امرأة من بني حنيفة يقال
لها أم الهيثم أتت مسيلمة الكذاب وقالت له إن نخلنا لسحق وآبارنا لجرز فادع الله
لمائنا ونخلنا كما دعا محمد لأهل هزمان فقال لرحال بن عنقرة ما تقول هذه فقال إن
أهل هزمان أتوا محمدا فشكوا بعد مياههم وكانت آبارهم جرزا وشدة عملهم ونخلهم وأنها
سحق فدعا لهم فجاشت آبارهم وانحنت كل نخلة وقد انتهت حتى وضعت جرانها لانتهائها
فحكمت به الأرض حتى أنشبت عروقا ثم قطعت من دون ذلك فعادت فسيلا مكمما ينمي صعدا
فقال وكيف صنع قال دعا بسجل فدعا لهم فيه ثم تمضمض منه بفمه ثم مجه فيه فانطلقوا
حتى فرغوه في تلك الآبار ثم سقوا نخلهم ففعل النبي ما حدثتك وبقي الآخر إلى
انتهائه فدعا بدلو من ماء فدعا لهم فيه ثم تمضمض منه ثم مج فيه فنقلوه فأفرغوه في
آبارهم فغارت مياه تلك الآبار وذوى نخلهم وإنما استبان ذلك بعد مهلكه
هزمة بالفتح ثم السكون يقال هزمت البئر إذا حفرتها وجاء في حديث زمزم أنها هزمة
جبرائيل
عليه السلام أي
ضربها برجله فنبع الماء وقال غيره معناه أنه هزم الأرض أي كسر وجهها عن عينها حتى
فاضت بالماء الرواء والهزمة من قرى قرقرى باليمامة ويروى بفتح الزاي
هزو بضم الهاء والزاي وسكون الواو قلعة ضعيفة على جبل ساحل البحر الفارسي مقابلة
لجزيرة كيش رأيتها وقد خربت ولها ذكر في أخبار أهل بويه وغيرهم إلا أني وجدت
إبراهيم بن هلال الصابي عظم أمرها وفخم حالها وزعم أنها لم تفتح عنوة قط وإنما
أهلها اختاروا الإسلام رغبة لا رهبة وأن أصحابها كانوا قوما من العرب يقال لهم بنو
عمارة يتوارثونها ولهم نسب يسوقونه إلى الجلندي بن كركر إلى أن انتهى ملكها إلى
رجل يقال له أبو المطلب رضوان بن جعفر وأن عضد الدولة أرسل إليها علي بن الحسين
السيفي من أهل الأدب ففتحها قال وكان أهلها يزعمون أنهم المرادون بقوله تعالى وكان
وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا وفيها حبس صمصام الدولة لما قبض عليه أخوه أبو
الفوارس شيرزيل شرف الدولة بن عضد الدولة ومنها كان مخرجه واستيلاؤه على بعض فارس
الهزوم بلد في بلاد بني هذيل ثم لبني لحيان ذكر في أيامهم
الهزيم بفتح أوله وكسر ثانيه موضع في قول عدي بن الرقاع حيث قال أخبر النفس إنما
الناس كالعي دان من بين نابت وهشيم من ديار غشيتها دارسات بين قارات ضاحك فالهزيم
الهزيم تصغير هزم وهو المنخفض من الأرض نخيل وقرى بأرض اليمامة لبني امرىء القيس
التميميين
وذو هزيم بلد باليمن
باب الهاء والسين وما يليهما
هسنجان بكسر أوله وفتح السين المهملة ثم نون ساكنة وجيم وآخره نون قرية بالري ينسب
إليها أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن خالد الهسنجاني الرازي رحل إلى العراق والشام
ومصر وسمع الكثير وروى عن محمود بن خالد وأحمد بن أبي الحواري والعباس بن الوليد
الخلال والمسيب بن واضح وعثمان بن أبي شيبة وغيرهم وعبد الله بن معاذ العنبري وعبد
الأعلى بن حماد وهشام بن عمار وأبي طاهر بن سرح روى عنه أبو عمرو بن مطر وأبو بكر
الإسماعيلي وغيرهما وكان ثقة مأمونا توفي سنة 103 وعلي بن الحسن الرازي الهسنجاني
أخو عبد الله بن الحسن سمع هشام بن عمار وأبا الجماهر وسعيد بن أبي مريم ويحيى بن
بكير ونعيم بن حماد وأحمد بن حنبل وأبا الوليد بن الطيالسي ويحيى بن معين وغيرهم
روى عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم وأبو قريش محمد بن جمعة الحافظ وغيرهما ومات سنة
572
باب الهاء والضاد وما يليهما
هضاب موضع في قول الأخطل طهرت خيلنا الجزيرة منهم وعسى أن تنال أهل هضاب
هضاض بالضم والكسر وتكرير الضاد معجمة والهض كسر دون الهد وفوق الرض والهض سرعة
سير الإبل كأنه من هضض إذا دق الأرض برجله و الهضاض اسم موضع قال تأبط شرا
إذا خلفت باطنتي
سرار وبطن هضاض حيث غدا صباح
هضام بالضم والهضم المطمئن من الأرض وجمعه أهضام وهضوم و هضام اسم واد
هضب الجثوم في قول الراعي والهضبة كل جبل خلق من صخرة واحدة قال الراعي تروحن من
هضب الجثوم فأصبحت هضاب شرورى دونها فالمضيح
هضب حرس ماء يقال له حرس وله هضب قال الشاعر أشاقتك الديار بهضب حرس كخط معلم ورقا
بنقس
هضب الدخول من جبال عمرو بن كلاب قال سعيد بن عمرو الزبيدي وكان ساعيا عليهم وإن
يك ليلي طال بالنير أو سجا فقد كان بالجماء غير طويل ألا ليتني بدلت سعيا وأهله
بدمخ وأضرابا بهضب دخول
هضب الصراد هضاب خمس في أرض سهلة في ديار محارب
هضب الصفا موضع في شعر أمية بن أبي عائذ الهذلي حيث قال فضهاء أظلم فالنطوف فصائف
فالنمر فالبرقات فالأنحاص أنحاص مسرعة التي حازت إلى هضب الصفا المتزحلف الدلاص
هضب غول في ديار الضباب قال دجانة بن أبي قيس أتتني يمين من أناس لتركبن علي ودوني
هضب غول فقادم تحلل وعالج ذات نفسك وانظرن أبا جعل لعلما أنت حالم
هضب القليب علم فيه شعاب كثيرة قال الأصمعي هضب القليب بنجد والهضب جبال صغار
والقليب في وسط هذا الموضع يقال له ذات الإصاد وهو من أسمائها وعنده جرى داحس
والغبراء قال العامري هضب القليب نصف ما بيننا وبين بني سليم حاجز فيهما بيننا
والقليب الذي ينسب إليه بئر لهم وقال مطير بن الأشيم الأسدي واستمنحه ابن عم له
فقالت امرأته هند الحجارة فقال مطير أبالصم من هضب القليب أمرتني هنيدة لا يرضى بذاك
المخيب المخيب الذي لا لبن لإبله والمبر الذي له لبن
ألا إن هندا عزها من صديقها عناد لها مثل النضيح وأوطب ومغرفة بالكف عجلى وجفنة
ذوائبها مثل الملاءة تضرب الملاءة القشرة التي تعلو اللبن وقال الأعشى من ديار
بالهضب هضب القليب فاض ماء السرور فيض الغروب وقال أبو زياد وبنو وبر بن الأضبط بن
كلاب لهم من المياه هضب القليب والقليب ماء ولهم هضب كثيرة
هضب لبنى في ديار عمرو بن كلاب عن أبي زياد قال وهو أكثر من الكثير
هضب مداخل من جبال الحمى قال الأصمعي هضب مداخل هضب سفوح وهو منطق بأرض بيضاء
وهو مشرف على
الريان من شرقيه ومداخل ثماد
هضب المعا ذكر المعا في موضعه
هضب وشجى في ديار عمرو بن كلاب قال الفأفأ بن حبيب بن حيان وإني لأستسقي لوشجى
وهضبها إذا هضب وشجى واجهتني مخارمه ذهاب الثريا مرسلات تصيبه ومن خير أنواء
الربيع قوادمه
هضب غير مضاف جاء في شعر زهير بن أبي سلمى فهضب فرقد فالطوي فثادق فوادي القنان
حزمه فمداخله
هضيم بكسر أوله وسكون ثانيه وياء مفتوحة والهضم المطمئن من الأرض موضع قال بثنيي
هضيم جد نماني
الهضيمية منسوبة إلى هضيم تصغير الهضم وهو الظلم موضع
باب الهاء والطاء وما يليهما
الهطال بتشديد الطاء من هطل الغمام إذا سح اسم جبل قال بعضهم على هطالهم منهم بيوت
كأن العنكبوت هو ابتناها
الهطالة بالفتح ماء بالعريمة بين جبلي طيء ملح مر
الهطيف حصن باليمن بجبل واقرة
باب الهاء والفاء وما يليهما
هفتاد بولان من قرى الري وهو الموضع الذي ظفر فيه طغرلبك بأخيه لأمه إبراهيم إينال
فقتله خنقا بوتر قوسه
هفتان من قرى أصبهان قريبة من البلد ذات منبر ومياه جارية
هفتجرد بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح التاء المثناة من فوقها وجيم مكسورة وراء ودال
من قرى مرو
هفترك من أكبر مدن مكران
هفرفر من قرى مرو منها محدث حدثنا عن السديدي الخطيب رحمه الله
هفندى بفتح أوله وثانيه وسكون النون وفتح الدال المهملة وياء قرية قرب الكوفة نفق
فيها الغعمام فرس أبي السرايا وكان أدهم فدفنه فيها وقال يا أهل هفندى قد جاوركم
قبر كريم فأحسنوا مجاورته
الهفة مدينة قديمة كانت في طرف السواد بناها سابور ذو الأكتاف وأسكنها إيادا لما
قتل من قتل منهم في مدينة شالها لما عصوا عليه ونقل من بقي منهم إلى هذه المدينة
وجعلها محبسا لهم ونهى الرعية عن مخالطتهم وأمر أن لا تدخل العرب داخل الحصن فمن
دخل بغير إذنه قتل وكان كل من سخطت عليه ملوك فارس نفته إلى الهفة ووسمتها بالنفي
واللعن وكان النبط يسمونها هفاطرناي وآثار سورها بينة لم تندرس
باب الهاء والكاف وما يليهما
الهكارية بالفتح وتشديد الكاف وراء وياء نسبة بلدة وناحية وقرى فوق الموصل في بلد
جزيرة ابن عمر يسكنها أكراد يقال لهم الهكارية
هكران بالفتح ثم السكون وراء وآخره نون والهكر الناعس وهو جبل بحذاء مران عن
عرام وأنشد أعيان
هكران الخداريات وهو قليل النبات في أصله ماء يقال له الصنو
هكر بفتح أوله وكسر ثانيه وراء قال الحازمي على نحو أربعين ميلا من المدينة وقال
الأزهري هكر موضع أراه روميا قال امرؤ القيس أغادي الصبوح عند هر وفرتنا وليدا وما
أفنى شبابي غير هر إذا ذقت فاها قلت طعم مدامة معتقة مما تجيء به التجر كناعمتين
من ظباء تبالة لدى جؤذرين أو كبعض دمى هكر وقال الأزهري هكر بلد ويقال قصر
هكر بالفتح ثم السكون والراء ذكره الحازمي فقال بكسر الكاف موضعان وقيل بفتح الكاف
وقال ابن الأعرابي بالكسر مدينة لمالك بن سقار من مذحج وهو حصن باليمن من أعمال
ذمار وعن الثقة بفتح الهاء وكسر الكاف
هكة بتشديد الكاف يقال هك بسلحه إذا رمى به وهك الرجل جاريته إذا نكحها والهك
المطر الشديد والهك مداركة الطعن والهك تهور البئر والهكة مدينة كانت قديمة في طرف
السواد من ناحية الحيرة
باب الهاء واللام وما يليهما
هلال بالضم وآخره لام علم مرتجل لشعب بتهامة يجيء من السراة من ناحية يسوم
هلباء بالباء الموحدة والمد ذنب أهلب وفرس هلباء إذا استؤصل ذنبها جزا وكذلك الأرض
المجروزة على الاستعارة موضع بالحجاز وقال الحفصي موضع بين اليمامة ومكة وإنما
سميت الهلباء لكثرة نباتها وإنها تنبت الحلي والصليان قال الشاعر سل القاع
بالهلباء عنا وعنهم وعنك وما أنباك مثل خبير ويوم الهلباء من أيامهم
هلثا بالثاء المثلثة والقصر وهو صقع من أعمال البصرة بينها وبين البحر وهي نبطية
هلس بكسر أوله وثانيه والسين مهملة مدينة في أطراف الجزيرة مما يلي الروم وأهلها
أرمن
هلورس موضع عند مخرج دجلة بينه وبين آمد يومان ونصف وهلورس هو الموضع الذي استشهد
فيه علي الأرمني
الهلية قرية من أعمال زبيد
باب الهاء والميم وما يليهما
الهماء موضع بنعمان بين الطائف ومكة وقيل الهماء سميت برجل قتل بها يقال له الهماء
كذا في شعر هذيل عن السكري وفي كتاب أبي الحسن المهلبي الهماء موضع قال النميري
تضوع مسكا بطن نعمان إذ مشت به زينب في نسوة خفرات فأصبحن ما بين الهماء فصاعدا
إلى الجزع جزع الماء ذي العشرات له أرج بالعنبر البحت فاغم مطالع رياه من الكفرات
الهماج بالكسر من الهمج وقد ذكر بعد وهو اسم موضع بعينه قال مزاحم العقيلي
نظرت وصحبتي بقصور
حجر بعجلى الطرف عابرة الحجاج إلى ظعن الفضيلة طالعات خلال الرمل واردة الهماج
وتحتي من بنات العود نقض أضر بطرقه سير الدياجي قال أبو زياد الهماج مياه في نهي
تربة وقد ذكر
الهمامين بضم أوله تثنية همام الثلج وهو ما سال من مائه إذا ذاب والهمام من أسماء
الملوك لعظم همتهم موضع في شعر الأعسى ومنا امرؤ يوم الهمامين ماجد بجو نطاع يوم
تجنى جناتها
الهمامية بلدة من نواحي واسط بينها وبين خوزستان لها نهر يأخذ من دجلة منسوبة إلى
همام الدولة منصور بن دبيس بن عفيف الأسدي وليس هذا بصاحب الحلة المزيدية هؤلاء
أمراء تلك النواحي في أيام بني مزيد أيضا
همانية قرية كبيرة كالبلدة بين بغداد والنعمانية في وسط البرية ليس بقربها شيء من
العمارات وهي في ضفة دجلة وقد نسب إليها قوم من الكتاب الأعيان والنسبة إليها
هماني وربما قيل همني بغير ألف
الهمج بالتحريك والجيم الهمج في كلام العرب البعوض والهمج الجوع ثم يقال لأرذال
الناس همج والهمج ماء وعيون عليه نخل من المدينة من جهة وادي القرى
همد بفتحتين ودال قال ابن السكيت همد الثوب يهمد همدا إذا بلي ماء لبني ضبة
همذان بالتحريك والذال معجمة وآخره نون في الإقليم الرابع وطولها من جهة المغرب
ثلاث وسبعون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة قال هشام بن الكلبي همذان سميت بهمذان بن
الفلوج بن سام بن نوح عليه السلام وهمذان وأصبهان أخوان بنى كل واحد منهما بلدة
ووجد في بعض كتب السريانيين في أخبار الملوك والبلدان إن الذي بنى همذان يقال له
كرميس بن حليمون وذكر بعض علماء الفرس أن اسم همذان إنما كان نادمه ومعناه
المحبوبة وروي عن شعبة أنه قال الجبال عسكر وهمذان معمعتها وهي أعذبها ماء وأطيبها
هواء وقال ربيعة بن عثمان كان فتح همذان في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من مقتل
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان الذي فتحها المغيرة بن شعبة في سنة 42 من الهجرة
وفي آخر وجه المغيرة بن شعبة وهو عامل عمر بن الخطاب على الكوفة بعد عزل عمار بن
ياسر عنها جرير بن عبد الله البجلي إلى همذان في سنة 32 فقاتله أهلها وأصيبت عينه
بسهم فقال أحتسبها عند الله الذي زين بها وجهي ونور لي ما شاء ثم سلبنيها في سبيله
وجرى أمر همذان على مثل ما جرى عليه أمر نهاوند وذلك في آخر سنة 32 وغلب على أرضها
قسرا وضمها المغيرة إلى كثير بن شهاب والي الدينور وإليه ينسب قصر كثير في نواحي
الدينور وقال بعض علماء الفرس كان همذان أكبر مدينة بالجبال وكانت أربعة فراسخ في
مثلها طولها من الجبل إلى قرية يقال لها زينواباذ وكان صنف التجار بها وصنف
الصيارف بسنجاباذ وكان القصر الخراب الذي بسنجاباذ تكون فيه الخزائن والأموال وكان
صنف البزازين في قرية يقال لها برشيقان فيقال إن بخت نصر بعث إليها قائدا
يقال له صقلاب في
خمسمائة ألف رجل فأناخ عليها وأقام يقاتل أهلها مدة وهو لا يقدر عليها فلما أعيته
الحيلة فيها وعزم على الانصراف استشار أهله فقالوا الرأي أن تكتب إلى بخت نصر
وتعلمه أمرك وتستأذنه في الانصراف فكتب إليه أما بعد فإني وردت على مدينة حصينة
كثيرة الأهل منيعة واسعة الأنهار ملتفة الأشجار كثيرة المقاتلة وقد رمت أهلها فلم
أقدر عليها وضجر أصحابي المقام وضاقت عليهم الميرة والعلوفة فإن أذن لي الملك
بالانصراف فقد انصرفت
فلما وصل الكتاب إلى بخت نصر كتب إليه أما بعد فقد فهمت كتابك ورأيت أن تصور لي
المدينة بجبالها وعيونها وطرقها وقراها ومنبع مياهها وتنفذ إلي بذلك حتى يأتيك
أمري ففعل صقلاب ذلك وصور المدينة وأنفذ الصورة إليه وهو ببابل فلما وقف عليه جمع
الحكماء وقال أجيلوا الرأي في هذه الصورة وانظروا من أين تفتح هذه المدينة فأجمعوا
على أن مياه عيونها تحبس حولا ثم تفتح وترسل على المدينة فإنها تغرق فكتب بخت نصر
إلى صقلاب بذلك وأمره بما قاله الحكماء ففتح ذلك الماء بعد حبسه وأرسله على
المدينة فهدم سورها وحيطانها وغرق أكثر أهلها فدخلها صقلاب وقتل المقاتلة وسبى
الذرية وأقام بها فوقع في أصحابه الطاعون فمات عامتهم حتى لم يبق منهم إلا قليل
ودفنوا في أحواض من خزف فقبورهم معروفة توجد في المحال والسكك إذا عمروا دورهم
وخربوا ولم تزل همذان بعد ذلك خرابا حتى كانت حرب دارا بن دارا والإسكندر فإن دارا
استشار أصحابه في أمره لما أظله الإسكندر فأشاروا عليه بمحاربته بعد أن يحرز حرمه
وأمواله وخزائنه بمكان حريز لا يوصل إليه ويتجرد هو للقتال فقال انظروا موضعا
حريزا حصينا لذلك فقالوا له إن من وراء أرض الماهين جبالا لا ترام وهي شبيهة
بالسند وهناك مدينة منيعة عتيقة قد خربت وبارت وهلك أهلها وحولها جبال شامخة يقال
لها همذان فالرأي للملك أن يأمر ببنائها وإحكامها وأن يجعل في وسطها حصنا يكون
للحرم والخزائن والعيال والأموال ويبني حول الحصن دور القواد والخاصة والمرازبة ثم
يوكل بالمدينة اثني عشر ألف رجل من خاصة الملك وثقاته يحمونها ويقاتلون عنها من
رامها قال فأمر دارا ببناء همذان وبنى في وسطها قصرا عظيما مشرفا له ثلاثة أوجه
وسماه ساروقا وجعل فيه ألف مخبأ لخزائنه وأمواله وأغلق عليه ثمانية أبواب حديد كل
باب في ارتفاع اثني عشر ذراعا ثم أمر بأهله وولده وخزائنه فحولوا إليها وأسكنوها
وجعل في وسط القصر قصرا آخر صير فيه خواص حرمه وأحرز أمواله في تلك المخابىء ووكل
بالمدينة اثني عشر ألفا وجعلهم حراسا وحكى بعض أهل همذان عنها مثل ما حكيناه أولا
عن بخت نصر من حبس الماء وإطلاقه على البلد حتى خربه وفتحه والله أعلم ويقال إن
أول من بنى همذان جم بن نوجهان بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام
وسماها سارو ويعرب فيقال ساروق وحصنها بهمن بن اسفنديار وإن دارا وجد المدينة
حصينة المكان دارسة البناء فأعاد بناءها ثم كثر الناس بها في الزمان القديم حتى
كانت منازلها تقدر بثلاثة فراسخ وكان صنف الصاغة بها بقرية سنجاباذ واليوم تلك
القرية على فرسخين من البلد قال شيرويه في أخبار الفرس بلسانهم سارو جم كرد دارا
كمر بست بهمن اسفنديار بسر آورد معناه بنى الساروق جم ونطقه دارا أي سوره وعمم
عليه سورا واستتمه وأحسنه بهمن بن اسفنديار وذكر أيضا بعض مشايخ همذان أنها
أعتق مدينة بالجبل واستدلوا على ذلك من بقية بناء قديم باق إلى الآن وهو طاق جسيم شاهق لا يدرى من بناه وللعامة فيه أخبار عامية ألغينا ذكرها خوف التهمة وقال محمد بن بشار يذكر همذان وأروند ولقد أقول تيامني وتشاءمي وتواصلي ريما على همذان بلد نبات الزعفران ترابه وشرابه عسل بماء قنان سقيا لأوجه من سقيت لذكرهم ماء الجوى بزجاجة الأحزان كاد الفؤاد يطير مما شفه شوقا بأجنحة من الخفقان فكسا الربيع بلاد أهلك روضة تفتر عن نفل وعن حوذان حتى تعانق من خزاماك الذي بالجلهتين شقائق النعمان وإذا تبجست الثلوج تبجست عن كوثر شبم وعن حيوان متسلسلين على مذانب تلعة تثغو الجداء بها على الحملان قال المؤلف ولا شك عند كل من شاهد همذان بأنها من أحسن البلاد وأنزهها وأطيبها وأرفهها وما زالت محلا للملوك ومعدنا لأهل الدين والفضل إلا أن شتاءها مفرط البرد بحيث قد أفردت فيه كتب وذكر أمره بالشعر والخطب وسنذكر من ذلك مناظرة جرت بين رجل من أهل العراق يقال له عبد القاهر بن حمزة الواسطي ورجل من همذان يقال له الحسين بن أبي سرح في أمرها فيه كفاية قالوا وكانا كثيرا ما يلتقيان فيتحادثان الأدب ويتذاكران العلم وكان عبد القاهر لا يزال يذم الجبل وهواءه وأهله وشتاءه لأنه كان رجلا من أهل العراق وكان ابن أبي سرح مخالفا له كثيرا يذم العراق وأهله فالتقيا يوما عند محمد بن إسحاق الفقيه وكان يوما شاتيا صادق البرد كثير الثلج وكان البرد قد بلغ من عبد القاهر مبالغه فلما دخل وسلم قال لعن الله الجبل ولعن ساكنيه وخص الله همذان من اللعن بأوفره وأكثره فما أكدر هواءها وأشد بردها وأذاها وأشد مؤونتها وأقل خيرها وأكثر شرها فقد سلط الله عليها الزمهرير الذي يعذب به أهل جهنم مهما يحتاج الإنسان فيها من الدثار والمؤن المجحفة فوجوهكم يا أهل همذان مائلة وأنوفكم سائلة وأطرافكم خصرة وثيابكم متسخة وروائحكم قذرة ولحاكم دخانية وسبلكم منقطعة والفقر عليكم ظاهر والمستور في بلدكم مهتوك لأن شتاءكم يهدم الحيطان ويبرز الحصان ويفسد الطرق ويشعث الآطام فطرقكم وحلة تتهافت فيها الدواب وتتقذر فيها الثياب وتتحطم الإبل وتخسف فيها الآبار وتفيض المياه وتكف السطوح وتهيج الرياح العواصف وتكون فيها الزلازل والخسوف والرعود والبروق والثلوج والدمق فتنقطع عند ذلك السبل ويكثر الموت وتضيق المعايش فالناس في جبلكم هذا في جميع أيام الشتاء يتوقعون العذاب ويخافون السخط والعقاب ثم يسمونه العدو المحاصر والكلب الكلب ولذلك كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عماله إنه قد أظلكم الشتاء وهو العدو المحاصر فاستعدوا له الفراء واستغلوا الحذاء وقد قال الشاعر إذا جاء الشتاء فأدفئوني فإن الشيخ يهدمه الشتاء فالشتاء يهدم الحيطان فكيف الأبدان لا سيما شتاؤكم
الملعون ثم فيكم أخلاق الفرس وجفاء العلوج وبخل أهل أصبهان ووقاحة أهل الري وفدامة أهل نهاوند وغلظ طبع أهل همذان على أن بلدكم هذا أشد البلدان بردا وأكثرها ثلجا وأضيقها طرقا وأوعرها مسلكا وأفقرها أهلا وكان يقال أبرد البلدان ثلاثة برذعة وقاليقلا وخوارزم وهذا قول من لم يدخل بلدكم ولم يشاهد شتاءكم وقد حدثني أبو جعفر محمد بن إسحاق المكتب قال لما قدم عبد الله بن المبارك همذان أوقدت بين يديه نار فكان إذا سخن باطن كفه أصاب ظاهرها البرد وإذا سخن ظاهرها أصاب باطنها البرد فقال أقول لها ونحن على صلاء أما للنار عندك حر نار لئن خيرت في البلدان يوما فما همذان عندي بالخيار ثم التفت إلى ابن أبي سرح وقال يا أبا عبد الله وهذا والدك يقول النار في همذان يبرد حرها والبرد في همذان داء مسقم والفقر يكتم في بلاد غيرها والفقر في همذان ما لا يكتم قد قال كسرى حين أبصرتلكم همذان لا انصرفوا فتلك جهنم والدليل على هذا أن الأكاسرة ما كانت تدخل همذان لأن بناءهم متصل من المدائن إلى أزرميدخت من أسداباذ ولم يجوزوا عقبة أسداباذ وبلغنا أن كسرى أبرويز هم بدخول همذان فلما بلغ إلى موضع يقال له دوزخ دره ومعناه بالعربية باب جهنم قال لبعض وزرائه ما يسمى هذا المكان فعرفه فقال لأصحابه انصرفوا فلا حاجة بنا إلى دخول مدينة فيها ذكرجهنم وقد قال وهب بن شاذان الهمذاني شاعركم أما آن من همذان الرحيل من البلدة الحزنة الجامده فما في البلاد ولاأهلها من الخير من خصلة واحده يشيب الشباب ولم يهرموا بها من ضبابتها الراكده سألتهم أين أقصى الشتاء ومستقبل السنة الوارده فقالوا إلى جمرة المنتهى فقد سقطت جمرة خامده وأيضا قد قال شاعركم يوم من الزمهرير مقرور على صبيب الضباب مزرور كأنما حشوه جزائره وأرضه وجهها قوارير يرمي البصير الحديد نظرته منها لأجفانه سمادير وشمسه حرة مخدرة تسلبت حين حم مقدور تخال بالوجه من ضبابتها إذا حذت جلده زنابير وقال كاتب بكر همذان متلفة النفوس ببردها والزمهرير وحرها مأمون غلب الشتاء مصيفها وربيعها فكأنما تموزها كانون
وسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا من أين أنت فقال من همذان فقال أما إنها مدينة هم وأذى تجمد قلوب أهلها كما يجمد ماؤها وقد قال شاعركم أيضا وهو أحمد بن بشار يذم بلدكم وشدة برده وغلظ طبع أهله وما تحتاجون إليه من المؤن المجحفة الغليظة لشتائكم وقيل لأعرابي دخل همذان ثم انصرف إلى البادية كيف رأيت همذان فقال أما نهارهم فرقاص وأما ليلهم فحمال يعني أنهم بالنهار يرقصون لتدفأ أرجلهم وبالليل حمالون لكثرة دثارهم ووقع أعرابي إلى همذان في الربيع فاستطاب الزمان وأنس بالأشجار والأنهار فلما جاء الشتاء ورد عليه ما لم يعهده من البرد والأذى فقال بهمذان شقيت أموري عند انقضاء الصيف والحرور جاءت بشر شر من عقور ورمت الآفاق بالهرير والثلج مقرون بزمهرير لولا شعار العاقر النزور أم الكبير وأبو الصغير لم يدف إنسان من الخصير ولقد سمعت شيخا من علمائكم وذوي المعرفة منكم أنه يقول يربح أهل همذان إذا كان يوم في الشتاء صافيا له شمس حارة مائة ألف درهم وقيل لابنة الحسن أيما أشد الشتاء أم الصيف فقالت من يجعل الأذى كالزمانة لأن أهل همذان إذا اتفق لهم في الشتاء يوم صاف فيه شمس حارة يبقى في أكياسهم مائة ألف درهم لأنهم يربحون فيه حطب الوقود وقيمته في همذان ورساتيقها في كل يوم مائة ألف درهم وقيل لأعرابي ما غاية البرد عندكم فقال إذا كانت السماء نقية والأرض ندية والريح شامية فلا تسأل عن أهل البرية وقد جاء في الخبر أن همذان تخرب لقلة الحطب ودخل أعرابي همذان فلما رأى هواءها وسمع كلام أهلها ذكر بلاده فقال وكيف أجيب داعيكم ودوني جبال الثلج مشرفة الرعان بلاد شكلها من غير شكلي وألسنها مخالفة لساني وأسماء النساء بها زنان وأقرب بالزنان من الزواني فلما بلغ عبد القاهر إلى هذا المكان التفت إليه ابن أبي سرح وقال له قد أكثرت المقال وأسرفت في الذم وأطلت الثلب وطولت الخطبة ثم صمد للإجابة فلم يأت بطائل أكثر من ذكر المفاخرة بين الصيف والشتاء والحر والبرد ووصف أن بلادهم كثيرة الزهر والرياحين في الربيع وأنها تنبت الزعفران وأن عندهم أنواعا من الألوان لا تكون في بلاد غيرهم وأن مصيف الجبال طيب فلم أر الإطالة بالإتيان به على وجهه قالوا وأقبل عبيد الله بن سليمان بن وهب إلى همذان في سنة 482 بمائة ألف دينار وسبعين ألف دينار بالكفاية على أن لا مؤونة على السلطان وهي أربعة وعشرون رستاقا همذان وفرواز وقوهياباذ واناموج وسيسار وشراة العليا وشراة الميانج والاسفيذجان وبحر واباجر وارغين والمغارة واسفيذار والعلم الأحمر وارناد وسمير وسردروذ والمهران وكوردور وروذه وساوه وكان منها بسا وسلفانروذ وخرقان ثم نقلت إلى قزوين وهي ستمائة وستون قرية وعملها من باب الكرج إلى سيسر طولا
وعرضا من عقبة أسداباذ إلى ساوه قالوا ومن عجائب همذان صورة أسد من حجر على باب المدينة يقال إنه طلسم للبرد من عمل بليناس صاحب الطلسمات حين وجهه قباذ ليطلسم آفات بلاده ويقال إن الفارس كان يغرق بفرسه في الثلج بهمذان لكثرة ثلوجها وبردها فلما عمل لها هذا الطلسم في صورة الأسد قل ثلجها وصلح أمرها وعمل أيضا على يمين الأسد طلسما للحيات وآخر للعقارب فنقصت وآخر للغرق فأمنوه وآخر للبراغيث فهي قليلة جدا بهمذان ولما عمل بليناس هذه الطلسمات بهمذان استهان بها أهلها فاتخذ في جبلهم الذي يقال له اروند طلسما مشرفا على المدينة للجفاء والغلظ فهم أجفى الناس وأغلظهم طبعا وعمل طلسما آخر للغذ فهم أغدر الناس فلذلك حولت الملوك الخزائن عنها خوفا من غدر أهلها واتخذ طلسما آخر للحروب فليست تخلو من عسكر أو حرب وقال محمد بن أحمد السلمي المعروف بابن الحاجب يذكر الأسد على باب همذان ألا أيها الليث الطويل مقامه على نوب الأيام والحدثان أقمت فما تنوي البراح بحيلة كأنك بواب على همذان أطالب ذحل أنت من عند أهلها أبن لي بحق واقع ببيان أراك على الأيام تزداد جدة كأنك منها آخذ بأمان أقبلك كان الدهر أم كنت قبله فنعلم أم ربيتما بلبان وهل أنتمان ضدان كل تفردت به نسبة أم أنتما أخوان بقيت فما تفنى وأفنيت عالما سطا بهم موت بكل مكان فلو كنت ذا نطق جلست محدثا وحدثتنا عن أهل كل زمان ولو كنت ذا روح تطالب مأكلا لأفنيت أكلا سائر الحيوان أجنبت شر الموت أم أنت منظر وإبليس حتى يبعث الثقلان فلا هرما تخشى ولا الموت تتقي بمضرب سيف أو شباة سنان وعما قريب سوف يلحق ما بقى وجسمك أبقى من حرا وأبان قال وكان المكتفي يهم بحمل الأسد من باب همذان إلى بغداد وذلك أنه نظر إليه فاستحسنه وكتب إلى عامل البلد يأمره بذلك فاجتمع وجوه أهل الناحية وقالوا هذا طلسم لبلدنا من آفات كثيرة ولا يجوز نقله فيهلك البلد فكتب العامل بذلك وصعب حمله في تلك العقاب والجبال والمدور وكان قد أمر بحمل الفيلة لنقله على العجلة فلما بلغه ذلك فترت نيته عن نقله فبقي مكانه إلى الآن وقال شاعر أهل همذان وهو أحمد بن بشار يذم همذان وشدة برده وغلظ طبع أهله وما يحتاجون إليه من المؤن المجحفة الغليظة لشتائهم قد آن من همذان السير فانطلق وارحل على شعب شمل غير متفق بئس اعتياض الفتى أرض الجبال له من العراق وباب الرزق لم يضق أم الملوك فقد أودت سراتهم والغابرون بها في شيمة السوق
ولا مقام على عيش ترنقه أيدي الخطوب وشر العيش ذو الرنق قد كنت أذكر شيئا من محاسنها أيام لي فنن كاس من الورق أرض يعذب أهلوها ثمانية من الشهور كما عذبت بالرهق تبقى حياتك ما تبقى بنافعة إلا كما انتفع المجروض بالدمق فإن رضيت بثلث العمر فارض به على شرائط من يقنع بما يمق إذا ذوى البقل هاجت في بلادهم من جربيائهم نشافة العرق تبشر الناس بالبلوى وتنذرهم ما لا يداوى بلبس الدرع والدرق تلفهم في عجاج لا تقوم لها قوائم الفيل فيل الماقط الشبق لا يملك المرء فيها كور عمته حتى تطيرها من فرط مخترق فإن تكلم لاقته بمسكنة ملء الخياشيم والأفواه والحدق فعندها ذهبت ألوانهم جزعا واستقبلوا الجمع واستولوا على العلق حتى تفاجئهم شهباء معضلة تستوعب الناس في سربالها اليقق خطب بها غير هين من خطوبهم كالخنق ما منه من ملجا لمختنق أما الغني فمحصور يكابدها طول الشتاء مع اليربوع في نفق يقول أطبق وأسبل يا غلام وأر خ الستر واعجل برد الباب واندفق وأوقدوا بتنانير تذكرهم نار الجحيم بها من يصل يحترق والمملقون بها سبحان ربهم ماذا يقاسون طول الليل من أرق صبغ الشتاء إذا حل الشتاء بها صبغ المآتم للحسانة الفنق والذئب ليس إذا أمسى بمحتشم من أن يخالط أهل الدار والنسق فويل من كان في حيطانه قصر ولم يخص رتاج الباب بالغلق وصاحب النسك ما تهدا فرائصه والمستغيث بشرب الخمر في عرق أما الصلاة فودعها سوى طلل أقوى وأقفر من سلمى بذي العمق تمسي وتصبح كالشيطان في قرن مستمسكا من حبال الله بالرمق والماء كالثلج والأنهار جامدة والأرض أضراسها تلقاك بالدبق حتى كأن قرون الغفر ناتئة تحت المواطىء والأقدام في الطرق فكل غاد بها أو رائح عجل يمشي إلى أهلها غضبان ذا حنق قوم غذاؤهم الألبان مذ خلقوا فما لهم غيرها من مطعم أنق لا يعبق الطيب في أصداغ نسوتهم ولا جلودهم تبتل من عرق
فهم غلاظ جفاة في
طباعهم إلا تعلة منسوب إلى الحمق أفنيت عمري بها حولين من قدر لم أقو منها على دفع
ولم أطق قلت وهذه القصيدة ليست من الشعر المختار وإنما كتبت للحكاية عن شرح حال
همذان وللشعراء أشعار كثيرة في برد همذان ووصف أروند فأما أروند فقد ذكر في موضعه
وأما الأشعار التي قيلت في بردها ففي ما ذكرنا كفاية وقال البديع الهمذاني فيها
همذان لي بلد أقول بفضله لكنه من أقبح البلدان صبيانه في القبح مثل شيوخه وشيوخه
في العقل كالصبيان وقال شيرويه قال الأستاذ أبو العلاء محمد بن علي بن الحسن بن
حستون الهمذاني الوزير من قصيدة يا أيها الملك الذي وصل العلا بالجود والإنعام
والإحسان قد خفت من سفر أطل علي في كانون في رمضان من همذان بلد إليه أنتمي
بمناسبي لكنه من أقذر البلدان صبيانه في القبح مثل شيوخه وشيوخه في العقل كالصبيان
وقال شيرويه أيضا إن سليمان بن داود عليه السلام اجتاز بموضع همذان فقال ما بال
هذا الموضع مع عظم مسيل مائه وسعة ساحته لا تبنى فيه مدينة فقالوا يا نبي الله لا
يثبت أحد فيه لأن البرد ينصب فيه صبا ويسقط الثلج قامة الرمح فقال عليه السلام
لصخر الجني هل من حيلة قال نعم فاتخذ سبعا من حجر منقور ونصب طلسما للبرد وبنى
المدينة وقيل أول من أسسها دارا الأكبر قال كعب الأحبار متى أراد الله أن يخرب هذه
المدينة سقط ذلك الطلسم فتخرب بإذن الله قال شيرويه والسبع هو الأسد المنحوت من
الحجر الخورزني وخورزن جبل بباب همذان الموضوع على الكثيب الذي على ذنب الأسد وهذا
الأسد من عجائب همذان منحوت من صخرة واحدة وجوارحه غير منفصلة عن قوائمه كأنه ليث
غابة ولم يزل في هذا الموضع منذ زمن سليمان عليه السلام وقيل من زمان قباذ الأكبر
لأنه أمر بليناس الحكيم بعمله إلى سنة 913 فإن مرداويج دخل المدينة ونهب أهلها
وسباهم فقيل له إن هذا السبع طلسم لهذه المدينة من الآفات وفيه منافع لأهله فأراد
حمله إلى الري فلم يقدر فكسرت يداه بالفطيس
همزى بوزن جمزى والهمز العصر تقول همزت رأسه وجوز ابن الأنبار قوس همزى شديدة
الهمز إذا نزع فيها وفرس همزى شديدة الجمز إذا جالت وهمزى هو موضع بعينه
همينيا هي همانيا التي ذكرت في أول هذا الباب بين المدائن والنعمانية كان أول من
بناها بهمن بن اسفنديار ملك الفرس
باب الهاء والنون وما يليهما
هنا بالضم موضع في شعر امرىء القيس وحديث القوم يوم هنا وحديث ما على قصره وقال
فروة بن مسيك المرادي
والخيل عقرى على
القتلى مسومة كأن دوراتها أسدار دوام قد قطعت شدة الخيلين يوم هنا ما بين قومك من
قربى وأرحام وقال المهلبي قال قوم يوم هنا اليوم الأول قال الشاعر إن ابن عائشة
المقتول يوم هنا خلى علي فجاجا كان يحميها ثم قال وهنا موضع وأنشد شعر امرىء القيس
هنتل بالفتح ثم السكون والتاء المثناة من فوقها ولام علم مرتجل لاسم مكان
هندمند بالكسر ثم السكون وبعد الدال ميم ونون ساكنة ودال مهملة أخرى وهو اسم لنهر
مدينة سجستان يزعمون أنه ينصب إليه مياه ألف نهر وينشق منه ألف نهر فلا يظهر فيه
نقص قال الإصطخري وأما أنهار سجستان فإن أعظمها نهر هندمند مخرجه من ظهر الغور حتى
ينصب على ظهر رخج وبلد الداور حتى ينتهي إلى بست ويمتد منها إلى ناحية سجستان ثم
يقع في بحيرة زره الفاضل منه وإذا انتهى هذا النهر إلى مرحلة من سجستان تشعب منه
مقاسم الماء فأول نهر ينشق منه نهر يأخذ على الرستاق حتى ينتهي إلى نيشك ويأخذ منه
سناروذ وقد ذكر في موضعه وما يبقى من هذا النهر يجري في نهر يسمى كزك ثم يصب في
بحيرة زره وعلى نهر هندمند على باب بست جسر من سفن كما يكون في أنهار العراق وقال
أبو بكر الخوارزمي غدونا شط نهر الهندمند سكارى آخذي بالدستبند وراح قهوة صفراء
صرف شمول قرقف من جهنبد وساق شبه دينار أتانا يدير الكأس فينا كالدرند فلما دب سكر
الليل فينا وأصبحنا بحال خردمند متى تدنو لقبلته تلكا ويلقى نفسه كالدردمند وهذا
شعر مزاح ظريف يحاكي أنه جند بن جند
هندوان بضم الدال وآخره نون نهر بين خوزستان وأرجان عليه ولاية ينسب إليه كثير
هنديجان قال مسعر بن المهلهل بخوزستان بعد آسك بينها وبين أرجان قرية تعرف
بهنديجان ذات آثار عجيبة وأبنية عالية وتثار منها الدفائن كما تثار بمصر وبها
نواويس بديعة الصنعة وبيوت نار ويقال إن جيلا من الهند قصدت ملك الفرس لتزيل
مملكته فكانت الوقعة في هذا المكان فغلبت الفرس الهند وهزمتهم هزيمة قبيحة فهم
يتبركون بهذا الموضع
هنزيط بالكسر ثم السكون وزاي ثم ياء وطاء مهملة من الثغور الرومية ذكره أبو فراس
فقال وراحت على سمنين غارة خيله وقد باكرت هنزيط منها بواكر وذكرها المتنبي أيضا
فقال عصفن بهم يوم اللقان وسقنهم بهنزيط حتى ابيض بالسبي آمد وهنزيط في الإقليم
الخامس طولها إحدى وسبعون درجة وثلثان وعرضها تسع وثلاثون درجة ونصف وربع
هنن بنونين الأولى
مشددة مكسورة قرية من نواحي اليمن
هنكام بالفتح اسم لجزيرة في بحر فارس قريبة من كيش
هنيدة تصغير هند والهنيدة المائة من الإبل وهو حصن بناه سليمان عليه السلام
الهنيما موضع كذا هو في كتاب أبي الحسن المهلبي في الزيادات المقصورة والممدودة
والمعروف الهييما بياءين
الهني والمري معناهما معلوم نهران بإزاء الرقة والرافقة حفرهما هشام بن عبد الملك
وأحدث فيهما واسط الرقة ثم إن تلك الضيعة أعني الهني والمري قبضت في أول الدولة
العباسية وانتقلت إلى أم جعفر وزادت في عمارتها قال ذلك البلاذري وقال جرير يمدح
هشاما أوتيت من جذب الفرات جواريا منها الهني وسايح في قرقرى وهما يسقيان عدة
بساتين مستمدهما من الفرات ومصبهما فيه وفيهما يقول الصنوبري بين الهني إلى المر ي
إلى بساتين النقار فالدير ذي التل المكل ل بالشقائق والبهار وقال الصنوبري أيضا
يذكره ويذكر دير زكى من حاكم بين الزمان وبيني ما زال حتى راضني بالبين وأنا وربعي
اللذين تأبدا لا عجت بينهما على ربعين ما لي نأيت عن الهني وكنت لا أسطيع أنأى عنه
طرفة عين يا دير زكى كنت أحسن مألف مر الزمان به على إلفين وبنفسي البرج الذي
انكشفت لنا جنباته عن عسجد ولجين لو حمل الثقلان ما حملت من شوق لأثقل حمله
الثقلين
هني كأنه تصغير هنىء موضع دون معدن النفط قال ابن مقبل يسوفان من قاع الهني كرامة
أدام بها شهر الخريف وسيلا
هنين ناحية من سواحل تلمسان من أرض المغرب منها كان عبد المؤمن بن علي ملك المغرب
من بليدة منها يقال لها تاجرة
باب الهاء والواو وما يليهما
الهوابج بالجيم بأرض اليمامة فيها روض عن الحفصي
الهواريون قال الحسن بن رشيق القيرواني ومن خطه نقلته ميمون بن عبد الله الهواري
وليس بهواري على الحقيقة لكن سكن أبوه قرية تعرف بالهواريين فنسب إليها وإلا فهو
من مسالمة تونس وكان متشيعا شديد الصلف ذكره في الأنموذج
الهوافي موضع بأرض السواد ذكره عاصم بن عمرو التميمي وكان فارسا مع جيش أبي عبيد
الثقفي فقال قتلناهم ما بين مرج مسلح وبين الهوافي من طريق البذارق
هوب بالباء قال اللغويون الهوب الرجل الكثير الكلام و هوب دابر اسم أرض غلبت عليها
الجن ورواه بعضهم
هوت وهو أصح والهوت المنخفض من الأرض
هوبر بفتح أوله وسكون ثانيه وباء موحدة وراء والهوبر في كلام العرب القرد والبعير
وغيره إذا كان كثير الشعر وهو اسم مكان ومنه المثل إن دون الطلمة خرط قتاد هوبر
الهور بفتح أوله وهو مصدر هار الجرف يهور إذا انصدع من خلفه وهو ثابت في مكانه
وجرف هور أي واسع بعيد والهور بحيرة يغيض فيها ماء غياض وآجام فتتسع ويكثر ماؤها
هورقان بالفتح ثم السكون وقاف وآخره نون من قرى مرو
هوزن بالفتح ثم السكون وفتح الزاي ونون وهو اسم طائر وجمعه هوازن وهوزن حي من
اليمن يضاف إليه مخلاف باليمن
هوسم بالفتح ثم السكون والسين مهملة من نواحي بلاد الجيل خلف طبرستان والديلم
هوفان بالفاء وآخره نون
هولى بالضم فعلى من الهول وهو الأمر الشديد وهو جبل بنجد لبني جشم قال أمامة بن
مسعود الفقيمي وما نفسه في روضة من ظعائن غدون على هولى بغير متاع عليهن أسلاب
الحريب بماله فهن نصا أو قد دعاهن داع
هوة ابن وصاف دحل بالحزن لبني الوصاف وهو مالك بن عامر بن كعب بن سعد بن ضبيعة بن
عجل بن لجيم وهوة ابن وصاف مثل تستعمله العرب لمن يدعون عليه قال رؤبة لولا ترقي
على الأشراف أقحمتني في النفنف النفناف في مثل مهوى هوة الوصاف وقال الهداد بن
حكيم يدعو على قرف من غال أو أقرف بعض الإقراف فخصه الله بحمى قرقاف وبحميم محرق
للأجواف والزمهرير بعد ذاك الزقراف وكبه في هوة ابن الوصاف حتى يعد قبره في
الأجداف
الهويت بالتصغير قرية من قرى وادي زبيد باليمن
هونين بالضم ثم السكون ونون ثم ياء ونون أخرى بلد في جبال عاملة مطل على نواحي مصر
هو بالضم ثم السكون على حرفين هو الحمراء بليدة أزلية على تل بالصعيد بالجانب
الغربي دون قوص يضاف إليها كورة
باب الهاء والياء وما يليهما
هيان بالفتح والتخفيف وآخره نون من قرى جرجان قال أبو سعد يقال لها هيان باتوان
ينسب إليها أبو بكر محمد بن بسام بن بكر بن عبد الله بن بسام الجرجاني سكن هيان
باتوان من قرى جرجان روى الموطأ عن القعنبي وروى عن محمد بن كثير روى عنه أبو نعيم
عبد الله بن محمد بن عدي وغيره وتوفي سنة 972
هيت بالكسر وآخره تاء مثناة قال ابن السكيت سميت هيت هيت لأنها في هوة من الأرض
انقلبت الواو ياء
لانكسار ما قبلها وقال رؤبة في ظلمات تحتهن هيت أي هوة من الأرض وقال أبو بكر سميت
هيت لأنها في هوة من الأرض والأصل فيها هوت فصارت الواو ياء لسكونها وانكسار ما
قبلها وهذا مذهب أهل اللغة والنحو وذكر أهل الأثر أنها سميت باسم بانيها وهو هيت
بن السبندى ويقال البلندى بن مالك بن دعر بن بويب بن عنقا بن مدين بن إبراهيم عليه
السلام وهي بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار ذات نخل كثير وخيرات واسعة
وهي مجاورة للبرية طولها من جهة المغرب تسع وستون درجة وعرضها اثنتان وثلاثون درجة
ونصف وربع وهي في الإقليم الثالث أنفذ إليها سعد جيشا في سنة 16 وامتد منه فواقع
منه أهل قرقيسيا فقال عمرو بن مالك الزهري تطاولت أيامي بهيت فلم أحم وسرت إلى
قرقيسيا سير حازم فجئتهم في غرة فاحتويتها على غبن من أهلها بالصوارم وبها قبر عبد
الله بن المبارك رحمه الله وفيها يقول أبو عبد الله محمد بن خليفة السنبسي شاعر
سيف الدولة صدقة بن مزيد فمن لي بهيت وأبياتها فأنظر رستاقها والقصورا فيا حبذا
تيك من بلدة ومنبتها الروض غضا نضيرا وبرد ثراها إذا قابلت رياح السمائم فيها
الهجيرا وإني وإن كنت ذا نعمة أجاور بالنيل بحرا غزيرا أحن إليها على نأيها وأصرف
عن ذاك قلبا ذكورا حنين نواعيرها في الدجى إذا قابلت بالضجيج السكورا ولو أن ما بي
بأعوادها منوط لأعجزها أن تدورا بلاد نشأت بها ساحبا ذيول الخلاعة طفلا غريرا وقد
نسب إليها قوم من أهل العلم
وهيت أيضا دحل تحت عارض جبل باليمامة
وهيت أيضا من قرى حوران من ناحية اللوى من أعمال دمشق منها نصر الله بن الحسن
الشاعر الهيتي كان كثير الشعر مات سنة 565 ذكره العماد في الخريدة ومن شعره كيف
يرجى معروف قوم من اللؤ م غدوا يدخلون في كل فن لا يرون العلى ولا المجد إلا بر
علق وقحبة ومغني يتمنون أن تحل المسامي ر بأسماعهم ولا الشعر مني
هيثماباذ من قرى همذان ينسب إليها أبو العباس أحمد بن زيد بن أحمد الخطيب
بهيثماباذ روى عن أبي منصور القومساني وكان صدوقا
هيثم بفتح أوله ثم السكون والثاء مثلثة قالوا الهيثم فرخ العقاب والهيثم الصقر أبو
عمرو الهيثم الرمل الأحمر والهيثم موضع ما بين القاع
وزبالة بطريق مكة
على ستة أميال من القاع فيه بركة وقصر لأم جعفر ومنه إلى الجريسي ثم زبالة قال
الطرماح يذكر قداحا أجيلت فخرج لها صوت خوار غزلان لوى هيثم تذكرت فيقة أرآمها
هيج بالفتح ثم السكون والجيم يقال يومنا يوم هيج أي يوم غيم ومطر ويومنا يوم هيج
أي يوم ريح قال ابن الأعرابي الهيج الجفاف والهيج الحركة والهيج الفتنة والهيج
هيجان الدم والهيج هيجان الجماع والهيج الشوق وهيج موضع عن أبي عمرو
هيد بالفتح والهيد الحركة والهيد الزجر و أيام هيد أيام موتان كانت في الجاهلية في
الدهر الأول قيل مات فيها اثنا عشر ألفا هكذا ذكره العمراني في أسماء الأماكن ولا
أدري ما معناه
هيدة ذكر في الذي قبله وهيدة اسم ردهة بأعلى المضجع قالت ليلى الأخيلية تخلى عن
أبي حرب فولى بهيدة قابض قبل القتال وقال أبو عبيدة في المقاتل لم يقف علماؤنا على
هيدة ما هي حتى جاء الحسن فأخبر أنه موضع قتل فيه توبة وهما هضبتان يقال لهما بنتا
هيدة ومرت ليلى بقبره فعقرت بعير زوجها على قبره وقالت عقرت على أنصاب توبة مقرما
بهيدة إذ لم تحتضره أقاربه
هير بكسر أوله وسكون ثانيه وهير من أسماء الصبا وهو اسم موضع بالبادية عن الليث
هيسان بالفتح ثم السكون والسين مهملة وآخره نون من قرى أصبهان
هيطل بالفتح ثم السكون وفتح الطاء المهملة اسم لبلاد ما وراء النهر وهي بخارى
وسمرقند وخجند وما بين ذلك وخلاله سمي بهيطل بن عالم بن سام بن نوح عليه السلام
سار إليها في ولده من بابل عند تبلبل الألسن فاستوطنها وعمرها وسميت باسمه وهو أخو
خراسان بن عالم
هيلاء بالمد والهيل الرمل الذي لا يثبت مكانه حتى ينهال فيسقط وقال عرام ومن جبال
مكة جبل أسود مرتفع يقال له الهيلاء تقطع منه الحجارة للبناء وللأرحاء
هيلاقوس بالقاف والسين مهملة من بلاد اليونان قاله ابن السكيت
هيلان بالنون من الذي قبله موضع أو حي باليمن في شعر الجعدي
هيوة حصن لبني زبيد باليمن
الهييما بالضم وفتح ثانيه وياء أخرى ساكنة وميم مفتوحة وألف مقصورة اسم موضع كانت
فيه وقعة لبني تيم الله بن ثعلبة بن عكابة على بني مجاشع قال مجمع بن هلال وعاثرة
يوم الهييما رأيتها وقد لفها من داخل الحب مجزع تقول وقد أفردتها من خليلها تعست
كما أتعستني يا مجمع فقلت لها بل تعس أخت مجاشع وقومك حتى خدك اليوم أضرع
وقال مالك بن نويرة تركتم لقاحي ولها وانطلقتم على وجهه من غير وقع ولا نفر وباتت على جوف الهييماء منحتي معقلة بين الركية والجفر
ي
باب الياء والألف وما يليهما
يابره بلد في غربي الأندلس ينسب إليها أبو بكر عبد الله بن طلحة بن محمد بن عبد
الله اليابري الأندلسي سمع الحديث ورواه مات بمكة سنة 325 قاله أبو الحسن المقدسي
وقال روى لنا عنه غير واحد وخلف بن فتح بن نادر اليابري سكن قرطبة يكنى أبا القاسم
روى عن أبي محمد عبد الله بن سعيد الشقاق والقاضي حمام بن أحمد ونظرائهما وكان
عالما بالأدب واللغة مقدما في معرفتهما مع الخير والدين وتوفي في ذي الحجة سنة 934
اليابس بلفظ ضد الرطب وادي اليابس نسب إلى رجل قيل منه يخرج السفياني في آخر
الزمان
يابسة تأنيث الشيء اليابس ضد الندي جزيرة نحو الأندلس في طريق من يقلع من دانية في
المراكب يريد ميورقة فيلقاها قبلها وهي كثيرة الزبيب فيها ينشأ أكثر المراكب لجودة
خشبها قاله سعد الخير وينسب إليها من المتأخرين أبو محمد بن عبد الله بن الحسين بن
عشير اليابسي الشاعر مات ليلة السبت في العشرين من المحرم سنة 652 وإدريس بن
اليمان الأندلسي اليابسي أديب شاعر متقدم بقي إلى قبيل سنة 044
الياج قلعة بصقلية
يأجج بالهمزة وجيمين علم مرتجل لاسم مكان من مكة على ثمانية أميال وكان من منازل
عبد الله بن الزبير فلما قتله الحجاج أنزله المجذمين ففيها المجذمون قال الأزهري
وقد رأيتهم فيه وإياه أراد الشماخ بقوله كأني كسوت الرحل أحقب قارحا من اللاء ما
بين الجناب فيأجج قاله الأصمعي وقال غيره يأجج موضع صلب فيه خبيب بن عدي الأنصاري
ويأجج موضع آخر وهو أبعدهما بني هناك مسجد وهو مسجد الشجرة بينه وبين مسجد التنعيم
ميلان وقال أبو دهبل أبيت نجيا للهموم كأنما خلال فراشي جمرة تتوهج فطورا أمني
النفس من غمرة المنى وطورا إذا ما لج بي الوجد أنشج
وأبصرت ما مرت به
يوم يأجج ظباء وما كانت به العير تحدج
الياروقية محلة كبيرة بظاهر مدينة حلب تنسب إلى أمير من أمراء التركمان كان قد نزل
فيها بعسكره وقوته ورجاله وعمر بها دورا ومساكن وكان من أمراء نور الدين محمود بن
زنكي ومات ياروق هذا في سنة 564
ياركث بعد الألف راء ساكنة يلتقي عندها ساكنان وكاف مفتوحة وثاء مثلثة من قرى
أشروسنة بما وراء النهر عن أبي سعد
يارم بكسر الراء من قرى أصبهان ينسب إليها أبو موسى الحافظ ويارم في شعر أبي تمام
موضع
يأزل بلد باليمن من أعمال زبيد فيما أحسب قال التميمي ولم نتقدم في سهام ويأزل
وبيش ولم نفتح مشارا ومسوار
يازور بالزاي والواو ساكنة ثم راء بليدة بسواحل الرملة من أعمال فلسطين بالشام
ينسب إليها وزير المصريين الملقب بقاضي القضاة أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن
اليازوري وكان ذا همة ممدحا وأحمد بن محمد بن بكر الرملي أبو بكر القاضي اليازوري
الفقيه حدث عن الحسن بن علي اليازوري حكى عنه أسود بن الحسن البرذعي وأبو القاسم
علي بن محمد بن زكرياء الصقلي الرملي وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الحافظ
ياسر جبل في منازل أبي بكر بن كلاب يقال له ياسر الرمل وقرية إلى جانبه يقال لها
ياسرة وفيه يقول السري بن حاتم لقد كنت أهوى ياسر الرمل مرة فقد كاد حبي ياسر
الرمل يذهب
ياسورين موضع بين جزيرة ابن عمر وبلط
ياسرة من مياه أبي بكر بن كلاب إلى جنب جبل ياسر المذكور قبل
الياسرية منسوبة إلى ياسر اسم رجل قرية كبيرة على ضفة نهر عيسى بينها وبين بغداد
ميلان وعليها قنطرة مليحة فيها بساتين بينها وبين المحول نحو ميل واحد ينسب إليها
أبو منصور نصر بن الحكم بن زياد الياسري حدث عن هشيم وداود بن الزبرقان وخلف بن
خليفة روى عنه الحسن بن علوية القطان وأحمد بن علي الأبار وغيرهما ومن المتأخرين
عثمان بن قاسم الياسري أبو عمرو الواعظ سمع من أبي الخشاب والكاتبة شهدة وكان يعظ
الناس ومات في ذي الحجة سنة 616
ياسوف بالسين المهملة وبعد الواو فاء قرية بنابلس من فلسطين توصف بكثرة الرمان
ياطب بكسر الطاء المهملة وباء موحدة علم مرتجل لمياه في أجإ وقد قال فيها بعض
الشعراء ألا لا أرى ماء الجراوي شافيا صداي ولو روى صدور الركائب فوا كبدينا كلما
التحت لوحة على شربة من ماء أحواض ياطب ترقرق ماء المزن فيهن والتقى عليهن أنفاس
الرياح الغرائب بريح من الكافور والظلح أبرمت به شعب الأوراد من كل جانب بقايا
نطاف المصدرين عشية بمدرورة الأحواض خضر المصائب
المصائب صفائح من
الحجارة تدار حول الحوض
يافا بالفاء والقصر مدينة على ساحل بحر الشام من أعمال فلسطين بين قيسارية وعكا في
الإقليم الثالث طولها من جهة المغرب ست وخمسون درجة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة قال
ابن بطلان في رسالته التي كتبها في سنة 244 ويافا بلد قحط والمولود فيها قل أن
يعيش حتى لا يوجد فيها معلم للصبيان افتتحها صلاح الدين عند فتحه الساحل في سنة
385 ثم استولى عليها الأفرنج في سنة 785 ثم استعادها منهم الملك العادل أبو بكر بن
أيوب في سنة 395 وخربها وربما نسب إليها يافوني ينسب إليها أبو العباس محمد بن عبد
الله بن إبراهيم بن عمير اليافوني قال الحافظ أبو القاسم سمع بدمشق صفوان بن صالح
وبفلسطين يزيد بن خالد بن موشل وعمران بن هارون الرملي ويزيد بن خالد بن عبد الله
بن موهب وإسماعيل بن خالد المقدسي وأبا عبد الله محمد بن مخلد المسبحي وأبا موسى
عيسى بن يونس الفاخوري وإسماعيل بن عباد الأرسوفي وغيرهم روى عنه سليمان بن أحمد
الطبراني وأبو بكر أحمد بن أبي نصر معروف بن أبان بن إسماعيل التميمي حدث بيافا عن
عمران بن هارون الرملي روى عنه أبو القاسم الطبراني سمع منه بيافا وأبو طاهر عبد
الواحد بن عبد الجبار اليافوني روى عنه أحمد بن القاسم بن معروف أبو بكر التميمي السامري
ساكن دمشق
يافع أظنه موضعا باليمن ينسب إليه القاضي أبو بكر اليافعي اليمني قاضي الجند صنف
كتابا في النحو سماه المفتاح
ياق قرية كانت بمصر عند أم دنين منها كانت هاجر أم إسماعيل عليه السلام ويقال من
قرية قرب الفرما يقال لها أم العرب
ياقد بالقاف والدال قرية من نواحي حلب قرب عزاز قال عبد الله بن محمد بن سنان
الخفاجي بحياة زينب يا ابن عبد الواحد وبحق كل نبية في ياقد ما صار عندك روشن بن
محسن فيما يقول الناس أعدل شاهد نسخ التغفل عنه خلط عمارة وافاه في هذا الزمان
البارد وكانت في هذه الضيعة امرأة تزعم أن الوحي يأتيها وكان أبوها يؤمن بها ويقول
في أيمانه وحق بنتي النبية فهزأ ابن سنان بالمكتوب إليه بهذا القول لأنه كان من
أهلها
ياقين آخره نون من قرى بيت المقدس بها مقام آل لوط النبي عليه السلام كانت مسكنه
بعد رحيله من زغر وسميت ياقين فيما يزعمون لأنه لما سار بأهله ورأى العذاب قد نزل
بقومه سجد في هذا الموضع وقال أيقنت أن وعد الله حق فسمي بذلك
يام اسم قبيلة من اليمن أضيف إليها مخلاف باليمن عن يمين صنعاء
يامور آخره راء قرية معلومة من قرى الأنبار
يانه بتشديد النون وسكون الهاء قلعة من قلاع جزيرة صقلية مشهورة فيها ينسب إليها
أبو الصواب الكاتب الياني
ياية بعد الألف ياء أيضا قرية باليمامة من حجر والله أعلم بالصواب
باب الياء والباء
وما يليهما
يبت بالفتح ثم السكون والتاء المثناة من فوقها موضع في قول كثير إلى يبت إلى برك
الغماد
يبرود بليدة بين حمص وبعلبك فيها عين جارية عجيبة باردة وبها فيما قيل سميت وتجري
تحت الأرض إلى الموضع المعروف بالنبك غلط فيه الحازمي كتب في باب الباء فلينقل إلى
ههنا ينسب إليها محمد بن عمر بن أحمد بن جعفر أبو الفتح التميمي اليبرودي حدث عن
أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان روى عنه عبد العزيز الكناني وأبو سعد
إسماعيل بن علي بن الحسين السمان قاله ابن عساكر ويبرود أيضا من قرى البيت المقدس
ووإليها ينسب والله أعلم الحسين بن عثمان بن أحمد بن عيسى أبو عبد الله اليبرودي
سمع أبا القاسم بن أبي العقب وأبا عبد الله بن مروان وأبا عبد الله الحسين بن أحمد
بن محمد بن أبي ثابت وغيرهم روى عنه أبو علي الأهوازي وأبو الحسن علي بن الحسين بن
صصرى وأبو القاسم الحنائي وذكر أبو علي الأهوازي أنه مات في سنة 104 والحسين بن
محمد بن عثمان أبو عبد الله اليبرودي حدث عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن
مروان وأبي القاسم بن أبي العقب روى عنه علي بن محمد الحنائي ومات بدمشق لثمان
خلون من شهر ربيع الأول سنة 104
وعين يبرود قرية أخرى من قرى البيت المقدس نصفها وقف على مدرسة بدر الدين بن أبي
القاسم والنصف الآخر كان لأولاد الخطيب فابتاعه السلطان الملك المعظم ووقفه في
جملة أوقاف السبيل وهو شمالي القدس معها وهي السكة المسلوكة من القدس إلى نابلس
وبينها وبين يبرود كفرناثا وهي ذات أشجار وكروم وزيتون وسماق
يبرين بالفتح ثم السكون وكسر الراء وياء ثم نون وقد استغنى القول عنه في باب أبرين
لأنه لغة فيه وحكينا قول ابن جني فيه بما أغنى عن الإعادة وهو واحد على بناء الجمع
وحكمه يكون في الرفع بالواو وفي الجر والنصب بالياء وربما أعربوه وقيل هو رمل لا
تدرك أطرافه عن يمين مطلع الشمس من حجر اليمامة وقال السكري يبرين بأعلى بلاد بني
سعد وفي كتاب نصر يبرين من أصقاع البحرين به منبران وهناك الرمل الموصوف بالكثرة
بينه وبين الفلج ثلاث مراحل وبينه وبين الأحساء وهجر مرحلتان وهو فيما بينهما وبين
مطلع سهيل وقال أبو زياد الكلابي أراك إلى كثبان يبرين صبة وهذا لعمري لو قنعت
كثيب وإن الكثيب الفرد من أيمن الحمى إلي وإن لم آته لحبيب وقال جرير لما تذكرت
بالديرين أرقني صوت الدجاج وضرب بالنواقيس فقلت للركب إذ جد الرحيل بنا يا بعد
يبرين من باب الفراديس ويبرين قرية من قرى حلب ثم من نواحي عزاز
يبمبم بفتح أوله وثانيه وميم ساكنة وباء موحدة أخرى وميم اسم موضع قرب تبالة عند
بيشة وترج والتلفظ به عسر لقرب مخارج حروفه قال حميد بن ثور
وما هاج هذا الشوق
إلا حمامة دعت ساق حر ترحة وتألما من الورق حماء العلاطين باكرت عسيب أشاء مطلع
الشمس مبسما إذا زعزعته الريح أو لعبت به أرنت عليه مائلا ومقوما تنادي حمام
الجلهتين وترعوي إلى ابن ثلاث بين عودين أعجما مطوق طوق لم يكن عن تميمة ولا ضرب
صواغ بكفيه درهما تقيض عنه غرقىء البيض واكتسى أنابيب من مستعجل الريش أقتما يمد
إليها خشية الموت جيده كمدك بالكف البري المقوما فلما اكستى الريش السخام ولم يجد
لها معه في باحة العش مجثما أتيح لها صقر منيف فلم يدع لها ولدا إلا رماما وأعظما
فأوفت على غصن ضحيا فلم تدع لباكية في شجوها متلوما فهاج حمام الجلهتين نواحها كما
هيجت ثكلى على الموت مأثما إذا شئت غنتني بأجزاع بيشة أو النخل من تثليث أو من
يبمبما عجبت لها أنى يكون بكاؤها فصيحا ولم تفغر بمنطقها فما فلم أر محزونا له مثل
صوتها أحز وأنكى في الفؤاد وأكلما ولم أر مثلي شاقه صوت مثلها ولا عربيا شاقه صوت
أعجما وقال بعض بني عامر يا جارتي برحرحان ألا اسلما وأبى المنون وريبها أن تسلما
وأرى الرؤوس قد اكتسين مشاوذا مني ومن كلتيكما فتعلما أن الحوادث من يقم بسبيلها
يصبح كأعشار الإناء مثلما يا جارتي وقد أرى شبهيكما بالجزع من تثليث أو بيبمبما عنزين
بينهما غزال شادن رشأ من الغزلان لم يك توأما
يبنى بالضم ثم السكون ونون وألف مقصور بلفظ الفعل الذي لم يسم فاعله من بنى يبني
بليد قرب الرملة فيه قبر صحابي بعضهم يقول هو قبر أبي هريرة وبعضهم يقول قبر عبد
الله بن أبي سرح
يبنبم بفتح أوله وثانيه وسكون نونه وباء مفتوحة وميم ويقال أبنبم موضع وهو من
أبنية كتاب سيبويه قال طفيل الغنوي أشاقتك أظعان بحفر يبنبم نعم بكرا مثل الفتيق
المكمم
يبوس يفعل من باس يبوس إن شئت من القبلة وإن شئت من الشدة اسم جبل بالشام بوادي
التيم من دمشق وإياه عني عبد الله بن سليم بقوله لمن الديار بتولع فيبوس
يبة بالتحريك يبة وعليب قريتان بين مكة وتبالة قال كثير يرثي صديقه خندقا الأسدي
عداني أن أزورك غير
بغض مقامك بين مصفحة شداد وإني قائل إن لم أزرهم سقت ديم السواري والغوادي بوجه
أخي بني أسد قنونا إلى يبة إلى برك الغماد مقيم بالمجازة من قنونا وأهلك بالأجيفر
فالثماد فلا تبعد فكل فتى سيأتي عليه الموت يطرق أو يغادي وكل ذخيرة لا بد يوما
وإن بقيت تصير إلى نفاد فلو فوديت من حدث المنايا وقيتك بالطريف وبالتلاد يعز علي
أن نغدو جميعا وتصبح بعدنا رهنا بوادي لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن
تنادي
يبين بوزن مريم وآخره نون موضع وهو لغة في أبين وقد ذكر
باب الياء والتاء وما يليهما
اليتائم بالتفح وبعد الألف ياء أخرى وميم جمع يتيم اسم جبل لبني سليم قال ثعلب
اليتائم أنقاء بأسفل الدهناء منقطعة من الرمل قال ذلك في شرح قول الراعي وأعرض رمل
م اليتائم ترتعي نعاج الفلا عوذا به ومتاليا
يتيب بالفتح ثم الكسر ثم ياء وباء موحدة في مغازي أبي عقبة بخط ابن نعيم خرج أبو
سفيان في ثلاثين فارسا أو أكثر حتى نزل بجبل من جبال المدينة يقال له يتيب فبعث
رجلا أو رجلين من أصحابه فأمرهما أن يحرقا أدنى نخل يأتيانه من نخل المدينة فوجدا
صورا من صيران نخل العريض فأحرقا فيها
يترب بالفتح ثم السكون وراء مفتوحة أيضا قيل قرية باليمامة عند جبل وشم وقيل اسم
موضع في بلاد بني سعد بالسودة وينشد لعبيد بن الأبرص في كل واد بين يت رب والقصور
إلى اليمامه عان يساق به وصو ت محرق وزقاء هامه قال الحسن بن يعقوب بن أحمد
الهمداني اليمني ويترب مدينة بحضرموت نزلها كندة وكان بها أبو الخير بن عمرو
وإياها عنى الأعشى بقوله بسهام يترب أو سهام الوادي ويقال إن عرقوب صاحب المواعيد
كان بها ثم قال والصحيح أنه من قدماء يهود يثرب وأما قول الأشجعي وعدت وكان الخلف
منك سجية مواعيد عرقوب أخاه بيترب فهكذا أجمعوا على روايته بالتاء المثناة قال
الكلبي وكان من حديثه وسمعت أبي يخبر بحديثه أنه كان رجلا من العماليق يقال له
عرقوب فأتاه أخ له يسأله شيئا فقال له عرقوب إذا طلعت النخلة فلك طلعها
فلما أتاه للعدة
قال دعها حتى تصير بلحا فلما أبلحت قال دعها حتى تصير زهوا ثم حتى تصير بسرا ثم
حتى تصير رطبا ثم تمرا فلما أتمرت عمد إليها عرقوب من الليل فجزها ولم يعطه شيئا
فصار مثلا في الخلف قال سلامة بن جندل ومن كان لا يعتد أيامه له فأيامنا عنا تحل
وتغرب ألا هل أتى أفناء خندف كلها وعيلان أن صم الحنين بيترب
يتيم في شعر الراعي قد تقدم في اليتائم
اليتيمة بلفظ تأنيث اليتيم وهو الذي مات أبوه موضع في قول عدي بن الرقاع وعلى
الجمال إذا رثين لسائق أنزلن آخر ريحا فحداها من بين بكر كالمهاة وكاعب شفع اليتيم
شبابها فعداها وقال وجعلن محمل ذي السلا ح مجنه رعن اليتيمه أي جعلن رعن اليتيمة
عن أيسارهن كما يحمل ذو السلاح مجنه لأن المجن هو الترس يحمل على الجانب الأيسر
باب الياء والثاء وما يليهما
يثجل بالفتح ثم السكون وفتح الجيم ولام والثجل ضخم البطن اسم موضع
يثرب بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الراء وباء موحدة قال أبو القاسم الزجاجي يثرب
مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم سميت بذلك لأن أول من سكنها عند التفرق يثرب
بن قانية بن مهلائيل بن إرم بن عبيل بن عوض بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام فلما
نزلها رسول الله صلى الله عليه و سلم سماها طيبة وطابة كراهية للتثريب وسميت مدينة
الرسول لنزوله بها قال ولو تكلف متكلف أن يقول في يثرب إنه يفعل من قولهم لا تثريب
عليكم أي لا تعيير ولا عيب كما قال الله تعالى لا تثريب عليكم اليوم قال المفسرون
وأهل اللغة معناه لا تعيير عليكم بما صنعتم ويقال أصل التثريب الإفساد ويقال ثرب
علينا فلان وفي الحديث إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها ولا يثرب أي لا يعير بالزنا ثم
اختلفوا فقيل إن يثرب للناحية التي منها مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم وقال
آخرون بل يثرب ناحية من مدينة النبي صلى الله عليه و سلم ولما حملت نائلة بنت
الفرافصة إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه من الكوفة قالت تخاطب أخاها أحقا تراه
اليوم يا ضب أنني مصاحبة نحو المدينة أركبا لقد كان في فتيان حصن بن ضمضم لك الويل
ما يجري الخباء المحجبا قضى الله حقا أن تموتي غريبة بيثرب لا تلقين أما ولا أبا
قال ابن عباس رضي الله عنه من قال للمدينة يثرب فليستغفر الله ثلاثا إنما هي طيبة
وقال النبي صلى الله عليه و سلم لما هاجر اللهم إنك أخرجتني من أحب أرضك إلي
فأسكني أحب أرضك إليك فأسكنه المدينة وأما حديثها وعمارتها فقد ذكرته في المدينة
فأغنى عن الإعادة وقد نسبوا إليها
السهام فقال كثير
وماء كأن اليثربية أنصلت بأعقاره دفع الإزاء نزوع
يثربة اشتقاقه كالذي قبله وهو مثله اسم موضع في قول الراعي أو رعلة من قطا فيحان
حلأها عن ماء يثربة الشباك والرصد
يثقب بفتح أوله وسكون ثانيه وروي في القاف الضم والفتح والباء موحدة يفعل من الثقب
موضع بالبادية قال النابغة أرسما جديدا من سعاد تجنب عفت روضة الأجداد منها فيثقب
يثلث بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح اللام والثاء الأخيرة مثلثة أيضا موضع عن الأزهري
قال امرؤ القيس قعدت له وصحبتي بين ضارج وبين تلاع يثلث فالعريض
يثمثم موضع في كتاب نصر
يثوب آخره باء موضع بين اليمامة والوشم وليس بيثرب بالراء هو غيره فلا تظنه تصحيفه
باب الياء والجيم وما يليهما
يجودة موضع في بلاد تميم قال جرير يهجو ربيعة الجوع ألا تسألان الجو جو متالع أما
برحت بعدي يجودة والقصر أقول وذاكم للعجيب الذي أرى أمال بن مال ما ربيعة والفخر
فصبرا على ذل ربيع بن مالك وكل ذليل خير عادته الصبر وأكثر ما كانت ربيعة أنها
خباءان شتى لا أنيس ولا قفر وقال عبدة بن الطبيب لولا يجودة والحي الذين بها أمسى
المزالف لا تذكو بها نار
باب الياء والحاء وما يليهما
باب الياء والحاء وما يليهما
يحصب من حصب يحصب والحصب في لغة أهل اليمن الحطب فهو مثل حطب يحطب إذا جمع الحطب
وأما من الحصباء فهي الحجارة الصغار فهو حصب يحصب حصبا بكسر الصاد رواه الكلبي ابن
مالك بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس
بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن
الهميسع بن حمير بن سبأ ويحصب مخلاف فيه قصر ريدان ويزعمون أنه لم يبن قط مثله
وبينه وبين ذمار ثمانية فراسخ ويقال له علو يحصب بينه وبين قصر السموأل ثمانية
فراسخ وسفل يحصب مخلاف آخر فتفهمه
يحطوط بتكرير الطاء اسم واد
يحمول اسم قرية
مشهورة من قرى حلب من ناحية الجزر ينسب إليها أبو الثناء محمود كان من أهل الشر
وكان الملك الظاهر بن صلاح الدين يستعين به في استخراج الأموال وعقوبات العمال وله
ذكر في تاريخ الحلبيين ويحمول أيضا قرية أخرى من أعمال بهسنا من أعمال كيسوم بين
الروم وحلب
يحموم واليحموم الأسود المظلم وهو واحد الذي مر آنفا في هذا الباب جبل بمصر ذكره
كثير فقال حلفت يمينا بالذي وجبت له جنوب الهدايا والجباه السواجد لنعم ذوو
الأضياف يغشون بابه إذا هب أرياح الشتاء الصوارد إذا استغشت الأجواف أجلاد شتوة
وأصبح يحموم به الثلج جامد واليحموم أيضا ماء في غربي المغيثة على ستة أميال من
السندية على ضحوة من المغيثة بطريق مكة وقال أبو زياد اليحموم من المغيثة بطريق
مكة وقال أبو زياد اليحموم جبل طويل أسود في ديار الضباب قال وقد كانت التقطت
باليحموم سامة والسامة عرق فيه شيء من فضة فجاء إنسان يقال له ابن بابل وأنفق عليه
أموالا حتى بلغ الأرض من تحت الجبل فلم يجد شيئا فقال أبو الغارم الحنبص بن عبد
الله لعمري لقد زاحت ركاز ابن بابل من الكنز إغرابا وخابت معاوله وقال الراعي أقول
وقد زال الحمول صبابة وشوقا ولم أطمع بذلك مطمعا فأبصرتهم حتى رأيت حمولهم بأنقاء
يحموم ووركن أضرعا يحث بهن الحاديان كأنما يحثان جبارا بعينين مكرعا فلما صراهن
التراب لقيته على البيد أذرى عبرة وتقنعا يحير بفتح أوله وكسر ثانيه وسكون الياء
وراء بلفظ المضارع من حار قرأت بخط أبي بكر محمد بن علي بن ياسر الجباني أنشدنا
الأمير الأجل أبو عبد الله محمد بن يبحيى بن عامر العامري ثم السكوني اليمني
بجارية من يحير بالباءين اسم بلدة نسب إليها بطن من كندة وبطن من حمير منهم جماعة
من الشعراء وهم باليمن يمدح رجلا من مواليها يا قاتل الله خنسا في تمثلها كأنه علم
في رأسه نار هذا محمد أعلى من تمثلها كأنه قمر والناس نظار
باب الياء والدال وما يليهما
يدعان بفتح أوله وثانيه وعين مهملة وآخره نون واد به مسجد للنبي صلى الله عليه و
سلم وبه عسكرت هوازن يومي حينين في وادي نخلة
يدعة اسم برية بين مكة والمدينة وهي إلى مكة أقرب فيما أحسب
اليدملة بالفتح ثم السكون والميم مضمومة ولام واد ببلاد العرب
يدوم بلفظ مضارع دام يدوم واد في قول الهذلي أبي جندب أخي أبي خراش
أقول لأم زنباع
أقيمي صدور العيس شطر بني تميم وغربت الدعاء وأين مني أناس بين مر وذي يدوم أي
باعدت الصوت في الاستغاثة وذو يدوم باليمن من أعمال مخلاف سنحان قرية معروفة
يديع بعد الدال ياء أخرى وعين مهملة ناحية بين فدك وخيبر بها مياه وعيون لبني
فزارة وبني مرة بعد وادي أخثال وقبل ماء همج وقيل هو بالباء وهو تصحيف
باب الياء والذال وما يليهما
يذبل بالفتح ثم السكون والباء موحدة مضمومة هو جبل مشهور الذكر بنجد في طريقها قال
أبو زياد يذبل جبل لباهلة مضارع ذبل إذا استرخى وله ذكر في شعرهم قال امرؤ القيس
وأيسره على الستار فيذبل وقال النابغة الجعدي مرحت وأطراف الكلاليب تتقى فقد عبط
الماء الحميم وأسهلا فإن كنت تلحاه لتنقل مجدنا لسبرة فانقل ذا المناكب يذبلا وإني
لأرجو إن أردت انتقاله بكفيك أن يأبى عليك ويثقلا
يذخكث بفتح أوله وثانيه وسكون الخاء المعجمة وكاف وآخره ثاء مثلثة من قرى فرغانة
باب الياء والراء وما يليهما
يراخ حصن من أعمال النجاد باليمن
يرامل بالضم وكسر الميم اسم واد في لامية ابن مقبل
يربغ بالفتح ثم السكون وفتح الباء الموحدة وغين معجمة يقال ربغ القوم في النعيم
إذا أقاموا فيه يربغون فتحت عينه لأجل حرف الحلق والإرباغ الإقامة وهو موضع في
ديار بني تميم بين عمان والبحرين قال رؤبة بصلب رهبى أو جماد اليربغ
يرثد بالفتح ثم السكون وفتح الثاء المثلثة والرثد متاع البيت ورثدت المتاع نضدته
ويرثد واد ذكر مع ثافل فأغنى عن الإعادة
يرثم بالفتح ثم السكون والثاء المثلثة مضمومة وميم الرثم الكسر والرثم الحصى
المتكسر ويرثم جبل في ديار بني سليم قال ترفع منها يرثم وتعمرا
يرعة بالتحريك والعين مهملة موضع في ديار فزارة بين بوانة والحراضة في ديار بني
فزارة من أعمال والي المدينة
يرمرم بالفتح وتكرير الراء والميم جبل في بلاد قيس قال بعضهم بليت وما تبلى تعار
ولا أرى يرمرم إلا ثابتا يتجدد ولا الخرب الداني كأن قلاله نجات عليهن الأجلة هجد
وقال بعضهم شم
فوارع من هضام يرمرما
يرمل موضع في شعر الراعي نقلته من نسخة مقروءة على ثعلب قال الراعي بان الأحبة
بالعهد الذي عهدوا فلا تماسك عن أرض لها عمدوا حثوا الجمال وقالوا إن مشربكم وادي
المياه وأحساء به برد حتى إذا حالت الأرجاء دونهم أرجاء يرمل حار الطرف إذا بعدوا
يرملة بالفتح ثم السكون وفتح الميم ولام من نواحي قبرة بالأندلس
يرموك واد بناحية الشام في طرف الغور يصب في نهر الأردن ثم يمضي إلى البحيرة
المنتنة كانت به حرب بين المسلمين والروم في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه
وقدم خالد الشام مددا لهم فوجدهم يقاتلون الروم متساندين كل أمير على جيش أبو
عبيدة على جيش ويزيد بن أبي سفيان على جيش وشرحبيل بن حسنة على جيش وعمرو بن العاص
على جيش فقال خالد إن هذا اليوم من أيام الله لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي
فأخلصوا لله جهادكم وتوجهوا لله تعالى بعملكم فإن هذا يوم له ما بعده فلا تقاتلوا
قوما على نظم وتعبئة وأنتم على تساند وانتشار فإن ذلك لا يحل ولا ينبغي وإن من وراءكم
لو يعلم عملكم حال بينكم وبين هذا فاعملوا فيما لم تؤمروا به بالذي ترون أنه هو
الرأي من واليكم قالوا فما الرأي قال إن الذي أنتم عليه أشد على المسلمين مما
غشيهم وأنفع للمشركين من أمدادهم ولقد علمت أن الدنيا فرقت بينكم والله فهلموا
فلنتعاورن الإمارن فليكن علينا بعضنا اليوم وبعضنا غدا والآخر بعد غد حتى يتأمر
كلكم ودعوني اليوم عليكم قالوا نعم فأمروه وهم يرون أنها كخرجاتهم فكان الفتح على
يد خالد يومئذ وجاءه البريد يومئذ بموت أبي بكر رضي الله عنه وخلافة عمر رضي الله
عنه وتأمير أبي عبيدة على الشام كله وعزل خالد فأخذ الكتاب منه وتركه في كنانته
ووكل به من يمنعه أن يخبر الناس عن الأمر لئلا يضعفوا إلى أن هزم الله الكفار وقتل
منهم فيما يزعمون ما يزيد على مائة ألف ثم دخل على أبي عبيدة وسلم عليه بالإمارة
وكانت من أعظم فتوح المسلمين وباب ما جاء بعدها من الفتوح لأن الروم كانوا قد
بالغوا في الاحتشاد فلما كسروا ضعفوا ودخلتهم هيبة وقال القعقاع بن عمرو يذكر
مسيرة خالد من العراق إلى الشام بعد أبيات بدأنا بجمع الصفرين فلم ندع لغسان أنفا
فوق تلك المناخر صبيحة صاح الحارثان ومن به سوى نفر نجتذهم بالبواتر وجئنا إلى
بصرى وبصرى مقيمة فألقت إلينا بالحشا والمعاذر فضضنا بها أبوابها ثم قابلت بنا
العيس في اليرموك جمع العشائر
يرنا بالفتح ويروى بالضم ثم السكون والنون والألف قال ابن جني يرنا يحتمل أمرين
أحدهما أن يكون فعلى والآخر أن يكون يفعل يوكد فعلى كثرتها في الاسم ويوكد يفعل
أنا لا نعرف في الكلام تركيب ي ر ن وفيه تركيب ر ن ا فكأنها يفعل من رنوت وقد يجوز
أن يكون فعلى من
لفظ الأرنى ثم
أبدلت الهمزة ياء كما أبدلت الهمزة ياء في قولهم باهلة بن يعصر ألا تراهم أنهم
ذكروا أنه إنما سمي بذلك لقوله أخليل إن أباك شيب رأسه كر الليالي واختلاف الأعصر
ويرنا قيل هو واد بالحجاز يسيل إلى نجد قال العديل بن الفرخ ألا يا اسلمي ذات
الدماليج والعقد وذات الثنايا الغر والفاحم الجعد في قصيدة ذكرت في الحماسة يقول
فيها فأوصيكما يا ابني نزار فتابعا وصية مفضي النصح والصدق والود فلا تعلمن الحرب
في الهام هامتي ولا ترميا بالنبل ويحكما بعدي أما ترهبان النار في ابني أبيكما ولا
ترجوان الله في جنة الخلد فما ترب يرنا لو جمعت ترابها بأكثر من ابني نزار على
العد هما كنفا الأرض اللذا لو تزعزعا تزعزع ما بين الجنوب إلى السد وإني وإن
عاديتهم وجفوتهم لتألم مما مس أكبادهم كبدي وقد ذكر يرنا مع تاراء وتاراء شامية
ولعله موضع آخر والله أعلم
يرني بفتح أوله وسكون ثانيه ونون مكسورة وياء اسم نهر يخرج من دون أرمينية ويصب في
دجلة في جبال الجزيرة
يرولة بالفتح ثم الضم وسكون الواو ولام إقليم بالأندلس يقال له قبر يرولة من أعمال
كورة قبرة
يريض بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة وضاد معجمة موضع بالشام قال الأزهري من رواه
بالباء فقد صحف وأنشد قول امرىء القيس قعدت له وصحبتي بين ضارج وبين تلاع يثلث
فالعريض أصاب قطاتين فسال لواهما فوادي البدي فانتحى لليريض وأما قول حسان يسقون
من ورد البريص عليهم بردى يصفق بالرحيق السلسل فقد مر في موضعه أنه بالباء الموحدة
والصاد المهملة
يريم بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وميم حصن باليمن بيد عبد علي بن عواض في جبل تيس
باب الياء والزاي وما يليهما
يزداباذ من قرى الري على طريق أبهر وهي من رستاق دستبى
يزد بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة مدينة متوسطة بين نيسابور وشيراز وأصبهان
معدودة في أعمال فارس ثم من كورة إصطخر وهو اسم للناحية وقصبتها يقال لها كثه
بينها وبين شيراز سبعون فرسخا ينسب إليها أبو الحسن محمد بن أحمد بن جعفر اليزدي
حدث عن محمد بن سعيد الحراني حدث عنه أبو حامد العبدوي ومحمد بن نجم بن محمد بن
عبد الواحد بن يونس اليزدي أبو عبد الله
قدم بغداد حاجا
وحدث بها في صفر سنة 560 بباب المراتب عن أبي العلاء غياث بن محمد العقيلي سمع منه
الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي والحافظ أبو بكر محمد بن أبي غالب الباقداري
وأبو محمد عبد العزيز بن الأخضر وغيرهم ثم عاد إلى بلده وكان آخر العهد به
يزدود بفتح أوله وسكون ثانيه وتكرار الدال المهملة بينهما واو ساكنة اسم مدينة
يزن بالتحريك وآخره نون قالوا يزن اسم واد باليمن نسب إليه ملك من ملوك حمير فقيل
ذو يزن كما قالوا ذو كلاع واسم ذي يزن عامر بن أسلم بن غوث بن سعد بن غوث وتمامه
في يحصب قبل هذا
يزيد نهر بدمشق ينسب إلى يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ذكرت صفته في بردى مخرجهما
واحد إلا أن هذا يجيء في لحف جبل في نصفه بينه وبين الأرض نحو مائتي ذراع أو نحوها
يسقي ما لا يصل إليه مياه بردى ولا ماء ثورا
يزيدان نهر بالبصرة وهذا اصطلاح لأهل البصرة يزيدون في الاسم ألفا ونونا إذا نسبوا
أرضا إلى اسم رجل منسوب إلى يزيد بن عمرو الأسيدي وكان رجل أهل البصرة في زمانه
اليزيدية اسم لمدينة ولاية شروان وهي المعروفة بشماخي أيضا عن السلفي
باب الياء والسين وما يليهما
يسار واليسار اليد اليسرى واليسار الغنى ويسار أيضا جبل باليمن
اليستغور قال العمراني موضع وقال أبو عبيدة في قول عروة بن الورد أطعت الآمرين
بصرم سلمى فطاروا في بلاد اليستعور موضع قبل حرة المدينة فيه عضاه وسمر وطلح كان
عروة قد سبى امرأة من بني كنانة ثم تزوجها وأقامت عنده وولدت له ثم التمست منه أن
يحج بها فلما حصلت بين قومها قالت اشتروني منه فإنه يرى أني لا أختار عليه أحدا
فسقوه الخمر ثم ساوموه فيها فقال إن اختارتكم فقد بعتها منكم فلما خيروها قالت أما
إني لا أعلم امرأة ألقت سترها على خير منك أغنى غناء وأقل فحشا وأحمى لحقيقة ولقد
ولدت منك ما علمت وما مر علي يوم منذ كنت عندك إلا والموت أحب إلي من الحياة فيه
إني لم أكن أشاء أن أسمع امرأة تقول قالت أمة عروة إلا سمعته لا والله لا أنظر إلى
وجه امرأة سمعت ذلك منها أبدا فارجع راشدا وأحسن إلى ولدك فقال عروة سقوني الخمر
ثم تكنفوني عداة الله من كذب وزور وقالوا لست بعد فداء سلمى بمفن ما لديك ولا فقير
أطعت الآمرين بصرم سلمى فطاروا في بلاد اليستعور ويروى في عضاة اليستعور فقالوا
وعضاه اليستعور جبال لا يكاد يدخلها أحد إلا رجع من خوفها
يسر ضد العسر وهو نقب تحت الأرض يكون فيه ماء لبني يربوع بالدهناء قال طرفة بن
العبد
أرق العين خيال لم
يقر طاف والركب بصحراء يسر جازت البيد إلى أرحلنا آخر الليل بيعفور خدر ثم زارتني
وصحبي هجع في خليطين لبرد ونمر لا تلمني إنها من نسوة رقد الصيف مقاليت نزر وقال
جرير لما أتين على خطابتي يسر أبدى الهوى من ضمير القلب مكنونا فشبه القوم أطلالا
بأسنمة ريش الحمام فزدن القلب تحزينا دار يجددها هطال مدجنة بالقطر حينا وتمحوها
الصبا حينا
يسنم موضع باليمن سمي ببطن من بني غالب من بني خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن
الحارث بن عمرو سيد بني خولان
يسنوم بالفتح ثم السكون ونون وواو ساكنة وميم موضع
يسوم مثل مضارع سام جبل في بلاد هذيل قال بعضهم حلفت بمن أرسى يسوم مكانه وقالت
ليلى الأخيلية لا تغزون الدهر آل مطرف لا ظالما أبدا ولا مظلوما قوم رباط الخيل
وسط بيوتهم وأسنة زرق يخلن نجوما لن تستطيع بأن تحول عزهم حتى تحول ذا الهضاب يسوما
وقيل يسوم جبل قرب مكة يتصل به جبل يقال له قرقد لا ينبت فيهما غير النبع والشوحط
ولا يكاد أحد يرتقيهما إلا بعد جهد وإليهما تأوي القرود وإفسادها على قصب السكر
الذي ينبت في جبال السراة وليس فيهما ماء إلا ما يجتمع في القلات من مياه الأمطار
بحيث لا ينال ولا يدرك موضعه وقد قال شاعر يذكرهما سمعت وأصحابي تحث ركابهم بنا
بين ركن من يسوم وقرقد فقلت لأصحابي قفوا لا أبا لكم صدور المطايا إن ذا صوت معبد
ومن أمثالهم الله أعلم من حطها من رأس يسوم وذلك أن رجلا نذر دم شاة يذبحها من فوق
يسوم فرأى فيه راعيا فقال أتبيعني شاة من غنمك فقال نعم فأنزل شاة فاشتراها وأمره
أن يذبحها ثم ولى فذبحها الراعي عن نفسه وسمعه ابن الرجل يقول ذلك فقال لأبيه سمعت
الراعي يقول كذا وكذا فقال يا بني الله أعلم من حطها من رأس يسوم ويقال يخيص ويسوم
وهما جبلان متقاربان يقال لهما يسومان كما قالوا العمران والشمسان والموصلان قال
الراجز يا ناق سيري قد بدا يسومان واطويهما يبدو قنان عروان
يسيركث بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وراء وكاف مفتوحة وثاء مثلثة من قرى سمرقند
باب الياء والعين
وما يليهما
يعار بالفتح وآخره راء من عار الفرس إذا أفلت هاربا جبل لبني سليم
يعرج بالفتح ثم السكون وكسر الراء والجيم جبل بنعمان فيه طريق إلى الطائف أسفله
لبني الملجم من هذيل وأعلاه لزليقة من هذيل أيضا
يعر بالفتح ثم السكون وراء قال ساعدة تركتهم وظلت بجر يعر وأنت زعمت ذو خبب معيد
أي معتاد وقال حافر الأزدي ألا هل إلى ذات القلائد قرتي عشية بين الحز والنجد من
يعر عشية كادت عامر يقتلونني أرى طرفا للماء راغية البكر
يعسوب آخره باء موحدة واليعسوب السيد وأصل اليعسوب فحل النحل واليعسوب خط في بياض
الغرة ينحدر حتى يمس خطم الدابة ثم ينقطع قال الأصمعي اليعسوب طائر أصغر من
الجرادة و يعسوب جبل قال بعضهم حتى إذا كنا فويق يعسوب
يعمر بالفتح ثم السكون وفتح الميم منقول من الفعل كيزيد ويشكر موضع ذكره لبيد
اليعمرية مثل الذي قبله منسوبة ماءة بواد من بطن نخل من الشربة لبني ثعلبة له ذكر
في حرب داحس والغبراء
اليعملة بالفتح ثم السكون وفتح الميم ولام وهاء واليعملة الناقة الفارهة ويوم
اليعملة من أيامهم
يعمون موضع باليمن من منازل همدان قال فروة بن مسيك المرادي يخاطب الأجذع بن مالك
الهمداني دعوا الجوف إلا أن يكون لأمكم به عقر في سالف الدهر أو مهر وحلوا بيعمون
فإن أباكم بها وحليفاه المذلة والفقر
يعوق اسم صنم كان لهمدان وخولان وكان في أرحب ويعوق من الأصنام الخمسة التي كانت
لقوم نوح عليه السلام وأخذها عمرو بن لحي من ساحل جدة كما ذكرناه في ود وأعطاها
لمن أجابه إلى عبادتها فأجابته إلى عبادتها همدان فدفع إلى مالك بن مرثد بن جشم بن
حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان يعوق فكان بقرية يقال لها خيوان تعبده همدان
ومن والاها من أرض اليمن وقال أبو المنذر في موضع آخر واتخذت خيوان يعوق وكان
بقرية لهم يقال لها خيوان من صنعاء على ليلتين مما يلي مكة ولم أسمع همدان سمت به
يعني ما قالوا عبد يعوق ولا غيرها من العرب ولم أسمع لها ولا لغيرها شعرا فيه وأظن
ذلك لأنهم قربوا من صنعاء واختلطوا بحمير فدانوا معهم باليهودية أيام يهود ذي نواس
فتهودوا معه والله المستعان
باب الياء والغين وما يليهما
يغنى بلفظ مضارع غنا قرية من نواحي نخشب بما وراء النهر
يغوث آخره ثاء
مثلثة اسم صنم وهو من غثب الرجل أغوثه من الغوث أي أغثته قال متى يأتي غياثك من
يغوث تغوث
أي تغيث كأنهم سموهما يعوق ويغوث أن يغيث مرة ويعوق أخرى من أصنام قوم نوح الخمسة
المذكورة في القرآن أخذها عمرو بن لحي من ساحل جدة وفرقها فيمن أجابه من العرب إلى
عبادتها كما ذكرناه في ود فكان ممن أجابه إلى عبادتها مذحج فدفع إلى أنعم بن عمرو
المرادي يغوث وكان بأكمة باليمن يقال لها مذحج يعبده مذحج ومن والاها ولم يزل في
هذا البطن من مراد أنعم وأعلى إلى أن اجتمعت أشراف مراد وقالوا ما بال إلهنا لا
يكون عند أعزائنا وأشرافنا وذوي العدد منا وأرادوا أن ينتزعوه من أعلى وأنعم
ويضعوه في أشرافهم فبلغ ذلك من أمرهم إلى أعلى وأنعم فحملوا يغوث وهربوا به حتى
وضعوه في بني الحارث ووافق ذلك مرادا أعداء الحارث بن كعب وكانت مراد من أشد العرب
فأنفذوا إلى بني الحارث يلتمسون رد يغوث إليهم ويطالبونهم بدمائهم عليهم فجمعت بنو
الحارث واستنجدت قبائل همدان وكانت بينهم وقعة الرزم في اليوم الذي أوقع النبي صلى
الله عليه و سلم بقريش ببدر فهزمت بنو الحارث مرادا هزيمة قبيحة وبقي يغوث في بني
الحارث وقيل إن يغوث كان منصوبا على أكمة مذحج وبها سميت القبائل مراد وطيء
وبلحارث بن كعب وسعد العشيرة مذحجا كأنهم تحالفوا عندها وهذا قول غريب لكن المشهور
أن الأكمة اسمها مذحج لأنهم ولدوا عندها فسموا بها والله أعلم وقاتل بني أنعم عليه
بنو غطيف فهربوا به إلى نجران فأقروه عند بني النار من الضباب من بني الحارث
فاجتمعوا عليه قاله ابن حبيب وقال أبو المنذر واتخذت مذحج وأهل جرش يغوث وقال
الشاعر وسار بنا يغوث إلى مراد فناجزناهم قبل الصباح
باب الياء والفاء وما يليهما
اليفاع من قرى ذمار باليمن ينسب إليها الفقيه زيد بن عبد الله اليفاعي وهو شيخ
العمراني صاحب كتاب البيان وكان قدم مكة فحضر مجلس أبي نصر البندنيجي وكانت عليه
أطمار رثة فأقامه رجل من المجلس احتقارا له فقال لا تقمني فإني أحفظ مائة ألف
مسألة بعللها
يفتل بفتح أوله وسكون ثانيه وتاء مثناة من فوقها مفتوحة ولام بلد في أقصى طخارستان
ينسب إليها أبو نصر بن أبي الفتح اليفتلي كان أميرا بخراسان له ذكر في أخبارها
التي كانت بينه وبين قراتكين بنواحي بلخ
يفعان حصن باليمن في جبل ريمة الأشابط
يفور من حصون حمير في مخلاف كان يعرف بجعفر
باب الياء والقاف وما يليهما
اليقاع هكذا هو مضبوط في كتاب أبي محمد الأسود وقال صحراء اليقاع من فرع دجوج
ودجوج رمل وجرع ومنابت حمض بفلاة من الأرض في ديار كلب قال عامر بن الطفيل ويحمل
بزي ذو جراء كأنه أحم الشوى والمقلتين سبوح
فرود بصحراء اليقاع
كأنه إذا ما مشى خلف الظباء نطيح وعاينه قناص أرض فأرسلوا ضراء بكل الطاردات مشيح
إذا خاف منهن اللحاق ارتمى به عن الهول حمشات القوائم روح
يقن بالتحريك وآخره نون ذو يقن ماء قال بعضهم قد فرق الدهر بين الحي بالظعن وبين
أهواء شرب يوم ذي يقن وذو يقن ماء لبني نمير بن عامر بن صعصعة قال الشاعر علق قلبي
بأعالي ذي يقن أكالة اللحم شروبا للبن
باب الياء والكاف وما يليهما
يكشوثا بالفتح ثم السكون والشين معجمة وبعد الواو الساكنة ثاء مثلثة موضع في شعر
أبي تمام ويروى يكسوما
يك بالفتح ثم التشديد بلد بالمغرب ينسب إليها شاعر مكثر من هجاء مدينة فاس ذكر في
بلد فاس من شعره
يكك بالتحريك وتكرير الكاف موضع ويروى في شعر زهير فيد أو يكك والمشهور ركك
باب الياء واللام وما يليهما
يلابن بالفتح وبعد اللام ألف وباء موحدة مكسورة ونون واد بين حرة بني سليم وجبال
تهامة ويجوز أن يكون جمع يلبن بما حوله كذا فسره ابن السكيت في قول كثير ورسوم
الديار تعرف منها بالملا بين تغلمين فريم كحواشي الرداء قد مح منه بعد حسن عصائب
التسهيم بدل السفح في اليلابن منها كل أدماء مرشح وظليم
يلبن بفتح أوله وسكون ثانيه وباء موحدة مفتوحة ونون جبل قرب المدينة وقال ابن
السكيت يلبن قلت عظيم بالنقيع من حرة بني سليم على مرحلة من المدينة قال كثير
وأسلاك سلمى والشباب الذي مضى وفاة ابن ليلى إذ أتاك خبيرها فلست بناسيه وإن حيل
دونه وحال بأحواز الصحاصح مورها وإن نظرت من دونه الأرض وانبرى لنكب رياح هب فيها
حفيرها حياتي ما دامت بشرقي يلبن برام وأضحت لم تسر صخورها وقال أيضا كثير أأطلال
دار من سعاد بيلبن وقفت بها وحشا وإن لم تدمن وقيل هو غدير للمدينة وفيه يقول أبو
قطيفة ليت شعري وأين مني ليت أعلى العهد يلبن فبرام من أبيات ذكرت في برام
يلدان من قرى دمشق
ينسب إليها غير واحد من الرواة قال الحافظ أبو القاسم في تاريخه عمر بن القاسم بن
عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان القرشي الأموي كان يسكن يلدان من
إقليم بانياس ذكره ابن أبي العجائز في حديث ذي القرنين لما عمر دمشق أنه نزل من
عقبة دمر وسار حتى نزل في موضع القرية المعروفة بيلدا من دمشق على ثلاثة أميال كذا
هي في الحديث بغير نون لا أدري أهما واحد أم اثنان
يلملم ويقال ألملم والململم المجموع موضع على ليلتين من مكة وهو ميقات أهل اليمن وفيه
مسجد معاذ بن جبل وقال المرزوقي هو جبل من الطائف على ليلتين أو ثلاث وقيل هو واد
هناك قال أبو دهبل فما نام من راع ولا ارتد سامر من الحي حتى جاوزت بي يلملما
يليل بتكرير الياء مفتوحتين ولامين اسم قرية قرب وادي الصفراء من أعمال المدينة
وفيه عين كبيرة تخرج من جوف رمل من أغزر ما يكون من العيون وأكثرها ماء وتجري في
رمل لا يستطيع الزارعون عليها إلا في مواضع يسيرة من أحناء الرمل وتصب في البحر
عند ينبع فيها نخيل وتتخذ فيها البقول والبطيخ وتسمى هذه العين البحير وقد ذكرتها
في موضعها
ووادي يليل يصب في البحر قال كثير كأن حمولها لما استقلت بيليل والنوى ذات انتقال
وقال ابن إسحاق في غزاة بدر مضت قريش حتى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي خلف
العقنقل ويليل بين بدر وبين العقنقل الكثيب الذي خلفه قريش والقليب ببدر من العدوة
الدنيا من بطن يليل إلى المدينة وقال كثير وكيف ينال الحاجبية آلف بيليل ممساه وقد
جاوزت نخلا وقال جرير نظرت إليك بمثل عيني مغزل قطعت حبائلها بأعلى يليل
باب الياء والميم وما يليهما
يما بالفتح ثم التشديد نهر بالبطيحة جيد السمك
يمابرت بالفتح وبعد الألف باء موحدة مفتوحة وراء ساكنة وتاء مثناة من كبار قرى
أصبهان بها سوق ومنبر وربما أتوا بالفاء مكان الباء
اليمامة منقول عن اسم طائر يقال له اليمام واحدته يمامة واختلف فيه فقال الكسائي
اليمام من الحمام التي تكون في البيوت والحمام البري وقال الأصمعي اليمام ضرب من
الحمام بري وأما الحمام فكل ما كان ذا طوق مثل القمري والفاختة ويجوز أن يكون من
أم يؤم إذا قصد ثم غير لأن الحمام يقصد مساكنه في جميع حالاته والله أعلم وقال
المرار الفقعسي إذا خف ماء المزن فيها تيممت يمامتها أي العداد تروم وقال بعضهم
يمامة كل شيء قطبه يقال الحق بيمامتك وهذا مبلغ اجتهادنا في اشتقاقه ثم وجدت ابن الأنباري
قال هو مأخوذ من اليمم واليمم طائر قال ويجوز أن يكون فعالة من يممت الشيء إذا
تعمدته ويجوز أن يكون من الأمام من قولك زيد أمامك أي قدامك فأبدلت الهمزة ياء وأدخلت الهاء لأن العرب تقول أمامه وأمام قال أبو القاسم الزجاجي هذا الوجه الأخير غير مستقيم أن يكون يمامة من أمام وأبدلت الهمزة ياء لأنه ليس بمعروف إبدال الهمزة إذا كانت أولا ياء وأما الذي حكي أن اليمم طائر فإنما هو اليمام حكى الأصمعي أن العرب تسمي هذه الدواجن التي في البيوت التي يسميها الناس حماما اليمام واحدتها يمامة قال والحمام عند العرب ذات أطواق كالقماري والقطا والفواخت و اليمامة في الإقليم الثاني طولها من جهة المغرب إحدى وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة وعرضها من جهة الجنوب إحدى وعشرون درجة وثلاثون دقيقة وفي كتاب العزيزي إنها في الإقليم الثالث وعرضها خمس وثلاثون درجة وكان فتحها وقتل مسيلمة الكذاب في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنة 21 للهجرة وفتحها أمير المسلمين خالد بن الوليد عنوة ثم صولحوا وبين اليمامة والبحرين عشرة أيام وهي معدودة من نجد وقاعدتها حجر وتسمى اليمامة جوا والعروض بفتح العين وكان اسمها قديما جوا فسميت اليمامة باليمامة بنت سهم بن طسم قال أهل السير كانت منازل طسم وجديس اليمامة وكانت تدعى جوا وما حولها إلى البحرين ومنازل عاد الأولى الأحقاف وهو الرمل ما بين عمان إلى الشحر إلى حضرموت إلى عدن أبين وكانت منازل عبيل يثرب ومساكن أميم برمل عالج وهي أرض وبار ومساكن جرهم بتهائم اليمن ثم لحقوا بمكة ونزلوا على إسماعيل عليه السلام فنشأ معهم وتزوج منهم كما ذكرنا في مكة وكانت منازل العماليق موضع صنعاء اليوم ثم خرجوا فنزلوا حول مكة ولحقت طائفة منهم بالشام وبمصر وتفرقت طائفة منهم في جزيرة العرب إلى العراق والبحرين إلى عمان وقيل إن فراعنة مصر كانوا من العماليق كان منهم فرعون إبراهيم عليه السلام واسمه سنان بن علوان وفرعون يوسف عليه السلام واسمه الريان بن الوليد وفرعون موسى عليه السلام واسمه الوليد بن مصعب وكان ملك الحجاز رجلا من العماليق يقال له الأرقم وكان الضحاك المعروف عند العجم ببيوراسف من العماليق غلب على ملك العجم بالعراق وهو فيما بين موسى وداود عليه السلام وكان منزله بقرية يقال لها ترس ويقال إنه من الأزد ويقال إن طسما وجديسا هما من ولد الأزد بن إرم بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام أقاموا باليمامة وهي كانت تسمى جوا والقرية وكثروا بها وربلوا حتى ملك عليهم ملك من طسم يقال له عمليق بن هباش بن هيلس بن ملادس بن هركوس بن طسم وكان جبارا ظلوما غشوما وكانت اليمامة أحسن بلاد الله أرضا وأكثرها خيرا وشجرا ونخلا قالوا وتنازع رجل يقال له قابس وامرأته هزيلة جديسيان في مولود لهما أراد أبوه أخذه فأبت أمه فارتفعا إلى الملك عمليق فقالت المرأة أيها الملك هذا ابني حملته تسعا ووضعته رفعا وأرضعته شبعا ولم أنل منه نفعا حتى إذا تمت أوصاله واستوفى فصاله أراد بعلي أن يأخذه كرها ويتركني ولهى فقال الرجل أيها الملك أعطيتها المهر كاملا ولم أصب منها طائلا إلا ولدا خاملا فافعل ما كنت فاعلا على أنني حملته قبل أن تحمله وكفلت أمه قبل أن تكفله فقالت أيها الملك حمله خفا وحملته ثقلا ووضعه شهوة وضعته كرها فلما رأى عمليق متانة حجتهما تحير فلم يدر بم يحكم فأمر بالغلام أن
يقبض منهما وأن يجعل في غلمانه وقال للمرأة أبغيه ولدا وأجزيه صفدا ولا تنكحي بعد أحدا فقالت أما النكاح فبالمهر وأما السفاح فبالقهر وما لي فيهما من أمر فأمر عمليق بالزوج والمرأة أن يباعا ويرد على زوجها خمس ثمنها ويرد على المرأة عشر ثمن زوجها فاسترقا فقالت هزيلة أتينا أخا طسم ليحكم بيننا فأظهر حكما في هزيلة ظالما لعمري لقد حكمت لا متورعا ولا كنت فيما يلزم الحكم حاكما ندمت ولم أندم وأنى بعترتي وأصبح بعلي في الحكومة نادما فبلغت أبياتها إلى عمليق فأمر أن لا تزوج بكر من جديس حتى تدخل عليه فيكون هو الذي يفترعها قبل زوجها فلقوا من ذلك ذلا حتى تزوجت امرأة من جديس يقال لها عفيرة بنت غفار أخت سيد جديس أي الأسود بن غفار وكان جلدا فاتكا فلما كانت ليلة الإهداء خرجت والبناء حولها لتحمل إلى عمليق وهن يضربن بمعازفهن ويقلن ابدي بعمليق وقومي فاركبي وبادري الصبح بأمر معجب فسوف تلقين الذي لم تطلبي وما لبكر دونه من مهرب ثم أدخلت على عمليق فافترعها وقيل إنها امتنعت عليه وكانت أيدة فخاف العار فوجأها بحديدة في قبلها فأدماها فخرجت وقد تقاصرت عليها نفسها فشقت ثوبها من خلفها ودماؤها تسيل على قدميها فمرت بأخيها وهو في جمع من قومه وهي تبكي وتقول لا أحد أذل من جديس أهكذا يفعل بالعروس يرضى بهذا الفعل قط الحر هذا وقد أعطى وسيق المهر لأخذه الموت كذا لنفسه خير من أن يفعل ذا بعرسه فأغضب ذلك أخاها فأخذ بيدها ورفعها إلى نادي قومها وهي تقول أيجمل أن يؤتى إلى فتياتكم وأنتم رجال فيكم عدد الرمل أيجمل تمشي في الدماء فتاتكم صبيحة زفت في العشاء إلى بعل فإن أنتم لم تغضبوا بعد هذه فكونوا نساء لا تغب من الكحل ودونكم ثوب العروس فإنما خلقتم لأثواب العروس وللغسل فلو أننا كنا رجالا وكنتم نساء كلنا لا نقر على الذل فموتوا كراما أو أميتوا عدوكم وكونوا كنار شب بالحطب الجزل وإلا فخلوا بطنها وتحملوا إلى بلد قفر وهزل من الهزل فللموت خير من مقام على أذى وللهزل خير من مقام على ثكل
فدبوا إليهم بالصوارم والقنا وكل حسام محدث العهد بالصقل ولا تجزعوا للحرب قومي فإنما يقوم رجال للرجال على رجل فيهلك فيها كل وغل مواكل ويسلم فيها ذو الجلادة والفضل فلما سمعت جديس منها ذلك امتلأوا غضبا ونكسوا حياء وخجلا فقال أخوها الأسود يا قوم أطيعوني فإنه عز الدهر فليس القوم بأعز منكم ولا أجلد ولولا تواكلنا لما أطعناهم وإن فينا لمنعة فقال له قومه أشر بما ترى فنحن لك تابعون ولما تدعونا إليه مسارعون إلا أنك تعلم أن القوم أكثر منا عددا ونخاف أن لا نقوم لهم عند المنابذة فقال لهم قد رأيت أن أصنع للملك طعاما ثم أدعوه وقومه فإذا جاؤونا قمت أنا إلى الملك وقتلته وقام كل واحد منكم إلى رئيس من رؤسائهم يفرغ منه فإذا فرغنا من الأعيان لم يبق للباقين قوة فنهتهم أخت الأسود بن غفار عن الغدر وقالت نافروهم فلعل الله أن ينصركم عليهم لظلمهم بكم فعصوها فقالت لا تغدرن فإن الغدر منقصة وكل عيب يرى عيبا وإن صغرا إني أخاف عليكم مثل تلك غدا وفي الأمور تدابير لمن نظرا حشوا شعيرا لهم فينا مناهدة فكلكم باسل أرجو له الظفرا شتان باغ علينا غير موتئد يغشى الظلامة لن تبقي ولن تذرا فأجابها أخوها الأسود وقال إنا لعمرك لا نبدي مناهدة نخاف منها صروف الدهر إن ظفرا إني زعيم لطسم حين تحضرنا عند الطعام بضرب يهتك القصرا وصنع الأسود الطعام وأكثر وأمر قومه أن يدفن كل واحد منهم سيفه تحته في الرمل مشهورا وجاء الملك في قومه فلما جلسوا للأكل وثب الأسود على الملك فقتله ووثب قومه على رجال طسم حتى أبادوا أشرافهم ثم قتلوا باقيهم وقال الأسود بن غفار عند ذلك ذوقي ببغيك يا طسم مجللة فقد أتيت لعمري أعجب العجب إنا أنفنا فلم ننفك نقتلهم والبغي هيج منا سورة الغضب فلن تعودوا لبغي بعدها أبدا لكن تكونوا بلا أنف ولا ذنب فلو رعيتم لنا قربى مؤكدة كنا الأقارب في الأرحام والنسب وقال جديلة بن المشمخر الجديسي وكان من سادات جديس لقد نهيت أخا طسم وقلت له لا يذهبن بك الأهواء والمرح واخش العواقب إن الظلم مهلكة وكل فرحة ظلم عندها ترح فما أطاع لنا أمرا فنعذره وذو النصيحة عند الأمر ينتصح
فلم يزل ذاك ينمي من فعالهم حتى استعادوا لأمر الغي فافتضحوا فباد آخرهم من عند أولهم ولم يكن لهم رشد ولا فلح فنحن بعدهم في الحق نفعله نسقى الغبوق إذا شئنا ونصطبح فليت طسما على ما كان إذ فسدوا كانوا بعافية من بعد ذا صلحوا إذا لكنا لهم عزا وممنعة فينا مقاول تسمو للعلى رجح وهرب رجل من طسم يقال له رياح بن مرة حتى لحق بتبع قيل أسعد تبان بن كليكرب بن تبع الأكبر بن الأقرن بن شمر يرعش بن أفريقس وقيل بل لحق بحسان بن تبع الحميري وكان بنجران وقيل بالحرم من مكة فاستغاث به وقال نحن عبيدك ورعيتك وقد اعتدى علينا جديس ثم رفع عقيرته ينشده أجبني إلى قوم دعوك لغدرهم إلى قتلهم فيها عليهم لك العذر دعونا وكنا آمنين لغدرهم فأهلكنا غدر يشاب به مكر وقالوا اشهدونا مؤنسين لتنعموا ونقضي حقوقا من جوار له حجر فلما انتهينا للمجالس كللوا كما كللت أسد مجوعة خزر فإنك لم تسمع بيوم ولن ترى كيوم أباد الحي طسما به المكر أتيناهم في أزرنا ونعالنا علينا الملاء الخضر والحلل الحمر فصرنا لحوما بالعراء وطعمة تنازعنا ذئب الرثيمة والنمر فدونك قوم ليس لله منهم ولا لهم منه حجاب ولا ستر فأجابه إلى سؤاله ووعده بنصره ثم رأى منه تباطؤا فقال إني طلبت لأوتاري ومظلمتي يا آل حسان يال العز والكرم المنعمين إذا ما نعمة ذكرت الواصلين بلا قربى ولا رحم وعند حسان نصر إن ظفرت به منه يمين ورأي غير مقتسم إني أتيتك كيما أن تكون لنا حصنا حصينا ووردا غير مزدحم فارحم أيامى وأيتاما بمهلكة يا خير ماش على ساق وذي قدم إني رأيت جديسا ليس يمنعها من المحارم ما يخشى من النقم فسر بخيلك تظفر إن قتلتهم تشفي الصدور من الأضرار والسقم لا تزهدن فإن القوم عندهم مثل النعاج تراعي زاهر السلم ومقربات خناذيذ مسومة تعشي العيون وأصناف من النعم قال فسار تبع في جيوشه حتى قرب من جو فلما
كان على مقدار ليلة منها عند جبل هناك قال رياح الطسمي توقف أيها الملك فإن لي أختا متزوجة في جديس يقال لها يمامة وهي أبصر خلق الله على بعد فإنها ترى الشخص من مسيرة يوم وليلة وإني أخاف أن ترانا وتنذر بنا القوم فأقام تبع في ذلك الجبل وأمر رجلا أن يصعد الجبل فينظر ماذا يرى فلما صعد الجبل دخل في رجله شوكة فأكب على رجله يستخرجها فأبصرته اليمامة وكانت زرقاء العين فقالت يا قوم إني أرى على الجبل الفلاني رجلا وما أظنه إلا عينا فاحذروه فقالوا لها ما يصنع فقالت إما يخصف نعلا أو ينهش كتفا فكذبوها ثم إن رياحا قال للملك مر أصحابك ليقطعوا من الشجر أغصانا ويستتروا بها ليشبهوا على اليمامة وليسيروا كذلك ليلا فقال تبع أوفي الليل تبصر مثل النهار قال نعم أيها الملك بصرها بالليل أنفذ فأمر تبع أصحابه بذلك فقطعوا الشجر وأخذ كل رجل بيده غصنا حتى إذا دنوا من اليمامة ليلا نظرت اليمامة فقالت يا آل جديس سارت إليكم الشجراء أو جاءتكم أوائل خيل حمير فكذبوها فصبحتهم حمير فهرب الأسود بن غفار في نفر من قومه ومعه أخته فلحق بجبلي طيء فنزل هناك فيقال إن له هناك بقية وفي شرح هذه القصة يقول الأعشى إذا أبصرت نظرة ليست بفاحشة إذ رفع الآل رأس الكلب فارتفعا قالت أرى رجلا في كفه كتف أو يخصف النعل لهفا أية صنعا فكذبوها بما قالت فصبحهم ذو آل حسان يزجي السمر والسلعا فاستنزلوا آل جو من منازلهم وهدموا شاخص البنيان فاتضعا ولما نزل بجديس ما نزل قالت لهم زرقاء اليمامة كيف رأيتم قولي وأنشأت تقول خذوا خذوا حذركم يا قوم ينفعكم فليس ما قد أرى م الأمر يحتقر إني أرى شجرا من خلفها بشر لأمر اجتمع الأقوام والشجر وهي من أبيات ركيكة وفتح تبع حصون اليمامة وامتنع عليه الحصن الذي كانت فيه زرقاء اليمامة فصابره تبع حتى افتتحه وقبض على زرقاء اليمامة وعلى صاحب الحصن وكان اسمه لا يكلم ثم قال لليمامة ماذا رأيت وكيف أنذرت قومك بنا فقالت رأيت رجلا عليه مسح أسود وهو ينكب على شيء فأخبرتهم أنه ينهش كتفا أو يخصف نعلا فقال تبع للرجل ماذا صنعت حين صعدت الجبل فقال انقطع شراك نعلي ودخلت شوكة في رجلي فعالجت إصلاحها بفمي وعالجت نعلي بيدي قال فأمر تبع بقلع عينيها وقال أحب أن أرى الذي أرى لها هذا النظر فلما قلع عينيها وجد عروقهما كلها محشوة بالإثمد قالوا وكان قال لها أنى لك حدة البصر هذه قالت إني كنت آخذ حجرا أسود فأدقه وأكتحل به فكان يقوي بصري فيقال إنها أول من اكتحل بالإثمد من العرب قالوا ولما قلع عينيها أمر بصلبها على باب جو وأن تسمى باسمها فسميت باسمها إلى الآن وقال تبع يذكر ذلك وسميت جوا باليمامة بعدما تركت عيونا باليمامة هملا نزعت بها عيني فتاة بصيرة رغاما ولم أحفل بذلك محفلا
تركت جديسا كالحصيد
مطرحا وسقت نساء القوم سوقا معجلا أدنت جديسا دين طسم بفعلها ولم أك لولا فعلها
ذاك أفعلا وقلت خذيها يا جديس بأختها وأنت لعمري كنت للظلم أولا فلا تدع جو ما
بقيت باسمها ولكنها تدعى اليمامة مقبلا قالوا وخربت اليمامة من يومئذ لأن تبعا قتل
أهلها وسار عنها ولم يخلف بها أحدا فلم تزل على ذلك حتى كان من حديث عبيد بن ثعلبة
بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة ما ذكرته في حجر وممن ينسب إلى اليمامة جبير
بن الحسن من أهل اليمامة قدم الشام ورأى عمر بن عبد العزيز وسمع رجاء بن حيوة
ويعلى بن شداد بن أوس وعطاء ونافعا وعون بن عبد الله بن عتبة والحسن البصري وروى
عنه الأوزاعي وأبو إسحاق الفزاري ويحيى بن حمزة وعبد الصمد بن عبد الأعلى السلامي
وعكرمة بن عمار وخالد بن عبد الرحمن الخراساني وعلي بن الجعد قال عثمان بن سعيد
الدارمي سألت يحيى بن معين عن جبير فقال ليس بشيء وقال أبو حاتم لا أرى بحديثه
بأسا قال النسائي هو ضعيف
يم بالفتح ثم التشديد وهو البحر الذي لا يدرك ساحله وهو ماء بنجد
اليمن بالتحريك قال الشرقي إنما سميت اليمن لتيامنهم إليها قال ابن عباس تفرقت
العرب فمن تيامن منهم سميت اليمن ويقال إن الناس كثروا بمكة فلم تحملهم فالتأمت
بنو يمن إلى اليمن وهي أيمن الأرض فسميت بذلك قلت قولهم تيامن الناس فسموا اليمن
فيه نظر لأن الكعبة مربعة فلا يمين لها ولا يسار فإذا كانت اليمن عن يمين قوم كانت
عن يسار آخرين وكذلك الجهات الأربع إلا أن يريد بذلك من يستقبل الركن اليماني فإنه
أجلها فإذا يصح والله أعلم وقال الأصمعي اليمن وما اشتمل عليه حدودها بين عمان إلى
نجران ثم يلتوي على بحر العرب إلى عدن إلى الشحر حتى يجتاز عمان فينقطع من بينونة
وبينونة بين عمان والبحرين وليست بينونة من اليمن وقيل حد اليمن من وراء تثليث وما
سامتها إلى صنعاء وما قاربها إلى حضرموت والشحر وعمان إلى عدن أبين وما يلي ذلك من
التهائم والنجود واليمن تجمع ذلك كله والنسبة إليهم يمني ويمان مخففة والألف عوض
من ياء النسبة فلا تجتمعان وقال سيبويه وبعضهم يقول يماني بتشديد الياء قال أمية
بن خلف الهذلي يمانيا يظل يشد كيرا وينفخ دائبا لهب الشواظ وقوم يمانية ويمانون
مثل ثمانية وثمانون وامرأة يمانية أيضا وأيمن الرجل ويمن ويامن إذا أتى اليمن
وكذلك إذا أخذ في مسيره يمينا قال الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمذاني اليمني صفة يمن
الخضراء سميت اليمن الخضراء لكثرة أشجارها وثمارها وزروعها والبحر مطيف بها من
المشرق إلى الجنوب فراجعا إلى المغرب يفصل بينها وبين باقي جزيرة العرب خط يأخذ من
حدود عمان ويبرين إلى حد ما بين اليمن واليمامة فإلى حدود الهجيرة وتثليث وكثبة
وجرش ومنحدرا في السراة إلى شعف عنز وشعف الجبل أعلاه إلى تهامة إلى أم جحدم إلى
البحر إلى جبل يقال له
كرمل بالقرب من حمضة وذلك حد ما بين كنانة واليمن من بطن تهامة قلت أنا هذا الخط من البحر الهندي إلى البحر اليمني عرضا في البرية من الشرق إلى جهة الغرب قال وأما إحاطة البحر باليمن من ناحية دما قلت أنا دما من أوائل بلاد عمان من جهة الشمال قال فطنوى فالجمحة فرأس الفرتك فأطراف جبال اليحمد فما سقط منها وانقاد إلى ناحية الشحر فالشحر فغب الخيس فغب العبب بطن من مهرة فغب القمر بطن من مهرة بلفظ قمر السماء فغب الغفار بطن من مهرة فالخيرج فالأشفار وفي المنتصف من هذا الساحل شرقيا بين عدن وعمان ويسوف وقد ذكرت في مواضعها ثم ينعطف البحر عى اليمن مغربا وشمالا من عدن فيمر بساحل لحج وأبين وكثيب برامس وهو رباط وبسواحل بني مجيد من المندب فساحل العميرة فالعارة فإلى غلافقة ساحل زبيد فكمران فالعطية فالجردة إلى منفهق جابر وهو رأس عزيز كثير الرياح حديدها إلى الشرجة ساحل بلد حكم فباحة جازان إلى ساحل عثر فرأس عثر وهو كثير الموج إلى ساحل حمضة فهذا ما يحيط باليمن من البحر وقال أبو سنان اليماني في اليمن ثلاثة وثلاثون منبرا قديمة وأربعون حديثة وأعمال اليمن في الإسلام مقسومة على ثلاثة ولاة فوال على الجند ومخاليفها وهي أدناها وقال الأصمعي أربعة أشياء قد ملأت الدنيا ولا تكون إلا باليمن الورس والكندر والخطر والعصب قال وافتخر إبراهيم بن مخرمة يوما بين يدي السفاح باليمن وكان خالد بن صفوان حاضرا فلما أطال عليه قال خالد بن صفوان وبعد فما منكم إلا دابغ جلد أو ناسج برد أو سائس قرد أو راكب عرد دل عليكم هدهد وغرقتكم جرد وملكتكم أم ولد فسكت وكأنما ألجمه قال واجتمع زياد بن عبيد الله الحارثي خال السفاح بابن هبيرة الفزاري فقال لزياد فممن الرجل فقال من اليمن فقال أخبرني عنها فقال أما جبالها فكروم وورس وسهولها بر وشعير وذرة فتغير وجه ابن هبيرة وقال أليس أبو اليمن قردا قال إنما يكنى القرد بولده وهو أبو قيس فيوجب ذلك أن يكون أبا قيس عيلان وكان ابن هبيرة قيسيا قال فاصفر وجهه وعرق جبينه من عظم ما لقيه به ولليمن أخبار ولبلادها أقاصيص ذكرت في مواضعها من هذا الكتاب وقد يحن بعض الأعراب إلى اليمن فيقول وإني ليحييني الصبا ويميتني إذا ما جرت بعد العشي جنوب وأرتاح للبرق اليماني كأنني له حين يبدو في السماء نسيب وأرتاح أن ألقى غريبا صبابة إليه كأني للغريب قريب وقال آخر أما من جنوب تذهب الغل ظلة يمانية من نحو ليلى ولا ركب يمانون نستوحيهم عن بلادهم على قلص يذمى بأحسنها الجدب وقال آخر خليلي إني قد أرقت ونمتما لبرق يمان فاقعدا عللانيا خليلي لو كنت الصحيح وكنتما سقيمين لم أفعل كفعلكما بيا خليلي مدا لي فراشي وإرفعا وسادي لعل النوم يذهب ما بيا
خليلي طال الليل
والتبس القدى بعيني واستأنست برقا يمانيا
يمن بالفتح ويروى بالضم ثم السكون ونون ماء لغطفان بين بطن قو ورؤاف على الطريق
بين تيماء وفيد وقيل هو ماء لبني صرمة بن مرة وسماه بعضهم أمن وينشد قول زهير عفا
من آل فاطمة الجواء فيمن فالقوادم فالحساء وقال ولو حلت بيمن أو جبار
يمني بفتح أوله وثانيه وتشديد النون كأنه مضارع مناه يمنيه وقياسه ضم أوله إلا أنه
هكذا روي وهي ثنية هرشى من أرض الحجاز على منتصف طريق مكة والمدينة روي عن ابن أبي
ذئب عن عمران بن قشير عن سالم بن سيلان قال سمعت عائشة وهي بالبيض من يمني بسفح
هرشى وأخذت مروة من المرو فقالت وددت أني هذه المروة قاله الحازمي
يمؤود بالفتح ثم السكون والواو الأولى مضمومة والثانية ساكنة واد بغطفان قال
الشماخ طال الثواء على رسم بيمؤود حينا وكل جديد بعده مودي دار الفتاة التي كنا
نقول لها يا ظبية عطلا حسانة الجيد
يمين كأنه تصغير يمن حصن في جبل صبر من أعمال تعز استحدثه علي بن زريع
اليمينين من حصون اليمن بعكابس والله الموفق والمعين
باب الياء والنون وما يليهما
ينابعات بالضم وبعد الألف باء موحدة وعين غير معجمة وآخره تاء مثناة جمع ينابع
مضارع نابع كما نذكره في الذي بعده موضع وهما موضع واحد تارة يجمع وتارة يفرد وقد
ذكر شاهده في نبايع بتقديم النون
ينابع مضارع نابع ينابع مثل ضارب يضارب إذا أوقع كل واحد الضرب بصاحبه وهو اسم
مكان أو جبل أو واد في بلاد هذيل ويروى فيه نبايع بتقديم النون وينشد قول أبي ذؤيب
بالروايتين وكأنها بالجزع جزع ينابع وألات ذي العرجاء نهب مجمع ورواه إسماعيل بن
حماد بفتح أوله وأما ينابعات فيجوز أن يكون جمع هذا المكان بما حوله على عادتهم
وقد مر منه كثير فيما تقدم وهذا أحد ما ذكره أبو بكر من فوائد الكتاب وقد ذكره في
ينابع
يناصيب أجبل متحاذيات في ديار بني كلاب أو بني أسد بنجد ويقال بالألف واللام وقيل
أقرن طوال دقاق حمر بين أضاخ وجبلة بينها وبين أضاخ أربعة أميال عن نصر قال وبخط
أبي الفضل اليناصيب جبال لوبر من كلاب منها الحمال وماؤها العقيلة
ينبع بالفتح ثم السكون والباء الموحدة مضمومة وعين مهملة بلفظ ينبع الماء قال عرام
بن
الأصبغ السلمي هي
عن يمين رضوى لمن كان منحدرا من المدينة إلى البحر على ليلة من رضوى من المدينة
على سبع مراحل وهي لبني حسن بن علي وكان يسكنها الأنصار وجهينة وليث وفيها عيون
عذاب غزيرة وواديها يليل وبها منبر وهي قرية غناء وواديها يصب في غيقة وقال غيره
ينبع حصن به نخيل وماء وزرع وبها وقوف لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يتولاها ولده
وقال ابن دريد ينبع بين مكة والمدينة وقال غيره ينبع من أرض تهامة غزاها النبي صلى
الله عليه و سلم يلق كيدا وهي قريبة من طريق الحاج الشامي أخذ اسمه من الفعل
المضارع لكثرة ينابيعها وقال الشريف بن سلمة بن عياش الينبعي عددت بها مائة وسبعين
عينا وعن جعفر بن محمد قال أقطع النبي صلى الله عليه و سلم عليا رضي الله عنه أربع
أرضين الفقيران وبئر قيس والشجرة وأقطع عمر ينبع وأضاف إليها غيرها وقال كثير
أهاجتك سلمى أم أجد بكورها وحفت بأنطاكي رقم خدورها على هاجرات الشول قد حف خطرها
وأسلمها للظاعنات جفورها قوارض حضني بطن ينبع غدوة قواصد شرقي العناقين عيرها
وينسب إليها أبو عبد الله حرملة المدلجي الينبعي له صحبة ورواية عن النبي عليه
الصلاة و السلام
ينبغ بوزن الذي قبله إلا أن غينه معجمة وهو من نبغ إذا ظهر ومنه النابغة موضع عن
ابن دريد
ينبوتة بالفتح ثم السكون والباء الموحدة مضمومة والواو ساكنة وتاء مثناة من فوقها
وهو اسم يقع على ضربين من النبت أحدهما الينبوت وهو الخروب النبطي والآخر شجر عظيم
له ثمر مثل الزعرور أسود شديد الحلاوة مثل شجر التفاح في عظمه قال أبو حنيفة وهو
منزل كان يسلكه حاج واسط قديما إذا أرادوا مكة بينه وبين زبالة نحو من أربعين ميلا
وينبوتة من نواحي اليمامة فيه نخل
ينجا واد في قول قيس بن العيزارة أبا عامر ما للخوانق أوحشت إلى بطن ذي ينجا وفيهن
أمرع
ينجلوس بفتح أوله وسكون ثانيه وجيم مفتوحة ولام وآخره سين مهملة اسم الجبل الذي
كان فيه أصحاب الكهف وهم فيه
ينخع بالفتح ثم السكون وخاء معجمة وعين موضع عن الأديبي
ينخوب بالفتح ثم السكون وآخره باء موحدة موضع قال الأعشى يا رخما قاظ على ينخوب
يعجل كف الخارىء المطيب وأنشد ابن الأعرابي لبعضهم فقال رأيت إذا ما كنت لست بتاجر
ولا ذي زروع حبهن كثير وأصبح ينخوب كأن غباره براذين خيل كلهن مغير أتجلين في
الجالين أم تصبرين لي على عيش نجد والكريم صبور
فبالمصر برغوث وبق
وحصبة وحمى وطاعون وتلك شرور وبالبدو جوع لا يزال كأنه دخان على حد الإكام يمور
ألا إنما الدنيا كما قال ربنا لأحمد حزن مرة وسرور
ينسوع بالفتح ثم السكون والسين مهملة وواو ساكنة وعين مهملة قال أهل اللغة انتسعت
الإبل إذا تفرقت في مراعيها بالعين والغين وقال الأصمعي يقال لريح الشمال نسع شبهت
لدقة مهبها بالنسع المضفور من أدم يشد به الرحال وهو موضع في طريق البصرة قال
بعضهم فلا سقى الله أياما عنيت بها ببطن فلج على الينسوع فالعقد وهي ينسوعة التي
نذكرها بعدها أسقطت الهاء فيما أحسب
ينسوعة مثل الذي قبله بالعدل أو الاشتقاق وهي هي فيما أحسب إلا أن في هذه اللفظة
هاء زائدة قال أبو منصور ينسوعة القف منهلة من مناهل طريق مكة على جادة البصرة بها
ركايا عذبة الماء عند منقطع رمال الدهناء بين ماوية والرياح وقد شربت من مائها قال
أبو عبيد الله السكوني الينسوعة موضع في طريق البصرة بينها وبين النباج مرحلتان
نحو البصرة بينهما الخبراء ويصبح القاصد منها إلى مكة الأقماع أقماع الدهناء من
جانبه الأيسر
ينشتة بفتح أوله وثانيه وشين معجمة ساكنة
وتاء مثناة من فوقها وهاء بلد بالأندلس من أعمال بلنيسة ينبت بها الزعفران مشهورة
بذلك ينسب إليها ياسر بن محمد بن أبي سعيد بن عزيز اليحصبي الينشتي سمع وروى ومات
سنة 015 وقال أبو طاهر بن سلفة أنشدني أبو الحسن بن رباح بن أبي القاسم بن عمر بلن
أبي رباح الخزرجي الرباحي من قلعة بالأندلس قال أنشدتني أمي مريم بنت راشد بن
سليمان اللخمي الينشتي قالت أنشدني أبي وكان كاتب ابن آوى لنفسه يا حاسد الأقوام
فضل يسارهم لا ترض دأبا لم يزل ممقوتا بالمصر ألف فوق قوتك قوتهم وبه ألوف ليس
تملك قوتا
ينصوب مكان في قول عدي بن زيد العبادي وكانت لأبيه إبل فبعث بها عدي إلى الحمى
فغضب عليه أبوه فردها فلقيها خيل فأخذتها وسار عدي فاستنقذها وقال للشرف العود
وأكنافه ما بين جمران فينصوب خير لها إن خشيت حجرة من ربها زيد بن أيوب متكئا تصرف
أبوابه يسعى عليه العبد بالكوب
ينعب بأرض مهرة بأقصى اليمن له ذكر في الردة
ينقب موضع عن العمراني
ينكف موضع عنه أيضا
ينكوب موضع
ينكير بالفتح ثم
السكون وكسر الكاف ثم ياء ساكنة وراء هو جبل ثم ينشد لقلت من الينكير أعذب مشربا
وأبعد من ريب المنايا من الحشر
ين قرية بقوهستان
ينوف بالفتح وآخره فاء ناف إذا ارتفع اسم هضبة وقيل ينوفا بالقصر عن أبي عبيدة
ورواه أبو حاتم بالتاء كل ذلك في قول امرىء القيس كأن دثارا حلقت بلبونه عقاب
ينوفا لا عقاب القواعل والقواعل ما طال من الجبال قال الأصمعي ولقريط ماء يقال له
الحفائر ببطن واد يقال له مهزول إلى أصل علم يقال له ينوف وأنشد وجاراه ضبعانا
ينوف وذئبه وهضبته الطولى بعينيه يومها وقال بعض بني عامر إذا كنت من جنبي ينوف
كليهما فناد بعز إن بدا أن تناديا وقال العامري ينوف جبل لنا وهو جبل منيع وهو جبل
أحمر وقال أبو المجيب ينوف جبل والينوفة ماء وهما مكتنفان ينوفا أحدهما يلي مهب
الجنوب من ينوف وهما جميعا في أصله وهما جميعا لبني قريط بن عبد بن أبي بكر بن
كلاب قال أبو مرخية يضيء لنا العناب إلى ينوف إلى هضب السنين إلى السواد
ينوفة قال الأصمعي الينوفة ماءة في قاع من الأرض هي ماجة الماء تسمى الشبكة وتسمى
الغبارة وهي تأتي أبي قليب وغيره
ينوق بالقاف قال الحازمي جبل أحمر ضخم منيع لكلاب هكذا وجدته في كتابه بالقاف
ينونش من قرى إفريقية من ساحلها من كورة رصفة منها محمد بن ربيع شاعر مشهور ذكره
ابن رشيق في الأنموذج وأورد له هذين البيتين نادرة الشرقي في السلك لولا بعادي منك
لم أبك لأن ذلي بعد عز الرضا ذلة مخلوع من الملك
باب الياء والواو وما يليهما
يوان آخره نون وأوله مفتوح قرية على باب مدينة أصبهان ينسب إليها جماعة منهم محمد
بن الحسن بن عبد الله بن مصعب بن كيسان الثقفي الأصبهاني كان ثقة يروي عن السري بن
يحيى ويحيى بن أبي طالب وغيرهما روى عنه إبراهيم بن محمد بن حمزة أبو إسحاق
الأصبهاني وأبو بكر المقري وتوفي سنة 223
يوخشون بالضم ثم السكون وخاء معجمة وشين معجمة أيضا وواو ساكنة وآخره نون من قرى
بخارى
يوذى بالضم ثم السكون وذال معجمة والقصر ويروى يوذ بغير ألف فمن قال يوذى نسب
إليها يوذوي ومن قال يوذ نسب إليها يوذي قرية من قرى نخشب بما وراء النهر ينسب
إليها أبو إسحاق إبراهيم بن أبي القاسم أحمد بن حفص بن عمر بن مكرم اليوذي شيخ
زاهد سمع أبا الحسن طاهر بن محمد بن يونس بن خيو البلخي سمع منه أبو محمد عبد
العزيز بن محمد النخشبي توفي سنة 447
يوز بالضم ثم
السكون وزاي سكة ببلخ
يوزكند بضم أوله وسكون ثانيه وفتح الزاي والكاف وسكون النون بلد بما وراء النهر
يقال له أوزكند وقد ذكر في موضعه وقد ذكره أبو عبد الله محمد بن خليفة السنبسي
شاعر سيف الدولة صدقة بن مزيد وكان قد ورد سمرقند على السلطان فقال فهومت تهويم
السليم فراعني خيال كلمح العين يخترق السفرا سرى من أعالي النيل والليل شامل إلى
يوزكند يركب السهل والوعرا فبان لنا دون الشعاف ولم يمط حجابا ولم يخرج مخارجه
صدرا فيا حبذا طيف الخيال الذي أتى على غير ميعاد وقد بعد المسرى ويقول في صفة
الناقة خذا ناقتي من غير عسف إليكما ولا ضير يوما أن تريعا بها يسرا وحطا رحال
الميس عنها فإنها أنيخت هلالا بعدما ثورت بدرا
يوسان يضاف إليه ذو فيقال ذو يوسان من قرى صنعاء اليمن
يوغنك بالضم ثم السكون وغين معجمة مفتوحة ونون ساكنة وكاف من قرى سمرقند
يونارت بالضم ثم السكون وبعد الألف راء مفتوحة وتاء مثناة من فوق قرية على باب
أصبهان ينسب إليها الحافظ أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن
حيويه المقري اليونارتي كان حافظا مكثرا كثير الكتابة سافر إلى العراق وخراسان
وسمع الحسن بن أحمد السمرقندي بنيسابور وأبا القاسم أحمد بن محمد الخليلي ببلخ
وتوفي بأصبهان في حدود سنة 034
يونان بالضم ثم السكون ونونين بينهما ألف موضع منه إلى برذعة سبعة فراسخ ومنه أيضا
إلى بيلقان سبعة فراسخ
ويونان أيضا من قرى بعلبك
أليون بالضم ثم السكون وآخره نون باب اليون ويقال بابليون وهو أصحهما لأنهما
يحملهما اسم واحد وقد ذكر في بابه وهو حصن كان بمصر فتحه عمرو بن العاص وبنى في
مكانه الفسطاط وهي مدينة مصر اليوم قال الشاعر جرى بين بابليون والهضب دونه رياح
أسفت بالنقا وأشمت أي أدنت النقا كأنها تسفه وتشمه وترفعه من قولهم عرضت عليه كذا
فإذا هو شم لا يريده ومعناه شم أنفه رفعه شامخا به
يؤيؤ بالضم ثم السكون ثم مثله يوم يؤيؤ وهو يوم الأواق من أيام العرب
باب الياء والهاء وما يليهما
يهرع بالفتح قوله تعالى وجاءه قومه يهرعون إليه أي يسرعون وذو يهرع موضع
اليهودية نسبة إلى اليهود في موضعين أحدهما محلة بجرجان والآخر بأصبهان قال أهل
السير لما أخرجت اليهود من البيت المقدس في أيام بخت نصر وسيقوا إلى العراق حملوا
معهم من تراب البيت المقدس ومن
مائه فكانوا لا
ينزلون منزلا ولا يدخلون مدينة إلا وزنوا ماءها وترابها فما زالوا كذلك حتى دخلوا
أصبهان فنزلوا بموضع منها يقال له بنجار وهي كلمة عبرانية معناها انزلوا فنزلوا
ووزنوا الماء والطين الذي في ذلك الموضع فكان مثل الذي معهم من تراب البيت المقدس
ومائه فعنده اطمأنوا وأخذوا في العمارات والأبنية وتوالدوا وتناسلوا وسمي المكان
بعد ذلك اليهودية وهو موضع إلى جنب جي مدينة أصبهان وكانت العمارات متصلة والآن
خرب ما بين جي واليهودية وبقيت جي محلة برأسها مفردة مستوليا عليه الخراب إلا
أبياتا ومدينة أصبهان العظمى هي اليهودية ودرب اليهود ببغداد ينسب إليه قوم من
المحدثين منهم أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى المؤدب البيع اليهودي سمع
القاضي أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي روى عنه أبو القاسم يوسف بن محمد
المهرواني وأبو الخطاب بن البطر القارىء وغيرهما وكان ثقة ومات سنة 804 عن سبع
وثمانين سنة
وباب اليهود بجرجان ينسب إليه أبو محمد أحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان
الجرجاني اليهودي قيل له ذلك لأن منزله كان بباب اليهود في مسجد في صف الغزالين
روى عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام وأبي السائب سليمان بن جنادة وغيرهما روى عنه أبو
بكر الإسماعيلي وأبو أحمد بن عدي ومات سنة 703 وكان صدوقا
باب الياء والياء وما يليهما
ييعث بفتح أوله وسكون ثانيه وضم العين المهملة وثاء مثلثة كأنه من الوعث وهو الرمل
الرقيق ووعثاء السفر مشقته وأصله الوعث لأن المشي فيه مشق من وييعث صقع باليمن وفي
الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم كتب لأقيال شنوءة بسم الله الرحمن الرحيم من
محمد رسول الله إلى المهاجرين من أبناء معشر وأبناء ضمعج بما كان لهم فيها من ملك
عمران ومزاهر وعرمان وملح ومحجر وما كان لهم من مال أثرناه ييعث والأنابير وما كان
لهم من مال بحضرموت
يين بالفتح ثم السكون وآخره نون وليس في كلامهم ما فاؤه وعينه ياء غيره قال
الزمخشري يين عين بواد يقال له حورتان وهي اليوم لبني زيد الموسوي من بني الحسن
وقال غيره يين اسم واد بين ضاحك وضويحك وهما جبلان أسفل الفرش ذكره ابن جني في سر
الصناعة وقيل يين في بلاد خزاعة وجاء ذكر يين في السيرة لابن هشام في موضعين الأول
في غزوة بدر وهو أن النبي صلى الله عليه و سلم مر على تربان ثم على ملل ثم على
غميس الحمام من مر يين ثم على صخيرات اليمام فهو ههنا مضاف إلى مر ثم ذكر في غزاته
صلى الله عليه و سلم لبني لحيان أنه سلك على غراب جبل ثم على مخيض ثم على البتراء
ثم صفق ذات اليسار فخرج على يين ثم على صخيرات اليمام وقال نصر يين ناحية من أعراض
المدينة على بريد منها وهي منازل أسلم بن خزاعة وقيل يين موضع على ثلاث ليال من
الحيرة وقيل يين في بلاد خزاعة جاء في حديث أهبان الأسلمي ثم الخزاعي أنه كان يسكن
يين فبينما هو يرعى بحرة الوبرة إذ عدا الذئب على غنمه الحديث في أعلام النبوة
وقال ابن هرمة أدار سليمى بين يين فمثعر أبيني فما استخبرت إلا لتخبري
أبيني حبتك البارقات بوبلها لنا منسما عن آل سلمى وشغفر لقد شقيت عيناك إن كنت باكيا على كل مبدى من سليمى ومحضر وقيل يين اسم بئر بوادي عباثر أيضا قال علقمة بن عبدة التميمي وما أنت أم ما ذكره ربعية تحل بأين أو بأكناف شربب وفي هذا البيت استشهاد آخر وهو من بلاغة العرب التي ورد مثلها في الكتاب العزيز وهو صرف الخطاب عن المواجهة إلى الغائب والمراد به المخاطب الحاضر لأنه أراد في البيت أم ما ذكرك ربعية فصرفه عن المواجهة وقال عز و جل حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة
قلت المدون تم بحمد الله ثم قلت :
سبحانك وبحمدك وأستغفرك أنت الله الشافي الكافي الرحمن الرحيم الغفار الغفور القادر القدير المقتدر الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور... الواحد الأحد الملك المغيث لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ..لك الملك ولك الحمد وأنت علي كل شيئ قدير ولا حول ولا قوة إلا بك وأستغفرك اللهم بحق أن لك هذه الأسماء وكل الأسماء الحسني أسألك أن تََشفني شفاءا لا يُغادر سقما وأن تَكفني كل همي وتفرج كل كربي وتكشف البأساء والضراء عني وأن تتولي أمري وتغفر لي ذنبي وأن تشرح لي صدري وأن تُيسر لي أمري وأن تحلل عُقْدَةً من لساني يفقهوا قولي وأن تغنني بفضلك عمن سواك اللهم أصلحني: حالي وبالي وأعتقني في الدارين وخُذ بيدي يا ربي وأخرجني من الظلمات الي النور بفضلك وأن ترحم والداي ومن مات من اخوتي وان تغفر لهم أجمعين وكل من مات علي الايمان والتوبة اللهم آمين
اللهم تقبل واستجب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق