ج1.وج2.[معجم البلدان - ياقوت الحموي]
ج1.[معجم البلدان - ياقوت الحموي ] ل ياقوت بن عبد
الله الحموي أبو عبد الله
بسم الله الرحمن
الرحيم عونك اللهم يا لطيف وها هنا نبدأ بما نحن بصدده من ذكر البلدان على حروف
المعجم وأستعين بحول الله وبقوته وأستنجد لهدايتي وإرشادي إلى الصواب مواد كرمه
ورحمته
باب الهمزة والألف وما يليهما
آبار الأعراب جمع بئر
يقال في جمعها آبار وبئار وأبآر موضع بين الأجفر وفيد على خمسة أميال من الأجفر
والآبار أيضا غير مضافة كورة من كور واسط
آبج بفتح الهمزة وبعد الألف باء موحدة مفتوحة وجيم موضع في بلاد العجم ينسب إليه
أبو عبد الله محمد ابن محموية بن مسلم الآبجي روى عن أبيه وغيره وأخرج الحاكم
حديثه ولا أدري أهو نسبة إلى آبه وزيدت الجيم للنسب كما قالوا في النسب إلى أرمية
أرمجي وإلى خونى خونجي أم لا والله أعلم
آبر بفتح الهمزة وسكون الألف وضم الباء الموحدة وراء قرية من قرى سجستان ينسب
إليها أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الآبري شيخ من أئمة الحديث له
كتاب نفيس كبير في أخبار الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه
أجاد فيه كل الإجادة وكان رحل إلى مصر والشام والحجاز والعراق وخراسان روى عن أبي
بكر بن خزيمة والربيع بن سليمان الجيزي وكان يعد في الحفاظ
روى عنه علي بن بشرى السجستاني وذكر الفراء أنه توفي في رجب سنة 363
آبسكون بفتح الهمزة وسكون الألف وفتح الباء الموحدة والسين المهملة ساكنة وكاف
مضمومة وواو ساكنة ونون ورواه بعضهم بهمزة بعدها باء ليس بينهما ألف وقد ذكر في
موضعه بليدة على ساحل بحر طبرستان بينها وبين جرجان ثلاثة أيام وإليها ينسب بحر
آبسكون وينسب إليها أبو العلاء أحمد بن صالح بن محمد بن صالح التميمي الآبسكوني
كان ينزل بصور على ساحل بحر الشام
آبل بفتح الهمزة
وبعد الألف باء مكسورة ولام أربعة مواضع
وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جهز جيشا بعد حجة الوداع وقبل وفاته
وأمر عليهم أسامة بن زيد وأمره أن يوطىء خيله آبل الزيت بلفظ الزيت من الأدهان
بالأردن من مشارف الشام قال النجاشي وصدت بنو ود صدودا عن القنا إلى آبل في ذلة
وهوان
وآبل القمح قرية من نواحي بانياس من أعمال دمشق بين دمشق والساحل وآبل أيضا
آبل السوق قرية كبيرة في غوطة دمشق من ناحية الوادي ينسب إليها أبو طاهر الحسين بن
محمد بن الحسين بن عامر بن أحمد يعرف بابن خراشة الأنصاري الخزرجي المقري الآبلي
إمام جامع دمشق قرأ القرآن على أبي المظفر الفتح بن برهان الأصبهاني وأقرانه وروى
عن أبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر يعرف بابن أبي الزمزم الفرائضي وأبي بكر عبد
الله بن محمد بن عبد الله بن هلال الحنائي وأحمد بن محمد المؤذن أبي القاسم وأبي
بكر الميانجي وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن ذكوان وأبي همام محمد بن إبراهيم
بن عبد الله الحافظ وروى عنه أبو عبد الله بن أبي الحديد ومحمد ابن أحمد بن أبي
الصفر الأنباري وأبو سعد السمان وأبو محمد عبد العزيز الكتاني وقال توفي شيخنا أبو
طاهر الآبلي في سابع عشر ربيع الآخر سنة 824 وكان ثقة نبيلا مأمونا
وقال أحمد بن منير حي الديار على علياء جيرون مهوى الهوى ومغاني الخرد العين مراد
لهوي إذ كفي مصرفة أعنة العيش في فتح الميادين فالنيربين فمقرى فالسرير فخم رايا
فجو حواشي جسر جسرين فالقصر فالمرج فالميدان فالشرف ال أعلى فسطرا فجرنان فقلبين
فالماطرون فداريا فجارتها فآبل فمغاني دير قانون تلك المنازل لا وادي الأراك ولا
رمل المصلى ولا أثلاث يبرين وآبل أيضا من قرى حمص من جهة القبلة بينها وبين حمص
نحو ميلين
آبندون الباء مفتوحة موحدة ونون ساكنة ودال مهملة وواو ساكنة ثم نون هي قرية من
قرى جرجان ينسب إليها أبو بكر أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم ابن يوسف بن سعيد
الجرجاني الآبندوني روى عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الفقيه وعلي بن محمد
القومسي البذشي وأبي الحسين محمد بن عبد الكريم الرازي وغيرهم وروى عنه أبو طاهر
بن سلمة العدل وأبو منصور محمد بن عيسى الصوفي وأبو مسعود البجلي وكان صدوقا قاله
شيرويه
آبه بالباء الموحدة قال أبو سعد قال الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه آبه من
قرى أصبهان وقال غيره إن آبه قرية من قرى ساوه منها جرير بن عبد الحميد الآبي سكن
الري
قلت أنا أما آبه بليدة تقابل ساوه تعرف بين العامة بآوه فلا شك فيها وأهلها شيعة
وأهل ساوه سنية لا تزال الحروب بين البلدين قائمة على المذهب
قال أبو طاهر ابن سلفة أنشدني القاضي أبو نصر أحمد بن العلاء الميمندي بأهر من مدن
أذربيجان لنفسه
وقائلة أتبغض أهل
آبه وهم أعلام نظم والكتابه فقلت إليك عني إن مثلي يعادي كل من عادى الصحابه
وإليها فيما أحسب ينسب الوزير أبو سعد منصور ابن الحسين الآبي ولي أعمالا جليلة
وصحب الصاحب ابن عباد ثم وزر لمجد الدولة رستم بن فخر الدولة ابن ركن الدولة بن
بويه وكان أديبا شاعرا مصنفا وهو مؤلف كتاب نثر الدرر وتاريخ الري وغير ذلك وأخوه
أبو منصور محمد كان من عظماء الكتاب وجلة الوزراء وزر لملك طبرستان
وآبه أيضا من قرى البهنسا من صعيد مصر
أخبرني بذلك القاضي المفضل بن أبي الحجاج عارض الجيوش بمصر
آتيل قلعة بناحية الزوزان من قلاع الأكراد البختية معروفة عن عز الدين أبي الحسن
علي بن عبد الكريم الجزري
آجام البريد بالجيم والبريد بفتح الباء الموحدة والراء المهملة وياء آخر الحروف
ودال مهملة ذكر أصحاب السير أنه كان بكسكر قبل خراب البطيحة نهر يقال له الجنب
وكان عليه طريق البريد إلى ميسان ودستميسان والأهواز في جنبه القبلي فلما تبطحت
البطائح كما نذكره في البطيحة إن شاء الله تعالى سمي ما استأجم من طريق البريد
آجام البريد والآجام جمع أجمة وهو منبت القصب الملتف
قال عبد الصمد في ابن المعذل رأيت ابن المعذل نال عمرا بشؤم كان أسرع في سعيد فمنه
موت جلة آل سلم ومنه قبض آجام البريد
الآجام مثل الذي قبله إلا أنه غير مضاف لغة في الآطام وهي القصور بلغة أهل المدينة
واحدها أطم وأجم وكان بظاهر المدينة كثير منها ينسب كل واحد منها إلى شيء
الآجر بضم الجيم وتشديد الراء وهو في الأصل اسم جنس للآجرة وهو بلغة أهل مصر الطوب
وبلغة أهل الشام القرميد
درب الآجر محلة كانت ببغداد من محال نهر طابق بالجانب الغربي سكنها غير واحد من
أهل العلم وهو الآن خراب ينسب إليها أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري
الفقيه الشافعي سمع أبا شعيب الحراني وأبا مسلم الكجي وكان ثقة صنف تصانيف كثيرة
حدث ببغداد ثم انتقل إلى مكة فسكنها إلى أن مات بها في محرم سنة 360 روى عنه أبو
نعيم الأصبهاني الحافظ وكان سمع منه بمكة ودرب الأجر ببغداد بنهر المعلى عامر إلى
الآن آهل
آجنقان بالجيم المكسورة والنون الساكنة وقاف وألف ونون وهي قرية من قرى سرخس ينسب
إليها أبو الفضل محمد بن عبد الواحد الآجنقاني والعجم يسمونها آجنكان
آخر بضم الخاء المعجمة والراء قصبة ناحية دهستان بين جرجان وخوارزم وقيل آخر قرية
بدهستان نسب إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو الفضل العباس ابن أحمد بن الفضل
الزاهد وكان إمام المسجد العتيق بدهستان وذكر أبو سعد في التحبير أبا الفضل خزيمة
ابن علي بن عبد الرحمن الآخري الدهستاني وقال كان فقيها فاضلا معتزليا أديبا لغويا
سمع بدهستان أبا الفتيان عمر بن عبد الكريم الرواسي وبندار بن عبد الواحد الدهستاني
وغيرهما مات
بمرو في صفر سنة
845
وإسماعيل بن أحمد بن محمد ابن أحمد بن حفص بن عمر أبو القاسم الآخري روى عن أبي
إسحاق إبراهيم بن محمد الخواص بربض آمد عن الحسن بن الصباح الزعفراني حديثا منكرا
حمل فيه على الخواص
روى عنه الحافظ حمزة بن يوسف السهمي
وآخر قرية بين سنان ودامغان بينها وبين سمنان تسعة فراسخ سمع بها الحافظ أبو عبد
الله بن النجار نقلته من خطه وأخبرني به من لفظه
آذرم هكذا ضبطه أبو سعد بألف بعد الهمزة وفتح الذال وراء ساكنة وميم وقال وظني
أنها من قرى آذنة بلدة من الثغور منها أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن إسحاق
الآذرمي وهذا سهو منه رحمه الله في ضبط الاسم ومكانه وسنذكره في أذرمة على الصحيح
إن شاء الله تعالى
آذنة بكسر الذال المعجمة والنون خيال من أخيلة حمى فيد بينه وبين فيد نحو عشرين
ميلا ويقال لتلك الأخيلة الآذنات والأخيلة علامات يضعونها على حدود الحمى يعرف بها
حدها
آذيو خان بكسر الذال المعجمة وياء ساكنة وواو مفتوحة وخاء معجمة وألف ونون قرية من
قرى نهاوند في ظن عبد الكريم ينسب إليها أبو سعد الفضل بن عبد الله بن علي بن عمر
بن عبد الله بن يوسف الآذيوخاني
الآرام كأنه جمع إرم وهو حجارة تنصب كالعلم اسم جبل بين مكة والمدينة وقد ذكر
شاهده في أبلى وقال أبو محمد الغندجاني في شرح قول جامع ابن مرخية أرقت بذي الآرام
وهنا وعادني عداد الهوى بين العناب وحثيل قال ذو الآرام حزم به آرام جمعتها عاد
على عهدها
وقال أبو زياد ومن جبال الضباب ذات آرام قنة سوداء فيها يقول القائل خلت ذات آرام
ولم تخل عن عصر وأقفرها من حلها سالف الدهر وفاض اللئام والكرام تفيضوا فذلك بال
الدهر إن كنت لا تدري آرة في ثلاثة مواضع آرة بالأندلس عن أبي نصر الحميدي وقرأت
بخط أبي بكر بن طرخان بن بجكم قال قال لي الشيخ أبو الأصبغ الأندلسي المشهور عند
العامة وادي بارة بالباء
وآرة بلد بالبحرين وآرة أيضا قال عرام بن الأصبغ آرة جبل بالحجاز بين مكة والمدينة
يقابل قدسا من أشمخ ما يكون من الجبال أحمر تخرج من جوانبه عيون على كل عين قرية
فمنها الفرع وأم العيال والمضيق والمحضة والوبرة والفغوة تكتنف آرة من جميع
جوانبها وفي كل هذه القرى نخيل وزروع وهي من السقيا على ثلاث مراحل من عن يسارها
مطلع الشمس وواديها يصب في الأبواء ثم في ودان وجميع هذه المواضع مذكورة في
الأخبار
آرهن بسكون الراء يلتقي معه ساكنان وفتح الهاء ونون من قرى طخارستان من أعمال بلخ
ينسب إليها شيخ الإسلاح ببلخ لم يذكر غير هذا
آزاب بالزاي وآخره باء موحدة موضع في شعر لسهيل بن عدي عن نصر
الآزاج من قرى بغداد على طريق خراسان عليها مسلك الحاج
آزاذان بالزاي والذال المعجمة وألف ونون من
قرى هراة بها قبر
الشيخ أبي الوليد أحمد بن أبي رجا شيخ البخاري قال الحافظ بن النجار زرت بها قبره
وقرية من قرى أصبهان منها أبو عبد الرحمن قتيبة بن مهران المقري الآزاذاني
آزاذوار بعد الألف زاي وألف وذال معجمة وواو وألف وراء بليدة في أول كورة جوين من
جهة قومس وهي من أعمال نيسابور رأيتها
وكانوا يزعمون أنها قصبة كورة جوين ينسب إليها إبراهيم ابن عبد الرحمن بن سهل
الآزاذواري يكنى أبا موسى
آزر بفتح الزاي ثم راء ناحية بين بين سوق الأهواز ورامهرمز
آسك بفتح السين المهملة وكاف كلمة فارسية قال أبو علي ومما ينبغي أن تكون الهمزة
في أوله أصلا من الكلم المعربة قولهم في اسم الموضع الذي قرب أرجان آسك وهو الذي
ذكره الشاعر في قوله أألفا مسلم فيما زعمتم ويقتلهم بآسك أربعونا فآسك مثل آخر
وآدم في الزنة ولو كانت على فاعل نحو طابق وتابل لم ينصرف أيضا للعجمة والتعريف
وإنما لم نحمله على فاعل لأن ما جاء من نحو هذه الكلم فالهمزة في أوائلها زائدة
وهو العام فحملناه على ذلك وإن كانت الهمزة الأولى أصلا وكانت فاعلا لكان اللفظ
كذلك وهو بلد من نواحي الأهواز قرب أرجان بين أرجان ورامهرمز بينها وبين أرجان
يومان وبينها وبين الدورق يومان وهي بلدة ذات نخيل ومياه وفيها إيوان عال في صحراء
على عين غزيرة وبيئة وبإزاء الإيوان قبة منيفة ينيف سمكها على مئة ذراع بناها
الملك قباذ والد أنو شروان وفي ظاهرها عدة قبور لقوم من المسلمين استشهدوا أيام
الفتح وعلى هذه القبة آثار الستائر
قال مسعر بن مهلهل وما رأيت في جميع ما شاهدت من البلدان قبة أحسن بناء منها ولا
أحكم وكانت بها وقعة للخوارج
حدث أهل السير قالوا كان أبو بلال مرداس بن أدية وهو أحد أئمة الخوارج قد قال
لأصحابه قد كرهت المقام بين ظهراني أهل البصرة والاحتمال لجور عبيد الله بن زياد
وعزمت على مفارقة البصرة والمقام بحيث لا يجري علي حكمه من غير أن أشهر سيفا أو
أقاتل أحدا فخرج في أربعين من الخوارج حتى نزل آسك موضعا بين رامهرمز وأرجان فمر
به مال يحمل إلى ابن زياد من فارس فغصب حامليه حتى أخذ منهم بقدر أعطيات جماعته
وأفرج عن الباقي
فقال له أصحابه علام تفرج لهم عن الباقي فقال إنهم يصلون ومن صلى إلى القبلة لا
أشاقه
وبلغ ذلك ابن زياد فأنفذ إليهم معبد بن أسلم الكلابي فلما تواقفا للقتال قال له
مرداس علام تقاتلنا ولم نفسد في الأرض ولا شهرنا سيفا قال أريد أن أحملكم إلى ابن
زياد
قال إذا يقتلنا
قال وإن قتلكم واجب
قال تشارك في دمائنا قال هو على الحق وأنتم على الباطل
فحملوا عليه حملة رجل واحد فانهزم وكان في ألفي فارس فما رده شيء حتى ورد البصرة
فكان بعد ذلك يقولون له يا معبد جاءك مرداس خذه
فشكاهم إلى ابن زياد فنهاهم عنه فقال عيسى بن فاتك الخطي أحد بني تيم الله بن
ثعلبة في كلمة له فلما أصبحوا صلوا وقاموا إلى الجرد العتاق مسومينا فلما استجمعوا
حملوا عليهم فظل ذوو الجعائل يقتلونا
بقية يومهم حتى
أتاهم سواد الليل فيه يراوغونا يقول بصيرهم لما أتاهم بأن القوم ولوا هاربينا
أألفا مؤمن فيما زعمتم ويقتلهم بآسك أربعونا كذبتم ليس ذاك كما زعمتم ولكن الخوارج
مؤمنونا هم الفئة القليلة غير شك على الفئة الكثيرة ينصرونا
آسيا بكسر السين المهملة وياء وألف مقصورة كذا وجدته بخط أبي الريحان البيروني
كلمة يونانية
قال أبو الريحان كان اليونان يقسمون المعمور من الأرض بأقسام ثلاثة لوبية وأورفى
وقد ذكرا في موضعهما
ثم قال وما استقبل هاتين القطعتين من المشرق يسمى آسيا ووصف بالكبرى لأن رقعتها
أضعاف الأخريين في السعة ويحدها من جانب الغرب النهر والخليج المذكوران الفاصلان
إياها عن أورفى ومن جهة الجنوب بحر اليمن والهند ومن المشرق أقصى أرض الصين ومن
الشمال أقصى أرض الترك وأجناسهم
وأصل هذه القسمة من أهل مصر وعليه بقيت عادتهم إلى الآن فإنهم يسمون ما عن أيمانهم
إذا استقبلوا الجنوب مغربا وما عن شمائلهم مشرقا وهو كذلك بالإضافة إليهم إلا أنهم
رفعوا الإضافة وأطلقوا الاسمين فصار المشرق لذلك أضعاف المغرب ولما اخترق بحر
الروم قسم المغرب بالطول سموا جنوبي القسمين لوبية وشماليهما أورفى وأما المشرق
فتركوه على حاله قسما واحدا من أجل أنه لم يقسمه شيء كما قسم البحر المغرب وبعدت
ممالكه أيضا عنهم فلم يظهر لهم ظهور المغربية حتى كانوا يعلنون تحديدها
ونسب جالينوس في تفسيره لكتاب الأهوية والبلدان هذه القسمة ألى أسيوس
هكذا حال القسمة الثلاثية أنها التي يظن بها أنها الأولى بعد الاجتماع وذكر
جالينوس في تربيعها أن من الناس من يقسم آسيا إلى قطعتين فتكون آسيا الصغرى هي
العراق وفارس والجبال وخراسان وآسيا العظمى هي الهند والصيين والترك
وحكي عن أروذطس أنه قسم المعمورة إلى أورفى ولوبية وناحية مصر وآسيا وهو قريب مما
تقدم
والأرض بالممالك منقسمة بالأرباع فقد كان يذكر كبارها فيما مضى أعني مملكة فارس
ومملكة الروم ومملكة الهند ومملكة الترك وسائرها تابعة لها
آشب بشين معجمة وباء موحدة صقع من ناحية طالقان الري كان الفضل بن يحيى نزله وهو
شديد البرد عظيم الثلوج عن نصر
وآشب بكسر الشين كانت من أجل قلاع الهكارية ببلاد الموصل خربها زنكي بن آق سنقر
وبنى عوضها العمادية بالقرب منها فنسبت إليه كما نذكره في العماديه
آغزون الغين معجمة ساكنة يلتقي معها ساكنان والزاي معجمة مضمومة والواو ساكنة ونون
من قرى بخارى ينسب إليها أبو عبد الله عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن أيمن بن
عبد الله بن مرة بن الأحنف بن قيس التميمي الآغزوني
هكذا ذكره أبو سعد وقد خلط في هذه الترجمة في عدة مواضع فذكرها تارة الآغزوني كما
ههنا وتارة الأغذوني بالذال المعجمة من غير مد وتارة
الأغزوني بالزاي
أيضا لكن بغير مد ونسب إليها هذا المنسوب ههنا بعينه ثم نسب هذا الرجل إلى الأحنف
بن قيس وقد قال المدائني إن الأحنف لم يكن له ولد إلا بحر وبه كان يكنى وبنت فولد
بحر ولدا ذكرا ودرج ولم يعقب وانقرض عقبه من ابنته أيضا
آفاز بالزاي ووجدته في كتاب نصر بالنون قرية بالبحرين بينها وبين القطيف أربعة
فراسخ في البرية وهي لقوم من كلب بن جذيمة من بني عبد القيس ولهم بأس وعدد
آفران بضم الفاء وآخره نون قرية بينها وبين نسف فرسخان ونسف هي نخشب بما وراء
النهر أخرجت طائفة من أهل العلم قديما وحديثا منهم أبو موسى الوثير بن المنذر بن
جنك بن زمانة الافراني النسفي
آلات كأنه جمع آلة موضع وقيل بلد وقيل بلدان هذا كله عن نصر
آلس بكسر اللام اسم نهر في بلاد الروم وآلس هو نهر سلوقية قريب من البحر بينه وبين
طرسوس مسيرة يوم وعليه كان الفداء بين المسلمين والروم
وذكره في الغزوات في أيام المعتصم كثير وغزاه سيف الدولة أبو الحسن علي بن عبد
الله بن حمدان قال أبو فراس يخاطب سيف الدولة كتبها إليه من القسطنطينية وما كنت
أخشى أن أبيت وبيننا خليجان والدرب الأصم وآلس وقال أبو الطيب يمدح سيف الدولة
يذري اللقان غبارا في مناخرها وفي حناجرها من آلس جرع كأنما تتلقاهم لتسلكهم
فالطعن يفتح في الأجواف ما تسع وهذا من إفراطات أبي الطيب الخارجة إلى المحال فإنه
يقول إن هذه الخيل شربت من ماء آلس ووصلت إلى اللقان وبينهما مسافة بعيدة فدخل
غبار اللقان في مناخرها قبل أن يصل ماء آلس في أجوافها
ويقول في البيت الثاني إن الطعن يفتح في الفرسان طريقا بقدر ما يسع الخيل فيسلكونه
فيكون مسيرهم إلى مواضع طعناتهم
وقال أبو تمام يمدح أبا سعيد الثغري فإن يك نصرانيا نهر آلس فقد وجدوا وادي عقرقس
مسلما
آل قراس تفتح القاف وتضم والراء خفيفة والسين مهملة ورواية الأصمعي فتح القاف
والقرس في اللغة أكثر الصقيع وأبرده ويقال للبارد قريس وقارس وهو القرس والقرس
لغتان
قال الأصمعي آل قراس بالفتح هضاب بناحية السراة وكأنهن سمين آل قراس لبردها
هكذا رواه عنه أبو حاتم وروى غيره آل قراس بالضم
وأنشد الجميع قول أبي ذؤيب الهذلي يمانية أجنى لها مظ مائد وآل قراس صوب أرمية كحل
يروى مائد بعد الألف همزة ويروى مأبد بالباء الموحدة وآل قراس ومأبد جبلان في أرض
هذيل وأرمية جمع رمي وهو السحاب وكحل أي سود
آلوزان بضم اللام وسكون الواو وزاي وألف ونون من قرى سرخس
منها سورة بن الحسن
الآلوزاني يروى عن
محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة
آلوسة بضم اللام وسكون الواو والسين مهملة بلد على الفرات قرب عانة وقيل فيه ألوس
بغير مد إلا أن أبا علي حكم بتعريبه وجاء به بالهمزة بعدها ألف وقال هي فاعولة ألا
ترى أنه ليس في كلامهم شيء على أفعولة فهو مثل قولهم آجور ومثل ذلك في العربي
قولهم الآجور والآخي والآري فاعول
وكذلك الآخية وإنما انقلبت واو فاعول فيه ياء لوقوعها ساكنة قبل الياء التي هي لام
الفعل واللام ياء بدلالة أن أبا زيد حكى أنهم يقولون أرت القدر تأري أريا إذا
احترق ما في أسفلها فالتصق به إنما قيل لمواثق الخيالة الآري لتعلقها بها وكذلك
آري الدابة فقد قيل كأن الظباء العفر يعلمن أنه وثيق عرى الآري في العثرات وقد
ذكرناه في ألوس غير ممدود أيضا
آليش بكسر اللام وياء ساكنة وشين معجمة مدينة بالأندلس بينها وبين بطليوس يوم واحد
آلين بكسر اللام وياء ساكنة ونون من قرى مرو على أسفل نهر خارقان ينسب إليها فرات
بن النضر الآليني كان يلزم عبد الله بن المبارك ومحمد بن عمر أخو أبي شداد الآليني
روى عن ابن المبارك
قاله يحيى بن مندة
آلية بعد اللام المكسورة ياء مفتوحة خفيفة قصر آلية لا أعرف من أمره غير هذا
آمد بكسر الميم وما أظنها إلا لفظة رومية ولها في العربية أصل حسن لأن الأمد
الغاية ويقال أمد الرجل يأمد أمدا إذا غضب فهو آمد نحو أخذ يأخذ فهو آخذ والجامع
بينهما أن حصانتها مع نضارتها تغضب من أرادها وتذكيرها يشار به إلى البلد أو
المكان ولو قصد بها البلدة أو المدينة لقيل آمدة كما يقال آخذة والله أعلم
وهي أعظم مدن ديار بكر وأجلها قدرا وأشهرها ذكرا
قال المنجمون مدينة آمد في الإقليم الخامس طولها خمس وسبعون درجة وأربعون دقيقة
وعرضها خمس وثلاثون درجة وخمس عشرة دقيقة وطالعها البطين وبيت حياتها عشرون درجة
من القوس تحت إحدى عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي عاشرها مثلها من
الحمل عاقبتها مثلها من الميزان وقيل إن طالعها الدلو وزحل والمتولي القمر
وهو بلد قديم حصين ركين مبني بالحجارة السود على نشز دجلة محيطة بأكثره مستديرة به
كالهلال وفي وسطه عيون وآبار قريبة نحو الذراعين يتناول ماؤها باليد وفيها بساتين
ونهر يحيط بها السور
وذكر ابن الفقيه أن في بعض شعاب بلد آمد جبلا فيه صدع وفي ذلك الصدع سيف من أدخل
يده في ذلك الصدع وقبض على قائم السيف بكلتا يديه اضطرب السيف في يده وأرعد هو ولو
كان من أشد الناس وهذا السيف يجذب الحديد أكثر من جذب المغناطيس وكذا إذا حك به
سيف أو سكين جذبا الحديد ولو بقي السيف الذي يحك به مائة سنة ما نقصت القوة التي
فيه من الجذب
وفتحت آمد في سنة عشرين من الهجرة وسار إليها عياض بن غنم بعدما افتتح الجزيرة
فنزل عليها وقاتله أهلها ثم صالحوه عليها على أن لهم هيكلهم وما حوله
وعلى أن لا يحدثوا
كنيسة وأن يعاونوا المسلمين ويرشدوهم ويصلحوا الجسور فإن تركوا شيئا من ذلك فلا
ذمة لهم
وكانت طوائف من العرب في الجاهلية قد نزلت الجزيرة وكانت منهم جماعة من قضاعة ثم
من بني تزيد بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة
قال عمرو بن مالك الزهري ألا لله ليل لم ننمه على ذات الخضاب مجنبينا وليلتنا بآمد
لم ننمها كليلتنا بميا فارقينا وينسب إلى آمد خلق من أهل العلم في كل فن منهم أبو
القاسم الحسن بن بشر الآمدي الأديب كان بالبصرة يكتب بين يدي القضاة بها وله
تصانيف في الأدب مشهورة منها كتاب المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وكتاب
الموازنة بين أبي تمام والبحتري وغير ذلك ومات في سنة 073 وينسب إليها من
المتأخرين أبو المكارم محمد بن الحسين الآمدي شاعر بغدادي مكثر مجيد مدح جمال
الدين الأصبهاني وزير الموصل ومن شعره ورث قميص الليل حتى كأنه سليب بأنفاس الصبا
متوشح ورفع منه الذيل صبح كأنه وقد لاح مسح أسود اللون أجلح ولاحت بطيات النجوم
كأنها على كبد الخضراء نور مفتح ومات أبو المكارم هذا سنة 255 وقد جاوز ثمانين سنة
عمرا
وهي في أيامنا هذه مملكة الملك مسعود بن محمود بن محمد بن قرا أرسلان بن أرتق بن
أكسب
آم بلد نسب إليه نوع من الثياب
وآم قرية من الجزيرة في شعر عدي
آمديزه يلتقي في الميم ساكنتان ثم دال مهملة مكسورة وياء ساكنة وزاي من قرى بخارا
ويقال بغير مد وقد ذكرت في موضعها
آمل بضم الميم واللام اسم أكبر مدينة بطبرستان في السهل لأن طبرستان سهل وجبل وهي
في الإقليم الرابع وطولها سبع وسبعون درجة وثلث وعرضها سبع وثلاثون درجة ونصف وربع
وبين آمل وسارية ثمانية عشر فرسخا وبين آمل والرويان اثنا عشر فرسخا وبين آمل
وسالوس وهي من جهة الجيلان عشرون فرسخا
وقد ذكرنا خبر فتحها بطبرستان فأغنى
وبآمل تعمل السجادات الطبرية والبسط الحسان وكان بها أول إسلام أهلها مسلحة في ألفي
رجل وقد خرج منها كثير من العلماء لكنهم قل ما ينسبون إلى غير طبرستان فيقال لهم
الطبري منهم أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ المشهور أصله
ومولده من آمل ولذلك قال أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي وأصله من آمل أيضا وكان
يزعم أن أبا جعفر الطبري خاله بآمل مولدي وبنو جرير فأخوالي ويحكي المرء خاله فها
أنا رافضي عن تراث وغيري رافضي عن كلاله وكذب لم يكن أبو جعفر رحمه الله رافضيا
وإنما حسدته الحنابلة فرموه بذلك فاغتنمها الخوارزمي وكان سبابا رافضيا مجاهرا
بذلك متبجحا به ومات ابن جرير في سنة 013
وإليها ينسب أحمد بن هارون الآملي روى عن سويد بن
سعيد الحدثاني
ومحمد بن بشار بندار الحكم بن نافع وغيرهما وأبو إسحاق إبراهيم بن بشار الآملي حدث
بجرجان عن يحيى بن عبدك وغيره روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ وأحمد بن
محمد بن المشاجر وزرعة بن أحمد بن محمد بن هشام أبو عاصم الآملي حدث بجرجان عن أبي
سعيد العدوي حدث عنه أبو أحمد بن عدي وغير هؤلاء
ومن المتأخرين إسماعيل بن أبي القاسم بن أحمد السني الديلمي أجاز لأبي سعد
السمعاني ومات سنة تسع وعشرين وقيل سنة سبع وعشرين وخمسمائة
وكانت الخطبة تقام في هذه المدينة وفي جميع نواحي طبرستان وتحمل أموالها إلى
خوارزم شاه علاء الدين محمد بن تكش إلى أن هرب من التتار هربه الذي أفضى به إلى
الموت سنة 671 وخلف ولده جلال الدين ثم لا أعلم إلى من صار ملكها
وآمل أيضا مدينة مشهورة في غربي جيحون على طريق القاصد إلى بخارا من مرو ويقابلها
في شرقي جيحون فربر التي ينسب إليها الفربري راوية كتاب البخاري وبينها وبين شاطىء
جيحون نحو ميل وهي معدودة في الإقليم الرابع وطولها خمس وثمانون درجة ونصف وربع
وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلثان
ويقال لهذه آمل زم وآمل جيحون وآمل الشط وآمل المفازة لأن بينها وبين مرو رمالا
صعبة المسالك ومفازة أشبه بالمهالك
وتسمى أيضا آمو وأموية وربما ظن قوم أن هذه الأسامي لعدة مسميات وليس الأمر كذلك
وبين زم التي يضيف بعض الناس آمل إليها وبينها أربع مراحل وبين آمل هذه وخوارزم
نحو اثنتي عشرة مرحلة وبينها وبين مرو الشاهجان ستة وثلاثون فرسخا وبينها وبين
بخارا سبعة عشر فرسخا وبخارا في شرقي جيحون
وقد أخرجت آمل هذه جماعة من أهل العلم وافرة وفرق المحدثون بينهم وبين آمل طبرستان
فمن هذه آمل عبد الله بن حماد بن أيوب بن موسى أبو عبد الرحمن الآملي حدث عن عبد
الغفار بن داود الحراني وأبي جماهر محمد بن عثمان الدمشقي ويحيى بن معين وغيرهم
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري عن يحيى بن معين حديثا وعن سليمان بن عبد الرحمن
حديثا آخر وروى عنه أيضا الهيثم بن كليب الشاشي ومحمد بن المنذر بن سعيد الهروي
وغيرهم ومات في ربيع الآخر سنة 269
وعبد الله ابن علي أبو محمد الآملي ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثهم في سوق
يحيى سنة 833 عن محمد بن منصور الشاشي عن سليمان الشاذكوهي
وخلف بن محمد الخيام الآملي وأحمد بن عبدة الآملي سمع عبد الله بن عثمان بن جبلة
المعروف بعبدان المروزي وغيره روى عنه الفضل بن محمد بن علي وأبو داود سليمان بن
الأشعث وجماعة
وموسى بن الحسن الآملي سمع أبا رجاء قتيبة بن سعيد البغلاني وعبد الله بن محمود
السعدي وغيرهما روى عنه أبو محمد عمر بن إسحاق الأسدي البخاري
والفضل بن سهل بن أحمد الآملي روى عن سعيد بن النضر بن شبرمة
وأبو سعيد محمد ابن أحمد بن علوية الآملي
وأحمد بن محمد بن إسحاق ابن هارون الآملي
وإسحاق بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن إسحاق أبو يعقوب الآملي ذكر ابن الثلاج
أنه قدم بغداد حاجا وحدثهم عن محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي وأبو سعيد محمد بن
أحمد بن علي الآموي روى عن أبي العباس الفضل بن أحمد الآملي روى عنه غنجار وغيرهم
وقد خربها التتر فيما بلغني فليس بها اليوم أحد ولا لها ملك
آمو بضم الميم
وسكون الواو وهي آمل الشط المذكورة قبل هذه الترجمة هكذا يقولها العجم على
الاختصار والعجمة
آني بالنون المكسورة قلعة حصينة ومدينة بأرض إرمينية بين خلاط وكنجة
آيل ياء مكسورة ولام جبل من ناحية النقرة في طريق مكة
باب الهمزة والباء وما يليهما
أبا بفتح الهمزة وتشديد الباء والقصر عن محمد بن إسحاق عن معبد بن كعب بن مالك قال
لما أتى النبي صلى الله عليه و سلم بني قريظة نزل على بئر من آبارهم في ناحية من
أموالهم يقال لها بئر أبا
قال الحازمي كذا وجدته مضبوطا محررا بخط أبي الحسن بن الفرات
قال وسمعت بعض المحصلين يقول إنما هو أنا بضم الهمزة والنون الخفيفة
ونهر أبا بين الكوفة وقصر ابن هبيرة ينسب إلى أبا بن الصامغان من ملوك النبط
ونهر أبا أيضا نهر كبير بالبطيحة
أباتر بالتاء فوقها نقطتان مكسورة وراء كأنه جمع أبتر وربما ضم أوله فيكون مرتجلا
أودية وهضبات بنجد في ديار غني لها ذكر في الشعر قال الراعي ألم يأت حيا بالجريب
محلنا وحيا بأغلى غمرة فالأباتر وقال ابن مقبل جزى الله كعبا بالأباتر نعمة وحيا
بهبود جزى الله أسعدا
أبار بالضم والتخفيف وآخره راء موضع باليمن وقيل أرض من وراء بلاد بني سعد وهو لغة
في وبار وقد ذكر هناك مبسوطا وله ذكر في الحديث
الأبارق جمع أبرق والأبرق والبرقاء والبرقة يتقارب معناها وهي حجارة ورمل مختلطة
وقيل كل شيئين من لونين خلطا فقد برقا وقد أجدت شرح هذا في إبراق فتأمله هناك
أبارق بينة قرب الرويثة وقد ذكر في بينة مستوفى قال كثير أشاقك برق آخر الليل خافق
جرى من سناه بينة بالابارق
الأبارق غير مضاف علم لموضع بكرمان عن محمد بن بحر الرهني الكرماني
وهضب الأبارق موضع آخر قال عمرو بن معدي كرب الزبيدي أأغزو رجال بني مازن بهضب
الأبارق أم أقعد
أبارق بسيان بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة وياء وألف ونون وقد ذكر في
بسيان قال الشاعر وهو جبار بن مالك بن حماد الشمخي ثم الفزاري ويل أم قوم صبحناهم
مسومة بين الأبارق من بسيان فالأكم الأقربين فلم تنفع قرابتهم والموجعين فلم يشكوا
من الألم
وأبارق الثمدين
تثنية الثمد وهو الماء القليل وقد ذكر الثمد في موضعه قال القتال الكلابي سرى
بديار تغلب بين حوضى وبين أبارق الثمدين سار سماكي تلألأ في ذراه هزيم الرعد ريان
القرار
أبارق حقيل بفتح الحاء المهملة والقاف مكسورة وياء ساكنة ولام وقد ذكر في موضعه
قال عمرو ابن لجإ ألم ترتع على الطلل المحيل بغربي الأبارق من حقيل
أبارق طلخام بكسر الطاء المهملة وسكون اللام والخاء معجمة وروي بالمهملة وقد ذكر
في موضعه قال ابن مقبل بيض الأنوق برعم دون مسكنها وبالأبارق من طلخام مركوم
أبارق قنا بفتح القاف والنون مقصور وقد ذكر في موضعه قال الأشجعي أحن إلى تلك
الأبارق من قنا كأن امرأ لم يجل عن داره قبلي
أبارق اللكاك بكسر اللام وتخفيف الكاف وألف وكاف أخرى قال إذا جاوزت بطن اللكاك
تجاوبت به ودعاها روضه وأبارقه
أبارق النسر بفتح النون وسكون السين المهملة والراء وقال أبو العتريف وأهوى دماث
النسر ادخل بينها بحيث التقت سلانه وأبارقه
الأباصر يجوز أن يكون جمع أبصر نحو أحوص وأحاوص وهو من جموع الأسماء لا من جموع
الصفات ولكن لما سمي به موضع تمحض الإسمية وإن كان قد جاء أيضا في الصفات إلا أنه
لا بد أن يكون مؤنثه فعلى نحو أصاغر جمع أصغر مؤنثه صغرى وقد جاء هذا البناء جمعا
للجمع نحو كلب وأكلب وأكالب وهو اسم موضع
أباض بضم الهمزة وتخفيف الباء الموحدة وألف وضاد معجمة اسم قرية بالعرض عرض
اليمامة لها نخل لم ير نخل أطول منها
وعندها كانت وقعة خالد ابن الوليد رضي الله عنه مع مسيلمة الكذاب قال شبيب بن يزيد
بن النعمان بن بشير يفتخر بمقامات أبيه أتنسون يوم النعف نعف بزاخة ويوم أباض إذ
عتا كل مجرم ويوم حنين في مواطن قتلة أفأنا لكم فيهن أفضل مغنم وقال رجل من بني
حنيفة في يوم اباض فلله عينا من رأى مثل معشر أحاطت بهم آجالهم والبوائق فلم أر
مثل الجيش جيش محمد ولا مثلنا يوم احتوتنا الحدائق أكر وأحمى من فريقين جمعوا
وضاقت عليهم في أباض البوارق وقال الراجز يوم أباض إذ نسن اليزنا والمشرفيات تقد
البدنا
وقال آخر كأن نخلا
من أباض عوجا أعناقها إذ حمت الخروجا وأنشد محمد بن زياد الأعرابي ألا يا جارنا
بأباض إنا وجدنا الريح خيرا منك جارا تغذينا إذا هبت علينا وتملأ وجه ناظركم غبارا
أباغ بضم أوله وآخره غين معجمة إن كان عربيا فهو مقلوب من بغى يبغي بغيا وباغ فلان
على فلان إذا بغى
وفلان ما يباغ عليه ويقال إنه لكريم ولا يباغ وأنشدوا إما تكرم إن أصبت كريمة فلقد
أراك ولا تباغ لئيما فهذا من تباغ أنت وأباغ أنا فعل لم يسم فاعله
وقرأت بخط أبي الحسن بن الفرات وسمي حجر آكل المرار لأن امرأته هندا سباها الحارث
بن جبلة الغساني وكان أغار على كندة فلما انتهى بها إلى عين أباغ هكذا قال أبو
عبيدة أباغ بضم الهمزة وقال الأصمعي أباغ بالفتح وقال عبد الرحمن بن حسان هن أسلاب
يوم عين أباغ من رجال سقوا بسم ذعاف وقالت ابنة فروة بن مسعود ترثي أباها وكان قد
قتل بعين أباغ بعين أباغ قاسمنا المنايا فكان قسيمها خير القسيم وقالوا سيدا منكم
قتلنا كذاك الرمح يكلف بالكريم هكذا الرواية في البيت الأول بالفتح وفي الثاني
بالضم آخر خط ابن الفرات
قال أبو الفتح التميمي النساب كانت منازل إياد بن نزار بعين أباغ وأباغ رجل من
العمالقة نزل ذلك الماء فنسب إليه
قال وعين أباغ ليست بعين ماء وإنما هو واد وراء الأنبار على طريق الفرات إلى الشام
وقيل في قول أبي نواس فما نجدت بالماء حتى رأيتها مع الشمس في عيني أباغ تغور حكي
أنه قال جهدت على أن تقع في الشعر عين أباغ فامتنعت علي فقلت عيني أباغ ليستوي
الشعر
وقوله تغور أي تغرب فيها الشمس لأنها لما كانت تلقاء غروب الشمس جعلها تغور فيها
وكان عندها في الجاهلية يوم لهم بين ملوك غسان ملوك الشام وملوك لخم ملوك الحيرة
قتل فيه المنذر ابن المنذر بن امرىء القيس اللخمي فقال الشاعر بعين أباغ قاسمنا
المنايا فكان قسيمها خير القسيم وقد أسقط النابغة الذبياني الهمزة من أوله فقال
يمدح آل غسان يوما حليمة كانا من قديمهم وعين باغ فكان الأمر ما ائتمرا يا قوم إن
ابن هند غير تارككم فلا تكونوا لأدنى وقعة جزرا
الأبالخ بفتح أوله واللام مكسورة والخاء معجمة جمع بليخ على غير قياس
والبليخ نهر بالرقة
يسقي قرى ومزارع
وبساتين الرقة قال الأخطل وتعرضت لك بالأبالخ بعدما قطعت لأبرم خلة وإصارا وقد جمع
بما حوله على بلخ ولا نعرف فعيلا على فعل غيره كما قال أقفرت البلخ من غيلان
فالرحب وأما البليخ فجمعه على أبلخة نحو جريب وأجربة ثم جمعه على أبالخ نحو أسورة
وأساور
أبام بضم أوله وتخفيف ثانيه أبام وأبيم هما شعبان بنخلة اليمانية لهذيل بينهما جبل
مسيرة ساعة من نهار قال السعدي د وإن بذاك الجزع بين أبيم وبين أبام شعبة من
فؤاديا
أبان بفتح أوله وتخفيف ثانيه وألف ونون أبان الأبيض وأبان الأسود فأبان الأبيض
شرقي الحاجر فيه نخل وماء يقال له أكرة وهو العلم لبني فزارة وعبس
وأبان الأسود جبل لبني فزارة خاصة وبينه وبين الأبيض ميلان
وقال أبو بكر ابن موسى أبان جبل بين فيد والنبهانية أبيض وأبان جبل أسود وهما
أبانان وكلاهما محدد الرأس كالسنان وهما لبني مناف بن دارم بن تميم بن مر وقد قال
امرؤ القيس كأن أبانا في أفانين وبله كبير أناس في بجاد مزمل وحدث أبو العباس محمد
بن يزيد المبرد قال كان بعض الأعراب يقطع الطريق فاخذه والي اليمامة في عمله فحبسه
فحن إلى وطنه فقال أقول لبوابي والسجن مغلق وقد لاح برق ما الذي تريان فقالا نرى
برقا يلوح وما الذي يشوقك من برق يلوح يمان فقلت افتحا لي الباب أنظر ساعة لعلي
أرى البرق الذي تريان فقالا أمرنا بالوثاق وما لنا بمعصية السلطان فيك يدان فلا
تحسبا سجن اليمامة دائما كما لم يدم عيش لنا بأبان وأبان أيضا مدينة صغيرة بكرمان
من ناحية الروذان
أبانان تثنية لفظ أبان المذكور قبله وقد روى بعضهم أن هذه التثنية هي لأبان الأبيض
وأبان الأسود المذكورين قبل
قال الأصمعي وادي الرمة يمر بين أبانين وهما جبلان يقال لأحدهما أبان الأبيض وهو
لبني فزارة ثم لبني جريد منهم وأبان الأسود لبني أسد ثم لبني والبة ثم للحارث بن
ثعلبة بن دودان بن أسد وبينهما ثلاثة أميال
وقال آخرون أبانان تثنية أبان ومتالع
غلب أحدهما كما قالوا العمران والقمران في أبي بكر وعمر وفي الشمس والقمر وهما
بنواحي البحرين واستدلوا على ذلك بقول لبيد درس المنا بمتالع فأبان فتقادمت فالحبس
فالسوبان
أراد : درس المنازل فحذف بعض الاسم ضرورة وهو من أقبح الضرورات
وقال أبو سعيد السكري
في قول بشر بن أبي
خازم ألا بان الخليط ولم يزاروا وقلبك في الظعائن مستعار أسائل صاحبي ولقد أراني
بصيرا بالظعائن حيث صاروا تؤم بها الحداة مياه نخل وفيها عن أبانين ازورار أبان
جبل معروف وقيل أبانين لأنه يليه جبل نحو منه يقال له شرورى فغلبوا أبانا عليه
فقالوا أبانان كما قالوا العمران لأبي بكر وعمر وله نظائر
ثم للنحويين ههنا كلام أنا ذاكر منه ما بلغني
قالوا تقول هذان أبانان حسنين تنصب النعت على الحال لأنه نكرة وصفت بها معرفة لأن
الأماكن لا تزول فصار كالشيء الواحد وخالف الحيوان
إذا قلت هذان زيدان حسنان ترفع النعت ههنا لأنه نكرة وصفت بها نكرة وقالوا في هذا
وشبهه مما جاء مجموعا إن أبانين وما أشبهها لم توضع أولا مفردة ثم ثنيت بل وضعت من
المبتدإ مثناة مجموعة فهي صيغة مرتجلة فأبانان علم لجبلين وليس كل واحد منهما
أبانا على انفراده بل أحدهما أبان والآخر متالع
قال أبو سعيد وقد يجوز أن تقع التسمية بلفظ التثنية والجمع فتكون معرفة بغير لام
وذلك لا يكون إلا في الأماكن التي لا يفارق بعضها بعضا نحو أبانين وعرفات وإنما
فرقوا بين أبانين وبين زيدين من قبل أنهم لم يجعلوا التثنية والجمع علما لرجلين
ولا لرجال بأعيانهم وجعلوا الاسم الواحد علما بعينه فإذا قالوا رأيت أبانين فإنما
يعنون هذين الجبلين بأعيانهما المشار إليهما لأنهم جعلوا أبانين اسما لهما لا
يشاركهما في هذه التسمية غيرهما ولا يزولان وليس هذا في الأناسي لأن كل واحد من
الأناسي يدخل فيما دخل فيه صاحبه ويزولان والأماكن لا تزول فيصير كل واحد من الجبلين
داخلا في مثل ما دخل فيه صاحبه من الحال والثبات والجدب والخصب ولا يشار إلى أحد
منهما بتعريف دون الآخر فصار كالواحد الذي لا يزايله منه شيء
والإنسانان يزولان ويتصرفان ويشار إلى أحدهما دون الآخر ولا يقال أبان الغربي
وأبان الشرقي
وقال أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش قد يجوز أن يتكلم بأبان مفردا في الشعر وأنشد
بيت لبيد المذكور قبيل
قال أبو سعيد وهذا يجوز في كل اثنين يصطحبان ولا يفارق أحدهما صاحبه في الشعر
وغيره وقال أبو ذؤيب فالعين بعدهم كأن حداقها سملت بشوك فهي عور تدمع ويقال لبس
زيد خفه ونعله والمراد النعلين والخفين
قالوا والنسبة إلى أبانين أباني كما قال الشاعر ألا أيها البكر الأباني إنني وإياك
في كلب لمغتربان تحن وأبكي إن ذا لبلية وإنا على البلوى لمصطحبان وكان مهلهل بن
ربيعة أخو كليب بعدحرب البسوس تتقل في القبائل حتى جاور قوما من مذحج يقال لهم بنو
جنب وهم ستة رجال منبه والحارث والعلي وسيحان وشمران وهفان يقال لهؤلاء الستة جنب
لأنهم جانبوا أخاهم صداء فنزل فيهم مهلهل فخطبوا إليه مية أخته فامتنع
فاكرهوه حتى زوجهم
فقال أنكحها فقدها الأراقم في جنب وكان الخباء من أدم لو بأبانين جاء يخطبها ضرج
ما أنف خاطب بدم هان على تغلب الذي لقيت أخت بني المالكين من جشم ليسوا بأكفائنا
الكرام ولا يغنون من عيلة ولا عدم
الأبايض بعد الألف ياء مكسورة وضاد معجمة كأنه جمع أبيض اسم لهضبات تواجههن ثنية
هرشى
أب بالفتح والتشديد كذا قال أبو سعيد
والأب الزرع في قوله تعالى وفاكهة وأبا
وهي بليدة باليمن ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن الحسن بن الفياض الهاشمي
وقال ابن سلفة إب بكسر الهمزة
قال سمعت أبا محمد عبد العزيز بن موسى بن محسن القلعي يقول سمعت عمر بن عبد الخالق
الأبي يقول بناتي كلهن حضن لتسع سنين
قال وإب مكسور الهمزة من قرى ذي جبلة باليمن وكذا يقوله أهل اليمن بالكسر ولا
يعرفون الفتح
أبتر بالفتح ثم السكون وتاء فوقها نقطتان وراء موضع بالشام
أبترة بزيادة الهاء كأنه جمع الذي قبله وتاؤه مكسورة وهو ماء لبني قشير
إبثيت بالكسر ثم السكون وكسر الثاء المثلثة وياء ساكنة وتاء مثناة بوزن عفريت اسم
جبل
إبجيج جيمان بينهما ياء من قرى مصر بالسمنودية
أبخاز بالفتح ثم السكون والخاء معجمة وألف وزاي اسم ناحية من جبل القبق المتصل
بباب الأبواب وهي جبال صعبة المسلك وعرة لا مجال للخيل فيها تجاور بلاد اللان
يسكنها أمة من النصارى يقال لهم الكرج وفيها تجمعوا ونزلوا إلى نواحي تفليس فصرفوا
المسلمين عنها وملكوها في سنة 515 ولم يزالوا متملكين عليها وأبخاز معاقلهم حتى
قصدهم خوارزم شاه جلال الدين في سنة 612 فأوقع بهم واستنقذ تفليس من أيديهم وهربت
ملكتهم إلى أبخاز وكان لم يبق من بيت الملك غيرها
أبدة بالضم ثم الفتح والتشديد اسم مدينة بالأندلس من كورة جيان تعرف بأبدة العرب
اختطها عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك
وتممها ابنه محمد بن عبد الرحمن
قال السلفي أنشدني أبو محمد عبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد بن بطير الأموي قدم
علينا الاسكندرية حاجا قال أنشدني أبو العباس أحمد بن البني الأبدي بجزيرة ميورقة
وذكر شعرا لنفسه
أبذغ بالفتح ثم السكون وفتح الذال المعجمة وغين معجمة أيضا موضع في حسبان أبي بكر
بن دريد
أبراد نحو جمع برد قال أبو زياد ومن الجبال التي في ديار أبي بكر بن كلاب أجبل
يقال لهن أبراد وهن بين الظبية والحوأب
أبراص بوزن الذي قبله وصاده مهملة موضع بين هرشى والغمر
الأبراقات بالفتح ثم السكون وراء وألف وقاف وألف وتاء مثناة ماءة لبني جعفر بن
كلاب
أبراق بالفتح ثم
السكون
قال الأصمعي الأبرق والبرقاء حجارة ورمل مختلطة وكذلك البرقة
وقال غيره جمع البرقة برق وجمع الأبرق أبارق وجمع البرقاء برقاوات وتجمع البرقة
براقا وفي القلة أبراق
وقال ابن الأعرابي الأبرق جبل مخلوط برمل وهي البرقة وكل شيء خلط من لونين فقد برق
وقال ابن شميل البرقة أرض ذات حجارة وتراب الغالب عليها البياض وفيها حجارة حمر وسود
والتراب أبيض أعفر وهو يبرق بلون حجارتها وترابها وإنما برقها اختلاف ألوانها
وتنبت أسنادها وظهرها البقل والشجر نباتا كثيرا يكون إلى جنبها الروض أحيانا وقد
أضيف كل واحد من هذه اللغات والجموع إلى أمكنة أذكرها في مواضعها حسبما يقتضيه
الترتيب ملتزما ترتيب المضاف إليه أيضا على الحروف
ومعاني هذه الألفاظ على اختلاف أوزانها واحد وإنما تجيء مختلفة لإقامة وزن الشعر
فأما أبراق فهو اسم جبل لبني نصر من هوازن بنجد
وقال السيد علي بضم العين وفتح اللام أعني لفظة علي وهو علوي حسني من بني وهاس
أبراق جبل في شرقي رحرحان وإياه عنى سلامة بن رزق الهلالي فقال فإن تك عليا يوم
أبراق عارض بكتنا وعزتها العذارى الكواعب
الأبر بضمتين من مياه بني نمير ويعرف بأبر بني الحجاج
أبرشتويم بالفتح ثم السكون وفتح الراء وسكون الشين المعجمة وفتح التاء فوقها
نقطتان وكسر الواو وياء ساكنة وميم هو جبل بالبذ من أرض موقان من نواحي أذربيجان
كان يأوي إليه بابك الخرمي
فقال أبو تمام يمدح أبا سعيد محمد بن يوسف الثغري وفي أبرشتويم وهضبتيها طلعت على
الخلافة بالسعود وذكره أبو تمام أيضا في موضع آخر من شعره يمدحه فقال ويوم يظل
العز يحفظ وسطه بسمر العوالي والنفوس تضيع شققت إلى جباره حومة الوغى وقنعته
بالسيف وهو مقنع لدى سندبايا لا تهاب وأرشق وموقان والسمر اللدان يزعزع وأبرشتويم
والكذاج وملتقى سنابكها والخيل تردي وتمزع أبرشهر بالفتح ثم السكون وفتح الراء
والشين المعجمة معا وسكون الهاء والراء ورواه السكري بسين مهملة وهو تعريب والأصل
الإعجام لأن شهر بالفارسية هو البلد وأبر الغيم وما أراهم أرادوا إلا خصبه
قال السكري في خبر مالك بن الريب ولى معاوية سعيد بن عثمان بن عفان خراسان فأخذ
على فلج وفليج فمر بأبي جردية الأثيم ومالك بن الريب وكانا لصين يقطعان الطريق
فاستصحبهما فصحبه مالك بن الريب المازني ما شاء الله فلم ينل منه مما وعده شيئا
وأتبع ذلك بجفوة فترك سعيدا وقفل راجعا فلما كان بأبرشهر وهي نيسابور مرض فقيل له
أي شيء تشتهي فقال أشتهي أن أنام بين الغضا وأسمع حنينه أو أرى سهيلا وأخذ يرثي
نفسه وقال قصيدة جيدة مشهورة
ذكرتها في خراسان
وقال البحتري يرثي طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين ولله قبر في خراسان أدركت
نواحيه أقطار العلى والمآثر مقيم بأدنى أبرشهر وطوله على قصر آفاق البلاد الظواهر
وقد أسقط بعضهم الهمزة من أوله فقال كفى حزنا أنا جميعا ببلدة ويجمعنا في أرض
برشهر مشهد في أبيات ذكرت في برشهر من هذا الكتاب
الأبرشية موضع منسوب إلى الأبرش بالشين المعجمة قال الأحيمر السعدي ونبئت أن الحي
سعدا تخاذلوا حماهم وهم لو يعصبون كثير أطاعوا لفتيان الصباح لئامهم فذوقوا هوان
الحرب حيث تدور نظرت بقصر الأبرشية نظرة وطرفي وراء الناظرين بصير فرد علي العين
أن أنظر القرى قرى الجوف نخل معرض وبحور وتيهاء يزور القطا عن فلاتها إذا عسبلت
فوق المتان حرور أبرقا زياد تثنية أبرق
وزياد اسم رجل جاء في رجز العجاج عرفت بين ابرقي زياد مغانيا كالوشيء في الأبراد
الأبرقان هو تثنية الأبرق كما ذكرنا وإذا جاؤوا بالأبرقين في شعرهم هكذا مثنى
فأكثر ما يريدون به أبرقي حجر اليمامة وهو منزل على طريق مكة من البصرة بعد رميلة
اللوى للقاصد مكة ومنها إلى فلجة وقال بعض الأعراب يذكرهما أقول وفوق البحر نخشى
سفينة تميل على الأعطاف كل مميل ألا أيها الركب الذين دليلهم سهيل اليماني دون كل
دليل ألموا بأهل الأبرقين فسلموا وذاك لأهل الأبرقين قليل بأهلي أفدي الأبرقين
وجيرة سأهجرهم لا عن قلى فأطيل ألا هل إلى سرح ألفت ظلاله وتكليم ليلى ما حييت
سبيل وقال الزمخشري الأبرقان ماء لبني جعفر وقال أعرابي من طيء فسقيا لأيام مضين
من الصبا وعيش لنا بالأبرقين قصير وتكذيب ليلى الكاشحين وسيرنا لنجد مطايانا بغير
مسير وإذ نلبس الحول اليماني وإذ لنا حمام يرى المكروه كل غيور فلما علا الشيب
الشباب وبشرت ذوي الحلم أعلى لمتي بقتير
وخفت انقلاب الدهر
أن يصدع العصا وأن تغدر الأيام كل غدور وقال الصبا دعني أدعك صريمة عذير الصبا من
صاحب وعذيري رجعت إلى الأولى وفكرت في التي إليها أو الأخرى يصير مصيري وليس امرؤ
لاقى بلاء بيائس من الله أن ينتابه بجدير أبرق أعشاش قد ذكر في أعشاش بما أغنى عن
الإعادة ههنا
أبرق البادي قد تقدم تفسير الأبرق في أبراق فأغنى
والبادي بالباء الموحدة يجوز أن يكون معناه الظاهر وأن يكون معناه من البادي ضد
الحاضر
قال المرار قفا واسألا عن منزل الحي دمنة وبالأبرق البادي ألما على رسم أبرق ذي
جدد بالجيم بوزن جرذ قال كثير إذا حل أهلي بالأبرقي ن أبرق ذي جدد أو دآثا أبرق ذي
الجموع بالجيم موضع قرب الكلاب قال عمرو بن لجإ بأبرق ذي الجموع غداة تيم تقودك
بالخشاشة والجديل أبرق الحزن بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي والنون قال هل تونسان
بأبرق الحزن فالأنعمين بواكر الظعن أبرق الحنان بفتح الحاء المهملة وتشديد النون
وآخره نون أخرى هو ماء لبني فزارة
قالوا سمي بذلك لأنه يسمع فيه الحنين فيقال إن الجن فيه تحن إلى من قفل عنها قال
كثير لمن الديار بأبرق الحنان فالبرق فالهضبات من أدمان أقوت منازلها وغير رسمها
بعد الأنيس تعاقب الأزمان فوقفت فيها صاحبي وما بها يا عز من نعم ولا إنسان أبرق
الخرجاء قال زر بن منظور بن سحيم الأسدي حي الديار عفاها القطر والمور حيث ارتقى
أبرق الخرجاء فالدور أبرق دآث بوزن دعاث آخره ثاء مثلثة موضع في بلادهم قال كثير
إذا حل أهلي بالأبرقي ن أبرق ذي جدد أو دآثا وقال ابن أحمر فغيره بحيث هراق في
نعمان حيث الدوافع في براق الأدأثينا الدأث في اللغة الثقل قال رؤبة من أصر أدآث
لها دآئث بوزن دعاعث
أبرق ذات مأسل قال الشمردل بن شريك اليربوعي وكان صاحب شراب شربت ونادمت الملوك
فلم أجد على الكأس ندمانا لها مثل ديكل
أقل مكاسا في جزور
وإن غلت وأسرع إنضاجا وإنزال مرجل ترى البازل الكوماء فوق خوانه مفصلة أعضاؤها لم
تفصل سقيناه بعد الري حتى كأنما يرى حين أمسى أبرقي ذات مأسل عشية أنسينا قبيصة
نعله فراح الفتى البكري غير منعل أبرق الربذة بالتحريك والذال معجمة موضع كانت به
وقعة بين أهل الردة وأبي بكر الصديق رضي الله عنه ذكر في كتاب الفتوح كان من منازل
بني ذبيان فغلبهم عليه أبو بكر رضي الله عنه لما ارتدوا وجعله حمى لخيول المسلمين
وهذا الموضع عنى زياد بن حنظلة بقوله ويوم بالأبارق قد شهدنا على ذبيان يلتهب
التهابا أتيناهم بداهية نآد مع الصديق إذ ترك العتابا أبرق الروحان بفتح الراء
وسكون الواو والحاء مهملة وألف ونون وقد ذكر في موضعه وقال جرير فيه لمن الديار
بأبرق الروحان إذ لا نبيع زماننا بزمان أبرق ضيحان الضاد معجمة مفتوحة وياء ساكنة
وحاء مهملة وآخره نون قال جرير وبأبرقي ضيحان لاقوا خزية تلك المذلة والرقاب الخضع
أبرق العزاف بفتح العين المهملة وتشديد الزاي وألف وفاء هو ماء لبني أسد بن خزيمة
بن مدركة مشهور ذكر في أخبارهم وهو في طريق القاصد إلى المدينة من البصرة يجاء من
حومانة الدراج إليه ومنه إلى بطن نخل ثم الطرف ثم المدينة
قالوا وإنما سمي العزاف لأنهم يسمعون فيه عزيف الجن قال حسان بن ثابت طوى أبرق
العزاف يرعد متنه حنين المتالي فوق ظهر المشايع قال ابن كيسان أنشدنا أبو العباس
محمد بن يزيد المبرد لرجل يهجو بني سعيد بن قتيبة الباهلي أبني سعيد إنكم من معشر
لا يعرفون كرامة الأضياف قوم لباهلة بن أعصر إن هم غضبوا حسبتهم لعبد مناف قرنوا
الغداء إلى العشاء وقربوا زادا لعمر أبيك ليس بكاف وكأنني لما حططت إليهم رحلي
نزلت بأبرق العزاف بينا كذاك أتاهم كبراؤهم يلحون في التبذير والاسراف أبرق عمران
بفتح العين المهملة قال دوس بن أم غسان اليربوعي تبينت من بين العراق وواسط وأبرق
عمران الحدوج التواليا أبرق العيشوم بفتح العين المهملة وياء ساكنة وشين معجمة
وواو ساكنة وميم قال السري بن معتب
من بني عمرو بن
كلاب وددت بأبرق العيشوم أني وإياها جميعا في رداء أباشره وقد نديت رباه فألصق صحة
منه بداء الأبرق الفرد بالفاء وسكون الراء قال عمرو ابن أبي ومقلتا نعجة حولاء
أسكنها بالأبرق الفرد طاوي الكشح قد خذلا وقال آخر خليلي مرا بي على الأبرق الفرد
عهودا لليلى حبذا ذاك من عهد الأبرق غير مضاف منزل من منازل بني عمرو ابن ربيعة
أبرق الكبريت موضع كان به يوم من أيام العرب قال بعضهم على أبرق الكبريت قيس بن
عاصم أسرت وأطراف القنا قصد حمر أبرق مازن والمازن بيض النمل قال الأرقط وإني ونجما
يوم أبرق مازن على كثرة الأيدي لمؤتسيان أبرق المدى جمع مدية وهي السكينة قال
الفقعسي بذات فرقين فأبرق المدى أبرق المردوم بفتح الميم وسكون الراء وقد قال
الجعدي فيه عفا أبرق المردوم منها وقد يرى به محضر من أهلها ومصيف أبرق النعار
بفتح النون وتشديد العين المهملة وهو ماء لطيء وغسان قرب طريق الحاج قال بعضهم حي
الديار فقد تقادم عهدها بين الهبير وأبرق النعار أبرق الوضاح بفتح الواو وتشديد
الضاد المعجمة قال الذهلي لمن الديار بأبرق الوضاح أقوين من نجل العيونه ملاح أبرق
الهيج بفتح الهاء وياء ساكنة وجيم قال ظهير ابن عامر الأسدي عفا أبرق الهيج الذي
شحنت به نواصف من أعلى عماية تدفع الأبرقة بفتح الهمزة وسكون الباء وفتح الراء
والقاف هكذا هو مكتوب في كتاب الزمخشري وقال هو ماء من مياه نملى قرب المدينة
أبرقوه بفتح أوله وثانيه وسكون الراء وضم القاف والواو ساكنة وهاء محضة هكذا ضبطه
أبو سعد ويكتبها بعضهم أبرقويه أهل فارس يسمونها وركوه ومعناه فوق الجبل وهو بلد
مشهور بأرض فارس من كورة اسطخر قرب يزد
قال أبو سعد أبرقوه بليدة بنواحي أصبهان على عشرين فرسخا منها فإن لم يكن سهوا منه
فهي غير الفارسية ونسب إليها أبا الحسن هبة الله بن الحسن بن محمد الأبرقوهي
الفقيه حدث عن أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي عبيدة بن مندة بالكثير روى عنه
الحافظ أبو موسى
محمد بن عمر المديني الأصبهاني
مات في حدود سنة 815
وقال الاصطخري أبرقوه آخر حدود فارس بينها وبين يزد ثلاثة فراسخ أو أربعة
قال وهي مدينة حصينة كثيرة الزحمة تكون بمقدار الثلث من اصطخر وهي مشتبكة البناء
والغالب على بنائها الآزاج وهي قرعاء ليس حولها شجر ولا بساتين إلا ما بعد عنها
وهي مع ذلك خصبة رخيصة الأسعار
قال وبها تل عظيم من الرماد يزعم أهلها أنها نار إبراهيم التي جعلت عليه بردا
وسلاما
وقرأت في كتاب الابستاق وهو كتاب ملة المجوس أن سعدى بنت تبع زوجة كيكاووس عشقت
ابنه كيخسرو وراودته عن نفسه فامتنع عليها فأخبرت أباه أنه راودها عن نفسها كذبا
عليه فأجج كيخسرو لنفسه نارا عظيمة بأبرقوه وقال إن كنت بريئا فإن النار لا تعمل
في شيئا وإن كنت خنت كما زعمت فإن النار تأكلني
ثم أولج نفسه في تلك النار وخرج منها سالما ولم تثر فيه شيئا فانتفى عنه ما اتهم
به
قال ورماد تلك النار بأبرقوه شبه تل عظيم ويسمى ذلك التل اليوم جبل إبراهيم ولم
يشاهد إبراهيم عليه السلام أرض فارس ولا دخلها وإنما كان ذلك بكوثاربا من أرض بابل
وقرأت في موضع آخر أن إبراهيم عليه السلام ورد إلى أبرقوه ونهى أهلها عن استعمال
البقر في الزرع فهم لا يزرعون عليها مع كثرتها في بلادهم
وحدثني أبو بكر محمد المعروف بالحربي الشيرازي وكان يقول إنه ولد أخت ظهير الفارسي
قال اختلفت إلى أبرقوه ثلاث مرات فما رأيت المطر قط وقع في داخل سورة المدينة
ويزعمون أن ذلك بدعاء إبراهيم عليه السلام
وإلى أبرقوه هذه ينسب الوزير أبو القاسم علي بن أحمد الأبرقوهي وزير بهاء الدولة
بن عضد الدولة بن بويه
وذكر الاصطخري مسافة ما بين يزد إلى نيسابور فقال تسير من أزادخره إلى بستاذران مرحلة
وهي قرية فيها نحو ثلاثمائة رجل وماء جار من قناة ولهم زروع وبساتين وكروم ومن
بستاذران إلى أبرقوه مرحلة خفيفة وأبرقوه قرية عامرة وفيها نحو سبعمائة رجل وفيها
ماء جار وزرع وضرع وهي خصبة جدا ومن أبرقوه إلى زادويه ثم إلى زيكن ثم إلى استلست
ثم إلى ترشيش ثم إلى نيسابور فهذه أبرقوه أخرى غير الأولى فاعرفه
إبرم بكسر الهمزة وسكون الباء الموحدة وفتح الراء وميم من أبنية كتاب سيبويه مثل
إبين
قال أبو نصر أحمد بن حاتم الجرمي إبرم اسم بلد
وقال أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي الأشبيلي النحوي إبرم نبت
وقرأت في تاريخ ألفه أبو غالب بن المهذب المعري أن سيف الدولة بن حمدان لما عبر
الفرات في سنة 333 ليملك الشام تسامع به الولاة فتلقوه من الفرات وكان فيهم أبو
الفتح عثمان بن سعيد والي حلب من قبل الإخشيد فلقيه من الفرات فأكرمه سيف الدولة
وأركبه معه وسايره فجعل سيف الدولة كلما مر بقرية سأله عنها فيجيبه حتى مر بقرية
فقال ما اسم هذه القرية فقال إبرم
فسكت سيف الدولة وظن أنه أراد أنه أبرمه وأضجره بكثرة السؤال فلم يسأله سيف الدولة
بعد ذلك عن شيء حتى مر بعدة قرى فقال له أبو الفتح يا سيدي وحق رأسك إن اسم تلك
القرية إبرم فاسأل من شئت عنها
ضحك سيف الدولة وأعجبته فطنته
أبروقا قرية كبيرة
جليلة من ناحية الرومقان من أعمال الكوفة
وفي كتاب الوزراء أنها كانت تقوم على الرشيد بألف ألف ومائتي ألف درهم
الأبروق بفتح الهمزة وسكون الباء وضم الراء وبعد الواو قاف اسم موضع في بلاد الروم
موضع يزار من الآفاق والمسلمون والنصارى متفقون على انتيابه
قال أبو بكر الهروي بلغني أمره فقصدته فوجدته في لحف جبل يدخل إليه من باب برج
ويمشي الداخل تحت الأرض إلى أن ينتهي إلى موضع واسع وهو جبل مخسوف تبين منه السماء
من فوقه وفي وسطه بحيرة وفي دائرها بيوت للفلاحين من الروم ومزدرعهم ظاهر الموضع
وهناك كنيسة لطيفة ومسجد فإن كان الزائر مسلما أتوا به إلى المسجد وإن كان نصرانيا
أتوا به إلى الكنيسة ثم يدخل إلى بهو فيه جماعة مقتولون فيهم آثار طعنات الأسنة
وضربات السيوف ومنهم من فقدت بعض أعضائه وعليهم ثياب القطن لم تتغير
وهناك في موضع آخر أربعة قيام مسندة ظهورهم إلى حائط المغارة ومعهم صبي قد وضع يده
على رأس واحد منهم طوال من الرجال وهو أسمر اللون وعلية قباء من القطن وكفه مفتوحة
كأنه يصافح أحدا ورأس الصبي على زنده وإلى جانبه رجل على وجهه ضربة قد قطعت شفته
العليا وظهرت أسنانه وهم بعمائم
وهناك أيضا بالقرب امرأة وعلى صدرها طفل وقد طرحت ثديها في فيه
وهناك خمس أنفس قيام ظهورهم إلى حائط الموضع
وهناك أيضا في موضع عال سرير عليه اثنا عشر رجلا فيهم صبي مخضوب اليد والرجل
بالحناء والروم يزعمون أنهم منهم والمسلمون يقولون إنهم من الغزاة في أيام عمر بن
الخطاب رضي الله عنه ماتوا هناك صبرا ويزعمون أن أظافيرهم تطول وأن رؤوسهم تحلق
وليس لذلك صحة إلا أنهم قد يبست جلودهم على عظامهم ولم يتغيروا
أبرين بفتح الهمزة وسكون الباء وكسر الراء وباء ساكنة وآخره نون وهو لغة في يبرين
قال أبو منصور هو اسم قرية كثيرة النخل والعيون العذبة بحذاء الأحساء من بني سعيد
بالبحرين وهو واحد على بناء الجمع حكمه كحكمه في الرفع بالواو وفي النصب والجر
بالياء وربما أعربوا نونه وجعلوه بالياء على كل حال
وقال الخارزنجي رمل أبرين ويبرين بلد قيل هي في بلاد العماليق
وقال أبو الفتح أما يبرين فلا ينبغي أن يتوهم أنه اسم منقول من قولك هن يبرين
لفلان أي يعارضنه من قولك يبري لها من أيمن وأشمل
يدل على أنه ليس منقولا منه قولهم فيه يبرون وليس شيء من الفعل يكون هكذا
فإن قلت ما أنكرت أن يكون يبرين وأبرون فعلا فيه لغتان الياء والواو مثل نقوت المخ
ونقيته وسروت الثوب وسريته وكنوت الرجل وكنيته ونفيت الشيء ونفوته فيكون يبرين على
هذا كيكنين ويبرون كيكنون ومثاله يفعلن كقولك هن يدعون ويغزون وفي التنزيل إلا أن
يعفون
فالجواب أنه لو كان الواو والياء فيه لامين على ما
ذكرته من اختلاف
اللغتين لجاز أن يجيء عن هم يبرون بالواو وضمة النون كما أنه لو سميت بقولك النساء
يغزون على قول من قال أكلوني البراغيث بجعل النون علامة جمع لقلت هذا يغزون كقولك
يقتلن اسم رجل على الوصف الذي ذكرنا هذا يقتلن
وفي امتناع العرب أن تقول يبرون مع قولهم يبرين دلالة على أنه ليس كما ظنه السائل
من كون الواو في يبرون والياء في يبرين لامين مختلفين بل هما زائدتان قبل النون
بمنزلة واو فلسطون وياء فلسطين
وأيضا فقد قالوا يبرين وأبرين وأبدلوا الياء همزة فدل أنها ههنا أصل ألا ترى أنها
لو كانت في أول فعل لكانت حرف مضارعة لا غير ولم نر حرف مضارعة أبدل مكانه حرف
مضارعة فدل هذا كله على أن الياء في أول يبرين ويبرون فاء لا محالة
فأما قولهم باهلة بن أعصر ثم أبدلوا من الهمزة الياء فقالوا يعصر فغير داخل فيما
نحن فيه وذلك أن أعصر ليس فعلا إنما هو جمع عصر وإنما سمي بذلك لقوله أبني إن أباك
غير لونه كر الليالي واختلاف الأعصر فهذا وجه الاحتجاج على قائل إن ذهب إلى ذلك في
يبرين وليس ينبغي أن يحتج عليه بأن يقال لا يكونان لغتين يبرين ويبرون كيكنين
ويكنون لأنه لا يقال بروت له في معنى بريت أي تعرضت فمعنى بريت من بريت القلم
وبروته وبروت القلم عن أبي الصقر فإن هو قال هذا فجوابه ما قدمناه
أبرينق بفتح الهمزة وسكون الباء وكسر الراء وياء ساكنة ونون مفتوحة وقاف ويقال
أبرون والقاف تعريب من قرى مروى والنسبة إليها أبرينقي
ينسب إليها جماعة منهم أبو الحسن علي بن محمد الدهان الأبرينقي كان فقيها صالحا
روى عن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الفوراني الفقيه وغيره من شيوخ مرو
روى عنه أبو الحسن علي بن محمد الشهرستاني بمكة وكان من أهل الورع والعلم
مات سنة 325
أبزار بفتح الهمزة وسكون الباء وزاي وألف وراء قرية بينها وبين نيسابور فرسخان
نسبوا إليها قوما من أهل العلم منهم حامد بن موسى الأبزاري سمع إسحاق بن راهويه
وغيره وإبراهيم بن محمد بن أحمد ابن رجاء الأبزاري الوراق طلب الحديث على كثير
فسمع بنيسابور ونسا ورحل إلى العراق فسمع بها عبد الله بن محمد بن عبد العزيز وكتب
بالجزيرة عن أبي عروبة الحراني وبالشام عن مكحول البيروتي وعامر بن خزيم المري
وأبي الحسن بن جوصا وسمع بخراسان الحسن بن سفيان ومسعود بن قطن وجعفر بن أحمد
الحافظ وببغداد أبا القاسم البغوي ومحمد بن الباغندي وغيرهم وروى عنه الحاكم أبو
عبد الله وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو عبد الله بن مندة وأبو منصور عبد القاهر بن
طاهر البغدادي وجمع الحديث الكثير وعمر حتى احتاجوا إليه ومات في خامس رجب سنة 364
عن ست أو سبع وتسعين سنة
أبزقباذ بفتح أوله وثانيه وسكون الزاي وضم القاف والباء موحدة وألف وذال معجمة كذا
وجدته بخط غير واحد من أهل العلم بالزاي
وقباذ بن فيروز ملك من ملوك الفرس وهو والد
أنو شروان العادل
ولهذا الموضع ذكر في الفتوح يجيء مع ذكر المذار فكأنه يجاور ميسان ودستميسان
وقال هلال بن المحسن أبزقباذ كذا هو بخطه بالزاي من طساسيج المذار بين البصرة
وواسط
وقال ابن الفقيه وغيره أبزقباذ هي كورة أرجان بين الأهواز وفارس بكمالها وقد ذكرت
مع أرجان
وفي كتب الفرس أن قباذ بنى أبزقباذ وهي أرجان وأسكنها سبي همذان
وقال أبو يحيى زكرياء الساجي في تاريخ البصرة سار عتبة بن غزوان بعد فتح الأبلة
إلى دستميسان ففتحها ومضى من فوره ذلك إلى أبزقباذ ففتحها
هكذا وجدته بخط أبي الحسن بن الفرات بالزاي وإذا صحت الروايات فهذه غير أرجان
والله الموفق
أبسس بالفتح ثم السكون وضم السين المهملة وسين أخرى اسم لمدينة خراب قرب أبلستين
من نواحي الروم يقال منها أصحاب الكهف والرقيم وقيل هي مدينة دقيانوس وفيها آثار
عجيبة مع خرابها
أبسكون بفتح أوله وثانيه وسكون السين المهملة وكاف وواو ونون مدينة على ساحل بحر
طبرستان بينها وبين جرجان أربعة وعشرون فرسخا وهي فرضة للسفن والمراكب وقد رويت
بألف بعد الهمزة وقد ذكرت فيما سلف
أبسوج بالفتح ثم السكون وآخره جيم اسم قرية بالصعيد على غربي النيل
قال أبو علي التنوخي حدثني من أثق به وهو أبو عبد الله الحسين بن عثمان الخرقي
الحنبلي قال توجهت إلى الصعيد في سنة 953 فرأيت في باب ضيعة لأبي بكر علي بن صالح
الروذباري تعرف بأبسوج شارعة على النيل بين القيس والبهنسا صورة فارة في حجر
والناس يجيئون بطين من طين النيل فيطبعون فيه تلك الصورة يحملونه إلى بيوتهم فسألت
عن ذلك فقيل لي ظهر عن قريب من سنيات هذا الطلسم وذاك أنه كان مركب فيه شعير تحت
هذه البيعة فقصد صبي من المركب ليلعب فأخذ من هذا الطين وطبع الفارة ونزل بالطين
المطبوع المركب فلما حصل فيه تبادر فار المركب يظهرون ويرمون أنفسهم في الماء
فعجب الناس من ذلك وجربوه في البيوت فكان أي طابع حصل في دار لم تبق فيها فارة إلا
خرجت فتقتل أو تفلت إلى موضع لا صورة فيه فكثر الناس أخذ الصورة في الطين وتركها
في منازلهم حتى لم تبق فارة في الطرق والشوارع وشاع ذلك وذاع في البلدان
أنشاق بالنون والشين معجمة قرية من قرى مصر يقال لها محلة أنشاق من ناحية الدقهلية
وبالصعيد من ناحية البهنسا أبشاق بالباء الموحدة
أبشاي بالفتح ثم السكون وشين معجمة وألف وياء ساكنتان من قرى الصعيد الأدنى بمصر
أبشويه قرية من قرى مصر أيضا من الغربية
إبشيش بشينين معجمتين بينهما ياء ساكنة من قرى مصر من ناحية السمنودية
أبشية وتعرف بأبشية الرمان من قرى الفيوم بمصر
أبضع وضبيع ماءان لبني بكر قالت امرأة تزوجها رجل فحنت إلى وطنها ألا ليت لي من
وطب أمي شربة تشاب بماء من ضبيع وأبضع
أبضة بالضم ثم
السكون والضاد معجمة ماءة لبني العنبر
قال أبو القاسم الخوارزمي أبضة ماء لطيء ثم لبني ملقط منهم عليه نخل وهو على عشرة
أميال من طريق المدينة قال مساور بن هند يصف هذا المكان سائل تميما هل وفيت فإنني
أعددت مكرمتي ليوم سباب وأخذت جار بني سلامة عنوة فدفعت ربقته إلى عتاب وجلبته من
أهل أبضة طائعا حتى تحكم فيه أهل إراب إبط بالكسر ثم السكون قرية من قرى اليمامة
من ناحية الوشم لبني امرىء القيس بن زيد مناة بن تميم بن مر
الأبطح بالفتح ثم السكون وفتح الطاء والحاء مهملة وكل مسيل فيه دقاق الحصى فهو
أبطح
وقال ابن دريد الأبطح والبطحاء الرمل المنبسط على وجه الأرض
وقال أبو زيد الأبطح أثر المسيل ضيقا كان أو واسعا
والأبطح يضاف إلى مكة وإلى منى لأن المسافة بينه وبينهما واحدة وربما كان إلى منى
أقرب وهو المحصب وهو خيف بني كنانة وقد قيل إنه ذو طوى وليس به
وذكر بعضهم أنه إنما سمي أبطح لأن آدم عليه السلام بطح فيه وقال حميد بن ثور
الهلالي أقول لعبد الله بيني وبينه لك الخير خبرني فأنت صديق تراني إن عللت نفسي
بسرحة على السرح موجودا علي طريق أبى الله إلا أن سرحة مالك على كل سرحات العضاه
تروق سقى السرحة المحلال والأبطح الذي به الشري غيث مدجن وبروق فقد ذهبت طولا فما
فوق طولها من النخل إلا عشة وسحوق فيا طيب رياها ويا برد مائها إذا حان من حامي
النهار ودوق حمى ظلها شكس الخليقة خائف عليها عرام الطائفين شفيق فلا الظل من برد
الضحى تستطيعه ولا الفيء من برد العشي تذوق وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد
أوعد من يشبب بالنساء من الشعراء عقوبة فأخذ حميد يشبب بالسرحة تورية وإنما يريد
امرأة
أبغر بالفتح ثم السكون والغين المعجمة مفتوحة وراء من قرى سمرقند وقيل هي ناحية
بسمرقند ذات قرى متصلة
منها أبو يزيد خالد بن كردة الأبغري السمرقندي وأبو عبد الله محمد بن محمد بن
عمران الأبغري كاتب الإنشاء في أيام دولة السامانية وكان من البلغاء
الأبكر بضم الكاف الإبكر والبكرات قارات في البادية
الأبك بتشديد الكاف هو موضع يقول الراجز فيه جربة من حمر الأبك لا ضرع فيها ولا
مذكي الجربة العانة من الحمير
أبكن بالنون وفتح
الكاف موضع بالبصرة له ذكر في الأخبار
الأبكين بلفظ التثنية بفتح أوله وثانيه وتشديد الكاف هما جبلان يشرفان على رحبة
الهدار باليمامة
الأبلاء بالفتح ثم السكون والمد هو اسم بئر
أبلستين بالفتح ثم الضم ولام مضمومة أيضا والسين المهملة ساكنة وتاء فوقها نقطتان
مفتوحة وياء ساكنة ونون هي مدينة مشهورة ببلاد الروم وهي الآن بيد المسلمين وسلطانها
ولد قلج أرسلان السلجوقي قريبة من أبسس مدينة أصحاب الكهف
الأبلق بوزن الأحمر حصن السموأل بن عادياء اليهودي وهو المعروف بالأبلق الفرد مشرف
على تيماء بين الحجاز والشام على رابية من تراب فيه آثار أبنية من لبن لا تدل على
ما يحكى عنها من العظمة والحصانة وهو خراب وإنما قيل له الأبلق لأنه كان في بنائه
بياض وحمرة وان أول من بناه عادياء أبو السموأل اليهودي ولذلك قال السموأل بنعى لي
عاديا حصنا حصينا وماء كلما شئت استقيت رفيعا تزلق العقبان عنه إذا ما نابني ضيم
أبيت وأوصى عاديا قدما بأن لا تهدم يا سموأل ما بنيت وفيت بأدرع الكندي إني إذا ما
خان أقوام وفيت وكان يقال أوفى من السموأل وذلك أن امرأ القيس بن حجر الكندي مر
بالأبلق وهو يريد قيصر يستنجده على قتلة أبيه وكان معه أدراع مائة فأودعها السموأل
ومضى فبلغ خبرها ملكا من ملوك غسان وقيل هو الحارث بن ظالم ويقال الحارث بن أبي
شمر الغساني فسار نحو الأبلق ليأخذ الأدرع فتحصن منه السموأل وطلب الملك منه تلك
الأدرع فامتنع من تسليمها فقبض على ابن له وكان قد خرج للتصيد وجاء به إلى تحت
الحصن وقال إن لم تعطني الأدرع وإلا قتلت ابنك ففكر السموأل وقال ما كنت لأخفر
ذمتي فاصنع ماشئت فذبحه والسموأل ينظر إليه
وقيل إن الذي طالبه بالأدرع الحارث بن ظالم وإنه لما امتنع من تسليم الأدرع إليه
ضرب ابنه بسيفه ذي الحيات فقطعه نصفين
وقيل إن ذلك الذي أراد جرير بقوله للفرزدق بسيف أبي رغوان سيف مجاشع ضربت ولم تضرب
بسيف ابن ظالم ولم يدفع إليه السموأل الأدرع وانصرف ذلك الملك عند اليأس فضربت
العرب به المثل لوفائه
هذا قول يحيى بن سعيد الأموي عن محمد بن السائب الكلبي
قال الأعشى يذم رجلا من كلب بنو الشهر الحرام فلست منهم ولست من الكرام بني العبيد
ولا من رهط حسان بن قرط ولا من رهط حارثة بن زيد قال وهؤلاء كلهم من كلب فقال
الكلبي لا أبا لك أنا والله أشرف من هؤلاء كلهم
فسبه الناس كلهم بهجاء الأعشى إياه ثم أغار الكلبي المهجو على قوم قد
بات فيهم الأعشى
فأسر منهم نفرا فيهم الأعشى وهو لا يعرفه ورحل الكلبي حتى نزل بشريح ابن السموأل
بن عادياء اليهودي صاحب تيماء وهو بحصنه الأبلق فمر شريح بالأعشى فناداه الأعشى
شريح لا تتتركني بعدما علقت حبالك اليوم بعد القد أظفاري قد جلت ما بين بانقيا إلى
عدن وطال في العجم تسياري وتكراري فكان أكرمهم جداوأوثقهم عهدا أبوك بعرف غير
إنكار كن كالسموأل إذ طاف الهمام به في جحفل كهزيع الليل جرار بالأبلق الفرد من
تيماء منزله حصن حصين وجار غير غدار إذ سامه خطتي خسف فقال له قل ما تشاء فإني
سامع حار فقال ثكل وغدر أنت بينهما فاختر فما فيهما حظ لمختار فشك غير طويل ثم قال
له اقتل أسيرك إني مانع جاري فاختار أدراعه كيلا يسب بها ولم يكن وعده فيها بختار قال
فجاء شريح إلى الكلبي فقال هب لي هذا الأسير المضرور
فقال هو لك فأطلقه وقال له أقم عندي حتى أكرمك وأحبوك
فقال الأعشى من تمام صنيعتك إلي أن تعطيني ناقة ناجية وتخليني الساعة
فأعطاه ناقة فركبها ومضى من ساعته وبلغ الكلبي أن الذي وهب لشريح هو الأعشى فأرسل
إلى شريح ابعث إلي الاسير الذي وهبت لك حتى أحبوه وأعطيه فقال قد مضى
فأرسل الكلبي في أثره فلم يلحقه
وقال الأعشى وهو زعم أن سليمان ابن داود هو الذي بنى الألق الفرد بعد أن ذكر
الملوك الذين أفناهم الدهر فقال ولا عاديا لم يمنع الموت ماله وورد بتيماء اليهودي
أبلق بناه سليمان بن داود حقبة له أزج عال وطي موثق يوازي كبيدات السماء ودونه
بلاط ودارات وكلس وخندق له درمك في رأسه ومشارب ومسك وريحان وراح تصفق وحور كأمثال
الدمى ومناصف وقدر وطباخ وصاع وديسق فذاك ولم يعجز من الموت ربه ولكن أتاه الموت
لا يتأبق وقال السموأل يصف نفسه وحصنه لنا جبل يحتله من نجيره منيع يرد الطرف وهو
كليل رسا أصله تحت الثرى وسما به إلى النجم فرع لا ينال طويل هو الأبلق الفرد الذي
سار ذكره يعز على من رامه ويطول الأبلة بضم أوله وثانيه وتشديد اللام وفتحها قال
أبو علي الأبلة اسم البلد الهمزة فيه فاء وفعلة
قد جاء اسما وصفة
نحو حضمة وغلبة وقالوا قمد فلو قال قائل إنه أفعلة والهمزة فيه زائدة مثل أبلمة
وأسنمة لكان قولا
وذهب أبو بكر في ذلك إلى الوجه الأول كأنه لما رأى فعلة أكثر من أفعلة كان عنده
أولى من الحكم بزيادة الهمزة لقلة أفعلة ولمن ذهب إلى الوجه الآخر أن يحتج بكثرة
زيادة الهمزة أولا
وقالوا للفدرة من التمر الأبلة
قال الشاعر وهو أبو المثلم الهذلي فيأكل ما رض من زادنا ويأبى الأبلة لم ترضض وهذا
أيضا فعلة من قولهم طير أبابيل فسره أبو عبيدة جماعات في تفرقة فكما أن أبابيل
فعاعيل وليست بأفاعيل كذلك الأبلة فعلة وليست بأفعلة
وحكي عن الأصمعي في قولهم الأبلة التي يراد بها اسم البلد كانت به امرأة خمارة
تعرف بهوب في زمن النبط فطلبها قوم من النبط فقيل لهم هوب لاكا بتشديد اللام أي
ليست هوب ههنا فجاءت الفرس فغلظت فقالت هوبلت فعربتها العرب فقالت الأبلة
وقال أبو القاسم الزجاجي الأبلة الفدرة من التمر وليست الجلة كما قال أبو بكر
الأنباري
إن الأبلة عندهم الجلة من التمر وأنشد ابن الأنباري
ويأبى الأبلة لم ترضض وقرىء بخط بديع الزمان بن عبد الله الأديب الهمذاني في كتاب
قرأه على أبي الحسين أحمد بن فارس اللغوي وخطه له عليه سمعت محمد بن الحسين بن
العميد يقول سمعت محمد بن مضا يقول سمعت الحسن بن علي بن قتيبة الرازي يقول سمعت
أبا بكر القاري يقول الأبلة بفتح أوله وثانيه والأبلة بضم أوله وثانيه هو المجيع
وأنشد البيت المذكور قبل والمجيع التمر باللبن
والأبلة بلدة على شاطىء دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة
البصرة وهي أقدم من البصرة لأن البصرة مصرت في أيام عمر ابن الخطاب رضي الله عنه
وكانت الأبلة حيئذ مدينة فيها مسالح من قبل كسرى وقائد وقد ذكرنا فتحها في سبذان
وكان خالد بن صفوان يقول ما رأيت أرضا مثل الأبلة مسافة ولا أغذى نطفة ولا أوطأ
مطية ولا أربح لتاجر ولا أخفى لعائذ
وقال الأصمعي جنان الدنيا ثلاث غوطة دمشق ونهر بلخ ونهر الأبلة
وحشوش الدنيا خمسة الأبلة وسيراف وعمان وأردبيل وهيت
وأما نهر الأبلة الضارب إلى البصرة فحفره زياد
وحكي أن بكر بن النطاح الحنفي مدح أبا دلف العجلي بقصيدة فأثابه عليها عشرة آلاف
درهم فاشترى بها ضيعة بالأبلة ثم جاء بعد مديدة وأنشده أبياتا بك ابتعت في نهر
الأبلة ضيعة عليها قصير بالرخام مشيد إلى جنبها أخت لها يعرضونها وعندك مال للهبات
عتيد فقال أبو دلف وكم ثمن هذه الضيعة الأخرى فقال عشرة آلاف درهم فأمر أن يدفع
ذلك إليه فلما قبضها قال له اسمع مني يا بكر إن إلى جنب
كل ضيعة ضيعة أخرى
إلى الصين وإلى ما لا نهاية له فإياك أن تجيئني غدا وتقول إلى جنب هذه الضيعة ضيعة
أخرى فإن هذا شيء لا ينقضي
وقد نسب إلى الأبلة جماعة من رواة العلم منهم شيبان بن فروخ الأبلي وحفص بن عمر بن
إسماعيل الأبلي روى عن الثوري ومسعر بن كدام ومالك بن أنس وابن أبي ذئب وابنه
إسماعيل بن حفص أبو بكر الأبلي وأبو هاشم كثير بن سليم الأبلي من أهلها وهو الذي
يقال له كثير بن عبد الله يضع الحديث على أنس ويرويه عنه لا تحل رواية حديثه
وغير هؤلاء
أبلى بالضم ثم السكون والقصر بوزن حبلى قال عرام تمضي من المدينة مصعدا إلى مكة
فتميل إلى واد يقال له عريفطان معن ليس له ماء ولا مرعى وحذاه جبال يقال لها أأبلى
فيها مياه منها بئر معونة وذو ساعدة وذو جماجم أو حماحم والوسباء وهذه لبني سليم
وهي قنان متصلة بعضها إلى بعض قال فيها الشاعر ألا ليت شعري هل تغير بعدنا أروم
فآرام فشابة فالحضر وهل تركت أبلى سواد جبالها وهل زال بعدي عن قنينته الحجر وعن
الزهري بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أرض بني سليم وهو يومئذ ببئر معونة
بجرف أبلى
وأبلى بين الأرحضية وقران كذا ضبطه أبو نعيم
أبلي بالضم ثم السكون وكسر اللام وتشديد الياء جبل معروف عند أجإ وسلمى جبلي طيء
وهناك نجل سعته أكثر من ثلاثة فراسخ
والنجل بالجيم الماء النز ويستنقع فيه ماء السماء أيضا وواد يصب في الفرات قال
الأخطل ينصب في بطن أبلي ويبحثه في كل منبطح منه أخاديد فثم يربع أبليا وقد حميت
منها الدكادك والأكم القراديد يصف حمارا ينصب في العدو ويبحثه أي يبحث عن الوادي
بحافره
وقال الراعي تداعين من شتى ثلاث وأربع وواحدة حتى كملن ثمانيا دعا لبها عمرو كأن
قد وردنه برجلة أبلي وإن كان نائيا إبليل بالكسر ثم السكون ولام مكسورة وياء ساكنة
ولام أخرى قرية من قرى مصر بأسفل الأرض يضاف إليها كورة فيقال كورة صان وإبليل
ابنا طمر تثنية ابن وطمر بكسر الطاء والميم وتشديد الراء هما جبلان ببطن نخلة
وابنا طمار ثنيتان
ابنا عوار بضم العين قلتان في قول الراعي ماذا تذكر من هند إذا احتجبت بابني عوار
وأدنى دارها بلع ابنبم بفتح أوله وثانيه وسكون النون وفتح الباء الموحدة وميم بوزن
أفنعل من أبنية كتاب سيبويه وروى يبنبم بالياء وذكر في موضعه وأنشد سيبويه لطفيل
الغنوي يقول
أشاقتك أظعان بحفر
أبنبم نعم بكرا مثل الفسيل المكمم ابن ماما لا أعرفه في غير كتاب العمراني وقال
مدينة صغيرة ولم يزد
ابن مدى مدى الشيء غايته ومنتهاه اسم واد في قول الشاعر فابن مدى روضاته تأنس ابند
بفتح أوله وثانيه وسكون النون صقع معروف من نواحي جنديسابور من نواحي الأهواز عن
نصر
أبنود بالفتح ثم السكون وضم النون وسكون الواو ودال مهملة قرية من قرى الصعيد دون
قفط ذات بساتين ونخل ومعاصر للسكر
أبنى بالضم ثم السكون وفتح النون والقصر بوزن حبلى موضع بالشام من جهة البلقاء جاء
ذكره في قول النبي صلى الله عليه و سلم لأسامة ابن زيد حيث أمره بالمسير إلى الشام
وشن الغارة على أبنى
وفي كتاب نصر أبنى قرية بمؤتة
الأبواء بالفتح ثم السكون وواو وألف ممدودة قال قوم سمي بذلك لما فيه من الوباء
ولو كان كذلك لقيل الأوباء إلا أن يكون مقلوبا
وقال ثابت بن أبي ثابت اللغوي سميت الأبواء لتبوء السيول بها وهذا أحسن
وقال غيره الأبواء فعلاء من الأبوة أو أفعال كأنه جمع بو وهو الجلد الذي يحشى
ترأمه الناقة فتدر عليه إذا مات ولدها أو جمع بوى وهو السواء إلا أن تسمية الأشياء
بالمفرد ليكون مساويا لما سمي به أولى ألا ترى أنا نحتال لعرفات وأذرعات مع أن
أكثر أسماء البلدان مؤنثة ففعلاء أشبه به مع أنك لو جعلته جمعا لاحتجت إلى تقدير
واحده وسئل كثير الشاعر لم سميت الأبواء أبواء فقال لأنهم تبوأوا بها منزلا
والأبواء قرية من أعمال الفرع من المدينة بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة
وعشرون ميلا
وقيل الأبواء جبل على يمين آرة ويمين الطريق للمصعد إلى مكة من المدينة وهناك بلد
ينسب إلى هذا الجبل وقد جاء ذكره في حديث الصعب بن جثامة وغيره
قال السكري الأبواء جبل شامخ مرتفع ليس عليه شيء من النبات غير الخزم والبشام وهو
لخزاعة وضمرة
قال ابن قيس الرقيات فمنى فالجمار من عبد شمس مقفرات فبلدح فحراء فالخيام التي
بعسفان أقوت من سليمى فالقاع فالأبواء وبالأبواء قبر آمنة بنت وهب أم النبي صلى
الله عليه و سلم وكان السبب في دفنها هناك أن عبد الله والد رسول الله صلى الله
عليه و سلم كان قد خرج إلى المدينة يمتار تمرا فمات بالمدينة فكانت زوجته آمنة بنت
وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب تخرج في كل عام إلى
المدينة تزور قبره فلما أتى على رسول الله صلى الله عليه و سلم ست سنين خرجت زائرة
لقبره ومعها عبد المطلب وأم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما صارت
بالأبواء منصرفة إلى مكة ماتت بها
ويقال إن أبا طالب
زار أخواله بني النجار بالمدينة وحمل معه آمنة أم رسول الله صلى الله عليه و سلم
فلما رجع منصرفا إلى مكة ماتت آمنة بالأبواء
أبوى مقصور اسم للقريتين اللتين على طريق البصرة إلى مكة المنسوبتين إلى طسم وجديس
قال المثقب العبدي ألا من مبلغ عدوان عني وما يغني التوعد من بعيد فإنك لو رأيت
رجال أبوى غداة تسربلوا حلق الحديد إذا لظننت جنة ذي عرين وآساد الغريفة في صعيد
أبوى بالتحريك مقصور اسم موضع أو جبل بالشام قال النابغة الذبياني يرثي أخاه لا
يهنىء الناس ما يرعون من كلإ وما يسوقون من أهل ومن مال بعد ابن عاتكة الثاوي على
أبوي أضحى ببلدة لا عم ولا خال سهل الخليقة مشاء بأقدحه إلى ذوات الذرى حمال أثقال
حسب الخليلين نأي الأرض بينهما هذا عليها وهذا تحتها بال الأبواز بالزاي من جبال
أبي بكر بن كلاب من أطراف نملى
الأبواص بالصاد المهملة موضع في شعر أمية بن أبي عائذ الهذلي لمن الديار بعلي
فالأحراص فالسودتين فمجمع الأبواص قال السكري ويروى الأنواص بالنون وروى الأصمعي
القصيدة صادية مهملة
أبوان بالفتح ثم السكون وألف ونون قرية بالصعيد الأدنى من أرض مصر في غربي النيل
ويعرف بأبوان عطية وأبوان أيضا مدينة كانت قرب دمياط من أرض مصر أيضا كان أهلها
نصارى ويعمل فيها الشراب الفائق فينسب إليها فيقال له بوني على غير لفظه ويضاف
إليها عمل فيقال لجميعه الأبوانية
وأبوان أيضا من قرى كورة البهنسا بالصعيد أيضا
أبو خالد هو كنية البحر الذي أغرق الله فيه فرعون وجنوده وهو بحر القلزم الذي يسلك
من مصر إلى مكة وغيرها وهو من بحر الهند وجاء في التفسير أن موسى عليه السلام هو
الذي كناه أبا خالد لما ضربه بعصاه فانفلق بإذن الله ذكر ذلك أبو سهل الهروي
أبو قبيس بلفظ التصغير كأنه تصغير قبس النار وهو اسم الجبل المشرف على مكة وجهه
إلى قعيقعان ومكة بينهما أبو قبيس من شرقيها وقعيقعان من غربيها قيل سمي باسم رجل
من مذحج كان يكنى أبا قبيس لأنه أول من بنى فيه قبة قال أبو المنذر هشام أبو قبيس
الجبل الذي بمكة كناه آدم عليه السلام بذلك حين اقتبس منه هذه النار التي بأيدي
الناس إلى اليوم من مرختين نزلتا من السماء على أبي قبيس فاحتكتا فأورتا نارا فاقتبس
منها آدم فلذلك المرخ إذا حك أحدهما بالآخر خرجت منه النار
وكان في الجاهلية يسمى الأمين لأن الركن كان
مستودعا فيه أيام
الطوفان وهو أحد الأخشبين
قال السيد علي بضم العين وفتح اللام هما الأخشب الشرقي والأخشب الغربي هو المعروف
بجبل الخط بضم الخاء المعجمة والخط من وادي إبراهيم
وذكر عبد الملك بن هشام أنه سمي بأبي قبيس بن شامخ وهو رجل من جرهم كان قد وشى بين
عمرو بن مضاض وبين ابنة عمه مية فنذرت أن لا تكلمه وكان شديد الكلف بها فحلف
لأقتلن أبا قبيس فهرب منه في الجبل المعروف به وانقطع خبره فإما مات وإما تردى منه
فسمي الجبل أبا قبيس لذلك في خبر طويل ذكره ابن هشام صاحب السيرة في غير كتاب
السيرة
وقد ضربت العرب المثل بقدم أبي قبيس فقال عمرو ابن حسان أحد بني الحارث بن همام
وذكر الملوك الماضية ألا يا أم قيس لا تلومي وأبقي إنما ذا الناس هام أجدك هل رأيت
أبا قبيس أطال حياته النعم الركام وكسرى إذ تقسمه بنوه بأسياف كما اقتسم اللحام
تمخضت المنون له بيوم أنى ولكل حاملة تمام وقال أبو الحسين بن فارس سئل أبو حنيفة
عن رجل ضرب رجلا بحجر فقتله هل يقاد به فقال لا ولو ضربه بأبا قبيس قال فزعم ناس
أن أبا حنيفة رضي الله عنه لحن قال ابن فارس وليس هذا بلحن عندنا لأن هذا الاسم
تجريه العرب مرة بالإعراب فيقولون جاءني أبو فلان ومررت بأبي فلان ورأيت أبا فلان
ومرة يخرجونه مخرج قفا وعصا ويرونه اسما مقصورا فيقولون جاءني أبا فلان ورأيت أبا
فلان ومررت بأبا فلان
ويقولون هذه يدا ورأيت يدا ومررت بيدا على هذا المذهب
وأنشدني أبي رحمه الله يقول يا رب سار بات ما توسدا إلا ذراع العيس أو كف اليدا
قال وأنشدني علي بن إبراهيم القطان قال أنشدنا أحمد ابن يحيى ثعلب أنشدنا الزبير
بن أبي بكر قال أنشد بعض الأعراب يقول ألا بأبا ليلى على النأي والعدى وما كان
منها من نوال وإن قلا هذا آخر كلامه
ويمكن أن يقال إن هذه اللغة محمولة على الأصل لأن أبو أصله أبو كما أن عصا وقفا
أصله عصو وقفو فلما تحركت الواو وانفتح ما قبلها فلبوها ألفا بعد إسكانها إضعافا
لها وأنشدوا على هذه اللغة إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها وقال
امرأة ولها ولدان وقد زعموا أني جزعت عليهما وهل جزع إن قلت وا بأباهما هما أخوا
في الحرب من لا أخا له إذا خاف يوما نبوة فدعاهما فهذا احتجاج لأبي حنيفة إن كان
قصد هذه اللغة الشاذة الغريبة المجهولة والله أعلم
وأبو قبيس أيضا حصن مقابل شيزر معروف
أبو محمد بلفظ اسم
نبينا محمد صلى الله عليه و سلم جبل في بحر القلزم يسكنه قوم ممن حرم التوفيق ليس
لهم طعام إلا حب الخروع وما يصيدونه من السمك وليس عندهم زرع ولا ضرع
أبو منجوج بفتح الميم وسكون النون وجيمين بينهما واو ساكنة قرية في كورة البحيرة
قرب الإسكندرية
أبو هرميس بكسر الهاء وسكون الراء وكسر الميم وياء ساكنة وسين مهملة قال ابن عبد
الحكم لما مات بيصر بن حام دفن في موضع أبي هرميس قالوا فهي أول مقبرة قبر فيها
بأرض مصر
أبويط بالفتح ثم السكون وفتح الواو وياء ساكنة وطاء مهملة قرية قرب بردنيس في شرقي
النيل من أعمال الصعيد الأدنى من كورة الأسيوطية وأكثر ما يقال بغير همزة
وإليها ينسب البويطي الفقيه نذكره في باب الباء إن شاء الله تعالى
وأبويط أيضا قرية قرب بوصير قوريدس وقيل إليها ينسب البويطي والله أعلم
أبهر بالفتح ثم السكون وفتح الهاء وراء يجوز أن يكون أصله في اللغة من الابهر وهو
عجس القوس أو من البهر وهو الغلبة قال عمر بن أبي ربيعة ثم قالوا تحبها قلت بهرا
عدد القطر والحصى والتراب ويقال ابتهر فلان بفلانة أي اشتهر قال الشاعر تهيم حين
تختلف العوالي وما بين إن مدحتهم ابتهار وبهرة الوادي وسطه فابهر اسم جبل بالحجاز
قال القتال الكلابي فإنا بنو أمين أختين حلتا بيوتهما في نجوة فوق أبهرا وأبهر
أيضا مدينة مشهورة بين قزوين وزنجان وهمذان من نواحي الجبل والعجم يسمونها أوهر
وقال بعض العجم معنى أبهر مركب من آب وهو الماء وهر وهي الرحا كأنه ماء الرحا وقال
ابن أحمر أبا سالم إن كنت وليت ما ترى فاسجح وإن لاقيت سكنى بأبهرا فلما غسى ليلي
وأيقنت أنها هي الأربى جاءت بأم حبوكرا نهضت إلى القصواء وهي معدة لأمثالها عندي
إذ كنت أوجرا وقال النجاشي الحارثي واسمه قيس بن عمرو بن مالك ابن معاوية بن خديج
بن حماس ألج فؤادي اليوم فيما تذكرا وشطت نوى من حل جوا ومحضرا من الحي إذ كانوا
هناك وإذ ترى لك العين فيهم مسترادا ومنظرا وما القلب إلا ذكره حارثية خوارية يحيا
لها أهل أبهرا ويقال عبد اللهبن حجاج بن محصن بن جندب الجحاشي الذبياني من مبلغ
قيسا وخندف أنني أدركت مظلمتي من ابن شهاب
هلا خشيت وأنت عاد
ظالم بقصور أبهر ثؤرتي وعقابي إذ تستحل وكل ذاك محرم جلدي وتنزع ظالما أثوابي باءت
عرار بكحل فيما بيننا والحق يعرفه ذوو الألباب وأما فتحها فإنه لما ولي المغيرة بن
شعبة الكوفة وجرير بن عبد الله البجلي همذان والبراء بن عازب الري في سنة أربع
وعشرين في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه وضم إليه جيشا فغزا أبهر فسار البراء
ومعه حنظلة بن زيد الخيل حتى نزل على أبهر فأقام على حصنها وهو حصن منيع وكان قد
بناه سابور ذو الأكتاف ويقال إنه بنى حصن أبهر على عيون سدها بجلود البقر والصوف
واتخذ عليها دكة ثم بنى الحصن عليها ولما نزل البراء عليها قاتله أهل الحصن أياما
ثم طلبوا الأمان فآمنهم على ما آمن حذيفة بن اليمان أهل نهاوند ثم سار البراء إلى
قزوين ففتحها
وبين أبهر وزنجان خمسة عشر فرسخا وبينها وبين قزوين اثنا عشر فرسخا وينسب إليها
كثير من العلماء والفقهاء المالكية وكانوا على رأي مالك بن أنس منهم أبو بكر محمد
بن عبد الله بن محمد بن صالح بن عمر بن بن حفص بن عمر بن معصب بن الزبير بن سعد بن
كعب ابن عباد بن النزال بن مرة بن عبيد بن الحارث وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد
بن زيد مناة ابن تميم الأبهري التميمي المالكي الفقيه حدث عن أبي عروبة الحراني
ومحمد بن عمر الباغندي ومحمد بن الحسين الأشناني وعبد الله بن زيدان الكوفي وأبي
بكر بن أبي داود وخلق سواهم وله تصانيف في مذهب مالك وكان مقدم أصحابه في وقته ومن
أهل الورع والزهد والعبادة دعي إلى القضاء ببغداد فامتنع منه
روى عنه إبراهيم بن مخلد وابنه إسحاق بن إبراهيم وأبو بكر البرقاني وأبو القاسم
التنوخي وأبو محمد الجوهري وغيرهم وكان مولده في سنة 982 ومات في شوال سنة 573
وأبو بكر محمد بن طاهر وقال عبد الله ابن طاهر وعبد الله أشهر أحد مشايخ الصوفية
كان في أيام الشبلي يتكلم في علوم الظاهر وعلوم الطريقة والحقيقة وكان له قبول تام
كتب الحديث الكثير ورواه
وسعيد بن جابر صحب الجنيد وكان في أيام الشبلي أيضا
قال أبو عبد الرحمن السلمي هو من أقران محمد بن عيسى ومحمد بن عيسى الأبهري كان
مقيما بقزوين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكنى أبا عبد الله ويعرف
بالصفار صحب أبا عبد الله الزراد وذكره السلمي
وعبد الواحد ابن الحسن بن محمد بن خلف المقري الأبهري أبو نصر روى عن الدارقطني
قال يحيى بن مندة قدم أصبهان سنة 344 كتب عنه جماعة من أهل بلدنا
وأبو علي الحسين بن عبد الرزاق بن الحسين الأبهري القاضي سمع أبا الفرج عبد الحميد
بن الحسن بن محمد حدث عنه شيوخنا
وغير هؤلاء كثير
أبهر أيضا بليدة من نواحي أصبهان ينسب إليها آخرون منهم إبراهيم بن الحجاج الأبهري
سمع أبا داود وغيره
وإبراهيم بن عثمان بن عمير الأبهري روى عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي
والحسن بن محمد بن أسيد الأبهري سمع عمرو بن علي ومحمد بن سليمان لوينا
ومحمد بن خالد بن خداش وغيرهم روى عنه أبو الشيخ الحافظ ومات سنة 392 قال ابن
مردويه
وسهل بن محمد بن العباس
الأبهري
ومحمد بن الحسين بن إبراهيم بن زياد بن عجلان الأبهري أبو جعفر تلقب بأبي الشيخ
مات ببغداد
ومحمد بن أحمد بن عمرو أبو عبد الله الأبهري الأصبهاني ومحمد بن أحمد بن محمد بن
المنذر الصيدلاني الأبهري
وأبو سهل المرزبان بن محمد بن المرزبان روى عنه أحمد بن علي الأبهري
ومحمد بن عثمان بن أحمد بن الخصيب أبو سهل الأبهري
ومحمد بن عثمان بن أحمد بن الخصيب أبو سهل الأبهري سمع إبراهيم بن أسباط بن السكن
وروى عنه الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه وغيره وكان ثقة
وأبو جعفر أحمد بن جعفر بن أحمد الأبهري المؤدب
وإبراهيم بن يحيى الحزوري الأبهري مولى السائب ابن الأقرع والد محمد بن إبراهيم
روى عن أبي داود وبكر بن بكار روى عنه ابنه محمد بن إبراهيم
وأبو زيد أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن عمرو الأبهري
المديني حدث عن أبي بكر محمد بن إبراهيم المقري وأبي سهل المرزبان بن محمد بن
المرزبان الأبهري روى عنه محمد بن إسحاق بن مندة وغيره
وأبو بكر الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد ابن يونس الأبهري الأديب سمع من أبي
القاسم سليمان ابن أحمد الطبراني روى عنه يحيى بن مندة وأبو العباس أحمد بن محمد
بن جعفر المؤدب الأبهري حدث عن محمد ابن الحسن بن المهلب والفضل بن الخصيب وروى
عنه أحمد بن جعفر الفقيه اليزدي
وأبو علي الحسن بن محمد بن عبد الله بن عبد السلام الأبهري روى عن أبي بكر بن جشنس
عن يحيى بن صاعد وقيل اسمه الحسين والأصح الحسن روى عنه أحمد بن شمردان توفي في
رجب سنة 324
وأبو مسلم عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن المرزباني الأبهري روى عن جده
وعلي ابن عبد الله بن أحمد بن جابر أبو الحسن الأبهري شيخ قديم حدث عن محمد بن
محمد بن يونس سمع منه أحمد بن الفضل المقري
وأبو العباس عبيد الله بن أحمد بن حامد الأبهري المؤدب حدث عن محمد بن محمد بن
يونس أيضا روى عنه أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي وأبو نصر إبراهيم بن محمد
الكسائي ومحمد بن أحمد بن محمد الآمدي
وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن زنجويه الأبهري الأديب
روى عن عبد الله بن محمد بن جعفر أبي الشيخ الحافظ روى عنه محمد بن أحمد بن خالد
الخباز ومحمد بن إبراهيم العطار
وأبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن فادار الأبهري حدث عن أبي عبد الله محمد بن
إسحاق بن مندة الحافظ قليل الرواية كتب عنه واصل بن حمزة في سنة 134
قال يحيى بن عبد الوهاب العبدي وأبو علي أحمد ابن محمد بن عبد الله بن أسيد الثقفي
الأبهري الأصبهاني الكتبي يروي عن أبي متوبة والداركي وابن مخلد روى عنه أبو
الحسين عبد الوهاب بن يوسف القزاز
وأحمد بن الحسن بن فادار أبو شكر الأبهري الأصبهاني حدث عن أحمد بن محمد بن
المرزبان الأبهري وغيره وحديثه عند الأصبهانيين مات في شعبان سنة 554
وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن ماجه الأبهري الأصبهاني روى عن أبي
جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان جزء لوين عن أبي جعفر محمد بن إبراهيم بن الحكم عن
أبي جعفر لوين وهو آخر من ختم به حديث لوين بأصبهان مات في صفر سنة 284 وقيل في ذي
القعدة سنة إحدى وثمانين آخر من روى عنه محمود بن عبد الكريم بن علي فروجة
وأبو طاهر أحمد بن حمد بن أبي بكر الأبهري المقري روى عنه أبو بكر اللفتواني
أبة بضم أوله
وتشديد ثانيه والهاء اسم مدينة بإفريقية بينها وبين القيروان ثلاثة أيام وهي من
ناحية الأربس موصوفة بكثرة الفواكه وإنبات الزعفران ينسب إليها أبو القاسم عبد
الرحمن بن عبد المعطي بن أحمد الأنصاري الأبي روى عن إبي حفص عمر بن إسمعيل البرقي
كتب عنه أبو جعفر أحمد بن يحيى الجارودي بمصر
وأبو العباس أحمد بن محمد الأبي أديب شاعر سافر إلى اليمن ولقي الوزير العيدي ورجع
إلى مصر فأقام بها إلى أن مات في سنة 895
أبيار بفتح أوله وسكون ثانيه بلفظ جميع البئر مخفف الهمزة اسم قرية بجزيرة بني نصر
بين مصر والاسكندرية ينسب إليها أبو الحسن علي بن إسمعيل ابن أسد الربعي الأبياري
حدث عن محمد بن علي بن يحيى الدقاق حدث عنه أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي بالإجازة
توفي سنة 815
وأبو الحسن علي بن إسمعيل بن علي بن حسن بن عطية التلكاني ثم الأبياري فقيه المالكية
بالاسكندرية سمع من أبي طاهر بن عوف وأبي القاسم مخلوف بن علي ومولده تقريبا سنة
755
إبيان بكسر أوله وتشديد ثانيه وفتحه وياء وألف ونون هي قرية قرب قبر يونس بن متى
عليه السلام
أبيدة بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة ودال مهملة منزل من منازل أزد السراة
وقال ابن موسى أبيدة من ديار اليمانيين بين تهامة واليمن
أبير بضم أوله وفتح ثانيه وياء ساكنة وراء بلفظ التصغير كأنه من الأبر وهو إصلاح
النخل عين بني أبير من نواحي هجر دون الأحساء يشرف عليها والغ واد بالبحرين
وإبير أيضا موضع في بلاد غطفان وقيل ماء لبني القين بن جسر عن نصر
الأبيض وهو ضد الأسود قال الأصمعي الجبل المشرف على حق أبي لهب وحق إبراهيم بن
محمد ابن طلحة وكان يسمى في الجاهلية المستنذر
وقيل الأبيض جبل العرج
والأبيض أيضا قصر الأكاسرة بالمدائن كان من عجائب الدنيا لم يزل قائما إلى أيام
المكتفي في حدود سنة 092 فإنه نقض وبني بشرافاته أساس التاج الذي بدار الخلافة
وبأساسه شرافاته كما ذكرناه في التاج فعجب الناس من هذا الانقلاب وآياه أراد
البحتري بقوله ولقد رابني نبوء ابن عمي بعد لين من جانبيه وأنس وإذا ما جفيت كنت
حريا أن أرى غير مصبح حيث أمسي حضرت رحلي الهموم فوجه ت إلى أبيض المدائن عنسي
أتسلى عن الحظوظ وآسى لمحل من آل ساسان درس ذكرتنيهم الخطوب التوالي ولقد تذكر
الخطوب وتنسي وهم خافضون في ظل عال مشرف يحسر العيون ويخسي مغلق بابه على جبل القب
ق إلى دارتي خلاط ومكس حلل لم تكن كأطلال سعدى في قفار من البسابس ملس
أبيط بالفتح ثم
الكسر هو ماء من مياه بطن الرمة
أبيم بضم أوله وفتح ثانيه وياء مشددة قيل أبيم وأبام شعبان بنخلة اليمانية لهذيل
بينهما جبل مسيرة ساعة من نهار قال السعدي وإن بذاك الجزع بين أبيم وبين أبام شعبة
من فؤاديا أبين يفتح أوله ويكسر بوزن أحمر ويقال يبين وذكره سيبويه في الأمثلة
بكسر الهمزة ولا يعرف أهل اليمن غير الفتح وحكى أبو حاتم قال سألنا أبا عبيدة كيف
تقول عدن أبين أو إبين فقال أبين وإبين جميعا وهو مخلاف باليمن منه عدن يقال إنه
سمي بأبين بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبإ
وقال الطبري عدن وأبين ابنا عدنان بن أدد وأنشد الفراء ما من أناس بين مصر وعالج
وأبين إلا قد تركنا لهم وترا ونحن قتلنا الأزد أزد شنوءة فما شربوا بعدا على لذة
خمرا وقال عمارة بن الحسن اليمني الشاعر أبين موضع في جبل عدن منه الأديب أبو بكر
أحمد بن محمد العيدي القائل منسوب إلى قبيلة يقال لها عيد ويقال عيدي بن ندعي بن
مهرة بن عيدان وهي التي تنسب إليها الإبل العيدية وأشار بعضهم يقول ليت ساري المزن
من وادي منى بان عن عيني فيسقي أبينا واستهلت بالرقيطا أدمع منه تستضحك تلك الدمنا
فكسا البطحاء وشيا أخضرا وأعاد الجو نوا أدكنا أيمن الرمل وما علقت من أيمن الرملة
إلا الأيمنا وطن اللهو الذي جر الصبى فيه أذيال الهوى مستوطنا تلك أرض لم أزل صبا
بها هائما في حبها مرتهنا هي ألوت ما يمنيني الهوى برباها لا اللوى والمنحنى وإلى
أبين ينسب الفقيه نعيم عشري اليمن وإنما سمي عشري اليمن لأنه كان يعرف عشرة فنون
من العلم وصنف كتابا في الفقه في ثلاثة مجلدات
أبيورد بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة وفتح الواو وسكون الراء ودال مهملة ذكرت
الفرس في أخبارها أن الملك كيكاووس أقطع باورد بن جودرز أرضا بخراسان فبنى بها
مدينة وسماها باسمه فهي أبيورد مدينة بخراسان بين سرخس ونسا وبئة رديئة الماء يكثر
فيها خروج العرق وإليها ينسب الأديب أبو المظفر محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد
الأموي المعاوي الشاعر وأصله من كوفن قرية من قرى أبيورد كان إماما في كل فن من
العلوم عارفا بالنحو واللغة والنسب والأخبار ويده باسطة في البلاغة والإنشاء وله تصانيف
في جميع ذلك وشعره سائر مشهور مات بأصبهان في العشرين من شهر ربيع الأول سنة 705
وقال أبو الفتح البستي
إذا ما سقى الله
البلاد وأهلها فخص بسقياها بلاد أبيورد فقد أخرجت شهما نظير أبي سعد مبرا على
الأقران كالأسد الورد فتى قد سرت في سر أخلاقه العلى كما قد سرت في الورد رائحة
الورد وفتحت أبيورد على يد عبد الله بن عامر بن كريز سنة 13
وقيل فتحت قبل ذلك على يد الأحنف ابن قيس التميمي
أبيوهة بالفتح ثم السكون وياء مضمومة وواو ساكنة وهاءين قرية من قرى مصر
بالاشمونين بالصعيد يقال لها أتنوهة بالتاء تذكر
باب الهمزة والتاء وما يليهما
أتريب بالفتح ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وباء اسم كورة في شرقي مصر مسماة
بأتريب بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام وقد ذكرت قصته في مصر وقصبة هذه
الكورة عين شمس وعين شمس خراب لم يبق منها إلا آثار قديمة تذكر إن شاء الله تعالى
إتريش بالكسر ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وشين معجمة هو حصن بالأندلس من
أعمال رية منها كانت فتنة ابن حفصونة وإليها كان يلجأ عند الخوف
أتشند بالضم ثم السكون وفتح الشين وسكون النون ودال مهملة قرية من قرى نسف بما
وراء النهر منها أبو المظفر محمد بن أحمد بن حامد الكاتب الأتشندي النسفي سمع
الحديث
إتفيح بالكسر ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة وحاء مهملة بلد بالصعيد ذكر في
إطفيح
أتكو بفتح الهمزة وسكون التاء وضم الكاف وواو بليدة قديمة من نواحي مصر قرب رشيد
الأتلاء بالفتح ثم السكون قرية من قرى ذمار باليمن
إتل بكسر أوله وثانيه ولام بوزن إبل اسم نهر عظيم شبيه بدجلة في بلاد الخز ر ويمر
ببلاد الروس وبلغار
وقيل إتل قصبة بلاد الخزر والنهر مسمى بها
قرأت في كتاب أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد ابن حماد رسول المقتدر إلى بلاد
الصقالبة وهم أهل بلغار بلغني أن فيها رجلا عظيم الخلق جدا فلما سرت إلى الملك
سألته عنه فقال نعم قد كان في بلادنا ومات ولم يكن من أهل البلاد ولا من الناس
أيضا وكان من خبره أن قوما من التجار خرجوا إلى نهر إتل وهو نهر بيننا وبينه يوم
واحد كانوا يخرجون إليه وكان هذا النهر قد مد وطغى ماؤه فلم أشعر إلا وقد وافاني
جماعة فقالوا أيها الملك قد طفا على الماء رجل إن كان من أمة تقرب منا فلا مقام
لنا في هذه الديار وليس لنا غير التحويل
فركبت معهم حتى سرت إلى النهر ووقفت عليه وإذا برجل طوله اثنا عشر ذراعا بذراعي
وإذا رأسه كأكبر ما يكون من القدور وأنفه أكبر من شبر وعيناه عظيمتان وأصابعه كل
واحدة شبر فراعني أمره وداخلني ما داخل القوم من الفزع فأقبلنا نكلمه وهو لا يتكلم
ولا يزيد على النظر إلينا فحملته إلى مكاني وكتبت إلى أهل ويسو وهم منا على ثلاثة
أشهر أسألهم عنه
فعرفوني أن هذا رجل
من يأجوج ومأجوج وهم منا على ثلاثة أشهر يحول بيننا وبينهم البحر وأنهم قوم
كالبهائم الهاملة عراة حفاة ينكح بعضهم بعضا يخرج الله تعالى لهم في كل يوم سمكة
من البحر فيجيء الواحد بمديه فيحتز منها بقدر كفايته وكفاية عياله فإن أخذ فوق ذلك
اشتكى بطنه هو وعياله وربما مات وماتوا بأسرهم فإذا أخذوا منها حاجتهم انقلبت
وعادت إلى البحر وهم على ذلك وبيننا وبينهم البحر وجبال محيطة فإذا أراد الله
إخراجهم انقطع السمك عنهم ونضب البحر وانفتح السد الذي بيننا وبينهم
ثم قال الملك وأقام الرجل عندي مدة ثم علقت به علة في نحره فمات بها وخرجت فرأيت
عظامه فكانت هائلة جدا قال المؤلف رحمه الله تعالى هذا وأمثاله هو الذي قدمت
البراءة منه ولم أضمن صحته
وقصة ابن فضلان وإنفاذ المقتدر له إلى بلغار مدونة معروفة مشهورة بأيدي الناس رأيت
منها عدة نسخ وعلى ذلك فإن نهر إتل لا شك في عظمه وطوله فإنه يأتي من أقصى الجنوب
فيمر على البلغار والروم والخزر وينصب في بحيرة جرجان وفيه يسافر التجار إلى ويسو
ويجلبون الوبر الكثير كالنقدز والسمور والسنجاب
وقيل إن مخرجه من أرض خرخيز فيما بين الكيماكية والغزية وهو الحد بينهما ثم يذهب
مغربا إلى بلغار ثم يعود إلى برطاس وبلاد الخزر حتى يصب في البحر الخزري
وقيل إنه ينشعب من نهر إتل نيف وسبعون نهرا ويبقى عمود النهر يجري إلى الخزر حتى
يقع في البحر
ويقال إن مياهه إذا اجتمعت في موضع واحد في أعلاه إنه يزيد على نهر جيحون وبلغ من
كثرة هذه المياه وغزارتها وحدة جريها أنها إذا انتهت إلى البحر جرت في البحر داخله
مسيرة يومين
وهي تغلب على ماء البحر حتى يجمد في الشتاء لعذوبته ويفرق بين لونه ولون ماء البحر
الإتم بكسر أوله وثانيه اسم واد
الأتم بالفتح ثم السكون جبل حرة بني سليم
وقيل قاع لغطفان ثم اختصت به بنو سليم وبين المسلح وهو من منازل حاج الكوفة وين
الأتم تسعة أميال
وقال ابن السكيت الأتم اسم جامع لقريات ثلاث حاذة ونقيا والقيا
وقيل أربع هذه والمحدث قال الشاعر فأوردهن بطن الأتم شعثا يصن المشي كالحدإ التؤام
أتنوهة من قرى مصر من ناحية المنوفية من الغربية
وتعرف بمسجد الخضر أيضا
وبمصر أيضا أبيوهة ذكرت قبل
أتيدة بضم أوله وفتح ثانيه بلفظ التصغير موضع في بلاد قضاعة ببادية الشام قال
الشاعر نجاء كدر من حمير أتيدة يقابله والصفحتين ندوب الكدر الحمار الغليظ ووجدته
في شعر عدي ابن زيد بخط ابن خلجان بالثاء المثلثة وهو قوله أصعدن في وادي أثيدة
بعدما عسف الخميلة واحزأل صواها الأتيم بالضم ثم الفتح وياء مكسورة مشددة وميم هو
ماء في غربي سلمى أحد الجبلين اللذين لطيء
باب الهمزة والثاء
المثلثة وما يليهما
الأثارب كأنه جمع أثرب من الثرب وهو الشحم الذي قد غشي الكرش
يقال أثرب الكبش إذا زاد شحمه فهو أثرب لما سمي به جمع جمع محض الأسماء كما قال
فيا عبد عمرو لو نهيت الأحاوصا وهي قلعة معروفة بين حلب وإنطاكية بينها وبين حلب
نحو ثلاثة فراسخ ينسب إليها أبو المعالي محمد ابن هياج بن مبادر بن علي الأثاربي
الأنصاري
وهذه القلعة الآن خراب وتحت جبلها قرية تسمى باسمها فيقال لها الأثارب
وفيها يقول محمد بن نصر ابن صغير القيسراني عرجا بالأثاربي كي أقضي مآربي واسرقا
نوم مقلتي من جفون الكواعب واعجبا من ضلالتي بين عين وحاجب وحمدان بن عبد الرحيم
الأثاربي الطبيب متأدب وله شعر وأدب وصنف تاريخا كان في أيام طغندكين صاحب دمشق
بعد الخمسمائة وقد ذكرته في معراثا بأتم من هذا
أثافت بالفتح والفاء مكسورة والتاء فوقها نقطتان اسم قرية باليمن ذات كروم كثيرة
قال الهمداني وتسمى أثافة بالهاء والتاء أكثر
قال وخبرني الرئيس الكباري من أهل أثافت قال كانت تسمى في الجاهلية درنا وإياها
أراد الأعشى بقوله أقول للشرب في درنا وقد ثملوا شيموا وكيف يشيم الشارب الثمل
وكان الأعشى كثيرا ما يتجر فيها وكان له بها معصر للخمر يعصر فيه ما جزل له أهل
أثافة من أعنابهم
قال الأصمعي وقفت باليمن على قرية فقلت لامرأة بم تسمى هذه القرية فقالت أما سمعت
قول الشاعر الأعشى حب أثافة ذات الكرو م عند عصارة أعنابها وأهل اليمن يسمونها
ثافت بغير همزة وبين أثافت وصنعاء يومان
الأثالث بلفظ الجمع جبال في ديار ثمود بالحجر قرب وادي القرى فيها نزل قوله تعالى
وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين
وهي جبال يراها الناظر من بعد فيظنها قطعة واحدة فإذا توسطها وجدها متفرقة يطوف
بكل واحد منها الطائف
أثال بضم أوله وتخفيف ثانيه وألف ولام علم مرتجل أو من قولهم تأثلت بئرا إذا
احتفرتها قال أبو ذؤيب وقد أرسلوا فراطهم فتأثلوا قليبا سفاها للاماء القواعد وهو
جبل لبني عبس بن بغيض بينه وبين الماء الذي ينزل عليه الناس إذا خرجوا من البصرة
إلى المدينة ثلاثة أميال وهو منزل لأهل البصرة إلى المدينة بعد قو وقبل الناجية
وقيل أثال حصن ببلاد عبس بالقرب من بلاد بني أسد
وأثال أيضا موضع على طريق الحاج بين الغمير وبستان ابن عامر قال كثير
ترمي الفجاج إذا
الفجاج تشابهت أعلامها بمهامه أغفال بركائب من بين كل ثنية سرح اليدين وبازل شملال
إذ هن في غلس الظلام قوارب أعداد عين من عيون أثال و أثال من أرض اليمامة لبني
حنيفة
و أثال أيضا ماء قريب من غمازة وغمازة بالغين المعجمة والزاي وهي عين ماء لقوم من
بني تميم ولبني عائذة بن مالك
بنجيكت بضم أوله وسكون ثانيه وكسر الجيم وياء ساكنة وفتح الكاف و أثال مالك أيضا
قرية بالقاعة قاعة بني سعد ملك لهم
وفي كتاب الجامع للغوري أثال اسم ماء لبني سليم وقيل لبني عبس وقيل هو جبل
وقال غيره أثال اسم واد يصب في وادي الستارة وهو المعروف بقديد يسيل في وادي خيمتي
أم معبد
وجميع هذه المواضع مذكورة في الأخبار والأشعار
قال متمم بن نويرة
ولقد قطعت الوصل يوم خلاجه وأخو الصريمة في الأمور المزمع بمجدة عنس كأن سراتها
فدن تطيف به النبط مرفع قاظت أثال إلى الملا وتربعت بالحزن عازبة تسن وتودع حتى
إذا لقحت وعولي فوقها قرد يهم به الغراب الموقع قربتها للرحل لما اعتادني سفر أهم
به وأمر مجمع أثامد بالضم هو واد بين قديد وعسفان
أثاية بفتح الهمزة وبعد الألف ياء مفتوحة قال ثابت بن أبي ثابت اللغوي هو من أثيت
به إذا وشيت يقال أثا به يأثو ويأثى أيضا إثاوة وإثاية ولذلك رواه بعضهم بكسر
الهمزة ورواه بعضهم أثاثة بثاء أخرى وأثانة بالنون وهو خطأ والصحيح الأول وتفتح
همزته وتكسر وهو موضع في طريق الجحفة بينه وبين المدينة خمسة وعشرون فرسخا
الأثبجة بالفتح ثم السكون وكسر الباء الموحدة وجيم بصيغة جمع القلة كأنه جمع ثبج
والثبج من كل شيء ما بين كاهله وظهره قال الشماخ على أثباجهن من الصقيع ويقال ثبج
كل شيء وسطه
قال أبو عبيد ثبج الرمل معظمه
والأثبجة صحراء لها جبال الأثبجة لنبي جعفر بن كلاب
الأثبرة بفتح أوله بصيغة جمع القلة أيضا جمع ثبير مثل جريب وأجربة لأن بمكة عدة
جبال يقال لكل واحد منها ثبير كذا وقد ذكرت في مواضعها
وأصل الثبرة الأرض السهلة وثبره عن كذا يثبره ثبرا حبسه يقال ما ثبرك عن حاجتك
ومنه ثبير قال ابن حبيب
قال الفضل بن العباس بن عتبة ابن أبي لهب هيهات منك قعيقعان وبلدح فجنوب أثبرة
فبطن عساب فالهاوتان فكبكب فجتاوب فالبوص فالأفراع من أشقاب إثبيت بالكسر ثم
السكون وكسر الباء الموحدة وياء وتاء فوقها نقطتان هو ماء لبني المحل بن
جعفر بأود عن
السكري في شرح قول جرير أتعرف أم أنكرت أطلال دمنة بإثبيت فالجونين بال جديدها
ليالي هند حاجة لا تريحنا ببخل ولا جود فينفع جودها لعمري لقد أشفقت من شر نظرة
تقود الهوى من رامة ويقودها ولو صرمت حبلي أمامة تبتغي زيادة حب لم أجد ما أزيدها
وقال نصر إثبيت ماء لبني يربوع بن حنظلة ثم لبني المحل منهم
وقال الراعي نثرنا عليهم يوم إثبيت بعدما شفينا غليلا بالرماح العواتر أثرب بالفتح
ثم السكون وكسر الراء وباء موحدة لغة في يثرب مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم
وسنستقصي خبرها في موضعها إن شاء الله تعالى
الأثل بفتح الهمزة وسكون الثاء ولام ذات الأثل في بلاد تيم الله بن ثعلبة كانت لهم
بها وقعة مع بني أسد ولعل الشاعر إياها عنى بقوله فإن ترجعه الأيام بيني وبينكم
بذي الأثل صيفا مثل صيفي ومربعي أشد بأعناق النوى بعد هذه مرائر إن جذبتها لم تقطع
وقال حضرمي بن عامر سلي إما سألت الحي تيما غداة الأثل عن شدي وكري وقد علموا غداة
الأثل أني شديد في عجاج النقع ضري الأثلة بلفظ واحد الأثل موضع قرب المدينة في قول
قيس بن الخطيم والله ذي المسجد الحرام وما جلل من يمنة لها خنف إني لأهواك غير ذي
كذب قد شف مني الأحشاء والشغف بل ليت أهلي وأهل أثلة في دار قريب بحيث نختلف كذا
قيل في تفسيره والظاهر أنه اسم امرأة
و الأثلة أيضا قرية بالجانب الغربي من بغداد على فرسخ واحد
أثليدم بالفتح ثم السكون وكسر اللام وياء ساكنة
ودال مهملة مكسورة
وميم قرية من ناحية الأشمونين بمصر
إثمد بالكسر ثم السكون وكسر الميم وهو الذي يكتحل به موضع في قول الشاعر حيث قال
تطاول ليلك بالإثمد ونام الخلي ولم ترقد وقال عامر بن الطفيل ولتسألن أسماء وهي
حفية نصحاءها أطردت أم لم أطرد قالوا لها إنا طردنا خيله قلح الكلاب وكنت غير مطرد
ولئن تعذرت البلاد بأهلها فمجازها تيماء أو بالإثمد فلأبغينكم قنا وعوارضا ولأقبلن
الخيل لابة ضرغد أثنان بالضم ونونين موضع بالشام قال جميل ابن معمر وعاودت من خل
قديم صبابتي وأخفيت من وجدي الذي ليس خافيا ورد الهوى أثنان حتى استفزني من الحب
معطوف الهوى من بلاديا أثوا مقصور موضع مذكور في شعر عبد القيس عن نصر
الأثوار كأنه جمع ثور اسم رمل إلى سند الأبارق التي أسفل الوتدات
وقال الحازمي هو رمل في بلاد عبد الله بن غطفان
أثور بالفتح ثم الضم وسكون الواو وراء كانت الموصل قبل تسميتها بهذا الاسم تسمى
أثور
وقيل أقور بالقاف
وقيل هو اسم كورة الجزيرة بأسرها وبقرب السلامية
وهي بليدة في شرقي الموصل بينهما نحو فرسخ مدينة خراب يباب يقال لها أقور وكأن
الكورة كانت مسماة بها والله أعلم
أثول بالضمتين وسكون الواو ولام موضع في أرض خوزستان له ذكر في الفتوح
قال سلمى بن القين وكان في جيش أبي موسى الأشعري لما فتح خوزستان أكلف أن أزير بني
تميم جموع الفرس سيرا شوتريا ولم أهلك ولم ينكل تميم غداة الحرب إذ رجع الوليا
قتاناهم بأسفل ذي أثول بخيف النهر قتلا عبقريا وقال حرملة بن مريطة العدوي في مثل
ذلك شللنا الهرمزان بذي أثول إلى الأعراج أعراج الزوان أشبههم وقد ولوا جميعا
نظيما فضن عن عقد الجمان فلم أر مثلنا فضلات موت أجد على جديدات الزمان الأثيب
مويهة في رمل الضاحي قرب رمان في طرف سلمى أحد الجبلين
الأثيداء بلفظ التصغير يجوز أن يكون تصغير الثأد بنقل الهمزة إلى أوله وهو الثدا
والثدي وهو
مكان بعكاظ
أثيدة بلفظ التصغير أيضا موضع في بلاد قضاعة بالشام ويروى بالتاء المثناة من فوقها
وقد ذكر قبل قال عدي بن الرقاع العاملي أصعدن في وادي أثيدة بعدما عسف الخميلة
واحزأل صواها أثير كأنه تصغير أثر صحراء أثير بالكوفة
ينسب إلى أثير بن عمرو السكوني الطبيب الكوفي يعرف بابن عمريا
قال عبد الله بن مالك جمع الأطباء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه لما ضربه ابن
ملجم لعنه الله تعالى وكان أبصرهم بالطب أثير فأخذ أثير رئة شاة حارة فتتبع عرقا
فيها فاستخرجه وأدخله في جراحة علي ثم نفخ العرق واستخرجه فإذا عليه بياض الدماغ
وإذا الضربة قد وصلت إلى أم رأسه فقال يا أمير المؤمنين اعهد عهدك فإنك ميت
وفي صحراء أثير حرق علي الطائفة الغلاة فيه
الأثيرة بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة وراء يجوز أن يكون من قولهم دابة أثيرة
أي عظيمة الأثر وأن يكون تأنيث الأثير فعيل بمعنى مفعول أي مأثورة تؤثر على غيرها
أي يستخص بها ويستبد ومنه الأثيرة وهي ماءة بأعلى الثلبوت
أثيفيات بالضم ثم الفتح وياء ساكنة والفاء مكسورة تصغير أثفيات جمع أثفية في القلة
وجمعها الكثير الأثافي وهي الحجارة التي توضع عليها القدر للطبخ موضع في قول
الراعي دعونا قلوبنا بأثيفيات وألحقنا قلائص يعتلينا وهو والله أعلم الموضع
المذكور بعد هذا ولكنه جمعه بما حوله وله نظائر كثيرة
أثيفية بضم أوله وفتح ثانيه وياء ساكنة وفاء مكسورة وياء خفيفة تصغير أثفية القدر
قرية لبني كليب بن يربوع بالوشم من أرض اليمامة وأكثرها لولد جرير بن الخطفي الشاعر
وقال محمد بن إدريس بن أبي حفصة أثيفية قرية وأكيمات وإنما شبهت بأثافي القدر
لأنها ثلاث أكيمات وبها كان جرير وبها له مال وبها منزل عمارة بن عقيل ابن بلال بن
جرير فقال عمارة في بني نمير إن تحضروا ذات الأثافي فإنكم بها أحد الأيام عظم
المصائب وقال نصر أثيفية حصن من منازل تميم وقال راعي الإبل دعونا قلوبنا بأثيفيات
وألحقنا قلائص يعتلينا آخر كلامه
وقد دلنا على أن أثيفية وأثيفيات وأثيفات وذات الأثافي كله واحد
وذو أثيفية موضع في عقيق المدينة
أثيل كأنه تصغير أثال وقد تقدم قال ابن السكيت في قول كثير إربع فحي معالم الأطلال
بالجزع من حرض فهن بوال فشراج ريمة قد تقادم عهدها بالسفح بين أثيل فبعال قال شراج
ريمة واد لبني شيبة وأثيل منها مشترك وأكثره لبني ضمرة
قال وذو أثيل واد
كثير النخل بين بدر
والصفراء لبني جعفر بن أبي طالب
الأثيل تصغير الأثل وقد مر تفسيره موضع قرب المدينة وهناك عين ماء لآل جعفر بن أبي
طالب بين بدر ووادي الصفراء ويقال له ذو أثيل
وقد حكينا عن ابن السكيت أنه بتشديد الياء
وكان النبي صلى الله عليه و سلم قتل عنده النضر بن الحارث بن كلدة عند منصرفه من
بدر فقالت قتيلة بنت النضر ترثي أباها وتمدح رسول الله صلى الله عليه و سلم يا
راكبا إن الأثيل مظنة من صبح خامسة وأنت موفق بلغ به ميتا فإن تحية ما إن تزال بها
الركائب تخفق مني إليه وعبرة مسفوحة جادت لمائحها وأخرى تخنق فليسمعن النضر إن
ناديته إن كان يسمع ميت أو ينطق ظلت سيوف بني أبيه تنوشه لله أرحام هناك تشقق
أمحمد ولأنت ضنء نجيبة في قومها والفحل فحل معرق أو كنت قابل فدية فلنأتين بأعز ما
يغلو لديك وينفق ما كان ضرك لو مننت وربما من الفتى وهو المغيظ المحنق والنضر أقرب
من أصبت وسيلة وأحقهم إن كان عتق يعتق فلما سمع النبي صلى الله عليه و سلم شعرها
رق لها وقال لو سمعت شعرها قبل قتله لوهبته لها
والأثيل أيضا موضع في ذلك الصقع أكثره لبني ضمرة من كنانة
الأثيل بالفتح ثم الكسر بوزن الأصيل يقال مجد مؤثل وأثيل موضع في بلاد هذيل بتهامة
قال أبو جندب الهذلي بغيتهم ما بين حداء والحشا وأوردتهم ماء الأثيل فعاصما باب
الهمزة والجيم وما يليهما أجأ بوزن فعل بالتحريك مهموز مقصور والنسب إليه أجئي
بوزن أجعي وهو علم مرتجل لاسم رجل سمي الجبل به كما نذكره ويجوز أن يكون منقولا
ومعناه الفرار كما حكاه ابن الأعرابي يقال أجأ الرجل إذا فر وقال الزمخشري أجأ
وسلمى جبلان عن يسار سميراء وقد رأيتهما شاهقان
ولم يقل عن يسار القاصد إلى مكة أو المنصرف عنها وقال أبو عبيد السكوني أجأ أحد
جبلي طيء وهو غربي فيد وبينهما مسير ليلتين وفيه قرى كثيرة قال ومنازل طيىء في
الجبلين عشر ليال من دون فيد إلى أقصى أجإ إلى القريات من ناحية الشام وبين
المدينة والجبلين على غير الجادة ثلاث مراحل
وبين الجبلين وتيماء جبال ذكرت في مواضعها من هذا الكتاب منها دبر وغريان وغسل
وبين كل جبلين يوم
وبين الجبلين وفدك ليلة
وبينهما وبين خيبر خمس ليال
وذكر العلماء بأخبار العرب أن أجأ سمي باسم رجل وسمي سلمى باسم امرأة وكان من
خبرهما أن رجلا من العماليق يقال له أجأ بن عبد الحي عشق امرأة من قومه يقال لها
سلمى
وكان لها حاضنة يقال لها العوجاء
وكان يجتمعان في منزلها
حتى نذر بهما إخوة
سلمى وهم الغميم والمضل وفدك وفائد والحدثان وزوجها
فخافت سلمى وهربت هي وأجأ والعوجاء وتبعهم زوجها وإخوتها فلحقوا سلمى على الجبل
المسمى سلمى فقتلوها هناك فسمي الجبل باسمها
ولحقوا العوجاء على هضبة بين الجبلين فقتلوها هناك فسمي المكان بها
ولحقوا أجأ بالجبل المسمى بأجإ فقتلوه فيه فسمي به
وأنفوا أن يرجعوا إلى قومهم فسار كل واحد إلى مكان فأقام به فسمي ذلك المكان باسمه
قال عبيد الله الفقير إليه وهذا أحد ما استدللنا به على بطلان ما ذكره النحويون من
أن أجأ مؤنثة غير مصروفة لأنه جبل مذكر سمي باسم رجل وهو مذكر
وكأن غاية ما التزموا به قول امرىء القيس أبت أجأ أن تسلم العام جارها فمن شاء
فلينهض لها من مقاتل وهذا لا حجة لهم فيه لأن الجبل بنفسه لا يسلم أحدا إنما يمنع
من فيه من الرجال
فالمراد أبت قبائل أجإ أو سكان أجإ وما أشبهه فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه
يدل على ذلك عجز البيت وهو قوله فمن شاء فلينهض لها من مقاتل والجبل نفسه لا يقاتل
والمقاتلة مفاعلة ولا تكون من واحد ووقف على هذا من كلامنا نحوي من أصدقائنا وأراد
الاحتجاج والانتصار لقولهم فكان غاية ما قاله أن المقاتلة في التذكير والتأنيث مع
الظاهر وأنت تراه قال أبت أجأ
فالتأنيث لهذا الظاهر ولا يجوز أن يكون للقبائل المحذوفة بزعمك فقلت له هذا خلاف
لكلام العرب ألا ترى إلى قول حسان بن ثابت يسقون من ورد البريس عليهم بردى يصفق
بالرحيق السلسل لم يرو أحد قط يصفق إلا بالياء آخر الحروف لأنه يريد يصفق ماء بردى
فرده إلى المحذوف وهو الماء ولم يرده إلى الظاهر وهو بردى
ولو كان الأمر على ما ذكرت لقال تصفق لأن بردى مؤنث لم يجيء على وزنه مذكر قط
وقد جاء الرد على المحذوف تارة وعلى الظاهر أخرى في قول الله عز و جل وكم من قرية
أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أوهم قائلون ألا تراه قال فجاءها فرد على الظاهر وهو
القرية ثم قال أوهم قائلون فرد على أهل القرية وهو محذوف وهذا ظاهر لا إشكال فيه
وبعد فليس هنا ما يتأول به التأنيث إلا أن يقال إنه أراد البقعة فيصير من باب
التحكم لأن تأويله بالمذكر ضروري لأنه جبل والجبل مذكر وإنه سمي باسم رجل باجماع
كما ذكرنا وكما نذكره بعد في رواية أخرى وهو مكان موضع ومنزل وموطن ومحل ومسكن
ولو سألت كل عربي عن أجإ لم يقل إلا أنه جبل ولم يقل بقعة
ولا مستند إذا للقائل بتأنيثه البتة
ومع هذا فإنني إلى هذه الغاية لم أقف للعرب على شعر جاء فيه ذكر أجإ غير مصروف مع
كثرة استعمالهم لترك صرف ما ينصرف في الشعر حتى إن أكثر النحويين قد رجحوا أقوال
الكوفيين في هذه المسألة وأنا أورد في ذلك من أشعارهم ما بلغني منها البيت الذي
احتجوا به وقد مر وهو قول امرىء القيس أبت أجأ ومنها قول عارق الطائي ومن مبلغ
عمرو بن هند رسالة إذا استحقبتها العيس تنضى من البعد
أيوعدني والرمل
بيني وبينه تأمل رويدا ما أمامة من هند ومن أجإ حولي رعان كأنها قنابل خيل من كميت
ومن ورد قال العيزار بن الأخفش الطائي وكان خارجيا ألا حي رسم الدار أصبح باليا
وحي وإن شاب القذال الغوانيا تحملن من سلمى فوجهن بالضحى إلى أجإ يقطعن بيدا
مهاويا وقال زيد بن مهلهل الطائي جلبنا الخيل من أجإ وسلمى تخب نزائعا خبب الركاب
جلبنا كل طرف أعوجي وسلهبة كخافية الغراب نسوف للحزام بمرفقيها شنون الصلب صماء
الكعاب وقال لبيد يصف كتيبة النعمان أوت للشباح واهتدت بصليلها كتائب خضر ليس فيهن
ناكل كأركان سلمى إذ بدت أو كأنها ذرى أجإ إذ لاح فيه مواسل فقال فيه ولم يقل فيها
ومواسل قنة في أجإ وأنشد قاسم بن ثابت لبعض الأعراب إلى نضد من عبد شمس كأنهم هضاب
أجا أركانه لم تقصف قلامسة ساسوا الأمور فأحكموا سياستها حتى أقرت لمردف وهذا كما
تراه مذكر مصروف لا تأويل فيه لتأنيثه
فإنه لو أنث لقال أركانها فإن قيل هذا لا حجة فيه لأن الوزن يقوم بالتأنيث قيل قول
امرىء القيس أيضا لا يجوز لكم الاحتجاج به لأن الوزن يقوم بالتذكير فيقول أبى أجأ
لكنا صدقناكم فاحتججنا ولا تأويل فيها وقول الحيص بيص أجأ وسلمى أم بلاد الزاب
وأبو المظفر أم غضنفر غاب ثم إني وقفت بعد ما سطرته آنفا على جامع شعر امرىء القيس
وقد نص الأصمعي على ما قلته وهو أن أجأ موضع وهو أحد جبلي طيىء والآخر سلمى
وإنما أراد أهل أجإ كقول الله عز و جل واسأل القرية يريد أهل القرية هذا لفظه
بعينه
ثم وقفت على نسخة أخرى من جامع شعره قيل فيه أرى أجأ لن يسلم العام جاره ثم قال في
تفسير الرواية الأولى والمعنى أصحاب الجبل لم يسلموا جارهم
وقال أبو العرماس حدثني أبو محمد أن أجأ سمي برجل كان يقال له أجأ وسميت سلمى
بامرأة كان يقال لها سلمى وكانا يلتقيان عند العوجاء وهو جبل بين أجإ وسلمى فسميت
هذه الجبال بأسمائهم
ألا تراه قال سمي أجأ برجل وسميت سلمى بامرأة فأنث المؤنث وذكر المذكر
وهذا إن شاء الله كاف في قطع حجاج من خالف وأراد الانتصار بالتقليد
وقد جاء أجا مقصورا غير مهموز في الشعر وقد تقدم له شاهد في البيتين اللذين على
الفاء قال العجاج والأمر ما رامقته ملهوجا يضويك ما لم يج منه منضجا
فإن تصر ليلى بسلمى
أو أجا أو باللوى أو ذي حسا أو يأججا وأما سبب نزول طيء الجبلين واختصاصهم
بسكناهما دون غيرهم من العرب فقد اختلفت الرواة فيه
قال ابن الكلبي وجماعة سواه لما تفرق بنو سبا أيام سيل العرم سار جابر وحرملة ابنا
أدد بن زيد بن الهميسع قلت لا أعرف جابرا وحرملة وفوق كل ذي علم عليم وتبعهما ابن
أخيهما طيء واسمه جلهمة قلت وهذا أيضا لا أعرفه لأن طيئا عند ابن الكلبي هو جلهمة
بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان
والحكاية عنه وكان أبو عبيدة قال زيد بن الهميسع فساروا نحو تهامة وكانوا فيما
بينها وبين اليمن ثم وقع بين طيء وعمومته ملاحاة ففارقهم وسار نحو الحجاز بأهله
وماله وتتبع مواقع القطر فسمي طيئا لطيه المنازل وقيل إنه سمي طيئا لغير ذلك وأوغل
طيء بأرض الحجاز وكان له بعير يشرد في كل سنة عن إبله ويغيب ثلاثة أشهر ثم يعود
أليه وقد عبل وسمن وآثار الخضرة بادية في شدقيه فقال لابنه عمرو تفقد يا بني هذا
البعير فإذا شرد فاتبع أثره حتى تنظر إلى أين ينتهي
فلما كانت أيام الربيع وشرد البعير تبعه على ناقة له فلم يزل يقفر أثره حتى صار
إلى جبل طيىء فأقام هنالك ونظر عمرو إلى بلاد واسعة كثيرة المياه والشجر والنخيل
والريف فرجع إلى أبيه وأخبره بذلك فسار طيىء بإبله وولده حتى نزل الجبلين فرآهما
أرضا لها شأن ورأى فيها شيخا عظيما جسيما مديد القامة على خلق العاديين ومعه امرأة
على خلقه يقال لها سلمى وهي امرأته وقد اقتسما الجبلين بينهما بنصفين فأجأ في أحد
النصفين وسلمى في الآخر فسألهما طيىء عن أمرهما فقال الشيخ نحن من بقايا صحار غنينا
بهذين الجبلين عصرا بعد عصر أفنانا كر الليل والنهار فقال له طيىء هل لك في
مشاركتي إياك في هذا المكان فأكون لك مؤنسا وخلا فقال الشيخ إن لي في ذلك رأيا
فأقم فإن المكان واسع والشجر يانع والماء طاهر والكلأ غامر
فأقام معه طيىء بإبله وولده بالجبلين فلم يلبث الشيخ والعجوز إلا قليلا حتى هلكا
وخلص المكان لطيء فولده به إلى هذه الغاية
قالوا وسألت العجوز طيئا ممن هو فقال طيء إنا من القوم اليمانيينا إن كنت عن ذلك
تسألينا وقد ضربنا في البلاد حينا ثمت أقبلنا مهاجرينا إذ سامنا الضيم بنو أبينا
وقد وقعنا اليوم فيما شينا ريفا وماء واسعا معينا ويقال إن لغة طيىء هي لغة هذا
الشيخ الصحاري والعجوز امرأته
وقال أبو المنذر هشام بن محمد في كتاب افتراق العرب لما خرجت طيىء من أرضهم من
الشحر ونزلوا بالجبلين أجإ وسلمى ولم يكن بهما أحد وإذا التمر قد غطى كرانيف النخل
فزعموا أن الجن كانت تلقح لهم النخل في ذلك الزمان وكان في ذلك التمر خنافس
فأقبلوا يأكلون التمر والخنافس فجعل بعضهم يقول ويلكم الميث أطيب من الحي
وقال أبو محمد الأعرابي أكتبنا أبو الندى قال بينما طيء ذات يوم جالس مع ولده
بالجبلين إذ أقبل رجل من بقايا جديس ممتد القامة عاري الجبلة كاد يسد الأفق طولا
ويفرعهم باعا وإذا هو الأسود بن غفار بن الصبور الجديسي
وكان قد نجا من
حسان تبع اليمامة ولحق بالجبلين فقال لطيىء من أدخلكم بلادي وإرثي عن آبائي أخرجوا
عنها وإلا فعلت وفعلت
فقال طيىء البلاد بلادنا وملكنا وفي أيدينا وإنما ادعيتها حيث وجدتها خلاء
فقال الأسود اضربوا بيننا وبينكم وقتا نقتتل فيه فأينا غلب استحق البلد
فاتعدا لوقت فقال طيىء لجندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيىء وأمه جديلة بنت سبيع
بن عمرو ابن حمير وبها يعرفون وهم جديلة طيىء وكان طيىء لها مؤثرا فقال لجندب قاتل
عن مكرمتك
فقالت أمه والله لتتركن بنيك وتعرضن ابني للقتل فقال طيىء ويحك إنما خصصته بذلك
فأبت فقال طيىء لعمرو بن الغوث بن طيىء فعليك يا عمرو الرجل فقاتله
فقال عمرو لا أفعل وأنشأ يقول وهو أول من قال الشعر في طيىء بعد طيىء يا طيىء
أخبرني ولست بكاذب وأخوك صادقك الذي لا يكذب أمن القضية أن إذا استغنيتم وأمنتم
فأنا البعيد الأجنب وإذا الشدائد بالشدائد مرة أشجتكم فأنا الحبيب الأقرب عجبا
لتلك قضيتي وإقامتي فيكم على تلك القضية أعجب ألكم معا طيب البلاد ورعيها ولي
الثماد ورعيهن المجدب وإذا تكون كريهة أدعى لها وإذا يحاس الحيس يدعى جندب هذا
لعمركم الصغار بعينه لا أم لي إن كان ذاك ولا أب فقال طيىء يا بني إنها أكرم دار
في العرب
فقال عمرو لن أفعل إلا على شرط أن لا يكون لبني جديلة في الجبلين نصيب
فقال له طيىء لك شرطك
فأقبل الأسود بن غفار الجديسي للميعاد ومعه قوس من حديد ونشاب من حديد فقال يا
عمرو إن شئت صارعتك وإن شئت ناضلتك وإلا سايفتك
فقال عمرو الصراع أحب إلي فاكسر قوسك لأكسرها أيضا ونصطرع
وكانت لعمرو بن الغوث ابن طيىء قوس موصولة بزرافين إذا شاء شدها وإذا شاء خلعها
فأهوى بها عمرو فانفتحت عن الزرافين واعترض الأسود بقوسه ونشابه فكسرها فلما رأى
عمرو ذلك أخذ قوسه فركبها وأوترها وناداه يا أسود استعن بقوسك فالرمي أحب إلي
فقال الأسود خدعتني
فقال عمرو الحرب خدعة فصارت مثلا فرماه عمرو ففلق قلبه وخلص الجبلان لطيىء فنزلهما
بنو الغوث ونزلت جديلة السهل منهما لذلك
قال عبيد الله الفقير إليه في هذا الخبر نظر من وجوه منها أن جندبا هو الرابع من
ولد طيىء فكيف يكون رجلا يصلح لمثل هذا الأمر ثم الشعر الذي أنشده وزعم أنه لعمرو
ابن الغوث وقد رواه أبو اليقظان وأحمد بن يحيى ثعلب وغيرهما من الرواة الثقات
لهانىء بن أحمر الكناني شاعر جاهلي
ثم كيف تكون القوس حديدا وهي لا تنفذ السهم إلا برجوعها والحديد إذا اعوج لا يرجع
البتة
ثم كيف يصح في العقل أن قوسا بزرافين هذا بعيد في العقل إلى غير ذلك من النظر
وقد روى بعض أهل السير من خبر الأسود بن غفار ما هو أقرب إلى القبول من هذا وهو أن
الأسود لما أفلت
من حسان تبع كما
نذكره إن شاء الله تعالى في خبر اليمامة أفضى به الهرب حتى لحق بالجبلين قبل أن
ينزلهما طيىء وكانت طيىء تنزل الجوف من أرض اليمن وهو اليوم محلة همذان ومراد وكان
سيدهم يومئذ أسامة بن لؤي بن الغوث بن طيىء وكان الوادي مسبعة وهم قليل عددهم فجعل
ينتابهم بعير في زمن الخريف يضرب في إبلهم ولا يدرون أين يذهب إلا أنهم لا يرونه
إلى قابل وكانت الأزد قد خرجت من اليمن أيام سيل العرم فاستوحشت طيء لذلك وقالت قد
ظعن إخواننا وساروا إلى الأرياف فلما هموا بالظعن قالوا لأسامة إن هذا البعير الذي
يأتينا من بلد ريف وخصب وإنا لنرى في بعره النوى فلو إنا نتعهده عند انصرافه
فشخصنا معه لعلنا نصيب مكانا خيرا من مكاننا
فلما كان الخريف جاء البعير فضرب في إبلهم فلما انصرف تبعه أسامة بن لؤي بن الغوث
وحبة بن الحارث بن فطرة بن طيء فجعلا يسيران بسير الجمل وينزلان بنزوله حتى
أدخلهما باب أجإ فوقفا من الخصب والخير على ما أعجبهما فرجعا إلى قومهما فأخبراهم
به فارتحلت طيء بجملتها إلى الجبلين وجعل أسامة بن لؤي يقول اجعل ظريبا كحبيب ينسى
لكل قوم مصبح وممسى وظريب اسم الموضع الذي كانوا ينزلون فيه قبل الجبلين قال فهجمت
طيء على النخل بالشعاب على مواش كثيرة وإذا هم برجل في شعب من تلك الشعاب وهو
الأسود بن غفار فهالهم ما رأوا من عظم خلقه وتخوفوه فنزلوا ناحية من الأرض
فاستبرؤوها فلم يروا بها أحدا غيره
فقال أسامة بن لؤي لابن له يقال له الغوث يا بني إن قومك قد عرفوا فضلك في الجلد
والبأس والرمي فاكفنا أمر هذا الرجل فإن كفيتنا أمره فقد سدت قومك آخر الدهر وكنت
الذي أنزلتنا هذا البلد
فانطلق الغوث حتى أتى الرجل فسأله فعجب الأسود من صغر خلق الغوث فقال له من أين
أقبلتم فقال له من اليمن
وأخبره خبر البعير ومجيئهم معه وأنهم رهبوا ما رأوا من عظم خلقه وصغرهم عنه
فأخبرهم باسمه ونسبه
ثم شغله الغوث ورماه بسهم فقتله وأقامت طيىء بالجبلين وهم بهما إلى الآن
وأما أسامة بن لؤي وابنه الغوث هذا فدرجا ولا عقب لهما
الأجاءة أجاءة بدر بن عقال فيها بيوت من متن الجبل ومنازل في أعلاه عن نصر والله
سبحانه وتعالى أعلم
أجارد بفتح أوله كأنه جمع أجرد قال أبو محمد الأعرابي أجارد بفتح أوله لا بضمه في
بلاد تميم قال اللعين المنقري دعاني ابن أرض يبتغي الزاد بعدما ترامى حلامات به
وأجارد ومن ذات أصفاء سهوب كأنها مزاحف هزلى بينها متباعد وذكر أبياتا وقصة ذكرت
في حلامات
أجارد بالضم أفاعل من جردت الشيء فأنا اجارد
ومثله ضربت بين القوم فأنا أضارب اسم موضع في بلاد عبد القيس عن أبي محمد الأسود
وفي كتاب نصر أجارد واد ينحدر من السراة على قرية مطار لبني نصر وأجارد أيضا واد
من أودية كلب وهي أودية كثيرة تنشل من الملحاء وهي رابية منقادة
مستطيلة ما شرق
منها هو الأوداة وما غرب فهو البياض
أجان بضم الهمزة وتخفيف الجيم وآخره نون بليدة بأذربيجان وبينها وبين تبريز عشرة
فراسخ في طريق الري
رأيتها وعليه سور وبها سوق إلا أن الخراب غالب عليها
الأجاول بالفتح بلفظ الجمع جالا البير جانباها والجمع أجوال والأجاول جمع الجمع
وهو موضع قرب ودان فيه روضة ذكرت في الرياض
وقال ابن السكيت الأجاول أبارق بجانب الرمل عن يمين كلفى من شماليها قال كثير عفا
ميت كلفى بعدنا فالأجاول الأجابين بالفتح وبعد الألف ياءان تحت كل واحدة منهما
نقطتان بلفظ التثنية اسم موضع كان لهم فيه يوم من أيامهم
الأجباب جمع جب وهو البير قيل واد وقيل مياه بحمى ضرية معروفة تلي مهب الشمال من
حمى ضرية وقال الأصمعي الأجباب من مياه بني ضبينة وربما قيل له الجب وفيه يقول
الشاعر أبني كلاب كيف ينفى جعفر وبنو ضبينة حاضرو الأجباب أجبال صبح أجبال جمع جبل
وصبح بضم الصاد المهملة ضد المساء موضع بأرض الجناب لبني حصن ابن حذيفة وهرم بن
قطبة وصبح رجل من عاد كان ينزلها على وجه الدهر قال الشاعر ألا هل إلى أجبال صبح
بذي الغضا غضا الأثل من قبل الممات معاد بلاد بها كنا وكنا نحبها إذ الأهل أهل
والبلاد بلاد أجدابية بالفتح ثم السكون ودال مهملة وبعد الألف باء موحدة وياء
خفيفة وهاء يجوز أن يكون إن كان عربيا جمع جدب جمع قلة
ثم نزلوه منزلة المفرد لكونه علما فنسبوا إليه ثم خففوا ياء النسبة لكثرة
الاستعمال والأظهر أنه عجمي وهو بلد بين برقة وطرابلس الغرب بينه وبين زويلة نحو
شهر سيرا على ما قاله ابن حوقل
وقال أبو عبيد البكري أجدابية مدينة كبيرة في صحراء أرضها صفا وآبارها منقورة في
الصفا طيبة الماء بها عين ماء عذب وبها بساتين لطاف ونخل يسير وليس بها من الأشجار
ألا الأراك
وبها جامع حسن البناء بناه أبو القاسم المسمى بالقائم بن عبيد الله المسمى بالمهدي
له صومعة مثمنة بديعة العمل وحمامات وفنادق كثيرة وأسواق حافلة مقصودة وأهلها ذوو
يسار أكثرهم أنباط وبها نبذ من صرحاء لواتة ولها مرسى على البحر يعرف بالمادور له
ثلاثة قصور بينه وبينها ثمانية عشر ميلا وليس بأجدابية لدورهم سقوف خشب إنما هي
أقباء طوب لكثرة رياحها ودوام هبوبها وهي راخية الأسعار كثيرة التمر يأتيها من
مدينة اوجلة أصناف التمور
وقال غيره أجدابية مدينة كثيرة النخل والتمور وبين غربيها وجنوبيها مدينة أوجلة هي
من أعمالها وهي أكثر بلاد المغرب نخلا وأجودها تمرا
وأجدابية في الإقليم الرابع وعرضها سبع وثلاثون درجة وهي من فتوح عمرو بن العاص
فتحها مع برقة صلحا على خمسة آلاف دينار وأسلم كثير من بربرها
ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل ابن أحمد بن عبد الله الطرابلسي يعرف
بابن الأجدابي
كان أديبا فاضلا له تصانيف حسنة منها كفاية المتحفظ
وهو مختصر في اللغة
مشهور مستعمل جيد وكتاب الأنواء وغير ذلك
أجداد بلفظ جمع الجد أبي الأب وهو في الأصل جمع جد بضم الجيم وهو البئر وهو اسم
موضع بنجد في بلاد غطفان فيه روضة قال النابغة أرسما جديدا من سعاد تجنب عفت روضة
الأجداد منها فيثقب وقال أبو زياد الأجداد مياه بالسماوة لكلب وأنشد يقول نحن
جلبنا الخيل من مرادها من جانبي لبنى إلى أنضادها يفري لها الأخماس من مزادها
فصبحت كلبا على أجدادها طحمة ورد ليس من أورادها أجدث بالفتح ثم السكون وضم الدال
المهملة والثاء مثلثة جمع جدث جمع قلة وهو القبر قال السكري أحدث وأجدث بالحاء
والجميع موضعان قال المنخل عرفت بأجدث فنعاف عرق علامات كتحبير النماط الأجدلان
بالدال المهملة أبرقان من ديار عوف بن كعب بن سعد من أطراف الستار وهو واد لامرىء
القيس بن زيد مناة بن تميم حيث التقى هو وبيضاء الخط
أجذال بالفتح ثم السكون والذال معجمة وألف ولام كأنه جمع جذل النخلة وهو البريد
الخامس من المدينة لمن يريد بدرا
أجراد بالدال المهملة جمع جرد وهي الأرض التي لا نبات بها وهو موضع بعينه قال
الراجز لا ري للعيس بذي الأجراد أجراذ مثل الذي قبله إلا أن ذاله معجمة موضع بنجد
قال الراجز أتعرف الدار بذي أجراذ دارا لسعدى وابنتي معاذ لم تبق منهم رهم الرذاذ
غير أثافي مرجل جواذ و أم أجراذ بئر قديمة في مكة وقيل هي بالدال المهملة
أجراف كأنه جمع جرف وهو جانب الوادي المنتصب موضع قال الفضل بن العباس اللهبي يا
دار أقوت بالجزع ذي الأخياف بين حزم الجزيز والأجراف أجرب بالفتح ثم السكون يقال
رجل جرب وأجرب وليس من باب أفعل من كذا أي إن هذا الموضع أشد جربا من غيره لأنه من
العيوب ولكنه مثل أحمر وهو اسم موضع يذكر مع الأشعر من منازل جهينة بناحية المدينة
و أجرب موضع آخر بنجد قال أوس بن قتادة بن عمرو ابن الأخوص أفدي ابن فاختة المقيم
بأجرب بعد الظعان وكثرة الترحال خفيت منيته ولو ظهرت له لوجدت صاحب جرأة وقتال
الأجرد بوزن الذي قبله وهو الموضع الذي لا نبات فيه اسم جبل من جبال القبلية عن
أبي القاسم محمود عن السيد علي العلوي له ذكر في حديث الهجرة
عن محمد بن إسحاق
وقال نصر الأشعر والأجرد جبلا جهينة بين المدينة والشام
أجر بالتحريك
قال أبو عبيد يخرج القاصد من القيروان إلى بونة فيأخذ من القيروان إلى جلولاء
ومنها إلى أجر وهي قرية لها حصن وقنطرة وهي موضع وعر كثير الحجارة صعب المسلك لا
يكاد يخلو من الأسد دائم الريح العاصفة ولذلك يقال إذا جئت أجر فعجل فإن فيه حجرا
يبري وأسدا يفري وريحا تذري
وحول أجر قبائل من العرب والبربر
الأجرعين بلفظ التثنية علم لموضع باليمامة عن محمد ابن إدريس بن أبي حفصة هكذا
حكاه مبتدئا به
أجزل بالزاي واللام قال قيس بن الصراع العجلي سقى جدثا بالأجزل الفرد فالنقا رهام
الغوادي مزنة فاستهلت أجشد بالفتح ثم السكون وضم الشين المعجمة ودال مهملة وهو علم
مرتجل لم تجيء فيما علمت هذه الثلاثة الأحرف مجتمعة في كلمة واحدة على وجوهها
الستة في شيء من كلام العرب وهو اسم جبل في بلاد قيس عيلان وهو في كتاب نصر أجشر
بالراء والله أعلم بالصواب
أجش بالتحريك وتشديد الشين المعجمة وهو في اللغة الغليظ الصوت قال أبو ذؤيب الهذلي
وتميمة من قانص متلبب في كفه جش أجش وأقطع الجش القوس الخفيفة يصف صائدا
وأجش اسم أطم من آطام المدينة والأطم والأجم القصر كان لبني أنيف البلويين عند
البئر التي يقال لها لاوة
الأجفر بضم الفاء جمع جفر وهو البئر الواسعة لم تطو موضع بين فيد والخزيمية بينه
وبين فيد ستة وثلاثون فرسخا نحو مكة
وقال الزمخشري الأجفر ماء لبني يربوع انتزعته منهم بنو جذيمة
إجلة بالكسر ثم السكون من قرى اليمامة عن الحفصي
أجلى بفتح أوله وثانيه وثالثه بوزن جمزى محرك وآخره ممال وهذا البناء يختص بالمؤنث
اسما وصفة فالاسم نحو أجلى ودقرى وبردى والصفة بشكي ومرطي وجمزي وهو اسم جبل في
شرقي ذات الأصاد أرض من الشربة
وقال ابن السكيت أجلى هضبات ثلاث على مبدأة النعم من الثعل بشاطىء الجريب الذي
يلقى الثعل وهو مرعى لهم معروف قال حلت سليمى جانب الجريب بأجلى محلة الغريب محل
لا دان ولا قريب وقال الأصمعي أجلى بلاد طيبة مريئة تنبت الجلي والصليان وأنشد حلت
سليمى
وقال السكري في شرح قول القتال الكلابي عفت أجلى من أهلها فقليبها إلى الدوم
فالرنقاء قفرا كثيبها أجلى هضبة بأعلى نجد
وقال محمد بن زياد الأعرابي سئلت بنت الحسن أي البلاد أفضل مرعى وأسمن فقالت
خياشيم الحزم أو جواء الصمان
قيل لها ثم ماذا فقالت أراها أجلى أنى شئت أي متى شئت بعد هذا
قال ويقال إن أجلى موضع في طريق البصرة إلى مكة
أجم بالتحريك موضع
بالشام قرب الفراديس من نواحي حلب قال المتنبي الراجع الخيل محفاة مقودة من كل مثل
وبار شكلها إرم كتل بطريق المغرور ساكنها بأن دارك قنسرين والأجم أجم بضم أوله
وثانيه وهو واحد آجام المدينة وهو بمعنى الأطم وآجام المدينة وآطامها حصونها
وقصورها وهي كثيرة لها ذكر في الأخبار
وقال ابن السكيت أجم حصن بناه أهل المدينة من حجارة وقال كل بيت مربع مسطح فهو أجم
قال أمرؤ القيس وتيماء لم يترك بها جذع نخلة ولا أجما إلا مشيدا بجندل أجمة برس
بالفتح والتحريك وبرس بضم الباء الموحدة وسكون الراء والسين مهملة ناحية بأرض بابل
قال البلاذري في كتاب الفتوح يقال إن عليا رضي الله عنه ألزم أهل أجمة برس أربعة
آلاف درهم وكتب لهم بذلك كتابا في قطعة أدم
وأجمة برس بحضرة الصرح صرح نمروذ بن كنعان بأرض بابل وفي هذه الأجمة هوة بعيدة
القعر يقال إن منها عمل آجر الصرح ويقال إنها خسفت والله أعلم
أجناد الشام جمع جند وهي خمسة جند فلسطين وجند الأردن وجند دمشق وجند حمص وجند
قنسرين
قال أحمد بن يحيى بن جابر اختلفوا في الأجناد فقيل سمى المسلمون فلسطين جندا لأنه
جمع كورا والتجند التجمع وجندت جندا أي جمعت جمعا وكذلك بقية الأجناد
وقيل سميت كل ناحية بجند كانوا يقبضون أعطياتهم فيه
وذكروا أن الجزيرة كانت مع قنسرين جندا واحدا فأفردها عبد الملك بن مروان وجعلها
جندا برأسه ولم تزل قنسرين وكورها مضمومة إلى حمص حتى كان ليزيد بن معاوية فجعل
قنسرين وإنطاكية ومنبج جندا برأسه فلما استخلف الرشيد أفرد قنسرين بكورها فجعلها
جندا وأفرد العواصم كما نذكره في العواصم إن شاء الله وقال الفرزدق فقلت ما هو إلا
الشام تركبه كأنما الموت في أجناده البغر والبغر داء يصيب الإبل تشرب الماء فلا
تروى
أجنادين بالفتح ثم السكون ونون وألف وتفتح الدال فتكسر معها النون فيصير بلفظ
التثنية وتكسر الدال وتفتح النون بلفظ الجمع وأكثر أصحاب الحديث يقولون إنه بلفظ التثنية
ومن المحصلين من يقوله بلفظ الجمع وهو موضع معروف بالشام من نواحي فلسطين
وفي كتاب أبي حذيفة إسحاق ابن بشير بخط أبي عامر العبدري أن أجنادين من الرملة من
كورة بيت جبرين كانت به وقعة بين المسلمين والروم مشهورة
وقالت العلماء بأخبار الفتوح شهد يوم أجنادين مائة ألف من الروم سرب هرقل أكثرهم
وتجمع الباقي من النواحي وهرقل يومئذ بحمص فقاتلوا المسلمين قتالا شديدا ثم إن
الله تعالى هزمهم وفرقهم وقتل المسلمون منهم خلقا واستشهد من المسلمين طائفة منهم
عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف وعكرمة بن أبي جهل والحارث
بن هشام وأبلى خالد بن الوليد يومئذ بلاء مشهورا وانتهى خبر الوقعة إلى هرقل فنخب
قلبه وملىء رعبا
فهرب من حمص إلى إنطاكية
وكانت لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ثلاثة عشرة قبل وفاة أبي بكر رضي
الله عنه بنحو شهر فقال زياد بن حنظلة ونحن تركنا أرطبون مطردا إلى المسجد الأقصى
وفيه حسور عشية أجنادين لما تتابعوا وقامت عليهم بالعراء نسور عطفنا له تحت العجاج
بطعنة لها نشج نائي الشهيق غزير فطمنا به الروم العريضة بعده عن الشام أدنى ما
هناك شطير تولت جموع الروم تتبع إثره تكاد من الذعر الشديد تطير وغودر صرعى في
المكر كثيره وعاد إليه الفل وهو حسير وقال كثير بن عبد الرحمن إلى خير أحياء
البرية كلها لذي رحم أو خلة متأسن له عهد ود لم يكدر بريبة وناقول معروف حديث
ومزمن وليس امرؤ من لم ينل ذاك كامرىء بدا نصحه فاستوجب الرفد محسن فإن لم تكن
بالشام داري مقيمة فإن بأجنادين كني ومسكني منازل صدق لم تغير رسومها وأخرى بميا
فارقين فموزن أجنقان بالفتح ثم السكون وكسر النون وقاف وألف ونون ويروى بمد أوله
وقد ذكر قبل وهي من قرى سرخس
ويقال له أجنكان بلسانهم أيضا
أجول يجوز أن يكون أفعل من جال يجول وأن يكون منقولا من الفرس الأجولي وهو السريع
والأصل أن الأجول واحد الأجاول وهي هضبات متجاورات بحذاء هضبة من سلمى وأجإ فيها
ماء
وقيل أجول واد أو جبل في ديار غطفان عن نصر
أجوية كأنه جمع جواء وقد ذكر الجواء في موضعه من هذا الكتاب هو ماء لبني نمير
بناحية اليامة
أجياد بفتح أوله وسكون ثانيه كأنه جمع جيد وهو العنق
وأجياد أيضا جمع جواد من الخيل يقال للذكر والأنثى وجياد وأجاويد حكاه أبو نصر
إسماعيل بن حماد وقد قيل في اسم هذا الموضع جياد أيضا وقد ذكر في موضعه وقال
الأعشى ميمون بن قيس فما أنت من أهل الحجون ولا الصفا ولا لك حق الشرب من ماء زمزم
ولا جعل الرحمن بيتك في العلا بأجياد غربي الصفا والمحرم وقال عمر بن عبد الله بن
أبي ربيعة هيهات من أمة الوهاب منزلنا لما نزلنا بسيف البحر من عدن وجاورت أهل
أجياد فليس لنا منها سوى الشوق أو حظ من الحزن
وذكره في الشعر
كثير
واختلف في سبب تسميته بهذا الاسم فقيل سمي بذلك لأن تبعا لما قدم مكة ربط خيله فيه
فسمي بذلك وهما أجيادان أجياد الكبير وأجياد الصغير
وقال أبو القاسم الخوارزمي أجياد موضع بمكة يلي الصفا
وقال أبو سعيد السيرافي في كتاب جزيرة العرب من تأليفه هو موضع خروج دابة الأرض
وقرأت فيما أملاه أبو الحسين أحمد بن فارس على بديع بن عبد الله الهمداني بإسناد
له إن الخيل العتاق كانت محرمة كسائر الوحش لا يطمع في ركوبها طامع ولا يخطر
ارتباطها للناس على بال ولم تكن ترى إلا في أرض العرب وكانت مكرمة ادخرها الله
لنبيه وابن خليله إسماعيل بن إبراهيم عليهم السلام وكان إسماعيل أول من ذللت له
الخيل العتاق وأول من ركبها وارتبطها فذكر أهل العلم أن الله عز و جل أوحى إلى
إسماعيل عليه السلام إني ادخرت لك كنزا لم أأعطه أحدا قبلك فاخرج فناد بالكنز فأتى
أجيادا فألهمه الله تعالى الدعاء بالخيل فلم يبق في بلاد الله فرس ألا أتاه
فارتبطها بأجياد فبذلك سمي المكان أجيادا ويؤيد هذا ما قاله الأصمعي في تفسير قول
بشر بن أبي خازم حلفت برب الداميات نحورها وما ضم أجياد المصلى ومذهب لئن شبت
الحرب العوان التي أرى وقد طال إبعاد بها وترهب لتحتملن بالليل منكم ظعينة إلى غير
موثوق من العز تهرب قال أبو عبيدة المصلى المسجد
والمذهب بيت الله الحرام
وأجياد قال الأصمعي هو الموضع الذي كانت به الخيل التي سخرها الله لإسماعيل عليه
السلام
وقال ابن إسحاق لما وقعت الحرب بين الحارث بن مضاض الجرهمي وبين السميدع بن حوثر
بالثاء المثلثة خرج ابن مضاض من قعيقعان فتقعقع سلاحه فسمي قيعقعان
وخرج السميدع ومعه الخيل والرجال من أجياد
فيقال إنه ما سمي أجياد أجيادا إلا بخروج الخيل الجياد منه مع السميدع
وقال السهيلي وأما أجياد فلم يسم بأجياد الخيل كما ذكر ابن إسحاق لأن جياد الخيل
لا يقال فيها أجياد وإنما أجياد جمع جيد
وذكر أصحاب الأخبار أن مضاضا ضرب في ذلك الموضع أجياد مائة رجل من العمالقة فسمي
ذلك الموضع بأجياد لذلك قال وكذا ذكر ابن إسحاق في غير كتاب السيرة
قلت أنا وقد قدمنا أن الجوهري حكى أن العرب تجمع الجواد من الخيل على أجياد ولا شك
أن ذلك لم يبلغ السهيلي فأنكره ومما يؤيد أن هذا الموضع مسمى بالخيل أنه يقال فيه
أجواد وجياد ثم اتفاق الرواة أنها سميت بجياد الخيل لا تدفعه الرواية المحمولة من
جهة السهيلي
وحدث أبو المنذر قال كثرت إياد بتهامة وبنو معد بها حلول
ولم يتفرقوا عنها فبغوا على بني نزار وكانت منازلهم بأجياد من مكة وذلك قول الأعشى
وبيداء تحسب آرامها رجال إياد بأجيادها الأجيادان تثنية الذي قبله وهما أجياد
الكبير وأجياد الصغير وهما محلتان بمكة
وربما قيل لهما أجيادين اسما واحدا بالياء في جميع أحواله
الأجيراف كأنه تصغير أجراف واد لطيىء فيه
تين ونخل عن نصر
أجيرة كأنه تصغير أجرة
روي عن أعشى همدان أنه قال خرج مالك بن حريم الهمداني في الجاهلية ومعه نفر من
قومه يريد عكاظ فاصطادوا ظبيا في طريقهم وكان قد أصابهم عطش كثير فانتهوا إلى مكان
يقال له أجيرة فجعلوا يفصدون دم الظبي ويشربونه من العطش حتى أنفد دمه فذبحوه ثم
تفرقوا في طلب الحطب ونام مالك في الخباء فأثار أصحابه شجاعا فإنساب حتى دخل خباء
مالك فأقبلوا فقالوا يا مالك عندك الشجاع فاقتله فاستيقظ مالك وقال أقسمت عليكم
إلا كففتم عنه فكفوا
فإنساب الشجاع فذهب فأنشأ مالك يقول وأوصاني الحريم بعز جاري وأمنعه وليس به
امتناع وأدفع ضيمه وأذود عنه وأمنعه إذا امتنع المناع فدى لكم أبي عنه تنحوا لامر
ما استجار بي الشجاع ولا تتحملوا دم مستجير تضمنه أجيرة فالتلاع فإن لما ترون خفي
أمر له من دون أمركم قناع ثم ارتحلوا وقد أجهدهم العطش فإذا هاتف يهتف بهم يقول يا
أيها القوم لا ماء أمامكم حتى تسوموا المطايا يومها التعبا ثم اعدلوا شامة فالماء
عن كثب عين وراء وماء يذهب اللغبا حتى إذا ما أصبتم منه ريكم فاسقوا المطايا ومنه
فاملأوا القربا قال فعدلوا شامة فإذا هم بعين خرارة فشربوا وسقوا إبلهم وحملوا منه
في قربهم
ثم أتوا عكاظا فقضوا أربهم ورجعوا فانتهوا إلى موضع العين فلم يروا شيئا وإذا
بهاتف يقول يا مال عني جزاك الله صالحة هذا وداع لكم مني وتسليم لا تزهدن في
اصطناع العرف عن أحد إن الذي يحرم المعروف محروم أنا الشجاع الذي أنجيت من رهق
شكرت ذلك إن الشكر مقسوم من يفعل الخير لا يعدم مغبته ما عاش والكفر بعد العرف
مذموم الأجيفر هو جمع أجفر لأن جمع القلة يشبه الواحد فيصغر على بنائه فيقال في
أكلب أكيلب وفي أجربة أجيربة وفي أحمال أحيمال وهو موضع في أسفل السبعان من بلاد
قيس والأصمعي يقول هو لني أسد
وأنشد لمرة بن عياش ابن عم معاوية بن خليل النصري ينوح بني جذيمة بن مالك ابن نصر
بن قعين يقول ولقد أرى الثلبوت يألف بينه حتى كأنهم أولو سلطان ولهم بلا طال ما
عرفت لهم صحن الملا ومدافع السبعان
ومن الحوادث لا أبا
لأبيكم إن الأجيفر ماؤه شطران قال كان الأجيفر كله لهم فصار نصفه لبني سواءة من
بني أسد
باب الهمزة والحاء وما يليهما
أحارب كأنه جمع أحرب اسم نحو أجدل وأجادل
أو جمع الجمع نحو أكلب وأكالب موضع في شعر الجعدي وكيف أرجي قرب من لا أزوره وقد
بعدت عني صرار أحارب الأحاسب بفتح أوله وكسر السين المهملة وآخره باء موحدة وهو
جمع أحسب وهو من البعران الذي فيه بياض وحمرة
والأحسب من الناس الذي في شعر رأسه شقرة
قال أمرؤ القيس بن عابس الكندي فيا هند لا تنكحي بوهة عليه عقيقته أحسبا يقول كأنه
لم تحلق عقيقته في صغره حتى شاخ
فإن قيل إنما يجمع أفعل على أفاعل في الصفات إذا كان مؤنثه فعلى مثل صغير وأصغر
وصغرى وأصاغر وهذا فمؤنثه حسباء فيجب أن يجمع على فعل أو فعلان فالجواب أن أفعل
يجمع على أفاعل إذا كان اسما على كل حال وههنا فكأنهم سموا مواضع كل واحد منها
أحسب فزالت الصفة بنقلهم إياه إلى العلمية فتنزل منزلة الاسم المحض فجمعوه على
أحاسب كما فعلوا بأحامر وبأحاسن في اسم موضع يأتي عقيب هذا إن شاء الله تعالى وكما
جمعوا الأحوص وهو الضيق العين عند العلمية على أحاوص وهو في الأصل صفة قال الشاعر
أتاني وعيد الحوص من آل جعفر فيا عبد عمرو لو نهيت الأحاوصا فقال الحوص نظرا إلى
الوصفية والأحاوص نظرا إلى الإسمية والأحاسب هي مسايل أودية تنصب من السراة في أرض
تهامة
الأحاسن كأنه جمع أحسن والكلام فيه كالكلام في أحاسب المذكور قبله وهي جبال قرب
الأحسن بين ضرية واليمامة وقال أبو زياد الأحاسن من جبال بني عمرو بن كلاب قال
السري بن حاتم كأن لم يكن من أهل علياء باللوى حلول ولم يصبح سوام مبرح لوى برقة
الخرجاء ثم تيامنت بهم نية عنا تشب فتنزح تبصرتهم حتى إذا حال دونهم يحاميم من سود
الأحاسن جنح يسوق بهم رأد الضحى متبذل بعيد المدى عاري الذراعين شحشح سبتك بمصقول
ترق غروبه وأسحم زانته ترائب وضح من الخفرات البيض لا يستفيدها دني ولا ذاك الهجين
المطرح أحاليل يظهر أنه جمع الجمع لأن الحلة هم القوم النزول وفيهم كثرة وجمعهم
حلال وجمع
حلال أحاليل على
غير قياس لأن قياسه أحلال وقد يوصف بحلال المفرد فيقال حي حلال وهو موضع في شرقي
ذات الإصاد ومنه كان مرسل داحس والغبراء
أحامر البغيبغة بضم الهمزة كأنه من حامر يحامر فأنا أحامر من المفاعلة ينظر أيهما
أشد حمرة
والبغيبغة بضم الباء الموحدة والغينان معجمتان مفتوحتان يذكر في موضعه إن شاء الله
تعالى وأحامر اسم جبل أحمر من جبال حمى ضرية وأنشد ابن الأعرابي للراعي كهداهد كسر
الرماة جناحه يدعو بقارعة الطريق هديلا فقال ليس قول الناس إن الهداهد ههنا الهدهد
بشيء إنما الهداهد الحمام الكثير الهداهد كما قالوا قراقر لكثير القراقر وجلاجل
لكثير الجلاجل
يقال حاد جلاجل إذا كان حسن الصوت فأخامر على هذا الكثير الحمرة قال جميل دعوت أبا
عمرو فصدق نظرتي وما إن يراهن البصير لحين وأعرض ركن من أحامر دونهم كأن ذراه لفعت
بسدين أحامر قرى قال الأصمعي ومبدأ الحمتين من ديار أبي بكر بن كلاب عن يسارهما
جبل أحمر يسمى أحامر قرى
وقرى ماء نزلته الناس قديما وكان لبني سعد من بني أبي بكر بن كلاب
أحامرة بزيادة الهاء ردهة بحمى ضرية معروفة
والردهة نقرة في صخرة يستنقع فيها الماء
أحامرة جمع أحمر كما ذكرنا في أحاسب وألحقت به هاء التأنيث بعد التسمية ماءة لبني
نصر ابن معاوية وقيل أحامرة بلدة لبني شاس
وبالبصرة مسجد تسميه العامة مسجد الأحامرة وهو غلط إنما هو مسجد الحامرة وقد ذكر
في موضعه
أحباب جمع حبيب وهو بلد في جنب السوارقية من نواحي المدينة ثم من ديار بني سليم له
ذكر في الشعر
أحثال بعد الحاء الساكنة ثاء مثلثة وألف ولام
قال أبو أحمد العسكري يوم ذي أحثال بين تميم وبكر بن وائل وهو الذي أسر فيه
الحوفزان بن شريك قاتل الملوك وسالبها أنفسها أسره حنظلة بن بشر بن عمرو بن عدس بن
زيد بن عبد الله بن دارم وقيل فيه ونحن حفزنا الحوفزان مكبلا يساق كما ساق الأجير
الركائبا الأحث بالثاء المثلثة من بلاد هذيل ولهم فيه يوم مشهور قال أبو قلابة
الهذلي يا دار أعرفها وحشا منازلها بين القوائم من رهط فألبان فدمنة برحيات الأحث
إلى ضوجي دفاق كسحق الملبس الفاني وقال أبو قلابة أيضا يئست من الحذية أم عمرو
غداة إذ انتحوني بالجناب فيأسك من صديقك ثم يأسا ضحى يوم الأحث من الإياب
أحجار الثمام أحجار
جمع حجر والثمام نبت بالثاء المثلثة وهي صخيرات الثمام نزل بها رسول الله صلى الله
عليه و سلم في طريقه إلى بدر قرب الفرش وملل قال محمد بن بشير يرثي سليمان بن
الحصين ألا أيها الباكي أخاه وإنما تفرق يوم الفدفد الأخوان أخي يوم أحجار الثمام
بكيته ولو حم يومي قبله لبكاني تداعت به أيامه فاخترمنه وأبقين لي شجوا بكل مكان
فليت الذي ينعى سليمان غدوة دعا عند قبري مثلها فنعاني أحجار الزيت موضع بالمدينة
قريب من الزوراء وهو موضع صلاة الاستسقاء وقال العمراني أحجار الزيت موضع بالمدينة
داخلها
الأحدب بفتح الدال والباء الموحدة جبل في ديار بني فزارة
وقيل هو أحد الأثبرة والذي يقتضيه ذكره في أشعار بني فزارة أنه في ديارهم ولعلهما
جبلان يسمى كل واحد منهما بأحدب
أحدث مثل الذي قبله في الوزن إلا أن الثاء مثلثة بلد قريب من نجد
أحد بضم أوله وثانيه معا اسم الجبل الذي كانت عنده غزوة أحد وهو مرتجل لهذا الجبل
وهو جبل أحمر ليس بذي شناخيب وبينه وبين المدينة قرابة ميل في شماليها وعنده كانت
الوقعة الفظيعة التي قتل فيها حمزة عم النبي صلى الله عليه و سلم وسبعون من
المسلمين وكسرت رباعية النبي صلى الله عليه و سلم وشج وجهه الشريف وكلمت شفته وكان
يوم بلاء وتمحيص وذلك لسنتين وتسعة أشهر وسبعة أيام من مهاجرة النبي صلى الله عليه
و سلم وهو في سنة ثلاث وقال عبيد الله بن قيس الرقيات يا سيد الظاعنين من أحد حييت
من منزل ومن سند ما إن بمثواك غير راكدة سفع وهاب كالفرخ ملتبذ وفي الحديث أن
النبي صلى الله عليه و سلم قال أحد جبل يحبنا ونحبه وهو على باب من أبواب الجنة
وعير جبل يبغضنا ونبغضه وهو على باب من أبواب النار
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال خير الجبال أحد والأشعر وورقان
وورد محمد بن عبد الملك الفقعسي إلى بغداد فحن إلى وطنه وذكر أحدا وغيره من نواحي
المدينة فقال نفى النوم عني فالفؤاد كئيب نوائب هم ما تزال تنوب وأحراض أمراض
ببغداد جمعت علي وأنهار لهن قسيب وظلت دموع العين تمرى غروبها من الماء دارات لهن
شعوب وما جزع من خشية الموت أخضلت دموعي ولكن الغريب غريب ألا ليت شعري هل أبيتن
ليلة بسلع ولم تغلق علي دروب وهل أحد باد لنا وكأنه حصان أمام المقربات جنيب
يخب السراب الضحل
بيني وبينه فيبدو لعيني تارة ويغيب فإن شفائي نظرة إن نظرتها إلى أحد والحرتان
قريب وإني لأرعى النجم حتى كأنني على كل نجم في السماء رقيب وأشتاق للبرق اليماني
إن بدا وأزداد شوقا أن تهب جنوب وقال ابن أبي عاصية السلمي وهو عند معن بن زائدة
باليمن يتشوق المدينة أهل ناظر من خلف غمدان مبصر ذرى أحد رمت المدى المتراخيا فلو
أن داء اليأس بي وأعانني طبيب بأرواح العقيق شفانيا وكان الياس بن مضر قد أصابه
السل وكانت العرب تسمى السل داء اليأس
أحد بالتحريك يجوز أن يكون بمعنى أحد الذي هو أول العدد وأن يكون بمعنى أحد الذي
هو بمعنى كتيع وأرم وعريب فتقول ما بالدار أحد كما تقول ما بالدار كتيع ولا بالدار
عريب
قيل هو موضع بنجد وقيل الأحد بتشديد الدال جبل له ذكر في شعرهم
أحراد جمع حريد وهو المنفرد عن محلة القوم وقيل أحراد جمع حرد وهي القطعة من
السنام وان هذا الموضع إن كان سمي بذلك فلأنه ينبت الشحم ويسمن الإبل
والحرد القطا الواردة للماء فيكون سمي بذلك لأن القطا ترده فيكون به أحراد جمع حرد
بالضم وهي بئر بمكة قديمة
روى الزبير بن بكار عن أبي عبيدة في ذكر آبار مكة قال احتفرت كل قبيلة من قريش في
رباعهم بئرا فاحتفرت بنو عبد العزى شفية بنو عبد الدار أم أحراد وبنو جمح السنبلة
وبنو تميم بن مرة الجفر وبنو زهرة الغمر قالت أميمة بنت عميلة امرأة العوام بن
خويلد نحن حفرنا البحر أم أحراد ليست كبدر النزور الجماد فأجابتها ضرتها صفية نحن
حفرنا بذر نسقي الحجيج الأكبر وأم أحراد شر أحراص بصاد مهملة ورواه بعضهم بالضاد
المعجمة في قول أمية بن أبي عائذ الهذلي لمن الديار بعلي فالأحراص فالسودتين فمجمع
الأبواص قال السكري يروى الأخراص بالخاء المعجمة والأحراص بالحاء المهملة والقصيدة
صادية مهملة
أحراض هذا بالضاد المعجمة كذا وجدته بخط أبي عبد الله محمد بن المعلى الأزدي
البصري في شرحه لقول تميم بن أبي بن مقبل عفا من سليمى ذو كلاف فمنكف مبادي الجميع
القيظ والمتصيف وأقفر منها بعدما قد تحله مدافع أحراض وما كان يخلف
قال صاحب العين
يقال رجل حرض لا خير فيه وجمعه أحراض وقال الزجاج يقال رجل حرض أي ذو حرض ولذلك لا
يثنى ولا يجمع كقولهم رجل دنف أي ذو دنف ويجوز أن يكون احراض جمع حرض وهو الأشنان
أحرض بالفتح ثم السكون وضم الراء والضاد معجمة واشتقاقه مثل الذي قبله وهو موضع في
جبال هذيل سمي بذلك لأن من شرب من مائه حرض أي فسدت معدته
أحزاب بفتح أوله وسكون ثانيه وزاي وألف وباء موحدة مسجد الأحزاب من المساجد
المعروفة بالمدينة التي بنيت في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم والأصل في
الأحزاب كل قوم تشاكلت قلوبهم وأعمالهم فهو أحزاب وإن لم يلق بعضهم بعضا بمنزلة
عاد وثمود أولئك الأحزاب والآية الكريمة كل حزب بما لديهم فرحون أي كل طائفة هواهم
واحد
وحزب فلان أحزابا أي جمعهم قال رؤبة لقد وجدت مصعبا مستصعبا حين رمعى الأحزاب
والمحزبا وحدث الزبير بن بكار قال لما ولي الحسن بن زيد المدينة منع عبد الله بن
مسلم بن جندب الهذلي أن يؤم بالناس في مسجد الأحزاب فقال له أصلح الله الأمير لم
منعتني مقامي ومقام آبائي وأجدادي قبلي قال ما منعك منه إلا يوم الأربعاء يريد
قوله يا للرجال ليوم الأربعاء أما ينفك يحدث لي بعد النهى طربا إذ لا يزال غزال
فيه يفتنني يأتي إلى مسجد الأحزاب منتقبا يخبر الناس أن الأجر همته وما أتى طالبا
أجرا ومحتسبا لو كان يطلب أجرا ما أتى ظهرا مضمخا بفتيت المسك مختضبا لكنه ساقه أن
قيل ذا رجب يا ليت عدة حولي كله رجبا فإن فيه لمن يبغي فواضله فضلا وللطالب
المرتاد مطلبا كم حرة درة قد كنت آلفها تسد من دونها الأبواب والحجبا قد ساغ فيه
لها مشي النهار كما ساغ الشراب لعطشان إذا شربا اخرجن فيه ولا ترهبن ذا كذب قد
أبطل الله فيه قول من كذبا الأحساء بالفتح والمد جمع حسي بكسر الحاء وسكون السين
وهو الماء الذي تنشفه الأرض من الرمل فإذا صار إلى صلابة أمسكته فتحفر العرب عنه
الرمل فتستخرجه قال أبو منصور سمعت غير واحد من تميم يقول احتسينا حسيا أي أنبطنا
ماء حسي والحسي الرمل المتراكم أسفله جبل صلد فإذا مطر الرمل نشف ماء المطر فإذا انتهى
إلى الجبل الذي تحته أمسك الماء ومنع الرمل وحر الشمس أن ينشفا الماء
فإذا اشتد الحر نبث وجه الرمل عن الماء فنبع باردا عذبا يتبرض تبرضا
وقد رأيت في البادية أحساء
كثيرة على هذه
الصفة منها أحساء بني سعد بحذاء هجر و الأحساء ماء لجديلة طيىء بأجإ و أحساء خرشاف
وقد ذكر خرشاف في موضعه و أحساء القطيف وبحذاء الحاجر في طريق مكة أحساء في واد
متطامن ذي رمل إذا رويت في الشتاء من السيول لم ينقطع ماء أحسائها في القيظ وقال
الغطريف لرجل كان لصا ثم أصاب سلطانا جرى لك بالأحساء بعد بؤوسها غداة القشيريين
بالملك تغلب عليك بضرب الناس ما دمت واليا كما كنت في دهر الملصة تضرب و الأحساء
مدينة بالبحرين معروفة مشهورة كان أول من عمرها وحصنها وجعلها قصبة هجر أبو طاهر
سليمان بن أبي سعيد الجناني القرمطي وهي ألى الآن مدينة مشهورة عامرة
وأحساء بني وهب على خمسة أميال من المرتمى بين القرعاء وواقصة على طريق الحاج فيه
بركة وتسع آبار كبار وصغار
والأحساء ماء لغني قال الحسين بن مطير الأسدي أين جيراننا على الأحساء أين جيراننا
على الأطواء فارقونا والأرض ملبسة نو ر الأقاحي تجاد بالأنواء كل يوم بأقحوان ونور
تضحك الأرض من بكاء السماء أحسن بوزن أفعل من الحسن ضد القبح اسم قرية بين اليمامة
وحمى ضرية يقال لها معدن الأحسن لبني أبي بكر بن كلاب بها حصن ومعدن ذهب وهي طريق
أيمن اليمامة وهناك جبال تسمى الأحاسن قال النوفلي يكتنف ضرية جبلان يقال لأحدهما
وسط وللآخر الأحسن وبه معدن فضة
الأحسية بالفتح ثم السكون وكسر السين المهملة وياء خفيفة وهاء بوزن أفعلة وهو من
صيغ جمع القلة كأنه جمع حساء نحو حمار وأحمرة وسواء وأسورة
وحساء جمع حسي نحو ذئب وذئاب وزق وزقاق وقد تقدم تفسيره في الأحساء وقال ثعلب
الحساء الماء القليل وهو موضع باليمن له ذكر في حديث الردة أن الأسود العنسي طرد
عمال النبي صلى الله عليه و سلم وكان فروة بن مسيك على مراد فنزل بالأحسية فانضم
إليه من أقام على إسلامه
الأحصبان تثنية الأحصب من الأرض الحصباء وهي الحصى الصغار ومنه المحصب موضع الجمار
بمنى قال أبو سعد هو اسم موضع باليمن ينسب إليه أبو الفتح أحمد بن عبد الرحمن بن
الحسين الأحصبي الوراق نزل الأحصبين
الأحص بالفتح وتشديد الصاد المهملة يقال رجل أحص بين الحصص أي قليل شعر الرأس وقد
حصت البيضة رأسي إذا أذهبت شعره وطائر أحص الجناح ورجل احص اللحية ورحم حصاء كله
بمعنى القطع وقال أبو زيد رجل أحص إذا كان نكدا مشؤوما فكأن هذا الموضع لقلة خيره
وعدم نباته سمي بذلك
وبنجد موضعان يقال لهما الأحص وشبيث
وبالشام من نواحي حلب موضعان يقال لهما الأحص وشبيث
فأما الذي بنجد فكانت منازل ربيعة
ثم منازل ابني وائل
بكر وتغلب
وقال أبو المنذر هشام بن محمد في كتابه في افتراق العرب ودخلت قبائل ربيعة ظواهر
بلاد نجد والحجاز وأطراف تهامة وما والاها من البلاد وانقطعوا إليها وانتثروا فيها
فكانوا بالذئاب وواردات والأحص وشبيث وبطن الجريب والتغلمين وما بينهما وما حولهما
من المنازل
وروت العلماء الأئمة كأبي عبيدة وغيره أن كليبا واسمه وائل بن ربيعة بن الحارث بن
مرة بن زهير بن جهم ابن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل قال يوما
لامرأته وهي جليلة بنت مرة أخت جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن
صعب بن علي بن بكر بن وائل وأم جساس هبلة بنت منقذ بن سلمان بن كعب بن عمرو ابن
سعد بن زيد مناة بن تميم وكانت أختها البسوس نازلة على ابن أختها جساس بن مرة قال
لها هل تعرفين في العرب من هو أعز مني قالت نعم أخواي جساس وهمام وقيل قالت نعم
أخي جساس وندمانه عمرو المزدلف بن أبي ربيعة الحارث بن ذهل بن شيبان
فأخذ قوسه وخرج فمر بفصيل لناقة البسوس فعقره وضرب ضرع ناقتها حتى اختلط لبنها
ودمها وكانا قد قاربا حماه فأغمضوا له على ذلك واستغاثت البسوس ونادت بويلها
فقال جساس كفي فساعقر غدا جملا هو أعظم من عقر ناقة
فبلغ ذلك كليبا فقال دون عليان خرط القتاد فذهبت مثلا وعليان فحل إبل كليب
ثم أصابتهم سماء فمروا بنهر يقال له شبيث فأراد جساس نزوله فامتنع كليب قصدا
للمخالفة
ثم مروا على الأحص فأراد جساس وقومه النزول عليه فامتنع كليب قصدا للمخالفة
ثم مروا ببطن الجريب فجرى أمره على ذلك حتى نزلوا الذنائب وقد كلوا وأعيوا وعطشوا
فأغضب ذلك جساسا فجاء وعمرو المزدلف معه فقال له يا وائل أطردت أهلنا من المياه
حتى كدت تقتلهم فقال كليب ما منعناهم من ماء إلا ونحن له شاغلون فقال له هذا كفعلك
بناقة خالتي فقال له أو ذكرتها أما إني لو وجدتها في غير إبل مرة يعني أبا جساس
لاستحللت تلك الإبل
فعطف عليه جساس فرسه وطعنه بالرمح فأنفذه فيه
فلما أحس بالموت قال يا عمرو اسقني ماء يقول ذلك لعمرو المزدلف فقال له تجاوزت
بالماء الأحص وبطن شبيث
ثم كانت حرب ابني وائل وهي حرب البسوس أربعين سنة وهي حروب يضرب بشدتها المثل
قالوا والذنائب عن يسار ولجة للمصعد إلى مكة وبه قبر كليب
وقد حكى هذه القصة بعينها النابغة الجعدي يخاطب عقال بن خويلد وقد أجار بني وائل
ابن معن وكانوا قتلوا رجلا من بني جعدة فحذرهم مثل حرب البسوس وحرب داحس والغبراء
فقال في ذلك فأبلغ عقالا إن غاية داحس بكفيك فاستأخر لها أو تقدم تجير علينا وائلا
بدمائنا كأنك عما ناب أشياعنا عم كليب لعمري كان أكثر ناصرا وأيسر جرما منك ضرج
بالدم رمى ضرع ناب فاستمر بطعنة كحاشية البرد اليماني المسهم
وقال لجساس أغثني
بشربة تفضل بها طولا علي وأنعم فقال تجاوزت الأحص وماءه وبطن شبيث وهو ذو مترسم
فهذا كما تراه ليس في الشعر والخبر ما يدل على أنها بالشام
وأما الأحص وشبيث بنواحي حلب وقد تحقق أمرهما فلا ريب فيهما أما الأحص فكورة كبيرة
مشهورة ذات قرى ومزارع بين القبلة وبين الشمال من مدينة حلب قصبتها خناصرة مدينة
كان ينزلها عمر بن عبد العزيز وهي صغيرة وقد خربت الآن إلا اليسير منها
وأما شبيث فجبل في هذه الكورة أسود في رأسه فضاء فيه أربع قرى وقد خربت جميعها
ومن هذا الجبل يقطع أهل حلب وجميع نواحيها حجارة رحيهم وهي سود خشنة وإياها عنى
عدي بن الرقاع بقوله وإذا الربيع تتابعت أنواؤه فسقى خناصرة الأحص وزادها فأضاف
خناصرة إلى هذا الموضع وإياها عنى جرير أيضا بقوله عادت همومي بالأحص وسادي هيهات
من بلد الأحص بلادي لي خمس عشرة من جمادى ليلة ما أستطيع على الفراش رقادي ونعود
سيدنا وسيد غيرنا ليت التشكي كان بالعواد وأنشد الأصمعي في كتاب جزيرة العرب لرجل
من طيىء يقال له الخليل بن قردة وكان له ابن واسمه زافر وكان قد مات بالشام في
مدينة دمشق فقال ولا آب ركب من دمشق وأهله ولا حمص إذ لم يأت في الركب زافر ولا من
شبيث والأحص ومنتهى ال مطايا بقنسرين أو بخناصر وإياه عنى ابن أبي حصينة المعري
بقوله لج برق الأحص في لمعانه فتذكرت من وراء رعانه فسقى الغيث حيث ينقطع الأو عس
من رنده ومنبت بانه أو ترى النور مثل ما نشر البر د حوالي هضابه وقنانه تجلب الريح
منه أذكى من المس ك إذا مرت الصبا بمكانه وهذا كما تراه ليس فيه ما يدل على أنه
إلا بالشام
فإن كان قد اتفق ترادف هذين الاسمين بمكانين بالشام ومكانين بنجد من غير قصد فهو
عجب
وإن كان جرى الأمر فيهما كما جرى لأهل نجران ودومة في بعض الروايات حيث أخرج عمر
أهلهما منهما فقدموا العراق وبنوا لهم بها أبنية وسموها باسم ما أخرجوا منه فجائز
أن تكون ربيعة فارقت منازلها وقدمت الشام فأقاموا بها وسموا هذه بتلك والله أعلم
وينسب إلى أحص حلب شاعر يعرف بالناشي الأحصي كان في أيام سيف الدولة أبي الحسن علي
بن حمدان له خبر ظريف أنا مورده ههنا وإن لم أكن على ثقة منه وهو
أن هذا الشاعر
الأحصي دخل على سيف الدولة فأنشده قصيدة له فيه فاعتذر سيف الدولة بضيق اليد يومئذ
وقال له أعذر فما يتأخر عنا حمل المال إلينا فإذا بلغك ذلك فأتنا لنضاعف جائزتك
ونحسن إليك
فخرج من عنده فوجد على باب سيف الدولة كلابا تذبح لها السخال وتطعم لحومها فعاد
إلى سيف الدولة فأنشده هذه الأبيات رأيت بباب داركم كلابا تغذيها وتطعمها السخالا
فما في الأرض أدبر من أديب يكون الكلب أحسن منه حالا ثم اتفق أن حمل إلى سيف الدولة
أموال من بعض الجهات على بغال فضاع منها بغل بما عليه وهو عشرة آلاف دينار وجاء
هذا البغل حتى وقف على باب الناشي الشاعر بالأحص فسمع حسه فظنه لصا فخرج إليه
بالسلاح فوجده بغلا موقرا بالمال فأخذ ما عليه من المال وأطلقه
ثم دخل حلب ودخل على سيف الدولة وأنشده قصيدة له يقول فيها ومن ظن أن الرزق يأتي
بحيلة فقد كذبته نفسه وهو آثم يفوت الغنى من لا ينام عن السرى وآخر يأتي رزقه وهو
نائم فقال له سيف الدولة بحياتي وصل إليك المال الذي كان على البغل فقال نعم
فقال خذه بجائزتك مباركا لك فيه
فقيل لسيف الدولة كيف عرفت ذلك قال عرفته من قوله وآخر يأتي رزقه وهو نائم بعد
قوله يكون الكلب أحسن منه حالا الأحفار جمع حفر والحفر في الأصل اسم المكان الذي
حفر نحو الخندق والبئر إذا وسعت فوق قدرها سميت حفيرا وحفرا وحفيرة
والأحفار علم لموضع من بادية العرب قال حاجب بن ذبيان المازني هل رام نهي حمامتين
مكانه أم هل تغير بعدنا الأحفار يا ليت شعري غير منية باطل والدهر فيه عواطف أطوار
هل ترسمن بي المطية بعدها يحدي القطين وترفع الأخدار الأحقاف جمع حقف من الرمل
والعرب تسمى الرمل المعوج حقافا وأحقافا واحقوقف الهلال والرمل إذا اعوج فهذا هو
الظاهر في لغتهم وقد تعسف غيره
والأحقاف المذكور في الكتاب العزيز واد بين عمان وأرض مهرة عن ابن عباس قال ابن
إسحاق الأحقاف رمل فيما بين عمان إلى حضرموت وقال قتادة الأحقاف رمال مشرفة على
البحر بالشحر من أرض اليمن وهذه ثلاثة أقوال غير مختلفة في المعنى
وقال الضحاك الأحقاف جبل بالشام
وفي كتاب العين الأحقاف جبل محيط بالدنيا من زبرجدة خضراء تلهب يوم القيامة فيحشر
الناس عليه من كل أفق وهذا وصف جبل قاف
والصحيح ما رويناه عن ابن عباس وابن إسحاق وقتادة أنها رمال بأرض اليمن كانت عاد
تنزلها ويشهد بصحة ذلك ما رواه أبو المنذر
هشام بن محمد عن
أبي يحيى السجستاني عن مرة ابن عمر الأبلي عن الأصبغ بن نباتة قال إنا لجلوس عند
علي بن أبي طالب ذات يوم في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه إذ أقبل رجل من
حضرموت لم أر قط رجلا أنكر منه فاستشرفه الناس وراعهم منظره وأقبل مسرعا جوادا حتى
وقف علينا وسلم وجثا وكلم أدنى القوم منه مجلسا وقال من عميدكم فأشاروا إلى علي
رضي الله عنه وقالوا هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم وعالم الناس
والمأخوذ عنه فقام وقال اسمع كلامي هداك الله من هاد وافرج بعلمك عن ذي غلة صاد
جاب التنائف من وادي سكاك إلى ذات الأماحل في بطحاء أجياد تلفه الدمنة البوغاء
معتمدا إلى السداد وتعليم بإرشاد سمعت بالدين دين الحق جاء به محمد وهو قرم الحاضر
البادي فجئت منتقلا من دين باغية ومن عبادة أوثان وأنداد ومن ذبائح أعياد مضللة
نسيكها غائب ذو لوثة عاد فادلل على القصد واجل الريب عن خلدي بشرعة ذات إيضاح
وإرشاد والمم بفضل هداك الله عن شعثي وأهدني إنك المشهور في النادي إن الهداية
للإسلام نائبة عن العمى والتقى من خير أزواد وليس يفرج ريب الكفر عن خلد أفظه
الجهل إلا حية الوادي قال فأعجب عليا رضي الله عنه والجلساء شعره وقال له علي لله
درك من رجل ما أرصن شعرك ممن أنت قال من حضرموت
فسر به علي وشرح له الإسلام فأسلم على يديه ثم أتى به إلى أبي بكر رضي الله عنه
فأسمعه الشعر فأعجبه ثم إن عليا رضي الله عنه سأله ذات يوم ونحن مجتمعون للحديث
أعالم أنت بحضرموت قال إذا جهلتها لم أعرف غيرها
قال له علي رضي الله عنه أتعرف الأحقاف قال الرجل كأنك تسأل عن قبر هود عليه
السلام
قال علي رضي الله عنه لله درك ما أخطأت قال نعم خرجت وأنا في عنفوان شبيبتي في
أغيلمة من الحي ونحن نريد أن نأتي قبره لبعد صيته فينا وكثرة من يذكره منا فسرنا
في بلادنا الأحقاف أياما ومعنا رجل قد عرف الموضع فانتهينا إلى كثيب أحمر فيه كهوف
كثيرة فمضى بنا الرجل إلى كهف منها فدخلناه فأمعنا فيه طويلا فانتهينا إلى حجرين
قد أطبق أحدهما دون الآخر وفيه خلل يدخل منه الرجل النحيف متجانفا فدخلته فرأيت
رجلا على سرير شديد الأدمة طويل الوجه كث اللحية وقد يبس على سريره فإذ مسست شيئا
من بدنه أصبته صليبا لم يتغير ورأيت عند رأسه كتابا بالعربية أنا هود النبي الذي
أسفت على عاد بكفرها وما كان لأمر الله من مرد
فقال لنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه كذلك سمعته من أبي القاسم رسول الله صلى
الله عليه و سلم
أحلى بالفتح بوزن فعلى
وهو حصن باليمن
إحليلي بالكسر ثم السكون وكسر اللام وياء ساكنة ولام أخرى مقصور ممال اسم شعب لبني
أسد فيه نخل لهم وأنشد عرام بن الأصبغ يقول ظللنا بإحليلى بيوم تلفنا إلى نخلات قد
صوين سموم إحليلاء مثل الذي قبله إلا أنه بالمد جبل وهو غير الذي قبله قاله أبو
القاسم الزمخشري وأنشد غيره لرجل من عكل إذا ما سقى الله البلاد فلا سقى شناخيب
إحليلاء من سبل القطر قالوا والشناخيب جمع شنخوب وشنخاب وهو القطعة من الجبل
العالية
إحليل مثل الذي قبله لكنه ليس في آخره ألف مقصورة ولا ممدودة اسم واد في بلاد
كنانة ثم لبني نفاثة منهم قال كانف الفهمي فلو تسألي عنا لنبئت أننا بإحليل لا
نزوى ولا نتخشع وأن قد كسونا بطن ضيم عجاجة تصعد فيه مرة وتفرع وقال نصر إحليل واد
تهامي قرب مكة وقد قال بعض الشعراء ظللنا بإحليلاء للضرورة كذا رواه ممدودا
وجعلهما واحدا
أحمداباذ معناه عمارة أحمد كما قدمنا قرية من قرى ريوند من نواحي نيسابور قرب بيهق
وهي آخر حدود ريوند
و أحمداباذ أيضا قرية من قرى قزوين على ثلاثة فراسخ منها بناها أبو عبد الله أحمد
بن هبة الله الكموني القزويني
الأحمدي اسم قصر كان بسامراء عمره أبو العباس أحمد المعتمد على الله بن المتوكل على
الله فسمي به وقال بعض أهل الأدب اجتزت بسامراء فرأيت على جدار من جدران القصر
المعروف بالأحمدي مكتوبا في الأحمدي لمن يأتيه معتبر لم يبق من حسنه عين ولا أثر
غارت كواكبه وانهد جانبه ومات صاحبه واستفظع الخبر و الأحمدي أيضا اسم موضع بظاهر
مدينة سنجار
الأحمر بلفظ الأحمر من الألوان اسم جبل مشرف على قعيقعان بمكة كان يسمى في
الجاهلية الأعرف
و الأحمر أيضا حصن بظاهر بحر الشام وكان يعرف بعثليث
والأحمر ناحية بالأندلس ثم من عمل سرقسطة يقال له الوادي الأحمر
الأحواز بالزاي من نواحي بغداد من جهة النهروان
الأحواض آخره ضاد معجمة جمع حوض أمكنة تسكنها بنو عبد شمس بن سعد بن زيد مناة ابن
تميم الأحوران تثنية الأحور وهو سواد العين موضع في قول زيد الخيل أرى ناقتي قد
اجتوت كل منهل من الجوف ترعاه الركاب ومصدر فإن كرهت أرضا فإني اجتويتها وإن علي
الذنب إن لم أغير
وتقطع رمل الأحورين
براكب صبور على طول السرى والتهجر الأحور واحد الذي قبله مخلاف باليمن
أحوس بوزن أفعل بالسين المهملة موضع في بلاد مزينة فيه نخل كثير وفي كتاب نصر أخوس
معجم الخاء موضع بالمدينة به زرع قال معن بن أوس رأت نخلها من بطن أحوس حفها حجاب
بماشيها ومن دونها لصب يشن عليها الماء جون مدرب ومحتجر يدعو إذ ظهر الغرب تكلفني
أدما لدى ابن مغفل حواها له الجد المدافع والكسب وقال أيضا وقالوا رجال فاستمعت
لقيلهم أبينوا لمن مال بأحوس ضائع ومنيت في تلك الأماني إنني لها غارس حتى أمل
وزارع الأحياء جمع حي من أحياء العرب أو حي ضد الميت قال ابن إسحاق غزا عبيدة بن
الحارث بن المطلب الأحياء وهو ماء أسفل من ثنية المرة
و الأحياء أيضا قرى على نيل مصر من جهة الصعيد يقال لها أحياء بني الخزرج وهو الحي
الكبير والحي الصغير وبينها وبين الفسطاط نحو عشرة فراسخ
الأحيدب تصغير الأحدب اسم جبل مشرف على الحدث بالثغور الرومية ذكره أبو فراس بن
حمدان فقال في ذلك هذه الأبيات ويوم على ظهر الأحيدب مظلم جلاه بيض الهند بيض
أزاهر أتت أمم الكفار فيه يؤمها إلى الحين ممدود المطالب كافر فحسبي بها يوم
الأحيدب وقعة على مثلها في العز تثنى الخناصر وقال أبو الطيب المتنبي نثرتهم يوم
الأحيدب نثرة كما نثرت فوق العروس الدراهم الأحيسى بفتح أوله وكسر ثانيه وياء
ساكنة وسين مهملة والقصر ثنية الأحيسى موضع قرب العارض باليمامة قال وبالجزع من
وادي الأحيسى عصابة سحيمية الأنساب شتى المواسم ومنها طلع خالد بن الوليد على
مسيلمة الكذاب
باب الهمزة والخاء وما يليهما
أخا بالضم وتشديد الخاء والقصر كلمة نبطية ناحية من نواحي البصرة في شرقي دجلة ذات
أنهار وقرى
الأخاديد جمع أخدود وهو الشق المستطيل في الأرض اسم المنزل الثالث من واسط للمصعد
إلى مكة وهي ركايا في طريق البر وفيها قباب وماؤها عذب ثم منها إلى لينة وهو
المنزل الرابع وبين الأخاديد والغضاض يوم
الأخابث كأنه جمع أخبث آخره ثاء مثلثة كانت بنو عك بن عدنان قد ارتدت بعد وفاة
النبي صلى الله عليه و سلم بالأعلاب من أرضهم بين الطائف
والساحل فخرج إليهم
بأمر أبي بكر الصديق رضي الله عنه الطاهر بن أبي هالة فواقعهم بالأعلاب فقتلهم شر
قتلة وكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى الطاهر بن أبي هالة قبل أن يأتيه بالفتح بلغني
كتابك تخبرني فيه مسيرك واستنفارك مسروقا وقومه إلى الأخابث بالأعلاب فقد أصبت
فعاجلوا هذا الضرب ولا ترفهوا عنهم وأقيموا بالأعلاب حتى تأمن طريق الأخابث
ويأتيكم أمري
فسميت تلك الجموع من عك ومن تأشب إليهم الأخابث إلى اليوم وسميت تلك الطريق إلى
اليوم طريق الأخابث وقال الطاهر بن أبي هالة فوالله لولا الله لا شيء غيره لما فض
بالأجراع جمع العثاعث فلم تر عيني مثل جمع رأيته بجنب مجاز في جموع الاخابث
قتلناهم ما بين قنة خامر إلى القيعة البيضاء ذات النبائث وفينا بأموال الأخابث
عنوة جهارا ولم نحفل بتلك الهثاهث الأخارج يجوز أن يكون في الأصل جمع خراج وهو
الإتاوة ويقال خراج وأخراج وأخاريج وأخارج هو جبل لبني كلاب بن ربيعة بن عامر بن
صعصعة وقال موهوب بن رشيد القريظي يرثي رجلا مقيم ما أقام ذرى سواج وما بقي
الأخارج والبتيل الأخاشب بالشين المعجمة والباء الموحدة والأخشب من الجبال الخشن
الغليظ ويقال هو الذي لا يرتقى فيه
وأرض خشباء وهي التي كانت حجارتها منثورة متدانية قال أبو النجم إذا علون الأخشب
المنطوحا يريد كأنه نطح
والخشب الغليظ الخشن من كل شيء ورجل خشب عاري العظم
والأخاشب جبال بالصمان ليس بقربها جبال ولا آكام
و الأخاشب جبال مكة وجبال منى
و الأخاشب جبال سود قريبة من أجإ بينهما رملة ليست بالطويلة عن نصر
الأخباب بلفظ جمع الخب أو الخبب موضع قرب مكة وقيل بلد بجنب السوارقية من ديار بني
سليم في شعر عمر بن أبي ربيعة كذا نقلته من خط ابن نباتة الشاعر الذي نقله من خط
اليزيدي قال ومن أجل ذات الخال يوم لقيتها بمندفع الأخباب أخضلني دمعي وأخرى لدى
البيت العتيق نظرتها إليها تمشت في عظامي ومسمعي أحثال بالثاء المثلثة كأنه جمع
خثلة البطن وهي ما بين السرة والعانة وقال عرام الخثلة بالتحريك مستقر الطعام تكون
للإنسان كالكرش للشاة
وقال الزمخشري هو واد لبني أسد يقال له ذو أخثال يزرع فيه على طريق السافرة إلى
البصرة ومن أقبل منها إلى الثعلبية وذكر في شعر عنترة العبسي وضبطه أبو أحمد
العسكري بالحاء المهملة وقد ذكرته قبل
الأخراب جمع خرب بالضم وهو منقطع الرمل
قال ابن حبيب الأخراب أقيرن حمر بين
السجا والثعل
وحولهما وهي لبني الأضبط وبني قوالة فما يلي الثعل لبني قوالة بن أبي ربيعة وما
يلي السجا لبني الأضبط بن كلاب وهما من أكرم مياه نجد وأجمعه لبني كلاب
وسجا بعيدة القعر عذبة الماء والثعل أكثرهما ماء وهو شروب وأجلى هضاب ثلاث على
مبدأة من الثعل قال طهمان بن عمرو الكلابي لن تجد الأخراب أيمن من سجا إلى الثعل
إلا ألأم الناس عامره وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للراشد بن عبد الرب
السلمي لا تسكن الأخراب فقال ضيعتي لا بد لي منها فقال لكأني أنظر إليك تعي أمثال
الذآنين حتى تموت فكان كذلك
وقيل الأخراب في هذا الموضع اسم للثغور وأخراب عزور موضع في شعر جميل حين قال حلفت
برب الواقصات إلى منى وما سلك الأخراب أخراب عزور أخرب بفتح الراء ويروى بضمها
فيكون أيضا جمعا للخرب المذكور قبل وهو موضع في أرض بني عامر بن صعصعة وفيه كانت
وقعة بني نهد وبني عامر قال أمرؤ القيس خرجنا نزيغ الوحش بين ثعالة وبين رحيات إلى
فج أخرب إذا ما ركبنا قال ولدان أهلنا تعالوا إلى أن يأتنا الصيد نحطب الأخرجان
تثنية الأخرج من الخرج وهو لونان أبيض وأسود يقال كبش أخرج وظليم أخرج وهما جبلان
في بلاد بني عامر قال حميد بن ثور عفا الربع بين الأخرجين وأوزعت به حرجف تدني
الحصى وتسوق وقال أبو بكر ومما يذكر في بلاد أبي بكر مما فيه جبال ومياه المردمعة
وهي بلاد واسعة وفيها جبلان يسميان الأخرجين قال فيهما ابن شبل لقد أحميت بين جبال
حوضى وبين الأخرجين حمى عريضا لحعي الجعفري فما جزاني ولكن ظل يأتل أو مريضا الآتل
الخانس وقال حميد بن ثور على طللي جمل وقفت ابن عامر وقد كنت تعلى والمزار قريب
بعلياء من روض الغضار كأنما لها الريم من طول الخلاء نسيب أربت رياح الأخرجين
عليهما ومستجلب من غيرهن غريب الأخرج جبل لبني شرقي وكانوا لصوصا شياطين
الأخرجة جمع قلة للخرج المذكور قبله وهو ماء على متن الطريق الأولى عن يسار سميراء
الأخرجية الياء مشددة للنسبة موضع بالشام قال جرير يقول بوادي الأخرجية صاحبي متى
يرعوي قلب النوى المتقاذف
أخرم بوزن أحمر
والخرم في اللغة أنف الجبل والمخارم جمع مخرم وهو منقطع أنف الجبل وهي أفواه
الفجاج وعين ذات مخارم أي ذات مخارج وهو في عدة مواضع منها جبل في ديار بني سليم
مما يلي بلاد ربيعة بن عامر بن صعصعة
قال نصر و أخرم جبل قبل توز بأربعة أميال من أرض نجد
و الأخرم أيضا جبل في طرف الدهناء وقد جاء في شعر كثير بضم الراء قال موازية هضب
المضيح واتقت جبال الحمى والأخشبين بأخرم وقد ثناه المسيب بن علس فقال ترعى رياض
الأخرمين له فيها موارد ماؤها غدق الأخروت بالضم ثم السكون وضم الراء والواو ساكنة
والتاء فوقها نقطتان مخلاف باليمن ولعله أن يكون علما مرتجلا أو يكون من الخرت وهو
الثقب
الأخروج بوزن الذي قبله وحروفه إلا أن آخره جيم مخلاف باليمن أيضا
أخزم بالزاي بوزن أحمر والأخزم في كلام العرب الحية الذكر وأخزم اسم جبل بقرب
المدينة بين ناحية ملل والروحاء له ذكر في أخبار العرب قال إبراهيم بن هرمة ألا ما
لرسم الدار لا يتكلم وقد عاج أصحابي عليه فسلموا بأخزم أو بالمنحنى من سويقة ألا
ربما أهدى لك الشوق أخزم وغيرها العصران حتى كأنها على قدم الأيام برد مسهم و أخزم
أيضا جبل نجدي في حق الضباب عن نصر
أخسيسك بالفتح ثم السكون وكسر السين المهملة وياء ساكنة وسين أخرى مفتوحة وكاف بلد
بما وراء النهر مقابل زم بين ترمذ وفربر وزم في غربي جيحون وأخسيسك في شرقيه
وعملهما واحد والمنبر بزم
أخسيكث بالفتح ثم السكون وكسر السين المهملة وياء ساكنة وكاف وثاء مثلثة وبعضهم
يقوله بالتاء المثناة وهو الأولى لأن المثلثة ليست من حروف العجم اسم مدينة بما
وراء النهر وهي قصبة ناحية فرغانة وهي على شاطىء نهر الشاش على أرض مستوية بينها
وبين الجبال نحو من فرسخ على شمالي النهر ولها قهندز أي حصن ولها ربض ومقدارها في
الكبر نحو ثلاثة فراسخ وبناؤها طين وعلى ربضها أيضا سور وللمدينة الداخلية أربعة
أبواب وفي المدينة والربض مياه جارية وحياض كثيرة وكل باب من أبواب ربضها يفضي إلى
بساتين ملتفة وأنهار جارية لا تنقطع مقدار فرسخ وهي من أنزه بلاد ما وراء النهر
وهي في الإقليم الرابع طولها أربع وتسعون درجة وعرضها سبع وثلاثون درجة ونصف وقد
خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب منهم أبو الوفاء محمد بن محمد بن القاسم
الأخسيكثي كان إماما في اللغة والتاريخ توفي بعد سنة 025 وأخوه أبو رشاد أحمد بن
محمد بن القاسم كان أديبا فاضلا شاعرا وكان مقامهما بمرو وبها ماتا ومن شعر أحمد
يصف
بلده قوله من سوى
تربة أرضي خلق الله اللئاما إن أخسيكث أم لم تلد إلا الكراما وأيضا نوح بن نصر بن
محمد بن أحمد بن عمرو بن الفضل بن العباس بن الحارث الفرغاني الأخسيكثي أبو عصمة
قال شيرويه قدم همذان سنة 514
روى عن بكر بن فارس الناطفي وأحمد بن محمد بن أحمد الهروي وغيرهما حدثنا عنه أبو
بكر الصندوقي وذكره الحافظ أبو القاسم وقال في حديثه نكارة وهو مكثر وسمع بالعراق
والشام وخراسان
الأخشبانه تثنية الأخشب وقد تقدم اشتقاقه في الأخاشب والأخشبان جبلان يضافان تارة
إلى مكة وتارة إلى منى وهما واحد أحدهما أبو قبيس والآخر قعيقعان
ويقال بل هما أبو قبيس والجبل الأحمر المشرف هنالك ويسميان الجبجبين أيضا
وقال ابن وهب الأخشبان الجبلان اللذان تحت العقبة بمنى وقال السيد علي العلوي
الأخشب الشرقي أبو قبيس والأخشب الغربي هو المعروف بجبل الخط والخط من وادي
إبراهيم
وقال الأصمعي الأخشبان أبو قبيس وهو الجبل المشرف على الصفا وهو ما بين حرف أجياد
الصغير المشرف على الصفا إلى السويداء التي تلي الخندمة وكان يسمى في الجاهلية
الأمين لأن الركن كان مستودعا فيه عام الطوفان فلما بنى إسماعيل عليه السلام البيت
نودي إن الركن في مكان كذا وكذا
والأخشب الآخر الجبل الذي يقال له الأحمر كان يسمى في الجاهلية الأعرف وهو الجبل
المشرف وجهه على قيقعان قال مزاحم العقيلي خليلي هل من حيلة تعلمانها يقرب من ليلى
إلينا احتيالها فإن بأعلى الأخشبين أراكة عدتني عنها الحرب دان ظلالها وفي فرعها
لو يستطاف جنابها جنى يجتنيه المجتني لو ينالها ممنعة في بعض أفنانها العلا يروح
إلينا كل وقت خيالها والذي يظهر من هذا الشعر أن الأخشبين فيه غير التي بمكة إنه
يدل على أنها من منازل العرب التي يحلونها بأهاليهم وليس الأخشبان كذلك ويدل أيضا
على أنه موضع واحد لأن الأراكة لا تكون في موضعين وقد تقدم أن الأخشبين جبلان كل
واحد منهماغير الآخر وأما الشعر الذي قيل فيهما بلا شك فقول الشريف الرضي أبي
الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم ابن موسى بن جعفر بن
محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أحبك ما أقام منى وجمع
وما أرسى بمكة أخشباها وما نحروا بخيف منى وكبوا على الأذقان مشعرة ذراها نظرتك
نظرة بالخيف كانت جلاء العين أو كانت قذاها ولم يك غير موقفنا وطارت بكل قبيلة منا
نواها
وقد تفرد هذه
التثنية فيقال لكل واحد منهما الأخشب قال ساعدة بن جوية أفي وأهديهم وكل هدية مما
تثج لها ترائب تثعب ومقامهن إذا حبسن بمأزم ضيق ألف وصدهن الأخشب يقسم بالحجاج
والبدن التي تنحر بالمأزمين وتجمع على الأخاشب قال فبلدح أمسى موحشا فالأخاشب
أخشنبة بالفتح ثم السكون وفتح الشين المعجمة ونون ساكنة وباء موحدة بلد بالأندلس
مشهور عظيم كثير الخيرات بينه وبين شلب ستة أيام وبينه وبين لب ثلاثة أيام أخشن
وخشين جبلان في بادية العرب أحدهما أصغر من الآخر
الإخشين بالكسر ثم السكون وكسر الشين وياء ساكنة ونون بلد بفارس
الأخصاص جمع خص اسم لقريتين بالفيوم من أرض مصر
الأخضر بضاد معجمة بلفظ الأخضر من الألوان منزل قرب تبوك بينه وبين وادي القرى كان
قد نزله رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسيره إلى تبوك وهناك مسجد فيه مصلى
النبي صلى الله عليه و سلم
و أخضر تربة اسم واد تجتمع فيه السيول التي تنحط من السراة وقيل نهي طوله مسيرة
ثلاث وعرضه مسيرة يوم ويقال الأخضرين
و الأخضر موضع بالجزيرة للنمر بن قاسط
ومواضع كثيرة عربية وعجمية تسمى الأخضر
أخطب بلفظ خطب الخطيب يخطب وزيد أخطب من عمرو
وقيل أخطب اسم جبل بنجد لبني سهل بن أنس بن ربيعة بن كعب قال ناهض ابن ثومة لمن
طلل بين الكثيب وأخطب حمته السواحي والهدام الرشائش وجر السواقي فارتمى قومه الحصى
فدف النقا منه مقيم وطائش ومر الليالي فهو من طول ما عفا كبرد اليماني وشه الحبر
نامش وشه أراد وشاه أي حبره وقال نصر لطيء الأخطب لخطوط فيه سود وحمر
أخطبة بالهاء من مياه أبي بكر بن كلاب عن أبي زياد
أخلاء بالفتح ثم السكون والمد صقع بالبصرة من أصقاع فراتها عامر آهل
الأخلفة بالفتح ثم السكون وكسر اللام والفاء الخلف خلف الناقة والخلف القوم
المخلفون يجوز أن يكون جمع قلة لأحدهما وهو أحد محال بولان بن عمرو بن الغوث بن
طيء بأجإ
إخميم بالكسر ثم السكون وكسر الميم وياء ساكنة وميم أخرى بلد بالصعيد في الإقليم
الثاني طوله أربع وخمسون درجة وعرضه أربع وعشرون درجة وخمسون دقيقة وهو بلد قديم
على شاطىء النيل بالصعيد وفي غربيه جبل صغير من أصغى إليه بأذنه سمع خرير الماء
ولغطا شبيها
بكلام الآدميين لا
يدرى ما هو
وباخميم عجائب كثيرة قديمة منها البرابي وغيرها
والبرابي أبنية عجيبة فيها تماثيل وصور واختلف في بانيها والأكثر الأشهر أنها بنيت
في أيام الملكة دلوكة صاحبة حائط العجوز وقد ذكرت ما بلغني من خبرها وكيفية بنائها
والسبب فيه في البرابي من هذا الكتاب وهو بناء مسقف بسقف واحد وهو عظيم السعة
مفرطها وفيه طاقات ومداخل وفي جدرانه صور كثيرة منها صور الآدميين وحيوان مختلف
منه ما يعرف ومنه ما لا يعرف وفي تلك الصور صورة رجل لم ير أعظم منه ولا أبهى ولا
أنبل وفيها كتابات كثيرة لا يعلم أحد المراد بها ولا يدرى ما هي والله أعلم بها
وينسب إليها ذو النون بن إبراهيم الإخميمي المصري الزاهد طاف البلاد في السياحة
وحدث عن مالك بن أنس والليث بن سعد وفضيل بن عياض وعبد الله بن لهيعة وسفيان بن
عيينة وغيرهم روى عنه الجنيد بن محمد وغيره وكان من موالي قريش يكنى أبا الفيض قال
وكان أبوه إبراهيم نوبيا
وقال الدارقطني ذو النون بن إبراهيم روى عن مالك أحاديث في أسانيدها نظر وكان
واعظا وقيل إن اسمه ثوبان وذو النون لقب له ومات بالجيزة من مصر وحمل في مركب حتى
عدي به خوفا عليه من زحمة الناس على الجسر ودفن في مقابر المعافر وذلك في ذي
القعدة سنة 426 وله أخ اسمه ذو الكفل
و إخميم أيضا موضع بأرض العرب قال أبو عبد الله محمد بن المعلى بن عبد الله الأزدي
في شرحه لشعر تميم بن أبي بن مقبل وذكر أسماء جاءت على وزن إفعيل فقال وإخميم موضع
غوري نزله قوم من عنزة فهم به إلى اليوم قال شاعر منهم لمن طلل عاف بصحراء إخميم
عفا غير أوتاد وجون يحاميم إخنا بالكسر ثم السكون والنون مقصور وبعض يقول إخنو
ووجدته في غير نسخة من كتاب فتوح مصر بالجيم وأحفيت في السؤال عنه بمصر فلم أجد من
يعرفه إلا بالخاء
وقال القضاعي وهو يعدد كور الحوف الغربي وكورتا إخنا ورشيد والبحيرة وجميع ذلك قرب
الاسكندرية
وأخبار الفتوح تدل على أنها مدينة قديمة ذات عمل منفرد وملك مستبد وكان صاحبها
يقال له في أيام الفتوح طلما وكان عنده كتاب من عمرو ابن العاص بالصلح على بلده
ومصر جميعها فيما رواه بعضهم
وروى الآخرون عن هشام بن أبي رقية اللخمي أن صاحب إخنا قدم على عمرو بن العاص فقال
له أخبرنا بما على أحدنا من الجزية فنصبر لها
فقال عمرو وهو مشير إلى ركن كنيسة لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك بما
عليك إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم وإن خفف عنا خففنا عنكم
وهذا يدل على أن مصر فتحت عنوة لا بصلح معين على شيء معلوم قال فغضب صاحب إخنا
وخرج إلى الروم فقدم بهم فهزمهم الله وأسر صاحب إخنا فأتي به عمرو بن العاص فقال
له الناس اقتله فقال لا بل أطلقه لينطلق فيجيئنا بجيش آخر
أخناث بالفتح وآخره ثاء مثلثة جمع خنث وهو التثني موضع في شعر بعض الأزد حيث قال
شط من حل باللوى الأبراثا عن نوى من تربع الأخناثا
الأخنونية بالضم ثم
السكون وضم النون وواو ساكنة ونون أخرى مكسورة وياء مشددة موضع من أعمال بغداد قيل
هي حربى
الأخيان بالضم ثم الفتح وياء مشددة كأنه تصغير تثنية أخ وهو اسم جبلين في حق ذي
العرجاء على الشبيكة
وهو ماء في بطن واد فيه ركايا كثيرة
أخي واحد الذي قبله تصغير أخ ويوم أخي من أيام العرب أغار فيه أبو بشر العذري على
بني مرة
باب الهمزة والدال وما يليهما
أدامى بالفتح والقصر قال أبو القاسم السعدي أدامى موضع بالحجاز فيه قبر الزهري
العالم الفقيه ولا أعرفه أنا
وفي كتاب نصر الأدامي من أعراض المدينة كان للزهري هناك نخل غرسه بعد أن أسن
و الأدامي أيضا من ديار قضاعة بالشام وقيل بضم الهمزة
أدام بالضم كأنه من قولهم أدام زيد يديم فأنا أدام
وقال محمود بن عمر أدام وادي تهامة أعلاه لهذيل وأسفله لكنانة
وقال السيد علي العلوي إدام بكسر أوله وقال فيه ماءة يقال لها بئر إدام على طريق
اليمن لبني شعبة من كنانة
أدام بالفتح قال الأصمعي أدام بلد وقيل واد وقال أبو خازم هو من أشهر أودية مكة
قال صخر الغي الهذلي لعمرك والمنايا غالبات ما تغني التميمات الحماما لقد أجرى
لمصرعه تليد وساقته المنية من أداما إلى جدث بجنب الجوراس به ما حل ثم به أقاما
الأداهم جمع أدهم كما قالوا الأحاوص في جمع أحوص وقد تقدم تعليله اسم موضع في قول
عمرو بن خرجة الفزاري ذكرت ابنة السعدي ذكرى ودونها رحا جابر واحتل أهلي الأداهما
الأداة بالفتح بلفظ واحدة الأدوات اسم جبل
الأدبر بالباء الموحدة موضع في عارض اليمامة يقال له ثقب الأدبر
أدبي بفتح أوله وثانيه وكسر الباء الموحدة وياء مشددة جبل قرب العوارض قال الشماخ
كأنها وقد بدا عوارض وأدبي في السراب غامض والليل بين قنوين رابض بجيرة الوادي قطا
نواهض وقال نصر أدبي جبل في ديار طيىء حذاء عوارض وهو جبل أسود في أعلى ديار طيىء
وناحية دار فزارة
أدرفركال بفتح أوله وثانيه وراء ساكنة وفاء مكسورة وراء أخرى ساكنة وكاف وألف ولام
اسم ناحية بالمغرب من أرض البربر على البحر المحيط من أعمال أغمات دونها السوس
الأقصى وفي غربيها رباط ماسة على نحر البحر وبحذائها من الجنوب لمطة ودونها من
الشرق تامدلت ثم شرقي السوس وعلى سمتها أيضا شرقا سجلماسة
أدرنكة بالضم ثم السكون وراء مضمومة
ونون ساكنة وكاف
وهاء من قرى الصعيد فوق أسيوط زرعها الكتان حسب
إدريت بالكسر ثم السكون وراء مكسورة وياء وتاء مثناة علم لموضع عن العمراني
إدريجة بالكسر ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وجيم وهاء من قرى البهنسا من صعيد
مصر
أدفاء جمع دفء اسم موضع
أدفو بضم الهمزة وسكون الدال وضم الفاء وسكون الواو اسم قرية بصعيد مصر الأعلى بين
أسوان وقوص وهي كثيرة النخل بها تمر لا يقدر أحد على أكله حتى يدق في الهاون
كالسكر ويذر على العصائد
قال ابن زولاق منها أبو بكر محمد بن علي الأدفوي الأديب المقري صاحب النحاس له
كتاب في تفسير القرآن المجيد في خمسة مجلدات كبار وله غير ذلك من كتب الأدب وقد
استوفيت خبره في كتاب معجم الأدباء
و أدفو أيضا قرية بمصر من كورة البحيرة ويقال أتفو بالتاء المثناة فيهما
أدفة بالفتح ثم السكون وفتح الفاء والهاء من قرى إخميم بالصعيد من مصر
أدقية بالضم ثم السكون وكسر القاف وياء مشددة جبل لبني قشير
أدماء بالضم والمد موضع بين خيبر وديار طيىء ثم غدير مطرق
أدماث بالفتح ثم السكون وميم وألف وثاء مثلثة كأنه جمع دمث وهو مكان الرمل اللين
وجمعه دماث وأدماث والدماثة سهولة الخلق منه وهو موضع
أدمام بالضم ثم الفتح وميم وألف وميم أخرى اسم بلد بالمغرب وأنا منه في شك
أدمان بالضم ثم السكون وميم وألف ونون
قال يعقوب أدمان شعبة تدفع عن يمين بدر بينها وبين بدر ثلاثة أميال قال كثير لمن
الديار بأبرق الحنان فالبرق فالهضبات من أدمان أدم بفتح أوله وثانيه بلفظ الأدم من
الجلود وهو جمع أديم وأديم كل شيء ظاهر جلده مثل أفيق وأفق وقد يجمع على آدمة مثل
رغيف وأرغفة وأدم موضع قريب من ذي قار وإليه انتهى من تبع فل الأعاجم يوم ذي قار
وهناك قتل الهامرز
و أدم أيضا ناحية قرب هجر من أرض البحرين
و أدم أيضا من نواحي عمان الشمالية تليها شمليل وهي ناحية أخرى من عمان قريبة من
البحر
و أدم أيضا بقرب العمق قال نصر وأظنه جبلا
و أدم أيضا أول منزل من واسط للحاج القاصد إلى مكة وهو من العيون إن لم يكن الأول
و أدم من قرى اليمن ثم من أعمال صنعاء
أدم بضم أوله وثانيه
والأدم من الظباء البيض تعلوهن جدد فيهن غبرة من قرى الطائف
أدمى بضم أوله وفتح ثانيه
قال ابن خالويه ليس في كلام العرب فعلى بضم أوله وفتح ثانيه مقصور غير ثلاثة ألفاظ
شعبى اسم موضع وأدمى اسم موضع وأربى اسم للداهية ثم أنشد يسبقن بالأدمى فراخ تنوفة
وفعلى هذا وزن مختص
بالمونث وقال بعضهم أدمى اسم جبل بفارس
وفي الصحاح أدمى على فعلى بضم الفاء وفتح العين اسم موضع
وقال محمود بن عمر أدمى أرض ذات حجارة في بلاد قشير وقال القتال الكلابي وأرسل
مروان الأمير رسوله لآتيه إني إذا لمضلل وفي ساحة العنقاء أو في عماية أو الأدمى
من رهبة الموت موئل وقال أبو سعيد السكري في قول جرير يا حبذا الخرج بين الدام
والأدمى فالرمث من برقة الروحان فالغرف الدام والأدمى من بلاد بني سعد وبيت القتال
يدل على أنه جبل وقال أبو خراش الهذلي ترى طالبي الحاجات يغشون بابه سراعا كما تهوي
إلى أدمى النخل قال في تفسيره أدمى جبل بالطائف
وقال محمد ابن إدريس الأدمى جبل فيه قرية باليمامة قريبة من الدام وكلاهما بأرض
اليمامة
الأدنيان بالفتح ثم السكون وفتح النون وياء وألف ونون كأنه تثنية الأدنى أي الأقرب
من دنا يدنو اسم واد في بلادهم
الأدواء كأنه جمع داء موضع وقال نصر الأدواء بضم الهمزة وفتح الدال موضع في ديار
تميم بنجد
الأدهم رعن ينقاد من أجإ مشرقا والنعف رعن بطرفه عن الحازمي
أديات بالضم ثم الفتح وياء مشددة كأنه جمع أدية مصغر موضع بين ديار فزارة وديار
كلب قال الراعي النميري إذا بتم بين الأديات ليلة وأخنستم من عالج كل أجرعا أديم
بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وميم
وأديم كل شيء ظاهره موضع في بلاد هذيل قال أبو جندب منهم وأحياء لدى سعد بن بكر
بأملاح فظاهرة الأديم أديم بلفظ التصغير أرض تجاور تثليث تلي السراة بين تهامة
واليمن كانت من ديار جهينة وجرم قديما
و أديم أيضا عند وادي القرى من ديار عذرة كانت لهم بها وقعة مع بني مرة عن نصر
أديمة بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وميم كأنه تصغير أدمة اسم جبل عن أبي القاسم
محمود بن عمر
وقال غيره أديمة جبل بين قلهى وتقتد بالحجاز
باب الهمزة والذال وما يليهما
أذاخر بالفتح والخاء المعجمة مكسورة كأنه جمع الجمع يقال ذخر وأذخر وأذاخر نحو
أرهط وأراهط قال ابن إسحاق لما وصل رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة عام الفتح
دخل من أذاخر حتى نزل بأعلى مكة وضربت هناك قبته
أذافر بالفاء جبل لطيء لا نخل فيه ولا زرع
أذاسا بالفتح والسين المهملة اسم لمدينة الرها
التي بالجزيرة
قال يحيى بن جرير الطبيب التكريتي النصراني في السنة السادسة من موت الإسكندر بنى
سلوقوس الملك في السنة السادسة عشرة من ملكه مدينة اللاذقية وسلوقية وأفامية
وباروا وهي حلب وأذاسا وهي الرها وكمل بناء انطاكية
أذبل بالفتح ثم السكون وضم الباء الموحدة ولام لغة في يذبل جبل في طريق اليمامة من
أرض يخد معدود في نواحي اليمامة فيما قيل
أذربيجان بالفتح ثم السكون وفتح الراء وكسر الباء الموحدة وباء ساكنة وجيم هكذا
جاء في شعر الشماخ تذكرتها وهنا وقد حال دونها قرى أذربيجان المسالح والجال وقد
فتح قوم الذال وسكنوا الراء ومد آخرون الهمزة مع ذلك
وروي عن المهلب ولا أعرف المهلب هذا آذريبجان بمد الهمزة وسكون الذال فيلتقي
ساكنان وكسر الراء ثم ياء ساكنة وباء موحدة مفتوحة وجيم وألف ونون
قال أبو عون إسحاق بن علي في زيحه أذربيجان في الإقليم الخامس طولها ثلاث وسبعون
درجة وعرضها أربعون درجة
قال النحويون النسبة إليه أذري بالتحريك وقيل أذري بسكون الذال لأنه عندهم مركب من
أذر وبيجان فالنسبة إلى الشطر الأول وقيل أذربي كل قد جاء
وهو اسم اجتمعت فيه خمس موانع من الصرف العجمة والتعريف والتأنيث والتركيب ولحاق
الألف والنون ومع ذلك فإنه إذا زالت عنه إحدى هذه الموانع وهو التعريف صرف لأن هذه
الأسباب لا تكون موانع من الصرف إلا مع العلمية فإذا زالت العلمية بطل حكم البواقي
ولولا ذلك لكان مثل قائمة ومانعة ومطيعة غير منصرف لأن فيه التأنيث والوصف ولكان
مثل الفرند واللجام غير منصرف لاجتماع العجمة والوصف فيه وكذلك الكتمان لأن فيه
الألف والنون والوصف فاعرف ذلك
قال ابن المقفع أذربيجان مسماة باذرباذ بن إيران بن الأسود بن سام بن نوح عليه
السلام وقيل أذرباذ بن بيوراسف وقيل بل أذر اسم النار بالفهلوية وبايكان معناه
الحافظ والخازن فكأن معناه بيت النار أو خازن النار وهذا أشبه بالحق وأحرى به لأن
بيوت النار في هذه الناحية كانت كثيرة جدا
وحد أذربيجان من برذعة مشرقا إلى أرزنجان مغربا ويتصل حدها من جهة الشمال ببلاد
الديلم والجيل والطرم وهو إقليم واسع
ومن مشهور مدائنها تبريز وهي اليوم قصبتها وأكبر مدنها وكانت قصبتها قديما المراغة
ومن مدنها خوي وسلماس وأرمية وأردبيل ومرند وغير ذلك
وهو صقع جليل ومملكة عظيمة الغالب عليها الجبال وفيه قلاع كثيرة وخيرات واسعة
وفواكه جمة ما رأيت ناحية أكثر بساتين منها ولا أغزر مياها وعيونا لا يحتاج السائر
بنواحيها إلى حمل إناء للماء لأن المياه جارية تحت أقدامه أين توجه وهو ماء بارد
عذب صحيح
وأهلها صباح الوجوه حمرها رقاق البشرة ولهم لغة يقال لها الأذرية لا يفهمها غيرهم
وفي أهلها لين وحسن معاملة إلا أن البخل يغلب على طباعهم
وهي بلاد فتنة وحروب ما خلت قط منها فلذلك أكثر مدنها خراب وقراها يباب
وفي أيامنا هذه هي مملكة
جلال الدين منكبرني
بن علاء الدين محمد بن تكش خوارزم شاه
وقد فتحت أولا في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان عمر قد أنفذ المغيرة بن
شعبة الثقفي واليا على الكوفة ومعه كتاب إلى حذيفة بن اليمان بولاية أذربيجان فورد
الكتاب على حذيفة وهو بنهاوند فسار منها إلى أذربيجان في جيش كثيف حتى أتى أردبيل
وهي يومئذ مدينة أذربيجان
وكان مرزبانها قد جمع المقاتلة من أهل باجروان وميمذ والبذ وسراو وشيز والميانج
وغيرها فقاتلوا المسلمين قتالا شديدا أياما
ثم إن المرزبان صالح حذيفة على جميع أذربيجان على ثمانمائة ألف درهم وزن على أن لا
يقتل منهم أحدا ولا يسبيه ولا يهدم بيت نار ولا يعرض لأكراد البلاشجان وسبلان
وميان روذان ولا يمنع أهل الشيز خاصة من الزفن في أعيادهم وإظهار ما كانوا يظهرونه
ثم إنه غزا موقان وجيلان فأوقع بهم وصالحهم على إتاوة
ثم إن عمر رضي الله عنه عزل حذيفة وولى عتبة بن فرقد على أذربيجان فأتاها من
الموصل ويقال بل أتاها من شهرزور على السلق الذي يعرف بمعاوية الأذري فلما دخل
أردبيل وجد أهلها على العهد وقد انتفضت عليه نواح فغزاها وظفر وغنم فكان معه ابنه
عمرو بن عتبة بن فرقد الزاهد وعن الواقدي غزا المغيرة بن شعبة أذربيجان من الكوفة
سنة اثنتين وعشرين ففتحها عنوة ووضع عليها الخراج
وروى أبو المنذر هشام بن محمد عن أبي مخنف أن المغيرة بن شعبة غزا أذربيجان في سنة
عشرين ففتحها ثم إنهم كفروا فغزاهم الأشعت بن قيس الكندي ففتح حصن جابروان وصالحهم
على صلح المغيرة ومضى صلح الأشعث إلى اليوم
وقال المدائني لما هزم المشركون بنهاوند رجع الناس إلى أمصارهم وبقي أهل الكوفة مع
حذيفة فغزا بهم أذربيجان فصالحهم على ثمانمائة ألف درهم ولما استعمل عثمان بن عفان
رضي الله عنه الوليد بن عقبة على الكوفة عزل عتبة بن فرقد عن أذربيجان فنقضوا
فغزاهم الوليد بن عقبة سنة خمس وعشرين وعلى مقدمته عبد الله بن شبيل الأحمسي فأغار
على أهل موقان والتبريز والطيلسان فغنم وسبا ثم صالح أهل أذربيجان على صلح حذيفة
أذرح بالفتح ثم السكون وضم الراء والحاء المهملة
وهو جمع ذريح وذريحة جمعها الذرائح
وأذرح إن كان منه فهو على غير قياس لأن أفعلا جمع فعل غالبا وهي هضاب تنبسط على
الأرض حمر وإن جعل جمع الذرح وهو شجر تتخذ منه الرحالة نحو زمن وأزمن فأصل أفعل أن
يجمع على أفعال فيكون أيضا على غير قياس فأما أزمن فمحمول على دهر وأدهر لأن
معناهما واحد وهو اسم بلد في أطراف الشام من أعمال الشراة ثم من نواحي البلقاء
وعمان مجاورة لأرض الحجاز
قال ابن الوضاح هي من فلسطين
وهو غلط منه وإنما هي في قبلي فلسطين من ناحية الشراة
وفي كتاب مسلم بن الحجاج بين أذرح والجرباء ثلاثة أيام
وحدثني الأمير شرف الدين يعقوب بن الحسن الهذياني قبيل من الأكراد ينزلون في نواحي
الموصل قال رأيت أذرح والجرباء غير مرة وبينهما ميل واحد وأقل لأن الواقف في هذه
ينظر هذه واستدعى رجلا من أهل تلك الناحية ونحن بدمشق واستشهده على صحة ذلك فشهد
به
ثم لقيت أنا غير واحد من أهل تلك
الناحية وسألتهم عن
ذلك فكل قال مثل قوله وقد وهم فيه قوم فرووه بالجيم
وبأذرح إلى الجرباء كان أمر الحكمين بين عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري وقيل
بدومة الجندل والصحيح أذرح والجرباء ويشهد بذلك قول ذي الرمة يمدح بلال بن أبي
بردة بن أبي موسى الأشعري أبوك تلافى الدين والناس بعدما تساءوا وبيت الدين منقطع
الكسر فشد إصار الدين أيام أذرح ورد حروبا قد لقحن إلى عقر وكان الأصمعي يلعن كعب
بن جعيل لقوله في عمرو بن العاص كأن أبا موسى عشية أذرح يطيف بلقمان الحكيم يواربه
فلما تلاقوا في تراث محمد سمت بابن هند في قريش مضاربه يعني بلقمان الحكيم عمرو بن
العاص قال الأسود ابن الهيثم لما تداركت الوفود بأذرح وفي أشعري لا يحل له غدر أدى
أمانته ووفى نذره عنه وأصبح فيهم غادرا عمرو يا عمرو إن تدع القضية تعرف ذل الحياة
وينزع النصر ترك القران فما تأول آية وارتاب إذ جعلت له مصر وفتحت أذرح والجرباء
في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم سنة تسع صولح أهل أذرح على مائة دينار جزية
أذرعات بالفتح ثم السكون وكسر الراء وعين مهملة وألف وتاء
كأنه جمع أذرعة جمع ذراع جمع قلة وهو بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعمان
ينسب إليه الخمر وقال الحافظ أبو القاسم أذرعات مدينة بالبلقاء
وقال النحويون بالتثنية والجمع تزول الخصوصية عن الأعلام فتنكر وتجري مجرى النكرة
من أسماء الأجناس وأما نحو أبانين وأذرعات وعرفات فتسميته ابتداء تثنية وجمع كما
لو سميت رجلا بخليلان أو مساجد وإنما عرف مثل ذلك بغير حرف تعريف وجعلت أعلاما
لأنها لا تفترق فنزلت منزلة شيء واحد فلم يقع إلباس واللغة الفصيحة في عرفات الصرف
ومنع الصرف لغة تقول هذه عرفات وأذرعات ورأيت عرفات وأذرعات ومررت بعرفات وأذرعات
لأن فيه سببا واحدا وهذه التاء التي فيه للجميع لا للتأنيث لأنه اسم لمواضع مجتمعة
فجعلت تلك المواضع اسما واحدا وكان اسم كل موضع منها عرفة وأذرعة وقيل بل الاسم
جمع والمسمى مفرد فلذلك لم يتنكر وقيل إن التاء فيه لم تتمحض للتأنيث ولا للجمع
فأشبهت التاء في نبات وثبات وأما من منعها الصرف فإنه يقول إن التنوين فيها
للمقابلة التي تقابل النون التي في جمع المذكر السالم فعلى هذا غير منصرفة
وقد ذكرتها العرب في أشعارها لأنها لم تزل من بلادها في الإسلام وقبله قال بعض
الأعراب
ألا أيها البرق
الذي بات يرتقي ويجلو دجى الظلماء ذكرتني نجدا وهيجتني من أذرعات وما أرى بنجد على
ذي حاجة طربا بعدا ألم تر أن الليل يقصر طوله بنجد وتزداد الرياح به بردا وقال
امرؤ القيس ومثلك بيضاء العوارض طفلة لعوب تنسيني إذا قمت سربالي تنورتها من
أذرعات وأهلها بيثرب أدنى دارها نظر عال وينسب إلى أذرعات أذرعي وخرج منها طائفة
من أهل العلم منهم إسحاق بن إبراهيم الأذرعي بن هشام ابن يعقوب بن إبراهيم بن عمرو
بن هاشم بن أحمد ويقال ابن إبراهيم بن زامل أبو يعقوب النهدي أحد الثقات من عباد
الله الصالحين رحل وحدث عن محمد بن الخضر بن علي الرافعي ويحيى بن أيوب بن ناوي
العلاف وأبي زيد يوسف بن يزيد القراطيسي وأحمد بن حماد بن عيينة وأبي زرعة وأبي
عبد الرحمن النسائي وخلق كثير غير هؤلاء
وحدث عنه أبو علي محمد بن هرون بن شعيب وتمام بن محمد الرازي وأبو الحسين بن جميع
وعبد الوهاب الكلابي وأبو عبد الله بن مندة وأبو الحسن الرازي وغيرهم وقال أبو
الحسن الرازي كان الأذرعي من أجلة أهل دمشق وعبادها وعلمائها ومات يوم عيد الأضحى
سنة 443 عن نيف وتسعين سنة ومحمد بن الزعيزعة الأذرعي وغيرهما ومحمد ابن عثمان بن
خراش أبو بكر الأذرعي
حدث عن محمد بن عقبة العسقلاني ويعلى بن الوليد الطبراني وأبي عبيد محمد بن حسان
البسري ومحمد بن عبد الله بن موسى القراطيسي والعباس بن الوليد بن يوسف بن يونس
الجرجاني ومسلمة بن عبد الحميد
روى عنه أبو يعقوب الأذرعي وأبو الخير أحمد ابن محمد بن أبي الخير وأبو بكر محمد
بن إبراهيم بن أسد القنوي وأبو الحسن علي بن جعفر بن محمد الرازي وغيرهم
وعبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب بن المعمر بن قعنب بن يزيد بن كثير بن مرة
ابن مالك أبو نصر المري الإمام الحافظ الشروطي يعرف بابن الأذرعي وبابن الجبان
روى عن أبي القاسم الحسن بن علي البجلي وأبي علي بن أبي الزمام والمظفر بن حاجب بن
أركين وأبي الحسن الدارقطني وخلق كثير لا يحصون
روى عنه أبو الحسن بن السمسار وأبو علي الأهوازي وعبد العزيز الكناني وجماعة كثيرة
وكان ثقة وقال عبد العزيز الكناني مات شيخنا وأستاذنا عبد الوهاب المري في شوال
سنة 524 وصنف كتبا كثيرة وكان يحفظ شيئا من علم الحديث
أذرع أكباد بضم الراء كأنه جمع ذراع موضع في قول تميم بن أبي بن مقبل أمست بأذرع
أكباد فحم لها ركب بلينة أو ركب بساوينا أذرع غير مضاف موضع نجدي في قوله وأوقدت
نارا للرعاء بأذرع
أذرمة بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الراء والميم قال أحمد بن يحيى بن جابر أذرمة من
ديار ربيعة قرية قديمة أخذها الحسن بن عمر بن الخطاب التغلبي من صاحبها وبنى بها
قصرا وحصنها
قال أحمد بن الطيب
السرخسي الفيلسوف في كتاب له ذكر فيه رحلة المعتضد إلى الرملة لحرب خمارويه ابن
أحمد بن طولون وكان السرخسي في خدمته ذكر فيه جميع ما شاهده في طريقه في مضيه
وعوده فقال ورحل يعني المعتضد من برقعيد إلى أذرمة وبين المنزلين خمسة فراسخ وفي
أذرمة نهر يشقها وينفذ إلى آخرها وإلى صحرائها يأخذ من عين على رأس فرسخين منها
وعليه في وسط المدينة قنطرة معقودة بالصخر والجص وعليه رحى ماء وعليها سوران واحد
دون الآخر وفيها رحبات وسوق قدر مائتي حانوت ولها باب حديد ومن خارج السور خندق
يحيط بالمدينة وبينها وبين السميعية قرية الهيثم بن المعمر فرسخ عرضا وبينها وبين
مدينة سنجار في العرض عشرة فراسخ انتهى قول السرخسي
وأذرمة اليوم من أعمال الموصل من كورة تعرف ببين النهرين بين كورة البقعاء ونصيبين
ولم تزل هذه الكورة من أعمال نصيبين
وأذرمة اليوم قرية ليس فيها مما وصف شيء وإليها ينسب أبو عبد الرحمن عبد الله بن
محمد ابن إسحاق الأذرمي النصيبيني قال ابن عساكر أذرمة من قرى نصيبين
وكان عبد الله المذكور من العباد الصالحين انتقل إلى الثغر فأقام بأذرمة حتى مات
وهو الذي ناظر أحمد بن أبي دؤاد في خلق القرآن فقطعه في قصة فيها طول
وكان سمع سفيان بن عيينة وغندر وهشيم بن بشير وإسماعيل بن علية وإسحاق بن يوسف
الأزرق
روى عنه أبو حاتم الرازي وأبو داود السجستاني وعبد الله بن أحمد بن حنبل ويحيى بن
محمد بن صاعد وقدم بغداد وحدث بها
وقد غلط الحافظ أبو سعد السمعاني في ثلاثة مواضع أحدها أنه مد الألف وهي غير
ممدودة وحرك الذال وهي ساكنة وقال هي من قرى أذنة وهي كما ذكرنا قرية بين النهرين
وإنما غره أن أبا عبد الرحمن كان يقال له الأذني أيضا لمقامه بأذنة
أذرنت مدينة بعقلية
أدرنت مدينة بصقلية
أذكان بالفتح ثم السكون وكاف وألف ونون ناحية من كرمان ثم من رستاق الروذان
أذلق بالفتح ثم السكون وفتح اللام وقاف لسان ذلق وهذا أذلق من هذا أي أحد منه قال
الخارزنجي الأذلق حفر وأخاديد
أذن بلفظ الأذن حاسة السمع
أم أذن قارة بالسماوة تقطع منها الرحى قال أبو زياد ومن جبال بني أبي بكر بن كلاب
أذن وإياها أراد جهم ابن سبل الكلابي بقوله فسكن فيا كبدا طارت ثلاثين صدعة ويا
ويحما لاقت مليكة حاليا فتضحك وسط القوم أن يسخروا بنا وأبكي إذا ما كنت في الأرض
خاليا فأنى لأذن والستارين بعدما غنيت لأذن والستارين قاليا لباقي الهوى والشوق ما
هبت الصبا وما لم يغير حادث الدهر حاليا أذنة بفتح أوله وثانيه ونون بوزن حسنة
وأذنة بكسر الذال بوزن خشنة قال السكوني بحذاء توز جبل يقال له الغمر شرقي توز ثم
يمضي الماضي فيقع في جبل شرقيه أيضا يقال له أذنة ثم يقطع إلى جبل يقال له حبشي
وقال نصر آذنة خيال
من أخيلة حمى فيد بينه وبين فيد نحو عشرين ميلا وقد جمع فيه الشعر فقيل آذنات
وأذنة أيضا بلد من الثغور قرب المصيصة مشهور خرج منه جماعة من أهل العلم وسكنه
آخرون
قال بطليموس طول أذنة ثمان وستون درجة وخمس عشرة دقيقة وهي في الإقليم الرابع تحت
إحدى وعشرين درجة من السرطان وخمس وأربعين دقيقة يقابلها مثلها من الجدي
بيت ملكها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان قال أحمد بن يحيى بن جابر بنيت
أذنة سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة وجنود خراسان معسكرون عليها بأمر صالح بن
علي بن عبد الله بن عباس ثم بنى الرشيد القصر الذي عند أذنة قريب من جسرها على
سيحان في حياة أبيه المهدي سنة 165 فلما كانت سنة 391 بنى أبو سليم فرج الخادم
أذنة وأحكم بناءها وحصنها وندب إليها رجالا من أهل خراسان وذلك بأمر محمد الأمين
بن الرشيد وقال ابن الفقيه عمرت أذنة في سنة 091 على يدي أبي سليم خادم تركي
للرشيد ولاه الثغور وهو الذي عمر طرسوس وعين زربة وقال أحمد بن الطيب رحلنا من
المصيصة راجعين إلى بغداد إلى أذنة في مرج وقرى متدانية جدا وعمارات كثيرة وبين
المنزلين أربعة فراسخ
ولأذنة نهر يقال له سيحان وعليه قنطرة من حجارة عجيبة بين المدينة وبين حصن مما
يلي المصيصة وهو شبيه بالربض والقنطرة معقودة عليه على طاق واحد قال ولأذنة ثمانية
أبواب وسور وخندق وينسب إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو بكر محمد بن علي بن
أحمد بن داود الكتاني الأذني وغيره
وعدي بن أحمد بن عبد الباقي بن يحيى بن يزيد بن إبراهيم بن عبد الله أبو عمير
الأذني
حدث عن عمه أبي القاسم يحيى بن عبد الباقي الأذني وأبي عطية عبد الرحيم بن محمد بن
عبد الله بن محمد الفزاري
روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الكريم ابن يعقوب الحلبي وأبو الطيب عبد المنعم بن
عبد الله ابن غلبون المغربي وأبو حفص عمر بن علي بن الحسن الإنطاكي مات في سنة 733
والقاضي علي ابن الحسين بن بندار بن عبيد الله بن جبر أبو الحسن الأذني قاضي أذنة
سمع بدمشق أبا بكر عبد الرحمن ابن محمد بن العباس بن الذرفس وغيره
وبغيرها أبا عروبة الحراني وعلي بن عبد الحميد الغضائري ومكحولا البيروتي وسمع
بحران وطرسوس ومصر وغيرها روى عنه عبد الغني بن سعيد وغيره وقال الجبائي مات سنة
583
أذون بالفتح ثم الضم وسكون الواو وآخره نون قرية من نواحي كورة قصران الخارج من
نواحي الري
ينسب إليها أبو العباس أحمد بن الحسين بن بابا الزيدي سمع منه أبو سعد
أذينة بضم أوله وفتح ثانيه كأنه تصغير الأذن اسم واد من أودية القبلية عن أبي
القاسم عن علي العلوي وعلي هذا بضم العين وفتح اللام
باب الهمزة والراء وما يليهما
إراب بالكسر وآخره باء موحدة من مياه البادية ويوم إراب من أيامهم غزا فيه هذيل بن
هبيرة الأكبر التغلبي بني رياح بن يربوع والحي خلوف فسبى نساءهم وساق نعمهم قال
مساور بن هند وجلبته من أهل أبضة طائعا حتى تحكم فيه أهل إراب
وقال منقذ بن عرفطة
يرثي أخاه أهبان وقتلته بنو عجل يوم إراب بنفسي من تركت ولم يوسد بقف إراب
وانحدروا سراعا وخادعت المنية عنك سرا فلا جزع تلان ولا رواعا وقال الفضل بن
العباس اللهبي أتبكي إن رأيت لأم وهب مغاني لا تحاورك الجوابا أثافي لا يرمن وأهل
خيم سواجد قد خوين على إرابا وبخط اليزيدي في شرحه إراب ماء لبني رياح بن يربوع
بالحزن
أرابن بالضم وبعد الألف باء موحدة مكسورة ثم نون اسم منزل على نقا مبرك ينحدر من
جبل جهينة على مضيق الصفراء قرب المدينة قال كثير لما وقفت بها القلوص تبادرت حبب
الدموع كأنهن عزالي وذكرت عزة إذ تصاقب دارها برحيب فأرابن فنخال الأرأسة بالفتح
ثم السكون وهمزة الألف والسين مهملة من مياه أبي بكر بن كلاب
إرار بكسر أوله اسم واد في كتاب نصر
أرار آخره راء أيضا من نواحي حلب عن الحازمي ولست منه على ثقة
إراش بالكسر والشين معجمة موضع في قول عدي ابن الرقاع فلا هن بالبهمى وإياه إذ شتى
جنوب إراش فاللهاله فالعجب أراط بالضم من مياه بني نمير عن أبي زياد وأنشد بعضهم
أنى لك اليوم بذي أراط وهن أمثال السرى الأمراط تنجو ولو من خلل الأمشاط يلحن من
ذي لائب شر واط وفي كتاب نصر ذو إراط واد في ديار بني جعفر ابن كلاب في حمى ضرية
ويقال بفتح الهمزة و ذو أراط واد لبني أسد عند لغاط و ذو أراط أيضا واد ينبت
الثمام والعلجان بالوضح وضح الشطون بين قطيات وبين الحفيرة حفيرة خالد
و ذو أراط أيضا واد في بلاد بني أسد و أراط باليمامة
أراطة مثل الذي قبله وزيادة الهاء اسم ماء لبني عميلة شرقي سميراء وقال نصر
الأراطة من مياه غني بينها وبين أضاخ ليلة
أراطى بألف مقصورة ويقال أراط أيضا وهو ماء على ستة أميال من الهاشمية شرقي
الخزيمية من طريق الحاج وينشد بيت عمرو بن كلثوم التغلبي على الروايتين ونحن
الحابسون بذي أراطى تسف الجلة الخور الدرينا ويوم أراطى من أيام العرب وقال ظالم
بن البراء
الفقيمي ونحن غداة
يوم ذوات بهدى لدى الوتدات إذ غشيت تميم ضربنا الخيل بالأبطال حتى تولت وهي شاملها
الكلوم فأشبعنا ضباع ذوي أراطى من القتلى وألجئت الغنوم قتلنا يوم ذلكم ببشر فكان
كفاء مقتله حكيم أراظ بالفتح والظاء معجمة في كتاب نصر قال موضع ينبغي أن يكون
حجازيا قلت وأنا به مرتاب أظنه غلطا
أراق بالضم والقاف موضع في قول ابن أحمر كأن على الجمال أوان حفت هجائن من نعاج
أراق عينا وقال زيد الخيل الطائي ولما أن بدت لصفا أراق تجمع من طوائفهم فلول
كأنهم بجنب الحوض أصلا نعام قالص عنه الظلول أراك بالفتح وآخره كاف وهو وادي
الأراك قرب مكة يتصل بغيقة قال نصر أراك فرع من دون ثافل قرب مكة وقال الأصمعي
أراك جبل لهذيل وذو أراك في الأشعار وقد قالت امرأة من غطفان إذا حنت الشقراء هاجت
إلى الهوى وذكرني أهل الأراك حنينها شكوت إليها نأي قومي وبعدهم وتشكو إلي أن أصيب
جنينها وقيل هو موضع من نمرة في موضع من عرفة يقال لذلك الموضع نمرة
وقد ذكر في موضعه وقيل هو من مواقف عرفة بعضه من جهة الشام وبعضه من جهة اليمن
والأراك في الأصل شجر معروف وهو أيضا شجر مجتمع يستظل به
الأراكة واحدة الذي قبله
ذو الأراكة نخل بموضع من اليمامة لبني عجل قال عمارة بن عقيل وغداة بطن بلاد كأن
بيوتكم ببلاد أنجد منجدون وغاروا وبذي الأراكة منكم قد غادروا جيفا كأن رؤوسها
الفخار وقال رجل يهجو بني عجل وكان قد نزل بهم فأساؤوا قراه لا ينزلن بذي الأراكة
راكب حتى يقدم قبله بطعام ظلت بمخترق الرايح ركابنا لا مفطرون بها ولا صوام يا عجل
قد زعمت حنيفة أنكم عتم القرى وقليلة الآدام أرال بالفتح وآخره لام قال الأصمعي
ولهذيل جبل يقال له أرال وأنشد غيره لكثير ألا ليت شعري هل تغير بعدنا أرال فصر ما
قادم فتناضب إرام الكناس بالكسر رمل في بلاد عبد الله بن كلاب
وقيل الصحيح أرام
أرانب جمع أرنب من
الدواب الوحشية
ذات الأرانب موضع في قول عدي بن الرقاع العاملي فذر ذا ولكن هل ترى ضوء بارق وميضا
ترى منه على بعده لمعا تصعد في ذات الأرانب موهنا إذا هز رعدا خلت في ودقه شفعا
أران بالفتح وتشديد الراء وألف ونون اسم أعجمي لولاية واسعة وبلاد كثيرة منها جنزة
وهي التي تسميها العامة كنجة وبرذعة وشمكور وبيلقان
وبين أذربيجان وأران نهر يقال له الرس كل ما جاوره من ناحية المغرب والشمال فهو من
أران وما كان من جهة المشرق فهو من أذربيجان قال نصر أران من أصقاع إرمينية يذكر
مع سيسجان وهو أيضا اسم لحران البلد المشهور من ديار مضر بالضاد المعجمة كان يعمل
بها الخز قديما
وينسب إلى هذه الناحية الفقيه عبد الخالق بن أبي المعالي بن محمد الأراني الشافعي
قدم الموصل وتفقه على أبي حامد بن يونس وكان كثيرا ما ينشد قول أبي المعالي
الجويني الإمام بلاد الله واسعة فضاها ورزق الله في الدنيا فسيح فقل للقاعدين على
هوان إذا ضاقت بكم أرض فسيحوا و مف أران أيضا قلعة مشهورة من نواحي قزوين
أرباع جمع ربع وهو اسم موضع
أربد بالفتح ثم السكون والباء الموحدة قرية بالأردن قرب طبرية عن يمين طريق المغرب
بها قبر أم موسى بن عمران عليه السلام وقبور أربعة من أولاد يعقوب عليه السلام وهم
دان وأيساخار وزبولون وكاد فيما زعموا
الأربس بالضم ثم السكون والباء الموحدة مضمومة وسين مهملة مدينة وكورة بإفريقية
وكورتها واسعة وأكثر غلتها الزعفران وبها معدن حديد وبينها وبين القيروان ثلاثة
أيام من جهة المغرب قال أبو عبيد البكري الأربس مدينة مسورة لها ربض كبير ويعرف
ببلد العنبر وإليها سار إبراهيم بن الأغلب حين خرج من القيروان في سنة 916 وزحف
إليها أبو عبد الله الشيعي ونازلها وبها جمهور أجناد أفريقية مع إبراهيم بن الأغلب
ففر عنها في جماعة من القواد والجند إلى طرابلس ودخلها الشيعي عنوة ولجأ أهلها ومن
بقي فيها من فل الجند إلى جامعها فركب بعض الناس بعضا فقتلهم الشيعي أجمعين حتى
كانت الدماء تسيح من أبواب الجامع كسيلان الماء بوابل الغيث وكان في المسجد ألوف
وكان ذلك من أول العصر إلى آخر الليل وإلى هذا الوقت كانت ولاية بني الأغلب
لأفريقية ثم انقرضت وينسب إليها أبو طاهر الأربسي الشاعر من أهل مصر وهو القائل
لابن فياض سليمان وقانا الله شرة لحية لي ست تساوي في نفاق الشعر بعره ويعلى بن إبراهيم
الأربسي شاعر مجود ذكره ابن رشيق في الأنموذج وذكر أن وفاته كانت بمصر في سنة 814
وقد أربى على الستين
الأربعاء بالفتح ثم السكون وفتح الباء الموحدة والعين المهملة والألف ممدودة كذا
ضبطه أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي فيما استدركه على سيبويه
في الأبنية وقال هو
افعلاء بفتح العين ولم يأت بغيره على هذا الوزن وأنشد لسحيم بن وثيل الرياحي ألم
ترنا بالأربعاء وخيلنا غداة دعانا قعنب والكياهم وقد قيل فيه أيضا الأربعاء بضم
أوله وسكون الثاني وضم الباء الموحدة قلت والمعروف سوق الأربعاء بلدة من نواحي
خوزستان على نهر ذات جانبين وبها سوق والجانب العراقي أعمر وفيه الجامع
أربق بالفتح ثم السكون وباء مفتوحة موحدة وقد تضم وقاف ويقال بالكاف مكان القاف
وقد ذكر بعده من نواحي رامهرمز من نواحي خوزستان ينسب إليها أبو طاهر علي بن أحمد
بن الفضل الرامهرمزي الأربقي وقرأت في كتاب المفاوضة لأبي الحسن محمد بن علي بن
نصر الكاتب حدثني القاضي أبو الحسن أحمد بن الحسن الأربقي بأربق وكان رجلا فاضلا
قاضي البلد وخطيبه وإمامه في شهر رمضان ومن الفضل على منزلة قال تقلد بلدنا بعض
العجم الجفاة والتف به جماعة ممن حسدني وكره تقدمي فصرفني عن القضاء ورام صرفي عن
الخطابة والإمامة فثار الناس ولم يساعده المسلمون فكتبت إليه بهذه الأبيات قل
للذين تألبوا وتحزبوا قد طبت نفسا عن ولاية أربق هبني صددت عن القضاء تعديا أأصد
عن حذقي به وتحققي وعن الفصاحة والنزاهة والنهى خلقا خصصت به وفضل المنطق أربك
بالفتح ثم السكون وباء موحدة تضم وتفتح وآخره كاف وهو الذي قبله بعينه يقال بالكاف
والقاف من نواحي الأهواز بلد وناحية ذات قرى ومزارع وعنده قنطرة مشهورة لها ذكر في
كتب السير وأخبار الخوارج وغيرهم
فتحها المسلمون عام سبعة عشر في خلافة أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه
قبل نهاوند وكان أمير جيش المسلمين النعمان بن مقرن المزني وقد قال في ذلك عوت
فارس واليوم حام أواره بمحتفل بين الدكاك وأربك فلا غرو إلا حين ولوا وأدركت
جموعهم خيل الرئيس ابن أرمك وأفلتهن الهرمزان موابلا به ندب من ظاهر اللون أعتك
إربل بالكسر ثم السكون وباء موحدة مكسورة ولام بوزن إثمد ولا يجوز فتح الهمزة لأنه
ليس في أوزانهم مثل أفعل إلا ما حكى سيبويه من قولهم أصبع وهي لغة قليلة غير
مستعملة فإن كان إربل عربيا فقد قال الأصمعي الربل ضرب من الشجر إذا برد الزمان
عليه وأدبر الصيف تفطر بورق أخضر من غير مطر يقال تربلت الأرض لا يزال بها ربل
فيجوز أن تكون إربل مشتقة من ذلك
وقد قال الفراء الريبال النبات الكثير الملتف الطويل فيجوز أن تكون هذه الأرض اتفق
فيها في بعض الأعوام من الخصب وسعة النبت ما دعاهم إلى تسميتها بذلك
ثم استمر
كما فعلوا بأسماء
الشهور فإنهم سموا كل شهر بما اتفق به فصله من حر أو برد فسقط جمادى في شدة البرد
وجمود المياه والربيعان في أيام الصيف وصفر حيث صفرت الأرض من الخيرات وكانت
تسميتها لذلك في أزمنة متباعدة ولم يكن في عام واحد متوال ولو كان في عام واحد كان
من المحال أن يجيء جمادى وهم يريدون به جمود الماء وشدة البرد بعد الربيع ثم تغيرت
الأزمنة ولزمها ذلك الاسم وإربل قلعة حصينة ومدينة كبيرة في فضاء من الأرض واسع
بسيط ولقلعتها خندق عميق وهي في طرف من المدينة وسور المدينة ينقطع في نصفها وهي
على تل عال من التراب عظيم واسع الرأس وفي هذه القلعة أسواق ومنازل للرعية وجامع
للصلاة وهي شبيهة بقلعة حلب إلا أنها أكبر وأوسع رقعة
وطول إربل تسع وستون درجة ونصف وعرضها خمس وثلاثون درجة ونصف وثلث وهي بين الزابين
تعد من أعمال الموصل وبينهما مسيرة يومين
وفي ربض هذه القلعة في عصرنا هذا مدينة كبيرة عريضة طويلة قام بعمارتها وبناء سورها
وعمارة أسواقها وقيسارياتها الأمير مظفر الدين كوكبرى بن زين الدين كوجك علي فأقام
بها وقامت بمقامه بها لها سوق وصار له هيبة وقاوم الملوك ونابذهم بشهامته وكثرة
تجربته حتى هابوه فانحفظ بذلك أطرافه وقصدها الغرباء وقطنها كثير منهم حتى صارت
مصرا كبيرا من الأمصار
وطباع هذا الأمير مختلفة متضادة فإنه كثير الظلم عسوف بالرعية راغب في أخذ الأموال
من غير وجهها وهو مع ذلك مفضل على الفقراء كثير الصدقات على الغرباء يسير الأموال
الجمة الوافرة يستفك بها الأسارى من أيدي الكفار وفي ذلك يقول الشاعر كساعية للخير
من كسب فرجها لك الويل لا تزني ولا تتصدقي ومع سعة هذه المدينة فبنيانها وطباعها
بالقرى أشبه منها بالمدن وأكثر أهلها أكراد قد استعربوا وجميع رساتيقها وفلاحيها
وما ينضاف إليها أكراد وينضم إلى ولايتها عدة قلاع وبينها وبين بغداد مسيرة سبعة
أيام للقوافل وليس حولها بستان ولا فيها نهر جار على وجه الأرض وأكثر زروعها على
القني المستنبطة تحت الأرض وشربهم من آبارهم العذبة الطيبة المريئة التي لا فرق
بين مائها وماء دجلة في العذوبة والخفة وفواكهها تجلب من جبال تجاورها ودخلتها فلم
أر فيها من ينسب إلى فضل غير أبي البركات المبارك بن أحمد بن المبارك بن موهوب ابن
غنيمة بن غالب يعرف بالمستوفي فإنه متحقق بالأدب محب لأهله مفضل عليهم وله دين
واتصال بالسلطان وخلة شبيهة بالوزارة وقد سمع الحديث الكثير ممن قدم عليهم إربل
وألف كتبا وقد أنشدني من شعره وكتب لي بخطه عدة قطع منها تذكرنيك الريح مرت عليلة
على الروض مطلولا وقد وضح الفجر وما بعدت دار ولا شط منزل إذا نحن أدنتنا الأماني
والذكر وقد كان اشتهر شعر نوشروان البغدادي المعروف بشيطان العراق الضرير فيها
سالكا طريق الهزل راكبا سنن الفكاهة موردا ألفاظ البغداديين والأكراد ثم إقلاعه عن
ذلك والرجوع عنه ومدحه لإربل وتكذيبه نفسه وأنا أورد مختار
كلمتيه ها هنا قصدا لترويح الأرواح والإحماض بنوع ظريف من المزاح وهي هذه تبا لشيطاني وما سولا لأنه أنزلني إربلا نزلتها في يوم نحس فما شككت أني نازل كربلا وقلت ما أخطا الذي مثلا بإربل إذ قال بيت الخلا هذا وفي البازار قوم إذا عاينتهم عاينت أهل البلا من كل كردي حمار ومن كل عراقي نفاه الغلا أما العراقيون ألفاظهم جب لي جفاني جف جال الجلا جمالك أي جعجع جبه تجي تجب جماله قبل أن ترجلا هيا مخاعيطي الكشحلي مشى كف المكفني اللنك أي بو العلا جفه بجعصه انتفه مدة يكفو به أشفقه بالملا عكلي ترى هواي قسيمه أعفقه قل له البويذ بخين كيف انقلا هذي القطيعة هجعة الخط من عندي تدفع كم تحط الكلا والكرد لا تسمع إلا جيا أو نجيا أو نتوى زنكلا كلا وبوبو علكو خشتري خيلو وميلو موسكا منكلا ممو ومقو ممكي ثم إن قالوا بو يركي تجي قلت لا وفتية تزعق في سوقهم سردا جليدا صوتهم قد علا وعصبة تزعق والله تنفر وشوترايم هم سخام الطلا ربع خلا من كل خير بلى من كل عيب وسقوط ملا فلعنة الله على شاعر يقصد ربعا ليس فيه كلا أخطأت والمخطىء في مذهبي يصفع في قمته بالدلا إذ لم يكن قصدي إلى سيدي جماله قد جمل الموصلا ثم قال يعتذر من هجائه لإربل ويمدح الرئيس مجد الدين داود بن محمد كتبت منها ما يليق بهذا الكتاب وألقيت السخف والمزح قد تاب شيطاني وقد قال لي لا عدت أهجو بعدها إربلا كيف وقد عاينت في صدرها صدرا رئسيا سيدا مقبلا مولاي مجد الدين يا ماجدا شرفه الله وقد خولا عبدك نوشروان في شعره ما زال للطيبة مستعملا لولاك ما زارت ربى إربل أشعاره قط ولا عولا ولو تلقاك بها لم يقل تبا لشيطاني وما سولا
هذا وفي بيتي سئت
إذا أبصرها غيري انثنى أحولا تقول فصل كازروني وإن طاكي وإلا ناطح الأيلا فقلت ما
في الموصل اليوم لي معيشة قالت دع الموصلا واقصد إلى إربل واربع بها ولا تقل ربعا
قليل الكلا وقل أنا أخطأت في ذمها وحط في رأسك خلع الدلا وقل أبي القرد وخالي وأنا
كلب وإن الكلب قد خولا وعمتي قادت على خالتي وأمي القحبة رأس البلا وأختي القلفاء
شبارة ملاحها قد ركب الكوثلا فربعنا ملآن من فسقنا وقط من ناكتنا ما خلا وكل من
واجهنا وجهه سخم فيه بالسخام الطلا يا إربليين اسمعوا كلمة قد قال شيطاني واسترسلا
فالآن عنكم قد هجا نفسه بكل قول يخرس المقولا هيج ذاك الهجو عن ربعكم كل أخير ينقض
الأولا وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم والحديث منهم أبو أحمد القاسم بن المظفر
الشهرزوري الشيباني الإربلي وغيره
و إربل أيضا اسم لمدينة صيداء التي بالساحل من أرض الشام عن نصر وتلقنه عنه
الحازمي والله أعلم
أربنجن بالفتح ثم السكون وكسر الباء الموحدة وسكون النون وفتح الجيم وآخره نون
بليدة من نواحي الصغد ثم من أعمال سمرقند وربما أسقطوا الهمزة فقالوا ربنجن
منها أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى بن رجاء الأربنجني كان فقيها حنفيا مات سن 369
وغيره
أربونة بفتح أوله ويضم ثم السكون وضم الباء الموحدة وسكون الواو ونون وهاء بلد في
طرف الثغر من أرض الأندلس وهي الآن بيد الإفرنج بينها وبين قرطبة على ما ذكره ابن
الفقيه ألف ميل والله أعلم
أربة بالتحريك والباء الموحدة اسم مدينة بالمغرب من أعمال الزاب وهي أكبر مدينة
بالزاب يقال إن حولها ثلاثمائة وستين قرية
أربيخ بالفتح ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة وخاء معجمة بلد في غربي حلب
أرتاح بالفتح ثم السكون وتاء فوقها نقطتان وألف وحاء مهملة اسم حصن منيع كان من
العواصم من أعمال حلب قال أبو علي يجوز أن يكون أرتاح افتعل من الراحة وهمزته
مقطوعة ويجوز أن يكون أفعال كأنبار
وينسب إليه الحسين بن عبد الله الأرتاحي روي عن عد الله بن حبيق وأبو علي الحسن بن
علي بن الحسن بن شواس الكناني المقري المعدل أصله من أرتاح مدينة من أعمال حلب
وتولى الإشراف على وقوف جامع
دمشق
حدث عن الفضل بن جعفر ويوسف بن القاسم الميانجي وأبي العباس أحمد بن محمد البرذعي
روى عنه أبو علي الأهوازي وهو من أقرانه وغيره مات سنة 934 وفي تاريخ دمشق علي بن
عبد الواحد بن الحسن بن علي بن الحسن بن شواس أبو الحسن بن أبي الفضل بن أبي علي
المعدل أصلهم من أرتاح
سمع أبا العباس بن قبيس وأبا القاسم بن أبي العلاء والفقيه أبا الفتح نصر بن
إبراهيم وكان أمينا على المواريث ووقف الأشراف وكان ذا مروءة قال سمعت منه وكان
ثقة لم يكن الحديث من صناعته توفي في ثالث عشر ربيع الآخر سنة 325 وأبو عبد الله
محمد بن أحمد بن بن حامد بن مفرج بن غياث الأرتاحي من أرتاح الشام وكان يقول نحن
من أرتاح البصر لأن يعقوب عليه السلام بها رد عليه بصره روى بالإجازة عن أبي الحسن
علي بن الحسين بن عمر الفراء وهو آخر من حدث بها في الدنيا مات سنة 610
أرتامة بالتاء فوقها نقطتان من مياه غني بن أعصر عن أبي زياد
أرتل بضم التاء فوقها نقطتان ولام حصن أو قرية باليمن من حازة بني شهاب
أرتيان بالفتح ثم السكون وتاء فوقها نقطتان مكسورة وياء وألف ونون قرية من نواحي
أستوا من أعمال نيسابور منها أبو عبد الله الحسن بن إسماعيل بن علي الأرتياني
النيسابوري مات بعد العشر والثلاثمائة
الأرتيق بالضم والذي سمعته من أفواه أهل حلب الأرتيق بالفتح كورة من أعمال حلب من
جهة القبلة
ارثخشميثن بالفتح ثم السكون وثاء مثلثة مفتوحة وخاء معجمة مضمومة وشين ساكنة معجمة
وميم مكسورة وثاء مثلثة مفتوحة ونون وربما أسقطت الهمزة من أوله مدينة كبيرة ذات
أسواق عامرة ونعمة وافرة ولأهلها ظاهرة وهي في قدر نصيبين إلا أنها أعمر وآهل منها
وهي من أعمال خوارزم من أعاليها بينها وبين الجرجانية مدينة خوارزم ثلاثة أيام قدمت
إليها في شوال سنة 616 قبل ورود التتر إلى خوارزم بأكثر من عام وخلفتها على ما
وصفت ولا أدري ما كان من أمرها بعد ذلك
وكنت قد وصلتها من ناحية مرو بعد أن لقيت من ألم البرد وجمود نهر جيحون على
السفينة التي كنت بها وقد أيقنت أنا ومن في صحبتي بالعطب إلى أن فرج الله علينا
بالصعود إلى البر فكان من البرد والثلوج في البر ما لا يبلغ القول إلى وصف حقيقته
وعدم الظهر الذي يركب فوصلت إلى هذه المدينة بعد شدائد فكتبت على حائط خان سكنته
إلى أن تيسر المضي إلى الجرجانية واختصرت بعض الاسم ليستقيم الوزن ذممنا رخشميثن
إذ حللنا بساحتها لشدة ما لقينا أتيناها ونحن ذوو يسار فعدنا للشقاوة مفلسينا فكم
بردا لقيت بلا سلام وكم ذلا وخسرانا مبينا رأيت النار ترعد فيه بردا وشمس الأفق
تحذر أن تبينا وثلجا تقطر العينان منه ووحلا يعجز الفيل المتينا
وكالأنعام أهلا في
كلام وفي سمت وأفعالا ودينا إذا خاطبتهم قالوا بفسا وكم من غصة قد جرعونا فأخرجنا
أيا رباه منها فإن عدنا فإنا ظالمونا وليس الشأن في هذا ولكن عجيب أن نجونا
سالمينا ولست بيائس والله أرجو بعيد العسر من يسر يلينا قال هذه الأبيات وسطرها
على ركاكتها وغثاثتها لأن الخاطر لصداه لم يسمح بغيرها من نسبته صحيحة الطرفين
سقيمة العين أحد صحيحيها ذلقي يمنع الإمالة والآخر شفهي محتمل الاستحالة وقد لاقى
العبر في وعثاء السفر يخفي نفسه عفافا ولينال الناس كفافا وكتب في شوال سنة 616
قلت وما ذمي لذلك البلد وأهله إنما كان نفثة مصدور اقتضاها ذلك الحادث المذكور وإلا
فالبلد وأهله بالمدح أولى وبالتقريظ أحق وأحرى
أرثد بالفتح ثم السكون وثاء مثلثة ودال مهملة والرثد المتاع المنضود بعضه على بعض
والرثدة بالكسر الجماعة من الناس يقيمون ولا يظعنون أرثد القوم أي أقاموا واحتفر
القوم حتى أرثدوا أي بلغوا الثرى وأرثد اسم واد بين مكة والمدينة في وادي الأبواء
وفي قصة لمعاوية رواها جابر في يوم بدر قال فأين مقيلك قال بالهضبات من أرثد وقال
الشاعر محل أولي الخيمات من بطن أرثدا وقال كثير وإن شفائي نظرة إن نظرتها إلى
ثافل يوما وخلفي شنائك وأن تبرز الخيمات من بطن أرثد لنا وجبال المرختين الدكائك
وقال بعضهم في الخيمات ألم تسأل الخيمات من بطن أرثد إلى النخل من ودان ما فعلت
نعم تشوقني بالعرج منها منازل وبالخبت من أعلى منازلها رسم فإن يك حرب بين قومي
وقومها فإني لها في كل ثائرة سلم أسائل عنها كل ركب لقيته وما لي بها من بعد
مكتبنا علم الأرجام بالفتح ثم السكون وجيم وألف وميم جبل قال جبيهاء الأشجعي إن
المدينة لا مدينة فالزمي أرض الستار وقنة الأرجام أرجان بفتح أوله وتشديد الراء
وجيم وألف ونون وعامة العجم يسمونها أرغان وقد خفف المتنبي الراء فقال أرجان أيتها
الجياد فإنه عزمي الذي يدع الوشيج مكسرا وقال أبو علي أرجان وزنه فعلان ولا تجعله
أفعلان لأنك إن جعلت الهمزة زائدة جعلت الفاء والعين من موضع واحد وهذا لا ينبغي
أن يحمل على شيء لقلته
ألا ترى أنه لا يجيء منه إلا حروف
قليلة فإن قلت إن
فعلان بناء نادر لم يجيء في شيء من كلامهم وأفعلان قد جاء نحو أنبخان وأزونان قيل
هذا البناء وإن لم يجيء في الأبنية العربية فقد جاء في العجمي بكم اسما ففعلان
مثله إذا لم يقيد بالألف والنون ولا ينكر أن يجيء العجمي على ما لا تكون عليه
أمثلة العربي
ألا ترى أنه قد جاء فيه سراويل في أبنية الآحاد وإبريسم وآجر ولم يجيء على ذلك شيء
من أبنية كلام العرب فكذلك أرجان ويدلك على أنه لا يستقيم أن يحمل على أفعلان أن
سيبويه جعل إمعة فعلة ولم يجعله إفعلة بناء لم يجيء في الصفات وإن كان قد جاء في
الأسماء نحو إشفى وإنفحة وإبين وكذلك قال أبو عثمان في أما في قولك أما زيد فمنطلق
إنك لو سميت بها لجعلتها فعلا ولم تجعلها أفعل لما ذكرنا وكذلك يكون على قياس قول
سيبويه وأبي عثمان الإجاص والإجانة والإجار فعالا ولا يكون إفعالا
والهمزة فيها فاء الفعل وحكى أبو عثمان في همزة إجانة الفتح والكسر وأنشدني محمد
بن السري أراد الله أن يخزي يجيرا فسلطني عليه بأرجان وقال الإصطخري أرجان مدينة
كبيرة كثيرة الخير بها نخيل كثيرة وزيتون وفواكه الجروم والصرود وهي برية بحرية
سهلية جبلية ماؤها يسيح بينها وبين البحر مرحلة وبينها وبين شيراز ستون فرسخا
وبينها وبين سوق الأهواز ستون فرسخا وكان أول من أنشأها فيما حكته الفرس قباذ بن
فيروز والد أنوشروان العادل لما استرجع الملك من أخيه جاماسب وغزا الروم افتتح من
ديار بكر مدينتين ميافارقين وآمد وكانتا في أيدي الروم وأمر فبني فيما بين حد فارس
والأهواز مدينة سماها أبزقباذ وهي التي تدعى أرجان وأسكن فيها سبي هاتين المدينتين
وكورها كورة وضم إليها رساتيق من رامهرمز وكورة سابور وكورة أردشير خره وكورة
أصبهان هكذا قيل
وإن أرجان لها ذكر في الفتوح ولا أدري أهي غيرها أم إحدى الروايتين غلط وقيل كانت
كورة أرجان بعضها إلى أصبهان وبعضها إلى اصطخر وبعضها إلى رامهرمز فصيرت في
الإسلام كورة واحدة من كور فارس
وحدث أحمد بن محمد بن الفقيه قال حدثني محمد بن أحمد الأصبهاني قال بأرجان كهف في
جبل ينبع منه ماء شبيه بالعرق من حجارة فيكون منه هذا الموميا الأبيض الجيد وعلى
هذا الكهف باب من حديد وحفظة ويغلق ويختم بخاتم السلطان إلى يوم من السنة يفتح فيه
ويجتمع القاضي وشيوخ البلد حتى يفتح بحضرتهم ويدخل إليه رجل ثقة عريان فيجمع ما قد
اجتمع من الموميا ويجعله في قارورة فيصير ذلك مقدار مائة مثقال أو دونها ثم يخرج
ويختم الباب بعد قفله إلى قابل ويوجه بما اجتمع منه إلى السلطان وخاصيته لكل صدع
أو كسر في العظم يسقى الإنسان الذي قد انكسر شيء من عظامه مثل العدسة فينزل أول ما
يشربه إلى الكسر فيجبره ويصلحه لوقته وقد ذكر البشاري والاصطخري إن هذا الكهف
بكورة دارابجرد
وأنا أذكره إن شاء الله هناك
ومن أرجان إلى النوبندجان نحو شيراز ستة وعشرون فرسخا وبينهما شعب بوان الموصوف
بكثرة الأشجار والنزهة وسنذكره في موضعه إن شاء الله تعالى
وينسب إلى أرجان جماعة كثيرة من
أهل العلم منهم أبو
سهل أحمد بن سهل الأرجاني حدث عن أبي محمد زهير بن محمد البغدادي حدث عنه أبو محمد
عبد الله بن محمد الإصطخري وأبو عبد الله محمد بن الحسن الأرجاني حدث عن أبي خليفة
الفضل بن الحباب الجمحي حدث عنه محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي وأبو سعد
أحمد بن محمد ابن أبي نصر الضرير الأرجاني الجلكي الأصبهاني سمع من فاطمة
الجوزدانية ومات في شهر ربيع الأول سنة 606 والقاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن
الحسين الأرجاني الشاعر المشهور كان قاضي تستر ولد في حدود سنة 460 ومات في سنة
445 وغيرهم
أرجذونة بالضم ثم السكون وضم الجيم والذال المعجمة وسكون الواو وفتح النون وهاء
مدينة بالأندلس قال ابن حوقل رية كورة عظيمة بالأندلس مدينتها أرجذونة منها كان
عمرو بن حفصويه الخارج على بني أمية
أرجكوك بالفتح ثم السكون وفتح الجيم وكاف مضمومة وواو ساكنة وكاف مدينة قرب ساحل
إفريقية لها مرسى في جزيرة ذات مياه وهي مسكونة وأرجكوك على واد يعرف بتافنا بينها
وبين البحر ميلان
إرجنوس بالكسر ثم السكون وفتح الجيم وتشديد النون وفتحها وسكون الواو وسين مهملة
قرية بالصعيد من كورة البهنسا
أرجونة بالفتح ثم السكون وجيم مضمومة وواو ساكنة ونون بلد من ناحية جيان بالأندلس
منها شعيب بن سهيل بن شعيب الأرجوني يكنى أبا محمد عني بالحديث والرأي ورحل إلى
المشرق فلقي جماعة من أئمة العلماء وكان من أهل الفهم بالفقه والرأي
أرجيش بالفتح ثم السكون وكسر الجيم وياء ساكنة وشين معجمة مدينة قديمة من نواحي
إرمينية الكبرى قرب خلاط وأكثر أهلها أرمن نصارى
طولها ست وستون درجة وثلث وربع وعرضها أربعون درجة وثلث وربع ينسب إليها الفقيه
الصالح أبو الحسن علي بن محمد بن منصور بن داود الأرجيشي مولده في خانقاه أبي إسحاق
من أعمال أرجيش تفقه للشافعي وأقام بحلب متعبدا بمدرسة الزجاجين قانعا باليسير من
الرزق فإذا زادوه عليه شيئا لم يقبله ويقول في الواصل إلي كفاية وكان مقداره اثني
عشر درهما لقيته وأقمت معه في المدرسة فوجدته كثير العبادة ملازما للصمت وقد ذكرته
لما أعجبني من حسن طريقته
الأرحاء جمع رحى التي يطحن بها اسم قرية قرب واسط العراق ينسب إليها أبو السعادات
علي ابن أبي الكرم بن علي الأرحائي الضرير سمع صحيح البخاري ببغداد من أبي الوقت
عبد الأول وروى ومات في سلخ جمادى الآخرة سنة 690 وسماعه صحيح
أرحب بالفتح ثم السكون وحاء مهملة مفتوحة وباء موحدة وزن أفعل من قولهم بلد رحب أي
واسع وأرض رحبة وهذا أرحب من هذا أي أوسع
وأرحب مخلاف باليمن سمي بقبيلة كبيرة من همدان واسم أرحب مرة بن دعام ابن مالك بن
معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل ابن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان وإليه تنسب
الإبل الأرحبية وقيل أرحب بلد على ساحل البحر بينه وبين ظفار نحو عشرة فراسخ
الأرحضية بالضاد المعجمة وياء مشددة موضع قرب أبلى وبئر معونة بين مكة والمدينة
الأرخ بفتح أوله
وثانيه والخاء معجمة قرية في أجإ أحد جبلي طيىء لبني رهم
أرخس بضم أوله وثانيه وسكون الخاء المعجمة وسين مهملة قرية من ناحية شاوذار من
نواحي سمرقند عند الجبال بينها وبين سمرقند أربعة فراسخ ينسب إليها العباس بن عبد
الله الأرخسي ويقال الرخسي
أرخمان بالفتح ثم السكون وضم الخاء المعجمة وميم وألف ونون بليدة من نواحي فارس من
كورة إصطخر
أرد بالضم ثم السكون ودال مهملة كورة بفارس قصبتها تيمارستان
أرد بالفتح ثم السكون ودال مهملة من قرى فوشنج
أردبيل بالفتح ثم السكون وفتح الدال وكسر الباء وياء ساكنة ولام من أشهر مدن
أذربيجان وكانت قبل الإسلام قصبة الناحية طولها ثمانون درجة وعرضها ست وثلاثون
درجة وثلاث وثلاثون دقيقة طالعها السماك بيت حياتها أول درجة من الحمل تحت اثنتي
عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل عاقبتها
مثلها من الميزان وهي في الإقليم الرابع وقال أبو عون في زيجه طولها ثلاث وسبعون
درجة ونصف وعرضها ثمان وثلاثون درجة وهي مدينة كبيرة جدا رأيتها في سنة سبع عشرة
وستمائة فوجدتها في فضاء من الأرض فسيح يتسرب في ظاهرها وباطنها عدة أنهار كثيرة
المياه ومع ذلك فليس فيها شجرة واحدة من شجر جميع الفواكه لا في ظاهرها ولا في
باطنها ولا في جميع الفضاء الذي هي فيه وإذا زرع أو غرس فيها شيء من ذلك لا يفلح
هذا مع صحة هوائها وعذوبة مائها وجودة أرضها وهو من أعجب ما رأيته فإنه خفي السبب
وإنما تجلب إليها الفواكه من وراء الجبل من كل ناحية مسيرة يوم وأكثر وأقل وبينها
وبين بحر الخزر مسيرة يومين بينهما غيضة أشبة إذا دهمهم أمر التجأوا إليها فتمنعهم
وتعصمهم ممن يريد أذاهم فهي معقلهم ومنها يقطعون الخشب الذي يصنعون منه قصاع
الخلنج والصواني وفي المدينة صناع كثيرة برسم إصلاحه وعمله وليس المجلوب منه من
هذا البلد بالجيد فإنه لا توجد منه قط قطعة خالية من عيب مصلحة وقد حضرت عند صناعه
والتمست منهم قطعة خالية من العيب فعرفوني أن ذلك معدوم إنما الفاضل من هذا
المجلوب من الري فإني حضرت عند صناعه أيضا فوجدت السليم كثيرا ثم نزل عليها التتر
وأبادوهم بعد انفصالي عنها وجرت بينهم وبين أهلها حروب ومانعوا عن أنفسهم أحسن
ممانعة حتى صرفوهم عنهم مرتين ثم عادوا إليهم في الثالثة فضعفوا عنهم فغلبوا أهلها
عليها وفتحوها عنوة وأوقعوا بالمسلمين وقتلوهم ولم يتركوا منهم أحدا وقعت عينهم
عليه ولم ينج منهم إلا من أخفى نفسه عنهم وخربوها خرابا فاحشا ثم انصرفوا عنها وهي
على صورة قبيحة من الخراب وقلة الأهل والآن عادت إلى حالتها الأولى وأحسن منها وهي
في يد التتر قيل إن أول من أنشأها فيروز الملك وسماها باذان فيروز وقال أبو سعد
لعلها منسوبة إلى أردبيل بن أرميني بن لنطي بن يونان ورطلها كبير وزنه ألف درهم
وأربعون درهما وبينها وبين سراو يومان وبينها وبين تبريز سبعة أيام وبينها
وبين خلخال يومان
ينسب إليها خلق كثير من أهل العلم في كل فن
أردستان بالفتح ثم السكون وكسر الدال المهملة وسكون السين المهملة وتاء مثناة من
فوقها وألف ونون قال الإصطخري أردستان مدينة بين قاشان وأصبهان بينها وبين أصبهان
ثمانية عشر فرسخا وهي على فرسخين من أزوارة وهي على طرف مفازة كركسكوه وبناؤها
آزاج ولها دور وبساتين نزهات كبار وهي مدينة عليها سور ولها حصن في كل محلة وفي
وسط حصن منها بيت نار يقال إن أنوشروان ولد بها وبها أبنية من بناء أنوشروان بن
قباذ وأهلها كلهم أصحاب الرأي ولهم رساتيق كثيرة كبار وترفع منها الثياب الحسنة
تحمل إلى الآفاق وينسب إليها طائفة كثيرة من أهل العلم في كل فن منهم القاضي أبو
طاهر زيد بن عبد الوهاب بن محمد الأردستاني الأديب الشاعر قدم نيسابور وسمع من
أصحاب الأصم روى عنه عبد الغافر الفارسي وذكره في صلة تاريخ نيسابور
وأبو جعفر محمد بن إبراهيم بن داود ابن سليمان الأردستاني الأديب حدث عن محمد ابن
عبيد النهرديري وغيره وكتب عنه أحمد بن محمد الجراد بأصبهان ومات في ذي القعدة سنة
514
وأبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بابويه الأردستاني نزيل نيسابور توفي سنة
904
أردشاط في كتاب الفتوح وسار حبيب بن مسلمة من أرجيش فأتى أردشاط وهي قرية القرمز
فأجاز نهر الأكراد ونزل مرج دبيل
أردشيرخره بالفتح ثم السكون وفتح الدال المهملة وكسر الشين المعجمة وياء ساكنة
وراء وخاء معجمة مضمومة وراء مفتوحة مشددة وهاء وهو اسم مركب معناه بهاء أردشير
وأردشير ملك من ملوك الفرس وهي من أجل كور فارس ومنها مدينة شيراز وجور وخبر
وميمند والصيمكان والبرجان والخوار وسيراف وكام فيروز وكازرون وغير ذلك من أعيان
مدن فارس قال البشاري أردشير خره كورة قديمة رسمها نمرود بن كنعان ثم عمرها بعده
سيراف بن فارس وأكثرها ممتد على البحر شديدة الحر كثيرة الثمار قصبتها سيراف
ومن مدنها جور وميمند ونائن والصيمكان وخبر وخوزستان والغندجان وكران وشميران
وزيرباذ ونجيرم وقال الاصطخري أردشير خره تلي كورة اصطخر في العظم ومدينتها جور
وتدخل في هذه الكورة كورة فناخره وبأردشير خره مدن هي أكبر من جور مثل شيراز
وسيراف وإنما كانت جور مدينة أردشير خره لأن جور مدينة بناها أردشير وكانت دار
مملكته وشيراز وإن كانت قصبة فارس وبها الدواوين ودار الإمارة فإنها مدينة محدثة
بنيت في الإسلام
أردمشت بضم الدال المهملة والميم وسكون الشين المعجمة وتاء فوقها نقطتان اسم قلعة
حصينة قرب جزيرة ابن عمر في شرقي دجلة الموصل على جبل الجودي
وهو الآن لصاحب الموصل وتحتها دير الزعفران وهي قلعة أيضا وكان أهل أردمشت قد عصوا
على المعتضد بالله وتحصنوا بها حتى قصدها بنفسه ونزل عليها فسلمها أهلها إليه فخر
بها وعاد راجعا
وهي التي تعرف الآن بكواشي وليس لها كبير رستاق إنما لها ثلاث ضياع فيقال إن
المعتضد لما افتتحها بعد أن أعيت أصحابه وشاهد قلة دخلها أمر بخرابها وأنشد فيها
إن أبا الوبر لصعب
المقتنص وهو إذا حصل ريح في قفص ثم أعاد بناءها بعد أن خربها المعتضد ناصر الدولة
أبو تغلب أحمد بن حمدان وهي في عصرنا عامرة في مملكة صاحب الموصل وهو بدر الدين
لولو مملوك نور الدين أرسلان شاه بن مسعود عز الدين بن قطب الدين بن زنكي
الأردن بالضم ثم السكون وضم الدال المهملة وتشديد النون قال أبو علي وحكم الهمزة
إذا لحقت بنات الثلاثة من العربي أن تكون زائدة حتى تقوم دلالة تخرجها عن ذلك
وكذلك الهمزة في أسكفة والأسرب والأردن اسم البلد وإن كن معربات قال أبو دهلب أحد
بني ربيعة ابن قريع بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم حنت قلوصي أمس بالأردن حني
فما ظلمت أن تحني حنت بأعلى صوتها المرن
في خرعب أجش مستجن فيه كتهزيم نواحي الشن قال أبو علي وإن شئت جعلت الأردن مثل الأبلم
وجعلت التثقيل فيه من باب سبسب حتى إنك تجري الوصل مجرى الوقف ويقوي هذا إنه يكثر
مجيئه في القافية غير مشدد نحو قول عدي بن الرقاع العاملي لولا الإله وأهل الأردن
اقتسمت نار الجماعة يوم المرج نيرانا قالوا والأردن في لغة العرب النعاس قال أباق
الزبيري وقد علتني نعسة الأردن وموهب مبر بها مصن هكذا يقول اللغويون إن الأردن
النعاس ويستشهدون بهذا الرجز والظاهر أن الأردن الشدة والغلبة فإنه لا معنى لقوله
ولا علتني نعسة الأردن قال ابن السكيت ولم يسمع منه فعل قال ومنه سمي الأردن اسم
كورة وأهل السير يقولون أن الأردن وفلسطين ابنا سام بن ارم بن سام بن نوح عليه
السلام وهي أحد أجناد الشام الخمسة وهي كورة واسعة منها الغور وطبرية وصور وعكا
وما بين ذلك قال أحمد بن الطيب السرخسي الفيلسوف هما أردنان أردن الكبير وأردن
الصغير فأما الكبير فهو نهر يصب إلى بحيرة طبرية بينه وبين طبرية لمن عبر البحيرة
في زورق اثنا عشر ميلا تجتمع فيه المياه من جبال وعيون فتجري في هذا النهر فتسقي
أكثر ضياع جند الأردن مما يلي ساحل الشام وطريق صور ثم تنصب تلك المياه إلى
البحيرة التي عند طبرية وطبرية على طرف جبل يشرف على هذه البحيرة فهذا النهر أعني
الأردن الكبير بينه وبين طبرية البحيرة وأما الأردن الصغير فهو نهر يأخذ من بحيرة
طبرية ويمر نحو الجنوب في وسط الغور فيسقي ضياع الغور وأكثر مستغلتهم السكر ومنها
يحمل إلى سائر بلاد الشرق وعليه قرى كثيرة منها بيسان وقراوا وأريحا والعوجاء وغير
ذلك وعلى هذا النهر قرب طبرية قنطرة عظيمة ذات طاقات كثيرة تزيد على العشرين
ويجتمع هذا النهر ونهر اليرموك فيصيران نهرا واحدا فيسقي ضياع الغور وضياع
البثنية ثم يمر حتى
يصب في البحيرة المنتنة في طرف الغور الغربي
وللأردن عدة كور منها كورة طبرية وكورة بيسان وكورة بيت رأس وكورة جدر وكورة صفورية
وكورة صور وكورة عكا وغير ذلك مما ذكر في مواضعه
وللأردن ذكر كثير في كتب الفتوح ونذكر ههنا ما لا بد منه قالوا افتتح شرحبيل بن
حسنة الأردن عنوة ما خلا طبرية فإن أهلها صالحوه على أنصاف منازلهم وكنائسهم وكان
فتحه طبرية بعد أن حاصر أهلها أياما فآمنهم على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم إلا ما
جلوا عنه وخلوه واستثنى لمسجد المسلمين موضعا ثم إنهم نقضوا في خلافة عمر رضي الله
عنه أيضا واجتمع إليهم قوم من سواد الروم وغيرهم فسير إليهم أبو عبيدة عمرو بن
العاص في أربعة آلاف ففتحها على مثل صلح شرحبيل وكذلك جميع مدن الأردن وحصونها على
هذا الصلح فتحا يسيرا بغير قتال ففتح بيسان وأفيق وجرش وبيت رأس وقدس والجولان
وعكا وصور وصفورية وغلب على سواد الأردن وجميع أرضها إلا أنه لما انتهى إلى سواحل
الروم كثرت الروم فكتب إلى أبي عبيدة يستمده فوجه إليه أبو عبيدة يزيد بن أبي
سفيان وعلى مقدمته معاوية أخوه ففتح يزيد وعمرو سواحل الروم فكتب أبو عبيدة إلى
عمر رضي الله عنه بفتحها لهما وكان لمعاوية في ذلك بلاء حسن وأثر جميل ولم تزل
الصناعة من الأردن بعكا إلى أن نقلها هشام بن عبد الملك إلى صور وبقيت على ذلك إلى
صدر مديد من أيام بني العباس حتى اختلف باختلاف المتغلبين على الثغور الشامية وقال
المتنبي يمدح بدر بن عمار وكان قد ولي ثغور الأردن والساحل من قبل أبي بكر محمد بن
رائق تهنا بصور أم نهنئها بكا وقل الذي صور وأنت له لكا وما صغر الأردن والساحل
الذي حبيت به إلا إلى جنب قدركا تحاسدت البلدان حتى لو أنها نفوس لسار الشرق
والغرب نحوكا وأصبح مصر لا تكون أميره ولو أنه ذو مقلة وفم بكى وحدث اليزيدي قال
خرجنا مع المأمون في خرجته إلى بلاد الروم فرأيت جارية عربية في هودج فلما رأتني
قالت يا يزيدي أنشدني شعرا قلته حتى أصنع فيه لحنا فأنشدت ماذا بقلبي من دوام
الخفق إذا رأيت لمعان البرق من قبل الأردن أو دمشق لأن من أهوى بذاك الأفق ذاك
الذي يملك مني رقي ولست أبغي ما حييت عتقي قال فتنفست تنفسا ظننت أن ضلوعها قد
تقصفت منه فقلت هذا والله تنفس عاشق فقالت اسكت ويلك أنا أعشق والله لقد نظرت نظرة
مريبة فادعاها من أهل المجلس عشرون رئيسا ظريفا وقد نسبت العرب إلى الأردن حسان بن
مالك بن يجدل ابن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب بن هبل
الكلبي لأنه كان واليا عليها وعلى فلسطين وبه مهد لمروان بن الحكم أمره وهزم
الزبيرية وقتل الضحاك بن قيس الفهري
في يوم مرج راهط
وكانت ابنته ميسون بنت حسان أم يزيد بن معاوية وإياه عنى عدي بن الرقاع بقوله لولا
الإله وأهل الأردن اقتسمت نار الجماعة يوم المرج نيرانا وإياه عنى كثير بقول إذا
قيل خيل الله يوما ألا اركبي رضيت بكف الأردني انسحالها ونسب إلى الأردن جماعة من
العلماء وافرة منهم الوليد بن مسلمة الأردني حدث عن يزيد بن حسان ومسلمة بن عدي
حدث عنه العباس بن الفضل الدمشقي ومحمد بن هرون الرازي وعبد الله بن نعيم الأردني
روى عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب روى عنه يحيى بن عبد العزيز الأردني وأبو
سلمة الحكم بن عبد الله بن خطاف الأردني والعباس بن محمد الأردني المرادي روى عن
مالك ابن أنس وخليد بن دعلج ذكره ابن أبي حاتم في كتابه وعبادة بن نسي الأردني
ومحمد بن سعيد المصلوب الأردني مشهور وله عدة ألقاب يدلس بها وعلي بن إسحاق
الأردني حدث عن محمد بن يزيد المستملي حدث أبو عبد الله بن مندة في ترجمة خشب من
معرفة الصحابة عن محمد بن يعقوب المقري عنه ونعيم بن سلامة السبائي وقيل الشيباني
وقيل الغساني وقيل الحميري مولاهم الأردني سمع ابن عمر وسأله وروى عن رجل من
الصحابة من بني سليم وكان على خاتم سليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز وروى
عنه أبو عبيد صاحب سليمان بن عبد الملك ورجاء بن حياة والأوزاعي وعطاء الخراساني
ومحمد بن يحيى بن حبان وعتبة بن حكيم أبو العباس الهمداني الأردني ثم الطبراني سمع
مكحولا وسليمان بن موسى وعطاء الخراساني وعباس بن نسي وقتادة بن دعامة وعبد الرحمن
بن أبي ليلى وابنه عيسى بن عبد الرحمن وابن جريج وغيرهم روى عنه يحيى بن حمزة
الدمشقي ومسلمة بن علي ومحمد بن شعيب بن شابور وإسماعيل بن عباس وبقية بن الوليد
وعبد الله بن المبارك وعبد الله ابن لهيعة وغيرهم وقال ابن معين هو ثقة وكذلك أبو
زرعة الدمشقي
ومات بصور سنة 741
أردوال بالفتح ثم السكون وضم الدال المهملة وواو وألف ولام بليدة صغيرة بين واسط
والجبل وبلاد خوزستان وفيها مزارع كثيرة وخيرات وقد يقال أردوان بالنون
أردهن بالفتح ثم السكون وفتح الدال المهملة وهاء ونون قلعة حصينة من أعمال الري ثم
من ناحية دنباوند بين دنباوند وطبرستان بينها وبين الري مسيرة ثلاثة أيام
أرز بالفتح ثم السكون وزاي بليدة من أول جبال طبرستان من ناحية الديلم وبها قلعة
حصينة قال أبو سعد منصور بن الحسين الآبي في تاريخه الأرز قلعة بطبرستان لا يوصف
في الأرض حصن يشبهها أو يقاربها حصانة وامتناعا وانفساحا واتساعا وبها بساتين
وارحية دائرة وماء يزيد على الحاجة ينصب الفضل منه إلى أدوية
أرزكان بالفتح ثم السكون وفتح الزاي وكاف وألف ونون من قرى فارس على ساحل البحر
فيما أحسب ينسب إليها أبو عبد الرحمن عبد الله بن جعفر بن أبي جعفر الأرزكاني سمع
يعقوب بن
سفيان وشاذان
والزياداباذي وكان من الثقات الزهاد مات سنة 413
أرزنان بالفتح ثم السكون وضم الزاي ونون وألف ونون أخرى من قرى أصبهان قال أبو سعد
هكذا سمعت شيخنا أبا سعد أحمد بن محمد الحافظ بأصبهان والمنتسب إليها أبو القاسم
الحسن ابن أحمد بن محمد الأرزناني المعلم الأعمى مات سنة 354 وأبو جعفر محمد بن عبد
الرحمن بن زياد الأصبهاني الأرزناني الحافظ الثبت توفي سنة 713 وجده سمع بالشام
ورأس عين سليمان بن المعافى وبصور أبا ميمون محمد بن أبي نصر وبمصر يحيى بن عثمان
بن صالح وبكر بن صالح الدمياطي وبأصبهان أحمد بن مهران بن خالد وبالري الحسن بن
علي ابن زياد السري وبخوزستان عبد الوارث بن إبراهيم وبمكة علي بن عبد العزيز
وبالعراق هشام بن علي وغيره وبدامغان أبا بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد ابن ناصح
وبطرسوس أبا الدرداء عبد الله بن محمد ابن الأشعث
وروى عنه أبو الشيخ عبد الله بن محمد ابن جعفر وأبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران
المقري وجماعة كثيرة وكان موصوفا بالعلم والثقة والإتقان والزهد والورع رحمه الله
تعالى
أرزنجان بالفتح ثم السكون وفتح الزاي وسكون النون وجيم وألف ونون وأهلها يقولون
أرزنكان بالكاف وهي بلدة طيبة مشهورة نزهة كثيرة الخيرات والأهل من بلاد إرمينية
بين بلاد الروم وخلاط قريبة من أرزن الروم وغالب أهلها أرمن وفيها مسلمون وهم
أعيان أهلها وشرب الخمر والفسق بها ظاهر شائع ولا أعرف أحدا نسب إليها
أرزنقاباذ بالفتح ثم السكون وفتح الزاي وسكون النون وقاف وبين الألفين باء موحدة
وذال معجمة في آخره من قرى مرو الشاهجان
أرزن بالفتح ثم السكون وفتح الزاي ونون قال أبو علي وأما أرزن وأورم فلا تكون
الهمزة فيهما إلا زائدة في قياس العربية ويجوز في إعرابهما ضربان أحدهما أن يجرد
الفعل من الفاعل فيعرب ولا يصرف والآخر أن يبقى فيهما ضمير الفاعل فيحكى وهي مدينة
مشهورة قرب خلاط ولها قلعة حصينة وكانت من أعمر نواحي إرمينية وأما الآن فبلغني أن
الخراب ظاهر فيها وقد نسب إليها قوم من أهل العلم منهم أبو غسان عياش ابن إبراهيم
الأرزني حدث عن الهيثم بن عدي وغيره ويحيى بن محمد الأرزني الأديب صاحب الخط
المليح والضبط الصحيح والشعر الفصيح وله مقدمة في النحو وهو الذي ذكره ابن الحجاج
في شعره فقال مثبتة في دفتري بخط يحيى الأرزني وقد فتحت على يد عياض بن غنم بعد
فراغه من الجزيرة سنة عشرين صلحا على مثل صلح الرها وطولها ست وثلاثون درجة وعرضها
أربع وثلاثون درجة وربع
وأرزن الروم بلدة أخرى من بلاد إرمينية أيضا أهلها أرمن وهي الآن أكبر وأعظم من
الأولى ولها سلطان مستقل بها مقيم فيها وولاية ونواح واسعة كثيرة الخيرات وإحسان
صاحبها إلى رعيته بالعدل فيهم ظاهر إلا أن الفسق وشرب الخمور وارتكاب المحظور فيها
شائع لا
ينكره منكر ولا
يستوحش منه مبصر
و أرزن أيضا موضع بأرض فارس قرب شيراز ينبت فيما ذكر لي هذه العصي التي تعمل نصبا
للدبابيس والمقارع هو نزه أشب بالشجر خرج إليه عضد الدولة للتنزه والصيد وفي صحبته
أبو الطيب المتنبي فقال عند ذلك يصفه سقيا لدشت الأرزن الطوال بين المروج الفيح
والأغيال فأدخل عليه الألف واللام ولا يجوز دخولهما على اللواتي قبل
وقد عد قوم الأرزن الأولى من أطراف ديار بكر مما يلي الروم وقوم يعدونها من نواحي
الجزيرة قال أبو فراس الحارث بن حمدان يمدح سيف الدولة ونازل منه الديلمي بأرزن
لجوج إذا ناوى مطول مغاور والصحيح أنها من إرمينية وقال ابن الفقيه بين نصيبين
وأرزن ذات اليمين للمغرب سبعة وثلاثون فرسخا
أرزونا من قرى دمشق خرج منها أحمد بن يحيى بن أحمد بن زيد بن الحكم الحجوري
الأرزوني حكى عن أهل بيته حكاية حكى عنه ابنه أبو بكر محمد قاله الحافظ أبو القاسم
أرسابند بالفتح ثم السكون وسين مهملة وألف وباء موحدة مفتوحة ونون ساكنة ودال
مهملة قرية بينها وبين مرو فرسخان خرج منها طائفة من أئمة العلماء منهم محمد بن
عمران الأرسابندي وأبو الفضل محمد بن الفضل الأرسابندي والقاضي محمد بن الحسين
الأرسابندي الحنفي قاضي مرو وكان من أجلاء الرجال ملكا في صورة عالم
أرس بالفتح ثم الضم والسين المهملة مشددة موضع في قول مطير بن الأشيم تطاول ليلي
بالأرس فلم أنم كأني أسوم العين نوما محرما تذكر ذكري لابن عم رزئته كأني أراني
بعده عشت أجذما فإن تك بالدهنا صرمت إقامة فبالله ما كنا مللناك علقما أرسناس
بالفتح ثم السكون وفتح السين المهملة ونون وألف وسين أخرى اسم نهر في بلاد الروم
يوصف ببرودة مائه عبره سيف الدولة ليغزو فقال المتنبي يمدح سيف الدولة ويصف خيله
حتى عبرن بأرسناس سوابحا ينشرن فيه عمائم الفرسان يقمصن في مثل المدى من بارد يذر
الفحول وهن كالخصيان والماء بين عجاجتين مخلص تتفرقان به وتلتقيان أرسوف بالفتح ثم
السكون وضم السين المهملة وسكون الواو وفاء مدينة على ساحل بحر الشام بين قيسارية
ويافا كان بها خلق من المرابطين منهم أبو يحيى زكرياء بن نافع الأرسوفي وغيره وهي
في الإقليم الثالث طولها ست وخمسون درجة وخمسون دقيقة وعرضها اثنتان وثلاثون درجة
ونصف وربع ولم تزل بأيدي المسلمين إلى أن فتحها كندفرى صاحب القدس في سنة 494 وهي
في أيديهم إلى الآن
أرشذونة بالضم ثم السكون وضم الشين المعجمة والذال المعجمة وواو ساكنة ونون وهاء
مدينة بالأندلس معدودة في أعمال رية قبلي قرطبة بينها وبين قرطبة عشرون فرسخا
أرشق بالفتح ثم السكون وفتح الشين المعجمة وقاف جبل بأرض موقان من نواحي أذربيجان
عند البذ مدينة بابك الخرمي قال أبو تمام يمدح أبا سعيد محمد بن يوسف الثغري فتى
هز القنا فحوى سناء بها لا بالأحاظي والجدود إذا سفك الحياء الروع يوما وقى دم
وجهه بدم الوريد قضى من سندبايا كل نحب وأرشق والسيوف من الشهود وأرسلها إلى موقان
رهوا تثير النقع أكدر بالكديد أرض عاتكة خارج باب الجابية من دمشق منسوبة إلى
عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب أم البنين وهي زوجة عبد الملك بن
مروان وأم يزيد بن عبد الملك وكان لعاتكة بهذه الأرض قصر وبها مات عبد الملك بن
مروان
قال ابن حبيب كانت عاتكة بنت يزيد بن معاوية تضع خمارها بين يدي اثني عشر خليفة
كلهم لها محرم أبوها يزيد بن معاوية وأخوها معاوية بن يزيد وجدها معاوية بن أبي
سفيان وزوجها عبد الملك بن مروان وأبو زوجها مروان بن الحكم وابنها يزيد بن عبد الملك
وبنو زوجها الوليد وسليمان وهشام وابن ابنها الوليد بن يزيد وابن ابن زوجها يزيد
بن الوليد بن عبد الملك وإبراهيم بن الوليد المخلوع وهو ابن ابن زوجها أيضا وعاشت
إلى أن أدركت مقتل ابن ابنها الوليد بن يزيد
أرض نوح الأرض معروفة ونوح اسم النبي نوح عليه السلام من قرى البحرين
أرضيط بالفتح ثم السكون والضاد معجمة مكسورة وياء ساكنة وطاء كذا وجدته بخط
الأندلسيين وأنا من الضاد في ريب لأنها ليست في لغة غير العرب وهي من قرى مالقة
ولد بها أبو الحسن سليمان بن محمد بن الطراوة السبائي النحوي المالقي الأرضيطي شيخ
الأندلسيين في زمانه
أرطاة واحدة الأرطى وهو شجر من شجر الرمل وهو فعلى تقول أديم مأروط إذا دبغ به
وألفه للإلحاق لا للتأنيث لأن الواحدة أرطاة وقيل هو أفعل لقولهم أديم مرطي فإن
جعلت ألفه أصلية نونته في المعرفة والنكرة جميعا وإن جعلتها للإلحاق نونته في
النكرة دون المعرفة وهو ماء للضباب يصدر في دارة الخنزرين قال أبو زيد تخرج من
الحمى حمى ضرية فتسير ثلاثة ليال مستقبلا مهب الجنوب من خارج الحمى ثم ترد مياه
الضباب فمن مياههم الأرطاة
أرطة الليث حصن من أعمال رية بالأندلس
أرعب بالفتح ثم السكون وعين مهملة والباء موحدة موضع في قول الشاعر أتعرف أطلالا
بميسرة اللوى إلى أرعب قد خالفتك به الصبا
فأهلا وسهلا بالتي
حل حبها فؤادي وحلت دار شحط من النوى أرعنز بالفتح ثم السكون وفتح العين المهملة
ونون ساكنة وزاي أظنه موضعا بديار بكر ينسب إليه أحمد بن أحمد بن أحمد أبو العباس
أحد طلاب الحديث سمع ببغداد مع أبي الحسن علي بن أحمد العلوي الزيدي صاحب وقف
الكتب بدار دينار ببغداد من جماعة وافرة وخرج من بغداد وغاب خبره
أرغيان بالفتح ثم السكون وكسر الغين المعجمة وياء وألف ونون كورة من نواحي نيسابور
قيل إنها تشتمل على إحدى وسبعين قرية قصبتها الراونير ينسب إليها جماعة من أهل
العلم والأدب منهم الحاكم أبو الفتح سهل بن أحمد بن علي الأرغياني توفي في مستهل
المحرم سنة 994 وغيره
أرفاد بالفتح ثم السكون وفاء وألف ودال مهملة كأنه جمع رفد قرية كبيرة من نواحي
حلب ثم من نواحي عزاز ينسب إليها قوم منهم في عصرنا أبو الحسن علي بن الحسن
الأرفادي أحد فقهاء الشيعة في زعمه مقيم بمصر
الأرفغ بالفتح ثم السكون وفتح الفاء والغين معجمة موضع عن ابن دريد
الأرفود بالفتح ثم السكون وضم الفاء وسكون الواو ودال مهملة من قرى كرمينية من
أعمال سمرقند على طريق بخارى ينسب إليها أبو أحمد محمد بن محفوظ الأرفودي توفي
قرابة سنة 083
ارقانيا هو اسم لبحر الخزر وله أسماء غير ذلك ذكرت في بحر الخزر وأرسطاطاليس يسميه
ارقانيا كذا قال أبو الريحان
أرقنين بالفتح ثم السكون وفتح القاف وكسر النون وياء ساكنة ونون بلد بالروم غزاه
سيف الدولة بن حمدان وذكره أبو فراس فقال إلى أن وردنا أرقنين نسوقها وقد نكلت
أعقابنا والمخاصر ورواه بعضهم بالفاء والأول أكثر
أركان جمع ركن ماء بأجإ أحد جبلي طيىء لبني سنبس
أرك بالفتح ثم السكون وكاف اسم لأبنية عظيمة بزرنج مدينة سجستان بين باب كركويه
وباب نيشك وكانت خزانة بناها عمرو بن الليث ثم صارت دار الإمارة والقلعة وهي الآن
تسمى بهذا الاسم
أرك بضم أوله وثانيه وكاف جبل وقيل أرك اسم مدينة سلمى أحد جبلي طيىء
وقيل جبل لغطفان ويوم ذي أرك من أيام العرب وهو واد من أودية العلاة بأرض اليمامة
أرك بفتحتين وضم ابن دريد همزته مدينة صغيرة في طرف برية حلب قرب تدمر وهي ذات نخل
وزيتون وهي من فتوح خالد بن الوليد في اجتيازه من العراق إلى الشام و أرك أيضا
طريق في قفا حضن جبل بين نجد والحجاز
أركو بالفتح ثم السكون وكاف وواو بلفظ مضارع ركوت الشيء أركوه إذا أصلحته قرية
بإفريقية بينها وبين قصر الإفريقي مرحلة
أركون بالفتح ثم
السكون وضم الكاف وواو ساكنة ونون حصن منيع بالأندلس من أعمال شنتمرية بيد
المسلمين إلى الآن فيما بلغني
أرل بضمتين ولام قال أبو عبيدة أرل جبل بأرض غطفان بينها وبين عذرة وأنشد للنابغة
الذبياني وهبت الريح من تلقاء ذي أرل تزجي مع الصبح من صرادها صرما وقال نصر أرل
من بلاد فزارة بين الغوطة وجبل صبح على مهب الشمال من حرة ليلى قال وذو أرل مصنع
في ديار طيىء يجمل ماء المطر وعنده الشريفات والغرفات هي أيضا مصانع وقال غيره
والراء بعدها لام لم تجتمعا في كلمة واحدة إلا في أربع كلمات وهي أرل وورل وغرلة
وأرض جرلة فيها حجارة وغلظ ورواه بعضهم أرل بفتحتين
أرماث كأنه جمع رمث اسم نبت بالبادية آخره ثاء مثلثة
كان أول يوم من أيام القادسية يسمونه يوم أرماث وذلك في أيام عمر بن الخطاب رضي
الله عنه وإمارة سعد بن أبي وقاص ولا أدري أهو موضع أم أرادوا النبت المذكور قال
عمرو بن شاس الأسدي تذكرت إخوان الصفاء تيمموا فوارس سعد واستبد بهم جهلا ودارت
رحى الملحاء فيها عليهم فعادوا خيالا لم يطيقوا لها ثقلا عشية أرماث ونحن نذودهم
ذياد الهوافي عن مشاربها عكلا وقال عاصم بن عمرو التميمي حمينا يوم أرماث حمانا
وبعض القوم أولى بالجمال أرمام اسم جبل في ديار باهلة بن أعصر وقيل أرمام واد يصب
في الثلبوت من ديار بني أسد وقيل أرمام واد بين الحاجر وفيد
ويوم أرمام من أيام العرب قال الراعي تبصر خليلي هل ترى من ظعائن تجاوزن ملحوبا
فقلن متالعا جواعل أرمام شمالا وتارة يمينا فقطعن الوهاد الدوافعا وفي كتاب متعة
الأديب أرمام موضع وراء فيد بين الحاجر وفيد وهو واد وقال نصر أزمام بالزاي
المعجمة واد بين فيد والمدينة على طريق الجادة بينه وبين فيد دون أربعين ميلا
أرمائيل ذكر في أرمئيل لأنه لغة فيه
أرم خاست بضم أوله وفتح ثانيه ورواه بعضهم بسكون ثانيه وخاست بالخاء المعجمة وسين
مهملة ساكنة يلتقي معها ساكنان والتاء فوقها نقطتان أرم خاست الأعلى وأرم خاست
الأسفل كورتان بطبرستان وقال أبو سعد أبو الفتح خسرو بن حمزة ابن وندرين بن أبي
جعفر الأرمي القزويني سكن أرم بلدة عند سارية مازندران له معرفة بالأدب
إرم بالكسر ثم الفتح والإرم في أصل اللغة حجارة تنصب في المفازة علما والجمع آرام
وأروم مثل ضلع وأضلاع وضلوع وهو اسم علم لجبل من جبال حسمى من ديار جذام
بين أيلة وتيه بني
إسرائيل وهو جبل عال عظيم العلو يزعم أهل البادية أن فيه كروما وصنوبرا
وكان النبي صلى الله عليه و سلم قد كتب لبني جعال بن ربيعة بن زيد الجذامين أن لهم
إرما لا يحلها أحد عليهم لغلبهم عليها ولا يحاقهم فمن حاقهم فلا حق له وحقهم حق
إرم ذات العماد وهي إرم عاد يضاف ولا يضاف أعني في قوله عز و جل ألم تر كيف فعل
ربك بعاد إرم ذات العماد
فمن أضاف لم يصرف إرم لأنه يجعله اسم أمهم أو اسم بلدة ومن لم يضف جعل إرم اسمه
ولم يصرفه لأنه جعل عادا اسم أبيهم
وإرم اسم القبيلة وجعله بدلا منه
وقال بعضهم إرم لا ينصرف للتعريف والتأنيث لأنه اسم قبيلة فعلى هذا يكون التقدير
إرم صاحب ذات العماد لأن ذات العماد مدينة
وقيل ذات العماد وصف كما تقول المدينة ذات الملك
وقيل إرم مدينة فعلى هذا يكون التقدير بعاد صاحب إرم
ويقرأ بعاد إرم ذات العماد الجر على الإضافة فهذا إعرابها
ثم اختلف فيها من جعلها مدينة فمنهم من قال هي أرض كانت واندرست فهي لا تعرف
ومنهم من قال هي الاسكندرية وأكثرهم يقولون هي دمشق وكذلك قال شبيب بن يزيد بن
النعمان بن بشير لولا التي علقتني من علائقها لم تمس لي إرم دارا ولا وطنا قالوا
أراد دمشق وإياها أراد البحتري بقوله إليك رحلنا العيس من أرض بابل نجوز بها سمت
الدبور ونهتدي فكم جزعت من وهدة بعد وهدة وكم قطعت من فدفد بعد فدفد طلبنك من أم
العراق نوازعا بنا وقصور الشام منك بمرصد إلى إرم ذات العماد وإنها لموضع قصدي
موجفا وتعمدي وحكى الزمخشري أن إرم بلد منه الإسكندرية
وروى آخرون أن إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد باليمن بين حضرموت
وصنعاء من بناء شداد بن عاد ورووا أن شداد بن عاد كان جبارا ولما سمع بالجنة وما
أعد الله فيها لأوليائه من قصور الذهب والفضة والمساكن التي تجري من تحتها الأنهار
والغرف التي من فوقها غرف قال لكبرائه إني متخذ في الأرض مدينة على صفة الجنة فوكل
بذلك مائة رجل من وكلائه وقهارمته تحت يد كل رجل منهم ألف من الأعوان وأمرهم أن
يطلبوا فضاء فلاة من أرض اليمن ويختاروا أطيبها تربة ومكنهم من الأموال ومثل لهم
كيف يعملون وكتب إلى عماله الثلاثة غانم بن علوان والضحاك ابن علوان والوليد بن
الريان يأمرهم أن يكتبوا إلى عمالهم في آفاق بلدانهم أن يجمعوا جميع ما في أرضهم
من الذهب والفضة والدر والياقوت والمسك والعنبر والزعفران فيوجهوا به إليه
ثم وجه إلى جميع المعادن فاستخرج ما فيها من الذهب والفضة
ثم وجه عماله الثلاثة إلى الغواصين إلى البحار فاستخرجوا الجواهر فجمعوا منها
أمثال الجبال وحمل جميع ذلك إلى شداد
ثم وجهوا الحفارين إلى معادن الياقوت والزبرجد وسائر الجواهر فاستخرجوا منها أمرا
عظيما
فأمر
بالذهب فضرب أمثال
اللبن
ثم بنى بذلك تلك المدينة وأمر بالدر والياقوت والجزع والزبرجد والعقيق ففصص به
حيطانها وجعل لها غرفا من فوقها غرف معمد جميع ذلك بأساطين الزبرجد والجزع والياقوت
ثم أجرى تحت المدينة واديا ساقه إليها من تحت الأرض أربعين فرسخا كهيئة القناة
العظيمة
ثم أمر فأجري من ذلك الوادي سواق في تلك السكك والشوارع والأزقة تجري بالماء
الصافي
وأمر بحافتي ذلك النهر وجميع السواقي فطليت بالذهب الأحمر وجعل حصاه أنواع الجواهر
الأحمر والأصفر والأخضر فنصب على حافتي النهر والسواقي أشجارا من الذهب مثمرة
وجعل ثمرها من تلك اليواقيت والجواهر وجعل طول المدينة اثني عشر فرسخا وعرضها مثل
ذلك
وصير صورها عاليا مشرفا وبنى فيها ثلاثمائة ألف قصر مفصصا بواطنها وظواهرها بأصناف
الجواهر
ثم بنى لنفسه في وسط المدينة على شاطىء ذلك النهر قصرا منيفا عاليا يشرف على تلك
القصور كلها
وجعل بابها يشرع إلى الوادي بمكان رحيب واسع
ونصب عليه مصراعين من ذهب مفصصين بأنواع اليواقيت
وأمر باتخاذ بنادق من مسك وزعفران فألقيت في تلك الشوارع والطرقات
وجعل ارتفاع تلك البيوت في جميع المدينة ثلاثمائة ذراع في الهواء
وجعل السور مرتفعا ثلاثمائة ذراع مفصصا خارجه وداخله بأنواع اليواقيت وظرائف
الجواهر
ثم بنى خارج سور المدينة أكما يدور ثلاثمائة ألف منظرة بلبن الذهب والفضة عالية
مرتفعة في السماء محدقة بسور المدينة لينزلها جنوده ومكث في بنائها خمسمائة عام
وإن الله تعالى أحب أن يتخذ الحجة عليه وعلى جنوده بالرسالة والدعاء إلى التوبة
والإنابة فانتجب لرسالته إليه هودا عليه السلام وكان من صميم قومه وأشرافهم
وهو في رواية بعض أهل الأثر هود بن خالد بن الخلود بن العاص بن عمليق بن عاد ابن
إرم بن سام بن نوح عليه السلام
وقال أبو المنذر هو هود بن الخلود بن عاد بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وقيل
غير ذلك ولسنا بصدده
ثم إن هودا عليه السلام أتاه فدعاه إلى الله تعالى وأمره بالإيمان والإقرار
بربوبية الله عز و جل ووحدانيته فتمادى في الكفر والطغيان وذلك حين تم لملكه
سبعمائة سنة
فأنذره هود بالعذاب وحذره وخوفه زوال ملكه فلم يرتدع عما كان عليه ولم يجب هودا
إلى ما دعاه إليه
ووافاه الموكلون ببناء المدينة وأخبروه بالفراغ منها
فعزم على الخروج إليها في جنوده فخرج في ثلاثمائة ألف من حرسه وشاكريته ومواليه
وسار نحوها وخلف على ملكه بحضرموت وسائر أرض العرب ابنه مرثد بن شداد
وكان مرثد
فيما يقال مؤمنا بهود عليه السلام فلما قرب شداد من المدينة وانتهى إلى مرحلة منها
جاءت صيحة من السماء فمات هو وأصحابه أجمعون حتى لم يبق منهم مخبر ومات جميع من
كان بالمدينة من الفعلة والصناع والوكلاء والقهارمة وبقيت خلاء لا أنيس بها
وساخت المدينة في الأرض فلم يدخلها بعد ذلك أحد إلا رجل واحد في أيام معاوية يقال
له عبد الله بن قلابة فإنه ذكر في قصة طويلة تلخيصها أنه خرج من صنعاء في بغاء إبل
له ضلت فأفضى به السير إلى مدينة صفتها كما ذكرنا وأخذ منها شيئا من بنادق المسك
والكافور وشيئا من الياقوت
وقصد إلى معاوية بالشام وأخبره
بذلك وأراه الجواهر
والبنادق
وكان قد اصفر وغيرته الأزمنة فأرسل معاوية إلى كعب الأحبار وسأله عن ذلك فقال هذه
إرم ذات العماد التي ذكرها الله عز و جل في كتابه
بناها شداد ابن عاد وقيل شداد بن عمليق بن عويج بن عامر ابن إرم وقيل في نسبه غير
ذلك
ولا سبيل إلى دخولها ولا يدخلها إلا رجل واحد صفته كذا
ووصف صفة عبد الله بن قلابة فقال معاوية يا عبد الله أما أنت فقد أحسنت في نصحنا
ولكن ما لا سبيل إليه لا حيلة فيه
وأمر له بجائزة فانصرف
ويقال إنهم وقعوا على حفيرة شداد بحضرموت فإذا بيت في الجبل منقور مائة ذراع في
أربعين ذراعا وفي صدره سريران عظيمان من ذهب على أحدهما رجل عظيم الجسم وعند رأسه
لوح فيه مكتوب إعتبر يا أيها المغ رور بالعمر المديد أنا شداد بن عاد صاحب الحصن
المشيد وأخو القوة والبأ ساء والملك الحشيد كان أهل الأرض طرا لي من خوف وعيدي
فأتى هود وكنا في ضلال قبل هود فدعانا لو أجبنا ه إلى الأمر الرشيد فعصيناه ونادى
ما لكم هل من محيد فأتتنا صيحة ته وي من الأفق البعيد قلت هذه القصة مما قدمنا
البراءة من صحتها وظننا أنها من أخبار القصاص المنمقة وأوضاعها المزوقة
إرم الكلبة بلفظ الأنثى من الكلاب وإرم مثل الذي قبله موضع قريب من النباج بين
البصرة والحجاز
والكلبة اسم امرأة ماتت ودفنت هناك فنسب إليها الإرم وهو العلم
ويوم إرم الكلبة من أيام العرب قتل فيه بجير بن عبد الله بن سلمة بن قشير القشيري
قتله قعنب الرياحي في هذا المكان قال أبو عبيدة هذا اليوم يعرف بأمكنة قرب بعضها
من بعض فإذا لم يستقم الشعر بذكر موضع ذكروا موضعا آخر قريبا منه يقوم به الشعر
أرم بالضم ثم الفتح بوزن جرذ وزفر ويروى بسكون ثانيه بلدة قرب سارية من نواحي
طبرستان أهلها شيعة قال الإصطخري وجبال قاذوسيان من بلاد الديلم وهي مملكة رئيسهم
يسكن قرية تسمى أرم
وليس بجبال قاذوسيان منبر بينها وبين سارية مرحلة ينسب إليها أبو الفتح خسرو بن
حمزة بن وندرين بن أبي جعفر بن الحسين بن المحسن بن قيس بن مسعود بن معن بن الحارث
بن ذهل بن شيبان الشيباني المؤدب القزويني
ذكره أبو سعد في التحبير وقال سكن أرم وكان له معرفة بالأدب وقد ذكرناه في أرم
خاست وأظن الموضعين واحدا والله أعلم ورأيت في بعض النسخ عن أبي سعد آرم بليدة من
سارية مازندران وآرم برات من قرى سواحل بحر آبسكون
أرم بالضم ثم السكون
صقع بأذربيجان اجتمع فيه خلق من الأرمن وغيرهم لقتال سعيد بن العاصي لما غزاها
فبعث إليهم سعيد جرير بن عبد الله البجلي فهزمهم وصلب زعيمهم
أرم بالتحريك وتشديد الميم قيل موضع عن نصر
أرمناز بلامين بينهما واو مدينة في طرف إفريقية من جهة المغرب قرب طبنة
أرمناز بالفتح ثم السكون وفتح الميم والنون وألف وزاي بليدة قديمة من نواحي حلب
بينهما نحو خمسة فراسخ يعمل بها قدور وشربات جيدة حمر طينية
وقال أبو سعد أرمناز من قرى بلدة صور وصور من بلاد ساحل الشام ومن هذه القرية أبو
الحسن علي ابن عبد السلام الأرمنازي كان من الفضلاء المشهورين والشعراء وابنه أبو
الفرج غيث بن علي كان ممن سمع الحديث الكثير وأنس به وجمع فيه وسمع من أبي الحسن
الأرمنازي أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ قال أبو سعد وروى لنا عن ابنه
غيث صاحبنا أبو الحسن علي بن الحسن الدمشقي الحافظ قال عبيد الله المستجير به لا
شك في أرمناز التي من نواحي حلب فإن لم يكن أبو سعد رحمه الله اغتر بسماع محمد بن
بن طاهر من أبي الحسن بصور ولم ينعم النظر وإلا فأرمناز قرية أخرى بصور والله أعلم
على أن الحافظ أبا القاسم ذكر في ترجمة علي بن عبد السلام بن محمد بن جعفر
الأرمنازي أبي الحسن فقال والد غيث الصوري الكاتب أصله من أرمناز قرية من ناحية
إنطاكية بالشام وله شعر مطبوع قال قرأت بخط غيث الصوري سألت والدي عن مولده فقال
في جمادى الأولى سنة 936 وتوفي في ثامن شهر ربيع الآخر سنة 874 وقال الحافظ أبو
القاسم غيث بن علي بن عبد السلام بن محمد بن جعفر أبو الفرج بن أبي الحسن المعروف
بابن الأرمنازي الكاتب خطيب صور قدم دمشق قديما في طلب الحديث فسمع بها أبا الحسن
أحمد وأبا أحمد عبيد الله ابني أبي الحديد وأبا نصر بن طلاب وأبا عبد الله ابن
الرضا وأبا العباس بن قبيس وأبا إسحاق إبراهيم بن عقيل الكبرى وأبا الحسين
الأكفاني ونجا بن أحمد العطار وأبا عبد الله بن أبي الحديد وأبا القاسم بن أبي
العلاء سمع بصور أبا بكر الخطيب وأبا الحسن علي ابن عبيد الله الهاشمي ونصر بن
إبراهيم المقدسي وسهل ابن بشر الإسفرايني وبتنيس رمضان بن علي وسمع بمصر
والاسكندرية وغيرهما من البلاد وسمع الكثير وكتب الكثير بخطه الحسن وجمع تاريخا
لصور إلا أنه لم يتمه وكان ثقة ثبتا روى عنه شيخه أبو بكر الخطيب بيتين من شعره
وقدم علينا بآخره فأقام عندنا إلى أن مات سمعت منه ومن جملة شعره عجبت وقد حان
توديعنا وحادي الركائب في إثرها ونار توقد في أضلعي ودمع تصعد من قعرها فلا النار
تطفئها أدمعي ولا الدمع ينشف من حرها وكان مولده في تاسع عشر شعبان سنة 344 وتوفي
يوم الأحد الثالث والعشرين من صفر سنة 905 ودفن بالباب الصغير
أرمنت بالفتح والسكون وفتح الميم وسكون
النون وتاء فوقها
نقطتان كورة بصعيد مصر بينها وبين قوص في سمت الجنوب مرحلتان ومنها إلى مدينة
أسوان مرحلتان
أرمئيل بالفتح ثم السكون وفتح الميم وهمزة مكسورة وياء خالصة ساكنة ولام مدينة
كبيرة بين مكران والديبل من أرض السند بينها وبين البحر نصف فرسخ في الإقليم
الثاني طولها اثنتان وتسعون درجة وخمس عشرة دقيقة وعرضها من جهة الجنوب خمس وعشرون
درجة وست وأربعون دقيقة
إرميم بالكسر ثم السكون وياء ساكنة بين الميمين الأولى مكسورة موضع
أرمية بالضم ثم السكون وياء مفتوحة خفيفة وهاء قال الفارسي أما قولهم في اسم بلدة
أرمية فيجوز في قياس العربية تخفيف الياء وتشديدها فمن خففها كانت الهمزة على قوله
أصلا وكان حكم الياء أن تكون واوا للإلحاق بيبرين ونحوه إلا أن الكلمة لما لم تجيء
على التأنيث كعنصوة أبدلت ياء كما أبدلت في جمع عرقوة إذا قالوا عرق وقال حتى تقضى
عرقي الدلي ويجوز في الشعر أن تكون الياء للنسبة وتخفف كما قال ابن الخواري العالي
الذكر
ومن شدد الياء احتملت الهمزة وجهين أحدهما أن تكون زائدة إذا جعلتها أفعولة من
رميت والآخر أن تكون فعلية إذا جعلتها من أرم وأروم فتكون الهمزة فاء وأما قولهم
في اسم الرجل إرميا فلا يكون في قياس العربية إفعلا ولا يتجه فيه ما يتجه في أرمية
من كون الياء منقلبة عن الواو ألا ترى أن ما جاء وفيه الألف من المؤنث لا يكون إلا
مبنيا عليها وليست مثل الياء التي تبنى مرة على التأنيث ومرة على التذكير
وأرمية اسم مدينة عظيمة قديمة بأذربيجان بينها وبين البحيرة نحو ثلاثة أميال أو
ربعة وهي فيما يزعمون مدينة زرادشت نبي المجوس رأيتها في سنة 671 وهي مدينة حسنة
كثيرة الخيرات واسعة الفواكه والبساتين صحيحة الهواء كثيرة الماء إلا أنها غير
مرعية من جهة السلطان لضعفه وهو أزبك بن البهلوان بن إلدكز وبينها وبين تبريز
ثلاثة أيام وبينها وبين إربل سبعة أيام وأما بحيرة أرمية فتذكر إن شاء الله في
بحيرة أرمية والنسبة إلى أرمية أرموي وأرمي وينسب إليها جماعة منهم أبو عبد الله
الحسين بن عبد الله بن محمد بن الشويخ الأرموي نزل مصر وتوفي بها سنة 460 وأبو
الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي البغدادي سمع أبا الحسين محمد بن علي بن
المهتدي القاضي وأحمد بن محمد بن أحمد بن النفور البزار وأبا الغنائم عبد الصمد بن
علي بن المأمون وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري وأبا بكر أحمد بن علي
بن ثابت الخطيب الحافظ وأبا القاسم يوسف بن محمد المهرواني وغيرهم وكان قد تفقه
على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وولي القضاء بمدينة العاقول ومات في رجب سنة 745
ومولده في سنة 954 وكان شافعي المذهب ومظفر بن يوسف الأرموي المؤدب حدث عن أبي
القاسم بن الحصين
وأمثاله وابنه يونس كان كاتبا فاضلا من حذاق كتاب الديوان وولي إشراف الديوان
ببغداد للناصر لدين الله
إرمينية بكسر أوله ويفتح وسكون ثانيه وكسر الميم وياء ساكنة وكسر النون وياء
خفيفة مفتوحة اسم
لصقع عظيم واسع في جهة الشمال والنسبة إليها أرمني على غير قياس بفتح الهمزة وكسر
الميم وينشد بعضهم ولو شهدت أم القديد طعاننا بمرعش خيل الأرمني أرنت وحكى إسماعيل
بن حماد فتحهما معا قال أبو علي أرمينية إذا أجرينا عليها حكم العربي كان القياس
في همزتها أن تكون زائدة وحكمها أن تكسر لتكون مثل إجفيل وإخريط وإطريح ونحو ذلك
ثم ألحقت ياء النسبة ثم ألحق بعدها تاء التأنيث وكان القياس في النسبة إليها
أرميني إلا أنها لما وافق ما بعد الراء منها ما بعد الحاء في حنيفة حذفت الياء كما
حذفت من حنيفة في النسب وأجريت ياء النسبة مجرى تاء التأنيث في حنيفة كما أجرينا
مجراها في رومي وروم وسندي وسند أو يكون مثل بدوي ونحوه ما غير في النسب قال أهل
السير سميت أرمينية بأرمينا بن لنطا بن أومر بن يافث ابن نوح عليه السلام وكان أول
من نزلها وسكنها وقيل هما أرمينيتان الكبرى والصغرى وحدهما من برذعة إلى باب
الأبواب ومن الجهة الأخرى إلى بلاد الروم وجبل القبق وصاحب السرير وقيل إرمينية
الكبرى خلاط ونواحيها وإرمينية الصغرى تفليس ونواحيها وقيل هي ثلاث أرمينيات وقيل
أربع فالأولى بيلقان وقبلة وشروان وما انضم إليها عد منها والثانية جرزان وصغدبيل
وباب فيروزقباذ واللكز والثالثة البسفرجان ودبيل وسراج طير وبغروند والنشوى
والرابعة وبها قبر صفوان بن المعطل صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو قرب
حصن زياد عليه شجرة نابتة لا يعرف أحد من الناس ما هي وله حمل يشبه اللوز يؤكل
بقشره وهو طيب جدا فمن الرابعة شمشاط وقاليقلا وأرجيش وباجنيس وكانت كور أران
والسيسجان ودبيل والنشوى وسراج طير وبغروند وخلاط وباجنيس في مملكة الروم فافتتحها
الفرس وضموها إلى ملك شروان التي فيها صخرة موسى عليه السلام التي بقرب عين
الحيوان ووجدت في كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس طول أرمينية العظمى ثمان
وسبعون درجة وعرضها ثمان وثلاثون درجة وعشرون دقيقة داخلة في الإقليم الخامس
طالعها تسع عشرة درجة من السرطان يقابلها خمس عشرة درجة من الجدي ووسط سمائها خمس
عشرة درجة من الحمل بيت حياتها خمس عشرة درجة من الميزان قال ومدينة أرمينية
الصغرى طولها خمس وسبعون درجة وخمسون دقيقة وعرضها خمس وأربعون درجة طالعها عشرون
درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها
مثلها من الميزان ولها شركة في العواء وفي الدب الأكبر ولها شركة في كوكب هوز وهو
كوكب الحكماء وما يولد مولود قط وكان طالعه كوكب هوز إلا وكان حكيما وبه ولد
بطليموس وبقراط وأوقليدس وهذه المدينة مقابلة لمدينة الحكماء يدور عليها من كل
بنات نعش أربعة أجزاء وهي صحيحة الهواء وكل من سكنها طال عمره بإذن الله تعالى هذا
كله من كتاب الملحمة
وفي كتب الفرس أن جرزان وأران كانتا في أيدي الخزر وسائر أرمينية في أيدي الروم
يتولاها صاحبها أرميناقس وسمته العرب أرميناق فكانت الخزر تخرج فتغير فربما بلغت
الدينور فوجه قباذ بن فيروز الملك قائدا من عظماء
قواده في اثني عشر
ألفا فوطىء بلاد أران ففتح ما بين النهر الذي يعرف بالرس إلى شروان ثم أن قباذ لحق
به فبنى بأران مدينة البيلقان ومدينة برذعة وهي مدينة الثغر كله ومدينة قبلة ونفى
الخزر ثم بنى سد اللبن في ما بين شروان واللان وبنى على سد اللبن ثلاثمائة وستين
مدينة خربت بعد بناء باب الأبواب
ثم ملك بعد قباذ ابنه أنو شروان فبنى مدينة الشابران ومدينة مسقط ثم بنى باب
الأبواب وإنما سميت أبوابا لأنها بنيت على طرق في الجبل وأسكن ما بنى من هذه
المواضع قوما سماهم السياسجين وبنى بأرض أران أبواب شكى والقميران وأبواب
الدودانية وهم أمة يزعمون أنهم من بني دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن
مضر بن معد بن عدنان وبنى الدرزوقية وهي اثنا عشر بابا على كل باب منها قصر من
حجارة وبنى بأرض جرزان مدينلا يقال لها صغدبيل وأنزلها قوما من الصغد وأبناء فارس
وجعلها مسلحة وبنى مما يلي الروم في بلاد جرزان قصرا يقال له باب فيروزقباذ وقصرا
يقال له باب بارقة وهو على بحر طرابزندة وبنى باب اللان وباب سمسخى وبنى قلعة
الجردمان وقلعة سمشلدى وفتح جميع ما كان بأيدي الروم من أرمينية وعمر مدينة دبيل
ومدينة النشوى وهي نقجوان وهي مدينة كورة البسفرجان وبنى حصن ويص وقلاعا بأرض السيسجان
منها قلعة الكلاب والشاهبوش وأسكن هذه القلاع والحصون ذوي البأس والنجدة ولم تزل
أرمينية بأيدي الروم حتى جاء الإسلام وقد ذكر في فتوح أرمينية في مواضعه من كل بلد
وذكر ابن واضح الأصبهاني أنه كتب لعدة من ملوكها وأطال المقام بأرمينية ولم ير
بلدا أوسع منه ولا أكثر عمارة وذكر أن عدة ممالكها مائة وثماني عشرة مملكة منها
صاحب السرير ومملكته من اللان وباب الأبواب وليس إليها إلا مسلكين مسلك إلى بلاد
الخزرو مسلك إلى أرمينية وهي ثمانية عشر ألف قرية وأران أول مملكة بأرمينية فيها
أربعة آلاف قرية وأكثرها لصاحب السرير وسائر الممالك فيها بين ذلك تزيد على أربعة
آلاف وتنقص عن مملكة صاحب السرير ومنها شروان وملكها يقال له شروانشاه
وسئل بعض علماء الفرس عن الأحرار الذين بأرمينية لم سموا بذلك فقال هم الذين كانوا
نبلاء بأرض أرمينية قبل أن تملكها الفرس ثم إن الفرس أعتقوهم لما ملكوا وأقروهم
على ولايتهم وهم بخلاف الأحرار من الفرس الذين كانوا باليمن وبفارس فإنهم لم
يملكوا قط قبل الإسلام فسموا أحرارا لشرفهم وقد نسب بهذه النسبة قوم من أهل العلم
منهم أبو عبد الله عيسى بن مالك بن شمر الأرمني سافر إلى مصر والمغرب
أرمى بالضم ثم الفتح والقصر موضع قالوا وليس في كلامهم عى فعلى إلا أرمى وشعبى
موضعان وأربى اسم للداهية
أرمي بالضم ثم السكون وكسر الميم هي أرمية التي قدمنا ذكرها وهذا لفظ الأعاجم
أرمي بالكسر ثم الفتح وكسر الميم وياء مشددة إرمي الكلبة وهو إرم الكلبة الذي
قدمنا ذكره وهو رمل قرب النباج وهناك قتل قعنب الرياحي بجير بن عبد الله القشيري
هكذا حكاه أبو بكر ابن موسى يقال ما بهذه الأرض إرمي أي علم يهتدى به
أرنبويه بفتح أوله
وثانيه وسكون النون وضم الباء الموحدة وسكون الواو وياء مفتوحة وهاء مضمومة في حال
الرفع وليس كنفطويه وسيبويه من قرى الري مات بها أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي
النحوي المقري ومحمد بن الحسن الشيباني الفقيه صاحب أبي حنيفة في يوم واحد سنة 981
ودفنا بهذه القرية وكانا قد خرجا مع الرشيد فصلى عليهما وقال اليوم دفنت علم
العربية والفقه ويقال لهذه القرية رنبويه بسقوط الهمزة أيضا وقد ذكرت
الأرند بضمتين وسكون النون ودال مهملة اسم لنهر إنطاكية وهو نهر الرستن المعروف
بالعاصي يقال له في أوله الميماس فإذا مر بحماة قيل له العاصي فإذا انتهى إلى
إنطاكية قيل له الأرند وله أسماء أخر في مواضع أخر وقال أبو علي الهمزة في أرند
اسم هذا النهر ينبغي أن تكون فاء والنون زائدة لا يجوز أن يكون على غير هذا لأنه
لم يجيء في شيء وقد حكى سيبويه عرند فهو مثله قال والقوس فيها وتر عرند
إرن بالكسر ثم الفتح والنون موضع في ديار بني سليم بين الأتم والسوارقية على جادة
الطريق بين منازل بني سليم وبين المدينة قال العمراني هو إرن بكسرتين على وزن إبل
أرن بفتحتين أرن وشرز بلدان بطبرستان
أرنم بالنون مضمومة واد حجازي عن نصر قال وقيل فيه أريم بالياء تحتها نقطتان
أرنيش بالضم ثم السكون وكسر النون وياء ساكنة وشين معجمة ناحية من أعمال طليطلة
بالأندلس
أرنيط بوزن الذي قبله إلا أن آخره طاء مهملة مدينة في شرقي الأندلس من أعمال تطيلة
مطلة على أرض العدو وبينها وبين تطيلة عشرة فراسخ وبينها وبين سرقسطة سبعة وعشرون
فرخسا قال ابن حوقل هي بعيدة عن بلاد الإسلام
أرواد بالفتح ثم السكون وواو وألف ودال مهملة اسم جزيرة في البحر قرب قسطنطينية
غزاها المسلمون وفتحوها في سنة 45 مع جنادة بن أبي أمية في أيام معاوية بن أبي
سفيان وأسكنها معاوية وان ممن فتحها مجاهد بن جبر المقري وتبيع ابن امرأة كعب
الأحبار وبها أقرأ مجاهد تبيعا القرآن ويقال بل أقرأه القرآن برودس
أروان بالفتح ثم السكون وواو وألف ونون اسم بئر بالمدينة وقد جاء فيها ذروان وذو
أروان كل ذلك قد جاء في الحديث
أروخ بالخاء المعجمة قلعة من نواحي الزوزان لصاحب الموصل
أروك بالفتح ثم الضم وسكون الواو وكاف ذو أروك واد في بلادهم
أرول بوزن أحمر آخره لام أرض لبني مرة من غطفان عن نصر
أروم بالفتح ثم الضم وسكون الواو وميم بلفظ جمع أرومة أو مضارع رام يروم فأنا أروم
وهو جبل لبني سليم قال مضرس بن ربعي الأسدي فقا تعرفا بين الدحائل والبتر منازل
كالخيلان أو كتب السطر
عفتها السمي
المدجنات وزعزعت بهن رباح الصيف شهرا إلى شهر فلما علا ذات الأروم ظغائن حسان
الحمول من عريش ومن خدر ورواه بعضهم بضم الهمزة في قول جميل لو ذقت ما أبقى أخاك
برامة لعلمت أنك لا تلوم مليما وغداة ذي بقر أسر صبابة وغداة جاوزن الركاب أروما
أروند بالفتح ثم السكون وفتح الواو وسكون النون ودال مهملة اسم جبل نزه خضر نضر
مطل على مدينة همذان وأهل همذان كثيرا ما يذكرونه في أحاديثهم واسجاعهم وأشعارهم
ويعدونه من أجل مفاخر بلدهم وكثيرا ما يتشوقونه في الغربة وعلى سائر البلاد
يفضلونه وفيه يقول عين القضاة عبد الله بن محمد الميانجي في رسالة كتبها إلى أهل
همذان وهو محبوس ألا ليت شعري هل ترى العين مرة ذرى قلتي أروند من همذان بلاد بها
نيطت علي تمائمي وأرضعت من عقانها بلبان العقان بقية اللبن في الضرع وقال شاعر من
أهل همذان تذكرت من أروند طيب نسيمه فقلت لقلب بالفراق سليم سقى الله أروندا وروض
شعابه ومن حله من ظاعن ومقيم وأيامنا إذ نحن في الدار جيرة وإذ دهرنا بالوصل غير ذميم
قالوا ويقال إن أكثر المياه في الجبال من أسفلها إلا أروند فإن ماءه من أعلاه
ومنابعه في ذروته قال بعض شعرائهم يفضله على بغداد ويتشوقه وقالت نساء الحي أين
ابن أختنا ألا خبرونا عنه حييتم وفدا رعاه ضمان الله هل في بلادكم أخو كرم يرعى
لذي حسب عهدا فإن الذي خلفتموه بأرضكم فتى ملأ الأحشاء هجرانه وجدا أبغداد كم
تنسيه أروند مربعا ألا خاب من يشري ببغداد أروندا فدتهن نفسي لو سمعن بما أرى رمى
كل جيد من تنهده عقدا وحدث بعض أهل همذان قال قدمت على أبي عبد الله جعفر بن محمد
الصادق فقال لي من أين أنت فقلت من الجبال قال من أي مدينة قلت من همذان قال أتعرف
جبلها الذي يقال له راوند فقلت جعلني الله فداك إنما يقال له أروند فقال نعم أما
إن فيه عينا من عيون الجنة
قال فأهل البلد يرون أنها الجمة التي على قلة الجبل وذلك أن ماءها يخرج في وقت من
أوقات السنة معلوم ومنبعه من شق في صخرة وهو ماء عذب شديد البرودة ولو شرب الشارب
منه في اليوم والليلة مائة رطل وأكثر ما وجد له ثقلا بل ينتفع به وفي رواية لو شرب
منه مائة رطل ما روي فإذا تجاوزت أيامه المعدودة التي يخرج
فيها ذهب إلى وقته
من العام المقبل لا يزيد يوما ولا ينقص يوما في خروجه وانقطاعه وهو شفاء للمرضى
يأتونه من كل وجه
ويقال إنه يكثر إذا كثر الناس عليه ويقل إذا قلوا عنه وقال محمد بن بشار الهمذاني
يصف أروند سقيا لظلك يا أروند من جبل وإن رميناك بالهجران والملل هل يعلم الناس ما
كلفتني حججا من حب مائك إذ يشفي من العلل لا زلت تكسى من الأنواء أردية من ناضر
أنق أو ناعم خضل حتى تزور العذارى كل شارقة أفياء سفحك يستصبين ذا الغزل وأنت في
حلل والجو في حلل والبيض في حلل والروض في حلل وقال محمد بن بشار أيضا يصف أروند
تزينت الدنيا وطابت جنانها وناح على أغصانها ورشانها وأمرعت القيعان واخضر نبتها
وقام على الوزن السواء زمانها وجاءت جنود من قرى الهند لم تكن لتأتي إلا حين يأتي
أوانها مسودة دعج العيون كأنما لغات بنات الهند يحكي لسانها لعمرك ما في الأرض شيء
نلذه من العيش إلا فوقه همذانها إذا استقبل الصيف الربيع وأعشبت شماريخ من أروند
شم قنانها وهاج عليهم بالعراق وأرضه هواجر يشوي أهلها لهبانها سقتك ذرى أروند من
سيح ذائب من الثلج أنهارا عذابا رعانها ترى الماء مستنا على ظهر صخره ينابيع يزهي
حسنها واستنانها كأن بها شوبا من الجنة التي يفيض على سكانها حيوانها فيا ساقي
الكأس اسقياني مدامة على روضة يشفي المحب جنانها مكللة بالنور تحكي مضاحكا شقائقها
في غاية الحسن بانها كأن عروس الحي بين خلالها قلائد ياقوت زهاها اقترانها تهاويل
من حمر وصفر كأنها ثنايا العذارى ضاحكا أقحوانها وأشعار أهل همذان في أروند ووصفهم
متنزهاتها كثير وفيما ذكرناه كفاية
أرون بالفتح ثم الضم وسكون الواو ونون ناحية بالأندلس من أعمال باجة ولكتانها فضل
على سائر كتان الأندلس
أروى يالفتح ثم السكون وفتح الواو والقصر وهو في الأصل جمع أروية وهو الأنثى من
الوعل وهو أفعولة إلا أنهم قلبوا الواو الثانية ياء وأدغموها في التي بعدها وكسروا
الأولى لتسلم الياء وثلاث أراوي فإذا كثرت فهي الأروى على أفعل بغير قياس وبه سميت
المرأة وهذا الماء أيضا وهو بقرب العقيق عند الحاجر يسمى مثلثة أروى وهو
ماء لفزارة وفيه
يقول شاعرهم وإن بأروى معدنا لو حفرته لأصبحت غنيانا كثير الدراهم أروى أيضا قرية
من قرى مرو على فرسخين ينسب إليها أبو العباس أحمد بن محمد بن عميرة بن عمرو بن
يحيى سليم الأرواوي
أرياب بفتح أوله وبعضهم يكسره ثم السكون وياء وألف وبا موحدة قرية باليمن من مخلاف
قيظان من أعمال ذي جبلة قال الأعشى وبالقصر من أرياب لو بت ليلة لجاءك مثلوج من
الماء جامد الأريتاق تصغير أرتاق جمع رتق وهو ضد الفتق واد في أحساء وطلح في طريق
الجبلين من فيد
أريحا بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة والحاء مهملة والقصر وقد رواه بعضهم بالخاء
المعجمة لغة عبرانية وهي مدينة الجبارين في الغور من أرض الأردن بالشام بينها وبين
بيت المقدس يوم للفارس في جبال صعبة المسلك سميت فيما قيل بأريحا بن مالك بن
أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام وقد حرك جرير الياء منه ومده فقال فماذا راب عبد
بني نمير فعلي أن أزيدهم ارتيابا أعد لها مكاوي منضجات ويشفي حر شعلتي الجرابا
شياطين البلاد يخفن زأري وحية أريحاء لي استجابا أريح بالفتح ثم السكون وياء
مفتوحة وحاء مهملة على أفعل بوزن أفيح بلد بالشام وهو لغة في أريحا المذكور قبله
قال الهذلي فليت عنه سيوف أريح إذ باء بكفي ولم أكد أجد أي فليت عن هذا السيف سيوف
أريح فلم أكد أجد حتى باء بكفي أي رجع
أريض بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وضاد معجمة موضع في قول امرىء القيس أصاب قطاتين
فسال لواهما فوادي البدي فانتحى لأريض أريك بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وكاف
الأريكة في كلامهم واحدة الأرائك وهي السرير المنجد ويجوز أن يكون مذكره أريك كما
يقال قتيل وقتيلة بني فلان ولا يقال امرأة قتيلة وإنما هي قتيل مثل المذكر
وأريك اسم جبل بالبادية يكثرون ذكره في كلامهم قال النابغة عفا ذو حسى من فرتنى
فالفوارع فشطا أريك فالتلاع الدوافع وقال أبو عبيدة في شرحه أريك واد وذو حسى في
بلاد بني مرة وقال في موضع آخر أريك إلى جنب النقرة وهما أريكان أسود وأحمر وهما
جبلان وقال غيره أريك جبل قريب من معدن النقرة شق منه لمحارب وشق لبني الصادر من
بني سليم وهو أحد الخيالات المحتفة بالنقرة ورواه بعضهم بضم أوله وفتح ثانيه بلفظ
التصغير عن ابن الأعرابي وقال بعض بني مرة يصف ناقة أذا أقبلت قلت مشحونة أطاع لها
الريح قلعا جفولا
فمرت بذي خشب غدوة
وجازت فويق اريك أصيلا تخبط بالليل حزانه كخبط القوي العزيز الذليلا ويدل على أن
أريكا جبل قول جابر بن حني التغلبي تصعد في بطحاء عرق كأنها ترقى إلى أعلى أريك
بسلم وقال عمرو بن خويلد أخو بني عمرو بن كلاب فكنا بني أم جميعا بيوتنا ولم يك
منا الواحد المتفرد نفيل إذا قيل اظعنوا قد أتيتم أقاموا وقالوا الصبر أبقى وأحمد
كأن أريكا والفوارع بيننا لثامنة من أول الشهر موعد أريكتان تثنية الذي قبله في
لغة من جعله مصغرا وزيادة تاء التأنيث جبلان يقال لكل واحد منهما أريكة إلى جنب
جبال سود لأبي بكر بن كلاب ولهما بئار
أريكة مصغر أحد الجبلين اللذين ذكرا قبل وقال الأصمعي أريكة ماء لبني كعب بن عبد
الله ابن أبي بكر بقرب عفلان وهو جبل ذكر في موضعه وقال أبو زياد ومما يذكر من
مياه بني أبي بكر بن كلاب أريكة وهي بغربي الحمى حمى ضرية وهي أول ما ينزل عليه
مصدق المدينة
أريلية بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ولام مكسورة وياء أخرى مفتوحة خفيفة وهاء حصن
بين سرته وطليطلة من أعمال الأندلس بينها وبين كل واحدة منهما عشرة فراسخ استولى
عليها الإفرنج في سنة 335
أريم بوزن أفعل نحو أحمد موضع قرب المدينة قال ابن هرمة بادت كما باد منزل خلق بين
ربى أريم فذي الحلفة أرينبات بالضم ثم الفتح وياء ساكنة ونون مكسورة وباء موحدة
وألف وتاء فوقها نقطتان موضع في قول عنترة وقفت وصحبتي بأرينبات على أقتاد عوج
كالسمام فقلت تبينوا ظعنا أراها تحل شواحطا جنح الظلام وقد كذبتك نفسك فاصدقنها
لما منتك تغريرا قطام الأرين بالضم ثم الكسر وياء ساكنة ونون خيف الأرين في حديث
أبي سفيان أنه قال أقطعني خيف الأرين أملأه عجوة والأرين نبات يشبه الخطمي ويجوز
أن يكون جمع الإران وهي الجنازة والنشاط أيضا
أرينة بالضم ثم الفتح وياء ساكنة ونون وهاء من نواحي المدينة قال كثير وذكرت عزة
إذ تصاقب دارها برحيب فأرينة فنخال ويروى أرابن وقد ذكر قبل
أرينبة بالضم ثم
الفتح وياء ساكنة ونون مكسورة وباء موحدة مفتوحة وهاء اسم ماء لغني بن أعصر بن سعد
بن قيس وبالقرب منها الأودية
أريوجان لم يتحقق لي ضبطه قال مسعر مدينة جيدة في كورة ماسبذان عن يمين حلوان
للقاصد إلى همذان في صحراء بين جبال كثيرة الأشجار والحمات والكباريت والزاجات
والبوارق والأملاح وماؤها يخرج إلى البندنيجين فيسقي النخل بها وبين هذه المدينة
وبين الرذ التي بها قبر المهدي أمير المؤمنين فراسخ قليلة وهي قريبة من السيروان
أريول بالفتح ثم السكون وياء مضمومة وواو ساكنة ولام مدينة بشرق الأندلس من ناحية
تدمير ينسب إليها أبو بكر عتيق بن أحمد بن عبد الرحمن الأزدي الأندلسي الأريولي
قدم الإسكندرية ولقيه بها أبو طاهر أحمد بن سلفة الحافظ ثم مضى إلى مكة فجاور بها
سنين يؤذن للمالكية ثم رجع إلى المغرب وكان آخر العهد به
باب الهمزة والزاي وما يليهما
أزادمرداباذ أزادمرد اسم رجل ومعناه الرجل الحر وأباذ عمارة فكأن معناه عمارة
أزادمرد وهو اسم قلعة حصينة من نواحي همذان
أزاذوار الذال معجمة يلتقي عندها ساكنان وواو وألف وراء اسم بليدة رأيتها وهي قصبة
كورة جوين من أعمال نيسابور وأول هذه الكورة لمن يجيئها من ناحية الري وعهدي به
عامر آهل ذو سوق ومساجد وبظاهره خان كبير عمره بعض التجار من أهل السبيل وينسب
إليه جماعة من أهل العلم منهم أبو عبد الله محمد بن حفص بن محمد بن يزيد الشعراني
النيسابوري الأزاذواري شيخ ثقة سمع بخراسان إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد ابن
رافع وبالعراق نصر بن علي الجهضمي وأبا كريب وبالحجاز عبد الله بن محمد الزهري
وعبد الجبار بن العلاء وأقرانهم في هذه البلاد روى عنه يحيى بن منصور القاضي وأبو
علي الحافظ والمشايخ وتوفي ببلده سنة 313
وأبو العباس محمود بن محمد بن محمود الأزاذواري روى عن محمد بن حفص بن محمد ابن
قراد البغدادي عن مالك كتب عنه أبو سعد الماليني بأزاذوار وروى عنه بأماليه بمصر
كذا هو بخط أبي طاهر السلفي سواء وأبو حامد أحمد بن محمد بن العباس الأزاذواري روى
عن محمد بن المسيب الأرغياني روى عنه أبو سعد الماليني وكان قد كتب عنه بازاذوار
الأزارق جمع أزرق والقول فيه كالقول في الأخاوص وقد تقدم في الأحاسب وهو ماء
بالبادية قال عدي بن الرقاع حتى وردن من الأزارق منهلا وله على آثارهن سحيل
فاستفنه
ورؤوسهن مطارة تدنو فتغشى الماء ثم تحول الأزاغب بالغين المعجمة موضع في قول
الأخطل أتاني وأهلي بالأزاغب أنه تتابع من آل الصريخ ثمالى أزال بالفتح وروي
بالكسر أيضا عن نصر وآخره لام اسم مدينة صنعاء وأزال هو والد صنعاء ابن أزال بن
يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشد
وكان أول من بناها
ثم سميت باسم ابنه لأنه ملكها بعده فغلب اسمه عليها والله أعلم
إزبد بالكسر ثم السكون وكسر الباء والدال مهملة قرية من قرى دمشق بينها وبين
أذرعات ثلاثة عشر ميلا فيها توفي يزيد بن عبد الملك بن مروان الخليفة بعد عمر بن
عبد العزيز في شعبان وقيل في رمضان سنة 501 واختلفوا في سبب مقامه هناك فقال أهل
الشام كان متوجها إلى بيت المقدس فمرض هناك وقال آخرون بل خرج للنزهة وانقصف كما
ذكر في خبر وفاته الفظيع الشنيع فحمل على أعناق الرجال إلى دمشق فدفن في مقبرة
الباب الصغير أو باب الجابية وقيل بل دفن حيث مات
أزجاه بالفتح ثم السكون وجيم وألف وهاء محضة قرية من قرى خابران ثم من نواحي سرخس
ينسب إليها من المتأخرين أبو بكر أصرم بن محمد بن أصرم الأزجاهي المقري كان صالحا
ورعا سمع الحديث من أبي طاهر أحمد بن محمد ابن علي المالكي وأبي نصر أحمد بن محمد
بن سعيد القرشي ومولده في حدود سنة 074 وأبو الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن معاوية
الأزجاهي الخطيب إمام جامع أزجاه كان فقيها صالحا عفيفا مكثرا من الحديث تفقه بمرو
على أبي الفتح الموفق بن عبد الكريم الهروي سمع بأزجاه أبا حامد وأبا الفضل عبد
الكريم بن يونس بن منصور الأزجاهي وبمرو أبا الفرج عبد الرحمن بن أحمد الرازي
السرخسي كتب عنه أبو سعد بأزجاه وتوفي بها في صفر سنة 345 ذكره أبو سعد في شيوخه
وقال مات في رجب سنة سبع وأربعين بقرية أزجاه وأبو الفضل عبد الكريم بن يونس بن
محمد بن منصور الأزجاهي الفقيه الشافعي توفي سنة 846
الأزج بالتحريك والجيم باب الأزج محلة كبيرة ذات أسواق كثيرة ومحال كبار في شرقي
بغداد فيها عدة محال كل واحدة منها تشبه أن تكون مدينة ينسب إليها الأزجي والمنسوب
إليها من أهل العلم وغيرهم كثير جدا
الأزرق بلفظ الأزرق من الألوان وادي الأزرق بالحجاز و الأزرق ماء في طريق حاج
الشام دون تيماء
أزرميدخت بالفتح ثم السكون وفتح الراء وكسر الميم وياء ساكنة وضم الدال وسكون
الخاء المعجمة والتاء فوقها نقطتان اسم ملكة من أواخر ملوك الفرس وهي ابنة أبرويز
وليت الملك بعد أختها بوران أربعة أشهر ثم سمت فماتت ولا يبعد أن يكون هذا البلد
مسمى بها وهو بليد قرب قرميسين وسمعت من يقول بتقديم الراء على الزاي وكأنه أظهر
أزقبان بالفتح ثم السكون وضم القاف والباء الموحدة وألف ونون موضع في قول الأخطل
أزب الحاجبين بعوف سوء من النقر الذين بأزقبان أراد أزقباذ فلم يستقم له البيت
فأبدل الذال نونا لأن القصيدة نونية يقال فلان بعوف سوء أي بحال السوء
أزم بفتحتين ناحية من نواحي سيراف ذات مياه عذبة وهواء طيب نسب إليها بحر بن يحيى
بن بحر الأزمي الفارسي حدث عن عبد الكريم بن روح
المحدث البصري
وغيره والحسن بن علي بن عبد الصمد ابن يونس بن مهران أبو سعيد البصري يعرف بالأزمي
حدث ببغداد عن صهيب وبحر بن الحكم وغيرهما وتوفي بواسط في رجب سنة 803
و أزم أيضا منزل بين سوق الأهواز ورامهرمز منه محمد ابن علي بن إسماعيل المعروف
بالمبرمان النحوي وفيها يقول من كان يأثر عن آبائه شرفا فأصلنا أزم أصطمة الخوز
أزمورة ثلاث ضمات متواليات وتشديد الميم والواو ساكنة وراء مهملة بلد بالمغرب في
جبال البربر
أزناو الفتح ثم السكون ونون وألف وواو معربة وقال أزناوه بالهاء قلعة من ناحية
الأجم من نواحي همذان منها أبو الفضل عبد الكريم بن أحمد الأزناوي المعروف
بالبئاري فقيه شافعي
أزنري بالفتح ثم السكون وفتح النون وكسر الراء من قرى نهاوند قال أبو طاهر بن سلفة
محمد بن إبراهيم الأزنري النهاوندي رأيناه بازنري من قرى نهاوند علقنا عنه حكايات
أزنم بالفتح ثم السكون وضم النون وميم كأنه جمع الزنمة وهو شيء يقطع من الأذن
فيترك معلقا وإنما يفعل ذلك بكرائم الإبل يقال بغير زنم وأزنم ومزنم وجمعه في
القلة أزنم وزنمات وهو موضع في قول كثير بن عبد الرحمن تأملت من آياتها بعد أهلها
بأطراف أعظام فأطناب أزنم محاني آناء كأن دروسها دروس الجوابي بعد حول مجرم ويروى
بالراء مكان الزاي والأول أكثر
أزن بالفتح ثم السكون ونون قلعة في جبال همذان
أزنيك بالفتح ثم السكون وكسر النون وياء ساكنة وكاف مدينة على ساحل بحر
القسطنطينية والمماطر الأزنيكية هي الغاية في الجودة
أزوارة بالضم ثم السكون وواو وألف وراء وهاء بليدة بنواحي أصبهان على طرف البرية
ينسب إليها أبو نصر أحمد بن علي الأزواري سمع بقراءته على سعيد الصيرفي في سنة 135
وكان شيخا جليل القدر ولي الرئاسة ببلده مدة ومارس الأمور وكان أكثر مقامه بأصبهان
كتب عنه أبو سعد
الأزوران بالفتح ثم السكون وفتح الواو وراء وألف ونون تثنية الأزور وهو المائل
روضة الأزورين ذكرت في الرياض قال مزاحم العقيلي فليت ليالينا بطخفة فاللوى رجعن
وأياما قصارا بمأسل فإن تؤثري بالود مولاك لا أقل أسأت وإن تستبدلي أتبدل عذاري لم
يأكلن بطيخ قرية ولم يتجنين العرار بثهلل لهن على الريان في كل صيفة فما ضم ميث
الأزورين فصلصل
خيام إذا خب السفا
نصبت له دعائم تعلى بالثمام المصلل الأزهر موضع على أميال من الطائف فيه قال
العرجي يا دار عاتكة التي بالأزهر
أو فوقه بقفا الكثيب الأعفر لم ألق أهلك بعدعام لقيتهم يا ليت أن لقاءهم لم يقدر
والأزهر أيضا موضع باليمامة فيه نخل وزرع ومياه
أزة بالفتح والتشديد من بلاد فارس
أزيلي بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ولام وياء ساكنة أيضا مدينة بالمغرب في بلاد
البربر بعد طنجة في زاوية الخليج الماد إلى الشام عليها سور متعلقة على رأس جرف
خارج في البحر وهي لطيفة وشربهم من آبار عذبة قال ابن حوقل الطريق من برقة إلى
أزيلي على ساحل بحر الخليج إلى البحر المحيط ثم تعطف على البحر المحيط يسارا
أزيهر بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وكسر الهاء وراء موضع باليمامة لبني وعلة
الجرميين من جرم بن ربان من الحاف بن قضاعة فيه نخل كثير
باب الهمزة ولسين وما يليهما
الأساسان قريتان صغيرتان بين الدثينة وبين مغرب الشمس من بلاد سليم
إساف بكسر الهمزة وآخره فاء إساف ونائلة صنمان كانا بمكة
قال ابن إسحاق هما مسخان وهما إساف بن بغاء ونائلة بنت ذئب وقيل إساف بن عمرو
ونائلة بنت سهيل وإنهما زنيا في الكعبة فمسخا حجرين فنصبا عند الكعبة وقيل نصب
أحدهما على الصفا والآخر على المروة ليعتبر بهما فقدم الأمر فأمر عمرو بن لحي
الخزاعي بعبادتهما ثم حولهما قصي فجعل أحدهما بلصق البيت وجعل الآخر بزمزم وكان
ينحر عندهما وكانت الجاهلية تتمسح بهما قال أبو المنذر هشام بن محمد حدثني أبي عن
أبي صالح عن ابن عباس أن إسافا رجل من جرهم يقال له إساف بن يعلى ونائلة بنت زيد
من جرهم وكان يتعشقها بأرض اليمن فأقبلا حاجين فدخلا الكعبة فوجدا غفلة من الناس
وخلوة في البيت ففجر بها في البيت فمسخا فأصبحوا فوجدوهما مسخين فأخرجوهما
فوضعوهما موضعهما فعبدتهما خزاعة وقريش ومن حج البيت بعد من العرب
قال هشام ولما مسخ إساف ونائلة حجرين وضعا عند الكعبة ليتعظ بهما الناس فلما طال
مكثهما وعبدت الأصنام عبدا معها وكان أحدهما بلصق الكعبة فكانوا ينحرون ويذبحون
عندهما فلهما يقول أبو طالب وهو يحلف بهما حين تحالفت قريش على بني هاشم أحضرت عند
البيت رهطي ومعشري وأمسكت من أثوابه بالوصائل وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم بمفضى
السيول من إساف ونائل الوصائل البرود وقال بشر بن أبي خازم الأسدي في إساف عليه
الطير ما يدنون منه مقامات العوارك من إساف
فكانا على ذلك إلى
أن كسرهما رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الفتح فيما كسر من الأصنام وجاء في
بعض أحاديث مسلم بن الحجاج أنهما كانا بشط البحر وكانت الأنصار في الجاهلية تهل
لهما وهو وهم والصحيح أن التي كانت بشط البحر مناة الطاغية
أسالم بالضم بلفظ مصارع سالم يسالم فأنا أسالم من جبال السراة نزله بنو قسر بن
عبقر ابن أنمار بن نزار والأعم الأشهر أنه قسر واسمه مالك بن عبقر بن أنمار بن
أراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن
قحطان
أسالة بالضم والتخفيف اسم ماءة بالبادية
أسانير بالفتح وبعد الألف نون مكسورة وياء ساكنة وراء اسم جبل ذكره ابن القطاع في
كتابه في الأبنية
أساود بالفتح جمع أسود كما قلنا في الأحاسب اسم ماء على يسار الطريق للقاصد إلى
مكة من الكوفة قال الشماخ تزاور عن ماء الأساود إن رنت به راميا يعتام رفغ الخواصر
أساهم بالضم وكسر الهاء موضع بين مكة والمدينة قال الفضل بن العباس اللهبي نظرت
وهرشى بيننا وبصاقها فركن كساب فالصوى من أساهم إلى ضوء نار دون سلع يشبها ضعيف
الوقود فاتر غير سائم بصاقها بكسر الباء عن اليزيدي وقال هي حرة
أساهيب أجبال في ديار طيىء بها مرعى
أسبار بالفتح ثم السكون وباء موحدة وألف وراء قرية على باب حي مدينة أصبهان ويقال
لها أسبارديس منها أبو طاهر سهل بن عبد الله بن الفرخان الأسباري الزاهد كان مجاب
الدعوة توفي سنة 926
اسبانبر بالفتح ثم السكون والباء الموحدة وألف ونون مفتوحة وباء موحدة ساكنة وراء
هو اسم أجل مدائن كسرى وأعظمها وهي التي فيها إيوان كسرى الباقي بعضه إلى الآن
أسبانيكث بالضم ثم السكون وباء موحدة وألف ونون مفتوحة أو مكسورة وياء ساكنة وفتح
الكاف وثاء مثلثة مدينة بما وراء النهر من مدن أسبيجاب بينهما مرحلة كبيرة ينسب
إليها أبو نصر أحمد بن زاهر بن حاتم بن رستم الأديب الاسبانيكثي كان فاضلا مات بعد
الستين وثلثمائة وغيره
أسبذ بالفتح ثم السكون ثم فتح الباء الموحدة وذال معجمة
في كتاب الفتوح أسبذ قرية بالبحرين وصاحبها المنذر بن ساوي وقد اختلف في الأسبذيين
من بني تميم لم سموا بذلك قال هشام بن محمد بن السائب هم ولد عبد الله بن زيد بن
عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم قال وقيل لهم
الأسبذيون لأنهم كانوا يعبدون فرسا قلت أنا الفرس بالفارسية اسمه أسب زادوا فيه
ذالا تعريبا قال وقيل كانوا يسكنون مدينة يقال لها أسبذ بعمان فنسبوا إليها
وقال الهيثم بن عدي
إنما قيل لهم الأسبذيون أي الجماع وهم من بني عبد الله بن دارم منهم المنذر ابن
ساوي صاحب هجر الذي كاتبه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد جاء في شعر طرفة ما
كشف المراد وهو يعتب على قومه فأقسمت عند النصب إني لهالك بملتفة ليست بغبط ولا
خفض خذوا حذركم أهل المشقر والصفا عبيد اسبذ والقرض يجزي من القرض ستصبحك الغلباء
تغلب غارة هنالك لا ينجيك عرض من العرض وتلبس قوما بالمشقر والصفا شآبيب موت تستهل
ولا تغضي تميل على العبدي في جو داره وعوف بن سعد تخترمه عن المحض هما أورداني
الموت عمدا وجردا على الغدر خيلا ما تمل من الركض قال أبو عمرو الشيباني في فسر
ذلك اسبذ اسم ملك كان من الفرس ملكه كسرى على البحرين فاستعبدهم وأذلهم وإنما اسمه
بالفارسية أسبيدويه يريد الأبيض الوجه فعربه فنسب العرب أهل البحرين إلى هذا الملك
على جهة الذم فليس يختص بقوم دون قوم والغالب على أهل البحرين عبد القيس وهم أصحاب
المشقر والصفا حصنين هنالك وقال مالك بن نويرة يرد على محرز بن المكعبر الضبي كان
قال شعرا ينتصر فيه لقيس بن عاصم على مالك بن نويرة أرى كل بكر ثم غير أبيكم
وخالفتم حجنا من اللؤم حيدرا أبى أن يريم الدهر وسط بيوتكم كما لا يريم الأسبذي
المشقرا حميت ابن ذي الأيرين قيس بن عاصم مطرا فمن يحمي أباك المكعبرا أسبرة ناحية
بأقصى بلاد الشاش بما وراء النهر وهي بلاد يخرج منها النفط والفيروزج والحديد
والصفر والذهب والآنك وفيها جبل سود حجارته تحترق كما يحترق الفحم يباع منها حمل
بدرهم وحملان فإذا احترق اشتد بياض رماده فيستعمل في تبيض الثياب ولا يعرف في
بلدان الأرض مثل هذا قاله الإصطخري
إسبسكث بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة وسكون السين أيضا وفتح الكاف والثاء
مثلمة قرية على فرسخين من سمرقند منها أبو حامد أحمد بن بكر الإسبسكثي
أسبهبذ بالفتح ثم السكون وفتح الباء الموحدة وسكون الهاء وضم الباء أيضا وذال
معجمة وهو اسم يخص به ملوك طبرستان وأكثر ما يقولونه بالصاد وهو ككسرى لملوك الفرس
وقيصر لملوك الروم وقد سموا به كورة بطبرستان ولعلها سميت ببعض ملوكهم
إسبيذ رستاق بكسر أوله وسكون ثانيه وسكون الباء الموحدة وياء ساكنة وذال معجمة
معناه الرستاق الأبيض ناحية من أعمال قوهستان من ناحية فهلو فيها قرى ورساتيق
وفهلو يراد به نواحي أصبهان في زعم حمزة
إسبيذرود معناه النهر الأبيض وهو اسم لنهر مشهور من نواحي أذربيجان مخرجه من عند
بارسيس
ويصب في بحر جرجان
قال الأصطخري إسبيذروذ بين أردبيل وزنجان وهو نهر يصغر عن جريان السفن فيه وأصله
في بلاد الديلم وجريانه تحت القلعة المعروفة بقعلة سلار وهي سميران قال عبيد الله
المستجير بكرمه وقد رأيته في مواضع
إسبيذهان شطره مثل الذي قبله ثم هاء وألف ونون موضع قرب نهاوند
أسبيرن بالفتح ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة وراء مفتوحة ونون مدينة
مشهورة من نواحي إرزن الروم بأرمينية
إسبيل بالكسر ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ولام حصن بأقصى اليمن وقيل حصن
وراء النجير قال الشاعر يصف حمارا وحشيا بإسبيل كان بها برهة من الدهر لم ينبحنه
الكلاب وهذا صفة جبل لا حصن وقال ابن الدمينة إسبيل جبل في مخلاف ذمار وهو منقسم
بنصفين نصفه إلى مخلاف رداع ونصف إلى بلد عنس وبين إسبيل وذمار أكمة سوداء بها حمة
تسمى حمام سليمان والناس يستشفون به من الأوصاب والجرب وغير ذلك
حدث مسلم بن جندب الهذلي قال إني لمع محمد بن عبد الله النميري ثم الثقفي بنعمان
وغلام يشتد خلفه يشتمه أقبح شتم فقلت له من هذا فقال الحجاج بن يوسف دعه فإني ذكرت
اخته في شعري فأحفظه ذلك فملا بلغ الحجاج ما بلغ
هرب منه إلى اليمن ولم يجسر على المقام بها فعبر البحر وقال أتتني عن الحجاج
والبحر دوننا عقارب تسري والعيون هواجع فضقت به ذرعا وأجهشت خيفة ولم آمن الحجاج
والأمر فاظع وجل به الخطب الذي جاءني به سميع فليست تستقر الأضالع فبت أدير الرأي
والأمر ليلتي وقد أخضلت خدي الدموع الدوافع فلم أر خيرا لي من الصبر إنه أعف وخير
إذ عرتني الفجائع وما أمنت نفسي الذي خفت شره ولا طاب لي مما خشيت المضاجع إلى أن
بدا لي حصن إسبيل طالعا وإسبيل حصن لم تنله الأصابع فلي عن ثقيف إن هممت بنجوة
مهامه تعمى بينهن الهجارع وفي الأرض ذات العرض عنك ابن بوسف إذا شئت منا لا أبا لك
واسع فإن نلتني حجاج فاشتف جاهدا فإن الذي لا يحفظ الله ضائع وكان عاقبة أمره أن
عبد الملك بن مروان أجاره من الحجاج في قصة فيها طول ذكرتها في كتاب معجم الشعراء
بتمامها
إستا بالكسر ثم السكون والتاء مثناة من فوقها والنسبة إليها بزيادة النون كذا ذكره
أبو سعد من قرى سمرقند ينسب إليها أبو شعيب صالح بن العباس بن حمزة الخزاعي
الإستاني
أستاذبران بالضم ثم السكون والتاء فوقها نقطتان والذال معجمة ساكنة والباء الموحدة
مفتوحة
وراء وألف ونون من
قرى أصبهان منها أبو الفضل محمد بن إبراهيم بن الفضل الأستاذبراني روى عنه أبو بكر
بن مردويه
أستاذخرذ بضم الخاء المعجمة وفتح الراء وذال معجمة وباقيه كالذي قبله من قرى الري
إستارقين أظنه من قرى همذان قال شيرويه أحمد بن العباس بن فارس أبو جعفر
الإستارقيني روى عن إبراهيم ابن سعيد الجوهري ومحمد بن هاشم البعلبكي وذكر جماعة
من أهل الشام ومصر وروى عنه القاسم بن أبي الصالح والفضل بن الفضل الكندي وغيرهما
وكان صدوقا
إستان البهقباذ الأسفل إحدى كور السواد من الجانب الغربي ومن مشهور قراه وطساسيجه
السيلحون ونستر
إستان البهقباذ الأعلى بالسواد أيضا بالجانب الغربي ومن طساسيجه الفلوجة العليا
والفلوجة السفلى وعين التمر
إستان البهقباذ الأوسط بالسواد أيضا بالجانب الغربي ومن طساسيجه سورا وسنذكر هذه
الإستانات في البهقباذ بأتم من هذا إن شاء الله تعالى
إستان سو قال حمزة بن الحسن هو اسم للناحية المسماة بالجبل على ما حكاه لي أبو
السري سهل بن الحكم قال وهي بضع عشرة كورة
الإستان العال كورة في غربي بغداد من السواد تشتمل على أربعة طساسيج وهي الأنبار
وبادوريا وقطربل ومسكن قال العسكري الإستان مثل الرستاق
إستانة ناحية بخراسان أظنها من نواحي بلخ وإلى أحد هذه الإستانات ينسب أبو
السعادات هبة الله بن عبد الصمد بن عبد المحسن الإستاني حدث عن علي ابن أحمد
البسري ولقي الشيخ أبا إسحاق الشيرازي قال الحافظ أبو طاهر السلفي أنشدني أبو
السعادات الإستاني قال أنشدني الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي لنفسه مررت
ببغداد فأنكرت أهلها وسكانها تحت التراب رميم كأن لم تكن بغداد في الأرض بلدة ولم
يك فيها ساكن ومقيم وأبو محمد مكي بن هبة الله بن عبد الصمد الإستاني ذكره أبو سعد
حدث عن إسماعيل بن محمد بن ملة الأصبهاني وأبو الحسن علي بن أسعد بن رمضان
الإستاني المقري الخياط حدث عن أبي الفتح محمد ابن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان
وتوفي في شهر ربيع الأول سنة 620
إستجة بالكسر ثم السكون وكسر التاء فوقها نقطتان وجيم وهاء اسم لكورة بالأندلس
متصلة بأعمال رية بين القبلة والمغرب من قرطبة وهي كورة قديمة واسعة الرساتيق
والأراضي على نهر سنجل وهو نهر غرناطة بينهما وبني قرطبة عشرة فراسخ وأعمالها
متصلة بأعمال قرطبة ينسب إليها محمد بن ليث الإستجي محدث ذكره أبو سعيد بن يونس في
تاريخه مات سنة 823
أستراباذ بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة من فوق وراء وألف وباء موحدة وألف
وذال معجمة بلدة كبيرة مشهورة أخرجت خلقا من أهل
العلم في كل فن وهي
من أعمال طبرستان بين سارية وجرجان في الإقليم الخامس طولها تسع وسبعون درجة
وخمسون دقيقة وعرضها ثمان وثلاثون درجة ونصف وربع وممن ينسب إليها القاضي أبو نصر
سعد بن إسماعيل المطرفي الأستراباذي قاضي أستراباذ وكان صالحا حسن السيرة ومات
بآمل طبرستان في حدود سنة 055
وأبو نعيم عبد الملك ابن محمد بن عدي الأستراباذي أحد الأئمة له كتاب في الجرح
والتعديل وهو أقدم من أبي أحمد بن عدي الجرجاني صاحب كتاب الجرح والتعديل أيضا
وشيخه وتوفي سنة 023 عن ثلاث وثمانين سنة والحسين بن الحسين بن محمد بن الحسين بن
رامين الأستراباذي أبو محمد القاضي سمع بدمشق أبا بكر الميانجي وبجرجان أبا بكر
الإسماعيلي وأبا أحمد ابن عدي ونعيم بن أبي نعيم الأستراباذي وبخراسان محمد بن
الحسين بن أحمد بن إسماعيل السراج وخلف ابن محمد الخيام وأبا عمرو بن نجيد وغيرهم
بعدة بلاد وروى عنه أبو بكر الخطيب وقال كان صدوقا صالحا سافر الكثير ولقي الشيوخ
الصوفية وأقام ببغداد إلى أن مات بها سنة 214
و أستراباذ كورة بالسواد يقال لها كرخ ميسان
و أستراباذ كورة بنسا من نواحي خراسان عن ابن البناء
أسترسن بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة وسكون الراء وفتح السين الأخرى ونون
بلدة بين كاشغر وختن من بلاد الترك ينسب إليها أبو نصر أحمد بن محمد بن علي
الأسترسني البازكندي قدم بغداد في سنة 894 فيما ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن أبي
الحسن الدمشقي قال وحدث بها عن أحمد بن عيسى بن عبيد الله الدلفي وذكر أنه سمع منه
بأستراباذ سمع منه جماعة منهم أبو الرضا أحمد بن مسعود الناقد
أستغداديزة بالضم ثم السكون وضم التاء المثناة وسكون الغين المعجمة ودالان مهملان
بينهما ألف وياء ساكنة وزاي وهاء قرية على أربعة فراسخ من نخشب بما وراء النهر
ينسب إليها جماعة منهم أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عاصم بن رمضان الأستغداديزي
المعروف بالنخشبي أحد العلماء الحفاظ توفي بنخشب في سنة 954 وقيل سنة 754
أستناباذ بالضم ثم السكون وضم التاء المثناة ونون وألف وباء موحدة وألف وذال معجمة
قلعة بين الري وبينها عشرة فراسخ من ناحية طبرستان وهي أستوناوند وسيأتي ذكرها
بأتم من هذا
أستوا بالضم ثم السكون وضم التاء المثناة وواو وألف كورة من نواحي نيسابور معناه
بلسانهم المضحاة والمشرقة تشتمل على ثلاث وتسعين قرية وقصبتها خبوشان قاله أبو
القاسم البيهقي وقال أبو سعد أستوا ناحية من نواحي نيسابور تشتمل على نواح كثيرة
وقرى جمة وتقرن بخوجان فيقال أستوا وخوجان وهي من عيون نواحي نيسابور وحدودها
متصلة بحدود نسا خرج منها خلق من العلماء والمحدثين منهم أبو جعفر محمد بن بسطام
بن الحسن الأستوائي ولي قضاء نيسابور ودام له القضاء بها في أولاده وتوفي بها سنة
234 وعمر بن عقبة الأستوائي النيسابوري من أصحاب عبد الله بن المبارك وقد روى عن أصحاب
ابن المبارك مثل وهب بن زمعة وسلمة بن
سليمان حدث عنه
محمد بن عبد الوهاب الفراء ومحمد بن أشرس السلمي قاله الحاكم أبو عبد الله في
تاريخ نيسابور
أستوريس بالضم حصن من أعمال وادي الحجارة بالأندلس أحدثه محمد بن عبد الرحمن بن
الحكم بن هشام الأموي صاحب الأندلس عمره في نحر العدو
أستوناوند بالضم ثم السكون والتاء المثناة والواو ساكنة ونون وألف وواو مفتوحة
ونون أخرى ساكنة ودال مهملة ومنهم من يقول استناباذ وقد تقدم وهو اسم قلعة مشهورة
بدنباوند من أعمال الري ويقال جرهد أيضا وهي من القلاع القديمة والحصون الوثيقة
قيل أنها عمرت منذ ثلاثة آلاف سنة ونيف وكانت في أيام الفرس معقلا للمصمغان ملك
تلك الناحية يعتمد بكليته عليه ومعنى المصمغان مس مغان والمس الكبير ومغان المجوس
فمعناه كبير المجوس وحاصره خالد بن برمك حتى غلب على ملكه وقلع دولته وأخذ بنتين
له وقدم بهما بغداد فشراهما المهدي وأولدهما فإحداهما أم المنصور بن المهدي واسمها
البحرية وأولد الأخرى ولدا آخر ثم خربت هذه القلعة مدة وأعيدت عمارتها مرة بعد
أخرى إلى أن كان آخر خرابها على يد أبي علي الصغاني صاحب جيش خراسان في نحو سنة
053 ثم عمرها علي بن كتامة الديلمي وجمع فيها خزائنه وذخائره ثم انتقلت إلى فخر
الدولة بن ركن الدولة بن بويه الديلمي بما فيها من الذخائر ثم تملكها الباطنية مدة
فأنفذ السلطان محمد بن جلال الدولة ملك شاه السلجوقي في سنة 056 الأمير سنقر كنجك
فحاصرها وأطال حتى افتتحها وخربها ولا علم بها بعد ذلك
إستينيا بالكسر ثم السكون وكسر التاء وياء ساكنة ونون مكسورة وياء وألف قرية
بالكوفة قال المدائني كان الناس يقدمون على عثمان بن عفان رضي الله عنه فيسألونه
أن يعوضهم مكان ما خلفوا من أرضهم بالحجاز وتهامة ويقطعهم عوضه بالكوفة والبصرة
فأقطع خباب بن الأرت إستينيا قرية بالكوفة
أستيا بالفتح ثم السكون وكسر التاء وياء وألف من أشهر مدن الغور بضم الغين المعجمة
وهي جبال بين هراة وغزنة تذكر في موضعها أفادنيها بعض أهل هذه المدينة
اسحمان يروى بفتح الهمزة والحاء المهملة بلفظ تثنية الأسحم وهو الأسود ويروى
بكسرهما وهو اسم جبل
أسداباذ بفتح أوله وثانيه وبعد الألف باء موحدة وآخره ذال معجمة بلدة عمرها أسد بن
ذي السرو الحميري في اجتيازه مع تبع والعجم يسكنون السين عجمة وهي مدينة بينها
وبين همذان مرحلة واحدة نحو العراق وبينهما وبين مطابخ كسرى ثلاثة فراسخ وإلى قصر
اللصوص أربعة فراسخ وقد نسب إليها جماعة كثيرة من أهل العلم والحديث منهم أبو عبد
الله الزبير بن عبد الواحد بن محمد بن زكرياء ابن صالح بن إبراهيم الأسداباذي
الحافظ سمع أبا يعلى الموصلي وغيره وتوفي سنة 743
و أسداباذ أيضا قرية من أعمال بيهق ثم من نواحي نيسابور أنشأها أسد بن عبد الله
القسري في سنة 021 حيث كان على خراسان من قبل أخيه خالد في أيام هشام بن عبد الملك
أسر بضمتين بلد بالحزن أرض بني يربوع بن حنظلة ويقال فيه يسر أيضا عن نصر
أسروشنة بالفتح ثم
السكون وضم الراء وسكون الواو وفتح الشين المعجمة ونون كذا ذكره أبو سعد بالسين
المهملة بعد الهمزة والأشهر الأعرف أن بعد الهمزة شينا معجمة وسنذكره هناك بأتم
مما ذكرناه هنا وهي مدينة بما وراء النهر
أسطان بالضم ثم السكون وآخره نون قلعة مشهورة من نواحي خلاط بأرمينية
أسطوان بالضم ثم السكون وضم الطاء المهملة وآخره نون قلعة في الثغور الرومية من
ناحية الشام غزاها سيف الدولة بن حمدان فقال شاعره الصفري ولا تسألا عن أسطوان فقد
سطا عليها بأنياب له ومخالب وأخاف أن تكون التي قبلها والله أعلم
أسطوخوذوس زعم الأطباء أنه اسم جزيرة في البحر من عدة جزائر وينبت فيها هذا العقار
فسمي العقار باسمها
أسفاقس بالفتح ثم السكون والفاء وألف وقاف مضمومة وسين مهملة اسم مدينة من نواحي
إفريقية إذا خرجت من قابس تريد الغرب جئتها ومنها إلى المهدية والغالب على غلتها
الزيتون وهي منيعة ذات سور من حجر بينها وبين المهدية مرحلتان
أسفانبر بالفتح ثم السكون وفاء وألف ونون مكسورة وباء موحدة ساكنة وراء وهي
اسبانبر المتقدم ذكرها وهي إحدى السبع التي سميت بها مدائن كسرى بالعراق المدائن
وأصلها اسفانبور فعربت على اسبانبر
أسفجين بعد السين الساكنة فاأ وجيم وهي قرية بهمذان من رستاق ونجر بها منارة ذات
الحوافر كتب خبرها في باب الحاء
إسفذن بالكسر ثم السكون وفتح الفاء وسكون الذال المعجمة ونون من قرى الري ينسب
إليها أبو العباس أحمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن أبي بكر الإسفذني الرازي توفي
ببغداد سنة 192 حدث عن إبراهيم بن موسى الفراء وروى عنه الطبراني وذكره ابن ماكولا
في الأسعدي فوهم فيه
أسفرايين بالفتح ثم السكون وفتح الفاء وراء وألف وياء مكسورة وياء أخرى ساكنة ونون
بليدة حصينة من نواحي نيسابور على منتصف الطريق من جرجان واسمها القديم مهرجان
سماها بذلك بعض الملوك لخضرتها ونضارتها ومهرجان قرية من أعمالها وقال أبو القاسم
البيهقي أصلها من أسبرايين بالباء الموحدة وأسبر بالفارسية هو الترس وايين هو
العادة فكأنهم عرفوا قديما بحمل التراس فسميت مدينتهم بذلك وقيل بناها اسفنديار
فسميت به ثم غير لتطاول الأيام وتشتمل ناحيتها على أربعمائة وإحدى وخمسين قرية
والله أعلم
وقال أبو الحسن علي بن نصر الفندورجي يتشوق أسفرايين وأهلها سقى الله في أرض
إسفرايين عصبتي فما تنتهي العلياء إلا إليهم وجربت كل الناس بعد فراقهم فما ازددت
إلا فرط ضن عليهم وينسب إليها خلق كثير من أعيان الأئمة منهم يعقوب بن إسحاق بن
إبراهيم الأسفراييني أحد حفاظ
الدنيا سمع بالموصل
من علي بن حرب الطائي وسافر في طلب الحديث إلى البلاد الشاسعة توفي سنة 136 وأبو
إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأسفراييني المشهور توفي بنيسابور يوم عاشوراء
سنة 814 وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الأسفراييني الحافظ صاحب
المسند المصحح المخرج على كتاب مسلم أحد الحفاظ الجوالين والمحدثين المكثرين طاف
الشام ومصر والبصرة والكوفة والحجاز وواسطا والجزيرة واليمن وأصبهان وفارس والري
سمع بمصر يونس بن عبد الأعلى وأبا إبراهيم المزني والربيع بن سليمان ومحمدا وسعدا
ابني عبد الله بن عبد الحكيم وبالشام يزيد بن محمد بن عبد الصمد وغيره وبالعراق
الحسن الزعفراني وعمر بن شبة وبخراسان محمد بن يحيى الذهلي ومسلم بن الحجاج وأحمد
بن سعيد الدارمي روى عنه خلق كثير منهم سليمان الطبراني وأبو أحمد بن عدي وحج خمس
مرات وكان من أهل الاجتهاد والطلب والحفظ ومات سنة 136 ومحمد بن علي بن الحسين أبو
علي الأسفراييني الواعظ يعرف بابن السقاء قال أبو عبد الله الحافظ أبو علي
الأسفراييني من حفاظ الحديث والجوالين في طلبه والمعروفين بكثرة الحديث والتصنيف
للشيوخ والأبواب وصحبة الصالحين من أئمة الصوفية في أقطار الأرض سمع بخراسان
والعراق والجزيرة والشام ومصر وواسط والكوفة والبصرة وكتب بالري وقزوين وجرجان
وطبرستان وتوفي بأسفرايين في ذي القعدة سنة 273
وأبو حامد أحمد بن محمد بن أحمد الفقيه الإمام الأسفراييني أقام ببغداد ودرس الفقه
وانتهت إليه الرئاسة في مذهب الشافعي قيل كان يحضر درسه سبعمائة فقيه وكانوا
يقولون لو رآه الشافعي رضي الله عنه لفرح به قال ولدت سنة 443 وقدمت بغداد سنة 364
ودرس الفقه من سنة 073 إلى أن مات سنة 046
إسفرنج بالكسر ثم السكون وفتح الفاء والراء وسكون النون وجيم من قرى سغد سمرقند
منها أبو فيد محمد بن محمد بن إسماعيل الإسفرنجي
أسفزار بفتح الهمزة وسكون السين والفاء تضم وتكسر وزاي وألف وراء مدينة من نواحي
سجستان من جهة هراة ينسب إليها أبو القاسم منصور بن أحمد بن الفضل بن نصر بن عصام
الاسفزاري المنهاجي سمع عامة مشايخ وقته روى عن أبي عمرو بن عبد الواحد بن محمد
المليحي كتاب دلائل النبوة لأبي بكر القفال الشاشي وكان وحيد عصره في حفظ شعائر
الإسلام وأهله متبعا للآثار واعظا حسن الكلام حلو المنطق بعيد الإشارة في كلام
الصوفية خادما لهم سخيا متواضعا كريم الطبع خفيف الروح من أعيان أهل العلم مؤمنا
بأهل الخرقة قائما بحوائج المظلومين والمساكين يدخل على السلاطين والجبابرة يذكرهم
الله ويحثهم على طاعته ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر لا يخاف من سطوتهم ولا
يبالي بهم فيقبلون منه أمره قتل في همذان في السنة شهيدا على باب خانقاه أبي بكر
المقري وقت الأسفار في الرابع عشر من شوال سنة 205
إسفس بالكسر ثم السكون وفتح الفاء وسين أخرى من قرى مرو قرب فاز يقال لها اسبس
والقن منها خالد بن رقاد بن إبراهيم الذهلي الإسفسي
أسف بفتحتين وفاء قرية من نواحي النهروان من أعمال بغداد بقرب إسكاف ينسب إليها
مسعود بن
جامع أبو الحسن
البصري الأسفي حدث ببغداد عن الحسين بن طلحة النعالي سمع منه أبو محمد عبد الله بن
أحمد بن الخشاب النحوي في سنة 045
إسفنج بالكسر ثم السكون وفتح الفاء وسكون النون وجيم قرية من كورة أرغيان من نواحي
نيسابور يقال لها سبنج منها عامر بن شعيب الإسفنجي أسفونا بالفتح ثم السكون وضم
الفاء وسكون الواو ونون وألف اسم حصن كان قرب معرة النعمان بالشام افتتحه محمود بن
نصر بن صالح بن مرداس الكلابي فقال أبو يعلى عبد الباقي بن أبي حصن يمدحه ويذكره
عداتك منك في وجل وخوف يريدون المعاقل أن تصونا فظلوا حول أسفونا كقوم أتى فيهم
فظلوا آسفينا وذكر أبو غالب بن مهذب المعري في تاريخه أن محمود بن نصر رهن ولده
نصرا عند صاحب انطاكية على أربعة عشر ألف دينار وخراب حصن أسفونا إذا ملك حلب
وأخذها من عمه عطية فلما ملك حلب خرب حصن أسفونا وأخرج لذلك عزيز الدولة ثابتا
وشبل بن جامع وجمعا الناس من معرة النعمان وكفر طاب وأعمالهما حتى خرباه
أسفيجاب بالفتح ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة وجيم وألف وباء موحدة اسم بلدة
كبيرة من أعيان بلاد ما وراء النهر في حدود تركستان ولها ولاية واسعة وقرى كالمدن
كثيرة وهي من الإقليم الخامس طولها ثمان وتسعون درجة وسدس وعرضها تسع وثلاثون درجة
وخمسون دقيقة وكانت من أعمر بلاد الله وأنزهها وأوسعها خصبا وشجرا ومياها جارية
ورياضا مزهرة ولم يكن بخراسان ولا بما وراء النهر بلد لا خراج عليه إلا أسفيجاب
لأنها كانت ثغرا عظيما فكانت تعفى من الخراج وذلك ليصرف أهلها خراجها في ثمن
السلاح والمعونة على المقام بتلك الأرض وكذلك كان ما يصاقبها من المدن نحو طراز
وصبران وسانيكث وفاراب حتى أتت على تلك النواحي حوادث الدهر وصروف الزمان أولا من
خوارزم شاه محمد بن تكش بن ألب أرسلان بن آق سنقر بن محمد بن أنوشتكين فإنه لما
ملك ما وراء النهر وأباد ملك الخائنة وكانوا جماعة قد حفظ كل واحد منهم طرفه فلما
لم يبق منهم أحدا عجز عن حفظ تلك البلاد لسعة مملكتها فخرب بيده أكثر تلك الثغور
وأنهبها عساكره فجلا أهلها عنها وفارقوها بأجياد ملتفتة وأعناق إليها مائلة منعطفة
فبقيت تلك الجنان خاوية على عروشها تبكي العيون وتشجي القلوب منهدمة القصور متعطلة
المنازل والدور وضل هادي تلك الأنهار وجرت متحيرة في كل أوب على غير اختيار ثم تبع
ذلك حوادث في سنة 616 التي لم يجر منذ قامت السموات والأرض مثلها وهو ورود التتر
خذلهم الله من أرض الصين فأهلكوا من بقي هنالك متماسكا فيمن أهلكوا من غيرهم فلم
يبق من تلك الجنان المندرة والقصور المشرفة غير حيطان مهدومة وآثار من أمم معدومة
وقد كان أهل تلك البلاد أهل دين متين وصلاح مبين ونسك وعبادة والإسلام فيهم غض
المجنى حلو المعنى يحفظون حدوده ويلتزمون شروطه لم تظهر فيهم بدعة استحقوا بها
العذاب والجلاء ولكن يفعل الله بعباده ما يشاء
ويحكم ما يريد رمت
بهم الأيام عن قوس غدرها كأن لم يكونوا زينة الدهر مره وما زال جور الدهر يغشى
ديارهم يكر عليهم كأة ثم كره فأجلاهم عنها جميعا فأصبحت منازلهم للناظر اليوم عبره
وقد خرج من أسفيجاب طائفة من أهل العلم في كل فن منهم أبو الحسن علي بن منصور بن
عبد الله بن أحمد المؤدب المقري الأسفيجابي مات بعد الثمانين وثلاثمائة ولم يكن
ثقة تكلموا فيه
أسفيذار بالفتح ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة وذال معجمة وألف وراء اسم ولاية
على طرف بحر الديلم تشتمل على قرى واسعة وأعمال وصاحبها عاص لا يعطي لأحد طاعة
لأنها جبال وعرة ومسالك ضيقة
أسفيذاسنج رستاق من نواحي هراة له ذكر في أخبار الدولة
أسفيذبان بالفتح ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة ودال معجمة مفتوحة وباء موحدة
وألف ونون من قرى أصبهان ينسب إليها عبد الله بن الوليد الأسفيذباني وأسفيذبان من
قرى نيسابور
أسفيذجان ناحية بالجبال من أرض ماه قتل بها زياد بن خراش العجلي الخارجي هو
وأتباعه
أسفيذدشت شطره كالذي قبله ثم دال مفتوحة مهملة وشين معجمة ساكنة وتاء مثناة معناه
الصحراء البيضاء قرية من نواحي أصبهان منها أبو حامد أحمد بن محمد بن موسى بن
الصناج الخزاعي الأسفيذدشتي الأصبهاني مات سنة 792
أسفيذ مثل شطر الذي قبله معناه الأبيض مدينة في جبال كرمان عامرة
أسفيذروذبار معناه ناحية النهر الأبيض قال شيرويه بن شهردار وذكر نظام الملك أبا
علي الحسن بن إسحاق فقال سمعت عليه في بلد أسفيذروذبار في أيام الصبا بقراءة أبي
الفضل القومساني لأجلنا عليه وأظنه موضعا بهمذان محلة أو قرية من قراها
أسفيذن مثل شطر الذي قبله وزيادة النون من قرى الري ويقال أسفذن بإسقاط الياء ينسب
إليها علي بن أبي بكر الرازي الأسفيذني حدث عن حماد بن يحيى عن قتادة عن أنس بن
مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم من حوسب عذب رواه عنه الحسن بن علي بن الحارث
الهمذاني
أسفيرة بالفتح ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة وراء وهاء من قرى حلب
إسفينقان بالكسر ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة ونون مفتوحة وقاف وألف ونون
بليدة من نواحي نيسابور منها أبو الفتوح مسعود ابن أحمد الإسفينقاني يروي عن محمد
بن عبد الله ابن زيدة الضبي الأصبهاني
أسفي بفتحتين وكسر الفاء بلدة على شاطىء البحر المحيط بأقصى المغرب
أسقب بالضم ثم السكون وضم القاف والباء موحدة خفيفة بلدة من عمل برقة ينسب إليها
أبو الحسن يحيى بن عبد الله بن علي اللخمي الراشدي
الأسقبي كتب عنه
السلفي حكايات وأخبارا عن أبي الفضل عبد الله بن الحسين بن بشر بن الجوهري الواعظ
وغيره وقال مات في رمضان سنة 535 وله ثمانون سنة
أسقف بالفتح ثم السكون وضم القاف وفاء موضع بالبادية كان به يوم من أيامهم قال
عنترة فإن يك عز في قضاعة ثابت فإن لنا برحرحان وأسقف أي لنا في هذين الموضعين مجد
وقال ابن مقبل وإذا رأى الوراد ظل بأسقف يوما كيوم عروبة المتطاول أسقفة بالضم
وباقيه مثل الذي قبله وزيادة الهاء رستاق نزه بشجر نضر بالأندلس وقصبته غافق
إسكارن بالكسر ثم السكون ثم الكاف وألف وراء مفتوحة ونون ويقال سكارن بإسقاط
الهمزة قرية بقرب دبوسية من نواحي الصغد من قرى كشانية منها بكر بن حنظلة بن
أنومرد الإسكارني الصغدي وابنه محمد بن بكر توفي بعد السبعين وثلاثمائة
إسكاف بالكسر ثم السكون وكاف وألف وفاء إسكاف بني الجنيد كانوا رؤساء هذه الناحية
وكان فيهم كرم ونباهة فعرف الموضع بهم وهو إسكاف العليا من نواحي النهروان بين
بغداد وواسط من الجانب الشرقي وهناك إسكاف السفلى بالنهروان أيضا خرج منها طائفة
كثيرة من أعيان العلماء والكتاب والعمال والمحدثين لم يتميزوا لنا وهاتان
الناحيتان الآن خراب بخراب النهروان منذ أيام الملوك السلجوقيين كان قد انسد نهر
النهروان واشتغل الملوك عن إصلاحه وحفره باختلافهم وتطرقها عساكرهم فخربت الكورة
بأجمعها وممن ينسب إليها أبو بكر محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي روى عنه الدارقطني
وأبو بكر بن مردويه ومات بإسكاف سنة 253 وكان ثقة وأبو الفضل رزق بن موسى الإسكافي
حدث عن يحيى بن سعيد القطان وأنس بن عياض الليثي وسفيان بن عيينة وشبابة ابن سوار
وسلمة بن عطية روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن سلميان الباغندي ويحيى
بن صاعد والقاضي المحاملي وكان ثقة ومنهم محمد ابن عبد الله إبو جعفر الإسكافي
عداده في أهل بغداد أحد المتكلمين من المعتزلة له تصانيف فكان يناظر الحسين بن علي
الكرابيسي ويتكلم معه مات في سنة 402 ومحمد بن يحيى بن هارون أبو جعفر الإسكافي
حدث عن إسحاق بن شاهين الواسطي وعبدة بن عبد الله الصفار روى عنه الدارقطني
والمعافى بن زكرياء الجريري وذكر الدارقطني أنه سمع منه بإسكاف ومحمد بن عبد
المؤمن الإسكافي الخطيب القاضي بها حدث عن الحسن بن محمد بن عبيد العسكري ومحمد
ابن المظفر وأبي بكر الأبهري وكان ثقة متفقها في مذهب مالك روى عنه الخطيب وغيره
وإسمعيل ابن المؤمل بن الحسين بن إسمعيل الإسكافي أبو غالف سمع منه أبو المعالي
عزيزي بن عبد الملك الجيلي المعروف بشيذلة شيئا من شعره وأبو الحسن أحمد بن عمر
ابن أحمد الإسكافي سمع منه أبو الحسن محمد بن أحمد ابن محمد النحاس العطار وغيره
وغير هؤلاء مذكورون في تاريخ بغداد
أسكبون بالفتح ثم السكون وكسر الكاف وباء موحدة وواو ساكنة ونون إحدى قلاع فارس
المنيعة من رستاق مائين المرتقى إليها صعب
جدا ليست مما يمكن
فتحها عنوة وبها عين من الماء حارة
أسكر بالفتح ثم السكون وفتح الكاف وراء قرية مشهورة نحو صعيد مصر بينها وبين الفسطاط
يومان من كورة الأطفيحية كان عبد العزيز بن مروان يكثر الخروج إليها والمقام بها
للنزهة وبها مات
وقد أسقط نصيب الهمزة من أوله فقال يرثي عبد العزيز أصبت يوم الصعيد من سكر مصيبة
ليس لي بها قبل وقد زعم بعضهم أن موسى بن عمران عليه السلام ولد بأسكر وله بها مشهد
يزار إلى هذه الغاية
وبمصر قرية أخرى يقال لها أشكر بالشين المعجمة تذكر
إسكلكند بالكسر ثم السكون وكسر الكاف الأولى وسكون اللام وفتح الكاف الثانية وسكون
النون ودال مهملة مدينة صغيرة بطخارستان بلخ كثيرة الخير ولها رساتيق وبها منبر
وتسقط همزتها وستذكر في السين إن شاء الله
إسكندرونة بعد الدال راء وواو ساكنة ونون قال أحمد بن الطيب هي مدينة في شرقي
أنطاكية على ساحل بحر الشام بينها وبين بغراس أربعة فراسخ وبينها وبين أنطاكية
ثمانية فراسخ ووجدت في بعض تواريخ الشام أن إسكندرونة بين عكا وصور
الإسكندرية قال أهل السير إن الإسكندر بن فيلفوس الرومي قتل كثيرا من الملوك
وقهرهم ووطىء البلدان إلى أقصى الصين وبنى السد وفعل الأفاعيل ومات وعمره اثنتان
وثلاثون سنة وسبعة أشهر لم يسترح في شيء منها قال مؤلف الكتاب وهذا إن صح فهو عجيب
مفارق للعادات والذي أظنه والله أعلم أن مدة ملكه أو حدة سعده هذا المقدار ولم
تحسب العلماء غير ذلك من عمره فإن تطواف الأرض بسير الجنود مع ثقل حركتها
لاحتياجها في كل منزل إلى تحصيل الأقوات والعلوفة ومصابرة من يمتنع عليه من أصحاب
الحصون يفتقر إلى زمان غير زمان السير ومن المحال أن تكون له همة يقاوم بها الملوك
العظماء وعمره دون عشرين سنة وإلى أن يتسق ملكه ويجتمع له الجند وتثبت له هيبة في
النفوس وتحصل له رياسة وتجربة وعقل يقبل الحكمة التي تحكى عنه يفتقر إلى مدة أخرى
مديدة ففي أي زمان كان سيره في البلاد وملكه لها ثم إحداثه ما أحدث من المدن في كل
قطر منها واستخلافه الخلفاء عليها على أنه قد جرى في أيامنا هذه وعصرنا الذي نحن
فيه في سنة سبع عشرة وثماني عشرة وستمائة من التتر الواردين من أرض الصين ما لو
استمر لملكوا الدنيا كلها في أعوام يسيرة فإنهم ساروا من أوائل أرض الصين إلى أن
خرجوا من باب الأبواب وقد ملكوا وخربوا من البلاد الإسلامية ما يقارب نصفها لأنهم
ملكوا ما وراء النهر وخراسان وخوارزم وبلاد سجستان ونواحي غزنة وقطعة من السند
وقومس وأرض الجبل بأسره غير أصبهان وطبرستان وأذربيجان وأران بعض أرمينية وخرجوا
من الدربند كل ذلك في أقل من عامين
وقتلوا أهل كل مدينة ملكوها ثم خذلهم الله وردهم من حيث جاؤوا ثم إنهم بعد خروجهم
من الدربند ملكوا بلاد الخزر واللان وروس وسقسين وقتلوا القبجاق في بواديهم حتى
انتهوا إلى بلغار في نحو عام آخر فكأن
هذا عضد قصة
الإسكندر على أن الإسكندر كان إذا ملك البلاد عمرها واستخلف عليها وهذا يفتقر إلى
زمان غير زمان الخراب فقط قال أهل السير بنى الإسكندر ثلاث عشرة مدينة وسماها كلها
باسمه ثم تغيرت أساميها بعده وصار لكل واحدة منها اسم جديد فمنها الإسكندرية التي
بناها في باورنقوس ومنها الإسكندرية التي بناها تدعى المحصنة ومنها الإسكندرية
التي بناها ببلاد الهند ومنها الإسكندرية التي في جاليقوس ومنها الإسكندرية التي
في بلاد السقوياسيس ومنها الإسكندرية التي بأرض بابل ومنها الإسكندرية التي هي
ببلاد الصغد وهي سمرقند ومنها الإسكندرية التي تدعى مرغبلوس وهي مرو ومنها
الإسكندرية التي في مجاري الأنهار بالهند ومنها الإسكندرية التي سميت كوش وهي بلخ
ومنها الإسكندرية العظمى التي ببلاد مصر فهذه ثلاث عشرة إسكندرية نقلتها من كتاب
ابن الفقيه كما كانت فيه مصورة وقرأت في كتاب الحافظ أبي سعد أنشدني أبو محمد عبد
الله بن الحسن بن محمد الإيادي من لفظه بالإسكندرية قرية بين حلب وحماة قال الأديب
الأبيوردي فيا ويح نفسي لا أرى الدهر منزلا لعلوة إلا ظلت العين تذرف ولو دام هذا
الوجد لم يبق عبرة ولو أنني من لجة البحر أغرف و الإسكندرية أيضا قرية على دجلة
بإزاء الجامدة بينها وبين واسط خمسة عشر فرسخا ينسب إليها أحمد ابن المختار بن
مبشر بن محمد بن أحمد بن علي بن المظفر أبو بكر الإسكندراني من ولد الهادي بالله
أمير المؤمنين تفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه وكان أديبا فاضلا خيرا قدم
بغداد في سنة 015 متظلما من عامل ظلمه فسمع منه أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ
وغيره أبياتا من شعره قاله صاحب الفيصل
ومنها الإسكندرية قرية بين مكة والمدينة ذكرها الحافظ أبو عبد الله بن النجار في
معجمه وأفادنيها من لفظه وجميع ما ذكرنا من المدن ليس فيها ما يعرف الآن بهذا
الاسم إلا الإسكندرية العظمى التي بمصر قال المنجمون طول الإسكندرية تسع وستون
درجة ونصف وعرضها ست وثلاثون درجة وثلث وفي زيج أبي عون طول الإسكندرية إحدى
وخمسون درجة وعرضها إحدى وخمسون درجة وعرضها إحدى وثلاثون درجة وهي في الإقليم
الثالث وذكر آخر أن الإسكندرية في الاقليم الثاني وقال طولها إحدى وثلاثون درجة
واختلفوا في أول من أنشأ الإسكندرية التي بمصر اختلافا كثيرا نأتي منه بمختصر لئلا
نمل بالإكثار ذهب قوم إلى أنها إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد
وقد روي عن النبي أنه قال خير مسالحكم الإسكندرية
ويقال إن الإسكندر والفرما أخوان بنى كل واحد منهما مدينة بأرض مصر وسماها باسمه
ولما فرغ الإسكندر من مدينته قال قد بنيت مدينة إلى الله فقيرة وعن الناس غنية
فبقيت بهجتها ونضارتها إلى اليوم وقال الفرما لما فرغ من مدينته قد بنيت مدينة عن
الله غنية وإلى الناس فقيرة فذهب نورها فلا يمر يوم إلا وشيء منها ينهدم وأرسل
الله عليها الرمال فدمتها إلى أن دثرت وذهب أثرها
وعن الأزهر بن معبد قال قال لي عمر بن عبد
العزيز أين تسكن من
مصر قلت أسكن الفسطاط فقال أف أم نتن أين أنت عن الطيبة قلت أيتهن هي قال
الإسكندرية وقيل إن الإسكندر لما هم ببناء الإسكندرية دخل هيكلا عظيما كان
لليونانيين فذبح فيه ذبائح كثيرة وسأل ربه أن يبين له أمر هذه المدينة هل يتم
بناؤها أم هل يكون أمرها إلى خراب فرأى في منامه كأن رجلا قد ظهر له من الهيكل وهو
يقول له إنك تبني مدينة يذهب صيتها في أقطار العالم ويسكنها من الناس ما لا يحصى
عددهم وتختلط الرياح الطيبة بهوائها ويثبت حكم أهلها وتصرف عنها السموم والحرور وتطوى
عنها قوة الحر والبرد والزمهرير ويكتم عنها الشرور حتى لا يصيبها من الشياطين خبل
وإن جلبت عليها ملوك الأرض بجنودهم وحاصروها لم يدخل عليها ضرر
فبناها وسماها الإسكندرية ثم رحل عنها بعدما استتم بناءها فجال الأرض شرقا وغربا
ومات بشهرزور وقيل ببابل وحمل إلى الإسكندرية فدفن فيها
وذكر آخرون أن الذي بناها هو الإسكندر الأول ذو القرنين الرومي واسمه أشك بن
سلوكوس وليس هو الإسكندر بن فيلفوس وأن الإسكندر الأول هو الذي جال الأرض وبلغ
الظلمات وهو صاحب موسى والخضر عليهما السلام وهو الذي بنى السد وهو الذي لما بلغ
إلى موضع لا ينفذه أحد صور فرسا من نحاس وعليه فارس من نحاس ممسك يسرى يديه على
عنان الفرس وقد مد يمناه وفيها مكتوب ليس ورائي مذهب
وزعموا أن بينه وبين الإسكندر الأخير صاحب دارا المستولي على أرض فارس وصاحب
أرسطاطاليس الحكيم الذي زعموا أنه عاش اثنتين وثلاثين سنة دهر طويل وأن الأول كان
مؤمنا كما قص الله عنه في كتابه وعمر عمرا طويلا وملك الأرض وأما الأخير فكان يرى
رأي الفلاسفة ويذهب إلى قدم العالم كما هو رأي أستاذه أرسطاطاليس وقتل دارا ولم
يتعد ملكه الروم وفارس
وذكر محمد بن إسحاق أن يعمر بن شداد بن عاد بن عوض ابن إرم بن سام بن نوح عليه
السلام هو الذي أنشأ الإسكندرية وهي كنيسة حنس وزبر فيها أنا يعمر بن شداد أنشأت
هذه المدينة وبنيت قناطرها ومعابرها قبل أن أضع حجرا على حجر وأجريت ماءها لأرفق
بعمالها حتى لا يشق عليهم نقل الماء وصنعت معابر لممر أهل السبيل وصيرتها إلى البحر
وفرقتها عند القبة يمينا وشمالا
وكان يعمل فيها تسعون ألفا لا يرون لهم ربا إلا يعمر بن شداد وكان تاريخ الكتاب
ألفا ومائتي سنة
وقال ابن عفير إن أول من بنى الإسكندرية جبير المؤتفكي وكان قد سخر بها سبعين ألف
بناء وسبعين ألف مخندق وسبعين ألف مقنطر فعمرها في مائتي سنة وكتب على العمودين
اللذين عند البقرات بالإسكندرية وهما أساطين نحاس يعرفان بالمسلتين أنا جبير
المؤتفكي عمرت هذه المدينة في شدتي وقوتي حين لا شيبة ولا هرم أضناني وكنزت
أموالها في مراجل جبيرية وأطبقته بطبق من نحاس وجعلته داخل البحر وهذان العمودان
بالإسكندرية عند مسجد الرحمة وروي أيضا أنه كان مكتوبا عليهما بالحميرية أنا شداد
بن عاد الذي نصب العماد وجند الأجناد وسد بساعده الواد بنيت هذه الأعمدة في شدتي
وقوتي إذ لا موت ولا شيب وكنزت كنزا على البحر في خمسين ذراعا لا تصل إليه إلا أمة
هي آخر الأمم وهي أمة محمد
ويقال إنما دعا
جبيرا المؤتفكي إلى بنائها أنه وجد بالقرب منها في مغارة على شاطىء البحر تابوتا
من نحاس ففتحه فوجد فيه تابوتا من فضة ففتحه فإذا فيه درج من حجر الماس ففتحه فإذا
فيه مكحلة من ياقوتة حمراء مرودها عرق زبرجد أخضر فدعا بعض غلمانه فكحل إحدى عينيه
بشيء مماكان في تلك المكحلة فعرف مواضع الكنوز ونظر إلى معادن الذهب ومغاص الدر
فاستعان بذلك على بناء الإسكندرية وجعل فيها أساطين الذهب والفضة وأنواع الجواهر
حتى إذا ارتفع بناؤها مقدار ذراع أصبح وقد ساخ في الأرض فأعاده أيضا فأصبح وقد ساخ
فمكث على ذلك مائة سنة كلما ارتفع البناء ذراعا أصبح سائخا في الأرض فضاق ذرعا
بذلك وكان من أهل تلك الأرض راع يرعي على شاطىء البحر وكان يفقد في كل ليلة شاة من
غنمه إلى أن أضر به ذلك فارتصد ليلة فبينما هو يرصد إذا بجارية قد خرجت من البحر
كأجمل ما يكون من النساء فأخذت شاة من غنمه فبادر إليها وأمسكها قبل أن تعود إلى
البحر وقبض على شعرها فامتنعت عليه ساعة ثم قهرها وسار بها إلى منزله فأقامت عنده
مدة لا تأكل إلا اليسير ثم واقعها فأنست به وبأهله وأحبتهم ثم حملت وولدت فازداد
أنسها وأنسهم بها فشكوا إليها يوما ما يقاسونه من تهدم بنائهم وسيوخه كلما علوه
وأنهم إذا خرجوا بالليل اختطفوا فعملت لهم الطلسمات وصورت لهم الصور فاستقر البناء
وتم أمر المدينة وأقام بها جبير المؤتفكي خمسمائة سنة ملكا لا ينازعه أحد وهو الذي
نصب العمودين اللذين بها ويسميان المسلتين
وكان أنفذ في قطعهما وحملهما إلى جبل بريم الأحمر سبعمائة عامل فقطوهما وحملوهما
ونصبهما في مكانهما غلام له يقال له قطن بن جارود المؤتفكي وكان أشد من رؤي في
الخلق فلما نصبهما على السرطانين النحاس جعل بإزائهما بقرات نحاس كتب عليها خبره
وخبر المدينة وكيف بناها ومبلغ النفقة عليها والمدة ثم غزاه رومان بن تمنع الثمود
فهزمه وقتل أصحابه قتلا ذريعا وأقام عمودا بالقرب منهما وكتب عليه أنا رومان
الثمودي صنفت أصناف هذه المدينة وأصناف مدينة هرقل الملك بالدوام على الشهور
والأعوام ما اختلف ابنا سمير وبقيت حصاة في ثبير وأنا غيرت كتاب جبير الشديد
ونشرته بمناشير الحديد وستجدون قصتي ونعتي في طرف العمود فولد رومان بزيعا فملك
الإسكندرية بعده خمسين سنة لم يحدث فيها شيئا ثم ملك بعده ابنه رحيب وهو الذي بنى
الساطرون بالإسكندرية وزبر على حجر منه أنا رحيب بن بزيع الثمودي بنيت هذه البنية
في قوتي وشدتي وعمرتها في أربعين سنة على رأس ست وتسعين سنة من ملكي وولد رحيب مرة
وولد مرة موهبا ملك بعد أبيه مائتي سنة وغزا أنيس بن معدي كرب العادي موهبا
بالإسكندرية وملكها بعده ثم ملكها بعده يعمر بن شداد بن جناد بن صياد بن شمران بن
مياد بن شمر بن يرعش فغزاه ذفافة بن معاوية بن بكر العمليقي فقتل يعمر وملك
الإسكندرية وهو أول من سمي فرعون بمصر وهو الذي وهب هاجر أم إساعيل عليه السلام
إلى إبراهيم عليه السلام وهذه أخبار نقلناها كما وجدناها في كتب العلماء وهي بعيدة
المسافة من العقل لا يؤمن بها إلا من غلب عليه الجهل والله أعلم
ولأهل مصر بعد إفراط في وصف الإسكندرية وقد أثبتها علماؤهم ودونوها في الكتب فيها
وهم ومنها ما ذكره الحسن بن إبراهيم المصري
قال كانت
الإسكندرية لشدة بياضها لا يكاد يبين دخول الليل فيها إلا بعد وقت فكان الناس
يمشون فيها وفي أيديهم خرق سود خوفا على أبصارهم وعليهم مثل لبس الرهبان السواد وكان
الخياط يدخل الخيط في الإبرة بالليل وأقامت الإسكندرية سبعين سنة ما يسرج فيها ولا
يعرف مدينة على عرضها وطولها وهي شطرنجية ثمانية شوارع في ثمانية قلت أما صفة
بياضها فهو إلى الآن موجود فإن ظاهر حيطانها شاهدناها مبيضة جميعها إلا اليسير
النادر لقوم من الصعاليك وهي مع ذلك مظلمة نحو جميع البلدان
وقد شاهدنا كثيرا من البلاد التي تنزل بها الثلوج في المنازل والصحاري وتساعدهم
النجوم بإشراقها عليها إذا أظلم الليل أظلمت كما تظلم جميع البلاد لا فرق بينها
فكيف يجوز لعاقل أن يصدق هذا ويقول به قال وكان في الإسكندرية سبعة حصون وسبعة
خنادق قال وكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه إني فتحت مدينة فيها
اثنا عشر ألف بقال يبيعون البقل الأخضر وأصبت فيها أربعين ألف يهودي عليهم الجزية
وروي عن عبد العزيز بن مروان بن الحكم لما ولي مصر وبلغه ما كانت الإسكندرية عليه
استدعى مشايخها وقال أحب أن أعيد بناء الإسكندرية على ما كانت عليه فأعينوني على
ذلك وأنا أمدكم بالأموال والرجال
قالوا انظرنا أيها الأمير حتى ننظر في ذلك
وخرجوا من عنده وأجمعوا على أن حفروا ناووسا قديما وأخرجوا منه رأس آدمي وحملوه
على عجلة إلى المدينة فأمر بالرأس فكسر وأخذ ضرس من أضراسه فوجد وزنه عشرين رطلا
على ما به من النخر والقدم فقالوا إذا جئتنا بمثل هؤلاء الرجال نعيد عمارتها على
ما كانت فسكت
ويقال إن المعاريج التي بالإسكندرية مثل الدرج كانت مجالس العلماء يجلسون عليها
على طبقاتهم فكان أوضعهم علما الذي يعمل الكيمياء من الذهب والفضة فإن مجلسه كان
على الدرجة السفلى
وأما خبر المنارة فقد رووا لها أخبارا هائلة وادعوا لها دعاوي عن الصدق عادلة وعن
الحق مائلة فقالوا إن ذا القرنين لما أراد بناء منارة الإسكندرية أخذ وزنا معروفا
من حجارة ووزنا من آجر ووزنا من حديد ووزنا من نحاس ووزنا من رصاص ووزنا من قصدير
ووزنا من حجارة الصوان ووزنا من ذهب ووزنا من فضة وكذلك من جميع الأحجار والمعادن
ونقع جميع ذلك في البحر حولا ثم أخرجه فوجده قد تغير كله وحال عن حاله ونقصت
أوزانه إلا الزجاج فإنه لم يتغير ولم ينقص فأمر أن يجعل أساس المنارة من الزجاج
وعمل على رأس المنارة مرآة ينظر فيها الناظر فيرى المراكب إذا خرجت من أفرنجة أو
من القسطنطينية أو من سائر البلاد لغزو الإسكندرية فأضر ذلك بالروم فلم يقدروا على
غزوها
وكانت فيها حمة تنفع من البرص ومن جميع الأدواء وكان على الروم ملك يقال له سليمان
فظهر البرص في جسمه فعزم الروم على خلعه والاستبدال منه فقال أنظروني أمض إلى حمة
الإسكندرية وأعود فإن برئت وإلا شأنكم وما قد عزمتم عليه قال وكان فعله هذا من
إظهار البرص بجسمه حيلة ومكرا وإنما أراد قلع المرآة من المنارة ليبطل فعلها فسار
إليها في ألف مركب وكان من شرط هذه الحمة أن لا يمنع منها أحد يريد الاستشفاء بها
فلما سار إليها فتحوا له أبوابها الشارعة إلى البحر فدخلها وكانت الحمة في وسط
المدينة بإزاء المعاريج التي تجلس العلماء عليها
فاستحم في مائها
أياما
ثم ذكر أنه قد عوفي من دائه وذهب ما كان به من بلوائه
ولما أشرف على هذه الحمة وما تشفي من الأدواء وكان قد تمكن من البلد بكثرة رجاله
قال هذه أضر من المرآة
ثم أمر بها فغورت وأمر أن تقلع المرآة ففعل وأنفذ مركبا إلى القسطنطينية وآخر إلى
أفرنجة وأمر من أشرف على المنارة ونظر إلى المركبين إذا دخلا القسطنطينية وأفرنجة
وخرجا منها فأعلم أنهما لما بعدا عن الإسكندرية يسيرا غابا عنه فعاد إلى بلاده وقد
أمن غائلة المرآة
وقيل إن أول من عمر المنارة امرأة يقال لها دلوكة بنت ريا وسيأتي ذكرها في هذا
الكتاب في حائط العجوز وغيره
وقيل بل عمرتها ملكة من ملوك الروم يقال لها قلبطرة وهي في زعم بعضهم التي ساقت
الخليج إلى الإسكندرية حتى جاءت به إلى مدينتها وكان الماء لا يصل إلا إلى قرية
يقال لها كسا والأخبار والأحاديث عن مصر وعن الإسكندرية ومنارتها من باب حدث عن
البحر ولا حرج وأكثرها باطل وتهاويل لا يقبلها إلا جاهل ولقد دخلت الإسكندرية
وطوفتها فلم أر فيها ما يعجب منه إلا عمودا واحدا يعرف الآن بعمود السواري تجاه
باب من أبوابها يعرف بباب الشجرة فإنه عظيم جدا هائل كأنه المنارة العظيمة وهو
قطعة واحدة مدور منتصب على حجر عظيم كالبيت المربع قطعة واحدة أيضا وعلى رأس
العمود حجر آخر مثل الذي في أسفله فهذا يعجز أهل زماننا عن معالجة مثله في قطعه من
مقطعه وجلبه من موضعه ثم نصبه على ذلك الحجر ورفع الآخر إلى أعلاه ولو اجتمع عليه
أهل الإسكندرية بأجمعهم فهو يدل على شدة حامليه وحكمة ناصبيه وعظمة همة الآمر به
وحدثني الوزير الكبير الصاحب العالم جمال الدين القاضي الأكرم أبو الحسن علي بن
يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي أدام الله أيامه ثم وقفت على مثل ما حكاه سواء في
بعض الكتب وهو كتاب ابن الفقيه وغيره أنه شاهد في جبل بأرض أسوان عمودا قد نقر
وهندم في موضعه من الجبل طوله ودوره ولونه مثل هذا العمود المذكور كأن المنية
عاجلت بالملك الذي أمر بعمله فبقي على حاله
قال أحمد بن محمد الهمذاني وكانوا ينحتون السواري من جبال أسوان وبينها وبين
الإسكندرية مسيرة شهر للبريد ويحملونها على خشب الأطواف في النيل وهو خشب يركب
بعضه على بعض وتحمل الأعمدة وغيرها عليه وأما منارة الإسكندرية فقد قدمنا إكثارهم
في وصفها ومبالغتهم في عظمها وتهويلهم في أمرها وكل ذلك كذب لا يستحيي حاكيه ولا
يراقب الله راويه ولقد شاهدتها في جماعة من العلماء وكل عاد منا متعجبا من تخرص
الرواة وذلك إنما هي بنية مربعة شبيهة بالحصن والصومعة مثل سائر الأبنية ولقد رأيت
ركنا من أركانها وقد تهدم فدعمه الملك الصالح ابن رزيك أو غيره من وزراء المصريين
واستجده فكان أحكم وأتقن وأحسن من الذي كان قبله وهو ظاهر فيه كالشامة لأن حجارة
هذا المستجد أحكم وأعظم من القديم وأحسن وضعا ورصفا وأما صفتها التي شاهدتها فإنها
حصن عال على سن جبل مشرف في البحر في طرف جزيرة بارزة في ميناء الإسكندرية بينها
وبين البر نحو شوط فرس وليس إليها طريق إلا في ماء البحر الملح وبلغني أنه يخاض من
إحدى جهاته الماء إليها والمنارة مربعة البناء ولها درجة واسعة يمكن الفارس أن
يصعدها بفرسه وقد سقفت الدرج بحجارة طوال مركبة
على الحائطين
المكتنفي الدرجة فيرتقى إلى طبقة عالية يشرف منها على البحر بشرافات محيطة بموضع
آخر كأنه حصن آخر مربع يرتقي فيه بدرج أخرى إلى موضع آخر يشرف منه على السطح الأول
بشرفات أخرى وفي هذا الموضع قبة كأنها قبة الديدبان وهذا شكلها وليس فيها كما يقال
غرف كثيرة ومساكن واسعة يضل فيها الجاهل بها بل الدرجة مستديرة بشيء كالبئر فارغ
زعموا أنه مهلك وأنه إذا ألقي فيها الشيء لا يعرف قراره ولم أختبره والله اعلم به
ولقد تطلبت الموضع الذي زعموا أن المرآة كانت فيه فما وجدته ولا أثره والذي يزعمون
أنها كانت فيه هو حائط بينه وبين الأرض نحو مائة ذراع أو أكثر وكيف ينظر في مرآة
بينها وبين الناظر فيها مائة ذراع أو أكثر ومن أعلى المنارة فلا سبيل للناظر في
هذا الموضع فهذا الذي شاهدته وضبطته وكل ما يحكى غير هذا فهو كذب لا أصل له
وذكر ابن زولاق أن طول منارة الإسكندرية مائتا ذراع وثلاثون ذراعا وأنها كانت في
وسط البلد وإنما الماء طفح على على حولها فأخربه وبقيت هي لكون مكانها كان مشرفا
على غيره
وفتحت الإسكندرية سنة عشرين من الهجرة في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يد
عمرو بن العاص بعد قتال وممانعة فلما قتل عمر وولي عثمان رضي الله عنه ولى مصر
جميعها عبد الله بن سعد بن أبي سرح أخاه من الرضاع فطمع أهل الإسكندرية ونقضوا
فقيل لعثمان ليس لها إلا عمرو بن العاص فإن هيبته في قلوب أهل مصر قوية
فأنفذه عثمان ففتحها ثانية عنوة وسلمها إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح وخرج من
مصر فما رجع إليها إلا في أيام معاوية
حدثني القاضي المفضل أبو الحجاج يوسف بن أبي طاهر إسماعيل بن أبي الحجاج المقدسي
عارض الجيش لصلاح الدين يوسف بن أيوب قال حدثني الفقيه أبو العباس أحمد بن محمد
الأبي وأبة من بلاد إفريقية قال اذكر ليلة وأنا أمشي مع الأديب أبي بكر أحمد بن
محمد العيدي على ساحل بحر عدن وقد تشاغلت عن الحديث معه فسألني في أي شيء أنت مفكر
فعرفته أنني قد عملت في تلك الساعة شعرا وهو هذا وأنظر البدر مرتاحا لرؤيته لعل
طرف الذي أهواه ينظره فقال مرتجلا يا راقد الليل بالإسكندرية لي من يسهر الليل
وجدا بي وأسهره ألاحظ النجم تذكارا لرؤيته وإن مرى دمع أجفاني تذكره وأنظر البدر
مرتاحا لرؤيته لعل عين الذي أهواه تنظره
قلت ولو استقصينا
في أخبار الإسكندرية جميع ما بلغنا لجاء في غير مجلد وهذا كاف بحمد الله
اسكونيا اسكيغفن أسلام بالفتح كأنه جمع سلم وهو من شجر العضاه الواحدة سلمة اسم
واد بالعلاة من أرض اليمامة
أسلمان بالفتح وآخره نون وهو نهر بالبصرة لأسلم بن زرعة أقطعه إياه معاوية وهذا
اصطلاح قديم لأهل البصرة إذا نسبوا النهر والقرية إلى رجل زادوا في آخر اسمه ألفا
ونونا كقولهم عبادان نسبة إلى عباد بن الحصين وزيادان نسبة إلى زياد حتى قالوا عبد
اللان نسبة إلى عبد الله وكأنها من نسب الفرس لأن أكثر أهل تلك القرى فرس إلى هذه
الغاية
أسمند بالفتح ثم السكون وفتح الميم وسكون النون ودال مهملة من قرى سمرقند ويقال
لها سمند باسقاط الهمزة ينسب إليها أبو الفتح محمد ابن عبد الحميد بن الحسن الأسمندي
إسميثن بالكسر ثم السكون وفتح الميم وياء ساكنة وثاء مثلثة مفتوحة ونون من قرى
الكشانية قريبة من سمرقند بما وراء النهر والمشهور بالنسبة إليها أبو بكر محمد بن
النضر الأسميثني يروي عن أبي عيسى الترمذي توفي قبل سنة 023
إسنا بالكسر ثم السكون ونون وألف مقصورة مدينة بأقصى الصعيد وليس وراءها إلا أدفو
وأسوان ثم بلاد النوبة وهي على شاطىء النيل من الجانب الغربي في الإقليم الثاني
طولها من الغرب أربع وخمسون درجة وأربع عشرة دقيقة وعرضها أربع وعشرون درجة
وأربعون دقيقة وهي مدينة عامرة طيبة كثيرة النخل والبساتين والتجارة وقد نسب إليها
قوم قال القاضي ولي الدولة أبو البركات محمد بن حمزة بن أحمد التنوخي لم أر أفصح
من القاضي أبي الحسن علي بن النضر الأسنائي قاضي الصعيد ولا آدب منه ولا أكثر
احتمالا وكان يحفظ كتاب الله وقرأ القراءات وسمع الصحاح كلها ويحفظ كتاب سيبويه
وقرأ علوم الأوائل وكتاب أوقليدس وله شعر وترسل توفي بمصر سنة 505
وكان فلسفيا يتظاهر بمذهب الإسماعيلية
أسناف بالفتح وآخره فاء حصن باليمن من مخلاف سنحان
أسنان بالضم ثم السكون ونونان بينهما ألف من قرى هراة
أسنمة بالفتح ثم السكون وضم النون وفتح الميم وهاء ويروى بضم الهمزة وهو مما
استدركه أبو إسحاق الزجاج على ثعلب في كتابه الفصيح فقال وقلت أسنمة بفتح الهمزة
والأصمعي يقوله بضم الهمزة والنون فقال ثعلب هكذا رواه لناابن الأعرابي فقال له
أنت تدري أن الأصمعي أضبط لمثل هذا
وقال ابن قتيبة أسنمة جبل بقرب طخفة بضم الألف قلت وقد حكى بعض اللغويين أسنمة وهو
من غريب الأبنية لأن سيبويه قال ليس في الأسماء والصفات أفعل بفتح الهمزة إلا أن
يكسر عليه الواحد للجمع نحو أكلب وأعبد وذكر بن قتيبة أنه جبل وذكر صاحب كتاب
العين أنه رملة ويصدقه قول زهير وعرسوا ساعة في كثب أسنمة ومنهم بالقسوميات معترك
وقال غيرهما أسنمة أكمة معروفة بقرب طخفة وقيل قريب من فلج يضاف إليها ما حولها فيقال أسنمات ورواه بعضه أسنمة بلفظ جمع سنام قال وهي أكمات وأنشد لابن مقبل من رمل عرنان أو من رمل أسنمة وقال التوزي رمل أسنمة جبال من الرمل كأنها أسنمة الإبل وقيل أسنمة رملة على سبعة أيام من البصرة وقال عمارة أسنمة نقا محدد طويل كأنه سنام وهي أسفل الدهناء على طريق فلج وأنت مصعد إلى مكة وعنده ماء يقال له العشر وكان أبو عمرو بن العلاء يقول أسنمة بضم الهمزة روى ذلك عنه الأصمعي وقال ربيعة بن مقروم لمن الديار كأنها لم تحلل بجنوب أسنمة فقف العنصل درست معالمها فباقي رسمها خلق كعنوان الكتاب المحول دار لسعدى إذ سعاد كأنها رشأ غضيض الطرف رخص المفصل وقرأت بخط أبي الطيب أحمد بن أحمد المعروف بابن أخي الشافعي الذي نقله من خط أبي سعيد السكري أسنمة بفتح أوله وضم النون وقال هو موضع في بلاد بني تميم قال ذلك في تفسير قول جرير قال العواذل هل تنهاك تجربة أما ترى الشيب والإخوان قد دلفوا أم ما نلم على ربع بأسنمة إلا لعينيك جار غربه يكف ما كان مذ رحلوا من أرض أسنمة إلا الذميل لها ورد ولا علف أسن بضمتين اسم واد باليمن وقيل واد في بلاد بني العجلان قال ابن مقبل زارتك دهماء وهنا بعدما هجعت عنها العيون بأعلى القاع من أسن وقال نصر أسن واد باليمن وقيل من أرض بني عامر المتصلة باليمن وقال ابن مقبل أيضا قالت سليمى ببطن القاع من أسن لا خير في العيش بعد الشيب والكبر لولا الحياء ولولا الدين عبتكما ببعض ما فيكما إذ عبتما عوري أسوارية بفتح أوله ويضم وسكون ثانيه وواو وألف وراء مكسورة وياء مشددة وهاء من قرى أصبهان ينسب إليها أبو المظفر سهل بن محمد بن أحمد الأسواري حدث عن أبي عبد الله محمد بن إسحاق وأبي بكر الطلحي وأبي إسحاق ابن إبراهيم النيلي وغيرهم ومنها أبو بكر شهريار بن محمد بن أحمد بن شهريار أبو بكر الأسواري سافر إلى مكة والبصرة وحدث عن أبي يعقوب يوسف بن يعقوب النجيري وأبي قلابة محمد بن أحمد بن حمدان إمام الجامع بالبصرة وسمع بمكة أبا علي الحسن بن داود ابن سليمان ابن خلف المصري سمع منه عبد العزيز وعبد الواحد ابنا أحمد بن عبد الله بن أحمد بن قاذويه وعبد الرحمن بن محمد بن إسحاق ومحمد بن علي الجوزداني وعبد الواحد بن أحمد بن محمد بن يحيى الأسواري أبو القاسم الأصبهاني حدث عن أبي الشيخ الحافظ روى عنه قتيبة بن سعيد البغلاني قاله يحيى بن مندة وعمر بن عبد العزيز بن محمد بن علي الأسواري أبو بكر من أهل أصبهان حدث عن أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله وأبي زفر الذهلي بن عبد
الله الجيراني
الضبي سمع منه محمد بن علي الجوزداني وغيره وأبو بكر محمد بن الحسين الأسواري
الأصبهاني حدث عن أحمد بن عبيد الله بن القاسم النهرديري روى عنه يحيى بن مندة
إجازة في تاريخه وأبو بكر محمد بن علي بن محمد بن علي الأسواري حدث عن أبيه عن علي
بن أحمد بن عبد الرحمن العزال الأصبهاني بالبصرة كتب عنه أبو نصر محمد بن عمر
البقال وأبو الحسين علي بن محمد بن بابويه الأسواري الأصبهاني أحد الأغنياء ذو ورع
ودين روى عن أبي عمران موسى بن بيان روى عنه أبو أحمد الكرخي قاله يحيى وأبو الحسن
علي ابن محمد بن الهيثم الأسواري الزاهد الصوفي مات في سنة 734
كان كثير الحديث سمع أبا بكر أحمد ابن عبيد الله النهرديري وغيره روى عنه عبد
الرحمن ابن محمد وإسحاق بن عبد الوهاب بن مندة وأحمد ابن علي الأسواري روى عنه
الحافظ أبو موسى الأصبهاني
فهؤلاء منسوبون إلى قرية بأصبهان كما ذكرنا وقد نسب بهذا اللفظ إلى الأسوار واحد
الأساورة من الفرس كانوا نزلوا في بني تميم بالبصرة واختطوا بها خطة وانتموا إليهم
وقد غلط فيهم أحد المتأخرين وجعلهم في بني تميم وسنذكرهم في نهر الأساورة من هذا
الكتاب على الصواب
ونحكي أمرهم على الوجه الصحيح إن شاء الله تعالى
الأسواط بلفظ جمع السوط دارة الأسواط بظهر الأرق بالمضجع تناوحه حمة وهي برقة
بيضاء لبني قيس بن جزء بن كعب بن أبي بكر بن كلاب والأسواط في الأصل مناقع الماء
والدارة كل أرض اتسعت فأحاطت بها الجبال
الأسواف يجوز أن يكون جمع السوف وهو الشم أو جمع السوف وهو الصبر أو يجعل سوف
الحرف الذي يدخل على الأفعال المضارعة اسما ثم جمعه كل ذلك سائغ وهو اسم حرم
المدينة وقيل موضع بعينه بناحية البقيع وهو موضع صدقة زيد بن ثابت الأنصاري وهو من
حرم المدينة حكى ابن أبي ذئب عن شرحبيل بن سعد قال كنت مع زيد بن ثابت بالأسواف
فأخذوا طيرا فدخل زيد فدفعوه في يدي وفروا قال فأخذ الطير فأرسله ثم ضرب في قفاي
وقال لا أم لك ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حرم ما بين لابتيها
أسوان بالضم في السكون وواو وألف ونون ووجدته بخط أبي سعيد السكري سوان بغير
الهمزة وهي مدينة كبيرة وكورة في آخر صعيد مصر وأول بلاد النوبة على النيل في
شرقيه وهي في الإقليم الثاني طولها سبع وخمسون درجة وعرضها اثنتان وعشرون درجة
وثلاثون دقيقة وفي جبالها مقطع العمد التي بالإسكندرية قال أبو بكر الهروي وبأسوان
الجنادل ورأيت بها آثار مقاطع العمد في جبال أسوان وهي حجارة ماتعة ورأيت هناك
عمودا قريبا من قرية يقال لها بلاق أو براق يسمونها الصقالة وهو ماتع مجزع بحمرة
ورأسه قد غطاه الرمل فذرعت ما ظهر منه فكان خمسة وعشرين ذراعا وهو مربع كل وجه منه
سبعة أذرع وفي النيل هناك موضع ضيق ذكر أنهم أرادوا أن يعملوا جسرا على ذلك الموضع
وذكر آخرون أنه أخو عمود السواري الذي بالإسكندرية وقال الحسن بن إبراهيم المصري
بأسوان من التمور المختلفة وأنواع الأرطاب وذكر بعض العلماء أنه
كشف أرطاب أسوان
فما وجد شيئا بالعراق إلا بأسوان مثله وبأسوان ما ليس بالعراق قال وأخبرني أبو
رجاء الأسواني وهو أحمد بن محمد الفقيه صاحب قصيدة البكرة أنه يعرف بأسوان رطبا
أشد خضرة من السلق
وأمر الرشيد أن تحمل إليه أنواع التمور من أسوان من كل صنف تمرة واحدة فجمعت له
ويبة وليس بالعراق هذا ولا بالحجاز ولا يعرف في الدنيا بسر يصير تمرا ولا يرطب إلا
بأسوان ولا يتمر من بلح قبل أن يصير بسرا إلا بأسوان قال وسألت بعض أهل أسوان عن
ذلك فقال لي كل ما تراه من تمر أسوان لينا فهو مما يتمر بعد أن يصير رطبا وما
رأيته أحمر مغير اللون فهو مما يتمر بعد أن صار بسرا وما وجدته أبيض فهو مما يتمر
بعد أن صار بلحا وقد ذكرها البحتري في مدحه خمارويه بن طولون هل يلقيني إلى رباع
أبي ال جيش خطار التغوير أو غرره وبين أسوان والعراق زها رعية ما يغبها نظره وقد
نسب إلى أسوان قوم من العلماء منهم أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن أبي حاتم
الأسواني حدث عن محمد بن المتوكل بن أبي السري روى عنه أبو عوانة الإسفراييني وأبو
يعقوب إسحاق بن إدريس الأسواني من أهل البصرة كان يسوق الحديث والقاضي أبو الحسن
أحمد بن علي بن إبراهيم بن الزبير الغساني الأسواني الملقب بالرشيد صاحب الشعر
والتصانيف ولي ثغر الإسكندرية وقتل ظلما في سنة 563
كذا نسبه السلفي وكتب عنه وأخوه المهذب أبو محمد الحسن بن علي كان أشعر من أخيه
وهو مصنف كتاب النسب مات سنة 561 وأبو الحسن فقير بن موسى بن فقير الأسواني حدث
بمصر عن محمد بن سليمان بن أبي فاطمة وحدث عن أبي حنيفة قحزم بن عبد الله بن قحزم
الأسواني عن الشافعي بحكاية حدث عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن المقري الأصبهاني
في معجم شيوخه
الأسود قال عوام بن الأصبغ بحذاء بطن نخل جبل يقال له الأسود نصفه نجدي ونصفه
حجازي وهو جبل شامخ لا نبت فيه غير الكلإ نحو الصليان والغضور
أسود الحمى بكسر الحاء المهملة والقصر جبل في قول أبي عميرة الجرمي ألا ما لعين لا
ترى أسود الحمى ولا جبل الأوشال إلا استهلت غنينا زمانا باللوى ثم أصبحت براق
اللوى من أهلها قد تخلت وقلت لسلام بن وهب وقد رأى دموعي جرت من مقلتي فدرت وشدي
ببردي حشة ضبثت بها يد الشوق في الأحشاء حتى احزألت ألا قاتل الله اللوى من محلة
وقاتل دنيانا بها كيف ولت أسود الدم اسم جبل قيل فيه تبصر خليلي هل ترى من ظعائن
رحلن بنصف الليل من أسود الدم أسود العشاريات بضم العين المهملة وشين معجمة وألف
وراء وياء مشددة وألف
وتاء مثناة جبل في
بلاد بكر بن وائل كانت به وقعة من وقائع حرب البسوس وكانت الدائرة فيه على بكر
وقتل سعد بن مالك بن ضبيعة وجماعة من وجوههم
أسود العين بلفظ العين الباصرة جبل بنجد يشرف على طريق البصرة إلى مكة أنشد القالي
عن ابن دريد عن أبي عثمان إذا زال عنكم أسود العين كنتم كراما وأنتم ما أقام ألائم
والجبل لا يغيب يقول فأنتم لئام أبدا
أسود النسا النسا عرق يستبطن الفخذ جبل لبني أبي بكر بن كلاب مشرف على العكلية
الأسورة بفتح الواو من مياه الضباب بينه وبين الحمى من جهة الجنوب ثلاث ليال بواد
يقال له ذو الجدائر ذكر في موضعه
أسيس بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وسين أخرى تصغير أس موضع في بلاد بني عامر بن
صعصعة قال امرؤ القيس فلو إني هلكت بأرض قومي لقلت الموت حق لا خلودا ولكني هلكت
بأرض قوم بعيدا من بلادهم بعيدا بأرض الروم لا نسب قريب ولا شاف فيسدو أو يعودا
أعالج ملك قيصر كل يوم وأجدر بالمنية أن تعودا ولو صادفتهن على أسيس وخافة إذ وردن
بها ورودا وقال ابن السكيت في تفسير قول عدي بن الرقاع قد حباني الوليد يوم أسيس
بعشار فيها غنى وبهاء أسيس ماءفي شرقي دمشق
أسيس بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وسين أخرى حصن باليمن
أسيلة بلفظ التصغير ماء بالقرب من اليمامة عن ابن أبي حفصة لبني مالك بن امرىء
القيس وأسيلة أيضا ماءة ونخل لبني العنبر باليمامة عن الحفصي أيضا وقال نصر
الأسيلة ماء به نخل وزرع في قاع يقال له الجثجاثة يزرعونه وهو لكعب بن العنبر ابن
عمرو بن تميم
أسيوت بالفتح ثم السكون وياء مضمومة وواو ساكنة وتاء مثناة جبل قرب حضرموت مطل على
مدينة مرباط ينبت الدادي الذي يصلح به النبيذ وفيه يكون شجر اللبان ومنه يحمل إلى
جميع الدنيا ولا يكون في غيره قط بينه وبين عمان على ما قيل ثلاثمائة فرسخ
أسيوط بوزن الذي قبله مدينة في غربي النيل من نواحي صعيد مصر وهي مدينة جليلة
كبيرة حدثني بعض النصارى من أهلها أن فيها خمسا وسبعين كنيسة للنصارى وهم بها كثير
وقال الحسن بن ابراهيم المصري أسيوط من عمل مصر وبها مناسج الأرمني والدبيقي
المثلث وسائر أنواع السكر لا يخلو منه بلد إسلامي ولا جاهلي وبها السفرجل تزيد في
كثرته على كل بلد وبها يعمل الأفيون يعتصر من ورق
الخشخاش الأسود
والخس ويحمل إلى سائر الدنيا قال وصورت الدنيا للرشيد فلم يستحسن إلا كورة أسيوط
وبها ثلاثون ألف فدان في استواء من الأرض لو وقعت فيها قطرة ماء لانتشرت في جميعها
لا يظمأ فيها شبر وكانت أحد متنزهات أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون وينسب
إليها جماعة منهم أبو علي الحسن بن علي بن الخضر بن عبد الله الأسيوطي توفي سنة
273 وغيره
باب الهمزة والشين وما يليهما
الأشاءة بالفتح وبعد الألف همزة مفتوحة وتاء التأنيث موضع أظنه باليمامة أو ببطن
الرمة قال زياد بن منقذ العدوي يا ليت شعري عن جنبي مكشحة وحيث تبنى من الحناءة
الأطم عن الأشاءة هل زالت مخارمها أم هل تغير من آرامها إرم قالوا الحناءة الجص
والأشاءة في الأصل صغار النخل وقال إسمعيل بن حماد الأشاءة همزته منقلبة عن الياء
لأن تصغيره أشيء وقد رد ابن جني هذا وأعظمه وقال ليس في الكلام كلمة فاؤها وعينها
همزتان ولا عينها ولامها أيضا همزتان بل قد جاءت أسماء محصورة فوقعت الهمزة فيها
فاء ولاما وهي أاءة وأجأ وأخبرني أبو علي أن محمد بن حبيب حكى في اسم علم أتاءة
وذهب سيبويه في قولهم ألاءة وأشاءة إلى أنهما فعالة مما لامه همزة فأما أباءة فذكر
أبو بكر محمد بن السري فيما حدثني به أبو علي عنه أنها من ذوات الياء من أبيت
فأصلها عنده أباية ثم عمل فيها ما عمل في عباية وصلاية وعطاية حتى صرن عباءة
وصلاءة وعطاءة في قول من همز ومن لم يهمز أخرجهن على أصولهن وهو القياس اللغوي
وإنما حمل أبا بكر على هذا الاعتقاد في أباءة أنها من الياء وأصلها أباية المعنى
الذي وجده في أباءة من أبيت وذلك أن الأباءة هي الأجمة وهي القصبة والجمع بينها
وبين أبيت أن الأجمة ممتنعة بما ينبت فيها من القصب وغيره من السلوك والتصرف
وخالفت بذلك حكم البراح والبراز وهو النقي من الأرض فكأنها أبت وامتنعت على سالكها
فمن ههنا حملها عندي على أبيت فأما ما ذهب إليه سيبويه أن ألاءة وأشاءة مما لامه
همزه فالقول فيه عندي إنه عدل بهما عن أن يكونا من الياء كعباءة وعباية وصلاءة
وصلاية وعطاءة وعطاية منهن على إنها بدل الياء التي ظهرت فيهن لاما ولما لم يسمعهم
يقولون أشاية ولا ألاية ورفضوا فيهما الياء البتة دله ذلك على أن الهمزة فيهما لام
أصلية غير منقلبة عن واو ولا ياء ولو كانت الهمزة فيهما بدلا لكنوا خلقاء أن
يظهروا ما هو بدل منه ليستدلوا به عليهما كما فعلوا ذلك في عباءة وأخيتها وليس في
ألاءة وأشاءة من الاشتقاق من الياء ما في أباءة من كونها في معنى أبية فلهذا جاز
لأبي بكر أن يزعم أن همزتها من الياء وإن لم ينطقوا فيها بالياء
أشابة موضع بنجد قريب من الرمل
الأشافي بلفظ جمع الإشفى الذي يخرز به واد في بلاد بني شيبان قال الأعشى أمن جبل
الأمرار صرت خيامكم على نبإ أن الأشافي سائل هذا مثل ضربه الأعشى لأن اهل جبل
الأمرار لا
يرحلون إلى الأشافي
ينتجعونه لبعده إلا أن يجدبواكل الجدب ويبلغهم أنه مطر وسال
أشاقر كأنه جمع أشقر نحو أحوص وأحاوص جبال بين مكة والمدينة وقد روي بضم أوله
وأنشد أبو الحسين المهلبي لجران العود عقاب عقنباة ترى من حذارها ثعالب أهوى أو
أشاقر تضبح الأشأمان بلفظ التثنية موضع في قول ذي الرمة وإن ترسمت من خرقاء منزلة
ماء الصبابات من عينيك مسجوم كأنها بعد أحوال مضين لها بالأشأمين يمان فيه تسهيم
أشاهم يالضم ويقال أشاهن بالنون موضع في شعر ابن أحمر
أشبورة بالضم ثم السكون وضم الباء الموحدة وواو ساكنة وراء وهاء ناحية بالأندلس من
أعمال طليطلة ويقولون أشبورة من أعمال إستجة ولا أدري أهما موضعان يقال لك واحد
منهما أشبورة أم هو واحد أشبونة بوزن الذي قبله إلا أن عوض الراء نون وهي مدينة
بالأندلس أيضا يقال لها لشبونة وهي متصلة بشنترين قريبة من البحر المحيط يوجد على
ساحلها العنبر الفائق قال ابن حوقل هي على مصب نهر شنترين إلى البحر قال ومن النهر
وهو المعدن إلى أشبونة إلى شنترة يومان وينسب إليها جماعة منهم أبو إسحاق إبراهيم
بن هارون بن خلف بن عبد الكريم بن سعيد المصمودي من البربر ويعرف بالزاهد الأشبوني
سمع محمد بن عبد الملك ابن أيمن وقاسم بن أصبغ وغيرهما وكان ضابطا لما كتب ثقة
توفي سنة 360
إشبيلية بالكسر ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة ولام وياء خفيفة مدينة
كبيرة عظيمة وليس بالأندلس اليوم أعظم منها تسمى حمص أيضا وبها قاعدة ملك الأندلس
وسريره وبها كان بنو عباد ولمقامهم بها خربت قرطبة وعملها متصل بعمل لبلة وهي غربي
قرطبة بينهما ثلاثون فرسخا وكانت قديما فيما يزعم بعضهم قاعدة ملك الروم وبها كان
كرسيهم الأعظم وأما الآن فهو بطليطلة
وإشبيلية قريبة من البحر يطل عليها جبل الشرف وهو جبل كثير الشجر والزيتون وسائر
الفواكه ومما فاقت به على غيرها من نواحي الأندلس زراعة القطن فإنه يحمل منها إلى
جميع بلاد الأندلس والمغرب وهي على شاطىء نهر عظيم قريب في العظم من دجلة أو النيل
تسير فيه المراكب المثقلة يقال له وادي الكبير وفي كورتها مدن وأقاليم تذكر في مواضعها
ينسب إليها خلق كثير من أهل العلم منهم عبد الله بن عمر بن الخطاب الإشبيلي وهو
قاضيها مات سنة 726
أشتابديزة بالضم ثم السكون وتاء مثناة وألف وباء موحدة مفتوحة ودال مكسورة وياء
ساكنة وزاي وهاء محلة كبيرة بسمرقند متصلة بباب دستان ينسب إليها جماعة ويزيدون
إذا نسبوا إليهاكافا في آخرها فيقولون أشتابديزكي منها أبو الفضل محمد بن صالح بن
محمد بن الهيثم الكرابيسي الأشتابديزكي السمرقندي كان مكثرا من الحديث روى عن عبد
الله بن عبد الرحمن الدارمي توفي سنة 223
أشتاخوست بالفتح ثم
السكون وتاء مثناة وألف والخاء معجمة مفتوحة والواو والسين يلتقي فيها ساكنان
خفيفان وتاء مثناة أخرى قرية بينها وبين مرو ثلاثة فراسخ منها أبو عبد الله
الأشتاخوستي كان زاهدا صالحا
أشترج بالضام ثم السكون وتاء مثناة مضمومة وراء ساكنة وجيم قرية في أعالي مرو يقال
لها أشترج بالا معناه أشترج الأعلى وهذا يري أن هناك أشترج الأسفل ينسب إلى أشترج
بالا أبو القاسم شاه بن النزال بن شاه السعدي الأشترجي مات في شهر رمضان سنة 103
أشتر بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة وراء ناحية بين نهاوند وهمذان قال ابن
الفقيه وعلى جبال نهاوند طلسمان وهما صورة ثور وسمكة من ثلج لا يذوبان شتاء ولا
صيفا وهما ظاهران مشهوران ويقال إنهما للماء حتى لا يقل بنهاوند ومن ذلك الجبل
ينقسم نصفين يعني ماء عين فيه نصف يأخذ في الغرب حتى يسقي رستاقا يعرف برستاق
الأشتر وأهله يسمونه ليشتر وبين الأشتر ونهاوند عشرة فراسخ ومنها إلى سابورخواست
اثنا عشر فرسخا ينسب إليها جماعة منهم أبو محمد مهران بن محمد الأشتري البصري ولم
يتحقق لي هل هو من هذا الموضع أم بعض أجداده كان يقال له الأشتر الأشتوم بالضم ثم
السكون وتاء مثناة مضمومة والواو ساكنة وميم موضع قرب تنيس قال يحيى بن الفضيل
حمار أتى دمياط والروم وثب بتنيس منه رأي عين وأقرب يقيمون بالأستوم يبغون مثلما
أصابوه من دمياط والحرب ترتب وقال الحسن بن محمد المهلبي في كتابه العزيزي ومن
تنيس إلى حصن الأشتوم وفيه مصب ماء البحيرة إلى بحر الروم ستة فراسخ ومن هذا الحصن
إلى مدينة الفرما في البر ثمانية أميال وفي البحيرة ثلاثة فراسخ ثم قال عند ذكر
دمياط ومن شمالي دمياط يصب النيل إلى البحر الملح في موضع يقال له الأشتوم عرض
النيل هناك نحو مائة ذراع وعليه من حافتيه سلسلة حديد وهذا غير الأول
أشتون مثل الذي قبله إلا أن عوض الميم نون حصن بالأندلس من أعمال كورة جيان وفي
ديوان المتنبي يذكر وخرج أبو العشائر يتصيد بالأشتون أظنه قرب أنطاكية والله أعلم
إشتيخن بالكسر ثم السكون وكسر التاء المثناة وياء ساكنة وخاء معجمة مفتوحة ونون من
قرى صغد سمرقند بينها وبين سمرقند سبعة فراسخ قال الإصطخري وأما إشتيخن فهي مدينة
مفردة في العمل عن سمرقند ولها رساتيق وقرى وهي على غاية النزهة وكثرة البساتين
والقرى والخصب والأشجار والثمار والزروع ولها مدينة وقهندز وربض وأنهار مطردة
وضياع ومن بعض قراها عجيف بن عنبسة وبها قراه إلى أن استصفاها المعتصم ثم أقطعها
المعتمد على الله محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر وينسب إليها جماعة وافرة من
أهل العلم منهم أبو بكر محمد ابن أحمد بن مت الإشتيخني كان من أئمة أصحاب الشافعي
حدث بصحيح البخاري عن الفربري توفي في سنة 183 وقيل سنة 883 وغيره
أشداخ بالفتح ثم
السكون وآخره خاء معجمة والشدخ كسر الشيء الأجوف تقول شدخت رأسه فانشدخ وهو موضع
في عقيق المدينة قال أبو وجزة السعدي تأبد القاع من ذي العش فالبيد فتغلمان فأشداخ
فعبود أشرف بالفتح موضع بالحجاز في ديار بني نصر ابن معاوية
ذو أشرق بالقاف مضاف إليه ذو فيقال ذو أشرق بلدة باليمن قرب ذي جبلة منها أحمد بن
محمد الأشرقي الشاعر يمدح الملك المعز إسماعيل بن سيف الإسلام طغتكين بن أيوب
بقصيدة أولها بني العباس هاتوا ناظرونا أراد قبحه الله وأخزاه أن يفضله عليهم وكان
ذلك في أوائل ادعاء إسماعيل الخلافة والنسب في بني أمية وصنع على لسان إسمعيل
ونحله إياه قسما بالمسومات العتاق وبسمر القنا وبيض الرقاق وبجيش أجش يحسب بحرا
موجه السابغات يوم التلاقي لتدوسن مصر خيلي ورجلي ودمشق العظمى وأرض العراق ومن ذي
جبلة كان أيضا الفقيه القاضي مسعود بن علي ابن مسعود الأشرقي وكان قد ولي القضاء
باليمن بعد عزل صفي الدين أحمد بن علي بن أبي بكر العرشاني مات بذي أشرق في أيام
أتابك سنقر مملوك سيف الإسلام في حدود سنة 095 وصنف كتابا سماه كتاب الأمثال في
شرح أمثال اللمع لأبي إسحاق الشيرازي وسير إليه رجل يقال له سليمان ابن حمزة من
أصحاب عبد الله بن حمزة الخارجي من بلاد بني حبيش عشر مسائل في أصول الدين فأجاب
عنها بكتاب سماه الشهاب وصنف كتابا في شروط القضاء ومات ولم يتمه وسير إليه الشريف
عبد الله ابن حمزة الخارجي مسائل في صحة إمامة نفسه فصنف كتابا أبطل فيه جميع ما
أورده من الشبه
أشروسنة بالضم ثم السكون وضم الراء وواو ساكنة وسين مهملة مفتوحة ونون وهاء أورده
أبو سعد رحمه الله بالسين المهملة وهذا الذي أوردته هاهنا هو الذي سمعته من ألفاظ
أهل تلك البلاد
وهي بلدة كبيرة بما وراء النهر من بلاد الهياطلة بين سيحون وسمرقند وبينها وبين
سمرقند ستة وعشرون فرسخا معدودة في الإقليم الرابع طولها إحدى وتسعون درجة وسدس
وعرضها ست وثلاثون درجة وثلثان قال الإصطخري أشروسنة اسم الإقليم كما أن الصغد اسم
الإقليم وليس بها مكان ولا مدينة بهذا الاسم والغالب عليها الجبال والذي يطوف بها
من أقاليم ما وراء النهر من شرقيها فرغانة ومن غربيها حدود سمرقند وشماليها الشاش
وبعض فرغانة وجنوبيها بعض حدود كش والصغانيان وشومان وواشجرد وراشت ومدينتها
الكبرى يقال لها بلسان الأشروسنة ومن مدنها بنجيكت وساباط وزامين وديزك وخرقانة
ومدينتها التي يسكنها الولاة بنجيكت ينسب إلى أشروسنة أمم من إهل العلم منهم أبو
طلحة حكيم بن نصر بن خالج بن جندبك وقيل جندلك الأشروسني
إش بالكسر وتشديد الشين من قرى خوارزم
أش بالفتح والشين
مخففة وربما مدت همزته مدينة الأشات بالأندلس من كورة البيرة وتعرف بوادي أش
والغالب على شجرها الشاهبلوط وتنحدر إليها أنهار من جبال الثلج بينها وبين غرناطة
أربعون ميلا وهي بين غرناطة وبجانة وفيها يكون الإبريسم الكثير قال ابن حوقل بين
ماردة ومدلين يومان ومنها إلى ترجيلة يومان ومنها إلى قصر أش يومان ومن قصر أش إلى
مكناسة يومان قلت ولا أدري قصر أش هو وادي أش أو غيره
أشطاط بالفتح والطاءان مهملان يجوز أن يكون جمع شط وهو البعد أو جمع الشطط وهو
الجور ومجاوزة القدر وغدير الأشطاط قريب من عسفان قال عبيد الله بن قيس الرقيات لم
تكلم بالجلهتين الرسوم حادث عهد أهلها أم قديم سرف منزل لسلمة فالظه ران منا منازل
فالقصيم فغدير الأشطاط منها محل فبعسفان منزل معلوم صدروا ليلة انقضى الحج فيهم
خرة زانها أغر وسيم يتقي أهلها النفوس عليها فعلى نحرها الرقى والتميم الأشعر
بالفتح ثم السكون وفتح العين المهملة وراء الأشعر والأقرع جبلان معروفان بالحجاز
قال أبو هريرة خير الجبال أحد والأشعر وورقان وهي بين مكة والمدينة وقال ابن
السكيت الأشعر جبل جهينة ينحدر على ينبع من أعلاه وقال نصر الأشعر والأبيض جبلان
يشرفان على سبوحة وحنين والأشعر والأجرد جبلا جهينة بين المدينة والشام
الأشفار بالفاء كأنه جمع شفر وهو الحد بلد بالنجد من أرض مهرة قرب حضرموت بأقصى
اليمن له ذكر في أخبار الردة
أشفند بالفتح ثم السكون وفتح الفاء وسكون النون ودال مهملة كورة كبيرة من نواحي
نيسابور قصبتها فرهاذجرد أول حدودها مرج الفضاء إلى حد زوزن والبوزجان وهي ثلاث
وثمانون قرية لها ذكر في خبر عبد الله بن عامر بن كريز أنه نزلها في عسكره فأدركهم
الشتاء فعادوا إلى نيسابور
أشفورقان من قرى مرو الرود والطالقان فيما أحسب منها عثمان بن أحمد بن أبي الفضل
أبو عمرو الأشفورقاني الحصري كان إماما فاضلا حسن السيرة جميل الأمر وكان إمام
جامع أشفورقان سمع أبا جعفر محمد بن عبد الرحمن بن أبي القصر الخطيب السنجري وأبا
جعفر محمد بن الحسين السمنجاني الفقيه وأبا جعفر محمد بن محمد بن الحسن الشرابي
قال أبو سعد قرأت عليه بأشفورقان عند منصرفي من بلخ وكانت ولادته تقديرا سنة 714
ووفاته في سنة 945
الإشفيان تثنية الإشفى الذي يخرز به طربان يكتنفان ماء يقال له الظبي لبني سليم
أشقاب بالفتح ثم السكون وقاف وألف وباء موحدة موع في قول اللهبي فالهاوتان فكبكب
فجتاوب فالبوص فالأفراع من أشقاب
أشقالية بالفتح
واللام مكسورة وياء خفيفة إقليم من بطليوس من نواحي الأندلس
أشقر أشقر و شقراء من قرى اليمامة لبني عدي ابن الرباب
الأشق القاف مشددة موضع في قول الأخطل يصف سحابا باتت يمانية الرياح تقوده حتى
استقاد لها بغير حبال في مظلم غدق الرباب كأنما يسقي الأشق وعالجا بدوالي أشقوبل
بالضم ثم السكون وضم القاف والواو ساكنة وباء موحدة مضمومة ولام مدينة في ساحل
جزيرة صقلية
أشقة القاف مفتوحة مدينة مشهورة بالأندلس متصلة الأعمال بأعمال بربطانية في شرقي
الأندلس ثم في شرقي سرقسطة وشرقي قرطبة وهي مدينة قديمة أزلية متقنة العمارة هي
اليوم بيد الإفرنج ولها حصون ومعاقل تذكر في مواضعها إن شاء الله تعالى
أشكابس بالفتح وفتح الكاف وبعد الألف باء موحدة مضمومة وسين مهملة حصن بالأندلس من
أعمال شنتمرية
إشكرب بالكسر وراء ساكنة وباء موحدة مدينة في شرقي الأندلس ينسب إليها أبو العباس
يوسف بن محمد بن فارو الإشكربي ولد باشكرب ونشأ بجيان فانتسب إليها وسافر إلى
خراسان وأقام ببلخ إلى أن مات بها في سنة 845
أشكر بالفتح وضم الكاف قرية من قرى مصر بالشرقية وبمصر أيضا اسكر ذكرته
إشكنوار بالكسر وفتح الكاف وسكون النون وواو وألف وراء بلد بفارس
أشكوران بالفتح وضم الكاف وواو ساكنة وراء وألف ونون من قرى أصبهان قال أبو طاهر
محمد أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن إبروية الأشكوراني قدم علينا
أصبهان وقرأت عليه وسألته عن مولده فقال سنة 714
وتوفي سنة 394 قال وأشكوران من ضياع أصبهان وقال أخبرني جدي أبو أمي أبو نصر منصور
بن محمد بن بهرام
أشكونية بكسر النون وياء مفتوحة من نواحي الروم بالثغر غزاها سيف الدولة بن حمدان
فقال شاعره أبو العباس الصفري وشدد الياء ضرورة وحلت بأشكونية كل نكبة ولم يك وفد
الموت عنها بناكب جعلت رباها للخوامع مرتعا ومن قبل كانت مرتعا للكواعب إشكيذبان
بكسر أوله والكاف وياء ساكنة وفتح الذال المعجمة وباء موحدة وألف ونون قرية بين
هراة وبوشنج ينسب إليها الإمام أبو العباس الإشكيذباني وأبو الفتح محمد بن عبد
الله بن الحسين الإشكيذباني سمع بهمذان من أبي الفضل أحمد بن سعد بن حمان ومن أبي
الوقت عبد الأول الشجزى ومات بمكة في حدود سنة 095
أشكيشان بالفتح
وكسر الكاف وياء ساكنة وشين أخرى معجمة وألف ونون من قرى أصبهان منها أبو محمد
محمود بن محمد بن الحسن بن حامد الأشكيشاني حدث عن أبي بكر بن رندة وغيره
أشلاء اللحام أشلاء جمع شلو وهي الأعضاء من اللحم وبنو فلان أشلاء في بني فلان أي
بقايا فيهم واللحام بكسر اللام والحاء المهملة اسم موضع
الأشل جبل في ثغور خراسان غزاه الحكم بن عمرو الغفاري
إشليم بالكسر ثم السكون وكسر اللام وياء ساكنة وميم كورة أو قرية بحوف مصر الغربي
أشمذان بفتح أوله والميم والذال معجمة مفتوحة وألف ونون مكسورة بلفظ التثنية يقال
شمذت الناقة بذنبها إذا رفعته ويقال للنحل شمذ لأنهن يرفعن أذنابهن وقيل في قول
رزاح بن ربيعة العذري أخي قصي لأمه جمعنا من السر من أشمذين ومن كل حي جمعنا قبيلا
وقيل أشمذان هاهنا جبلان وقيل قبيلتان وقال نصر أشمذان تثنية أشمد جبلان بين
المدينة وخيبر تنزلهما جهينة وأشجع
إشمنت بكسر الميم وسكون النون وتاء مثناة قرية بالصعيد الأدنى غربي النيل وقيل
إنها إشنمت النون قبل الميم
أشموم بضم الميم وسكون الواو اسم لبلدتين بمصر يقال لإحداهما أشموم طناح وهي قرب
دمياط وهي مدينة الدقهلية والأخرى أشموم الجريسات بالمنوفية طناح بفتح الطاء
والنون والجريسات بضم الجيم وفتح الراء وياء ساكنة وسين مهملة وألف وتاء مثناة
أشمون بالنون وأهل مصر يقولون الأشمونين وهي مدينة قديمة أزلية عامرة آهلة إلى هذه
الغاية وهي قصبة كورة من كور الصعيد الأدنى غربي النيل ذات بساتين ونخل كثير سميت
باسم عامرها وهو أشمن بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح قالوا قسم مصر بن بيصر نواحي
مصر بين ولده فجعل لابنه أشمن من أشمون فما دونها إلى منف في الشرق والغرب وسكن
أشمن من أشمون فسميت به ينسب إليها جماعة منهم أبو إسماعيل ضمام بن إسماعيل بن
مالك المعافري الأشموني مات بالإسكندرية سنة 581 وهجنع بن قيس الحارثي يروي عن
حوثرة ابن مسهر وعن حذيفة بن اليمان روى عنه عبد العزيز بن صالح وسعيد بن راشد
وعبد الرحمن بن رزين وخلاد بن سليمان قال أبو سعيد عبد الرحمن ابن أحمد بن يونس
الحافظ وكان يعني هجنعا يسكن الأشمون من صعيد مصر وأحسبه من ناقلة الكوفة وذكره
أبو سعد السمعاني كما ذكره ابن يونس سواء إلا أنه وهم في موضعين أحدهما أنه قال
قيس بن حارث وإنما هو الحارثي وقال هو من أهل أشموس قال آخره سين مهملة هذا لفظة
قرية من صعيد مصر وإنما هو أشمونين
أشمونيث بكسر النون وياء ساكنة وثاء مثلثة عين في ظاهر حلب في قبلتها تسقي بستانا
يقال له الجوهري وإن فضل منها شيء صب في قويق ذكره منصور بن مسلم بن أبي الحرجين
يتشوق
حلب أيا سائق
الأظعان من أرض جوشن سلمت ونلت الخصب حيث ترود أبن لي عنها تشف ما بي من الجوي فلم
يشف ما بي عالج وزرود هل العوجان الغمر صاف لوارد وهل خضبته بالخلوق مدود وهل عين
أشمونيث تجري كمقلتي عليها وهل ظل الجنان مديد إذا مرضت ودت بأن ترابها لها دون
أكحال الأساة برود ومن جرب الدنيا على سوءفعلها يعيب ذميم العيش وهو حميد إذا لم
تجد ما تبتغيه فخض بها غمار السرى أم الطلاب ولود أشميون الميم مكسورة وياء مضمومة
وواو ساكنة ونون من قرى بخارى وقيل محلة ينسب إليها أبو عبد الله حاتم بن قديد
الأشميوني من شيوخ محمد بن إسماعيل البخاري
أشناذجرد نون وألف وذال معجمة ساكنة وجيم مكسورة وراء ودال مهملة قرية نسب إليها السلفي
أبا العباس أحمد بن الحسن بن محمد بن علي الأشناذجردي وقال أنشدني بنهاوند فؤادي
منك منصدع جريح ونفسي لا تموت فتستريح وفي الأحشاء نار ليس تطفى كأن وقودها قصب
وريح أشنانبرت الألف والنون الثانية ساكنتان وباء موحدة مكسورة وراء ساكنة وتاء
مثناة من قرى بغداد منها أبو طاهر إسحاق بن هبة الله الحسن الأشنانبرتي الضرير حدث
عن أبي إسحاق إبراهيم ابن محمد الغنوي الرقي بالخطب النباتية وعن غيره وسكن دمش
إلى حين وفاته روى عنه أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصري التغلبي
الدمشقي في معجمه وكان حيا في سنة 295
الأشنان بالضم وهو الذي تغسل به الثياب
قنطرة الأشنان محلة كانت ببغداد ينسب إليها محمد بن يحيى الأشناني روى عن يحيى بن
معين حدث عنه سعيد بن أحمد بن عثمان الأنماطي وغيره وهو الذي في عداد المجهولين
أشند بفتحتين ثم السكون ودال مهملة قرية من قرى بلخ
أشنه بالضم ثم السكون وضم النون وهاء محضة بلدة شاهدتها في طرف أذربيجان من جهة
إربل بينها وبين أرمية يومان وبينها وبين إربل خمسة أيام وهي بين إربل وأرمية ذات
بساتين وفيها كمثرى يفضل على غيره يحمل إلى جميع ما يجاورها من النواحي إلا أن
الخراب فيها ظاهر وكان ورودي إليها مجتازا من تبريز سنة 671 نسب المحدثون إليها
جماعة من الرواة على ثلاثة أمثلة أشناني كذا نسبوا أبا جعفر محمد بن عمر بن حفص
الأشناني الذي روى عنه أبو عبد الله الغنجاري وهو منها قاله محمد بن طاهر المقدسي
قال رأيتهم ينسبون إلى هذه القرية الأشنهي ولكن هكذا نسبه أبو سعد الماليني في بعض
تخاريجه قال وربما قالوا بالهمزة بعد الألف قالوا الأشنائي على غير قياس وإليها
ينسب الفقيه عبد
العزيز بن علي الأشنهي الشافعي تفقه على أبي إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزاباذي
وسمع الحديث من أبي جعفر بن مسلمة وصنف مختصرا في الفرائض جوده
إشنين بالكسر والنون أيضا وياء ساكنة ونون أخرى والعامة تقول إشني قرية بالصعيد
إلى جنب طنبذى على غربي النيل وتسمى هذه وطنبذى العروسين لحسنهما وخصبهما وهما من
كورة البهنسا
أشوقة بالضم ثم الضم وسكون الواو وقاف وهاء بلدة بالأندلس ينسب إليها أحمد بن محمد
ابن مرحب أبو بكر الأشوقي فقيه مفت وله سماع من أبي عبد الله بن دليم وأحمد بن سعد
ومات سنة 073 قاله أبو الوليد بن الفرضي
أشونة بالنون مكان القاف حصن بالأندلس من نواحي إستجة وعن السلفي أشونة حصن من نظر
قرطبة منه الأديب غانم بن الوليد المخزومي الأشوني وهو الذي يقول فيما ذكر السلفي
ومن عجب أني أحن إليهم وأسأل عنهم من لقيت وهم معي وتطلبهم عيني وهم في سوادها
ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي أشيح بالفتح ثم السكون وياء مفتوحة وحاء مهملة اسم
حصن منيع عال جدا في جبال اليمن قال عمارة اليمني حدثني المقرىء سلمان بن ياسين
وهو من أصحاب أبي حنيفة قال بت في حصن أشيح ليالي كثيرة وأنا عند الفجر أرى الشمس
تطلع من المشرق وليس لها من النور شيء وإذا نظرت إلى تهامة رأيت عليها من الليل
ضبابا وطخاء يمنع الماشي من أن يعرف صاحبه من قريب وكنت أظن ذلك من السحاب والبخار
وإذا هو عقابيل الليل فأقسمت أن لا أصلي الصبح إلا على مذهب الشافعي لأن أصحاب أبي
حنيفة يؤخرون صلاة الصبح إلى أن تكاد الشمس أن تطلع على وهاد تهامة وما ذاك إلا
لأن المشرق مكشوف لأشيح من الجبال لعلو ذروته
وقال أبو عبد الله الحسين بن قاسم الزبيدي يمدح الراعي سبأ بن أحمد الصلحي وكان
منزله بهذ الحصن إن ضامك الدهر فاستعصم بأشيحه أو نابك الدهر فاستمطر بنان سبا ما
جاءه طالب يبغي مواهبه إلا وأزمع منه فقره هربا بني المظفر ما امتدت سماء على إلا
وألقيتم في أفقها سهبا أشير بكسر ثانيه وياء ساكنة وراء مدينة في جبال البربر
بالمغرب في طرف إفريقية الغربي مقابل بجاية في البر كان أول من عمرها زيري بن مناد
الصنهاجي وكان سيد هذه القبيلة في أيامه وهو جد المعز بن باديس وملوك إفريقية بعد
خروج الملقب بالمعز منها وكان زيري هذا في بدء أمره يسكن الجبال ولما نشأ ظهرت منه
شجاعة أوجبت له أن اجتمع إليه طائفة من عشيرته فأغار بهم على من حوله من زناته
والبربر ورزق الظفر بهم مرة بعد مرة فعظم جمعه وطالبته نفسه بالإمارة وضاق عليه
وعلى أصحابه مكانهم فخرج يرتاد له موضعا ينزله فرأى أشير وهوموضع خال وليس به أحد
مع كثرة عيونه وسعة فضائه وحسن منظره فجاء بالبنائين من المدن التي حوله وهي
المسيلة وطبنة وغيرهما
وشرع في إنشاء
مدينة أشير وذلك في سنة 423 فتمت إلى أحسن حال وعمل على جبلها حصنا مانعا ليس إلى
المتحصن به طريق إلا من جهة واحدة تحميه عشرة رجال وحمى زيري أهل تلك الناحية وزرع
الناس فيها وقصدها أهل تلك النواحي طلبا للأمن والسلامة فصارت مدينة مشهورة
وتملكها بعده بنو حماد وهم بنو عم باديس واستولوا على جميع ما يجاورها من النواحي
وصاروا ملوكا لا يعطون أحدا طاعة وقاوموا بني عمهم ملوك إفريقية آل باديس ومن أشير
هذه الشيخ الفاضل أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري إمام أهل الحديث والفقه والأدب
بحلب خاصة وبالشام عامة استدعاه الوزير عون الدين أبو المظفر يحيى بن محمد بن
هبيرة وزير المقتفي والمستنجد وطلبه من الملك العادل نور الدين محمد بن زنكي فسيره
إليه وقرأ كتاب ابن هبيرة الذي صنفه وسماه الإيضاح في شرح معاني الصحاح بحضوره
وجرت له مع الوزير منافرة في شيء اختلف فيه أغضب كل واحد منهما صاحبه وردف ذلك
اعتذار من الوزير وبره برا وافرا ثم سار من بغداد إلى مكة ثم عاد إلى الشام فمات
في بقاع بعلبك في سنة 561
أشيقر بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وكسر القاف وراء واد بالحجاز قال الحفصي الأشيقر
جبل باليمامة وقرية لبني عكل قال مضرس بن ربعي تحمل من وادي أشيقر حاضره وألوى
بريعان الخيام أعاصره ولم يبق بالوادي لأسماء منزل وحوراء إلا مزمن العهد دائره
ولم ينقص الوسمي حتى تنكرت معالمه واعتم بالنبت حاجره فلا تهلكن النفس لوما وحسرة
على الشيء سداه لغيرك قادره الأشيمان بالفتح ثم السكون تثنية أشيم موضعان وقيل
حبلان بالحاء المهملة من رمل الدهناء وقد ذكرهما ذو الرمة في غير موضع من شعره
ورواه بعضهم الأشامان وقد تقدم قول ذي الرمة كأنها بعد أحوال مضين لها بالأشيمين
يمان فيه تسهيم وقال السكري الأشيمان في بلاد بني سعد بالبحرين دون هجر
الأشيم واحد الذي قبله وياأه مفتوحة وهو في الأصل الشيء الذي به شامة وهو موضع غير
الذي قبله والله أعلم
أشي بالضم ثم الفتح والياء مشددة قال أبو عبيد السكوني من أراد اليمامة من النباج
سار إلى القريتين ثم خرج منها إلى أشي وهو لعدي الرباب وقيل هو للأحمال من بلعدوية
وقال غيره أشي موضع بالوشم والوشم واد باليمامة فيه نخل وهو تصغير الأشاء وهو صغار
النخل الواحدة أشاءة وقال زياد بن منقذ التميمي أخو المرار يذكره لا حبذا أنت يا
صنعاء من بلد ولا شعوب هوى مني ولا نقم وحبذا حين تمسي الريح باردة وادي أشي
وفتيان به هضم الواسعون إذا ما جر غيرهم على العشيرة والكافون ما جرموا
والمطعمون إذا هبت
شآمية وباكر الحي في صرادها صرم لم ألق بعدهم حيا فأخبرهم إلا يزيدهم حبا إلي هم
وهي قصيدة شاعر في اختيار أبي تمام أنا أذكرها بمشيئة الله وتوفيقه في صنعاء وقال
عبدة بن الطبيب هذه الأبيات إن كنت تجهل مسعاتي فقد علمت بنو الحويرث مسعاتي
وتكراري والحي يوم أشي إذ ألم بهم يوم من الدهر إن الدهر مرار لولا يجودة والحي
الذين بها أمسى المزالف لا تذكو بها نار والمزالف ما دنا من النار قال نصر بن حماد
الأشاءة همزته منقلبة عن ياء لأن تصغيره أشي بلفظ اسم هذا الموضع وقد خالفه سيبويه
في ذلك وحكينا كلام أبي الفتح بن جني في ذلك في أشاءة ونتبعه بحكاية كلامه في أشي
ههنا قال قال لي شيخنا أبو علي قد ذهب قوم إلى أن أشياء من لفظ أشي هذا فهي على
هذا فعلاء لا أفعال ولا أفعلاء ولا لفعاء ولامه مجهولة وهي تحتمل الحرفين الهمزة
والياء كأنها أغلب على اللام ولا يجوز على هذا أن يكون أشي من لفظ وشئت بهمزة لامه
لانضمامها كأجوه وأقنة لقولهم أشياء بالهمز ولو كان منه لوجب وشياء لانفتاح الهمزة
ولا تقيس على أحد وأناة لقلته وينبغي لأشي أن يكون مصروفا فإن ظاهر أمره أن يكون
فعيلا وفعيل أبدا مصروف عربيا كان أو عجميا وقد روي أشي هذا غير مصروف ولا أدفع أن
يكون هذا جائزا فيه وهو أن يكون تحقير أفعل من لفظ شويت حقر وهو صفة فيكون أصله
أشوى كأحوى حقر فحذفت لامه كحذف لام أحوى وأما قياس قول عيسى فينبغي أن يصرف وإن
كان تحقير أفعل صفة ولو كان من لفظ شويت لجاز فيه أيضا أشيو كما جاز من أحا أحيو
غير أن ما فيه من علمية يسجله فيحظر عليه ما يجوز فيه في حال إشاعته وتنكيره وقد
يجوز عندي في أشي هذا أن يكون من لفظ أشاءة فاؤه ولامه همزتان وعينه شين فيكون
بناؤه من أشأ وإذا كان كذلك احتمل أن يكون مكبره فعلا كأنه أشأ أحد أمثلة الأسماء
الثلاثية العشرة غير أنه حقر فصار تقديره أشيء كأشيع ثم حففت همزته بأن أبدلت ياء
وأدغمت فيها ياء التحقير فصار أشيء كقولكم في تحقير كم مع تخفيف الهمزة كمي وقد
يجوز أن يكون أشيء من قوله وادي أشي تحقير أشيأ أفعل من لفظ شأوت أو شأيت حقر فصار
أشيء كأعيم ثم خففت همزته فأبدلت ياء وأدغمت ياء التحقير فيها كقولك في تخفيف
تحقير أرؤس أريس فاجتمعت معك ثلاث ياءات ياء التحقير والتي بعدها بدلا من الهمزة
ولام الفعل فصارت إلى أشي
ومن حذف من آخر تحقير أحوى فقال أحي مصروفا أو غير مصروف لم يحذف من هذه الياءات
الثلاث في أشي شيئا وذلك أنه ليس معه في الحقيقة ثلاث ياءات
ألا تعلم أن الياء الوسطى إنما هي همزة مخففة والهمزة المخففة عندهم في حكم
المحققة فكما لا يلزم الحذف مع تخفيف الهمزة في أشي من قولك هذا أشي ورأيت أشيا
كذلك لا يحذف من أشيء أولا تعلم أنك إن حقرت براء اسم رجل في قياس قول يونس في رد
المحذوف
ثم خففت الهمزة
لزمك أن تقول هذا بري فتجمع بين ثلاث ياءات ولا تحذف منهن شيئا من حيث كانت الوسطى
منهن همزة مخففة وقياس قول العرب في تخفيف رؤيا رؤيا وقول الخليل في تخفيف فعل من
أويت أوى وقول أبي عثمان في تخفيف الهمزتين معا من مثال افعوعلت من وأيت إواويت أن
تحذف حرفا من آخر أشي هذا فتقول أشي مصروفا أو غير مصروف على خلاف القوم فيه فجرى
عليه غير اللازم مجرى اللازم وقد يجوز في أشي أيضا أن يكون تحقير أشأى وهو فعلى
كأرطى من لفظ أشأة حقر كأريط فصار أشينا ثم أبدلت همزته للتخفيف ياء فصار أشييا
واصرفه في هذا البتة كما تصرف أريطا معرفة ونكرة ولا تحذف هنا ياء كما لم تحذفها
فيما قبل لأن الطريقين واحدة لكن من أجاز الحذف على إجراء غير اللازم مجرى اللازم
أجاز الحذف هنا أيضا قال وفيه ما هو أكثر من هذا ولو كانت مسألة مفردة لوجب بسطها
وفي هذا ههنا كفاية إن شاء الله تعالى
باب الهمزة والصاد وما يليهما
الإصاد بالكسر اسم الماء الذي لطم عليه داحس فرس قيس بن زهير العبسي وكان قد أجراه
مع الغبراء فرس لحذيفة بن بدر الفزاري كان قد أوقف له قوما في الطريق فلما جاء
داحس سابقا لطم وجهه حتى سبق فكان في ذلك حرب داحس والغبراء أربعين عاما وآخر ذلك
قتل أولاد بدر الفزاري قتلهم أولاد مالك بن زهير وعشيرتهم قال بدر بن مالك ابن
زهير يرثي أباه وكان قد اغتاله أولاد بدر في الليل وقتلوه في جملة هذه الفتنة التي
وقعت بينهم فقال ولله عينا من رأى مثل مالك عقيرة قوم إن جرى فرسان فإن الرباط
النكد من آل داحس أبين فما يفلجن يوم رهان جلبن بإذن الله مقتل مالك وطرحن قيسا من
وراء عمان لطمن على ذات الإصاد وجمعكم يرون الأذى من ذلة وهوان سيمنع عنك السبق إن
كنت سابقا وتقتل إن زلت بك القدمان فليتهما لم يشربا قط شربة وليتهما لم يرسلا لرهان
أحل به أمس جنيدب نذره فأي قتيل كان في غطفان إذا سجعت بالرقمتين حمامة أو الرس
تبكي فارس الكتفان الكتفان اسم فرسه وقال قيس بن زهير ألم يبلغك والأنباء تنمي بما
لاقت لبون بني زياد كما لاقيت من حمل بن بدر وإخوته على ذات الإصاد وقال أبو عبيد
ذات الإصاد ردهة في ديار عبس وسط هضب القليب وهضب القليب علم أحمر فيه شعاب كثيرة
في أرض الشربة وقال الأصمعي هضب القليب بنجد جبال صغار والقليب في وسط هذا الموضع
يقال له ذات الإصاد وهو اسم من أسمائها والردهة نقيرة في حجر يجتمع فيها الماء
وذكر ابن الفقيه في أودية العلاة من أرض
اليمامة ذو الإصاد
ولا أدري أهو المذكور آنفا أم غيره
الأصاغي بالغين المعجمة موضع في شعر ساعدة ابن جؤية الهذلي قال ولو أنه إذ كان ما
حم واقعا بجانب من يحفى ومن يتودد لهن بما بين الأصاغي ومنصح تعاو كما عج الحجيج
الملبد الأصافر جمع أصفر محمول على أحوص وأحاوص وقد تقدم وهي ثنايا سلكها النبي
صلى الله عليه و سلم في طريقه إلى بدر وقيل الأصافر جبال مجموعة تسمى بهذا الاسم
ويجوز أن تكون سميت بذلك لصفرها أي خلوها وقد ذكرها كثير في شعره فقال عفا رابغ من
أهله فالظواهر فأكناف هرشى قد عفت فالأصافر مغان يهيجن الحليم إلى الصبا وهن
قديمات العهود دوائر لليلى وجارات لليلى كأنها نعاج الملا تحدى بهن الأباعر إصبع
بلفظ الإصبع من اليد بكسر الهمزة وسكون الصاد وفتح الباء وفي إصبع اليد ثلاث لغات
جيدة مستعملة وهن إصبع ونظائره قليلة جاء منه إبرم نبت وإبين اسم رجل نسبت إليه
عدن إبين وأشفى وهو المخصف وإنفحة وإصبع نحو إثمد وأصبع نحو أبلم وحكى النحويون
لغة رابعة ردية وهي أصبع بفتح الهمزة ثم السكون ثم الكسر وليس في كلام العرب على
هذا الوزن غيره إصبع خفان بناء عظيم قرب الكوفة من أبنية الفرس وأظنهم بنوه منظرة
هناك على عادتهم في مثله و إصبع أيضا جبل بنجد وذات الإصبع رضيمة لبني أبي بكر بن
كلاب عن الأصمعي وقيل هي في ديار غطفان والرضام صخور كبار يرضم بعضها على بعض
أصبغ بالفتح وآخره غين معجمة اسم واد من ناحية البحرين
أصبهانات جمع أصبهانة وهي مدينة بأرض فارس
إصبهانك بكسر أوله ويفتح وهو تصغير أصبهان بلغة الفرس وهم إذا أرادوا التصغير في
شيء زادوا في آخره كافا وهي بليدة في طريق أصبهان
أصبهان منهم من يفتح الهمزة وهم الأكثر وكسرها آخرون منهم السمعاني وأبو عبيد
البكري الأندلسي وهي مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها ويسرفون في وصف
عظمها حتى يتجاوزوا حد الاقتصاد إلى غاية الإسراف وأصبهان اسم للإقليم بأسره وكانت
مدينتها أولا جيا ثم صارت اليهودية وهي من نواحي الجبل في آخر الإقليم الرابع
طولها ست وثمانون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان
يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان
طول أصبهان أربع وسبعون درجة وثلثان وعرضها أربع وثلاثون درجة ونصف ولهم في
تسميتها بهذا الاسم خلاف قال أصحاب السير سميت بأصبهان بن فلوج بن لنطي بن يونان
بن يافث وقال ابن الكلبي سميت بأصبهان بن فلوج بن سام بن نوح عليه السلام
قال ابن دريد
أصبهان اسم مركب لأن الأصب البلد بلسان الفرس وهان اسم الفارس فكأنه يقال بلاد
الفرسان قال عبيد الله المستجير بعفوه المعروف أن الأصب بلغة الفرس هو الفرس وهان
كأنه دليل الجمع فمعناه الفرسان والأصبهاني الفارس وقال حمزة بن الحسن أصبهان اسم
مشتق من الجندية وذلك أن لفظ أصبهان إذ رد إلى اسمه بالفارسية كان أسباهان وهي جمع
أسباه وأسباه اسم للجند والكلب وكذلك سك اسم للجند والكلب وإنما لزمهما هذان
الاسمان واشتركا فيهما لأن أفعالهما لفق لأسمائهما وذلك أن أفعالهما الحراسة
فالكلب يسمى في لغة سك وفي لغة أسباه وتخفف فيقال أسبه فعلى هذا جمعوا هذين
الاسمين وسموا بهما بلدين كانا معدن الجند الأساورة فقالوا لأصبهان أسباهان
ولسجستان سكان وسكستان قال وذكر ابن حمزة في اشتقاق أصبهان حديثا يلهج به عوام
الناس وهوامهم قال أصله أسباه آن أي هم جند الله قال وما أشبه قوله هذا باشتقاق
عبد الأعلى القاص حين قيل له لم سمي العصفور قال لأنه عصى وفر قيل له فالطفشيل قال
لأنه طفا وشال
قالوا ولم يكن يحمل لواء ملوك الفرس من آل ساسان إلا أهل أصبهان قلت ولذلك سبب
ربما خفي عن كثير من أهل هذا الشأن وهو أن الضحاك المسمى بالازدهاق ويعرف ببيوراسب
وذي الحيتين لما كثر جوره على أهل مملكته من توظيفه عليهم في كل يوم رجلين يذبحان
وتطعم أدمغتهما للحيتين اللتين كانتا نبتتا في كتفيه فيما تزعم الفرس فانتهت
النوبة إلى رجل حداد من أهل أصبهان يقال له كابي فلما علم أنه لا بد من ذبح نفسه
أخذ الجلدة التي يجعلها على ركبتيه ويقي النار بها عن نفسه وثيابه وقت شغله ثم إنه
رفعها على عصا وجعلها مثل البيرق ودعا الناس إلى قتل الضحاك وإخراج فريدون جد بني
ساسان من مكمنه وإظهار أمره فأجابه الناس إلى ما دعاهم إليه من قتل الضحاك حتى
قتله وأزال ملكه وملك فريدون وذلك في قصة طويلة ذات تهاويل وخرافات فتبركوا بذلك
اللواء إذ انتصروا به وجعلوا حمل اللواء إلى أهل أصبهان من يومئذ لهذا السبب قال
مسعر بن مهلهل وأصبهان صحيحة الهواء نفيسة الجو خالية من جميع الهوام لا تبلى
الموتى في تربتها ولا تتغير فيها رائحة اللحم ولو بقيت القدر بعد أن تطبخ شهرا
وربما حفر الإنسان بها حفيرة فيهجم على قبر له ألوف سنين والميت فيه على حاله لم
يتغير وتربتها أصح تراب الأرض ويبقى التفاح فيها غضا سبع سنين ولا تسوس بها الحنطة
كما تسوس في غيرها قلت أنا وسألت جماعة من عقلاء أهل أصبهان عما يحكى من بقاء جثة
الميت بها في مدفنها فذكروا لي أن ذلك بموضع منها مخصوص وهو في مدفن المصلى لا في
جميع أرضها قال الهيثم بن عدي لم يكن لفارس أقوى من كورتين واحدة سهلية والأخرى
جبلية أما السهلية فكسكر وأما الجبلية فأصبهان وكان خراج كل كورة اثني عشر ألف ألف
مثقال ذهبا وكانت مساحة أصبهان ثمانين فرسخا في مثلها وهي ستة عشر رستاقا كل رستاق
ثلاثمائة وستون قرية قديمة سوى المحدثة وهي جي وماربانان والنجان والبراءان
وبرخوار ورويدشت وأردستان وكروان وبرزاباذان ورازان وفريدين وقهستان وقامندار وجرم
قاشان والتيمرة الكبرى والتيمرة الصغرى ومكاهن الداخلة وزاد حمزة رستاق جابلق
ورستاق التيمرة ورستاق أردستان
ورستاق أنارباذ ورستاق ورانقان ونهر أصبهان المعروف بزندروذ غاية في الطيب والصحة والعذوبة وقد ذكر في موضعه وقد وصفته الشعراء فقال بعضهم لست آسى من أصبهان على شي ء سوى مائها الرحيق الزلال ونسيم الصبا ومنخرق الري ح وجو صاف على كل حال ولها الزعفران والعسل الما ذي والصافنات تحت الجلال وكذلك قال الحجاج لبعض من ولاه أصبهان قد وليتك بلدة حجرها الكحل وذبابها النحل وحشيشها الزعفران وقال آخر لست آسى من أصبهان على شي ء فأبكي عليه عند رحيلي غير ماء يكون بالمسجد الجا مع صاف مروق مبذول وأرض أصبهان حرة صلبة فلذلك تحتاج إلى الطعم فليس بها شيء أنفق من الحشوش فإن قيمتها عندهم وافرة وحدثني بعض التجار قال رأيت بأصبهان رجلا من الثناء يطعم قوما ويشرط عليهم أن يتبرزوا في خربة له قال ولقد اجتزت به مرة وهو يخاصم رجلا وهو يقول له كيف تستخير أن تأكل طعامي وتفعل كذا عند غيري ولا يكني وقد ذكر ذلك شاعر فقال بأصبهان نفر خسؤا وخاسوا نفرا إذا رأى كريمهم غرة ضيف نفرا فليس للناظر في أرجائها إن نظرا من نزهة تحيي القلو ب غير أوقار الخرى ووجد في غرفة بعض الخانات التي بطريق أصبهان مكتوب هذه الأبيات قبح السالكون في طلب الرز ق على أيذج إلى أصبهان ليت من زارها فعاد إليها قد رماه الإله بالخذلان ودخل رجل على الحسن البصري فقال له من أين أنت فقال له من أهل أصبهان فقال الهرب من بين يهودي ومجوسي وأكل ربا وأنشد بعضهم لمنصور ابن باذان الأصبهاني فما أنا من مدينة أهل جي ولا من قرية القوم اليهود وما أنا عن رجالهم براض ولا لنسائهم بالمستريد وقال آخر في ذلك لعن الله أصبهان بلادا ورماها بالسيل والطاعون بعت في الصيف قبة الخيش فيها ورهنت الكانون في الكانون وكانت مدينة أصبهان بالموضع بالمعروف بجي وهو الآن يعرف بشهرستان وبالمدينة فلما سار بخت نصر وأخذ بيت المقدس وسبى أهلها حمل معه يهودها وأنزلهم أصبهان فبنوا لهم في طرف مدينة جي محلة ونزلوها وسميت اليهودية ومضت على ذلك الأيام والأعوام فخربت جي وما بقي منها إلا القليل وعمرت اليهودية فمدينة أصبهان اليوم
هي اليهودية هذا
قول منصور بن باذان ثم قال إنك لو فتشت نسب أجل من فيهم من الثناء والتجار لم يكن
بد من أن تجد في أصل نسبه حائكا أو يهوديا وقال بعض من جال البلدان إنه لم ير
مدينة أكثر زان وزانية من أهل أصبهان قالوا ومن كيموس
هواؤها وخاصيتها أنها تبخل فلا ترى بها كريما وحكي عن الصاحب أبي القاسم بن عباد
أنه كان إذا أراد الدخول إلى أصبهان قال من له حاجة فليسألنيها قبل دخولي إلى
أصبهان فإنني إذا دخلتها وجدت بها في نفسي شحا لا أجده في غيرها
وفي بعض الأخبار أن الدجال يخرج من أصبهان قال وقد خرج من أصبهان من العلماء
والأئمة في كل فن ما لم يخرج من مدينة من المدن وعلى الخصوص علو الإسناد فإن أعمار
أهلها تطول ولهم في ذلك عناية وافرة بسماع الحديث وبها من الحفاظ خلق لا يحصون
ولها عدة تواريخ وقد فشا الخراب في هذا الوقت وقبله في نواحيها لكثرة الفتن
والتعصب بين الشافعية والحنفية والحروب المتصلة بين الحزبين فكلما ظهرت طائفة نهبت
محلة الأخرى وأحرقتها وخربتها لا يأخذهم في ذلك إل ولا ذمة ومع ذلك فقل أن تدوم
بها دولة سلطان أو يقيم بها فيصلح فاسدها وكذلك الأمر في رساتيقها وقراها التي كل
واحدة منها كالمدينة
وأما فتحها فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سنة 91 للهجرة المباركة بعد فتح
نهاوند بعث عبد الله بن عبد الله بن عتبان وعلى مقدمته عبد الله بن ورقاء الرياحي
وعلى مجنبته عبد الله بن ورقاء الأسدي قال سيف الذين لا يعلمون يرون أن أحدهما عبد
الله بن بديل ابن ورقاء الخزاعي لذكر ورقاء فظنوا أنه نسب إلى جده وكان عبد الله
بن بديل بن ورقاء قتل بصفين وهو ابن أربع وعشرين سنة فهو أيم صبي وسار عبد الله بن
عتبان إلى جي والملك يومئذ بأصبهان القاذوسقان ونزل بالناس على جي فخرجوا إليه بعد
ما شاء الله من زحف فلما التقوا قال القاذوسقان لعبد الله لا تقتل أصحابي ولا
أصحابك ولكن أبرز لي فإن قتلتك رجع أصحابك وإن قتلتني سالمتك أصحابي فبرز له عبد
الله فقال له أما أن تحمل علي وإما أن أحمل عليك فقال أنا أحمل عليك فاثبت لي فوقف
له عبد الله وحمل عليه القاذوسقان فطعنه فأصاب قربوس السرج فكسره وقطع اللبب
والحزام فأزال اللبب والسرج فوقف عبد الله قائما ثم استوى على فرسه عريانا فقال له
اثبت فحاجزه وقال له ما أحب أن أقاتلك فإني قد رأيتك رجلا كاملا ولكني أرجع معك
إلى عسكرك فأصالحك وأدفع المدينة إليك على أن من شاء أقام وأدى الجزية وأقام على
ماله وعلى أن يجري من أخذتم أرضه مجراهم ومن أبى أن يدخل في ذلك ذهب حيث شاء ولكم
أرضه قال ذلك لك
وقدم عليه أبو موسى الأشعري من ناحية الأهواز وكان عبد الله قد صالح القاذوسقان
فخرج القوم من جي ودخلوا في الذمة إلا ثلاثين رجلا من أصبهان لحقوا بكرمان ودخل
عبد الله وأبو موسى جيا وجي مدينة أصبهان
وكتب عبد الله بالفتح إلى عمر رضي الله عنه فرجع إليه الجواب يأمره أن يلحق بكرمان
مددا للسهيل بن عدي لقتال أهلها فاستخلف على أصبهان السائب بن الأقرع ومضى وكان
نسخة كتاب صلح أصبهان بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من عبد الله للقاذوسقان
وأهل أصبهان وحواليها أنكم آمنون ما أديتم الجزية وعليكم من الجزية على قدر طاقتكم
كل سنة تودونها إلى من يلي بلدكم من كل حاكم
ودلالة المسلم
وإصلاح طريقه وقراه يومه وليلته وحملان الراجل إلى رحله لا تسلطوا على مسلم
وللمسلمين نصحكم وأداء ما عليهم ولكم الأمان بما فعلتم فإن غيرتم شيئا أو غيره
منكم مغير ولم تسلموه فلا أمان لكم ومن سب مسلما بلغ منه فإن ضربه قتلناه وكتب
وشهد عبد الله بن قيس وعبد الله بن ورقاء وعصمة بن عبد الله وقال عبد الله بن
عتبان في ذلك ألم تسمع وقد أودى ذميما بمنعرج السراة من أصبهان عميد القوم إذ
ساروا إلينا بشيخ غير مسترخي العنان وقال أيضا من مبلغ الأحياء عني فإنني نزلت على
جي وفيها تفاقم حصرناهم حتى سروا ثمت انتزوا فصدهم عنا القنا والصوارم وجاد لها
القاذوسقان بنفسه وقد دهدهت بين الصفوف الجماجم فثاورته حتى إذا ما علوته تفادى
وقد صارت إليه الخزائم وعادت لقوحا أصبهان بأسرها يذر لنا منها القرى والدراهم
وإني على عمد قبلت جزاءهم غداة تفادوا والعجاج فواقم ليزكوا لنا عند الحروب جهادنا
إذا انتطحت في المأزمين الهماهم هذا قول أهل الكوفة يرون أن فتح أصبهان كان لهم
وأما أهل البصرة وكثير من أهل السير فيرون أن أبا موسى الأشعري لما انصرف من وقعة
نهاوند إلى الأهواز فاستقراها ثم أتى قم فأقام عليها أياما ثم افتتحها ووجه الأحنف
بن قيس إلى قاشان ففتحها عنوة ويقال بل كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي
موسى الأشعري يأمره بتوجيه عبد الله بن بديل الرياحي إلى أصبهان في جيش فوجهه ففتح
عبد الله بن بديل جيا صلحا على أن يودي أهلها الخراج والجزية وعلى أن يومنوا على
أنفسهم وأموالهم خلا ما في أيديهم من السلاح
ونزل الأحنف بن قيس على اليهودية فصالحه أهلها على مثل صلح أهل جي قال البلاذري
وكان فتح أصبهان ورساتيقها في بعض سنة 32 وبعض 42 في خلافة عمر رضي الله عنه ومن
نسب إلى أصبهان من العلماء لا يحصون إلا إنني أذكر من أعيان أئمتهم جماعة غلبت على
نسبهم فلا يعرفون إلا بالأصبهاني منهم الحافظ الإمام أبو نعيم أحمد بن عبد الله
ابن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران سبط محمد ابن موسى البناء الحافظ المشهور صاحب
التصانيف منها حلية الأولياء وغير ذلك مات يوم الاثنين العشرين من محرم سنة 043
ودفن بمردبان ومولده في رجب سنة 033 قاله ابن مندة يحيى
أصبهبذان بسكون الهاء وضم الباء الثانية وذال معجمة وألف ونون والأصبهبذان في أصل
كلام الفرس لغة لكل من ملك طبرستان كما نعت ملك الفرس بكسرى وملك الترك بخاقان
وملك الروم بقيصر وهي مدينة في بلاد الديلم كان يسكنها ملك تلك الناحية وبينها
وبين البحر ميلان
الأصدار كأنه جمع
الصدر ضد الورد مواضع بنعمان الأراك قرب مكة يجلب منها العسل والمراد بها صدور
الوادي عن الأصمعي
اصطاذنة ناحية بالمغرب غزاها عابس بن سعد وجهه مسلمة بن مخلد أمير مصر من قبل
معاوية إليها قبيل سنة 75
إصطخر بالكسر وسكون الخاء المعجمة والنسبة إليها إصطخري وإصطخرزي بزيادة الزاي
بلدة بفارس من الإقليم الثالث طولها تسع وسبعون درجة وعرضها اثنتان وثلاثون درجة
وهي من أعيان حصون فارس ومدنها وكورها قيل كان أول من أنشأها إصطخر بن طهمورث ملك
الفرس وطهمورث عند الفرس بمنزلة آدم قال جرير بن الخطفى يذكر أن فارس والروم
والعرب من ولد إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام ويجمعنا والغر أبناء سارة أب
لا نبالي بعده من تعذرا وأبناء إسحاق الليوث إذا ارتدوا حمائل موت لابسين السنورا
إذا افتخروا عدوا الصبهبذ منهم وكسرى وعدوا الهرمزان وقيصرا وكان كتاب فيهم ونبوة
وكانوا بإصطخر الملوك وتسترا قال الإصطخري وأما إصطخر فمدينة وسطة وسعتها مقدار
ميل وهي من أقدم مدن فارس وأشهرها وبها كان مسكن ملك فارس حتى تحول اردشير إلى جور
وفي بعض الأخبار أن سليمان بن داود عليه السلام كان يسير من طبرية إليها من غدوة
إلى عشية وبها مسجد يعرف بمسجد سليمان عليه السلام
وزعم قوم من عوام الفرس إن الملك الذي كان قبل الضحاك هو سليمان بن داود قال وكان
في قديم الأيام على مدينة اصطخر سور فتهدم وبناؤه من الطين والحجارة والجص على قدر
يسار الباني وقنطرة خراسان خارجة عن المدينة على بابها مما يلي خراسان ووراء
القنطرة أبنية ومساكن ليست بقديمة ولا زال باصطخر وباء إلا أن خارج المدينة صحيح
الهواء وبين اصطخر وشيراز اثنا عشر فرسخا قال ويرتفع من جبال إصطخر حديد وبقرية من
كورة إصطخر تعرف بدارابجرد معدن الزيبق ويقولون إن كور فارس خمس وقيل سبع أكبرها
وأجلها كورة إصطخر وبها كانت قبل الإسلام خزائن الملوك وكان إدريس بن عمران يقول
أهل اصطخر أكرم الناس أحسابا ملوك وأبناء ملوك ومن مشهور مدن كورتها البيضاء
ومائين ونيرين وابرقويه ويزد وغير ذلك وطول ولايتها اثنا عشر فرسخا في مثلها
والمنسوب إليها جماعة وافرة من أهل العلم منهم أبو سعيد الحسن بن أحمد بن يزيد بن
عيسى بن الفضل الإصطخري القاضي أحد الأئمة الشافعية وصاحب قول فيهم مولده سنة 442
ووفاته في جمادى الآخرة سنة 823 وأبو سعيد عبد الكريم بن ثابت الإصطخري ثم الجزري
مولى بني أمية وهو ابن حصيف أصله من اصطخر سكن حران وأحمد بن الحسين بن داناج أبو
العباس الزاهد الإصطخري سكن مصر وسمع إبراهيم بن دحيم ومحمد بن صالح بن عصمة بدمشق
وعبد الله بن محمد بن سلام المقدسي ومحمد بن عبيد الله بن الفضل الحمصي وعبدان بن
أحمد الأهوازي وجعفر الفريابي
وعبد الله بن أحمد
بن حنبل والحسن بن سهل بن عبد العزيز المجوز بالبصرة وعلي بن عبد العزيز البغوي
بمكة وأبا علي الحسن بن أحمد بن المسلم الطبيب بصنعاء وغيرهم روى عنه أبو بكر محمد
بن أحمد ابن علي بن إبراهيم بن جابر التنبسي وأبو محمد بن النحاس وغيرهما ومات
بمصر لعشرين ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة 336
أصطفانوس بالفتح والفاء وألف ونون مضمومة وواو ساكنة وسين مهملة محلة بالبصرة
مسماة باسم كاتب نصراني قديم كان في أيام زياد أو ما قاربها
إصطنبول بسكون النون وضم الباء الموحدة وسكون الواو ولام هو اسم لمدينة
القسطنطينية وهناك يبسط القول فيها إن شاء الله تعالى
أصفون بضم الفاء وسكون الواو ونون قرية بالصعيد الأعلى على شاطىء غربي النيل تحت
إشني وهي على تل عال مشرف
إصمت بالكسر وكسر الميم وتاء مثناة اسم علم لبرية بعينها قال الراعي أشلى سلوقية
باتت وبات بها بوحش إصمت في أصلابها أود وقال بعضهم العلم هو وحش إصمت الكلمتان
معا وقال أبو زيد يقال لقيته بوحش إصمت وببلدة إصمت أي بمكان قفر واصمت منقول من
فعل الأمر مجردا عن الضمير وقطعت همزته ليجري على غالب الأسماء وهكذا جميع ما يسمى
به من فعل الأمر وكسر الهمزة من إصمت إما لغة لم تبلغنا وإما أن يكون غير في
التسمية به عن أصمت بالضم الذي هو منقول في مضارع هذا الفعل وإما أن يكون مجردا
مرتجلا وافق لفظ الأمر الذي بمعنى أسكت وربما كان تسمية هذه الصحراء بهذا الفعل
للغلبة لكثرة ما يقول الرجل لصاحبه إذا سلكها اصمت لئلا تسمع فنهلك لشدة الخوف بها
أصم بفتحتين وتشديد الميم ضد السميع أصم الجلحاء وأصم السمرة في ديار بني عامر بن
صعصعة ثم لبني كلاب منهم خاصة ويقال لهما الأصمان عن نصر
الأصنام جمع صنم إقليم الأصنام بالأندلس من أعمال شذونة وفيه حصن يعرف بطبيل في
أسفله عين غزيرة الماء عذبة اجتلب الأوائل منها الماء إلى جزيرة قادس في خزر الصخر
المجوف انثى وذكر وشقوا به الجبال فإذا صاروا إلى موضع المنخفضة والسباخ بنيت له
فيه قناطر على حنايا كذلك حتى وصلوا إلى البحر ثم دخلوا به في البحر الملح ستة
أميال في خزر من الحجارة كما ذكرنا حتى أخرج إلى جزيرة قادس وقيل إن أعلامها إلى
اليوم باقية وقد ذكر السبب الداعي إلى هذا الفعل في ترجمة قادس
الأصهبيات بفتح الهاء وكسر الباء الموحدة وياء مشددة وألف وتاء كأنه جمع الأصهبية
وهو الأشقر ماء وأنشد دعاهن من ثاج فأزمعن ورده أو الأصهبيات العيون السوافح
الأصيغ ياء مفتوحة وغين معجمة وهو واد وقيل ماء
أصيل ياء ساكنة ولام بلد بالأندلس قال سعد الخير ربما كان من أعمال طليطلة ينسب
إليه
أبو محمد عبد الله
بن إبراهيم الأصيلي محدث متقن فاضل معتبر تفقه بالأندلس فانتهت إليه الرياسة وصنف
كتاب الآثار والدلائل في الخلاف ثم مات بالأندلس في نحو سنة 093
وذكر أبو الوليد بن الفرضي في الغرباء الطارئين على الأندلس فقال ومن الغرباء في
هذا الباب عبد الله بن إبراهيم بن محمد الأصيلي من أصيلة يكنى أبا محمد سمعته يقول
قدمت قرطبة سنة 243 فسمعت بها من أحمد بن مطرف وأحمد بن سعيد ومحمد بن معاوية
القرشي وأبي بكر اللؤلؤي وإبراهيم ورحلت إلى وادي الحجارة إلى وهب بن مسرة فسمعت
منه وأقمت عنده سبعة أشهر وكانت رحلتي إلى المشرق في محرم سنة 153 ودخلت بغداد
وصاحب الدولة بها أحمد بن بويه الأقطع فسمعت بها من أبي بكر الشافعي وأبي علي بن الصواف
وأبي بكر الأبهري وآخرين وتفقه هناك لمالك بن ا نس ثم وصل إلى الأندلس في آخر أيام
المستنصر فشوور وقرأ عليه الناس كتاب البخاري رواية أبي زيد المروزي وغير ذلك وكان
حرج الصدر ضيق الخلق وكان عالما بالكلام والنظر منسوبا إلى معرفة الحديث وقد حفظت
عنه أشياء ووقف عليها أصحابنا وعرفوها وتوفي لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة
293
ويحقق قول أبي الوليد أن الأصيلي من الغرباء لا من الأندلس كما زعم سعد الخير ما
ذكره أبو عبيد البكري في كتابه في المسالك عند ذكره بلاد البربر بالعدوة بالبر
الأعظم فقال ومدينة أصيلة أول مدينة العدوة مما يلي الغرب وهي في سهلة من الأرض
حولها رواب لطاف والبحر بغربيها وجنوبيها وكان عليها سور ولها خمسة أبواب فإذا
ارتج البحر بلغ الموج حائط الجامع وسوقها حافلة يوم الجمعة وماء آبار المدينة شروب
وبخارجها آبار عذبة وهي الآن خراب وهي بغربي طنجة بينهما مرحلة وكان والد أبي محمد
الأصيلي إبراهيم أدبيا شاعرا له شعر في أهل فاس ذكر في ترجمة فاس
الأصيهب بلفظ تصغير الأصهب وهو الأشقر ماء قرب المروت في ديار بني تميم ثم لبني
حمان أقطعه النبي صلى الله عليه و سلم حصين بن مشمت لما وفد إليه مسلما مع مياه
أخر
باب الهمزة والضاد وما يليهما
الأضاء بالفتح والمد واد
أضاخ بالضم وآخره خاء معجمة من قرى اليمامة لبني نمير وذكره ابن الفقيه في أعمال
المدينة وقال الأصمعي ومن مياههم الرسيس ثم الأراطة وبينها وبني أضاخ ليلة
وأضاخ سوق وبها بناء وجماعة ناس وهي معدن البرم وقال أبو القاسم بن عمر أضاخ جبل
وقيل وضاخ ولم يزد ولو ضاخ ذكر في قصة امرىء القيس قالوا اتى امرؤ القيس قتادة ابن
الشوم اليشكري وأخويه الحارث وأبا شريح فقال امرؤ القيس يا حار أجز أحار ترى بريقا
هب وهنا فقال الحارث كنار مجوس تستعر استعارا فقال قتادة أرقت له ونام أبو شريح
إذا ما قلت قد هدأ استطارا فقال أبو شريح كأن هزيزه بوراء غيث عشار وله لاقت عشارا
فقال الحارث فلما
أن علا شرجي أضاخ وهت أعجاز ريقه فحارا فقال قتادة فلم يترك ببطن السر ظبيا ولم
يترك بقاعته حمارا فقال امرؤ القيس إني لأعجب من بيتكم هذا كيف لا يحترق من جودة
شعركم فسموا بني النار يومئذ
وقد نسب الحافظ ابن القاسم إليها محمد بن زكرياء أبا غانم النجدي ويقال اليمامي
الأضاخي من قرية من قرى اليمامة سمع محمد بن كامل العماني بعمان البلقاء والمقدام
بن داود الرعيني المصري روى عنه أبو العباس الحسن بن سعيد بن جعفر الفيروزابادي
المقري وأبو الفهد الحسين بن محمد بن الحسن وأبو بكر عتيق بن عبد الرحمن بن أحمد
السلمي العباداني
الأضارع جمع أضرع اسم بركة من حفر الأعراب في غربي طريق الحاج ذكرها المتنبي فقال
ومسى الجميعي دأداأها وغادي الأضارع ثم الدنا أضاعى بالضم والقصر واد في بلاد عذرة
إضان بالكسر ورواه أبو عمرو إطان بالطاء المهملة وأنشد على اللغتين والروايتين قول
ابن مقبل تبصر خليلي هل ترى من ظعائن تحملن بالعلياء فوق إضان أضاءة بني غفار بعد
الألف همزة مفتوحة والأضاءة الماء المستنقع من سيل أو غيره ويقال هو غدير صغير
ويقال هو مسيل الماء إلى الغدير
وغفار قبيلة من كنانة موضع قريب من مكة فوق سرف قرب التناضب له ذكر في حديث
المغازي
أضاءة لبن بكسر اللام وسكون الباء الموحدة ونون حد من حدود الحرم على طريق اليمن
أضبع بسكون ثانيه وضم الباء الموحدة والعين المهملة جمع ضبع جمع قلة موضع على طريق
حاج البصرة بين رامتين وإمرة عن نصر
أضراس كأنه جمع ضرس موضع في قول بعض الأعراب أيا سدرتي أضراس لا زال رائحا روي
عروقا منكما وذراكما لقد هجمتا شوقا علي وعبرة غداة بدا لي بالضحى علماكما فموت
فوادي أن يحن إليكما ومحياة عيني أن ترى من يراكما أضرع موضع في شعر الراعي
فأبصرتهم حتى رأيت حمولهم بأنقاء يحموم ووركن أضرعا قال ثعلب هي جبال أو قارات
أضرعة من قرى ذمار من نواحي اليمن
إضم بالكسر ثم الفتح وميم ذو إضم ماء يطؤه الطريق بين مكة واليمامة عند السمينة
وقيل ذو إضم جوف هناك به ماء وأماكن يقال لها الحناظل وله ذكر في سرايا النبي صلى
الله عليه و سلم وقال السيد علي إضم واد بجبال تهامة وهو الوادي الذي فيه المدينة
ويسمى من عند المدينة القناة ومن أعلى منها عند السد يسمى الشظاة ومن عند الشظاة
إلى أسفل يسمى إضما
إلى البحر وقال
سلامة بن جندل يا دار أسماء بالعلياء من إضم بين الدكادك من قو فمعضوب كانت لها
مرة دارا فغيرها مر الرياح بسافي الترب مجلوب قال ابن السكيت إضم واد يشق الحجاز
حتى يفرغ في البحر وأعلى إضم القناة التي تمر دوين المدينة وقيل إضم واد لأشجع
وجهينة ويوم إضم من أيامهم وعن نصر إضم أيضا جبل بين اليمامة وضرية وقال غيره ذو
إضم ماء بين مكة واليمامة عند السمينة يطؤه الحاج
أضم بالضم ثم السكون موضع في قول عنترة العبسي عجلت بنو شيبان مدتهم والبقع أسناها
بنو لأم كنا إذا نفر المطي بنا وبدت لنا أحواض ذي أضم نعطي فنطعن في أنوفهم نختار
بين القتل والغنم الأضوج بفتح أوله والواو ثم جيم موضع قرب أحد بالمدينة قال كعب
بن مالك الأنصاري يرثي حمزة بن عبد المطلب نشجت وهل لك من منشج وكنت متى تذكر تلجج
تذكر قوم أتاني لهم أحاديث في الزمن الأعوج بما صبروا تحت ظل اللواء لواء الرسول
بذي الأضوج غداة أجابت بأسيافها جميعا بنو الأوس والخزرج أضوح بالحاء المهملة حصن
من حصون ناحية زبيد باليمن وزبيد بفتح الزاي اسم البلد والله أعلم بالصواب
باب الهمزة والطاء المهملة وما يليهما
إطان بالكسر وآخره نون ويروى بالضاد المعجمة وقد تقدم قال ابن مقبل تبصر خليلي هل
ترى من ظعائن تحملن بالعلياء فوق إطان فقال أراها بين تبراك موهنا وطلحام إذ علم
البلاد هداني وقد روي عن قول الأعشي كانت وصاة وحاجات لنا كفف لو أن صحبك إذ
ناديتهم وقفوا على هريرة إذ قامت تودعنا وقد أتى من إطار دونها شرف بالراء ولا
أدري أهو تصحيف أم هو موضع آخر
أطايف بالضم وبعد الألف ياء وفاء موضع في قول المرقش بودك ما قومي إذا ما هجوتهم
إذا هب في المشتاة ريح أطايف أطحل بالفتح ثم السكون وفتح الحاء المهملة ولام
والطحلة لون بين الغبرة والبياض ورماد أطحل وشراب أطحل إذا لم يكن صافيا وهو جبل
بمكة يضاف إليه ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة فيقال له ثور أطحل قال البعيث
وجئنا بأسلاب
الملوك وأحرزت أسنتنا مجد الأسنة والأكل وجئنا بعمرو بعدما حل سربها محل الذليل
خلف أطحل أو عكل وإلى ثور أطحل ينسب سفيان بن سعيد الثوري مات في البصرة سنة 161
أطد بفتحتين أرض قرب الكوفة من جهة البر نزلها جيش المسلمين في أول أيام الفتوح
قال الزبرقان بن بدر سيروا رويدا فإنا لن نفوتكم وإن ما بيننا سهل لكم جدد إن
الغزال الذي ترجون غرته جمع يضيق به العتكان أو أطد قال ابن الأعرابي عتكان وأطد
أودية لبني بهدلة
أطرابزندة بالفتح ثم السكون وراء وألف وباء موحدة مفتوحة وزاي مضمومة ونون ساكنة
ودال مهملة وهاء مدينة من أعيان مدن الروم على ضفة بحر القسطنطينية الشرقي وهو
المعروف ببحر بنطس وإلى هذه المدينة منتهى جبل القبق ثم يقطعه البحر وهي مشرفة على
البحر وماؤه محيط بها كالخندق محفور حولها بأسرها وعليه قنطرة إذا دهمهم عدو
قطعوها ولها رستاق واسع ومقابلها مدينة كراسنده على ساحل هذا البحر الغربي وأكثر
أهلها رهبان وهي من أعمال القسطنطينية وولايتها كلها جبال وعرة
أطرب الباء موحدة أفعل من الطرب وهو الخفة والسرور موضع قرب حنين قال سلمة ابن
دريد بن الصمة وهو يسرق ظعينة أنسيتني ما كنت غير مصابة ولقد عرفت غداة نعف الأطرب
إني منعتك والركوب مجنب ومشيت خلفك غير مشي الأنكب إذ فر كل مهذب ذي لمة عزامة
وخليله لم يعقب أطرابلس بضم الباء الموحدة واللام والسين مهملة مدينة مشهورة على
ساحل بحر الشام بين اللاذقية وعكا وزعم بعضهم أنها بغير همز قال أبو الطيب المتنبي
وقصرت كل مصر عن طرابلس وقد بسط القول فيها
وفي المغربي في باب الطاء وقد خرج من أطرابلس هذه خلق من أهل العلم منهم معاوية بن
يحيى الأطرابلسي يكني أبا مطيع روى عن سعيد بن أبي أيوب وعن أبي الزناد وسليمان
ابن سليم وخالد الحذاء روى عنه بقية بن الوليد وهشام بن عمار ومحمد بن يوسف الفريابي
وعبد الله ابن يوسف التنيسي قاله الحافظ أبو القاسم الدمشقي قال ومعاوية بن يحيى
أبو روح الصدفي الدمشقي الأطرابلسي كان يلي بيت المال بالري للمهدي حدث عن مكحول
والزهري وذكر جماعة روى عنه عقيل بن زياد وقال أبو بكر بن موسى عقيب ذكره أبا مطيع
وفي الدمشقيين آخر يقال له معاوية ابن يحيى الصدفي وكان على بيت المال بالري روى
عن الزهري روى عنه عقيل بن زياد أحاديث مستقيمة كأنها من كتاب روى عنه عيسى بن
يونس وإسحاق بن سليمان أحاديث مناكير كأنها من حفظه ولم يكنه ابن موسى ولا نسبه
إلى أطرابلس وكناه ونسبه إليها الحافظ وسعيد بن عجلان
الأطرابلسي سمع
محمد بن شعيب بن شابور روى عنه أحمد بن محمد بن حجاج بن رشدين وإسماعيل بن الحارث
الأطرابلسي روى عن يحيى بن صالح الوحاظي روى عنه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن
عيسى المقري وعبد الله بن إسحاق الأطرابلسي سمع علي بن عبد العزيز البغوي وغيره
روى عنه محمد ابن إسحاق بن مندة وجماعة وخيثمة بن سليمان بن حيدرة بن سليمان بن
داود بن خيثمة القرشي الأطرابلسي أحد حفاظ الشام والمكثرين منهم سمع الكثير ورحل
في طلب الحديث فسمع بالشام واليمن وبغداد والكوفة وواسط وحديثه كثير مشهور في
العراقيين والشاميين والأصبهانيين ومن أعلام مشايخه عبد الله بن أحمد بن حنبل
والعباس بن الوليد ابن مزيد البيروتي وأبو قلابة الرقاشي وإسحاق بن إبراهيم الدبري
وغيرهم روى عنه خلق كثير منهم أبو الحسين بن جميع ومحمد بن يوسف البغدادي الأديب
الأخباري وأبو حفص بن شاهين سئل عنه الخطيب فقال ثقة ابن ثقة تكنى الأكفاني بعبد
العزيز الكناني ثم وجدت في كتاب عبيد بن أحمد بن فطيس توفي خيثمة بن سليمان في ذي
القعدة سنة 343 وذكر أنه سأله عن مولده فقال سنة 722 وقال غيره مولده سنة 712 وسمع
بعد الستين ومائتين وكان ثقة مؤمنا من العباد مات وهو ابن مائة وست وعشرين سنة
وأخوه محمد بن سليمان الأطرابلسي روى عنه محمد بن يوسف بن بحر وغيره وأبو عبد الله
الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق الأطرابلسي ابن أخت خيثمة بن سليمان سمع خاله
وحمزة بن عبد الله بن الحسين بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي القاسم ابن الشام الأطرابلسي
الفقيه الأديب الشاهد قدم دمشق وحدث بها وبطرابلس عن أبي بكر يوسف ابن القاسم
الميانجي وأبي القاسم عبد الوهاب بن عبيد الله البغدادي وأبي عبد الله الحسين بن
أحمد بن خالويه وغيرهم روى عنه علي بن أبي زوران وعلي بن إبراهيم الجنابيان
والقاضي أبو عبد الله القضاعي وأبو علي الأهوازي وجماعة سواهم
أطرابلس أيضا مدينة في آخر أرض برقة وأول أرض إفريقية وصف أمرها أيضا في باب الطاء
ومن أطرابلس هذه في الغرب أبو سليمان محمد بن معاوية الأطرابلسي سمع مالك بن أنس
رضي الله عنه وغيره روى عنه حبيب بن محمد الأطرابلسي
وحبيب بن محمد الأطرابلسي رجل صالح فهم سمع جماعة من أهل بلده روى عنه أبو مسلم
العجلي ووثقه وعبد الله بن ميمون الأطرابلسي روى عن سليمان بن داود القيرواني روى
عنه أبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن المروزي وكان سليمان قدم مرو وحدث بها وبها
سمع منه أبو سهل وموسى بن عبد الرحمن ابن حبيب العطار الأطرابلسي أبو الأسود روى
عن شجرة بن عيسى ومحمد بن سحنون وغيرهما وعبد الله بن أحمد بن عبد الله بن صالح
العجلي الكوفي الأطرابلسي كان أبوه من أهل الكوفة نزل أطرابلس الغرب وولد عبد الله
وأخوه يوسف بها فنسبا إليها وبها أولادهم وحديثهم كثير مشهور وبيتهم بيت المعرفة
والدراية والإكثار من الحديث وأبو الحسن علي بن أحمد بن زكرياء بن الخصيب المعروف
بابن زكرون الأطرابلسي الهاشمي سمع أبا مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي روى
عنه الوليد ابن بكر الأندلسي وغيره وإبراهيم بن محمد الغافقي الأطرابلسي قاضي
أطرابلس توفي سنة 352 بالمغرب عن ابن يونس وإبراهيم بن القاسم الأطرابلسي روى
عن أبي جعفر القروي
وغيره روى عنه أبو محمد بن حزم قاله الحميدي
أطرابنش بكسر الباء الموحدة والنون والشين معجمة بلدة على ساحل جزيرة صقلية ومنها
يقلع إلى إفريقية
أطرار بالضم وراءين مهملتين اسم مدينة حصينة وولاية واسعة في أول حدود الترك بما
وراء النهر على نهر سيحون قرب فاراب وبعضهم يقول أترار
أطراف بالفاء واد في بلاد فهم بن عدوان
أطرقا بكسر الراء وقاف وألف بلفظ الأمر للاثنين ومن اطرق يطرق قال الهذلي على
أطرقا باليات الخيا م إلا الثمام وإلا العصي وللنحويين كلام لهم فيه صناعة قال أبو
الفتح ويروى أطرقا جمع طريق فمن أنث الطريق جمعه على أطرق مثل عناق وأعنق ومن ذكر
جمعه على أطرقاء كصديق وأصدقاء فيكون قد قصره ضرورة وقال أبو عمرو أطرقا اسم لبلد
بعينه من فعل الأمر وفيه ضمير علامته الألف كأن سالكه سمع نبوة فقال لصاحبيه أطرقا
وقال الأصمعي كان ثلاثة نفر بهذا المكان فسمعوا أصواتا فقال أحدهم لصاحبيه أطرقا
فسمي بذلك وأنشد البيت
وقال عبد الله بن أبي أمية ابن المغيرة المخزومي يخاطب بني كعب بن عمرو بن خزاعة
وكان يطالبهم بدم الوليد بن المغيرة أبي خالد بن الوليد لأنه مر برجل منهم يصلح
سهاما فعثر بسهم منها فجرحه فانقض عليه فمات إني زعيم أن تسيروا وتهربوا وإن
تتركوا الظهران تعوي ثعالبه وإن تتركوا ماء بجزعة أطرقا وإن تسلكوا أي الأراك
أطايبه وإنا أناس لا تطل دماؤنا ولا يتعالى صاعداف من نحاربه وقالوا في تفسير هذا
الجزعة والجزع بمعنى واحد وهو معظم الوادي وقال ابن الأعرابي هو ما انثنى منه
وأطرقا اسم علم لموضع بعينه سمي بفعل الأمر كما قدمنا وهذا يوذن بان أطرقا موضع من
نواحي مكة لأن الظهران هناك وهي منازل كعب من خزاعة فيكون أطرقا من منازلهم بتلك
النواحي وهي من منازل هذيل أيضا وكذلك ذكروه في شعرهم والله أعلم
أطرون بضم الراء وسكون الواو ونون بلد من نواحي فلسطين ثم من نواحي الرملة
أطط ويقال أطد بفتحتين بين الكوفة والبصرة قرب الكوفة قال وهي خلف مدينة آزر أبي
إبراهيم عليه السلام قال أبو المنذر وإنما سميت بذلك لأنها في هبطة من الأرض
إطفيح بالكسر في أوله والفاء وياء ساكنة وحاء مهملة بلد بالصعيد الأدنى من أرض مصر
على شاطىء النيل في شرقيه وفي قبلته مقام موسى بن عمران عليه السلام فيه موضع قدمه
وينسب إليه بعض العلماء
أطسا بالفتح من قرى كورة الأشمون بالصعيد
أطلاح بالحاء المهملة ذات أطلاح موضع من وراء ذات القرى إلى المدينة أغزاه رسول
الله صلى الله عليه و سلم كعب بن عمير الغفاري فأصيب بها هو وأصحابه
أطلحاء بضم اللام
والمد ماء لبني جعدة بوادي أطلحاء عن نصر
أطم الأضبط الأطم يقال بضمتين وبضمة ثم السكون والأطم والأجم بمعنى واحد والجمع
آطام وآجام وهي الحصون وأكثرها ما يسمى بهذا الاسم حصون المدينة وقد يقال لغيرها
أيضا قال أوس ابن مغراء بث الجنود لهم في الأرض يقتلهم ما بين بصرى إلى آطام
نجرانا وقال زيد الخيل الطائي أنيخت بآطام المدينة أربعا وعشرا يغني فوقها الليل
طائر فلما قضى أصحابنا كل حاجة وخط كتابا في المدينة ساطر شددت عليها رحلها
وشليلها من الدرس والشعراء والبطن ضامر وأما الأضبط فهو الأضبط بن قريع بن عوف بن
كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم وكان أغار على أهل صنعاء فلما انتصف منهم وملكهم
بنى بها أطما نسب إليه قال وشفيت نفسي من ذوي يمن بالطعن في اللبات والضرب قتلتهم
وأبحت بلدتهم وأقمت حولا كاملا أسبي أطواء بالفتح ثم السكون كأنه جمع طوي وهو
البئر المبنية قرية بقر قرى من أرض اليمامة ذات نخل وزرع كثير قال أبو زياد ومن
مياه عمرو بن كلاب الأطواء في جبل يقال له شراء
أطواب كأنه جمع طوب جمع قلة وهو الآجر من قرى الفيوم لها ذكر في ولاية عبد الله بن
سعد ابن أبي سرح على مصر وذكر لي بمصر أنهما من عمل البهنسا من نواحي مصر وهما
متجاورتان
أطهار من حائل وحائل بين رملتين بين جراد والأطهار
أطيط بالفتح ثم الكسر صفا الأطيط موضع في قول امرىء القيس لمن الديار عرفتها بسحام
فعمايتين فهضب ذي إقدام فصفا الأطيط فصاحتين فعاشم تمشي النعام به من الآرام دار
لهند والرباب وفرتنى ولميس قبل حوادث الأيام باب الهمزة والظاء وما يليهما أظايف
بالضم وبعد الألف ياء مكسورة وفاء ويروى بالفتح وقد تقدم في الهمزة والطاء المهملة
ولا أدري أأحدهما تصحيف أم هما موضعان وبالظاء المعجمة ذكره نصر وقال هو جبل فارد
لطيء طويل أخلق أحمر على مغرب الشمس من تنغة وكان تنغة منزل حاتم الطائي
أظفار بالفتح ثم السكون والفاء بلفظ جمع ظفر موضع وهو أبيرقات حمر في ديار فزارة
في قول صخر بن الجعد
يسائل الناس هل أحسستم جلبا محاربيا أتى من دون أظفار في أبيات وقصة ذكرت في بئر
مطلب
أظلم أفعل من الظلم
أو الظلام قال ابن السكيت في تفسير قول كثير سقى الكدر فاللعباء البرق فالحما فلوذ
الحصى من تغلمين فأظلما أظلم جبل في أرض بني سليم و أظلم أيضا جبل في أرض الحبشة به
معدن صفر و أظلم بالشعيبة من بطن الرمة وقال الأصمعي عند ذكره جبال مكة أظلم الجبل
الأسود من ذات حبيس قال الحصين بن حمام المري فليت أبا بشر رأى كر خيلنا وخيلهم
بين الستار وأظلما نطاردهم نستنقذ الجرد بالقنا ويستنقذون السمهري المقوما عشية لا
تغني الرماح مكانها ولا النبل إلا المشرفي المصمما باب الهمزة والعين وما يليهما
أعابل بفتح الهمزة وكسر الباء الموحدة ولام كأنه جمع أعبل نحو أصغر وأصاغر اسم
موضع في قول شبيب بن زيد بن النعمان بن بشير الأنصاري طربت وهاجتني الحمول الظواعن
وفي الظعن تشويق لمن هو قاطن وما شجن في الظاعنين عشية ولكن هوى لي في المقيمين
شاجن بمخترق الأرواح بين أعابل فصنع لهم بالرحلتين مساكن الأعارف جبال باليمامة عن
الحفصي
أعامق بضم الهمزة اسم واد في قول الأخطل وقد كان منها منزل نستلذه أعامق برقاواته
وأجاوله أجاوله ساحاته وقال عدي بن الرقاع كمطرد طحل يقلب عانة فيها لواقح كالقسي
وحول نفشت رياض أعامق حتى إذا لم يبق من شمل النهار ثميل بسطت هو اديها بها فتكمشت
وله على أكسائهن صليل الأعبدة بضم الباء الموحدة من مياه بني نمير عن أبي زياد
الكلابي
الأعدان في أخبار الخوار قال قطري بن الفجاءة المازني لأخيه الماحوز وكان من أصحاب
المهلب وكانا قد تواقفا في صفيهما أرأيت إذ كنت أنا وأنت نتدافع على ثدي أمتنا
بالأعدان والأعدان ماء لبني مازن بن تميم وذكر قصة
الأعراض جمع عرض وقد ذكر العرض في موضعه والأعراض قرى بين الحجاز واليمن والسراة
وقال الأزهري قال الأصمعي أخصب ذلك العرض وأخصبت أعراض المدينة وهي قراها التي في
أوديتها
وقال شمر أعراض المدينة هي بطون سوادها حيث الزرع والنخل وقال أعرابي لعرض من
الأعراض تمسي حمامه وتضحي على أفنانه العين تهتف أحب إلى قلبي من الديك رنة وباب
إذا ما مال للغلق يصرف وقال الفضل بن العباس اللهبي
ونحلل من تهامة كل
سهب نقي الترب أودية رحابا أباطح من أباهر غير قطع وشائظ ما يفارقن الذبابا قال
اليزيدي لا نعرف الذباب ها هنا
من الأعراض لا صدعت ذباب ولا كانت قوائهما شعابا الأعراف هي في الأصل ما ارتفع من
الرمل الواحدة عرفة قال أبو زياد في بلاد العرب بلدان كثيرة تسمى الأعراف منها
أعراف لبنى وأعراف غمرة قال طفيل بن عوف الغنوي جلبنا من الأعراف أعراف غمرة
وأعراف لبنى الخيل من كل مجلب عرابا وحوا مشرفا حجباتها بنات حصان قد تخير منجب
بنات الأغر والوجيه ولاحق وأعوج ينمي نسبة المتنسب و أعراف نخل هضبات حمر في أرض سهلة
قال الراجز يا من لثور لهق طواف أعين مشاء على الأعراف ويوم الأعراف من أيامهم وقد
ذكر عدة مواضع يقال لها عرفة في موضعها ذكرت و الأعرف اسم للجبل المشرف على
قعيقعان بمكة
الأعزلان بالزاي اسم لواديين يقال لأحدهما الأعزل الريان لأن به ماء وللآخر الأعزل
الظمآن لأنه لا ماء به قال أبو عبيدة الأعزلان واديان يقطعان أرض المروت في بلاد
بني حنظلة بن مالك قال جرير هل رام جو سويقتين مكانه أم حل بعد محلة البردان هل
تونسان ودير أروى دوننا بالأعزلين بواكر الأظعان الأعزال ماء في ديار بني كلب في
واد لهم ولا أبعد أن يكون الذي قبله وإنما ثناه في الشعر ضرورة كما قال جو سويقتين
وإنما هو جو سويقة وله نظائر في شعرهم يثنون اسم الموضع ويجمعونه إذا اضطروا إليه
قال جرير لمن الديار كأنها لم تحلل بين الكناس وبين طلح الأعزل الأعزلة واد لبني
العنبر بن عمرو بن تميم
أعشار بالشين المعجمة موضع في عقيق المدينة قال الشاعر ظللت بأعشار لعينيك واشل
على الصدر ما ماء الشؤون يسيل أعشاش موضع في بلاد بني تميم لبني يربوع بن حنظلة
قال الفرزدق عزفت بأعشاش وما كدت تعزف وأنكرت من حدراء ما كنت تعرف ولج بك الهجران
حتى كأنما ترى الموت في البيت الذي كنت تألف وقال ابن نعجاء الضبي أيا أبرقي أعشاش
لا زال مدجن يجودكما حتى يروى ثراكما
أراني ربي حين تحضر
منيتي وفي عيشة الدنيا كما قد أراكما وقيل هو موضع بالبادية قريب من مكة مقابل
لطمية
أعظام موضع في شعر كثير قال عرج بأطراف الديار وسلم وإن هي لم تسمع ولم تتكلم فقد
قدمت آياتها وتنكرت لما مر من ريح وأوطف مرهم تأملت من آياتها بعد أهلها بأطراف
أعظام فأذناب أزنم محاني آناء كأن دروسها دروس الجوابي بعد حول مجرم أعفر موضع في
شعر امرىء القيس حيث قال تذكرت أهلي الصالحين وقد أتت على خملى منا الركاب وأعفرا
الأعقة جمع عقيق قال السكري في قول أبي خراش الهذلي دعا قومه لما استحل حرامه ومن
دونهم أرض الأعقة والرمل الأعقة رمل وحرامة جواره وعهده وقال ابن حبيب الأعقة جمع
عقيق بمكة عن أبي عمرو وقال الأصمعي الأعقة الأودية وفي بلاد العرب أربعة أعقة
ذكرت في باب العقيق وروى بعضهم في هذا الاسم الأحفة بالفاء وقيل هي مواضع من الرمل
في بلاد بني تميم وهو جمع حفاف جمعه بما حوله والحفاف جبل
أعكش بضم الكاف والشين معجمة موضع قرب الكوفة في قول المتنبي فيا لك ليلا على أعكش
أحم البلاد حفي الصوى وردن الرهيمة في جوزه وباقيه أكثر مما مضى أعلاب أرض لعك بن
عدنان بين مكة والساحل لها ذكر في حديث الردة
أعلاق أنعم من مخاليف اليمن
الأعلم بلفظ الأعلم المشقوق الشفة اسم كورة كبيرة بين همذان وزنجان من نواحي
الجبال والعجم يسمونها ألمر بفتح الهمزة واللام وسكون الميم والراء والكتاب
يكتبونها كما ذكرت لك وقصبة هذه الكورة دركزين ينسب إليها الوزير الدركزيني وزير
السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه يذكر في دركزين إن شاء الله تعالى وينسب إلى
الأعلم عبد الغفار بن محمد بن عبد الواحد أبو سعد الأعلمي القومساني فقيه مقيم
بالموصل روى شيئا من الحديث
الأعماق جاء ذكره في فتح القسطنطينية قال فينزل الروم بالأعماق وبدابق ولعله جاء
بلفظ الجمع والمراد به العمق وهي كورة قرب دابق بين حلب وانطاكية
أعناز بالنون والزاي بلد بين حمص والساحل
أعناك بالنون والكاف بليدة من نواحي حوران من أعمال دمشق يعمل فيها بسط وأكسية
جيدة تنسب إليها ويقال ينسب إليها أبو سعد
أعواء موضع في قوله
بساحة أعواء وناج موائل وقد قصره الآخر فقال بأعوى ويوم لقيناهم بأرعن ذي لجب مبهم
أي يحمل إليهم من الفرسان ولا أدري أهما موضعان أحدهما مقصور والآخر ممدود أم أصله
المدة فقصر ضرروة على رأي الجماعة أم أصله القصر فمد على رأي الكوفيين خاصة أعوص
بفتح الواو والصاد المهملة موضع قرب المدينة جاء ذكره في المغازي قال ابن إسحاق
خرج الناس يوم أحد حتى بلغوا المنقى دون الأعوص وهي على أميال من المدينة يسيرة
والأعوص واد في ديار باهلة لبني حصن منهم ويقال الأعوصين
الأعوض بالضاد المعجمة شعب لهذيل بتهامة
أعيار بعد العين الساكنة ياء وألف وراء هضبات في بلاد ضبة و أعيار أيضا جبل في
بلاد غطفان وأحسبه بين المدينة وفيد وفيه قال جرير رعت منبت الضمران من سبل المعا
إلى صلب أعيار ترن مساحله وقال السكري في قول مليح الهذلي لها بين أعيار إلى البرك
مربع ودار ومنها بالقفا متصيف أعيار بلد والبرك بلد والقفا موضع
الأعيان بالنون موضع في قول عتيبة بن الحارث ابن شهاب اليربوعي تروحنا من الأعيان
عصرا فأعجلنا الإلاهة أن تؤوبا هكذا رواه أبو الحسن العمراني ورواه الأزهري تروحنا
من اللعباء
أعيب بضم الهمزة وسكون العين وياء مفتوحة وباء موحدة حكى بعضهم عن أبي الحسين بن
زنجي النحوي البصري أنه قال ليس في كلامهم كلمة على فعيل إلا أعيب وهو موضع باليمن
وما أراه إلا وقد تصحف عليه أو اشتبه والمعروف على هذا الوزن عليب وهو مشهور موضع
في طريق اليمن قال أبو دهبل فما ذر قرن الشمس حتى تبينت بعليب نخلا مشرفا ومخيما
أعيرض بضم أوله وفتح ثانيه ماء بين جبلي طيء وتيماء
الأعيرف جبل لطيء لهم فيه نخل يقال له الأفيق
أعين بالنون قرية وقيل حصن باليمن والله الموفق للصواب
باب الهمزة والغين وما يليهما
الأغدرة جمع غدير الماء وهو ما غادره السيل في مستنقع من الأرض نحو جريب وأجربة
ونصيب وأنصبة وهو من جموع القلة أغدرة السيدان موضع وراء كاظمة بين البصرة
والبحرين يقارب البحر قال المخبل السعدي
ذكر الرباب وذكرها
سقم فصبا وليس لمن صبا حلم وإذا ألم خيالها طرفت عيني فماء شؤونها سجم وأرى لها
دارا بأغدرة السي دان لم يدرس لها رسم إلا رمادا هامدا دفعت عنه الرياح خوالد سحم
قال أبو خليفة الفضل بن الحباب حدثني المازني قال حدثني الأصمعي قال قرأت على أبي
عمرو ابن العلاء شعر المخبل السعدي فلما بلغت إلى قصيدته التي أولها ذكر الرباب
وذكرها سقم فمر فيها وأرى لها دارا بأغدرة السيدان فقال أبو عمرو قد رابني هذا
وكيف يكون هذا للمخبل وأغدرة السيدان وراء كاظمة وهذه ديار بكر بن وائل ما أرى هذا
الشعر إلا لطرفة قال الأصمعي فلم يزل ذلك في نفسي حتى رأيت أعرابيا فصيحا من بكر
بن وائل ينشد من هذه القصيدة أبياتا منها هذه وتقول عاذلتي وليس لها بغد ولا ما
بعده علم إن الثراء هو الخلود وإن ن المرء يكرب يومه العدم ولئن بنيت إلى المشقر
في هضب تقصر دونه العصم لتنقبن عني المنية إن ن الله ليس لحكمه حكم أغذون بفتح
الهمزة وسكون الغين وضم الذال المعجمة وسكون الواو ونون من قرى بخارى منها أبو عبد
الرحمن حاشد ابن عبد الله القصير بن عبد الله بن عبد الواحد ابن محمد بن عبد الله
بن أيمن الأغدوني توفي سنة 052 وكان يزعم أنه من ولد الأحنف بن قيس وقد ذكر
المدائني أن الأحنف لم يكن له ولد غير بحر وأنه لا عقب له
الأغران تثنية الأغر وهما حبلان من حبال رمل البادية قال الراجز وقد قطعنا الرمل
غير حبلين حبلي زرود وكذا الأغرين الأغر بطن الأغر بين الخزيمية والأجفر على طريق
مكة من الكوفة وهو على ثلاثة أميال من الخزيمية وفيه حوض وقباب وحصن وفي كتاب
اللصوص الأغر أبرق أبيض بأطراف العلمين الدنيا التي تلي مطلع الشمس وبقبلته سبخة
ملح قال الشاعر فيا رب بارك في الأغر وملحه وماء السباخ إذ علا القطران وقال طهمان
سقيا لمرتبع توارثه البلى بين الأغر وبين سود العاقر لعبت بها عصف الرياح فلم تدع
إلا رواسي مثل عش الطائر وقال نصر الأغر جبل في بلاد طيء به ماء يسقي نخيلا يقال
لها المنتهب في رأسه بياض
أغزون بالزاي من
قرى بخاري منها أبو عبد الله عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن أيمن بن عبد الله
ابن مرة بن الأحنف بن قيس الأغزوني جد أبي عبد الرحمن حاشد المذكور قبل في أغذون
بالذال المعجمة توفي في حدود سنة مائتين ذكرهما معا أبو سعد ولا شك أنه لم يتحقق
صحة أحدهما فذكرهما معا أعني أغذون وأغزون والله أعلم
أغمات ناحية في بلاد البربر من أرض المغرب قرب مراكش وهي مدينتان متقابلتان كثيرة
الخير ومن ورائها إلى جهة البحر المحيط السوس الأقصى بأربع مراحل ومن سجلماسة
ثماني مراحل نحو المغرب وليس بالمغرب فيما زعموا بلد أجمع لأصناف من الخيرات ولا
أكثر ناحية ولا أوفر حظا ولا خصبا منها تجمع بين فواكه الصرود والجروم وأهلها
فرقتان يقال لإحداهما الموسوية من أصحاب ابن ورصند والغالب عليهم جفاء الطبع وعدم
الرقة والفرقة الأخرى مالكية حشوية وبينهما القتال الدائم وكل فرقة تصلي في الجامع
منفردة بعد صلاة الأخرى كذا ذكر ابن حوقل التاجر الموصلي في كتابه وكان شاهدها
قديما بعد الثلاثمائة من الهجرة ولا أدري الآن كيف هي فقد تداولتهم عدة دول منها
دولة الملثمين وكان فيهم جد وصلابة في الدين ثم عبد المؤمن وبنوه ولهم ناموس
يلتزمونه وسياسة يقيمونها لا يثبت معها مثل هذه الأخلاط والله أعلم
وبين مدينة أغمات ومراكش ثلاثة فراسخ هي في سفح جبل هناك وهي للمصامدة يدبغ بها
جلود تفوق جودة على جميع جلود الدنيا وتحمل منها إلى سائر بلاد المغرب ويتنافسون
فيها وينسب إليها أبو هارون موسى بن عبد الله بن إبراهيم ابن محمد بن سنان بن عطاء
الأغماتي المغربي رحل إلى الشرق وأوغل حتى بلغ سمرقند وكان فاضلا وله شعر حسن منه
لعمر الهوى إني وإن شطت النوى لذو كبد حرى وذو مدمع سكب فإن كنت في أقصى خراسان
ثاويا فجسمي في شرق وقلبي في غرب وقال أبو بكر محمد بن عيسى المعروف بابن اللبانة
يذكر المعتمد بن عباد صاحب اشبيلبة وكان لما أزيل أمره وانتزع منه ملكه حمل إلى
أغمات فحبس بها أنفض يديك من الدنيا وساكنها فالأرض قد أقفزت والناس قد ماتوا وقل
لعالمها الأرضي قد كتمت سريرة العالم العلوي أغمات أغناق بلدة من نواحي تركستان
بما وراء النهر تعد من أعمال بناكت وربما قيل لها يغناق في أوله ياء
أغواث كان يقال لليوم الأول من أيام القادسية التي قاتل فيها المسلمون الفرس يوم
أرماث ويقال ليوم الثاني يوم أغواث ويقال لليوم الثالث يوم عماس وكان اليوم الرابع
يوم القادسية وفيه كان الفتح على المسلمين ولا أدري أهذه الأسماء مواضع أم هي من
الرمث والغوث والعمس وقال القعقاع بن عمرو يذكر يوم أغواث وكان أول يوم شهده بعد
رجوعه من الشام لم تعرف الخيل العراب سواءنا عشية أغواث بجنب القوادس
عشية رحنا بالرماح
كأنها على القوم ألوان الطيور الرسارس باب الهمزة والفاء وما يليهما أفاحيص جمع
أفحوص ناحية باليمامة عن محمد ابن إدريس بن أبي حفصة
الأفاعي واد قرب القلزم من أرض مصر ذكره في حديث رواه هشام بن عمار حدثنا البحتري
ابن عبيد قال هشام وذهبنا إليه إلى القلزم في موضع يقال له الأفاعي حدثنا أبي قال
حدثنا أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سموا أسقاطكم فإنها فرطكم
قال ابن عساكر قوله إلى القلزم تصحيف من عبد العزيز وإنما هو إلى القلمون قلت أنا
والصواب ما قاله عبد العزيز سألت عنه من رآه وعرفه
أفاعية بضم الهمزة واد يصب من منى وذكر الحازمي أنه في طريق مكة عن يمين المصعد من
الكوفة
أفاق بضم أوله وآخره قاف أفاق وأفيق موضعان في بلاد بني يربوع قرب الخصي كان فيه
يوم من أيام العرب قتل فيه عمر بن الجزور فارس بكر قتله معدان بن قعنب التميمي قال
فيه شاعر وعمي يابن حقة جاء قسرا اليكم عنوة يابن الجزور وقال عدي بن زيد العبادي
يصف سحابا أرقت لمكفهر بات فيه بوارق يرتقين رأوس شيب تلوح المشرفية في ذراه ويجلو
صقح دهدار قشيب كأن مآتما بانت عليه خضبن مآليا بدم صبيب سقى بطن العقيق إلى أفاق
ففاثور إلى لبب الكثيب وقال لبيد ولدى النعمان مني موقف بين فاثور أفاق فالذحل
الأفاقة بضم الهمزة موضع من أرض الحزن قرب الكوفة وقال المفضل هو ماء لبني يربوع
وكان النعمان بن المنذر يبدو إليه في أيام الربيع ويوم الأفاقة من أيامهم
وأغار بسطام بن قيس بن مسعود الشيباني على بني يربوع بالأفاقة فأسروه وهزموا جيشه
فقال العوام أخو الحارث بن همام قبح الإله عصابة من وائل يوم الأفاقة أسلموا
بسطاما كانت لهم بعكاظ فعلة سيء جعلت على أفواههم أقداما وكانت الأفاقة من منازل
آل المنذر فلذلك قال لبيد ليبك على النعمان شرب وقينة ومختبطات كالسعالى أرامل له
الملك في ضاحي معد وأسلمت إليه العباد كلها ما يحاول ووصفه بأوصاف كثيرة ثم قال
فإن امرأ يرجو الفلاح وقد رأى سواما وحيا بالأفاقة جاهل
غداة غدوا منها
وآزر سربهم مواكب تحدى بالغبيط وجامل ويوم أجازت قلة الحزن منهم مواكب تعلو ذا حسا
وقنابل وقال لبيد أيضا شهدت أنجية الأفاقة عاليا كعبي وأرداف الملوك شهود وقال
غيره ألا قل لدار بالأفاقة أسلمي بحي على شحط وإن لم تكلمي وقال آخر ونحن رهنا
بالأفاقة عامرا بما كان بالدرداء رهنا وأبسلا قلت وربما صحفه قوم فقالوا الأفاقة
بفتح الهمزة وإظهار الهاء مثل جمع فقيه
أفامية مدينة حصينة من سواحل الشام وكورة من كور حمص قال أبو العلاء أحمد بن عبد
الله المعري ولولاك لم تسلم أفامية الردى ويسميها بعضهم فامية بغير همزة
وقرأت في كتاب ألفه يحيى بن جرير المتطبب فقال فيه بنى سلوقوس في السنة السادسة من
موت الإسكندر اللاذقية وسلوقية وأفامية وباروا وهي حلب
الأفاهيد قال ابن السكيت الأفاهيد قنينات بلق بقفار خرجان على موطىء طريق الربذة
من النخل قال كثير نظرت إليها وهي تحدى عشية فأتبعتهم طرفي حيث تيمما تروع بأكناف
الأفاهيد عيرها نعاما وحقبا بالفدافد صيما ظعائن يشفين السقيم من الجوى به ويخبلن
الصحيح المسلما الأفداغ بالغين المعجمة ماء عليه نخل في جبل قطن شرقي الحاجر
الأفراحون بالحاء المهملة بليدة من نواحي مصر قرب سخا وكانت قديما تسمى الأمراحون
بالميم
الأفراع موضع حول مكة في شعر الفضل اللهبي فالهاوتان فكبكب فجتاوب فالبوص فالأفراع
من أشقاب إفراغة بكسر الهمزة والغين معجمة مدينة بالأندلس من أعمال ماردة كثيرة
الزيتون تملكها الأفرنج في سنة 345 في أيام علي بن يوسف بن تاشفين الملثم وهي
السنة التي مات فيها مهديهم وهو محمد بن تومرت
الأفراق بفتح الهمزة عند الأكثرين وضبطه بعضهم بكسرها وقال الأفراق موضع من أعمال
المدينة
أفران بفتح الهمزة وسكون الفاء وراء وألف ونون قرية من قرى نخشب ينسب إليها أبو
بكر محمد بن أحمد الأفراني الحامدي حدث عنه محمد بن أحمد بن أفريقون الأفراني
النسفي من كتاب ابن نقطة
أفرخش بفتح الهمزة وسكون الفاء وفتح الراء وسكون الخاء المعجمة والشين معجمة من
قرى بخارى منها أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل ابن إسحاق بن إبراهيم الأفرخشي
البخاري كان
رئيس العلماء
ومقدمهم ويعرف بالإسماعيلي توفي في شهر رمضان سنة 483
أفر بعد الهمزة المفتوحة فاء مضمومة وراء مشددة قال نصر هو بلد في سواد العراق
قريب من نهر جوبر
أفرع موضع قرب اليمامة لبني نمير ويقال له الأقرع قال الراعي يسوقها ترعية ذو
عباءة بما بين نقب فالحبيس فأفرعا أفرنجة أمة عظيمة لهابلاد واسعة وممالك كثيرة
وهم نصارى ينسبون إلى جد لهم واسمه أفرنجش وهم يقولون فرنك وهي مجاورة لرومية
والروم وهم في شمالي الأندلس نحو الشرق إلى رومية ودار ملكهم نوكبردة وهي مدينة
عظيمة ولهم نحو مائة وخمسين مدينة وقد كان قبل ظهور الإسلام أول بلادهم من جهة
المسلمين جزيرة رودس قبالة الإسكندرية في وسط بحر الشام
أفرندين موضع بين الري ونيسابور
إفريقية بكسر الهمزة وهو اسم لبلاد واسعة ومملكة كبيرة قبالة جزيرة صقلية وينتهي
آخرها إلى قبالة جزيرة الأندلس والجزيرتان في شماليها فصقلية منحرفة إلى الشرق
والأندلس منحرفة عنها إلى جهة المغرب
وسميت إفريقية بإفريقيس بن أبرهة ابن الرائش وقال أبو المنذر هشام بن محمد هو
إفريقيس بن صيفي بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان وهو الذي اختطها وذكروا أنه لما
غزا المغرب انتهى إلى موضع واسع رحيب كثير الماء فأمر أن تبنى هناك مدينة فبنيت
وسماها إفريقية اشتق اسمها من اسمه ثم نقل إليها الناس ثم نسبت تلك الولاية بأسرها
إلى هذه المدينة ثم انصرف إلى اليمن فقال بعض أصحابه سرنا إلى المغرب في جحفل بكل
قرم أريحي همام نسري مع أفريقيس ذاك الذي ساد بعز الملك أولاد سام نخوض بالفرسان
في مأقط يكثر فيه ضرب أيد وهام فأضحت البربر في مقعص نحوسهم بالمشرفي الحسام في
موقف يبقى لنا ذكره ما غردت في الأيك ورق الحمام وذكر أبو عبد الله القضاعي أن
إفريقية سميت بفارق ابن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام وأن أخاه مصر لما حاز
لنفسه مصر حاز فارق إفريقية وقد ذكرت ذلك متسقا في أخبار مصر قالوا فلما اختط
المسلمون القيروان خربت أفريقية وبقي اسمها على الصقع جميعه وقال أبو الريحان
البيروتي إن أهل مصر يسمون ما عن أيمانهم إذا استقبلوا الجنوب بلاد المغرب ولذلك
سميت بلاد إفريقية وما وراءها بلاد المغرب يعني أنها فرقت بين مصر والمغرب فسميت
إفريقية لا أنها مسماة باسم عامرها وحد إفريقية من طرابلس الغرب من جهة برقة
والإسكندرية إلى بجاية وقيل إلى مليانة فتكون مسافة طولها نحو شهرين ونصف وقال أبو
عبيد البكري الأندلسي حد إفريقية طولها من برقة شرقا إلى طنجة الخضراء غربا وعرضها
من البحر إلى الرمال التي في أول بلاد السودان وهي جبال ورمال عظيمة متصلة
من الشرق إلى الغرب
وفيه يصاد الفنك الجيد وحدث رواة السير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى عمر
بن العاص لا تدخل إفريقية فإنها مفرقة لأهلها غير متجمعة ماؤها قاس ما شربه أحد من
العالمين إلا قست قلوبهم فلما افتتحت في أيام عثمان رضي الله عنه وشربوا ماءها قست
قلوبهم فرجعوا إلى خليفتهم عثمان فقتلوه
وأما فتحها فذكر أحمد بن يحيى بن جابر أن عثمان بن عفان رضي الله عنه ولى عبد الله
بن سعد بن أبي سرح مصر وأمره بفتح إفريقية وأمده عثمان بجيش فيه معبد بن العباس بن
عبد المطلب ومروان بن الحكم بن أبي العاص وأخوه الحارث بن الحكم وعبيد الله بن عمر
وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن الزبير ابن
العوام والمسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وعبد الرحمن
بن زيد بن الخطاب وعبد الله وعاصم ابنا عمر بن الخطاب وبسر بن أبي ارطاة العامري
وأبو ذويب الهذلي الشاعر وذلك في سنة 92 وقيل سنة 82 وقيل 72 ففتحها عنوة وقتل
بطريقها وكان يملك ما بين أطرابلس إلى طنجة وغنموا واستاقوا من السبي والمواشي ما
قدروا عليه فصالحهم عظماء إفريقية على ثلاثمائة قنطار من الذهب على أن يكف عنهم
ويخرج من بلادهم فقبل ذلك منهم وقيل إنه صالحهم على ألف ألف وخمسمائة ألف وعشرين
ألف دينار وهذا يدل على أن القنطار الواحد ثمانية آلاف وأربعمائة دينار ورجع ابن
أبي سرح إلى مصر ولم يول على إفريقية أحدا فلما قتل عثمان رضي الله عنه عزل علي
رضي الله عنه ابن أبي سرح عن مصر وولى محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مصر فلم
يوجه إليها أحدا فلما ولي معاوية بن أبي سفيان وولى معاوية بن حديج السكوني مصر
بعث في سنة 05 عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط الفهري فغزاها وملكها المسلمون
فاستقروا بها واختط مدينة القيروان كما نذكره في القيروان إن شاء الله تعالى ولم
تزل بعد ذلك في أيدي المسلمين فوليها بعد عقبة بن نافع زهير بن قيس البلوي في سنة
69 فقتله الروم في أيام عبد الملك فوليها حسان بن النعمان الغساني فعزل عنها
ووليها موسى بن نصير في أيام الوليد بن عبد الملك ثم وليها محمد بن يزيد مولى قريش
في أيام سليمان بن عبد الملك سنة 99 ثم وليها إسماعيل بن عبد الملك ابن عبد الله
بن أبي المهاجر مولى بني مخزوم من قبل عمر بن عبد العزيز ثم وليها يزيد بن أبي
مسلم مولى الحجاج من قبل يزيد بن عبد الملك ثم عزله وولى بشر بن صفوان في أول سنة
301 ثم وليها عبيدة بن عبد الرحمن السلمي ابن أخي أبي الأعور السلمي فقدمها في سنة
011 من قبل هشام بن عبد الملك ثم عزله هشام وولى مكانه عبيد الله بن الحبحاب مولى
بني سلول ثم عزله هشام في سنة 321 وولى كلثوم ابن عياض القشيري فقتله البربر فولى
هشام حنظلة ابن صفوان الكلبي في سنة 421 ثم قام عبد الرحمن ابن حبيب بن أبي عبيدة
بن عقبة بن نافع الفهري وأخرج حنظلة في إفريقية عنوة ووليها وأثر بها آثارا حسنة
وغزا صقلية وكان الأمر قد انتهى إلى مروان بن محمد فبعث إليه بعهده وأقره على أمره
وزالت دولة بني أمية وعبد الرحمن أمير وكتب إلى السفاح بطاعته فلما ولي المنصور
خلع طاعته ثم قتله أخوه الياس بن حبيب غيلة في منزله وقام مقامه ثم قتل إلياس وولي
حبيب بن عبد الرحمن
فقتل ثم تغلب الخوارج حتى ولى المنصور محمد ابن الأشعث الخزاعي فقدمها سنة 441 فجرت بينه وبين الخوارج حروب ففارقها ورجع إلى المنصور فولى المنصور الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة بن عبد الله بن عباد بن محرث وقيل محارب بن سعد ابن حرام بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم فقدمها في جمادى الآخرة سنة 841 وجرت له حروب قتل في آخرها في شعبان سنة 051 وبلغ المنصور فولى مكانه عمرو بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن أبي صفرة أخا المهلب المعروف بهزارمرد فقدمها في صفر سنة 151 وكانت بينه وبين البربر وقائع قاتل فيها حتى قتل في منتصف ذي الحجة سنة 451 فولاها المنصور يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب فصلحت البلاد بقدومه ولم يزل عليها حتى مات المنصور والمهدي والهادي ثم مات يزيد بن حاتم بالقيروان سنة 071 في أيام الرشيد واستخلف ابنه داود بن يزيد بن حاتم ثم ولى الرشيد روح بن حاتم أخا يزيد فقدمها وساسها أحسن سياسة حتى مات بالقيروان سنة 471 فولى الرشيد نصر بن حبيب المهلبي ثم عزله وولى الفضل بن روح بن حاتم فقدمها في المحرم سنة 771 فقتله الخوارج سنة 871 فكانت عدة من ولي من آل المهلب ستة نفر في ثمان وعشرين سنة ثم ولى الرشيد هرثمة بن أعين فقدمها في سنة 971 ثم استعفى من ولايتها فأعفاه وولى محمد بن مقاتل العكي فلم يستقم بها أمره فإنه أخرج منها وولى إبراهيم ابن الأغلب التميمي المقدم ذكره فأقام بها إلى أن مات في شوال سنة 916 وولي ابنه عبد الله بن إبراهيم ومات بها ثم ولي أخوه زياد الله بن إبراهيم في سنة 102 في أول أيام المأمون ومات في رجب سنة 322 ثم ولي أخوه أبو عقال الأغلب بن إبراهيم ثم مات سنة 226 فولي ابنه محمد بن الأغلب إلى أن مات في محرم سنة 242 فولي ابنه أبو القاسم إبراهيم بن محمد حتى مات في ذي القعدة سنة 942 فولي ابنه زيادة الله بن إبراهيم إلى أن مات سنة 052 فولي ابن أخيه محمد بن أحمد إلى أن مات سنة 261 فولي أخوه إبراهيم بن أحمد وكان حسن السيرة شهما فأقام واليا ثمانيا وعشرين سنة ثم مات في ذي القعدة سنة 982 فولي ابنه عبد الله بن إبراهيم بن أحمد فقتله ثلاثة من عبيده الصقالبة فولي ابنه أبو نصر زياد الله بن عبد الله بن إبراهيم فدخل أبو عبد الله الشيعي فهرب منه إلى مصر وهو آخرهم في سنة 926 فكانت مدة ولاية بني الأغلب على إفريقية مائة واثنتي عشرة سنة وولي منهم أحد عشر ملكا ثم انتقلت الدولة إلى بني عبيد الله العلوية فوليها منهم المهدي والقائم والمنصور والمعز حتى ملك مصر وانتقل إليها في سنة 362 واستمرت الخطبة لهم بإفريقية إلى سنة 704 ثم وليها بعد خروج المعز عنها يوسف الملقب بلكين ابن زيري بن مناد الصنهاجي باستخلاف المعز إلى أن مات في ذي الحجة سنة 373 ووليها ابنه المنصور إلى أن مات في شهر ربيع الأول سنة 836 ووليها ابنه باديس إلى أن مات في سلخ ذي القعدة سنة 046 ووليها ابنه المعز بن باديس وهو الذي أزال خطبة المصريين عن أفريقية وخطب للقائم بالله وجاءته الخلعة من بغداد وكاشف المستنصر الذي بمصر بخلع الطاعة وذلك في سنة 534 وقتل من كان بإفريقية من شيعتهم فسلط اليازوري وزير المستنصر العرب على إفريقية حتى خربوها ومات المعز في سنة 354 وقد ملك سبعا وأربعين سنة ووليها ابنه تميم ابن المعز إلى أن مات في رجب سنة 105 ووليها
ابنه يحيى بن تميم
حتى مات سنة 905 ووليها ابنه علي بن يحيى إلى أن مات سنة 515 ووليها ابنه الحسن بن
علي وفي أيامه أنفذ رجار صاحب صقلية من ملك المهدية فخرج الحسن منها ولحق بعبد
المومن ابن علي وملك الأفرنج بلاد إفريقية وذلك في سنة 345 وانتقضت دولتهم وقد ولي
منهم تسعة ملوك في مائة سنة وإحدى وثمانين سنة وملك الأفرنج إفريقية اثنتي عشرة
سنة حتى قدمها عبد المؤمن فاستنقذها منهم في يوم عاشوراء سنة 555 وولى عليها أبا
عبد الله محمد بن فرج أحد أصحابه ورتب معه الحسن بن علي بن يحيى بن تميم وأقطعه
قريتين ورجع إلى المغرب وهي الآن بيد الولاة من قبل ولده فهذا كاف من إفريقية
وأمرها
وقد خرج منها من العلماء والأئمة والأدباء ما لا يحصى عددهم منهم أبو خالد عبد
الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي قاضيها وهو أول مولود ولد في الإسلام بإفريقية
سمع أباه وأبا عبد الرحمن الحبكي وبكر ابن سوادة روى عنه سفيان الثوري وعبد الله
بن لهيعة وعبد الله بن وهب وغيرهم تكلموا فيه قدم على أبي جعفر المنصور ببغداد قال
كنت أطلب العلم مع أبي جعفر أمير المؤمنين قبل الخلافة فأدخلني يوما منزله فقدم
إلي طعاما ومريقة من حبوب ليس فيها لحم ثم قدم إلي زبيبا ثم قال يا جارة عندك
حلواء قالت لا قال ولا التمر قالت ولا التمر فاستلقى ثم قرأ هذه الآية عسى ربكم أن
يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون قال فلما ولي المنصور الخلافة
أرسل إلي فقدمت عليه فدخلت والربيع قائم على رأسه فاستدناني وقال يا عبد الرحمن
بلغني أنك كنت تفد إلى بني أمية قلت أجل قال فكيف رأيت سلطاني من سلطانهم وكيف ما
مررت به من أعمالنا حتى وصلت إلينا قال فقلت يا أمير المؤمنين رأيت أعمالا سيئة
وظلما فاشيا ووالله يا أمير المؤمنين ما رأيت في سلطانهم شيئا من الجور والظلم إلا
ورأيته في سلطانك وكنت ظننته لبعد البلاد منك فجعلت كلما دنوت كان الأمر أعظم
أتذكر يا أمير المؤمنين يوم أدخلتني منزلك فقدمت إلي طعاما ومريقة من حبوب ولم يكن
فيها لحم ثم قدمت زبيبا ثم قلت يا جارية عندك حلواء قالت لا قلت ولا التمر قالت
ولا التمر فاستلقيت ثم تلوت عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف
تعملون فقد والله أهلك عدوك واستخلفك في الأرض ما تعمل قال فنكس رأسه طويلا ثم رفع
رأسه إلي وقال كيف لي بالرجال قلت أليس عمر بن عبد العزيز كان يقول إن الوالي
بمنزلة السوق يجلب إليها ما ينفق فيها فإن كان برا أتوه ببرهم وإن كان فاجرا أتوه
بفجورهم فأطرق طويلا فأومأ إلي الربيع أن أخرج فخرجت وما عدت إليه وتوفي عبد
الرحمن سنة 516 وينسب إليها أيضا سحنون بن سعيد الإفريقي من فقهاء أصحاب مالك جالس
مالكا مدة وقدم بمذهبه إلى إفريقية فأظهره فيها وتوفي سنة 042 وقيل سنة 142
أفسوس بضم الهمزة وسكون الفاء والسينان مهملتان والواو ساكنة بلد بثغور طرسوس يقال
إنه بلد أصحاب الكهف
أفشنة بفتح الهمزة وسكون الفاء والشين معجمة مفتوحة ونون وهاء من قرى بخارى
أفشوان بفتح الهمزة
وسكون الفاء وفتح الشين وواو وألف ونون من قرى بخارى على أربعة فراسخ منها
والمشهور بالنسبة إليها أبو نصر أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أسد بن كامل بن
خالد الأفشواني
الأفشولية بفتح الهمزة وسكون الفاء وضم الشين وسكون الواو وكسر اللام وياء مشددة
قرية في غربي واسط بينها وبين البلد نحو ثلاثة فراسخ ينسب إليها حبشي بن محمد بن
شعيب أبو الغنايم النحوي الضرير متأخر مات في ذي القعدة سنة 565
إفشيرقان بكسر أوله وسكون ثانيه وكسر الشين وياء ساكنة وراء وقاف وألف ونون قرية
بينها وبين مرو خمسة فراسخ منها أبو الفضل العباس بن عبد الرحيم الإفشيرقاني
الفقيه الشافعي كان عالما بالأنساب والكتابة
الأفقوسية اسم مدينة جزيرة قبرس وهو تعريب أفقديون بالرومية معناه خير موضع خبرني
بذلك رجل عربي من أهل قبرس
أفكان قالوا هو اسم مدينة كانت ليعلى بن محمد ذات أرحية وحمامات وقصور
الأفلاج جمع فلج بالتحريك وقد ذكر في موضعه من هذا الكتاب مبسوطا وهي باليمامة قال
امرؤ القيس بعيني ظعن الحي لما تحملوا على جانب الأفلاج من بطن تيمرا أفلاطنس حصن
عظيم عال مشرف جدا من أعمال جبل وهرا وهو من أعمال حلب الغربية
أفلوغونيا بفتح الهمزة وسكون الفاء وضم اللام وسكون الواو وغين معجمة وواو أخرى
ساكنة ونون وياء وألف مدينة كبيرة من بلاد الأرمن من نواحي إرمينية ولا يعرف أنها
خرج منها فاضل قط ولهذه المدينة رستاق وقلاع حصينة منها قلعة يقال لها وريمان في
وسط البحر على سن جبل لا يرام وهناك نهر يغور في الأرض يقال له نهر نصيبين والجذام
يسرع في أهلها لأن أكثر أكلهم الكرنب والغدد
فيهم طبع وفيهم خدمة للضيف وقرى وحسن طاعة لرهبانهم حتى إنهم إذا حضرت أحدهم
الوفاة أحضر القس ودفع إليه مالا واعترف له بذنب ذنب مما عمله فيستغفر له القس
ويضمن له الصفح والعفو عن ذنوبه ويقال إن القس يبسط كساء فكلما ذكر له المريض ذنبا
بسط القس كفيه فإذا فرغ من إقراره بالذنب ضم إحدى يديه إلى الأخرى كالقابض على
الشيء ثم يطرحه في التراب فإذا فرغ من إقراره بذنوبه جمع القس أطراف كسائه وخرج أي
أنني قد جمعت ذنوبك في هذه الكساء ويذهب فينفض الكساء في الصحراء وهذه سنة عجيبة غريبة
إفليج بكسر الهمزة والجيم موضع أحسبه باليمن
أفليلاء بفتح الهمزة قال ابن بشكوال قرية من قرى الشام ينسب إليها أبو القاسم
إبراهيم بن محمد ابن زكرياء بن مفرج بن يحيى بن زياد بن عبد الله ابن خالد بن سعد
بن أبي وقاص الوزير الأديب الفاضل الأندلسي شرح ديوان أبي الطيب المتنبي مات في ذي
القعدة سنة 144 ومولده في شوال سنة 253
أفوى مقصور مفتوح الأول ساكن الثاني قرية من قرى كورة البهنسا من نواحي الصعيد
بمصر
الأفهار كأنه جمع
فهر من الحجارة موضع في قول طفيل بن علي الحنفي فمنعرج الأفهار فقر بسابس فبطن خوي
ما بروضته شفر أفيح بضم الهمزة وفتح الفاء بلفظ التصغير عن الأصمعي وغيره يقوله
فتح أوله وكسر ثانيه موضع بنجد قال عروة بن الورد أقول له يا مال أمك هابل متى
حبست على الأفيح تعقل بديمومة ما إن يكاد يرى بها من الظماء الكوم الجلال تبول
تنكر آيات البلاد لمالك وأيقن أن لا شيء فيها يقول وقال ابن مقبل وقد جعلن أفيحا
عن شمائلها بانت مناكبه عنها ولم يبن أفيعية بالضم ثم الفتح والعين مهملة منهل
لسليم من أعمال المدينة في الطريق النجدي إلى مكة من الكوفة أفيق بلفظ التصغير
موضع في بلاد بني يربوع يقال أفاق وأفيق قال أبو دواد الإيادي ولقد أغتدي يدافع
ركني صنتع الخد أيد القصرات وأرانا بالجزع جزع أفيق نتمشى كمشية الناقلات أفيق
بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وقاف قرية من حوران في طريق الغور في أول العقبة
المعروفة بعقبة أفيق والعامة تقول فيق تنزل من هذه العقبة إلى الغور وهو الأردن
وهي عقبة طويلة نحو ميلين قال حسان بن ثابت لمن الدار أقفرت بمعان بين أعلى
اليرموك فالصمان فقفا جاسم فدار خليد فأفيق فجانبي ترفلان وفي كتاب الشام عن سعيد
بن هاشم بن مرثد عن أبيه قال أخبرونا عن منخل المشجعي قال رأيت في المنام قائلا
يقول لي إن أردت أن تدخل الجنة فقل كما يقول موذن أفيق قال فسرت إلى أفيق فلما أذن
قمت إليه فسألته عما يقول إذا أذن فقال أقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له
الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير أشهد
بها مع الشاهدين وأحملها عن المجاهدين وأعدها ليوم الدين وأشهد أن الرسول كما أرسل
والكتاب كما أنزل وأن القضاء كما قدر وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث
من في القبور عليها أحيا وعليها أموت وعليها أبعث إن شاء الله تعالى
أفي بالضم ثم الفتح والياء مشددة موضع في شعر نصيب ونحن منعنا يوم أول نساءنا ويوم
أفي والأسنة ترعف باب الهمزة والقاف وما يليهما الأقاعص جمع أقعص موضع في شعر عدي
بن الرقاع العاملي
هل عند منزلة قد أقفزت خبر مجهولة غيرتها بعدك الغير بين الأقاعص والسكران قد درست منها المعارف طرا ما بها أثر أقتد بضم التاء فوقها نقطتان موضع في بلاد فهم قال قيس بن العيزارة الهذلي لعمرك أنسى لوعتي يوم أقتد وهل تتركن نفس الأسير الروائع الأقحوانة بالضم ثم السكون وضم الحاء المهملة وواو وألف ونون وهاء موضع قرب مكة قال الأصمعي هي ما بين بئر ميمون إلى بئر ابن هشام و الأقحوانة أيضا موضع بين البصرة والنباج قال الأزهري موضع معروف في بلاد بني تميم وقد نزلت به وقال نصر الأقحوانة ماء ببلاد بني يربوع قال عميرة بن طارق اليربوعي وكلفت ما عندي من الهم ناقتي مخافة يوم أن ألام وأندما فمرت بجنب الزور ثمت أصبحت وقد جاوزت للأقحوانة مخرما و الأقحوانة موضع بالأردن من أرض دمشق على شاطىء بحيرة طبرية حدث هشام بن الوليد عن أبيه قال خرج قوم من مكة نحو الشام وكنت فيهم فبينما نحن نسير في بلاد الأردن من أرض الشام إذ رفع لنا قصر فقال بعضنا لبعض لو ملنا إلى هذا القصر فأقمنا بفنائه حتى نستريح ففعلنا فبينما نحن كذلك إذ انفتح باب القصر وانفرج عن امرأة مثل الغزال العطشان فرمقها كل واحد منا بعين وامق وقلب عاشق فقالت من أي القبائل أنتم ومن أي البلاد قلنا نحن أضاميم من ههنا وهناك فقالت أفيكم من أهل مكة أحد قلنا نعم فأنشأت تقول من كان يسأل عنا أين منزلنا فالأقحوانة منا منزل قمن وإن قصري هذا ما به وطني لكن بمكة أمسى الأهل والوطن إذ نلبس العيش صفوا ما يكدره قول الوشاة وما ينبوبه الزمن من كان ذا شجن بالشام ينزله فبالأباطح أمسى الهم والحزن ثم شهقت شهقة وخرت مغشيا عليها فخرجت عجوز من القصر فنضحت الماء على وجهها وجعلت تقول في كل يوم لك مثل هذا مرات تالله للموت خير لك من الحياة فقلنا أيتها العجوز ما قصتها فقالت كانت لرجل من أهل مكة فباعها فهي لا تزال تنزع إليه حنينا وشوقا قال القاضي الشريف أبو طاهر الحلبي صاحب كتاب الحنين إلى الأوطان عند فراغه من هذا الخبر والأقحوانة ضيعة على شاطىء بحيرة طبرية وقمن أي دان قريب وعندي أن الجارية أرادت الأقحوانة التي بمكة وقمن بفتح الميم أي خليق تعني أن ذلك المنزل جدير أن أكون فيه ولم أر في كتب اللغة القمن بمعنى القرب إنما قال الأزهري القمن بكسر الميم القريب والقمن السريع
إقدام بالكسر ثم
السكون بلفظ مصدر أقدم إقداما ويروى بفتح أوله بلفظ جمع قدم وهو جبل في قول امرىء
القيس لمن الديار عرفتها بسحام فعمايتين فهضب ذي إقدام الأقدحان بلفظ التثنية موضع
في قول ذي الرمة وآدم لباس إذا وضح الضحى لأفنان أرطى الأقدحين المهدل ويروى إذا
وقد
أقر بفتح أوله وضم ثانيه وتشديد الراء موضع أو جبل بعرفة
أقر بضم الهمزة والقاف وراء اسم واد لبني مرة عن أبي عبيدة وأنشد للنابغة لقد نهيت
بني ذبيان عن أقر وعن تربعهم في كل أصفار وفي كتاب العزيزي تأليف أبي الحسن
المهلبي بين الأخاديد وبين أقر ثلاثون ميلا وهي بين البصرة والكوفة بالبادية
وبينها وبين سلمان عشرون فرسخا وقال ابن السكيت أقر جبل وذو أقر واد لبني مرة إلى
جنب أقر وهو واد نجل أي واسع مملوء حمضا كان النعمان بن الحارث الأصغر الغساني قد
حماه فاحتماه الناس فتربعته بنو ذبيان فنهاهم النابغة عن ذلك وحذرهم غارة الملك
النعمان فعيروه خوفه من النعمان وأبوا وتربعوه فبعث النعمان بن الحارث إليهم جيشا
وعليه ابن الجلاح الكلبي فأغار عليهم بذي أقر فقتل وسبى ستين أسيرا وأهداهم إلى
قيصر الروم فقال النابغة عند ذلك إني نهيت بني ذبيان عن أقر وعن تربعهم من بعد
أصفار وقلت يا قوم إن الليث منقبض على براثنه لعدوة الضاري وقال نصر أقر ماء في
ديار غطفان قريب من أرض الشربة وقيل جبل وقيل هو من عدنة وقيل جبال أعلاها لبني
مرة بن كعب وأسفلها لفزارة وقال أبو نصر أقر جبل وأنشد لابن مقبل منا خناذيذ فرسان
وألوية وكل سائمة من سارح عكر وثروة من رجال لو رأيتهم لقلت إحدى حراج الجر من أقر
أقر بضم الهمزة وسكون القاف وراء اسم ماء في ديار غطفان قريب من أرض الشربة قاله
أبو منصور وأنشد توزعنا فقير مياه أقر لكل بني أب منا فقير فحصة بعضنا خمس وست
وحصة بعضنا منهن بير قال المخبل بن شرحبيل بن جمل البكري في بني زهير وقد منعوا
سعد بن مسعود المازني من التعدي في صدقات بكر وكان يليها فدى لبني زهيرة يوم أقر
وقد خذلوا بها أهلي ومالي فهم منعوا مظالم آل بكر وقد وردوا لها قبل
السؤال الأقرع جبل
بين مكة والمدينة وبالقرب منه جبل يقال له الأشعر وقرأت بخط أبي عامر العبدري
وأقبل أبو عبيدة حتى أتى وادي القرى ثم أخذ عليهم الأقرع والجنينة وتبوك وسروع ودخل
الشام
أقرن بضم الراء موضع في قول امرىء القيس لما سما من بين أقرن فال أحيال قتل له فدى
أهلي أقريطش بفتح الهمزة وتكسر والقاف ساكنة والراء مكسورة وياء ساكنة وطاء مكسورة
وشين معجمة اسم جزيرة في بحر المغرب يقابلها من بر إفريقية لوبيا وهي جزيرة كبيرة
فيها مدن وقرى وينسب إليها جماعة من العلماء قال أحمد ابن يحيى بن جابر غزا جنادة
بن أبي أمية الأزدي بعد فتحه جزيرة أرواد في سنة 45 في أيام معاوية ثم غزا أقريطش
فلما كان في أيام الوليد فتح بعضها ثم أغلق وغزاها حميد بن معيوف الهمداني في
خلافة الرشيد ففتح بعضها ثم غزاها في خلافة المأمون أبو حفص عمر بن عيسى الأندلسي
المعروف بالأقريطشي فافتتح منها حصنا واحدا ونزله ثم لم يزل بفتح شيئا بعد شيء حتى
لم يبق فيها من الروم أحدا وخرب حصونهم وذلك في سنة 012 في أيام المأمون وقال غير
البلاذري فتحت أقريطش في أول أيام المأمون وقيل فتحت بعد 052 على يد عمرو بن شعيب
المعروف بابن الغليظ وكان من أهل قرية بطروح من عمل فحص البلوط من الأندلس
وتوارثها عقبه سنين كثيرة وقال ابن يونس كان أول من افتتحها شعيب ابن عمر بن عيسى
وكان سمع يونس بن عبد الأعلى وغيره بمصر ثم ندب لفتحها فسار إليها حتى افتتحها
وكانت من أعظم بلاد المسلمين نكاية على الروم إلى أن أناخ عليها نقفور بن الفقاس
والدمستق في خلافة المطيع وتملك أرمانوس بن قسطنطين في آخر جمادى الأولى سنة 943
في اثنين وسعبين ألفا منهم خمسة آلاف فارس ولم يزل محاصرا لها حتى فتحها عنوة
بالحرب والجوع في نصف المحرم سنة 053 فقتل ونهب وسبى وأخذ صاحبها عبد العزيز بن
شعيب من ولد أبي حفص عمر بن عيسى الأندلسي وأمواله وبني عمه وحمل ذلك كله إلى
القسطنطينية وقيل إنه حمل إلى القسطنطينية من أموالها وسبي أهلها نحوا من ثلاثمائة
مركب وهدموا حجارة المدينة وألقوها في الميناء الذي دخلت مراكبهم فيه لئلا يدخل
فيه بعدهم عدو وهي إلى الآن بيد الأفرنج
ونسب إليها بعض الرواة منهم محمد ابن عيسى أبو بكر الأقريطشي حدث بدمشق عن محمد بن
القاسم المالكي روى عنه عبد الله بن محمد النسائي المؤدب قاله أبو القاسم
أقساس قرية بالكوفة أو كورة يقال لها أقساس مالك منسوبة إلى مالك بن عبد هند بن
نجم بالجيم بوزن زفر ابن منعة بن برجان بن الدوس ابن الديل بن أمية بن حذافة بن
زهر بن إياد بن نزار والقس في اللغة تتبع الشيء وطلبه وجمعه أقساس فيجوز أن يكون
مالك تطلب هذا الموضع وتتبع عمارته فسمي بذلك وينسب إلى هذا الموضع أبو محمد يحيى
بن محمد بن الحسن بن محمد ابن علي بن محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي ابن
الحسين بن علي بن أبي طالب الأقساسي توفي سنة نيف وسبعين وأربعمائة بالكوفة وجماعة
من العلويين ينسبون كذلك إليها
الأقصر كأنه جمع
قصر جمع قلة اسم مدينة على شاطىء شرقي النيل بالصعيد الأعلى فوق قوص وهي أزلية
قديمة ذات قصور ولذلك سميت الأقصر ويضاف إليها كورة
الأقطانتين بلفظ التثنية ولم نسمعه مرفوعا موضع كان فيه يوم من أيام العرب
الأقعس الأقعس المرتفع ومنه عزة قعساء جبل في ديار ربيعة بن عقيل يقال له ذو
الهضبات وقال الحفصي الأقعس نخل وأرض لبني الأحنف باليمامة
الأقفاص كذا يتلفظ به العوام وينسبون إليه الأقفاصي وصوابه أقفهص اسم بلد بمصر
بالصعيد من كورة البهنسا فيما أحسب
أقفهس هو الذي قبله بعينه
الأقلام بلفظ جمع قلم الذي يكتب به
قال ابن حوقل في إفريقية جرماية وثاوران والحجا على نحر البحر ودونها في البر
مشرقا الأقلام ثم البصرة ثم كرت
وقال ابن رشيق في الأنموذج محمد بن سلطان الأقلامي من جبل ببادية فاس يعرف
بالأقلام وهو إلى مدينة سبتة أقرب
وتأدب بالأندلس وهو شاعر مجود مضبوط الكلام
أقلوش بضم الهمزة وآخره شين معجمة قال السلفي موضع من عمل غرناطة بالأندلس منه
أحمد بن القاسم بن عيسى الأقلوشي أبو العباس المقري رحل إلى المشرق وحدث عن عبد
الوهاب ابن الحسن الكلابي الدمشقي روى عنه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن
الخولاني ووصفه بالصلاح
إقليبية بكسرة الهمزة وسكون القاف وكسر اللام وياء ساكنة وباء مكسورة وياء خفيفة
هو حصن منيع بإفريقية قرب قرطاجنة مطل على البحر قالوا لما أرادوا بناءه نقبوا في
الجبل وجعلوا يقلبون حجارته في البحر من أعلى الجبل فسمي إقليبية وأثبته ابن
القطاع بألف ممدودة فقال إقليبياء بلد بإفريقية
إقليد بكسر الهمزة وسكون القاف اسم بلد بفارس من كورة إصطخر ولها ولاية ومزارع
تنسب إليها
أقليش بضم الهمزة وسكون القاف وكسر اللام وياء ساكنة وشين معجمة مدينة بالأندلس من
أعمال شنت برية وهي اليوم للأفرنج وقال الحميدي أقليش بليدة من أعمال طليطلة ينسب
إليها أبو العباس أحمد بن القاسم المقري الأقليشي وأبو العباس أحمد بن معروف بن
عيسى بن وكيل التجيبي الأقليشي الأندلسي قال أحمد بن سلفة في معجم السفر كان من
أهل المعرفة باللغات والأنحاء والعلوم الشرعية ومن جملة أسانيده أبو محمد بن السيد
البطليوسي وأبو الحسن بن سبيطة الداني وأبو محمد القلني وله شعر وكان قد قدم علينا
الإسكندرية سنة 456 وقرأ علي كثيرا وتوجه إلى الحجاز وبلغنا أنه توفي بمكة وعبد
الله بن يحيى التجيبي الأقليش أبو محمد يعرف بابن الوحشي أخذ بطليطلة من المقامي
المقري القراءة وسمع بها الحديث وله كتاب حسن في شرح الشهاب واختصر كتاب مشكل
القرآن لابن فورك وغير ذلك وتولى أحكام بلده في آخره عمره وتوفي سنة 205
إقليم بلفظ واحد الأقاليم موضع بمصر و إقليم القصب بالأندلس نسب إليها بعضهم و
إقليم ناحية بدمشق منها ظبيان بن خلف بن نجيم
ويقال لجيم ابن عبد
الوهاب المالكي الفقيه الإقليمي المتكلم من أهل الإقليم سكن دمشق وسمع عبد العزيز
الكناني وأبا الحسن بن مكي سمع منه عمر بن أبي الحسن الدهستاني وغيث بن علي وأبو
محمد بن السمرقندي وتوفي سنة 494
إقليمية مدينة كانت في بلاد الروم
أقميناس قرية كبيرة من أعمال حلب في جبل السماق أهلها إسماعيلية ولها ذكر
إقنا بكسر الهمزة وتسكين القاف ونون بلد بالصعيد بينها وبين قفط يوم واحد يضاف
إليها كورة وأهلها يسمونها قنا بغير ألف
أقناب دثر بعد القاف نون وألف وباء موحدة ودال مفتوحة وثاء مثلثة ساكنة وراء حصن
باليمن في جبل قلحاح
أقور بضم القاف وسكون الواو والراء اسم كورة بالجزيرة أو هي الجزيرة التي بين
الموصل والفرات بأسرها
الأقياع بضم الهمزة وفتح القاف وياء مشددة موضع بالمضجع عن الخارزنجي
الأقير بضم الهمزة وفتح القاف وياء ساكنة وراء ذات الأقير جبل بنعمان
الأقيصر تصغير أقصر اسم صنم قال أبو المنذر كان لقضاعة ولخم وجذام وعاملة وغطفان
صنم في مشارف الشام يقال له الأقيصر وله يقول زهير بن أبي سلمى حلفت بأنصاب
الأقيصر جاهدا وما سحقت فيه المقاديم والقمل وله يقول ربيع بن ضبيع الفزاري فإنني
والذي نعم الأنام له حول الأقيصر تسبيح وتهليل وله يقول الشنفرى الأزدي حليف فهم
وإن امرأ قد جار عمرا ورهطه علي وأثواب الأقيصر تعنف قال هشام حدثني رجل يكنى ابا
بشر يقال له عامر ابن شبل من جرم قال كان لقضاعة ولخم وجذام وأهل الشام صنم يقال
له الأقيصر وكانوا يحجون إليه ويحلقون رووسهم عنده فكان كلما حلق رجل منهم رأسه
ألقى مع كل شعرة قرة من دقيق وهي قبضة قال وكانت هوازن تنتابهم في ذلك الإبان فإن
أدركه الهوازني قبل أن يلقي القرة على الشعر قال أعطنيه يعني الدقيق فإني من هوازن
ضارع وإن فاته أخذ ذلك الشعر بما فيه من القمل والدقيق فخبزه وأكله قال فاختصمت
جرم وبنو جعدة في ماء لهم إلى النبي صلى الله عليه و سلم يقال له العقيق فقضى به
رسول الله صلى الله عليه و سلم لجرم فقال معاوية بن عبد العزى بن ذراع الجرمي وإني
أخو جرم كما قد علمتم إذا جمعت عند النبي المجامع فان أنتم لم تقنعوا بقضائه فإني
بما قال النبي لقانع ألم تر جرما أنجدت وأبوكم مع القمل في حفر الأقيصر شارع إذا
قرة جاءت يقول أصب بها سوى القمل إني من هوازن ضارع فما أنتم من هألا الناس كلهم
بلى ذنب أنتم علينا وكارع
فإنكما كالخنصرين
أخستا وفاتتهما في طولهن الأصابع الأقيلبة بضم الهمزة وفتح القاف وياء ساكنة وكسر
اللام وباء موحدة مياه في طرف سلمى أحد جبلي طيء وهي من الجبلين على شوط فرس وهي
لبني سنبس وقيل هي معدودة في مياه أجإ وفي كتاب الفتوح ولمانزل سعد بالقادسية أنزل
بكر بن وائل القلب وهي تدعى الأقيلبة فاحتفروا بها القلب بين العذيب وبين مطلع
الشمس
باب الهمزة والكاف وما يليهما
الأكاحل جمع كحل موضع في بلاد مزينة قال معن بن أوس المزني أعاذل من يحتل فيفا
وفيحة وثورا ومن يحمي الأكاحل بعدنا الأكادر بوزن الذي قبله جبل وقال نصر الأكادر
بلد من بلاد فزارة قال الشاعر ولو ملأت أعفاجها من رثية بنو هاجر مالت بهضب
الأكادر إكام بكسر الهمزة موضع بالشام في قول امرىء القيس يصف سحابا قعدت له
وصحبتي بين حامر وبين إكام بعد ما متأمل الاكام هكذا وجدته بخط بعض الفضلاء ولا
أدري أأراد جبل اللكام أم غيره إلا أنه قال جبل ثغور المصيصة واللكام متصل به ولا
شك في أنهما جبل واحد لأن الجبال في موضع قد تسمى باسم وتسمى في موضع آخر باسم آخر
وإن كان الجميع جبلا واحدا قال أحمد بن الطيب ويكون امتداد جبل الاكام نحو ثلاثين
فرسخا وعرضه ثلاثة فراسخ وفيه حصون ورستاق واسع
أكباد قال الأزدي في قول ابن مقبل أمست بأذرع أكباد فحم لها ركب بلينة أو ركب
بساوينا قال أكباد الأرض وأذرعها نواحيها
أكبرة بالفتح وكسر الباء من أودية سلمى الجبل المعروف لطيء به نخل وآبار مطوية
يسكنها بنو حداد وهم حداد بن نصر بن سعد ابن نبهان
أكتال بالتاء فوقها نقطتان موضع في قول وعلة الجرمي كأن الخيل بالأكتال هجرا
وبالخفين رجل من جراد تكر عليهم وتعود فيهم فسادا بل أجل من الفساد عليها كل أروع
من نمير أغر كغرة الفرس الجواد كهيج الريح إذ بعثت عقيما مدمرة على إرم وعاد أكدر
أفعل من الكدر يوم أكدر من أيام العرب ولعله موضع
اكرسيف مدينة صغيرة بالمغرب بينها وبين فاس خمسة أيام لها سوق في كل يوم خميس
يجتمع له من حولها من القرى وكذلك بينها وبين تلمسان أيضا خمسة أيام
أكسال السين مهملة
قرية من قرى الأردن بينها وبين طبرية خمسة فراسخ من جهة الرملة ونهر أبي فطرس لها
ذكر في بعض الأخبار كانت بها وقعة مشهورة بين أصحاب سيف الدولة بن حمدان وكافور
الإخشيدي فقتل أصحاب سيف الدولة كل مقتلة
أكسنتلا مدينة في جنوبي إفريقية قال أبو الحسن المهلبي أكسنتلا مدينة عظيمة جليلة
وهي مملكة لرجل من هوارة من البربر يقال له سهل بن الفهري مسلم وله سلطان عظيم على
أمم من البربر في بلاد لا تحصى كثرة وتطيعه أحسن طاعة قال وسمعت غير محصل يذكر أنه
إذا أراد الغزو ركب في ألف ألف راكب فرس نجيب وجمل قال وباكسنتلا أسواق ومجامع
وبظاهرها عمارة فيها جميع الفواكه من الكروم وشجر التين والأغلب على ذلك النخل
وبها منبر ومسجد للجماعة وقوم يقرأون القرآن وزروعهم على المطر قال ومن اكسنتلا
طريقان فطريق الشمال في حد المشرق وسمته إلى بلاد الكنز لآتيين من السودان مسيرة
خمسة أيام
أكشوثاء الشين معجمة والثاء مثلثة حصن أظنه بأرمينية قال أبو تمام يمدح أبا سعيد
الثغري كل حصن من ذي الكلاع وأكشو ثاء أطلعت فيه يوما عصيبا أكشونية بفتح الهمزة
وسكون الكاف وضم الشين المعجمة وسكون الواو وكسر النون وياء خفيفة مدينة بالأندلس
يتصل عملها بعمل أشبونة وهي غربي قرطبة وهي مدينة كثيرة الخيرات برية بحرية قد
يلقي بحرها على ساحلها العنبر الفائق الذي لا يقصر عن الهندي
أكلب من جبال بني عامر كأنه جمع كلب وقد أنشد الأصمعي صرمت ولم تصرم لبانة عن قلى
ولكنما قاس الصحابة قائس ومن البيض تضحي والخلوق يجيبها جديدا ولم يلبس بها النجس
لابس كأن خراطيم الحصير وأكلب فوارس نحت خيلها بفوارس وقوله ولكنما قاس الصحابة
قائس أي بقضاء وقدر كان صحبها فلا قدرة على الزيادة والنقص والنجس والقذر واحد
ولابس خالط ونحت أي قصدت شبه أطراف الجبال بفوارس قصد بعضها بعضا
أكل من قرى ماردين ينسب إليها أبو بكر ابن قاضي أكل شاعر عصري مدح الملك المنصور
صاحب حماة بقصيدة أولها ما بال سلمى بخلت بالسلام ما ضرها لو حيت المستهام الإكليل
اسم موضع في قول عدي بن نوفل وقيل إنه للنعمان بن بشير إذا ما أم عبد الل ه لم
تحلل بواديه ولم تشفي سقيما هي ج الحزن دواعيه غزال راعه القنا ص تحميه صياصيه
عرفت الربع بالإكلي لعفته سوافيه
بجو ناعم الحوذان
ملتف روابيه وما ذكري حبيبا لي قليلا ما اواتيه أكمان بالضم من مياه نجد عن نصر
أكمة بالتحريك موضع يقال له أكمة العشرق بعد الحاجر بميلين كان عندها البريد
السادس والثلاثون لحاج بغداد وقال نصر أكمة من هضاب أجإ عند ذي الجليل ويقال
الجليل وهو واد
أكمة بالضم ثم السكون اسم قرية باليمامة بها منبر وسوق لجعدة وقشير تنزل أعلاها
وقال السكوني أكمة من قرى فلج باليمامة لبني جعدة كبيرة كثيرة النخل وفيها يقول
الهزاني وقيل القحيف العقيلي سلوا الفلج العادي عنا وعنكم وأكمة إذ سالت مدافعها
دما وقال مصعب بن الطفيل القشيري في زوجته العالية وكان قد طلقها أما تنسيك عالية
الليالي وإن بعدت ولا ما تستفيد إذا ما أهل أكمة ذدت عنهم قلوصي ذادهم ما لا أذود
قواف كالجهام مشردات تطالع أهل أكمة من بعيد وقال أيضا يخاطب صاحبا له جعديا
ومنزله بأكمة وكان منزل العالية بأكمة أيضا كأني لجعدي إذا كان أهله بأكمة من دون
الرفاق خليل فإن التفاتي نحو أكمة كلما غدا الشرق في أعلامها لطويل الأكناف لما
ظهر طليحة المتنبي ونزل بسميراء أرسل إليه مهلهل بن زيد الخيل الطائي إن معي حدا
لغوث فإن دهمهم أمر فنحن بالأكناف بجبال فيد وهي أكناف سلمى قال أبو عبيدة الأكناف
جبلا طيء سلمى وأجأ والفرادخ
الأكواخ ناحية من أعمال بانياس ثم من أعمال دمشق ينسب إليها بعض الرواة قال الحافظ
عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن الحسين بن محمد أبو أحمد الطبراني الزاهد ساكن
أكواخ بانياس حدث عن أبي بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي وجمح بن القاسم وذكر
جماعة وافرة روى عنه تمام بن محمد الرازي ووثقه وعبد الوهاب الميداني وهما من
أقرانه وذكر جماعة أخرى ولم يذكر وفاته
الأكوار دارة الأكوار ذكرت في الدارات
الأكوام قال الأصمعي قال العامري الأكوام جمع كوم وهي جبال لغطفان ثم لفزارة مشرفة
على بطن الجريب وهي سبعة أكوام قال ولا تسمى البجال كلها الأكوام قال الراجز ولو
كان فيها الكوم أخرجنا الكوم بالعجلات والمشاء والفوم حتى صفا الشرب لأوراد حوم
وقال غيره يسار عوارة فيما بين المطلع الأكوام التي يقال لها أكوام العاقر وهن
أجبال
وأسماؤها كوم
حباباء والعاقر والصمعل وكوم ذي ملحة قال وسئلت امرأة من العرب أن تعد عشرة أجبال
لا تتعتع فيها فقالت أبان وأبان والقطن والظهران وسبعة أكوام وطمية الأعلام
وعليمتا رمان
أكهى جبل لمزينة يقال له صخرة أكهى
أكيم بفتح أوله وكسر ثانيه اسم جبل في شعر طرفة وتطلبته فيه فلم أجده
أكيراح بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وراء وألف وحاء مهملة وقد صحفه أبو منصور
الأزهري فقال بالخاء المعجة وهو غلط وهي في الأصل القباب الصغار قال الخالدي
الأكيراح رستاق نزه بأرض الكوفة و الأكيراح أيضا بيوت صغار تسكنها الرهبان الذين
لا قلالي لهم يقال لواحدها كرح بالقرب منها ديران يقال لأحدهما دير مرعبدا وللآخر
دير حنة وهو موضع بظاهر الكوفة كثير البساتين والرياض وفيه يقول أبو نواس يا دير
حنة من ذات الأكيراح من يصح عنك فإني لست بالصاحي يعتاده كل محفو مفارقه من الدهان
عليه سحق أمساح في فتية لم تدع منهم تخوفهم وقوع ما حذروه غير أشباح لا يدلفون إلى
ماء بباطية إلا اغترافا من الغدران بالراح وقرأت بخط أبي سعيد السكري حدثني أبو
جعفر أحمد بن أبي الهيثم البجلي قال رأيت الأكيراح وهو على سبعة فراسخ من الحيرة
مما يلي مغرب الشمس من الحيرة وفيه ديارات فيها عيون وآبار محفورة يدخلها الماء
وقد وهم فيه الأزهري فسماه الأكيراخ بالخاء المعجمة وفيه قال بكر بن خارجة دع
البساتين من آس وتفاح واقصد إلى الشيح من ذات الأكيراح إلى الدساكر فالدير
المقابلها لدى الأكيراح أو دير ابن وضاح منازل لم أزل حينا إلازمها لزوم غاد إلى
اللذات رواح باب الهمزة واللام وما يليهما ألاب بالباء الموحدة بوزن شراب شعبة
واسعة في ديار مزينة قرب المدينة
ألاآت بوزن فعالات وبلفظ علامات ذكره في الشعر عن نصر
ألاآت بوزن فعالات وبلفظ علامات ذكره في الشعر عن نصر
ألاق بالضم وآخره قاف جبل بالتيه من أرض مصر من ناحية الهامة
ألال بفتح الهمزة واللام وألف ولام أخرى بوزن حمام اسم جبل بعرفات قال ابن دريد
جبل رمل بعرفات عليه يقوم الإمام وقيل جبل
عن يمين الإمام
ألال جبل عرفة نفسه قال النابغة حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وهل يأثمن ذو أمة وهو
طائع بمصطحبات من لصاف وثبرة يزرن ألالا سيرهن التدافع وقد روي إلال بوزن بلال قال
الزبير بن بكار إلال هو البيت الحرام والأول أصح وأما اشتقاقه فقيل إنه سمي ألالا
لأن الحجيج إذا رأوه ألوا أي اجتهدوا ليدركوا الموقف وأنشدوا مهر أبي الحثحاث لا
تسألي بارك فيك الله من ذي آل وقيل الأل جمع الألة وهي الحربة وتجمع على إلال مثل
جفنة وجفان وهذا الموضع اراده الرضي الموسوي بقوله فأقسم بالوقوف على إلال ومن شهد
الجمار ومن رماها وأركان العتيق ومن بناها وزمزم والمقام ومن سقاها لأنت النفس
خالصة وإن لم تكونيها فأنت إذا مناها ألال بوزن أحمر ولفظ علعل بلدة بالجزيرة
ألالة بوزن علالة موضع في قول الشاعر لو كنت بالطبسين أو بألالة قال نصر الألالة
بوزن حثالة موضع بالشام
الألاهة حدث المفضل بن سلمة قال كان أفنون واسمه صريم بن معشر بن ذهل بن تيم بن
عمرو بن تغلب سأل كاهنا عن موته فأخبره أنه يموت بمكان يقال له الألاهة وكان أفنون
قد سار في رهط إلى الشام فأتوها ثم انصرفوا فضلوا الطريق فاستقبلهم رجل فسألوه عن
طريقهم فقال خذوا كذا وكذا فإذا عنت لكم الألاهة وهي قارة بالسماوة وضح لكم الطريق
فلما سمع أفنون ذكر الألاهة تطير وقال لأصحابه إني ميت قالوا ما عليك باس قال لست
بارحا فنهش حماره ونهق فسقط فقال إني ميت قالوا ما عليك باس قال ولم ركض الحمار
فأرسلها مثلا ثم قال يرثي نفسه وهو يجود بها ألا لست في شيء فروحا معاويا ولا
المشفقات إذ تبعن الحوازيا فلا خير فيما يكذب المرء نفسه وتقواله للشيء يا ليت ذا
ليا لعمرك ما يدري امرؤ كيف يتقي إذا هو لم يجعل له الله واقيا كفى حزنا أن يرحل
الركب غدوة وأصبح في عليا الألاهة ثاويا وقال عدي بن الرقاع العاملي كلما ردنا شطا
عن هواها شطنت ذات معية حقباء بغراب إلى الألاهة حتى تبعت أمهاتها الأطلاء ألبان
بالفتح ثم السكون كأنه جمع لبن مثل جمل وأجمال في شعر أبي قلابة الهذلي يا دار
أعرفها وحشا منازلها بين القوائم من رهط فألبان
ورواه بعضهم أليان
بالياء آخر الحروف قال السكري بالقوائم جبال منتصبة وحش ليس بها أحد ورهط موضع
ألبان بالتحريك بوزن رمضان اسم بلد على مرحلتين من غزنين بينها وبين كابل وأهله من
فل الأزارقة الذين شردهم المهلب وهم إلى الآن على مذهب أسلافهم إلا أنهم مذعنون
للسلطان وفيهم تجار ومياسير وعلماء وأدباء يخالطون ملوك الهند والسند الذين يقربون
منهم ولكل واحد من رؤسائهم اسم بالعربية واسم بالهندية عن نصر
إلبيرة الألف فيه ألف قطع وليس بألف وصل فهو بوزن أخريطة وإن شئت بوزن كبريتة
بعضهم يقول يلبيرة وربما قالوا لبيرة وهي كورة كبيرة من الأندلس ومدينة متصلة
بأراضي كورة قبرة بين القبلة والشرق من قرطبة بينها وبين قرطبة تسعون ميلا وأرضها
كثيرة الأنهار والأشجار وفيها عدة مدن منها قسطيلية وغرناطة وغيرهما تذكر في
مواضعها وفي أرضها معادن ذهب وفضة وحديد ونحاس ومعدن حجر التوتيا في حصن منها يقال
له شلوبينية
وفي جميع نواحيها يعمل الكتان والحرير الفائق وينسب إليها كثير من أهل العلم في كل
فن منهم أسد بن عبد الرحمن الإلبيري الأندلسي ولي قضاء إلبيرة روى عن الأوزاعي
وكان حيا بعد سنة خمسمائة قال أبو الوليد ومنها إبراهيم بن خالد أبو إسحاق من أهل
إلبيرة سمع من يحيى وسعيد بن حسان ورحل فسمع من سحنون وهو أحد السبعة الذين سمعوا
بإلبيرة في وقت واحد من رواة سحنون وهم إبراهيم بن شعيب وأحمد بن سليمان بن أبي
الربيع وسليمان بن نصر وإبراهيم بن خالد وإبراهيم بن خلاد وعمر بن موسى الكناني
وسعيد بن النمر الغافقي وتوفي إبراهيم بن خلاد سنة 072 وتوفي أحمد بن سليمان
بإلبيرة سنة 782 ومنها أيضا أحمد بن عمر بن منصور أبو جعفر إمام حافظ سمع محمد بن
سحنون والربيع بن سليمان الجيزي وعبد الرحمن بن الحكم وغيرهم مات سنة 213 ومنها
عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون بن جلهمة بن عباس بن مرداس السلمي يكنى أبا
مروان وكان بإلبيرة وسكن قرطبة ويقال إنه من موالي سليم روى عن صعصعة بن سلام
والغار بن قيس وزياد بن عبد الرحمن ورحل وسمع من أبي الماجشون ومطرف ابن عبد الله
وإبراهيم بن المنذر المغامي وأصبغ بن الفرج وسدر بن موسى وجماعة سواهم وانصرف إلى
الأندلس وقد جمع علما عظيما
وكان يشاور مع يحيى بن يحيى وسعيد بن حسان وله مولفات في الفقه والجوامع وكتاب
فضائل الصحابة وكتاب غريب الحديث وكتاب تفسير الموطأ وكتاب حروب الإسلام وكتاب
المسجدين وكتاب سيرة الإمام في مجلدين وكتاب طبقات الفقهاء من الصحابة والتابعين
وكتاب مصابيح الهدى وغير ذلك من الكتب المشهورة ولم يكن له مع ذلك علم بالحديث
ومعرفة صحيحه من سقيمه وذكر أنه كان يتسهل في سماعه ويحمل على سبيل الإجازة أكثر
روايته وقال ابن وضاح قال لي إبراهيم بن المنذر المغامي أتاني صاحبكم الأندلسي عبد
الملك بن حبيب بغرارة مملوءة كتبا وقال لي هذا علمك تجيزه لي فقلت نعم ما قرأ علي
منه حرفا ولا قرأته عليه قال وكان عبد الملك بن حبيب نحويا عروضيا شاعرا حافظا
للأخبار والأنساب والأشعار طويل
اللسان متصرفا في
فنون العلم روى عنه مطرف بن قيس وتقي بن مخلد وابن وضاح ويوسف بن يحيى العامي
وتوفي سنة 832 بعلة الحصى على أربع وستين سنة
ألتاية ألفه قطعية مفتوحة واللام ساكنة والتاء فوقها نقطتان وألف وياء مفتوحة اسم
قرية من نظر دانية من إقليم الجبل بالأندلس منها أبو زيد عبد الرحمن بن عامر
المعافري الألتائي النحوي كان قرأ كتاب سيبويه على أبي عبد الله محمد بن خلصة
النحوي الكفيف الداني وسمع الحديث عن أبي القاسم خلف بن فتحون الأريولي وغيره وكان
أوحد في الآداب وله شعر جيد ومن تلامذته ابن أخيه أبو جعفر عبد الله بن عامر
المعافري الألتائي وقرأ أبو جعفر هذا على أبي بكر اللبابي النحوي أيضا وعلى آخرين
وهو حسن الشعر قرأ القرآن بالسبع على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن سعيد الداني
وهو يصلح للإقراء إلا أن الأدب والشعر غلبا عليه
ألتى بضم الهمزة وسكون اللام وتاء فوقها نقطتان قلعة حصينة ومدينة قرب تفليس بينها
وبين أرزن الروم ثلاثة أيام
ألجام بوزن أفعال جمع لجمة الوادي وهو العلم من أعلام الأرض وهوموضع من أحماء
المدينة جمع حمى قال الأخطل ومرت على الألجام ألجام حامر يثرن قطا لولا سواهن هجرا
وقال عروة بن أذينة جاء الربيع بشوطى رسم منزلة أحب من حبها شوطىء وألجاما ألش
بفتح أوله وسكون ثانيه وشين معجمة اسم مدينة بالأندلس من أعمال تدمير لزبيبها فضل
على سائر الزبيب وفيها نخيل جيدة لا تفلح في غيرها من بلاد الأندلس وفيها بسط
فاخرة لا مثال لها في الدنيا حسنا
ألطا موضع في شعر البحتري إن شعري سار في كل بلد واشتهى رقته كل أحد أهل فرغانة قد
غنوا به وقرى السوس وألطا وسدد ألعس اسم جبل في ديار بني عامر بن صعصعة
أللان بالفتح وآخره نون بلاد واسعة وأمة كثيرة لهم بلاد متاخمة للدربند في جبال
القبق وليس هناك مدينة كبيرة مشهورة وفيهم مسلمون والغالب عليهم النصرانية وليس
لهم ملك واحد يرجعون إليه بل على كل طائفة أمير وفيهم غلظ وقساوة وقلة رياضة حدثني
ابن قاضي تفليس قال مرض أحد متقدميهم من الأعيان فسأل من عنده عما به فقالوا هذا
مرض يسمى الطحال وهو أرياح غليظة تقوى على هذا العضو فتنفخه فقال وددت لو رأيته
ثم تناول سكينا وشق في موضعه واستخرج طحاله بيده ورآه وأراد تخييط الموضع فمات
لوقته وقال علي بن الحسين بل مملكة صاحب السرير مملكة أللان وملكها يقال له
كركنداح وهو الأعم من أسماء ملوكهم كما أن فيلانشاه في أسماء ملوك السرير
ودار مملكة أللان يقال لها مغص وتفسير ذلك الديانة وله قصور ومتنزهات في غير هذه
المدينة ينتقل في السكنى إليها وقد كانت ملوك أللان بعد ظهور الإسلام في الدولة
العباسية
اعتقدوا دين
النصرانية وكانوا قبل ذلك جاهلية فلما كان بعد العشرين والثلاثمائة رجعوا عما
كانوا عليه من النصرانية فطردوا من كان عندهم من الأساقفة والقسوس وقد كان أنفذهم
إليهم ملك الروم
وبين مملكة أللان وجبل القبق قلعة وقنطرة على واد عظيم يقال لهذه القلعة قلعة باب
أللان بناها ملك من ملوك الفرس القدماء يقال له سندباذ بن بشتاسف ابن لهراسف ورتب
فيها رجالا يمنعون أللان من الوصول إلى جبل القبق فلا طريق لهم على هذه المقنطرة
من تحت هذه القلعة والقلعة على صخرة صماء لا سبيل إلا فتحها ولا يصل أحد إليها إلا
بإذن من فيها ولهذه القلعة عين من الماء عذبة تظهر في وسطها من أعلى الصخرة وهي
إحدى القلاع الموصوفة في العالم وقد ذكرتها الفرس في أشعارها وقد كان مسلمة بن عبد
الملك وصل إلى هذا الموضع وملك هذه القلعة وأسكنها قوما من العرب إلى هذه الغاية
يحرسون هذا الموضع وكانت أرزاقهم تحمل إليهم من تفليس وبين هذه القلعة وتفليس
مسيرة أيام
ولو أن رجلا واحدا في هذه القلعة لمنع جميع ملوك الأرض أن يجتازوا بهذا الموضع
لتعلقها بالجو وإشرافها على الطريق والقنطرة والوادي وكان صاحب أللان يركب في
ثلاثين ألفا هكذا ذكر بعض المورخين وأما أنا الفقير فسألت من طرق تلك البلاد
فخبرني بما ذكرته أولا
ألقي بالفتح ثم السكون وكسر القاف وياء قلعة حصينة من قلاع ناحية الزوزان لصاحب
الموصل
ألملم بفتح أوله وثانيه ويقال يلملم والروايتان جيدتان صحيحتان مستعملتان جبل من
جبال تهامة على ليلتين من مكة وهو ميقات أهل اليمن والياء فيه بدل من الهمزة وليست
مزيدة وقد أكثر من ذكره شعراء الحجاز وتهامة فقال أبو دهبل يصف ناقة له خرجت بها
من بطن مكة بعدها أصات المنادي الصلاة وأعتما فما نام من راع ولا ارتد سامر من
الحي حتى جاوزت بي ألملما ومرت ببطن الليث تهوي كأنما تبادر بالإصباح نهبا مقسما
وجازت على البزواء والليل كاسر جناحيه بالبزواء وردا وأدهما فقلت لها قد بعت غير
ذميمة وأصبح وادي البرك غيثا مديما ألوذ بالذال المعجمة موضع في شعر هذيل قال أبو
قلابة الهذلي رب هامة تبكي عليك كريمة بألوذ أو بمجامع الأضجان وأخ يوازن ما جنيت
بقوة وإذا غويت الغي لا يلحاني ألوس اسم رجل سميت به بلدة على الفرات قال أبو سعد
ألوس بلدة بساحل بحر الشام قرب طرسوس وهو سهو منه والصحيح أنها على الفرات قرب
عانات والحديثة وقد ذكرت قصتها في عانات وإليها ينسب المويد الألوسي الشاعر القائل
ومهفهف يغني ويغني دائما في طوري الميعاد والإيعاد وهبت له الآجام حين نشا بها كرم
السيول وهيبة الآساد
وله في رجل من أهل
الموصل رافضي يعرف بابن زيد وأعور رافضي لله ثم لشعري يدعونه بابن زيد وهو ابن زيد
وعمرو واتفق للمويد الشاعر هذا الألوسي قصة قل ما يقع مثلها وهو أن المقتفي لأمر
الله اتهمه بممالأة السلطان ومكاتبته فأمر بحبسه فحبس وطال حبسه فتوصل له ابن
المهتدي صاحب الخبر في إيصال قصة إلى المقتفي يسأله فيها الإفراج عنه فوقع المقتفي
أيطلق الموبد بالباء الموحدة فزاد ابن المهتدي نقطة في المؤبد وتلطف في كشط الألف
من أيطلق وعرضها على الوزير فأمر بإطلاقه فمضى إلى منزله وكان في أول النهار فضاجع
زوجته فاشتملت على حمل ثم بلغ الخليفة إطلاقه فأنكره وأمر برده إلى محبسه من يومه
وبتأديب ابن المهتدي فلم يزل محبوسا إلى أن مات المقتفي فأفرج عنه فرجع إلى منزله
وه ولد حسن قد ربي وتأدب واسمه محمد فقال عند ذلك المؤيد الشاعر لنا صديق يغر
الأصدقاء ولا تراه مذ كان في ود له صدقا كأنه البحر طول الدهر تركبه وليس تأمن فيه
الخوف والغرقا ومات المؤيد سنة سبع وخمسين وخمسمائة ومن شعر ابنه محمد أنا ابن من
شرفت علما خلائقه فراح متزرا بالمجد متسشحا أم الحجى بجنين قط ما حملت من بعده
وإناء الفضل ما طفحا إن كنت نورا فنبت من سحابته أو كنت نارا فذاك الزند قد قدحا
وينسب إليها من القدماء محمد بن حصن بن خالد بن سعيد بن قيس أبو عبد الله البغدادي
الألوسي الطرسوسي يروي عن نصر بن علي الجهضمي ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي
وأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الصواف وأبي بكر بن أبي الدنيا والحسن بن محمد
الزعفراني وغيرهم روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب الدمشقي وأبو عبد الله بن مروان
وأبو بكر بن المقري وأبو القاسم علي بن محمد بن داود ابن أبي الفهم التنوخي القاضي
وسليمان بن أحمد الطبراني وغيرهم وهذا الذي غر أبا سعد حتى قال ألوس من ناحية
طرسوس والله أعلم
ألومة بوزن أكولة بلد في ديار هذيل قال صخر الغي هم جلبوا الخيل من ألومة أو من
بطن عمق كأنها البجد البجد جمع بجاد وهو كساء مخطط وقيل ألومة واد لبني حرام من
كنانة قرب حلي وحلي حد الحجاز من ناحية اليمن
ألوة بفتح أوله بوزن خلوة بلدة في شعر ابن مقبل حيث قال يكادان بين الدونكين وألوة
وذات القتاد السمر ينسلخان والألوة في اللغة الحلفة
ألهان بوزن عطشان اسم قبيلة وهو ألهان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار
بن زيد
ابن كهلان بن سبإ
بن يشجب بن يعرب بن قطحان
وألهان هو أخو همدان سمي باسمه مخلاف باليمن بينه وبين العرف ستة عشر فرسخا وبينه
وبين جبلان أربعة عشر فرسخا
و ألهان موضع قرب المدينة كان لبني قريظة
ألهم بوزن أحمد بليدة على ساحل بحر طبرستان بينها وبين آمل مرحلة
أليس مصغر بوزن فليس والسين مهملة قال محمود وغيره أليس بوزن سكيت الموضع الذي
كانت فيه الواقعة بين المسلمين والفرس في أول أرض العراق من ناحية البادية وفي
كتاب الفتوح أليس قرية من قرى الأنبار ذكرها في غزوة أليس الآخرة وقال أبو محجن
الثقفي وكان قد حضر هذا اليوم وأبلى بلاء حسنا وقال من قصيدة وما رمت حتى خرقوا
برماحهم ثيابي وجادت بالدماء الأباجل وحتى رأيت مهرتي مزبئرة من النبل يرمى نحرها
والشواكل وما رحت حتى كنت آخر رائح وضرج حولي الصالحون الأماثل مررت على الأنصار
وسط رحالهم فقلت الأهل منكم اليوم قافل وقربت رواحا وكورا وغرقة وغودر في أليس بكر
ووائل د أليش بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وشين معجمة قال الخارزنجي بلد وأنا أخاف
أن يكون الذي قبله لكنه صحفه
أليفة بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وفاء بلفظ التصغير من ديار اليمانيين عن نصر
الأليل بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ولام أخرى قال أبو أحمد العسكري يوم الأليل
وقعة كانت بصلعاء النعام يذكر في صلعاء
أليل بالفتح ثم السكون وياء مفتوحة ولام أخرى ويقال يليل أوله ياء موضع بين وادي
ينبع وبين العذيبة والعذيبة قرية بين الجار وينبع وثم كثيب يقال له كثيب يليل قال
كثير يصف سحابا وطبق من نحو النجير كأنه بأليل لما خلف النخل ذامر أليون بالفتح ثم
السكون وياء مضمومة وواو ساكنة ونون اسم قرية بمصر كانت بها وقعة في أيام الفتوح
وإليها يضاف باب أليون المذكور في موضعه
ألية بالفتح ثم السكون وياء مفتوحة بلفظ ألية الشاة ماءة من مياه بني سليم وفي
كتاب جزيرة العرب للأصمعي ابن ألية قال ومن يتداع الجو بعد مناخنا وأرماحنا يوم
ابن ألية يجهل كأنهم ما بين ألية غدوة وناصفة الغراء هدي مجلل وقال عرام في حزم
بني عوال أبيار منها بئر ألية اسم ألية الشاة هذا لفظه وقال نصر أما ألية أبرق فمن
بلاد بني أسد قرب الأجفر يقال له ابن ألية وقال وألية الشاة ناحية قرب الطرف وبين
الطرف والمدينة نيف وأربعون
ميلا وقيل واد بفسح
الجابية والفسح واد بجانب عرنة وعرنة روضة بواد مما كان يحمى للخيل في الجاهلية
والإسلام بأسفلها قلهى وهي ماء لبني جذيمة بن مالك
ألية بالضم ثم السكون وياء مفتوحة اسم إقليم من نواحي اشبيلية وإقليم من نواحي
إستجة كلاهما بالأندلس والإقليم هاهنا القرية الكبيرة الجامعة
ألية قال نصر بفتح الهمزة وكسر اللام وتشديد الياء جاء في الشعر لا أعلم اسم موضع
أم كسرت اللام وشددت الياء للضرورة باب الهمزة والميم وما يليهما الأماحل مضاف
إليه ذات موضع أراه قرب مكة قال بعض الحضريين جاب التنائف من وادي السكاك إلى ذات
الأماحل من بطحاء أجياد أم العرب في الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا
افتتحتم مصر فالله الله في أهل الذمة أهل المدرة السوداء والسحم الجعاد فإن لهم
نسبا وصهرا قال مولى عفرة أخت بلال بن حمامة الموذن نسبهم أن أم إسماعيل النبي
عليه السلام منهم يعني هاجر وأما صهرهم فإن النبي صلى الله عليه و سلم تسرى منهم
مارية القبطية وقال ابن لهيعة أم إسماعيل هاجر من أم العرب قرية كانت أمام الفرما
من أر ض مصر ورواه بعضهم أم العريك وقيل هي من قرية يقال لها ياق عند أم دنين وأما
مارية القبطية أم إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه و سلم التي أهداها إليه المقوقس
فمن حفن من كورة أنصنا
أم أذن قارة بالسماوة توخذ منها الرحى
الأمالح جمع أملح وهو كل شيء فيه سواد وبياض كالأبلق من الخيل والغنم وغير ذلك
ومنه ضحى النبي صلى الله عليه و سلم بكبشين أملحين موضع
أم أمهار قال أبو منصور هو اسم هضبة وأنشد للراعي مرت على أم أمهار مشمرة تهوي بها
طرق أوساطها زور أم أوعال هضبة معروفة قرب برقة أنقد باليمامة وهي أكمة بعينها قال
ابن السكيت ويقال لكل هضبة فيها أوعال أم أوعال وأنشد ولا أبوح بسر كنت أكتمه ما
كان لحمي معصوبا بأوصالي حتى يبوح به عصماء عاقلة من عصم بدوة وحش أم أوعال وقال العجاج
وأم أوعال بها أو أقربا ذات اليمين غير ما أن ينكبا وقيل أوعال جمع وعل وهو كبش
الجبل
الأمثال بوزن جمع مثل أرضون ذات جبال من البصرة على ليلتين سميت بذلك لأنه يشبه
بعضها بعضا
أمج بالجيم وفتح أوله وثانيه والأمج في اللغة العطش بلد من أعراض المدينة منها حميد
الأمجي دخل على عمر بن عبد العزيز وهو القائل
شربت المدام فلم
أقلع وعوتبت فيها فلم أسمع حميد الذي أمج داره أخو الخمر ذو الشيبة الأصلع علاه
المشيب على حبها وكان كريما فلم ينزع وقال جعفر بن الزبير بن العوام وقيل عبيد لله
بن قيس الرقيات هل باذكار الحبيب من حرج أم هل لهم الفواد من فرج ولست أنسى مسيرنا
ظهرا حين حللنا بالسفح من أمج حين يقول الرسول قد أذنت فأت على غير رقبة فلج أقبلت
أسعى إلى رحالهم لنفحة نحو ريحها الأرج وقال أبو المنذر هشام بن محمد أمج وغران
واديان يأخذان من حرة بني سليم ويفرغان في البحر قال الوليد بن العباس القرشي خرجت
إلى مكة في طلب عبد آبق لي فسرت سيرا شديدا حتى وردت أمج في اليوم الثالث غدوة
فتعبت فحططت رحلي واستلقيت على ظهري واندفعت أغني يا من على الأرض من غاد ومدلج
أقري السلام على الأبيات من أمج أقري السلام على ظبي كلفت به فيها أغن غضيض الطرف
من دعج يا من يبلغه عني التحية لا ذاق الحمام وعاش الدهر في حرج قال فلم أدر إلا
وشيخ كبير يتوكأ على عصا وهو يهدج إلي فقال يا فتى أنشدك الله إلا رددت إلي الشعر
فقلت بلحنه فقال بلحنه ففعلت فجعل يتطرب فلما فرغت قال أتدري من قائل هذا الشعر
قلت لا قال أنا والله قائله منذ ثمانين سنة وإذا الشيخ من أهل أمج
أم جحدم اسم موضع باليمن ينسب إليه الصبر الجحدمي وهو النهاية في الجودة عن أبي
سهل الهروي وقال ابن الحائك أم جحدم في آخر حدود اليمن من جهة تهامة وهي قرية بين
كنانة والأزد
أم جعفر حصن بالأندلس من أعمال ماردة
أم حبو كوى قال ابن السكيت قال أبو صاعد أم حبوكرى بأعلى حائل من بلاد قشير بها
قفاف ووهاد وهي أرض مدرة بيضاء فكلما خرج الإنسان من وهدة سار إلى أخرى فلذلك يقال
لمن وقع في الداهية والبلية وقع في أم حبوكرى وحكى الفراء في نوادره وقعوا في أم
حبوكرى هذا وأم حبوكر وأم حبوكران ويلقى منه أم فيقال وقعوا في حبوكرى وأصله
الرملة التي تضل فيها ثم صرفت إلى الدواهي
أم حنين بفتح الحاء المهملة وتشديد النون المفتوحة وياء ساكنة ونون أخرى بلدة
باليمن قرب زبيد ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن محمد الأمحني وربما قيل المحنني
شاعر عصري أنشدني أبو الربيع سليمان بن عبد الله الريحاني المكي بالقاهرة في سنة
642 قال أنشدني المحنني لنفسه يا ساهر الليل في هم وفي حزن حليف وجد ووسواس وبلبال
لا تيأسن فإن الهم
منفرج والدهر ما بين إدبار وإقبال أما سمعت ببيت قد جرى مثلا ولا يقاس بأشباه
وأشكال ما بين رقدة عين وانتباهتها يقلب الدهر من حال إلى حال وكان سيف الإسلام
طغتكين بن أيوب قد أنكر من ولده إسماعيل أمرا أوجب عنده أن طرده عن بلاد اليمن
ووكل به من أوصله إلى حلي وهي آخر حد اليمن من جهة مكة فلقيه المحنني هذا هناك
بقصيدة فلم يتسع ما في يده لإرفاده فكتب على ظهر رقعته البيتين المشهورين كفي سخي
ولكن ليس لي مال فكيف يصنع من بالقرض يحتال خذ هاك خطي إلى أيام ميسرتي دين علي
فلي في الغيب آمال فلم يرحل عن موضعه حتى جاءه نعي والده فرجع إلى اليمن فملكها
وأفضل على هذا الشاعر وقربه
أم خرمان بضم الخاء المعجمة وسكون الراء وميم وألف ونون والخرمان في اللغة الكذب
ويروى بالزاي أيضا اسم موضع وحكى ابن السكيت في كتاب المثنى قال أبو مهدي أم خرمان
ملتقى حاج البصرة وحاج الكوفة وهي بركة إلى جنبها أكمة حمراء على رأسها موقد وأنشد
يا أم خرمان ارفعي الوقودا تري رجالا وقلاصا قودا وقد أطالت نارك الخمودا أنمت أم
لا تجدين عودا وأنشد الهذلي يقول يا أم خرمان ارفعي ضوء اللهب إن السويق والدقيق
قد ذهب وفي كتاب نصر أم خرمان جبل على ثمانية أميال من العمرة التي يحرم منها أكثر
حاج العراق وعليه علم ومنظرة وكان يوقد عليها لهداية المسافرين وعنده بركة أوطاس
ومنه يعدل أهل البصرة عن طريق أهل الكوفة
أم خنور بفتح أوله وضم النون المشددة وسكون الواو وراء اسم لكل واحدة من البصرة
ومصر وهي في الأصل الداهية واسم الضبع وقيل الخنور بالكسر الدنيا وأم خنور اسم
لمصر وفي نوادر الفراء العرب تقول وقعوا في أم خنور بالفتح وهي النعمة وأهل البصرة
يقولون خنور بالكسر وفتح النون والعرب تسمي مصر أم خنور
إمدان بكسر الهمزة والميم وتشديدها اسم موضع من أبنية كتاب سيبويه وأما الإمدان
بكسر الهمزة والميم وتشديد الدال فهو الماء النز على وجه الأرض قال زيد الخيل
فأصبحن قد أقهين عني كما أبت حياض الإمدان الظماء القوامح أم دنين بضم الدال وفتح
النون وياء ساكنة ونون موضع بمصر ذكره في أخبار الفتوح قيل هي قرية كانت بين
القاهرة والنيل اختلطت بمنازل ربض القاهرة
أمديزة بالفتح ثم
السكون وكسر الدال المهملة وياء ساكنة وزاي وهاء من قرى بخارى منها أبو بشر بشار
بن عبد الله الأمديزي البخاري يروي عن وكيع بن الجراح
الأمراء بلد من نواحي اليمن في مخلاف سنحان
الأمراج بفتح أوله وسكون ثانيه والراء والألف والجيم موضع في شعر الأسود بن يعفر
بالجو فالأمراج حول مغامر فبضارج فقصيمة الطراد الأمرار كأنه جمع مر اسم مياه
بالبادية وقيل مياه لبني فزارة وقيل هي عراعر وكنيب يدعيان الأمرار لمرارة مائهما
قال النابغة إن الرميثة مانع أرماحنا ما كان من سحم بها وصفار زيد بن بدر حاضر
بعراعر وعلى كنيب مالك بن حمار وعلى الرميثة من سكين حاضر وعلى الدثينة من بني
سيار لا أعرفنك عارضا لرماحنا في جف تغلب وادي الأمرار قال أبو موسى أمرار واد في
ديار بني كعب بن ربيعة ينسب إليه عجرد الشاعر الأمراري وهو أحد بني كعب بن ربيعة
بن عامر بن صعصعة أنشد له أبو العباس ثعلب أرجوزة أولها عوجي علينا واربعي يا ابنة
جل قد كان عاذلي من قبلك مل وقال قيس بن زهير العبسي ما لي أرى إبلي تحن كأنها نوح
تجاوب موهنا أعشارا لن تهبطي أبدا جنوب مويسل وقنا قراقرتين فالأمرارا أمواش الشين
معجمة موضع فيه روضة ذكرت في الرياض
أم رحم بضم الراء وسكون الحاء المهملة وميم من أسماء مكة
أمر بلفظ الفعل من أمر يأمر معرب ذو أمر موضع غزاه رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال الواقدي هو من ناحية النخيل وهو بنجد من ديار غطفان وكان رسول الله صلى الله
عليه و سلم خرج في ربيع الأول من سنة ثلاث للهجرة لجمع بلغه أنه اجتمع من محارب
وغيرهم فهرب القوم منهم إلى رأوس الجبال وزعيمها دعثور بن الحارث المحاربي فعسكر
المسلمون بذي أمر قال عكاشة بن مسعدة السعدي فأصبحت ترعى مع الوحش النفر حيث تلاقى
واسط وذو أمر حيث تلاقت ذات كهف وغمر والأمر في الأصل الحجارة تجعل كالأعلام قال
ابن الأعرابي الأروم واحدها إرم وهي أرفع هذه الصوى والأمر أرفع من الأروم الواحدة
أمرة قال أبو زبيد إن كان عثمان أمسى فوقه أمر كراتب العون فوق القبة الموفي وقال
الفراء يقال ما بها أمر أي علم ومنه بيني وبينك أمارة أي علامة و أمر موضع بالشام
قال الراعي فيه قب
سماوية ظلت محلاة برجلة الدار فالروحاء فالأمر كانت مذانبها خضرا فقد يبست
وأخلفتها رياض الصيف بالغدر أمر بفتح أوله وثانيه وتشديد الراء وهو أفعل من
المرارة موضع في برية الشام من جهة الحجاز على طرف بسيطة من جهة الشمال وعنده قبر
الأمير أبي البقر الطائي قال سنان بن أبي حارثة وبضرغد وعلى السديرة حاضر وبذي أمر
حريمهم لم يقسم وأنشد ابن الأعرابي يقول أرى أهل المدينة أتهموا بها ثم أكروها
الرجال فأشأموا فصبحن من أعلى أمر ركية جلينا وصلع القوم لم يتعمموا أي من قبل
طلوع الشمس لأن الأصل حر الشمس أشد عليه من البرد
أمر بتشديد الميم بوزن شمر بلفظ أمر الإمام تأميرا موضع
الأمرغ بالغين المعجمة اسم موضع
أمرة بلفظ المرة الواحدة من الأمر موضع في شعر الشماخ وأبي تمام
أمرة مفروق وهو مفروق بن عمرو بن قيس بن الأصم وكان قد خرج مع بسطام بن قيس إلى
بني يربوع يوم العظالى فطعنته قعنب وأسيد طعنة فأثقلته حتى إذا كان بمرافض غبيط
جرح مفروق من القلة ومات فبنوا عليه أمرة وهو علم فهي تسمى أمرة مفروق وهي في أرض
بني يربوع
إمرة بكسر الهمزة وفتح الميم وتشديدها وراء وهاء وهو الرجل الضعيف الذي يأتمر لكل
أحد ويقال ما له إمر ولا إمرة وهو اسم منزل في طريق مكة من البصرة بعد القريتين
إلى جهة مكة وبعد رامة وهو منهل وفيه يقول الشاعر ألا هل إلى عيس بإمرة الحمى
وتكليم ليلى ما حييت سبيل وفي كتاب الزمخشري إمرة ماء لبني عميلة على متن الطريق
وقال أبو زياد ومن مياه غني بن أعصر إمرة من مناهل حاج البصرة قال نصر إمرة الحمى
لغني وأسد وهي أدنى حمى ضرية أحماه عثمان لإبل الصدقة وهو اليوم لعامر بن صعصعة
أم سخل بفتح السين والخاء معجمة ولام جبل النير لبني غاضرة
أم السليط بفتح السين وكسر اللام وياء ساكنة وطاء من قرى عثر باليمن
أم صبار بفتح الصاد المهملة وباء موحدة مشددة وألف وراء اسم حرة بني سليم قال
الصيرفي الأرض التي فيها حصباء ليست بغليظة ومنه قيل للحرة أم صبار وقال ابن
السكيت قال أبو صاعد الكلابي أم صبار قنة في حرة بني سليم وقال الفزاري أم صبار
حرة النار وحرة ليلى قال النابغة تدافع الناس عنها حين تركبها من المظالم تدعى أم
صبار
ويروى ندافع الناس
وقال الأصمعي يريد ندفع الناس عنها لا يمكن أن يغزوها أحد أي نمنعها عن غزوها
لأنها غليظة لا تطأها الخيل وقوله من المظالم أي هي حرة سوداء مظلمة كما تقول هو
أسود من السودان قال ابن السكيت تدعى الحرة والهضمة أم صبار وأم صبار أيضا الداهية
أمعط موضع في قول الراعي ورواه ثعلب بكسر الهمزة
يخرجن بالليل من نقع له عرف بقاع أمعط بين السهل والبصر أم العيال بكسر العين
المهملة قرية بين سكة والمدينة في لحف آرة وهو جبل بتهامة وقال عرام بن الأصبغ
السلمي أم العيال قرية صدقة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم
أم العين بلفظ العين الباصرة حوض وماء دون سميراء للمصعد إلى مكة رشاأها عشرون
ذراعا وماأها عذب
أم غرس بغين معجمة مكسورة قال ابن السكيت قال الكلابي أم غرس بكسر الغين ركية لعبد
الله بن قرة المنافي ثم الهلالي لا تنزع ولا توارى عراقيها دائمة على ذلك أبدا
واسعة الشحوة قريبة القعر وأنشد ركية ليست كأم غرس أم غزالة هكذا وجدته مشدد الزاي
بخط بعض الأندلسيين وقال هو حصن من أعمال ماردة بالأندلس
أمغيشيا بفتح أوله ويضم وسكون ثانيه والغين معجمة مكسورة وياء ساكنة والشين معجمة
وياء وألف موضع كان بالعراق كانت فيه وقعة بين المسلمين وأميرهم خالد بن الوليد
وبين الفرس فلما ملكها المسلمون أمر خالد بهدمها وكانت مصرا كالحيرة وكان فرات
بادقلى ينتهي إليها وكانت أليس من مسالحها فأصاب المسلمون فيها ما لم يصيبوا مثله
قبله فقال أبو مفزر الأسود بن قطبة لقينا يوم أليس وأمغي ويوم المقر آساد النهار
فلم أر مثلها فضلات حرب أشد على الجحاجحة الكبار قتلنا منهم سبعين ألفا بقية حربهم
نحب الإسار سوى من ليس يحصى من قتيل ومن قد غال جولان الغبار أم القرى من اسماء
مكة قال نفطويه سميت بذلك لأنها أصل الأرض منها دحيت وفسر قوله تعالى وما كان ربك
مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا على وجهين أحدهما أنه أراد أعظمها وأكثرها أهلا
والآخر أنه أراد مكة وقيل سميت مكة أم القرى لأنها أقدم القرى التي في جزيرة العرب
وأعظمها خطرا إما لاجتماع أهل تلك القرى فيها كل سنة أو انكفائهم إليها وتعويلهم
على الاعتصام بها لما يرجونه من رحمة الله تعالى وقال الحيقطان غزاكم أبو يكسوم في
أم داركم وأنتم كقبض الرمل أو هو أكثر
يعني صاحب الفيل
وقال ابن دريد سميت مكة أم القرى لأنها توسطت الأرض والله أعلم وقال غيره لأن مجمع
القرى إليها وقيل بل لأنها وسط الدنيا فكأن القرى مجتمعة عليها وقال الليث كل
مدينة هي أم ما حولها من القرى وقيل سميت أم القرى لأنها تقصد من كل أرض وقرية
الأملاح موضع جاء في شعر بعض الشعراء بالألف واللام كما قال عفا من آل ليلى السه ب
فالأملاح فالغمر وقال البريق الهذلي وإن أمس شيخا بالرجيع وولده ويصبح قومي دون
دارهم مصر أسائل عنهم كلما جاء راكب مقيما بأملاح كما ربط اليعر وقد تكرر ذكره في
شعر هذيل فلعله من بلادهم وقال أبو ذويب صوح من أم عمرو بطن مر فأك ناف الرجيع فذو
سدر فأملاح الأملال آخره لام قال ابن السكيت في قول كثير سقيا لعزة خلة سقيا لها
إذ نحن بالهضبات من أملال قال أراد ملل وهومنزل على طريق المدينة من مكة وقد ذكر
في موضعه وقد جاء به هكذا أيضا الفضل بن العباس بن عتبة اللهبي فقال ما تصابي
الكبير بعد اكتهال ووقوف الكبير في الأطلال موحشات من الأنيس قفارا دارسات بالنعف
من أملال قال اليزيدي أملال أرض
الأملحان بلفظ التثنية قال أبو محمد بن الأعرابي الأسود الأملحان ماءان لبني ضبة
بلغاط ولغاط واد لبني ضبة قال بعضهم كأن سليطا في جواشنها الحصى إذا حل بين
الأملحين وقيرها أملس موضع في برية انطابلس بافريقية له ذكر في كتاب الفتوح
أملط من مخاليف اليمن
الأملول من مخاليف اليمن أيضا وهو الأملول بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن
زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير
أم موسل بفتح الميم والسين مكسورة وسكون الواو ولام هضبة عن محمود بن عمر
أمن بفتح الهمزة وسكون الميم ماء في بلاد غطفان وقد تقلب الهمزة ياء على عادتهم
فيقال يمن وهو ماء لغطفان قال إذا حلت بيمن أو جبار أمول مخلاف باليمن في شعر سلمى
بن المقعد الهذلي رجال بني زبيد غيبتهم جبال أمول لا سقيت أمول أمويه بفتح الهمزة
وتشديد الميم وسكون الواو وياء مفتوحة وهاء وهي آمل الشط وقد تقدم ذكرها بما فيه
غناء قال المنجمون هي في
الإقليم الرابع
طولها خمس وثمانون درجة ونصف وربع وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلثان
الأمهاد جمع مهد يوم الأمهاد من أيام العرب ويقال لها أمهاد عامر كأنه من مهدت
الشيء إذا بسطته
أمهار بالراء ذات أمهار موضع بالبادية والمهر ولد الفرس معروف والجمع أمهار
الأميرية منسوبة إلى الأمير من قرى النيل من أرض بابل ينسب إليها أبو النجم بدر بن
جعفر الضرير الشاعر دخل واسطا في صباه وحفظ بها القرآن المجيد وتأدب ثم قدم بغداد
فصار من شعراء الديوان وجعل له على ذلك رزق دار وأقام بها إلى أن مات في رمضان سنة
611 ومن شعره عذيري من جيل غدوا وصنيعهم بأهل النهى والفضل شر صنيع ولوم زمان لا
يزال موكلا بوضع رفيع أو برفع وضيع سأصرف صرف الدهر عني بأبلج متى آته لم آته
بشفيع الأميشط بلفظ التصغير موضع في شعر عدي ابن الرقاع فظل بصحراء الأميشط يومه
خميصا يضاهي ضغن هادية الصهب الأميلح تصغير الأملح وقد تقدم ماء لبني ربيعة الجوع
قال زيد بن منقذ أخو المرار من القصيدة الحماسية يا ليت شعري متى أغدو تعارضني
جرداء سابحة أو سابح قدم نحو الاميلح أو سمنان مبتكرا بفتية فيهم المرار والحكم
المرار والحكم أخواه
الأميلحان تثنية الذي قبله من مياه بلعدوية ثم لبني طريف بن أرقم منهم باليمامة أو
نواحيها عن محمد بن إدريس بن أبي حفصة
أميل بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ولام جبل من رمل طوله ثلاثة أيام وعرضه نحو ميل
وليس بعلم فيما أحسب وجمعه أمل وثلاثة آملة وقال الراعي مهاريس لاقت بالوحيد سحابة
إلى أمل الغرات ذات السلاسل وقال ذو الرمة وقد مالت الجوزاء حتى كأنها صوار تدلى
من أميل مقابل وقال أبو أحمد العسكري يوم الأميل الميم مكسورة هو يوم الحسن الذي
قتل فيه بسطام ابن قيس قال الشاعر وهم على صدف الأميل تداركوا نعما تشل إلى الرئيس
وتعكل وقال بشر بن عمرو بن مرثد ولقد أرى حيا هنالك غيرهم ممن يحلون الأميل
المعشبا الأمين ضد الخائن المذكور في القرآن المجيد فقال جل وعلا وهذا البلد الأمين
هو مكة
الأميوط بلدة في كورة الغربية من أعمال مصر
باب الهمزة والنون
وما يليهما
أنا بالضم والتشديد عدة مواضع بالعراق عن نصر
أنى بالضم والتخفيف والقصر واد قرب السواحل بين الصلا ومدين يطأه حجاج مصر وفيه
عين يقال لها عين أنى قال كثير يجتزن أودية البضيع جوازعا أجواز عين أنى فنعف قبال
و بئر أنى بالمدينة من آبار بني قريظة وهناك نزل النبي صلى الله عليه و سلم لما
فرغ من غزوة الخندق وقصد بني النضير عن نصر
أناخة بالخاء المعجمة جبل لبني سعد بالدهناء
أنار بضم الهمزة وتخفيف النون وألف وراء بليدة كثيرة المياه والبساتين من نواحي
أذربيجان بينها وبين أردبيل سبعة فراسخ في الجبل وأكثر فواكه أردبيل منها معدودة
في ولاية بيشكين صاحب أهر ووراوي رأيتها أنا
أناس بضم أوله بلدة بكرمان من نواحي الروذان وهي على رأس الحد بين فارس وكرمان
أنبابة بالضم وتكرير الباء الموحدة من قرى الري من ناحية دنباوند بالقرب منها قرية
تسمى بها
الأنبار بفتح أوله مدينة قرب بلخ وهي قصبة ناحية جوزجان وبها كان مقام السلطان وهي
على الجبل وهي أكبر من مرو الروذ وبالقرب منها ولها مياه وكروم وبساتين كثيرة
وبناأهم طين وبينها وبين شبورقان مرحلة في ناحية الجنوب ينسب إليها قوم منهم أبو
الحسن علي بن محمد الأنباري روى عن القاضي أبي نصر الحسين بن عبد الله الشيرازي
نزيل سجستان روى عنه محمد بن أحمد بن أبي الحجاج الدهستاني الهروي أبو عبد الله و
الأنبار أيضا مدينة على الفرات في غربي بغداد بينهما عشرة فراسخ وكانت الفرس تسميها
فيروزسابور طولها تسع وستون درجة ونصف وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وثلثان وكان أول
من عمرها سابور بن هرمز ذو الأكتاف ثم جددها أبو العباس السفاح أول خلفاء بني
العباس وبنى بها قصورا وأقام بها إلى أن مات وقيل إنما سميت الأنبار لأن بخت نصر
لما حارب العرب الذي لا خلاق لهم حبس الأسراء فيها وقال أبو القاسم الأنبار حد
بابل سميت به لأنه كان يجمع بها أنابير الحنطة والشعير والقت والتبن وكانت
الأكاسرة ترزق أصحابها منها وكان يقال لها الأهراء فلما دخلتها العرب عربتها فقالت
الأنبار وقال الأزهري الأنبار أهراء الطعام واحدها نبر ويجمع على أنابير جمع الجمع
وسمي الهري نبرا لأن الطعام إذا صب في موضعه انتبرأي ارتفع ومنه سمي المنبر
لارتفاعه قال ابن السكيت النبر دويبة أصغر من القراد يلسع فيحبط موضع لسعها أي يرم
والجمع أنبار قال الراجز يذكر إبلا سمنت وحملت الشحوم كأنها من بدن وأبقار دبت
عليها ذربات الأنبار وأنشد ابن الأعرابي لرجل من بني دبير لو قد ثويت رهينة لمودإ
زلج الجوانب راكد الأحجار لم تبك حولك نيبها وتفارقت صلقاتها لمنابت الأشجار
هلا منحت بنيك إذ
أعطيتهم من جلة أمنتك أو أبكار زلج الجوانب أي مزل يعني القبر صلقاتها أي أنيابها
التي تصلق بها أمنتك أي أمنت أن تنحرها أو تهبها أن تعمل بها ما يوذيها
وفتحت الأنبار في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنة 21 للهجرة على يد خالد بن
الوليد لما نازلهم سألوه الصلح فصالحهم على أربعمائة ألف درهم وألف عباءة قطوانية
في كل سنة ويقال بل صالحهم على ثمانين ألفا والله أعلم وقد ذكرت في الحيرة شيئا من
خبرها وينسب إليها خلق كثير من أهل العلم والكتابة وغيرهم منهم من المتأخرين
القاضي أحمد بن نصر بن الحسين الأنباري الأصل أبو العباس الموصلي يعرف بالديبلي
فقيه شافعي قدم بغداد واستنابه قاضي القضاة أبو الفضائل القاسم بن يحيى الشهرزوري
في القضاء والحكم بحريم دار الخلافة وكان من الصالحين ورعا دينا خيرا له أخبار
حسان في ورعه ودينه وامتناعه من امضاء الحكم فيما لا يجوز ورد أوامر من لا يمكن رد
ما يستجرىء عليه وكان لا تأخذه في الحق لومة لائم وله عندي يد كريمة جزاه الله
عنها وC رحمة واسعة وذاك أنه تلطف في إيصالي إلى حق كان حيل
بيني وبينه من غير معرفة سابقة ولا شفاعة من أحد بل نظر إلى الحق من وراء سجف رقيق
فوعظ الغريم وتلطف به حتى أقر بالحق ولم يزل على نيابة صاحبه إلى أن عزل وانعزل
بعزله ورجع إلى الموصل وتوفي بها سنة 895 رحمة الله عليه
و الأنبار أيضا مكة الأنبار بمرو في أعلى البلد ينسب إليها أبو بكر محمد بن الحسن
بن عبدويه الأنباري قال أبو سعد وقد وهم فيه أبو كامل البصيري وهو المذكور بعد هذا
فنسبه إلى أنبار بغداد وليس بصحيح
أنبامة قلعة قرب الري
إنب بكسرتين وتشديد النون والباء الموحدة حصن من أعمال عزاز من نواحي حلب له ذكر
أنبردوان بالفتح ثم السكون وفتح الباء الموحدة وسكون الراء وضم الدال المهلة وواو
وألف ونون من قرى بخارى ينسب إليها أبو كامل أحمد ابن محمد بن علي بن محمد بن بصير
البصيري الأنبردواني الفقيه الحنفي سمع أبا بكر محمد بن إدريس الجرجاني وغيره وجمع
وصنف وكان كثير الوهم والخطإ ومات سنة 944
إنبط بالكسر ثم السكون وكسر الباء الموحدة وطاء مهملة بوزن إثمد ورواه الخالع أنبط
بوزن أحمد موضع في ديار كلب بن وبرة قال ابن فسوة من يك أرعاه الحمى أخواته فما لي
من أخت عوان ولا بكر وما ضرها إن لم تكن رعت الحمى ولم تطلب الخير الممنع من بشر
فإن تمنعوا منها حماكم فإنه مباح لها ما بين إنبط فالكدر وقال ابن هرمة لمن الديار
بحائل فالإنبط آياتها كوثائق المستشرط و إنبط أيضا من قرى همذان بها قبر الزاهد
أبي علي أحمد بن محمد القومساني صاحب كرامات يزار فيها من الآفاق مات في سنة 783
إنبطة مثل الذي
قبله وزيادة الهاء موضع كثير الوحش قال طرفه يصف ناقة ذعلبة في رجلها روح مدبرة
وفي اليدين عسر كأنها من وحش إنبطة خنساء تحبو خلفها جوذر أنبل بالفتح ثم السكون
وباء موحدة مفتوحة ولام إقليم أنبل بالأندلس من نواحي بطليوس
أنبلونة بالفتح ثم السكون والباء موحدة مفتوحة واللام مضمومة والواو ساكنة والنون
مفتوحة وهاء مدينة قديمة على البحر المغربي بنواحي إفريقية قريبة من تونس وهي من
عمل شطفورة
أنبير بكسر الباء الموحدة وياء ساكنة وراء مدينة بالجوزجان بين مرو الروذ وبلخ من
خراسان بها قتل يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ولعلها الأنبار المقدم ذكرها والله أعلم
إنتان بعد النون الساكنة تاء فوقها نقطتان وألف ونون شعب الإنتان موضع قرب الطائف
كانت به وقعة بين هوازن وثقيف كثر فيهم القتلى حتى أنتنوا فسمي لأجل ذلك شعب
الإنتان
أنتقيرة بفتح التاء فوقها نقطتان والقاف وياء ساكنة وراء حصن بين مالقة وغرناطة
قال أبو طاهر منها أبو بكر يحيى بن محمد بن يحيى الأنصاري الحكيم الأنتقيري من
أصحاب غانم روى عنه إبراهيم بن عبد القادر بن شنيع إنشادات قال كنا مع العجوز
الشاعرة المعروفة بابنة ابن السكان المالقية فمر علينا غراب طائر فسألناها أن تصفه
فقالت على البديهة مر غراب بنا يمسح وجه الربى قلت له مرحبا يا لون شعر الصبى
أنجافرين بالجيم والفاء مفتوحة والراء مكسورة وياء ونون كذا ذكر أبو سعد ثم قال
أنجفارين وقال في كل واحدة هي من قرى بخارى ونسب إلى كل واحدة منهما أبا حفص عمر
ابن جرير بن داود بن خيدم وزاد في أنجفارين ابن شبيل بن جنارشير الأديب البخاري
مات في سنة 236 ونقول هما إن شاء الله تعالى واحدة
أنج بالضم والسكون وجيم ناحية من أعمال زوزان بين الموصل وأرمينية
أنجل بالجيم بوزن أفعل موضع قريب من معدن النقرة قريب من ماوان وأريك ويروى بكسر
الهمزة وياء عن نصر كله
أنحاص بالحاء المهملة موضع في شعر أمية بن أبي عائذ الهذلي حيث قال لمن الديار
بعلي فالأحراص فالسودتين فمجمع الأبواص فضهاء أظلم فالنطوف فصائف فالنمر فالبرقعات
فالأنحاص أنحاص مسرعة التي جازت إلى هضب الصفا المتزحلف الدلأص أنحل بالحاء
المهملة بوزن أضرب بلد من ديار بكر يذكر مع سعرت بلد آخر هناك
أنخل بضم الخاء المعجمة ذات أنخل واد ينحدر في ذات عرق أعلاه من نجد وأسفله من
تهامة
أندان من قرى
أصبهان ينسب إليها أبو القاسم جابر بن محمد بن أبي بكر الأنداني كان يسكن محلة
لبنان سمع أبا علي الحسن بن أحمد الحداد وأبا شاكر أحمد بن علي الحبال وغيرهما
وكتب عنه أبو سعد
أنداق بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة وألف وقاف قرية على ثلاثة فراسخ من سمرقند
ينسب إليها أبو علي الحسن بن علي بن سباع بن نصر البكري السمرقندي الأنداقي يعرف
بابن أبي الحسن
و أنداق أيضا قرية بينها وبين مرو فرسخان
أندامش بكسر الميم والشين المعجمة مدينة بين جبال اللور وجنديسابور قال الإصطخري
من سابور خواست إلى اللور ثلاثون فرسخا لا قرية فيها ولا مدينة ومن اللور إلى مدينة
أندامش فرسخان ومن قنطرة أندامش إلى جنديسابور فرسخان
أندجن بكسر الدال وجيم ونون قلعة كبيرة مشهورة من ناحية جبال قزوين من أعمال الطرم
أندخوذ بالفتح ثم السكون وفتح الدال المهملة وضم الخاء المعجمة وسكون الواو وذال
معجمة بلدة بين بلخ ومرو على طرف البر وينسبون إليها أنخذى ونخذى وقد نسب إليها
هكذا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن علي اللولؤي النخذي كان من أهل العلم والفضل تفقه
ببخاري وسمع من أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله البرقي ببخارى والسيد أبي
بكر محمد بن علي بن حيدر الجعفري وأبي حفص عمر بن منصور بن جنب البزاز وأبي محمد
عبد الملك بن عبد الرحمن بن الحسين الأسبيري والشريف أبي الحسن علي بن محمد
التميمي أجاز لأبي سعد ومات بأندخوذ بعد سنة 335 بيسير
أنددي الدالان مهملتان والأخيرة مكسورة من قرى نسف بما وراء النهر ينسب إليها محمد
بن الفضل بن عمار بن شاكر بن عاصم الأنددي
أندراب الدال مهملة مفتوحة وراء وألف وباء موحدة بلدة بين غزنين وبلخ وبها تذاب
الفضة المستخرجة من معدن بنجهير ومنها تدخل القوافل إلى كابل ويقال لها أندرابة
أيضا وهي مدينة نسب إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو ذر أحمد بن عبد الله بن
مالك الترمذي الأندرابي من أهل ترمذ ولي القضاء بأندراب فنسب إليها يروي عن محمد
بن المثنى وابن بشار
أندرابة بزيادة الهاء قرية بينها وبين مرو فرسخان كان للسلطان سنجر بن مالك شاه
بها آثار وقصور باقية الجدران إلى الآن وقد رأيتها خرابا وكذلك القرية خراب أيضا
ينسب إليها جماعة منهم أحمد الكرابيسي الأندرابي سمع أبا كريب وغيره
أندراش في آخره شين معجمة وباقيه نحو الذي قبله بلدة بالأندلس من كورة إلبيرة ينسب
إليها الكتان الفائق
اندزهل موضع
أندرين بالفتح ثم السكون وفتح الدال وكسر الراء وياء ساكنة ونون وهو بهذه الصيغة
بجملتها اسم قرية في جنوبي حلب بينهما مسيرة يوم للراكب في طرف البرية ليس بعدها
عمارة وهي الآن خراب ليس بها إلا بقية الجدران وإياها عنى عمرو بن كلثوم بقوله ألا
هبي بصحنك فاصبحينا ولا تبقى خمور الأندرينا
وهذا مما لا شك فيه
وقد سألت عنه أهل المعرفة من أهل حلب فكل وافق عليه وقد تكلف جماعة اللغويين لما
لم يعرفوا حقيقة اسم هذه القرية وألجأتهم الحيرة إلى أن شرحوا هذه اللفظة من هذا
البيت بضروب من الشرح قال صاحب الصحاح الأندر قرية بالشام إذا نسبت إليها تقول
هؤلاء أندريون وذكر البيت ثم قال لما نسب الخمر إلى القرية اجتمعت ياءان فخففها للضرورة
كما قال الآخر وما علمي بسحر البابلينا وقال صاحب كتاب العين الأندري ويجمع
الأندرين يقال هم الفتيان يجتمعون من مواضع شتى وأنشد البيت وقال الأزهري الأندر
قرية بالشام فيها كروم وجمعها الأندرين فكأنه على هذا المعنى أراد خمور الأندريين
فخفف ياء النسبة كما قال الأشعرين وهذا حسن منهم رحمهم الله تعالى صحيح القياس ما
لم يعرف حقيقة اسم هذا الموضع فأما إذا عرف فلا افتقار إلى هذا التكلف بقي أن يقال
لو أن الأمر على ما ذكرت وكان الأندرين علما لموضع بعينه بهذه الصيغة لوجب أن لا
تدخلها الألف واللام كما لم تدخل على مثل نصيبين وقنسرين وفلسطين ودارين وما
أشبهها قيل إن الأندر بلغة أهل الشام هو البيدر فكأن هذا الموضع كان ذا بيادر
والبيادر هي قباب الأطعمة فنظروا إلى تأنيثها ووجب أن تكون فيها تاء تدل على
تأنيثها فتكون كل واحدة منها بيدرة أو قبة فلما جمع عوض من التأنيث الياء والنون
كما فعلوا بأرضين ونصيبين وفلسطين وقنسرين ومثله قيل في عليين جمع علي من العلو
نظر فيه فدل على الرفعة والنبوة فعوض في الجمع الواو والنون ثم ألزموه ما جمعوه به
كما ألزموا قنسرين ودارين وفعلوا ذلك به والألف واللام فيه فلزمته كما لزمت
الماطرون قال يزيد بن معاوية ولها بالما طرون إذا أكل النمل الذي جمعا وكما لزمت
السيلحين قال الأشعث بن عبد الحجر وما عقرت بالسيلحين مطيتي وبالقصر إلا خشية أن
أعيرا وله نظائر جمة وأما نصبه في موضع الجر فهو تقوية لما قلناه وأنهم أجروه مجرى
من يقول هذه قنسرين ورأيت قنسرين ومررت بقنسرين والألف للاطلاق
أندس بضم الدال المهملة والسين مهملة أيضا مدينة على غربي خليج القسطنطينية بين
جبلين بينها وبين القسطنطينية ميل في مستو من الأرض وبأندس مسجد بناه مسلمة بن عبد
الملك في بعض غزواته
أندغن بفتح الدال المهملة والغين المعجمة ونون من قرى مرو على خمسة فراسخ منها
بأعلى البلد ينسب إليها عباد بن أسيد الأندغني جالس ابن المبارك وكان من الزهاد
أندق بالقاف وفتح الدال قرية بينها وبين مدينة بخارى عشرة فراسخ ينسب إليها أبو
المظفر عبد الكريم بن أبي حنيفة بن العباس الأندقي كان فقيها فاضلا مات في شعبان سنة
184
أندكان بضم الدال المهلة وهي من قرى فرغانة ينسب إليها أبو حفص عمر بن محمد بن
طاهر الأندكاني الصوفي كان شيخا مقريا عفيفا صالحا عالما بالروايات قرأ القرآن
وخرج إلى قاشان
وخدم الفقهاء
بالخانقاه بها وسمع ببخاري أبا الفضل بكر بن محمد بن علي الزرنجري وبمرو أبا
الرجاء المومل بن مسرور الشاشي وأبا الحسن علي ابن محمد بن علي الهراس الواعظ سمع
منه أبو سعد وقال ولد بأند كان تقديرا في سنة 084 ونشأ بفرغانة ودخل مرو سنة 405
ومات بقرية قاشان في جمادى الأولى سنة 545
و أندكان أيضا من قرى سرخس بها قبر أحمد الحمادي وفي اللباب الخماري الزاهد
الأندلس يقال بضم الدال وفتحها وضم الدال ليس إلا وهي كلمة عجمية لم تستعملها
العرب في القديم وإنما عرفتها العرب في الإسلام وقد جرى على الألسن أن تلزم الألف
واللام وقد استعمل حذفهما في شعر ينسب إلى بعض العرب فقال عند ذلك سألت القوم عن أنس
فقالوا بأندلس وأندلس بعيد وأندلس بناء مستنكر فتحت الدال أو ضمت وإذا حملت على
قياس التصريف وأجريت مجرى غيرها من العربي فوزنها فعللل أو فعللل وهما بناءان
مستنكران ليس في كلامهم مثل سفرجل ولا مثل سفرجل فإن ادعى مدع إنها فنعلل فليس في
أبنيتهم أيضا ويخرج عن حكم التصريف لأن الهمزة إذا كانت بعدها ثلاثة أحرف من الأصل
لم تكن إلا زائدة وعند سيبويه أنها إذا كان بعدها أربعة أحرف فهي من الأصل كمهزة
إصطبل وإصطخر ولو كانت عربية لجاز أن يدعى لها أنها أنفعل وإن لم يكن له نظير في
كلامهم فيكون من الدلس والتدليس وإن الهمزة والنون زائدتان كما زيدتا في إنقحل وهو
الشيخ المسن ذكره سيبويه وزعم أن الهمزة والنون فيه زائدتان وأنه لا يعرف ما في
أوله زائدتان مما ليس جاريا على الفعل غيره قال ابن حوقل التاجر الموصلي وكان قد
طوف البلاد وكتب ما شاهده أما الأندلس فجزيرة كبيرة فيها عامر وغامر طولها نحو
الشهر في نيف وعشرين مرحلة تغلب عليها المياه الجارية والشجر والثمر والرخص والسعة
في الأحوال وعرض الخليج الخارج من البحر المحيط قدر اثني عشر ميلا بحيث يرى أهل
الجانبين بعضهم بعضا ويتبينون زروعهم وبيادرهم قال وأرض الأندلس من على البحر
تواجه من أرض المغرب تونس وإلى طبرقة إلى جزائر بني مزغناي ثم إلى نكور ثم إلى
سبتة ثم إلى أزيلي ثم إلى البحر المحيط وتتصل الأندلس في البر الأصغر من جهة
جليقية وهي جهة الشمال ويحيط بها الخليج المذكور من بعض مغربها وجنوبها والبحر
المحيط من بعض شمالها وشرقها من حد الجلالقة إلى كورة شنترين ثم إلى أشبونة ثم إلى
جبل الغور ثم إلى ما لديه من المدن إلى جزيرة جبل طارق المحاذي لسبتة ثم إلى مالقة
ثم إلى المرية فرضة بجاية ثم إلى بلاد مرسية ثم إلى طرطوشة ثم تتصل ببلاد الكفر
مما يلي البحر الشرقي في ناحية أفرنجة ومما يلي المغرب ببلاد علجسكس وهم جيل من
الأنكبردة ثم إلى بلاد بسكونس ورومية الكبرى في وسطها ثم ببلاد الجلالقة حتى تنتهي
إلى البحر المحيط ووصفها بعض الأندلسيين بأتم من هذا وأحسن وأنا أذكر كلامه على
وجهه قال هي جزيرة ذات ثلاثة أركان مثل شكل المثلث قد أحاط بها البحران المحيط والمتوسط
وهو خليج خارج من البحر
المحيط قرب سلا من بر البربر فالركن الأول هو في هذا الموضع الذي فيه صنم قادس وعنده مخرج البحر المتوسط الذي يمتد إلى الشام وذلك من قبلي الأندلس والركن الثاني شرقي الأندلس بين مدينة أربونة ومدينة برديل وهي اليوم بأيدي الأفرنج بإزاء جزيرتي ميورقة ومنورقة المجاورة من البحرين المحيط والمتوسط ومدينة أربونة تقابل البحر المتوسط ومدينة برديل تقابل البحر المحيط والركن الثالث هو ما بين الجوف والغرب من حيز جليقية حيث الجبل الموفي على البحر وفيه الصنم العالي المشبه بصنم قادس وهو البلد الطالع على برباط فالضلع الأول منها أوله حيث مخرج البحر المتوسط الشامي من البحر المحيط وهو أول الزقاق في موضع يعرف بجزيرة طريف من بر الأندلس يقابل قصر مصمودة بإزاء سلا في الغرب الأقصى من البر المتصل بأفريقية وديار مصر وعرض الزقاق ههنا اثنا عشر ميلا ثم تمر في القبلة إلى الجزيرة الخضراء من بر الأندلس المقابلة لمدينة سبتة وعرض الزقاق ههنا ثمانية عشر ميلا وطوله في هذه المسافة التي ما بين جزيرة طريف وقصر مصمودة إلى المسافة التي ما بين الجزيرة الخضراء وسبتة نحو العشرين ميلا ومن ههنا يتسع البحر الشامي إلى جهة المشرق ثم يمر من الجزيرة الخضراء إلى مدينة مالقة إلى حصن المنكب إلى مدينة المرية إلى قرطاجنة الخلفاء حتى تنتهي إلى جبل قاعون الموفي على مدينة دانية ثم ينعطف من دانية إلى شرقي الأندلس إلى حصن قليرة إلى بلنسية ويتمد كذلك شرقا إلى طركونة إلى برشلونة إلى أربونة إلى البحر الرومي وهو الشامي وهو المتوسط والضلع الثاني مبدؤه كما تقدم من جزيرة طريف آخذا إلى الغرب في الحوز المتسع الداخل في البحر المحيط فيمر من جزيرة طريف إلى طرف الأغر إلى جزيرة قادس وههنا أحد أركانها ثم يمر من قادس إلى بر المائدة حيث يقع نهر إشبيلية في البحر ثم إلى جزيرة شلطيش إلى وادي يانه إلى طبيرة ثم إلى شنترة إلى شلب وهنا عطف إلى أشبونة وشنترين وترجع إلى طرف العرف مقابل شلب وقد يقطع البحر من شلب إلى طرف العرف مسيرة خمسين ميلا وتكون أشبونة وشنترة وشنترين على اليمين من حوز وطرف العرف وهو جبل منيف داخل في البحر نحو أربعين ميلا وعليه كنيسة الغراب المشهورة ثم يدور من طرف العرف مع البحر المحيط فيمر على حوز الريحانة وحوز المدرة وسائر تلك البلاد مائلا إلى الجوف وفي هذا الحيز هو الركن الثاني والضلع الثالث ينعطف في هذه الجهات من الجنوب إلى الشرق فيمر على بلاد جليقية وغيرها حتى ينتهي إلى مدينة برديل على البحر المحيط المقابلة لأربونة على البحر المتوسط وهنا هو الركن الثالث وبين أربونة وبرديل الجبل الذي فيه هيكل الزهرة الحاجز بين الأندلس وبين بلاد أفرنجة العظمى ومسافته من البحر نحو يومين للقاصد ولولا هذا الجبل لالتقى البحران ولكانت الأندلس جزيرة منقطعة عن البر فاعرف ذلك فإن بعض من لا علم له يعتقد أن الأندلس يحيط بها البحر في جميع أقطارها لكونها تسمى جزيرة وليس الأمر كذلك وإنما سميت جزيرة بالغلبة كما سميت جزيرة العرب وجزيرة أقور وغير ذلك وتكون مسيرة دورها أكثر من ثلاثة أشهر ليس فيه ما يتصل بالبر إلا مقدار يومين كما ذكرنا وفي هذا الجبل المدخل المعروف بالأبواب الذي يدخل منه من بلاد
الأفرنج إلى
الأندلس وكان لا يرام ولا يمكن أحدا أن يدخل منه لصعوبة مسلكه فذكر بطليموس أن
قلوبطرة وهي امرأة كانت آخر ملوك اليونان أول من فتح هذه الطريق وسهلها بالحديد
والخل قلت ولولا خوف الإضجار والإملال لبسطت القول في هذه الجزيرة فوصفها كثير
وفضائلها جمة وفي أهلها أئمة وعلماء وزهاد ولهم خصائص كثيرة ومحاسن لا تحصى وإتقان
لجميع ما يصنعونه مع غلبة سوء الخلق على أهلها وصعوبة الإنقياد وفيها مدن كثيرة
وقرى كبار يجىء ذكرها في أماكنها من هذا الكتاب حسب ما يقتضيه الترتيب إن شاء الله
تعالى وبه العون والعصمة
والأندلس أيضا محلة كبيرة كانت بالفسطاط في خطة المعافر وقال محمد بن أسعد الجواني
رحمه الله في كتاب النقط من تصنيفه ومسجد الأندلس هو مصلى المعافر على الجنائز وهو
ما بين النقعة والرباط وكان دكة وعليه محاريب وقد ذكره القضاعي في كتابه قال وبنته
مكنون علم الآمرية أم بنيه ست القصور مسجدا في سنة 256 على يد المعروف بابن أبي
تراب الصواف وكيلها والرباط إلى جانب الأندلس في غربيه بنته مكنون أيضا سنة 256
رباطا للعجائز المنقطعات الصالحات والأرامل العابدات وأجرت لهن رزقا وفي سنة 495
بنى الحاجب لولؤ العادلي رحمه الله تعالى في رحبة الأندلس بستانا وحوضا ومقعدا
وجمع بين مصلى الأندلس والرباط بحائط بينهما جعل موضعه دار بقر للساقية التي تستقي
الماء الذي يجري إلى البستان
أندوان قرية من قرى أصبهان في ناحية قهاب قرب البلد كبيرة
أندوشر بالضم ثم السكون والشين معجمة حصن بالأندلس بقرب قرطبة منه أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن سليمان اليحصبي الأندوشري كتب عنه السلفي شيئا من شعره
بالإسكندرية وقال كان من أهل الأدب والنحو أقام بمكة شرفها الله مدة مديدة وقدم
علينا الإسكندرية سنة 845 ومدحني وسافر في ركب إلى الشام متوجها إلى العراق وذكر
لي أنه قرأ النحو بجيان على أبي الركب النحوي المشهور بالأندلس وعلى غيره وكان
ظاهر الصلاح
أندة بالضم ثم السكون مدينة من أعمال بلنسية بالأندلس كثيرة المياه والرساتيق
والشجر وعلى الخصوص التين فإنه يكثر بها وقد نسب إليها كثير من أهل العلم منهم أبو
عمر يوسف بن عبد الله بن خيرون القضاعي الأندي سمع من أبي عمر يوسف بن عبد البر
وحدث عنه الموطأ ودخل بغداد سنة 405 وسمع من أبي القاسم بن بيان وأبي الغنائم بن
النرسي ومن أبي محمد القاسم بن علي الحريري مقاماته في شوال من هذه السنة وعاد إلى
المغرب فهو أول من دخلها بالمقامات قاله ابن الدبيثي وينسب إليها أيضا أبو الحجاج
يوسف بن علي بن محمد ابن عبد الله بن علي بن محمد القضاعي الأندي مات في سنة 245
قاله أبو الحسن بن المفضل المقدسي وأبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن إبراهيم
الأندي المعروف بابن الدباغ حدث عن أبي عمران بن أبي تليد وغيره وله كتاب لطيف في
مشتبه الأسماء ومشتبه النسبة سمع منه الحافظ أبو عبد الله محمد الأشبيري
أنساباذ بفتح أوله
وثانيه قرية من رستاق الأعلم من أعمال همذان بينها وبين زنجان وهي قرب دركزين
ويقال إن الوزير الدركزيني من أهلها ونذكره في دركزين إن شاء الله تعالى
إنسان بلفظ الإنسان ضد البهيمة قال أبو زياد من بلاد جعفر بن كلاب وقال في موضع
للضباب في جبال طخفة بالحمى حمى ضرية إنسان وهو ماء بالحمى إلى جنب جبل يسمى
الريان وإنسان الذي يقول فيه الراجز خلية أبوابها كالطيقان أحمى بها الملك جنوب
الريان فكبشات فجنوب إنسان أنسب آخره باء بوزن أحمر من حصون بني زبيد باليمن
الأنسر بضم السين بلفظ جمع النسر من الطير ماء لطيء دون الرمل قرب الجبلين وعن نصر
الأنسر رضمات صغار في وضح حمى ضرية وهو في الأشعار بالنسار وقال ابن السكيت الأنسر
براق بيض بين مزعا والجثجاثة من الحمى وليس بين القولين خلاف والرضمات جمع رضمة
وهي صخور يرضم بعضها على بعض
أنشاج آخره جيم كأنه من نواحي المدينة في شعر أبي وجزة السعدي يا دار أسماء قد
أقوت بأنشاج كالوشم أو كإمام الكاتب الهاجي أنشاق بالشين المعجمة محلة أنشاق من
قرى مصر بالدقهلية وبمصر أيضا في كورة البهنسا أبشاق بالباء الموحدة
أنشام بفتح أوله واد في بلاد مراد قال فروة ابن مسيك المرادي إنا ركبنا على أبيات
إخوتنا بكل جيش شديد الرز رزام حتى أذقنا على ما كان من وجع أعلى وأنعم شرا يوم
أنشام وقال أبو النواح المرادي يرد على فروة بن مسيك المرادي نحن صبحنا غطيفا في
ديارهم بالمشرفي صبوحا يوم أنشام ولت غطيف وفي أكنافها شعل زايلن بين رقاب القوم
والهام أنشميثن بالفتح ثم السكون وفتح الشين المعجمة والميم وياء ساكنة وثاء مثلثة
مفتوحة ونون من قرى نسف بما وراء النهر ينسب إليها أبو الحسن حميد بن نعيم الفقيه
الأنشميثني سمع الحديث وكان رجلا صالحا
أنصاب ماء لبني يربوع بن حنظلة
أنصنا بالفتح ثم السكون وكسر الصاد المهملة والنون مقصور مدينة أزلية من نواحي
الصعيد على شرقي النيل قال ابن الفقيه وفي مصر في بعض رساتيقها وهو الذي يقال له
أنصنا قرية كلهم مسوخ منهم رجل يجامع امرأته حجر وامرأة تعجن وغير ذلك وفيها برابي
وآثار كثيرة نذكرها في البرابي قال المنجمون مدينة أنصنا طولها إحدى وستون درجة في
الإقليم الثالث وطالعها تسع عشرة درجة من الجدي تحت ثلاث درجات من السرطان يقابلها
مثلها من الجدي بيت حياتها ثلاث درج من الحمل
بيت عاقبتها ثلاث
درج من الميزان وقال أبو حنيفة الدينوري ولا ينبت اللبخ إلا بأنصنا وهو عود تنشر
منه الألواح للسفن وربما أرعف ناشرها ويباع اللوح منها بخمسين دينارا ونحوها وإذا
اشتد منها لوح بلوح وطرح في الماء سنة التأما وصارا لوحا واحدا هذا آخر كلامه وقد
رأيت أنا اللبخ بمصر وهو شجر له ثمر يشبه البلح في لونه وشكله ويقرب طعمه من طعمه
وهو كثير ينبت في جميع نواحي مصر وينسب إلى أنصنا قوم من أهل العلم منهم أبو طاهر
الحسين بن أحمد بن حيون الأنصناوي مولى خولان وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن
سليمان بن هاشم الأنصناوي المعروف بالطبري روى عن أبي علي هارون بن عبد العزيز
الأنباري المعروف بالأوارجي ورى عنه أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عمر الناقد
بمصر
أنطابلس بعد الألف باء موحدة مضمومة ولام مضمومة أيضا وسين مهملة ومعناه بالرومية
خمس مدن وهي مدينة بين الإسكندرية وبرقة وقيل هي مدينة ناحية برقة وقد ذكر أمرها
في برقة
أنطاق ناحية قرب تكريت لها ذكر في الفتوح سنة 16 قال ربعي بن الأفكل وإنا سوف نمنع
من يجازي بحد البيض تلتهب التهابا كما دنا بها الأنطاق حتى تولى الجمع يرتجي
الإيابا
أنطاكية بالفتح ثم السكون والياء مخففة وليس في قول زهير علون بأنطاكية فوق عقمة
وراد الحواشي لونها لون عندم وقول امرىء القيس علون بأنطاكية فوق عقمة كجرمة نخل
أو كجنة يثرب دليل على تشديد الياء لأنها للنسبة وكانت العرب إذا أعجبها شيء نسبته
إلى أنطاكية قال الهيثم بن عدي أول من بنى أنطاكية انطيخس وهو الملك الثالث بعد
الإسكندر وذكر يحيى بن جرير المتطبب التكريتي أن أول من بنى أنطاكية انطيغونيا في
السنة السادسة من موت الإسكندر ولم يتمها فأتمها بعده سلوقوس وهو الذي بنى
اللاذقية وحلب والرها وأفامية وقال في موضع آخر من كتابه بنى الملك أنطيغونيا على
نهر أورنطس مدينة وسماها أنطيوخيا وهي التي كمل سلوقوس بناءها وزخرفها وسماها على
اسم ولده انطيوخوس وهي أنطاكية وقال بطليموس مدينة أنطاكية طولها تسع وستون درجة
وعرضها خمس وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان وثلاثين
دقيقة يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من
الميزان لها درجتان ونصف من الحوت تحكم فيه كف الخضيب وهي في الإقليم الرابع وقيل
إن أول من بناها وسكنها أنطاكية بنت الروم بن اليقين اليفز بن سام بن نوح عليه السلام
أخت أنطالية باللام ولم تزل أنطاكية قصبة العواصم من الثغور الشامية وهي من أعيان
البلاد وأمهاتها موصوفة بالنزاهة والحسن وطيب الهواء وعذوبة الماء وكثرة الفواكه
وسعة الخير
وقال ابن بطلان في رسالة كتبها إلى بغداد إلى أبي الحسن هلال بن المحسن الصابي في
سنة نيف وأربعين وأربعمائة قال فيها وخرجنا من حلب طالبين
أنطاكية وبينهما يوم وليلة فوجدنا المسافة التي بين حلب وأنطاكية عامرة لا خراب فيها أصلا ولكنها أرض تزرع الحنطة والشعير تحت شجر الزيتون قراها متصلة ورياضها مزهرة ومياهها منفجرة يقطعها المسافر في بال رخي وأمن وسكون وأنطاكية بلد عظيم ذو سور وفصيل ولسوره ثلاثمائة وستون برجا يطوف عليها بالنوبة أربعة آلاف حارس ينفذون من القسطنطينية من حضرة الملك يضمنون حراسة البلد سنة ويستبدل بهم في السنة الثانية وشكل البلد كنصف دائرة قطرها يتصل بجبل والسور يصعد مع الجبل إلى قلته فتتم دائرة وفي رأس الجبل داخل السور قلعة تبين لبعدها من البلد صغيرة وهذا الجبل يستر عنها الشمس فلا تطلع عليها إلا في الساعة الثانية وللسور المحيط بها دون الجبل خمسة أبواب وفي وسطها بيعة القسيان وكانت دار قسيان الملك الذي أحيا ولده فطرس رئيس الحواريين وهو هيكل طوله مائة خطوة وعرضه ثمانون وعليه كنيسة على أساطين وكان يدور الهيكل أروقة يجلس عليها القضاة للحكومة ومتعلمو النحو واللغة وعلى أحد أبواب هذه الكنيسة فنجان للساعات يعمل ليلا ونهارا دائما اثنتي عشرة ساعة وهو من عجائب الدنيا وفي أعلاه خمس طبقات في الخامسة منها حمامات وبساتين ومناظر حسنة تخر منها المياه وعلة ذلك أن الماء ينزل عليها من الجبل المطل على المدينة وهناك من الكنائس ما لا يحد كلها معمولة بالذهب والفضة والزجاج الملون والبلاط المجزع وفي البلد بيمارستان يراعي البطريك المرضى فيه بنفسه ويدخل المجذمين الحمام في كل سنة فيغسل شعورهم بيده ومثل ذلك يفعل الملك بالضعفاء كل سنة ويعينه على خدمتهم الأجلاء من الرؤساء والبطارقة التماس التواضع وفي المدينة من الحمامات ما لا يوجد مثله في مدينة أخرى لذاذة وطيبة لأن وقودها الآس ومياهها تسعى سيحا بلا كلفة وفي بيعة القسيان من الخدم المسترزقة ما لا يحصى ولها ديوان لدخل الكنيسة وخرجها وفي الديوان بضعة عشر كاتبا ومنذ سنة وكسر وقعت في الكنيسة صاعقة وكانت حالها أعجوبة وذلك أنه تكاثرت الأمطار في آخر سنة 3162 للإسكندر الواقع في سنة 244 للهجرة وتواصلت أكثر أيام نيسان وحدث في الليلة التي صبيحتها يوم السبت الثالث عشر من نيسان رعد وبرق أكثر مما ألف وعهد وسمع في جملته أصوات رعد كثيرة مهولة أزعجت النفوس ووقعت في الحال صاعقة على صدفة مخبأة في المذبح الذي للقسيان ففلقت من وجه النسرانية قطعة تشاكل ما قد نحت بالفأس والحديد الذي تنحت به الحجارة وسقط صليب حديد كان منصوبا على علو هذه الصدفة وبقي في المكان الذي سقط فيه وانقطع من الصدفة أيضا قطعة يسيرة ونزلت الصاعقة من منفذ في الصدفة وتنزل فيه إلى المذبح سلسلة فضة غليظة يعلق فيها الثميوطون وسعة هذا المنفذ إصبعان فتقطعت السلسة قطعا كثيرة وانسبك بعضها ووجد ما انسبك منها ملقى على وجه الأرض وسقط تاج فضة كان معلقا بين يدي مائدة المذبح وكان من وراء المائدة في غربيها ثلاثة كراس خشبية مربعة مرتفعة ينصب عليها ثلاثة صلبان كبار فضة مذهبة مرصعة وقلع قبل تلك الليلة الصليبان الطرفيان ورفعا إلى خزانة الكنيسة وترك الوسطاني على حاله فانكسر الكرسيان الطرفيان وتشظيا وتطايرت الشظايا إلى داخل المذبح وخارجه
من غير أن يظهر
فيها أثر حريق كما ظهر في السلسلة ولم ينل الكرسي الوسطاني ولا الصليب الذي عليه
شيء وكان على كل واحد من الأعمدة الأربعة الرخام التي تحمل القبة الفضة التي تغطي
مائدة المذبح ثوب ديباج ملفوف على كل عمود فتقطع كل واحد منها قطعا كبارا وصغارا
وكانت هذه القطع بمنزلة ما قد عفن وتهرأ ولا يشبه ما قد لامسته نار ولا ما احترق
ولم يلحق المائدة ولا شيئا من هذه الملابس التي عليها ضرر ولا بان فيها أثر وانقطع
بعض الرخام الذي بين يدي مائدة المذبح مع ما تحته من الكلس والنورة كقطع الفأس ومن
جملته لوح رخام كبير طفر من موضعه فتكسر إلى علو تربيع القبة الفضة التي تغطي
المائدة وبقيت هناك على حالها وتطافرت بقية الرخام إلى ما قرب من المواضع وبعد
وكان في المجنبة التي للمذبح بكرة خشب فيها حبل قنب مجاور للسلسلة الفضة التي
تقطعت وانسبك بعضها معلق فيها طبق فضة كبير عليه فراخ قناديل زجاج بقي على حاله
ولم ينطفىء شيء من قناديله ولا غيرها ولا شمعة كانت قريبة من الكرسيين الخشب ولا
زال منها شيء وكان جملة هذا الحادث مما يعجب منه وشاهد غير واحد في داخل أنطاكية
وخارجها في ليلة الاثنين الخامس من شهر آب من السنة المقدم ذكرها في السماء شبه
كوة ينور منها نور ساطع لامع ثم انطفأ وأصبح الناس يتحدثون بذلك وتوالت الأخبار
بعد ذلك بأنه كان في أول نهار يوم الاثنين في مدينة عنجرة وهي داخل بلاد الروم على
تسعة عشر يوما من أنطاكية زلزلة مهولة تتابعت في ذلك اليوم وسقط منها أبنية كثيرة
وخسف موضع في ظاهرها وكان هناك كنيسة كبيرة وحصن لطيف غابا حتى لم يبق لهما أثر
ونبع من ذلك الخسف ماء حار شديد الحرار كثير المنبع المتدفق وغرق منه سبعون ضيعة
وتهارب خلق كثير من تلك الضياع إلى رؤوس الجبال والمواضع المرتفعة فسلموا وبقي ذلك
الماء على وجه الأرض سبعة أيام وانبسط حول هذه المدينة مسافة يومين ثم نضب وصار
موضعه وحلا وحضر جماعة ممن شاهد هذه الحال فحدثوا بها أهل أنطاكية على ما سطرته
وحكوا أن الناس كانوا يصعدون أمتعتهم إلى رأس الجبل فيضطرب من عظم الزلزلة فيتدحرج
المتاع إلى الأرض وفي ظاهر البلد نهر يعرف بالمقلوب يأخذ من الجنوب إلى الشمال وهو
مثل نهر عيسى وعليه رحى ويسقي البساتين والأراضي آخر ما كتبناه من كتاب ابن بطلان
وبين أنطاكية والبحر نحو فرسخين ولها مرسى في بليد يقال له السويدية ترسو فيها
مراكب الأفرنج يرفعون منه أمتعتهم على الدواب إلى أنطاكية وكان الرشيد العباسي قد
دخل أنطاكية في بعض غزواته فاستطابها جدا وعزم على المقام بها فقال له شيخ من
أهلها ليست هذه من بلدانك يا أمير المؤمنين قال وكيف قال لأن الطيب الفاخر فيها
يتغير حتى لا ينتفع به والسلاح يصدأ فيها ولو كان من قلعي الهند فصدقه في ذلك
فتركها ودفع عنها
وأما فتحها فإن أبا عبيدة بن الجراح سار إليها من حلب وقد تحصن بها خلق كثير من
أهل جند قنسرين فلما صار بمهروية على فرسخين من مدينة أنطاكية لقيه جمع من العدو
ففضهم وألجأهم إلى المدينة وحاصر أهلها من جميع نواحيها وكان معظم الجيش على باب
فارس والباب الذي يدعى باب البحر ثم إنهم صالحوه على الجزية أو الجلاء فجلا بعضهم
وأقام بعض منهم فأمنهم ووضع على كل حالم دينارا وجريبا
ثم نقضوا العهد فوجه إليهم أبو عبيدة عياض بن غنم وحبيب بن مسلمة ففتحاها على الصلح الأول ويقال بل نقضوا بعد رجوع أبي عبيدة إلى فلسطين فوجه عمرو بن العاص من إيلياء ففتحها ورجع ومكث يسيراف حتى طلب أهل إيلياء الأمان والصلح ثم انتقل إليها قوم من أهل حمص وبعلبك مرابطة منهم مسلم بن عبد الله جد عبد الله بن حبيب بن النعمان بن مسلم الأنطاكي وكان مسلم قتل على باب من أبوابها فهو يعرف بباب مسلم إلى الآن وذلك أن الروم خرجت من البحر فأناخت على أنطاكية وكان مسلم على السور فرماه علج بحجر فقتله ثم أن الوليد بن عبد الملك بن مروان أقطع جند أنطاكية أرض سلوقية عند الساحل وصير إليهم الفلثر بدينار ومدي قمح فعمروها وجرى ذلك لهم وبنى حصن سلوقية والفلثر مقدار من الأرض معلوم كما يقول غيرهم الفدان والجريب ثم لم تزل بعد ذلك أنطاكية في أيدي المسلمين وثغرا من ثغورهم إلى أن ملكها الروم في سنة 353 بعد أن ملكوا الثغور المصيصة وطرسوس وأذنة واستمرت في أيديهم إلى أن استنقذها منهم سليمان بن قتلمش السلجوقي جد ملك آل سلجوق اليوم في سنة 774 وسار شرف الدولة مسلم بن قريش من حلب إلى سليمان ليدفعه عنها فقتله سليمان سنة 874 وكتب سليمان إلى السلطان جلال الدولة ملك شاه بن ألب أرسلان يخبره بفتحها فسر به وأمر بضرب البشائر فقال الأبيوردي يخاطب ملك شاه لمعت كناصية الحصان الأشقر نار بمعتلج الكثيب الأحمر وفتحت أنطاكية الروم التي نشزت معاقلها على الإسكندر وطئت مناكبها جيادك فانثنت تلقي أجثتها بنات الأصفر فاستقام أمرها وبقيت في أيدي المسلمين إلى أن ملكتها الأفرنج من واليها بغيسغان التركي بحيلة تمت عليه وخرج منها فندم ومات من الغبن قبل أن يصل إلى حلب وذلك في سنة 194 وهي في أيديهم إلى الآن وبأنطاكية قبر حبيب النجار يقصد من المواضع البعيدة وقبره يزار ويقال إنه نزلت فيه وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين وقد نسب إليها جماعة كثيرة من أهل العلم وغيرهم ومنهم عمر بن علي بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن عبيد ابن زهير بن مطيع بن جرير بن عطية بن جابر بن عوف ابن ذبيان بن مرثد بن عمرو بن عمير بن عمران ابن عتيك بن الأزد أبو حفص العتكي الأنطاكي الخطيب صاحب كتاب المقبول سمع أبا بكر الخرائطي والحسن بن علي بن روح الكفرطابي ومحمد ابن حريم وأبا الحسن بن جوصا سمع منه ومن غيرهم بدمشق وقدم مرة أخرى في سنة 953 مستنفرا فحدث بها وبحمص عن جماعة كثيرة روى عنه عبد الوهاب الميداني ومسدد بن علي الأملوكي وغيرهما وكتب عنه أبو الحسين الرازي وعثمان بن عبد الله بن محمد بن خرداذ الأنطاكي أبو عمرو محدث مشهور له رحلة سمع بدمشق محمد بن عائذ وأبا نصر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي وإبراهيم بن هشام بن يحيى ودحيما وهشام بن عمار وسعيد بن كثير بن عفير وأبا الوليد الطيالسي وشيبان بن فروخ وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة وعفان بن مسلم وعلي بن الجعد وجماعة سواهم روى عنه أبو حاتم الرازي وهو أكبر منه وأبو الحسن بن جوصا وأبو
عوانه الأسفراييني
وخيثمة بن سليمان وغيرهم وكان من الحفاظ المشهورين وقال أبو عبد الله الحاكم عثمان
بن خرداذ ثقة مأمون وذكر دحيم أنه مات بانطاكية في المحرم سنة 282 وإبراهيم بن عبد
الرزاق أبو يحيى الأزدي ويقال العجلي الأنطاكي الفقيه المقري قرأ القرآن بدمشق على
هارون بن موسى بن شريك الأخفش وقرأ على عثمان بن خرداذ ومحمد بن عبد الرحمن بن
خالد المكي المعروف بقنبل وغيرهما وصنف كتابا يشتمل على القراءات الثماني وحدث عن
آخرين روى عنه أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني وأبو الحسين بن جميع
وغيرهما ومات بأنطاكية سنة 833 وقيل شعبان سنة تسع
أنطالية بوزن التي قبلها وحروفها إلا أن هذه باللام مكان الكاف بلد كبير من مشاهير
بلاد الروم كان أول من نزله أنطالية بنت الروم بن اليقن بن سام ابن نوح أخت
أنطاكية فسمي باسمها وقال البلخي إذا تجاوزت قلمية واللامس انتهيت إلى أنطالية حصن
للروم على شط البحر منيع واسع الرستاق كثير الأهل ثم تنتهي إلى خليج القسطنطينية
أنطرطوس بلد من سواحل بحر الشام وهي آخر أعمال دمشق من البلاد الساحلية وأول أعمال
حمص وقال أبو القاسم الدمشقي من أعمال طرابلس مطلة على البحر في شرقي عرقة بينهما
ثمانية فراسخ ولها برجان حصينان كالقلعتين وقال أحمد بن يحيى بن جابر وفتح عبادة
بن الصامت في سنة 71 بعد فتح اللاذقية وجبلة أنطرطوس وكان حصنا ثم جلا عنه أهله
فبنى معاوية أنطرطوس وحصنها وأقطع المقاتلة بها القطائع وكذلك فعل بمرقية وبليناس
وينسب إليها عمر بن داود بن سلمون بن داود أبو حفص الأنطرطوسي قدم دمشق وحدث عن
خيثمة بن سليمان والحسين بن محمد بن داود بن مأمون ومحمد بن عبيد الله الرفاعي
وأبي بكر محمد بن الحسن بن أبي الذيال الحزامي الأصبهاني وجماعة كثيرة روى عنه أبو
علي الأهوازي وأبو الحسين بن الترجمان وأحمد بن الحسن الطيان وكان يقول ختمت اثنين
وأربعين ألف ختمة ومولده سنة 592 ومات سنة 093 قال وتزوجت بمائة امرأة واشتريت
ثلاثمائة جارية وعيسى بن يزيد أبو عبد الرحمن الأنطرطوسي الأعرج حدث عن الأوزاعي
وأبي علي أرطاة بن المنذر روى عنه محمد بن مصفى الحمصي وعبد الوهاب بن الضحاك وقال
أبو أحمد الحاكم حديثه ليس بقائم وعبد الله ابن محمد بن الأشعث أبو الدرداء
الأنطرطوسي حدث عن إبراهيم بن المنذر الحزامي وإبراهيم بن محمد ابن محمد بن عبيدة
المددي الحمصي روى عنه أبو جعفر محمد ابن عبد الرحمن الضبي الأصبهاني المعروف
بالأرزباني وسليمان بن أحمد الطبراني قاله أبو القاسم الحافظ الإمام وأنس بن
السلام بن الحسن بن الحسن بن السلام أبو عقيل الخولاني الأنطرطوسي حدث بدمشق سنة
982 عن عيسى بن سليمان الشيرازي ومخلد بن مالك الحراني وأيوب بن سليمان الرصافي
المعروف بابن مطاعن وجماعة كثيرة روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب وأبو الحسن بن
جوصا وسليمان بن أحمد الطبراني وأبو أحمد بن عدي وغيرهم
أنطليش بالفتح ثم السكون وفتح الطاء وكسر اللام وياء ساكنة والشين معجمة قرية
بالأندلس ينسب إليها عبد البصير بن إبراهيم أبو عبد الله
الأنطليشي سمع محمد
بن وضاح والخشني وغيرهما حدث وتوفي وأحمد بن تقي على القضاء قال ابن الفرضي
الأنعمان واديان قيل هما الأنعم وعاقل وقيل موضع بنجد وقيل جبل لبني عبس وقال رجل
من بني عقيل يتشوقه وإن بجنب الأنعمين أراكة عداني عنها الخوف دان ظلالها منعمة من
فوق أفنانها العلى جنى طيب للمجتني لو ينالها لها ورق لا يشبه الورق الذي رأينا
وحيطان يلوح جمالها الأنعم بفتح العين جبل ببطن عاقل بين اليمامة والمدينة عند
منعج وخزاز وهناك آخر قريب منه يقال له الأنعمان ويصغر أنيعم عن نصر
الأنعم بضم العين موضع بالعالية قال جرير حي الديار بعاقل فالأنعم كالوحي في رق
الزبور المعجم طلل تجر به الرياح سواريا والمدجنات من الشمال المرزم وقال نصر
الأنعم بضم العين جبل بالمدينة عليه بعض بيوتها
أنف بالفتح ثم السكون والفاء بلد في شعر هذيل قال عبد مناف بن ربع الجربي ثم
الهذلي إذا تجاوب نوح قامتا معه ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا من الأسى أهل أنف يوم
جاءهم جيش الحمار فلاقوا عارضا بردا كانوا غزوا ومعهم حمار فسماه جيش الحمار وفي
أخبار هذيل خرج المعترض بن حبواء الظفري ثم السلمي لغزو بني هذيل فوجد بني قرد
بأنف وهما داران إحداهما فوق الأخرى بينهما قريب من ميل وذكر قصة ذلك وسماه ابن
ربع الهذلي أنف عاذ فقال في هذا اليوم فدى لبني عمرو وآل مؤمل غداة الصباح فدية
غير باطل هم منعوكم من حنين ومائه وهم أسلكوكم أنف عاذ المطاحل والمطاحل موضع أضاف
أنف عاذ إليه
أنفة بالتحريك بليدة على ساحل بحر الشام شرقي جبل صهيون بينهما ثمانية فراسخ
أنقد بالقاف جبل تضاف إليه برقة ذكر في البرق
أنقرة بالفتح ثم السكون وكسر القاف وراء وهاء وهو فيما بلغني اسم للمدينة المسماة
أنكورية وفي خبر امرىء القيس لما قصد ملك الروم يستنجده على قتلة أبيه هويته بنت
الملك وبلغ ذلك قيصر فوعده أن يتبعه الجنود إذا بلغ الشام أو يأمر من بالشام من
جنوده بنجدته فلما كان بأنقرة بعث إليه بثياب مسمومة فلما لبسها تساقط لحمه فعلم
بالهلاك فقال رب طعنة مثعنجره وخطبة مسحنفره تبقى غدا بأنقره وقال بطليموس مدينة
أنقرة طولها ثمان وخمسون درجة وعرضها تسع وأربعون درجة وأربعون دقيقة طالعها
العقرب اثنتا عشرة درجة منه بيت حياتها
فيه القلب وفي
عاشرها قلب الأسد وهي في الإقليم السابع طالعها السماك كان في أول الطول والعرض به
تحت خمس وعشرين درجة من السرطان وأربعين دقيقة عاشرها جبهة الأسد وكان المعتصم قد
فتحها في طريقه إلى عمورية فقال أبو تمام يا يوم وقعة عمورية انصرفت عنك المنى
حفلا معسولة الحلب جرى لها الفأل نحسا يوم أنقرة إذ غودرت وحشة الساحات والرحب لما
رأت أختها بالأمس قد خربت كان الخراب لها أعدى من الجرب و أنقرة أيضا موضع بنواحي
الحيرة في قول الأسود بن يعفر النهشلي قال الأصمعي تقدم رجل من بني دارم إلى
القاضي سوار بن عبد الله ليقيم عنده شهادة فصادفه يتمثل بقول الأسود بن يعفر وهي
هذه الأبيات ولقد علمت لو أن علمي نافعي أن السبيل سبيل ذي الأعواد إن المنية
والحتوف كلاهما توفي المخارم ترميان فؤادي ماذا أومل بعد آل محرق تركوا منازلهم
وبعد إياد أهل الخورنق والسدير وبارق والقصر ذي الشرفات من سنداد نزلوا بأنقرة
يسيل عليهم ماء الفرات يجيء من أطواد جرت الرياح على محل ديارهم فكأنما كانوا على
ميعاد ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة في ظل ملك ثابت الأوتاد فإذا النعيم وكل ما يلهى
به يوما يصير إلى بلى ونفاد ثم أقبل على الدارمي فقال له أتروي هذا الشعر قال لا
قال أفتعرف قائله قال لا قال هو رجل من قومك له هذه النباهة يقول مثل هذه الحكم لا
ترويها ولا تعرف قائلها يا مزاحم أثبت شهادته عندك فإني متوقف فيها حتى أسأل عنه
فإني أظنه ضعيفا وقد ذكر بعض العلماء أن أنقرة التي في شعر الأسود هي أنقرة التي
ببلاد الروم نزلتها إياد لما نفاهم كسرى عن بلاده وهذا حسن بالغ ولا أرى الصواب
إلا هذا القول والله أعلم
أنقلقان بالفتح ثم السكون وضم القاف الأولى وسكون اللام وألف ونون وبعضهم يقول
أنكلكان من قرى مرو ينسب إليها مظهر بن الحكم أبو عبد الله البيع الأنقلقاني روى
عنه مسلم بن الحجاج
الأنقور قال الزبير موضع باليمن قال أبو دهبل متى دفعنا إلى ذي ميعة نتق كالذيب
فارقه السلطان والروح وواجهتنا من الأنقور مشيخة كأنهم حين لاقونا الربابيح أنكاد
مدينة قرب تلمسان من بلاد البربر من أرض المغرب كانت لعلي بن أحمد قديما ذات سور
من تراب في غاية الارتفاع والعرض وواديها يشقها نصفين منها إلى تاهرت بالعرض مشرقا
ثلاث مراحل
الأنكبردة بالفتح
ثم السكون وفتح الكاف وضم الباء الموحدة وسكون الراء ودال مهملة وهاء بلاد واسعة
من بلاد الأفرنج بين القسطنطينية والأندلس تأخذ على طرف بحر الخليج من محاذاة جبل
القلال وتمر على محاذاة ساحل المغرب مشرقا إلى أن تتصل ببلاد قلورية
أنكجان بالكسر ثم السكون وكسر الكاف وجيم وألف ونون ناحية بالمغرب من بلاد البربر
ثم من بلاد كتامة منهم كان أكثر مقام أبي عبد الله الشيعي بها ويسميها دار الهجرة
وسمعت بعضهم يقول إيكجان بالياء
انكفردر من بلاد بخارى بما وراء النهر
الأنواص بالصاد المهملة موضع في بلاد هذيل يروى بالنون والباء قال تسقى بها مدافع
الأنواص ورواه نصر بالضاد المعجمة
الأنواط ذات أنواط شجرة خضراء عظيمة كانت الجاهلية تأتيها كل سنة تعظيما لها فتعلق
عليها أسلحتها وتذبح عندها وكانت قريبة من مكة وذكر أنهم كانوا إذا أتوا يحجون
يعلقون أرديتهم عليها ويدخلون الحرم بغير أردية تعظيما للبيت ولذلك سميت أنواط
يقال ناط الشيء ينوطه نوطا إذا علقه
أنور بفتح الواو حصن باليمن من مخلاف قيظان
الأنيس بالضم ثم الفتح وياء مشددة مكسورة وسين مهملة جبل أسود في قول النابغة
طلعوا عليك براية معروفة يوم الأنيس إذ لقيت لئيما أنيسون بالفتح ثم الكسر وياء
ساكنة وسين مهملة مضمومة وواو ونون من قرى بخارى ينسب إليها أبو الليث نصر بن زاهر
بن عمير بن حمزة الأنيسوني البخاري
الأنيعم بلفظ التصغير موضع قال حضرمي بن عامر الأسدي لقد شاقني لولا الحياء من
الصبا لمية ربع بالأنيعم دارس ليالي إذ قلبي بمية موزع وإذ نحن جيران لها متلابس
وإذ نحن لانخشى النميمة بيننا ولو كان شيء بيننا متشاكس باب الهمزة والواو وما
يليهما الأوار بالضم موضع في شعر بشر بن أبي خازم كأن ظباء أسنمة عليها كوانس
قالصا عنها المغار يفلجن الشفاه عن اقحوان جلاه غب سارية قطار وفي الأظعان آنسة
لعوب تيممم أهلها بلدا فساروا من اللائي غذين بغير بوس منازلها القصيمة فالأوار
أوارة بالضم اسم ماء أو جبل لبني تميم قيل بناحية البحرين وهو الموضع الذي حرق فيه
عمرو بن هند بني تميم وهو عمرو بن المنذر بن
النعمان بن امرىء
القيس بن عمرو بن عدي بن نصر ابن عمرو بن الحارث بن سعود بن مالك بن عمم بن نمارة
بن لخم بن عدي بن مرة بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان
وأما أمه هند فهي بنت الحارث بن عمرو المقصور ابن حجر آكل المرار بن معاوية بن ثور
وهو كندة الكندي الملك وكان من حديث ذلك أن أسعد ابن المنذر أخا عمرو بن هند كان
مستودعا في بني تميم فقتل فيهم خطأ فحلف عمرو بن هند ليقتلن به مائة من بني تميم
فأغار عليهم في بلادهم بأوارة فظفر منهم بتسعة وتسعين رجلا فأوقد لهم نارا وألقاهم
فيها فمر رجل من البراجم فشم رائحة حريق القتلى فظنه قتار الشواء فمال إليه فلما
رآه عمرو بن هند قال ممن أنت قال رجل من البراجم قال إن الشقي وافد البراجم
فأرسلها مثلا وأمر به فألقي في النار وبرت يمينه فسمت العرب عمرو بن هند محرقا
والبراجم خمسة رجال من بني تميم قيس وعمرو وغالب وكلفة والظليم بنو حنظلة بن مالك
بن زيد مناة ابن تميم اجتمعوا وقالوا نحن كبراجم الكف فغلب عليهم قال الأعشى ها إن
عجزة أمه بالسفح أسفل من أواره وقال زهير عداوية هيهات منك محلها إذا ما هي احتلت
بقدس أوارة وقال ابن دريد في مقصورته ثم ابن هند باشرت نيرانه يوم أوارة تميما
بالصلا الأواشح بالشين المعجمة والحاء المهلة بلفظ الجمع موضع قرب بدر ذكره أمية
بن أبي الصلت في مرثيته من قتل يوم بدر من المشركين فقال فإذا ببدر فالعقنقل من
مرازبة جحاجح فمدافع البرقين فال حنان من طرف الأواشح أواق بالضم وآخره قاف موضع
كان فيه يوم من أيام العرب وهو يوم يويؤ
أوال بالضم ويروي بالفتح جزيرة يحيط بها البحر بناحية البحرين فيها نخل كثير
وليمون وبساتين قال توبة بن الحمير من الناعبات المشي نعبا كأنما يناط بجذع من
أوال جريرها وقال تميم بن أبي بن مقبل عمد الحداة بها لعارض قرية فكأنها سفن بسيف
أوال وقال السمهري العكلي طروح مروح فوق روح كأنما يناط بجذع من أوال زمامها و
أوال أيضا صنم كان لبكر بن وائل وتغلب بن وائل
أوانا بالفتح والنون بليدة كثيرة البساتين والشجر نزهة من نواحي دجيل بغداد بينها
وبين بغداد عشرة فراسخ من جهة تكريت وكثيرا ما يذكرها الشعراء الخلعاء في أشعارهم
فحدث بعض الظرفاء قال حصلت يوما بعكبرا في
بعض الحانات فشربت
أياما بها وكان فيها ابن خمار يحكي الشمس حسنا فلم أزل من عنده حتى نفدت نفقتي
وبلغت الغرض الأقصى من عشرته فقرأت يوما على جدار البيت الذي كنا فيه حضر الفارغ
المشغول المغرم بحانات الشمول وهو لمن دخل إلى هذا الموضع يقول أيها المغرمون
بالحانات والمعنون في هوى الفتيات ومن استنفدت كروم بزوغى فأوانا أمواله فالفرات
قد شربنا المدام في دير ماري ونكحنا البنين قبل البنات وأخذنا من الزمان أمانا حيث
كان الزمان طوعا مواتي تحت ظل من الكروم ظليل وغريب من معجبات البنات بادروا الوقت
واشربوا الراح واحظوا بعناق الحبيب قبل الفوات ودعوا من يقول حرمت الخم ر علينا في
محكم الآيات وافعلوا مثل ما فعلنا سواء وأجيبوا عن هذه الأبيات قال فكتبت تحت هذه
الأبيات بعد أن تحرفت على إجابته ولم يكن الشعر من عملي أما فلان بن فلان فقد عرف
صحة قولك وفعل مثل فعلك جزاك الله عن إخوانك فلقد قلت فنصحت وحضضت فنفعت
وينسب إلى أوانا قوم من أهل العلم منهم أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الأواني
الضرير المعروف بالموصلي شيخ مستور سمع أبا الحسن علي بن أحمد الأنباري كتب عنه
أبو سعد ببغداد وتوفي سنة 735 وأبو نصر محمد بن أحمد بن الحسين بن محمود الأواني
كاتب سديد شاعر مجيد وله رسائل مدونة وأشعار حسان منها رسالة في حسن الربيع أجاد
فيها وله غير ذلك ومات بأوانا سنة 755 وأبو زكرياء يحيى بن الحسين بن جميلة
الأواني المقري الضرير سمع أبا الفضل محمد بن عمر الأرموي وأبا غالب بن الداية
وأبا محمد عبد الله بن علي المعروف بابن بنت الشيخ أبي محمد وأبا الفضل بن ناصر
وغيرهم وهو مكثر صحيح السماع مات في صفر سنة 606
أوان بالفتح قال ابن إسحاق في ذكر غزوة تبوك ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه و
سلم حتى نزل بذي أوان ويقال ذات أوان وكان بلدا بينه وبين المدينة ساعة من النهار
الإوانة بالكسر من مياه بني عقيل بنجد
أوائن بالفتح موضع في شعر هذيل قال مالك بن خالد الهذلي لميثاء دار كالكتاب بغزرة
قفار وبالمنحاة منها مساكن يوافيك منها طارق كل ليلة حثيث كما وافى الغريم المدائن
فهيهات ناس من أناس ديارهم دفاق ودار الآخرين الأوائن أوب بالفتح موضع في بلاد طيء
قال زيد الخيل عفا من آل فاطمة السليل وقد قدمت بذي أوب طلول
خلت وترجز القلع
الغوادي عليها فالأنيس بها قليل وقفت بها فلما لم تجبني بكيت ولم أخل أني جهول
أوبر بالضم ثم السكون والباء موحدة مفتوحة وراء مهملة من قرى بلخ ينسب إليها أبو
حامد أحمد بن يحيى بن هشام الأوبري وتوفي في شوال سنة خمس وثلاثمائة عن أربع
وسبعين سنة
أوبه بالفتح ثم السكون قرية من أعمال هراة قريبة منها ينسب إليها الفقيه عبد
العزيز الأوبهي مات سنة 824 وأبو منصور الأوبهي مات سنة 304 وأبو عطاء إسماعيل بن
محمد بن أحمد الهروي الأوبهي روى عنه أبو الحسن بشرى وذكر أنه سمع منه بفيد وعبد
المجيد بن إسماعيل بن محمد أبو سعد القيسي الهروي الحنفي قاضي بلاد الروم ولد
بأوبه وتفقه بما وراء النهر على البرودي والسيد الأشرف والقاضي فخر وغيرهم وأخذ
عنه جماعة أئمة وله مصنفات في الفروع والأصول وخطب ورسائل وأشعار وروايات ودرس
العلم ببغداد والبصرة وهمذان وبلاد الروم ومات بقيسارية في رجب سنة 735
أوثنان بالفتح ثم السكون وثاء مثلثة مفتوحة ونون وألف ونون جبل أسود لبني مرة بن
عوف
أوجار بالفتح ثم السكون وجيم وألف وراء قرية بالبحرين لبني عامر بن الحارث بن
أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس
أوج بالضم ثم السكون وجيم قرية صغيرة للخرلخية وهم صنف من الأتراك بما وراء سيحون
أوجلة بالفتح ثم السكون وفتح الجيم ولام وهاء مدينة في جنوبي برقة نحو المغرب
ضاربة إلى البر قال البكري من مدينة أجدابية إلى قصر زيدان الفتى ثلاثة أيام ثم
تمشي أربعة أيام إلى مدينة أوجلة وهي عامرة كثيرة النخل وأوجلة اسم للناحية واسم
المدينة ارزاقية وأوجلة قرى كثيرة فيها نخل وشجر كثير وفواكه ولمدينتها أسواق
ومساجد ومنها إلى تاجرفت أربعة أيام ومن أوجلة إلى سنترية لمن يريد واحات عشرة
أيام في صحراء ورمال
أوجلى اسم موضع قال علي بن جعفر السعدي أوجلى وأجفلى لم يجىء على هذا الوزن غيرهما
ولعل أوجلى هذه هي التي قبلها لأن أهل تلك البلاد لا يتلفظون بالتاء
الأوداء بالمد ماء ببطن فلج لبني تيم الله بن ثعلبة بن عكابة
الأودات موضع معروف قاله أبو القاسم محمود بن عمر وقال حيان بن قيس لعمري لقد أمست
إلي بغيضة نوى فرقت بيني وبين أبي عمرو فإن أرهم لا أصدف الدهر عنهم سوى سفر حتى
أغيب في القبر إذا هبطوا الأودات والبحر دوننا فقل في ثناء بيننا آخر الدهر وقال
نصر الأوداة بالهاء مجتمع أودية بين الكوفة والشام وقد يقال للتي ببطن فلج الأوداة
وأوداة قلب بها أجارد
وأودات كلب أودية كثيرة تنسل من الملحاء وهي رابية مستطيلة ما شرق منها فهو
الأودات وما غرب فهو البياض
أود بالضم ثم
السكون والدال مهملة موضع في ديار بني تميم ثم لبني يربوع منهم بنجد في أرض الحزن
قال بعضهم وأعرض عني قعنب فكأنما يرى أهل أود من صداء وسلهما وقال ابن مقبل
للمازنية مصطاف ومرتبع مما رأت أود فالمقرات فالجرع رأت أي قابلت وقال آخر كأنها
ظبية بكر أطاع لها من حومل تلعات الجو أو اودا كذا روي في هذه الأبيات بالضم وقيل
هو واد كان فيه يوم من أيام العرب
أود بالفتح بوزن عود موضع بالبادية قاله أبو القاسم محمود بن عمر ووجدته في شعر
الراعي المقروء على ثعلب من صنعته في قوله فأصبحن قد وركن أود وأصبحت فراخ الكثيب
طلعا وخرانقه وخطة بني أود من محال الكوفة نسبت إلى أود ابن سعد الع أودن بالنون
قال أحمد بن الطيب أودن قرية كبيرة تحت جبل بين مرعش والفرات وقال أبو بكر بن موسى
أودن بعد الهمزة المفتوحة واو ساكنة ثم دال مهملة وآخره نون قرية من قرى بخارى
ينسب إليها أبو منصور أحمد بن محمد ابن نصر الأودني البخاري حدث عن عبد الرحمن ابن
صالح ويحيى بن محمد اللولؤي وموسى بن قريش التميمي وغيرهم حدث عنه داود بن محمد بن
موسى الأودني توفي سنة 303
أودنة قال أبو سعد بضم الألف وسكون الواو وفتح الدال المهملة والنون والهاء قرية
من قرى بخارى منها إمام أصحاب الحديث أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن نصر بن
ورقاء الأودني إمام أصحاب الشافعي في عصره توفي ببخاري في شهر ربيع الأول سنة 583
والفقيه أبو سليمان داود بن محمد بن موسى بن هارون الأودني الحنفي يروي عن عبد
الرحمن بن أبي الليث وكان إماما قلت وأنا احسب أن هذه والتي قبلها واحدة وإنما
اختلفت الرواية في ضم الهمزة وفتحها
شيرة وقد ينسب إلى الخطة بعض الرواة
الأودية ماء لبني غني بن أعصر
أوذ بالضم ثم السكون وذال معجمة مدينة بناحية أران من فتوح سلمان بن ربيعة وقيل
أوذ من قلاع قزوين مشهورة قال نصر والصواب أنها بواو بعد الذال
أوذغست بالفتح ثم السكون وفتح الذال المعجمة والغين المعجمة وسكون السين المهملة
والتاء فوقها نقطتان قال ابن حوقل دون لمطة من بلاد المغرب تامدلت وعلى جنوبها
أوذغست مدينة وعلى سمتها في نقطة المغرب أوليل وبين سجلماسة إلى أوذغست مسيرة
شهرين على سمت المغرب فتقع منحرفة محاذاة عن السوس الأقصى كأنهما مع سجلماسة مثلث
طويل الساقين أقصر أضلاعه من السوس إلى أوذغست وهي مدينة لطيفة أشبه شيء بمكة شرفها
الله وحماها لأنها بين جبلين وقال المهلبي أوذغست مدينة بين جبلين في قلب
البر جنوبي مدينة
سجلماسة بينهما نيف وأربعون مرحلة في رمال ومفاوز على مياه معروفة وفي بعضها بيوت
البربر وأوذغست بها أسواق جليلة وهي مصر من الأمصار جليل والسفر إليها متصل من كل
بلد وأهلها مسلمون يقرأون القرآن ويتفقهون ولهم مساجد وجماعات أسلموا على يد
المهدي عبيد الله وكانوا كفارا يعظمون الشمس ويأكلون الميتة والدم وأمطارهم في
الصيف يزرعون عليها القمح والدخن والذرة واللوبياء والنخل ببلدهم كثير وفي شرقيهم
بلاد السودان وفي غربيهم البحر الميحط وفي شماليهم منفتلا إلى الغرب بلاد سجلماسة
وفي جنوبيهم بلاد السودان
اوراس بالسين المهملة جبل بأرض أفريقية فيه عدة بلاد وقبائل من البربر
أورال آخره لام أجبل ثلاثة سود في جوف الرمل الواحد ورل فيقال الورل الأيمن والورل
الأيسر والورل الأوسط وحذاهن ماءة لبني عبد الله ابن دارم يقال لها الورلة قال
عبيد بن الأبرص وكأن أقتادي تضمن نسعها من وحش أورال هبيط مفرد باتت عليه ليلة
رجبية نصبا تسح الماء أو هي أبرد وكان يسكنها بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل
أوربة بالفتح ثم السكون وفتح الراء والباء موحدة وهاء مدينة بالأندلس وهي قصبة
كورة جيان وتسمى اليوم الحاضرة فيها عيون وينابيع كذا ذكر صاحب كتاب فرحة الأنفس
في أخبار الأندلس وقال أبو طاهر الأصبهاني أوربة من قرى دانية بالأندلس منها أبو
عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن غالب الحضرمي الأوربي حج وسمع بمكة زاهر بن طاهر
الشحامي وعاد إلى الإسكندرية وحدث بها عنه وقد كتبت عنه أناشيد عن أبيه
و أوربة قبيلة من البربر مساكنهم قرب فاس
أور بالضم ثم السكون وراء من أصقاع رامهرمز بخوزستان فيه قرى وبساتين
أور بفتح الهمزة جبل حجازي أو نجدي جعل الشاعر أورا أوارا للشعر عن نصر وقد ذكر
أوار
أورفي بالفتح ثم السكون وفتح الراء والفاء مشددة مكسورة وياء كذا وجدته بخط أبي
الريحان البيروتي مضبوطا محققا وقال إن اليونانيين يقسمون المعمور من الأرض بثلاثة
أقسام تصير أرض مصر ونواحيها قسما وتسميها لوبية وقد ذكرت أنا حدودها في لوبية ثم
قال وما مال عنها إلى الشمال فاسمه أورفي ويحدها من المغرب والشمال بحر أوقيانوس
ومن الجنوب بحر الشام والروم ومن المشرق النهر الذي يخرج من بحيرة ماوطيس إلى بحر
نيطس وخليجه الذي يمر على القسطنطينية وينصب إلى بحر الشام فتكون هذه القطعة
كالجزيرة قال وذكر أبو الفضل الهروي أن تفسير اسمها الأير لازدحام أهلها والقطعة
الثالثة تسمى أسيا وقد مر ذكرها في موضعها
أورل باللام بوزن أحمر ذو أورل حصن من حصون اليمامة عادي
أورم بالضم ثم السكون وكسر الراء وميم اسم لأربع قرى من قرى حلب وهي أورم
الكبرى وأورم
الصغرى وأورم الجوز وأورم البرامكة وقد ذكرها أبو علي الفسوي في بعض مسائله فقال
أورم لا تكون الهمزة فيه إلا زائدة في قياس العربية ويجوز في إعرابها ضربان أحدهما
أن يجرد الفعل من الفاعل فتعرب ولا تصرف والآخر أن يبقى فيه ضمير الفاعل فيحكى وفي
أورم الجوز أعجوبة وهي أن فيها بنية كانت في القديم معبدا فيرى المجاورون لها من
أهل القرى بالليل ضوء نار ساطعا فإذا جاؤوها لم يروا شيئا حدثني بذلك غير واحد من
أهل حلب وعلى هذه الابنية ثلاثة ألواح من حجارة مكتوب عليها بالخط القديم ما
استخرج وفسر فكان معنى ما على اللوح القبلي الإله الواحد
كملت هذه البنية في تاريخ ثلاثمائة وثمان وعشرين سنة لظهور المسيح عليه السلام
وعلى اللوح الذي على وجه الباب سلام على من كمل هذه البنية وعلى اللوح الشمالي هذا
الضوء المشرق الموهوب من الله لنا في أيام البربر في الدور الغالب المتجدد في أيام
الملك إيناوس وإيناس البحريين المنقولين إلى هذه البنية وقلاسس وحنا وقاسورس
وبلابيا في شهر أيلول في الثاني عشر من التاريخ المقدم والسلام على شعوب العالم
والوقت الصالح
أوريشلم بالضم ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وشين معجمة مفتوحة ولام مكسورة
ويروى بالفتح وميم هو اسم للبيت المقدس بالعبرانية إلا أنهم يسكنون اللام فيقولون
أوريشلم وقد قال الأعشى وطوفت للمال آفاقه عمان فحمص فأوريشلم أتيت النجاشي في
داره وأرض النبيط وأرض العجم وحكي عن رؤبة أن أوريسلم بالسين المهملة وروي
أوريشلوم وأوريشلم بتشديد السلام وأوراسلم فتح الراء والسين وكذا حكاه أبو علي
الفسوي وأنشد عليه ببيت الأعشى فقال فأورى سلم بكسر اللام قال وقال أبو عبيدة هو
عبراني معرب والقياس في الهمزة إذا كانت في اسم أن تكون فاء مثل بهمى والألف
للتأنيث ولا تكون للإلحاق في قياس قول سيبويه وإذا كان كذلك لم ينصرف في معرفة ولا
نكرة وجاء من هذه الحروف في كلام العرب الأوار فقال كأن أوارهن أجيج نار وقالوا في
اسم موضع أوارة وأنشد أبو زيد عداوية هيهات منك محلها إذا ما هي احتلت بقدس أوراة
وروى بعض أصحابه إذ ما هي احتلت بقدس وآرت وهذا من لفظه الأول إذا قدرت الألف
منقلبة عن الواو قال الأعشى ها إن عجزة أمه بالسفح أسفل من أواره فإن قلت فهل يجوز
أن يكون أورى أفعل فتكون الهمزة زائدة من أوريت النار وما في التنزيل من قوله
تعالى أفرأيتم النار التي تورون قلت ذلك لا يمتنع في القياس لأن الأعلام قد تسمى
بما لا يكون إلا فعلا نحو خضم وبذر ألا ترى أنه ليس في العربية شيء على وزن فعل
أوريط بالضم ثم السكون وكسر الراء وياء وطاء مهملة مدينة بالأندلس بين الشرق
والجوف
أورين بالفتح ثم
السكون وكسر الراء وياء ساكنة ونون قريتان بمصر يقال لاحداهما أورين نشرت بكسر
النون وفتح الشين وسكون الراء والتاء فوقها نقطتان من كورة الغربية
وأورين أيضا قرية في كورة البحيرة
أوريولة بالضم ثم السكون وكسر الراء وياء مضمومة ولام وهاء مدينة قديمة من أعمال
الأندلس من ناحية تدمير بساتينها متصلة ببساتين مرسية منها خلف بن سليمان بن خلف
بن محمدابن فتحون الأوريولي يكنى أبا القاسم روى عن أبيه وأبي الوليد الباجي
وغيرهما وكان فقيها أديبا شاعرا مفلقا واستقضي بشاطبة ودانية وله كتاب في الشروط
وتوفي سنة 505 وابنه محمد بن خلف ابن سليمان بن خلف بن محمد بن فتحون الأوريولي
أبو بكر روى عن أبيه وغيرهم وكان معنيا بالحديث منسوبا إلى فهمه عارفا بأسماء
رجاله وله كتاب الاستلحاق على أبي عمر بن عبد البر في كتاب الصحابة في سفرين وهو
كتاب حسن جليل وكتاب آخر أيضا في كتاب أوهام كتاب الصحابة المذكور وأصلح أيضا
أوهام المعجم لابن قانع في جزء ومات سنة 025 وقيل سنة 915
الأوزاع بالفتح ثم السكون وزاي وعين مهملة قرية على باب دمشق من جهة باب الفراديس
وهو في الأصل اسم قبيلة من اليمن سميت القرية باسمهم لسكناهم بها فيما أحسب وقيل
الأوزاع بطن من ذي الكلاع من حمير وقيل من همدان وقال بعض النسابين اسم الأوزاع
مرثد بن زيد بن سدد بن زرعة بن كعب بن زيد بن سهل بن عمرو ابن قيس بن معاوية بن
جشم بن عبد شمس بن وائل ابن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن
حمير نزلوا ناحية من الشام فسميت الناحية بهم وعدادهم في همدان ونهيك بن يريم
الأوزاعي روى عن مغيث بن سمي الأوزاعي روى عنه أبو عمرو الأوزاعي وقال يحيى بن
معين نهيك بن يريم الأوزاعي ليس به بأس يروى عنه وقال الأوزاعي اسمه عبد الرحمن بن
عمرو وحدثني نهيك بن يريم الأوزاعي لا بأس به
أوزكند بالضم والواو والزاي ساكنان بلد بما وراء النهر من نواحي فرغانة ويقال
أوزجند وخبرت أن كند بلغة أهل تلك البلاد معناه القرية كما يقول أهل الشام الكفر
وأوزكند آخر مدن فرغانة مما يلي دار الحرب ولها سور وقهندز وعدة أبواب وإليها متجر
الأتراك ولها بساتين ومياه جارية ينسب إليها جماعة منهم علي بن سليمان بن داود
الخطيبي أبو الحسن الأوزكندي قال شيرويه قدم همذان سنة 504 روى عن أبي سعد عبد
الرحمن بن محمد الإدريسي وأبي الحسن محمد بن القاسم الفارسي وأبي سعد الخركوشي
وأبي عبد الرحمن السلمي وغيرهم
الأوسج من مياه أبي بكر بن كلاب عن أبي زياد
أوس السين مهملة قصر أوس بالبصرة ذكر في القصور من كتاب القاف وأوس اسم موضع أو
رجل في قول أبي جابر الكلابي حيث قال أيا نخلتي أوس عفا الله عنكما أجيرا طريدا
خائفا في ذراكما ويا نخلتي أوس حرام ذراكما علي إذا لاف اللئام جناكما
الأوسية بلد بمصر
من ناحية أسفل الأرض يضاف إليه كورة فيقال كورة الأوسية والبجوم
أوش بضم أوله وسكون ثانيه وشين معجمة بلد من نواحي فرغانة كبير قريب من قبا وله
سور وأربعة أبواب وقهندز ملاصقة للجبل الذي عليه مرقب الأحراس على الترك وهي خصبة
جدا ينسب إليها جماعة منهم عمر بن موسى الأوشي وفي كتاب ابن نقطة عمران ومسعود
ابنا منصور الأوشي الفقيه مات في ذي الحجة سنة 915 ومحمد ابن أحمد بن علي بن خالف
أبو عبد الله الأوشي سكن بخارى وورد بغداد حاجا وسمع منه أهلها في سنة 621 وعاد
إلى بخارى فمات بها في صفر سنة 631
الأوطاس يجوز أن يكون منقولا من جمع وطيس وهو التنور نحو يمين وأيمان وقيل الوطيس
نقرة في حجر يوقد تحتها النار فيطبخ فيه اللحم ويقال وطست الشيء وطسا إذا كدرته
وأثرت فيه وأوطاس واد في ديار هوازن فيه كانت وقعة حنين للنبي صلى الله عليه و سلم
ببني هوازن ويومئذ قال النبي صلى الله عليه و سلم حمي الوطيس وذلك حين استعرت
الحرب وهو صلى الله عليه و سلم أول من قاله وقال ابن شبيب الغور من ذات عرق إلى
أوطاس وأوطاس على نفس الطريق ونجد من حد أوطاس إلى القريتين ولما نزل المشركون
بأوطاس قال دريد بن الصمة وكان مع هوازن شيخا كبيرا بأي واد أنتم قالوا بأوطاس قال
نعم مجال الخيل لا حزن ضرس ولا سهل دهس وقال أبو الحسين أحمد ابن فارس اللغوي في
أماليه أنشدني أبي رحمه الله يا دار أقوت بأوطاس وغيرها من بعد مأهولها الأمطار
والمور كم ذا لأهلك من دهر ومن حجج وأين حل الدمى والكنس الحور ردي الجواب على
حران مكتئب سهاده مطلق والنوم مأسور فلم تبين لنا الأطلال من خبر وقد تجلي
العمايات الأخابير وقال أبو وجزة السعدي يا صاحبي انظرا هل تونسان لنا بين العقيق
وأوطاس بأحداج الأوعار أرض بسماوة كلب
أوعال جمع وعل وهو كبش الجبل اسم لجبال من بئر عظيمة قديمة وقيل إنها هضبة يقال
لها ذات أوعال قال امرؤ القيس وتحسب ليلى لا تزال كعهدنا بوادي الخزامى أو على ذات
أوعال وقال نصر أوعال جبل بالحمى يقال له أم أوعال وذو أوعال وقيل أوعال أجبل صغار
وأم أوعال هضبة ومن قال إنها جبال ينشد قول عمرو بن الأهتم قفا نبك من ذكرى حبيب
وأطلال بذي الرضم فالرمانتين فأوعال أوقانيه بالفتح ثم السكون والقاف وألف ونون
مكسورة وياء ساكنة وهاء جبل من أعمال طليطلة بالأندلس من ناحية القاسم فيه قرى
وحصون
أوقح بالقاف والحاء المهملة ماء بالشراج شراج بني جذيمة بن عوف بن نصر وقال أبو
محمد الأعرابي
نزلت أم الضحاك
الضبابية بناس من بني نصر فقروها ضيحا وذبحوا حمارا وطبخوا لها جردانه فأكلت وجعلت
ترتاب بطعامها ولا تدري ما هو فأنشأت تقول سرت بي فتلاء الذراعين حرة إلى ضوء نار
بين أوقح والغر سرت ما سرت من ليلها ثم عرست إلى كلفي لا يضيف ولا يقري قعدت طويلا
ثم جئت بمذقة كماء السلا بعد التبرض والنزر فقلت اهرقنها يا خبيث فإنها قرى مفلس
بادي الشرارة والغدر إذا بت بالنصري ليلا فقل له تأمل أو انظر ما قراك الذي تقري
أرأس حمار أم فراسن ميتة وكل بزعم أن غيرك لا يدري وقد كتبنا هذه الأبيات في الجزر
على غير هذه الرواية
أوقضى موضع
أوقع اسم شعب
مد أوق جبل لبني عقيل قال الشاعر تمتع من السيدان والأوق نظرة فقلبك للسيدان
والأوق آلف وقال القحيف العقيلي ألا ليت شعري هل تحنن ناقتي بخبت وقدامي حمول
روائح تربعت السيدان والأوق إذ هما محل من الأصرام والعيش صالح وما يجزأ السيدان
في ريق الضحى ولا الأوق إلا أفرط العين مائح أوقيانوس بالفتح ثم السكون وقاف
مكسورة وياء وألف ونون وواو وسين وهو اسم البحر المحيط الذي على طرفه جزيرة
الأندلس يخرج منه الخليج الذي يتصل بالروم والشام
الأولاج قال ابن إسحاق في غزوة زيد بن حارثة جذام بنواحي حسمى وأقبل جيش زيد بن
حارثة من ناحية الأولاج فأغار بالماقص من قبل الحرة الرجلاء
أولاس حصن على ساحل بحر الشام من نواحي طرسوس فيه حصن يسمى حصن الزهاد
أولب قال أبو طاهر السلفي أنشدني إبراهيم بن المتقن بن إبراهيم السبتي بالإسكندرية
قال أنشدني أبو محمد إبراهيم بن صاحب الصلاة الأولبي بحمص الأندلس لنفسه يزهى
بخطهم قوم وليس لهم غير الكتاب الذي خطوه معلوم والخط كالسلك لا تحفل بجودته إن
المدار على ما فيه منظوم وأظنه موضعا بالأندلس والله أعلم
أول بالفتح ثم السكون ولام موضع في بلاد غطفان بين خيبر وجبلي طيء على يومين من
ضرغد وأول أيضا وهو عند بعضهم بضم الهمزة واد بين الغيل وأكمة على طريق اليمامة
إلى مكة في شعر نصيب حيث قال ونحن منعنا يوم أول نساءنا ويوم أفي والأسنة ترعف
أوليل قال ابن حوقل
على سمت أوذغست المتقدم ذكرها في نقطة المغرب أوليل وهو على نحر البحر وآخره
العمارة وأوليل معدن الملح ببلاد المغرب بينها وبني أوذغست شهر ومن أوليل إلى لمطة
معدن الدرق خمسة وعشرون ميلا
أومة بفتح أوله وثانيه اسم مدينة في آخر بلاد زويلة السودان من جهة الفزان بينها
وبين زويلة ثمانية أيام
أون بالفتح ثم السكون والنون موضع في قول بعض الأعراب أيا أثلتي أون سقى الأصل
منكما مسيل الربى والمدجنات رباكما فلو كنتما بردي لم أكس عاريا ولم يلق من طول
البلى خلقاكما ويا أثلتي أون إذا هبت الصبا وأصبحت مقرورا ذكرت فناكما أونبة
بالفتح ثم السكون وفتح النون وباء موحدة وهاء قرية في غربي الأندلس على خليج البحر
المحيط بها توفي أبو محمد أحمد بن علي بن حزم الإمام الأندلسي الظاهري صاحب
التصانيف
أونيك بالضم ثم السكون ونون مكسورة وياء ساكنة وكاف قلعة حصينة في كورة باسين من
أرض أرزن الروم عندها كانت الوقعة التي كسر فيها ركن الدين بن قلج أرسلان
أوه بفتحتين قرية بين زنجان وهمذان منها الشيخ الصالح الزاهد أبو علي الحسن بن
أحمد بن يوسف الأوقي لقيته بالبيت المقدس تاركا للدنيا مقبلا على قراءة القرآن
مستقبلا قبلة المسجد الأقصى وسمعت عليه جزءا وكتبت عنه وسألته عن نسبه فقال أنا من
بلد يقال له أوه فقال لي السلفي الحافظ ينبغي أن تزيد فيه قافا للنسبة فلذلك قيل
لي الأوقي وسمع السلفي وغيره ولقيته في سنة 642
أويش بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وشين معجمة قرية قرب سمنود على بحر دمياط من ديار
مصر
باب الهمزة والهاء وما يليهما
إهاب بالكسر موضع قرب المدينة ذكره في خبر الدجال في صحيح مسلم قال بينهما كذا
وكذا يعني من المدينة كذا جاءت الرواية فيه عن مسلم على الشك أو يهاب بكسر الياء
عند الشيوخ كافة وبعض الرواة قال بالنون نهاب ولا يعرف هذا الحرف في غير هذا
الحديث
إهالة بكسر أوله موضع في شعر هلال بن الأشعر المازني فسقيا لصحراء الإهالة مربعا
وللوقبى من منزل دمث مثر وفي أبيات ذكرت في فليج
أهجم بضم الجيم موضع
الأهرام جمع هرم وهي أبنية عظيمة مربعة الشكل كلما ارتفعت دقت تشبه الجبل المنفرد
فيها اختلاف ذكر بباب الهاء من هذا الكتاب في هرم
أهر بالفتح ثم السكون وراء مدينة عامرة كثيرة الخيرات مع صغر رقعتها من نواحي
أذربيجان بين أردبيل وتبريز ويقال لأميرها ابن بيشكين
خرج منها جماعة من
الفقهاء والمحدثين وبينها وبين وراوي مدينة أخرى يومان
إهريت بالكسر ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وتاء فوقها نقطتان اسم لقريتين بمصر
إحداهما في كورة البهنسا والأخرى في كورة الفيوم
إهريج رأيت بعض الفصحاء من أهل أذربيجان وهو يعمر بن الحسن بن المظفر المنشيء
الأديب له رسائل مدونة وقد سمى أهر في رسائله إهريج وأظنه كان منها وكان له ولد
اسمه عبد الوهاب مثله في البلاغة والفضل
أهلم بضم اللام بليدة بساحل بحر آبسكون من نواحي طبرستان ينسب إليها إبراهيم بن
أحمد الأهلمي روى عن أحمد بن يوسف يروي عنه باكويه
الأهمول بالضم ثم السكون وآخره لام قرية من ناحية زبيد باليمن هكذا أخبر بعضهم
أهناس بالفتح اسم لموضعين بمصر أحدهما اسم كورة في الصعيد الأدنى يقال لقصبتها
أهناس المدينة وأضيفت نواحيها إلى كورة البهنسا وأهناس هذه قديمة أزلية وقد خرب
أكثرها وهي على غربي النيل ليست ببعيدة عن الفسطاط وذكر بعضهم أن المسيح عليه
السلام ولد في أهناس وأن النخلة المذكورة في القرآن المجيد وهزي إليك بجذع النخلة
تساقط عليك رطبا جنيا موجودة هناك وأن مريم عليها السلام أقامت بها إلى أن نشأ
المسيح عليه السلام وسار إلى الشام وبها ثمار وزيتون وإليها ينسب دحية بن مصعب بن
الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم خرج منها على السلطان وقصد الواح وغيرها
ثم قتل سنة 169
و أهناس الصغرى في كورة البهنسا أيضا قرية كبيرة
الأهواز آخره زاي وهي جمع هوز وأصله حوز فلما كثر استعمال الفرس لهذه اللفظة
غيرتها حتى أذهبت أصلها جملة لأنه ليس في كلام الفرس حاء مهملة وإذا تكلموا بكلمة
فيها حاء قلبوها هاء فقالوا في حسن هسن وفي محمد مهمد ثم تلقفها منهم العرب فقلبت
بحكم الكثرة في الاستعمال وعلى هذا يكون الأهواز اسما عربيا سمي به في الإسلام
وكان اسمها في أيام الفرس خوزستان وفي خوزستان مواضع يقال لكل واحد منها خوز كذا
منها خوز بني أسد وغيرها فالأهواز اسم للكورة بأسرها وأما البلد الذي يغلب عليه
هذا الاسم عند العامة اليوم فإنما هو سوق الأهواز وأصل الحوز في كلام العرب مصدر
حاز الرجل الشيء يحوزه حوزا إذا حصله وملكه قال أبو منصور الأزهري الحوز في
الأرضين أن يتخذها رجل ويبين حدودها فيستحقها فلا يكون لأحد فيها حق فذلك الحوز
هذا لفظه حكاه شمر بن حمدويه وقرأت بعد ما أثبته عن التوزي أنه قال الأهواز تسمى
بالفارسية هرمشير وإنما كان اسمها الأخواز فعربها الناس فقالوا الأهواز وأنشد
لأعرابي لا ترجعن إلى الأخواز ثانية قعيقعان الذي في جانب السوق ونهر بط الذي أمسى
يورقني فيه البعوض بلسب غير تشفيق وقال أبو زيد الأهواز اسمها هرمزشهر وهي الكورة
العظيمة التي ينسب إليها سائر الكور وفي
الكتب القديمة أن سابور بنى بخوزستان مدينتين سمى إحداهما باسم الله عز و جل والأخرى باسم نفسه ثم جمعها باسم واحد وهي هرمزدادسابور ومعناه عطاء الله لسابور وسمتها العرب سوق الأهواز يريدون سوق هذه الكورة المحوزة أو سوق الأخواز بالخاء المعجمة لأن أهل هذه البلاد بأسرها يقال لهم الخوز وقيل إن أول من بنى الأهواز أردشير وكانت تسمى هرمزأردشير وقال صاحب كتاب العين الأهواز سبع كور بين البصرة والفارس لكل كورة منها اسم ويجمعهن الأهواز ولا يفرد الواحد منها بهوز وأما طالعها فقال بطليموس بلد الأهواز طوله أربع وثمانون درجة وعرضه خمس وثلاثون درجة وأربع دقائق تحت إحدى عشرة درجة من السرطان وست وخمسين دقيقة يقابلها مثلها من الجدي وبيت عاقبتها مثلها من الميزان لها جزء من الشعرى الغميضاء ولها سبع عشرة دقيقة من الثور من أول درجة منه قال صاحب الزيج الأهواز في الإقليم الثالث طولها من جهة المغرب خمس وسبعون درجة وعرضها من ناحية الجنوب اثنتان وثلاثون درجة والأهواز كورة بين البصرة وفارس وسوق الأهواز من مدنها كما قدمناه وأهل الأهواز معروفون بالبخل والحمق وسقوط النفس ومن أقام بها سنة نقص عقله وقد سكنها قوم من الأشراف فانقلبوا إلى طباع أهلها وهي كثيرة الحمى ووجوه أهلها مصفرة مغبرة ولذلك قال مغيرة بن سليمان أرض الأهواز نحاس تنبت الذهب وأرض البصرة ذهب تنبت النحاس وكور الأهواز سوق الأهواز ورامهرمز وإيذج وعسكر مكرم وتستر وجنديسابور وسوس وسرق ونهرتيرى ومناذر وكان خراجها ثلاثين ألف ألف درهم وكانت الفرس تقسط عليها خمسين ألف ألف درهم وقال مسعر بن المهلهل سوق الأهواز تخترقها مياه مختلفة منها الوادي الأعظم وهو ماء تستر يمر على جانبها ومنه يأخذ واد عظيم يدخلها وعلى هذا الوادي قنطرة عظيمة عليها مسجد واسع وعليه أرحاء عجيبة ونواعير بديعة وماأه في وقت المدود أحمر يصب إلى الباسيان والبحر ويخترقها وادي المسرقان وهو من ماء تستر أيضا ويخترق عسكر مكرم ولون مائه في جميع أوقات نقصان المياه أبيض ويزداد في أيام المدود بياضا وسكرها أجود سكر الأهواز وعلى الوادي الأعظم شاذروان حسن عجيب متقن الصنعة معمول في الصخر المهندم يحبس الماء على أنهار عدة وبازائه مسجد لعلي بن موسى الرضا رضي الله عنه بناه في اجتيازه به وهو مقبل من المدينة يريد خراسان وبها نهر آخر يمر على حافاتها من جانب الشرق يأخذ من وراء واد يعرف بشوراب وبها آثار كسروية قال وفتحت الأهواز فيما ذكر بعضهم على يد حرقوص بن زهير بتأمير عتبة بن غزوان أيام سيره إليها في أيام تمصيره البصرة وولايته عليها وقال البلاذري غزا المغيرة بن شعبة سوق الأهواز في ولايته بعد أن شخص عتبة ابن غزوان من البصرة في آخر سنة 51 أو أول سنة 16 فقاتله البيروان دهقانها ثم صالحه على مال ثم نكث فغزاها أبو موسى الأشعري حين ولاه عمر البصرة بعد المغيرة ففتح سوق الأهواز عنوة وفتح نهر تيري عنوة وولي ذلك بنفسه في سنة 71 وسبى سبيا كثيرا فكتب إليه عمر أنه لا طاقة لكم بعمارة الأرض فخلوا ما بأيديكم من السبي واجعلوا عليهم الخراج قال فرددنا السبي ولم نملكهم ثم سار أبو موسى ففتح سائر بلاد
خوزستان كما نذكره
في مواضعه إن شاء الله تعالى وقال أحمد بن محمد الهمداني أهل الأهواز ألأم الناس
وأبخلهم وهم أصبر خلق الله على الغربة والتنقل في البلدان وحسبك أنك لا تدخل بلدا
من جميع البلدان إلا ووجدت فيه صنفا من الخوز لشحهم وحرصهم على جمع المال وليس في
الأرض صناعة مذكورة ولا أدب شريف ولا مذهب محمود لهم في شيء منه نصيب وإن حسن أو
دق أو جل ولا ترى بها وجنة حمراء قط وهي قتالة للغرباء على أن حماها في وقت انكشاف
الوباء ونزوع الحمى عن جميع البلدان وكل محموم في الأرض فان حماه لا تنزع عنه ولا
تفارقه وفي بدنه منها بقية فإذا نزعت فقد وجد في نفسه منها البراءة إلا أن تعود
لما يجتمع في بطنه من الأخلاط الرديئة والأهواز ليست كذلك لأنها تعاود من نزعت عنه
من غير حدث لأنهم ليس يوتون من قبل التخم والإكثار من الأكل وإنما يوتون من عين
البلدة ولذلك كثرت بسوق الأهواز الأفاعي في جبلها الطاعن في منازلها المطل عليها
والجرارات في بيوتها ومنازلها ومقابرها ولو كان في العالم شيء شر من الأفاعي
والجرارات وهي عقارب قتالة تجر ذنبها إذا مشت لا ترفعه كما تفعل سائر العقارب لما
قصرت قصبة الأهواز عنه وعن توليده ومن بليتها أن من ورائها سباخا ومناقع مياه
غليظة وفيها أنهار تشقها مسايل كنفهم ومياه أمطارهم ومتوضآتهم فإذا طلعت الشمس طال
مقامها واستمر مقابلتها لذلك الجبل قبل تشبب الصخرية التي فيها تلك الجرارات فإذا
امتلأت يبسا وحرا وعادت جمرة واحدة قذفت ما قبلت من ذلك عليهم وقد انجرت تلك
السباخ والأنهار فإذا التقى عليهم ما انجر من تلك السباخ وما قذفه ذلك الجبل فسد
الهواء وفسد بفساده كل شيء يشتمل عليه ذلك الهواء وحكي عن مشايخ الأهواز أنهم
سمعوا القوابل يقلن أنهن ربما قبلن الطفل المولود فيجدنه محموما في تلك الساعة
يعرفون ذلك ويتحدثون به
ومما يزيد في حرها أن طعام أهلها خبز الأرز ولا يطيب ذلك إلا سخنا فهم يخبزون في
كل يوم في منازلهم فيقدر أنه يسجر بها في كل يوم خمسون ألف تنور فما ظنك ببلد
يجتمع فيه حر الهواء وبخار هذه النيران ويقول أهل الأهواز إن جبلهم إنما هو من
غثاء الطوفان تحجر وهو حجر ينبت ويزيد في كل وقت وسكرها جيد وثمرها كثير لا بأس به
وكل طيب يحمل إلى الأهواز فإنه يستحيل وتذهب رائحته ويبطل حتى لا ينتفع به وقد نسب
إليها خلق كثير ليس فيهم أشهر من عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد أبي محمد
الجواليقي الأهوازي القاضي المعروف بعبدان أحد الحفاظ المجودين المكثرين ذكره أبو
القاسم وقال قدم دمشق نحو سنة 042 فسمع بها هشام بن عمار ودحيما وهشام بن خالد
وأبا زرعة الدمشقي وذكر غيرهم من أهل بغداد وغيرها وروى عنه يحيى بن صاعد والقاضي
الحسين بن إسماعيل الضبي وإسماعيل بن محمد الصفار وذكر جماعة حفاظا أعيانا وكان
أبو علي النيسابوري الحافظ يقول عبدان يفي بحفظ مائة ألف حديث وما رأيت من المشايخ
أحفظ من عبدان وقال عبدان دخلت البصرة ثماني عشرة مرة من أجل حديث أيوب السختياني
كلما ذكر لي حديث من حديثه رحلت إليها بسببه وقال أحمد بن كامل القاضي مات عبدان
بعسكر مكرم في أول سنة 036 ومولده سنة 012 وكان في الحديث إماما
أهوى بالقصر موضع
بأرض هجر قال الحفصي أهوى بأرض اليمامة ثم من بلاد قشير قال الجعدي جزى الله عنا
رهط قرة نظرة وقرة إذ بعض الفعال مزلج تدارك عمران بن مرة ركضهم بدارة أهوى والخوالج
تخلج وقال نصر أهوى وأصيهيب ماءان لحمان وهما من المروت وأهل المروت بنو حمان وهو
جبل فيه مياه ومراتع وبين أهوى وحجر اليمامة أربع ليال وروى أحمد بن يحيى أهوى
بفتح الهمزة وكسرها في قول الراعي تهانفت واستبكاك ربع المنازل بقارة أهوى أو
بسوقه حائل وقال أهوى ماءة لبني قتيبة الباهليين وقال الراعي أيضا فإن على أهوى
لألأم حاضر حسبا وأقبح مجلس ألوانا الأهيل بالفتح ثم السكون وياء مفتوحة موضع في
قول المتنخل الهذلي هل تعرف المنزل بالأهيل كالوشم في المعصم لم يخمل أي ليس بخامل
والله أعلم
باب الهمزة والياء وما يليهما
أياء بالفتح والمد ناحية أحسبها يمانية قال الطفيل الحارثي فرحت رواحا من أياء
عشية إلى أن طرقت الحي في رأس تختم الإياد بالكسر موضع بالحزن لبني يربوع بين
الكوفة وفيد قال جرير هل دعوة من جبال الثلج مسمعة أهل الإياد وحيا بالنباريس وقال
جرير أيضا وأحمين الإياد وقلتيه وقد عرفت سنابكهن أود الأيأل بوزن خيعل ياؤه بين
همزتين واد
أياير بالضم والياء الثانية مسكورة منهل بأرض الشام في جهة الشمال من أرض حوران
قال الرماح ابن ميادة وهو عند الوليد بهذا الموضع وكان يخرج إليه في أيام الربيع
للنزهة لعمرك إني نازل بأياير وضوء ومشتاق وإن كنت مكرما أبيت كأني أرمد العين
ساهرا إذا مات أصحابي من الليل نوما إيبسن بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة
وسين مهملة ساكنة ونون قرية بينها وبين نخشب فرسخ ينسب إليها أبو يعقوب يوسف بن
أبي بكر ابن أحمد بن يعقوب الإيبسني توفي سنة 255
إيج بالجيم بلدة كثيرة البساتين والخيرات في أقصى بلاد فارس كنت بجزيرة كيش وكانت
فواكهها الجيدة تجلب منها إلى كيش وهي من كورة دارابجرد وأهل فارس يسمونها إيك
منها أبو محمد عبد الله بن محمد الإيجي النحوي الأديب صاحب ابن دريد روى عن ابن
دريد الكثير
إيجلن بفتح الجيم وكسر اللام ونون قلعة حصينة في بلاد المصامدة من البربر بالمغرب
في جبل
درن منها كان مخرج
أبي عبد الله بن تومرت المصمودي الملقب بالمهدي صاحب عبد المؤمن بن علي سلطان
المغرب
إيجلي بوزن إفعلي اسم موضع قالوا ولم يأت عنهم على هذا الوزن غيره
إيجلين جيمه تشبه القاف والكاف وياء ساكنة ولام مكسورة وياء أخرى ونون جبل مشرف
على مدينة مراكش ولا أدري لعله إيجلن المذكور قبل هذا والله أعلم
أيد بالفتح ودال مهملة موضع في بلاد مزينة قال معن بن أوس المزني فذلك من أوطانها
فإذا شتت تضمنها من بطن أيد غياطله أيدم بالفتح ثم السكون وفتح الدال وميم بلد
يمان عن نصر
أيذج الذال معجمة مفتوحة وجيم كورة وبلد بين خوزستان وأصبهان وهي أجل مدن هذه
الكورة وسلطانها يقوم بنفسه وهي في وسط الجبال يقع بها ثلج كثير يحمل إلى الأهواز
والنواحي وشربهم من عين شعب سليمان ومزارعهم على الأمطار ولهم بطيخ كثير وهو في هوة
وقنطرة إيذج من عجائب الدنيا المذكورة لأنها مبنية بالصخر على واد يابس بعيد القعر
وإيذج كثيرة الزلازل وبها معادن كثيرة وبها ضرب من القاقلى تنفع عصارته النقرس
وبها بيت نار قديم كان يوقد إلى أيام الرشيد ودونها بفرسخين صور من الماء وهو مجمع
أنهار وكل ماء دائر يسمى صورا بفتح الصاد يعرف هذا الموضع بفم البواب إذا وقع فيه
إنسان أو دابة لا يزال يدور حتى يموت ثم يقذفه إلى الشط من غير أن يغيب في الماء
أو يركبه الموج وهذا من الأمور العجيبة لأن الذي يقع فيه لا يرسب فيه ولا يعلو
ماأه عليه ويفتتح خراجها قبل النوروز الفارسي بشهر وهذا الرسم أيضا مخالف لرسوم
الخراج على سائر الدنيا ومائية قصب سكرها في سائر قصب سكر الأهواز أربعة في كل
عشرة وفانيذها يعمل عمل المكراني والسنجري ووجد في غرفة بعض الخانات التي بطريق
أصبهان قبح السالكون في طلب الرز ق على إيذج إلى أصبهان ليت من زارها فعاد إليها
قد رماه الإله بالخذلان وقال أبو سعد إيذج في موضعين أحدهما بلدة من كور الأهواز
وبلاد الخوز ينسب إليها جماعة من ولد المهدي بن المنصور منهم أبو محمد يحيى بن
أحمد بن الحسن بن فورك الإيذجي والثاني إيذج من قرى سمرقند منها أبو الحسين محمد
بن الحسين الإيذجي توفي سنة 783 وقال أبو بكر محمد بن موسى إيذج من بلاد خوزستان
ينسب إليها أبو القاسم الحسين بن أحمد بن الحسن الإيذجي روى عن أبي بكر أحمد بن
محمد بن العباس الأسفاطي روى عنه ابنه أبو العباس وأحمد بن أبي حميد الإيذجي شيخ
ثقة يروي عن أبي ضمرة المدني ويوسف بن العرف والفرج بن عباد الواسطي روى عنه جعفر
ابن أحمد بن فارس قاله أبو أحمد العسال وأحمد ابن بهرام الإيذجي حدث عن إسحاق بن
زياد العطار روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني وأبو العباس أحمد بن
الحسين الإيذجي روى عن أبيه وغيره روى عنه أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد
وغيره وآخرون كثير
قال وإيذج من قرى سمرقند عند الجبل ينسب إليها محمد بن الحسين أبو الحسين الإيذجي
المذكور السمرقندي كان جالس أبا القاسم الترمذي الحكيم وأخذ عنه من كلامه وحكمته
وقال سمعت من أبي أحاديث أحمد من الفضل البلخي القاضي كذا قال الإدريسي في تاريخ
سمرقند
إيذوج بزيادة الواو على الذي قبله قال أبو سعد هي قرية على ثلاثة فراسخ من سمرقند
منها أبو الحسين الإيذوجي قلت وأبو الحسين هذا هو محمد بن الحسين الذي ذكره في
الإيذج قبل هذا إلا أن السمعاني كذا ذكر والله أعلم
إيران شهر بالكسر وراء وألف ونون ساكنتين وفتح الشين المعجمة وهاء ساكنة وراء أخرى
قال أبو الريحان الخوارزمي إيران شهر هي بلاد العراق وفارس والجبال وخراسان يجمعها
كلها هذا الاسم والفرس تقول إيران اسم أرفخشد ابن سام بن نوح عليه السلام وشهر
بلغتهم البلد فكأنه اسم مركب معناه بلاد أرفخشد وقال يزيد بن عمر الفارسي شبهوا
السواد بالقلب وسائر الدنيا بالبدن ولذلك سموه دل إيران شهر أي قلب إيران شهر
وإيران شهر هو الإقليم المتوسط لجميع الدنيا وقال الأصمعي فيما حكاه عنه حمزة كانت
أرض العراق تسمى دل إيران شهر أي قلب بلدان مملكة الفرس فعربت العرب منها اللفظة
الوسطى يعني إيران فقالوا العراق وزعم الفرس أن طهمورث الملك وهو عندهم بمنزلة آدم
عليه السلام دل عليه كتابهم المعروف بالابستاق أقطع الدنيا لأكابر دولته فأقطع
أولاد إيران بن الأسود بن سام بن نوح عليه السلام وكانوا عشرة وهم خراسان وسجستان
وكرمان ومكران وأصبهان وجيلان وسندان وجرجان وأذربيجان وأرمنان وصير لكل واحد من
هؤلاء البلد الذي سمي به ونسب إليه فهذا كله إيران شهر
وذكر آخرون من الفرس أيضا أن أفريدون الملك قسم الأرض بين بنيه الثلاثة فملك سلم
وهو شرم على المغرب فملوك الروم من ولده وملك إيران وهو أيرج على بابل والسواد
فسمى إيران شهر ومعناه بلاد إيران وهي العراق والجبال وخراسان وفارس فملوك
الأكاسرة من ولده وملك طوج وقيل توج وقيل طوس على المشرق فملوك الترك والصين من
ولده وقال شاعرهم من هذه القسمة وقسمنا ملكنا في دهرنا قسمة اللحم على ظهر الوضم
فجعلنا الروم والشام إلى مغرب الشمس لغطريف سلم ولطوج جعل الترك له فبلاد الترك
يحويها برغم ولإيران جعلنا عنوة فارس الملك وفزنا بالنعم وفي كتاب البلاذري إيران
شهر هي نيسابور وقهستان والطبسين وهراة وبوشنج وباذغبس وطوس واسمها طابران
إيران هو شطر الذي قبله وقد جاءت في بعض الشعر هكذا والمراد بها وبالتي قبلها واحد
إيراياذ ولفظ العجم بها إيراوه قرية بينها وبين طبس خمسة عشر فرسخا على رأس جبل
ولها قلعة حصينة وحولها مزارع وبساتين ونخل وأعناب
وتفاح وأصناف من
الفواكه وفيها مياه جارية عذبة وهي في غاية النزاهة والطيبة وبها خانقاه للصوفية
عندها مشهد عليه قبة فيها قبر الشيخ أبي نصر الزاهد الإيراياذي وكانت وفاته بعد
الخمسمائة وأهل تلك الناحية يذكرون له كرامات منها أن أهل قريته سألوه أن يستسقي
لهم في محل أصابهم فسجد ودعا الله لهم فنبعت عين من وسط الجبل من الصخر الصلد
وتدفقت بماء عذب صاف وفارت فورانا شديدا فوضع الشيخ يده على الماء وقال له اسكن
فسكن بإذن الله
أخبرني بذلك كله الحافظ أبو عبد الله محمد بن النجار البغداي وقال شاهدت العين
وشربت من مائها وزرت قبر هذا الشيخ مرارا ووجدت عنده روحا وقبولا تاما وعليه نور
كثير قال وأنشدني محمد بن المؤيد الدبوسي من لفظه وكتابه بقرية إيراباذ وذكر أنها
لعيسى بن محفوظ الطرفي مدح الأنام وذمهم فحواهما طمع يردده لسان الذاكر لولا فضول
الحرص من يروي لنا جود ابن مامة أو دناءة مادر إيراهستان بكسر الهاء وسكون السين
والتاء المثناة من فوقها وألف ونون قال حمزة الساحل اسمه بالفارسية إيراه ولذلك
سموا سيف كورة أردشير خره من أرض فارس إيراهستان لقربها من البحر وسكانها
الإيراهية فعربت العرب لفظة إيراه بالحاق القاف بآخره فقالوا العراق
إيرج بالجيم قلعة بفارس من أمنع قلاعها
أير بالتحريك ناحية من المدينة يخرجون إليها للنزهة
إير موضع بالبادية كانت به وقعة قال الشماخ على أصلاب أحقب أخدري من اللائي تضمنهن
إير وقيل إير جبل بأرض غطفان قال زهير ألا أبلغ لديك بني سبيع وأام النوائب قد
تدور فإن تك صرمة أخذت جهارا لغرس النخل أرزه الشكير فإن لكم مآقط غاشيات كيوم أضر
بالرؤساء إير و إير بني الحجاج من مياه بني نمير
إيرام بفتح الراء صقع أعجمي عن نصر
الأيسر بالفتح وفتح السين أيضا موضع في قول ذي الرمة وبحيث ناصى الأجرعين بالأيسر
الأيسن بالنون اسم لبطن واد باليمامة لبني عبيد ابن ثعلبة من بني حنيفة
الإيغاران بالكسر والغين معجمة وألف وراء وألف أخرى للتثنية ونون اسم لعدة ضياع من
عدة كور أوغرت لعيسى ومعقل ابني أبي دلف العجلي رحمه الله تعالى وقيل لها
الإيغاران أي إيغارا هذين الرجلين وهما الكرج والبرج والإيغار اسم لكل ما حمى نفسه
من الضياع وغيرها ويمنع منه تقول أوغرت الدار إذا حميتها وأوغر صدر فلان إذا حماه
ومنعه من بلوغ غرض فامتلأ غضبا ولا يسمى الإيغار إيغارا حتى يأمر السلطان بحمايته
فلا تدخله العمال لمساحة خراج ولا مقاسمة غلة فيكون الإيغار لعقبه من بعده على
ممر السنين خلا
الصدقات فإنها خارجة عنها يحصيها المصدق ويأخذ الواجب عنها ووجد بخط ابن شريح
الإيغار أن يقرر أمر الضيعة مثلا على عشرة آلاف درهم فيوغر لصاحبها بعشرة آلاف
درهم كل سنة يوديها في بيت المال أو في غير البلد الذي الضيعة فيه فتكون الضيعة
موغرة محمية لا تدخلها يد عامل أو متصرف وهذين الإيغارين عنى الحيص بيص في رقعته
إلى أمير المومنين المسترشد بالله أن الموصل والإيغارين وهما اليوم إقطاع ملكين
سلجوقيين كانتا جائزتين لشاعرين طائيين من إمامين مرضيين المعتصم بالله والمتوكل
على الله وبناء المجلس أعظم وخطره أشرف وأجسم وغمامه أسح وأرزم فإلام الإهمال قلت
وقد وقفت على كثير من أخبار أبي تمام والبحتري فلم أر فيها أن واحدا منهما أعطي
واحدا من هذين الموضعين لكنه ورد أن أبا تمام مات وهو يتولى بريد الموصل تولى ذلك
بعناية الحسن بن وهب
أيغان آخره نون إحدى قرى بنج ده منها أبو الفتح عبد الرحمن بن محمد بن علي بن
عثمان الأيغاني العثماني سمع جامع الترمذي من القاضي أبي سعيد محمد بن علي بن أبي
صالح البغوي الدباس وكان مولده في حدود سنة 074 ووفاته في سنة 456 أو 745 وأبو عمر
الفضل بن أحمد بن متويه بن كاكويه الصوفي الأيغاني روى عن أبي عامر الحسن ابن محمد
بن علي القومسي روى عنه أبو الفتح مسعود ابن محمد بن سعيد المسعودي سنة 561
بشاذياخ
إيك بالكسر وآخره كاف هو إيج الذي تقدم ذكره
أيك بالفتح موضع في قول أنس بن مدرك الخثعمي فتلك مخاضي بين أيك وحيدة لها نهر
فخوضه متغمغم الأيكة التي جاء ذكرها في كتاب الله عز و جل كذب أصحاب الأيكة
المرسلين قيل هي تبوك التي غزاها النبي صلى الله عليه و سلم آخر غزواته وأهل تبوك
يقولون ذلك ويعرفونه ويقولون إن شعيبا عليه السلام أرسل إلى أهل تبوك ولم أجد هذا
في كتب التفسير بل يقولون الأيكة الغيضة الملتفة الأشجار والجمع أيك وإن المراد
بأصحاب الأيكة أهل مدين قلت ومدين وتبوك متجاورتان
إيلاق آخره قاف قال أبو علي إن حمل إيلاق لبعض بلدان الشاش على أنه عربي فالياء
التي بعد الهمزة يجوز أن تكون منقلبة عن الواو والهمزة والياء وهو مثل إعصار وليس
مثل إيعاد إلا أن تجعله سمي بالمصدر وإيلاق مدينة من بلاد الشاش المتصلة ببلاد
الترك على عشرة فراسخ من مدينة الشاش أنزه بلاد الله وأحسنها وهو عمل برأسه وكورته
مختلطة بكورة الشاش لا فرق بينهما وقصبتها تونكث وبإيلاق معدن الذهب والفضة في
جبالها ويتصل ظهر هذا الجبل بحدود فرغانة وقد نسب إليها قوم منهم أبو الربيع طاهر
بن عبد الله الإيلاقي الفقيه الشافعي كان إماما تفقه على أبي بكر عبد الله بن أحمد
القفال المروزي وأخذ الأصول عن أبي إسحاق الأسفراييني مات سنة 465 وله ست وتسعون
سنة وفي التحبير محمد بن داود بن أحمد بن رضوان الإيلاقي الخطيب أبو عبد الله من
إيلاق فرغانة أقام بمرو مدة وعلق الطريقة على الحسن بن مسعود الفراء ثم انتقل إلى نيسابور
وسكنها وعلق الخلاف
على محمد بن يحيى الجيزي وكان فقيها صالحا سمع الحديث الكثير من الفراوي وعبد
المنعم القشيري وزاهر الشحامي وطبقتهم ثم قدم علينا مرو وأقام عندي في المدرسة
العميدية إلى أن مات في ربيع الأول سنة 935 وإيلاق بليدة من نواحي نيسابور وإيلاق من
قرى بخارى
إيلان آخره نون موضع قرب مراكش بالمغرب من بلاد البربر ذكر في حروب عبد المومن ابن
علي
أيلة بالفتح مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام وقيل هي آخر الحجاز وأول
الشام واشتقاقها قد ذكر في اشتقاق إيلياء بعده قال أبوزيد أيلة مدينة صغيرة عامرة
بها زرع يسير وهي مدينة لليهود الذين حرم الله عليهم صيد السمك يوم السبت فخالفوا
فمسخوا قردة وخنازير وبها في يد اليهود عهد لرسول الله صلى الله عليه و سلم وقال
أبو المنذر سميت بأيلة بنت مدين بن إبراهيم عليه السلام وقال أبو عبيدة أيلة مدينة
بين الفسطاط ومكة على شاطىء بحر القلزم تعد في بلاد الشام وقدم يوحنة بن روبة على
النبي صلى الله عليه و سلم من أيلة وهو في تبوك فصالحه على الجزية وقرر على كل
حالم بأرضه في السنة دينارا فبلغ ذلك ثلاثمائة دينار واشترط عليهم قرى من مر بهم
من المسلمين وكتب لهم كتابا أن يحفظوا ويمنعوا فكان عمر بن عبد العزيز لا يزداد
على أهل أيلة عن الثلاثمائة دينار شيئا وقال أحيحة بن الجلاح يرثي ابنه ألا إن
عيني بالبكاء تهلل جزوع صبور كل ذلك يفعل فإن تعتريني بالنهار كآبة فليلي إذا أمسى
أمر وأطول فما هبرزي من دنانير أيلة بأيدي الوشاة ناصع يتأكل بأحسن منه يوم أصبح
غاديا ونفسني فيه الحمام المعجل الوشاة الضرابوان وناصع مشرق ويتآكل أي يأكل بعضه
بعضا من حسنه وقال محمد بن الحسن المهلبي من الفسطاط إلى جب عميرة ستة أميال ثم
إلى منزل يقال له عجرود وفيه بئر ملحة بعيدة الرشاء أربعون ميلا ثم إلى مدينة
القلزم خمسة وثلاثون ميلا ثم إلى ماء يعرف ببحر يومان ثم إلى مدينة القلزم خمسة
وثلاثون ميلا ثم إلى ماء يعرف بالكرسي فيه بئر رواء مرحلة ثم إلى رأس عقبة أيلة
مرحلة ثم إلى مدينة أيلة مرحلة قال ومدينة أيلة جليلة على لسان من البحر الملح
وبها مجتمع حج الفسطاط والشام وبها قوم يذكرون أنهم من موالي عثمان بن عفان ويقال
إن بها برد النبي صلى الله عليه و سلم وكان قد وهبه ليوحنة بن روبة لما سار إليه
إلى تبوك وخراج أيلة ووجوه الجبايات بها نحو ثلاثة آلاف دينار وأيلة في الإقليم
الثالث وعرضها ثلاثون درجة وينسب إلى أيلة جماعة من الرواة منهم يونس بن يزيد
الأيلي صاحب الزهري توفي بصعيد مصر سنة 251 وإسحاق بن إسماعيل بن عبد الأعلى بن
عبد الحميد بن يعقوب الأيلي روى عن سفيان بن عيينة وعن عبد المجيد بن عبد العزيز
بن رواد حدث عنه النسائي مات بأيلة سنة 852 وحسان بن أبان ابن عثمان أبو علي
الأيلي ولي قضاء دمياط وكان يفهم ما يحدث به وتوفي بها سنة 223 وأيلة أيضا
موضع برضوى وهو جبل
قال ابن حبيب أيلة من رضوى وهو جبل ينبع بين مكة والمدينة وهو غير المدينة
المذكورة هذا لفظه وأنشد غيره يقول من وحش أيلة موشي أكارعه والوحش لا ينسب إلى
المدن
وقال كثير رأيت وأصحابي بأيلة موهنا وقد غار نجم الفرقد المتصوب لعزة نارا ما تبوخ
كأنها إذا ما رمقناها من البعد كوكب تعجب أصحابي لها حين أوقدت وللمصطليها آخر
الليل أعجب إذا ما خبت من آخر الليل خبوة أعيد لها بالمندلي فتثقب ومما يدل على أن
أيلة جبل قول كثير أيضا ولو بذلت أم الوليد حديثها لعصم برضوى أصبحت تتقرب تهبطن
من أركان ضاس وأيلة إليها ولو أغرى بهن المكلب إيلياء بكسر أوله واللام وياء وألف
ممدودة اسم مدينة بيت المقدس قيل معناه بيت الله وحكى الحفصي فيه القصر وفيه لغة
ثالثة حذف الياء الأولى فيقال إلياء بسكون اللام والمد قال أبو علي وقد سمي البيت
المقدس إيلياء بقول الفرزدق وبيتان بيت الله نحن ولاته وقصر بأعلى إيلياء مشرف
فإيلياء الهمزة في أولها فاء لتكون بمنزلة الجربياء والكبرياء وتكون الكلمة ملحقة
بطرمساء وجلخطاء وهي الأرض الحزن والياء التي بعد الهمزة لا تخلو من أن تكون
منقلبة من الهمزة أو من الواو وقياس قول سيبويه أن تكون من الواو ولا تكون منقلبة
من الهمزة على هذا القول لأن الهمزتين إذا لم تجتمعا حيث يكثر التضعيف نحو شددت
ورددت فإن لم تجتمعا حيث يقل التضعيف أجدر ألا ترى أن باب ددن وكوكب من القلة بحيث
لا نسبة له إلى باب رددت ولم تجتمع الهمزتان فيه كما اجتمع سائر حروف الحلق في هذا
الباب في قلة مهاه والبعاع والبعة ولج وسج ونج وإن جعلتهما من الياء كأن من لفظة
قولهم في اسم البلد أيلة هذا إن كان فعلة وإن كان مثل ميتة أمكن أن تكون من الواو
ومما جاء على لفظة من ألفاظ العرب الإيل وهو فعل مثل الهيخ في الزنة وكون العين
ياء ومن بنائه الإمر ولد الضائن والقنف وقالوا للبراق الإلق وللقصير دنب ومجيء
البناء في الاسم والصفة يدل على قوته فإن قيل هل يجوز أن تكون إيليا إفعلاء فتكون
الهمزة ليست بأصل كما كانت أصلا في الوجه الأول فالقول في ذلك إنا لا نعلم هذا
الوزن جاء في شيء وإذا لم يجىء في شيء لم يسع حمل الكلمة عليه ولو جاء منه شيء
لأمكن أن تكون الياء الأولى منقلبة عن الواو أو منقلبة عن الهمزة كالإيمان ونحوه
ولم يجز أن يكون انقلابها عن الياء لأنه لم يجىء من نحو سلس في الياء إلا يديت
وأيديت وقيل إنما سميت إيلياء باسم بانيها وهو إيلياء بن إرم بن سام بن نوح عليه
السلام وهو أخو دمشق وحمص وأردن وفلسطين قال بعض الأعراب فلو أن طيرا كلفت مثل
سيره إلى واسط من إيلياء لكلت
سما بالمهارى من
فلسطين بعدما دنا الفيء من شمس النهار فولت فما غاب ذاك اليوم حتى أناخها بميسان
قد حلت عراها وكلت كأن قطاميا من الرحل طاويا إذا غمرة الظلماء عنه تجلت الأيم
بالفتح جبل أسود بحمى ضرية يناوح الأكوام وقيل جبل أسود في ديار بني عبس بالرمة
وأكنافها قال جامع بن عمرو بن مرخية تربعت الدارات دارات عسعس إلى أجلى أقصى مداها
فنيرها إلى عاقر الأكوام فالأيم فاللوى إلى ذي حسا روضا مجودا يصورها أين وهو يين
وقد ختم به هذا الكتاب وفي كتاب نصر أين قرية قرب إضم وبلاد جهينة بين مكة
والمدينة وهي إلى المدينة أقرب وهناك عيون وقيل أين مدينة في أقصى المغرب وقيل
بدله يين وهو موضع قريب من الحيرة
ايناون نونان وواو مفتوحة اسم واد
الإيواز بالكسر وآخره زاي جبل في أطراف نملى ونملى بالتحريك جبال في وسط ديار بني
قريط و الإيواز جبل لبني أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
الإيوان آخره نون وهو إيوان كسرى قال النحويون الهمزة في إيوان أصل غير زائدة ولو
كانت زائدة لوجب إدغام الياء في الواو وقلبها إلى الياء كما في أيام فلما ظهرت
الياء ولم تدغم دل على أن الياء عين وإن الفاء همزة وقلبت ياء لكسرة الفاء وكراهية
التضعيف كما قلبت في ديوان وقيراط وكما أن الدال والقاف فاءان والياءين عينان كذلك
التي في إيوان
وإيوان كسرى الذي بالمدائن مدائن كسرى زعموا أنه تعاون على بنائه عدة ملوك وهو من
أعظم الأبنية وأعلاها رأيته وقد بقي منه طاق الايوان حسب وهو مبني بآجر طول كل
آجرة نحو ذراع في عرض أقل من شبر وهو عظيم جدا قال حمزة بن الحسن قرأت في الكتاب
الذي نقله ابن المقفع أن الإيوان الباقي بالمدائن هو من بناء سابور ابن اردشير
فقال لي الموبذان موبذان أميد ابن أشوهست ليس الأمر كما زعم ابن المقفع فإن ذلك
الإيوان خربه المنصور أبو جعفر وهذا الباقي هو من بناء كسرى أبرويز
وقد حكي أن المنصور لما أراد بناء بغداد استشار خالد بن برمك في هدم الإيوان
وإدخال آلته في عمارة بغداد فقال له لا تفعل يا أمير المؤمنين فقال أبيت إلا
التعصب للفرس فقال ما الأمر كما ظن أمير المؤمنين ولكنه أثر عظيم يدل على أن ملة
ودينا وقوما أذهبوا ملك بانيه لدين وملك عظيم فلم يصغ إلى رأيه وأمر بهدمه فوجد
النفقة عليه أكثر من الفائدة بنقضه فتركه فقال خالد الآن أرى يا أمير المؤمنين أن
تهدمه لئلا يقال إنك عجزت عن خراب ما عمره غيرك ومعلوم ما بين الخراب والعمارة
فعلى قول الموبذان إنه خرب إيوان سابور بن أردشير وعلى قول غيره إنه لم يلتفت إلى
قوله أيضا وتركه
وما زلت أسمع أن كسرى لما أراد بناء إيوانه هذا أمر بشراء ما حوله من مساكن الناس
وإرغابهم بالثمن الوافر وإدخاله في الإيوان وأنه كان في جواره عجوز لها دويرة
صغيرة فأرادوها
على بيعة فامتنعت وقالت ما كنت لأبيع جوار الملك بالدنيا جميعها فاستحسن منها هذا الكلام وأمر ببناء الإيوان وترك دارها في موضعها منه وإحكام عمارتها ولما رأيت الإيوان رأيت في جانب منه قبة صغيرة محكمة العمارة يعرفها أهل تلك الناحية بقبة العجوز فعجبت من قوم كان هذا مذهبهم في العدل والرفق بالرعية كيف ذهبت دولتهم لولا النبوة التي شرفها الله تعالى وشرف بها عبادة وقال ابن الحاجب يذكر الإيوان يا من بناه بشاهق البنيان أنسيت صنع الدهر بالإيوان هذي المصانع والدساكر والبنا وقصور كسرانا أنو شروان كتب الليالي في ذراها أسطرا بيد البلى وأنامل الحدثان إن الحوادث والخطوب إذا سطت أودت بكل موثق الأركان قلت ومن أحسن ما قيل في الإيوان قول أبي عبادة البحتري حضرت رحلي الهموم فوجهت إلى أبيض المدائن عنسي أتسلى عن الحظوظ وآسى لمحل من آل ساسان درس ذكرتنيهم الخطوب التوالي ولقد تذكر الخطوب وتنسي وهم خافضون في ظل عال مشرف يحسر العيون ويخسي مغلق بابه على جبل القبق إلى دارتي خلاط ومكس حلل لم تكن كأطلال سعدى في قفار من البسابس ملس ومساع لولا المحاباة مني لم تطقها مسعاة عنس وعبس نقل الدهر عهدهن عن الجدة حتى غدون أنضاء لبس فكأن الجرماز من عدم الأنس وإخلاقه بنية رمس لو تراه علمت أن الليالي جعلت فيه مأتما بعد عرس وهو ينبيك عن عجائب قوم لا يشاب البيان فيهم بلبس فإذا ما رأيت صورة أنطا كية ارتعت بين روم وفرس وقد كان في الإيوان صورة كسرى أنو شروان وقيصر ملك أنطاكية وهو يحاصرها ويحارب أهلها والمنايا مواثل وأنو شر وان يزجي الصفوف تحت الدرفس في اخضرار من اللباس على أصفر يختال في صبيغة ورس وعراك الرجال بين يديه في خفوت منهم وإغماض جرس من مشيح يهوي بعامل رمح ومليح من السنان بترس تصف العين أنهم جد أحياء لهم بينهم إشارة خرس يغتلي فيهم ارتيابي حتى تتقراهم يداي بلمس
قد سقاني ولم يصرد أبو الغوث عل العسكرين شربة خلس من مدام تقولها هي نجم أضوء الليل أو مجاجة شمس وتراها إذا أجدت سرورا وارتياحا للشارب المتحسي أفرغت في الزجاج من كل قلب فهي محبوبة إلى كل نفس وتوهمت أن كسرى أبرويز معاطي والبلهبذ أسني حلم مطبق على الشك عيني أم أمان غيرن ظني وحدسي وكأن الإيوان من عجب الصنعة جوب في جنب أرعن جلس يتظنى من الكآبة أن يبدو لعيني مصبح أو ممس مزعجا بالفراق عن أنس إلف عز أو مرهقا بتطليق عرس عكست حظه الليالي وبات الم شتري فيه وهو كوكب نحس فهو يبدي تجلدا وعليه كلكل من كلاكل الدهر مرس لم يعبه أن بز من بسط الدي باج واستل من ستور الدمقس مشمخر تعلو له شرفات رفعت في رأوس رضوى وقدس لابسات من البياض فما تبصر منها إلا فلائل برس ليس يدرى أصنع إنس لجن سكنوه أم صنع جن لإنس غير أني أراه يشهد أن لم يك بانيه في الملوك بنكس فكأني أرى المراتب والقو م إذا ما بلغت آخر حسي وكأن الوفود ضاحين حسرى من وقوف خلف الزحام وخنس وكأن القيان وسط المقاصير يرجحن بين حو ولعس وكأن اللقاء أول من أمس ووشك الفراق أول أمس وكأن الذي يريد اتباعا طامع في لحوقهم صبح خمس عمرت للسرور دهرا فصارت للتعزي رباعهم والتأسي فلها أن أعينها بدموع موقفات على الصبابة حبس ذاك عندي وليست الدار داري باقتراب منها ولا الجنس جنسي غير نعمى لأهلها عند أهلي غرسوا من ذكائها خير غرس أيدوا ملكنا وشدوا قواه بكماة تحت السنور حمس وأعانوا على كتائب أريا ط بطعن على النحور ودعس وأراني من بعد أكلف بالأشراف طرا من كل سنخ وإس واجتاز
الملك العزيز جلال
الدولة البويهي على إيوان كسرى فكتب عليه بخطه من شعره يا أيها المغرور بالدنيا
اعتبر بديار كسرى فهي معتبر الورى غنيت زمانا بالملوك وأصبحت من بعد حادثة الزمان
كما ترى أيهات بوزن هيهات موضع
أيهب بالباء الموحدة موضع في بلاد بني أسد قليل الماء قال النابغة كأن قتودي
والنسوع جرى بها مصك يباري الجون جاب معقرب رعى الروض حتى نشت الغدر والتوت
بدجلاتها قيعان شرج وأيهب أيهم بالميم موضع في قول النابغة ألمم برسم الطلل الأقدم
بجانب السكران فالأيهم دار فتاة كنت ألهو بها في سالف الدهر عن الأخرم قال نصر
ولطيء الأيهم وهي أودية لبني موقع
أية بالفتح والتشديد من أعمال الري
ب باب الباء مع
الهمزة وما يليهما البئر مهموزة الوسط وهي الجب معروفة وجمعها بئار وأبآر وتقلب
فيقال آبار وحافرها بأر ويقال أبار وبأرت بئرا إذا حفرتها واشتقاق ذلك من بأرت
الشيء وابتأرته إذا خبأته وادخرته
قال الأموي ومنه قيل للحفرة البورة ويوم البئر من أيام العرب
بئر أرما بفتح الهمزة من أرما وسكون الراء وميم وألف مقصورة بئر على ثلاثة أميال
من المدينة عندها كانت غزاة ذات الرقاع
بئر أريس بفتح الهمزة وكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف وسين مهملة بئر بالمدينة
ثم بقبا مقابل مسجدها قال أحمد بن يحيى بن جابر نسبت إلى أريس رجل من المدينة من
اليهود عليها مال لعثمان بن عفان رضي الله عنه وفيها سقط خاتم النبي صلى الله عليه
و سلم من يد عثمان في السنة السادسة من خلافته واجتهد في استخراجه بكل ما وجد إليه
سبيلا فلم يوجد إلى هذه الغاية فاستدلوا بعدمه على حادث في الإسلام عظيم وقالوا إن
عثمان لما مال عن سيرة من كان قبله كان أول ما عوقب به ذهاب خاتم رسول الله صلى
الله عليه و سلم من يده وقد كان قبله في يد أبي بكر ثم في يد عمر ثم في يد عثمان
رضي الله عنهم
والأريس في لغة أهل الشام الفلاح وهو الأكار وجمعه أريسون وأرارسة وأرارس في الأصل
جمع أريس بتشديد الراء وأظنها لغة عبرانية وأحسب أن الرئيس مقدم القرية تعريبه
بئر الأسود قال محمد بن إسحاق الفاكهي في كتاب مكة بئر الأسود بمكة منسوبة إلى
الأسود بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي وهي في الأصل ثنية أم قردان
بئر ألية بلفظ ألية الشاة ذكرت في ألية
بئر أنا بفتح الهمزة وتشديد النون والقصر هكذا ذكره ابن إسحاق وقال عبد الملك بن
هشام النحوي إنما هو بئر أني بتشديد النون والياء قال ابن إسحاق لما أتى رسول الله
صلى الله عليه
وسلم بني قريظة نزل على بئر من آبارها وتلاحق به الناس
بئر بضاعة بالضم ويروى بالكسر في دار بني ساعدة وقد ذكرت في بضاعة
بئر بني بريمة بضم الباء الموحدة كأنه تصغير برمة وبنو بريمة من بني عبد الله بن
غطفان قرب معدن البئر بنجد
بئر جشم بضم الجيم وفتح الشين المعجمة بالمدينة
بئر جمل بالجيم بلفظ الجمل من الإبل موضع بالمدينة فيه مال من أموالها
بئر حاء بالحاء المهملة ويقال بيرحا بفتح الباء بغير همزة وبيرحاء بالمد وبيرحا
بفتح الباء والراء والقصر وبريحا بفتح الباء وكسر الراء وياء ساكنة وحاء مقصورة كل
ذلك قد روي في اسم هذا الموضع وهو أرض كانت لأبي طلحة بالمدينة قرب المسجد ويعرف
بقصر بني جديلة وسنذكره بمشيئة الله وعونه بوجوهه ورواته في آخر هذا الباب
بئر حصن منسوبة إلى حصن بن عوف بن معاوية الأكبر بن كليب كانت ببطن المروت طمها
بنو مرة بن حمان وفيها يقول جرير وفي بئر حصن أدركتنا حفيظة وقد رد فيها مرتين
حفيرها بئر الدريك كأنه تصغير الدرك بالمدينة قال قيس بن الخطيم كأنا وقد أجلوا
لنا عن نسائهم أسود لها في غيل بيشة أشبل ببئر الدريك فاستعدوا لمثلها وأصغوا لها
آذانكم وتأملوا وروى أبو عمرو ببئر الدريق
بئر ذروان بفتح الذال المعجمة وسكون الراء كذا يقوله رواة كتاب البخاري كافة وكذا
روي عن ابن الحذاء وفي كتاب الدعوات من كتاب البخاري هي بئر في منازل بني زريق
بالمدينة وقال الجرجاني ورواة مسلم كافة هي بئر ذي أروان وقال الأصيلي ذو أروان
موضع آخر على ساعة من المدينة وفيه بني مسجد الضرار وقال الأصمعي وبعضهم يخطىء
فيقول بئر ذروان والذي صححه ابن قتيبة ذو أرون بالتحريك
بئر رومة بضم الراء وسكون الواو وفتح الميم وهي في عقيق المدينة روي عن النبي صلى
الله عليه و سلم أنه قال نعم القليب قليب المزني وهي التي اشتراها عثمان بن عفان
فتصدق بها وروي عن موسى بن طلحة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال نعم
الحفير حفير المزني يعني رومة فلما سمع عثمان ذلك ابتاع نصفها بمائة بكرة وتصدق
بها على المسلمين فجعل الناس يستقون منها فلما رأى صاحبها أن قد امتنع منه ما كان
يصيب منها باعها من عثمان بشيء يسير فتصدق بها كلها وقال أبو عبد الله بن مندة
رومة الغفاري صاحب بئر رومة روى حديثه عبد الله ابن عمر بن أبان بن عبد الرحمن
المحاربي عن ابن مسعود عن أبي سلمة عن بشر بن بشير الأسلمي عن أبيه قال لما قدم
المهاجرون المدينة استنكروا الماء وكان لرجل من بني غفار بئر يقال لها رومة وكان
يبيع منها القربة بالمد فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم=
ج2. [ معجم البلدان - ياقوت الحموي ]
بعنيها بعين في
الجنة فقال يا رسول الله ليس لي ولعيالي غيرها لا استطيع ذلك فبلغ ذلك عثمان
فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم الحديث كذا قال رومة الغفاري ثم قال عين يقال لها
رومة وقال مصعب بن عبد الله الزبيري يذكر رومة ويتشوقها وهو بالعراق أقول لثابت
والعين تهمي دموعا ما أنهنهها انحدارا أعرني نطرة بقرى دجيل تحايلها ظلاما أو
نهارا فقال أرى برومة أو بسلع منازلها معطلة قفارا وقال أهل السير لما قدم تبع
المدينة وكان منزله بقباء واحتفر البئر التي يقال لها بئر الملك وبه سميت فاحتوى
ماءها فدخلت عليه امرأة من بني زريق يقال لها فاكهة فشكا إليها وباء بئره فانطلقت
واستقت له من ماء رومة ثم جاءته به فشربه فأعجبه فقال لها زيدي فكانت تصير إليه
مقامه بالماء من رومة فلما ارتحل قال لها يا فاكهة ما معنا من الصفراء ولا البيضاء
شيء ولكن ما تركنا من أزوادنا ومتاعنا فهو لك فلما سار نقلت جميع ذلك فيقال إنها
وأولادها أكثر بني زريق مالا حتى جاء الإسلام وقال عبد الله بن الزبير الأسدي يرثي
يعقوب بن طلحة بن عبيد الله ومن قتل معه بالحرة لعمري لقد جاء الكروس كاظما على
خبر للمسلمين وجيع شباب ليعقوب بن طلحة أقفرت منازلهم من رومة وبقيع بئر رئاب
بالمدينة قال الشاعر أسل عمن سلا وصالك عمدا وتصابى وما به من تصاب ثم لا تنسها
على ذاك حتى يسكن الحي عند بئر رئاب بئر الشعوبي بفتح الشين المعجمة والشعوب قرية
من نواحي اليمن في مخلاف سنحان
بئر شوذب الذال معجمة مفتوحة والباء موحدة بئر بمكة تنسب إلى مولى معاوية بن أبي
سفيان يقال له شوذب
وقد دخلت في المسجد ويقال إن شوذب كان مولى لطارق بن علقمة بن عريج ابن جذيمة بن
مالك بن سعد بن عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة ويقال بل كان مولى لنافع ابن
علقمة بن صفوان بن أمية بن محرث بن جمل بن شق الكناني خال مروان بن الحكم بن أبي
العاص
بئر عائشة بالمدينة منسوبة إلى عائشة بن نمير ابن واقف رجل من الأوس وليس هو اسم
امرأة عن أحمد بن يحيى بن جابر
بئر عروة بعقيق المدينة تنسب إلى عروة بن الزبير ابن العوام رضي الله عنه قال علي
بن الجهم هذا العقيق فعد أيدي العيس من غلوائها وإذا أطفت ببئر عر وة فاسقني من
مائها إنا وعيشك ما ذمم نا العيش في أفنائها قال الزبير بن بكار كان من يخرج من
مكة وغيرها
إذا مر بالعقيق
تزود من ماء بئر عروة وكانوا يهدونه إلى أهاليهم ويشربونه في منازلهم قال الزبير
ورأيت أبي يأمر به فيغلى ثم يجعله في القوارير ويهديه إلى الرشيد وهو بالرقة قال
السري بن عبد الرحمن الأنصاري كفنوني إن مت في درع أروى واجعلوا لي من بئر عروة
مائي سخنة في الشتاء باردة الصي ف سراج في الليلة الظلماء بئر عكرمة بمكة تنسب إلى
عكرمة بن خالد ابن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
بئر عمرو بمكة منسوبة إلى عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي وإليه
أيضا ينسب شعب عمرو بمكة
بئر أبي عنبة بلفظ واحدة العنب بئر بينها وبين مدينة رسول الله صلى الله عليه و
سلم مقدار ميل وهناك اعترض رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه عند مسيره إلى
بدر وفي حديث لقد ربيته حتى سقاني من بئر أبي عنبة أو لفظ هذا معناه وقد جاء ذكره
في غير حديث
بئر غدق بالتحريك أوله غين معجمة وآخره قاف غدقت العين والبشر فهي غدقة أي عذبة
وماء غدق أي عذب وهي بئر بالمدينة وعندها أطم البلويين الذي يقال له القاع
بئر مرق بفتح الميم وسكون الراء وقاف ويروى بفتح الراء بئر بالمدينة ذكرها في حديث
الهجرة
بئر مطلب بضم الميم وفتح الطاء وكسر اللام قال أحمد بن يحيى بن جابر بئر المطلب
على طريق العراق وهي منسوبة إلى المطلب بن عبد الله بن حنظب بن الحارث بن عبيد بن
عمر بن مخزوم هكذا يقول النسابون حنظب بضم الحاء المهملة والظاء المعجمة والمحدثون
يفتحون الحاء ويهملون الطاء والحنطب الذكر من الجدي والحنظب لا أدري ما هو قيل قدم
صخر بن الجعد الخضري المحاربي إلى المدينة فأتى تاجرا يقال له سيار فابتاع منه بزا
وعطرا وقال له تأتيني غدوة فأقضيك وركب من تحت ليلته وخرج إلى البادية فلما أصبح سيار
سأل عنه فعرف خبره فركب في جماعة من أصحابه في طلبه حتى أتوا بئر مطلب وهي على
سبعة أميال من المدينة وقد جهدوا من الحر فنزلوا عليها وأكلوا تمرا كان معهم
وأراحوا دوابهم وسقوها حتى إذا أراحوا انصرفوا راجعين وبلغ الخبر صخرا فقال أهون
علي بسيار وصفوته إذا جعلت صرارا دون سيار إن القضاء سيأتي بعده زمن فاطو الصحيفة
واحفظها من الفار يسائل الناس هل أحسستم أحدا محاربيا أتى من دون أظفار وما جلبت
إليهم غير راحلة وغير قوس وسيف جفنه عار
وما أريتهم إلا
ليدفعهم عني ويخرجني نقضي وإمراري حتى استغاثوا بألوى بئر مطلب وقد تحرق منهم كل
تمار وقال أولهم نصحا لآخرهم ألا ارجعوا واتركوا الأعراب في النار بئر معاوية بين
عسفان ومكة منسوبة إلى أبي عبيد الله معاوية بن عبد الله وزير المهدي كان المهدي
أقطعه هذا الموضع فيما أقطعه لما استوزره فسميت به
بئر معونة بالنون قال ابن إسحاق بئر معونة بين أرض بني عامر وحرة بني سليم وقال
كلا البلدين منها قريب إلا أنها إلى حرة بني سليم أقرب وقيل بئر معونة بين جبال
يقال لها أبلى في طريق المصعد من المدينة إلى مكة وهي لبني سليم قاله عرام
وقال أبو عبيدة في كتاب مقاتل الفرسان بئر معونة ماء لبني عامر بن صعصعة وقال
الواقدي بئر معونة في أرض بني سليم وأرض بني كلاب وعندها كانت قصة الرجيع والله
أعلم
بئر الملك بالمدينة منسوبة إلى تبع وقد ذكرت في بئر رومة
بئر أبي موسى هو الأشعري قال أبو عبد الله محمد ابن إسحاق الفاكهي في كتاب مكة من
تصنيفه شلقان وكيل بغا مولى المتوكل هو الذي بنى بئر أبي موسى الأشعري كانت مدكوكة
وهي قائمة إلى اليوم على باب شعب أبي دب بالحجون
بئر ميمون بمكة منسوبة إلى ميمون بن خالد بن عامر بن الحضرمي كذا وجدته بخط الحافظ
أبي الفضل بن ناصر على ظهر كتاب ووجدت في موضع آخر أن ميمونا صاحب البئر وهو أخو العلاء
بن الحضرمي والي البحرين حفرها بأعلى مكة في الجاهلية وعندها قبر أبي جعفر المنصور
وكان ميمون حليفا لحرب بن أمية بن عبد شمس واسم الحضرمي عبد الله بن عماد قال
الشاعر تأمل خليلي هل ترى قصر صالح وهل تعرف الأطلال من شعب واضح إلى بئر ميمون
إلى العيرة التي بها ازدحم الحجاج بين الأباطح بئر يقظان بالظاء المعجمة أوله ياء
ماء لبني نمير وأكثرها ما يقال لها البئر غير مضافة قال أبو زياد وكان يقظان قد
أهتر أي ذهب عقله
باب الباء والألف وما يليهما
با أيوب هو تخفيف أبي أيوب هكذا جاء قرية كبيرة بين قرميسين وهمذان عن يمين الطريق
للقاصد من بغداد إلى همذان منسوب فيما قيل إلى رجل من جرهم يقال له أبو أيوب وكانت
بها أبنية نقضت وتعرف هذه القرية بالدكان وبالقرب منها بحيرة صغيرة في رأي العين
يقال إنه غرق فيها بعض الملوك فبذلت أمه لمن يخرجه الرغائب فلما أعياها إخراجه
عزمت على طمها فحشرت الناس وجاؤوا بالتراب وألقوه فيها فلم يؤثر شيئا فأيست من ذلك
فجاءت أخيرا بحملة من التراب واحدة فأمرت بصبها على شفير البحيرة فكانت تلا عظيما
فهو إلى الآن باق وأرادت أن تعرف الناس أنها لم تعجز عن شيء ممكن وماء هذه البحيرة
يصب في واد حياض تحتها
بابان باءان وألف
ونون بأي بابان محلة بأسفل مرو ينسب إليها أبو سعيد عبدة بن عبد الرحيم ابن حبان
الباباني المروزي سمع الكثير وسافر إلى الشام والعراق ومصر ومات بدمشق سنة 442
الباب ويعرف بباب بزاعة بليدة في طرف وادي بطنان من أعمال حلب بينها وبين منبج نحو
ميلين وإلى حلب عشرة أميال وهي ذات أسواق يعمل فيها كرباس كثير ويحمل إلى مصر
ودمشق وينسب إليها
باب جبل قرب هجر من أرض البحرين
و باب أيضا من قرى بخارى حدث من أهلها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إسحاق الأسدي
البابي روى عنه خلف الخيام ونسبه قاله ابن طاهر وقال أبو سعد بابة بالهاء وستذكر
إن شاء الله تعالى
باب الأبواب ويقال له الباب غير مضاف والباب والأبواب وهو الدربند دربند شروان قال
الإصطخري وأما باب الأبواب فإنها مدينة ربما أصاب ماء البحر حائطها وفي وسطها مرسى
السفن وهذا المرسى من البحر قد بني على حافتي البحر سدين وجعل المدخل ملتويا وعلى
هذا الفم سلسلة ممدودة فلا مخرج للمركب ولا مدخل إلا بإذن وهذان السدان من صخر
ورصاص وباب الأبواب على بحر طبرستان وهو بحر الخزر وهي مدينة تكون أكبر من أردبيل
نحو ميلين في ميلين ولهم زروع كثيرة وثمار قليلة إلا ما يحمل إليهم من النواحي
وعلى المدينة سور من الحجارة ممتد من الجبل طولا في غير ذي عرض لا مسلك على جبلها
إلى بلاد المسلمين لدروس الطرق وصعوبة المسالك من بلاد الكفر إلى بلاد المسلمين
ومع طول السور فقد مد قطعة من السور في البحر شبه أنف طولاني ليمنع من تقارب السفن
من السور وهي محكمة البناء موثقة الأساس من بناء أنو شروان وهي أحد الثغور الجليلة
العظيمة لأنها كثيرة الأعداء الذين حفوا بها من أمم شتى وألسنة مختلفة وعدد كثير
وإلى جنبها جبل عظيم يعرف بالذئب يجمع في رأسه في كل عام حطب كثير ليشعلوا فيه
النار إن احتاجوا إليه ينذرون أهل أذربيجان وأران وأرمينية بالعدو إن دهمهم وقيل
إن في أعلى جبلها الممتد المتصل بباب الأبواب نيفا وسعبين أمة لكل أمة لغة لا
يعرفها مجاورهم وكانت الأكاسرة كثيرة الاهتمام بهذا الثغر لا يفترون عن النظر في
مصالحه لعظم خطره وشدة خوفه وأقيمت لهذا المكان حفظة من ناقلة البلدان وأهل الثقة
عندهم لحفظه وأطلق لهم عمارة ما قدروا عليه بلا كلفة للسلطان ولا مؤامرة فيه ولا
مراجعة حرصا على صيانته من أصناف الترك والكفر والأعداء فممن رتبوا هناك من الحفظة
أمة يقال لهم طبرسران وأمة إلى جنبهم تعرف بفيلان وأمة يعرفون باللكز كثير عددهم
عظيمة شوكتهم والليران وشروان وغيرهم وجعل لكل صنف من هؤلاء مركز يحفظه وهم أولو
عدد وشدة رجالة وفرسان وباب الأبواب فرضة لذلك البحر يجتمع إليه الخزر والسرير
وشنذان وخيزان وكرج ورقلان وزريكران وغميك هذه من جهة شماليها ويجتمع إليه أيضا من
جرجان وطبرستان والديلم والجبل وقد يقع بها شغل ثياب كتان وليس بأران وأرمينية
وأذربيجان كتان إلا بها وبرساتيقها وبها زعفران ويقع بها من الرقيق من كل نوع
وبجنبها مما يلي بلاد الإسلام رستاق يقال له مسقط ويليه بلد اللكز
وهم أمم كثيرة ذوو
خلق وأجسام وضياع عامرة وكور مأهولة فيها أحرار يعرفون بالخماشرة وفوقهم الملوك
ودونهم المشاق وبينهم وبين باب الأبواب بلد طبرسران شاه وهم بهذه الصفة من البأس
والشدة والعمارة الكثيرة إلا أن اللكز أكثر عددا وأوسع بلدا وفوق ذلك فيلان وليس
بكورة كبيرة وعلى ساحل هذا البحر دون المسقط مدينة الشابران صغيرة حصينة كثيرة الرساتيق
وأما المسافات فمن إتل مدينة الخزر إلى باب الأبواب اثنا عشر يوما ومن سمندر إلى
باب الأبواب أربعة أيام وبين مملكة السرير إلى باب الأبواب ثلاثة أيام وقال أبو
بكر أحمد بن محمد الهمداني وباب الأبواب أفواه شعاب في جبل القبق فيها حصون كثيرة
منها باب صول وباب اللان وباب الشابران وباب لازقة وباب بارقة وباب سمسجن وباب
صاحب السرير وباب فيلانشاه وباب طارونان وباب طبرسران شاه وباب إيران شاه وكان
السبب في بناء باب الأبواب على ما حدث به أبو العباس الطوسي قال هاجت الخزر مرة في
أيام المنصور فقال لنا أتدرون كيف كان بناء أنو شروان الحائط الذي يقال له الباب
قلنا لا قال كانت الخزر تغير في سلطان فارس حتى تبلغ همذان والموصل فلما ملك
أنوشروان بعث إلى ملكهم فخطب إليه ابنته على أن يزوجه إياها ويعطيه هو أيضا ابنته
ويتوادعا ثم يتفرغا لأعدائهما فلما أجابه إلى ذلك عمد أنوشروان إلى جارية من
جواريه نفيسة فوجه بها إلى ملك الخزر على أنها ابنته وحمل معها ما يحمل مع بنات
الملوك وأهدى خاقان إلى أنوشروان ابنته فلما وصل إليه كتب إلى ملك الخزر لو
التقينا فأوجبنا المودة بيننا فأجابه إلى ذلك وواعده إلى موضع سماه ثم التقيا
فأقاما أياما ثم إن أنوشروان أمر قائدا من قواده أن يختار ثلاثمائة رجل من أشداء
أصحابه فإذا هدأت العيون أغار في عسكر الخزر فحرق وعقر ورجع إلى العسكر في خفاء
ففعل فلما أصبح بعث إليه خاقان ما هذا بيت عسكري البارحة فبعث إليه أنوشروان لم
توت من قبلنا فابحث وانظر ففعل فلم يقف على شيء ثم أمهله أياما وعاد لمثلها حتى
فعل ثلاث مرات وفي كلها يعتذر ويسأله البحث فيبحث فلا يقف على شيء فلما أثقل ذلك
على خاقان دعا قائدا من قواده وأمره بمثل ما أمر به أنوشروان فلما فعل أرسل إليه
أنوشروان
ما هذا استبيح عسكري الليلة وفعل بي وصنع فأرسل إليه خاقان ما أسرع ما ضجرت قد فعل
هذا بعسكري ثلاث مرات وإنما فعل بك أنت مرة واحدة
فبعث إليه أنوشروان هذا عمل قوم يريدون أن يفسدوا فيما بيننا وعندي رأي لو قبلته
رأيت ما تحب قال وما هو قال تدعني أن أبني حائطا بيني وبينك وأجعل عليه بابا فلا
يدخل بلدك إلا من تحب ولا يدخل بلدي إلا من أحب فأجابه إلى ذلك وانصرف خاقان إلى
مملكته وأقام أنوشروان يبني الحائط بالصخر والرصاص وجعل عرضه ثلاثمائة ذراع وعلاه
حتى ألحقه برؤوس الجبال ثم قاده في البحر فيقال إنه نفخ الزقاق وبنى عليها فأقبلت
تنزل والبناء يصعد حتى استقرت الزقاق على الأرض ثم رفع البناء حتى استوى مع الذي
على الأرض في عرضه وارتفاعه وجعل عليه بابا من حديد ووكل به مائة رجل يحرسونه بعد
أن كان يحتاج إلى مائة ألف رجل ثم نصب سريره على الفند الذي صنعه على البحر وسجد
مسرورا بما هيأه الله على يده ثم
استلقى على ظهره
وقال الآن حين استرحت قال ووصف بعضهم هذا السد الذي بناه أنوشروان فقال إنه جعل
طرفا منه في البحر فأحكمه إلى حيث لا يتهيأ سلوكه وهو مبني بالحجارة المنقورة
المربعة المهندمة لا يقل أصغرها خمسون رجلا وقد أحكمت بالمسامير والرصاص وجعل في
هذه السبعة فراسخ سبعة مسالك على كل مسلك مدينة ورتب فيها قوم من المقاتلة من
الفرس يقال لهم الانشاستكين وكان على أرمينية وظائف رجال لحراسة ذلك السور مقدار
ما يسير عليه عشرون رجلا بخيلهم لا يتزاحمون
وذكر أن بمدينة الباب على باب الجهاد فوق الحائط أسطوانتين من حجر على كل أسطوانة
تمثال أسد من حجارة بيض وأسفل منهما حجرين على كل حجر تمثال لبوتين وبقرب الباب
صورة رجل من حجر وبين رجليه صورة ثعلب في فمه عنقود عنب وإلى جانب المدينة صهريج
معقود له درجة ينزل إلى الصهريج منها إذا قل ماؤه وعلى جنبي الدرجة أيضا صورتا أسد
من حجارة يقولون إنهما طلسمان للسور
وأما حديثها أيام الفتوح فإن سلمان بن ربيعة الباهلي غزاها في أيام عمر بن الخطاب
رضي الله عنه وتجاوز الحصنين وبلنجر ولقيه خاقان ملك الخزر في جيشه خلف نهر بلنجر
فاستشهد سلمان بن ربيعة وأصحابه وكانوا أربعة آلاف فقال عبد الرحمن ابن جمانة
الباهلي يذكر سلمان بن ربيعة وقتيبة بن مسلم الباهليين يفتخر بهما وإن لنا قبرين
قبر بلنجر وقبر بصين استان يا لك من قبر فهذا الذي بالصين عمت فتوحه وهذا الذي
يسقى به سبل القطر يريد أن الترك أو الخزر لما قتلوا سلمان بن ربيعة وأصحابه كانوا
يبصرون في كل ليلة نورا عظيما على موضع مصارعهم فيقال إنهم دفنوهم وأخذوا سلمان بن
ربيعة وجعلوه في تابوت وسيروه إلى بيت عبادتهم فإذا أجدبوا أو أقحطوا أخرجوا
التابوت وكشفوا عنه فيسقون
ووجدت في موضع آخر أن أبا موسى الأشعري لما فرغ من غزو أصبهان في أيام عمر ابن
الخطاب في سنة 91 أنفذ سراقة بن عمرو وكان يدعى ذا النون إلى الباب وجعل في مقدمته
عبد الرحمن بن ربيعة وكان أيضا يدعى ذا النون وسار في عسكره إلى الباب ففتحه بعد
حروب جرت فقال سراقة بن عمرو في ذلك ومن يك سائلا عني فإني بأرض لا يواتيها القرار
بباب الترك ذي الأبواب دار لها في كل ناحية مغار نذود جموعهم عما حوينا ونقتلهم إذا
باح السرار سددنا كل فرج كان فيها مكابرة إذا سطع الغبار وألحمنا الجبال جبال قبج
وجاور دورهم منا ديار وبادرنا العدو بكل فج نناهبهم وقد طار الشرار على خيل تعادى
كل يوم عتادا ليس يتبعها المهار وقال نصيب يذكر الباب ولا أدري أي باب أراد ذكرت
مقامي ليلة الباب قابضا على كف حوراء المدامع كالبدر
وكدت ولم أملك إليك
صبابة أطير وفاض الدمع مني على نحري ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة كليلتنا حتى أرى
وضح الفجر أجود عليها بالحديث وتارة تجود علينا بالرضاب من الثغر فليت إلهي قد قضى
ذاك مرة فيعلم ربي عند ذلك ما سكري وينسب إلى باب الأبواب جماعة منهم زهير بن نعيم
البابي وإبراهيم بن جعفر البابي قال عبد الغني ابن سعيد كان يفيد بمصر وقد أدركته
وأظنهما يعني زهيرا وإبراهيم ينسبان إلى باب الأبواب وهي مدينة دربند والحسن بن
إبراهيم البابي حدث عن حميد الطويل عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم تختموا
بالعقيق فإنه ينفي الفقر روى عنه عيسى بن محمد بن محمد البغدادي وهلال بن العلاء
البابي روى عنه أبو نعيم الحافظ
وفي الفيصل زهير بن محمد البابي ومحمد بن هشام بن الوليد بن عبد الحميد أبو الحسن
المعروف بابن أبي عمران البابي روى عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج الكندي روى
عنه مسعر بن علي البرذعي وحبيب بن فهد ابن عبد العزيز أبو الحسن البابي حدث عن
محمد بن دوستي عن سليمان الأصبهاني عن بختويه عن عاصم بن إسماعيل عن عاصم الأحول
حدث عنه أبو بكر الإسماعيلي وذكر أنه سمع قبل السبعين ومائتين على باب محمد بن أبي
عمران المقابري ومحمد بن أبي عمران البابي الثقفي واسم أبي عمران هشام أصله من باب
الأبواب نزل ببرذعة روى عن إبراهيم بن مسلم الخوارزمي
باب البريد بفتح الباء الموحدة وكسر الراء بلفظ البريد وهو الرسول اسم لأحد أبواب
جامع دمشق وهو من أنزه المواضع وقد أكثرت الشعراء من ذكره ووصفه والتشوق إليه فمن
ذلك قول علي بن رضوان الساعاتي شارع عصري ألمت سليمى والنسيم عليل فخيل لي أن
الشمال شمول كأن الخزامي صفقت منه قرقفا فللسكر أعناق المطي تميل تلاقت جفون ما
تلاقى قصيرة وليل مشوق بالغرام طويل شديد إلى باب البريد حنينه وليس إلى باب
البريد سبيل ديار فأما ماأها فمصفق زلال وأما ظلها فظليل نحلت وما قولي نحلت تعجبا
هل الحب إلا لوعة ونحول باب التبن بلفظ التبن الذي تأكله الدواب اسم محلة كبيرة
كانت ببغداد على الخندق بإزاء قطيعة أم جعفر وهي الآن خراب صحراء يزرع فيها وبها
قبر عبد الله بن أحمد بن حنبل رضي الله عنه دفن هناك بوصية منه وذاك أنه قال قد صح
عندي أن بالقطيعة نبيا مدفونا ولأن أكون في جوار نبي أحب إلي من أن أكون في جوار
أبي وبلصق هذا الموضع مقابر قريش التي فيها قبر موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن
محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب
رضي الله عنهم ويعرف قبره بمشهد باب التبن مضاف إلى هذا الموضع وهو الآن محلة
عامرة ذات سور
مفردة
باب توماء بضم التاء أحد أبواب مدينة دمشق لما حاصر المسلمون دمشق في أيام أبي بكر
رضي الله عنه نزل أبو عبيدة من قبل باب الجابية ونزل خالد بن الوليد بدير يقال له
دير خالد بالجانب الشرقي ونزل يزيد بن أبي سفيان بباب توماء فقال عبد الرحمن ابن
أبي سرح وكان من أصحاب يزيد بن أبي سفيان ألا ابلغ أبا سفيان عنا بأننا على خير
حال كان جيش يكونها وأنا على باب لتوماء نرتمي وقد حان من باب لتوما حيونها باب
الجنان جمع جنة وهي البستان باب من أبواب مدينة الرقة وباب من أبواب مدينة حلب
ذكره عيسى بن سعدان الحلبي فلذلك ذكرناه فقال يا لبرق كلما لاح على حلب مثلها نصب
عياني بات كالمذبوب في شاطي قويق ناشر الطرة مسحوب الجران كلما مرت به ناسمة موهنا
جن على باب الجنان ليت شعري من ترى أرسله أنسيم البان إم رفع الدخان باب الحجرة
بضم الحاء موضع بدار الخلافة المعظمة ببغداد حرسها الله تعالى وهي دار عظيمة الشأن
عجيبة البنيان فيها يخلع على الوزراء وإليها يحضرون من أيام الموسم للهناء وأول من
أنشأها الإمام المسترشد بالله أبو منصور الفضل ابن الإمام المستظهر بالله
باب حرب يذكر في الحربية إن شاء الله تعالى وهو حرب بن عبد الملك أحد قواد أبي
جعفر المنصور وفي مقبرة باب حرب أحمد بن حنبل وبشر الحافي وأبو بكر الخطيب ومن لا
يحصى من العلماء والعباد والصالحين وأعلام المسلمين
باب الخاصة كان أحد أبواب دار الخلافة المعظمة ببغداد أحدثه الطائع لله تجاه دار
الفيل وباب كلواذا واتخذ عليه منظرة تشرف على دار الفيل وبراح واسع واتفق أن كان
الطائع يوما في هذه المنظرة فجوزت عليه جنازة أبي بكر عبد العزيز بن جعفر الزاهد
المعروف بغلام الخلال فرأى الطائع منها ما أعجبه فتقدم بدفنه في ذلك البراح الذي
تجاه المنظرة وجعل دار الفيل وقفا عليه ووسع به في تلك المقبرة وهي الآن على ذلك
إلا أن هذا الباب لا أثر له اليوم ويتلو هذا الباب من دار الخلافة باب المراتب
ولهذا الأبواب ذكر في التواريخ
باب دستان بفتح الدال والسين مهملة والتاء فوقها نقطتان موضع معروف بسمرقند ينسب
إليه أبو الحسن علي بن الحسن بن نصر بن خراسان بن عبد الله البابدستاني فقيه حنفي
فاضل ثقة توفي بسمرقند في صفر سنة 368
بابرتي بفتح الباء الثانية وسكون الراء والتاء فوقها نقطتان مقصورة قرية من أعمال
دجيل بغداد ينسب إليها أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحسن بن أبي الأصابع
الحربي البابرتي ولد بقرية بابرتي ونشأ بالحربية من بغداد ذكره أبو سعد في شيوخه
بابرت بكسر الباء الثانية قرية كبيرة ومدينة حسنة من نواحي أرزن الروم من نواحي
أرمينية خبرني بها رجل من أهلها فقيه
بابسير بفتح الباء
الثانية وكسر السين المهملة وياء ساكنة وراء بلدة من نواحي الأهواز منها أبو الحسن
علي بن بحر بن بري البابسيري روى عن ابن عيينة توفي سنة 432 قال أبو سعد عقيب هذا
البابسيري نسبة إلى بابسير وهي قرية من قرى واسط وقيل من قرى الأهواز منها أبو بكر
محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البابسيري ومحمد بن كامل البابسيري روى عنه الحسن بن
علي ابن محمود بن شيرويه القاضي الشيرازي
باب الشام محلة كانت بالجانب الغربي من بغداد منها أبو عبد الله محمد بن إبراهيم
بن كثير الصيرفي البابشامي روى عن أبي نواس الشاعر
بابش بكسر الباء والشين معجمة من قرى بخارى من ظن أبي سعد ينسب إليها أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن عبد الله بن جدير البابشي مات سنة 303
باب الشعير محلة ببغداد فوق مدينة المنصور قالوا كانت ترفأ إليها سفن الموصل
والبصرة والمحلة التي ببغداد اليوم وتعرف بباب الشعير وهي بعيدة من دجلة بينها
وبين دجلة خراب كثير والحريم وسوق المارستان وقد نسب إليها بعض الرواة
باب شورستان بضم الشين المعجمة وسكون الواو وكسر الراء محلة بمرو
بابشير الباء الثانية ساكنة والشين مكسورة وياء ساكنة وراء قرية على مقدار فرسخ من
مرو منها إبراهيم بن أحمد بن علي البابشيري مات سنة 036
باب الطاق محلة كبيرة ببغداد بالجانب الشرقي تعرف بطاق أسماء وقد ذكرت في موضعها
واجتاز عبد الله بن طاهر بها فرأى قمرية تنوح فأمر بشرائها وإطلاقها فامتنع صاحبها
أن يبيعها بأقل من خمسمائة درهم فاشتراها بذلك وأطلقها وأنشد يقول ناحت مطوقة بباب
الطاق فجرت سوابق دمعي المهراق كانت تغرد بالأراك وربما كانت تغرد في فروع الساق
فرمى الفراق بها العراق فأصبحت بعد الأراك تنوح في الأسواق فجعت بأفرخها فأسبل
دمعها إن الدموع تبوح بالمشتاق تعس الفراق وبت حبل وتينه وسقاه من سم الأساود ساق
ماذا أراد بقصده قمرية لم تدر ما بغداد في الآفاق بي مثل ما بك يا حمامة فاسألي من
فك أسرك أن يحل وثاقي وقد روي أن صاحب القصة في إطلاق القمرية هو اليمان بن أبي
اليمان البندنيجي الشاعر الضرير مصنف كتاب التفقيه وقد ذكرته في كتاب معجم الأدباء
بابغيش الغين معجمة وياء ساكنة والشين معجمة ناحية بين أذربيجان وأردبيل يمر بها
الزاب الأعلى
بابقران بفتح القاف والراء وألف ونون من قرى مرو منها أبو الحسن أحمد بن محمد بن
عيسى البابقراني سمع بالعراق الحسين بن إسماعيل المحاملي
باب كس بكسر الكاف والسين مهملة محلة كبيرة بسمرقند يقال لها بالفارسية دروازه كش
ينسب إليها أبو
إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر ابن داود الزاهد البابكسي السمرقندي توفي في
رمضان سنة 752
باب كوشك بضم الكاف وسكون الواو والشين وكاف أخرى محلة كبيرة بأصبهان ينسب إليها
أحمد بن إبراهيم البابكوشي توفي في سنة 872
بابلا بكسر الباء وتشديد اللام مقصور قرية كبيرة بظاهر حلب بينهما نحو ميل وهي
عامرة آهلة في أيامنا هذه وقد ذكرها البحتري فقال أقام كل ملث الودق رجاس على ديار
بعلو الشام أدراس فيها لعلوة مصطاف ومرتبع من بانقوسا وبابلا وبطياس منازل أنكرتنا
بعد معرفة وأوحشت من هوانا بعد إيناس وقال الوزير أبو القاسم بن المغربي حن قلبي
إلى معالم بابل لا حنين المولة المشعوف مطلب اللهو والهوى وكناس ال خرد العين
والظباء الهيف حيث شطا قويق مسرح طرفي والأسامي موانسي وأليفي ليس من لم يسل حنينا
إلى الأو طان أن شتت النوى بظريف ذاك من شيمة الكرام ومن عه د الوفاء المحبب
الموصوف باب لت بضم اللام وتشديد التاء المثناة قرية بالجزيرة بين حران والرقة
ينسب إليها أبو سعيد يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي مولى بني أمية وأصله من
الري وهو ابن امرأة الأوزاعي سكن حران وحدث عن الأوزاعي وابن أبي مريم ومالك ابن
أنس وجماعة كثيرة ومات فيما ذكره القاضي أبو بكر بن كامل سنة 812 وهو ابن تسعين
سنة
بابل بكسر الباء اسم ناحية منها الكوفة والحلة ينسب إليها السحر والخمر قال الأخفش
لا ينصرف لتأنيثه وذلك أن اسم كل شيء مؤنث إذا كان علما وكان على أكثر من ثلاثة
أحرف فإنه لا ينصرف في المعرفة وقد ذكرت فيما يأتي في ترجمة بابليون معنى بابل عند
أهل الكتاب وقال المفسرون في قوله تعالى وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت
قيل بابل العراق وقيل بابل دنباوند وقال أبو الحسن بابل الكوفة وقال أبو معشر
الكلدانيون هم الذين كانوا ينزلون بابل في الزمن الأول ويقال إن أول من سكنها نوح
عليه السلام وهو أول من عمرها وكان قد نزلها بعقب الطوفان فسار هو ومن خرج معه من
السفينة إليها لطلب الدفء فأقاموا بها وتناسلوا فيها وكثروا من بعد نوح وملكوا
عليهم ملوكا وابتنوا بها المدائن واتصلت مساكنهم بدجلة والفرات إلى أن بلغوا من
دجلة إلى أسفل كسكر ومن الفرات إلى ما وراء الكوفة وموضعهم هو الذي يقال له السواد
وكانت ملوكهم تنزل بابل وكان الكلدانيون جنودهم فلم تزل مملكتهم قائمة إلى أن قتل
دارا آخر ملوكهم ثم قتل منهم خلق كثير فذلوا وانقطع ملكهم وقال يزدجرد بن مهبندار
تقول العجم إن الضحاك الملك الذي كان له بزعمهم ثلاثة أفواه وست أعين بنى مدينة
بابل العظيمة وكان ملكه ألف سنة إلا يوما واحدا
ونصفا وهو الذي
أسره أفريدون الملك وصيره في جبل دنباوند واليوم الذي أسره فيه يعده المجوس عيدا
وهو المهرجان قال فأما الملوك الأوائل أعني ملوك النبط وفرعون إبراهيم فإنهم كانوا
نزلا ببابل وكذلك بخت نصر الذي يزعم أهل السير أنه ممن ملك الأرض بأسرها انصرف
بعدما أحدث ببني إسرائيل ما أحدث إلى بابل فسكنها قال أبو المنذر هشام بن محمد إن
مدينة بابل كانت اثني عشر فرسخا في مثل ذلك وكان بابها مما يلي الكوفة وكان الفرات
يجري ببابل حتى صرفه بخت نصر إلى موضعه الآن مخافة أن يهدم عليه سور المدينة لأنه
كان يجري معه قال ومدينة بابل بناها بيوراسب الجبار واشتق اسمها من اسم المشتري
لأن بابل باللسان البابلي الأول اسم للمشتري ولما استتم بناؤها جمع إليها كل من
قدر عليه من العلماء وبنى لهم اثني عشر قصرا على عدد البروج وسماها بأسمائهم فلم
تزل عامرة حتى كان الإسكندر وهو الذي خربها
وحدث أبو بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري في كتاب المجالس من تصنيفه حدثنا
عمرو بن ناجية حدثنا نعيم بن سالم بن قنبر مولى علي ابن أبي طالب عن أنس بن مالك
قال لما حشر الله الخلائق إلى بابل بعث إليهم ريحا شرقية وغربية وقبلية وبحرية
فجمعهم إلى بابل فاجتمعوا يومئذ ينظرون لما حشروا له إذ نادى مناد من جعل المغرب
عن يمينه والمشرق عن يساره فاقتصد البيت الحرام بوجهه فله كلام أهل السماء فقام
يعرب ابن قحطان فقيل له يا يعرب بن قحطان بن هود أنت هو فكان أول من تكلم بالعربية
ولم يزل المنادي ينادي من فعل كذا وكذا فله كذا وكذا حتى افترقوا على اثنين وسبعين
لسانا وانقطع الصوت وتبلبلت الألسن فسميت بابل وكان اللسان يومئذ بابليا وهبطت ملائكة
الخير والشر وملائكة الحياء والإيمان وملائكة الصحة والشقاء وملائكة الغنى وملائكة
الشرف وملائكة المروءة وملائكة الجفاء وملائكة الجهل وملائكة السيف وملائكة البأس
حتى انتهوا إلى العراق فقال بعضهم لبعض افترقوا فقال ملك الإيمان أنا أسكن المدينة
ومكة فقال ملك الحياء وأنا معك فاجتمعت الأمة على أن الإيمان والحياء ببلد رسول
الله صلى الله عليه و سلم وقال ملك الشقاء أنا أسكن البادية فقال ملك الصحة وأنا
معك فاجتمعت الأمة على أن الشقاء والصحة في الأعراب وقال ملك الجفاء أنا أسكن
المغرب فقال ملك الجهل وأنا معك فاجتمعت الأمة على أن الجفاء والجهل في البربر
وقال ملك السيف أنا أسكن الشام فقال ملك البأس وأنا معك وقال ملك الغنى أنا أقيم
ههنا فقال ملك المروءة وأنا معك وقال ملك الشرف وأنا معكما فاجتمع ملك الغنى
والمروءة والشرف بالعراق
قلت هذا خبر نقلته على ما وجدته والله المستعان
وقد روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل دهقان الفلوجة عن عجائب بلادهم فقال
كانت بابل سبع مدن في كل مدينة أعجوبة ليست في الأخرى فكان في المدينة التي نزلها
الملك بيت فيه صورة الأرض كلها برساتيقها وقراها وأنهارها فمتى التوى أحد بحمل
الخراج من جميع البلدان خرق أنهارهم فغرقهم وأتلف زروعهم وجميع ما في بلدهم حتى
يرجعوا عما هم به فيسد بأصبعه تلك الأنهار
وكان قد اتهمهم
بممالأة عدوه إلى مصر فنزلوا من الفسطاط بموضع يقال له الظاهر فقال فساروا بحمد
الله حتى أحلهم ببليون منها الموجفات السوابق فأمسوا بحمد الله قد حال دونهم مهامه
بيد والجبال الشواهق وحلوا ولم يرجوا سوى الله وحده بدار لهم فيها غنى ومرافق
فأمسوا بدار لا يفزع أهلها وجيرانهم فيها تجيب وغافق باب محول بضم الميم وفتح
الحاء وتشديد الواو ولام محلة كبيرة من محال بغداد كانت متصلة بالكرخ وهي الآن
منفردة كالقرية المنفردة ذات جامع وسوق مستغنية بنفسها في غربي الكرخ مشرفة على
السراة والله الموفق
باب المراتب هو أحد أبواب دار الخلافة ببغداد كان من أجل أبوابها وأشرفها وكان
حاجبه عظيم القدر ونافذ الأمر فأما الآن فهو في طرف من البلد بعيد كالمهجور لم يبق
فيه إلا دور قوم من أهل البيوتات القديمة وكانت الدور فيه غالية الأثمان عزيزة
الوجود في أيام السلاطين ببغداد لأنه كان حراما لمن يأوي إليه فأما الآن فليس
للمساكن فيه قيمة ورأيت به دورا كثيرة احتاج أهلها وأرادوا بيعها فلم تشتر منهم
فباعوا أنقاضها وساحها ممن يعمر به موضعا آخر
والذي أوجب ذكر ذلك كثرة مجيء ذكرها في التواريخ والأخبار
بابونيا بضم الباء الثانية وسكون الواو وكسر النون وياء وألف من قرى بغداد منها
أبو الفضل موسى بن سلطان بن علي المقري الضرير البابوني دخل بغداد فسمع بها وقرأ
القرآن بالروايات روى عن أبي الوقت السجزي وغيره مات سنة 995
بابه من قرى بخارى منها إبراهيم بن محمد بن إسحاق الأسدي البخاري البابي حدث عن
نصر بن الحسن حدث عنه خلف بن محمد الخيام
البابة مثل الذي قبله قال الأزهري البابة ثغر من ثغور الروم وما أظنه أراد إلا
البابة الذي هو عند النصارى بمنزلة الخليفة الإمام يجب عليهم طاعته ومقامه بمدينة
رومية وحكمه سار في جميع بلاد الفرنج ومن يقاربهم
بابين تثنية باب موضع بالبحرين وفيه قال قائلهم أنا ابن برد بين بابين وجم والخيل
تنحاه إلى قطر الأجم وضبة الدعمان في روس الأكم مخضرة أعينها مثل الرخم باتكرو
قرأت بخط الحافظ أبي عبد الله محمد بن النجار صديقنا قرأت بخط أبي الفوارس الحسن
بن عبد الله بن بركات بن شافع الدمشقي قال أخبرنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد
بن الحسن بن علي بن عبد العزيز الباتكروي الباتكرو قلعة حصينة على شط جيحون
بقراءتي عليه في جامعها الإمام محمود ابن يوسف بن عطاء وذكر خبرا
باجاخسرو بالجيم ثم الخاء بعد الألف مضمومة كورة من كور بغداد في شرقي دجلة منها
النهروانات
باجبارة باء أخرى مشددة وألف وراء قرية في شرقي مدينة الموصل على نحو ميل وهي
كبيرة
عامرة فيها سوق
وكان نهر الخوسر قديما يمر بها تحت قناطرها وهي باقية إلى هذه الغاية وجامعها مبني
على هذه القناطر رأيتها غير مرة
الباج بالجيم قال أحمد بن يحيى بن جابر مر علي ابن أبي طالب عليه السلام بالأنبار
فخرج إليه أهلها بالهدايا إلى معسكرة فقال اجمعوا الهدايا واجعلوها باجا واحدا
ففعلوا فسمي موضع معسكره بالأنبار الباج إلى الآن
باجخوست بفتح الجيم وضم الخاء المعجمة وواو ساكنة وسين مهملة ساكنة أيضا وتاء
مثناة قرية كبيرة من قرى مرو على فرسخين من مرو منها أبو سهل النعمان الأكار
الباجخوستي كان صالحا عابدا ذكره أبو سعد في شيوخه وقال إنه مات في رمضان سنة 845
باجدا بفتح الجيم وتشديد الدال والقصر قرية كبيرة بين رأس عين والرقة
قال أحمد بن الطيب عليها سور وكان مسلمة بن عبد الملك أقطع موضعها رجلا ما أصحابه
يقال له أسيد السلمي فبناها وسورها وفيها بساتين تسقيها عين تنبع من وسطها يشرب
منها الناس وما فضل يسقي زروعها وهي قرب حصن مسلمة بن عبد الملك منها محمد بن أبي
القاسم الخضر بن محمد الحراني يعرف بابن تيمية وهو اسم لجدته وكانت واعظة البلد
يعرف بالباجداي وكان شيخا معظما بحران وخطيبها وواعظها ومفتيها ولأهل حران فيه
اعتقاد طاهر صالح وكان نافذ الأمر فيهم مطاعا سمع الحديث ورواه ولي منه إجازة
ورأيته غير مرة ومات سنة 612 وقد أسن
و باجدا أيضا من قرى بغداد ينسب إليها أبو الحسين سلامة بن سليمان بن أيوب بن
هارون السلمي الباجداي حدث ببغداد عن أبي يعلى الموصلي وعلي بن عبد الحميد
الغضائري وأبي عروبة الحراني روى عنه أبو الحسن بن رزقويه
باجرا بالراء من قرى الجزيرة أيضا ينسب إليها أبو شهاب عبد القدوس بن عبد القاهر
الباجراي روى عن سفيان بن عيينة كذا ضبطه أبو سعد
باجربق بضم الجيم وسكون الراء وفتح الباء الموحدة وقاف قرية من قرى بين النهرين
كورة بين البقعاء ونصيبين
باجرما بفتح الجيم وسكون الراء وميم وألف مقصورة قرية من أعمال البليخ قرب الرقة
من أرض الجزيرة
باجرمق بالقاف في كتاب الفتوح باجرمق كورة قرب دقوقا
باجروان آخره نون قرية من ديار مضر بالجزيرة من أعمال البليخ
و باجروان أيضا مدينة من نواحي باب الأبواب قرب شروان عندها عين الحياة التي وجدها
الخضر عليه السلام وقيل هي القرية التي استطعم موسى والخضر عليهما السلام أهلها
باجسري بكسر الجيم وسكون السين وراء والقصر بليدة في شرقي بغداد بينها وبين حلوان
على عشرة فراسخ من بغداد وهي عامرة نزهة كثيرة النخل والأهل
خرج منها جماعة من أهل العلم والرواية منهم أبو القاسم عبد الغني بن محمد بن حنيفة
الباجسراوي كان صالحا وله شعر حسن ورغبة في الأدب توفي سنة 135
وابنه أبو المعالي أحمد روى قطعة من كتب الأدب
وقال عبيد الله بن الحر يذكرها
ويوم بباجسرى هزمت
وغودرت جماعتهم صرعى لدى جانب الجسر فوالوا سراعا هاربين كأنهم رعيل نعام بالفلا
شرد ذعر ووجد على حائط مكتوب أقول والنفس لهوف حسرى والعين من طول البكاء عبرى وقد
أنارت في الظلام الشعرى وانحدرت بنات نعش الكبرى يا رب خلصني من باجسرى وابدل بها
يا رب دارا أخرى باجميري بضم الجيم وفتح الميم وياء ساكنة وراء مقصورة موضع دون
تكريت
ذكر الأخباريون أن عبد الملك بن مروان كان إذا هم بقصد مصعب بن الزبير بالعراق
يخرج في كل سنة إلى بطنان حبيب وهي من أدنى قنسرين إلى الجزيرة فيعسكر بها ويخرج
مصعب بن الزبير إلى مسكن فيعسكر بباجميرى من أرض من أرض الموصل كل واحد منهما يرى
صاحبه أنه يقصده ولا يتم كل واحد منهما قصده فإذا اشتد الشتاء وارتج الثلج انصرف
عبد الملك إلى دمشق ومصعب إلى الكوفة فكان عبد الملك يقول إن مصعبا قد أبى إلا
جميراته والله موقدهن عليه فقال أبو الجهم الكناني أكل عام لك باجميري تغزو بنا
ولا تفيد خيرا باجنيس بفتح النون والسين مهملة كذا وجدته بخط أبي الفضل العباس بن
علي الصولي المعروف بابن برد الخيار مضبوطا وهو بلد قديم يذكر مع أرجيش من أعمال
خلاط وهو من أرمينية الرابعة فتحها عياض بن غنم وهي في الإقليم الخامس طولها سبعون
درجة ونصف وعرضها أربعون درجة وسدس
وقال مسعر بن مهلهل باجنيس بلد بني سليم بها معدن الملح الأندراني ومعدن مغنيسيا
ومعدن نحاس وبها منبت الشيخ الذي يستخرج الدود والحيات من الجوف إلا أن التركي خير
منه وبها أبسنتين وأستوخودوس
باجوا موضع ببابل من أرض العراق في ناحية القف
باجة في خمسة مواضع منها باجة بلد بإفريقية تعرف بباجة القمح سميت بذلك لكثرة
حنطتها بينها وبين تنس يومان
وحدثني من أثق به أن الحنطة تباع فيها كل أربعمائة رطل برطل بغداد بدرهم واحد فضة
قال أبو عبيد البكري ومدينة باجة إفريقية مدينة كثيرة الأنهار وهي على جبل يقال له
عين الشمس في هيئة الطيلسيان يطرد حواليها وفيها عيون الماء العذب ومن تلك العيون
عين تعرف بعين الشمس هي تحت سور المدينة والباب هناك ينسب إليها ولها أبواب غير
هذا
وفي داخل البلد عين أخرى عذبة وحصنها أزلي مبني بالصخر الجليل أتقن بناء يقال إنه
من عهد عيسى عليه السلام وفيها حمامات ماؤها من العيون وفنادق كثيرة وهي دائمة
الدجن والغيم كثيرة الأمطار والأنداء قلما يصحى هواؤها وبها يضرب المثل في كثرة
المطر ولها نهر من جهة المشرق يجيء من جهة الجنوب إلى القبلة على ثلاثة أميال منها
وحولها بساتين عظيمة تطرد فيها المياه وأرضها سوداء مشققة تجود فيها جميع الزروع
وبها
حمص وفول قلما يوجد
مثله
وتسمى باجة هذه هري إفريقية لريع زرعها وكثرة أنواعها فيها ورخصة فيها أمحلت
البلاد أو أمرعت
وإذا كانت أسعار القيروان نازلة لم يكن للحنطة بها قيمة وربما اشتري وقر البعير
بها من تمر بدرهمين ويردها في كل يوم من الدواب والإبل العدد العظيم الألف والأكثر
لنقل الميرة منها فلا يزيد في سعرها ولا ينقص
وامتحن أهل باجة في أيام أبي يزيد مخلد ابن يزيد بالقتل والسبي والحريق وقال
الراجز في ذلك وبعدها باجة أيضا أفسدا وأهلها أجلى ومنها شردا وهدم الأسوار
والمعمورا والدور قد فتش والقصورا ولم يزل الناس يتنافسون في ولاية باجة
وكان المتداولون لذلك بني علي بن حميد الوزير فإذا عزل منهم أحد لم يزل يسعى
ويتلطف ويهادي ويتاحف حتى يرجع إليها فقيل لبعضهم لم ترغبون في ولايتها فقال
لأربعة أشياء قمح عندة وسفرجل زانة وعنب بلطة وحوت درنة
وبها حوت بوري ليس في الآفاق له نظير يخرج من الحوت الواحد عشرة أرطال شحم وكان
يحمل إلى عبيد الله يعني الملقب بالمهدي جد ملوك مصر حوتها في العسل فيحفظه حتى
يصل طريا
وينسب إلى باجة هذه أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي الأندلسي أصله من
باجة إفريقية سكن إشبيلية كذا نسبه ونسب ابنه أبا عمر أحمد بن عبد الله أبو موسى
محمد بن عمر الحافظ الأصبهاني وأبو بكر الحازمي في الفيصل ونسبه أبو الفضل محمد بن
طاهر إلى باجة الأندلس كذا قال أبو سعد
وقد رد ذلك عليه أبو محمد عبد الله بن عيسى بن أبي حبيب الحافظ الإشبيلي وقال إنه
من باجة إفريقية فأما الحافظ عبد الغني بن سعيد فإنه قال في قرينة الناجي بالنون
وأبو عمر أحمد بن عبد الله الباجي الأندلسي من أهل العلم كتبت عنه وكتب عني ووالد
أبي عمر هذا من أجلة المحدثين كان يسكن إشبيلية ولم يزد
وقال غيره روى عنه أبو عمر بن عبد البر وغيره مات قريبا من سنة أربعمائة
وأما أبو الوليد بن الفرضي فإنه قال عبد الله بن علي بن شريعة اللخمي المعروف
بالباجي من أهل إشبيلية يكنى أبا محمد سمع بإشبيلية من محمد بن عبد الله بن الفوق
وحسن بن عبد الله الزبيدي وسيد أبيه الزاهد وسمع بقرطبة عن محمد ابن عمر بن لبانة
وذكر غيره ورحل إلى إلبيرة فسمع بها من محمد بن فطيس كثيرا وكان ضابطا لروايته
صدوقا حافظا للحديث بصيرا بمعانيه لم ألق فيمن لقيته بالأندلس أحدا أفضله عليه في
الضبط وأكثر في وصفه ثم قال وحدث أكثر من خمسين سنة وسمع منه الشيوخ إسماعيل بن
إسحاق وأحمد ابن محمد الجزار الإشبيلي الزاهد وعبد الله بن إبراهيم الأصيلي وغيرهم
قال وسألته عن مولده فقال ولدت في شهر رمضان سنة 192 ومات في السابع عشر من شهر
رمضان سنة 873 قال عبيد الله المستجير بعفوه فهذا الإمام ابن الفرضي ذكر أبا محمد
هذا وهذا الإمام عبد الغني ذكر ابنه أبا عمر ولم ينسب واحد من الإمامين واحدا من
الرجلين إلى باجة إفريقية
وقد صرحا بأنهما من الأندلس وفي هذا تقوية لقول ابن طاهر والله أعلم والذي صحح لنا
نسبته إلى باجة إفريقية فأبو حفص عمر بن محمود بن غلاب المقري الباجي قال أبو طاهر
السلفي هو
من باجة إفريقية
وكان رجلا من أهل القرآن صالحا قال وسألته عن مولده فقال في رجب سنة 434 بباجة
القمح بإفريقية لا باجة الأندلس وتوفي سنة 025 في صفر قال وكتبت عنه أشياء كثيرة
وصحب عبد الحق بن محمد بن هارون السبتي وعبد الجليل بن مخلوق وغيرهما وباجة الزيت
بإفريقية أيضا وقرأت بخط الحسن بن رشيق القيرواني الأزدي الشاعر الإفريقي قال محمد
بن أبي معتوج من أهل باجة الزيت بالساحل من كورة رصفة وبها نشأ وتأدب وكان من
تلاميذ محمد بن سعيد الأبروطي وكان بديهيا هجاء لا يتقي دائرة وهو القائل في أبي
حاتم الزبني وكان مولعا بهجائه أبا حاتم سد من أسفلك بشيء من الشطر من منزلك باحسيثا
بكسر السين المهملة وياء ساكنة وثاء مثقلة وألف محلة كبيرة من محال حلب في شماليها
ينسب إليها قوم وأهلها على مذهب السنة
باحمشا بسكون الميم والشين معجمة قرية بين أوانا والحظيرة وكانت بها وقعة للمطلب
في أيام الرشيد وهو المطلب بن عبد الله بن مالك الخزاعي ينسب إليها من المتأخرين
أحمد بن علي الضرير المقري الباحمشي سمع أبا محمد عبد الله بن هزارمرد الصريفيني
وحدث عنه ومات في العشرين من ذي الحجة سنة 525
وروى محمد بن الجهم السمري عن الفراء أن أبا الحسن علي بن حمزة الكسائي المقري
النحوي الإمام كان أصله من باحمشا هذه وأنه رحل إلى الكوفة وهو غلام
باخديدا بضم الخاء المعجمة وفتح الدال وياء ساكنة ودال أخرى مقصور قرية كبيرة
كالمدينة من أعمال نينوي في شرقي مدينة الموصل والغالب على أهلها النصرانية
باخرز بفتح الخاء وسكون الراء وزاي كورة ذات قرى كبيرة وأصلها بادهرزه لأنها مهب
الرياح وهي باللغة البهلوية تشتمل على مائة وثمان وستين قرية قصبتها مالين خرج
منها جماعة كثيرة من أهل الأدب والفقه والشعر منهم علي بن الحسن الباخرزي صاحب
كتاب دمية القصر وأبوه كان أديبا فاضلا وهي بين نيسابور وهراة
باخمرا بالراء موضع بين الكوفة وواسط وهو إلى الكوفة أقرب
قالوا بين باجرا والكوفة سبعة عشر فرسخا بها كانت الوقعة بين أصحاب أبي جعفر
المنصور وإبراهيم بن عبد الله بن حسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام فقتل إبراهيم
هناك فقبره به إلى الآن يزار وإياها عنى دعبل بن علي بقوله وقبر بأرض الجوزجان
محله وقبر بباخمرا لدى الغربات باخوخا بخاءين قلعة من أعمال روزان لصاحب الموصل
باخة من قرى مصر من ناحية الشرقية
باداما الدال مهملة قرية من قرى حلب من ناحية إعزاز ذكرها في حديث آدم عليه السلام
بادران بالراء وألف ونون من قرى أصبهان ثم من أعمال نائين منها أبو إسحاق إبراهيم
بن عبد الله ابن محمد البادراني مات في ذي الحجة سنة 156
بادرايا ياء بين الألفين طسوج بالنهروان وهي بليدة بقرب باكسايا بين البندنيجين
ونواحي واسط منها يكون التمر القسب اليابس الغاية في الجودة
واليبس ويقال إنها
أول قرية جمع منها الحطب لنار إبراهيم عليه السلام وينسب إليها أبو المكارم
المبارك بن محمد بن المعمر البادرايي حدث عن أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبي
الحسن علي بن محمد بن العلاف وغيرهما شيخ صالح صحيح السماع مات سنة 225 ويوسف بن
سهل البادرايي روى عنه أبو الفرج أحمد بن علي الحنوطي القاضي شيخ القاضي أبي يعلى
الواسطي وجميل بن يوسف بن إسماعيل أبو علي البادرايي نزيل أكواخ بانياس من أرض
دمشق سمع بدمشق أبا القاسم بن أبي العلاء وطاهر بن بركات الخشوعي وحدث عن أبي
الحسن محمد بن محمد بن حامد القاضي البادرايي وأبي بكر زكرياء بن عبد الرحيم بن
أحمد البخاري سمع منه غيث بن عبد الرحيم بن أحمد البخاري سمع منه غيث بن علي
ببانياس وقدم دمشق سنة 465 ومات بالأكواخ في شهر ربيع الآخر سنة 484 قال غيث حدثنا
جميل بن يوسف المادرايي حدثنا محمد بن محمد بن حامد بن بنبق بمادرايا كذا في كتاب
الحافظ تارة بالباء وتارة بالميم وليست مادرايا وبادرايا واحدا فلم يتحقق إلى
أيهما ينسب هذا
بادس بكسر الدال المهملة وسين غير معجمة اسم لموضعين بالمغرب قال أبو طاهر أحمد بن
محمد سمعت أبا الحجاج يوسف بن عبدون بن حفاظ الزناتي بالإسكندرية يقول سمعت أبا
عبد الله البادسي الفقيه وهو من بادس فاس لا من بادس الزاب وبادس فاس على البحر
قرب فاس قال سألني أبو إسحاق الحبال بمصر أن أسمع عليه الحديث وقال إني كبير السن
كثير السماع عالي الإسناد وعبد الله بن خالد أبو محمد البادسي روى عن أبي عبد الله
محمد بن محمد بن بسطام المجالس التي أملاها عبد الله بن محمد ابن إبراهيم بن عبدوس
حدث عنه أبو بكر أحمد ابن عبد الرحمن شيخ لأبي عبد الله محمد بن سعدون ابن علي
القروي
بادن بفتح الدال ونون من قرى سمرقند وقيل من قرى بخارى منها أبو عبد الله محمد بن
الحسن ابن جعفر بن غزوان البادني البخاري توفي في صفر سنة 267
بادوريا بالواو والراء وياء وألف طسوج من كورة الاستان بالجانب الغربي من بغداد
وهو اليوم محسوب من كورة نهر عيسى بن علي منها النحاسية والحارثية ونهر أرما وفي
طرفه بني بعض بغداد منه القرية والنجمى والرقة قالوا كل ما كان من شرقي السراة فهو
بادوريا وما كان في غربيها فهو قطربل قال أبو العباس أحمد بن محمد ابن موسى بن
الفرات من استقل من الكتاب ببادوريا استقل بديوان الخراج ومن استقل بديوان الخراج
استقل بالوزارة وذاك لأن معاملاتها مختلفة وقصبتها الحضرة والمعاملة فيها من
الأمراء والوزراء والقواد والكتاب والأشراف ووجوه الناس فإذا ضبط اختلاف المعاملات
واستوفى على هذه الطبقات صلح للأمور الكبار وقال يذكر بادوريا فعربها بتغييرين كسر
الراء ومد الألف فقال فداء أبي إسحاق نفسي وأسرتي وقلت له نفسي فداء ومعشري أطبت
وأكثرت العطاء مسمحا فطب ناميا في نضرة العيش وأكثر وأديت في بادور ياء ومسكن
خراجي وفي جنبي كنار ويعمر وقد نسب المحدثون إليها أبا الحسن علي بن أحمد بن سعيد
البادوريي حدث عن مقاتل عن ذي النون
المصري روى عنه ابن
جهضم وكان قد كتب عنه ببادوريا
بادولي روي بفتح الدال وضمها موضع في سواد بغداد ذكره الأعشى فقال حل أهلي ما بين
درتا فبادو لي وحلت علوية بالسخال وقيل بادولي موضع ببطن فلج من أرض اليمامة فمن
قال هذا روى بيت الأعشى درنا بالنون لأنه موضع باليمامة
البادية ضد الحاضرة من قرى اليمامة ولتسميتها بذلك سبب ذكرته في حجر اليمامة وسميت
البادية في أصل الوضع بادية لبروزها وظهورها وهو من بدا لي كذا بدوا إذا ظهر
باذان فيروز بالذال المعجمة وألف ونون وهو اسم أردبيل المدينة المشهورة بأذربيجان
أنشأها فيروز أحد ملوك الفرس الأول
باذبين بكسر الباء الموحدة وياء ساكنة ونون قرية كبيرة كالبلدة تحت واسط على ضفة
دجلة منها جماعة من التجار المثرين ومنها جماعة من رواة العلم منهم أبو الرضا أحمد
بن مسعود بن الزقطر الباذبيني سمع من أبي البركات يحيى بن عبد الرحمن ابن حبيش
الفارقي قاضي المارستان توفي سنة 295 والزقطر بالزاي والقاف والطاء المهملة والراء
مشددة
باذ من قرى أصبهان وقيل من قرى جرباذقان ينسب إليها الحسن بن أبي سعد بن الحسن
الفقيه الباذي مات بعد سنة ثلاث وستمائة
باذغيس بفتح الذال وكسر الغين المعجمة وياء ساكنة وسين مهملة ناحية تشتمل على قرى
من أعمال هراة ومرو الروذ قصبتها بون وبامئين بلدتان متقاربتان رأيتهما غير مرة
وهي ذات خير ورخص يكثر فيها شجر فيها شجر الفستق وقيل إنها كانت دار مملكة
الهياطلة وقيل أصلها بالفارسية باذخيز معناه قيام الريح أبو هبوب الريح لكثرة
الرياح بها نسب إليها جماعة من أهل الذكر منهم أحمد بن عمرو الباذغيسي قاضيها يروي
عن ابن عيينة
باذن بالنون من قرى خابران من أعمال سرخس منها أبو عبد الله الباذني شاعر مجود كان
يمدح البلعمي الوزير وغيره وكان ضريرا ذكره الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور
الباذنجانية بلفظ الباذنجان الذي يطبخ قرية من قرى مصر من كورة قوسنيا وإليها فيما
أحسب ينسب محمد بن الحسن الباذنجاني النحوي المصري كان من أيام كافور
باذورد بفتح الذال والواو وسكون الراء ودال مهملة اسم مدينة كانت قرب واسط بينها
وبين البصرة وقد خربت وإلى هذه الغاية يسمون دجلة البصرة العظمى باذورد تسمية بهذا
الموضع والله أعلم
باراب بالراء وألف وباء موحدة اسم لناحية كبيرة واسعة وراء نهر جيحون ويقال فاراب
أيضا بالفاء وقد ذكر في موضعه وإليها ينسب أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري صاحب
كتاب الصحاح في اللغة وخاله إسحاق بن إبرهيم صاحب ديوان الأدب اللغويان وأبو
زكرياء يحيى بن أحمد الأديب البارابي أحد أئمة اللغة كذا قال أبو سعد ولا أعرفه
أنا
باران بالنون من
قرى مرو ويقال لها دزه باران منها حاتم بن محمد بن حاتم الباراني
بارجاخ قيل تل بينه وبين الشاش بما وراء النهر في أطراف بلاد الترك أربعون فرسخا
حول الف عين تجيء من المشرق إلى المغرب وتسمى بركوب آب أي الماء المغلوب يصاد فيه
الدراج الأسود
بارجان بسكون الراء من قرى خانلنجان من أعمال أصبهان
بارديزه بكسر الدال المهملة وياء ساكنة وزاي من قرى بخاري منها أبو علي الحسن بن
الضحاك بن مطر بن هناد البارديزي البخاري مات في شعبان سنة 236
بار من قرى نيسابور ينسب إليها الحسن بن نصر النيسابوري أبو علي الباري حدث عن
الفضل بن أحمد الرازي حدث عنه أبو بكر بن أبي الحسين الحيري ومات بعد سنة 033 و
سوق البار بلد باليمن بين صعدة وعثر وهو على التحديد بين الخصوف والمينا وقيل
البار بلد قبلي توراب وشرقيها شامي يسكنه بنو رازح من خولان قضاعة وقال الأمير أبو
نصر بن ماكولا عبد الله بن محمد بن حباب بن الهيثم بن محمد بن الربيع ابن خالد بن
سعدان يعرف بالباري وليس من بار نيسابور وهو قرابة قحطبة بن شبيب
بارسكث بكسر الراء وسكون السين المهملة وفتح الكاف والثاء مثلثة من مدن الشاش منها
أبو أحمد بن حماد الشاشي البارسكثي
بارق بالقاف ماء بالعراق وهو الحد بين القادسية والبصرة وهو من أعمال الكوفة وقد
ذكره الشعراء فأكثروا قال الأسود بن يعفر أهل الخورنق والسدير وبارق والقصر ذي
الشرفات من سنداد و بارق أيضا في قول مؤرج السدوسي جبل نزله سعد بن عدي بن حارثة
بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن ابن
الأزد وهم إخوة الأنصار وليسوا من غسان وهو بتهامة أو اليمن وقال ابن عبد البر
بارق ماء بالسراة فمن نزله أيام سيل العرم كان بارقيا ونزله سعد بن عدي بن حارثة
وابنا أخيه مالك وشبيب ابنا عمرو بن عدي فسموا بارقا وقال أبو المنذر كان غزية بن
جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن نديما لربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم
فشربا يوما فعدا ربيعة على غزية فقتله فسألت قيس خندف الدية فأبت خندف فاقتتلوا
فهزمت قيس فتفرقت فقال فراس بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن خزيمة أقمنا على
قيس عشية بارق ببيض حديثات الصقال بواتك ضربناهم حتى تولوا وخليت منازل حيزت يوم
ذاك لمالك قال فظعنت قيس من تهامة طالعين إلى نجد فهذا دليل على أن بارق موضع
بتهامة نص وقال هشام في موضع آخر وأقامت خثعم بن أنمار في منازلهم من جبال السراة
وما والاها أو قاربها من البلاد في جبل يقال له شن وجبل يقال له بارق وجبال معهما
حتى مرت بهم الأزد في مسيرها من أرض سبأ وتفرقهم في البلدان فقاتلوا خثعما
فأنزلوهم من جبالهم وأجلوهم عن مساكنهم ونزلها أزد شنوءة غامد وبارق ودوس وتلك
القبائل من الأزد فظهر
الإسلام وهم أهلها
وسكانها
وبارق الكوفة أراد أبو الطيب بقوله تذكرت ما بين العذيب وبارق مجر عوالينا ومجرى
السوابق و بارق ركن من أركان عرض اليمامة وهو جبل
و بارق نهر بباب الجنة في حديث ابن عباس رضي الله عنه ذكره أبو حاتم في التقاسيم
والأنواع في حديث الشهداء
باركث بسكون الراء وفتح الكاف والثاء مثلثة قرية من قرى أشروسنة ثم حولت إلى
سمرقند منها أبو سعيد أحيد بن الحكم بن خداش بن عرفج المعلم الباركثي سمع موسى بن
هارون القروي
بارما بكسر الراء وتشديد الميم جبل بين تكريت والموصل وهو الذي يعرف بجبل حمرين
يزعمون أنه محيط بالدنيا قال أبو زيد وجبل بارما تشقه دجلة عند السن والسن في شرقي
دجلة فتجري بحافتيه وفي الماء منه عيون للقار والنفط
وجبل بارما يمتد على وسط الجزيرة مما يلي المغرب والمشرق حتى يتصل بكرمان وهو جبل
ما سبذان
و بارما أيضا قرية في شرقي دجلة الموصل وإليها نسب السن فيقال سن بارما
بارناباذ بسكون الراء ونون وبين الألفين باء موحدة وذال معجمة في آخره محلة بمرو
عند باب شورستان منها أبو الهيثم وقيل أبو القاسم بزيع بن الهيثم البارناباذي كان
إمام محلته وكان مولى الضحاك بن مزاحم يروي عن عكرمة وعمرو ابن دينار
بارنبار الباء موحدة وألف وراء هكذا يتلفظ به عوام مصر وتكتب في الدواوين بيورنبارة
وهي بليدة قريب دمياط على خليج أشموم والبسراط
بارنجان بكسر الراء وسكون النون وجيم وألف ونون بلد بالبحرين فتحة العلاء بن
الحضرمي سنة 31 أو 41 في أيام عمر بن الخطاب
وبارنجان قرية وبها خان وعين قرب سنجار
باروا بفتح الراء وتشديد الواو وهو اسم مدينة حلب بالسريانية وقد ذكر في حلب
باروذ بضم الراء وسكون الواو والذال معجمة من قرى فلسطين عند الرملة منها أبو بكر
أحمد ابن محمد بن محمد بن بكر الباروذي الأزدي
باروس بالسين المهملة من قرى نيسابور على بابها ينسب إليها أبو الحسن سلم بن الحسن
الباروسي ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في تاريخ الصوفية وقال من قدماء الصوفية
بنيسابور مجاب الدعوة أستاذ حمدون القصاب
باروسما الواو والسين ساكنتان ناحيتان من سواد بغداد يقال لهما باروسما العليا
وباروسما السفلى من كورة الاستان الأوسط
باروسما الواو والسين ساكنتان ناحيتان من سواد بغداد يقال لهما باروسما العليا
وباروسما السفلى من كورة الاستان الأوسط
باروشة الشين معجمة مدينة من غربي سرقسطة من نواحي الأندلسي شرقي قرطبة بقرب من
أرض الفرنج وهي اليوم في أيديهم ولها بسيط وحصون
البارة بليدة وكورة من نواحي حلب وبها حصن وهي ذات بساتين ويسمونها زاوية البارة
و البارة أيضا إقليم من أعمال الجزيرة الخضراء بالأندلس فيه جبال شاخمة وثارت من
أهله فتن قديما وحديثا وهو بلد ثمر لا بلد زرع
بارين بكسر الراء وياء ساكنة والنون والعامة
تقول بعرين مدينة
حسنة بين حلب وحماة من جهة الغرب
باري بكسر الراء قرية من أعمال كلواذا من نواحي بغداد وكان بها بساتين ومتنزهات
يقصدها أهل البطالة قال الحسين بن الضحاك الخليع أحب الفيء من نخلات باري وجوسقها
المشيد بالصفيح ويعجبني تناوح أركتيها إلي بريح حوذان وشيح ولن أنسى مصارع للسكارى
ونادبة الحمام على الطلوح وكأسا في يمين عقيد ملك تزين صفاته غرر المديح بازبدى
بفتح الزاي وسكون الباء الموحدة مقصور كورة قرب باقردي من ناحية جزيرة ابن عمر
وبازبدي في غربي دجلة وباقردي في شرقيه كورتان متقابلتان وبازبدي هو اسم قرية في
قبالة جزيرة ابن عمر سميت الكورة بأسرها بها وبالقرب منها جبل الجودي وقرية ثمانين
وهما في قصة سفينة نوح عليه السلام ينسب إليها أبو علي المثنى بن يحيى بن عيسى بن
هلال التميمي يعرف بالبازبداي جد أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى سكن بغداد وحدث
بها وتوفي في سنة 322 وقال بعض الشعراء يفضلها على بغداد بقردى وبازبدى مصيف ومربع
وعذب يحاكي السلسبيل برود وبغداد ما بغداد أما ترابها فحمى وأما بردها فشديد
بازبدى بفتح الزاي وسكون الباء الموحدة مقصور كورة قرب باقردي من ناحية جزيرة ابن
عمر وبازبدي في غربي دجلة وباقردي في شرقيه كورتان متقابلتان وبازبدي هو اسم قرية
في قبالة جزيرة ابن عمر سميت الكورة بأسرها بها وبالقرب منها جبل الجودي وقرية
ثمانين وهما في قصة سفينة نوح عليه السلام ينسب إليها أبو علي المثنى بن يحيى بن
عيسى بن هلال التميمي يعرف بالبازبداي جد أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى سكن
بغداد وحدث بها وتوفي في سنة 322 وقال بعض الشعراء يفضلها على بغداد بقردى وبازبدى
مصيف ومربع وعذب يحاكي السلسبيل برود وبغداد ما بغداد أما ترابها فحمى وأما بردها
فشديد بازة بزيادة هاء في آخرها بلد بأرض السودان وراء سواكن يذكر مع نافة يجلب
منه الحمام البازي إلى مكة شرفها الله
بازفت بكسر الزاي وسكون الفاء والتاء فوقها نقطتان من قرى أصبهان وهي اليوم متصيف
سلطان إيذج ينتقل إليها بعساكره ويقيم هناك أشهرا في بيوت مبنية وأكواخ
بازكل الزاي ساكنة والكاف مضمومة واللام مشددة قال أبو سعد بلدة على البحر بأسفل
البصرة ولا أعرفها أنا ونسب إليها أبا الحسن محمد ابن يحيى البازكلي المعروف بهلال
الصيرفي ومات بعد سنة 024 ومحمد بن عبد الرزاق البازكلي وأخاه عليا من تلاميذ أبي
إسحاق الشيرازي وهما فقيهان
بازكند بسكون الزاي وفتح الكاف وسكون النون بلدة بين كاشغر وختن من بلاد الترك
منها أحمد بن محمد بن علي أبو نصر الأسترسني البازكندي ذكره ابن الدبيثي وذكر ما
تقدم ذكره في أسترسن
بازوغى بضم الزاي والغين معجمة وهي بزوغى في شعر بعضهم وهي من قرى بغداد عند
المزرفة ذكرت في بزوغي
باسبيان بكسر السين
وباء موحدة ساكنة وياء وألف ونون من قرى بلخ ينسب إليها أبو القاسم الحسين بن محمد
بن الحسين الباسبياني يروي عن إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري ببغداد
الباسرة بكسر السين وراء ماء لبني أبي بكر ابن كلاب بأعالي نجد عن الأصمعي
باسلامة من قرى بغداد كانت بها وقعة بين الحسن ابن سهل وابن أبي خالد وأبي الشوك
أيام المأمون
باسند بفتح السين وسكون النون ودال مدينة منها أبو المؤيد مفتي بن محمد بن عبد
الله الباسندي روى عن أبي الحسين محمد بن الحسن الأهوازي الكاتب روى عنه أبو سعد
أحمد بن محمد الماليني
باسورين ناحية من أعمال الموصل في شرقي دجلتها لها ذكر في أخبار حمدان
باسيان بكسر السين وياء وألف ونون قرية بخوزستان قال الإصطخري من أرجان إلى آسك
مرحلتان ثم إلى دبران مرحلة ودبران قرية وإلى الدورق مرحلة ومن الدورق إلى خان
مردويه مرحلة وهو خان تنزله السابلة ومنه إلى باسيان مدينة وسطة في الكبر عامرة
يشق النهر فيها فتصير نصفين مرحلة ومن باسيان إلى حصن مهدي مرحلتان ويسلك من باسيان
إلى الدورق في الماء وكذلك إلى حصن مهدي وهو أيسر من البر
باسين حدثني الفقيه محمد بن صديق الباسيني ثم الخانقاهي قال باسين العليا وباسين
السفلى كورتان قصبتهما أرزن الروم
باشان الشين معجمة من قرى هراة منها أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي صاحب كتاب
الغريبين وأبو سعيد إبراهيم بن طهمان الخراساني من أهل هراة من قرية باشان لقي
جماعة من التابعين منهم عمرو بن دينار وغيره ومات بمكة سنة 163 وفاشان من قرى مرو
بالفاء
باشتان بسكون الشين والتاء فوقها نقطتان موضع باسفرايين
باشزى بفتح الشين وتشديد الزاي مقصور بليدة من كورة بقعاء الموصل قرب برقعيد فيها
سوق وبازار بين جزيرة ابن عمر ونصيبين تنزلها القوافل وسوقها يقام في كل يوم خميس
واثنين وهي في جنب تل وفيها نهر جار
باشغرد بسكون الشين والغين معجمة وبعضهم يقول باشجرد بالجيم وبعضهم يقول باشقرد
بالقاف بلاد بين القسطنطينية وبلغار وكان المتقدر بالله قد أرسل أحمد بن فضلان بن
العباس بن راشد ابن حماد مولى أمير المؤمنين ثم مولى محمد بن سليمان إلى ملك
الصقالبة وكان قد أسلم هو وأهل بلاده ليفيض عليهم الخلع ويعلمهم الشرائع الإسلامية
فحكى جميع ما شهد منذ خرج من بغداد إلى أن عاد وكان انفصاله في صفر سنة 903 فقال
عند ذكر الباشغرد ووقعنا في بلاد قوم من الأتراك يقال لهم الباشقرد فحذرناهم أشد
الحذر وذاك لأنهم شر الأتراك وأقذرهم وأشدهم إقداما على القتل يلقى الرجل الرجل
فيفرز هامته فيأخذها ويتركه وهم يحلقون لحاهم ويأكلون القمل يتتبع الواحد منهم
دروز قرطقه فيقرص القمل بأسنانه ولقد كان معنا رجل منهم قد أسلم وكان يخدمنا
فرأيته يوما وقد أخذ قملة من ثوبه فقصعها بظفره ثم لحسها وقال لما رآني جيد وكل
واحد منهم قد نحت خشبة
على قدر الإكليل
ويعلقها عليه فإذا أراد سفرا أو لقاء عدو قبلها وسجد لها وقال يا رب افعل بي كذا
وكذا فقلت للترجمان سل بعضهم ما حجتهم في هذا ولم جعله ربه فقال لأني خرجت من مثله
فلست أعرف لنفسي موجدا غيره ومنهم من يزعم أن له ثلاثة عشر ربا للشتاء رب وللصيف
رب وللمطر رب وللريح رب وللشجر رب وللناس رب وللدواب رب وللماء رب ولليل رب
وللنهار رب وللموت رب وللحياة رب وللأرض رب والرب الذي في السماء هو أكبرهم إلا
أنه يجتمع مع هؤلاء باتفاق ويرضي كل واحد منهم ما يعمل شريكه جل ربنا عما يقول
الظالمون والجاحدون علوا كبيرا قال ورأينا طائفة منهم تعبد الحيات وطائفة تعبد
السمك وطائفة تعبد الكراكي فعرفوني أنهم كانوا يحاربون قوما عن أعدائهم فهزموهم
وأن الكراكي صاحت وراءهم فانهزموا بعدها هزموا فعبدوا الكراكي لذلك وقالوا هذه
ربنا لأنها هزمت أعداءنا فعبدوها لذلك هذا ما حكاه عن هؤلاء وأما أنا فإني وجدت
بمدينة حلب طائفة كثيرة يقال لهم الباشغردية شقر الشعور والوجوه جدا يتفقهون على
مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه فسألت رجلا منهم استعقلته عن بلادهم وحالهم فقال أما
بلادنا فمن وراء القسطنطينية في مملكة أمة من الأفرنج يقال لهم الهنكر ونحن مسلمون
رعية لملكهم في طرف بلاده نحو ثلاثين قرية كل واحدة تكاد أن تكون بليدة إلا أن ملك
الهنكر لا يمكننا أن نعمل على شيء منها سورا خوفا من أن نعصي عليه ونحن في وسط
بلاد النصرانية فشمالينا بلاد الصقالبة وقبلينا بلاد البابا يعني رومية والبابا
رئيس الأفرنج هو عندهم نائب المسيح كما هو أمير المؤمنين عند المسلمين ينفذ أمره
في جميع ما يتعلق بالدين في جميعهم قال وفي غربينا الأندلس وفي شرقينا بلاد الروم
قسطنطينية وأعمالها قال ولساننا لسان الأفرنج وزينا زيهم ونخدم معهم في الجندية
ونغزو معهم كل طائفة لأنهم لا يقاتلون إلا مخالفي الإسلام فسألته عن سبب إسلامهم
مع كونهم في وسط بلاد الكفر فقال سمعت جماعة من أسلافنا يتحدثون أنه قدم إلى
بلادنا منذ دهر طويل سبعة نفر من المسلمين من بلاد بلغار وسكنوا بيننا وتلطفوا في
تعريفنا ما نحن عليه من الضلال وأرشدونا إلى الصواب من دين الإسلام فهدانا الله
والحمد لله فأسلمنا جميعا وشرح الله صدورنا للإيمان ونحن نقدم إلى هذه البلاد ونتفقه
فإذا رجعنا إلى بلادنا أكرمنا أهلها وولونا أمور دينهم فسألته لم تحلقون لحاكم كما
تفعل الأفرنج فقال يحلقها منا المتجندون ويلبسون لبسة السلاح مثل الأفرنج أما
غيرهم فلا قلت فكم مسافة ما بيننا وبين بلادكم فقال من ها هنا إلى القسطنطينية نحو
شهرين ونصف ومن القسطنطينية إلى بلادنا نحو ذلك وأما الإصطخري فقد ذكر في كتابه من
باشجرد إلى بلغار خمس وعشرون مرحلة ومن باشجرد إلى البجناك وهم صنف من الأتراك
عشرة أيام
باشك شين مفتوحة وكاف ناحية بالأندلس من أعمال طلبيرة
باشمنايا الشين مضمومة والميم ساكنة ونون وألف وياء وألف من قرى الموصل من أعمال
نينوي في الجانب الشرقي منها عثمان بن معلي الباشمناني سمع أبا بكر محمد بن علي
الجناي بالموصل سنة 755
باشو الشين مشددة
مضمومة والواو ساكنة قال ابن حوقل وجزيرة شريك إقليم له مدينة تعرف بمنزل باشو
واسعة العمل خصيبة حصينة ومنها إلى القيروان مرحلة
باشيا بفتح الشين وتشديد الياء مقصور قرية في شعر البحتري
باشينان من قرى ما لين من نواحي هراة سكنها عبد المعز بن علي بن عبد الله بن يحيى
بن أبي ثابت الفارسي أبو الفتح الهروي سمع القاضي أبا العلاء صاعد بن سيار بن يحيى
الكناني سمع منه أبو سعد حديثا واحدا بقريته ومات في جمادى الأولى سنة 945
باصر من قرى ذمار باليمن
باصفرا قرية كبيرة في شرقي الموصل في لحف الجبل كثيرة البساتين والكروم يجيء عنبها
في وسط الشتاء
باصلوخان بالخاء المعجمة واللام مفتوحة وآخره نون مدينة قديمة كانت بين المدائن
والنعمانية خربت منذ زمان طويل إلا أن بعض آثارها باقية
باضع الضاد معجمة والعين مهملة
جزيرة في بحر اليمن لها ذكر في حديث عبد الله وعبيد الله ابني مروان بن محمد
الحمار آخر ملوك بني مروان لما دخلا النوبة ونساء أهل باضع يخرقن آذانهن خروقا
كثيرة وربما خرقت إحداهن عشرين خرقا وكلامهم بالحبشية وتأتيهم الحبشة بأنياب
الفيلة وبيض النعام وغير ذلك مما يكون في بلادهم فيبيعونه منهم ويشترون من أهل
باضع القسط والأظفار والأمشاط وأكثر ما في بلادهم من الظرائف تأتيهم من باضع وباضع
اليوم خراب ذكرها أبو الفتح نصر الله بن عبد الله بن قلاقس الإسكندري في قصيدته
التي وصف فيها مراسي ما بين عدن وعيذاب فقال فنقا مشاتيري فصهريجي دسا خراب باضع
وهي كالمعمورة باطرنجى بضم الطاء والراء وسكون النون وجيم والقصر قرية قرب القفص
من نواحي بغداد ذكرها أبو نواس فقال وباطرنجى فالقفص ثم إلى قطربل مرجعي ومنقلبي في
أبيات ذكرت في القفص
باعث الثاء مثلثة جفر باعث في بلاد بكر بن وائل منسوب إلى باعث بن حنظلة بن هانىء
الشيباني
باعجة ويقال باعجة القردان موضع معروف
باعذرا بالذال معجمة من قرى الموصل
باعربايا بالراي الساكنة والباء الموحدة وبين الألفين ياء بلد من أعمال حلب من
مضافات أفامية و باعربايا أيضا من قرى الموصل
باعشيقا الشين معجمة مكسورة وياء ساكنة وقاف مقصورة من قرى الموصل وهي مدينة من
نواحي نينوى في شرقي دجلة لها نهر جار يسقي بساتينها وتدار به عدة أرحاء وبها دار
إمارة ويشق النهر
في وسط البلد والغالب على شجر بساتينها ا لزيتون والنخل والنارنج ولها سوق كبير
وفيه حمامات وقيسارية يباع فيها البز وبها جامع كبير حسن له منارة وبها قبر الشيخ
أبي محمد الراذاني الزاهد وبينها وبين الموصل ثلاثة فراسخ أو أربعة وأكثر أهلها
نصارى وإلى جنبها قرية أخرى كبيرة ذات أسواق وبساتين متصلة
باعقوبا قال أبو سعد قرية بأعلى النهروان وكذا قال الخطيب قال وظني أنها غير
بعقوبا القرية المشهورة التي على عشرة فراسخ من بغداد فإن كانت تلك فلعله ألحق
فيها الألف ونسب إليها أبو هشام الباعقوبي روى عن عبد الله بن داود الخريبي
باعيناثا ياء ساكنة ونون وألف وثاء مثلثة وألف أخرى قرية كبيرة كالمدينة فوق جزيرة
ابن عمر لها نهر كبير يصب في دجلة وفيها بساتين كثيرة وهي من أنزه المواضع تشبه
بدمشق ذكرها أبو تمام في شعره فقال لولا اعتمادك كنت ذا مندوحة عن برقعيد وأرض
باعيناثا باغاية الغين معجمة وألف وياء مدينة كبيرة في أقصى إفريقية بين مجانة
وقسنطينية الهواء ينسب إليها أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله الربعي
الباغابي المقري يكنى أبا العباس دخل الأندلس سنة 736 وقدم للإقراء بالمسجد الجامع
بقرطبة واستأدبه المنصور محمد بن أبي عامر لابنه عبد الرحمن ثم عتب عليه فأقصاه ثم
رقاه المويد بالله هشام بن الحكم في دولته الثانية إلى خطة الشورى بقرطبة مكان أبي
عمر الإشبيلي الفقيه وكان من أهل العلم والفهم والذكاء وكان لا نظير له في علوم
القرآن والفقه على مذهب مالك روى بمصر عن أبي الطيب بن غلبون وأبي بكر الأدفوني
وتوفي لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي العقدة سنة 104 ومولده بباغاية سنة 543 وقرأت في
كتاب لأبي بكر الخطيب بإسناده إلى أبي بكر محمد بن أحمد المفيد الجرجاني أنشدني
الحسن بن علي الباغايي من أهل المغرب قال أنشدني ابن حماد المغربي متنقصا لأصحاب
الحديث أرى الخير في الدنيا يقل كثيره وينقص نقصا والحديث يزيد فلو كان خيرا كان
كالخير كله ولكن شيطان الحديث مريد ولابن معين في الرجال مقالة سيسأل عنها والمليك
شهيد فإن تك حقا فهي في الحكم غيبة وإن تك زورا فالقصاص شديد باغز بكسر الغين
المعجمة والزاي موضع
باغش بالشين المعجمة من قرى جرجان في حسبان أبو سعد منها أبو العباس أحمد بن موسى
بن عمران المستملي الباغشي الجرجاني يروي عن أبي نعيم الاستراباذي
باغ قرية بينها وبين مرو فرسخان يقال لها باغ وبرزن منها إسماعيل الباغي يروي عن
الفضل بن موسى
باغك بفتح الغين وكاف من محال نيسابور ينسب إليها أبو علي الحسين بن عبد الله بن
محمد بن مخلد الباغكي الحافظ النيسابوري سمع أبا سعيد الأشج
باغناباذ الغين ساكنة والنون وبين الألفين باء موحدة أحسبها من قرى مرو منها أبو
عمرو محمد بن عبد
العزيز بن محمد الباغناباذي الزاهد
باغند بفتح الغين وسكون النون قال تاج الإسلام أظنها من قرى واسط ينسب إليها أبو
بكر أحمد بن محمد بن سليمان الأزدي المعروف بالباغندي كان عارفا حافظا للحديث توفي
في ذي الحجة سنة 213 وأخوه أبو عبد الله محمد بن محمد حدث عن شعيب بن أيوب
الصريفيني روى عنه أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ وذكره أنه سمع منه بالموصل
باغون بضم الغين بلدة من عمل بوشنج من نواحي هراة ذكرها في الفتوح فتحها المسلمون
عنوة سنة 13
باغة مدينة بالأندلس من كورة إلبيرة بين المغرب والقبلة منها وفي قبلي قرطبة
منحرفة عنها يسيرا ولمائها خاصية عجيبة فإنه ينعقد حجرا في حافات جداوله التي يكثر
فيها جريه ويجود فيها الزعفران ويحمل منها إلى البلدان وبين باغة وقرطبة خمسون
ميلا منها عبد الرحمن بن أحمد بن أبي المطرف عبد الرحمن قاضي الجماعة بقرطبة قال
ابن بشكوال أصله من باغة استقضاه الخليفة هشام بن الحكم بقرطبة في دولته الثانية
سنة 204 وكان من أفاضل الرجال وكان قد عمل القضاء على عدة كور من كور الأندلس وكان
محمود السيرة جميل الطريقة وكان الأغلب عليه الأدب والرواية وكان قليل الفقه ثم
واصل الاستعفاء حتى أعفاه السلطان في رجب سنة 304 ولزم العبادة حتى مات للنصف من
صفر سنة 704
بافخاري بالفاء والخاء المعجمة مشددة قرية من أعمال نينوى في شرقي الموصل
بافد بسكون الفاء بلدة بكرمان على طريق شيراز من البلاد الحارة روى أبو عبد الله
إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي عن جماعة من أهلها
باف من قرى خوارزم منها أبو محمد عبد الله بن محمد البافي الأديب الفقيه الشافعي
وقال الخطيب هو بخاري وله أدب وشعر مأثور مات ببغداد سنة 893 وهو القائل على بغداد
معدن كل طيب ومغنى نزهة المتنزهينا سلام كلما جرحت بلحظ عيون المشتهين المشتهينا
دخلنا كارهين لها فلما ألفناها خرجنا مكرهينا وما حب الديار بها ولكن أمر العيش
فرقة من هوينا وهو القائل أيضا ثلاثة ما اجتمعن في أحد إلا وأسلمنه إلى الأجل ذل
اغتراب وفاقة وهوى وكلها سابق على عجل يا عاذل العاشقين إنك لو أنصفت رفهتهم من
العذل فإنهم لو عرفت صورتهم عن عذل العاذلين في شغل بافكى بفتح الفاء وتشديد الكاف
المفتوحة مقصور ناحية بالموصل من أرض نينوى قرب الخازر تشتمل على قرى يجمعها هذا
الاسم ومن قراها تل عيسى وهي قرية كبيرة وبيت رثم والقادسية والزراعة والسعدية
باقدارى بكسر القاف
ودال مهملة وألف وراء مفتوحة مقصور من قرى بغداد قرب أوانا بينها وبين بغداد
أربعون ميلا وتعمل بها ثياب من القطن غلاظ صفاق يضرب أهل بغداد بها المثل ينسب
إليها أبو بكر محمد بن أبي غالب بن أحمد الباقداري الضرير أحد الحفاظ قدم بغداد في
صباه واستوطنها إلى أن مات بها سمع أبا محمد سبط أبي منصور الخياط المقري وأبا
الفضل بن ناصر وأبا المعالي الفضل بن سهل الحلبي وأبا الوقت وجماعة غيرهم وكان
حريصا ذا همة في الطلب سمع منه أقرانه لحفظه وثقته ومعرفته ومات في ذي الحجة سنة
575 ودفن في مقبرة باب البصرة قرب رباط الزوزني وابنه أبو عبد الله بن محمد
الباقداري سمع الكثير بإفادة والده قيل إن ثبت مسموعاته كانت أربعة عشرة جزءا سمع
ابن الخشاب ويحيى بن ثابت البقال وأبا زرعة بن المقدسي وكان خياطا يسكن القرية
بدار الخلافة ولم يرزق الرواية وتوفي في جمادى الأولى سنة 640
باقدرا بفتح القاف وسكون الدال وراء مقصور من قرى بغداد من نواحي طريق خراسان منها
الحسين بن علي بن مهجل أبو عبد الله الضرير الباقدراي المقري سمع الحديث من البارع
أبي عبد الله الحسين بن محمد الدباس وأبي القاسم هبة الله ابن محمد بن الحصين
وغيرهما وروى عنهما وكان صالحا ومات في شهر ربيع الأول سنة 285
باقرحا بفتح القاف وسكون الراء والحاء مهملة من قرى بغداد من نواحي النهروان نسب
إليها جماعة من رواة الحديث وغيرهم منهم أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن
مخلد بن جعفر الباقرحي الناقد الصيرفي البغدادي كان من أهل بيت علم وحديث وقضاء
وعدالة مات في شهر رمضان سنة 184 عن أربع وثمانين سنة
باقردى بكسر القاف وفتح الدال وياء ممال الألف كذا جاء اسمها في الكتب وأهلها
يقولون قردى وينشدون بقردى وبازبدى مصيف ومربع وقد وصفت في بازبدى
الباقرة من قرى اليمامة وهما باقرتان
باقسياثا بضم القاف وسكون السين وياء وألف وثاء مثلثة وألف أخرى ناحية بأرض السواد
من عمل بارسما أوقع عندها أبو عبيد الثقفي بالجالينوس صاحب جيش الفرس فهزمه وذلك
في سنة 31 للهجرة في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
باقطايا ويقال باقطيا من قرى بغداد على ثلاثة فراسخ من ناحية قطربل ينسب إليها
الحسين بن علي الكاتب الأديب ذكرته في كتاب معجم الأدباء
باقطنايا بضم القاف وسكون الطاء ونون وياء بين ألفين أكبر محلة بالبندنيجين وقد
وصف في البندنيجين
باكسايا بضم الكاف وبين الألفين ياء بلدة قرب البندنجيين وبادرايا بين بغداد وواسط
من الجانب الشرقي في أقصى النهروان قالوا لما عمر قباذ بلاده نقل الناس وكان ممن
نقله إلى بادرايا وباكسايا الحاكة والحجامون وإليها ينسب أبو محمد عباس ابن عبد
الله بن أبي عيسى الباكسائي ويعرف بالترقفي أحد أئمة الحديث توفي سنة 268
باكلبا من قرى إربل
منها صديقنا الفقيه أبو عبد الله الحسين بن شروين بن أبي بشر الجلالي الباكلبي
تفقه للشافعي وأعاد في عدة مدارس في الموصل وحلب وسمع الحديث من جماعة وهو شاب
فاضل مناظر والجلالي نسبة إلى قبيلة من الأكراد
باكويه بضم الكاف وسكون الواو وياء مفتوحة بلد من نواحي الدربند من نواحي الشروان
فيه عين نفط عظيمة تبلغ قبالتها في كل يوم ألف درهم وإلى جانبها عين أخرى تسيل
بنفط أبيض كدهن الزيبق لا ينقطع ليلا ولا نهارا تبلغ قبالته مثل الأول وحدثني من أثق
به من التجار أنه رأى هناك أرضا لا تزال تضطرم نارا وأحسب أن نارا سقطت فيه من بعض
الناس فهي لا تنطفىء لأن مادتها معدنية
باكة بتشديد الكاف حصن بالأندلس من نواحي بربشتر وهو اليوم بيد الأفرنج
بالا من قرى مرو والعجم يسمونها كوالا والمشهور بالنسبة إليها أبو الحسن عمارة بن
عتاب البالاي صحب ابن المبارك
البالدية نخل لبني غبر باليمامة عن الحفصي
بالس بلدة بالشام بين حلب والرقة سميت فيما ذكر ببالس بن الروم بن اليقن بن سام بن
نوح عليه السلام وكانت على ضفة الفرات الغربية فلم يزل الفرات يشرق عنها قليلا
قليلا حتى صار بينهما في أيامنا هذه أربعة أميال قال المنجمون طول بالس خمس وستون
درجة وعرضها ست وثلاثون درجة وهي في الإقليم الرابع قال البلاذري سار أبو عبيدة
حتى نزل عراجين وقدم مقدمته إلى بالس وبعث جيشا عليه حبيب بن مسلمة إلى قاصرين
وكانت بالس وقاصرين لأخوين من أشراف الروم أقطعا القرى التي بالقرب منهما وجعلا
حافظين لما بينهما من مدن الروم فصالحهم أهلها على الجزية أو الجلاء فجلا أكثرهم
إلى بلاد الروم وأرض الجزيرة وقرية جسر منبج ولم يكن الجسر يومئذ وإنما اتخذ في
زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه للصوائف ويقال بل كان له رسم قديم وأسكن بالس
وقاصرين قوما من العرب والبوادي ثم رفضوا قاصرين وبلغ أبو عبيدة إلى الفرات ثم رجع
إلى فلسطين فكانت بالس والقرى المنسوبة إليها في حدها الأعلى والأوسط والأسفل
أعذاء عشرية
فلما كان مسلمة ابن عبد الملك توجه غازيا إلى الروم من نحو الثغور الجزرية عسكر
ببالس فأتاه أهلها وأهل بويلس وقاصرين وعابدين وصفين وهي قرى منسوبة إليها فسألوه
جميعا أن يحفر لهم نهرا من الفرات يسقي أرضهم على أن يجعلوا له الثلث في غلاتهم
بعد عشر السلطان الذي كان يأخذه فحفر النهر المعروف بنهر مسلمة ووفوا له بالشرط
ورم سور المدينة وأحكمه فلما مات مسلمة صارت بالس وقراها لورثته فلم تزل في أيديهم
حتى جاءت الدولة العباسية وقبض عبد الله بن علي أموال بني أمية فدخلت فيها فأقطعها
السفاح محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس فلما مات صارت للرشيد فأقطعها
ابنه المأمون فصارت لولده من بعده وقال مكحول كل عشري بالشام فهو مما جلا عنه أهله
فأقطعه المسلمون فأحيوه وكان مواتا لا حق فيه لأحد فأحيوه بإذن الولاة قال ابن
غسان السكوني أمن الله بالمبارك يحيى خوف مصر إلى دمشق فبالس وينسب إليها جماعة
منهم أبو المجد معدان بن كثير
ابن علي البالسي
الفقيه الشافعي كان تفقه علي أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي ومدحه فقال قد
قلت للمتكلفين لحاقه كفوا فما كل البحور تعام غلست في طلب الرشاد وهجروا وسهرت في
طلب المراد وناموا يا كعبة الفضل افتنا لم لم يجب شرعا على قصادك الإحرام ولمه
يضمخ زائروك بطيب ما تلقيه وهو على الحجيج حرام وكان لمعدان معرفة جيدة بالأدب
واللغة وممن ينسب إلى بالس أيضا الحسن بن عبد الله بن منصور بن حبيب بن إبراهيم
أبو علي الأنطاكي يعرف بالبالسي حدث بدمشق ومصر عن الهيثم بن جميل وإسحاق بن
إبراهيم الجنيني وغيرهم وروى عنه جماعة منهم أبو العباس بن ملاس وأبو الجهم بن
طلاب ومكحول البيروتي وإسماعيل بن أحمد بن أيوب بن الوليد بن هارون أبو الحسن
البالسي الخيزراني سمع خيثمة بن سليمان بأطرابلس وبالرقة أبا الفضل محمد بن علي بن
الحسين بن حرب قاضي الرقة وببالس أبا القاسم جعفر بن سهل بن الحسن القاضي وأباه
أحمد بن أيوب الزيات وأبا العباس أحمد بن إبراهيم بن محمد بن بكر البالسي وجماعة
وافرة سواهم ببلدان شتى روى عنه أبو الفرج عبيد الله بن محمد بن يوسف المراغي
النحوي وأبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي وأحمد ابن إبراهيم بن فيل أبو الحسن
البالسي ثم الأنطاكي نزل أنطاكية روى عن هشام بن عمار والمسيب بن واضح وطبقتهما
كثيرا روى عنه أبو عبد الرحمن النسائي في سننه وخيثمة وأبو عوانة الأسفراييني
وسليمان الطبراني وخلق كثير ومات بأنطاكية سنة 482
بالعة من قرى البلقاء من أرض دمشق كان ينزلها بلعام بن باعورا المنسلخ الذي نزل
فيه قوله تعالى واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها
بالقان بفتح اللام والقاف وألف ونون من قرى مرو وخربت الآن وبقي النهر مضافا إليها
فيقال نهر بالقان منها أبو الفتح محمد بن أبي حنيفة النعمان بن محمد بن أبي عاصم
البالقاني المعروف بأبي حنيفة كان عالما متفننا إلا أنه كان يشرب المسكر حدثنا عنه
أبو المظفر عبد الرحمن بن أبي سعد السمعاني
بالك آخره كاف قال أبو سعد أظنها من قرى هراة أو نواحيها منها أبو معمر أحمد بن
عبد الواحد البالكي الهروي الفقيه وغيره
بالوان بفتح اللام قرية من نواحي الدينور قال السلفي بينها وبين بالوانة أربعة
فراسخ قال وهما من أعمال الدينور قال سمعت أبا زرعة عمر بن محمد بن عمر بن صالح
الأنصاري ببالوان وذكر خبرا
بالوجوزجان بضم الجيم وسكون الواو وفتح الزاي وجيم وألف ونون من قرى سرخس على طريق
هراة ينسب إليها بالوجي منها أبو الحجاج خارجة بن مصعب بن خارجة الضبعي البالوجي
شهد أبوه مصعب صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأدرك خارجة قتادة بن دعامة
فلم يكتب عنه وروى عن يونس بن يزيد الأيلي وغيره
بالوز بالزاي من قرى نسا على ثلاثة فراسخ منها ومنها كان أبو العباس الحسن بن
سفيان بن
عامر بن عبد العزيز
بن النعمان بن عطاء الشيباني النسوي ويقال النسائي كان إمام عصره في الحديث غير
مدافع مات في سنة 303 وقبره ببالوز يزار
بالو قلعة حصينة وبلدة من نواحي أرمينية بين أرزن الروم وخلاط بها معدن الحديد
بالة موضع بالحجاز ويعده بعضهم في الحرم وروي عن بعضهم بالنون أي ما ناله وقرب منه
ومن تخومه
باماورد بفتح الواو ناحية بفارس ينسب إليها عبيد الله وعبد الرحيم ابنا المبارك بن
الحسن بن طراد الباماوردي يكني عبيد الله أبا القاسم بن أبي النجم ويعرفان بابني
القابلة من ساكني قطيعة العجم بباب الأزج من بغداد سمعا أبا القاسم يحيى بن ثابت
بن بندار وغيره وكان مولد عبيد الله في سنة 935 تقريبا وتوفي سنة 651
بامردني بفتح الميم والراء ساكنة ودال مفتوحة ونون مقصور قرية من ناحية نينوى من
أعمال الموصل بالجانب الشرقي وإليها والله أعلم ينسب القاضي أبو يحيى أحمد بن محمد
بن عبد المجيب البامردني سمع من أبي زكرياء يحيى بن علي التبريزي كتاب تهذيب إصلاح
المنطق وكتبه بخط حسن مضبوط وقرأه عليه
بامردي بغير نون قرية من أعمال البليخ من نواحي ديار مضر بين الرقة وحران بالجزيرة
بامنج هي بامئين المذكورة بعد هذا ينسب إليها البامنجي فلذلك أفردت
بامهر بكسر الميم قرية بينها وبين الري مرحلة على طريق طبرستان
باميان بكسر الميم وياء وألف ونون بلدة وكورة في الجبال بين بلخ وهراة وغزنة بها
قلعة حصينة والقصبة صغيرة والمملكة واسعة بينها وبين بلخ عشر مراحل وإلى غزنة
ثماني مراحل وبها بيت ذاهب في الهواء بأساطين مرفوعة منقوش فيه كل طير خلقه الله
تعالى على وجه الأرض ينتابه الذعار وفيه صنمان عظيمان نقرا في الجبل من أسفله إلى
أعلاه يسمى أحدهما سرخبد والآخر حنكبد وقيل ليس لهما في الدنيا نظير خرج من هذه
المدينة جماعة من أهل العلم منهم أبو محمد أحيد بن الحسين بن علي بن سليمان السلمي
البامياني يروي عن مكي بن إبراهيم وأبو بكر محمد بن علي بن أحمد البامياني محدث
مكثر ثقة روى عن أبي بكر الخطيب وغيره مات سنة 093 في سلخ رجب
بامئين بعد الميم همزة وياء ساكنة ونون والنسبة إليها بامنجي مدينة من أعمال هراة
وهي قصبة ناحية باذغيس رأيتها غير مرة نسب إليها جماعة منهم أبو الغنائم أسعد بن
أحمد بن يوسف البامنجي الخطيب سمع منه أبو سعد ومات في صفر سنة 845 وأبو نصر إلياس
بن أحمد بن محمود الصوفي البامنجي سمع منه أبو سعد أيضا ومات سنة 245 وكان مولده
سنة 460 أو قريبا منها
باناس من أنهار دمشق وصفه في بردى قال الحسن بن عبد الله بن أبي حصينة يا صاحبي
سقى منازل جلق غيث يروي محلات طساسها فرواق جامعها فباب بريدها فمشارب القنوات في
باناسها بانب بفتح النون والباء موحدة من قرى بخارى ينسب إليها حلوان بن سمرة بن
ماهان بن خاقان بن
عمر بن عبد العزيز
بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية أبو الطيب البانبي البخاري يروي عن
القعنبي وأبي مقاتل عصام النحوي وغيرهما وروى عنه سهل ابن شاذويه وكان من العباد
وأبو سفيان وكيع ابن أحمد بن المنذر الهمداني البابني البخاري حدث عن إسرائيل بن
السميدع روى عنه خلف الخيام في جماعة نسبوا إليها ذكرهم الأمير
بانبورا بالراء ناحية بالحيرة من أرض العراق صالح عليها خالد بن الوليد سنة 21
وكتب لأهلها كتابا وأرسل إليها عاملا من قبله قالوا أرسل خالد عماله فأنفذ بشير بن
الخصاصية على النهرين فنزل الكويفة ببانبورا
بانقوسا بالقاف جبل في ظاهر مدينة حلب من جهة الشمال قال البحتري أقام كل ملث
القطر رجاس على ديار بعلو الشام أدراس فيها لعلوة مصطاف ومرتبع من بانقوسا وبابلى
وبطياس منازل أنكرتنا بعد معرفة وأوحشت من هوانا بعد إيناس يا علو لو شئت أبدلت
الصدود لنا وصلا ولان لصب قلبك القاسي هل من سبيل إلى الظهران من حلب ونشوة بين
ذاك الورد والآس بانقيا بكسر النون ناحية من نواحي الكوفة ذكرها في الفتوح وفي
أخبار إبراهيم الخليل عليه السلام خرج من بابل على حمار له ومعه ابن أخيه لوط يسوق
غنما ويحمل دلوا على عاتقه حتى نزل بانقيا وكان طولها اثني عشر فرسخا وكانوا
يزلزلون في كل ليلة فلما بات إبراهيم عندهم لم يزلزلوا فقال لهم شيخ بات عنده
إبراهيم عليه السلام والله ما دفع عنكم إلا بشيخ بات عندي فإني رأيته كثير الصلاة
فجاؤوه وعرضوا عليه المقام عندهم وبذلوا له البذول فقال إنما خرجت مهاجرا إلى ربي
وخرج حتى أتى النجف فلما رآه رجع أدراجه أي من حيث مضى فتباشروا وظنوا أنه رغب
فيما بذلوا له فقال لهم لمن تلك الأرض يعني النجف قالوا هي لنا قال فتبيعونيها
قالوا هي لك فوالله ما تنبت شيئا فقال لا أحبها إلا شراء فدفع إليها غنيمات كن معه
بها والغنم يقال لها بالنبطية نقيا قال أكره أن آخذها بغير ثمن فصنعوا ما صنع أهل
بيت المقدس بصاحبهم وهبوا له أرضهم فلما نزلت بها البركة رجعوا عليه وذكر إبراهيم
عليه السلام أنه يحشر من ولده من ذلك الموضع سبعون ألف شهيد فاليهود تنقل موتاها
إلى هذا المكان لهذا السبب
ولما رأى عليه السلام غدرهم به تركهم ومضى نحو مكة في قصة فيها طول وقد ذكرها
الأعشى فقال فما نيل مصر إذ تسامى عبابه ولا بحر بانقيا إذ راح مفعما بأجود منه
نائلا إن بعضهم إذا سئل المعروف صد وجمجما وقال أيضا قد سرت ما بين بانقيا إلى عدن
وطال في العجم تكراري وتسياري وأما ذكرها في الفتوح فقال أحمد بن يحيى لما قدم
خالد بن الوليد رضي الله عنه العراق بعث بشير ابن سعد أبا النعمان بن بشير
الأنصاري إلى بانقيا فخرج
عليه فرخبنداذ في
جيش فهزمهم بشير وقتل فرخبنداذ وانصرف بشير وبه جراحة فمات بعين التمر ثم بعث خالد
جرير بن عبد الله إلى بانقيا فخرج إليه بصبهري بن صلوبا فاعتذر إليه وصالحه على
ألف درهم وطيلسان وقال ليس لأحد من أهل السواد عهد إلا لأهل الحيرة وأليس وبانقيا
فلذلك قالوا لا يصلح بيع أرض دون الجبل إلا أرض بني صلوبا وأرض الحيرة وذكر إسحاق
بن بشيرأبو حذيفة فما قرأته بخط أبي عامر العبدري بإسناده إلى الشعبي أن خالد بن
الوليد سار من الحيرة حتى نزل بصلوبا صاحب بانقيا وسميا على ألف درهم وزن ستة وكتب
لهم كتابا فهو عندهم إلى اليوم معروف قال فلما نزل بانقيا على شاطىء الفرات قاتلوه
ليلة حتى الصباح فقال في ذلك ضرار ابن الأزور الأسدي أرقت ببانقيا ومن يلق مثل ما
لقيت ببانقيا من الحرب يأرق فلما رأوا أنه لا طاقة لهم بحربه طلبوا إليه الصلح
فصالحهم وكتب لهم كتابا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من خالد بن الوليد
لصلوبا بن بصبهري ومنزله بشاطىء الفرات إنك آمن بأمان الله على حقن دمك في إعطاء
الجزية عن نفسك وجيرتك وأهل قريتك بانقيا وسميا على ألف درهم جزية وقد قبلنا منك
ورضي من معي من المسلمين بذلك فلك ذمة الله وذمة النبي محمد صلى الله عليه و سلم
وذمة المسلمين على ذلك شهد هشام بن الوليد وجرير بن عبد الله بن أبي عوف وسعيد بن
عمرو وكتب سنة 31 والسلام ويروي أن ذلك كان سنة 21 و بانقيا أيضا من رستاق منبج
على أميال من المدينة
بانك بضم النون وكاف من قرى الري نسبوا إليها بعض أهل العلم
البان قال الكندي أسفل من صفينة في صحراء مستوية عمودان طويلان لا يرقاهما أحد إلا
أن يكون طائرا فيقال لأحدهما عمود البان والبان موضع والآخر عمود السفح وهو من عن
يمين طريق المصعد من الكوفة على ميل من أفيعية وأفاعية
و ذو البان جبل في ديار بني كلاب بحذاء مليحة ماء هناك و ذو البان أيضا في مصادر
وادي المياه لبني نفيل بن عمرو بن كلاب و ذو البان أيضا بأطراف الرقق لبني عمرو بن
كلاب و ذو البان أيضا جبل من إقبال هضب النخل وراء ذلك قاله ابن السكيت وفي رواية
ذو البان من ديار بني البكاء وقال أبو زياد وذو البان هضبة تنبت البان وقال الطويق
بن عاصم النميري عرفت لحبي بين منعرج اللوى وأسفل ذات البان مبدى ومحضرا إلى حيث
فاض المذنبان وواجها من الرمل ذي الأرطى قواعد عقرا بها كن أسباب الهوى مطمئنة ومات
الهوى ذاك الزمان وأقصرا قال المذنبان واديان بذات البان وبان من قرى مصر وبان من
قرى نيسابور ثم من قرى ارغيان منها سهل بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن الباني
الأرغياني وابنه أبو بكر أحمد بن سهل
بانوب بضم النون وسكون الواو والباء موحدة اسم لثلاث قرى بمصر في الشرقية والغربية
والأشمونين
باوجان بكسر الواو
من قرى أصبهان وهي غير بارجان ذكرهما الحافظ ابن النجار في معجمه
باور بفتح الواو وراء موضع باليمن ينسب إليه الحسين بن يوحن بن أبوية بن النعمان
الباوري أبو عبد الله اليمني خرج من بلده يطلب العلم فطاف البلدان ثم استقر
بأصبهان روى عن جماعة منهم الفضل بن محمد النيلي وأبو الفضل الأرموي وابن ناصر
السلامي وغيرهم كتب عنه محمد بن سعيد الدبيثي الحافظ وأبو الحسن علي بن محمد بن
عبد الكريم الجزري وغيرهما ومات بأصبهان في شهر ربيع الأول سنة 785
باورد بفتح الواو وسكون الراء وهي أبيورد بلد بخراسان بين سرخس ونسا ينسب إليها
بهذا اللفظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عقيل الباوردي كان معتزليا غاليا سكن
أصبهان وروى بها الحديث ومات بعد سنة 024
باوري وملندي بكسر الراء مدينتان متقاربتان من بلاد الزنج يجلب منهما العنبر
باوشنايا الشين معجمة ساكنة ونون وبين الألفين ياء قرية كبيرة من قرى الموصل قرب
بلد من أعمال البقعاء خرج منها قوم من أهل العلم والذكر
باول نهر كبير بطبرستان
بايان سكة بنسف معروفة نزلها محمد بن إسماعيل البخاري ينسب إليها أبو يعلى محمد بن
أبي الطيب أحمد بن ناصر الباياني كان إماما في الأدب توفي سنة 367
باي بابان ذكر في بابان لأن النسبة إليها باباني
بايات آخره تاء فوقها نقطتان من حصون صنعاء اليمن
باب الباء والباء أيضا وما يليهما
ببا بالفتح مدينة بمصر من جهة الصعيد على غربي النيل وبمصر عدة قرى تشتبه في الخط
وتختلف في اللفظ لا بأس بذكرها ههنا ليفرق بينها ثم نذكر كل واحدة في موضعها وهي
ببا بالفتح وهي المذكورة في هذا الباب من كورة البهنسا وبنا بفتح الباء ونون من
كوره السمنود وتتا بتاءين مثناتين من فوقهما من كورة المنوفية وننا بنونين
مفتوحتين من كورة البهنسا أيضا وبيا بباء موحدة وياء في كورة حوف رمسيس ويقال لها
بياء الحمراء
ببز بالفتح ثم الضم مشدد وزاي قرية كبيرة على نهر عيسى بن علي دون السندية وفوق
الفارسية وهي وقف على ورثة الوزير رئيس الروساء وكان لأهله بها حصة رأيتها مرارا
ذكرها نصر في كتابه
ببشتر بالضم ثم الفتح وسكون الشين المعجمة وفتح التاء فوقها نقطتان وراء حصن منفرد
بالامتناع من أعمال رية بالأندلس بينه وبين قرطبة ثلاثون فرسخا وربما أشبعوا الباء
الثانية فنشأت ألفا فقالوا بباشتر
ببشى بالفتح ثم السكون والشين مفتوحة مقصور ممال بلد في كورة الأسيوطية بمصر
ببق قال الرهني وذكر خبيصا من بلاد كرمان ثم قال وبناحيتها خبق وببق ولا أدري ما
هما
ببليون هي بابليون وقد تقدم ذكرها جاءت بهذا اللفظ في قول عمران بن حطان حيث قال
فساروا بحمد الله
حتى أحلهم ببليون منها الموجفات السوابق ببمبم بفتحتين بوزن غشمشم موضع أو جبل
وكذا ذكره الأزهري والخارزنجي ولم تجتمع الباء والميم في كلمة اجتماعهما في هذه
الكلمة ورواه بعضهم يبمبم وقد روي على اللغتين قول حميد بن ثور حيث قال إذا شئت
غنتني بأجزام بيشة وبالرزن من تثليث أو من ببمبما ببنة بالفتح ثم السكون ونون
مدينة عند بامئين من أعمال باذغيس قرب هراة افتتحها سالم مولى شريك بن الأعور من
قبل عبد الله بن عامر في سنة 13 عنوة قال أبو سعد ببنة هي بون غير أنهم قد نسبوا
إليها ببني واشتهر بالنسبة هكذا جماعة منهم أبو عبد الله محمد بن بشر بن علي
الببني حدث عن أبي بكر أحمد بن محمد البرديجي الحافظ حدث عنه محمد بن أحمد بن
الفضل
ببة بتشديد الثانية دار ببة بمكة على رأس ردم عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ببيج بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وجيم سبع قرى بمصر وهي في جزيرة بني نصر وببيج
قمن في البوصيرية
وفي الفيوم خمسة ببيج ببيج أندير وببيج أنقاش وببيج أنشو وببيج غيلان وببيج فرح
باب الباء والتاء وما يليهما
بتا بالفتح وتشديد الثاني مقصور وقد يكتب بالياء أيضا من قرى النهروان من نواحي
بغداد وقيل هي قرية لبني شيبان وراء حولايا كذا وجدته مقيدا بخط أبي محمد عبد الله
بن الخشاب النحوي قال عبيد الله بن قيس الرقيات أنزلاني فأكرماني ببتا إنما يكرم
الكريم الكريم بتان من نواحي حران ينسب إليها محمد بن جابر البتاني صاحب الزيج
ذكره ابن الأكفاني بكسر الباء
بتان بالضم والتخفيف من قرى نيسابور من أعمال طريثيث منها
أبو الفضل البتاني ساكن طريثيث أحد الزهاد الفضلاء من أصحاب الشافعي ومحمد بن عبد
الرحمن البتاني من آل يحيى بن أكثم يروي عن علي بن إبراهيم البتاني من أصحاب ابن
المبارك وقد ذكرنا في بنان ما قيل في علي بن إبراهيم البتاني
البت بالفتح ثم التشديد قرية كالمدينة عن أعمال بغداد قريبة من راذان وكان أهلها
قد تظلموا قديما إلى الوزير محمد بن عبد الملك بن الزيات من آفة لحقتهم فولى عليهم
رجلا ضعيف البصر فقال شاعر منهم أتيت أمرا يا أبا جعفر لم يأته بر ولا فاجر أغثت
أهل البت إذا أهلكوا بناظر ليس له ناظر وإليها ينسب أبو الحسن أحمد بن علي الكاتب
البتي أديب كيس له نوادر حسنة مات سنة 504 وكان قد كتب للقادر بالله مدة و البت
أيضا قرية بين بعقوبا وبوهرز كثيرة و بتة بالهاء قرية من أعمال بلنسية منها أبو
جعفر البتي له أدب وشعر
بتخذان بالضم ثم السكون وفتح الخاء المعجمة وذال معجمة وألف ونون من قرى نسف منها
أبو علي الحسن بن عبد الله بن محمد بن الحسن البتخذاني المقري النسفي توفي بعد سنة
155
البتراء كأنه تأنيث
الأبتر موضع ذكره في غزوة النبي صلى الله عليه و سلم لبني لحيان قال ابن هشام سلك
النبي صلى الله عليه و سلم على غراب ثم على مخيض ثم على البتراء وذكر ابن إسحاق في
مساجد النبي صلى الله عليه و سلم في طريقه إلى تبوك فقال ومسجد بطرف البتراء من
ذنب الكواكب
بتران بالضم موضع في بلاد بني عامر قال المجنون أنشده أبو زياد وأشرفت من بتران
أنظر هل أرى خيالا لليلى راية وترانيا فلم يترك الأشراف في كل مرقب ولا الدمع من
عيني إلا المآقيا المآقي جمع مأق
بتر أجبل من الشقيق مطلات على زبالة قال الشاعر رعين بين لينة والقهر فالنجفات
فأميل البتر فغرفتي صارة بعد العصر وقال مالك بن الصمصامة الجعدي واجتازت به
صاحبته التي يهواها وأخوها حاضر فأغمي عليه فلما أفاق قال ألمت وما حيت وعاجت
فأسرعت إلى جرعة بين المخارم فالنحر خليلي إن حانت وفاتي فاحفرا برابية بين
المحاصر فالبتر لكيما تقول العبدلية كلما رأت جدثي حييت يا قبر من قبر وقيل البتر
أكثر من سبعة فراسخ عرضا وطولا أكثر من عشرين فرسخا في بلاد بني عمرو بن كلاب وقال
القتال الكلابي عفا النجب بعدي فالعريشان فالبتر فبرق نعاج من أميمة فالحجر إلى
صفرات الملح ليس بجوها أنيس ولا ممن يحل بها شفر شفر أي إنسان يقال ما بها شفر ولا
كتيع ولا دبيج و البتر أيضا موضع بالأندلس ينسب إليه أبو محمد مسلمة بن محمد
البتري الأندلسي روى عنه يوسف بن عبد الله بن عبد البر الأندلسي الإمام
بترير بالكسر ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وراء أخرى حصن من أعمال مرسية
بالأندلس
بتسابور بالضم والسين مهملة صقع من سواد واسط الحجاج بالعراق
بتعة قال الأصمعي وبجلذان موضع قرب الطائف هضبة سوداء يقال لها بتعة وفيها نقب كل
نقب قدر ساعة كان يلتقط فيها السيوف العادية والخرز ويزعمون أن فيها قبورا لعاد
وكانوا يعظمون ذلك الجبل
بتمار بالفتح ثم التشديد والكسر قرية من قرى بغداد ينسب إليها أبو إبراهيم نصر
الله بن أبي غالب ابن أبي الحسن البتماري ذكره أبو سعد في شيوخه وقال سمعت منه سنة
735 ومحمد بن مرجا بن أبي العز بن مرجا البتماري أبو الوليد روى شيئا من الحديث عن
أبي علي الحسن بن إسحاق الباقرجي
البتم بالضم ثم الفتح والتشديد اسم حصن ببلاد فرغانة وفيه قال الكميت
أباحت حمى الصين
والبتم وقيل البتم حصن منيع جدا وفيه معدن الذهب والفضة والزاج والنوشاذر الذي
يحمل إلى الآفاق وهو جبل فيه مثل الغار قد بني عليه بيت يستوثق من بابه وكوائه
يرتفع من هذا الموضع بخار يشبه بالنهار الدخان وبالليل النار فإذا تلبد هذا البخار
كان منه مثل النوشاذر فلا يتهيأ لأحد أن يدخل هذا البيت لشدة حره إلا أن يلبس
لبودا يرطبها بالماء ثم يدخله كالمختلس فيأخذ ما يقدر من ذلك ويسرع الخروج وهذا
البخار ينتقل من مكان إلى مكان فيحفر عليه حتى يظهر وإذا لم يكن عليه بناء يمنع
البخار من التفرق لم يضر من قاربه حتى إذا احتقن ومنع من التفرق أحرق من يدخله من
شدة الحر والبتم جبال يقال لها البتم الأول والبتم الأوسط والبتم الداخل ومياه
بخارى وسمرقند وجميع الصغد من البتم الأوسط يجري هذا الماء إلى برغر ثم إلى منجيكث
ثم إلى سمرقند ونهر الصغانيان أيضا منه
بتنين بالضم ثم الفتح وكسر النون وياء ساكنة ونون أخرى من قرى صغد سمرقند من ناحية
دبوسية منها جعفر بن محمد بن بحر البتنيني روى عنه ابنه القاسم قاله أبو سعد ثم
قال بتيتن بتاءين مثناتين من فوق من قرى دبوسية ونسب إليها القاسم بن جعفر بن محمد
ولا أدري ما الصواب منهما
بتيل بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ولام جبل بنجد منقطع عن الجبال وقيل جبل يناوح
دمخا وقال الحارثي بتيل واد لبني ذبيان وجبل أحمر يناوح دمخا من ورائه في ديار
كلاب وهناك قليب يقال له البتيلة وبتيل حجر بناء هناك عادي مرتفع مربع الأسفل محدد
الأعلى يرتفع نحو ثمانين ذراعا وقيل بتيل اليمامة جبل فارد في فضاء سمي بذلك
لانقطاعه من غيره وقال موهوب بن رشيد مقيم ما أقام ذرى سواج وما بقي الأخارج
والبتيل وقال سلمة بن الخرشب الأنماري إذا ما غدوتم عامدين لأرضنا بني عامر
فاستظهروا بالمرائر فإن بني ذبيان حيث عهدتم بجزع البتيل بين باد وحاضر يسدون
أبواب القباب بضمر إلى عنن مستوثقات الموائر وقال أبو زياد الكلابي وفي دماخ وهي
بلاد بني عمرو بن كلاب بتيل وأنشد لعمري لقد هام الفؤاد لجاجة بقطاعة الأعناق أم
خليل فمن أجلها أحببت عونا وجابرا وأحببت ورد الماء دون بتيل بتيلة مثل الذي قبله
وزيادة هاء ماء لبني عمرو ابن ربيعة بن عبد الله رواء ببطن السر وهو إلى جنب بتيل
المذكور قبله وفي كتاب نصر بتيلة قليب عند بتيل في ديار بني كلاب وقال ابن دريد
البتيلة ماء لهم رواء ببطن السر إلى جنب بتيل وبتيل جبل أحمر يناوح دمخا من ورائه
وقال أبو زياد خاصم عبيد الله بن ربيع قوم من بني أبي بكر في ماء لهم يقال له بتيل
فأطالوا لهم الخصومة وعلى المدينة رجل من قريش يقال له خالد واستعمل خالد رجلا
يقال له عثمان على ضرية فكان عبيد الله وأصحابه يختصمون إلى عثمان فجعل البكريون
لعثمان
مالا على أن يقضي
لهم على عبيد الله فلما تخوف عبيد الله ذلك ارتحل حتى وقع بين يدي خالد بالمدينة
فقال إلى الله أشكو أن عثمان جائر علي ولم يعلم بذلك خالد أبيت كأني من حذار قضائه
بحرة عباد سليم الأساود تكلفت أجواز الفيافي وبعدها إلي وعظمي خشية الظلم بارد
وبيضاء إمليس إذا بت ليلة بها زارني عاري الذراعين مارد عوى عند نضوي يستغيث أليفه
بمنزلة لا تعتفيها العوائد فلما رآني قد حنست لقتله مبارزة واشتد بالسيف ساعدي
فولى فتى شاكي السلاح لو أنه أخي لم أبعه من معد بواحد فتى يكسب المعدوم حتى رقيقه
مدل بشدات الكمي المناجد إلى خالد إما أموت فهين وإما طريد مستجير بخالد فهل أنت
من أهل البتيلة منقذي فقد كدت عن لحمي بسيفي أجالد أرادوا جلائي عن بلاد ورثتها
أبي وإمام الناس والدين واحد أما بعد أن يرموا بدلوي عن التي ضربت برومي حديد
الحدائد فأمكنتها من منحر غير قاطع له نفيان طيب الطعم بارد فإنكما يا ابني علية
كنتما يدا وأخي يرجي قليل الفوائد وقال ذروة بن جحفة الكلابي شهد البتيل على
البتيلة أنها زرواء فانية على الأوراد منع البتيلة لا يجوز بمائها قمر تثور جحاشها
بشراد قبح الإله وخصهم بملامة نفرا يقال له بنو رواد نفرا يقيم اللؤم وسط بيوتهم
والمخزيات كما يقيم نضاد بتينق بالتفح ثم التشديد والكسر وياء ساكنة ونون مفتوحة
وقاف مدينة في ساحل جزيرة صقلية
باب الباء والثاء وما يليهما
البثاء بالفتح والمد موضع في بلاد بني سليم قال أبو ذؤيب يصف عيرا تحملت رفعت لها
طرفي وقد حال دونها رجال وخيل بالبثاء تغبر وقال أبو بكر البثاء الأرض السهلة
واحدتها بثاءة وأنشد بميت بثاء تبطنته دميث به الرمث والحيهل قال الأهزري ولعل
بثاء لماء في ديار بني سعد أخذ من هذا قال وهو عين ماء عذب تسقي نخلا قال ورأيتها
في ديار بني سعد بالستارين فتوهمت أنه سمي بذلك لأنه قليل ترشح فكأنه عرق يسيل
وقال مالك بن نويرة وكان نزل بهذا على بني سعد
فسابقهم على فرس له
يقال له نصاب فسبقهم فظلموه فقال قلت لهم والشىء مني باد ما غركم بسابق جواد يا رب
أنت العون في الجهاد إذ غاب عني ناصر الأرفاد واجتمعت معاشر الأعادي على بثاء باهظ
الأوراد البثراء بالفتح ثم السكون وراء وألف ممدودة اسم جبل وقيل شجر ذكر في غزوة
الرجيع
البثر قال الأزهري البثر القليل والبثر الكثيرة وأنشد لأبي ذؤيب فافتنهن من السواء
وماؤه بثر وعارضه طريق مهيع وجعله السكري موضعا بعينه فإنه قال بثر هو ماء معروف
بذات عرق
وقال ذلك غيره وأنشد لأبي جندب الهذلي ألا ابلغ معقلا عني رسولا مغلغلة ووائلة بن
عمرو إلى أي نساق وقد بلغنا ظماء عن سميحة ماء بثر بثرون بالتحريك والراء حصن بين
جبيل وأنفة على ساحل بحر الشام
البثنون بالتحريك وبين النونين واو ساكنة بليدة من نواحي مصر في كورة الغربية
البثنة بالفتح ثم السكون ونون قال ثعلب البثنة الزبدة والبثنة النعمة والبثنة
الرملة اللينة والبثنة المرأة الحسناء الغضة الناعمة وهو اسم ناحية من نواحي دمشق
وهي البثنية وقيل هي قرية بين دمشق وأذرعات عن الأزهري وكان أيوب النبي عليه
السلام منها
البثنية بالتحريك وكسر النون وياء مشددة وهي التي قبلها بعينها يقال بثنة وبثنية
وفي حديث خالد بن الوليد أنه خطب فقال إن عمر استعملني على الشام وهو له مهم فلما
ألقى الشام بوانيه وصار بثنية وعسلا عزلني واستعمل غيري يقال إن البثنية حنطة
منسوبة إلى بلدة معروفة بالشام يقال لها البثنية ويقال أن البثنية اللينة وذلك أن
الرملة اللينة يقال لها بثنة وتصغيرها بثينة
قال الغنوي بثنية الشام حنطة أو حبة مدحرجة قال ابن رويد الهذلي فأدخلتها لا حنطة
بثنية تقابل أطراف البيوت ولا حرفا وقد نسب إليها قوم منهم النضر بن محرز بن بعيث
أبو الفرج الأزدي البثني من أهل البثنية من نواحي دمشق حدث عن محمد بن المنكدر
وأبي الزعزيقة وهشام بن عروة روى عنه الوليد بن سلمة الطبراني وأبو بكر عبد الرحمن
بن عبد العزيز ويقال ابن عبد الله الفارسي وأبو العباس الوليد بن المهلب الأزدي
وسهيل بن عبد الرحمن العكي وأحمد بن سليمان قال ابن حبان هو منكر الحديث جدا لا
يجوز الاحتجاج به
بثينة مصغرا بلفظ صاحبة جميل وقد تقدم اشتقاقه هضبة على طريق السفر بين البحرين
والبصرة
باب الباء والجيم وما يليهما
البجادة بالكسر من مياه أبي بكر بن كلاب ثم لبني كعب بن عبد بن أبي بكر وفيها قال
السري
ابن حاتم دعاني
الهوى يوم البجادة قادني وقد كان يدعوني الهوى فأجيب في أبيات ذكرت في العوقبين
بجان بالفتح ثم التشديد وآخره نون موضع بين فارس وأصبهان واللفظ بجيمه على مذهب
الفرس بين الجيم والشين
بجانة بالفتح ثم التشديد وألف ونون مدينة بالأندلس من أعمال كورة إلبيرة خربت وقد
انتقل أهلها إلى المرية وبينها وبين المرية فرسخان وبينها وبين غرناطة مائة ميل
وهي ثلاثة وثلاثون فرسخا منها أبو الفضل مسعود بن علي بن الفضل البجاني روى عن أبي
القاسم أحمد بن عبيدة وأبو الحسن علي بن معاذ بن سمعان بن موسى الرعيني البجاني
سمع ببجانة من سعيد بن قحلون وعلي بن الحسن المري ومسعود بن علي وسمع بقرطبة من
قاسم بن أصبغ بن أبي دليم محمد بن عيسى الفلاس ومحمد بن معاوية القرشي وغيرهم وكان
فصيحا شاعرا عالما بالنسب طويل اللسان مفوها كثير الأذكار سمع منه الناس ببجانة
وقرطبة قال ابن الفرضي وسمعت منه وكان يكذب وقفت على ذلك وعلمته قال لي ولدت سنة
703
بجاوة بفتح الواو قال الزمخشري بجاوة أرض بالنوبة بها إبل فرهة وإليها تنسب الإبل
البجاوية منسوبة إلى البجاء وهم أمم عظيمة بين العرب والحبش والنوبة مر ذكرهم قبل
هذا
بجاية بالكسر وتخفيف الجيم وألف وياء وهاء مدينة على ساحل البحر بين إفريقية
والمغرب كان أول من اختطها الناصر بن علناس بن حماد بن زيري بن مناد بن بلكين في
حدود سنة 754 بينها وبين جزيرة بني مزغناي أربعة أيام كانت قديما ميناء فقط ثم
بنيت المدينة وهي في لحف جبل شاهق وفي قبلتها جبال كانت قاعدة ملك بني حماد وتسمى
الناصرية أيضا باسم بانيها وهي مفتقرة إلى جميع البلاد لا يخصها من المنافع شيء
إنما هي دار مملكة تركب منها السفن وتسافر إلى جميع الجهات وبينها وبين ميلة ثلاثة
أيام وكان السبب في اختطاطها أن تميم بن المعز بن باديس صاحب إفريقية أنفذ إلى ابن
عمه الناصر بن علناس محمد بن البعبع رسولا لإصلاح حال كانت بينهما فاسدة فمر ابن
البعبع بموضع بجاية وفيه أبيات من البربر قليلة فتأملها حق التأمل فلما قدم على
الناصر غدر بصاحبه واستخلى الناصر ودله على عورة تميم وقرر بينه وبين الناصر الهرب
من تميم والرجوع إليه وأشار عليه ببناء بجاية واستركبه وأراه المصلحة في ذلك
والفائدة التي تحصل له من الصناعة بها وكيد العدو فأمر من وقته بوضع الأساس وبناها
ونزلها بعسكره ونمى الخبر إلى تميم فأرصد لابن البعبع العيون فلما أراد الهرب قبض عليه
وقتله وألحق به عاقبة الغدر
بج حوران الجيم مشددة من أعمال دمشق قال الحافظ أبو القاسم العساكري محمد بن عبد
الله أبو عبد الله البجي من بج حوران قرية كانت على باب دمشق حكى عن الأوزاعي روى
عنه العباس بن الوليد بن مزيد ومنها أبو عبد الله جعفر ابن محمد بن سعيد بن شعيب
بن عبد الله بن عبد الغفار وقيل ابن شعيب بن ذكوان بن أبي أمية العبدري مولى بني
عبد الدار قال الحافظ أبو القاسم من أهل بج حوران من إقليم باناس حدث عن الفضل
ابن العباس وأبي
علي الحسين بن محمد بن جعفر الحلبي المعروف بابن البطناني وأبي محمد عبد الرحيم بن
علي بن محمد الأنصاري المؤذن وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة وأبي عبد الملك بن
البسري وزكرياء ابن يحيى السجزي وأحمد بن أنس بن مالك وأبي زرعة الدمشقي روى عنه
أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران وأبو العباس محمد بن موسى
السمسار وأحمد بن عبد الله البرامي وإبراهيم ابن محمد بن سنان وأبو هاشم عبد
الجبار بن عبد الصمد وأبو الحسين الكلابي مات في ربيع الأول سنة 923 وعبد الرحمن
بن الحسين بن عبد الله ويقال عبد الرحمن بن يزيد بن تميم السلمي الحوراني ويقال
البج حوراني من بج حوران روى عنه أبيه والوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب ومروان
الفزاري روى عنه القاسم بن عيسى العطار وأبو الحسن بن جوصا وأحمد بن عامر
البرقعيدي وأبو بشر الدولابي وجماعة غير هؤلاء
بجدان بالضم ثم السكون اسم جبل في طريق مكة من المدينة روي عن النبي صلى الله عليه
و سلم أنه كان على بجدان فقال هذا بجدان سبق المفردون قالوا ومن المفردون قال
الذاكرون الله كثيرا والذاكرات كذا رواه الأزهري بالضم ثم السكون والدال مهملة
وأكثر الناس يرويه جمدان وقد ذكر في موضعه
البجرات بالتحريك وقيل البجيرات بالتصغير مياه كثيرة من مياه السماء في جبل شوران
المطل على عقيق المدينة يجوز أن يكون جمع بجرة وهو عظم البطن
بجستان بكسر أوله وثانيه وسكون السين المهملة وتاء فوقها نقطتان وألف ونون من قرى
نيسابور منها أبو القاسم موفق بن محمد بن أحمد البجستاني الميداني من أهل نيسابور
من أصحاب محمد ابن كرام كان له قبول عند العامة سمع من أبي القاسم بن الحصين نحو
سنة 025
البجسة بالكسر موضع باليمامة
بجمزا بالفتح ثم الكسر وسكون الميم والزاي وألف مقصورة قرية من طريق خراسان كانت
بها وقعة بين المقتفي لأمر الله وكون خر ومسعود البلال أصحاب السلطان محمد بن
محمود في سنة 945 ويقال لهذه القرية بكمزا وقد ذكرت
بجوار بالفتح محلة كبيرة بأسفل البلد وإنما قيل لها بجوار بمرو لأن على رأس السكة
بجورا للماء أي مقسما للماء نسبت السكة إليها منها أبو علي الحسن بن محمد بن سهلان
الخياط البجواري الشيخ الصالح
البجوم بالضم بلد يضاف إليه كورة من كور أسفل الأرض بمصر فيقال كورة الأوسية
والبجوم
بجة بالفتح والتشديد مدينة بين فارس وأصبهان والله الموفق
باب الباء والحاء وما يليهما
بحار بكسر أوله كأنه جمع بحر قال الأصمعي البحار كل أرض سهلة تحفها جبال وأنشد
للنمر ابن تولب وكأنها دقرى تخيل نبتها أنف يغم الضال نبت بحارها الدقرى الروضة
الكثيرة الماء والندى
و ذو بحار جبلان في ظهر حرة بني سليم قاله
إسماعيل بن حماد
وقال نصر ذو بحار ماء لغني في شرقي النير وقيل في بلاد اليمن وأنشد غيره للنابغة
الجعدي في يوم شعب جبلة ونحن حبسنا الحي عبسا وعامرا بحسان وأبي الجون إذ قيل
أقبلا وقد صعدت عن ذي بحار نساؤهم كإصعاد نسر لا يرومون منزلا عطفنا لهم عطف
الضروس فصادفوا من الهضبة الحمراء عزا ومعقلا وقال أبو زياد ذو بحار واد بأعلى
التسرير يصب في التسرير لعمرو بن كلاب وأنشد عفا ذو بحار من أميمة فالهضب وأقفر
إلا أن يلم به ركب ورواه الغوري بفتح الباء وأنشد لبشر بن أبي خازم لليلى على بعد
المزار تذكر ومن دون ليلى ذو بحار فمنور بحار بالضم كذا رواه السكري في قول البريق
الهذلي ومر على القرائن من بحار فكاد الوبل لا يبقي بحارا وقال بشامة بن الغدير
لمن الديار عفون بالجزع بالدوم بين بحار فالشرع درست وقد بقيت على حجج بعد الأنيس
عفونها سبع إلا بقايا خيمة درست دارت قواعدها على الربع بحت بالضم ثم السكون
والتاء مثناة وادي البحت قريب من العذيب يطؤه الطريق بين الكوفة والبصرة قال
الحازمي ولا أحقه
بحتر بالضم روضة في وسط أجإ أحد جبلي طيء قرب جو كأنها مسماة بالقبيلة وهو بحتر ابن
عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء
بحران بالضم موضع بناحية الفرع قال الواقدي بين الفرع والمدينة ثمانية برد وقال
ابن إسحاق هو معدن بالحجاز في ناحية الفرع وذلك المعدن للحجاج بن علاط البهزي قال
ابن إسحاق في سيرة عبد الله بن جحش فسلك على طريق الحجاز حتى إذا كان بمعدن فوق
الفرع يقال له بحران أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا يعتقبانه
وذكر القصة كذا قيده ابن الفرات بفتح الباء ههنا وقد قيده في مواضع بضمها وهو
المشهور وذكره العمراني والزمخشري وضبطاه بالفتح والله أعلم
بحثر بلد باليمن كان لسبإ بن سليمان الخولاني سكن بها الفقيه أحمد بن مقبل الدثني
صنف كتابا في شرح اللمع لأبي إسحاق سماه المصباح وهو من مخلاف جعفر
ذكر البحار أما اشتقاق البحر فقال صاحب كتاب العين سمي البحر بحرا لاستبحاره وهو
سعته وانبساطه ويقال استبحر فلان في العلم وتبحر الراعي في رعي كثير وتبحر في
المال إذا كثر ماله
والماء البحر هو الملح وقد أبحر الماء إذا صار ملحا قال نصيب وقد عاد ماء البحر
ملحا فزادني إلى مرضي أن أبحر المشرب العذب
وأما ماء البحر
فذكر مقاتل أنه فضلة ماء السماء المنهمر منها في الطوفان واحتج بقوله تعالى وقيل
يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي فلما
بلعت الأرض ماءها بقي ماء السماء على وجهها وهو ماء البحر قال وإنما كان ملحا لأنه
ماء سخط كذا نزل ولم يذكر أحد من المفسرين في هذا شيئا وهو قول حسن يتقبله القلب
وكذا قيل في الماء الذي تبديه الأرض إلينا وهو نبع من ماء السماء أيضا واحتج بقوله
تعالى وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وقوله تعالى ألم ترى أن الله
أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض وأذكر ما يضاف إليها من حروف المعجم
بحر بنطس كذا وجدته بخط أبي الريحان بالباء الموحدة ثم النون الساكنة وضم الطاء
والسين مهملة قال وفي وسط المعمورة بأرض الصقالبة والروس بحر يعرف ببنطس عند
اليونانيين ويعرف عندنا ببحر طرابزندة لأنها فرضة عليه يخرج منه خليج يمر بسور
القسطنطينة ولا يزال مضايقا حتى يقع في بحر الشام الذي في ساحله الجنوبي بلاد
الشام ومصر والإسكندرية وإفريقية
بحر تولية من البحار العظام وأظنه يستمد من المحيط قال الكندي في طرف العمارة من
ناحية الشمال بحر عظيم تحت قطب الشمال وبقربه مدينة يقال لها تولية بعدها عمارة
وأهلها أشقى خلق الله ولم تقرب منها سفينة
بحر الخزر بالتحريك وهو بحر طبرستان وجرجان وآبسكون كلها واحد وهو بحر واسع عظيم
لا اتصال له بغيره ويسمى أيضا الخراساني والجيلي وربما سماه بعضهم الدوارة
الخراسانية وقال حمزة اسمه بالفارسية زاره أكفوده ويسمى أيضا أكفوره دريار وسماه
ارسطاطالس أرقانيا وربما سماه بعضهم الخوارزمي وليس به لأن بحيرة خوارزم غير هذا
تذكر في موضعها إن شاء الله وعليه باب الأبواب وهو الدربند كما وصفناه في موضعه
وعليه من جهة الشرق جبال موقان وطبرستان وجبل جرجان ويمتد إلى قبالة دهستان وهناك
آبسكون ثم يدور مشرقا إلى بلاد الترك وكذلك في جهة شماله إلى بلاد الخزر وتصب إليه
أنهار كثيرة عظام منها الكر والرس وإتل وقال الإصطخري وأما بحر الخزر ففي شرقيه
بعض الديلم وطبرستان وجرجان وبعض المفازة التي بين جرجان وخوارزم وفي غربيه اللان
من جبال القبق إلى حدود السرير وبلاد الخزر وبعض مفاوزة الغزية وشماليه مفازة الغزية
وهم صنف من الترك بناحية سياه كوه وجنوبيه الجيل وبعض الديلم قال وبحر الخزر ليس
له اتصال بشيء من البحور على وجه الأرض فلو أن رجلا طاف بهذا البحر لرجع إلى
الموضع الذي ابتدأ منه لا يمنعه مانع إلا أن يكون نهر يصب فيه وهوبحر ملح لا مد
فيه ولا جزر وهو بحر مظلم قعره طين بخلاف بحر القلزم وبحر فارس فإن في بعض المواضع
من بحر فارس ربما يرى قعره لصفاء ما تحته من الحجارة البيض ولا يرتفع من هذا البحر
شيء من الجواهر لا لؤلؤ ولا مرجان ولا غيرهما ولا ينتفع بشيء مما يخرج منه سوى
السمك ويركب فيه التجار من أراضي المسلمين إلى أرض الخزر وما بين أران والجيل
وجرجان وطبرستان وليس في هذا البحر جزيرة مسكونة فيها عمارة كما في بحر فارس
والروم وغيرهما بل فيه جزائر فيها غياض
ومياه وأشجار وليس
بها أنيس منها جزيرة سياه كوه وقد ذكرت وبحذاء نهر الكر جزيرة أخرى بها غياض
وأشجار ومياه يرتفع منها الفوه ويحملون إليها في السفن دواب فتسرح فيها حتى تسمن
وجزيرة تعرف بجزيرة الروسية وجزائر صغار وليس من آبسكون إلى الخزر للآخذ على يمنى
يديه على شاطىء البحر قرية ولا مدينة سوى موضع من آبسكون على نحو خمسين فرسخا يسمى
دهستان وبناء داخل البحر تستتر فيه المراكب في هيجان البحر ويقصد هذا الموضع خلق
كثير من النواحي فيقيمون به للصيد وبه مياه ولا أعلم غير ذلك فأما عن يسار آبسكون
إلى الخزر فإنه عمارة متصلة لأنك إذا أخذت من آبسكون يسارا مررت على حدود جرجان
وطبرستان والديلم والجيل وموقان وشروان والمسقط وباب الأبواب ثم إلى سمندر أربعة
أيام ومن سمندر إلى نهر إتل سبعة أيام مفاوز ولهذا البحر من ناحية سياه كوه زنقة
يخاف على المراكب منها إذا أخذتها الريح إليها أن تنكسر فإذا انكسرت هناك لم يتهيأ
جمع شيء منها من الأتراك لأنهم يأخذونه ويحولون بين صاحبه وبينه ويقال إن دوران هذا
البحر ألف وخمسمائة فرسخ وقطره مائة فرسخ والله أعلم
بحر الزنج هو بحر الهند بعينه وبلاد الزنج منه في نحو الجنوب تحت سهيل وله بر
وجزائر كثيرة كبار واسعة فيها غياض كثيرة وأشجار لكنها غير ذات أثمار وإنما هي نحو
شجر الابنوس والصندل والساج والقنا ومن سواحلهم يلتقط العنبر ولا يوجد في غير
سواحلهم وهم أضيق الناس عيشا وحدثني غير واحد ممن شاهد تلك البلاد أنهم يرون القطب
الجنوبي عاليا يقارب أن يتوسط السماء وسهيل كذلك ولا يرون الجدي قط ولا القطب
الشمالي أبدا ولا بنات نعش وأنهم يرون في السماء شيئا في مقدار جرم القمر كأنه
طاقة في السماء أو شبه قطعة غيم بيضاء لا يغيب قط ولا يبرح مكانه وسألت عنه غير
واحد فاتفقوا على ما حكيته بلفظه ومعناه وله عندهم اسم لم يحضرني الآن وأنهم لا
يدرون أيش هو ولهم هناك مدن أجلها مقدشو وسكانها عرباء واستوطنوا تلك البلاد وهم
مسلمون طوائف لا سلطان لهم لكل طائفة شيخ يأتمرون له وهي على بر البربر وهم طائفة
من العربان غير الذين هم في المغرب بلادهم بين الحبشة والزنج وسنذكرهم بعد إن شاء
الله تعالى ثم يمتد بر البربر على ساحل بحر الزنج إلى قرابة عدن وأقصى هذا البحر
يتصل بالبحر المحيط
بحر فارس هو شعبة من بحر الهند الأعظم واسمه بالفارسية كما ذكره حمزة زراه كامسير
وحده من التيز من نواحي مكران على سواحل بحر فارس إلى عبادان وهو فوه دجلة التي
تصب فيه وأول سواحله من جهة البصرة وعبادان أنك تنحدر في دجلة من البصرة إلى بليدة
تسمى المحرزة في طرف جزيرة عبادان تتفرق دجلة عنده فرقتين إحداهما تأخذ ذات اليمين
فتصب في هذا البحر عند سواحل أرض البحرين وفيه تسافر المراكب إلى البحرين وبر
العرب وتمتد سواحله نحو الجنوب إلى قطر وعمان والشحر ومرباط إلى حضرموت إلى عدن
وتأخذ الفرقة الأخرى ذات الشمال وتصب في البحر من جهة بر فارس وتصير عبادان
لانصباب هاتين الشعبتين في البحر جزيرة بينهما وعلى سواحل بحر فارس من جهة عبادان
من مشهورات المدن مهروبان قال حمزة وههنا يسمى هذا البحر
بالفارسية زراه
أفرنك قال وهو خليج منخلج من بحر فارس متوجها من جهة الجنوب صعدا إلى جهة الشمال
حتى يجاوز جانب الأبلة فيمتزج بماء البطيحة آخر كلامه ثم يمر من مهروبان نحو
الجنوب إلى جنابة بلدة القرامطة ومقابلها في وسط البحر جزيرة خارك ثم يمر في سواحل
فارس بسينيز وبوشهر ونجيرم وسيراف ثم بجزيرة اللار إلى قلعة هزو ومقابلها في البحر
جزيرة قيس بن عميرة تظهر من بر فارس وهي في أيامنا هذه أعمر موضع في بحر فارس وبها
مقام سلطان البحر والملك المستولي على تلك النواحي ثم هرموز في بر فارس ومقابلها
في اللجة جزيرة عظيمة تعرف بجزيرة الجاسك ثم تيز مكران على الساحل فبحر فارس وبحر
البحرين وعمان واحد على ساحله الشرقي بلاد الفرس وعلى ساحله الغربي بلاد العرب
وطوله من الشمال إلى الجنوب
بحر القلزم وهو أيضا شعبة من بحر الهند أوله من بلاد البربر والسودان الذين ذكرنا
في بحر الزنج وعدن ثم يمتد مغربا وفي أقصاه مدينة القلزم قرب مصر وبذلك سمي بحر
القلزم ويسمى في كل موضع يمر به باسم ذلك الموضع فعلى ساحله الجنوبي بلاد البربر
والحبش وعلى ساحله الشرقي بلاد العرب فالداخل إليه يكون على يساره أواخر بلاد
البربر ثم الزيلع ثم الحبشة ومنتهاه من هذه الجهة بلاد البجاء الذين قدمنا ذكرهم
وعلى يمينه عدن ثم المندب وهو مضيق في جبل كان في أرض اليمن يحول بين البحر
وامتداده في أرض اليمن فيقال إن بعض الملوك القدماء قد ذلك الجبل بالمعاول ليدخل
منه خليجا صغيرا يهلك به بعض أعدائه فقد من ذلك الجبل نحو رمية سهمين أو ثلاثة ثم
أطلق البحر في أراضي اليمن فطفا ولم يمكن تداركه فأهلك أمما كثيرة واستولى على
بلدان لا تحصى وصار بحرا عظيما فهو يمر بساحله الشرقي على بلاد اليمن وجدة والجار
وينبع ومدين مدينة شعيب النبي عليه السلام وأيلة إلى القلزم في منتهاه وهو الموضع
الذي غرق فيه قوم فرعون وفرعون أيضا وبين هذا الموضع وفسطاط مصر سبعة أيام ثم يدور
تلقاء الجنوب إلى القصير وهو مرسى للمراكب مقابل قوص بينهما خمسة أيام ثم يدور في
شبه الدائرة إلى القلزم كانت جزيرة العرب بين الخليجين يحيطان بثلاثة أرباع بلاد
العرب
البحر المحيط ومنه مادة سائر البحور المذكورة ههنا غير بحر الخزر وقد سماه
أرسطاطاليس في رسالته الموسومة ببيت الذهب أوقيانوس وسماه آخرون البحر الأخضر وهو
محيط بالدنيا جمعيها كإحاطة الهالة بالقمر ويخرج منه شعبتان إحداهما بالمغرب
والأخرى بالمشرق فأما التي بالمشرق فهي بحر الهند والصين وفارس واليمن والزنج وقد
مر ذكر ذلك والشعبة الأخرى في المغرب تخرج من عند سلا فتمر بالزقاق الذي بين البر
الأعظم من بلاد بربر المغرب وجزيرة الأندلس وتمر بإفريقية إلى أرض مصر والشام إلى
القسطنطينية كما نذكره وهذا البحر المحيط لا يسلك شرقا ولا غربا إنما المسلك في
خليجيه فقط واختلفواهل الخليجان ينصبان في المحيط أم يستمدان منه فالأكثر أن
الخليجين يستمدان من المحيط وليس في الأرض نهر إلا وفضلته تصب إما في الشرقي أو في
الغربي إلا في مواضع تصب في بحيرات منقطعة نحو جيحون
وسيحون فإنهما
يصبان في بحيرة تخصهما والأردن يصب في البحيرة المنتنة كما نذكره إن شاء الله
تعالى
بحر المغرب وهو بحر الشام والقسطنطينية مأخذه من البحر المحيط ثم يمتد مشرقا فيمر
من شماليه بالأندلس كما ذكرنا ثم ببلاد الأفرنج إلى القسطنطينية فيمر ببنطس
المذكور آنفا ويمتد من جهة الجنوب على بلاد كثيرة أولها سلا ثم سبتة وطنجة وبجاية
ومهدية وتونس وطرابلس والإسكندرية ثم سواحل الشام إلى انطاكية حتى يتصل
بالقسطنطينية وفيه من الجزائر المذكورة الأندلس وميورقة وصقلية واقرايطش وقبرص
ورودس وغير ذلك كثيرة وقرأت في غير كتاب من أخبار مصر والمغرب أنه ملك بعد هلاك
الفراعنة ملوك من بني دلوكة منهم دركيون بن ملوطس وزمطرة وكانا من ذوي الرأي
والكيد والسحر والقوة فأراد الروم مغالبتهم على أرضهم وانتزاع الملك منهم فاحتالا
أن فتقا البحر المحيط من المغرب وهو بحر الظلمات فغلب على كثير من البلدان العامرة
والممالك العظيمة وامتد إلى الشام وبلاد الروم وصار حاجزا بين بلاد الروم وبلاد
مصر وهذا هو البحر الذي وصفناه قبل وعلى هذا منجر الأندلسي وبحر المغرب وبحر الإسكندرية
وبحر الشام وبحر القسطنطينية وبحر الأفرنج وبحر الروم جميعه واحد وليس لهذا اتصال
ببحر الهند إلا أن يكون من جهة المحيط وأقرب موضع بين البحر الهندي وهذا البحر عند
الفرما وهي على ساحل بحر المغرب والقلزم وهو على ساحر بحر اليمن سوى أربعة أيام
ولو أراد مريد أن يسير من سلا إلى إفريقية ثم سواحل مصر والشام ثم الثغور إلى
طرابزندة ويقطع جبل القبق ويدور من أطراف بلاد الترك إلى القسطنطينية فيصير البحر
على جهته الجنوبية بعد أن كان من جهته الشمالية ويمر بسواحل الأفرنج حتى يدخل
الأندلس فيقابل سلا التي بدأ بها من غير أن يقطع بحرا أو يركب مركبا ويمكنه ذلك
إلا أن المسافة بعيدة والمشقة في سلوكه صعبة لمروره بين أمم مختلفة الأديان
والألسنة وجبال مشقة وبواد موحشة
بحر الهند وهو أعظم هذه البحار وأوسعها وأكثرها جزائر وأبسطها على سواحله مدنا ولا
علم لأحد بموضع اتصاله بالمحيط محدودا لعظم اتصاله به وسعته وامتزاجه به وليس
كالمغربي لأن اتصال المغربي من المحيط ظاهر في موضع يقال له الزقاق بين ساحله
الجنوبي الذي عليه بلاد البربر وساحله الشمالي الذي هو بلاد الأندلس أربعة فراسخ
بين كل ساحل من الآخر وليس كذلك الهندي ويتشعب من الهندي خلجان كثيرة إلا أن
أكبرها وأعظمها بحر فارس والقلزم اللذين تقدم ذكرهما
وقد كنا ذكرنا أن أول بحر فارس التيز آخذا نحو الشمال فأما أخذه نحو الجنوب فهي
بلاد الزنج وينعطف من تيز الساحل مشرقا متسعا فتمر سواحله بالديبل والقس وسومنات
وهو أعظم بيوت العبادات التي بالهند جميعه هو عندهم بمنزلة مكة عند المسلمين ثم
كنباية ثم خور يدخل منه إلى بروص وهي من أعظم مدنهم ثم ينعطف أشد من ذلك حتى يمر
ببلاد مليبار التي يجلب منها الفلفل ومن أشهر مدنهم منجرور وفاكنور ثم خور فوفل ثم
المعبر وهو آخر بلاد الهند ثم بلاد الصين فأولها الجاوة يركب إليها في بحر صعب
المسلك سريع المهلك ثم إلى صريح بلاد الصين وقد أكثر الناس في وصف هذا البحر وطوله
وعرضه وقالوا فيه أقوالا متفاوتة
تقدح في عقل ذاكرها
وفيه من الجزائر العظام ما لا يحصيه إلا الله ومن أعظمها وأشهرها جزيرة سيلان
وفيها مدن كثيرة وجزيرة الزابج كذلك وجزيرة سرنديب كذلك وجزيرة سقطرى وجزيرة كولم
وغير ذلك وإنما أرسم لك صورة المحيط وكيف تشعب البحار منه في الصورة التالية
لتعرفه إن شاء الله تعالى
بحرة موضع من أعمال الطائف قرب لية قال ابن إسحاق انصرف رسول الله صلى الله عليه و
سلم من حنين على نخلة اليمانية ثم على قرن ثم على المليح ثم على بحرة الرغاء من
لية فابتنى بها مسجدا فصلى فيه فأقاد ببحرة الرغاء بدم وهو أول دم أقيد به في
الإسلام رجل من بني ليث قتل رجلا من هذيل فقتله به
و البحرة أيضا من أسماء مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم و البحيرة أيضا من أسمائها
و البحرة أيضا من قرى البحرين لعبد القيس واشتقاقها يذكر في البحيرة
البحرين هكذا يتلفظ بها في حال الرفع والنصب والجر ولم يسمع على لفظ المرفوع من
أحد منهم إلا أن الزمخشري قد حكى أنه بلفظ التثنية فيقولون هذه البحران وانتهينا
إلى البحرين ولم يبلغني من جهة أخرى وقال صاحب الزيج البحرين في الإقليم الثاني
وطولها أربع وسبعون درجة وعشرون دقيقة من المغرب وعرضها أربع وعشرون درجة
وخمس وأربعون دقيقة
وقال قوم هي من الإقليم الثالث وعرضها أربع وثلاثون درجة وهو اسم جامع لبلاد على
ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان قيل هي قصبة هجر وقيل هجر قصبة البحرين وقد عدها
قوم من اليمن وجعلها آخرون قصبة برأسها
وفيها عيون مياه وبلاد واسعة وربما عد بعضهم اليمامة من أعمالها والصحيح أن
اليمامة عمل برأسه في وسط الطريق بين مكة والبحرين
روى ابن عباس البحرين من أعمال العراق وحده من عمان ناحية جرفار واليمامة على
جبالها وربما ضمت باليمامة إلى المدينة وربما أفردت هذا كان في أيام بني أمية فلما
ولي بنو العباس صيروا عمان والبحرين واليمامة عملا واحدا قاله ابن الفقيه وقال أبو
عبيدة بين البحرين واليمامة مسيرة عشرة أيام وبين هجر مدينة البحرين والبصرة مسيرة
خمسة عشر يوما على الإبل وبينهما وبين عمان مسيرة شهر قال والبحرين هي الخط
والقطيف والآرة وهجر وبينونة والزارة وجواثا والسابور ودارين والغابة قال وقصبة
هجر الصفا والمشقر وقال أبو بكر محمد بن القاسم في اشتقاق البحرين وجهان يجوز أن
يكون مأخوذا من قول العرب بحرت الناقة إذا شققت أذنها والبحيرة المشقوقة الأذن من
قول الله تعالى ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام والسائبة معناها
إن الرجل في الجاهلية كان يسيب من ماله فيذهب به إلى سدنة الآلهة ويقال السائبة
الناقة التي كانت إذا ولدت عشرة أبطن كلهن اناث سيبت فلم تركب ولم يجز لها وبر
وبحرت أذن ابنتها أي خرقت
والبحيرة هي ابنة السائبة وهي تجري عندهم مجرى أمها في التحريم قال ويجوز أن يكون
البحرين من قول العرب قد بحر البعير بحرا إذا أولع بالماء فأصابه منه داء ويقال قد
أبحرت الروضة إبحارا إذا كثر إنقاع الماء فيها فأنبت النبات ويقال للروضة البحرة
ويقال للدم الذي ليست في صفرة دم باحري وبحراني قلت هذا كله تعسف لا يشبه أن يكون
اشتقاقا للبحرين والصحيح عندنا ما ذكره أبو منصور الأزهري قال إنما سموا البحرين
لأن في ناحية قراها بحيرة على باب الإحساء وقرى هجر بينها وبين البحر الأخضر عشرة
فراسخ قال وقدرت هذه البحيرة ثلاثة أميال في مثلها ولا يفيض ماءها وماءها راكد
زعاف وقال أبو محمد اليزيدي سألني المهدي وسأل الكسائي عن النسبة إلى البحرين وإلى
حصنين لم قالوا حصني وبحراني فقال الكسائي كرهوا أن يقولون حصناني لاجتماع النونين
وإنما قلت كرهوا أن يقولوا بحري فتشبه النسبة إلى البحر وفي قصتها طول ذكرتها في
أخبار اليزيدي من كتابي في أخبار الأدباء وينسب إلى البحرين قوم من أهل العلم منهم
محمد بن معمر البحراني بصري ثقة حدث عنه البخاري والعباس ابن يزيد بن أبي حبيب
البحراني يعرف بعباسوية حدث عن خالد بن الحارث وابن عيينة ويزيد بن زريع وغيرهم
روى عنه الباغندي وابن صاعد وابن مخلد وهو من الثقات مات سنة 852 وزكرياء بن عطية
البحراني وغيرهم
وأما فتحها فإنها كانت في مملكة الفرس وكان بها خلق كثير من عبد القيس وبكر بن
وائل وتميم مقيمين في باديتها وكان بها من قبل الفرس المنذر بن ساوي بن عبد الله
ابن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وعبد
الله بن زيد هذا هو الأسبذي نسب إلى قرية بهجر وقد ذكر
في موضعه
فلما كانت سنة ثمان للهجرة وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم العلاء بن عبد الله
بن عماد الحضرمي حليف بني عبد شمس إلى البحرين ليدعو أهلها إلى الإسلام أو إلى
الجزية وكتب معه إلى المنذر بن ساوي وإلى سيبخت مرزبان هجر يدعوهما إلى الإسلام أو
إلى الجزية فأسلما وأسلم معهما جميع العرب هناك وبعض العجم
فأما أهل الأرض من المجوس واليهود والنصارى فإنهم صالحوا العلاء وكتب بينهم وبينه
كتابا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه العلاء بن الحضرمي أهل
البحرين صالحهم على أن يكفونا العمل ويقاسمونا الثمر فمن لا يفي بهذا فعليه لعنة
الله والملائكة والناس أجمعين
وأما جزية الرؤوس فإنه أخذ لها من كل حالم دينارا
وقد قيل إن رسول الله صلى الله عليه و سلم وجه العلاء حين وجه رسله إلى الملوك في
سنة ست
وروي عن العلاء أنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى البحرين أو قال
هجر وكنت آتي الحائط بين الأخوة قد أسلم بعضهم فآخذ من المسلم العشر ومن المشرك
الخراج
وقال قتادة لم يكن بالبحرين قتال ولكن بعضهم أسلم وبعضهم صالح العلاء على أنصاف
الحب والتمر
وقال سعيد بن المسيب أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم الجزية من مجوس هجر وأخذها
عمر من مجوس فارس وأخذها عثمان من بربر
وبعث العلاء بن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم مالا من البحرين يكون
ثمانين ألفا ما أتاه أكثر منه قبله ولا بعده أعطى منه العباس عمه
قالوا وعزل رسول الله صلى الله عليه و سلم العلاء وولى البحرين أبان بن سعيد ابن
العاصي بن أمية وقيل إن العلاء كان على ناحية من البحرين منها القطيف وأبان على
ناحية فيها الخط والأول أثبت فلما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم أخرج أبان
من البحرين فأتى المدينة فسأل أهل البحرين أبا بكر أن يرد العلاء عليهم ففعل فيقال
إن العلاء لم يزل واليا عليهم حتى توفي سنة 02 فولى عمر مكانه أبا هريرة الدوسي
ويقال إن عمر ولى أبا هريرة قبل موت العلاء فأتى العلاء توج من أرض فارس وعزم على
المقام بها ثم رجع إلى البحرين فأقام هناك حتى مات فكان أبو هريرة يقول دفنا
العلاء ثم احتجنا إلى رفع لبنة فرفعناها فلم نجد العلاء في اللحد
وقال أبو مخنف كتب عمر بن الخطاب إلى العلاء بن الحضرمي يستقدمه وولى عثمان بن أبي
العاصي البحرين مكانه وعمان فلما قدم العلاء المدينة ولاه البصرة مكان عتبة بن
غزوان فلم يصل إليها حتى مات ودفن في طريق البصرة في سنة 41 أو في أو سنة 51 ثم إن
عمر ولى قدامة ابن مظعون الجمحي جباية البحرين وولى أبا هريرة الصلاة والأحداث ثم
عزل قدامة وحده على شرب الخمر وولى أبا هريرة الجباية مع الأحداث ثم عزله وقاسمه
ماله ثم ولى عثمان بن أبي العاصي عمان والبحرين فمات عمر وهو واليهما وسار عثمان
إلى فارس ففتحها وكان خليفته على عمان والبحرين وهو بفارس أخاه مغيرة بن أبي العاص
وروى محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال استعملني عمر بن الخطاب على البحرين فاجتمعت
لي اثنا عشر ألفا فلما قدمت على عمر قال لي يا عدو الله والمسلمين أو قال عدو
كتابه سرقت مال الله قال قلت لست بعدو الله والمسلمين أو قال عدو لنا به ولكني عدو
من عاداهما قال فمن أين اجتمعت لك هذه الأموال قلت خيل لي تناتجت وسهام اجتمعت قال
فأخذ مني
اثني عشر ألفا فلما
صليت الغداة قلت اللهم اغفر لعمر قال وكان يأخذ منهم ويعطيهم أفضل من ذلك حتى إذا
كان بعد ذلك قال ألا تعمل يا أبا هريرة قلت لا قال ولم وقد عمل من هو خير منك يوسف
قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم قلت يوسف نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة
ابن أميمة وأخاف منكم ثلاثا واثنتين فقال هلا قلت خمسا قلت أخشى أن تضربوا ظهري
وتشتموا عرضي وتأخذوا مالي وأكره أن أقول بغير علم وأحكم بغير حلم
ومات المنذر بن ساوي بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم بقليل وارتد من بالبحرين
من ولد قيس بن ثعلبة بن عكابة مع الحطم وهو شريح بن ضبيعة بن عمرو بن مرثد أحد بني
قيس بن ثعلبة وارتد كل من بالبحرين من ربيعة خلا الجارود بن بشر العبدي ومن تابعه
من قومه وأمروا عليهم ابنا للنعمان بن المنذر يقال له المنذر فسار الحطم حتى لحق
بربيعة فانضمت إليه ربيعة فخرج العلاء عليهم بمن انضم إليه من العرب والعجم
فقاتلهم قتالا شديدا ثم إن المسلمين لجؤوا إلى حصن جواثا فحاصرهم فيه عدوهم ففي
ذلك يقول عبد الله ابن حذف الكلابي ألا أبلغ أبا بكر ألوكا وفتيان المدينة أجمعينا
فهل لك في شباب منك أمسوا أسارى في جواث محاصرينا ثم إن العلاء عني بالحطم ومن معه
وصابره وهما متناصفان فسمع في ليلة في عسكر الحطم ضوضاء فأرسل إليه من يأتيه
بالخبر فرجع الرسول فأخبره أن القوم قد شربوا وثملوا فخرج بالمسلمين فبيت ربيعة
فقاتلوا قتالا شديدا فقتل الحطم
قالوا وكان المنذر بن النعمان يسمى الغرور فلما ظهر المسلمون قال لست بالغرور
ولكني المغرور ولحق هو وفل ربيعة بالخط فأتاها العلاء وفتحها وقتل المنذر معه وقيل
بل قتل المنذر يوم جواثا وقيل بل استأمن ثم هرب فلحق فقتل وكان العلاء كتب إلى أبي
بكر يستمده فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو باليمامة يأمره بالنهوض إليه فقدم
عليه وقد قتل الحطم ثم أتاه كتاب أبي بكر بالشخوص إلى العراق فشخص من البحرين وذلك
في سنة 21 فقالوا وتحصن المكعبر الفارسي صاحب كسرى الذي وجهه لقتل بني تميم حين
عرضوا لعيره بالزارة وانضم إليه مجوس كانوا تجمعوا بالقطيف وامتنعوا من إداء
الجزية فأقام العلاء على الزارة فلم يفتحها في خلافة أبي بكر وفتحها في خلافة عمر
وقتل المكعبر وإنما سمي المكعبر لأنه كان يكعبر الأيدي فلما قتل قيل ما زال يكعبر
حتى كعبر فسمي المكعبر بفتح الباء وكان الذي قتله البراء بن مالك الأنصاري أخو أنس
بن مالك
وفتح العلاء السابور ودارين في خلافة عمر عنوة
بحطيط بالفتح ثم السكون وكسر الطاء قرية في حوف مصر بها قبة يقال إن فيها ذبحت
بقرة بني إسرائيل التي أمروا بذبحها
بحير بلفظ تصغير بحر قال أبو الأشعث الكندي في أسماء جبال تهامة البحير عين غزيرة
في يليل وادي ينبع تخرج من جوف رمل من أغزر ما يكون من العيون وأشدها جريا تجري في
رمل ولا يمكن الزارعين عليها أن يزرعوا إلا في مواضع يسيرة بين أحناء الرمل فيها
نخيل يزرع عليها البقول والبطيخ قال ومنها شرب أهل الجار
والجار مدينة على ساحل بحر القلزم قال كثير
رمتك ابنة الضمري
عزة بعدما أمت الصبا مما تريش بأقطع فإنك عمري هل أريك ظعائنا غدون افتراعا
بالخليط المودع ركبن اتضاعا فوق كل عذافر من العيس نضاح المعد بن مرفع جعلن أراحي
البحير مكانه إلى كل قر يستطيل مقنع بحير بالفتح ثم الكسر جبل
بحراباذ من قرى مرو ينسب إليها أبو المظفر عبد الكريم الفضل بن عبد الوهاب
البحيراباذي حدثنا عنه أبو المظفر عبد الرحمن بن عبد الكريم السمعاني عن أبي
العباس الفضل بن عبد الواحد بن الفضل بن عبد الصمد المليحي التاجر
بحيراباذ بالضم ثم الفتح من قرى جوين من نواحي نيسابور منها أبو الحسن علي بن محمد
بن حمويه الجويني روى عن عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ سمع منه أبو سعد
السمعاني ومات سنة 035 في نيسابور وحمل إلى جوين فدفن بها
وهم أهل بيت فضل وتصوف ولهم عقب بمصر كالملوك يعرف أبوهم بشيخ الشيوخ
ذكر البحيرات مرتب ما أضيفت البحيرة إليه على حروف المعجم والبحيرة تصغير بحرة وهو
المتسع من الأرض قال الأموي البحرة الأرض والبلدة ويقال هذه بحرتنا ومنه الحديث
المروي لما عاد رسول الله صلى الله عليه و سلم سعد بن عبادة في مرضه فوقف في مجلس
فيه عبد الله بن أبي بن سلول فلما غشيت عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفه ثم
قال لا تغبروا علينا فوقف رسول الله صلى الله عليه و سلم ودعاهم إلى الله وقرأ
القرآن فقال له عبد الله أيها المرء إن كان ما تقول حقا فلا توذنا في مجلسنا وارجع
إلى أهلك فمن جاءك منا فقص عليه ثم ركب دابته حتى وقف على سعد بن عبادة فقال أي
سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب قال كذا
قال سعد اعف عنه واصفح فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك ولقد اصطلح أهل هذه
البحيرة على أن يتوجوه يعني يملكوه فيعصبوه بالعصابة فلما رد الله ذلك بالحق الذي
جئت به شرق لذلك فذلك فعل به ما رأيت فعفا عنه النبي صلى الله عليه و سلم
فبحيرة ليس بتصغير بحر ولو كان تصغيرة لكان بحيرا ولكنهم أرادوا بالتصغير حقيقة
الصغر ثم ألحقوا به التأنيث على معنى أن المونث أقل قدرا من المذكر أو شبهوه
بالمتسع من الأرض والله أعلم والمراد به كل مجتمع ماء عظيم لا اتصال له بالبحر
الأعظم ويكون ملحا وعذبا
بحيرة أرجيش وهي بحيرة خلاط التي يكون فيها الطريخ قال ابن الكلبي من عجائب
أرمينية بحيرة خلاط فإنها عشرة أشهر لا يرى فيها ضفدع ولا سمكة وشهران في السنة
يظهر بها حتى يقبض باليد ويحمل إلى جميع البلاد حتى إنه ليحمل إلى بلاد الهند وقيل
إن قباذ الأكبر لما أرسل بليناس يطلسم بلاده طلسم هذه البحيرة فهي إلى الآن عشرة
أشهر لا تظهر فيها سمكة قلت وهذا من هذيان العجم وإنما هناك سر خفي
وفي كتاب الفتوح سار حبيب بن مسلمة الفهري من قبل عثمان بن عفان حتى نزل بأرجيش
وأنفذ من غلب على نواحيها وجبى جزية رؤوس أهلها وقاطعهم على خراج أرضها وأما بحيرة
الطريخ فلم يعرض لها ولم تزل مباحة حتى ولي محمد بن مروان بن الحكم الجزيرة
وأرمينية فحوى
صيدها وأباحه
بحيرة أرمية أما أرمية فقد ذكرت وبينها وبين بحيرتها نحو فرسخين وهي بحيرة مرة
منتنة الرائحة لا يعيش فيها حيوان ولا سمك ولا غيره وفي وسطها جبل يقال له كبوذان
وجزيرة فيها أربع قرى أو نحو ذلك يسكنها ملاحو سفن هذا البحر وربما زرعوا في
الجزيرة زرعا ضعيفا وفي جبلها قلعة حصينة مشهورة أهلها عصاة على ولاة أذربيجان في
أكثر أوقاتها وربما خرجوا في سفنهم وقطعوا على السابلة وعادوا إلى حصنهم فلا يكون
عليهم سبيل ولا لأحد إليهم طريق
وقد رأيت هذه القلعة من بعد عند اجتيازي بهذه البحيرة قاصدا إلى خراسان في سنة 671
وقيل إن استدارتها خمسون فرسخا وربما قطع عرضها في المراكب في ليلة
ويخرج منها ملح يشبه التوتيا يجلو وعلى ساحلها مما يلي المشرق عيون تنبع ويستحجر
ماأها إذا أصابه الهواء قاله مسعر
بحيرة أريغ بوزن أحمد بالراء وياء وغين معجمة هذه تستمد من بحر المغرب وهي صغيرة
ترسي فيها المراكب الواردة من الأندلس وغيرها
ومنها على مرحلة من جهة الجنوب وادي فاس ومن ورائه إلى ناحية المشرق برغواطة وعلى
بريد منها وادي سلة
بحيرة الإسكندرية هذه ليست بحيرة ماء إنما هي كورة معروفة من نواحي الإسكندرية
بمصر تشتمل على قرى كثيرة ودخل واسع
بحيرة أنطاكية هذه بحيرة عذبة الماء بينها وبين أنطاكية ثلاثة أميال وطولها نحو
عشرين ميلا في عرض سبعة أميال في موضع يعرف بالعمق
بحيرة الحدث قرب مرعش من أطراف بلاد الروم أولها عند قرية تعرف بابن الشيعي على
اثني عشر ميلا من الحدث نحو ملطية ثم تمتد إلى الحدث
والحدث قلعة حصينة هناك
بحيرة خوارزم إليها يصب ماء جيحون في موضع يسكنه صيادون ليس فيه قرية ولا بناء
ويسمى هذا الموضع خلجان وعلى شطه من مقابل خلجان أرض الغزية من الترك
ودور هذه البحيرة فيما بلغني نحو من مائة فرسخ وماؤها ملح وليس لها مغيض ظاهر
وينصب إليها نهر جيحون وسيحون وبين الموضع الذي يقع فيه جيحون والموضع الذي يقع
فيه سيحون سرى عدة أيام في هذه البحيرة ويصب فيها أنهار أخرى كثيرة ومع ذلك فماؤها
ملح لا يعذب ولا يزيد فيها على صغرها ويشبه والله أعلم أن يكون بينها وبين بحر
الخزر خروق ونزوز تستمد ماءها
وبين البحرين نحو من عشر مراحل على السمت دونهما رمال وسيع لا يمنع من النز
بحيرة زره بالزاي وراء خفيفة بأرض سجستان وهي بحيرة يتسع الماء فيها وينقص على قدر
زيادة الماء ونقصانه وطولها نحو ثلاثين فرسخا من ناحية كرين على طريق قوهستان إلى
قنطرة كريهان على طريق فارس وعرضها مقدار مرحلة وهي حلوة الماء يرتفع منها سمك
كثير وقصب وحواليها قرى إلا الوجه الذي يلي المفازة فليس فيه شيء
بحيرة طبرية قال الأزهري هي نحو من عشرة أميال في ستة أميال وغور مائها علامة
لخروج الدجال وروي أن عيسى عليه السلام إذا نزل بالبيت المقدس ليقتل الدجال عندها
يظهر يأجوج ومأجوج وهم أربع وعشرون أمة لا يجتازون بحي
ولا ميت من إنسان
إلا أكلوه ولا ماء إلا شربوه فيجتاز أولهم ببحيرة طبرية فيشربون جميع ما فيها ثم
يجتاز الأخير منهم وهي ناشفة فيقول أظن أنه قد كان ههنا ماء ثم يجتمعون بالبيت
المقدس فيفزع عيسى ومن معه من المؤمنين فيعلو على الصخرة ويقوم فيهم خطيبا فيحمد
الله ويثني عليه ثم يقول اللهم انصر القليل في طاعتك على الكثير في معصيتك فهل من
منتدب فينتدب رجل من جرهم ورجل من غسان لقتالهم ومع كل واحد خلق من عشيرته فينصرهم
الله عليهم حتى يبيدوهم ولهذا الخبر مع استحالته في العقل نظائر جمة في كتب الناس
والله أعلم
وأما بحيرة طبرية فقد رأيتها مرارا وهي كالبركة تحيط بها الجبال ويصب فيها فضلات
أنهر كثيرة تجيء من جهة بانياس والساحل والأردن الأكبر وينفصل منها نهر عظيم فيسقي
أرض الأردن الأصغر وهو بلاد الغور ويصب في البحيرة المنتنة قرب أريحا
ومدينة طبرية في لحف الجبل مشرفة على البحيرة ماأها عذب شروب ليس بصادق الحلاوة
ثقيل وفي وسط هذه البحيرة حجر ناتىء يزعمون أنه قبر سليمان بن داود عليه السلام
وبين البحيرة والبيت المقدس نحو من خمسين ميلا وقد ذكرت من وصفها في الأردن أكثر
من هذا وإياها أراد المتنبي يصف الأسد أمعفر الليث الهزبر بسوطه لمن ادخرت الصارم
المصقولا وقعت على الأردن منه بلية نضدت لها هام الرفاق تلولا ورد إذا ورد البحيرة
شاربا ورد الفرات زئيره والنيلا بحيرة قدس بفتح القاف والدال المهملة وسين مهملة
أيضا قرب حمص طولها اثنا عشر ميلا في عرض أربعة أميال وهي بين حمص وجبل لبنان تنصب
إليها مياه تلك الجبال ثم تخرج منها فتصير نهرا عظيما وهو العاص الذي عليه مدينة
حماة وشيزر ثم يصب في البحر قرب أنطاكية
بحيرة المرج بسكون الراء والجيم هي في شرقي الغوطة تنسب إلى مرج راهط بينها وبين
دمشق خمسة فراسخ تنصب إليها فضلات مياه دمشق
البحيرة المنتنة وهي بحيرة زغر ويقال لها المقلوبة أيضا وهي غربي الأردن قرب أريحا
وهي بحيرة ملعونة لا ينتفع بها في شيء ولا يتولد فيها حيوان ورائحتها في غاية
النتن وقد تهيج في بعض الأعوام فيهلك كل ما يقاربها من الحيوان الإنسي وغيره حتى
تخلو القرى المجاورة لها زمانا إلى أن يجيئها قوم آخرون لا رغبة لهم في الحياة
فيسكنوها وإن وقع في هذه البحيرة شيء لم ينتفع به كائنا ما كان فإنها تفسده حتى
الحطب فإن الرياح تلقيه على ساحلها فيوخذ ويشعل فلا تعمل النار فيه
وذكر ابن الفقيه أن الغريق فيها لا يغوص ولكنه لا يزال طافيا حتى يموت
بحيرة هجر قد ذكرت في البحرين وفيها يقول الفرزدق كأن ديارا بين أسنمة الحمى وبين
هذاليل البحيرة مصحف وأسنمة كما ذكرنا موضع بنجد قرب اليمامة وفيه تأييد لقول
الأزهري في البحرين
بحيرة اليغرا ياء مفتوحة وغين معجمة ساكنة وراء مقصور بين أنطاكية والثغر تجتمع
إليها مياه العاصي ونهر عفرين والنهر الأسود ومجيئهما من
ناحية مرعش وتعرف
ببحيرة السلور وهي السمك الجري لكثرة هذا النوع من السمك فيها
البحيرة موضع من ناحية اليمامة عن الحفصي بالفتح ثم الكسر
باب الباء والخاء وما يليهما
بخارى بالضم من أعظم مدن ما وراء النهر وأجلها يعبر إليها من آمل الشط وبينها وبين
جيحون يومان من هذا الوجه وكانت قاعدة ملك السامانية قال بطليموس في كتاب الملحمة
طولها سبع وثمانون درجة وعرضها إحدى وأربعون درجة وهي في الإقليم الخامس طالعها
الأسد تحت عشر درج منه لها قلب الأسد كامل تحت إعدى وعشرين درجة من السرطان
يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت العاقبة مثلها من الميزان
ولها شركة في العيوق ثلاث درج لها في الدب الأكبر سبع درج وقال أبو عون في زيجه
عرضها ست وثلاثون درجة وخمسون دقيقة وهي في الإقليم الرابع
وأما اشتقاقها وسبب تسميتها بهذا الاسم فإني تطلبته فلم أظفر به ولا شك أنها مدينة
قديمة نزهة كثيرة البساتين واسعة الفواكه جيدتها عهدي بفواكهها تحمل إلى مرو
وبينهما اثنتا عشرة مرحلة وإلى خوارزم وبينهما أكثر من خمسة عشر يوما وبينها وبين
سمرقند سبعة أيام أو سبعة وثلاثون فرسخا بينهما بلاد الصغد وقال صاحب كتاب الصور
وأما نزهة بلاد ما وراء النهر فإني لم أر ولا بلغني في الإسلام بلدا أحسن خارجا من
بخارى لأنك إذا علوت قهندزها لم يقع بصرك من جميع النواحي إلا على خضرة متصلة
خضرتها بخضرة السماء فكأن السماء بها مكبة خضراء مكبوبة على بساط أخضر تلوح القصور
فيما بينها كالنواوير فيها وأراضي ضياعهم منعوتة بالاستواء كالمرآة
وليس بما وراء النهر وخراسان بلدة أهلها أحسن قياما بالعمارة على ضياعهم من أهل
بخارى ولا أكثر عددا على قدرها في المساحة وذلك مخصوص بهذه البلدة لأن متنزهات
الدنيا صغد سمرقند ونهر الأبلة وسنصف الصغد في موضعه إن شاء الله تعالى
قال فأما بخارى واسمها بومجكث فهي مدينة على أرض مستوية وبناأها خشب مشبك ويحيط بهذا
البناء من القصور والبساتين والمحال والسكك المفترشة والقرى المتصلة سور يكون اثني
عشر فرسخا في مثلها يجمع هذه القصور والأبنية والقرى والقصبة فلا ترى في خلال ذلك
قفارا ولا خرابا ومن دون هذا السور على خاص القصبة وما يتصل بها من القصور
والمساكن والمحال والبساتين التي تعد من القصبة ويسكنها أهل القصبة شتاء وصيفا سور
آخر نحو فرسخ في مثله ولها مدينة داخل هذا السور يحيط بها سور حصين ولها قهندز
خارج المدينة متصل بها ومقداره مدينة صغيرة وفيه قلعة بها مسكن ولاة خراسان من آل
سامان ولها ربض ومسجد الجامع على باب القهندز وليس بخراسان وما وراء النهر مدينة
أشد اشتباكا من بخارى ولا أكثر أهلا على قدرها ولهم في الربض نهر الصغد يشق الربض
وهو آخر نهر الصغد فيفضي إلى طواحين وضياع ومزارع ويسقط الفاضل منه في مجمع ماء
بحذاء بيكندإلى قرب فربر يعرف بسام خاس ويتخللها أنهار أخر وداخل هذا السور مدن
وقرى كثيرة منها الطواويس وهي مدينة بومجكث وزندنة وغير ذلك
أخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب حدثنا الإمام
العدل أبو الفتح
أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر الحكمي حدثنا أبو اليسر إملاء حدثنا أبو يعقوب يوسف
بن منصور السياري الحافظ إملاء وذكر إسنادا رفعه إلى حذيفة بن اليمان قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم ستفتح مدينة بخراسان خلف نهر يقال له جيحون تسمى بخارى
محفوفة بالرحمة ملفوفة بالملائكة منصور أهلها النائم فيها على الفراش كالشاهر سيفه
في سبيل الله وخلفها مدينة يقال لها سمرقند فيها عين من عيون الجنة وقبر من قبور
الأنبياء وروضة من رياض الجنة تحشر موتاها يوم القيامة مع الشهداء من خلفها تربة
يقال لها قطوان يبعث منها سبعون ألف شهيد يشفع كل شهيد في سبعين ألفا من أهل بيته
وعترته قال فقال حذيفة لوددت أن أوافق ذلك الزمان فكان أحب إلي من أن أوافق ليلة القدر
في أحد المسجدين مسجد الرسول أو المسجد الحرام
وكانت معاملة أهل بخارى في أيام السامانية بالدراهم ولا يتعاملون بالدنانير فيما
بينهم فكان الذهب كالسلع والعروض وكان لهم دراهم يسمونها الغطريفية من حديد وصفر
وآنك وغير ذلك من جواهر مختلفة وقد ركبت فلا تجوز هذه الدراهم إلا في بخارى
ونواحيها وحدها وكانت سكتها تصاوير وهي من ضرب الإسلام وكانت لهم دراهم أخر تسمى
المسيبية والمحمدية جميعها من ضرب الإسلام
ومع ما وصفنا من فضل هذه المدينة فقد ذمها الشعراء ووصفوها بالقذارة وظهور النجس
في أزقتها لأنهم لا كنف لهم قال لهم أبو الطيب طاهر بن محمد بن عبد الله بن طاهر
الطاهري بخارى من خرا لا شك فيه يعز بربعها الشيء النظيف فإن قلت الأمير بها مقيم
فذا من فخر مفتخر ضعيف إذا كان الأمير خرا فقل لي أليس الخرء موضعه الكنيف وقال
آخر أقمنا في بخارى كارهينا ونخرج إن خرجنا طائعينا فأخرجنا إله الناس منها فإن
عدنا فإنا ظالمونا وقال محمود بن داود البخاري وقد تلوث بالسرجين باء بخارى فاعلمن
زائده والألف الوسطى بلا فائده فهي خرا محض وسكانها كالطير في أقفاصها راكدة وقال
أيضا ما بلدة مبنية من خرا وأهلها في وسطها دود تلك بخارى من بخارى الخرا يضيع فيها
الند والعود وقال أبو أحمد بن أبي بكر الكاتب فقحة الدنيا بخارى ولنا فيها اقتحام
ليتها تفسو بنا الآ ن فقد طال المقام وأما حديث فتحها فإنه لما مات زياد ابن أبيه
في سنة ثلاث وخمسين في أيام معاوية فوفد عبيد الله بن زياد على معاوية فقال له
معاوية من استخلف أخي
على عمله فقال
استخلف خالد بن أسيد على الكوفة وسمرة بن جندب على البصرة فقال له معاوية لو
استعملك أبوك لاستعملتك فقال له أنشدك الله أن لا يقولها أحد بعدك لو ولاك أبوك أو
عمك لوليتك فعهد إليه وولاه ثغر خراسان وقيل إن الذي ولي خراسان بعد موت زياد من
ولده عبد الرحمن قال البلاذري لما مات زياد استعمل معاوية عبيد الله بن زياد على
خراسان وهو ابن خمس وعشرين سنة فقطع النهر في أربعة وعشرين ألفا وكان ملك بخارى قد
أفضى يومئذ إلى امرأة يسمونها خاتون فأتى عبيد الله بيكند وكانت خاتون بمدينة
بخارى فأرسلت إلى الترك تستمدهم فجاءها منهم دهم فلقيهم المسلمون فهزموهم وحووا
عسكرهم وأقبل المسلمون يخربون ويحرقون فبعثت إليهم خاتون تطلب منهم الصلح والأمان
فصالحها على ألف ألف ودخل المدينة وفتح زامين وبيكند وبينهما فرسخان وزامين تنسب
إلى بيكند ويقال إنه فتح الصغانيان وعاد إلى البصرة في ألفين من سبي بخاري كلهم
جيد الرمي بالنشاب ففرض لهم العطاء ثم استعمل معاوية على خراسان سعيد بن عثمان بن
عفان سنة 55 فقطع النهر وقيل إنه أول من قطعه بجنده وكان معه رفيع أبو العالية
الرياحي وهي مولى لامرأة من بني رياح فقال رفيع وأبو العالية رفعة وعلو فلما بلغ
خاتون عبوره حملت إليه الصلح وأقبل أهل الصغد والترك وأهل كش ونسف إلى سعيد في مئة
ألف وعشرين ألفا فالتقوا ببخارى فندمت خاتون على أدائها الإتاوة ونقضت العهد فحضر
عبد لبعض أهل تلك الجموع فانصرف بمن معه فانكسر الباقون فلما رأت خاتون ذلك أعطته
الرهن وأعادت الصلح ودخل سعيد مدينة بخارى ثم غزا سمرقند كما نذكره في سمرقند
ثم لم يبلغني من خبرها شيء إلى سنة 78 في ولاية قتيبة بن مسلم خراسان فإنه عبر
النهر إلى بخارى فحاصرها فاجتمعت الصغد وفرغانة والشاس وبخارى فأحدقوا به أربعة
أشهر ثم هزمهم وقتلهم قتلا ذريعا وسبى منهم خمسين ألف رأس وفتحها فأصاب بها قدورا
يصعد إليها بالسلاليم ثم مضى منها إلى سمرقند وهي غزوته الأولى وصفت بخارى
للمسلمين وينسب إلى بخارى خلق كثير من أئمة المسلمين في فنون شتى منهم إمام أهل
الحديث أبو عبد الله محمد بن إسماعيل ابن إبراهيم بن مغيرة بن بردزبة وبردزبه
مجوسي أسلم على يد يمان البخاري والي بخارى ويمان هذا هو أبو جد عبد الله بن محمد
المسندي الجعفي ولذلك قيل للبخاري الجعفي نسبة إلى ولائهم صاحب الجامع الصحيح
والتاريخ رحل في طلب العلم إلى محدثي الأمصار وكتب بخراسان والعراق والشام والحجاز
ومصر ومولده سنة 491 ومات ليلة عيد الفطر سنة 526 وامتحن وتعصب عليه حتى أخرج من
بخارى إلى خرتنك فمات بها ومنهم أبو زكرياء عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق بن
عمرو بن مزاحم بن أحمد بن نصر بن إسحاق بن عمرو بن مزاحم بن غياث التميمي البخاري
الحافظ سمع بما وراء النهر والعراق والشام ومصر وإفريقية والأندلس ثم سكن مصر وحدث
عن عبد الغني بن سعيد الحافظ وتمام بن محمد الرازي وعمن يطول ذكرهم وحكى عنه
الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي أنه قال لي ببخارى أربعة عشر ألف جزء
أريد أن أمضي وأجيء بها وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد الخطاب سمع أبو
زكرياء البخاري
ببخارى محمد بن أحمد بن سليمان الغنجار البخاري وأبا الفضل أحمد بن علي بن عمرو
السليماني البيكندي وذكر جماعة بعدة بلاد وقال سمع عبد الغني بن سعيد بمصر ودخل
الأندلس وبلاد المغرب وكتب بها عن شيوخها ولم يزل يكتب إلى أن مات وكتب عمن هو
دونه وفي مشايخه كثرة وكان من الحفاظ الأثبات عندي عنه مشتبه النسبة لعبد الغني
وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي في كتابه تكملة الكامل في معرفة الضعفاء قال عبد
الرحيم أبو زكرياء البخاري حدث عن عبد الغني بن سعيد بكتاب مشتبه النسبة قراءة
عليه وأنا أسمع قال ابن طاهر وفي هذا نظر فإني سمعت الإمام أبا القاسم سعد بن علي
الزنجاني الحافظ يقول لم يرو هذا الكتاب عن عبد الغني غير ابن ابنته أبي الحسن بن
بقاء الخشاب قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي وفي قول الزنجاني هذا نظر فإنه شهادة
على نفي وقد وجدنا ما يبطلها وهو أنه قد روى هذا الكتاب عن عبد الغني أيضا أبو
الحسن رشاء بن نظيف المقري وكان من الثقات وأبو زكرياء عبد الرحيم ثقة ما سمعنا أن
أحدا تكلم فيه وذكر أبو محمد الأكفاني أن أبا زكرياء البخاري مات بالحوراء سنة 461
وقال غيره سئل عن مولده فقال في شهر ربيع الأول سنة 283 ومنهم أبو علي الحسين بن
عبد الله ابن سينا الحكيم البخاري المشهور أمره المقدور قدره صاحب التصانيف تقلبت
به أحوال أقدمته إلى الجبال فولي الوزارة لشمس الدولة أبي طاهر بن فخر الدولة بن
ركن الدولة بن بويه صاحب همذان وجرت له أمور وتقلبت به نكبات حتى مات في يوم السبت
سادس شعبان سنة 824 عن ثمان وخمسين سنة وأما الفقيه أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد
بن حمدون بن بخارى البخاري وأبوه أبو بكر من أهل نيسابور فمنسوبان إلى جدهما وأما
أبو المعالي أحمد بن محمد بن علي بن أحمد البغدادي البخاري فإنه كان يحرق البخور
في جامع المنصور احتسابا فجعل أهل بغداد البخوري بخاريا وعرف بيته في بغداد ببيت
ابن البخاري قالهما أبو سعد
البخارية سكة بالبصرة أسكنها عبيد الله بن زياد أهل بخارى الذين نقلهم كما ذكرنا
من بخارى إلى البصرة وبنى لهم هذه السكة فعرفت بهم ولم تعرف به
بخجرميان بالفتح ثم السكون وفتح الجيم وسكون الراء وكسر الميم وياء وألف ونون من
قرى مرو قرب أندرابة كان ينزلها عسكر بلخ كان يسكنها حفص بن عبد الحليم
البخجرمياني رحل إلى الحجاز والعراق وذكر أبو زرعة السنجي هذه القرية فقال
بغجرميان بالغين معجمة رواه حفص عن المقري
البخراء ممددة كأنها تأنيث الأبخر وهو نتن الفم وهي كذلك ماءة منتنة على ميلين من
القليعة في طرف الحجاز قرأت بخط أبي الفضل العباس بن علي الصولي يعرف بابن برد
الخيار عن حكم الوادي قال بينما نحن مع الوليد بن يزيد بن عبد الملك بالبخراء وهو
يشرب إذ دخل عليه مولى له مخرق ثيابه فقال هذه الخيل قد أقبلت فقال هاتوا المصحف
حتى أقتل كما قتل عمي عثمان فدخل عليه فقتل فرأيت رأسه في طشت ملقى ويده في الكلب
ثم بعث برأسه إلى دمشق
باب الباء والدال وما يليهما
يدا بالفتح والقصر واد قرب أيلة من ساحل البحر وقيل بوادي القرى وقيل بوادي عذرة
قرب الشام قال
بعضهم وأنت التي حببت شغبا إلى بدا إلي وأوطاني بلاد سواهما حللت بهذا حلة ثم حلة
بهذا فطاب الواديان كلاهما وقال جميل العذري ألا قد أرى إلا بثينة ترتجى بوادي بدا
فلا بحسمي ولا شغب ولا ببراق قد تيممت فاعترف لما أنت لاق أو تنكب عن الركب بداكر
بالفتح وآخره راء من قرى بخارى منها أبو جعفر رضوان بن سالم البداكري البخاري
وغيره
بدالة بالضم موضع في شعر عبد مناف بن ربع الهذلي إني أصادف مثل يوم بدالة ولقاء
مثل غداة أمس بعيد البدائع بالفتح وياء موضع في قول كثير بكى سائب لما رأى رمل
عالج أتى دونه والهضب هضب متالع بكى إنه سهل الدموع كما بكى عشية جاوزنا نجاد
البدائع بدبد بالفتح والتكرير ماء في طرف أبان الأبيض الشمالي قال كثير إذا أصبحت
بالجلس في أهل قرية وأصبح أهلي بين شطب فبدبد وقال قيس بن زهير يخاطب عروة بن
الورد أذنب علينا شتم عروة حاله بقرة أحساء ويوما ببدبد رأيتك ألافا بيوت معاشر تزال
يد في فضل قعب ومرفد بدخكث بالضم ثم الفتح وخاء معجمة ساكنة وكاف مفتوحة وثاء
مثلثة من قرى أسفيجاب أو الشاش منها أبو سعيد ميكائيل بن حنيفة البدخكثي قتل شهيدا
في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة
بدر بالفتح ثم السكون قال الزجاج بدر أصله الامتلاء يقال غلام بدر إذا كان ممتلئا
شابا لحما وعين بدرة ويقال قد بدر فلان إلى الشيء وبادر إليه إذا سبق وهو غير خارج
عن الأصل لأن معناه استعمل غاية قوته وقدرته على السرعة أي استعمل ملء طاقته وسمي
بيدر الطعام بيدرا لأنه أعظم الأمكنة التي يجتمع فيها الطعام ويقال بدرت من فلان
بادرة أي سبقت فعله عند حدة منه في غضب بلغت الغاية في الإسراع وقوله تعالى ولا
تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا أي مسابقة لكبرهم
وسمي القمر ليلة الأربعة عشر بدرا لتمامة وعظمه
وبدر ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصفراء بينه وبين الجار وهو ساحل
البحر ليلة ويقال إنه ينسب إلى بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة وقيل بل هو رجل من
بني ضمرة سكن هذا الموضع فنسب إليه ثم غلب اسمه عليه وقال الزبير بن بكار قريش بن
الحارث بن يخلد ويقال مخلد بن النضر بن كنانة به سميت قريش فغلب عليها لأنه كان
دليها وصاحب ميرتها فكانوا يقولون جاءت عير قريش وخرجت عير قريش قال وابنه بدر بن
قريش به سميت بدر التي كانت بها الوقعة المباركة لأنه كان احتفرها وبهذا الماء
كانت الواقعة المشهورة التي أظهر
الله بها الإسلام
وفرق بين الحق والباطل في شهر رمضان سنة اثنتين للهجرة ولما قتل من قتل من
المشركين ببدر وجاء الخبر إلى مكة ناحت قريش على قتلاهم ثم قالوا لا تفعلوا فيبلغ
محمدا وأصحابه فيشمتوا بكم وكان الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى قد أصيب له
ثلاثة من ولده زمعة بن الأسود وعقيل بن الأسود والحارث بن زمعة وكان يحب أن يبكي
على بنيه قال فبينما هو كذلك إذ سمع نائحة بالليل فقال لغلام له وقد ذهب بصره انظر
هل أحل النحيب وقد بكت قريش على قتلاهم لعلي أبكي على أبي حكيمة يعني زمعة فإن
جوفي قد احترق فلما رجع الغلام إليه قال إنما هي امرأة تبكي على بعير لها أضلته
فقال حينئذ أتبكي أن يضل لها بعير ويمنعها من النوم السهود فلا تبكي على بكر ولكن
على بدر تقاصرت الجدود على بدر سراة بني هصيص ومخزوم ورهط أبي الوليد وبكي إن بكيت
على عقيل وبكي حارثا أسد الأسود وبكيهم ولا تسمي جميعا وما لأبي حكيمة من نديد ألا
قد ساد بعدهم رجال ولولا يوم بدر لم يسودوا وبين بدر والمدينة سبعة برد بريد بذات
الجيش وبريد عبود وبريد المرغة وبريد المنصرف وبريد ذات أجذال وبريد المعلاة وبريد
الأثيل ثم بدر وبدر الموعد وبدر القتال وبدر الأولى والثانية كله موضع واحد وقد
نسب إلى بدر جميع من شهدها من الصحابة الكرام ونسب إلى سكنى الموضع أبو مسعود
البدري واسمه عقبة ابن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف
بن الحارث بن الخزرج شهد العقبة الثانية وكان أصغر من شهدها وفي كتاب الفيصل أنه
لم يشهد بدرا وقال ابن الكلبي شهد بدرا والعقبة وولاه علي الكوفة حين سار إلى صفين
و بدر جبل في بلاد باهلة بن أعصر وهناك أرمام الجبل المعروف وأحد جبلين يقال لهما
بدران في أرض بني الحريش واسم الحريش معاوية بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
وبدر أيضا مخلاف باليمن وهو غير الأول
بدس بالفتح وتشديد ثانية وفتحه وبدس من قرى اليمن
بدلان بوزن قطران ويقال بدلان موضع في قول امرىء القيس لمن طلل أبصرته فشجاني كخط
زبور أو عسيب يمان ديار لهند والرباب وفرتنى ليالينا بالنعف من بدلان ليالي يدعوني
الهوى فأجيبه وأعين من أهوى إلي روان بدليس بالفتح ثم السكون وكسر اللام وياء
ساكنة وسين مهملة ولا أعلم نظيرا لهذا الوزن في كلام العرب غير وهبيل اسم بطن من
النخع وأما في العجم ففيه تفليس وتبريز بلدة من نواحي أرمينية قرب خلاط ذات بساتين
كثيرة وتفاحها
يضرب به المثل في
الجودة والكثرة والرخص ويحمل إلى بلدان كثيرة وطولها خمس وستون درجة وعرضها ثمان
وثلاثون درجة وقال أحمد بن يحيى بن جابر لما فرغ عياض بن غنم من الجزيرة دخل الدرب
فبلغ بدليس فجازها إلى خلاط وصالح بطريقها وانتهى إلى العين الحامضة فلم يتجاوزها
وعاد فضمن صاحب بدليس خراج خلاط وجماجمها ثم انصرف إلى الرقة ومضى إلى حمص ومات
بها سنة 26 للهجرة وفي بدليس يقول أبو الرضا الفضل بن منصور الظريف بدليس قد جددت لي
صبوة بعد التقى والنسك والسمت هتكت ستري في هوى شادن وما تحرجت ولا خفت وكنت مطويا
على عفة مظنونة يمشي بها وقتي وإن تحاسبنا فقولي لنا من أنت يا بدليس من أنت وأين
ذا الشخص النفيس الذي يزيد في الصوف على النعت من طبعك الجافي ومن أهله قد صرت
بغداد على بخت بدن بالتحريك لهيم البدن يكذر في اللام
بدن بالضم موضع في أشعار بني فزارة عن نصر
بدوتان بفتح الواو وتاء فوقها نقطتان وألف ونون بلفظ التثنية دارة بدوتين لبني
ربيعة بن عقيل وهما هضبتان بينهما ماء
بدوة واحدة الذي قبله جبل بنجد لبني العجلان قال عامر بن الطفيل يرثي ابن أخيه عبد
عمرو بن حنظلة بن طفيل وهل داع فيسمع عبد عمرو لأخرى الخيل تصرعها الرماح فلا
وأبيك لا أنسى خليلي ببدوة ما تحركت الرياح وكنت صفي نفسي دون قومي وودي دون حامله
السلاح وقال تميم بن أبي بن مقبل أأنت محيي الربع أم أنت سائله بحيث أفاضت في
الركاء مسايله وكيف تحيي الربع قد بان أهله فلم يبق إلا أسه وجنادله وقد قلت من
فرط الأسى إذ رأيته وأسبل دمعي مستهلا أوائله ألا يا لقومي للديار ببدوة وأني مراح
المرء والشيب شامله بدهة ناحية بالسند وقد كتبت بالنون مشروحة وأنا شاك فيها
فليحقق
بديانا بعد الدال ياء وألف ونون من قرى نسف ينسب إليها بديانوي منها أبو سلمة
البديانوي الزاهد له كلام في الرقائق
بديع بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وعين مهملة قال الحازمي بديع اسم بناء عظيم
للمتوكل بسر من رأى وقال السكوني بديع ماء عليه نخل وعيون جارية بقرب وادي القرى
وقال الحازمي أوله ياء وسنذكره في موضعه
البديعة بزيادة هاء ماءة بحسمي وحسمي جبل بالشام
بدين تصغير بدن اسم
ماء
البدية بالفتح ثم الكسر وياء مشددة ماء على مرحلتين من حلب بينها وبين سلمية قال
أبو الطيب وأمست بالبدية شفرتاه وأمسى خلف قائمه الحيار البدي قال أبو زياد كل ما
كان في الجاهلية من الركي ينسب عاديا وأما ما حفر منذ كان الإسلام محدثا في جديد
الأرض فإنه ينسب إسلاميا واحدته البدي وجماعته البديان وادي لبني عامر بنجد
و البدي أيضا قرية من قرى هجر بين الزرائب والحوضى قال لبيد غلب تشذر بالذحول
كأنها جن البدي رواسيا أقدامها وقيل البدي في هذا البيت البادية وقد ذكر لبيد
البدي في شعر آخر له فقال جعلن جراج القرنتين وعالجا يمينا ونكبن البدي شمائلا
فهذا موضع بعينه ويقويه قول امرىء القيس أصاب قطاتين فسال لواهما فوادي البدي
فانتحى لأريض باب الباء والذال وما يليهما بذان بالكسر والنون ناحية من أعمال
الأهواز
البذان بالفتح وتشديد الذال تثنية البذ المذكور بعد هذا وقد يجيء في الشعر هكذا
قال أبو تمام كأن بابك بالبذين بعدهم نوي أقام خلاف الحي أو وتد بذخشان بفتحتين
والخاء معجمة ساكنة وشين معجمة محركة وألف ونون والعامة يسمونها بلخشان باللام وهو
الموضع الذي فيه معدن البلخش المقاوم للياقوت وهو فيما حدثني من شاهده عروق في
جبلهم يكثر لكن الجيد منه قليل رأيت مع هذا المخبر منه مخلاة ملأى لا ينتفع به وفي
جبلهم هذا أيضا معدن اللازورد الذي يزوق ويعمل منه فصوص الخواتم ومن هذا الموضع
يدخل التجار أرض التبت
وبذخشان بلدة في أعلى طخارستان متاخمة لبلاد الترك بينها وبين بلخ ما حكاه البشاري
والإصطخري ثلاث عشرة مرحلة ومثلها بينها وبين ترمذ وبها رباط بنته زبيدة بنت جعفر
ابن المنصور أم محمد الإمين زوجة الرشيد وبها حصن عجيب من بنائها قل ما رأى الناس
مثله وفيها أيضا معدن البجادي حجر كالياقوت غير البلخش والبلور الخالص كل ذلك عروق
في جبالها وفيها أيضا حجر الفتيلة وهو شيء يشبه البردي والعامة تظنه ريش طائر يقال
له الطلق لا تحرقه النار يوضع في الدهن ثم يشعل بالنار فيقد كما تقد الفتيلة فإذا
اشتعل الدهن بقي على ما كان لم يتغير شيء من صفته وكذلك أبدا كلما وضع في الدهن
واشتعل وإذا ألقي في النار المتأججة لا تحرقه وينسج منه مناديل غلظ للخوان فإذا
اتسخت وأريد غسلها ألقيت في النار فيحترق ما عليها من الدرن وتخلص وتطلع نقية كأن
لم يكن بها درن قط
وهناك حجر يجعل في البيت المظلم فيضيء شيئا يسيرا كل ذلك ذكره البشاري
بذخش هي التي قبلها بعينها وقد نسب إليها بهذا اللفظ أبو إسحاق إبراهيم بن هارون
البذخشي البلخي حدث عن سليمان بن عيسى السجزي بمناكير روى عنه علي بن سعيد بن سنان
قاله يحيى بن مندة
بذ بتشديد الذال
المعجمة كورة بين أذربيجان وأران بها كان مخرج بابك الخرمي في أيام المعتصم قال
الحسين بن الضحاك لم يدع بالبذ من ساكنه غير أمثال كأمثال إرم وقال أبو تمام فالبذ
أغبر دارس الأطلال ليد الردى أكل من الآكال وقال أيضا وكم خبل بالبذ منهم هددته
وغاو غوى حلمته لو تحلما وقال البحتري لله درك يوم بابك فارسا بطلا لأبواب الحتوف
قروعا حتى ظفرت ببذهم فتركته للذل جانبه وكان منيعا وقال مسعر الشاعر بالبذ موضع
تكسيره ثلاثة أجربة يقال إن فيه موقف رجل لا يقوم فيه أحد يدعو الله إلا استجيب له
وفيه تعقد أعلام المحمرة المعروفين بالخرمية ومنه خرج بابك وفيه يتوقعون المهدي وتحته
نهر عظيم إن اغتسل فيه صاحب الحميات العتيقة قلعها وإلى جانبه نهر الرس وبها رمان
عجيب ليس في جميع الدنيا مثله وبها تين عجيب وزبيبها يجفف في التنانير لأنه لا شمس
عندهم لكثرة الضباب ولم تصح السماء عندهم قط وعندهم كبريت قليل يجدونه قطعا على
الماء ويسمن النساء إذا شربنه مع الفتيت
بذر بفتح الذال وراء بوزن فعل وهو وزن عزيز لم تستعمل العرب منه في الأسماء إلا
عشرة ألفاظ وهي بذر موضع وبقم للخشب الذي يصبغ به وشلم اسم للبيت المقدس وعثر موضع
باليمن وخضم اسم موضع واسم العنبر بن عمرو بن تميم وخود اسم موضع وشمر اسم فرس واسم
قبيلة من طيء ونطح اسم موضع أيضا فأما بذر فهو من التبذير وهو التفريق وهو اسم بئر
فلعل ماءها قد كان يخرج متفرقا من غير مكان وهي بئر بمكة لبني عبد الدار قال
الشاعر سقى الله أمواها عرفت مكانها جرابا وملكوما وبدر والغمرا وذكر أبو عبيدة في
كتاب الآبار وحفر هاشم بن عبد مناف بذر وهي البئر التي عند خطم الخندمة جبل على
شعب أبي طالب وقال حين حفرها أنبطت بذرا بماء قلاس جعلت ماءها بلاغا للناس
البذرمان الذال ساكنة والراء مفتوحة قرية كبيرة في غربي نيل الصعيد
بذش بالتحريك
وشين معجمة قرية على فرسخين من بسطام من أرض قومس منها الإمام أبو محمد نوح بن
حبيب البذشي يروي عن أبي بكر ابن عياش مات في رجب سنة 242 وعلي بن محمد ابن حاتم
البذشي وروى عن أبي زرعة الرازي سمع منه أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر الأزهري
بذقون بالتحريك وضم القاف كورة بمصر لها ذكر في الفتوح وهي من كورة الجوف الغربي
بذندون بفتحتين وسكون النون ودال مهملة وواو ساكنة ونون قرية بينها وبين طرسوس
يوم من بلاد الثغر
مات بها المأمون فنقل إلى طرسوس ودفن بها
ولطرسوس باب يقال له باب بذندون عنده في وسط السور قبر أمير المومنين المأمون عبد
الله بن هارون كان خرج غازيا فأدركته وفاته هناك وذلك في سنة 812
بذيخون بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وخاء معجمة من قرى بخارى ينسب إليها أبو
إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن محمد المكتب البذيخوني
بذيس السين مهملة من قرى مرو منها أبو عبد الله عبد الصمد بن أحمد بن محمد البذيسي
إمام مسجد الصاغة بمرو وتوفي في شعبان سنة 335
باب الباء والراء وما يليهما
براءان بالفتح وألف وهمزة وألف أخرى ونون قرية من نواحي أصبهان منها أبو بكر ذاكر
بن محمد بن عمر بن سهل الجاري البراءاني
والجار أيضا من قرى أصبهان
البرابي بالفتح وبعد الألف باء أخرى وهو جمع بربا كلمة قبطية وأظنه اسما لموضع
العبادة أو البناء المحكم أو موضع السحر قيل لما فرغت دلوكة ملكة مصر بعد فرعون من
بناء حائطها كما ذكرته في حائط العجوز كانت بمصر عجوز يقال لها تدورة ساحرة وكان
السحرة يقدمونها في العلم والسحر فبعثت إليها دلوكة الملكة وقالت إنا قد احتجنا
إلى سحرك وفزعنا إليك في شيء تصنعينه يكون حرزا لبلدنا ممن يرومه من الملوك إذ كنا
بغير رجال فأجابتها إلى ما أرادت وصنعت البربا بنته بحجارة في وسط مدينة منف وجعلت
له أربعة أبواب إلى أربع جهات وصورت فيه الخيل والبغال والحمير والسفن والرجال وقالت
قد علمت شيئا يهلك به كل من أراد البلد بسوء وهو يغنيكم عن الحصون والسلاح ويقطع
عنكم مؤونة من أتاكم من أي جهة كان فإنهم إن كانوا من البر راكبين خيلا أو بغالا
أو حميرا أو إبلا أو كانوا رجالة أو كانوا في السفن تحركت الصور التي تشاكلهم
وأومأت إلى الجهة التي يجيئون منها فما فعلتم بالصور أصابهم مثل ذلك في أنفسهم على
ما تفعلونه بالصور
ولما بلغ الملوك الذين حولهم أن أمرهم قد صار إلى النساء طمعوا فيهم وتوجهوا إليهم
فلما قربوا منهم تحركت تلك الصور التي في البرابي وأومأت إلى الجهات التي كان منها
من يريدهم فلما رأوا ذلك أقبلوا يقطعون رؤوس الدواب وسوقها وأقفاءها وعيونها
وبقروا بطونها وفعلوا بالرجال أيضا ذلك فلم يفعلوا بتلك الصور شيئا إلا نال مثله
القاصدين لهم فلما تسامعت الأمم بذلك تركوا قصدهم والتعرض لهم
قلت وبيوت هذه البرابي في عدة مواضع من صعيد مصر في إخميم وأنصنا وغيرهما باقية
إلى الآن والصور الثابتة في الحجارة موجودة وهذه القصة المذكورة قل أن يخلو منها
كتاب في أخبار مصر فلذلك ذكرت وإن كانت بالخرافة أشبه وقد ذكر في إخميم ما فيها من
ذلك والله أعلم
براثا بالثاء المثلثة والقصر محلة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبي باب
محول وكان لها جامع مفرد تصلي فيه الشيعة وقد خرب عن آخره وكذلك المحلة لم يبق لها
أثر فأما الجامع فأدركت أنا بقايا من حيطانه وقد خربت في عصرنا واستعملت في
الأبنية وفي سنة 923 فرغ من جامع براثا وأقيمت فيه الخطبة وكان قبل مسجدا يجتمع
فيه قوم من الشيعة يسبون الصحابة فكبسه الراضي
بالله وأخذ من وجده
فيه وحبسهم وهدمه حتى سوى به الأرض وأنهى الشيعة خبره إلى بجكم الماكاني أمير
الأمراء ببغداد فأمر بإعادة بنائه وتوسيعه وإحكامه وكتب في صدره اسم الراضي ولم
تزل الصلاة تقام فيه إلى بعد الخمسين وأربعمائة ثم تعطلت إلى الآن
وكان براثا قبل بناء بغداد قرية يزعمون أن عليا مر بها لما خرج لقتال الحرورية
بالنهروان وصلى في موضع من الجامع المذكور وذكر أنه دخل حماما كان في هذه القرية
وقيل بل الحمام التي دخلها كانت بالعتيقة محلة ببغداد خربت أيضا وينسب إلى براثا
هذه أبو شعيب البراثي العابد كان أول من سكن براثا في كوخ يتعبد فيه فمرت بكوخه
جارية من أبناء الكتاب الكبار وأبناء الدنيا كانت ربيت في القصور فنظرت إلى أبي
شعيب فاستحسنت حاله وما كان عليه فصارت كالأسير له فجاءت إلى أبي شعيب وقالت أريد
أن أكون لك خادمة فقال لها إن أردت ذلك فتعري من هيئتك وتجردي عما أنت فيه حتى
تصلحي لما أردت فتجردت عن كل ما تملكه ولبست لبسة النساك وحضرته فتزوجها فلما دخلت
الكوخ رأت قطعة خصاف كانت في مجلس أبي شعيب تقيه من الندى فقالت ما أنا بمقيمة
عندك حتى تخرج ما تحتك لأني سمعتك تقول إن الأرض تقول يا ابن آدم تجعل بيني وبينك
حجابا وأنت غدا في بطني فرماها أبو شعيب ومكثت عنده سنين يتعبدان أحسن عبادة
وتوفيا على ذلك وأبو عبد الله بن أبي جعفر البراثي الزاهد أستاذ أبي جعفر الكريني
الصوفي وله خبر مع زوجته يشبه الذي قبله وهو ما قال حليم بن جعفر كنا نأتي أبا عبد
الله بن أبي جعفر الزاهد وكان يسكن براثا وكان له امرأة متعبدة يقال لها جوهرة
وكان أبو عبد الله يجلس على جلة خوص بحرانية وجوهرة جالسة حذاءه على جلة أخرى
مستقبلي القبلة في بيت واحد قال فأتيناه يوما وهو جالس على الأرض وليست الجلة تحته
فقلنا يا أبا عبد الله ما فعلت الجلة التي كنت تجلس عليها فقال إن جوهرة أيقظتني
البارحة فقالت أليس يقال في الحديث إن الأرض تقول يا ابن آدم تجعل بيني وبينك سترا
وأنت غدا في بطني قال قلت نعم قالت فأخرج هذه الجلال لا حاجة لنا فيها فقمت والله
وأخرجتها
قلت وقد ذكر الرجلين والقصتين الحافظ أبو بكر في تاريخه ومحمد بن خالد بن يزيد بن
غزوان أبو عبد الله البراثي والد أبي العباس كان من أهل الدين والفضل والجلالة
والنبل ذا حال من الدنيا حسنة معروفا بالبر واصطناع الخير وكان صديقا لبشر ابن
الحارث الحافي يأنس إليه في أموره ويقبل صلته قال أبو محمد الزهري سمعت إبراهيم
الحربي يقول والك يقع على أحد شيء من السماء ولكن كان لبشر صديق أشار إلى أنه كان
يقبل منه الصلة ونحوها روى الحديث عن هاشم بن بشير روى عنه ابنه أبو العباس وابنه
أحمد بن محمد بن خالد أبو العباس البراثي سمع علي بن الجعد وعبد الله بن عون
الخراز وكامل بن طلحة ويحيى الحماني وأحمد بن إبراهيم الموصلي وشريح بن يونس
والحسن بن حماد سجادة وأبا محمد بن خالد وإسماعيل بن علي الخطبي ومحمد بن عمر
الجعابي وأحمد بن جعفر بن مسلم وهو ثقة مأمون قاله الدارقطني وقال ابن قانع مات في
سنة 003 وقيل سنة 203 وجعفر بن محمد ابن عبد بقية أبو عبد الله المعروف بالبراثي
مروزي الأصل حدث عن أبي عمر حفص الربالي ومحمد ابن الوليد البسري وإسماعيل بن أبي
الحارث وزيد
ابن إسماعيل الصائغ
وإبراهيم بن صالح الأدمي وإبراهيم ابن هانىء النيسابوري روى عنه أبو حفص بن شاهين
والمعافي بن زكرياء الجريري وأحمد بن منصور النوشري وعبد الله بن عثمان الصفار
وكان ثقة مات في سلخ جمادى الآخر سنة 523 قاله ابن قانع
و براثا أيضا قال أبو بكر الحافظ قرية من سواد نهر الملك منها أحمد بن المبارك بن
أحمد أبو بكر البراثي براثا نهر الملك يعرف بأبي الرجال سمع بالبصرة من علي بن
محمد بن موسى التمار البصري سمع منه أبو بكر الخطيب وقال كتبت عنه في قريته وكان
صالحا من أهل القرآن كثير التعبد ومات سنة 034
برارجان بالفتح وبعد الألف راء أخرى وجيم وألف ونون معناه بالفارسية روح الأخ
وربما قيل برارقان بالقاف وهي سكة كبيرة بأعلى الماجان من مرو كان فيها جماعة من
العلماء منهم أبو محمد القاسم بن محمد بن علي بن حمزة البرارجاني كان إماما حافظا
عارفا بالحديث وأبوه أيضا من مشاهير المحدثين توفي القاسم سنة 292
براز الروز بالزاي ثم ألف ولام وراء مضمومة وواو ساكنة وزاي من طساسيج السواد
ببغداد من الجانب الشرقي من إستان شاذقباذ وكان للمعتضد به أبنية جليلة
براش الشين معجمة حصن باليمن من نواحي أبين لابن العليم
و براش أيضا حصن مطل على مدينة صنعاء على جبل نقم
براعيم جمع برعوم وهو الزهر قبل أن ينفتح وكذلك البرعم قال أبو بكر براعيم الجبال
شماريخها قيل هو جبل في شعر ابن مقبل وقيل هو أعلام صغار قريبة من أبان الأسود في
شعر ذي الرمة حيث قال بئس المناخ رفيع عند أخبية مثل الكلى عند أطراف البراعيم
براغيل أمواه تقرب من البحر الواحدة برغيل
براقش بالقاف والشين المعجمة والبرقشة اختلاف اللون والبرقشة التفرق
تركت البلاد براقش أي ممتلئة زهرا مختلفة من كل لون وتبرقش الرجل أي تزين بألوان
مختلفة قال الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء في قول عمرو بن معدي كرب ينادي من براقش
أو معين فأسمع فاتلأب بنا مليع براقش ومعين حصنان باليمن كان بعض التبابعة أمر
ببناء سلحين فبني في ثمانين عاما وبني براقش ومعين بغسالة أيدي صناع سلحين قال ولا
ترى لسلحين أثرا وهاتان قائمتان وقال الجعدي تستن بالضرو من براقش أو هيلان أبو
يانع من العتم يصف بقرا تستن بالشوك
والضرو شجر يستاك به والعتم شجر الزيتون وقال فروة بن مسيك المرادي أحل بحاجر جدي
غطيفا معين الملك من بين البنينا وملكنا براقش دون أعلى وأنعم أخوتي وبني أبينا
وفيهما يقول علقمة وهل أسوى براقش حين أسوى ببلقعة ومنبسط
أنيق وحلوا من معين
يوم حلوا لعزهم لدى الفج العميق ذكر البراق البراق جمع برقة وقد مر ذكره في إبراق
براق بدر ذكرها كثير فقال فقلت وقد جعلن براق بدر يمينا والعنابة عن شمال براق جبا
براق موضع بالجزيرة قتل عنده عمير ابن الحباب السلمي
و جبا براق أيضا موضع بالشام عن أبي عبيدة ذكرهما معا نصر
براق التين بلفظ التين من الفواكه جبل قال أبو محمد الخدامي ترعى إلى جد لها مكين
أكناف خو فبراق التين براق ثجر قرب وادي القرى قال عبد الله ابن سلمة ولم أر مثل
بنت أبي وفاء غداة براق ثجر أو أجوب براق حورة بفتح الحاء المهملة والراء موضع من
ناحية القبلية قال الأحوص فذو السرح أقوى فالبراق كأنها بحورة لم يحلل بهن عريب
براق خبت بفتح الخاء المعجمة وسكون الباء وتاء فوقها نقطتان وخبت صحراء بين مكة
والمدينة وقيل خبت ماء لبني كلب قال بشر فأودية اللوى فبراق خبت عفتها العاصفات من
الرياح وقال أيضا أتعرف من هنيدة رسم دار بأعلى ذروة وإلى لواها ومنها منزل ببراق
خبت عفت حقبا وغيرها بلاها براق الخيل بلفظ الخيل التي تركب اسم موضع قرب راكس قال
ضبعان بن عباد النميري ألا حبذا البرق اليماني وحبذا جنوب أتانا بالغبيط نسيمها
أتتنا بريح من خزامى غريبة تمتع بيتا فاستقل عميمها هي المسك أو أشهى من المسك
نشوة إذا هي شمت لو ينال شميمها بدور براق الخيل أو بطن راكس سقاها بجود بعد عقر
غيومها براق سلمى قال المفضل النكري صبحنا عامرا ببراق سلمى طعانا مثل أفواه
المزاد براق غضور بفتح الغين المعجمة وسكون الضاد المعجمة موضع كان فيه يوم من
أيام العرب
براق غول بفتح الغين وسكون الواو ولام قال بعضهم فربى السلوطح فالكثيب فعاقل فبراق
غول فاللوى المتخلل براق اللوى اللوى منقطع الرمل وقد ذكر في موضعه قال غنينا
زمانا باللوى ثم أصبحت براق اللوى من أهلها قد تخلت براق لوى سعيد قال الطرماح
بأبرق من
براق لوى سعيد تأزر
وارتدى بالأقحوان براق النعاف بكسر النون قال المرقش الأكبر لمن الظعن بالضحى
طافيات شبهها الدوم أو خلايا سفين جاعلات بطن الضباع شمالا وبراق النعاف ذات
اليمين البراق مضاف اليها ذات في بلاد كلاب قال حكيم ابن عياش فهل تبلغنيها على
نأي دارها بذات البراق اليعملات العرامس البراق يضاف إليها ذو قال حميد أربت رياح
الأخرجين عليهما ومستجلب من ذي البراق غريب براق بالضم من قرى حلب بينهما نحو فرسخ
حدثني غير واحد من أهل حلب أن بها معبدا يقصده المرضى والزمنى فيبيتون فيه فيرى
المريض من يقول له شفاأك في كذا وكذا أو يرى شخصا يمسح بيده على مرضه فيبرأ وهذا
مستفاض في أهل حلب والله أعلم ولعل الأخطل إياه عني بقوله وماء تصبح القلصات منه
كخمر براق قد فرط الأجونا براق بالفتح وتشديد الراء جبل بين سميراء والحاجر وعنده
المشرف كذا قالوا
براقة قرية عن يمين بلاد من أرض اليمامة
براكد بالفتح والتخفيف وفتح الكاف من قرى بخارى منها أبو العباس الفضل بن محمد بن
سون البراكدي يروي عن بجير بن النضر
برام يروى بكسر أوله وفتحه والفتح أكثر قال نصر جبل في بلاد بني سليم عند الحرة من
ناحية البقيع وقيل هو على عشرين فرسخا من المدينة وذكر الزبير أودية العقيق فقال
ثم قلعة برام وفيها يقول المحرق المزني وهو ابن أخت معن بن أوس المزني وإني لأهوى
من هوى بعض أهله براما وأجزاعا بهن برام وكان أوس بن حارثة بن لام الطائي قد أغار
على هوازن في بلادهم فسبى منهم سبيا فقصده أبو براء عامر بن مالك فيهم فاطلقهم له
وكساهم فقال أبو براء ألم ترني رحلت العيس يوما إلى أوس بن حارثة بن لام إلى ضخم
الدسيعة مذحجي نماه من جديلة خير نام وفي أسرى هوازن ادركتهم فوارس طيء بلوى برام
تقرب ما استطاع أبو بجير وفك القوم من قبل الكلام فما أوس بن حارثة بن لام بغمر في
الحروب ولاكهام وكان عبد الله بن الزبير قد نفى من المدينة من كان بها من بني أمية
وكان فيهم أبو قطيفة عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن
عبد شمس بن عبد مناف فلحق بالشام فحن إلى أوطانه فقال أشعارا بتشوقه منها
ليت شعري وأين مني
ليت أعلى العهد يلبن فبرام أم كعهدي العقيق أم غيرته بعدي الحادثات والأيام وبقومي
بدلت لخما وعكا وجذاما وأين مني جذام وتبدلت من مساكن قومي والقصور التي بها
الآطام كل قصر مشيد ذي أواسي يتغنى على ذراه الحمام أقر مني السلام إن جئت قومي
وقليل لهم لدي السلام أقطع الليل كله باكتئاب وزفير فما أكاد أنام نحو قومي إذا
فرقت بيننا الدا ر وحادت عن قصدها الأحلام خشية أن يصيبهم عنت الده ر وحرب يشيب
فيها الغلام ولقد حان أن يكون لهذا ال بعد عنا تباعد وانصرام فبلغت هذه الأبيات
وغيرها من شعره إلى عبد الله بن الزبير فقال حن أبو قطيفة ألا من رآه فليبلغه عني
أني قد أمنته فليرجع
فرجع فمات قبل أن يبلغ المدينة
البرامكة كأنه نسبة إلى آل برمك الوزراء كالمهالبة والمرازبة اسم محلة ببغداد
وقرية قال أبو سعد منها أبو حفص عمر بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البرمكي سمع
أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي وإسماعيل الخطبي وغيرهما روى عنه ابنه علي وكان ثقة
صالحا مات في جمادى الأولى سنة 983 وأبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي
البغدادي قال أبو سعد كان أسلافه يسكنون محلة ببغداد تعرف بالبرامكة وقيل بل كانوا
يسكنون قرية يقال لها البرمكية وكان صدوقا أديبا فقيها على مذهب أحمد بن حنبل وله
حلقة للفتوى بجامع المنصور روى عنه القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي قاضي
البيمارستان وأبو بكر الخطيب وغيرهما ومات في سنة 144 وقيل سنة 54 ومولده سنة 361
وأخوه علي بن عمر أبو الحسن البرمكي وهو الأصغر سنا سمع أبا القاسم بن حبابة ويوسف
ابن عمر القواس والمعافى بن زكرياء الجريري وكان ثقة درس فقه الشافعي على أبي حامد
الأسفراييني روى عنه الخطيب ومن بعده وكان مولده سنة 373 ومات في ذي الحجة سنة 054
وأخوهما أبو العباس أحمد بن عمر البرمكي سمع أبا حفص بن شاهين وغيره روى عنه
الخطيب وقال كان صدوقا ومات في سنة 144 وأحمد بن إبراهيم بن عمر أبو الحسين بن أبي
إسحاق بقية بيت البرامكة المحدثين سمع أبا الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ
وغيره روى عنه القاضي محمد بن عبد الباقي وغيره
بران بتشديد الراء وآخره نون من قرى بخارى ويقال لها فوران على خمسة فراسخ من
بخارى منها أبو بكر محمد بن إسماعيل البراني الفقيه وابنه أبو سهل محمود وابنه أبو
المعالي سهل بن محمود بن محمد البراني كان إماما فاضلا واعظا اشتغل بالعلم وحصل
منه الكثير ثم انقطع إلى العبادة وتلاوة القرآن وسمع أباه أبا سهل البراني وأبا
الفرج المظفر ابن إسماعيل الجرجاني وغيرهما روى عنه ابنه وحمزة بن إبراهيم
الخداباذي وغيرهما ومات
ببخارى في جمادى
الأولى سنة 425 كله عن أبي سعد
براوستان من قرى قم منها الوزير مجد الملك أبو الفضل أسعد بن محمد البراوستاني
وزير السلطان بركيارق بن ملكشاه كان غالبا عليه واتهمه عسكره بفساد حالهم وشغبوا
حتى سلمه إليهم بشرط أن يحفظوا مهجته فلم يطيعوه وقتلوه وذلك في سنة 274
براهان بتخفيف الراء قلعة من نواحي همذان ويقال لها فردجان أيضا البراهق بالضم
والهاء مكسورة وقاف جبل حوله رمل من جبال عبد الله بن كلاب في مجتاف الرمل
المجتاف الداخل في الأرض قاله أبو زياد وأنشد لامرىء القيس تخطف حزان البراهق
بالضحى وقد جرت منه ثعالب أورال برباط بالفتح ثم السكون ثم باء موحدة وألف وطاء
مهملة واد بالأندلس من أعمال شذونة قال ابن حوقل وفي المغرب في أقصاه إذا عطفت على
البحر المحيط مدن كثيرة منها مدينة يقال لها برباط على شاطىء نهر سبة من شماليه
بربخ الخاء معجمة موضع في قول الشاعر حيث قال وقبر بأعلى مسحلان مكانه وقبر سقى
صوب السحاب ببربخا البربر هو اسم يشتمل قبائل كثيرة في جبال المغرب أولها برقة ثم
إلى آخر المغرب والبحر المحيط وفي الجنوب إلى بلاد السودان وهم أمم وقبائل لا تحصى
ينسب كل موضع إلى القبيلة التي تنزله ويقال لمجموع بلادهم بلاد البربر وقد اختلف
في أصل نسبهم فأكثر البربر تزعم أن أصلهم من العرب وهو بهتان منهم وكذب وأما أبو
المنذر فإنه قال البربر من ولد فاران بن عمليق وقال الشرقي هو عمليق بن يلمع بن
عامر بن اشيلخ بن لاوذ بن سام ابن نوح وقال غيره عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه
السلام والأكثر والأشهر في نسبهم أنهم بقية قوم جالوت لما قتله طالوت هربوا إلى
المغرب فتحصنوا في جبالها وقاتلوا أهل بلادها ثم صالحوهم على شيء يأخذونه من أهل
البلاد وأقاموا هم في الجبال الحصينة وقال أحمد بن يحيى بن جابر حدثني بكر ابن
الهيثم قال سألت عبد الله بن صالح عن البربر فقال هم يزعمون أنهم من ولد بر بن قيس
بن عيلان وما جعل الله لقيس من ولد اسمه بر وإنما هم من الجبارين الذين قاتلهم
داود وطالوت وكانت منازلهم على الدهر ناحية فلسطين وهم أهل عمود فلما أخرجوا من
أرض فلسطين أتوا المغرب فتناسلوا به وأقاموا في جباله وهذه من أسماء قبائلهم التي
سميت بهم الأماكن التي نزلوا بها وهي هوارة
أمتاهة
ضريسة
مغيلة ورفجومة
ولطية
مطماطة
صنهاجة
نفزة
كتامة
لواتة
مزاتة
ربوحة
نفوسة
لمطة
صدينة
مصمودة
غمارة
مكناسة
قالمة
وارية
أتينة
كومية
سخور
أمكنة
ضرزبانة
قططة
حبير
يراثن واكلان
قصدران
زرنجي
برغواطة
لواطة
زواوة
كزولة
وذكر هشام بن محمد أن جميع هؤلاء عمالقة إلا صنهاجة وكتامة فإنهم بنو افريقس بن
قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر كانوا معه لما قدم المغرب وبنى إفريقية فلما رجع إلى
بلاده تخلفوا عنه عمالا له على تلك البلاد فبقوا إلى الآن
وتناسلوا
والبربر أجفى خلق الله وأكثرهم طيشا وأسرعهم إلى الفتنة وأطوعهم لداعية الضلالة
وأصغاهم لنمق الجهالة ولم تخل جبالهم من الفتن وسفك الدماء قط ولهم أحوال عجيبة
واصطلاحات غريبة وقد حسن لهم الشيطان الغوايات وزين لهم الضلالات حتى صارت طبائعهم
إلى الباطل مائلة وغرائزهم في ضد الحق جائلة فكم من ادعى فيهم النبوة فقبلوا وكم
زاعم فيهم أنه المهدي الموعود به فأجابوا داعيه ولمذهبه انتحلوا وكم ادعى فيهم
مذاهب الخوارج فإلى مذهبه بعد الإسلام انتقلوا ثم سفكوا الدماء المحرمة واستباحوا
الفروج بغير حق ونهبوا الأموال واستباحوا الرجال لا بشجاعة فيهم معروفة ولكن بكثرة
العدد وتواتر المدد
وتحكى عنهم عجائب منها ما ذكره ابن حوقل التاجر الموصلي وكان قد طاف تلك البلاد
وأثبت ما شاهد منهم ومن غيرهم قال وأكثر بربر المغرب من سجلماسة إلى السوس وأغمات
وفاس إلى نواحي تاهرت وإلى تونس والمسيلة وطنبة وباغاية إلى اكزبال وازفون ونواحي
بونة إلى مدينة قسطنطينة الهواء وكتامة وميلة وسطيف يضيفون المارة ويطعمون الطعام
ويكرمون الضيف حتى بأولادهم الذكور لا يمتنعون من طالب البتة بل لو طلب الضيف هذا
المعنى من أكبرهم قدرا وأكثرهم حمية وشجاعة لم يمتنع عليه وقد جاهدهم أبو عبد الله
الشيعي على ذلك حتى بلغ بهم أشد مبلغ فما تركوه قال وسمعت أبا علي ابن أبي سعيد
يقول أن ليبلغ بهم فرط المحبة في إكرام الضيف أن يؤمر الصبي الجليل الأب والأصل
الخطير في نفسه وماله بمضاجعة الضيف ليقضي منه وطره ويرون ذلك كرما والإباء عنه
عارا ونقصا ولهم من هذا فضائح ذكر بعضها إمام أهل المغرب أبو محمد علي بن أحمد بن
حزم الأندلسي في كتاب له سماه الفضائح فيه تصديق لقول ابن حوقل وقد ذكرت ذلك في
كتابي الذي رسمته بأخبار أهل الملل وقصص أهل النحل في مقالات أهل الإسلام
وذكر محمد بن أحمد الهمذاني في كتابه مرفوعا إلى أنس بن مالك قال جئت إلى النبي
صلى الله عليه و سلم ومعي وصيف بربري فقال يا أنس ما جنس هذا الغلام فقلت بربري يا
رسول الله فقال يا أنس بعه ولو بدينار فقلت له ولم يا رسول الله قال إنهم أمة بعث
الله إليهم نبيا فذبحوه وطبخوه وأكلوا لحمه وبعثوا من المرق إلى النساء فلم يتحسوه
فقال الله تعالى لا اتخذت منكم نبيا ولا بعثت فيكم رسولا وكان يقال تزوجوا في
نسائهم ولا تؤاخوا رجالهم ويقال إن الحدة والطيش عشرة أجزاء تسعة في البربر وجزء
في سائر الخلق
ويروي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ما تحت أديم السماء ولا على الأرض خلق
شر من البربر ولئن أتصدق بعلاقة سوطي في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق رقبة بربري
قلت هكذا وردت هذه الآثار ولا أدري ما المراد بها السود أم البيض أنشدني أبو
القاسم النحوي الأندلسي الملقب بالعلم لبعض المغاربة يهجو البربر فقال رأيت آدم في
نومي فقلت له أبا البرية إن الناس قد حكموا أن البرابر نسل عنك قال أنا حواء طالقة
إن كان ما زعموا بربرة هذه بلاد أخرى بين بلاد الحبش والزنج واليمن على ساحر بحر
اليمن وبحر الزنج وأهلها سودان جدا ولهم لغة برأسها لا يفهمها غيرهم وهم بواد
معيشتهم من صيد الوحش وفي بلادهم وحوش
غريبة لا توجد في
غيرها منها الزرافة والببر والكركدن والنمر والفيل وغير ذلك وربما وجد في سواحلهم
العنبر
وهم الذين يقطعون مذاكير بعضهم بعضا وقد ذكرت ذلك وسنتهم فيه في الزيلع وذكر الحسن
بن أحمد بن يعقوب الهمداني اليمني فقال ومن الجزائر التي تجاور سواحل اليمن جزيرة
بربرة وهي قاطعة من حد سواحل أبين ملتحقة في البحر بعدن من نحو مطلع سهيل إلى ما
شرق عنها وفيما حاذى منها عدن وقابله جبل الدخان وهي جزيرة سقوطرا مما يقطع من عدن
ثابتا على السمت
وأما صفة صيدهم فحدثني غير واحد ممن دخل بلادهم أن عندهم نوعا من النبت يشبه
الخباز يجمعونه ويطبخونه ويستخرجون ماءه ثم يطبخونه حتى ينعقد ويصير كالزفت فإذا
أرادوا اختبار إحكامه جرح أحدهم ساقه فإذا سال دمه أخذ من ذلك السم قليلا وقربه من
الدم في آخر سيلانه فإن كان قد أحكم طبخه تراجع الدم يطلب الجرح فيبادر ويقطعه قبل
أن يصل إلى الجرح فإنه إن دخل في الجرح أهلك صاحبه وإن لم يتراجع الدم عاود طبخه
إلى أن يرضاه ثم يجعل منه شيئا في حق ويعلقه في وسطه ويكمن للوحش في شجر أو غيره
فإذا رأى الوحش جعل على رأس نصله منه قليلا ثم يرمي الوحش فحينما يخالط هذا السم
دمه يموت فيجيء إليه فيأخذ جلده أو قرنه أو نابه فيبيعه ويأكل لحمه فلا يضره
ويقال لبلاد هؤلاء سواحل بربرة
بربروس وبعضهم يقول بربريس موضع في شعر جرير طال الثواء ببربروس وقد نرى أيامنا
بقشاوتين قصارا بربسما بكسر الباء الثانية وسكون السين المهملة طسوج من كورة
الإستان الأوسط من غربي سواد بغداد قال ابن كناسة لقي عمر بن أبي ربيعة مالك بن
أسماء بن خارجة الفزاري فأنشده مالك من شعره فقال ما زلت أحبك من يوم بلغني قولك
إن لي عند كل نفحة ريحا ن من الجل أو من الياسمينا نظرة والتفاتة أترجى أن تكوني
حللت فيما يلينا إلا أن أسماء القرى التي تذكرها في شعرك قبيحة قال له مثل ماذا
قال مثل قولك إن في الرفقة التي شيعتنا نحو بربيسما لزين الرفاق أشبع الكسرة فنشأت
منها ياء ويروى بربسميا والصحيح هو المترجم به قال ومثل قولك أشهدتنا أم كنت غائبة
عن ليلتي بحديثة القسب ومثل قولك حبذا ليلتي بتل بونا حيث نسقي شرابنا ونغنى
بربشتر بضم الباء الثانية وسكون الشين المعجمة وفتح التاء المثناة من فوق مدينة
عظيمة في شرقي الأندلس من أعمال بربطانية وقد صارت للروم في صدر سنة 254 حمل منها
لصاحب القسطنطينية في جملة الهدايا سبعة آلاف بكر منتخبة ثم استعادها المسلمون في
إمارة أحمد بن سليمان بن هود في سنة 75 بعد ذلك بخمسة أعوام فغنموا فيما غنموا
عشرة آلاف امرأة ثم عادت إليهم خذلهم الله
ولها
حصون كثيرة منها
حصن القصر وحصن الباكة وحصن قصر مينوقش وغير ذلك وينسب إليها خلف بن يوسف المقري
البربشتري أبو القاسم روى عن أبي عمرو المقري وأجاز له وكان من أهل القرآن والحديث
والبراعة والفهم وتوفي في شهر رمضان سنة 154 ويوسف بن عمر بن أيوب بن زكرياء
التجيبي الثغري البريشتري أبو عمرو وله رحلة سمع فيها بمصر من الحسن بن رشيق وغيره
وكان يسكن الإسكندرية وبها حدث وسمع من أبي صخر بمكة قاله السلفي
بربطانية بفتح الباء الثانية وطاء وألف ونون مكسورة وياء خفيفة وهاء مدينة كبيرة
بالأندلس أيضا يتصل عملها بعمل لاردة وكانت سدا بين المسلمين والروم ولها مدن
وحصون وفي أهلها جلادة وممانعة للعدو وهي في شرقي الأندلس اغتصبها الأفرنج فهي
اليوم في أيديهم
بربعيص العين مهملة مكسورة وياء ساكنة وصاد مهملة في قول امرىء القيس يذكرها
أوطانها تل ماسح منازلها من بربعيص وميسرا قال ابن السكيت في شرح هذا البيت تل
ماسح قلت أنا هو من أعمال حلب بالشام
وميسر مكان قال وقال أبو عمرو كانت ببربعيص وميسر وقعة قديمة فإني سألت عنها من
لقيت من العلماء فما أخبرني أحد عنها بشيء
بربغ اسم موضع
بربيطياء بكسر الباء الثانية وياء ساكنة وكسر الطاء وياء أخرى وألف ممدودة موضع
ينسب إليه الوشي ذكره ابن مقبل في شعره فقال خزامى وسعدان كأن رياضها مهدن بذي
البربيطياء المهذب وقال أبو عمرو البربيطياء ثياب
البرتان الراء مشددة مفتوحة تثنية برة هضبتان في ديار بني سليم يجوز أن يكون من
البر ضد العقوق كأن هذا الموضع يبر أهله بالخصب والريع وقال طهمان بن عمرو الكلابي
لقد سرني ما جرف السيف هانئا وما لقيت من حد سيفي أنامله ومتركه بالبرتين مجدلا
تنوح عليه أمه وحلائله وقال ابن حبيب البرتان جبيلان بالمطلى أرض لبني أبي بكر بن
كلاب وهي مختلطة فيها
والبرتان هضبتان حميراوان مقترنتان بأعلى خنثل من ديار بني كلاب
و البرتان أيضا رابيتان بالحجاز على ستة أميال من الجار
والجار فرضة على البحر بين ينبع وجدة وقال مطير بن الأشيم الأسدي يرثي قرة وعلقمة
ابني عمه أحقا أن قرة لا أراه فما أنا بعده بقرير عين وعلقمة الذي قد كان عزي وإن
حفل المجالس كان زيني إذا قال الخليل تعز عنهم ذكرت رئيس يوم البرتين ألا لا خلد
بعدكما ولكن ضحاء الورد بينكما وبيني و البرتان البرة العليا والبرة السفلي
بالعارض من أرض اليمامة وهي التي ذكرها يحيى بن طالب في شعره وقد ذكرتا في البرة
برت بالكسر ثم
السكون والتاء فوقها نقطتان بليدة في سواد بغداد قريبة من المزرفة ينسب إليها
القاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر البرتي ولي قضاء بغداد وكان
عراقي المذهب من أصحاب يحيى بن أكثم وتقلد قبل ذلك قضاء واسط وقطعة من أعمال
السواد وكان دينا صالحا عفيفا روى الحديث وصنف المسند حدث عن أبي الوليد الطيالسي
وأبي عمر الحوضي وأبي نعيم الفضل بن دكين وغيرهم روى عنه أبو القاسم عبد الله بن
محمد البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد ومات سنة 082 وابنه أبو حبيب العباس بن أحمد البرتي
والقاسم بن محمد البرتي أبو الفضل حدث ببغداد عن حميد بن مسعدة حدث عنه الطبراني
وزيدان بن محمد بن زياد البرتي حدث عن إبراهيم بن هانىء وزياد بن أيوب دلوية حدث
عنه عمر بن أحمد بن شاهين في معجمه وأبو جعفر محمد بن إبراهيم البرتي الأطروش حدث
عن أبي زيد عمر بن شبة النميري حدث عنه أبو الحسن علي بن عمر الحربي السكري وأحمد
بن القاسم البرتي حدث عن محمد بن عباد المكي حدث عنه سليمان بن أحمد الطبراني وقال
الخطيب أحمد ابن القاسم بن محمد بن سليمان أبو الحسن الطائي البرتي حدث عن بشر بن
الوليد ومحمد وعثمان ابني أبي شيبة وداود بن رشيد وعبيد بن جناد حدث عنه ابن قانع
وأبو عمرو بن السماك وعبد الصمد بن علي الطستي وأبو الحسن أحمد بن محمد بن مكرم بن
خالد البرتي حدث عن علي بن المديني حدث عنه أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن
حبان الحافظ الأصبهاني في معجمه
برثان بالفتح ثم السكون والثاء المثلثة وألف ونون واد بين ملل وأولات الجيش كان
عليه طريق النبي صلى الله عليه و سلم إلى بدر وبه كان أحد منازله
برث موضع ذكر في حديث نزول عيسى بن مريم عليهما السلام
برثم بضم أوله وثاء مثلثة وميم قال عرام بن الأصبغ وبين أبلى من قبل القبلة جبل
يقال له برثم وجبل يقال له تعار وهما جبلان عاليان لا ينبتان شيئا فيهما النمران
كثيرة وفي أصل برثم ماء يقال له ذنبان العيص وقال في موضع آخر يرثم أوله ياء تحتها
نقطتان جبل شامخ كثير النمور والأروى قليل النبات إلا ما كان من ثمام وغضور وما
أشبهه وقال آدم بن عمرو بن عبد العزيز وكان قدم الري فكرهها هل تعرف الأطلال من
مريم بين سواس فلوى برثم فذات أكناف فقيعانها فجزع مذفوراء فالأحزم ما لي وللري
وأكنافها يا قوم بين الترك والديلم أرض بها الأعجم ذو منطق والمرء ذو المنطق
كالأعجم وقال ابن السلاماني فلو شئت إذ بالأمر يسر لقلصت برحلي فتلاء الذراعين
عيهم إذا ما انتحت ما بين لحج وبرثم وأين لإبراهيم لحج وبرثم يريد إبراهيم بن
العربي والي اليمامة لبني مرود
برثة بالفتح موضع بنواحي الكوفة له ذكر في الأخبار
برجان بالجيم بلد
من نواحي الخزر قال المنجمون هو في الإقليم السادس وطوله أربعون درجة وعرضه خمس
وأربعون درجة وكان المسلمون غزوه في أيام عثمان رضي الله عنه فقال أبو نجيد
التميمي بدأنا بجيلان فزلزل عرشهم كتائب تزجي في الملاحم فرسانا وعدنا لأشيان بمثل
غداتهم فعادوا جوالي بين روم وبرجانا البرج من قرى أصبهان أو ناحيته وهي إحدى
الإيغارين ينسب إليها جماعة منهم أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق بن بندار
الكاتب البرجي الأصبهاني حدث عن محمد بن عمر بن حفص الجورجيري وأبي عمرو بن حكيم
وعلي بن محمد بن أبان روى عنه أبو الربيع الاستراباذي وأحمد بن جعفر الفقيه وأبو
القاسم بن أبي بكر بن علي وسهل بن محمد البرجي وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم
الوراق مات يوم عيد الفطر سنة 046 وشيبان بن عبد الله ابن أحمد بن محمد بن شيبان
بن محمد بن سمرة بن الفضل بن قيس بن عدنان بن نزار بن حرب بن ربيعة ابن الحسين بن
المفضل الأسدي المحتسب أبو المعمر البرجي شيخ صالح صاحب سنة يعظ الناس في نواحي
أصبهان سمع من أبي عبد الله محمد بن إسحاق ابن مندة الحافظ إملاء وأخذا وكتب عن
أبي بكر ابن مردويه الحافظ وأبي سعد أحمد بن محمد الماليني وأبي عبد الله الجرجاني
وأبي بكر بن أبي علي وغيرهم روى عنه يحيى بن مندة وغيره وسهل بن محمد بن سهل
البرجي حدث عن جده أبي الفرج البرجي روى عنه الأصبهانيون ذكره يحيى بن مندة وروى
عنه إجازة ومحمد بن الحسن البرجي الأديب الأصبهاني وتوفي في محرم سنة 884 سمع وحدث
ذكره يحيى بن مندة ومنصور أبو سهل العروضي من أصحاب أبي نعيم الحافظ وكان يسمع
الحديث إلى أن مات في نصف جمادى الآخرة سنة 884 وكان كثير السماع قليل الرواية
وأبو القاسم غانم بن ابي نصر البرجي سمع أبا نعيم وغيره وأحمد بن سهل ابن محمد بن
عبد العزيز بن سهل البرجي روى عن أبي منصور عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله
الصحاف وغيره روى عنه من أدركناه وعبيد الله ابن محمد بن عبيد بن قمن بن فيل
البرجي أبو القاسم الصوفي من أهل أصبهان روى عن أبي الحسن علي ابن أحمد بن محمد بن
الحسين بن إبراهيم الخرجاني روى عنه أبو علي الحداد وغيره وعدنان بن عبد الله ابن
أحمد بن محمد بن شيبان المؤدب أبو الحسن البرجي روى عن أبي بكر أحمد بن محمد بن موسى
ابن مروديه روى عنه أبو علي أيضا وأبو الفضل محمد بن الحسين بن عبيد الله بن محمد
بن حامد بن يوسف البرجي المؤدب روى عن أبي بكر محمد ابن إبراهيم بن المقري روى عنه
أبو علي الحداد وغير هؤلاء كثير
و البرج أيضا موضع بدمشق هكذا قال خليفة بن قاسم وليس يعرف الآن ولعله قد كان ودرس
ينسب إليه أبو محمد عبد الله بن سلمة البرجي الدمشقي يروي عن محمد بن علي بن مروان
وغيره روى عنه محمد بن الورد وجماعة من الدمشقيين
برج الرصاص قلعة ولها رساتيق من أعمال حلب قرب أنطاكية وإياها عنى أبو فراس بقوله
فأوقع في جلباط بالروم وقعة بها العمق واللكام والبرج فاخر
برج ابن قرط بين
بلنياس ومرقية قتل عنده عبد الله بن قرط الثمالي وكان واليا على حمص وكان قد خرج
يعس على شاطىء البحر فقتله الروم فهذا الموضع يسمى به ولعله الذي ذكره خليفة ابن
القاسم
برج بفتحتين أطم من آطام المدينة لبني النضير لبني القمعة منهم
برجد بضم أوله والجيم والراء ساكنة طريق بين اليمامة والبحرين ولعل قيس بن الخطيم
الأنصاري أراده بقوله فذق غب ما قدمت إني أنا الذي صبحتكم كأس الحمام ببرجد برجلان
قال أبو سعد من قرى واسط منها محمد بن الحسين البرجلاني سكن بغداد يروي الزهد
والرقائق قال وقال الخطيب أبو بكر محمد بن الحسين البرجلاني ينسب إلى محلة
البرجلانية وهو صاحب كتب الزهد والرقائق سمع الحسين ابن علي الجعفي وزيد بن الحباب
وغيره روى عنه ابن أبي الدنيا وغيره سئل أحمد بن حنبل عن شيء من الزهد فقال عليك
بمحمد بن الحسين البرجلاني وسئل عنه إبراهيم الحربي فقال ما علمت إلا خيرا توفي
سنة 832 قال وأما أبو جعفر أحمد بن الخليل ابن ثابت البرجلاني فكان يسكن محلة
البرجلانية فنسب إليها توفي في شهر ربيع الأول سنة 772
البرجلانية ذكرت قبلها
برجمة حصن للروم في شعر جرير
برجمين بكسر الميم وياء ساكنة ونون من قرى بلخ في ظن أبي سعد منها أبو محمد الأزهر
بن بلخ البرجميني سافر إلى العراق والحجاز في طلب العلم روى عن وكيع وله إخوة
ثلاثة إلياس ومكتوم وسعيد بنو بلخ البرجميني
برجونية بالفتح والواو ساكنة ونون مكسورة وياء خفيفة وهاء قرية من شرقي واسط
قبالتها وهي نزهة ذات أشجار ونخل كثيرة عندها عمر النصارى الذي ذكره ابن الحجاج في
قوله بالعمر من واسط والليل ما انبسطت فيه النجوم وضوء الصبح لم يلح وبها قبر
يزعمون أنه قبر سعيد بن جبير الذي قتله الحجاج ومنها أبو العباس أحمد بن سالم
البرجوني روى عن أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد الله بن ماذويه البزاز المعروف
بابن العجمي الواسطي
برجة مدينة بالأندلس من أعمال إلبيرة ينسب إليها أبو الحسن علي بن محمد بن عبد
الله الجذامي المقري قال أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز الأندي هو منسوب إلى برجة
بلدة من أعمال المرية سمع من شيخنا أبي علي وقرأ القرآن على أصحاب أبي عمرو عثمان
بن سعيد الداني المقري توفي بالمرية سنة 056
برحايا بالضم ثم الفتح والحاء مهملة وألفان بينهما ياء اسم واد في قول تميم بن أبي
بن مقبل حيث قال رآها فوادي أم خشف خلالها بقور الوراقين السراء المصنف رعت برحايا
في الخريف وعادة لها برحايا كل شعبان تخرف هكذا رواه ابن المعلى الأزدي بكسر أوله
على أن اسم الموضع رحايا والباء للجر ثم قال وكان خالد يروي برحايا يجعل الباء
أصلا ويضمها
برخوار بالضم ثم السكون وخاء معجمة مضمومة
وواو وألف وراء من
نواحي أصبهان تشتمل على عدة قرى منها أبو سعيد عصام بن زيد بن عجلان البرخواري
البلومي
برخشان بالفتح وخاء معجمة مضمومة وشين معجمة من قرى ما وراء النهر منها عبد الله
بن علي الفرغاني المرغيناني ولد ببرخشان
برخو بالفتح قلعة من قلاع ناحية الزوزان لصاحب الموصل
برداد بالدالين المهملتين من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها ينسب إليها أبو سلمة
النضر بن رسول البردادي السمرقندي يروي عن أبي عيسى الترمذي وغيره
البرادان بالتحريك مواضع كثيرة قال أبو الحسن العمراني أنشدني جار الله العلامة
يعني أبا القاسم الزمخشري وكنت أناوله الجمد المدقوق فيشربه إذ دخل عليه بعض الكبراء
فقال لي إن ذلك يضره فذكرت له ذلك فقال ألا إن في قلبي جوى لا يبله قويق ولا
العاصي ولا البردان قال هذا آخر ما سمعته من كلامه وإنشاده وهذه أسماء أنهار
بالشام تذكر إن شاء الله تعالى
و البردان أيضا عين بأعلى نخلة الشامية من أرض تهامة وبها عينان البردان وتنضب قال
نصر البردان جبل مشرف على وادي نخلة قرب مكة وفيها قال ابن ميادة ظلت بروض البردان
تغتسل تشرب منها نهلات وتعل وقال الأصمعي البردان ماء بنجد لبني عقيل ابن عامر
بينهم وبين هلال بن عامر وقال أبو زياد البردان في أقصى بلاد بني عقيل وأول بلاد
مهرة وأنشد ظلت بروض البردان تغتسل و البردان أيضا ماء لبني نصر بن معاوية بالحجاز
لبني جشم فيه شيء قليل لبطن منهم يقال لهم بنو عصيمة يزعمون أنهم من اليمن وأنهم
ناقلة في بني جشم وقال عميرة بن جعيل بن عمرو بن مالك بن الحارث بن حبيب بن عمرو
بن غنم بن تغلب ألا يا ديار الحي بالبردان خلت حجج بعدي لهن ثمان فلم يبق منها غير
نوي مهدم وغير أوار كالركي دفان و البردان أيضا ماء بالسماوة دون الجناب وبعد
الحني من جهة العراق
و البردان أيضا ماء للضباب قرب دارة جلجل عن ابن دريد
والبردان أيضا قال الأصمعي من جبال الحمى الذهلول ثم البردان وهو ماء ملح كثير
النخل
و البردان أيضا من قرى بغداد على سبعة فراسخ منها قرب صريفين وهي من نواحي دجيل
وقال أبو المنذر هشام بن محمد سميت البردان التي فوق بغداد بردانا لأن ملوك الفرس
كانوا إذا أتوا بالسبي فنفوا منه شيئا قالوا برده أي اذهبوا به إلى القرية وكانت القرية
بردان فسميت بذلك كذا قال
قلت أنا وتحقيق هذا أن برده بالفارسية هو الرقيق المجلوب في أول إخراجه من بلاد
الكفر ولعل هذه القرية كانت منزل الرقيق فسميت بذلك لأنهم يلحقون الدال والألف
والنون في بعض ما يجعلونه وعاء للشيء كقولهم لوعاء الثياب جامه دان ولوعاء الملح
نمكدان وما أشبه ذلك ثم وقفت على كتاب الموازنة لحمزة فوجدته
قد ذكر قريبا مما
قلته فإنه قال البردان تعريب بردهدان وكان بخت نصر لما سبى اليهود أنزلهم هناك إلى
أن ورد عليه أمر الملك لهراسف من بلخ بما يصنع بهم وفيه يقول جحظة إدفع ورود الهم
عنك بقهوة مخزونة في حانة الخمار جازت مدى الأعمار فهي كأنها عند المذاق تزيد في
الأعمار يسعى بها خنث الجفون منعم في خده ماء النضارة جار في رقة البردان بين
مزارع محفوفة ببنفسج وبهار بلد يشبه صيفه بخريفه رطب الأصائل بارد الأسحار وينسب
إليها جماعة منهم أبو الحسن محمد بن أحمد ابن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي
البرداني توفي في ذي القعدة سنة 469 وابنه أبو علي كان فاضلا توفي سنة 894
و البردان أيضا بالكوفة وكان منزل وبرة بن رومانس وقال هشام هو وبرة الأصغر ابن
رومانس بن معقل بن محاسن بن عمرو ابن عبد ود بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة ابن
زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة أخو النعمان بن المنذر لأمه فمات ودفن
بهذا الموضع فلذلك يقول مكحول بن حرثة يرثيه إلا يا عين جودي باندفاق على مردى
قضاعة بالعراق فما الدنيا بباقية لحي ولا حي على الدنيا بباق لقد تركوا على
البردان قبرا وهموا للتفرق بانطلاق وقال ابن الكلبي مات في طريقه إلى الشام فيجوز
أن يكون البردان الذي بالسماوة وقد ذكر
و البردان أيضا نهر بثغر طرسوس مجيئه من بلاد الروم ويصب في البحر على ستة أميال
من طرسوس ولا أعرف بالشام موضعا أو نهرا يقال له البردان غيره فهو الذي عناه
الزمخشري
و البردان أيضا نهر يسقي بساتين مرعش وضياعها مخرجه من أصل جبل مرعش ويسمى هذا
الجبل الأقرع وذكر هذين النهرين أحمد بن الطيب السرخسي
و البردان أيضا سيح البردان موضع باليمامة فيه نخل عن ابن أبي حفصة
البردان بالضم ثم السكون تثنية برد غديران بنجد بينهما حاجز يبقى ماؤها شهرين
وثلاثة وقيل هما ضفيرتان من رمل قال القتال الكلابي سمعت وأصحابي بذي النخل نازلا
وقد يشعف النفس الشعاع حبيبها دعاء بذي البردين من أم طارق فيا عمرو هل تبدو لنا
فتجيبها ويوم البردين من أيام العرب وهو يوم الغبيط ظفرت به بنو يربوع ببني شيبان
فقال مالك بن نويرة فأقررت عيني يوم ظلوا كأنهم ببطن الغبيط خشب أثل مسند صريع
عليه الطير تنقر عينه وآخر مكبول بمال مقيد لدن غدوة حتى أتى الليل دونهم ولا
تنتهي عن ملئها منهم يد وأصبح منهم بعد فل لقاؤنا بقيقاءة البردين فل مطرد
برد بفتحتين موضع
في قول بدر بن حزان الفزاري ما اضطرك الحرز من ليلي إلى برد تختاره معقلا عن جش
أعيار وقال الفضل بن العباس اللهبي عوجا في ربع سعدى كي نسائله عوجا فما بكما غي
ولا بعد إني إذا حل أهلي من ديارهم بطن العقيق وأمست دارها برد تجمعنا نية ولا
الخل واصلة سعدى ولا دارنا من دارهم صدد ووجدت في أشعار بني أسد المقروء تصنيفها
على أبي عمرو الشيباني يروي بالفتح ثم الكسر في قول المغترف المالكي حيث قال
سائلوا عن خيلنا ما فعلت ببني القين وعن جنب برد وقال نصر برد جبل في أرض غطفان
يلي الجناب وقيل هو ماء لبني القين ولعلهما موضعان
برد بالضم والسكون قال نصر برد صريمة من صرائم رمل الدهناء في ديار تميم كان لهم
فيه يوم
برد بالفتح ثم السكون جبل يناح روافا وهما جبلان مستديران بينهما فجوة في سهل من
الأرض غير متصلة بغيرهما من الجبال بين تيماء وجفر عنزة وجفر عنزة في قبليهما وقال
نصر برد صقع يمان أحسب أنه أحد أبنيتهم
و برد أيضا ماء قرب صفينة من مياه بني سليم ثم لبني الحارث منهم
بردرايا بفتح الدال والراء وبين الألفين ياء موضع أظنه بالنهروان من أعمال بغداد
بردنيس بكسر النون وياء ساكنة وسين مهملة ناحية من أعمال صعيد قرب أبويط في شرقي
النيل في كورة الأسيوطية
بردون بفتحتين وتشديد الدال وسكون الواو ونون قرية من قرى ذمار من أرض اليمن
برديا بفتح الدال
وياء مشددة وألف وفي كتاب التكملة للخارزنجي بكسر الدال وهو من أغلاطه قيل هو نهر
دمشق وقيل غير ذلك وقال أحمد بن يحيى في قول الراعي النميري وملن كالتين وارى
القطن أسوقه واعتم من برديا بين أفلاج برديا نهر دمشق ويقال له بردى أيضا ولها نهر
آخر يقال له باناس
برديج بسكون الراء وكسر الدال وياء ساكنة وجيم مدينة بأقصى أذربيجان بينها وبين
برذعة أربعة عشر فرسخا والماء يحيط بها في نهر يقارب دجلة في العظم يقال له الكر
ينسب إليها الحافظ أبو بكر أحمد بن هارون بن روح البرديجي سمع نصر بن علي الجهضمي
وبكار بن قتيبة وسعيد ابن أيوب الواسطي وغيرهم روى عنه جعفر بن أحمد ابن سنان
القطان وسليمان الطبراني وابن عدي وغيره وقال حمزة بن يوسف السهمي سألت الدارقطني
عن أبي بكر البرديجي فقال ثقة مأمون جبل مات في شهر رمضان سنة 103 وهو أحمد أركان
الحديث
برديس السين مهملة قرية بصعيد مصر من كورة قوص على غربي النيل
بردى بثلاث فتحات بوزن جمزى وبشكى قال جرير لا ورد للقوم إن لم يعرفوا بردى إذا
تجوب عن أعناقها السدف أعظم أنهر دمشق وقال نفطويه هو بردى ممال يكتب بالياء مخرجه
من قرية يقال لها قنوا من كورة الزبداني على خمسة فراسخ من دمشق مما يلي بعلبك
يظهر الماء من عيون هناك ثم يصب إلى قرية تعرف بالفيجة على فرسخين من دمشق وتنضم
إليه عين أخرى ثم يخرج الجميع إلى قرية تعرف بجمرايا فيفترق حينئذ فيصير أكثره في
بردى ويحمل الباقي نهر يزيد وهو نهر حفره يزيد ابن معاوية في لحف جبل قاسيون فإذا
صار ماء بردى إلى قرية يقال لها دمر افترق على ثلاثة أقسام لبردى منه نحو النصف
ويفترق الباقي نهرين يقال لأحدهما ثورا في شمالي بردى وللآخر باناس في قبليه
وتمتزج هذه الأنهر الثلاثة بالوادي ثم بالغوطة حتى يمر بردى بمدينة دمشق في ظاهرها
فيشق ما بينها وبين العقيبة حتى يصب في بحيرة المرج في شرقي دمشق وهو أهبط أنهار
دمشق وإليه تنصب فضلات أنهرها ويساوقه من الجهة الشمالية نهر ثورا وفي شمال ثورا
نهر يزيد إلى أن ينفصل عن دمشق وبساتينها ومهما فضل من ذلك كله صب في بحيرة المرج
وأما باناس فإنه يدخل إلى وسط مدينة دمشق فيكون منه بعض مياه قنواتها وقساطلها
وينفصل باقيه فيسقي زروعها من جهة الباب الصغير والشرقي
وقد أكثر الشعراء في وصف بردى في شعرهم وحق لهم فإنه بلا شك أنزه نهر في الدنيا
فمن ذلك قول ذي القرنين أبي المطاع بن حمدان سقى الله أرض الغوطتين وأهلها فلي
بجنوب الغوطتين شجون وما ذقت طعم الماء إلا استخفني إلى بردى والنيربين حنين وقد
كان شكي في الفراق يروعني فكيف يكون اليوم وهو يقين
فوالله ما فارقتكم
قاليا لكم ولكن ما يقضى فسوف يكون وقال العماد أبو عبد الله محمد بن الأصبهاني
الكاتب يذكر هذه الأنهر من قصيدة إلى ناس باناس لي صبوة لها الوجد داع وذكري مثير
يزيد اشتياقي وينمو كما يزيد يزيد وثورا يثور ومن بردى برد قلبي المشوق فها أنا من
حره مستجير و بردى أيضا جبل بالحجاز في قول النعمان بن بشير يا عمرو لو كنت أرقى الهضب
من بردى أو العلى من ذرى نعمان أو جردا وكل هذه مواضع بالحجاز
بما رقيتك لاستهويت مانعها فهل تكونن إلا صخرة صلدا و بردى أيضا من قرى حلب من
ناحية السهول
و بردى أيضا نهر بثغر طرسوس
برذاور بسكون الراء والذال معجمة والواو مفتوحة وراء موضع بهمذان ولا أدري قرية أو
محلة
برذعة وقد رواه أبو سعد بالدال المهملة والعين مهملة عند الجميع بلد في أقصى
أذربيجان قال حمزة برذعة معرب برده دار ومعناه بالفارسية موضع السبي وذلك أن بعض
ملوك الفرس سبى سبيا من وراء أرمينية وأنزلهم هناك وقال هلال بن المحسن برذعة قصبة
أذربيجان وذكر ابن الفقيه أن برذعة هي مدينة أران وهي آخر حدود أذربيجان كان أول
من أنشأ عمارتها قباذ الملك وهي في سهل من الأرض عمارتها بالآجر والجص وقال صاحب
كتاب الملحمة مدينة برذعة طولها تسع وسبعون درجة وثلاثون دقيقة وعرضها خمس وأربعون
درجة في الإقليم السادس طالعها الحوت ثلاث عشرة درجة كف الخضيب في درجة طالعها
وقلب العقرب في خامسها ويد الجوزاء في رابعها وسرة الجوزاء في رابعها بالحقيقة
وذكر أبو عون في زيجه برذعة في الإقليم الخامس طولها ثلاث وسبعون درجة وعرضها ثلاث
وأربعون درجة وقال الإصطخري برذعة مدينة كبيرة جدا أكثر من فرسخ في فرسخ وهي نزهة
خصبة كثيرة الزرع والثمار جدا وليس ما بين العراق وخراسان بعد الري وأصبهان مدينة
أكبر ولا أخصب ولا أحسن موضعا من مرافق برذعة ومنها على أقل من فرسخ موضع يسمى
الأندراب ما بين كرنة ولصوب ويقطان أكثر من مسيرة يوم مشتبكة البساتين والباغات
كلها فواكه وفيها الفندق الجيد أجود من فندق سمرقند وبها شاه بلوط أجود من شاه
بلوط الشام ولهم فواكه تسمى الروقال في تقدير الغبيراء حلو الطعم إذا أدرك وفيه
مرارة قبل أن يدرك وببرذعة تين يحمل من لصوب يفضل على جميع أجناسه ويرتفع منها من
الإبريسم شيء كثير مستحدث من توت مباح لا مالك له يجهز منه إلى فارس وخوزستان
جهازا واسعا
وعلى ثلاثة فراسخ من برذعة نهر الكر فيه الشورماهي الذي يحمل إلى الآفاق مملحا وهو
نوع من السمك ويرتفع من نهر الكر سمك أيضا يقال له الدواقن والعشب وهما سمكان
يفضلان على أجناس السمك بتلك النواحي
وببرذعة باب يسمى باب الأكراد تقوم عنده سوق تسمى الكركي في يوم الأحد
يكون مقدارها فرسخا
في فرسخ يجتمع فيها الناس كل يوم الأحد من كل أسبوع من كل وجه وأوب حتى من العراق
وهو أكبر من سوق كورسره وقد غلب على هذا اليوم اسم الكركي حتى إن كثيرا منهم إذا
عد أيام الأسبوع قال الجمعة والسبت والكركي والإثنين والثلاثاء حتى يعد أيام
الأسبوع
وبيت ما لهم في المسجد الجامع على رسم الشام فإن بيوت الأموال بالشام في مساجدها
وهو بيت مال مرصص السطح وعليه باب حديد وهو على تسع أساطين ودار الإمارة بجنب
الجامع في المدينة والأسواق في ربضها قلت هذه صفة قديمة فأما الآن فليس من ذلك كله
شيء وقد لقيت من أهل برذعة بأذربيجان من سألته عن بلده فذكره أن آثار الخراب بها
كثيرة وليس بها الآن إلا كما يكون في القرى ناس قليل وحال مضطرب وصعلكة ظاهرة وضر
باد ودور متهدمة وخراب مستول عليهم فسبحان من يحيل ولا يحول ويزيل ولا يزول وله في
خلقه تدبير لا يظهر لأحد من خلقه سر المصلحة
ومن برذعة إلى جنزة وهي كنجة تسعة فراسخ وقال مسلم ابن الوليد يرثي يزيد بن مزيد
وكان قد مات ببرذعة سنة 531 قبر ببرذعة استسر ضريحه خطرا تقاصر دونه الأخطار أجل
تنافسه الحمام وحفرة نفست عليها وجهك الأحجار أبقى الزمان على معد بعده حزنا لعمر
الدهر ليس يعار نفضت بك الآمال أحلاس الغنى واسترجعت نزاعها الأمصار سلكت بك العرب
السبيل إلى العلى حتى إذا بلغ المدى بك حاروا فاذهب كما ذهبت غوادي مزنة أثنى
عليها السهل والأوعار وأما فتحها فقد قالوا سار سلمان بن ربيعة الباهلي في أيام
عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد فتح بيلقان إلى برذعة فعسكر على الثرثور وهو نهر
منها على أقل من فرسخ فأغلق أهلها دونه أبوابها فشن الغارات في قراها وكانت زروعها
مستحصدة فصالحوه على مثل صلح البيلقان فدخلها وأقام بها ووجه خيله ففتحت بلادا أخر
وينسب إلى برذعة جماعة من الأئمة منهم مكي بن أحمد بن سعدويه البرذعي أحد المحدثين
المكثرين والرحالين المحصلين سمع بدمشق أحمد بن عمير ومحمد بن يوسف الهروي
وبأطرابلس أبا القاسم عبد الله بن الحسن بن عبد الرحمن البزار وببغداد أبا القاسم
البغوي وأبا محمد صاعدا وبغيرها أبا يعلى محمد بن الفضل بن زهير وأبا عروبة وأبا
جعفر الطحاوي وعبد الحكم بن أحمد المصري ومحمد بن أحمد بن رجاء الحنفي ومحمد بن
عمير الحنفي بمصر وعرس بن فهد الموصلي روى عنه الأستاذ أبو الوليد حسان بن محمد
الفقيه والحاكم أبو عبد الله وأبو الفضل نصر بن محمد بن أحمد بن يعقوب العطار
الرسي وكان نزل نيسابور سنة 033 فأقام بها ثم خرج إلى ما وراء النهر سنة 053 وكتب
بخراسان ما يتحير فيه الإنسان كثرة وتوفي بالشاش سنة 453 وسعيد بن عمرو بن عمار
أبو عثمان الأزدي سمع بدمشق أبا زرعة الدمشقي وأبا يعقوب الجوزجاني وإبا سعيد
الأشج ومسلم بن الحجاج الحافظ ومحمد بن يحيى الذهلي وأبا زرعة وأبا حاتم الرازيين
ومحمد بن إسحاق الصاغاني وغيرهم روى
عنه محمد بن يوسف
بن إبراهيم وأبو عبد الله أحمد ابن طاهر بن النجم الميانجي وغيرهما وقال حفص بن
عمر الأردبيلي جلس سعيد بن عمرو البرذعي في منزله وأغلق بابه وقال ما أحدث الناس
فإن الناس قد تغيروا فاستعان عليه أصحاب الحديث بمحمد بن مسلم بن واره الرازي فدخل
عليه وسأله أن يحدثهم فقال ما أفعل فقال بحقي عليك إلا حدثتهم فقال وأي حق لك علي
فقال أخذت يوما بركابك فقال قضيت حقا لله عليك وليس لك علي حق فقال إن قوما
اغتابوك فرددت عنك فقال هذا أيضا يلزمك لجماعة المسلمين قال فإني عبرت بك يوما في
ضيعتك فتعلقت بي إلى طعامك فأدخلت على قلبك سرورا فقال أما هذه فنعم فأجابه إلى ما
أراد وعبد العزيز بن الحسن البرذعي الحافظ العابد أبو بكر من الرحالة سمع بدمشق
محمد بن العباس بن الدرفس وبمصر محمد بن أحمد الحافظ وأبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم
بن يونس البغدادي المنجنيقي وبالموصل أحمد بن عمر الموصلي وأظنه أبا يعلى لأنه
يروي عن غسان بن الربيع روى عنه أبو علي الحسين بن علي بن يزيد الحافظ وأبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي وأبو محمد عبد الله بن سعيد الحافظ وقال الحاكم
أبو عبد الله في تاريخه عبد العزيز بن الحسن إبو بكر البرذعي العابد وهو من
الغرباء الرحالة الذين وردوا على أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فأتمنه أبو بكر
على حديثه لزهده وورعه وصار المفيد بنيسابور في حياة أبي بكر وبعد وفاته ثم خرج
سنة 813 من نيسابور إلى رباط فراوة فأقام مدة ثم سكن نسا إلى أن توفي بها سنة 323
و جو برذعة أرض لبني نمير باليمامة في جوف الرمل فيها نخل
برذون بكسر الباء وسكون الراء وفتح الذال المعجمة وواو ساكنة ونون بليدة من نواحي
خوزستان قرب بصنى تعمل فيها الستور البصنية وتدلس بعمل بصنى
برذيش بالذال المعجمة مسكورة وياء ساكنة وشين معجمة من مدن قرمونة بالأندلس
برزاباذان بالضم والسكون وزاي وألف وباء موحدة وألف وذال معجمة وألف ونون من قرى
أصبهان منها أبو العباس الفضل ابن أحمد القرشي قال ابن مردويه هو ضعيف
برزاط بالطاء المهملة من قرى بغداد في ظن أبي سعد منها أبو عبد الله محمد بن أحمد
البرزاطي البغدادي حدث عن الحسن بن عرفة
برزبين بالفتح وكسر الباء الثانية وياء ساكنة ونون قرية كبيرة من قرى بغداد على
خمسة فراسخ منها إليها ينسب القاضي أبو علي يعقوب بن إبراهيم العكبري البرزبيني
الحنبلي قاضي باب الأزج توفي في شعبان سنة 846 عن ثمانين سنة
برزبين بالفتح وكسر الباء الثانية وياء ساكنة ونون قرية كبيرة من قرى بغداد على
خمسة فراسخ منها إليها ينسب القاضي أبو علي يعقوب بن إبراهيم العكبري البرزبيني
الحنبلي قاضي باب الأزج توفي في شعبان سنة 846 عن ثمانين سنة
برز بالضم من قرى مرو قرب كمسان على خمسة فراسخ من مرو ينسب إليها سليمان بن عامر
ابن عمير الكندي البرزي حدث عن الربيع بن أنس روى عنه إسحاق بن راهويه وأبو يحيى
القصير وأبو حجر عمرو بن رافع قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول هو مستوي الحديث
صدوق لو أدرك شعبة هذا لكان يكتب كلامه ألا ترى كيف يتوقى لا يتجاوز ربيع بن أنس
البرزمان بالفتح قلعة من العواصم من نواحي حلب
برزمهران بالضم بلد قرب جزيرة ابن
عمر وفيه دير أبون
يقول الشاعر سقى الله ذاك الدير غيثا وخصه وما قد حواه من قلال ورهبان وإني إلى
الثرثار والحضر حلتي ودارك دير ابون أو برزمهران برزنج بالفتح ثم السكون وفتح
الزاي وسكون النون وجيم
مدينة من نواحي أران بينها وبين برذعة ثمانية عشر فرسخا في طريق باب الأبواب وفي
برزنج المعبر الذي على نهر الكر يعبر فيه إلى شماخي مدينة شروان
برزند الدال مهملة بلد من نواحي تفليس من أعمال جرزان من أرمينية الأولى كان أول
من عمرها الأفشين وجعلها معسكرا له بعد أن كانت خرابة وقال الاصطخري بين برزند
وأردبيل خمسة عشر فرسخا وقال أبو سعد برزند من نواحي أذربيجان وقد ذكرنا أنها من
أعمال تفليس وعمارة الأفشين وأظن أن الموضع الذي عمره الأفشين برزنج أو موضع آخر
يوافق اسمه اسم هذا والله أعلم فليحقق منها أبو منصور صالح بن بديل ابن علي
البرزندي روى عن أبي الغنائم عبد الصمد ابن علي بن المأمون وأبي منصور بكر بن حيدر
سمع منه أبو القاسم الرويدشتي مات ببغداد في شعبان سنة 394 وبديل بن علي بن بديل
البرزندي أبو القاسم الفقيه روى عن أبي طالب العشاري وأبي إسحاق البرمكي وكان
صدوقا قاله شيرويه
برزماهن هو موضع قصر شيرين بأرض الجبل قال الشاعر يا طالبي غرر الأماكن حيوا
الديار ببرزماهن وسلوا السحاب تجودها وتسح في تلك الأماكن برزن من قرى مرو متصلة
ببرماقان منها أبو إبراهيم أحمد بن عبد الواحد الكاتب البرزني
و برزن قرية أخرى بمرو أيضا يقال لها باغ وبرزن وهما قريتان متصلتان على فرسخين من
مرو منها إسماعيل البرزني يروي عن الفضل بن موسى الشيباني
برزه بالهاء الصريحة قرية من أعمال بيهق من نواحي نيسابور ينسب إليها أبو القاسم
حمزة بن الحسين البرزهي ثم البيهقي له تصانيف في الأدب منها كتاب الفصول وكتاب
محامد من يقال له محمد وكتاب محاسن من يقال له أبو الحسن ذكره الباخرزي في كتاب
دمية القصر مات في شهر ربيع الأول سنة 884 قاله عبد الغافر
برزة بتاء التأنيث قرية من غوطة دمشق ينسب إليها عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن
إسماعيل بن على أبو القاسم البرزي المعيوفي المقري سمع أبا محمد بن أبي نصر روى
عنه طاهر الخشوعي وعمر الدهستاني وعبد الله السمرقندي وغيرهم مات في شوال سنة 462
ومنهم أيضا عبد الله بن محمود بن أحمد الخشبي البرزي أبو علي سمع أبا محمد بن أبي
نصر وأبا القاسم عبد العزيز بن عثمان القرقساني وأبا الحسن محمد بن عوف بن أحمد
المزني وأبا بكر محمد بن عبد الرحمن القطان قاله الحافظ أبو القاسم وقال سمع منه
شيخنا أبو محمد بن الأكفاني وأبو الحسن علي بن أحمد ابن عبد العزيز الأنصاري
الأندلسي قال لنا ابن الأكفاني وفيها يعني سنة 466 توفي أبو علي البرزي يوم
الثلاثاء السادس عشر من شوال وكان شافعي المذهب يحفظ جميع مختصر المزني ومحمد بن
أحمد
ابن إسماعيل بن علي
ويقال إن إسماعيل بن محمد البرزي المقري الصوفي روى عن أبي سليمان محمد بن عبد
الله بن أحمد بن زيد روى عنه أبو سعد إسماعيل ابن علي السمان وعبد العزيز الكناني
وعلي بن الخضر وكنوه أبا عبد الله وعلي الحنائي وكناه أبا بكر توفي في نصف المحرم
سنة 514 وإياها عنى ابن منير بقوله سقاها وروى من النيربين إلى الغيضتين وحموريه
إلى بيت لهيا إلى برزة دلاح مكفكفة الأوعية وذكر بعضهم أن مولد إبراهيم الخليل
عليه السلام ببرزة وهو غلط أجمعوا على أن مولده كان ببابل من أرض العراق و برزة
أيضا رستاق بأذربيجان في كتاب البلاذري في أيدي الأوديين
برزة بالضم موضع كانت به وقعة تذكر في أيام العرب قال عبد الله بن جذل الطعان فدى
لهم نفسي وأمي فدى لهم ببرزة إذ يخبطنهم بالسنابك وفي يوم برزة قتل مالك بن خالد
بن صخر بن الشريد وهو ذو التاج كان بنو سليم بن منصور توجوه ثم ملكوه عليهم فغزا
بني كنانة وأغار على بني فراس بن مالك بموضع يقال له برزة ورئيس بني فراس عبد الله
بن جذل الطعان فقتله عبد الله وهو يوم مشهور من أيام العرب ووجدته بخط بعض الأدباء
بفتح الباء قال وقال ابن حبيب برزة شعبة تدفع على بئر الرويثة العذبة وقال ابن
السكيت هما برزتان وهما شعبتان قريب من الرويثة تصبان في درج المضيق من يليل وقال
كثير يعاندن في الأرسان أجواز برزة عتاق المطايا مسنفات جبالها و برزة أيضا
والعامة تقول برزى ممال قرية من نواحي واسط في أوائل نهر الغراف
و برزة أيضا من قرى بغداد من نواحي طبريق خراسان
برزويه بالفتح وضم الزاي وسكون الواو وفتح الياء والعامة تقول برزيه حصن قرب السواحل
الشامية على سن جبل شاهق يضرب بها المثل في جميع بلاد الأفرنج بالحصانة تحيط بها
أودية من جميع جوانبها وذرع علو قلعتها خمسمائة وسبعون ذراعا كانت بيد الأفرنج حتى
فتحها الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة 485
برسانجرد بالضم والسين مهملة وألف ونون ساكنان وجيم مكسورة وراء ودال من قرى مرو
على ثلاثة فراسخ منها ينسب إليها خالد ابن أبي برزة الأسلمي البرسانجردي من علماء
التابعين سكن هذه القرية فنسب إليها
برسان من قرى سمرقند ينسب إليها أحمد بن خلف بن حسين البرساني روى عن أحمد بن محمد
ابن شاهويه البلخي روى عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل بن سليمان العدوي
برسحور بالفتح والسين مفتوحة والحاء مهملة والواو ساكنة وراء من قرى الرها منها
إبراهيم بن بديع أبو إسحاق البرسحوري كان يقال إنه من الأبدال ذكره أبو الحسن علي
بن الحسن ابن علان الحافظ في تاريخ الجزريين
برسخان بالفتح وضم السين المهملة وخاء معجمة والنسبة إليها برسخي قرية من قرى
بخارى على
فرسخين منها أبو
بكر منصور البرسخي صاحب تاريخ بخارى وابنه أبو رافع العلاء الفقيه الشافعي الأصم
برس بالضم موضع بأرض بابل به آثار لبخت نصر وتل مفرط العلو يسمى صرح البرس وإليه
ينسب عبد الله بن الحسن البرسي كان من أجلة الكتاب وعظمائهم ولي ديوان بادوريا في
أيام المعتضد وغيره وعاش إلى صدر أيام المقتدر ولا أدري هل أدرك غيره من الخلفاء
أم لا
برسف بضم السين قرية في طريق خراسان من سواد بغداد بالجانب الشرقي نسب إليها أبو
الحسن محمد بن بعار بن الحسن بن صالح بن يوسف الضرير البرسفي سمع أبا القاسم علي
بن السيد بن الصباغ وأبا الوقت السجزي ومحمد بن ناصر سمع منه جماعة من أقراننا
وكان شيخا صالحا سئل عن مولده فقال في سنة 825 ببرسف ومات سنة 650
برسيم بالفتح وكسر السين وياء ساكنة وميم زقاق بمصر ينسب إليه عبد الله بن الحسن
وفي كتاب أبي سعيد عبد العزيز بن قيس بن حفص البرسيمي حدث عن يزيد بن سنان وبكار
بن قتيبة وغيرهما توفي في سنة 233 وكان ثقة
برشاعة بالكسر وشين معجمة وعين مهملة منهل بين الدهناء واليمامة عن الحفصي
برشانة بالفتح وبعد الألف نون من قرى إشبيلية بالأندلس منها أبو عمرو أحمد بن محمد
بن هشام ابن جمهور بن إدريس بن أبي عمرو البرشاني روى عن أبيه وعمرو بن القاسم بن
سليمان الجبلي وأبي الحسن علي بن عمر بن موسى الأيذجي وأبي بكر إسمعيل بن محمد بن
إسحاق بن غرزة وأبي القاسم السقطي وغيرهم روى عنه محمد بن عبد الله الخولاني
برشليانة بسكون اللام وياء وألف ونون بلدة بالأندلس من أقاليم لبلة
البرشلية موضع بأران له ذكر في أخبار ملوك الفرس
برشهر الهاء ساكنة وراء اسم لمدينة نيسابور بخراسان وهي أبرشهر وقد ذكرت هناك قال
الشاعر كفى حزنا أنا جميعا ببلدة ويجمعنا في أرض برشهر مشهد وكل لكل مخلص الود
وامق ولكننا في جانب عنه نفرد نروح ونغدو لا تزاور بيننا وليس بمضروب لنا فيه موعد
فأبداننا في بلدة والتقاؤنا عسير كأنا ثعلب والمبرد برطاس بالضم اسم لأمة لهم
ولاية واسعة تعرف بهم تنسب إليها الفراء البرطاسية وهم متاخمون للخزر وليس بينهما
أمة أخرى وهم قوم مفترشون على وادي إتل
وبرطاس اسم للناحية والمدينة وهم مسلمون ولهم مسجد جامع وبالقرب منها مدينة تسمى
سوارا فيها أيضا مسجد جامع ولأهل برطاس لسان مفرد ليس بتركي ولا خزري ولا بلغاري
قال الإصطخري وأخبرني من كان يخطب بها أن مقدار الناس من المدينتين نحو عشرة آلاف
رجل لهم أبنية خشب يأوون إليها في الشتاء وأما في الصيف فإنهم يفترشون في
الخركاهات قال الخاطب وإن الليل عندهم لا يتهيأ أي يسارع فيه في الصيف
أكثر من فرسخ ومن
إتل مدينة الخزر إلى برطاس مسيرة عشرين يوما ومن أول مملكة برطاس إلى آخرها نحو
خمسة عشر يوما
برطلى بالفتح وضم الطاء وتشديد اللام وفتحها بالقصر والإمالة قرية كالمدينة في
شرقي دجلة الموصل من أعمال نينوى كثيرة الخيرات والأسواق والبيع والشراء يبلغ
دخلها كل سنة عشرين ألف دينار حمراء والغالب على أهلها النصرانية وبها جامع
للمسلمين وأقوام من أهل العبادة والتزهد ولهم بقول وخس جيد يضرب به المثل وشربهم
من الآبار
برطوبة بعد الواو الساكنة باء موحدة بليدة على الفرات مقابل رحبة مالك بن طوق من
أعمال الخابور قرب قرقيسياء كان بها رغيبة المتزهد له أتباع ولفيف وهو في أيامنا
هذه حي
برعش العين مهملة مفتوحة والشين معجمة قرية قرب طليطلة بالأندلس قال ابن بشكوال
سكنها صادق بن خلف بن صادق بن كتيل الأنصاري الطليطلي له رحلة إلى الشرق وسمع وروى
ومات بعد سنة 074
برع بوزن زفر جبل بناحية زبيد باليمن فيه قلعة يقال لها حلبة وهي قرب سهام ويسكنه
الصنابر من حمير وله سوق وتفرق بين برع وبين ضلع ريمة
برع بالفتح ثم السكون حصن من حصون ذمار باليمن
برعة من مخاليف الطائف
برغث بالغين المعجمة والثاء المثلثة موضع
برغر بالغين المعجمة المفتوحة والراء قال علي ابن الحسين المسعودي مدينة البرغر
على ساحل بحر مانطس وهو بحر متصل بخليج القسطنطينية وأرى أنهم في الإقليم السابع
وهم نوع من الترك والقوافل متصلة منهم إلى بلاد خوارزم وأرض خراسان ومن بلاد
خوارزم إليهم إلا أن ذلك بين بوادي غيرهم من الترك قال وملك البرغر في وقتنا هذا
وهو سنة 233 مسلم أسلم أيام المقتدر بعد العشر والثلاثمائة لرؤيا رآها وقد كان حج
ولد له فورد بغداد وحمل معه المقتدر لواء وسوادا ومالا ولهم جامع وهذا الملك يغزو
بلاد القسطنطينية في نحو خمسين ألف فارس فصاعدا ويشن الغارات حولها إلى بلاد رومية
والأندلس وأرض برجان والجلالقة وإفرنجة ومنه إلى القسطنطينية نحو شهرين بين عمائر
وغمائر
والبرغر أمة عظيمة شديدة البأس ينقاد إليها من جاورها من الأمم ولا تمتنع
القسطنطينية منهم إلا بأسوار وكذلك ما جاورها من البلدان والليل في بلادهم في غاية
القصر في الصيف حتى إن أحدهم لا يفرغ من طبخه حتى يأتيه الصبح
قلت أنا هذه الصفة جميعها صفة بلغار وما أظنهما إلا واحدا وأنهما لغتان فيه
للسانين وليس فيه ما أنكرته إلا قوله إن البرغر على ساحل بحر مانطس وما أظن بينه
وبين ساحل بحر مانطس إلا مسافة بعيدة والله أعلم
برغوث بلفظ البرغوث من الحيوان بلد بالروم قريب من عمورية
برفشخ بالفتح ثم السكون وفتح الفاء والشين معجمة ساكنة وخاء معجمة من قرى بخارى
منها أبو حاتم فرينام بن جماهر البرفشخي البخاري روى عن علي بن خشرم
ذكر البرقاء مرتب
ما أضيفت إليه على حروف المعجم والبرقاء تأنيث الأبرق وهو اختلاف اللون وقد ذكر في
أبراق فيما سلف
برقاء غير مضاف قرية على شرقي النيل في الصعيد الأدنى قرب أنصنا
البرقاء أيضا في البادية قال الراجز يترك بالبرقاء شيخا قد ثلب أي ساء جسمه وهزل
وقال الحسين بن مطير في البرقاء وهي هذه ألا لا أبالي أي حي تفرقوا إذا ثمد
البرقاء لم يخل حاضره وبالبرق أطلال كأن رسومها قراطيس خط الحبر فيهن ساطره أبت
سرحة الأثماد إلا ملاحة وطيبا إذا ما نبتها اهتز ناضره وقال أيضا يا صاح هل أنت
بالتعريج تنفعنا على منازل بالبرقاء منعرج على منازل للطاوس قد درست تسدي الجنوب
عليها ثم تنتسج برقاء الأجدين قال عمرو بن معدي كرب ويوما ببرقاء الأجدين لو أتى
أبيا مقامي لانتهى أو لجربا برقاء أعامق قد ذكر أعامق في موضعه عن الأخطل
برقاء جندب قال الكميت وقد فاض غرب عند برقاء جندب لعينيك من عرفان ما كنت تعرف
برقاء شمليل قال الملك النعمان بن المنذر يخاطب الربيع بن زياد العبسي شرد برحلك
عني حيث شئت ولا تكثر علي ودع عنك الأقاويلا فقد رميت بداء لست غاسله ما جاوز
النيل يوما أهل إبليلا قد قيل ذلك إن صدقا وإن كذبا فما اعتذارك من قول إذا قيلا
وما اعتذارك منه بعدما جزعت أيدي المطايا به برقاء شمليلا برقاء ذي ضال قال جميل
ومن كان في حبي بثينة يمتري فبرقاء ذي ضال علي شهيد برقاء قرمد قال البريق وقد
هاجني منها ببرقاء قرمد وأجراع ذي اللهباء منزلة قفر برقاء اللهيم قال النابغة
ظللنا ببرقاء اللهيم تلفنا قبول نكاد من ظلالتها نمسي برقاء مطرف قال ذو الرمة
لعمرك إني يوم برقاء مطرف لشوقي منقاد الجنيبة تابع برقاء النطاع قال الحارث بن
حلزة لم يحلوا بني رزاح ببرقا نطاع لهم عليهم دعاء برقاء هيج قال العجير السلولي
خليلي عوجا أسعفاني وحييا ببرقاء هيج منزلا ورسوما برقاء هيج قال العجير السلولي
خليلي عوجا أسعفاني وحييا ببرقاء هيج منزلا ورسوما
برقان بفتح أوله
وبعضهم يقول بكسره من قرى كاث شرقي جيحون على شاطئه بينها وبين الجرجانية مدينة
خوارزم يومان خربت برقان منها الحافظ الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد ابن
غالب الخوارزمي البرقاني سمع ببلده وورد بغداد فسمع أبا علي الصواف وأبا بكر
القطيعي وسمع ببلاد كثيرة مثل جرجان وخراسان وغيرهما ثم استوطن بغداد وكتب عنه أبو
بكر الخطيب الحافظ وغيره من الأئمة قال الخطيب وكان ثقة ورعا متقنا مثبتا لم نر في
شيوخنا أثبت منه وصنف تصانيف كثيرة وكان له كتب كثيرة نقل من الكرخ إلى قرب باب
الشعير وكان عدد أسفاط كتبه ثلاثة وستين سفطا وصندوقين وكان مولده في آخر سنة 336
ومات سنة 524 ببغداد
و برقان أيضا من قرى جرجان نسب إليها حمزة بن يوسف السهمي بعض الرواة ولست منها
على ثقة
برقان موضع بالبحرين قتل فيه مسعود بن أبي زينب الخارجي وكان غلب على البحرين
وناحية اليمامة بضع عشرة سنة حتى قتله سفيان بن عمرو العقيلي سار إليه ببني حنيفة
فقال الفرزدق ولولا سيوف من حنيفة جردت ببرقان أمسى كاهل الدين أزورا تركن لمسعود
وزينب أخته رداء وجلبابا من الموت أحمرا البرقانية بالضم ماء لبني أبي بكر بن كلاب
ثم لبني كعب بن أبي بكر يقال لهم بنو برقان بقرب حفيرة خالد
برقتان تثنية برقة موضع قال جواس بن نعيم الضبي لتقارب الشعب المحاول شعبه ولما
استحل ببرقتين حريم البرقعة ماء لبني نمير ببطن الشريف
برقعيد بالفتح وكسر العين وياء ساكنة ودال بليدة في طرف بقعاء الموصل من جهة
نصيبين مقابل باشزى قال أحمد بن الطيب السرخسي برقعيد بلدة كبيرة من أعمال الموصل
من كورة البقعاء وبها آبار كثيرة عذبة وهي واسعة وعليها سور ولها ثلاثة أبواب باب
بلد وباب الجزيرة وباب نصيبين وعلى باب الجزيرة بناء لأيوب بن أحمد وفيها مائتا
حانوت
قلت أنا كانت هذه صفتها في قرابة سنة 003 بعد الهجرة وكان حينئذ ممر القوافل من
الموصل إلى نصيبين عليها فأما الآن فهي خراب صغيرة حقيرة وأهلها يضرب بهم المثل في
اللصوصية يقال لص برقعيدي وكانت القوافل إذا نزلت بهم لقيت منهم الأمرين
حدثني بعض مجاوريها من أهل القرى أن قفلا نزل تحت بعض جدرانها احترازا وربط رجل من
أهل القفل حمارا له تحت ذلك الجدار خوفا عليه من السراق وجعل الأمتعة دونه واشتغلوا
بالعس وحراسة ما تباعد عن الجدار لأنهم أمنوا ذلك الوجه فصعد البرقعيديون على
الجدار وألقوا على الحمار الكلاليب وأنشبوها في برذعته واستاقوه إليهم وذهبوا به
ولم يدر به صاحبه إلى وقت الرحيل فلما كثرت منهم هذه الأفاعيل تجنبتهم القوافل
وجعلوا طريقهم على باشزى وانتقلت الأسواق إلى باشزى
وبين برقعيد والموصل أربعة أيام وبينها وبين نصيبين عشرة فراسخ ومن برقعيد هذه كان
بنو حمدان التغلبيون سيف الدولة وأهله وقال
شاعر يهجو سليمان
بن فهد الوصلي مستطردا ويمدح قرواش بن المقلد أمير بني عقيل وليل كوجه البرقعيدي
ظلمة وبرد أغانيه وطول قرونه سريت ونومي فيه نوم مشرد كعقل سليمان بن فهد ودينه
على أولق فيه الهباب كأنه أبو جابر في خبطه وجنونه إلى أن بدا ضوء الصباح كأنه سنا
وجه قروش وضوء جبينه وقال الصولي دخل رجل على أيوب بن أحمد ببرقعيد فأنشده شعرا
فجعل يخاطب جارية ولا يسمع له فخرج وهو يقول أدب لعمرك فاسد مما تؤدب برقعيد من
ليس يدري ما يري د فكيف يدري ما نريد من ليس يضبطه الحدي د فكيف يضبطه القصيد علم
هنالك مخلق والجهل مقتبل جديد وقد نسب إليها قوم من الرواة منهم الحسن ابن علي بن
موسى بن الخليل البرقعيدي سمع ببيروت أحمد بن محمد بن مكحول البيروتي وبأطرابلس
خيثمة بن سليمان وعبد الله بن إسماعيل وبالرملة زيد بن الهيثم الرملي وبقيسارية
أحمد بن عبد الرحمن القيسراني وبالموصل عبد الله بن أبي سفيان وأبا جابر زيد بن
عبد العزيز وببلد أبا القاسم النعمان ابن هارون وبحران أبا عروبة وبرأس عين أبا
عبد الله الحسين بن موسى بن خلف الرسعني وغير هؤلاء وأحمد بن عامر بن عبد الواحد
بن العباس الربعي البرقعيدي سمع بدمشق أحمد بن عبد الواحد بن عبود ومحمد بن حفص
صاحب واثلة وشعيب بن شعيب بن إسحاق والهيثم بن مروان العبسي وبغيرها معروف بن أبي
معروف البلخي ومحمد بن حماد بن مالك ومؤمل بن إهاب وغيرهم روى عنه أبو أحمد بن
حمدان المروروذي وأبو محمد الحسن بن علي البرقعيدي وغيرهم وكان يسكن نصيبين وقال
أبو أحمد بن علي وكان شيخا صالحا
برق بلفظ البرق الذي لمع من خلل السحاب وهي قرية قرب خيبر وأظن أن ابن أرطاة إياها
عني بقوله لا تبعدن إداوة مطروحة كانت حديثا للشراب العاتق حنت إلى برق فقلت لها
فري بعض الحنين فإن وجدك شائقي بأبي الوليد وأم نفسي كلما بدت النجوم وذر قرن
الشارق ويوم برق من أيامهم وهو يوم للضب
برقولش بضم أوله والقاف والواو ساكنة واللام مسكورة والشين معجمة حصن من أعمال
سرقسطة بالأندلس
برقة بفتح أوله والقاف اسم صقع كبير يشتمل على مدن وقرى بين الإسكندرية وإفريقية
واسم مدينتها انطابلس وتفسيره الخمس مدن قال بطليموس طول مدينة برقة ثلاثة وستون
درجة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وعشر دقائق تحت
تسع درج من السرطان
وست وخمسين دقيقة يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها
من الميزان وهي في الإقليم الثالث وقيل في الرابع وقال صاحب الزيج طولها ثلاث
وأربعون درجة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة
وأرض برقة أرض خلوقية بحيث ثياب أهلها أبدا محمرة لذلك ويحيط بها البرابر من كل جانب
وفي برقة فواكه كثيرة وخيرات واسعة مثل جوز ولوز وأترج وسفرجل وفي مدينة برقة قبر
رويفع صاحب النبي صلى الله عليه و سلم وأهلها يشربون من ماء السماء يجري في أودية
ويفيض إلى برك بناها لهم الملوك ولها آبار يرتفق بها الناس ولها ساحل يقال له أجية
وهي مدينة بها سوق ومنبر وعدة محارس على ستة أميال من برقة وساحل آخر يقال له
طلموية وبين الإسكندرية وبرقة مسيرة شهر وقال أحمد ابن محمد الهمداني من الفسطاط
إلى برقة مائتان وعشرون فرسخا وهي ما افتتح صلحا صالحهم عليها عمرو بن العاص وألزم
أهلها من الجزية ثلاثة عشر ألف دينار وأن يبيعوا أولادهم في عطاء جزيتهم وأسلم
أكثر من بها فصولحوا على العشر ونصف العشر في سنة إحدى وعشرين للهجرة وكان في
شرطهم أن لا يدخلها صاحب خراج بل يوجهوا بخراجهم في وقته إلى مصر إلى أن استولى
المسلمون على البلاد التي تجاورها فانتقض ذلك الرسم فكانوا لهذه الحال على خصب
ودعة وأمن وسلامة وكان عبد الله بن عمرو بن العاص يقول ما أعلم منزلا لرجل له عيال
أسلم ولا أعزل من برقة ولولا أموالي بالحجاز لنزلت برقة
ومن برقة إلى القيروان مدينة إفريقية مائتان وخمسة عشر فرسخا وقد نسب إلى برقة
جماعة من أهل العلم منهم أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعيد بن زرعة الزهري
البرقي أبو بكر مولى بني زهرة حدث بالمغازي عن عبد الملك بن هشام وكان ثقة ثبتا
وله تاريخ وأخواه محمد وعبد الرحيم ابنا عبد الله رووا جميعا كتاب السيرة عن ابن
هشام قاله ابن ماكولا وذكر ابن يونس أحمد بن عبد الله في البرقيين وذكر محمدا في
المصريين وقال إنه كان يتجر هو وأخوته إلى برقة فعرف بالبرقي وهو من أهل مصر
وفي كتاب الجنان لابن الزبير أبو الحسن بن عبد الله البرقي القائل في الحاكم وقد
حدثت بمصر زلزلة بالحاكم العدل أضحى الدين معتليا نجل الهدى وسليل السادة الصلحا
ما زلزلت مصر من كيد يراد بها وإنما رقصت من عدله فرحا قال وقد رأيت هذا البيت
منسوبا إلا أنه قيل في كافور الإخشيدي قال وقال البرقي في الحاكم وقد غاب وجاء في
عقيب ذلك مطر أذرى لفقدك يوم العيد أدمعه من بعد ما كان يبدي البشر والضحكا لأنه
جاء يطوي الأرض من بعد شوقا إليك فلما يجدك بكى برقة أيضا من قرى قم من نواحي
الجبل قال أبو جعفر فقيه الشيعة أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد بن عبد الرحمن
بن محمد بن علي البرقي أصله من الكوفة وكان جده خالد قد هرب من عيسى ابن عمر مع
أبيه عبد الرحمن إلى برقة قم فأقاموا بها ونسبوا إليها ولأحمد بن أبي عبد الله هذا
تصانيف على مذهب الإمامية وكتاب في السير تقارب تصانيفه أن تبلغ مائة تصنيف ذكرته
في
كتاب الأدباء وذكرت
تصانيفه وقال حمزة بن الحسن الأصبهاني في تاريخ أصبهان أحمد بن عبد الله البرقي
كان من رستاق برق روذ قال وهو أحد رواة اللغة والشعر واستوطن قم فخرج ابن أخته إبا
عبد الله البرقي هناك ثم قدم أبو عبد الله إلى أصبهان واستوطنها والله الموفق
برقة حوز محلة أو قرية مقابل مدينة واسط ذكرت في حوز
ذكر برقة كذا في بلاد العرب قد ذكرنا أن أصل البرقة في كلامهم الأرض ذات الحجارة
المختلفة الألوان وقد أشبع القول في تفسيره في إبراق فأغنى وقد اجتمع لي من براق
العرب مائة برقة ما أظنها اجتمعت لغيري وقد أضيفت كل برقة منها إلى موضع وقد ذكر
ذلك في مواضعه من الكتاب وأنا أذكر ههنا ما أضيفت إليه على حروف المعجم بشواهده
فمما جاء في ذلك غير مضاف برقة بالضم من نواحي اليمامة و برقة أيضا موضع بالمدينة
من الأموال التي كانت صدقات رسول الله صلى الله عليه و سلم وبعض نفقاته على أهله
منها وقيل إن ذلك من أموال بني النضير وقد رواه بعضهم بفتح أوله
وبرقة أيضا موضع كان فيه يوم من أيام العرب أسر فيه شهاب فارس هبود من بني تميم
أسره يزيد بن حرثة أو برد اليشكري فمن عليه وفي ذلك قال شاعرهم وفارس طرفه هبود
نلنا ببرقة بعد عز واقتدار برقة أثماد والأثماد جمع ثمد وهو الماء القليل الذي لا
مادة له قال رديح بن الحارث التميمي لمن الديار ببرقة الأثماد فالجلهتين إلى قلات
الوادي برقة الأجاول جمع أجوال وأجوال جمع جول وجال وهو جدار البئر وكل ناحية من
البئر أعلاها وأسفلها جول قال ابن أحمر رماني بأمر كنت منه ووالدي بريا ومن جول
الطوي رماني وبرقة الأجاول ذكرها نصيب فقال عفا الحبج الأعلى فبرق الأجاول وقال
كثيرا عفا ميت كلفى بعدنا فالأجاول فأثماد حسنى فالبراق القوابل برقة الأجداد جمع
جد أبي الأب أو جمع جدد وهي أرض صلبة قال بعضهم لمن الديار ببرقة الأجداد عفت
سواري رسمها وعوادي برقة أجول أفعل من الجولان أي الطواف قال المتنخل الهذلي هل
هاجك الليل كليل على أسماء من ذي صبر مخيل أنشأ في الفيقة يرمي له جوف رباب وبرة
مثقل فالتط بالبرقة شؤبوبه فالرعد حتى برقة الأجول برقة أحجار جمع حجر قال بعضهم
ذكرتك والعيس العتاق كأنها ببرقة أحجار قياس من القضب برقة أحدب قال زبان بن سيار
تنح إليكم يا ابن
كوز فإننا وإن ذدتنا راعون برقة أحدبا برقة أحواذ جمع حاذ وهو شجر تألفه بقر الوحش
وقيل هو من شجر الجنبة قال ابن مقبل وهن جنوح إلى حاذة ضوارب غزلانها بالجرن وقال
شاعر طربت إلى الحي الذين تحملوا ببرقة أحواذ وأنت طروب برقة أخرم وقد ذكر أخرم
خيم في موضعه قال ابن هرمة بلوى كفافة أو ببرقة أخرم خيم على آلاتهن وشيع في أبيات
ذكرت في كفافة
برقة أروى واحدة الأراوي وأروى كبش جبل في بلاد بني تميم قال حامية بن نصر الفقيمي
لقد زعمت ظمياء أن بشاشتي لستة أحوال سريع نقوضها ذكرت بعض الذكر داء على الفتى
خيال الصبا والعيس تجري عروضها ببرقة أروى والمطي كأنها قداح نحاها باليدين مفيضها
ألم تر للفتيان قد ودعو الصبا وللوحش لا يرمي بسهم مريضها برقة أظلم قال حسان ألم
تسأل الربع الجديد التكلما بمدفع أشداخ فبرقة أظلما برقة أعيار جمع عير وهو الحمار
الوحشي قال عمر بن أبي ربيعة ببرقة أعيار فخبر إن نطق برقة أفعى قال زيد الطائي
عفت أبضة من أهلها فالأجاول فجنبا بضيض فالصعيد المقابل فبرقة أفعى قد تقادم عهدها
فما إن بها إلا النعاج المطافل برقة الأمالح كأنه جمع أملح وهو الذي فيه سواد
وبياض وقيل هو البياض الخالص ومنه ضحى النبي صلى الله عليه و سلم بكبشين أملحين
قال كثير وقفت بها مستعجما لبيانها سفاها كحبسي يوم برق الأمالح برقة الأمهار قال
ابن مقبل ولاح ببرقة الأمهار منها لعينك ساطع من ضوء نار إذا ما قلت زهتها عصي عصي
الرند والعصف السواري وقال ابن مقبل أيضا لمن الديار بجانب الأحفار فبتيل دمخ أو
بسلع جرار خلدت ولم يخلد بها من حلها ذات النطاق فبرقة الأمهار برقة أنقد الأنقد والأنقذ
بالدال وبالذال القنفذ ومنه بات فلان بليلة أنقد إذا بات ساهرا قال الحصي أنقد جبل
باليمامة وأنشد للأعشى إن الغواني لا يواصلن امرأ فقد الشباب وقد يصلن الأمردا
يا ليت شعري هل
أعودن ثانيا مثلي زمين هنا ببرقة أنقدا هنا بمعنى أنا وزعم أبو عبيدة أنه أراد برقة
القنفذ الذي يدرج فكنى عنه للقافية إذا كان معناهما واحدا والقنفذ لا ينام الليل
بل يرعى
برقة الأوجر قال الشاعر بالشعب من نعمان مبدا لنا والبرق من حضرة ذي الأوجر برقة
الأودات جمع أودة وهو الثقل قال جرير عرفت ببرقة الأودات رسما محيلا طال عهدك من
رسوم برقة إير بالكسر قال بعضهم عفت أطلال مية من حفير فهضب الواديين فبرق إير
برقة بارق وبارق جبل لبعض الأزد بالحجاز وقد ذكر
و بارق أيضا بالكوفة قال ولقتله أودى أبوه وجده وقتيل برقة بارق لي أوجع برقة ثادق
بالتاء المثلثة وقد ذكر في موضعه قال الحطيئة وكأن رحلي فوق أحقب قارح بالشيطين
نهاقه التعشير جون يطارد سمحجا حملت له بعوازب القفرات فهي نزور ينحو بها من برق
عيهم طاميا زرق الجمام رشاؤهن قصير وكأن نقعها ببرقة ثادق ولوى الكثيب سرادق منشور
برقة ثمثم يقال ثمثم الرجل إذا غطى رأس إنائه
برقة الثور قال أبو زياد برقة الثور جانب الصمان وأنشد لذي الرمة خليلي عوجا بارك
الله فيكما على دارمي من صدور الركائب تكن عوجة يجزيكما الله عندها بها الخير أو
نقضي بذمة صاحب بصلب المعا أو برقة الثور لم يدع لها جدة نسج الصبا والجنائب قال
الأصمعي أسفل الوتدات أبارق إلى سندها رمل يسمى الأثوار ذكرها عقبة بن مضرب من بني
سليم فقال متى تشرف الثور الأغر فإنما لك اليوم من إشرافه أن تذكرا قال إنما جعل
الثور أغر لبياض كان في أعلاه
برقة ثهمد لبني دارم قال طرفة بن العبد لخولة اطلال ببرقة ثمهد تلوح كباقي الوشم
في ظاهر اليد برقة الجبا ذكر الجبا في موضعه قال كثير أيا ليت شعري هل تغير بعدنا
أرال فصرما قادم فتناضب فبرق الجبا أم لا فهن كعهدنا تنزى على آرامهن الثعالب برقة
الجنينة تصغير الجنة وهي البستان قال جبلة بن الحارث كأنه فرد أقوت مراتعه برق
الجنينة فالأخرات فالدور
جمع برقة برق مثل
نقبة ونقب لأول ما يبدو من الجر ومنه يضع الهناء موضع النقب
برقة حارب قال التنوخي لعمري لنعم الحي من آل ضجعم ثوى بين أحجار ببرقة حارب برقة
الحرض قال النميري ظعنا وكانوا جيرة خلطا سوم الربيع ببرقة الحرض برقة حسلة موضع
في قول القتال الكلابي عفا من آل خرقاء الستار فبرقة حسلة منها قفار لعمرك إنني
لأحب أرضا بها خرقاء لو كانت تزار برقة حسمى قد ذكرت حسمى بكسر الحاء في موضعها
وقال كثير عفت غيقة من أهلها فحريمها فبرقة حسمى قاعها فصريمها ويروى فبرقة حسنى
وفيه كلام ذكر في حسنى
برقة الحصاء في ديار أبي بكر بن كلاب قال عطاء بن مسحل فيا حبذا الحصاء فالبرق
والعلى وريح أتانا من هناك نسيمها برقة حليت قد ذكر حليت في موضعه قال فذ بن مالك
الوالي تركت ابن معتم كأن فناءه ببرقة حليت مناه مجرب وقال عامر بن الطفيل وكان
سابق على فرس له يقال له كليب فسبق فقال أظن كليبا خانني أو ظلمته ببرقه حليت وما
كان خائنا وأعذره إني خرقت مورعا لقيت أخا خف وصودفت بادنا برقة الحمى قد ذكر
الحمى قال الشاعر أضاءت له نار على برقه الحمى وعرض الصليب دونه فالأماثل برقة
حورة بالحجاز قال الأحوص فذو السرح أقوى فالبراق كأنها بحورة لم يحلل بهن عريب
برقة خاخ قال الأحوص وقيل السري بن عبد الرحمن بن عتبة بن عويمر بن ساعدة الأنصاري
كفنوني إن مت في درع أروى واجعلوا لي من بئر عروة مائي سخنة في الشتاء باردة الصي
ف سراج في الليلة الظلماء ولها مربع ببرقة خاخ ومصيف بالقصر قصر قباء برقة الخال
قال القتال الكلابي يا صاحبي أقلا بعض إملالي لا تعذلاني فإني غير عذال واستحييا
أن تلوما أو ألومكما إن الحياء جميل أيما حال إني اهتديت ابنة البكري من أمم من
أهل عدوة أو من برقة الخال برقة الخرجاء تأنيث الأخرج وهو السواد والبياض كالأبلق
قال أبو زياد الأخرج من الرمال والجبال يكون مغطي أسفل الجبل بالرمل وأعلاه
خارج ليس عليه رمل أسود قال كثير فأصبح يرتاد الحميم برابغ إلى برقة الخرجاء من ضحوة الغد وقال السري بن حاتم الكلابي كأن لم يكن من أهل علياء باللوى حلول ولم يصبح سوام مروح لوى برقة الخرجاء ثم تيامنت بهم نية عنا تشب فتنزح تبصرتهم حتى إذا حال دونهم يحاميم من سود الأحاسن جنح برقة الخنزير وقد ذكرت في الدارات أيضا وقال الأعشى فالسفح يجري فخنزير فبرقته حتى تدافع منه السهل والجبل برقة خو في ديار أبي بكر بن كلاب أنشد أبو زياد ما أنس في الأيام لا أنس نسوة ببرقة خر والعصور الخواليا رددن جمال الحي كل مخيس جلال ترى في مرفقيه تجافيا سقى دار أهلينا بمنعرج اللوى أغر سماكي يسح العزاليا تروح غوريا وأصبح منجدا يادار ماء طيب الطعم صافيا برقة خينف وقد ذكرت في خينف قال الأخطل وقد أقول لثور هل ترى ظعنا يحدو بهن حذارى مشفق شنق كأنها بالرحى سفن ملججة أو حائش من جواثا ناعم سحق يرفعها الآل للتالي فيدركهم طرف حديد وطرف دونهم غرق حتى لحقن وقد زال النهار وقد مالت لهن بأعلى خينف البرق برقة الدآث وقد ذكر الدآث في موضعه قال أبو محمد أصدرها من برقة الدآث ينفذ ليل أخرس التبعاث برقة الرامتين ذكرت الرامتان في موضعهما قال جرير لا يبعدن أنس تغير بعدهم طلل ببرقة رامتين محيل ولقد تكون إذا تحل بغبطة أيام أهلك بالديار حلول ولقد تساعفنا الديار وعيشنا لو دام ذاك بما نحب ظليل برقة رحرحان ذكر رحرحان أيضا في موضعه قال مالك بن نويرة أراني الله ذا النعم المندي ببرقة رحرحان وقد أراني حويت جميعه بالسيف صلتا ولم ترعد يداي ولا جناني
وقال آخر بحمد أبي
جبيلة كل شيء ببرقة رحرحان رخي بال برقة رعم الرعم الشحم قال يزيد بن أبان ظعن
الحي يوم برقة رعم بغزال مزين مربوب وقال مرقش وفيهن حور كمثل الظباء تقروا بأعلى
السليل الهدالا جعلن قديسا واعناءه يمينا وبرقة رعم شمالا برقة الركاء قال الراعي
بميثاء سابت من عسيب فخالطت ببطن الركاء برقة وأجارعا برقة رواوة من جبال جهينة
قال كثير وغير آيات ببرق رواوة تنائي الليالي والمدى المتطاول برقة الروحان روضة
تنبت الرمث باليمامة عن الحفصي قال عبيد بن الأبرص لمن الديار ببرقة الروحان درست
لطول تقادم الأزمان فوقفت فيها ناقتي لسؤالها وصرفت والعينان تبتدران وقال أوفى
المازني أبلغ أسيد والهجيم ومازنا ما أحدثت عكل من الحدثان إن الذي يحمي ذمار
أبيكم أمسى يميد ببرقة الروحان يا قوم إني لوخشيت مجمعا رويت منه صعدتي وسناني
برقة سعد قال أبت دمن بكراع الغميم فبرقة سعد فذات العشر برقة سعر قال مالك بن
الصمصامة أتوعدني ودونك برق سعر ودوني بطن شمطة فالغيام برقة سلمانين ذكر سلمانان
قال جرير قفا نعرف الربعين بين مليحة وبرقة سلمانين ذات الأجارع سقى الغيث سلمانين
فالبرق العلى إلى كل واد من مليحة دافع برقة سمنان ذكر سمنان في موضعه قال أربد
ابن ضابي بن رجاء الكلابي يهجو ربيعة الجوع بسمنان بول الجوع مستنقعا به قد اصفر
من طول الإقامة حائله ببرقائه ثلث وبالخرب ثلثه وبالحائط الأعلى أقامت عيائله برقة
شماء هضبة قال الحارث بن حلزة اليشكري بعد عهد لنا ببرقة شما ء فأدنى ديارها
الخلصاء برقة الشواجن الشواجن واد في ديار ضبة قال ذو الرمة
برقة صادر من منازل بني عذرة قال النابغة يمدحهم وقد قلت للنعمان يوم لقيته يريد
بني حن ببرقة صادر
برقة الصراة قال
الحجاج العذري أحبك ما طاب الشراب لشارب وما دام برق الصراة وعور برقة الصفا قال
بديل بن قطيط ومشتى بذي الغراء أو برقة الصفا على همل أخطاره قد ترجعا برقة ضاحك
باليمامة لبني عدي قال أبو جويرية ولقد تركن غداة برقة ضاحك في الصدر صدع زجاجة لا
تشعب وقال الأفوه الأودي فسائل حاجرا عنا وعنهم ببرقة ضاحك يوم الجناب برقة ضارج
قال أتنسون أياما ببرقة ضارج سقيناكم فيها حراقا من الشرب برقة طحال وطحال بلد وبه
ماء يقال له بدر قال وكانت بها حينا كعاب خريدة لبرق طحال أو لبدر مصيرها برقة
عاذب قال الخطيم العكلي اللص أمن عهد ذي عهد بحومانة اللوى ومن طلل عاف ببرقة عاذب
ومصرع خيم في مقام ومنتأى ورمد كسحق المرنباني كائب المرنباني الفرو وجلود الثعالب
وكائب أراد كائب اللون
برقة عاقل قال جرير إن الظعائن يوم برقة عاقل قد هجن ذا خبل فزدن خبالا برقة عالج
ذكر عالج في موضعه قال المسيب ابن علس الضبعي بكثيب خربة أو بحوملة من دونه من
عالج برق برقة عسعس ذكر قال جميل جعلوا أقارح كلها بيمينهم وهضاب برقة عسعس بشمال
برقة ذي العلقى قال العجير السلولي حي الإله وبياها ونعمها دارا ببرقة ذي العلقي
وقد فعلا برقة العناب والعناب جبل في طريق مكة قال كثير ليالي منها الواديان مظنية
فبرق العناب دارها فالأمالح برقة عوهق قال ابن هرمة قفا ساعة واستنطقا الرسم ينطق
بسوقه أهوى أو ببرقة عوهق برقة العيرات قال امرؤ القيس المشهور غشيت ديار الحي
بالبكرات فعارمة فبرقة العيرات برقة عيهل ويروي برقة عيهم قال بشر فإن الجزع بين
عريتنات وبرقة عيهل منكم حرام سنمنعها وإن كانت بلادا بها تربو الخواصر والسنام
بها قرت لبون الناس عينا وحل بها عزاليه الغمام أي هي حرام عليكم لا ترعوها ولا
تنزلوها
والعيهل السريعة من
الإبل وامرأة عيهل لا تستقر نزقا تردد إقبالا وإدبارا ويقال للناقة عيهل وعيهلة
ولا يقال للمرأة إلا عيهل وأنشد بعضهم ليبك أبا الجرعاء ضيف معيل أو امرأة تغشى
الدواجن عيهل وقال آخر فنعم مناخ ضيفان وثجر وملقى زفر عيهلة مجال برقة عيهم قال
جواس بن نعيم للقعقاع بن معبد ابن زرارة فما ردكم بقيا ببرقة عيهم علينا ولكن لم
نجد متقدما وقال أبو عبيدة يقال ناقة عيهم وعيهل للسريعة وقال غيره عيهم موضع
بالغور من تهامة
ويقال للفيل الذكر عيهم وقال الحطيئة ينجو بها من برق عيهم طاميا زرق الجمام
رشاؤهن قصير برقة ذي غان الغان والغينة الشجر الملتف في الجبل وفي السهل بلا ماء
فإذا كان بماء فهي الغيضة قال أبو داود نحن أنزلنا ببرقة ذي غان برقة الغضا الغضا
موضع بعينه وهو شجر يشبه الأثل ألا أن الأثل أعظم منه وأكبر وحطبه من أجود الحطب
وناره كذلك وأكثر ما ينبت في الرمال قال حميد الأرقط غداة قال الركب أربع أربع
ببرقة بين الغضا ولعلع برقة غضور ببلاد فزارة قال نجبة بن ربيعة الفزاري وباتوا
على مثل الذي حكموا لنا غداة تلاقينا ببرقة غضورا والغضور نبت يشبه السبط
برقة قادم قال العلاء بن قرظة خال الفرزدق ونحن سقينا يوم برقة قادم مصاد نفيل
بالزعاق المسمم برقة ذي قار قال بعضهم لقد خبرت عيناك يوما بحبها ببرقة ذي قار وقد
كتم الصدر برقة القلاخ فعال من القلخ وهو الضرب باليابس على اليابس قال أبو وجزة
السعدي أجراع لينة فالقلاخ فبرقها فشواحط فرياضة فالمقسم برقة الكبوان بالتحريك في
شعر لبيد حيث قال حتى إذا أفد العشي تروحا لمبيت ربعي النتاج هجان طالت إقامته
وغير عهده رهم الرييع ببرقة الكبوان برقة لفلف بين الحجاز والشام قال حجر بن عقبة
الفزاري باتت مجللة ببرقة لفلف ليل التمام قليلة الإطعام برقة اللكاك قد ذكر
اللكاك قال الراعي إذا هبطت روض اللكاك تجاوبت به ودعاها روضه وأبارقه برقة اللوى
قال مصعب بن الطفيل القشيري
ألا حبذا يا جفن أطلال دمنة بحيث سقى ذات السلام رقيبها بناصفة العمقين أو برقة اللوى على النأي والهجران شب شبوبها بكى لي خلان الصفاء ومسني بلوم رجال لم تقطع قلوبها برقة ماسل قال الراعي تناهى المزن وامتزجت عراه ببرقة ماسل ذات الأفان برقة مجول قال جميل العذري عجل الفراق وليته لم يعجل وجرت بوادر دمعك المتهلل طربا وشاقك ما لقيت ولم تخف بين الحبيب غداة برقة مجول برقة المرورات قال الطرماح ولست براء من مرورات برقة بها آل ليلى والجناب مريع برقة مكتل قال أبو زياد برقة مكتل جبل وأنشد لرجل يرجز بركيه أحمي لها من برقتي مكتل والرمث من بطن الحريم الهيكل ضرب رياح قائما بالمعول بذي شباة من قساس مقصل في مثل ساق الحبشي الأعصل برقة ملحوب قال ابن مقبل ولما ولجنا أمكنت من عنانها وأمسكت عن بعض الخلاط عناني عشية قالت لي وقالت لصاحبي ببرقة ملحوب ألا تلجان برقة منشد ماء لبني تميم وبني أسد قال كثير وقال خليلي قد وقعت بما ترى وأبلغت عذرا في البغاية فاقصد فقلت له لم تقض ما عمدت له ولم آت إصراما ببرقة منشد برقة النجد من نواحي اليمامة قال توبة واسمه عبد الملك بن عبد العزيز السلولي اليمامي ما تزال الديار في برقة النج د لسعدى بقرقرى تبكيني قد تحيلت أن أرى وجه سعدى فإذا كل حيلة تعييني قلت لما وقفت في سدة البا ب لسعدى مقالة المسكين فافعلي بي يا ربة الخدر خيرا ومن الماء شربة فاسقيني قالت الماء في الركي كثير قلت ماء الركي لا يرويني طرحت دوني الستور وقالت كل يوم بعلة تأتيني برقة نعاج جمع نعجة قال القتال عفا النجب بعدي فالعريشان فالبتر فبرق نعاج من أميمة فالحجر برقة نعمي قال الزمخشري واد بتهامة وقال النابغة أهاجك من أسماء ربع المنازل ببرقة نعمي فروض الأجاول
برقة النير قال
تربعت في السر من أوطانها بين قطيات إلى دعمانها فبرقة النير إلى جريانها برقة
واحف قال لبيد وكنت إذا الهموم تحضرتني وصدت خلة بعد الوصال صرمت حبالها وصددت
عنها بناجية تجل عن الكلال كأخنس ناشط جادت عليه ببرقة واحف إحدى الليالي برقة
واسط لم يحضرني شاهدها
برقة واكف قال الأفوه الأودي فسائل حاجرا عنا وعنهم ببرقة واكف يوم الجناب ويروى
ببرقة ضاحك وقد تقدم
برقة الوداء والوداء واد أعلاه لبني العدوية والتيم وأسفله لبني كليب وضبة قاله
السكري في شرح شعر جرير حيث قال عرفت ببرقة الوداء رسما محيلا طال عهدك من رسوم
عفا الرسم المحيل بذي العلندى مساحج كل مرتجز هزيم فليت الظاعنين به أقاموا وفارق
بعض ذا الأنس المقيم فما العهد الذي عهدت إلينا بمنسي البلاء ولا ذميم برقة هارب
قال النابغة الذبياني في بعض الروايات لعمري لنهم المرء من آل ضجعم نزور ببصرى أو
ببرقة هارب فتى لم تلده بنت أم قريبة فيضوي وقد يضوي رديد الأقارب برقة هجين كأنها
بين الحجاز والشام قال جميل قرضن شمالا ذا العشيرة كلها وذات اليمين البرق برق
هجين برقة هولى قال العجير أبلغ كليبا بأن الفج بين صدى وبين برقة هولى غير مسدود
برقة يثرب قال النمر بن تولب
برقة اليمامة قال مضرس بن ربعي وقيل طليحة ولو أن غفرا في ذرى متمنع من الضمر أو
برق اليمامة أو خيم ترقى إليه الموت حتى يحطه إلى السهل أو يلقى المنية في العلم
بركاوان ناحية بفارس بالفتح والسكون
بركد من قرى بخارى ينسب إليها أبو جعفر محمد بن أحمد بن موسى بن سلام البركدي
القاضي مات في ذي الحجة سنة تسع وثمانين وثلاثمائة
برك الغماد بكسر الغين المعجمة وقال ابن دريد بالضم والكسر أشهر وهو موضع وراء مكة
بخمس ليال مما يلي البحر وقيل بلد باليمن دفن عنده عبد الله بن جدعان التيمي القرشي
قال الشاعر سقى الأمطار قبر أبي زهير إلى سقف ألى برك الغماد
وقال ابن خالوية
أنشدنا ابن دريد لنفسه فقال لست ابن عم القاطنين ولا ابن أم للبلاد فاجعل مقامك أو
مقر ك جانبي برك الغماد وانظر إلى الشمس التي طلعت على إرم وعاد هل تؤنسن بقية من
حاضر منهم وباد وفي حديث عمار لو ضربونا حتى بلغوا بنا برك الغماد لعلمنا أننا على
الحق وأنهم على الباطل
وفي كتاب عياض برك الغماد بفتح الباء عن الأكثرين وقد كسرها بعضهم وقال هو موضع في
أقاصي أرض هجر قال الراجز جارية من أشعر أو عك بين غمادي نبة وبرك هفافة الأعلى
رداح الورك ترج ودكا رجرجان الرك في قطن مثل مداك الرهك تجلو بحماوين عند الضحك
أبرد من كافورة ومسك كأن بين فكها والفك فأرة مسك ذبحت في سك وقال ابن الدمينة في
الحديث أن سعد بن معاذ والمقداد بن عمرو قالا لرسول الله صلى الله عليه و سلم لو
اعترضت بنا بالبحر لخضناه ولو قصدت بنا برك الغماد لقصدناه وفي حديث آخر عن أبي
الدرداء لو أعيتني آية من كتاب الله فلم أجد أحدا يفتحها علي إلا رجل ببرك الغماد
لرحلت إليه وهو أقصى حجر باليمن قال وقد ذكر برك الغماد محمد بن أبان بن جرير
الخنفري وهو في بلد الخنفريين في ناحية جنوبي منعج فقال فدع عنك من أمسى يغور
محلها ببرك الغماد بين هضبة بارح قال وهذه مواضع في منقطع الدمينة وحرازة من سفلى
المعافر قال والبرك حجارة مثل حجارة الحرة خشنة يصعب المسلك عليها وعرة وقال
الحارث بن عمرو والجزلي من جزلان فأجلوا مفرقا وبني شهاب وجلوا في السهول وفي
النجاد ونحو الخنفرين وآل عوف لقصوى الطوق أو برك الغماد البرك جمع بركة سكة
معروفة بالبصرة ينسب إليها يحيى بن إبراهيم البركي كان ينزل سكة بالبصرة روى عنه
أبو داود السجستاني وغيره
برك بوزن قرد ناحية باليمن وهو بين ذهبان وحلي وهو نصف الطريق بين حلي ومكة وإياه
أراد أبو دهبل الجمحي بقوله يصف ناقته خرجت بها من بطن مكة بعدما أصات المنادي
للصلاة وأعتما فما نام من راع ولا ارتد سامر من الحي حتى جاوزت بي يلملما ومرت
ببطن الليث تهوي كأنما تبادر بالإصباح نهبا مقسما وجازت على البزواء والليل كاسر
جناحيه بالبزواء وردا وأدهما فما ذر قرن الشمس حتى تبينت بعليب نخلا مشرفا ومخيما
ومرت على أشطان
روقة بالضحى فما جررت للماء عينا ولا فما وما شربت حتى ثنيت زمامها وخفت عليها أن
تجن وتكلما فقلت لها قد بعت غير ذميمة وأصبح وادي البرك غيثا مديما و برك أيضا ماء
لبني عقيل بنجد
و برك أيضا قرب المدينة قال عرام بن الأصبغ بحذاء شواحط من نواحي المدينة
والسوارقية واد يقال له برك كثير النبات من السلم والعرفط وبه مياه قال ابن السكيت
في تفسير قول كثير قد جعلت أشجان برك يمينها وذات الشمال من مريخة أشأما قال
الأشجان مسائل الماء وبرك ههنا نقب يخرج من ينبع إلى المدينة عرضه نحو من أربعة
أميال أو خمسة وكان يسمى مبركا فدعا له النبي صلى الله عليه و سلم
و برك أيضا ويروى بفتح أوله واد لبني قشير بأرض اليمامة يصب في المجازة وقيل هو
لهزان ويلتقي هو والمجازة بموضع يقال له إجلة وحضوضى فأما برك فيصب في مهب الجنوب
قال الشاعر ألا حبذا من حب عفراء ملتقى نعام وبرك حيث يلتقيان قال نصر برك ونعام
واديان وهما البركان أهلهما هزان وجرم و برك الترياع موضع آخر
و برك النخل موضع آخر عن نصر
بركوت بالفتح وضم الكاف وسكون الواو وآخره تاء مثناة من قرى مصر ينسب إليها رياح
ابن قصير اللخمي البركوتي من أزدة بن حجر بن جزيلة بن لخم وأبو الحسن علي بن محمد
بن عبد الرحمن بن سلمة الخولاني البركوتي المصري يروي عن يونس بن عبد الأعلى مات
في رجب سنة 923
بركة أم جعفر إنما سميت البركة بركة لإقامة الماء فيها من بروك البعير يقال ما
أحسن بركة هذا البعير كما يقال ركبة وجلسة
وأم جعفر هذه هي زبيدة بنت جعفر بن المنصور أم محمد الأمين وهذه البركة في طريق
مكة بين المغيثة والعذيب
بركة الحبش هي أرض في وهدة من الأرض واسعة طولها نحو ميل مشرفة على نيل مصر خلف
القرافة وقف على الأشراف تزرع فتكون نزهة خضرة لزكاء أرضها واستفالها واستضحائها
وريها وهي من أجل متنزهات مصر رأيتها وليست ببركة للماء وإنما شبهت بها وكانت تعرف
ببركة المعافر وبركة حمير وعندها بساتين تعرف بالحبش والبركة منسوبة إليها قال
القضاعي ورأيت في شرط هذه البركة أنها محبسة على البئرين اللتين استنبطهما أبو بكر
المارداني في بني وائل بحضرة الخليج والقنطرة المعروفة إحداهما بالعذق والأخرى
بالعقيق وقال علي بن محمد بن أحمد بن حبيب التميم الكاتب أقمت بالبركة الغراء
مرهفة والماء مجتمع فيها ومسفوح إذا النسيم جرى في مائها اضطربت كأنما ريحه في
جسمها روح وهعذا معنى غريب أظنه سبق إليه يصفها إذا امتلأت بماء النيل وقت زيادته
لأن أكثر ما يحيط بها عال عليه فإذا امتلأت بالماء أشبهت البركة وقال أمية بن أبي
الصلت المغربي يصفها ويتشوقها
لله يومي ببركة
الحبش والأفق بين الضياء والغبش والنيل تحت الرياض مضطرب كصارم في يمين مرتعش ونحن
في روضة مفوقة دبج بالنور عطفها ووشي قد نسجتها يد الغمام لنا فنحن من نسجها على
فرش فعاطني الراح إن تاركها من سورة الهم غير منتعش وأثقل الناس كلهم رجل دعاه
داعي الهوى فلم يطش بركة الخيزران موضع قرب الرملة من أرض فلسطين
بركة زلزل ببغداد بين الكرخ والسراة وباب المحول وسويقة أبي الورد وكان زلزل هذا
ضرابا بالعود يضرب به المثل بحسن ضربه وكان من الأجواد وكان في أيام المهدي
والهادي والرشيد وكان غلاما لعيسى بن جعفر بن المنصور وكان في موضع البركة قرية
يقال لها سال بقباء إلى قصر الوضاح فحفر هناك بركة ووقفها على المسلمين ونسبت المحلة
بأسرها إليه فقال نفطويه النحوي في ذلك لو أن زهيرا وامرأ القيس أبصرا ملاحة ما
تحويه بركة زلزل لما وصفا سلمى ولا أم جندب ولا أكثرا ذكر الدخول وحومل قال إسحق
بن إبراهيم الموصلي كان برصوما الزامر وزلزل الضارب من سواد الكوفة قدم بهما أبي
سنة حج ووقفهما على الغناء العربي وأراهما وجوه النغم وثقفهما حتى بلغا المبلغ
الذي بلغاه من خدمة الخلفاء وكان الرشيد قد وجد على زلزل فحبسه سنين وكانت أخت
زلزل تحت إبراهيم الموصلي فقال فيه في قصة ذكرتها في أخبار إبراهيم من كتاب أخبار
الشعراء الذي جمعته واسم زلزل منصور هل دهرنا بك عائد يا زلزل أيام يعيينا العدو
المبطل أيام أنت من المكاره آمن والخير متسع علينا مقبل برلس بفتحتين وضم اللام
وتشديدها بليدة على شاطىء نيل مصر قرب البحر من جهة الإسكندرية قال المنجمون هي في
الإقليم الثالث طولها اثنتان وخمسون درجة وأربع وعشرون دقيقة وعرضها إحدى وعشرون
درجة وثلاثون دقيقة وذكر أبو بكر الهروي صاحب المدرسة والقبر بظاهر حلب أن بالبرلس
اثني عشر رجلا من الصحابة لا تعرف أسماؤهم وينسب إليها جماعة من أهل العلم منهم
أبو إسحاق إبراهيم بن أبي داود سليمان بن داود البرلسي الأسدي حدث عن أبي اليمان
الحكم بن نافع وعبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي البصري روى عنه أحمد بن محمد بن
سلامة أبو جعفر الطحاوي وكان حافظا ثقة مات بمصر سنة 272 ويعرف بابن أبي داود أسدي
من أسد بن خزيمة وكان سكن البرلس ومولده بصور من بلد السواحل وأبوه إبو داود من
أهل الكوفة ذكره ابن يونس فقال كان أبوه كوفيا ولزم هو البرلس من أعمال مصر ومولده
بصور وكان ثقة من حفاظ الحديث وذكر وفاته
برماقان بالفتح ثم
السكون وقاف ومن قرى مرو الشاهجان
برمس بضم أوله والميم من نواحي أسفرايين من أعمال نيسابور
البرمكية محلة ببغداد وقيل قرية من قراها يقال هي المعروفة بالبرامكة وقد ذكرت
فيما تقدم وذكر من نسب إليها
بر ملاحة بالفتح والحاء مهملة موضع في أرض بابل قرب حلة دبيس بن مزيد شرقي قرية
يقال لها القسونات بها قبر باروخ أستاذ حزقيل وقبر يوسف الربان وقبر يوشع وليس
يوشع بابن نون وقبر عزرة وليس عزرة بناقل التوراة الكاتب والجميع يزوره اليهود
وفيها أيضا قبر حزقيل المعروف بذي الكفل يقصده اليهود من البلاد الشاسعة للزيارة
برم بالضم جبل بنعمان قال أبو صخر الهذلي لو أن ما حملت حملة شفعات رضوى أو ذرى
برم لكللن حتى يختشعن له والخلق من عرب ومن عجم وقال الكناني تبغين الحقاب وبطن
برم وقنع من عجاجتهن صار و معدن البرم بين ضرية والمدينة وهناك أضاخ موضع مشهور
برم هكذا صورته في كتاب الإصطخري فليحقق وقال هو رستاق بسمرقند زروعه مباخس غير أن
قراها أعمر وأكثر عددا من رستاق سمرقند وأموالهم المواشي وبلغني أن القفيز الواحد
ربما أخرج زيادة على مائة قفيز وأهلها أصح الناس أجساما وطول رستاق البرم نحو من
مرحلتين وربما كان للقرية الواحدة من الحدود نحو الفرسخين أو أكثر
برمنش بتشديد النون والشين معجمة إقليم من أعمال بطليوس من نواحي الأندلس
برمة بكسر أوله من بلاد سليم قال ابن حبيب برمة عرض من أعراض المدينة قرب بلاكث
بين خيبر ووادي القرى وسيأتي في بلاكث بأتم من هذا قال الراجز ببطن وادي برمة
المستنجل برمة أيضا بليدة ذات أسواق في كورة الغربية من أرض مصر في طريق
الإسكندرية من الفسطاط رأيتها
برندق بالتحريك وسكون النون وفتح الدال وقاف قرية كبيرة من واد بين قزوين وخلخال
من أعمال أذربيحان
برنوذ بضم أوله وسكون الراء وفتح النون وواو وذال معجمة من قرى نيسابور ينسب إليها
أبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر البرنوذي الواعظ روى عنه الحاكم أبو عبد الله
وقال إنه روى عن جماعة من مشايخ أبيه لم يدركهم وذكر جماعة لا أحفظ منهم غير عتيق
بن محمد الحرثي قال وحملنا الشره على السماع منه عنهم وعمر طويلا مائة وست سنين
ومات في رمضان سنة 733 أو كما قال فإني كتبت من حفظي وكان أبوه أيضا محدثا ثقة
برنوه بضم النون
وسكون الواو من قرى نيسابور منها بكر بن أحمد بن بابلوس البرنوي الحاكم أبو بكر
روى عنه أبو بكر بن زكرياء
برنيق بالفتح ثم السكون وكسر النون وياء ساكنة وقاف مدينة بين الإسكندرية وبرقة
على الساحل منها علي بن البرنيقي الأديب كان بمصر وله خط مضبوط متعارف
برنيل باللام كورة من شرقي مصر منها أبو زرعة بلال التجيبي البرنيلي قتل في فتنة
القراء بمصر سنة 712
بروج بفتح الواو وجيم ويقال بروص بالصاد المهملة من أشهر مدن الهند البحرية
وأكبرها وأطيبها يجلب منها النيل واللك نسب إليها السلفي أبا محمد هارون بن محمد
المهلب البروجي الهندي لقيه بالإسكندرية قال وكان شيخا صالحا لا يتمكن من تعبير ما
في قلبه لا بالعربية ولا بالفارسية إلا بعد جهد جهيد وكان يؤذن في مسجد من مساجد
الإسكندرية وكان قد حج
بروجرد بالفتح ثم الضم ثم السكون وكسر الجيم وسكون الراء ودال بلدة بين همذان وبين
الكرج بينها وبين همذان ثمانية عشر فرسخا وبينها وبين الكرج عشرة فراسخ وبروجرد
بينهما وكانت تعد من القرى إلى أن اتخذ حمولة وزير آل أبي دلف بها منبرا اتخذها
منزلا لما عظم أمره واستبد بالجبال وهي مدينة خصبة كثيرة الخيرات تحمل فواكهها إلى
الكرج وغيرها وطولها مقدار نصف فرسخ وهي قليلة العرض ينبت بها الزعفران وقال بعضهم
يهجو أهلها بروجرد في طيبها جنة وما عيبها غير سكانها ولكن يغطي على لؤمهم وبخلهم
جود نسوانها وقال أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن محمد بن نعيم النعيمي ودع
بروجرد توديعا إلى الأبد واضرط عليها فما بالربع من أحد فما بها أحد يرجى لنائبة
ولا لجبران كسر من سماح يد وقال أبو المظفر الأموي ببروجرد نزلنا منزلا غير أنيق
وطوى دون قراها كشحه كل صديق وتوارى بحجاب يوحش الضيف وثيق والبروجردي إن ص احبته
شر رفيق والنهاوندي أيضا من بنيات الطريق وكلا الجنسين لا يصلح إلا للحريق ينسب
إليها محمد بن هبة الله بن العلاء بن عبد الغفار البروجردي أبو الفضل الحافظ من
أهل بروجرد شيخ صالح عالم صحب أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي وكان من المتميزين
الفهيمين سمع أبا محمد عبد الرحمن بن أحمد الدوني وأبا محمد مكي بن بحير الشعار
ويحيى بن عبد الوهاب بن مندة ومحمد بن طاهر المقدسي قال أبو سعد أول ما لقيته أني
كنت قاعدا في جامع بروجرد أنسخ شيئا من الحديث فدخل شيخ ذو هيئة رثة فسلم وقعد
فبعد ساعة قال لي إيش تكتب فكرهت جوابه وقلت في نفسي ماله ولهذا السؤال ثم قلت
متبرما الحديث فقال كأنك تطلب الحديث قلت نعم قال من أين أنت قلت من مرو قال عمن
يروي البخاري الحديث من مرو قلت عن
عبدان وصدقة وعلي
بن حجر وجماعة من هذه الطبقة قال ما اسم عبدان قلت عبد الله بن عثمان بن جبلة قال
لي لم قيل له عبدان فوقفت فتبسم فنظرت إليه بعين أخرى وقلت يذكره الشيخ فقال كنيته
أبو عبد الرحمن واسمه عبد الله فاجتمع في اسمه وكنيته العبدان فقيل له عبدان ففرحت
بهذه الفائدة فقلت عمن سمعت هذا فقال عن محمد بن طاهر المقدسي ثم بعد ذلك كتبت عنه
أحاديث من أجزاء انتخبتها عليه
البرود بالفتح ثم الضم وسكون الواو ودال مهملة قال يعقوب البرود فيما بين ملل وبين
طرف جبل جهينة قال والبرود أيضا بطرف حرة النار أودية يقال لهن البوارد والبرود
واد فيه بئر بطرف حرة ليلى قال والبرود قرب رابغ ورابغ بين الجحفة وودان قال كثير
غشيت لليلى بالبرود منازلا تقادمن واستنت بهن الأعاصر وأوحشن بعد الحي إلا معالما
يرين حديثات وهن دواثر بروقة بالفتح وتشديد الراء وضمها وسكون الواو وقاف قال نصر
ناحية كوفية فيما أحسب بروقان بالقاف والنون قرية من نواحي بلخ ينسب إليها محمد بن
خاقان البروقاني
برونجرد بالفتح ثم السكون وفتح الواو وسكون النون وكسر الجيم وسكون الراء ودال
مهملة قرية كبيرة بمرو عند الرمل وقد خربت الآن منها أبو محمد بن طاهر بن العباس
البرونجردي
برونداس بضم أوله وثانيه اسم مقبرة بأوانا دفن فيها بعض المحدثين لها ذكر
برونس بفتحتين وسكون الواو وتشديد النون وسين مهملة جزيرة كبيرة في بحر الروم يحيط
بها مائتا ميل وأظنها اليوم للروم
برووقتان هكذا وجدته بخط بعض أئمة الأدب بواوين الأولى مضمومة وهو موضع قرب الكوفة
وهو في شعر طخيم بن طخماء الأسدي حيث قال كأن لم يكن يوم بزورة صالح وبالقصر ظل
دائم وصديق ولم أرد البطحاء يمزج ماءها شراب من البرووقتين عتيق البروية بفتحتين
ناحية باليمن تشتمل على قرى كثيرة ومزارع
برهوت بضم الهاء وسكون الواو وتاء فوقها نقطتان واد باليمن يوضع فيه أرواح الكفار
وقيل برهوت بئر بحضرموت وقيل هو اسم للبلد الذي فيه هذه البئر ورواه ابن دريد
برهوت بضم الباء وسكون الرياء وقيل هو واد معروف وقال محمد بن أحمد وبقرب حضرموت
وادي برهوت وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه و سلم إن فيه أرواح الكفار
والمنافقين وهي بئر عادية في فلاة واد مظلم وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال أبغض
بقعة في الأرض إلى الله عز و جل وادي برهوت بحضرموت فيه أرواح الكفار وفيه ماؤها
أسود منتن تأوي إليه أرواح الكفار وعنه أنه قال شر بئر في الأرض بئر بلهوت في
برهوت تجتمع فيه أرواح الكفار وحكى الأصمعي عن رجل من حضرموت قال إنا نجد من ناحية
برهوت الرائحة المنتنة الفظيعة جدا فيأتينا بعد
ذلك أن عظيما من
عظماء الكفار مات فنرى أن تلك الرائحة منه وعن ابن عباس رضي الله عنه أن أرواح
المؤمنين بالجابية من أرض الشام وأرواح الكفار ببرهوت من حضرموت وقال ابن عيينة
أخبرني رجل أنه أمسى ببرهوت قال فسمعت منه أصوات الحاج وضجيجهم وذكر أبان بن تغلب
أن رجلا آواه المبيت إلى وادي برهوت قال فكنت أسمع طول الليل يا دومة يا دومة
فذكرت ذلك لرجل من أهل الكتاب فقال إن الملك الذي على أرواح الكفار يقال له دومة
وقال النعمان بن بشير في بنت هانىء الكندية أم ولده وكان النعمان قد ولي اليمن إني
لعمر أبيك يا ابنة هانىء لو تصحبين ركائبي لشقيت وتسر أمك أننا لم نصطحب فدعي
التبسط للسفار نسيت واقني حياءك واقعدي مكفية إن كنت للرشد المصيب هديت ولعل ذلك
أن يراد فتكرهي وهناك إن عفت السفار عصيت أنى تذكرها وغمرة دونها هيهات بطن قناة
من برهوت البرة بلفظ مؤنث البر وامرأة برة إذا كانت بارة بأهلها حسنة العشرة لهم
وهو اسم الموضع الذي قتل فيه قابيل أخاه هابيل وبرة من أسماء زمزم والبرة العليا
والبرة السفلى ويقال لهما البرتان قريتان باليمامة وكانت البرة العليا منزل يحيى
ابن طالب الحنفي وكان قد أثقله الدين فهرب وقال أشعارا كثيرة يتشوق وطنه وقد ذكرت
خبره في قرقرى وقال يذكر البرة خليلي عوجا بارك الله فيكما على البرة العليا صدور
الركائب وقولا إذا ما نوه القوم للقرى ألا في سبيل الله يحيى بن طالب بريانة بالضم
ثم الكسر وياء شديدة ونون مدينة بالأندلس في شرقي قرطبة من أعمال بلنسية
بريث كأنه تصغير برث وهي الأرض السهلة اللينة موضع بالسواد
بريث بفتح أوله وكسر ثانيه موضع آخر من السواد أيضا كلاهما عن نصر
البريت بكسرتين بوزن خريت مكان بالبادية كثير الرمل وقال شمر يقال الخريت والبريت
أرضان بناحية البصرة وقال نصر البريت من مياه كلب بالشام
البريدن بالضم ثم الفتح بلفظ التثنية قال الشماخ
بريدة تصغير بردة ماء لبني ضبينة وهم ولد جعدة بن غني بن أعصر بن سعد بن قيس بن
عيلان عبس وسعد أمهما ضبينة بفتح الضاد وكسر الباء بنت سعد بن غامد من الأزد غلبت
عليهم ويوم بريدة من أيامهم
البريراء براءين والمد من أسماء جبال بني سليم ابن منصور
بريش بفتحتين وياء ساكنا وشين معجمة حصن باليمن من أعمال صنعاء
بريشو بالفتح ثم الكسر والتشديد اسم لنهر الخازر الذي بين الموصل وإربل
البريص بالصاد
المهملة اسم نهر دمشق قال أبو إسحق النجيرمي في أماليه العرب تقول لا أبرح بريصي
هذا أي مقامي هذا قال ومنه سمي باب البريص بدمشق لأنه مقام قوم يروون قال حسان بن
ثابت الأنصاري لله در عصابة نادمتهم يوما بجلق في الزمان الأول أولاد جفنة حول قبر
أبيهم قبر ابن مارية الكريم المفضل يسقون من ورد البريص عليهم بردى يصفق بالرحيق
السلسل وقال وعلة الجرمي ولا سرطان أنهار البريص وهذان الشعران يدلان على أن
البريص اسم الغوطة بأجمعها ألا تراه نسب الأنهار إلى البريص وكذلك حسان فإنه يقول
يسقون ماء بردى وهو نهر دمشق من ورد البريص فأما اليريض بالضاد المعجمة في شعر
امرىء القيس فهو بالياء آخر الحروف
البريقان تثنية البريق بالضم ثم الفتح قال ابن دريد في كتاب المجتني أنشدنا
الرياشي ألا قاتل الله الحمامة غدوة على الفرع ماذا هيجت حين غنت تغنت غناء أعجميا
فهيجت جواي الذي كانت ضلوعي أجنت نظرت بصحراء البريقين نظرة حجازية لو جن طرف لجنت
البريقة بالقاف قرية بالصعيد قرب أدرنكة وبوتيج
البريكان تصغير تثنية بريك يوم البريكين من أيام العرب
بريك بلد باليمامة يذكر مع برك بلد آخر هناك وهما من أعمال الخضرمة ولهما ذكر في
أيام العرب وأشعارهم
و بريك أيضا موضع في طريق عدن وهو بين المنزل التاسع عشر والعشرين لحاج عدن كذا
ذكر في كتاب نصر
بريل بالكسر ثم السكون وياء خفيفة ولام مشددة أحسبها مدينة بالأندلس ينسب إليها
خلف مولى يوسف بن البهلول سكن بلنسية يكنى أبا القاسم وكان فقيها له كتاب اختصر
فيه المدونة وقرأ به على طلابه فقيل من أراد أن يكون فقيها من ليلته فعليه بكتاب
البريلي توفي سنة 344 ومحمد بن عيسى البريلي من تطيلة رحل إلى المشرق وسمع وقتل
بعقبة البقر في سنة 004
بريم بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة قال الأصمعي لبني عامر بن ربيعة بنجد بريم وهم
شركاء بني جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن فيه قال ابن مقبل وأمست بأكناف المراح
وأعجلت بريما حجاب الشمس أن يترجلا وقال الراجز تذكرت مشربها من تصلبا ومن بريم
قصبا مثقبا بريم بالضم ثم الفتح وياء ساكنة واد بالحجاز قرب مكة وقيل بريم بالفتح
أيضا
بريه بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وهاء نهر بريه بالبصرة من شرقي دجلة
باب الباء والزاي
وما يليهما
بزاخة بالضم والخاء معجمة قال الأصمعي بزاخة ماء لطيء بأرض نجد وقال أبو عمرو
الشيباني ماء لبني أسد كانت فيه وقعة عظيمة في أيام أبي بكر الصديق مع طليحة بن
خويلد الأسدي وكان قد تنبأ بعد النبي صلى الله عليه و سلم واجتمع إليه أسد وغطفان
فقوي أمره فبعث إليه أبو بكر خالد بن الوليد فقدم خالد أمامه عكاشة بن محصن الأسدي
حليف الأنصار فلقيه ببزاخة ماء لبني أسد فقتل عكاشة وكان عيينة بن حصن مع طليحة في
سبعمائة من بني فزارة وجاء خالد على الأثر فلما رأى عيينة أن سيوف المسلمين قد
استلحمت المشركين قال لطليحة أما ترى ما يصنع جيش أبي الفضل يعني خالد بن الوليد
فهل جاءك ذو النون بشيء قال نعم قد جاءني وقال لي إن لك يوما ستلقاه ليس لك أوله
ولكن لك آخره ورحى كرحاه وحديثا لا تنساه فقال أرى والله أن لك حديثا لا تنساه
يا بني فزارة هذا كذاب وولى عن عسكره فانهزم الناس وظهر المسلمون وأسر عينيه ابن
حصن وقدم به المدينة فحقن أبو بكر دمه وخلى سبيله وهرب طليحة فدخل جبا له فاغتسل
وخرج فركب فرسه وأهل بعمرة ومضى إلى مكة وأتى مسلما وقيل بل أتى الشام فأخذه غزاة
المسلمين وبعثوا به إلى المدينة فأسلم وأبلى بعده في فتوح العراق وقيل بل هو قدم
على عمر بعد وفاة أبي بكر مسلما فقبله وقال له عمر أقتلت الرجل الصالح عكاشة بن
محصن فقال إن عكاشة سعد بي وأنا شقيت به وأنا أستغفر الله فقال له عمر أنت الكاذب
على الله حين زعمت أنه أنزل عليك إن الله لا يصنع بتعفير وجوهكم وقبح أدباركم شيئا
فاذكروا الله قياما فإن الرغوة فوق الصريح فقال يا أمير المؤمنين ذلك من فتن الكفر
الذي هدمه الإسلام كله فلا تعنيف علي ببعضه فأسكت عمر وقال القعقاع ابن عمرو يذكر
يوم بزاخة وأفلتهن المسحلان وقد رأى بعينيه نقعا ساطعا قد تكوثرا ويوما على ماء
البزاخة خالد أثار بها في هبوة الموت عثيرا ومثل في حافاتها كل مثلة كفعل كلاب
هارشت ثم شمرا وقال ربيعة بن مقروم الضبي وقومي فإن أنت كذبتني بقولي فاسأل بقومي
عليما بنو الحرب يوما إذا استلأموا حسبتهم في الحديد القروما فدى ببزاخة أهلي لهم
إذا ملؤوا بالجموع الحريما وقال جحدر بن معاوية المحرزي اللص يا دار بين بزاخة
فكثيبها فلوى غبير سهلها أو لوبها سقت الصبا أطلال ربعك مغدقا ينهل عارضها بلبس
جيوبها أيام أرعى العين في زهر الصبا وثمار جنات النساء وطيبها بزار بالضم وآخره
راء قال أبو سعد البزاري هذه النسبة إلى أبزار وهي قرية على فرسخين من نيسابور
تقول لها العامة بزار والمنتسب إليها أبو إسحق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن رجاء
الأبزاري
الذي يقال له
البزاري من هذه القرية رحل إلى العراق والجزيرة والشام وسمع الحديث الكثير وكان
ثقة توفي في سنة 364 في خامس رجب وهو ابن ست أو سبع وتسعين سنة
البزاز بزايين الأولى مشددة بليدة بين المذار والبصرة على شاطىء نهر ميسان رأيتها
غير مرة
بزاعة سمعت من أهل حلب من يقوله بالضم والكسر ومنهم من يقول بزاعا بالقصر وعليه
قول شاعرهم لو أن بزاعا جنة الخلد ما وفى رحيلي إليها بالترحل عنكم وهي بلدة من
أعمال حلب في وادي بطنان بين منبج وحلب بينها وبين كل واحدة منهما مرحلة وفيها
عيون ومياه جارية وأسواق حسنة وقد خرج منها بعض أهل الأدب منهم أبو خليفة يحيى بن
خليفة بن علي بن عيسى بن عامر بن أحمد بن المحسن ابن المغيث التنوخي البزاعي يعرف
بابن الفرس له شعر جيد منه حبيب جفاني لا لذنب أتيته على هجره أفديه بالمال والنفس
رضيت به فليهجر العام كله ويجعل لي يوما من الوصل والأنس وأبو فراس بن أبي الفرج
البزاعي ذكرنا له شعرا في دير سمعان ودير عمان وحماد البزاعي شاعر عصري وكان من
المجيدين ومن شعره في غلام اسم أبيه عبد القاهر نفر نومي ظبي الحمى النافر ونام
عما يكابد الساهر يا ليلة بتها وأولها كأول الحب ما له آخر أرعى نجوما ونت وسائرها
أخير منه فليس بالسائر مغرى بظبي المواصل من بني ال مواصلين وهو المقاطع الهاجر
صرت له أول اسم والده الأو ل إذ كان نصفه الآخر بزاق بالفتح وتشديد الزاي موضع قرب
تل فخار من أعمال واسط وقد ذكر في بساق
بزان بالضم من قرى أصبهان ينسب إليها أبو الفرج عبد الوهاب بن محمد بن عبد الله
الأصبهاني البزاني روى عنه أبو بكر الخطيب
بزانة من قرى أسفرايين
بزدان بسكون الزاي من قرى الصغد
بزدة بالفتح ثم السكون وفتح الدال المهملة ويقال بزدوه والنسبة إليها بزدي قلعة
حصينة على ستة فراسخ من نسف ينسب إليها أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين بن عبد
الكريم بن موسى بن عيسى بن مجاهد النسفي البزدي ويقال البزدوي الفقيه بما وراء
النهر صاحب الطريقة على مذهب أبي حنيفة روى عنه صاحبه أبو المعالي محمد بن نصر بن
منصور المديني الخطيب بسمرقند وابنه القاضي أبو ثابت الحسن بن علي البزدي كان إبوه
من هذه القرية وولي القضاء بسمرقند وكذلك ولي القضاء ببخارى ثم عزل فانصرف إلى
بزدة فسكنها وسمع الحديث ورواه ومات بسمرقند سنة 755 ومولده سنة نيف وسبعين
وأربعمائة وينسب إليها من المتقدمين عزيز بن سليم بن منصور من أهل البصرة قدم
خراسان مع
قتيبة بن مسلم فسكن
بزدة فنسب إليها
بزديغرة بضم الباء وسكون الزاي وكسر الدال وياء ساكنة وغين معجمة مفتوحة وراء من
قرى نيسابور منها الفقيه أبو عبد الله محمد بن زياد بن يزيد النيسابوري البزديغري
كان زاهدا مات سنة 592
بزر جسابور بضمتين وراء ساكنة وجيم مفتوحة من طساسيج بغداد وحده في أعلى بغداد
العلث قرب حربى من شرقي دجلة قال البحتري ضيعة للزمان عندي وعكس إذا تولى
بزرجسابور حبس بزرة بالضم ناحية على ثلاثة أيام من المدينة بينها وبين الرويثة عن
نصر
البز بالفتح والتشديد من قرى العراق وبز النهر بكلام أهل السواد آخره ينسب إليها
عبد السلام بن أبي بكر بن عبد الملك الجماجمي البزي شيخ صالح حدث عن أبي طالب
المبارك بن خضير الصيرفي
بزغام بالضم ثم السكون والغين معجمة من قرى نسف بما وراء النهر ينسب إليها أبو
طاهر حمزة بن محمد بن أسد البزغامي توفي في شهر رمضان سنة 214 شابا
بزقباذ هي أبزقباذ وقد ذكرت
بزكوار اسم بيت بناه المتوكل في قصر له بسر من رأى فقال بعضهم يذكره بعد خرابه
وكتب على حائطه هذي ديار ملوك دبروا زمنا أمر البلاد وكانوا سادة العرب عصى الزمان
عليهم بعد طاعته فانظر إلى فعله بالجوسق الخرب وبزكوار وبالمختار قد خلوا من ذلك
العز والسلطان والرتب بزليانة بكسرتين وسكون اللام وياء وألف ونون بليدة قريبة من
مالقة بالأندلس ينسب إليها أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الحسن ابن مسعود الجذامي
البزلياني يكنى أبا عمر كان مخلفا للقضاء بإلبيرة وبجانة وصحب أبا بكر بن زرب وابن
مفرج والزبيدي وابن أبي زمين ونظائرهم وكان من أهل العلم والفضل حدث عنه أبو محمد
بن خزرج وقال توفي مستهل جمادى الأولى سنة 461 ومولده سنة 360 قاله ابن بشكوال
بزماقان بالضم والقاف من قرى مرو منها إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد الكاتب
البزماقاني مات بعد سنة ثلاثمائة
برنان بالنونين من قرى مرو قريبة من البلد حتى صارت محلة منها خربت الآن ينسب
إليها جماعة منهم أحمد بن بندون بن سليمان البزناني روى الحديث وكان الأدب غالبا
عليه يروي عن الأصمعي
بزنر بالفتح ثم السكون ونون مفتوحة وراء من ناحية الإقليم من قرى غرناطة بالأندلس
ينسب إليها أبو الحسن هانىء بن عبد الرحمن بن هانىء الغرناطي قال السلفي قدم علينا
حاجا سنة 515 وسمع مني كثيرا وعلقت عنه يسيرا وكان قد سمع بالأندلس وكان من كبارها
بزنيروذ بالضم ثم السكون وكسر النون وياء ساكنة وراء مضمومة وواو ساكنة وذال معجمة
من نواحي همذان ذات قرى منها وليدأباذ
التي ينسب إليها
عبد الرحمن بن حمدان الجلاب الهمذاني
البزواء بالفتح والمد والبزا خروج الصدر ودخول الظهر يقال رجل أبزى وامرأة بزواء
وهو موضع في طريق مكة قريب من الجحفة وقيل البزواء قرب المدينة بلدة بيضاء مرتفعة
من الساحل بين الجار وودان وغيقة من أشد بلاد الله حرا يسكنها بنو ضمرة من بني بكر
بن عبد مناة ابن كنانة رهط عزة صاحبة كثير قال كثير يهجو بني ضمرة ولا بأس
بالبزواء أرضا لو أنها تطهر من آثارهم فتطيب إذا مدح البكري عندك نفسه فقل كذب
البكري وهو كذوب هو التيس لؤما وهو إن راء غفلة من الجار أو بعض الصحابة ذيب وأما
قول أبي دهبل الجمحي وجازت على البزواء والليل كاسر جناحيه بالبزواء وردا وأدهما
فما أراه أراد غير الأولى لأنه وصف مسيره إلى اليمن في أبيات ذكرت في ألملم
بزوغى بالفتح ثم الضم وسكون الواو والغين معجمة وألف ممالة من قرى بغداد قرب
المرزفة بينها وبين بغداد نحو فرسخين وقد أكثر شعراء بغداد من ذكرها قال جحظة وهو
أحمد بن جعفر البرمكي وردنا بزوغى والغروب كأنها أهاضيب سود في جوانبها زمر فقام
إلينا البائعون كأنهم نجوم تهاوت من مطالعها زهر فمن قائل عندي شراب معتق ومن تائه
بالخمر أسكره الفكر وأنشد جحظة لنفسه في أماليه يذكر بزوغى شبيهك يا مولاي قد حان
أن يبدو فهل لك أن تغدو وفي الحزم أن تغدو على قهوة مسكية بابلية لها في أعالي
الكأس من مزجها عقد فقد أزعج الناقوس من كان وادعا وأهدى إلينا طيب أنفاسه الورد
وهذي بزوعي والغروب وطائر على الغصن لا يدري أيندب أم يشدو فقام وفضلات الكرى في
جفونه وفي برده غصن يتيه به البرد فناولته كأسا فأسرع شربها ولم يك لي من أن
أساعده بد فغنى وقد غابت سمادير سكره ألا من لصب قد تحيفه الوجد سقى الله أيامي
برحبة هاشم إلى دار شرشير وإن قدم العهد فقصر ابن حمدون إلى الشارع الذي غنينا به
والعيش مقتبل رغد منازل كانت بالملاح أنيسة فأضحت وما فيهن دعد ولا هند فسبحان من
أضحى الجميع بأمره وتقديره أيدي سبا وله الحمد وينسب إلى بزوغى جماعة منهم أبو يعقوب
إسحاق بن إبراهيم بن حاتم بن إسمعيل البزوغاني وهو
ابن بنت إبي موسى
محمد بن المثنى حدث عن جده لأمه وغيره
بزوفر بفتحتين وسكون الواو وفتح الفاء قرية كبيرة من أعمال قوسان قرب واسط وبغداد
على النهر الموفقي في غربي دجلة
بزيان بالضم ثم السكون وياء وألف ونون من قرى هراة ينسب إليها أبو بكر عبد الله بن
محمد البزياني كرامي المذهب توفي سنة 256
بزيذي بالفتح ثم الكسر وذال معجمة من قرى بغداد نزلها أبو مسلم جعفر بن باي الجيلي
فنسب إليها يروي عن أبي بكر محمد بن إبراهيم المقري وأبي عبد الله بن بطة وأقام
بقرية بزيذى إلى أن مات سنة 414
بزيقيا بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وكسر القاف وياء وألف قرية قرب حلة بني مزيد من
أعمال الكوفة
بزي بالضم ثم الفتح وتشديد الياء جبل على شط الجريب وهو واد عريض يفرغ في الرمة
باب الباء والسين وما يليهما
بسا بالفتح ويعربونها فيقولون فسا مدينة بفارس ذكرت في فسا وذكر الأديب أبو العباس
أحمد ابن علي بن بابه القاضي أن أرسلان البساسيري منسوب إليها قال هكذا ينسب أهل
فارس إلى بسا بساسيري وكان مولاه منها وكان من مماليك بهاء الدولة بن عضد الدولة
فلما ملك جلال الدولة أبو طاهر وابنه الملك الرحيم أبو نصر قوي أمر البساسيري
وتقدم على أتراك بغداد وكثرت أمواله وأتباعه فلما قدم طغرل بك أول ملوك السلجوقية
إلى بغداد خرج الملك الرحيم إليه وهرب البساسيري إلى رحبة مالك وكان كاتب المستنصر
صاحب مصر وانتسب إليه فقبله وأقطعه واتفق أن إبراهيم إينال أخا طغرل بك جمع جموعا
وعصى على أخيه بنواحي همذان فجمع طغرل بك عساكره وقصده فخلت بغداد من مدافع عنها
فرجع إليه أرسلان البساسيري ومعه قريش بن بدران المقلد أمير بني عقيل فملكا بغداد
ودار الخلافة واستذم الوزير رئيس الرؤساء إلى قريش للخليفة القائم بأمر الله
ولنفسه وانتقل الخليفة إلى خيمة قريش وحمله إلى قلعة عانة على الفرات وبها ابن عمه
مهارش وسلم رئيس الرؤساء ألى البساسيري فصلبه ومثل به وملك دار الخلافة واستولى
على ذخائرها وأقام الخطبة ببغداد ونواحيها سنة كاملة لصاحب مصر أولها سادس عشر ذي
القعدة سنة 054 وأعيدت خطبة القائم في سادس عشر ذي القعدة من سنة 154 إلى أن أوقع
طغرل بك بأخيه ورجع إلى بغداد وأوقع بالبساسيري فقتله ورد القائم إلى مقر عزه ودار
خلافته والقصة في ذلك طويلة وهذا مختصرها
وببغداد من ناحية باب الأزج محلة كبيرة يقال لها دار البساسيري نسب إليها بعض
الرواة
بساء بالضم والتشديد والمد بيت بنته غطفان وسمته بساء مضاهاة للكعبة وهو من قولهم
لا أفعل ذلك ما أبس عبد بناقة وهو طوفانه حولها ليحلبها وأبس بالإبل عند الحلب إذا
دعا الفصيل إلى الناقة يستدرها به فكأنهم كانوا يستحلبون الرزق في الطواف حوله
بسباسة بالفتح ثم التشديد من أسماء مكة في الجاهلية لأنها كانت تبس من لا يتقي
فيها والبس أن تقول
في زجر الناقة بس
بس إذا أردت سوقها وزجرها قال الشاعر بساسة تبس كل منكر بالبلد المحفوظ ثم المعشر
بساق بالضم وآخره قاف ويقال بصاق بالصاد جبل بعرفات وقيل واد بين المدينة والجار
وكان لأمية بن حرثان بن الأسكر ابن اسمه كلاب اكتتب نفسه في الجند الغازي مع أبي
موسى الأشعري في خلافة عمر فاشتاقه أبوه وكان قد أضر فأخذ بيد قائده ودخل على عمر
وهو في المسجد فأنشده أعاذل قد عذلت بغير قدري ولا تدرين عاذل ما ألاقي فإما كنت
عاذلتي فردي كلابا إذا توجه للعراق فتى الفتيان في عسر ويسر شديد الركن في يوم
التلاقي فلا وأبيك ما باليت وجدي ولا شغفي عليك ولا اشتياقي وإيقادي عليك إذا
شتونا وضمك تحت نحري واعتناقي فلو فلق الفؤاد شديد وجد لهم سواد قلبي بانفلاق
سأستعدي على الفاروق ربا له عمد الحجيج إلى بساق وأدعو الله محتسبا عليه ببطن الأخشبين
إلى دفاق إن الفاروق لم يردد كلابا على شيخين هامهما زواق فبكى عمر وكتب إلى أبي
موسى الأشعري في رد كلاب إلى المدينة فلما قدم دخل عليه فقال له عمر ما بلغ من برك
بأبيك فقال كنت أثره وأكفيه أمره وكنت أعتمد إذا أردت أن أحلب له لبنا إلى أغزر
ناقة في إبله فأسمنها وأريحها وأتركها حتى تستقر ثم أغسل أخلافها حتى تبرد ثم
أحتلب له فأسقيه
فبعث عمر إلى أبيه فجاءه فدخل عليه وهو يتهادى وقد انحنى فقال له كيف أنت يا أبا
كلاب فقال كما ترى يا أمير المؤمنين
فقال هل لك من حاجة قال نعم كنت أشتهي أن أرى كلابا فأشمه شمة وأضمه ضمة قبل أن
أموت
فبكى عمر وقال ستبلغ في هذا ما تحب إن شاء الله تعالى
ثم أمر كلابا أن يحتلب لأبيه ناقة كما كان يفعل ويبعث بلبنها إليه ففعل وناوله عمر
الإناء وقال اشرب هذا يا أبا كلاب فأخذه فلما أدناه من فمه قال والله يا أمير
المؤمنين إني لأشم رائحة يدي كلاب فبكى عمر وقال هذا كلاب عندك حاضر وقد جئناك به
فوثب إلى ابنه وضمه اليه وقبله فجعل عمر والحاضرون يبكون وقالوا لكلاب الزم أبويك
فلم يزل مقيما عندهما إلى أن مات
وهذا الخبر وإن كان لا تعلق له بالبلدان فإني كتبته استحسانا له وتبعا لشعره
بساق أيضا عقبة بين التيه وأيلة قال أبو عمر الكندي التقى زهير بن قيس البلوي وعبد
العزيز بن مروان وقد تقدم إلى مصر مع أبيه إلى عمال عبد الله بن الزبير ببساق وهو
سطح عقبة أيلة فانهزم زهير ومن معه فقال نصيب ملكت بساقا والبطاح فلم ترم بطاحك
لما أن حميت ذماركا
فساء الأولى ولوا
عن الأمير بعدما أرادوا عليه فاعلمن اقتساركا بساق بالفتح وتشديد السين وآخره قاف
اسم نهر بالعراق يسمونه البزاق بالزاي وكانوا يدعونه بالنبطية بساق ومعناه بكلامهم
الذي يقطع الماء عما يليه ويجتره إلى نفسه وهو نهر يجتمع إليه فضول مياه السيب وما
فضل من ماء الفرات فقال الناس لذلك البزاق
بسان بالنون محلة بهراة
بسبط بالفتح ثم السكون وضم الباء الثانية جبل من جبال السراة أو تهامة عن نصر
بسبة بالفتح ثم السكون وباء أخرى من قرى بخارى ينسب إليها أحمد بن محمد بن أبي نصر
البسي حكاه السمعاني عن أبي كامل البصيري وقال الإصطخري بسبة العليا وبسبة السفلى
من أعمال فرغانة فأما بسبة العليا فهي أول كورة من كور فرغانة إذا دخلت إليها من
ناحية خجندة
بستان إبراهيم في بلاد بني أسد وأنشد الأبيوردي لبعضهم ومن بستان إبراهيم غنت
حمائم تحتها فنن رطيب بستان ابن عامر هو بستان ابن معمر المذكور فيما بعد
بستان الغمير بالتصغير كان يقال له في الجاهلية غمر ذي كندة فاتخذ فيه ناس من بني
مخزوم أرضا فيقال له بستان الغمير
بستان ابن معمر مجتمع النخلتين النخلة اليمانية والنخلة الشامية وهما واديان
والعامة يسمونه بستان ابن عامر وهو غلط قال الأصمعي وأبو عبيدة وغيرهما بستان ابن
عامر إنما هو لعمر بن عبيد الله بن معمر ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم
بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب ولكن الناس غلطوا فقالوا بستان ابن عامر وبستان بني
عامر وإنما هو بستان ابن معمر وقوم يقولون نسب إلى حضرمي بن عامر وآخرون يقولون نسب
إلى عبد الله بن عامر بن كريز وكل ذلك ظن وترجيم
وذكر أبو محمد عبد الله بن محمد البطليوسي في شرح كتاب أدب الكاتب فقال وقال يعني
ابن قتيبة ويقولون بستان ابن عامر وإنما هو بستان ابن معمر وقال البطليوسي بستان
ابن معمر غير بستان ابن عامر وليس أحدهما الآخر فأما بستان ابن معمر فهو الذي يعرف
ببطن نخلة وابن معمر هو عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي وأما بستان ابن عامر فهو
موضع آخر قريب من الجحفة وابن عامر هذا هو عبد الله بن عامر بن كريز استعمله عثمان
على البصرة وكان لا يعالج أرضا إلا أنبط فيها الماء ويقال أن أباه أتى به النبي
صلى الله عليه و سلم وهو صغير
فعوذه وتفل في فيه فجعل يمتص ريق رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله
صلى الله عليه و سلم إنه لمسقي فكان لا يعالج أرضا إلا أنبط فيها الماء
بست آخره تاء مثناة واد بأرض إربل من ناحية أذربيجان في الجبال
بست بالضم مدينة بين سجستان وغزنين وهراة وأظنها من أعمال كابل فإن قياس ما نجده
من أخبارها في الأخبار والفتوح كذا يقتضي وهي من البلاد الحارة المزاج وهي كبيرة
ويقال لناحيتها
اليوم كرم سير معناه النواحي الحارة المزاج وهي كثيرة الأنهار والبساتين إلا أن الخراب فيها ظاهر وسئل عنها بعض الفضلاء فقال هي كتثنيتها يعني بستان وقد خرج منها جماعة من أعيان الفضلاء منهم الخطابي أبو سليمان أحمد بن محمد البستي صاحب معالم السنن وغريب الحديث وغير ذلك وكان من الأئمة الأعيان ذكرت أخباره وأشعاره في كتاب الأدباء من جمعي فأغنى وإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل أبو محمد القاضي البستي سمع هشام بن عمار وهشام بن خالد الأزرق وقتيبة بن سعيد وغيرهم روى عنه أبو جعفر محمد بن حيان وأبو حاتم أحمد ابن عبد الله بن سهل بن هشام البستيان وغيرهما مات سنة 703 وأبو الفتح علي بن محمد ويقال ابن أحمد بن الحسين بن محمد بن عبد العزيز البستي الشاعر الكاتب صاحب التجنيس سمع أبا حاتم بن حبان روى عنه الحاكم أبو عبد الله مات ببخارى في سنة 004 وقال عمران بن موسى بن محمد بن عمران الطولقي في أبي الفتح البستي إذا قيل أي الأرض في الناس زينة أجبنا وقلنا أبهج الأرض بستها فلو أنني أدركت يوما عميدها لزمت يد البستي دهرا وبستها وقال كافور بن عبد الله الإخشيدي الخصي الليثي الصوري ضيعت أيامي ببست وهمتي تأبى المقام بها على الخسران وإذا الفتى في البؤس أنفق عمره فمن الكفيل له بعمر ثان وأبو حاتم محمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سعيد ابن شهيد التميمي كذا نسبه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد البخاري المعروف بغنجار ووافقه غيره إلى معبد ثم قال ابن هدبة بن مرة بن سعد ابن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك ابن حنظلة بنمالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد ابن طابخة بن إلياس بن مضر الإمام العلامة الفاضل المتقن كان مكثرا من الحديث والرحلة والشيوخ عالما بالمتون والأسانيد أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره ومن تأمل تصانيفه تأمل منصف علم أن الرجل كان بحرا في العلوم سافر ما بين الشاش والإسكندرية وأدرك الأئمة والعلماء والأسانيد العالية وأخذ فقه الحديث والفرض على معانيه عن إمام الأئمة أبي بكر ابن خزيمة ولازمه وتلمذ له وصارت تصانيفه عدة لأصحاب الحديث غير أنها عزيزة الوجود سمع ببلده بست أبا أحمد إسحاق بن إبراهيم القاضي وأبا الحسن محمد بن عبد الله ابن الجنيد البستي وبهراة أبا بكر محمد بن عثمان بن سعد الدارمي وبمرو أبا عبد الله وأبا عبد الرحمن عبد الله بن محمود بن سليمان السعدي وأبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد المديني وبقرية سنج أبا علي الحسين بن محمد بن مصعب السنجي وأبا عبد الله محمد بن نصر بن ترقل الهورقاني وبالصغد بما وراء النهر أبا حفص عمر بن محمد بن يحيى الهمداني وبنسا أبا العباس الحسن بن سفيان الشيباني ومحمد بن عمر بن يوسف ومحمد بن محمود بن عدي النسويين وبنيسابور أبا العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج الثقفي وأبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن شيرويه الأزدي وبأرغيان أبا عبد الله محمد بن المسيب بن إسحاق الأرغياني وبجرجان عمران بن موسى بن
مجاشع وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان الجرجانيين وبالري أبا القاسم العباس بن الفضل بن عاذان المقري وعلي بن الحسن بن مسلم الرازي وبالكرج أبا عمارة أحمد بن عمارة بن الحجاج الحافظ والحسين بن إسحاق الأصبهاني وبعسكر مكرم أبا محمد عبد الله بن أحمد بن موسى الجواليقي المعروف بعبدان الأهوازي وبتستر أبا جعفر أحمد بن محمد بن يحيى بن زهير الحافظ وبالأهواز أبا العباس محمد بن يعقوب الخطيب وبالأبلة أبا يعلى محمد بن زهير والحسين بن محمد بن بسطام الأبليين وبالبصرة أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وأبا يحيى زكرياء ابن يحيى الساجي وأبا سعيد عبد الكرم بن عمر الخطابي وبواسط أبا محمد جعفر بن أحمد بن سنان القطان والخليل بن محمد الواسطي ابن بنت تميم بن المنتصر وبقم الصلح عبد الله بن قحطبة بن مرزوق الصلحي وبنهر سابس قرية من قرى واسط خلاد ابن محمد بن خالد الواسطي وببغداد أبا العباس حامد ابن محمد بن شعيب البلخي وأبا أحمد الهيثم بن خلف الدوري وأبا القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي وبالكوفة أبا محمد عبد الله بن زيدان البجلي وبمكة أبا بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري الفقيه صاحب كتاب الأشراف في اختلاف الفقهاء وأبا سعيد المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي وبسامرا علي بن سعيد العسكري عسكر سامرا وبالموصل أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي وهارون بن المسكين البلدي وأبا جابر زيد بن علي ابن عبد العزيز بن حيان الموصلي وروح بن عبد المجيب الموصلي وببلد سنجار علي بن إبراهيم بن الهيثم الموصلي وبنصيبين أبا السري هاشم بن يحيى النصيبيني ومسدد بن يعقوب بن إسحاق الفلوسي وبكفرتوثا من ديار ربيعة محمد بن الحسين بن أبي معشر السلمي وبسرغامرطا من ديار مضر أبا بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك بن عبد الله بن مسرح الحراني وبالرافقة محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن فروخ البغدادي وبالرقة الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان وبمنبج عمر بن سعيد بن سنان الحافظ وصالح بن الأصبغ بن عامر التنوخي وبحلب علي بن أحمد بن عمران الجرجاني وبالمصيصة أبا طالب أحمد بن داود بن محسن بن هلال المصيصي وبأنطاكية أبا علي وصيف بن عبد الله الحافظ وبطرسوس محمد بن يزيد الدرقي وإبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي وبأذنة محمد بن علان الأذني وبصيداء محمد بن أبي المعافى بن سليمان الصيداوي وببيروت محمد بن عبد الله بن عبد السلام البيروتي المعروف بمكحول وبحمص محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي الراهب وبدمشق أبا الحسن أحمد ابن عمير بن جوصاء الحافظ وجعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري وأبا العباس حاجب بن أركين الفرغاني الحافظ وبالبيت المقدس عبد لله بن محمد بن مسلم المقدسي الخطيب وبالرملة أبا بكر محمد بن الحسن ابن قتيبة العسقلاني وبمصر أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي وسعيد بن داود بن وردان المصري وعلي بن الحسين بن سليمان المعدل وجماعة كثيرة من أهل هذه الطبقة سوى من ذكرناهم روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله ابن مندة الأصبهاني وأبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار الحافظ البخاري وأبو علي منصور بن عبد الله بن خالد الذهلي الهروي وأبو مسلمة محمد بن محمد ابن داود الشافعي وجعفر بن شعيب بن محمد السمرقندي والحسن بن منصور الأسفيجابي والحسن بن محمد بن سهل الفارسي وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن
هارون الزوزني وأبو
عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن خشنام الشروطي وجماعة كثيرة لا تحصى
أخبرنا القاضي الإمام إبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري
الحرستاني إذنا عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي عن أبي عثمان سعيد البستري قال
سمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول أبو حاتم البستي القاضي كان من أوعية العلم
في اللغة والفقه والحديث والوعظ ومن عقلاء الرجال صنف فخرج له من التصنيف في
الحديث ما لم يسبق إليه وولي القضاء بسمرقند وغيرها من المدن ثم ورد نيسابور سنة
433 وحضرناه يوم جمعة بعد الصلاة فلما سألناه الحديث نظر إلى الناس وأنا أصغرهم
سنا فقال استمل فقلت نعم فاستمليت عليه ثم أقام عندنا وخرج إلى القضاء بنيسابور
وغيرها وانصرف إلى وطنه وكانت الرحلة بخراسان إلى مصنفاته
أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي شفاها قال أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن
عبد الباقي اذنا عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت كتابة قال ومن الكتب التي تكثر
منافعها إن كانت على قدر ما ترجمها به واضعها مصنفات أبي حاتم محمد بن حبان البستي
التي ذكرها لي مسعود بن ناصر السجزي ووقفني على تذكرة بأسمائها ولم يقدر لي الوصول
إلى النظر فيها لأنها غير موجودة بيننا ولا معروفة عندنا وأنا أذكر منها ما
استحسنته سوى ما عدلت عنه واطرحته فمن ذلك كتاب الصحابة خمسة أجزاء وكتاب التابعين
اثنا عشر جزءا وكتاب اتباع التابعين خمسة عشر جزءا وكتاب تبع الاتباع سبعة عشر
جزءا وكتاب تباع التبع عشرون جزءا وكتاب الفصل بين النقلة عشرة أجزاء وكتاب علل
أوهام أصحاب التواريخ عشرة أجزاء وكتاب علل حديث الزهري عشرون جزءا وكتاب علل حديث
مالك عشرة أجزاء وكتاب علل مناقب أبي حنيفة ومثالبه عشرة أجزاء وكتاب علل ما استند
إليه أبو حنيفة عشرة أجزاء وكتاب ما خالف الثوري شعبة ثلاثة أجزاء وكتاب ما انفرد
فيه أهل المدينة من السنن عشرة أجزاء وكتاب ما انفرد به أهل مكة من السنن عشرة
أجزاء وكتاب ما عند شعبة عن قتادة وليس عند سعيد عن قتادة جزآن وكتاب غرائب
الأخبار عشرون جزءا وكتاب ما أغرب الكوفيون عن البصريين عشرة أجزاء وكتاب ما أغرب
البصريون عن الكوفيين ثمانية أجزاء وكتاب أسامي من يعرف بالكنى ثلاثة أجزاء وكتاب
كنى من يعرف بالاسامي ثلاثة اجزاء وكتاب الفصل والوصل عشرة أجزاء وكتاب التمييز
بين حديث النضر الحداني والنضر الخزاز جزآن وكتاب الفصل بين حديث أشعث بن مالك
وأشعث بن سوار جزآن وكتاب الفصل بين حديث منصور بن المعتمر ومنصور ابن راذان ثلاثة
أجزاء وكتاب الفصل بين مكحول الشامي ومكحول الأزدي جزء وكتاب موقوف ما رفع عشرة
أجزاء وكتاب آداب الرجالة جزآن وكتاب ما أسند جنادة عن عبادة جزء وكتاب الفصل بين
حديث نور بن يزيد ونور بن زيد جزء وكتاب ما جعل عبد الله بن عمر عبيد الله بن عمر
جزآن وكتاب ما جعل شيبان سفيان أو سفيان شيبان ثلاثة أجزاء وكتاب مناقب مالك بن
أنس جزآن وكتاب مناقب الشافعي جزآن وكتاب المعجم على المدن عشرة أجزاء وكتاب
المقلين من الحجازيين عشرة أجزاء وكتاب المقلين من العراقيين عشرون جزءا وكتاب
الأبواب المتفرقة ثلاثون جزءا وكتاب الجمع بين الأخبار المتضادة جزآن وكتاب وصف
المعدل والمعدل
جزآن وكتاب الفصل بين حدثنا وأخبرنا جزء وكتاب وصف العلوم وأنواعها ثلاثون جزءا
وكتاب الهداية إلى علم السنن قصد فيه إظهار الصناعتين اللتين هما صناعة الحديث
والفقه يذكر حديثا ويترجم له ثم يذكر من يتفرد بذلك الحديث ومن مفاريد أي بلد هو
ثم يذكر كل اسم في إسناده من الصحابة إلى شيخه بما يعرف من نسبته ومولده وموته
وكنيته وقبيلته وفضله وتيقظه ثم يذكر ما في ذلك الحديث من الفقه والحكمة فإن عارضه
خبر ذكره وجمع بينهما وإن تضاد لفظه في خبر آخر تلطف للجمع بينهما حتى يعلم ما في
كل خبر من صناعة الفقه والحديث معا وهذا من أنبل كتبه وأعزها قال أبو بكر الخطيب
سألت مسعود بن ناصر يعني السجزي فقلت له أكل هذه الكتب موجودة عندكم ومقدور عليها
ببلادكم فقال إنما يوجد منها الشيء اليسير والنزر الحقير قال وقد كان أبو حاتم ابن
حبان سبل كتبه ووقفها وجمعها في دار رسمها لها فكان السبب في ذهابها مع تطاول
الزمان ضعف السلطان واستيلاء ذوي العيث والفساد على أهل تلك البلاد قال الخطيب
ومثل هذه الكتب الجليلة كان يجب أن يكثر بها النسخ فيتنافس فيها أهل العلم
ويكتبوها ويجلدوها إحرازا لها ولا أحسب المانع من ذلك كان إلا قلة معرفة أهل تلك
البلاد بمحل العلم وفضله وزهدهم فيه ورغبتهم عنه وعدم بصيرتهم به والله أعلم قال
الإمام تاج الإسلام وحصل عندي من كتبه بالإسناد المتصل سماعا كتاب التقاسيم
والأنواع خمسة مجلدات قرأتها على أبي القاسم الشحامي عن أبي الحسن النخاني عن أبي
هارون الزوزني عنه وكتاب روضة العقلاء قرأته على حنبل السجزي عن أبي محمد النوني
عن أبي عبد الله الشروطي عنه وحصل عندي من تصانيفه غير مسندة عدة كتب مثل كتاب
الهداية إلى علم السنن من أوله قدر مجلدين وله وهو أشهر من هذه كلها كتاب الثقات
وكتاب الجرح والتعديل وكتاب شعب الإيمان وكتاب صفة الصلاة أدرك عليه في كتاب
التقاسيم فقال في أربع ركعات يصليها الإنسان ستمائة سنة عن النبي أخرجناها بفصولها
في كتاب صفة الصلاة فأغنى ذلك عن نظمها في هذا النوع من هذا الكتاب قال أبو سعد
سمعت أبا بكر وجيه بن طاهر الخطيب بقصر الريح سمعت با محمد الحسن بن أحمد
السمرقتدي سمعت أبا بشر عبد الله بن محمد بن هارون سمعت عبد الله بن محمد
الاستراباذي يقول أبو حاتم بن حبان البستي كان على قضاء سمرقند مدة طويلة وكان من
فقهاء الدين وحفاظ الآثار والمشهورين في الأمصار والأقطار عالما بالطب والنجوم
وفنون العلم ألف كتاب المسند الصحيح والتاريخ والضعفاء والكتب الكثيرة من كل فن
أخبرتني الحرة زينب الشعرية إذنا عن زاهر بن طاهر عن أحمد بن الحسين الإمام سمعت
الحافظ أبا عبد الله الحاكم يقول أبو حاتم بن حبان داره التي هي اليوم مدرسة
لأصحابه ومسكن للغرباء الذين يقيمون بها من أهل الحديث والمتفقهة ولهم جرايات
يستنفقونها داره وفيها خزانة كتبه في يدي وصي سلمها إليه ليبذلها لمن يريد نسخ شيء
منها في الصفة من غير أن يخرجه منها شكر الله له عنايته في تصنيفها وأحسن مثوبته
على جميل نيته في أمرها بفضله ورأفته
وأخبرني القاضي أبو القاسم الحرستاني في كتابه قال أخبرني وجيه بن طاهر الخطيب
بقصر الريح إذنا سمعت الحسن بن أحمد الحافظ سمعت أبا بشر
النيسابوري يقول
سمعت أبا سعيد الإدريسي يقول سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن سعيد النيسابوري الرجل
الصالح بسمرقند يقول كنا مع أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في بعض الطريق من
نيسابور وكان معنا أبو حاتم البستي وكان يسأله ويؤذيه فقال له محمد بن إسحاق بن
خزيمة يا بارد تنح عني لا تؤذني أو كلمة نحوها فكتب أبو حاتم مقالته فقيل له تكتب
هذا فقال نعم أكتب كل شيء يقوله أخبرني الخطيب أبو الحسن السديدي مشافهة بمرو قال
أخبرني أبو سعد إذنا أخبرنا أبو علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي إجازة سمعت
والدي سمعت الحاكم أبا عبد الله يقول سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ وذكر كتاب
المجروحين لأبي حاتم البستي فقال كان لعمر بن سعيد بن سنان المنبجي ابن رحل في طلب
الحديث وأدرك هؤلاء الشيوخ وهذا تصنيفه وأساء القول في أبي حاتم قال الحاكم أبو
حاتم كبير في العلوم وكان يحسد لفضله وتقدمه ونقلت من خط صديقنا الإمام الحافظ أبي
نصر عبد الرحيم بن النفيس بن هبة الله بن وهبان السلمي الحديثي وذكر أنه نقله من
خط أبي الفضل أحمد بن علي بن عمرو السليماني البيكندي الحافظ من كتاب شيوخه وكان
قد ذكر فيه ألف شيخ في باب الكذابين قال وأبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد البستي
قدم علينا من سمرقند سنة 033 أو 923 فقال لي أبو حاتم سهل ابن السري الحافظ لا
تكتب عنه فإنه كذاب وقد صنف لأبي الطيب المصعبي كتابا في القرامطة حتى قلده قضاء
سمرقند فلما أخبر أهل سمرقند بذلك أرادوا أن يقتلوه فهرب ودخل بخارى وأقام دلالا
في البزازين حتى اشترى له ثيابا بخمسة آلاف درهم إلى شهرين وهرب في الليل وذهب
بأموال الناس قال وسمعت السليمان الحافظ بنيسابور قال لي كتبت عن أبي حاتم البستي
فقلت نعم فقال إياك أن تروي عنه فإنه جاءني فكتب مصنفاتي وروى عن مشايخي ثم إنه
خرج إلى سجستان بكتابه في القرامطة إلى ابن بابو حتى قبله وقلده أعمال سجستان فمات
به قال السليماني فرأيت وجهه وجه الكذابين وكلامه كلام الكذابين وكان يقول يا بني
اكتب أبو حاتم محمد بن حبان البستي إمام الأئمة حتى كتبت بين يديه ثم محوته قال
أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق القراب سمعت أحمد ابن محمد بن صالح السجستاني يقول
توفي أبو حاتم محمد بن أحمد بن حبان سنة 453 وعن شيخنا أبي القاسم الحرستاني عن
أبي القاسم الشحامي عن أبي عثمان سعيد بن محمد البحتري سمعت محمد بن عبد الله
الضبي يقول توفي أبو حاتم البستي ليلة الجمعة لثماني ليال بقين من شوال سنة 453
ودفن بعد صلاة الجمعة في الصفة التي ابتناها بمدينة بست بقرب داره وذكر أبو عبد
الله الغنجار الحافظ في تاريخ بخارى أنه مات بسجستان سنة 453 وقبره ببست معروف
يزار إلى الآن فإن لم يكن نقل من سجستان إليها بعد الموت وإلا فالصواب أنه مات
ببست
بسترة بالفتح وهي مدينة ويقال بستيرة
بستيغ بكسر التاء المثناة وياء ساكنة والغين معجمة قرية من قرى نيسابور ينسب إليها
أبو سعد شبيب بن أحمد بن محمد بن خشنام البستيغي روى عنه الأمير أبو نصر بن ماكولا
وكان كراميا غاليا وسمع الحديث ورواه وكان مولده سنة 393
وقال عبد الغافر
الفارسي روى عن أبي نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفراييني وأبي الحسن محمد بن
الحسين بن داود العلوي توفي سنة نيف وستين وأربعمائة وأخوه أبو الحسن علي بن أحمد
البستيغي حدث عن أبي طاهر محمد بن محمد بن محسن الزيادي حدث عنه عبد الغافرين وقال
إسماعيل الفارسي كان شيخا معروفا صالحا معتمدا سمع الحديث غالبا وهو من جملة
الأمناء مات في المحرم سنة 884
البسراط بكسر أوله بلد التماسيح بمصر قرب دمياط من كورة الدقهلية
بسر بالضم اسم قرية من أعمال حوران من أراضي دمشق بموضع يقال له اللحا وهو صعب
المسلك إلى جنب زرة التي تسميها العامة زرع ويقال إن بهذه القرية قبر اليسع النبي
عليه السلام وينسب إليها أبو عبيد محمد بن حسان البسري الحساني الزاهد له كلام في
الطريقة وكرامات حدث عن سعيد بن منصور الخراساني وعبد الغفار بن نجيح وآدم بن أبي
إياس وأبي صفوان القاسم بن يزيد بن عوانة الكلابي وذكر ابن نافع الأرسوفي وعمرو بن
عبد الله بن صفوان والد أبي زرعة وذكر غيره وروى عنه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد
الملك بن مروان الدمشقي ومحمد بن عثمان الأذرعي وأبو بكر محمد بن عمار الأسدي وأبو
زرعة عبد الرحمن بن واصل الحاجب وابناه عبيد ونجيب وغيرهم وابنه نجيب ابن أبي عبيد
البسري حكى عن أبيه روى عنه أبو بكر الهلالي وأبو العباس أحمد بن معز الصوري
الجلودي وأبو زرعة الحسيني ومعاذ بن أحمد الصوري وأبو بكر محمد بن منصور بن بطيش
الغساني وأبو بكر بن معمر الطبراني وحدث عن أبيه بكتاب قوام الإسلام وبكتاب الطبيب
ذكره ابن ماكولا في كتاب نجيب ومحمد بن منصور بن بطيش أبو بكر الغساني البسري من
أهل قرية بسر من حوران قدم دمشق وحدث بها عن نجيب بن أبي عبيد كتب عنه أبو الحسين
الرازي
بسرفوث حصن من أعمال حلب في جبال بني عليم له ذكر في فتوح الملك العادل نور الدين
محمود بن زنكي وقد خرب وهو الآن قرية وهو بالتحريك وسكون الراء وضم الفاء وسكون
الواو والثاء المثلثة
البسرة بسكون السين من مياه بين عقيل بنجد بالأعراف أعراف غمرة فإذا شرب الإنسان
من مائها شيئا لم يرو حتى يرسل ذنبه وليست ملحة جدا ولكنها غليظة قال أبو زياد
الكلابي وأخبرني غير واحد أنهم يردونها فيستقبل أحدهم فرغ الدلو فلا يروى حتى يرسل
ذنبه ولا يملكه أي أنها تسهل البطن قال وهي وهط من عرفط والوهط جماعة العرفط وهو
محتضر لحياضها قريبا وتشربه الإبل والماشية فلا يضرها ولا يغيرها فوردها قوم وهم
لا يدركون كنه مائها وهم عطاش فوقعوا في الماء يسقون ويشربون فنزل بهم أمر عظيم
فجعلوا يشربون ولا يقر في بطونهم فظلوا بيوم لم يظلوا بيوم مثله قط ثم راحوا
واستقوا منها في أسقيتهم فقال أحدهم حين راحوا أسوق عيرا تحمل المشيا ماء من
البسرة أحوزيا تعجل ذا القباضة الوحيا أن يرفع المبرز عنه شيا
المشي والمشو
الدواء الذي يسهل
والأحوزي السريع
وأهل ذلك الماء من أصح بني عقيل وأحسنهم أجساما وقد مرنوا عليه مرونا إلا أن أحدهم
إذا فقده أياما ثم عاد إليه فشرب منه أرسل ذنبه مرة وأهل هذا الماء بنو عبادة بن
عقيل رهط ليلى الأخيلية
بس بالضم والتشديد جبل في بلاد محارب بن خصفة وقيل بس ماء لغطفان وقيل بس موضع في
أرض بني جشم ونصر ابني معاوية بن بكر
و بس أيضا بيت بنته غطفان مضاهأة للكعبة وقيل اسمه بساء وقيل بس جبل قريب من ذات
عرق قال الغوري بس موضع كثير النخل وأنشد للعاهان بنون وهجمة كأشاء بس صفايا كنة
الآبار كوم وقيل بس أرض لبني نصر بن معاوية وقال فيها رجل من بني سعد بن بكر أبت
صحف الغرقي أن تقرب اللوى وأجراع بس وهي عم خصيبها أرى إبلي بعد اشتمات ورتعة ترجع
سجعا آخر الليل نيبها وإن تهبطي من أرض مصر لغائط لها بهرة بيضاء ريا قليبها وإن
تسمعي صوت المكاكي بالضحى بغيناء من نجد يساميك طيبها الغرقي رجل كان على الصدقات
والاشتمات أول السمن وإبل مشتمتة إذا كانت كذلك
والبهرة مكان في الوادي دمث ليس بجرل أي ليس فيه حجارة ولا دمث
والغيناء الروضة الملتفة وقال الحصين بن الحمام المري في ذلك فإن دياركم بجنوب بس
إلى ثقف إلى ذات العظوم بسطام بالكسر ثم السكون بلدة كبيرة بقومس على جادة الطريق
إلى نيسابور بعد دامغان بمرحلتين قال مسعر بن مهلهل بصطام قرية كبيرة شبيهة بالمدينة
الصغيرة منها أبو يزيد البسطامي الزاهد وبها تفاح حسن الصبغ مشرق اللون يحمل إلى
العراق يعرف بالبسطامي وبها خاصيتان عجيبتان إحداهما أنه لم ير بها عاشق من أهلها
قط ومتى دخلها إنسان في قلبه هوى وشرب من مائها زال العشق عنه والأخرى أنه لم ير
بها رمد قط ولها ماء مر ينفع إذا شرب منه على الريق من البخر وإذا احتقن به أبرأ
البواسير الباطنة وتنقطع بها رائحة العود ولو أنه من أجود الهندي وتذكو بها رائحة
المسك والعنبر وسائر أصناف الطيب إلا العود وبها حيات صغار وثابات وذباب كثير مؤذ
وعلى تلك بإزائها قصر مفرط السعة على السور كثير الأبنية والمقاصير ويقال إنه من
بناء سابور ذي الأكتاف ودجاجها لا يأكل العذرة قلت أنا وقد رأيت بسطام هذه وهي
مدينة كبيرة ذات أسواق إلا أن أبنيتها مقتصدة ليست من أبنية الأغنياء وهي في فضاء
من الأرض وبالقرب منها جبال عظام مشرفة عليها ولها نهر كبيرة جار ورأيت قبر أبي
يزيد البسطامي رحمه الله في وسط البلد في طرف السوق وهو أبو يزيد طيفور بن عيسى بن
شروسان الزاهد البسطامي ومنها أبو يزيد طيفور بن عيسى بن آدم بن عيسى ابن علي
الزاهد البسطامي الأصغر ومن المتأخرين
أحمد بن الحسن بن
محمد الشعيري أبو المظفر بن أبي العباس البسطامي المعروف بالكافي سبط أبي الفضل
محمد ابن علي بن أحمد بن الحسين بن سهل السهلكي البسطامي سمع جده لأمه وأجاز لأبي
سعد ومات في حدود سنة 035 وكان عمر أنفذ إلى الري وقومس نعيم بن مقرن وعلى مقدمته
سويد بن مقرن وعلى مجنبته عييينة بن النحاس وذلك في سنة 91 أو 81 فلم يقم له أحد
وصالحهم وكتب لهم كتابا وقال أبو نجيد فنحن لعمري غير شك قرارنا أحق وأملى بالحروب
وأنجب أذا ما دعا داعي الصباح أجابه فوارس منا كل يوم مجرب ويوم ببسطام العريضة إذ
حوت شددنا لهم أوزارنا بالتلبب ونقلبها زورا كأن صدورها من الطعن تطلى بالسنى
المتخضب بسطة بالفتح مدينة بالأندلس من أعمال جيان ينسب إليها المصلبات البسطية
و بسطة أيضا بمصر كورة من أسفل الأرض يقال لها بسطة وبعضهم يقول بسطة بالضم
بسفرجان بضم الفاء وسكون الراء وجيم وألف ونون كورة بأرض أران ومدينتها النشوى وهي
نقجوان عمر ذلك كله أنو شروان حيث عمر باب الأبواب وقد عدوه في أرمينية الثالثة
بسكاس من قرى بخارى منها أبو أحمد نبهان بن إسحاق بن مقداس البسكاسي البخاري سمع
الربيع ابن سليمان توفي سنة 013
بسكاير بعد الألف ياء وراء من قرى بخارى منها أبو المشهر أحمد بن علي بن طاهر بن
محمد بن طاهر بن عبد الله من ولد يزدجرد بن بهرام البسكايري كان أديبا فاضلا رحل
إلى خراسان والعراق والحجاز وسمع الحديث ولم تكن أصوله صحيحة روى عن أبي الحسن
محمد بن أحمد بن رزق البزاز وغيره
البسكت بالكسر والتاء فوقها نقطتان بلدة من بلاد الشاش خرج منها جماعة من العلماء
منهم أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن سعيد بن النجم بن ولاثة البسكتي الشاشي كانت
وفاته بعد الأربعمائة
بسكرة بكسر الكاف وراء بلدة بالمغرب من نواحي الزاب بينها وبين قلعة بني كماد
مرحلتان فيها نخل وشجر وقسب جيد بينها وبين طبنة مرحلة كذا ضبطها الحازمي وغيره
يقول بسكرة بفتح أوله وكافه قال وهي مدينة مسورة ذات أسواق وحمامات وأهلها علماء
على مذهب أهل المدينة وبها جبل ملح يقطع منه كالصخر الجليل وتعرف ببسكرة النخيل
قال أحمد بن محمد المروذي ثم أتى بسكرة النخيل قد اغتدى في زية الجميل وإليها ينسب
أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سوادة بن مكناس بن وربليس ابن
هديد بن جمح بن حيان بن مستملح بن عكرمة بن خالد وهو أبو ذؤيب الهذلي ابن خويلد
البسكري سافر إلى بلاد الشرق وسمع أبا نعيم الأصبهاني وجماعة من الخراسانيين وكان
يفهم الكلام والنحو وله اختيار في القراءة وكان يدرس النحو
بسل بالتحريك ولام
واد من أودية الطائف أعلاه لفهم وأسفله لنصر بن معاوية بينه وبين لية بلد يقال له
جلذان يسكنه بنو نصر بن معاوية وعن أبي محمد بن الأسود بسل بسكون السين وضبطه
بعضهم بالنون وذكر في موضعه
بسلة بسكون السين رباط يرابط به المسلمون
بسوسا موضع قرب الكوفة نزله مهران أيام الفتوح فسأل المثنى بن حارثة رجلا من أهل
السواد ما يقال للبقعة التي فيها مهران وعسكره فقال بسوسا فقال المثنى أكدى مهران
وهلك نزل منزلا هو البسوس
بسومة بتخفيف السين ناحية بين الموصل وبلد يجلب منها حجارة الأرحاء العظام عن نصر
بسوى بالفتح ثم السكون وفتح الواو والقصر بليدة في أوائل أذربيجان بين أشنو ومراغة
قرب خان خاصبك رأيتها أكثر أهلها حرامية
بسيان بالضم قال الأصمعي بس وبسيان جبلان في أرض بني جشم ونصر ابني معاوية بن بكر
بن هوازن قال ذو الرمة سرت من منى جنح الظلام فأصبحت ببسيان أيديها مع الفجر تلمع
وحكى أبو بكر محمد بن موسى ثم وجدته في كتاب نصر أن بسيان موضع فيه برك وأنهار على
أحد وعشرين ميلا من الشبيكة بينها وبين وجرة وكانت بها وقعة مشهورة قال المساور بن
هند ونحن قتلنا ابني طمية بالعصا ونحن قتلنا يوم بسيان مسهرا وأنشد السكري عن أبي
محلم لسليمان بن عياش وكان لصا يقر بعيني أن أرى بين عصبة عراقية قد جز عنها
كنابها وأن أسمع الطراق يلقون رفقة مخيمة بالسبي ضاعت ركابها أتيح لها بالصحن بين
عنيزة وبسيان أطلاس جرود ثيابها ذئاب تعاوت من سليم وعامر وعبس وما يلقى هناك
ذيابها ألا بأبي أهل العراق وربحهم إذا فتشت بعد الطراد عيابها وقال امرؤ القيس
يصف سحابا على قطن بالشيم أيمن صوبه وأيسره على الستار فيذبل وألقى ببسيان مع
الليل بركه فأنزل منه العصم من كل منزل بسيطة بلفظ تصغير بسطة أرض في البادية بين
الشام والعراق حدها من جهة الشام ماء يقال له أمر ومن جهة القبلة موضع يقال له
قعبة العلم وهي أرض مستوية فيها حصى منقوش أحسن ما يكون وليس بها ماء ولا مرعى
أبعد أرض الله من السكان سلكها أبو الطيب المتنبي لما هرب من مصر إلى العراق فلما
توسطها قال بعض عبيده وقد رأى ثورا وحشيا هذه منارة الجامع وقال آخر منهم وقد رأى
نعامة وهذه نخلة فضحكوا فقال المتنبي بسيطة مهلا سقيت القطارا تركت عيون عبيدي
حيارى
فظنوا النعام عليك
النخيل وظنوا الصوار عليك المنارا فأمسك صحبي بأكوارهم وقد قصد الضحك منهم وجارا
وقال الراجز أأنت يا بسيطة التي التي تهيبتك في المقيل صحبتي وقال نصر بسيطة فلاة
بين أرض كلب وبلقين بقفا عفر أو أعفر وقيل على طريق طيء إلى الشام وقد جاء في
الشعر بسيطة وبسيط
البسيطة بفتح أوله وكسر ثانيه موضع في قول الأخطل يصف سحابا حيث يقول وعلا البسيطة
والشقيق بريق فالضوج بين روية وطحال قالوا البسيطة موضع بين الكوفة وحزن بين يربوع
وقيل أرض بين العذيب والقاع وهناك البيضة وهي من العذيب وقال عدي بن عمرو الطائي
لولا توقد ما ينفيه خطوهما على البسيطة لم تدركهما الحدق بسينة بعد الياء نون من
قرى مرو على فرسخين منها ينسب إليها أبو داود سليمان بن إياس البسيني المروزي رحل
إلى العراق وسمع الحديث
بسي بالضم ثم الفتح وتشديد الياء من جبال بني نصر والجمد أيضا
باب الباء والشين وما يليهما
بشاءة بالفتح وبعد الألف همزة بوزن جماعة موضع في شعر خالد بن زهير الهذلي رويدا
رويدا اشربوا ببشاءة إذا الجرف راحت ليلة بعذوب بشار بتشديد ثانيه نهر بشار
بالبصرة ينزع من الأبلة له ذكر في بعض الآثار
بشام بتخفيف ثانيه جبل بين اليمامة واليمن ذات البشام قال السكري واد من نبط من
بلاد هذيل قال الجموح وحاولت النكوص بهم فضاقت علي برحبها ذات البشام بشان بالضم
وآخره نون من قرى مرو منها إسحاق بن إبراهيم بن جرير البشاني كان شيخا صالحا توفي
قبل الثمانين والمائتين
بشائم بالفتح وبعد الألف ياء واد يصب في بشمى
و بشمى أيضا
واد أسفله لكنانة
بشبراط بالكسر والباء موحدة بعد الشين حصن بالأندلس من أعمال شنتبرية في غرب
الأندلس
بشبق بالفتح ثم السكون وباء موحدة وقاف وربما سموها بشبه والنسبة إليها بشبقي من
قرى مرو منها أبو الحسن علي بن محمد بن العباس بن أحمد بن علي البشبقي التعاويذي
كان شيخا مسنا تفقه في شبابه وكان يكتب التعاويذ سمع أبا القاسم محمود بن محمد بن
أحمد التميمي وأبا عبد الله محمد بن الفضل بن جعفر الخرقي وأبا الفضل محمد بن أحمد
بن أبي الحسن العارف النوقاني قال أبو سعد كتبت عنه وكانت ولادته سنة 354 بقرية
بشبق وتوفي بها يوم الأحد ثاني عشر شوال سنة 445
بشتان بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق وألف ونون من قرى نسف خرج منها جماعة
من العلماء منهم
بشر بن عمران البشتاني يروي عن مكي بن إبراهيم
بشت بالضم بلد بنواحي نيسابور قال أبو الحسن ابن زيد البيهقي سميت بذلك لأن بشتاسف
الملك أنشأها وهي كورة صبتها طريثيث وقيل سميت بذلك لأنها كالظهر لنيسابور والظهر
باللغة الفارسية يقال له بشت تشتمل على مائتين وست وعشرين قرية منها كندر التي
منها الوزير أبو نصر الكندري وزير طغرلبك السلجوقي كان قبل نظام الملك فقام نظام
الملك مقام الكندري وقد ذكرت وقد يقال لها أيضا بشت العرب لكثرة أدبائها وفضلائها
وقد ينسب إليها جماعة كثيرة في فنون من العلم منهم إسحاق بن إبراهيم بن نصر أبو يعقوب
البشتي سمع قتيبة بن سعيد وإبراهيم بن المستمر وأبا كريب محمد بن العلاء ومحمد بن
أبي عمرو ومحمد بن المصطفى وهشام بن عمرو وحميد بن مسعدة وإسحاق بن إبراهيم
الحنظلي ومحمد بن رافع وغيرهم روى عنه أبو جعفر محمد بن هانىء بن صالح وأبو الفضل
محمد بن إبراهيم الموصلي وجماعة من الخراسانيين وحسان بن مخلد البشتي سمع عبد الله
بن يزيد المقري وسعيد بن منصور ويحيى بن يحيى روى عنه جعفر بن محمد بن سوار
وإبراهيم بن محمد المروزي مات في شعبان سنة 952 وسعيد بن شاذان بن محمد النيسابوري
وهو سعيد بن أبي سعيد البشتي سمع محمد بن رافع وإسحاق بن منصور وحم بن نوح وعيسى
بن أحمد العسقلاني وغيرهم روى عنه أبو القاسم يعقوب وأبو سعيد بن أبي بكر بن أبي
عثمان موسى بن عبد الرحمن البشتي حدث عن الحسن بن علي الحلواني روى عنه بشر بن
أحمد الأسفراييني وإبو سعيد أحمد بن شاذان البشتي حدث عن الحسن ابن سفيان وأحمد بن
نصر الخفاف وابن أبي غيلان حدث عنه أبو سعد الإدريسي وأحمد بن الخليل بن أحمد
البشتي روى عن الليث بن محمد روى عنه أبو زكرياء يحيى بن محمد العنبري ومحمد بن
يحيى ابن سعيد البشتي أبو بكر المؤدب حدث عن عبد الله ابن الحارث الصنعاني روى عنه
الحاكم أبو عبد الله ومحمد بن إبراهيم بن عبد الله أبو سعيد البشتي حدث عن محمد بن
المؤمل ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم أبو صالح البشتي النيسابوري كان كثير الصلاة
والعبادة سمع إبا زكرياء النيسابوري وأبا بكر الحيري مات بأصبهان سنة 384 وأبو علي
الحسن بن علي بن العلاء ابن عبدويه البشتي روى عن أبي طاهر محمد بن محمد بن محمش
وغيره وعبيد الله بن محمد بن نافع البشتي الزاهد وأحمد بن محمد البشتي الخارزنجي
اللغوي ذكرته في كتاب الأدباء وغيرهم
و بشت أيضا من قرى باذغيس من نواحي هراة منها أحمد ابن صاحب البشتي حدث عن أبي عبد
الله المحاملي روى عنه أبو سعد الماليني وأخوه محمد بن صاحب البشتي الباذغيسي
بشترى بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة والقصر مدينة بإفريقية
بشتنقان بالضم ثم السكون وفتح التاء المثناة وكسر النون وقاف من قرى نيسابور وأحد
متنزهاتها بينهما فرسخ منها أبو يعقوب إسماعيل ابن قتيبة بن عبد الرحمن السلمي
الزاهد البشتقاني سمع أحمد بن حنبل وغيره ومات في رجب سنة 482 بقريته وبهذه القرية
كانت وقعة يحيى بن زيد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب وعمرو بن زرارة والي
نيسابور من قبل نصر بن سيار وأظن أبا نصر
إسماعيل بن حماد
الجوهري إياها أراد بقوله وأسقط النون فقال يا ضائع العمر بالأماني أما ترى رونق
الزمان فقم بنا يا أخا الملاهي نخرج إلى نهر بشتقان لعلنا نجتبي سرورا حيث جنى
الجنتين دان كأننا والقصور فيها بحافتي كوثر الجنان والطير فوق الغصون تحكي بحسن
أصواتها الأغاني وراسل الورق عندليب كالزير والبم والمثاني وبركة حولها أناخت عشر
من الدلب واثنتان فرصتك اليوم فاغتنمها فكل وقت سواه فان بشتنفروش بالضم ثم السكون
وفتح التاء المثناة وسكون النون وضم الفاء والراء وسكون الواو وشين أخرى ويقال
بشتفروش بغير نون كورة من أعمال نيسابور أحدثها بشتاسف الملك بها مائة وست وعشرون
قرية ذكرها البيهقي
بشتن بالفتح وتشديد النون من قرى قرطبة بالأندلس ينسب إليها هشام بن محمد بن عثمان
البشتني من آل الوزير أبي الحسن جعفر بن عثمان المصحفي يروي حكاية عن الوزير أحمد
بن سعيد بن حزم رواها عنه أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الطاهري
بشتير بالضم والتاء المثناة المكسورة وياء ساكنة موضع في بلاد جيلان ينسب إليه
الشيخ الزاهد الصالح عبد القادر بن أبي صالح الحنبلي البشتيري قدم بغداد وتفقه على
أبي سعد المخرمي في مدرسته بباب الأزج فلما مات قام عبد القادر ووسع المدرسة وكان
قد أظهر من النسك والورع ما ينفق به على عامة بغداد وخواصها نفاقا عظيما وكان يعظ
الناس ثم مات في ثامن عشر ربيع الأول سنة 561 ودفن بمدرسته ولم يخرج منها خوفا من
فتنة تجري وكان مولده سنة 074 عن إحدى وتسعين سنة
البشر بكسر أوله ثم السكون وهو في الأصل حسن الملقى وطلاقة الوجه وهو اسم جبل يمتد
من عرض إلى الفرات من أرض الشام من جهة البادية وفيه أربعة معادن معدان القار
والمغرة والطين الذي يعمل منه البواتق التي يسبك فيها الحديد والرمل الذي في حلب
يعمل منه الزجاج وهو رمل أبيض كالاسفيداج وهو من منازل بني تغلب بن وائل قال عبيد
الله بن قيس الرقيات أضحت رقية دونها البشر فالرقة السوداء فالغمر بل ليت شعري كيف
مر بها وبأهلها الأيام والدهر قال أبو المنذر هشام سمي بالبشر بن هلال بن عقبة رجل
من النمر بن قاسط وكان خفيرا لفارس قتله خالد بن الوليد في طريقه إلى الشام وكان
من حديث ذلك أن خالد بن الوليد لما وقع بالفرس بأرض العراق وكاتبه أبو بكر بالمسير
إلى الشام نجدة لأبي عبيدة سار إلى عين التمر فتجمعت قبائل من ربيعة نصارى
لحرب خالد ومنعه من
النفوذ وكان الرئيس عليهم عقة بن أبي عقة قيس بن البشر بن هلال بن البشر بن قيس بن
زهير بن عقة بن جشم بن هلال بن ربيعة بن زيد مناة بن عوف بن سعد بن الخزرج بن تيم
الله بن النمر بن قاسط فأوقع بهم خالد وأسر عقة وقتله وصلبه فغضبت له ربيعة وتجمعت
إلى الهذيل بن عمران فنهاهم حرقوص بن النعمان عن مكاشفته فعصوه فرجع إلى أهله وهو
يقول ألا يا اسقياني قبل جيش أبي بكر لعل منايانا قريب ولا ندري ألا يا اسقياني
بالزجاج وكررا علينا كميت اللون صافية تجري أظن خيول المسلمين وخالدا ستطرقكم عند
الصباح على البشر فهل لكم بالسير قبل قتالهم وقبل خروج المعصرات من الخدر أريني
سلاحي يا أميمة إنني أخاف بيات القوم أو مطلع الفجر فيقال إن خالدا طرقهم وأعجلهم
عن أخذ السلاح وضرب عنق حرقوص فوقع رأسه في جفنة الخمر والله أعلم
وكان بنو تغلب قد قتلت عمير بن الحباب السلمي فاتفق أن قدم الأخطل على عبد الملك
بن مروان والجحاف بن حكيم السلمي جالس عنده فأنشده ألا سائل الجحاف هل هو ثائر
بقتلى أصيبت من سليم وعامر فخرج الجحاف مغضبا يجر مطرفه فقال عبد الملك للأخطل
ويحك أغضبته وأخلق به أن يجلب عليك وعلى قومك شرا
فكتب الجحاف عهدا لنفسه من عبد الملك ودعا قومه للخروج معه فلما حصل بالبشر قال
لقومه قصتي كذا فقاتلوا عن أحسابكم أو موتوا
فأغاروا على بني تغلب بالبشر وقتلوا منهم مقتلة عظيمة ثم قال الجحاف يجيب الأخطل
أيا مالك هل لمتني إذ حضضتني على الثأر أم هل لامني فيك لائمي متى تدعني أخرى أجبك
بمثلها وأنت امرؤ بالحق لست بقائم فقدم الأخطل على عبد الملك فلما مثل بين يديه
أنشأ يقول لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة إلى الله منها المشتكى والمعول فإن لم
تغيرها قريش بعدلها يكن عن قريش مستماز ومرحل فقال له عبد الملك إلى أين يا ابن
النصرانية فقال إلى النار فتبسم عبد الملك وقال أولى لك لو قلت غير ذلك لقتلتك
و البشر أيضا جبل في أطراف نجد من جهة الشام قال عطارد بن قران أحد اللصوص ولما
رأيت البشر أعرض وانثنت لأعرافهم من دون نجد مناكب كتمت الهوى من رهبة أن يلومني
رفيقاي وانهلت دموع سواكب وفي القلب من أروى هوى كلما نأت وقد جعلت دارا بأروى
تجانب وكان الصمة بن عبد الله القشيري يهوى ابنة عمه فتماكس أبوه وعمه في المهر
ولج كل واحد منهما فتركها الصمة وانصرف إلى الشام وكتب نفسه في
الجند وقال ألا يا
خليلي اللذين تواصيا بلومي إلا أن أطيع وأتبعا قفا ودعا نجدا ومن حل بالحمى وقل
لنجد عندنا أن تودعا ولما رأيت البشر قد حال دونها وحالت بنات الشوق يحنن نزعا
تلفت نحو الحي حتى وجدتني وجعت من الإصغاء ليتا وأخدعا وأذكر أيام الحمى ثم أنثني
على كبدي من خشية أن تصدعا وليست عشيات الحمى برواجع عليك ولكن خل عينيك تدمعا
وقال عبد الله بن الصمة ولما رأينا قلة البشر أعرضت لنا وطوال الرمل غيبها البعد
وأعرض ركن من سواج كأنه لعينيك في آل الضحى فرس ورد أصاب سقيم القلب تتييم ما به
فخر ولم يملك أخو القوة الجلد البشرود بالتحريك وضم الراء وسكون الواو والدال
مهملة كورة من كور بطن الريف بمصر من كور أسفل الأرض
بشرى بوزن حبلى اسم قرية
بشكان بالكسر من قرى هراة منها القاضي أبو سعد محمد بن نصر بن منصور الهروي
البشكاني كان فقيها اتصل بدار الخلافة وصار رسولا إلى ملوك الأطراف وولي قضاء عدة
ممالك ثم قتل بجامع همذان في شعبان سنة 815 وقد روى الحديث
بشكلار بالضم قال خلف بن عبد الملك بن بشكوال عبد الله بن محمد بن سعيد الأموي
يعرف بالبشكلاري وهي من قرى جيان سكن قرطبة يكنى أبا محمد روى عن الأصيلي وجماعة
سواه ومات بقرطبة في شهر رمضان سنة 461 ومولده سنة 773 وكان شافعي المذهب
بشلاو بالفتح والواو معربة قرية قبالة قوص في غربي النيل من أعلى الصعيد
بشمى بالتحريك والقصر بوزن جمزى واد بتهامة يصب إليه بشائم واد أيضا
قال ابن الأعرابي بشمى يروى بالشين والسين واد يصب في عسفان أو أمج وله نظائر خمس
ذكرت في قلهى
بشم بالفتح وسكون الشين موضع بين الري وطبرستان شديد البرد قد بني على كل صيحة كن
يلجأ إليه يسمى جانبوذه
و بشم أيضا موضع ببلاد هذيل قال أبو المورق الهذلي وكنت إذا سلكت نجاد بشم رأيت
على مراقبها الذئابا البشمور بالضم كورة بمصر قرب دمياط وفيها قرى وريف وغياض
وفيها كباش ليس في الدنيا مثلها عظما وحسنا وعظم الأليات وذلك أن الكبش لا يستطيع
حمل أليته فيعمل له عجلة تحمل عليها أليته وتشد تلك العجلة بحبل إلى عنقه فيظل
يرعى وهو يجر العجلة التي تحمل أليته وهي ألية فيها طول تشبه أليات الكباش الكردية
فإذا نزعت
العجلة أو انقطعت
وسقطت أليته على الأرض ربض الكبش ولم يمكنه القيام لثقلها فإذا كان أيام السفاد
رفع الراعي ألية الأنثى حتى يضربها الفحل ضربة خفيفة ولا يوجد هذا النوع من الضأن
في موضع آخر في الدنيا أخبرني بذلك جماعة من أهل مصر والبشمور باتفاق لم يختلفوا
في شيء منه
بشواذق بالضم والذال المعجمة وقاف قرية بأعلى مرو على خمسة فراسخ كان فيها جماعة
من العلماء منهم سلمة بن بشار البشواذقي أخو القاضي محمد بن بشار وغيرهما
بشيت بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وتاء فوقها نقطتان من قرى فلسطين بظاهر الرملة
منها أبو القاسم خلف بن هبة الله بن قاسم بن سماح البشيتي المكي مات سنة 463 بمكة
وابنه أبو علي الحسن ابن خلف روى عن أبيه خلف عن أبي محمد الحسن ابن أحمد بن فراس
العقبسي كتب عنه السلفي بمكة وأبو بكر محمد بن منصور السمعاني ومحمد بن أبي بكر
السبخي في محرم سنة 894
بشير بالراء جبل أحمر من جبال سلمى أحد جبلي طيء وقلعة بشير من قلاع البشنوية
الأكراد من نواحي الزوزان
بشيلة باللام قرية من قرى نهر عيسى بينها وبين بغداد نحو أربعة أميال أو خمسة
رأيتها غير مرة منها الشيخ محمد البشيلي شيخ صالح صحب الشيخ عبد القادر الجيلي
وكان يتبرك به ويحسن الظن فيه وكا ن حسن السمت جميل الطريقة مات في شعبان سنة 495
و بشيلة أيضا من أقاليم أكشونية بالأندلس
بشنى بالنون من قرى بغداد قال شجاع بن فارس الذهلي قال لنا أبو البركات بن أبي
الضوء العلوي كنت في قرية يقال لها بشينى وبها أبو محمد الباقر وهناك ناعورتان
للزروع فقال فيهما وأنا حاضر أناعورتي شطي بشينة إنني نظيركما في الوجد والهيمان
أنينكما يحكي أنيني وعبرتي كمائكما من شدة الجريان فلا زلتما في ظل عيش يمده أمان
من التفريق والحدثان قال الشريف أبو البركات فعملت أنا في الحال بشينى بها
ناعورتان كلاهما تسح بدمع دائم الهملان مخافة دهر أن يصيب بعينه لإحداهما يوما
فيفترقان باب الباء والصاد وما يليهما بصاق بالضم موضع قريب من مكة ويقال بساق
بالسين أيضا وقد ذكر في تفسير شعر كثير عزة حيث قال فيا طول ما شوقي إذا حال بيننا
بصاق ومن أعلام صندد منكب كأن لم يؤالف حج عزة حجنا ولم يلق ركبا بالمحصب أركب إن
بصاق جبل قرب أيلة فيه نقب
البصر بوزن الجرذ قال السكري هي جرعات من أسفل واد بأعلى الشيحة من بلاد الحزن في
قول جرير حيث قال
إن الفؤاد مع الظعن
التي بكرت من ذي طلوح وحالت دونها البصر البصرة وهما بصرتان العظمى بالعراق وأخرى
بالمغرب وأنا أبدأ أولا بالعظمى التي بالعراق وأما البصرتان فالكوفة والبصرة قال
المنجمون البصرة طولها أربع وسبعون درجة وعرضها إحدى وثلاثون درجة وهي في الإقليم
الثالث قال ابن الأنباري البصرة في كلام العرب الأرض الغليظة وقال قطرب البصرة الأرض
الغليظة التي فيها حجارة تقلع وتقطع حوافر الدواب قال ويقال بصرة للأرض الغليظة
وقال غيره البصرة حجارة رخوة فيها بياض وقال ابن الأعرابي البصرة حجارة صلاب قال
وإنما سميت بصرة لغلظها وشدتها كما تقول ثوب ذو بصر وسقاء ذو بصر إذا كان شديدا
جيدا قال ورأيت في تلك الحجارة في أعلى المربد بيضا صلابا وذكر الشرقي بن القطامي
أن المسلمين حين وافوا مكان البصرة للنزول بها نظروا إليها من بعيد وأبصروا الحصى
عليها فقالوا إن هذه أرض بصرة يعنون حصبة فسميت بذلك وذكر بعض المغاربة أن البصرة
الطين العلك وقيل الأرض الطيبة الحمراء وذكر أحمد بن محمد الهمداني حكاية عن محمد
بن شرحبيل بن حسنة أنه قال إنما سميت البصرة لأن فيها حجارة سوداء صلبة وهي البصرة
وأنشد لخفاف بن ندبة إن تك جلمود بصر لا أؤبسه أوقد عليه فأحميه فينصدع وقال
الطرماح بن حكيم مؤلفة تهوي جميعا كما هوى من النيق فوق البصرة المتطحطح وهذان
البيتان يدلان على الصلابة لا الرخاوة وقال حمزة بن الحسن الأصبهاني سمعت موبذ بن
اسوهشت يقول البصرة تعريب بس راه لأنها كانت ذات طرق كثيرة انشعبت منها إلى أماكن
مختلفة وقال قوم البصر والبصر الكذان وهي الحجارة التي ليست بصلبة سميت بها البصرة
كانت ببقعتها عند اختطاطها واحده بصرة وبصرة وقال الأزهري البصر الحجارة إلى
البياض بالكسر فإذا جاؤوا بالهاء قالوا بصرة وأنشد بيت خفاف إن كنت جلمود بصر وأما
النسب إليها فقال بعض أهل اللغة إنما قيل في النسب إليها بصري بكسر الباء لإسقاط
الهاء فوجوب كسر الباء في البصري مما غير في النسب كما قيل في النسب إلى اليمن
يمان وإلى تهامة تهام وإلى الري رازي وما أشبه ذلك من المغير وأما فتحها وتمصيرها
فقد روى أهل الأثر عن نافع بن الحارث بن كلدة الثقفي وغيره أن عمر بن الخطاب أراد
أن يتخذ للمسلمين مصرا وكان المسلمون قد غزوا من قبل البحرين توج ونوبندجان وطاسان
فلما فتحوها كتبوا إليه إنا وجدنا بطاسان مكانا لا بأس به
فكتب إليهم إن بيني وبينكم دجلة لا حاجة في شيء بيني وبينه دجلة أن تتخذوه مصرا
ثم قدم عليه رجل من بني سدوس يقال له ثابت فقال يا أمير المؤمنين إني مررت بمكان
دون دجلة فيه قصر وفيه مسالح للعجم يقال له الخريبة ويسمى أيضا البصيرة بينه وبين
دجلة أربعة فراسخ له خليج بحري فيه الماء إلى أجمة قصب فأعجب ذلك عمر وكانت قد
جاءته أخبار الفتوح من ناحية الحيرة وكان سويد ابن قطبة الذهلي وبعضهم يقول قطبة
بن قتادة يغير في ناحية الخريبة من البصرة على العجم كما كان
المثنى بن حارثة
يغير بناحية الحيرة فلما قدم خالد ابن الوليد البصرة من اليمامة والبحرين مجتازا
ألى الكوفة بالحيرة سنة اثنتي عشرة أعانه على حرب من هنالك وخلف سويدا ويقال إن
خالدا لم يرحل من البصرة حتى فتح الخريبة وكانت مسلحة للأعاجم وقتل وسبى وخلف بها
رجلا من بني سعد بن بكر بن هوازن يقال له شريح بن عامر ويقال إنه أتى نهر المراة
ففتح القصر صلحا
وكان الواقدي ينكر أن خالدا مر بالبصرة ويقول إنه حين فرغ من أمر اليمامة والبحرين
قدم المدينة ثم سار منها إلى العراق على طريق فيد والثعلبية والله أعلم
ولما بلغ عمر بن الخطاب خبر سويد بن قطبة وما يصنع بالبصرة رأى أن يوليها رجلا من
قبله فولاها عتبة بن غزوان بن جابر بن وهيب بن نسيب أحد بني مازن بن منصور بن
عكرمة بن خصفة حليف بني نوفل بن عبد مناف وكان من المهاجرين الأولين أقبل في
أربعين رجلا منهم نافع بن الحارث بن كلدة الثقفي وأبو بكرة وزياد ابن أبيه وأخت
لهم وقال له عمر إن الحيرة قد فتحت فأت أنت ناحية البصرة وأشغل من هناك من أهل
فارس والأهواز وميسان عن إمداد إخوانهم
فأتاها عتبة وانضم إليه سويد بن قطبة فيمن معه من بكر بن وائل وتميم
قال نافع بن الحارث فلما أبصرتنا الديادبة خرجوا هرابا وجئنا القصر فنزلناه فقال
عتبة ارتادوا لنا شيئا نأكله
قال فدخلنا الأجمة فإذا زنبيلان في أحدهما تمر وفي الآخر أرز بقشره فجذبناهما حتى
أدنيناهما من القصر وأخرجنا ما فيهما فقال عتبة هذا سم أعده لكم العدو يعني الأرز
فلا تقربنه فأخرجنا التمر وجعلنا نأكل منه فإننا لكذلك إذا بفرس قد قطع قياده وأتى
ذلك الأرز يأكل منه فلقد رأينا أن نسعى بشفارنا نريد ذبحه قبل أن يموت فقال صاحبه
امسكوا عنه أحرسه الليلة فإن أحسست بموته ذبحته
فلما أصبحنا إذا الفرس يروث لا بأس عليه فقالت أختي يا أخي إني سمعت أبي يقول إن
السم لا يضر إذا نضج فأخذت من الأرز توقد تحته ثم نادت إلا إنه يتفصى من حبيبة
حمراء ثم قالت قد جعلت تكون بيضاء فما زالت تطبخه حتى انماط قشره فألقيناه في
الجفنة فقال عتبة اذكروا اسم الله عليه وكلوه فأكلوا منه فإذا هو طيب قال فجعلنا
بعد نميط عنه قشرة ونطبخه فلقد رأيتني بعد ذلك وأنا أعده لولدي ثم قال إنا التأمنا
فبلغنا ستمائة رجل وست نسوة إحداهن أختي وأمد عمر عتبة بهرثمة بن عرفجة وكان
بالبحرين فشهد بعض هذه الحروب ثم سار إلى الموصل قال وبنى المسلمون بالبصرة سبع
دساكر اثنتان بالخريبة واثنتان بالزابوقة وثلاث في موضع دار الأزد اليوم وفي غير
هذه الرواية أنهم بنوها بلبن في الخريبة اثنتان وفي الأزد اثنتان وفي الزابوقة
واحدة وفي بني تميم اثنتان ففرق أصحابه فيها ونزل هو الخريبة
قال نافع ولما بلغنا ستمائة قلنا ألا نسير إلى الأبلة فإنها مدينة حصينة فسرنا
إليها ومعنا العنز وهي جمع عنزة وهي أطول من العصا وأقصر من الرمح وفي رأسها زج
وسيوفنا وجعلنا للنساء رايات على قصب وأمرناهن أن يثرن التراب وراءنا حين يرون أنا
قد دنونا من المدينة فلما دنونا منها صففنا أصحابنا قال وفيها ديادبتهم وقد أعدوا
السفن في دجلة فخرجوا إلينا في الحديد مسومين لا نرى منهم إلا الحدق قال فوالله ما
خرج أحدهم حتى رجع بعضهم إلى
بعض قتلا وكان
الأكثر قد قتل بعضهم بعضا ونزلوا السفن وعبروا إلى الجانب الآخر وانتهى إلينا
النساء وقد فتح الله علينا ودخلنا المدينة وحوينا متاعهم وأموالهم وسألناهم ما الذي
هزمكم من غير قتال فقالوا عرفتنا الديادبة أن كمينا لكم قد ظهر وعلا رهجه يريدون
النساء في إثارتهن التراب
وذكر البلاذري لما دخل المسلمون الأبلة وجدوا خبز الحوارى فقالوا هذا الذي كانوا
يقولون إنه يسمن فلما أكلوا منه جعلوا ينظرون إلى سواعدهم ويقولون ما نرى سمنا
وقال عوانة بن الحكم كانت مع عتبة بن غزوان لما قدم البصرة زوجته أزدة بنت الحارث
بن كلدة ونافع وأبو بكرة وزياد فلما قاتل عتبة أهل مدينة الفرات جعلت امرأته أزدة
تحرض المؤمنين على القتال وهي تقول إن يهزموكم يولجوا فينا الغلف ففتح الله على
المسلمين تلك المدينة وأصابوا غنائم كثيرة ولم يكن فيهم أحد يحسب ويكتب إلا زياد
فولاه قسم ذلك الغنم وجعل له في كل يوم درهمين وهو غلام في رأسه ذؤابة ثم إن عتبة
كتب إلى عمر يستأذنه في تمصير البصرة وقال إنه لا بد للمسلمين من منزل إذا أشتى
شتوا فيه وإذا رجعوا من غزوهم لجأوا إليه فكتب إليه عمر أن ارتد لهم منزلا قريبا
من المراعي والماء واكتب إلي بصفته فكتب إلى عمر إني قد وجدت أرضا كثيرة القضة في
طرف البر إلى الريف ودونها مناقع فيها ماء وفيها قصباء
والقضة من المضاعف الحجارة المجتمعة المتشققة وقيل أرض قضة ذات حصى وأما القضة
بالكسر والتخفيف ففي كتاب العين أنها أرض منخفضة ترابها رمل وقال الأزهري الأرض
التي ترابها رمل يقال لها قضة بكسر القاف وتشديد الضاد وأما القضة بالتخفيف فهو
شجر من شجر الحمض ويجمع على قضين وليس من المضاعف وقد يجمع على القضى مثل البرى
وقال أبو نصر الجوهري القضة بكسر القاف والتشديد الحصى الصغار والقضة أيضا أرض ذات
حصى قال ولما وصلت الرسالة إلى عمر قال هذه أرض بصرة قريبة من المشارب والمرعى
والمحتطب فكتب إليه أن انزلها فنزلها وبنى مسجدها من قصب وبنى دار إمارتها دون
المسجد في الرحبة التي يقال لها رحبة بني هاشم وكانت تسمى الدهناء وفيها السجن
والديوان وحمام الأمراء بعد ذلك لقربها من الماء فكانوا إذا غزوا نزعوا ذلك القصب
ثم حزموه ووضعوه حتى يعودوا من الغزو فيعيدوا بناءه كما كان
وقال الإصمعي لما نزل عتبة بن غزوان الخريبة ولد بها عبد الرحمن بن أبي بكرة وهو
أول مولود ولد بالبصرة فنحر أبوه جزورا أشبع منها أهل البصرة وكان تمصير البصرة في
سنة أربع عشرة قبل الكوفة بستة أشهر وكان أبو بكرة أول من غرس النخل بالبصرة وقال
هذه أرض نخل ثم غرس الناس بعده وقال أبو المنذر أول دار بنيت بالبصرة دار نافع بن
الحارث ثم دار معقل بن يسار المزني وقد روي من غير هذا الوجه أن الله عز و جل لما
أظفر سعد بن أبي وقاص بأرض الحيرة وما قاربها كتب إليه عمر بن الخطاب أن ابعث عتبة
بن غزوان إلى أرض الهند فإن له من الإسلام مكانا وقد شهد بدرا وكانت الأبلة يومئذ
تسمى أرض الهند فلينزلها ويجعلها قيروانا للمسلمين ولا يجعل بيني وبينهم بحرا فخرج
عتبة من الحيرة في ثمانمائة رجل حتى نزل موضع البصرة فلما افتتح الأبلة ضرب
قيروانه وضرب للمسلمين أخبيتهم وكانت خيمة عتبة من أكسية ورماه عمر بالرجال
فلما كثروا بنى رهط
منهم فيها سبع دساكر من لبن منها في الخريبة اثنتان وفي الزابوقة واحدة وفي بني
تميم اثنتان وكان سعد بن أبي وقاص يكاتب عتبة بأمره ونهيه فأنف عتبة من ذلك
واستأذن عمر في الشخوص إليه فأذن له فاستخلف مجاشع بن مسعود السلمي على جنده وكان
عتبة قد سيره في جيش ألى فرات البصرة ليفتحها فأمر المغيرة بن شعبة أن يقوم مقامه
إلى أن يرجع قال ولما أراد عتبة الانصراف إلى المدينة خطب الناس وقال كلاما في
آخره وستجربون الامراء من بعدي قال الحسن فلقد جربناهم فوجدنا له الفضل عليهم قال
وشكا عتبة إلى عمر تسلط سعد عليه فقال له وما عليك إذا أقررت بالإمارة لرجل من
قريش له صحبة وشرف فامتنع من الرجوع فأبى عمر ألا رده فسقط عن راحلته في الطريق
فمات وذلك في سنة ست عشرة قال ولما سار عتبة عن البصرة بلغ المغيرة أن دهقان ميسان
كفر ورجع عن الإسلام وأقبل نحو البصرة وكان عتبة قد غزاها وفتحها فسار إليه
المغيرة فلقيه بالمنعرج فهزمه وقتله وكتب المغيرة إلى عمر بالفتح منه فدعا عمر
عتبة وقال له ألم تعلمني أنك استخلفت مجاشعا قال
نعم قال فإن المغيرة كتب إلي بكذا فقال إن مجاشعا كان غائبا فأمرت المغيرة بالصلاة
إلى أن يرجع مجاشع فقال عمر لعمري إن أهل المدر لأولى أن يستعملوا من أهل الوبر
يعني بأهل المدر المغيرة لأنه من أهل الطائف وهي مدينة وبأهل الوبر مجاشعا لأنه من
أهل البادية وأقر المغيرة على البصرة فلما كان مع أم جميلة وشهد القوم عليه بالزنا
كما ذكرناه في كتاب المبدأ والمآل من جمعنا استعمل عمر على البصرة أبا موسى
الأشعري أرسله إليها وأمره بإنفاذ المغيرة إليه وقيل كان أبو موسى بالبصرة فكاتبه
عمر بولايتها وذلك في سنة ست عشرة وقيل في سنة سبع عشرة وولي أبو موسى والجامع
بحاله وحيطانه قصب فبناه أبو موسى باللبن وكذلك دار الإمارة وكان المنبر في وسطه
وكان الإمام إذا جاء للصلاة بالناس تخطى رقابهم إلى القبلة فخرج عبد الله بن عامر
بن كريز وهو أمير لعثمان على البصرة ذات يوم من دار الإمارة يريد القبلة وعليه جبة
خز دكناء فجعل الأعراب يقولون على الأمير جلد دب فلما استعمل معاوية زيادا على
البصرة قال زياد لا ينبغي للأمير أن يتخطى رقاب الناس فحول دار الإمارة من الدهناء
إلى قبل المسجد وحول المنبر إلى صدره فكان الإمام يخرج من الدار من الباب الذي في
حائط القبلة إلى القبلة ولا يتخطى أحدا وزاد في حائط المسجد زيادات كثيرة وبنى دار
الإمارة باللبن وبنى المسجد بالجص وسقفه بالساج فلما فرغ من بنائه جعل يطوف فيه
وينظر إليه ومعه وجوه البصرة فلم يعب فيه إلا دقة الأساطين قال ولم يؤت منها قط
صدع ولا ميل ولا عيب وفيه يقول حارثة ابن بدر الغداني بنى زياد لذكر الله مصنعه
بالصخر والجص لم يخلط من الطين لولا تعاون أيدي الرافعين له إذا ظنناه أعمال
الشياطين وجاء بسواريه من الأهواز وكان قد ولى بناءه الحجاج بن عتيك الثقفي فظهرت
له أموال وحال لم تكن قبل ففيه قيل يا حبذا الإمارة ولو على الحجاره
وقيل إن أرض المسجد
كانت تربة فكانوا إذا فرغوا من الصلاة نفضوا أيديهم من التراب فلما رأى زياد ذلك
قال لا آمن أن يظن الناس على طول الأيام أن نفض اليد في الصلاة سنة فأمر بجمع
الحصى وإلقائه في المسجد الجامع ووظف ذلك على الناس فاشتد الموكلون بذلك على الناس
وأروهم حصى انتقوه فقالوا إئتونا بمثله على قدره وألوانه وارتشوا على ذلك فقال يا
حبذا الإماره ولو على الحجاره فذهبت مثلا وكان جانب الجامع الشمالي منزويا لأنه
كان دارا لنافع بن الحارث أخي زياد فأبى أن يبيعها فلم يزل على تلك الحال حتى ولى
معاوية عبيد الله بن زياد على البصرة فقال عبيد الله بن زياد إذا شخص عبد الله بن
نافع إلى أقصى ضيعة فاعلمني
فشخص إلى قصر الأبيض فبعث فهدم الدار وأخذ في بناء الحائط الذي يستوي به تربيع
المسجد وقدم عبد الله بن نافع فضج فقال له إني أثمن لك وأعطيك مكان كل ذراع خمسة
أذرع وأدع لك خوخة في حائطك إلى المسجد وأخر في غرفتك فرضي فلم تزل الخوختان في
حائطه حتى زاد المهدي فيه ما زاد فدخلت الدار كلها في المسجد ثم دخلت دار الإمارة
كلها في المسجد وقد أمر بذلك الرشيد ولما قدم الحجاج خبر أن زيادا بنى دار الإمارة
فأراد أن يذهب ذكر زياد منها فقال أريد أن أبنيها بالآجر فهدمها فقيل له إنما غرضك
أن تذهب ذكر زياد منها فما حاجتك أن تعظم النفقة وليس يزول ذكره عنها فتركها
مهدومة فلم يكن للأمراء دار ينزلونها حتى قام سليمان بن عبد الملك فاستعمل صالح بن
عبد الرحمن على خراج العراقين فقال له صالح إنه ليس بالبصرة دار إمارة وخبره خبر
الحجاج فقال له سليمان أعدها فأعادها بالجص والآجر على أساسها الذي كان ورفع سمكها
فلما أعاد أبوابها عليها قصرت فلما مات سليمان وقام عمر بن عبد العزيز استعمل عدي
بن أرطاة على البصرة فبنى فوقها غرفا فبلغ ذلك عمر فكتب إليه هبلتك أمك يا ابن عم
عدي أتعجز عنك مساكن وسعت زيادا وابنه فأمسك عدي عن بنائها فلما قدم سليمان بن علي
البصرة عاملا للسفاح أنشأ فوق البناء الذي كان لعدي بناء بالطين ثم تحول إلى
المربد فلما ولي الرشيد هدمها وأدخلها في قبلة مسجد الجامع فلم يبق للأمراء
بالبصرة دار إمارة وقال يزيد الرشك قست البصرة في ولاية خالد بن عبد الله القسري
فوجدت طولها فرسخين وعرضها فرسخين إلا دانقا وعن الوليد بن هشام أخبرني أبي عن
أبيه وكان يوسف بن عمر قد ولاه ديوان جند البصرة قال نظرت في جماعة مقاتلة العرب
بالبصرة أيام زياد فوجدتهم ثمانين ألفا ووجدت عيالاتهم مائة ألف وعشرين ألف عيل
ووجدت مقاتلة الكوفة ستين ألفا وعيالاتهم ثمانين ألفا
ذكر خطط البصرة وقواها وقد ذكرت بعض ذلك في أبوابه وذكرت بعضه ها هنا قال أحمد بن
يحيى بن جابر كان حمران ابن أبان للمسيب بن نجبة الفزاري أصابه بعين التمر فابتاعه
منه عثمان بن عفان وعلمه الكتابة واتخذه كاتبا ثم وجد عليه لأنه كان وجهه للمسألة
عما رفع على الوليد بن عقبة بن أبي معيط فارتشى منه وكذب ما قيل فيه ثم تيقن عثمان
صحة ذلك فوجد عليه
وقال لا تساكني
أبدا وخيره بلدا يسكنه غير المدينة فاختار البصرة وسأله أن يقطعه بها دارا وذكر
ذرعا كثيرا استكثره عثمان وقال لابن عامر اعطه دارا مثل بعض دورك فأقطعه دار حمران
التي بالبصرة في سكة بني سمرة بالبصرة كان صاحبها عتبة بن عبد الله بن عبد الرحمن
بن سمرة بن حبيب ابن عبد شمس بن عبد مناف قال المدايني قال أبو بكرة لابنه يا بني
والله ما تلي عملا قط وما أراك تقصر عن أخوتك في النفقة فقال إن كتمت علي أخبرتك
قال فإني أفعل قال فإني أغتل من حمامي هذا في كل يوم ألف درهم وطعاما كثيرا
ثم إن مسلما مرض فأوصى إلى أخيه عبد الرحمن بن أبي بكرة وأخبره بغلة حمامه فأفشى
ذلك واستأذن السلطان في بناء حمام وكانت الحمامات لا تبنى بالبصرة إلا بإذن الولاة
فأذن له واستأذن غيره فأذن له وكثرت الحمامات فأفاق مسلم بن أبي بكرة من مرضه وقد
فسد عليه حمامه فجعل يلعن عبد الرحمن ويقول ما له قطع الله رحمه وكان لزياد مولى
يقال له فيل وكان حاجبه فكان يضرب المثل بحمامه بالبصرة وقد ذكرته في حمام فيل
نهر عمرو ينسب إلى عمرو بن عتبة بن أبي سفيان
نهر ابن عمير منسوب إلى عبد الله بن عمير بن عمرو بن مالك الليثي كان عبد الله بن
عامر بن كريز أقطعه ثمانية آلاف جريب فحفر عليها هذا النهر ومن اصطلاح أهل البصرة
أن يزيدوا في اسم الرجل الذي تنسب إليه القرية ألفا ونونا نحو قولهم طلحتان نهر
ينسب ألى طلحة بن أبي رافع مولى طلحة بن عبيد الله
خيرتان منسوب إلى خيرة بنت ضمرة القشيرية امرأة المهلب بن أبي سفرة
مهلبان منسوب إلى المهلب بن إبي صفرة ويقال بل كان لزوجته خيرة فغلب عليه اسم
المهلب وهي أم أبي عينية ابنه
وجبيران قرية لجبير بن حية
وخلفان قطيعة لعبد الله بن خلف الخزاعي والد طلحة الطلحات
طليقان لولد خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين الخزاعي وكان خالد ولي قضاء
البصرة
روادان لرواد بن أبي بكرة
شط عثمان ينسب إلى عثمان بن أبي العاصي الثقفي وقد ذكرته فأقطع عثمان أخاه حفصا
حفصان وأخاه أمية أميان وأخاه الحكم حكمان وأخاه المغيرة مغيرتان
أزرقان ينسب إلى الأزرق بن مسلم مولى بني حنيفة
محمدان منسوب إلى محمد بن علي بن عثمان الحنفي
زيادان منسوب إلى زياد مولى بني الهجيم جد مونس بن عمران بن جميع بن يسار بن زياد
وجد عيسى بن عمر النحوي لأمهما
عميران منسوب إلى عبد الله بن عمير الليثي
نهر مقاتل بن حارثة بن قدامة السعدي
وحصينان لحصين بن أبي الحر العنبري
عبد الليان لعبد الله بن أبي بكرة
عبيدان لعبيد بن كعب النميري
منقذان لمنقذ بن علاج السلمي
عبد الرحمانان لعبد الرحمن بن زياد
نافعان لنافع ابن الحارث الثقفي
أسلمان لأسلم بن زرعة الكلابي
حمرانان لحمران بن أبان مولى عثمان بن عفان
قتيبتان لقيتية بن مسلم
خشخشان لآل الخشخاش العنبري
نهر البنات لبنات زياد أقطع كل بنت ستين جريبا وكذلك كان يقطع العامة
سعيدان لآل سعيد بن عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد
سليمانان قطيعة لعبيد بن نشيط صاحب الطرف أيام الحجاج فرابط به رجل من الزهاد يقال
له سليمان بن جابر فنسب إليه
عمران لعمر بن عبيد الله بن معمر التيمي
فيلان لفيل
مولى زياد
خالدان لخالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية
المسمارية قطيعة مسسمار مول زياد بن أبيه وله بالكوفة ضيعة
سويدان كانت لعبيد الله بن أبي بكرة قطيعة مبلغها أربعمائة جريب فوهبها لسويد بن
منجوف السدوسي وذلك أن سويدا مرض فعاده عبيد الله بن أبي بكر فقال له كيف تجدك
فقال صالحا إن شئت فقال قد شئت وما ذلك قال إن أعطيتني مثل الذي أعطيت ابن معمر
فليس علي بأس فأعطاه سويدان فنسب إليه
جبيران آل كلثوم بن جبير
نهر أبي برذعة بن عبيد الله بن أبي بكرة
كثيران لكثير بن سيار بلالان لبلال بن أبي بردة كانت قطيعة لعباد بن زياد فاشتراه
شبلان لشبل بن عميرة بن تيري الضبي
ذكر ما جاء في ذم البصرة لما قدم أمير المؤمنين البصرة بعد وقعة الجمل ارتقى
منبرها فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أهل البصرة يا بقايا ثمود يا أتباع البهيمة
يا جند المرأة رغا فاتبعتم وعقر فانهزمتم أما إني ما أقول ما أقول رغبة ولا رهبة
منكم أني سمعت رسول الله يقول تفتح أرض يقال لها البصرة أقوم أرض الله قبلة قارئها
أقرأ الناس وعابدها أعبد الناس وعالمها أعلم الناس ومتصدقها أعظم الناس صدقة منها
إلى قرية يقال لها الأبلة أربعة فراسخ يستشهد عند مسجد جامعها وموضع عشورها ثمانون
ألف شهيد الشهيد يومئذ كالشهيد يوم بدر معي وهذا الخبر بالمدح أشبه وفي رواية أخرى
أنه رقي المنبر فقال يا أهل البصرة ويا بقايا ثمود يا أتباع البهيمة ويا جند
المرأة رغا فاتبعتم وعقر فانهزمتم دينكم نفاق وأحلامكم دقاق وماؤكم زعاق يا أهل
البصرة والبصيرة والسبخة والخريبة أرضكم أبعد أرض الله من السماء وأقربها من الماء
وأسرعها خرابا وغرقا ألا إني سمعت رسول الله يقول أما علمت أن جبريل حمل جميع
الأرض على منكبه الأيمن فأتاني بها ألا إني وجدت البصرة أبعد بلاد الله من السماء
وأقربها من الماء وأخبثها ترابا وأسرعها خرابا ليأتين عليها يوم لا يرى منها إلا
شرفات جامعها كجوجؤ السفينة في لجة البحر ثم قال ويحك يا بصرة ويلك من جيش لا غبار
له فقيل يا أمير المؤمنين ما الويح وما الويل فقال الويح والويل بابان فالويح رحمة
والويل عذاب وفي رواية أن عليا رضي الله لما فرغ من وقعة الجمل دخل البصرة فأتى
مسجدها الجامع فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ثم
قال أما بعد فإن الله ذو رحمة واسعة فما ظنكم يا أهل البصرة يا أهل السبخة يا أهل
المؤتفكة ائتفكت بأهلها ثلاثا وعلى الله الرابعة يا جند المرأة ثم ذكر الذي قبله
ثم قال انصرفوا إلى منازلكم وأطيعوا الله وسلطانكم وخرج حتى صار إلى المربد والتفت
وقال الحمد لله الذي أخرجني من شر البقاع ترابا وأسرعها خرابا
ودخل فتى من أهل المدينة البصرة فلما انصرف قال له أصحابه كيف رأيت البصرة قال خير
بلاد الله للجائع والغريب والمفلس أما الجائع فيأكل خبز الأرز والصحناءة فلا ينفق
في شهر إلا درهمين وأما الغريب فيتزوج بشق درهم وأما المحتاج فلا عليه غائلة ما
بقيت له استه يخرأ ويبيع وقال الجاحظ من عيوب البصرة اختلاف هوائها في يوم واحد
لأنهم يلبسون القمص مرة والمبطنات مرة لاختلاف جواهر
الساعات ولذلك سميت الرعناء قال الفرزدق لولا أبو مالك المرجو نائله ما كانت البصرة الرعناء لي وطنا وقد وصف هذه الحال ابن لنكك فقال نحن بالبصرة في لو ن من العيش ظريف نحن ما هبت شمال بين جنات وريف فإذا هبت جنوب فكأنا في كنيف وللحشوش بالبصرة أثمان وافرة ولها فيما زعموا تجار يجمعونها فإذا كثرت جمع عليها أصحاب البساتين ووقفهم تحت الريح لتحمل إليهم نتنها فإنه كلما كانت أنتن كان ثمنها أكثر ثم ينادي عليها فيتزايد الناس فيها وقد قص هذه القصة صريع الدلاء البصري في شعر له ولم يحضرني الآن وقد ذمتها الشعراء فقال محمد بن حازم الباهلي ترى البصري ليس به خفاء لمنخره من البثر انتشار ربا بين الحشوش وشب فيها فمن ريح الحشوش به اصفرار يعتق سلحه كيما يغالي به عند المبايعة التجار وقال أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابي فهف نفسي على المقام ببغدا د وشربي من ماء كوز بثلج نحن بالبصرة الذميمة نسقى شر سقيا من مائها الأترنجي أصفر منكر ثقيل غليظ خاثر مثل حقنة القولنج كيف نرضى بمائها وبخير منه في كنف أرضنا نستنجي وقال أيضا ليس يغنيك في الطهارة بال بصرة أن حانت الصلاة اجتهاد إن تطهرت فالمياه سلاح أو تيممت فالصعيد سماد وقال شاعر آخر يصف أهل البصرة بالبخل وكذب عليهم أبغضت بالبصرة أهل الغنى إني لأمثالهم باغض قد دثروا في الشمس أعذاقها كأن حمى بخلهم ناقض ذكر ما جاء في مدح البصرة كان ابن أبي ليلى يقول ما رأيت بلدا أبكر إلى ذكر الله من أهل البصرة وقال شعيب بن صخر تذاكروا عند زياد البصرة والكوفة فقال زياد لو ضلت البصرة لجعلت الكوفة لمن دلني عليها وقال ابن سيرين كان الرجل من أهل البصرة يقول لصاحبه إذا بالغ في الدعاء عليه غضب الله عليك كما غضب على المغيرة وعزله عن البصرة وولاه الكوفة وقال ابن أبي عيينة المهلبي يصف البصرة يا جنة فاقت الجنان فما يعدلها قيمة ولا ثمن
ألفتها فاتخذتها وطنا إن فؤادي لمثلها وطن زوج حيتانها الضباب بها فهذه كنة وذا خنن فانظر وفكر لما نطقت به إن الأديب المفكر الفطن من سفن كالنعام مقبلة ومن نعام كأنها سفن وقال المدائني وفد خالد بن صفوان على عبد الملك ابن مروان فوافق عنده وفود جميع الأمصار وقد اتخذ مسلمة مصانع له فسأل عبد الملك أن يأذن للوفود في الخروج معه ألى تلك المصانع فأذن لهم فلما نظر أليها مسلمة أعجب بها فأقبل على وفد أهل مكة فقال يا أهل مكة هل فيكم مثل هذه المصانع فقالوا لا إلا أن فينا بيت الله المستقبل ثم أقبل على وفد أهل المدينة فقال يا أهل المدينة هل فيكم مثل هذه فقالوا لا إلا أن فينا قبر نبي الله المرسل ثم أقبل على وفد أهل الكوفة فقال يا أهل الكوفة هل فيكم مثل هذه المصانع فقالوا لا إلا أن فينا تلاوة كتاب الله المرسل ثم أقبل على وفد أهل البصرة فقال يا أهل البصرة هل فيكم مثل هذه المصانع فتكلم خالد بن صفوان وقال أصلح الله الأمير إن هؤلاء أقروا على بلادهم ولو أن عندك من له ببلادهم خبرة لأجاب عنهم قال أفعندك في بلادك غير ما قالوا في بلادهم قال نعم أصلح الله الأمير أصف لك بلادنا فقال هات قال يغدو قانصنا فيجيء هذا بالشبوط والشيم ويجيء هذا بالظبي والظليم ونحن أكثر الناس عاجا وساجا وخزا وديباجا وبرذونا هملاجا وخريدة مغناجا بيوتنا الذهب ونهرنا العجب أوله الرطب وأوسطه العنب وآخره القصب فأما الرطب عندنا فمن النخل في مباركه كالزيتون عندكم في منابته هذا على أفنانه كذاك على أغصانه هذا في زمانه كذاك في إبانه من الراسخات في الوحل المطعمات في المحل الملقحات بالفحل يخرجن أسفاطا عظاما وأقساطا ضخاما وفي رواية يخرجن أسفاطا وأقساطا كأنما ملئت رياطا ثم ينفلقن عن قضبان الفضة منظومة باللؤلؤ الأبيض ثم تتبدل قضبان الذهب منظومة بالزبرجد الأخضر ثم تصير ياقوتا أحمر وأصفر ثم تصير عسلا في شنة من سحاء ليست بقربة ولا إناء حولها المذاب ودونها الجراب لا يقربها الذباب مرفوعة عن التراب ثم تصير ذهبا في كيسة الرجال يستعان به على العيال وأما نهرنا العجب فإن الماء يقبل عنقا فيفيض مندفقا فيغسل غثها ويبدي مبثها يأتينا في أوان عطشنا ويذهب في زمان رينا فنأخذ منه حاجتنا ونحن نيام على فرشنا فيقبل الماء وله ازدياد وعباب ولا يحجبنا عنه حجاب ولا تغلق دونه الأبواب ولا يتنافس فيه من قلة ولا يحبس عنا من علة وأما بيوتنا الذهب فإن لنا عليهم خرجا في السنين والشهور نأخذه في أوقاته ويسلمه الله تعالى من آفاته وننفقه في مرضاته فقال له مسلمة أنى لكم هذه يا ابن صفوان ولم تغلبوا عليها ولم تسبقوا إليها فقال ورثناها عن الآباء ونعمرها للأبناء ويدفع لنا عنها رب السماء ومثلنا فيها كما قال معن بن أوس إذا ما بحر خندف جاش يوما يغطمط موجه المتعرضينا فمهما كان من خير فإنا ورثناها أوائل أولينا
وإنا مورثون كما
ورثنا عن الآباء أن متنا بنينا وقال الإصمعي سمعت الرشيد يقول نظرنا فإذا كل ذهب
وفضة على وجه الأرض لا يبلغ ثمن نخل البصرة
وقال أبو حاتم ومن العجائب وهو مما أكرم الله به الإسلام أن النخل لا يوجد إلا في
بلاد الإسلام البتة مع أن بلاد الهند والحبش والنوبة بلاد حارة خلقة بوجود النخل
فيها وقال ابن أبي عيينة يتشوق البصرة فإن أشك من ليلي بجرجان طوله فقد كنت أشكو
منه بالبصرة القصر فيا نفس قد بدلت بؤسا بنعمة ويا عين قد بدلت من قرة عبر ويا
حبذاك السائلي فيم فكرتي وهمي ألا في البصرة الهم والفكر فيا حبذا ظهر الحزيز
وبطنه ويا حسن واديه إذا ماؤه زخر ويا حبذا نهر الأبلة منظرا إذا مد في إبانه
الماء أو جزر ويا حسن تلك الجاريات إذا غدت مع الماء تجري مصعدات وتنحدر فيا ندمي
إذ ليس تغني ندامتي ويا حذري إذ ليس ينفعني الحذر وقائلة ماذا نبا بك عنهم فقلت
لها لا علم لي فاسألي القدر وقال الجاحظ بالبصرة ثلاث أعجوبات ليست في غيرها من
البلدان منها أن عدد المد والجزر في جميع الدهر شيء واحد فيقبل عند حاجتهم إليه
ويرتد عند استغنائهم عنه ثم لا يبطىء عنها إلا بقدر هضمها واستمرائها وجماحها
واستراحتها لا يقتلها غطسا ولا غرقا ولا يغبها ظمأ ولا عطشا يجيء على حساب معلوم
وتدبير منظوم وحدود ثابتة وعادة قائمة يزيدها القمر في امتلائه كما يزيدها في
نقصانه فلا يخفى عن أهل الغلات متى يتخلفون ومتى يذهبون ويرجعون بعد أن يعرفوا
موضع القمر وكم مضى من الشهر فهي آية وأعجوبة ومفخر وأحدوثة لا يخافون المحل ولا
يخشون الحطمة قلت أنا كلام الجاحظ هذا لا يفهمه إلا من شاهد الجزر والمد وقد
شاهدته في ثماني سفرات لي إلى البصرة ثم إلى كيش ذاهبا وراجعا ويحتاج إلى بيان
يعرفه من لم يشاهده وهو أن دجلة والفرات يختلطان قرب البصرة ويصيران نهرا عظيما
يجري من ناحية الشمال إلى ناحية الجنوب فهذا يسمونه جزرا ثم يرجع من الجنوب إلى
الشمال ويسمونه مدا يفعل ذلك في كل يوم وليلة مرتين فإذا جزر نقص نقصانا كثيرا
بينا بحيث لو قيس لكان الذي نقص مقدار ما يبقى وأكثر وليست زيادته متناسبة بل يزيد
في أول كل شهر ووسطه أكثر من سائره وذاك أنه إذا انتهى في أول الشهر إلى غايته في
الزيادة وسقى المواضع العالية والأراضي القاصية أخذ يمد كل يوم وليلة أنقص من
اليوم الذي قبله وينتهي غاية نقص زيادته في آخر يوم من الأسبوع الأول من الشهر ثم
يمد في كل يوم أكثر من مده في اليوم الذي قبله حتى ينتهي غاية زيادة مدة في نصف
الشهر ثم يأخذ في النقص إلى آخر الأسبوع ثم في الزيادة في آخر الشهر هكذا أبدا لا
يختلف ولا يخل بهذا القانون ولا يتغير عن هذا الاستمرار قال الجاحظ والأعجوبة
الثانية ادعاء أهل أنطاكية وأهل حمص وجميع بلاد الفراعنة
الطلسمات وهي بدون
ما لأهل البصرة وذاك أن لو التمست في جميع بيادرها وربطها المعوذة وغيرها على
نخلها في جميع معاصر دبسها أن تصيب ذبابة واحدة لما وجدتها إلا في الفرط ولو أن
معصرة دون الغيط أو تمرة منبوذة دون المسناة لما استبقيتها من كثرة الذبان
والأعجوبة الثالثة أن الغربان القواطع في الخريف يجيء منها ما يسود جميع نخل
البصرة وأشجارها حتى لا يرى غصن واحد إلا وقد تأطر بكثرة ما عليه منها ولا كربة
غليظة إلا وقد كادت أن تندق لكثرة ما ركبها منها ثم لم يوجد في جميع الدهر غراب
واحد ساقط إلا على نخلة مصرومة ولم يبق منها عذق واحد ومناقير الغربان معاول وتمر
الأعذاق في ذلك الإبان غير متماسكة فلو خلاها الله تعالى ولم يمسكها بلطفه لاكتفى
كل عذق منها بنقرة واحدة حتى لم يبق عليها إلا اليسير ثم هي في ذلك تنتظر أن تصرم
فإذا أتى الصرام على آخرها عذقا رأيتها سوداء ثم تخللت أصول الكرب فلا تدع حشفة
إلا استخرجتها فسبحان من قدر لهم ذلك وأراهم هذه الأعجوبة وبين البصرة والمدينة
نحو عشرن مرحلة ويلتقي مع طريق الكوفة قرب معدن النقرة وأخبار البصرة كثيرة
والمنسوبون إليها من أهل العلم لا يحصون وقد صنف عمر بن شبة وأبو يحيى زكرياء
الساجي وغيرهما في فضائلها كتابا في مجلدات والذي ذكرناها كاف
و مد البصرة أيضا بلد في المغرب في أقصاه قرب السوس خربت قال بن حوقل وهو يذكر مدن
المغرب من بلاد البربر والبصرة مدينة مقتصدة عليها سور ليس بالمنيع ولها عيون
خارجها عليها بساتين يسيرة وأهلها ينسبون إلى السلامة والخير والجمال وطول القامة
واعتدال الخلق وبينها وبين المدينة المعروفة بالأقلام أقل من مرحلة وبينها وبين
مدينة يقال لها تشمس أقل من مرحلة أيضا ولما ذكر المدن التي على البحر قال ثم تعطف
على البحر المحيط يسارا وعليه من المدن قريبة منه وبعيدة جرماية وساوران والحجا
على نحر البحر ودونها في البر مشرقا الأقلام ثم البصرة وقال البشاري البصرة مدينة
بالمغرب كبيرة كانت عامرة وقد خربت وكانت جليلة وكان قول البشاري هذا في سنة 873
وقرأت في كتاب المسالك والممالك لأبي عبيد البكري الأندلسي بين فاس والبصرة أربعة أيام
قال والبصرة مدينة كبيرة وهي أوسع تلك البلاد مرعى وأكثرها ضرعا ولكثرة ألبانها
تعرف ببصرة الذبان وتعرف ببصرة الكتان كانوا يتبايعون في بدء أمرها في جميع
تجاراتهم بالكتان وتعرف أيضا بالحمراء لأنها حمراء التربة وسورها مبني بالحجارة
والطوب وهي بين شرفين ولها عشرة أبواب وماؤها زعاق وشرب أهلها من بئر عذبة على باب
المدينة وفي بساتينها آبار عذبة ونساء هذه البصرة مخصوصات بالجمال الفائق والحسن
الرائق ليس بأرض المغرب أجمل منهن قال أحمد بن فتح المعروف بابن الخزاز التيهرتي
يمدح أبا العيش عيسى بن أبراهيم بن القاسم قبح الإله الدهر إلا قينة بصرية في حمرة
وبياض الخمر في لحظاتها والورد في وجناتها والكشح غير مفاض في شكل مرجي ونسك مهاجر
وعفاف سني وسمت إباض تيهرت أنت خلية وبرقة عوضت منك ببصرة فاعتاضي
لا عذر للحمراء في
كلفي بها أو تسفيض بأبحر وحياض قال ومدينة البصرة مستحدثة أسست في الوقت الذي أسست
فيه أصيلة أو قريبا منه
بصرى في موضعين بالضم والقصر إحداهما بالشام من أعمال دمشق وهي قصبة كورة حوران
مشهورة عند العرب قديما وحديثا ذكرها كثير في أشعارهم قال أعرابي أيا رفقة من آل
بصرى تحملوا رسالتنا لقيت من رفقة رشدا إذا ما وصلتم سالمين فبلغوا تحية من قد ظن
أن لا يرى نجدا وقولوا لهم ليس الضلال أجازنا ولكننا جزنا لنلقاكم عمدا وإنا تركنا
الحارثى مكبلا بكبل الهوى من ذكركم مضمرا وجدا وقال الصمة بن عبد الله القشيري
نظرت وطرف العين يتبع الهوى بشرقي بصرى نظرة المتطاول لأبصر نارا أوقدت بعد هجعة
لريا بذات الرمث من بطن حائل وقال الرماح بن ميادة ألا لا تلطي الستر يا أم جحدر
كفى بذرى الأعلام من دوننا سترا إذا هبطت بصرى تقطع وصلها وأغلق بوابان من دونها
قصرا فلا وصل إلا أن تقارب بيننا قلائص يحسرن المطي بنا حسرا فيا ليت شعري هل يحلن
أهلها وأهلي روضات ببطن اللوى خضرا وهل تأتيني الريح تدرج موهنا برياك تعروري بها
عقدا عفرا ولما سار خالد بن الوليد من العراق لمدد أهل الشام قدم على المسلمين وهم
نزول ببصرى فضايقوا أهلها حتى صالحوهم على أن يؤدوا عن كل حالم دينارا وجريب حنطة
وافتتح المسلمون جميع أرض حوران وغلبوا عليها وقتئذ وذلك في سنة 31
و بصرى أيضا من قرى بغداد قرب عكبراء وإياها عنى ابن الحجاج بقوله ولعمر الشباب ما
كان عني أول الراحلين من أحبابي إن تولى الصباء عني فإني قد تعزيت بعده بالتصابي
أيظن الشباب أني مخل بعده بالسماع أو بالشراب حاش لي حانتي أوانا وبصرى للدنان
التي أرى والخوابي إن تلك الظروف أمست خدورا لبنات الكروم والأعناب بشمول كإنما
اعتصروها من معاني شمائل الكتاب والمعاني إذا تشابهت الأج ناس تجري مجاري الأنساب
وإليها ينسب إبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن خلف البصروي الشاعر قرأ الكلام على
المرتضى الموسوي كتب عنه أبو بكر الخطيب من شعره
أقطاعا منها ترى
الدنيا وزهرتها فتصبو ولا يخلو من الشهوات قلب ولكن في خلائقها نفار ومطلبها بغير
الحظ صعب كثيرا ما نلوم الدهر مما يمر بنا وما للدهر ذنب ويعتب بعضنا بعضا ولولا
تعذر حاجة ما كان عتب فضول العيش أكثرها هموم وأكثر ما يضرك ما تحب فلا يغررك زخرف
ما تراه وعيش لين الأعطاف رطب فتحت ثياب قوم أنت فيهم صحيح الرأي داء لا يطب إذا
ما بلغة جاءتك عفوا فخذها فالغنى مرعى وشرب إذا اتفق القليل وفيه سلم فلا ترد
الكثير وفيه حرب ومات البصروي سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة
البصل بلفظ البصل من الخضر الذي يؤكل ويطبخ إقليم البصل من إشبيلية من جزيرة
الأندلس
و كفر بصل من قرى الشام
البصلية منسوب محلة في طرف بغداد الجنوبي ومن الجانب الشرقي متصلة بباب كلواذى
ينسب إليها قوم منهم أبو بكر محمد بن إسماعيل بن علي ابن النعمان بن راشد البندار
البصلاني كان شيخا ثقة مات في شعبان سنة 113
بصنا بالفتح ثم الكسر وتشديد النون مدينة من نواحي الأهواز صغيرة وجميع رجالهم
ونسائهم يغزلون الصوف وينسجون الأنماط والستور البصنية ويكتبون عليها بصنى وقد
تعمل ببرذون وكليوان وغيرهما من المدن المجاورة لبصنا وتدلس بستور بصنى والمعدن
بصنى ولهم نهر يسمونه دجلة بصنى فيه سبعة أرحية في السفن والنهر منها على رمية سهم
بصيدا بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ودال مهملة مقصور من قرى بغداد ينسب إليها أبو
محمد الحسن بن عبد الله بن الحسن البصيداي من إهل باب الأزج توفي في جمادى الأولى
سنة إحدى عشرة وخمسمائة
بصير الجيدور آخره راء والجيدور بالجيم وياء ساكنة ودال مهملة مضمومة وواو ساكنة
وراء قرية من نواحي دمشق منها ضحاك بن أحمد ابن محمد البصيري كتب عنه أبو عبد الله
محمد بن حمزة بن أحمد بن أبي الصقر القرشي الدمشقي بيتي شعر لغيره وأورده في معجمه
ونسبه كذلك
باب الباء والضاد وما يليهما
بضاعة بالضم وقد كسره بعضهم والأول أكثر وهي دار بني ساعدة بالمدينة وبئرها معروفة
فيها أفتى النبي صلى الله عليه و سلم بأن الماء طهور ما لم يتغير وبها مال لأهل
المدينة من أموالهم وفي كتاب البخاري تفسير القعنبي لبضاعة نخل بالمدينة وفي الخبر
أن النبي صلى الله عليه و سلم أتى بئر بضاعة فتوضأ من الدلو وردها إلى البئر وبصق
فيها وشرب من مائها وكان إذا مرض المريض في أيامه
يقول اغسلوني من
ماء بضاعة فيغسل فكأنما أنشط من عقال وقالت أسماء بنت أبي بكر كنا نغسل المرضى من
بئر بضاعة ثلاثة أيام فيعافون وقال أبو الحسن الماوردي في كتاب الحاوي من تصنيفه
ومن الدليل على أبي حنيفة ما رواه الشافعي عن إبراهيم بن محمد بن سفيط بن أبي أيوب
عن عبد الله ابن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه و سلم قيل
له إنك تتوضأ من بئر بضاعة وهي تطرح فيها المحائض ولحوم الكلاب وما ينحي الناس
فقال الماء لا ينجسه شيء فلم يجعل لاختلاط النجاسة بالماء تأثيرا في نجاسته وهذا
نص يدفع قول أبي حنيفة اعترضوا على هذا الحديث بسؤالين أحدهما أن بئر بضاعة عين
جارية إلى بساتين يشرب منها والماء الجاري لا تثبت فيه النجاسة والجواب عنه أن بئر
بضاعة أشهر حالا من أن يعترضوا عليها بهذا السؤال وهي بئر في بني ساعدة قال أبو
داود في سننه قدرت بئر بضاعة بردائي مددته عليها ثم ذرعته فإذا عرضه ستة أذرع
وسألت الذي فتح لي البستان فأدخلني إليها هل غير بناؤها عما كانت عليه فقال لا
ورأيت فيها ماء متغير اللون ومعلوم أن الماء الجاري لا يبقى متغير اللون قال أبو
داود وسمعت قتيبة بن سعيد يقول سألت قيم بئر بضاعة عن عمقها فقال أكثر ما يكون
الماء فيها إلى العانة قلت إذا نقص قال دون العورة والسؤال الثاني أن قالوا لا
يجوز أن يضاف إلى الصحابة أن يلقوا في بئر ماء يتوضأ فيه رسول الله
صلى الله عليه و سلم المحائض ولحوم الكلاب بل ذلك مستحيل عليهم وذلك بصيانة وضوء
رسول الله صلى الله عليه و سلم أولى فدل على ضعف هذا الحديث ووهائه والجواب عنه إن
الصحابة لا يصح إضافة ذلك إليهم ولا روينا أنهم فعلوا وإنما كانت بئر بضاعة قرب
مواضع الجيف والأنجاس وكانت الريح تلقي ذلك فيها قال ثم الدليل عليه من طريق
المعنى أنه ماء كثير فوجب أن لا ينجس بوقوع نجاسة لا تغيره قياسا على البعرة
بضة بالفتح والتشديد من أسماء زمزم قال الأصمعي البض الرخص الجسد وليس من البياض
خاصة ولكن من الرخوصة والمرأة بضة
وبض الماء يبض بضيضا إذا سال قليلا قليلا
والبضض الماء القليل
وركية بضوض قليلة الماء
البضيض بلفظ التصغير والبضيض الماء القليل كما ذكر قبل هذه الترجمة وأظنه موضعا في
أرض طيء قال زيد الخيل الطائي عفت أبضة من أهلها فالأجاول فجنبا بضيض فالصعيد
المقابل فبرقة أفعى قد تقادم عهدها فليس بها إلا النعاج المطافل يذكرنيها بعدما قد
نسيتهما
رماد ورسم بالثتانة ماثل وقال النبهاني أرادوا جلائي يوم فيد وقربوا لحى ورؤسا
للشهادة ترعس سيعلم ومن ينوي جلائي أنني أريب بأكناف البضيض حبلبس الحبلبس المقيم
الذي لا يكاد يبرح المنزل
البضيع مصغر ويروى بالفتح في شعر حسان بن ثابت أسألت رسم الدار أم لم تسأل بين
الجوابي فالبضيع فحومل
ورواه الأثرم
البصيع بالصاد المهملة وقال هو جبل بالشام أسود عن سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن
ميسرة بن حلبس قال إن عيسى بن مريم عليه السلام أشرف من جبل البضيع يعني جبل
الكسوة على الغوطة فلما رآها قال عيسى للغوطة إن يعجز الغني أن يجمع بها كنزا فلن
يعجز المسكين أن يشبع فيها خبزا قال سعيد بن عبد العزيز فليس يموت أحد في الغوطة
من الجوع وقال السكري في شرح قول كثير منازل من أسماء لم يعف رسمها رياح الثريا
خلفة فضريبها تلوح بأطراف البضيع كأنها كتاب زبور خط لدنا عسيبها قال البضيع ظريب
عن يسار الجار أسفل من عين الغفاريين واسم العين النجح
البضيع بالفتح ثم الكسر جزيرة في البحر قال ساعدة بن جؤية الهذلي يصف سحابا أفعنك
لا برق كأن وميضة غاب تشيمه ضرام مثقب ساد تخرم في البضيع ثمانيا يلوي بعيقات
البحار ويجنب قال الأزهري ساد أي مهمل وقال أبو عمرو السادي الذي يبيت حيث يمسي
تخرم أي قطع ثمانيا بالبضيع وهي جزيرة في البحر
يلوي بماء البحر أي يحمله ليمطره ببلد
باب الباء والطاء وما يليهما
البطاح بكسر أوله جمع بطحاء وهي بطاح مكة ويقال لقريش الداخلة البطاح وقال ابن
الأعرابي قريش البطاح الذين ينزلون الشعب بين أخشبي مكة وقريش الظواهر الذين
ينزلون خارج الشعب وأكرمهما قريش البطاح والبطحاء في اللغة مسيل فيه دقاق الحصى
والجمع الأباطح والبطاح على غير قياس وقال الزبير بن أبي بكر قريش البطاح بنو كعب
بن لؤي وقريش الظواهر ما فوق ذلك سكنوا البطحاء والظواهر وقبائل بني كعب هم عدي
وجمح وتيم وسهم ومخزوم وأسد وزهرة وعبد مناف وأمية وهاشم كل هؤلاء قريش البطاح
وقريش الظواهر بنو عامر بن لؤي يخلد بن النضر والحارث ومالك وقد درجا والحارث
ومحارب ابنا فهر وتيم الأدرم بن غالب بن فهر وقيس بن فهر درج وإنما سموا بذلك لأن
قريشا اقتسموا فأصابت بنو كعب بن لؤي البطحاء وأصابت هؤلاء الظواهر فهذا تعريف
للقبائل لا للمواضع فإن البطحاويين لو سكنوا بالظواهر كانوا بطحاويين وكذلك
الظواهر لو كانوا سكنوا البطحاء كانوا ظواهر وأشرفهم البطحاويون وقال أبو خالد
ذكوان مولى مالك الدار فلو شهدتني من قريش عصابة قريش البطاح لا قريش الظواهر
ولكنهم تغابوا وأصبحت شاهدا فقبحت من مولى حفاظ وناصر وبلغت معاوية فقال أنا ابن
سداد البطحاء والله إياي نادى اكتبوا إلى الضحاك أنه لا سبيل لك عليه واكتبوا إلى
مالك واشتروا لي ولاءه فلما جاء الكتاب مالكا سأل عنه عبد الله بن عمر فقال إن
رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن بيع الولاء وهبته وقال أبو الحسن محمد بن
علي بن نصر
الكاتب قال سمعت
عوادة تغني في أبيات طريح ابن إسماعيل الثقفي في الوليد بن يزيد بن عبد الملك وكان
من أخواله أنت ابن مسلنطح البطاح ولم تطرق عليك الحني والولج الحني ما انخفض من
الأرض
والولج ما اتسع من الأودية أي لم تكن بينهما فيخفى حسبك فقال بعض الحاضرين ليس غير
بطحاء مكة فما معنى هذا الجمع فثار البطحاوي العلوي فقال بطحاء المدينة وهو أجل من
بطحاء مكة وجدي منه وأنشد له وبطحا المدينة لي منزل فيا حبذا ذاك من منزل فقال
فهذان بطحاوان فما معنى الجمع قلنا العرب تتوسع في كلامها وشعرها فتجعل الاثنين
جمعا وقد قال بعض الناس إن أقل الجمع اثنان وربما ثنوا الواحد في الشعر وينقلون
الألقاب ويغيرونها لتستقيم لهم الأوزان وهذا أبو تمام يقول في مدحه للواثق يسمو بك
السفاح والمنصور والمأمون والمعصوم فنقل المعتصم إلى المعصوم حتى استقام له الشعر
وبالأمس قال أبو نصر بن نباتة فأقام باللورين حولا كاملا يترقب القدر الذي لم يقدر
وما في البلاد إلا اللور المعروفة وهذا كثير وما زادنا على الصحيح والحزر ولو كان
من أهل الجهل لهان ولكنه قد جس الأدب ومسه ومما يؤكد أنها بطحاوان قول الفرزدق
وأنت ابن بطحاوي قريش فإن تشأ تكن في ثقيف سيل ذي أدب عفر قلت أنا وهذا كله تعسف
وإذا صح بإجماع أهل اللغة أن البطحاء الأرض ذات الحصى فكل قطعة من تلك الأرض بطحاء
وقد سميت قريش البطحاء وقريش الظواهر في صدر الجاهلية ولم يكن بالمدينة منهم أحد
وأما قول الفرزدق وابن نباتة فقد قالت العرب الرقمتان ورامتان وأمثال ذلك تمر
كثيرا في هذا الكتاب قصدهم بها إقامة الوزن فلا اعتبار به والله أعلم
البطاح بالضم قال أبو منصور البطاح مرض يأخذ من الحمى والبطاحي مأخوذ من البطاح
وهو منزل لبني يربوع وقد ذكره لبيد فقال تربعت الأشراف ثم تصيفت حساء البطاح
وانتجعن السلائلا وقيل البطاح ماء في ديار بني أسد بن خزيمة وهناك كانت الحرب بين
المسلمين وأميرهم خالد بن الوليد وأهل الردة وكان ضرار بن الأزور الأسدي قد خرج
طليعة لخالد بن الوليد وخرج مالك بن نويرة طليعة لأصحابه فالتقيا بالبطاح فقتل
ضرار مالكا فقال أخوه متمم بن نويرة يرثيه تطاول هذا الليل ما كاد ينجلي كليل تمام
ما يريد صراما سأبكي أخي ما دام صوت حمامة تؤرق في وادي البطاح حماما وأبعث أنواحا
عليه بسحرة وتذرف عيناي الدموع سجاما وقال وكيع بن مالك يذكر يوم البطاح
فلا تحسبا أني رجعت
وأنني منعت وقد تحنى علي الأصابع ولكنني حاميت عن جل مالك ولاحظت حتى أكلحتني
الأخادع فلما أتانا خالد بلوائه تخطت إليه بالبطاح الودائع بطان بكسر أوله منزل
بطريق الكوفة بعد الشقوق من جهة مكة دون الثعلبية وهو لبني ناشرة من بني أسد قال
شاعر أقول لصاحبي من التأسي وقد بلغت نفوسهما الحلوقا إذا بلغ المطي بنا بطانا
وجزنا الثعلبية والشقوقا وخلفنا زبالة ثم رحنا فقد وأبيك خلفنا الطريقا و بطان
أيضا بلد باليمن من مخلاف سنحان
البطانة بزيادة الهاء بئر بجنب قرانين وهما جبلان بين ربيعة والأضبط ابني كلاب
وعبد الله بن أبي بكر بن كلاب
البطائح نذكر حالها في البطيحة
البطحاء أصله المسيل الواسع فيه دقاق الحصى وقال النضر الأبطح والبطحاء بطن
الميثاء والتلعة والوادي وهو التراب السهل في بطونها مما قد جرته السيول يقال
أتينا أبطح الوادي وبطحاءه مثله وهو ترابه وحصاه والسهل اللين والجمع الأباطح وقال
بعضهم البطحاء كل موضع متسع وقول عمر رضي الله عنه بطحوا المسجد أي ألقوا فيه
الحصى الصغار وهو موضع بعينه قريب من ذي قار وبطحاء مكة وأبطحها ممدود وكذلك بطحاء
ذي الحليفة وقال ابن إسحاق خرج النبي صلى الله عليه و سلم غازيا فسلك نقب بني
دينار من بني النجار على فيفاء الخبار فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر يقال لها ذات
الساق فصلى تحتها فثم مسجده صلى الله عليه و سلم وآثار أثفية قدره
و بطحاء أيضا مدينة بالمغرب قرب تلمسان بينهما نحو ثلاثة أيام أربعة
بطحان بالضم ثم السكون كذا يقوله المحدثون أجمعون وحكى أهل اللغة بطحان بفتح أوله
وكسر ثانيه وكذلك قيده أبو علي القالي في كتاب البارع وأبو حاتم والبكري وقال لا
يجوز غيره وقرأت بخط أبي الطيب أحمد ابن أخي محمد الشافعي وخطه حجة بطحان بفتح
أوله وسكون ثانيه وهو واد بالمدينة وهو أحد أوديتها الثلاثة وهي العقيق وبطحان
وقناة قال غير واحد من أهل السير لما قدم اليهود المدينة نزلوا السافلة فاستوخموها
فأتوا العالية فنزل بنو النضير بطحان ونزلت بنو قريظة مهزورا وهما واديان يهبطان
من حرة هناك تنصب منها مياه عذبة فاتخذ بها بنو النضير الحدائق والآطام وأقاموا
بها إلى أن غزاهم النبي صلى الله عليه و سلم وأخرجهم منها كما نذكره في النضير قال
الشاعر وهو يقوي رواية من سكن الطاء أيا سعيد لم أزل بعدكم في كرب للشوق تغشاني كم
مجلس ولى بلذاته لم يهنني إذا غاب ندماني سقيا لسلع ولساحاتها والعيش في أكناف
بطحان
أمسيت من شوقي إلى
أهلها أدفع أحزانا بأحزان وقال ابن مقبل في قول من كسر الطاء عفى بطحان من سليمى
فيثرب فملقى الرحال من منى فالمحصب وقال أبو زياد بطحان من مياه الضباب البطحة
بالفتح ثم السكون ماء بواد يقال له الخنوقة وقال أبو زياد من مياه غني البطحة
بطروح بضم أوله والراء حصن من أعمال فحص البلوط من بلاد الأندلس
بطروش بالكسر ثم السكون وفتح الراء وسكون الواو وشين معجمة بلدة بالأندلس وهي
مدينة فحص البلوط فيما حكاه عنهم السلفي منها أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن
البطروشي فقيه كبير حافظ لمذهب مالك قرأ على أبي الحسن أحمد ابن محمد وغيره الفقه
وروى الحديث عن محمد بن فروخ بن الطلاع وطبقته وأخذ كتب ابن حزم عن ابنه أبي رافع
أسامة بن علي بن حزم الطاهري كان يوما في مقبرة قرطبة فقال أخبرني صاحب هذا القبر
وأشار إلى قبر أبي الوليد يونس بن عبد الله ابن الصفار عن صاحب هذا القبر وأشار
إلى قبر أبي عيسى عن صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر عبد الله عن صاحب هذا القبر
وأشار إلى قبر أبيه يحيى بن يحيى عن مالك بن أنس المديني قال فاستحسن ذلك منه كل
من حضر
بطروش مثل الذي قبله إلا أن أوله وراءه مضمومتان بلد من أعمال دانية بالأندلس منها
أبو مروان عبد الملك بن محمد بن أمية بن سعيد بن عتال الداني البطروشي سمع ابن
سكرة السرقسطي وشيوخ قرطبة وولي قضاء دانية وكان من أهل العلم والفهم ذكرها والتي
قبلها السلفي
بطلس بفتح أوله واللام جبل
بطليوس بفتحتين وسكون اللام وياء مضمومة وسين مهملة مدينة كبيرة بالأندلس من أعمال
ماردة على نهر آنة غربي قرطبة ولها عمل واسع يذكر في مواضعه ينسب إليها خلق كثير
منهم أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي النحوي اللغوي صاحب التصانيف
والشعر مات في سنة 125 وأبو الوليد هشام بن يحيى بن حجاج البطليوسي سمع بقرطبة
ورحل إلى المشرق فسمع بمكة والشام ومصر وإفريقية وغير ذلك وعاد إلى الأندلس فامتحن
ببلده بسعاية سعيت به فأسكن قرطبة فسمع منه بها الكثير وقال ابن الفرضي وسمعت منه
قبل المحنة وبعدها ومات في شوال سنة 583
بطنان بالضم ثم السكون ونونان بينهما ألف وبطنان الأودية المواضع التي يستريض فيها
الماء ماء السيل فيكرم نباتها واحدتها بطن عن أبي منصور وهو اسم واد بين منبج وحلب
بينه وبين كل واحد من البلدين مرحلة خفيفة فيه أنهار جارية وقرى متصلة قصبتها
بزاعة وقد ذكر امرؤ القيس في شعره بعض قراه فقال ألا رب يوم صالح قد شهدته بتاذف
ذات التل من بطن طرطرا وفي كتاب اللصوص بطنان حبيب بقنسرين نسب إلى حبيب بن مسلمة
الفهري وذلك أن عياض بن غنم وجهه أبو عبيدة من حلب ففتح
حصنا هناك فنسب
إليه وفي الحماسة قطعة شعر ذكرتها في الجابية منها فلو طاوعوني يوم بطنان أسلمت
لقيس فروج منكم ومقاتل وقال ابن السكيت في تفسير قول كثير وما لست من نصحي أخاك
بمنكر ببطنان إذا أهل القباب عماعم بطنان حبيب بأرض الشام كان عبد الملك يشتو فيه
في حرب مصعب بن الزبير ومصعب يشتو بمسكن قال وقال غيره ولم يذكر القائل الأول
بطنان بأسفل قنسرين وبطنان حبيب وبطنان بني وبر بن الأضبط بن كلاب بينهما روحة
للماشي وأنشد ابن الأعرابي سقى الله حيا دون بطنان دارهم وبورك في مرد هناك وشيب
وإني وإياهم على بعد دارهم كخمر بماء في الزجاج مشوب وإلى بطنان ينسب أبو علي
الحسن بن محمد بن جعفر الحلبي يعرف بابن البطناني روى عنه جعفر بن محمد بن سعيد بن
شعيب بن النج حوراني العبدري
بطن أعدا البطن الغامض من الأرض وجمعه بطنان مثل عبدو عبدان وهو موضع له ذكر في
حديث الهجرة أنه سلك منه إلى مدلجة تعهن
بطن أنف من منازل هذيل نزل به قوم على أبي خراش فخرج ليجيئهم بالماء فنهشته حية
فمات وقال قبل موته لعمرك والمنايا غالبات على الإنسان تطلع كل نجد لقد أهلكت حية
بطن أنف على الأصحاب ساقا ذات فقد وقال أيضا لقد أهلكت حية بطن أنف على الأصحاب
ساقا ذات فضل فما تركت عدوا بين بصرى إلى صنعاء يطلبه بذحل بط الإياد في بلاد بني يربوع
عن بعضهم
بطن التين بفظ التين من الفواكه في بلاد بني ذبيان قال شتيم بن خويلد الفزاري حلت
أمامة بطن التين فالرقما واحتل أهلك أرضا تنبت الرتما بطن الحر ضد العبد واد بنجد
قالت امرأة زوجت في طيء لعمري لقد أشرفت أطول ما أرى وكلفت نفسي منظرا متعاليا
وقلت أنارا تؤنسين وأهلها أم الشوق أدنى منك يا لبن دانيا وقلت لبطن الحر حيث
لقيته سقى الله أعلاك الذهاب الغواديا بطن الحريم بفتح الحاء وكسر الراء في بلاد
أبي بكر بن كلاب وفيه روضة ذكرت في الرياض
بطن حليات بضم الحاء المهملة وفتح اللام في شعر عمر بن أبي ربيعة ألم تسأل الأطلال
والمتربعا ببطن حليات دوارس بلقعا لهند وأتراب لهند أذا الهوى جميع وإذ لم نخش أن
يتصدعا
بطن الذهاب يروى
بفتح الذال وضمها لبني الحارث بن كعب كان فيه يوم من أيامهم
بطن الرمة بضم الراء وتشديد الميم وقد يقال بالتخفيف وقد ذكر في الرمة وهو واد
معروف بعالية نجد وقال ابن دريد الرمة قاع عظيم بنجد تنصب إليه أودية
بطن رهاط بالضم في بلاد هذيل بن مدركة وقد ذكر في رهاط
بطن ساق موضع في قول زهير عفا من آل ليلى بطن ساق فأكثبة العجالز فالقصيم بطن السر
واد بين هجر ونجد كان لهم فيه يوم قال جرير أاستقبل الحي بطن السر أم عسفوا فالقلب
فيهم رهين أينما انصرفوا بطن شاغر الشين والغين معجمتان قال الشاعر فإن على
الأحساء من بطن شاغر نساء يشبهن الضراء الغواديا إذا كان يوم ذو خروج ورية يشبهن
ذكران الكلاب المقاعيا الضراء الضارية
والغوادي التي تغدو على الصيد
بطن الضباع قال المرقش لمن الظعن بالضحى طافيات شبهها الدوم أو خلايا سفين جاعلات
بطن الضباع شمالا وبراق النعاف ذات اليمين بطن ظبي أرض لكلب قال امرؤ القيس سما لك
شوق بعدما كان أقصرا وحلت سليمى بطن ظبي فعرعرا بطن العتك بفتح العين وسكون التاء
فوقها نقطتان وكاف من نواحي اليمامة
بطن عرنة ذكر في عرنة فأغنى
بطن عنان واد ذكر في عنان
بطن اللوى قال الأصمعي وقد ذكر بلاد أبي بكر ابن كلاب فقال لهم أريكتان ثم بطن
اللوى صدره لهم وأسفله لبني الأضبط وأسفل ذلك لفزارة وهو واد ضخم إذا سال سال
أياما قال ابن ميادة ألا ليت شعري هل يحلن أهلها وأهلي روضات ببطن اللوى خضرا بطن
محسر بضم الميم وفتح الحاء وتشديد السين وكسرها هو وادي المزدلفة وفي كتاب مسلم
أنه من منى وفي الحديث المزدلفة كلها موقف ألا وادي محسر قال ابن أبي نجيح ما صب
من محسر فهو منها وما صب منها في منى فهو من منى وهذا هو الصواب إن شاء الله
بطن مر بفتح الميم وتشديد الراء من نواحي مكة عنده يجتمع وادي النخلتين فيصيران
واديا واحدا وقد ذكر في نخلة وفي مر وقال أبو ذؤيب الهذلي أصبح من أم عمرو بطن مر
فأك ناف الرجيع فذو سدر فأملاح وحشا سوى أن فراد السباع بها كأنها من تبغي الناس
أطلاح بطن نخل جمع نخلة قرية قريبة من المدينة على طريق البصرة بينهما الطرف على
الطريق وهو
بعد أبرق العزاف
للقاصد إلى مكة
بطياس بكسر الباء وسكون الطاء وياء وأهل حلب كالمجمعين على أن بطياس قرية من باب
حلب بين النيرب وبابلى كان بها قصر لعلي بن عبد الملك بن صالح أمير حلب وقد قرجت
القرية والقصر وقال الخالديان في كتاب الديرة الصالحية قرية قرب الرقة وعندها
بطياس ودير زكى وقد ذكرته الشعراء قال أبو بكر الصنوبري إني طربت إلى زيتون بطياس
بالصالحية ذات الورد والآس من ينس عهدهما يوما فلست له وإن تطاولت الأيام بالناسي
يا موطنا كان من خير المواطن لي لما خلوت به ما بين جلاسي وقائل لي أفق يوما فقلت
له من سكرة الحب أو من سكرة الكاس لا أشرب الكاس إلا من يدي رشإ مهفهف كقضيب البان
مياس مورد الخد في قمص موردة له من الآس إكليل على الراس قل للذي لام فيه هل ترى
خلفا يا أملح الروض بل يا أملح الناس وقال البحتري وهو يدل على أنها بحلب يا برق
أسفر عن قويق فطرتي حلب فأعلى القصر من بطياس عن منبت الورد المعصفر صبغه في كل
ضاحية ومجنى الآس أرض إذا استوحشت ثم أتيتها حشدت علي فأكثرت إيناسي وقال أيضا
نظرت وضمت جانبي التفاتة وما التفت المشتاق إلا لينظرا إلى أرجواني من البرق كلما
تنمر علوي السحاب تعصفرا يضيء غماما فوق بطياس واضحا يبص وروضا تحت بطياس أخضرا
وقد كان محبوبا إلي لو أنه أضاء غزالا عند بطياس أحورا البطيحاء تصغير البطحاء
رحبة مرتفعة نحو الذراع بناها عمر خارج المسجد بالمدينة
البطيحة بالفتح ثم الكسر وجمعها البطائح والبطيحة والبطحاء واحد وتبطح السيل إذا
اتسع في الأرض وبذلك سميت بطائح واسط لأن المياه تبطحت فيها أي سالت واتسعت في
الأرض وهي أرض واسعة بين واسط والبصرة وكانت قديما قرى متصلة وأرضا عامرة فاتفق في
أيام كسرى إبرويز أن زادت دجلة زيادة مفرطة وزاد الفرات أيضا بخلاف العادة فعجز عن
سدها فتبطح الماء في تلك الديار والعمارات والمزارع فطرد أهلها عنها فلما نقص
الماء وأراد العمارة أدركته المنية وولي بعده ابنه شيرويه فلم تطل مدته ثم ولي
نساء لم تكن فيهن كفاية ثم جاء الإسلام فاشتغلوا بالحروب والجلاء ولم يكن للمسلمين
درية بعمارة الأرضين فلما ألقت الحروب أوزارها واستقرت الدولة الإسلامية قرارها
استفحل أمر البطائح وانفسدت مواضع البثوق وتغلب الماء على النواحي ودخلها العمال
بالسفن فرأوا فيها مواضع عالية لم يصل الماء إليها فبنوا فيها قرى وسكنها قوم
وزرعوها الأرز
وتغلب عليها في أوائل أيام بني بويه أقوام من أهلها وتحصنوا بالمياه والسفن وجارت
تلك الأرض عن طاعة السلطان وصارت تلك المياه لهم كالمعاقل الحصينة إلى أن انقضت
دولة الديلم ثم دولة السلجوقية فلما استبد بنو العباس بملكهم ورجع الحق إلى نصابه
رجعت البطائح إلى أحسن النظام وجباها عمالهم كما كانت في قديم الأيام وقال حمدان
بن السحت الجرجاني حضرت الحسين ابن عمرو الرستمي وكان من أعيان قواد المأمون وهو
يسأل الموبذان من خراسان ونحن في دار ذي الرياستين عن النوروز والمهرجان وكيف جعلا
عيدا وكيف سميا فقال الموبذان أنا أنبئك عنهما إن واسطا كانت في أيام دارا بن دارا
تسمى أفرونية ولم تكن على شاطىء دجلة وكانت دجلة تجري على سننها في ناحية بطن جوخا
فانبثقت في أيام بهرام جور وزالت عن مجراها إلى المذار وصارت تجري ألى جانب واسط
منصبة فغرقت القرى والعمارات التي كانت موضع البطائح وكانت متصلة بالبادية ولم تكن
البصرة ولا ما حولها ألا الأبلة فإنها من بناء ذي القرنين وكان موضع البصرة قرى
عادية مخوفا بها لا ينزلها أحد ولا يجري بها نهر ألا دجلة الأبلة فأصاب القرى
والمدن التي كانت في موضع البطائح وهم بشر كثير وباء فخرجوا هاربين على وجوههم
وتبعهم أهاليهم بالأغذية والعلاجات فأصابوهم موتى فرجعوا فلما كان أول يوم من
فروردين ماه من شهور الفرس أمطر الله تعالى عليهم مطرا فأحياهم فرجعوا ألى أهاليهم
فقال ملك ذلك الزمان هذا نوروز أي هذا يوم جديد فسمي به فقال الملك هذا يوم مبارك
فإن جاء الله عز و جل فيه بمطر وإلا فليصب الماء بعضهم على بعض وتبركوا به وصيروه
عيدا فبلغ المأمون هذا الخبر فقال إنه لموجود في كتاب الله تعالى وهو قوله ألم تر
إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم
الآية
باب الباء والعين وما يليهما
بعاث بالضم وآخره ثاء مثلثة موضع في نواحي المدينة كانت به وقائع بين الأوس
والخزرج في الجاهلية وحكاه صاحب كتاب العين بالغين المعجمة ولم يسمع في غيره وقال
أبو أحمد السكري هو تصحيف وقال صاحب كتاب المطالع والمشارق بعاث بضم أوله وعين
مهملة وهو المشهور فيه ورواه صاحب كتاب العين بالغين وقيده الأصيلي بالوجهين وهو
عند القابسي بغين معجمة وآخره ثاء مثلثة بلا خلاف وهو موضع من المدينة على ليلتين
وقال قيس بن الخطيم ويوم بعاث أسلمتنا سيوفنا إلى نسب من جذم غسان ثاقب وكان
الرئيس في بعض حروب بعاث حضير الكتائب أبو أسيد بن حضير فقال خفاف بن ندبة يرثي حضيرا
وكان قد مات من جراحه فلو كان حي ناجيا من حمامه لكان حضير يوم أغلق واقما أطاف به
حتى إذا الليل جنه تبوأ منه منزلا متناعما وقال بعضهم بعاث من أموال بني قريظة
فيها مزرعة يقال لها قورا قال كثير عزة بن عبد الرحمن
كأن حدائج أظعاننا
بغيقة لما هبطن البراثا نواعم عم على ميثب عظام الجذوع أحلت بعاثا كدهم الركاب
بأثقالها غدت من سماهيج أو من جواثا وقال آخر أرقت فلم تنم عيني حثاثا ولم أهجع
بها إلا امتلاثا فأن يك بالحجاز هوى دعاني وأرقني ببطن منى ثلاثا فلا أنسى العراق
وساكنيه ولو جاوزت سلعا أو بعاثا بعاذين بالفتح والذال معجمة مكسورة وياء ساكنة
ونون من قرى حلب لها ذكر في الشعر قال أبو العباس الصفري من شعراء سيف الدولة بن
حمدان يا لأيامنا بمرج بعاذي ن وقد أضحك الربى نواره وحكى الوشي بل أبر على الوش ي
بهاء منثوره وبهاره وكأن الشقيق والريح تنفي الظل ل عنه جمر يطير شراره أذكرتني
عناق من بان عني شخصه باعتناقها أشجاره وقال الصنوبري شربنا في بعاذين على تلك
الميادين بعال بالفتح أرض لبني غفار قرب عسفان تتصل بغيقة قاله الحازمي ثم وجدته
لنصر وزاد أنه موضع بالحجاز قرب عسفان وهي شعبة لبني غفار تتصل بغيقة وقيل جبل بين
الأبواء وجبل جهينة في واديه خلص وأنشد لكثير عرفت الدار كالحلل البوالي بفيف
الخايعان إلى بعال وقال العمراني هو بعال بوزن غراب موضع بالقصيبة وأنشد ويسأل
البعال أن يموجا بعال بالضم قاله الحازمي ثم وجدته لنصر بعال بالضم أيضا وهو جبل
ضخم بأطراف أرمينية
بعانيق بالفتح وبعد الألف نون وياء ساكنة وقاف واد بين البصرة واليمامة عن نصر جاء
به في قرينة التعانيق
بعدان بالفتح ثم السكون ودال مهملة وألف ونون مخلاف باليمن يقال لها البعدانية من
مخلاف السحول قال الأعشى يمدح ذا فايش اليحصبي ببعدان أو ريمان أو راس سلبة شفاء
لمن يشكو السمائم بارد وبالقصر من أرياب لو بت ليلة لجاءك مثلوج من الماء جامد بعر
جفر البعر بين مكة واليمامة على الجادة ماء لبني ربيعة بن عبد الله بن كلاب عن نصر
بعرين بوزن خمسين بليد بين حمص والساحل هكذا تتلفظ به العامة وهو خطأ وإنما هو
بارين
بعطان بالضم واد لخثعم
بعق بالقاف واد بالأبواء يقال له البعق قاله أبو الأشعث الكندي قال الشاعر كأنك مردوع بشس مطرد يفارقه من عقدة البعق هيمها بعقوبا بالفتح ثم السكون وضم القاف وسكون الواو والباء موحدة ويقال لها باعقوبا أيضا قرية كبيرة كالمدينة بينها وبين بغداد عشرة فراسخ من أعمال طريق خراسان وهي كثيرة الأنهار والبساتين واسعة الفواكه متكاثفة النخل وبها رطب وليمون يضرب بحسنها وجودتها المثل وهي راكبة على نهر ديالى من جانبه الغربي ونهر جلولاء يجري في وسطها وعلى جنبي النهر سوقان وعليه قنطرة وعلى ظهر القنطرة يتصل بين السوقين والسفن تجري تحت القنطرة إلى باجسرا وغيرها من القرى وبها عدة حمامات ومساجد وينسب إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو الحسن محمد بن الحسين بن حمدون البعقوبي قاضيها روى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب وقتل بحلوان في شهر ربيع الأول سنة 034 وبعقوبا هذه هي التي ذكرها سعد بن محمد الصيفي وهو الحيص بيص في رسائله السبع يسأل المسترشد أن يهبها منه وعوض عنها بمال فلم يقبله وقرأت بخط أبي محمد بن الخشاب النحوي أنشدني أبو المظفر بن قرما الإسكافي قال أنشدني المهدي البصري لنفسه يهجو أهل بعقوبا ألا قل لمرتاد النوال تطوفا يقلقله هم عليه حريص تخاف يعقوبا إذا جئت معشرا لهم يبيت الضيف وهو خميص أبو الشيص لو وافاهم بمجاعة لأعوزه بين الحدائق شيص ولو خوصة من نخلها قيل قد هوت لقيل عشار قد هوين وخوص بعلبك بالفتح ثم السكون وفتح اللام والباء الموحدة والكاف مشددة مدينة قديمة فيها أبنية عجيبة وآثار عظيمة وقصور على أساطين الرخام لا نظير لها في الدنيا بينها وبين دمشق ثلاثة أيام وقيل اثنا عشر فرسخا من جهة الساحل قال بطليموس مدينة بعلبك طولها ثمان وستون درجة وعشرون دقيقة في الإقليم الرابع تحت ثلاث درج من الحوت لها شركة في كف الخضيب طالعها القوس تحت عشر درج من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان قال صاحب الزيج بعلبك طولها اثنتان وستون درجة وثلث وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلث وهو اسم مركب من بعل اسم صنم وبك أصله من بك عنقه أي دقها وتباك القوم أي ازدحموا فإما أن يكون نسب الصنم إلى بك وهو اسم رجل أو جعلوه يبك الأعناق هذا إن كان عربيا وإن كان عجميا فلا اشتقاق ولهذا الاسم ونظائره من المركبات أحكام فإن شئت جعلت آخر الأول والثاني مفتوحا بكل حال كقولك هذا بعلبك ورأيت بعلبك وأريت بعلبك وجئت من بعلبك فهذا تركيب يقتضي بناءه فكأنك قلت بعل وبك فلما حذفت الواو أقمت البناء مقامه ففتحت الاسمين كما قلت خمسة عشر وإن شئت أضفت الأول إلى الثاني فقلت هذا بعلبك ورأيت بعلبك ومررت ببعلبك أعربت بعلا وخفضت بكا بالإضافة وإن شئت بنيت الاسم الأول على الفتح وأعربت الثاني بإعراب ما لا ينصرف فقلت هذا بعلبك ورأيت بعلبك ومررت ببعلبك
وهذا هو التركيب
الداخل في باب ما لا ينصرف الذي عدوه سببا من أسباب منع الصرف فإنهم أجروا الاسم
الثاني من الاسمين اللذين ركبا مجرى تاء التأنيث في أن آخر حرف قبلها مفتوح أبدا
ومنزل تنزيل الفتحة كالألف في نواة وقطاة وآخر الثاني حرف إعراب إلا أن الاسم غير
مصروف للتعريف والتركيب لأن التركيب فرع على الإفراد وثان له كما أن التعريف ثان
للتنكير فعلى هذا الوجه تقول هذا بعلبك ورأيت بعلبك ومررت ببعلبك فلو نكرته صرفته
لبقاء علة واحدة فيه هي التركيب ويدلك على أن الاسم الثاني في هذا الوجه بمنزلة
التاء تصغيرهم الأول من الاسمين المركبين وتسليمهم لفظ الثاني فتقول هذه بعيلبك
كما تقول في طلحة طليحة وتقول في ترخيمه لو رخمته يا بعل كما تقول يا طلح وتقول في
النسب إليه بعلي كما تقول طلحي وأما من قال بعلبكي فليس بعلبك عنده مركبة ولكنه من
أبنية العرب فأما حضرمي وعبدري وعبقسي فإنهم خلطوا الاسمين واشتقوا منهما اسما
نسبوا إليه وببعلبك دبس وجبن وزيت ولبن ليس في الدنيا مثلها يضرب بها المثل قال
أعرابي قلت لذات الكعثب المصك ولم أكن من قولها في شك إذ لبست ثوبا دقيق السلك
وعقد در ونظام سك غطي الذي افتن قلبي منك قالت فما هو قلت غطي حرك فكشفت عن أبيض
مدك كأنه قعب نضار مكي أو جبنة من جبن بعلبك يسمع منه خفقا الدك مثل صرير القتب
المنفك وقد ذكرها امرؤ القيس فقال لقد أنكرتني بعلبك وأهلها ولابن جريج في قرى حمص
أنكرا وقيل إن بعلبك كانت مهر بلقيس وبها قصر سليمان بن داود عليه السلام وهو مبني
على أساطين الرخام وبها قبر يزعمون أنه قبر مالك الأشتر النخعي وليس بصحيح فإن
الأشتر مات بالقلزم في طريقه إلى مصر وكان علي رضي الله عنه وجهه أميرا فيقال إن
معاوية دس إليه عسلا مسموما فأكله فمات بالقلزم فقال معاوية إن لله جنودا من عسل
فيقال إنه نقل إلى المدينة فدفن بها وقبره بالمدينة معروف وبها قبر يقولون إنه قبر
حفصة بنت عمر زوجة النبي صلى الله عليه و سلم والصحيح أنه قبر حفصة أخت معاذ بن
جبل لأن قبر حفصة زوج النبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة معروف وبها قبر إلياس
النبي عليه السلام وبقلعتها مقام إبراهيم الخليل عليه السلام وبها قبر أسباط
ولما فرغ أبو عبيدة بن الجراح من فتح دمشق في سنة أربع عشرة سار إلى حمص فمر
ببعلبك فطلب أهلها إليه الأمان والصلح فصالحهم على أن أمنهم على أنفسهم وأموالهم
وكنائسهم وكتب لهم كتابا أجلهم فيه ألى شهر ربيع الآخر وجمادى الأولى فمن جلا سار
ألى حيث شاء ومن أقام فعليه الجزية وقد نسب ألى بعلبك جماعة من أهل العلم منهم
محمد ابن علي بن الحسن بن محمد بن أبي المضاء أبو المضاء البعلبكي المعروف بالشيخ
الدين سمع بدمشق أبا بكر الخطيب وأبا الحسن بن أبي الحديد وأبا محمد
الكناني وببعلبك
عمه القاضي أبا علي الحسن بن علي بن محمد بن أبي المضاء سمع منه أبو الحسين بن
عساكر وأجاز لأخيه أبي القاسم الحافظ وكان مولده سنة 524 ومات في شعبان سنة 905
وعبد الرحمن بن الضحاك بن مسلم أبو مسلم البعلبكي القاري ويعرف بابن كسرى روى عن
سويد بن عبد العزيز والوليد بن مسلم ومروان بن معاوية وبقية ومبشر بن إسماعيل
وسفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن مهدي روى عنه أبو حاتم الرازي وأبو جعفر أحمد بن
عمر بن إسماعيل الفارسي الوراق وغيرهما ومحمد بن هاشم بن سعيد البعلبكي روى عنه
أحمد بن عمير بن جوصا الدمشقي وغيره
بعل شرف البعل جبل في طريق الشام من المدينة وأما بعل في قوله تعالى أتدعون بعلا
وتذرون أحسن الخالقين فهو صنم كان لقوم إلياس النبي عليه السلام وبه سمي بعلبك وهو
معظم عند اليونانيين كان بمدينة بعلبك من أعمال دمشق ثم كورة سنير وقد كانت يونان
اختارت لهذا الهيكل قطعة من الأرض في جبل لبنان ثم في جبل سنير فاتخذته بيتا
للأصنام وهما بيتان عظيمان أحدهما أعظم من الآخر وصنعوا فيهما من النقوش العجيبة
المحفورة في الحجر الذي لا يتأتى حفر مثلة في الخشب هذا مع علو سمكها وعظم أحجارها
وطول أساطينها
البعوضة بالفتح بلفظ واحدة البعوض بالضاد المعجمة ماءة لبني أسد بنجد قريبة القعر
قال الأزهري البعوضة ماءة معروفة بالبادية قال ابن مقبل أإحدى بني عبس ذكرت ودونها
سنيح ومن رمل البعوضة منكب وبهذا الموضع كان مقتل مالك بن نويرة لأن خالد ابن
الوليد رضي الله عنه بعث إليهم وهم بالبطاح فأقروا فيما قيل بالإسلام فاستدعاهم
إليه وهو نازل على البعوضة فاختلفوا فيهم فمن المسلمين من شهد أنهم أذنوا ومنهم من
شهد أنهم لم يؤذنوا فأمر خالد بالاحتياط وكانت ليلة باردة فقال خالد أدفئوا أسراكم
وادفئوا في لغة كنانة اقتلوا فقتلوهم عن آخرهم فنقم عمر رضي الله عنه على خالد في
قصة طويلة وكان فيمن قتل مالك بن نويرة اليربوعي فقال أخوه متمم بن نويرة لعمري
وما عمري بتأبين هالك ولا جزع والدهر يعثر بالفتى لئن مالك خلى علي مكانه فلي أسوة
أن كان ينفعني الأسى كهول ومرد من بني عم مالك وأيفاع صدق قد تمليتهم رضى على مثل
أصحاب البعوضة فاخمشي لك الوبل حر الوجه أو يبك من بكى على بشر منهم أسود وذادة
إذا ارتدف الشر الحوادث والردى رجال أراهم من ملوك وسوقة جنوا بعدما نالوا السلامة
والغنى بعيقبة تصغير بعقوبا قرية بينها وبين بعقوبا فرسخان وهي التي أنعم بها فيما
ذكر بعضهم المسترشد بالله على الحيص بيص فلم يرضها وبها كانت الوقعة بين البقش كون
خر والمقتفي لأمر الله
باب الباء والغين وما يليهما
بغاث بالكسر وآخره ثاء مثلثة برق بيض في أقصى بلاد أبي بكر بن كلاب
بغانخذ بالضم
والنون مكسورة والخاء معجمة مفتوحة والذال معجمة قال أبو سعد أظنها من قرى نيسابور
منها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هاشم البغانخذي النيسابوري سمع الزبير بن بكار
بغاوزجان الواو مكسورة والزاي ساكنة وجيم وألف ونون من قرى سرخس على أربعة فراسخ
ويقال لها غاوزجان خرج منها جماعة منهم أبو الحسن علي بن علي البغاوزجاني
بغث بالفتح ثم السكون والثاء المثلثة اسم واد عند خيبر بقرب بغيث
بغدخزرقند هذا اسم مركب من ثلاثة بلاد ينسب إليه إبو روح عبد الحي بن عبد الله بن
موسى ابن الحسين بن إبراهيم السلامي البغدخزرقندي وكان أبوه يقول إنما قيل لابني
البغدخزرقندي لأن أباه بغدادي وأمه خزرية وولد بسمرقند سمع أباه وتوفي بنسف في تاسع
صفر سنة 124
بغدل أصلها باغ عبد الله محلة بأصبهان ينسب إليها إبو عبد الله محمد بن سعيد بن
إسحاق القطان البغدلي الأصبهاني روى عن يحيى بن أبي طالب وغيره روى عنه أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ
بغداد أم الدنيا وسيدة البلاد قال ابن الأنباري أصل بغداد للأعاجم والعرب تختلف في
لفظها إذا لم يكن أصلها من كلامهم ولا اشتقاقها من لغاتهم قال بعض الأعاجم تفسيره
بستان رجل فباغ بستان وداد اسم رجل وبعضهم يقول بغ اسم للصنم فذكر أنه أهدي إلى
كسرى خصي من المشرق فأقطعه إياها وكان الخصي من عباد الأصنام ببلده فقال بغ داد أي
الصنم أعطاني وقيل بغ هو البستان وداد أعطى وكان كسرى قد وهب لهذا الخصي هذا
البستان فقال بغ داد فسميت به وقال حمزة بن الحسن بغداد اسم فارسي معرب عن باغ
داذويه لأن بعض رقعة مدينة المنصور كان باغا لرجل من الفرس اسمه داذويه وبعضها أثر
مدينة دارسة كان بعض ملوك الفرس اختطها فاعتل فقالوا ما الذي يأمر الملك أن تسمى
به هذه المدينة فقال هلدوه وروز أي خلوها بسلام فحكي ذلك للمنصور فقال سميتها
مدينة السلام وفي بغداد ست لغات بغداد وبغدان ويأبى أهل البصرة ولا يجيزون بغداذ
في آخره الذال المعجمة وقالوا لأنه ليس في كلام العرب كلمة فيها دال بعدها ذال قال
أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق فقلت لأبي إسحاق إبراهيم بن السري فما تقول في
قولهم خرداذ فقال هو فارسي ليس من كلام العرب قلت أنا وهذا حجة من قال بغداذ فإنه
ليس من كلام العرب وأجاز الكسائي بغداد على الأصل وحكى أيضا مغداذ ومغداد ومغدان
وحكى الخارزنجي بغداد بدالين مهملتين وهي في اللغات كلها تذكر وتؤنث وتسمى مدينة
السلام أيضا فأما الزوراء فمدينة المنصور خاصة وسميت مدينة السلام لأن دجلة يقال
لها وادي السلام وقال موسى بن عبد الحميد النسائي كنت جالسا عند عبد العزيز بن أبي
رواد فأتاه رجل فقال له من أين أنت فقال له من بغداد فقال لا تقل بغداد فإن بغ صنم
وداد أعطى ولكن قل مدينة السلام فإن الله هو السلام والمدن كلها له وقيل إن بغداد
كانت قبل سوقا يقصدها تجار أهل الصين بتجاراتهم فيربحون الربح الواسع وكان اسم ملك
الصين بغ فكانوا إذا انصرفوا إلى بلادهم قالوا بغ داد أي إن هذا الربح الذي ربحناه
من عطية
الملك وقيل إنما
سميت مدينة السلام لأن السلام هو الله فأرادوا مدينة الله وأما طولها فذكر بطليموس
في كتاب الملحمة المنسوب إليه أن مدينة بغداد طولها خمس وسبعون درجة وعرضها أربع
وثلاثون درجة داخلة في الإقليم الرابع وقال أبو عون وغيره إنها في الإقليم الثالث
قال طالعها السماك الأعزل بيت حياتها القوس لها شركة في الكف الخضيب ولها أربعة
أجزاء من سرة الجوزاء تحت عشر درج من السرطان يقابلها مثلها من الجدي عاشرها مثلها
من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان قلت أنا ولا شك أن بغداد أحدثت بعد بطليموس
بأكثر من ألف سنة ولكني أظن أن مفسري كلامه قاسوا وقالوا وقال صاحب الزيج طول
بغداد سبعون درجة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلث وتعديل نهارها ست عشرة درجة وثلثا
درجة وأطول نهارها أربع عشرة ساعة وخمس دقائق وغاية ارتفاع الشمس بها ثمانون درجة
وثلث وظل الظهر بها درجتان وظل العصر أربع عشرة درجة وسمت القبلة ثلاث عشرة درجة
ونصف وجهها عن مكة مائة وسبع عشرة درجة في الوجود ثلاثمائة درجة هذا كله نقلته من
كتب المنجمين ولا أعرفه ولا هو من صناعتي وقال أحمد ابن حنبل بغداد من الصراة إلى باب
التين وهو مشهد موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن علي زين العابدين
بن الحسين الشهيد ابن الإمام علي ابن أبي طالب ثم زيد فيها حتى بلغت كلواذى
والمخرم وقطربل قال أهل السير ولما أهلك الله مهران بأرض الحيرة ومن كان معه من
العجم استمكن المسلمون من الغارة على السواد وانتقضت مسالح الفرس وتشتت أمرهم
واجترأ المسلمون عليهم وشنوا الغارات ما بين سورا وكسكر والصراة والفلاليج
والإستانات قال أهل الحيرة للمثنى إن بالقرب منا قرية تقوم فيها سوق عظيمة في كل
شهر مرة فيأتيها تجار فارس والأهواز وسائر البلاد يقال لها بغداد وكذا كانت إذا
ذاك فأخذ المثنى على البر حتى أتى الأنبار فتحصن فيها أهلها منه فأرسل إلى سفروخ
مرزبانها ليسير إليه فيكلمه بما يريد وجعل له الأمان فعبر المرزبان إليه فخلا به
المثنى وقال له أريد أن أغير على سوق بغداد وأريد أن تبعث معي أدلاء فيدلوني الطريق
وتعقد لي الجسر لأعبر عليه الفرات ففعل المرزبان ذلك وقد كان قطع الجسر قبل ذلك
لئلا تعبر العرب عليه فعبر المثنى مع أصحابه وبعث معه المرزبان الأدلاء فسار حتى
وافى السوق ضحوة فهرب الناس وتركوا أموالهم فأخذ المسلمون من الذهب والفضة وسائر
الأمتعة ما قدروا على حمله ثم رجعوا إلى الأنبار ووافى معسكره غانما موفورا وذلك
في سنة 31 للهجرة فهذا خبر بغداد قبل أن يمصرها المنصور لم يبلغني غير ذلك
فصل في بدء عمارة بغداد كان أول من مصرها وجعلها مدينة المنصور بالله أبو جعفر عبد
الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ثاني الخلفاء وانتقل إليها
من الهاشمية وهي مدينة كان قد اختطها أخوه أبو العباس السفاح قرب الكوفة وشرع في
عمارتها سنة 541 ونزلها سنة 941 وكان سبب عمارتها أن أهل الكوفة كانوا يفسدون جنده
فبلغه ذلك من فعلهم فانتقل عنهم يرتاد موضعا وقال ابن عياش بعث المنصور روادا وهو
بالهاشمية يرتادون له موضعا يبني فيه مدينة ويكون الموضع واسطا رافقا بالعامة
والجند فنعت له موضع قريب من
بارما وذكر له
غذاؤه وطيب هوائه فخرج إليه بنفسه حتى نظر إليه وبات فيه فرأى موضعا طيبا فقال
لجماعة منهم سليمان بن مجالد وأبو أيوب المرزباني وعبد الملك بن حميد الكاتب ما
رأيكم في هذا الموضع قالوا طيب موافق فقال صدقتم ولكن لا مرفق فيه للرعية وقد مررت
في طريقي بموضع تجلب إليه الميرة والأمتعة في البر والبحر وأنا راجع إليه وبائت
فيه فإن اجتمع لي ما أريد من طيب الليل فهو موافق لما أريده لي وللناس قال فأتى
موضع بغداد وعبر موضع قصر السلام ثم صلى العصر وذلك في صيف وحر شديد وكان فيء ذلك
الموضع بيعة فبات أطيب مبيت وأقام يومه فلم ير إلا خيرا فقال هذا موضع صالح للبناء
فإن المادة تأتيه من الفرات ودجلة وجماعة الأنهار ولا يحمل الجند والرعية إلا مثله
فخط البناء وقدر المدينة ووضع أول لبنة بيده فقال بسم الله والحمد لله والأرض لله
يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ثم قال ابنوا على بركة الله وذكر سليمان
بن مختار أن المنصور استشار دهقان بغداد وكانت قرية في المربعة المعروفة بأبي
العباس الفضل بن سليمان الطوسي وما زالت داره قائمة على بنائها ألى أن خرب كثير
مما يجاورها في البناء فقال الذي أراه يا أمير المؤمنين أن تنزل في نفس بغداد فإنك
تصير بين أربعة طساسيج طسوجان في الجانب الغربي وطسوجان في الجانب الشرقي فاللذان
في الغربي قطربل وبادوريا واللذان في الشرقي نهر بوق وكلواذى فأن تأخرت عمارة طسوج
منها كان الآخر عامرا وأنت يا أمير المؤمنين على الصراة ودجلة تجيئك بالميرة من
القرب وفي الفرات من الشام والجزيرة ومصر وكل البلدان وتحمل إليك طرائف الهند
والسند والصين والبصرة وواسط في دجلة وتجيئك ميرة أرمينية وأذربيجان وما يتصل بها
في تامرا وتجيئك ميرة الموصل وديار بكر وربيعة وأنت بين أنهار لا يصل إليك عدوك
إلا على جسر أو قنطرة فإذا قطعت الجسر والقنطرة لم يصل إليك عدوك وأنت قريب من
البر والبحر والجبل فأعجب المنصور هذا القول وشرع في البناء ووجه المنصور في حشر
الصناع والفعلة من الشام والموصل والجبل والكوفة وواسط فأحضروا وأمر باختيار قوم
من أهل الفضل والعدالة والفقه والأمانة والمعرفة بالهندسة فجمعهم وتقدم إليهم أن
يشرفوا على البناء وكان ممن حضر الحجاج بن أرطاة وأبو حنيفة الإمام وكان أول العمل
في سنة 541 وأمر أن يجعل عرض السور من أسفله خمسين ذراعا ومن أعلاه عشرين ذراعا
وأن يجعل في البناء جرز القصب مكان الخشب فلما بلغ السور مقدار قامة اتصل به خروج
محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب فقطع البناء حتى فرغ من أمره
وأمر أخيه إبراهيم بن عبد الله بن حسن ابن حسن
وعن علي بن يقطين قال كنت في عسكر أبي جعفر المنصور حين سار إلى الصراة يلتمس
موضعا لبناء مدينة قال فنزل الدير الذي على الصراة في العتيقة فما زال على دابته
ذاهبا جائيا منفردا عن الناس يفكر قال وكان في الدير راهب عالم فقال لي لم يذهب
الملك ويجيء قلت أنه يريد أن يبني مدينة قال فما اسمه قلت عبد الله بن محمد قال
أبو من قلت أبو جعفر قال هل يلقب بشيء قلت المنصور قال ليس هذا الذي يبنيها قلت
ولم قال لأنا قد وجدنا في كتاب عندنا نتوارثه قرنا عن قرن أن الذي يبني
هذا المكان رجل
يقال له مقلاص قال فركبت من وقتي حتى دخلت على المنصور ودنوت منه فقال لي ما وراءك
قلت خير ألقيه إلى أمير المؤمنين وأريحه من هذا العناء فقال قلت أمير المؤمنين
يعلم أن هؤلاء معهم علم وقد أخبرني راهب هذا الدير بكذا وكذا فلما ذكرت له مقلاص
ضحك واسبتشر ونزل عن دابته فسجد وأخذ سوطه وأقبل يذرع به فقلت في نفسي لحقه اللجاج
ثم دعاء المهندسين من وقته وأمرهم بخط الرماد فقلت له أظنك يا أمير المؤمنين أردت
معاندة الراهب وتكذيبه فقال لا والله ولكني كنت ملقبا بمقلاص وما ظننت أن أحدا عرف
ذلك غيري وذاك أننا كنا بناحية السراة في زمان بني أمية على الحال التي تعلم فكنت
أنا ومن كان في مقدار سني من عمومتي وإخوتي من الأيام وما أملك درهما واحدا فلم
أزل أفكر وأعمل الحيلة إلى أن أصبت غزلا لداية كانت لهم فسرقته ثم وجهت به فبيع لي
واشتري لي بثمنه ما احتجت إليه وجئت إلى الداية وقلت لها افعلي كذا واصنعي كذا
قالت من أين لك ما أرى قلت اقترضت دراهم من بعض أهلي ففعلت ما أمرتها به فلما
فرغنا من الأكل وجلسنا للحديث طلبت الداية الغزل فلم تجده فعلمت أني صاحبه وكان في
تلك الناحية لص يقال له مقلاص مشهور بالسرقة فجاءت ألى باب البيت الذي كنا فيه
فدعتني فلم أخرج إليها لعلمي أنها وقفت على ما صنعت فلما ألحت وأنا لا أخرج قالت
اخرج يا مقلاص الناس يتحذرون من مقلاصهم وأنا مقلاصي معي في البيت فمزح معي إخوتي
وعمومتي بهذا اللقب ساعة ثم لم أسمع به ألا منك الساعة فعلمت أن أمر هذه المدينة
يتم على يدي لصحة ما وقفت عليه ثم وضع أساس المدينة مدورا وجعلو قصره في وسطها
وجعل لها أربعة أبواب وأحكم سورها وفصيلها فكان القاصد إليها من الشرق يدخل من باب
خراسان والقاصد من الحجاز يدخل من باب الكوفة والقاص من المغرب يدخل من باب الشام
والقاصد من فارس والأهواز وواسط والبصرة واليمامة والبحرين يدخل من باب البصرة
قالوا فأنفق المنصور على عمارة بغداد ثمانية عشر ألف ألف دينار وقال الخطيب في
رواية إنه أنفق على مدينته وجامعها وقصر الذهب فيها والأبواب والأسواق إلى أن فرغ
من بنائها أربعة آلاف ألف وثمانمائة وثلاثة وثمانين ألف درهم وذاك أن الأستاذ من
الصناع كان يعمل في كل يوم بقيراط إلى خمس حبات والروزجاري بحبتين إلى ثلاث حبات
وكان الكبش بدرهم والحمل بأربعة دوانيق والتمر ستون رطلا بدرهم قال الفضل بن دكين
كان ينادي على لحم البقر في جبانة كندة تسعون رطلا بدرهم ولحم الغنم ستون رطلا
بدرهم والعسل عشرة أرطال بدرهم قال وكان بين كل باب من أبواب المدينة والباب الآخر
ميل وفي كل ساف من أسواف البناء مائة ألف لبنة واثنان وستون ألف لبنة من اللبن
الجعفري وعن ابن الشروي قال هدمنا من السور الذي يلي باب المحول قطعة فوجدنا فيها
لبنة مكتوبا عليها بمغرة وزنها مائة وسبعة عشر رطلا فوزناها فوجدناها كذلك
وكان المنصور كما ذكرنا بنى مدينته مدورة وجعل داره وجامعها في وسطها وبنى القبة
الخضراء فوق إيوان وكان علوها ثمانين ذراعا وعلى رأس القبة صنم على صورة فارس في
يده رمح وكان السلطان إذا رأى أن ذلك الصنم قد استقبل بعض الجهات ومد
الرمح نحوها علم أن
بعض الخوارج يظهر من تلك الجهة فلا يطول عليه الوقت حتى ترد عليه الأخبار بأن
خارجيا قد هجم من تلك الناحية قلت أنا هكذا ذكر الخطيب وهو من المستحيل والكذب
الفاحش وإنما يحكي مثل هذا عن سحرة مصر وطلسمات بليناس التي أوهم الأغمار صحتها
تطاول الأزمان والتخيل أن المتقدمين ما كانوا بني آدم فأما الملة الإسلامية فإنها
تجل عن مثل هذه الخرافات فإن من المعلوم أن الحيوان الناطق مكلف الصنائع لهذا
التمثال لا يعلم شيئا مما ينسب إلى هذا الجماد ولو كان نبيا مرسلا وأيضا لو كان
كلما توجهت إلى جهة خرج منها خارجي لوجب أن لا يزال خارجي يخرج في كل وقت لأنها لا
بد أن تتوجه إلى وجه من الوجوه والله أعلم قال وسقط رأس هذه القبة سنة 923 وكان
يوم مطر عظيم ورعد هائل وكانت هذه القبة تاج البلد وعلم بغداد ومأثرة من مآثر بني
العباس وكان بين بنائها وسقوطها مائة ونيف وثمانون سنة ونقل المنصور إبوابها من
واسط وهي أبواب الحجاج وكان الحجاج أخذها من مدينة بإزاء واسط تعرف بزندورد يزعمون
أنها من بناء سليمان بن داود عليه السلام وأقام على باب خراسان بابا جيء به من
الشام من عمل الفراعنة وعلى باب الكوفة بابا جيء به من الكوفة من عمل خالد القسري
وعمل هو بابا لباب الشام وهو أضعفها وكان لا يدخل أحد من عمومة المنصور ولا غيرهم
من شيء من الأبواب ألا راجلا إلا داود بن علي عمه فأنه كان متفرسا وكان يحمل في
محقة وكذلك محمد المهدي ابنه وكان تكنس الرحاب في كل يوم ويحمل التراب إلى خارج
فقال له عمه عبد الصمد يا أمير المؤمنين أنا شيخ كبير فلو أذنت لي أن أنزل داخل الأبواب
فلم يأذن له فقال يا أمير المؤمنين عدني بعض بغال الروايا التي تصل الرحاب فقال يا
ربيع بغال الروايا تصل إلى رحابي تتخذ الساعة قني بالساج من باب خراسان حتى تصل
إلى قصري ففعل ومد المنصور قناة من نهر دجيل الآخذ من دجلة وقناة من نهر كرخايا
الآخذ من الفرات وجرهما إلى مدينته في عقود وثيقة من أسفلها محكمة بالصاروج والآجر
من أعلاها فكانت كل قناة منها تدخل المدينة وتنفذ في الشوارع والدروب والأرباض
تجري صيفا وشتاء لا ينقطع ماؤها في شيء من الأوقات ثم أقطع المنصور أصحابه القطائع
فعمروها وسميت بأسمائهم وقد ذكرت من ذلك ما بلغني في مواضعه حسب ما قضى به ترتيب
الحروف وقد صنف في بغداد وسعتها وعظم رفعتها وسعة بقعتها وذكر أبو بكر الخطيب في
صدر كتابه من ذلك ما فيه كفاية لطالبه
فلنذكر الآن ما ورد في مدح بغداد ومن عجيب ذلك ما ذكره أبو سهل بن نوبخت قال أمرني
المنصور لما أراد بناء بغداد بأخذ الطالع ففعلت فإذا الطالع في الشمس وهي في القوس
فخبرته بما تدل النجوم عليه من طول بقائها وكثرة عمارتها وفقر الناس إلى ما فيها
ثم قلت وأخبرك خلة أخرى أسرك بها يا أمير المؤمنين قال وما هي قلت نجد في أدلة
النجوم أنه لا يموت بها خليفة أبدا حتيف أنفه قال فتبسم وقال الحمدلله على ذلك هذا
من فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ولذلك يقول عمارة بن عقيل بن
بلال بن جرير بن الخطفي أعاينت في طول من الأرض أو عرض كبغداد من دار بها مسكن
الخفض
صفا العيش في بغداد
واخضر عوده وعيش سواها غير خفض ولا غض تطول بها الأعمار إن غذاءها مريء وبعض الأرض
أمرأ من بعض قضى ربها أن لا يموت خليفة بها إنه ما شاء في خلقه يقضي تنام بها عين
الغريب ولا ترى غريبا بأرض الشام يطمع في الغمض فإن جزيت بغداد منهم بقرضها فما
أسلفت إلا الجميل من القرض وأن رميت بالهجر منهم وبالقلى فما أصبحت أهلا لهجر ولا
بغض وكان من أعجب العجب أن المنصور مات وهو حاج والمهدي ابنه خرج إلى نواحي الجبل
قمات بماسبذان بموضع يقال له الرد والهادي ابنه مات بعيساباد قرية أو محلة بالجانب
الشرقي من بغداد والرشيد مات بطوس والأمين أخذ في شبارته وقتل بالجانب الشرقي والمأمون
مات بالبذندون من نواحي المصيصة بالشام والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر وباقي
الخلفاء ماتوا بسامراء ثم انتقل الخلفاء إلى التاج من شرقي بغداد كما ذكرناه في
التاج وتعطلت مدينة المنصور منهم
وفي مدح بغداد قال بعض الفضلاء بغداد جنة الأرض ومدينة السلام وقبة الإسلام ومجمع
الرافدين وغرة البلاد وعين العراق ودار الخلافة ومجمع المحاسن والطيبات ومعدن
الظرائف واللطائف وبها أرباب الغايات في كل فن وآحاد الدهر في كل نوع وكان أبو
إسحاق الزجاج يقول بغداد حاضرة الدنيا وما عداها بادية وكان أبو الفرج الببغا يقول
هي مدينة السلام بل مدينة الإسلام فإن الدولة النبوية والخلافة الإسلامية بها
عششتا وفرختا وضربتا بعروقها وبسقتا بفروعهما وإن هواءها أغذى من كل هواء وماءها
أعذب من كل ماء وإن نسيمها أرق من كل نسيم وهي من الأقليم الاعتدالي بمنزلة المركز
من الدائرة ولم تزل بغداد موطن الأكاسرة في سالف الأزمان ومنزل الخلفاء في دولة
الإسلام وكان ابن العميد إذا طرأ عليه أحد من منتحلي العلوم والآداب وأراد امتحان
عقله سأله عن بغداد فإن فطن بخواصها وتنبه على محاسنها وأثنى عليها جعل ذلك مقدمة
فضله وعنوان عقله ثم سأله عن الجاحظ فإن وجد أثرا لمطالعة كتبه والاقتباس من نوره
والاغتراف من بحره وبعض القيام بمسائله قضى له بأنه غرة شادخة في أهل العلم
والآداب وإن وجده ذاما لبغداد غفلا عما يجب أن يكون موسوما به من الانتساب إلى
المعارف التي يختص بها الجاحظ لم ينفعه بعد ذلك شيء من المحاسن ولما رجع الصاحب عن
بغداد سأله ابن العميد عنها فقال بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد فجعلها مثلا
في الغاية في الفضل وقال ابن زريق الكاتب الكوفي سافرت أبغي لبغداد وساكنها مثلا
قد اخترت شيئا دونه الياس هيهات بغداد والدنيا بأجمعها عندي وسكان بغداد هم الناس
وقال آخر بغداد يا دار الملوك ومجتنى صنوف المنى يا مستقر المنابر
ويا جنة الدنيا ويا مجتنى الغنى ومنبسط الآمال عند المتاجر وقال أبو يعلى محمد بن الهبارية سمعت الشيخ الزاهد أبا إبراهيم إسحاق بن علي بن يوسف الفيروزأبادي يقول من دخل بغداد وهو ذو عقل صحيح وطبع معتدل مات بها أو بحسرتها وقال عمارة بن عقيل ابن بلال بن جرير ما مثل بغداد في الدنيا ولا الدين على تقلبها في كل ما حين ما بين قطربل فالكرخ نرجسة تندى ومنبت خيري ونسرين تحيا النفوس برياها إذا نفحت وخرشت بين أوراق الرياحين سقيا لتلك القصور الشاهقات وما تخفي من البقر الإنسية العين تستن دجلة فيما بينها فترى دهم السفين تعالى كالبراذين مناظر ذات أبواب مفتحة أنيقة بزخاريف وتزيين فيها القصور التي تهوي بأجنحة بالزائرين إلى القوم المزورين من كل حراقة تعلو فقارتها قصر من الساج عال ذو أساطين وقدم عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس إلى بغداد فرأى كثرة الناس بها فقال ما مررت بطريق من طرق هذه المدينة إلا ظننت أن الناس قد نودي فيهم ووجد على بعض الأميال بطريق مكة مكتوبا أيا بغداد يا أسفي عليك متى يقضى الرجوع لنا إليك قنعنا سالمين بكل خير وينعم عيشنا في جانبيك ووجد على حائط بجزيرة قبرص مكتوبا فهل نحو بغداد مزار فيلتقي مشوق ويحظى بالزيارة زائر إلى الله أشكو لا إلى الناس إنه على كشف ما ألقى من الهم قادر وكان القاضي أبو محمد الوهاب بن علي بن نصر المالكي قد نبا به المقام ببغداد فرحل إلى مصر فخرج البغداديون يودعونه وجعلوا يتوجعون لفراقه فقال والله لو وجدت عندكم في كل يوم مدا من الباقلى ما فارقتكم ثم قال سلام على بغداد من كل منزل وحق لها مني السلام المضاعف فوالله ما فارقتها عن قلى لها وإني بشطي جانبيها لعارف ولكنها ضاقت علي برحبها ولم تكن الأرزاق فيها تساعف وكانت كخل كنت أهوى دنوه وأخلاقه تنأى به وتخالف ولما حج الرشيد وبلغ زرود التفت إلى ناحية العراق وقال أقول وقد جزنا زرود عشية وكادت مطايانا تجوز بنا نجدا
على أهل بغداد السلام فإنني أزيد بسيري عن ديارهم بعدا وقال ابن مجاهد المقري رأيت أبا عمرو بن العلاء في النوم فقلت له ما فعل الله بك فقال دعني مما فعل الله بي من أقام ببغداد على السنة والجماعة ومات نقل من جنة إلى جنة وعن يونس بن عبد الأعلى قال قال لي محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه أيا يونس دخلت بغداد فقلت لا فقال أيا يونس ما رأيت الدنيا ولا الناس وقال طاهر بن المظفر بن طاهر الخازن سقى الله صوب الغاديات محلة ببغداد بين الخلد والكرخ والجسر هي البلدة الحسناء خصت لأهلها بأشياء لم يجمعن مذ كن في مصر هواء رقيق في اعتدال وصحة وماء له طعم ألذ من الخمر ودجلتها شطان قد نظما لنا بتاج إلى تاج وقصر إلى قصر ثراها كمسك والمياه كفضة وحصباؤها مثل اليواقيت والدر قال أبو بكر الخطيب أنشدني أبو محمد الباقي قول الشاعر دخلنا كارهين لها فلما ألفناها خرجنا مكرهينا فقال يوشك هذا أن يكون في بغداد قيل وأنشد لنفسه في المعنى وضمنه البيت على بغداد معدن كل طيب ومغنى نزهة المتنزهينا سلام كلما جرحت بلحظ عيون المشتهين المشتهينا دخلنا كارهين لها فلما ألفناها خرجنا مكرهينا وما حب الديار بنا ولكن أمر العيش فرقة من هوينا قال محمد بن علي بن حبيب الماوردي كتب إلي أخي من البصرة وأنا ببغداد طيب الهواء ببغداد يشوقني قدما إليها وإن عاقت معاذير وكيف صبري عنها بعدما جمعت طيب الهواءين ممدود ومقصور وقلد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر اليمن فلما أراد الخروج قال أيرحل آلف ويقيم إلف وتحيا لوعة ويموت قصف على بغداد دار اللهو مني سلام ما سجا للعين طرف وما فارقتها لقلى ولكن تناولني من الحدثان صرف ألا روح ألا فرج قريب ألا جار من الحدثان كهف لعل زماننا سيعود يوما فيرجع آلف ويسر إلف فبلغ الوزير هذا الشعر فأعفاه وقال شاعر يتشوق بغداد ولما تجاوزت المدائن سائرا وأيقنت يا بغداد أني على بعد
علمت بأن الله بالغ أمره وأن قضاء الله ينفذ في العبد وقلت وقلبي فيه ما فيه من جوى ودمعي جار كالجمان على خدي ترى الله يا بغداد يجمع بيننا فألقى الذي خلفت فيك على العهد وقال محمد بن علي بن خلف النيرماني فدى لك يا بغداد كل مدينة من الأرض حتى خطتي ودياريا فقد طفت في شرق البلاد وغربها وسيرت خيلي بينها وركابيا فلم أر فيها مثل بغداد منزلا ولم أر فيها مثل دجلة واديا ولا مثل أهليها أرق شمائلا وأعذب ألفاظا وأحلى معانيا وقائلة لو كان ودك صادقا لبغداد لم ترحل فقلت جوابيا يقيم الرجال الموسرون بأرضهم وترمي النوى بالمقترين المراميا في ذم بغداد قد ذكره جماعة من أهل الورع والصلاح والزهاد والعباد ووردت فيها أحاديث خبيثة وعلتهم في الكراهية ما عاينوه بها من الفجور والظلم والعسف وكان الناس وقت كراهيتهم للمقام ببغداد غير ناس زماننا فأما أهل عصرنا فأجلس خيارهم في الحش وأعطهم فلسا فما يبالون بعد تحصيل الحطام أين كان المقام وقد ذكر الحافظ أبو بكر أحمد بن علي من ذلك قدرا كافيا وكان بعض الصالحين أذا ذكرت عنده بغداد يتمثل قل لمن أظهر التنسك في النا س وأمسى يعد في الزهاد إلزم الثغر والتواضع فيه ليس بغداد منزل العباد إن بغداد للملوك محل ومناخ للقارىء الصياد من شائع الشعر في ذلك بغداد أرض لأهل المال طيبة وللمفاليس دار الضنك والضيق أصبحت فيها مضافا بين أظهرهم كأنني مصحف في بيت زنديق ويروى للطاهر بن الحسين قال زعم الناس أن ليلك يا بغ داد ليل يطيب فيه النسيم ولعمري ما ذاك إلا لأن خا لفها بالنهار منك السموم وقليل الرخاء يتبع الش دة عند الأنام خطب عظيم وكتب عبد الله بن المعتز إلى صديق له يمدح سر من رأى ويصف خرابها ويذم بغداد كتبت من بلدة قد أنهض الله سكانها وأقعد حيطانها فشاهد اليأس فيها ينطق وحبل الرجاء فيها يقصر فكأن عمرانها يطوى وخرابها ينشر وقد تمزقت بأهلها الديار فما يجب فيها حق جوار فحالها تصف للعيون الشكوى وتشير إلى ذم الدنيا على أنها وإن جفيت معشوقة السكنى وحبيبة المثوى
كوكبها يقظان وجوها عريان وحصباؤها جوهر ونسيمها معطر وترابها أذفر ويومها غداة وليلها سحر وطعامها هنيء وشرابها مريء لا كبلدتكم الوسخة السماء الومدة الماء والهواء جوها غبار وأرضها خبار وماؤها طين وترابها سرجين وحيطانها نزور وتشرينها تموز فكم من شمسها من محترق وفي ظلها من عرق صيقة الديار وسيئة الجوار أهلها ذئاب وكلامهم سباب وسائلهم محروم ومالهم مكتوم ولا يجوز إنفاقه ولا يحل خناقه حشوشهم مسايل وطرقهم مزابل وحيطانهم أخصاص وبيوتهم أقفاص ولكل مكروه أجل وللبقاع دول والدهر يسير بالمقيم ويمزج البؤس بالنعيم وله من قصيدة كيف نومي وقد حللت ببغ داد مقيما في أرضها لا أريم ببلاد فيها الركايا علي هن أكاليل من بعوض تحوم جوها في الشتاء والصيف دخا ن كثيف وماؤها محموم ويح دار الملك التي تنفح المس ك إذا ما جرى عليه النسيم كيف قد أقفرت وحاربها الده ر وعين الحياة فيها البوم نحن كنا سكانها فانقضى ذا لك عنا وأي شيء يدوم وقال أيضا أطال الهم في بغداد ليلى وقد يشقى المسافر أو يفوز ظللت بها على رغمي مقيما كعنين تعانقه عجوز وقال محمد بن أحمد بن شميعة البغدادي شاعر عصري فيها ود أهل الزوراء زور فلا تغترر بالوداد من ساكنيها هي دار السلام حسب فلا يط مع منها إلا بما قيل فيها وكان المعتصم قد سأل أبا العيناء عن بغداد وكان سيء الرأي فيها فقال هي يا أمير المؤمنين كما قال عمارة بن عقيل ما أنت يا بغداد ألا سلح إذا اعتراك مطر أو نفح وإن جففت فتراب برح وكما قال آخر هل الله من بغداد يا صاح مخرجي فأصبح لا تبدو لعيني قصورها وميدانها المذري علينا ترابها إذا شحجت أبغالها وحميرها وقال آخر أذم بغداد والمقام بها من بعدما خبرة وتجريب ما عند سكانها لمختبط خير ولا فرجة لمكروب يحتاج باغي المقام بينهم إلى ثلاث من بعد تثريب كنوز قارون أن تكون له وعمر نوح وصبر أيوب
قوم مواعيدهم مزخرفة بزخرف القول والأكاذيب خلوا سبيل العلى لغيرهم ونافسوا في الفسوق والحوب وقال بعض الأعراب لقد طال في بغداد ليلي ومن يبت ببغداد يصبح ليله غير راقد بلاد إذا ولى النهار تنافرت براغيثها من بين مثنى وواحد ديازجة شهب البطون كأنها بغال بريد أرسلت في مذاود وقرأت بخط عبيد الله بن أحمد جخجخ قال أبو العالية ترحل فما بغداد دار إقامة ولا عند من يرجى ببغداد طائل محل ملوك سمتهم في أديمهم فكلهم من حلية المجد عاطل سوى معشر جلوا وجل قليلهم يضاف إلى بذل الندى وهو باخل ولا غروان شلت يد الجود والندى وقل سماح من رجال ونائل إذا غطمط البحر الغطامط ماؤه فليس عجيبا أن تفيض الجداول وقال آخر كفى حزنا والحمد لله أنني ببغداد قد أعيت علي مذاهبي أصاحب قوما لا ألد صحابهم وآلف قوما لست فيهم براغب ولم أثو في بغداد حبا لأهلها ولا أن فيها مستفادا لطالب سأرحل عنها قاليا لسراتها وأتركها ترك الملول المجانب فإن ألجأتني الحادثات إليهم فأير حمار في حر ام النوائب وقال بعضهم يمدح بغداد ويذم أهلها سعيا لبغدا ورعيا لها ولا سقى صوب الحيا أهلها يا عجبا من سفل مثلهم كيف أبيحوا جنة مثلها وقال آخر إخلع ببغداد العذارا ودع التنسك والوقارا فلقد بليت بعصبة ما إن يرون العار عارا لا مسلمين ولا يهو د ولا مجوس ولا نصارى وقدم بعض الهجريين بغداد فاستوبأها وقال أرى الريف يدنو كل يوم وليلة وأزداد من نجد وساكنه بعدا ألا إن بغدادا بلاد بغيضة إلي وإن أمست معيشتها رغدا بلاد ترى الأرواح فيها مريضة وتزداد نتنا حين تمطر أو تندى وقال أعرابي مثل ذلك ألا يا غراب البين ما لك ثاويا ببغداد لا تمضي وأنت صحيح
ألا إنما بغداد دار
بلية هل الله من سجن البلاد مريح وقال أبو يعلى بن الهبارية أنشدني جدي أبو الفضل
محمد بن محمد لنفسه إذا سقى الله أرضا صوب غادية فلا سقى الله غيثا أرض بغداد أرض
بها الحر معدوم كأن لها قد قيل في مثل لا حر بالوادي بل كل ما شئت من علق وزانية
ومستحد وصفعان وقواد وقال أيضا أبو يعلى بن الهبارية أنشدني معدان التغلبي لنفسه
بغداد دار طيبها آخذ نسيمه مني بأنفاسي تصلح للموسر لا لامرىء يبيت في فقر وإفلاس
لو حلها قارون رب الغنى أصبح ذا هم ووسواس هي التي توعد لكنها عاجلة للطاعم الكاسي
حور وولدان ومن كل ما تطلبه فيها سوى الناس بغراز آخره زاي وقال بعضهم بطرسوس
وأحسبه المذكور بعده
بغراس بالسين مكان الزاي مدينة في لحف جبل اللكام بينها وبين أنطاكية أربعة فراسخ
على يمين القاصد إلى أنطاكية من حلب في البلاد المطلة على نواحي طرسوس قال
البلاذري وكانت أرض بغراس لمسلمة بن عبد الملك ووقفها على سبيل البر وكانت بيد
الإفرنج ففتحها صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة 485 وقد ذكره البحتري في شعر مدح
به أحمد بن طولون سيوف لها في عمر كل عدى ردى وخيل لها في دار كل عدى نهب علت فوق
بغراس فضاقت بما جنت صدور رجال حين ضاق بها الدرب ينسب إليها أبو عثمان سعيد بن
حرب البغراسي يروي عن عثمان بن خرزاد الأنطاكي وكان حافظا وأحمد ابن إبراهيم
البغراسي روى عن أبي بكر الآجري كتب عنه محمد بن بكر بن أحمد وغيره وقال الحافظ
أبو القاسم محمد بن إبراهيم بن القاسم أبو بكر البغراسي الحضرمي قدم دمشق وحدث في
سنة 414 عن أبي علي المحسن بن هبة الله الرملي سمع منه خلف بن مسعود الأندلسي
بغروند بفتح الواو وسكون النون والدال كذا وجدته مضبوطا بخط ابن برد الخيار وهو
بلد معدود في أرمينية الثالثة
بغشور بضم الشين المعجمة وسكون الواو وراء بليدة بين هراة ومرو الروذ شربهم من
آبار عذبة وزروعهم ومباطخهم أعذاء وهم في برية ليس عندهم شجرة واحدة ويقال لها بلغ
أيضا رأيتها في شهور سنة 616 والخراب فيها ظاهر وقد نسب إليها خلق كثير من العلماء
والأعيان منهم أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور
ابن شاهنشاه ابن بنت أحمد بن منيع بغوي الأصل ولد ببغداد سمع علي بن الجعد وخلف بن
هشام
البزاز وعبيد الله
بن محمد بن عائشة وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني في خلق من الأئمة روى عنه يحيى
ابن محمد بن صاعد وعبد الباقي بن قانع ومحمد بن عمر الجعابي والدارقطني وابن شاهين
وابن حيوية وخلق كثير وكان ثقة ثبتا مكثرا فهما عارفا وقيل إنما قيل له البغوي
لأجل جده أحمد بن منيع وأما هو فولد ببغداد وكان محدث العراق في عصره وإليه الرحلة
من البلاد وعمر طويلا وكانت ولادته سنة 312 ومات سنة 713 وإبو الأحوص محمد بن حيان
البغوي سكن بغداد روى عن مالك وهشيم روى عنه أحمد بن حنبل وغيره وتوفي سنة 722
والإمام أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي الفقيه العالم المشهور صاحب
التصانيف التي منها التهذيب في الفقه على مذهب الشافعي وشرح السنة وتفسير القرآن
وغير ذلك وكان يلقب محيي السنة وكان بمرو الروذ وبنج ده مات في شوال سنة 156
ومولده في جمادى الأولى سنة 334 وأخوه الحسن وكان أيضا من أهل العلم ذكره في
التحبير وقال كان رحمه الله رقيق القلب أنشد رجل ويوم تولت الأظعان عنا وقوض حاضر
وأرن حادي مددت إلى الوداع يدي وأخرى حبست بها الحياة على فؤادي فتواجد الحسن
والفراء وخلع ثيابه التي عليه ومات سنة 925
بغ هي التي قبلها يقال لها بغ وبغشور والنسبة إليها بغوي على غير قياس على إحداهما
روي عن أبي محمد الحسين بن بدر بن عبد الله مولى الموفق أنه قال قال لي عبد الله
بن محمد البغوي أنا من قرية بخراسان يقال لها بغاوة قلت وهذا ليس بصحيح فإن بغاوة
بخراسان لا تعرف وقد رأيت بغشور ورأيت أهلها وهم ينتسبون بغويين
بغلان آخره نون قال أبو سعد بغلان بلدة بنواحي بلخ وظني أنها من طخارستان وهي العليا
والسفلى وهما من أنزه بلاد الله على ما قيل بكثرة الأنهار والتفاف الأشجار وقيل
بين بغلان وبلخ ستة أيام منها قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله أبو رجاء
الثقفي مولاهم قال أحمد بن سيار بن أيوب كان قتيبة مولى الحجاج بن يوسف قال الخطيب
إنه من أهل بغلان قرية من قرى بلخ ذكر ابن عدي الجرجاني أن اسمه يحيى ولقبه قتيبة
وقال أبو عبد الله محمد بن مندة اسمه علي رحل إلى المدينة ومكة والشام والعراق
ومصر سمع مالك بن أنس والليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة وحماد بن زيد وأبا عوانة
وسفيان بن عيينة وغيرهم روى عنه أحمد بن حنبل وأبو خيثمة زهير بن حرب وأبو بكر ابن
أبي شيبة والحسن بن عرفة وأبو زرعة وأبو حاتم والبخاري ومسلم في صحيحيهما وخلق غير
هؤلاء وقدم بغداد وحدث بها سنة 126 فجاء أحمد ويحيى وقال قتيبة وكان أول خروجي سنة
271 وكنت يومئذ ابن ثلاث وعشرين سنة وكان قتيبة من الأئمة والثقات والمكثرين من
المال والبقر والغنم والإبل والجاه وحسن الخلق ثبتا فيما يروي صاحب سنة وجماعة
وكان قد كتب الحديث عن ثلاث طبقات وكل أثنى عليه بالجميل ووثقه وكان ينشد لولا
القضاء الذي لا بد مدركه والرزق يأكله الإنسان بالقدر
ما كان مثلي في
بغلان مسكنه ولا يمر بها إلا على سفر وقال عبد الله بن محمد البغوي مات قتيبة بن
سعيد بخراسان بقرية من رستاق بلخ تدعى بغلان وكان أقام بها ونزل بلخ وكانت وفاته
في سنة 042 لليلتين خلتا من شعبان ومولده سنة 841 وقال غيره سنة 051
بغوخك الخاء معجمة مفتوحة وكاف من قرى نيسابور منها أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد
بن سليمان البغوخكي النيسابوري توفي سنة 923
بغولن بضم الغين وسكون الواو وفتح اللام ونون قال أبو سعد وظني أنها من قرى
نيسابور منها أبو حامد أحمد بن إبراهيم بن محمد الفقيه الزاهد البغولني من أصحاب
أبي حنيفة نيفا وستين سنة سمع بنيسابور والعراق وتوفي في سابع عشر شهر رمضان سنة
383
بغيبغة بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وباء موحدة مكسورة وغين أخرى كأنه تصغير البغبغة
وهو ضرب من الهدير والبغيبغة البئر القريبة الرشاء قال الراجز يا رب ماء لك
بالأجيال بغيبغ ينزع بالعقال أجبال طي الشمخ الطوال طمى عليه ورق الهدال وقال ابن
الأعرابي البغيبغ ماء كان قامة أو نحوها قال محمد بن يزيد في كتاب الكامل رووا أن
علي ابن أبي طالب رضي الله عنه لما أوصى إلى ابنه الحسن في وقف أمواله وأن يجعل
فيها ثلاثة من مواليه وقف فيها عين أبي نيزر والبغيبغة قال وهذا غلط لأن وقفه هذين
الموضعين كان لسنتين من خلافته قلت أنا وسنذكر عين أبي نيزر في باب العين من
كتابنا هذا ونذكر صورة الكتاب الذي كتب في وقفها وتحدث الزبيريون أن معاوية كتب
ألى مروان بن الحكم وهو والي المدينة أما بعد فإن أمير المؤمنين قد أحب أن يرد
الألفة ويسل السخيمة ويصل الرحم فإذا وصل إليك كتابي فاخطب إلى عبد الله بن جعفر
ابنته أم كلثوم على يزيد ابن أمير المؤمنين وارغب له في الصداق فوجه مروان إلى عبد
الله بن جعفر فقرأ عليه كتاب معاوية وعرفه ما في الألفة من أصلاح ذات البين قال
عبيد الله إن خالها الحسين بينبع وليس ممن يفتأت عليه فأنظرني إلى أن يقدم وكانت
أمها زينب بنت علي ابن أبي طالب رضي الله عنه فلما قدم الحسين ذكر له ذلك عبد الله
بن جعفر فقام من عنده ودخل على الجارية وقال يا بنية إن ابن عمك القاسم ابن محمد
بن جعفر بن أبي طالب أحق بك ولعلك ترغبين في كثرة الصداق وقد نحلتك البغيبغات فلما
حضر القوم للأملاك تكلم مروان فذكر معاوية وما قصده من صلة الرحم وجمع الكلمة
فتكلم الحسين وزوجها من القاسم بن محمد فقال أنت بدأت
خطب أبو محمد الحسن بن علي عائشة بنت عثمان بن عفان فاجتمعنا لذلك فتكلمت أنت
وزوجتها من عبد الله بن الزبير فقال مروان ما كان ذاك فالتفت الحسين إلى محمد ابن
حاطب وقال أنشدك الله أكان ذاك فقال اللهم نعم فلم تزل هذه الضيعة في يدي بني عبد
الله بن جعفر من ناحية أم كلثوم يتوارثونها حتى استخلف
المأمون فذكر ذلك
له فقال كلا هذه وقف علي ابن أبي طالب على ولد فاطمة فانتزعها من أيديهم وعوضهم
عنها وردها إلى ما كانت عليه
بغيث بلفظ تصغير بغث آخره ثاء مثلثة والأبغث المكان الذي فيه رمل وهو أيضا مثل
الأغبر في الألوان وبغث وبغيث اسم واديين في ظهر خيبر لهما ذكر في بعض الأخبار
وهناك قريتان يقال لهما برق وتعنق في بلاد فزارة
بغيديد تصغير بغداد في ثلاثة مواضع أحدها من نواحي بغداد فيما أحسب كان منها شاعر
عصري يقيم بالحلة المزيدية والنيل وتلك النواحي كان جيدا في الهجاء
و بغيديد بليدة بين خوارزم والجند من نواحي تركستان مشهور عندهم و بغيديد من قرى
حلب
بغية كأنه تصغير البغية وهي الحاجة عين ماء
باب الباء والقاف وما يليهما
بقابوس بالفتح وبعد الألف باء أخرى مضمومة وواو ساكنة سين مهملة من قرى بغداد ثم
من نهر الملك منها أبو بكر عبد الله بن مبادر بن عبد الله الضرير البقابوسي إمام
مسجد يانس بالريحانيين ببغداد سمع عبد الخالق بن يوسف وسعيد بن البناء وأبا بكر
والزغفراني سمع منه أقرانة ومات سنة وقد نيف على السبعين
بقار بفتح أوله وتشديد ثانيه يقال بقر الرجل يبقر إذا حسر وأعيا فكأن هذا المعنى
يعني سالكه قيل هو واد وقيل رملة معروفة وقيل موضع برمل عالج قريب من جبلي طيء قال
لبيد فبات السيل يركب جانبيه من البقار كالعمد النقال وقال الحازمي البقار رمل
ينجد وقيل بناحية اليمامة قال الأعشى تصيف رملة البقار يوما فبات بتلك يضربه
الجليد وقال الأبيرد بن هرثمه العذري وكان تزوج امرأة وساق إليها خمسين من الإبل
وإني لسمح إذ أفرق بيننا بأكثبة البقار يا أم هاشم فأفنى صداق المحصنات إفالها فلم
يبق إلا جلة كالبراعم وفنة البقار جبيل لبني أسد وينشد كأنهم تحت السنور فتنة
البقار
جمع بقعة موضع يقال له بقاع كلب قريب من دمشق وهو أرض واسعة بني بعلبك وحمص ودمشق
فيها قرى كثيرة ومياه غزيرة نميرة وأكثر شرب هذه الضياع من عين تخرج من جبل يقال
له العين عين الجر وبالبقاع هذه قبر الياس النبي عليه السلام وفي ديوان الأدب
للغوري بقاع أرض بوزن قنطام
البقال بالتشديد موضع بالمدينة قال الزبير بن بكرا في ذكر طلحة بن عبد الرحمن
القرشي من ولد البحتري بن هشام وكان في صحابة أبي العباس السفاح قال وداره
بالمدينة الى جنب بقيع الزبير بالبقال
بقدس بالفتح ثم السكون وفتح الدال والسن ومهملة مدينة بجزيرة صقلية
بقران بثلاث فتحات
وقد تكسر القاف وربما سكنت من مخاليف اليمن لبني نجيد يجتلب منه الجزع البقراني
وهو أجود أنواعه قالوا وقد يبلغ الفص منه مائة دينار قلت لعل هذا كان قديما فأما
في زماننا فما رأيت ولا سمعت جزع بلغ دينارا قط ولو انتهت غايته في الحسن الى أقصى
مداها وقد ذكر في مخاليف الطائف بقران
بقر بالتحريك موضع قرب خفان وقرون بقر في ديار بني عامر المجاورة لبني الحارث بن
كعب كانت فيه وقعة وذو بقر واد بين أخيلة الحمى حمى الربدذة قال الشاعر إلا كدار
كم بذي بقر الحمى هيهات ذو بقر من المزدار وقال القحيف العقيلي فيا عجبا مني ومن
طارق الكرى إذا منع العين الرقاد وسهدا ومن عبره جاءت شابيب إن بدا بذي بقر آيات
ربع تأبدا
بقرة بالتحريك ماءة عن يمين الحوأب لبني كعب ابن عبد من بني كلاب وعندها الهروة
وبها معدن الذهب
بقطاطس من قرى حمص لها ذكر في التاريخ
بقطر بسكون القاف قرية بالصعيد من كورة الأسيوطية بقطر بضم أوله والقاف موضع
بالصعيد وهو على شاطىء مدينة قفط على شرقي النيل
بقعاء بالمد وأوله مفتوح يقال سنة بعقاء أي مجدبة وبقعاء اسم قرية من قرى اليمامة
لا تدخله الأف واللام وقيل بقعاء ماء مر لبني عبس وقال أبو عبيدة البقعاء والجوفاء
وتلعه مياه لبني سليط واسم سليط كعب بن الحارث بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد
مناة بن تميم قال جرير وقد كان في بقعاء ري لشائكم وتلعة والجوفاء يجري غديرها
وتزوجت امرأة من بني عبس في بني أسد ونقلها زوجها الى ماء لهم يقال له لينة وهو
موصوف بالعذوبة والطيب وكان زوجها عنيانا ففركته واجتوت الماء فاختلعت منه وتزوجها
رجل من أهل بقعاء فأرضاها فقالت فمن يهد لي من ماء بقعاء شربة فإن له من ماء لينة
أربعا لقد زادني وجدا ببقعاء أنني وجدت مطايانا بلينة ظلعا فمن مبلغ تربي بالرمل
أنني بكيت فلم أترك لعيني مدمعا وبقعاء الموضع الذي خرج إليه أبو بكر الصديق رضي
الله عنه لتجهيز المسلمين لقتال أهل الردة وهو تلقاء نجد على أربعة وعشرين ميلا من
المدينة قال الواقدي وبقعاء هو ذو القصة وبقعاء المسالح موضع آخر ذكره ابن مقبل
فقال رأينا ببقعاء المسالح دوننا من الموت جون ذو غوارب أكلف وقال مخيس بن أرطأة
الأعرجي لرجل من بني حنيفة يقال له يجيى وكان أبصر امرأة في قرية من قرى
اليمامة يقال له
بقعاء عرضت نصيحة مني ليحيى فقال غششتني والنصح مر وما بي أن أكون أعيب يحيى ويحيى
طاهر الأثواب بر ولكن قد أتاني أن يحيى يقال عليه في بقعاء شر فقلت له تجنب كل شيء
يعاب عليك إن الحر حر وقال أبو زياد في نوادره ولبني عقيل بقعاء وبقيع يخالطن مهرة
في ديارها قال وبين ذنب الخليف الذي سميت لك الى بقعاء من بلاد مهرة في بلاد عقيل
لم يخالطها أحد في ديارها مسيرة شهر ونصف وقال الأصمعي في كتاب الجزيرة ولبني نصر
بن معاوية بجانب ركبة بقعاء بين الحجاز وبين ركبة وهي من أرض ركبة والبقعاء كورة
كبيرة من ارض الموصل وهي بين الموصل ونصيبين قصبتها برقعيد فيها قرى كثيرة بناءها
كلها قباب وبقعاء العيس من كورة منبج وهي من بداية على الفرات الى نهر الساجور
وبقعاء ربيعة من كور منبج أيضا وهي من نهر الساجور الى أن تتصل باعمال حلب وقال
أبو عبيد السكوني بقعاء قرية بأجإ لجديلة طيء ثم لبني قرواش منهم
بقعان بالضم وآخره نون اسم موضع وقيل قرية وقال عدي بن زيد تصيف الحزن فانجابت
عقيقته فيها خناف وتقريب بلا يتم ينتاب بالعرق من بقعان معهده ماء الشريعة أو فيضا
من الأجم
بقع بالضم موضع بالشام من ديار كلب بن وبرة وهناك استقر طليحة بن خويلد الأسدي
المتنبىء لما هرب يوم بزاخة والبقع أيضا اسم بئر بالمدينة وقال الواقدي البقع من
السقيا التي بنقب بني دينار كذا قيده غير واحد من الأئمة
بقلار بضم أوله وثانيه وتشديد اللام وراء موضع بثغر أذربيجان قال أبو تمام ولم يبق
في أرض البقلار طائر ولا سبع إلا وقد بات مؤلما
بقلان بالضم ثم السكون وآخره نون صقع دون زبيد وحده من قباء الى سهام من ناحية
الكدراء وكان ابن الزبير قد ولى عبد الله بن عبد الرحمن بن الوليد المخزومي ويعرف
بالأزرق بلاد اليمن فوفد عليه أبو دهبل الجمحي فمدحه فأفضل عليه ثم بلغه أنه عزل
فقال يا حار إني لما بلغتني أصلا مرنح من ضمير الوجد معمود نخاف عزل امرىء كنا نعيش
به معروفه إن طلبنا العرف موجود حتى الذي بين عسفان الى عدن لحب لمن يطلب المعروف
أخدود إن تغد من منقلي بقلان مرتحلا يرحل عن اليمن المعروف والجود
بقنس بثلاث كسرات والنون مشددة من قرى البلقاء من أرض الشام كانت لأبي سفيان صخر
ابن حرب أيام كان يتجر الى الشام ثم صارت لولده بعده كذا في كتاب نصر
بقة بالفتح وتشديد
القاف واحدة البق اسم موضع قريب من الحيرة وقيل حصن كان على فرسخين من هيت كان
ينزله جذيمة الأبرش ملك الحيرة وإياه أراد قصير وقد استشاره جذيمة بعد فوات الأمر
وكان أشار عليه أن لا يمضي الى الزباء فلم يطعمه فلما قرب منها وأحاط به عساكرها
قال جذيمة ما الرأي يا قصير فقال له ببقة خلفت الرأي فضربت العرب ذلك مثلا فقال
نهشل بن حري ومولى تعصاني واستبد برأيه كما لم يطلع بالبقتين قصير فلما رأى ما غب
أمري وأسره وناءت بأعجاز الأمور صدور عنى نئيشا أن يكون أطاعني وقد حدثت بعد
الأمور أمور يقال فعل ذلك نئيشا اي أخيرا بعدما قال والتنأش التأخر قال عدي بن زيد
ألا يا أيها المثري المزجي ألم تسمع بخطب الأولينا دعا بالبقة الأمراء يوما جذيمة
عام ينجوهم ثبينا فلم ير غير ما ائتمورا سواه فشد برحلته السفر الوضينا فطاوع
أمرهم وعصى قصيرا وكان يقول لو نفع اليقينا وذكر قصة جذيمة والزباء بطولها
بقيرة بالفتح ثم الكسر مدينة في شرقي الأندلس معدودة في اعمال تطيلة بينهما أحد
عشر فرسخا وبقيرة أيضا حصن من أعمال رية
بقيع الغرقد بالغين المعجمة أصل البقيع في اللغة الموضع الذي فيه أروم الشجر من
ضروب شتى وبه سمي بقيع الغرقد والغرقد كبار العوسج قال الراجز ألفن ضالا ناعما
وغرقدا وقال الخطيم العكلي أواعس في برث من الأرض طيب وأودية ينبتن سدرا وغرقدا
وهو مقبرة أهل المدينة وهي داخل المدينة قال عمرو بن النعمان البياضي يرثي قومه
وكانوا قد دخلوا حديقة من حدائقهم في بعض حروبهم وأغلقوا بابها عليهم ثم اقتتلوا
لم يفتح الباب حتى قتل بعضهم بعضا فقال في ذلك خلت الديار فسدت غير مسود ومن
العناء تفردي بالسودد أين الذين عهدتهم في غبطة بين العقيق الى بقيع الغرقد كانت
لهم أنهاب كل قبيلة وسلاح كل مدرب مستنجد نفسي الفداء لفتيه من عامر شربوا المنية
في مقام أنكد قوم هم سفكوا دماء سراتهم بعض ببعض فعل من لم يرشد يا للرجال لعثرة
من دهرهم تركت منازلهم كأن لم تعهد وهذا الأبيات الحماسة منسوبة الى رجل من خثعم
وفي أولها زيادة على هذا وقال الزبير أعلى أودية العقيق البقيع وأنشد لأبي قطيفة
ليت شعري وأين مني
ليت أعلى العهد يلبن فبرام أم كعهدي العقيق أم غيرته بعد الحادثات والأيام
وبقيع الزبير أيضا بالمدينة فيه دور ومنازل وبقيع الخيل بالمدينة ايضا عند دار زيد
بن ثابت
وبقيع الخبجبة بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة وفتح الجيم وباء أخرى ذكره في سن
أبي داود والخبجبة شجر عرف به هذا الموضع فال ذلك السهيلي في شرح السيرة وهو غريب
لم أجده لغيره والرواة على أنه بجيمين
بقيع بلفظ التصغير موضع من ديار بني عقيل وراء اليمامة متاخم لبلاد اليمن له ذكر
في أشعارهم وبقيه أيضا ماء لبني عجل
بقيقا من قرى الكوفة كانت بها وقعة للخوارج وكان مصعب قد استخلف على الكوفة الحارث
بن عبد الله بن أبي ربيعة القباع فبلغه أن قطري بن الفجاءة سار الى المدائن فخرج
إليه القباع فكان مسيره من الكوفة الى باجوا شهرا فقال عند ذلك بعض الشعراء سار
بنا القباع سيرا ملسا بين بقيقا وبديقا خمسا قال وفيما بينهما نحو ميلين وقال أيضا
سار بنا القباع سيرا نكرا يسير يوما ويقيم شهرا
باب الباء والكاف وما يليهما
بكار بالفتح وتشديد الكاف كأنه نسبة صانع البكر أو بائعها كعطار ونجار قرية من قرى
شيراز من أرض فارس
بكاس بتخفيف الكاف قلعة من نواحي حلب على شاطىء العاصي ولها عين تخرج من تحتها
بينها وبين ثغور المصيصة تقابلها قلعة أخرى يقال لها الشغر بينهما واد كالخندق
يقال له الشغر
وبكاس معطوف ولا يكادون يفردون واحدة منهما وهي في أيامنا هذه لصاحب حلب الملك
العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب
بكراباذ قال الإصطخري جرجان قطعتان إحداهما المدينة والأخرى بكراباذ وبينهما نهر
يجري يحتمل أن تجري فيه السفن ينسب إليه البكراوي والبكراباذي منها أبو سعيد بن
محمدة البكراوي وفي الفيصل سعيد بن محمد ويقال البكراباذي سمع يعقوب بن حميد بن
كاسب روى عنه الحافظ أبو أحمد بن عدي وأبو الفتح سهل بن علي بن أحمد البكراباذي
الفقيه الجرجاني البكراباذي الحنفي رأس أصحاب أبي حنيفة في زمانه روى الحديث عن
أحمد بن يوسف البحيري وغيره وتوفي سنة 336 وغيرهم
البكرات ذكرت مع البكرة بعد هذا
البكرن بسكون الكاف موضع بناحية ضرية وبين ضرية والمدينة سبع ليال
بكرد بالفتح ثم الكسر وسكون الراء ودال مهملة قرية من قرى مرو منها على ثلاثة
فراسخ ينسب إليها سلام البكردي توارى يزيد النحوي في داره فأخرجه أبو مسلم منها
وأمر بضرب عنقه مع يزيد النحوي
بكر بسكون الكاف
واد في ديار طيء قرب رمان
بكر بضمتين من مشهور قلاع صنعاء وبالقرب منها قلعة يقال لها ظفر وهما أبعد قلاع
صنعاء عنها
البكرة بسكون الكاف ماءة لبني ذويبة من الضباب وعندها جبال شمخ سود يقال لها
البكرات وقال الأصمعي في قول امرىء القيس عرفت ديار الحي بالبكرات فعارمة فبرقة
العيرات أرانيها أعرابي فقال هل لك في البكرات التي ذكرها امرؤ القيس فإذا قارات
رؤسها شاخصة قال الأصمعي بين عاقل وبين هذه الأرضين أيام وفراسخ ولم يعرفها ابن
الكلبي وقال ابن أبي حفصة البكرات ماء لضبة بأرض اليمامة وهي قارات بأسفل الوشم
قال جرير شع هل رام جو سويقتين مكانه أبو أبكر البكرات أو تعشار بكسرائيل بكسر
أوله وثانيه وسكون السين وراء وألف وهمزة وياء
ولام حصن من سواحل حمص مقابل جبلة في الجبل
بكمزة بالفتح والزاي قرية بينها وبين بعقوبا نحو فرسخين كان بينها وبين بعيقبة
الوقعة المشهورة بين المقتفي لأمر الله والبقش كون خر أحد الأمراء من قبل السلطان
أرسلان شاه بن طغرل بن محمد بن ملك شاه فانهزم البقش وأرسلان شاه وحزبهم وغنم عسكر
المقتفي معسكرهم ورجع المقتفي إلى بغداد غانما وذلك في سنة 945 ويقال لها بجمزا
وقد ذكرت
بكيون لم يتحقق لنا ضبطه لكن أبا سعد كذا صوره وقال البكيوني هو أبو زكرياء يحيى
بن جعفر بن أعين الأزدي البيكندي البكري سكن قرية بكيون صاحب كتاب التفسير وغيره
من المصنفات سمع سفيان بن عيينة وغيره روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري وغيره
بكة هي مكة بيت الله الحرام أبدلت الميم باء وقيل بكة بطن مكة وقيل موضع البيت
المسجد ومكة وما وراءه وقيل البيت مكة وما ولاه بكة وقال ابن الكلبي سميت مكة
لأنها بين جبلين بمنزلة المكوك وقال أبو عبيدة بكة اسم لبطن مكة وذلك أنهم كانوا
يتباكون فيه أي يزدحمون وروي عن مغيرة عن إبراهيم قال مكة موضع البيت وبكة موضع
القرية وقال عمرو بن العاص إنما سميت بكة لأنها تبك أعناق الجبابرة وقال يحيى بن
أبي أنيسة بكة موضع البيت ومكة الحرم كله وقال زيد بن أسلم بكة الكعبة والمسجد
ومكة ذو طوى وهو بطن مكة الذي ذكره الله تعالى في القرآن في سورة الفتح وقيل بكة
لتباك الناس بأقدامهم قدام الكعبة
بكيل بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ولام مخلاف بكيل من مخاليف اليمن يضاف إلى بكيل
ابن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان ومن بطون بكيل ثور واسمه زيد بن مالك بن معاوية
بن دومان بن بكيل وأرحب واسمه مرة ومرهبة
وعميرة ذو الشاول بطون بنو دعام بن مالك ابن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل كل
هؤلاء بطون في بكيل منهم أبو السفر سعيد بن محمد الثوري البكيلي روي عن ابن عباس
والبراء
ابن عازب وسعيد بن
جبير وغيرهم وينسب إلى هذا المخلاف الأديب علي بن سليمان الملقب بحيدرة له تصانيف
في النحو والأدب عصري مات في سنة 995 قال عمارة في تاريخه ومن بلاد بكيل يبتاع
السم الذي يقتل به الملوك وفي بلاد بكيل وحاشد أقوام معروفون باتخاذه
تنبت شجرة في بقعة من الأرض ليست إلا لهم وهي حصونهم وهم يحتفظون بها ويشحون عليها
كما يحتفظ في الديار المصرية بالشجر الذي منه دهن البلسان وأوفى وكل من مات من
ملوك بني نجاح ووزرائهم فمن سمهم مات
باب الباء واللام وما يليهما
بلاباذ بالباء الأخرى قرية في شرقي الموصل من أعمال نينوى بينها وبين الموصل رحلة
خفيفة تنزلها القفول وبها خان للسبيل وهي بين الموصل والزاب
البلاثق بالفتح والثاء المكسورة مثلثة وقاف موضع في بلاد بني سعد قال مالك بن
نويرة وكان قد سابق بفرس يقال له نصاب وكان سبقاه في هذا الموضع فقال جلا عن وجوه
الأقربين غبارة نصاب غداة النقع نقع البلاثق بلاد بوزن قطام وحذام ورواه بعضهم
بكسر الباء بلد قريب من حجر اليمامة قال أبو عبيدة أجود السهام التي وصفها العرب
في الجاهلية سهام بلاد وسهام يثرب بلدان عند اليمامة وأنشد للأعشى أنى تذكر ودها
وصفاءها سفها وأنت بصوة الأثماد منعت قياس الماسخية رأسه بسهام يثرب أو سهام بلاد
وقال الحفصي بلاد محارث باليمامة وقال عمارة وغداة بطن بلاد كان بيوتكم ببلاد أنجد
منجدون وغاروا وبذي الأراكة منكم قد غادروا جيفا كأن رؤوسها الفخار بلاساغون السين
مهملة والغين معجمة بلد عظيم في ثغور الترك وراء نهر سيحون قريب من كاشغر ينسب
إليه جماعة منهم أبو عبد الله محمد بن موسى البلاساغوني يعرف بالترك تفقه ببغداد
على القاضي أبي عبد الله الدامغاني الحنفي وقصد الشام فولي قضاء البيت المقدس ثم
قضاء دمشق ولم تحمد سيرته روي عن القاضي الدامغاني وكان غاليا في التعصب لمذهب أبي
حنيفة والوقيعة في مذهب الشافعي
قال الحافظ أبو القاسم سمعت أبا الحسن بن قبيس الفقيه يسيء الثناء عليه ويقول إنه
كان يقول لو كان لي ولاية لأخذت من أصحاب الشافعي الجزية وما بدمشق سنة 056
بلاسكرد ويروى بالزاي مكان السين قرية بين إربل وأذربيجان
بلاس بالفتح والسين مهملة بلد بينه وبين دمشق عشرة أميال قال حسان بن ثابت لمن
الدار أقفرت بمعان بين شاطىء اليرموك فالصمان فالقريات من بلاس فدار يا فسكاء
فالقصور الدواني و بلاس أيضا ناحية بين واسط والبصرة يسكنها قوم من العرب لهم خيل
موصوفة بالكرم والجودة
بلاشجرد الشين
معجمة والجيم مكسورة من قرى مرو بينهما أربعة فراسخ أنشأها الملك بلاش ابن فيروز
أحد ملوك الفرس في الجاهلية
بلاص بالفتح وتشديد اللام والصاد مهملة قرية بالصعيد تجاه قوص من الجانب الغربي ودير
البلاص قرية إلى جانبها كذا يروى
البلاط يروى بكسر الباء وفتحها وهو في مواضع منها بيت البلاط من قرى غوطة دمشق
ينسب إليها جماعة منهم أبو سعيد مسلمة بن علي البلاطي سكن مصر وحدث بها ولم يكن
عندهم بذاك في الحديث توفي بمصر قبل سنة 091 كان آخر من حدث عنه محمد بن رمح وقال
الحافظ أبو القاسم في تاريخه مسلمة بن علي بن خلف أبو سعيد الخشني البلاطي من بيت
البلاط من قرى دمشق بالغوطة روى عن الأوزاعي والأعمش ويحيى بن الحارث ويحيى ابن
سعيد الأنصاري وذكر جماعة روى عنه عبد الله بن وهب المصري وعبد الله بن عبد الحكم
المصري وذكر جماعة أخرى ويسرة بن صفوان بن حنبل اللخمي البلاطي من أهل قرية البلاط
كذا قال أبو القاسم ولم يقل بيت البلاط فلعلهما اثنتان من قرى دمشق روى عن إبراهيم
بن سعد الزهري وعبد الرزاق بن عمر الثقفي وأبي عمر حفص بن سليمان البزاز وحديج بن
معاوية وأبي عقيل يحيى بن المتوكل وعبد الله بن جعفر المدائني وهشيم بن بشير
وعثمان ابن أبي الكتاب وفليح بن سليمان المدني وأبي معشر السندي وشريك بن عبد الله
النخعي وفرج بن فضالة روى عنه ابنه سعدان البخاري وأبو زرعة الدمشقي ويزيد بن محمد
بن عبد الصمد وعباس بن عبد الله الترقفي وموسى بن سهل الرملي وأبو قرصافة محمد ابن
عبد الوهاب العسقلاني وغيرهم ومات في سنة 126 عن 401 سنين لأن مولده في سنة 211 و
منها البلاط مدينة عتيقة بين مرعش وأنطاكية يشقها النهر الأسود الخارج من الثغور
وهي مدينة كورة الحوار خربت وهي من أعمال حلب و منها البلاط موضع بالقسطنطينية
ذكره أبو فراس الحمداني وغيره في أشعارهم لأنه كان محبس الأسراء أيام سيف الدولة
بن حمدان وقد ذكره أبو العباس الصفري شاعر سيف الدولة وكان محبوسا وضربه مثلا
أراني في حبسي مقيما كأنني ولم أغز في دار البلاط مقيم ومنها بلاط عوسجة حصن
بالأندلس من أعمال شنتبرية و منها البلاط موضع بالمدينة مبلط بالحجارة بين مسجد
رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين سوق المدينة حدث إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن
سعيد بن عائشة مولى آل المطلب بن عبد مناف قال خرجت امرأة من بني زهرة في حق فرآها
رجل من بني عبد شمس من أهل الشام فأعجبته فسأل عنها فنسبت له فخطبها إلى أهلها
فزوجوه على كره منها وخرج بها إلى الشام مكرهة فسمعت منشدا لقول أبي قطيفة عمرو بن
الوليد بن عقبة بن أبي معيط وهو يقول ألا ليت شعري هل تغير بعدنا جبوب المصلى أم
كعهدي القرائن وهل أدؤر حول البلاط عوامر من الحي أم هل بالمدينة ساكن إذا برقت
نحو الحجاز سحابة دعا الشوق منها برقها المتيامن
فلم أتركها رغبة عن
بلادها ولكنه ما قدر الله كائن أحن إلى تلك الوجوه صبابة كأني أسير في السلاسل
راهن قال فتنفست بين النساء ووقعت فإذا هي ميتة قال سعيد بن عائشة فحدثت بهذا
الحديث عبد العزيز بن ثابت الأعرج فقال أتعرفها قلت لا قال هي والله عمتي حميدة
بنت عمر بن عبد الرحمن بن عوف وهذا البلاط هو المذكورة في حديث عثمان أنه أتي بماء
فتوضأ بالبلاط وقد ذكر هذا البلاط في غير شعر ولعلي آتي بشيء منه في ضمن ما يأتي
بلاطنس بضم الطاء والنون والسين مهملة حصن منيع بسواحل الشام مقابل اللاذقية من
أعمال حلب
بلاطة بالضم قرية من أعمال نابلس من أرض فلسطين يزعم اليهود أن نمرود بن كنعان
فيها رمى إبراهيم عليه السلام إلى النار وبها عين الخضر وبها دفن يوسف الصديق عليه
السلام وقبره بها مشهور عند الشجرة وأما إبراهيم والنمرود فالصحيح عند العلماء أنه
كان بأرض بابل من أرض العراق وموضع النار هناك معروف الله أعلم
بلاق بالكسر وآخره قاف بلد في آخر عمل الصعيد وأول بلاد النوبة كالحد بينهما
بلاكث بالفتح وكسر الكاف والثاء المثلثة قال محمد بن حبيب بلاكث وبرمة عرض من
المدينة عظيم وبلاكث قريب من برمة قال يعقوب بلاكث قارة عظيمة فوق ذي المروة بينه
وبين ذي خشب ببطن إضم وبرمة بين خيبر ووادي القرى وهي عيون ونخل لقريش قال كثير
نظرت وقد حالت بلاكث دونهم وبطنان وادي برمة وظهورها وقال أيضا بينما نحن من بلاكث
بالقا ع سراعا والعيس تهوي هويا خطرت خطرة على القلب من ذك را وهنا فما استطعت
مضيا قلت لبيك إذ دعاني لك الشو ق وللحاديين حثا المطيا البلاليق جمع بلوقة وهي
فجوات في الرمل تنبت الرخامى وغيره وهو بقل موضع بين تكريت والموصل ويقال لها
البلاليج بالجيم موضع القاف و البلاليق أيضا موضع فيه نخل وروض من نواحي اليمامة
قال الفرزدق فرب ربيع بالبلاليق قد رعت بمستن أغياث بعاق ذكورها بلبل بوزن سلسال
موضع
بلبد بالدال المهملة في آخره مدينة بين برقة وطرابلس حيث قتل محمد بن الأشعث أبا
الخطاب الأباضي كذا عن نصر
بلبل بتكرار الباء مفتوحة واللام موقف من مواقف الحاج وقيل جبل
بلبول بوزن ملمول جبل بالوشم من أرض اليمامة عن ابن السكيت وفيه روضة ذكرت في
الرياض وشاهدها وقال الحفصي بلبول جبل وقال أبو زياد بلبول جبل باليمامة في بلاد
بني تميم ويوم بلبول من أيام العرب قال النميري
سخرت مني التي لو
عبتها لم تعد تسخر بعدي برجل لو رأتني غاديا في صورتي بين بلبول فحزم المنتقل ينقض
العذرة بي ذو ميعة سلس المجدل كالذئب الأزل بلبيس بكسر الباءين وسكون اللام وياء
وسين مهملة كذا ضبطه نصر الإسكندري قال والعامة تقول بلبيس مدينة بينها وبين فسطاط
مصر عشرة فراسخ على طريق الشام يسكنها عبس ابن بغيض فتحت في سنة 81 أو 91 على يد
عمرو بن العاص قال المتنبي جزى عربا أمست ببلبيس ربها بمسعاتها تقرر بذاك عيونها
كراكر من قيس بن عيلان ساهرا جفون ظباها للعلى وجفونها بلجان بالفتح ثم السكون
وجيم وألف ونون قرية كبيرة بين البصرة وعبادان رأيتها مرارا آخرها سنة 885 أو
بعدها وهي فرضة مراكب كيش التي تحمل بضائع الهند وبها قلعة ووال من قبل ملك كيش
ليس لمتولي البصرة معه فيها حكم ثم جرى بين صاحب كيش وصاحب البصرة خلف أدى إلى
تحويل أصحاب ملك كيش إلى بليد في طرف جزيرة عبادان من جهة البصرة خلف أدى إلى
تحويل أصحاب ملك كيش إلى بليد في طرف جزيرة عبادان من جهة البصرة تسمى المحرزة
وصارت فرضة المراكب وهي باقية على ذلك إلى هذا الوقت
و بلجان أيضا من قرى مرو ينسب إليها يعقوب بن يوسف بن أبي سهل بن أبي سعيد بن
محمود البلجاني ثم الكمساني وبلجان وكمسان قريتان متصلتان كان فقيها واعظا صوفيا ظريفا
صحب أبا الحسن البستي سمع منه أبو سعد توفي في جمادى الأولى سنة 356 بقرية كمسان
ومحمد ابن عبد الله البلجاني من بلجان مرو مات سنة 726
بلج بالجيم أيضا حمام بلج بالبصرة كان مذكورا بها ينسب إلى بلج بن كشبة التميمي
وهو الذي ينسب إليه الساج البلجي وله ذكر
و بلج أيضا اسم صنم كانت العرب تعبده في الجاهلية سمي ببلج ابن المحرق وكان في
عميرة وغفيلة من عنزة بن ربيعة كذا وجدته ولم أجد عند ابن الكلبي في عنزة عميرة
ولا غفيلة وإنما غفيلة بن قاسط بن هنب بن أفضى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة
بن نزار
بلخاب بوزن خزعال بالخاء المعجمة موضع
بلخان بوزن سكران مدينة خلف أبيورد
بلخ مدينة مشهورة بخراسان في كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس بلخ طولها مائة
وخمس عشرة درجة وعرضها سبع وثلاثون درجة وهي في الإقليم الخامس طالعها إحدى وعشرون
درجة من العقرب تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها
مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من السرطان وقد ذكرنا فيما أجملناه من ذكر الإقليم
أنها في الرابع وقال أبو عون بلخ في الإقليم الخامس طولها ثمان وثمانون درجة وخمس
وثلاثون دقيقة وعرضها ثمان وثلاثون درجة وأربعون دقيقة وبلخ من أجل مدن خراسان
وأذكرها وأكثرها خيرا وأوسعها غلة تحمل غلتها إلى جميع خراسان وإلى خوارزم وقيل أن
أول من بناها لهراسف الملك لما خرب صاحبه بخت نصر بيت المقدس وقيل بل الإسكندر
بناها وكانت تسمى الإسكندرية قديما بينها وبين
ترمذ اثنا عشر
فرسخا ويقال لجيحون نهر بلخ بينهما نحو عشرة فراسخ فافتتحها الأحنف بن قيس من قبل
عبد الله بن عامر بن كريز في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه قال عبيد الله بن
عبد الله الحافظ أقول وقد فارقت بغداد مكرها سلام على أهل القطيعة والكرخ هواي
ورائي والمسير خلافه فقلبي إلى كرخ ووجهي إلى بلخ وينسب إليها خلق كثير منهم محمد
بن علي بن طرخان بن عبد الله بن جياش أبو بكر ويقال أبو عبد الله البلخي ثم
البيكندي سمع بدمشق وغيرها محمد بن عبد الجليل الخشني ومحمد بن الفضل وقتيبة بن
سعيد ومحمد بن سليمان لوينا وهشام بن عمار وزياد بن أيوب والحسن بن محمد الزعفراني
روى عنه أبو علي الحسن بن نصر بن منصور الطوسي وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن
الحسن الفارسي وابنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن علي وأبو حرب محمد بن أحمد
الحافظ وكان حافظا للحديث حسن التصنيف رحل إلى الشام ومصر وأكثر الكتابة بالكوفة
والبصرة وبغداد وتوفي في رجب سنة 872 والحسن بن شجاع بن رجاء أبو علي البلخي
الحافظ رحل في طلب العلم إلى الشام والعراق ومصر وحدث عن أبي مسهر ويحيى بن صالح
الوحاظي وأبي صالح كاتب الليث وسعيد بن أبي مريم وعبيد الله ابن موسى روى عنه
البخاري وأبو زرعة الرازي ومحمد بن زكرياء البلخي وأحمد بن علي بن مسلم الأبار
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لأبي يا أبت ما الحفاظ قال يا بني شباب كانوا
عندنا من أهل خراسان وقد تفرقوا قلت ومن هم يا أبت قال محمد بن إسماعيل ذاك
البخاري وعبيد الله بن عبد الكريم ذاك الرازي وعبد الله بن عبد الرحمن ذاك
السمرقندي والحسن بن شجاع ذاك البلخي فقلت يا أبت من أحفظ هؤلاء قال أما أبو زرعة
الرازي فأسردهم وأما محمد بن إسماعيل فأعرفهم وأما عبد الله بن عبد الرحمن فأتقنهم
وأما الحسن ابن شجاع فأجمعهم للأبواب وقال أبو عمرو البيكندي حكيت هذا لمحمد بن
عقيل البلخي فأطرى ذكر الحسن بن شجاع فقلت له لم لم يشتهر كما اشتهر هؤلاء الثلاثة
فقال لأنه لم يمتع بالعمر ومات الحسن بن شجاع للنصف من شوال سنة 442 وهو ابن تسع
وأربعين سنة
بلخع قال أبو المنذر هشام بن محمد اتخذت حمير صنما فسموه نسرا فعبدوه بأرض يقال
لها بلخع
بلدح آخره حاء مهملة والدال قبله كذلك يقال بلدح الرجل إذا ضرب بنفسه الأرض وربما
قالوا بلطح
وبلدح الرجل إذا أعيا وإذا وعد ولم ينجز
وبلدح واد قبل مكة من جهة المغرب وفيه المثل لكن على بلدح قوم عجفى قاله بيهس
الملقب بنعامة لما رأى قتلة إخوته وقد نحروا ناقة وأكلوا وشبعوا فقال أحدهم ما
أخصب يومنا هذا وأكثر خيره فقال نعامة ذلك فضرب مثلا في التحزن بالأقارب وفي قصته
طول قال ابن قيس الرقيات فمنى فالجمار من عبد شمس مقفرات فبلدح فحراء قال أبو
الفرج الأصبهاني حدثني أحمد بن عبيد الله قال قال أحمد بن الحارث حدثني المدائني
حدثني أبو صالح الفزاري قال سمع على مياه غطفان كلها
ليلة قتل الحسين
صاحب فخ هاتف يهتف ويقول ألا يا لقوم للسواد المصبح ومقتل أولاد النبي ببلدح ليبك
حسينا كل كهل وأمرد من الجن إن لم تبك للإنس نوح فإني لجني وإن معرسي لبالبرقة
السوداء من دون رحرح بلد بالتحريك يقال لكركرة البعير بلدة لأنها تؤثر في الأرض
والبلادة التأثير وأنشد سيبويه أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة قليل بها الأصوات إلا
بغامها وبذلك سميت البلدة لأنها موضع تأثير الناس
وبلد في مواضع كثيرة منها البلد الحرام مكة وقد بسط القول في مكة
وبلد وربما قيل لها بلط بالطاء قال حمزة بلد اسمها بالفارسية شهراباذ وفي الزيج
طول بلد ثمان وستون درجة ونصف وربع وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلث وهي مدينة قديمة
على دجلة فوق الموصل بينهما سبعة فراسخ وبينها وبين نصيبين ثلاثة وعشرون فرسخا
قالوا إنما سميت بلط لأن الحوت ابتلعت يونس النبي عليه السلام في نينوى مقابل
الموصل وبلطته هناك وبها مشهد عمر بن الحسين ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وقال عبد الكريم بن طاوس بها قبر أبي جعفر محمد بن علي الهادي باتفاق وينسب إليها
جماعة منهم محمد ابن زياد بن فروة البلدي سمع أبا شهاب الحناط وغيره روى عنه أبو
القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي وأحمد بن عيسى بن المسكين بن عيسى
ابن فيروز أبو العباس البلدي روى عن هاشم بن القاسم ومحمد بن معدان وسليمان بن سيف
الحرانيين وإسحاق بن زريق الرسعني والزبير بن محمد الرهاوي روى عنه أبو بكر
الشافعي ومحمد بن إسماعيل الوراق وعلي بن عمر الحافظ وأبو حفص بن شاهين ويوسف بن
عمر القواس وكان ثقة كثير الحديث مات بواسط سنة 323 وأبو العباس أحمد ابن إبراهيم
يعرف بالإمام البلدي صاحب علي بن حرب كثير الحديث روى عنه محمد وأحمد ابنا الحسن
بن سهل وجماعة من العراقيين وغيرهم والحسن وقيل الحسين والأول أصح ابن المسكين بن
عيسى بن فيروز أبو منصور البلدي حدث عن أبي بدر شجاع ابن الوليد ومحمد بن بشر
العبدي ومحمد بن عبيد الطنافسي وأسود بن بشر العبدي ومحمد بن عبيد الطنافسي وأسود
بن عامر شاذان روى عنه يحيى بن صاعد والحسين بن إسماعيل المحاملي وعمر بن يوسف
الزعفراني وجماعة سواهم وأبو منصور محمد بن الحسين ابن سهل بن خليفة بن محمد يعرف
بابن الصياح البلدي حدث عن أحمد بن إبراهيم أبي العباس الإمام وسمع أبا علي الحسن
بن هشام البلدي في سنة 436 روى عنه أبو القاسم علي بن محمد المصيصي وأخوه أبو عبد
الله أحمد بن الحسين البلدي روى عن علي بن حرب روى عنه أبو القاسم المصيصي أيضا
وماتا بعدة الأربعمائة وأبو منصور محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن سهل بن خليفة
بن الصياح البلدي حدث عن جده روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف الهكاري
القرشي وعلي بن عطاء أبو سعيد البلدي روى عن جعفر بن محمد بن الحجاج وثواب بن يزيد
بن شوذب الموصليين عن يوسف ابن يعقوب بن محمد الأزهري وغيرهم روى عنه محمد بن
الحسن الخلال وجماعة سواه وأبو الحسن
محمد بن عمر بن
عيسى بن يحيى البلدي روى عنه أحمد بن إبراهيم الإمام البلدي ومحمد بن العباس بن
الفضل بن الخياط الموصلي روى عنه أحمد بن علي الحافظ مات في سنة 014 وعلي بن محمد
بن عبد الواحد بن إسماعيل أبو الحسن البزاز البلدي سمع المعافى بن زكرياء الجريري
روى عنه أبو بكر الخطيب وسأله عن مولده فقال ولدت ببغداد سنة 373 قال وولد أبي
ببلد ومات سنة 744 ومحمد بن إسماعيل ابن زريق أبو منصور المقري البلدي سكن دمشق
وحدث بها عن أبي يعلى الموصلي ومحمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري وأبو علي
الحسن بن هشام بن عمرو البلدي روى عن أبي بكر أحمد بن عمر بن حفص القطراني بالبصرة
عن محمد بن الطفيل عن شريك والصلت بن زيد عن ليث عن طاووس عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم أنتم الغر المحجلون الحديث روى عنه محمد بن الحسين
البلدي
و البلد أيضا يقال لمدينة الكرج التي عمرها أبو دلف وسماها البلد ينسب إليها بهذا
اللفط جماعة منهم أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن البلدي يعرف
بعلان الكرجي روى عن الحسين بن إسحاق التستري وعبدان العسكري وسليمان بن محمد بن
الحسين بن محمد القصاري البلدي أبو سعد المعروف بالكافي الكرجي قاضي كرج سمع أبا
بكر محمد بن أحمد بن باحة وأبا سهل غانم بن محمد بن عبد الواحد وأبا المحاسن عبد
الواحد بن إسماعيل الروياني وغيرهم
والبلد نسف بما وراء النهر ينسب إليها هكذا أبو بكر محمد بن أبي نصر أحمد بن محمد
بن أبي نصر البلدي الإمام المحدث المشهور من أهل نسف سمع أبا العباس جعفر بن محمدة
المستغفري وغيره روى عنه خلق كثير وحفيده أبو نصر أحمد بن عبد الجبار بن أبي بكر
محمد البلدي كان حيا سنة 155 وأجداده يعرفون بالبلدي فإنما قيل لجده ذلك لأن أكثر
أهل نسف زمن جده أبي نصر كانوا من القرى وكان أبو نصر من أهل البلد فعرف بالبلدي
فبقي عليه وعلى أعقابه من بعده
و البلد أيضا يراد به مرو الروذ نسب إليها هكذا أبو محمد بن أبي علي الحسن بن محمد
البلدي شيخ صالح من أهل بنج ده قيل لوالده البلدي لأنه كان من أهل مرو الروذ وأهل
بنج ده هم أهل القرى الخمس فلما سكنها قيل له البلدي لذلك مات سنة 845 أو 945 كذا
قال أبو سعد في النسب وقال في التحبير محمد بن الحسن بن محمد البلدي أبو عبد الله
الصوفي من بلد مرو الروذ سكن بنج ده شيخ صالح راغب في الخير وأهله سمع القاضي أبا
سعيد محمد بن علي بن أبي صالح الدباس كتبت عنه مات سنة 055 ولعله هو الأول فإنهما
لم يختلفا إلا في الكنية والوفاة قريبة
و بلد أيضا بليدة معروفة من نواحي دجيل قرب الحظيرة وحربى من أعمال بغداد لا أعرف
من ينسب إليها
بلد بالفتح وسكون اللام جبل بحمى ضرية بينه وبين منشدة مسيرة شهر كذا قال أبو
الفتح نصر هذا كلام سقيم
بلدود موضع من نواحي المدينة فيما أحسب قال ابن هرمة هل ما مضى منك يا أسماء مردود
أم هل تقضت مع الوصل المواعيد
أم هل لياليك ذات
البين عائدة أيام يجمعنا خلص فبلدود البلدة في قوله تعالى بلدة طيبة ورب غفور
قالوا هي مكة
وبلدة من مدن ساحل بحر الشام قريبة من جبلة من فتوح عبادة بن الصامت ثم خربت وجلا
أهلها فأنشأ معاوية جبلة وكانت حصنا للروم قال البلارذري
بلدة مدينة بالأندلس من أعمال رية وقيل من أعمال قبرة منها أبو عثمان سعيد بن محمد
بن سيد أبيه بن يعقوب الأموي البلدي كان من الصالحين متقشفا يلبس الصوف رحل إلى
المشرق في سنه 053 ودخل مكة في سنة 153 ولقي أبا بكر محمد ابن الحسين الآجري وقرأ
عليه جملة من تآليفه ولقي أبا الحسن محمد بن نافع الخزاعي قرأ عليه فضائل الكعبة
من تأليفه وسمع بمصر الحسن بن رشيق وضمرة بن محمد الكناني وغيرهما وكان لقي
بالقيروان علي بن محمد الكناني وغيرهما وكان لقي بالقيروان علي بن مسرور وتميم بن
محمد قال ابن بشكوال وكان مولده في سنة 823 ومات سنة 793
بلرم بفتح أوله وثانيه وسكون الراء وميم معناه بكلام الروم المدينة وهي أعظم مدينة
في جزيرة صقلية في بحر المغرب على شاطىء البحر قال ابن حوقل بلرم مدينة كبيرة
سورها شاهق منيع مبني من حجر وجامعها كان بيعا وفيها هيكل عظيم وسمعت بعض
المنطقيين يقول إن أرسطو طاليس معلق في خشبة في هيكلها وكانت النصارى تعظم قبره
وتستشفي به لاعتقاد اليونان فيه فعلقوه توسلا إلى الله به قال وقد رأيت خشبة في
هذا الهيكل معلقة يوشك أن يكون فيها قال وفي بلرم والخالصة والحارات المحيطة بها
ومن وراء سورها من المساجد نيف وثلاثمائة مسجد وفي محال كانت تلاصقها وتتصل بها
وبوادي عباس مجاورة المكان المعروف بالمعسكر وهو في ضمن البلد إلى المنزل المعروف
بالبيضاء قرية تشرف على المدينة من نحو فرسخ مائتا مسجد قال وقد رأيت في بعض
الشوارع من بلرم على مقدار رمية سهم عشرة مساجد بعضها تجاه بعض وبينها عرض الطريق
فقط فسألت عن ذلك فقيل لي إن القوم لشدة انتفاخ رؤوسهم وقلة عقولهم يحب كل واحد
منهم أن يكون له مسجد على حدة لا يصلي فيه غيره ومن يختص به وربما كان أخوان
وداراهما متلاصقتان وقد عمل كل واحد منهما مسجدا لنفسه خاصا به يتفرد به عن أخيه
والأب عن ابنه قال ومدينة بلرم مستطيلة وسوقها قد أخذ من شرقها إلى غربها وهو سوق
يعرف بالسماط مفروش بالحجارة وتطيف بالمدينة وعيون من شرقها إلى غربها وماؤها يدير
رحى وشرب بعض أهلها من آبار عذبة وملحة على كثرة المياه العذبة الجارية عندهم
والعيون و الذي يحملهم على ذلك قلة مروءتهم وعدم فطنتهم وكثرة أكلهم البصل فذاك
الذي أفسد أدمغتهم وقلل حسهم وذكر يوسف بن إبراهيم في كتاب أخبار الأطباء قال بعض
الأطباء وقد قال له رجل إني إذا أكلت البصل لا أحس بملوحة الماء فقال إن خاصية
البصل إفساد الدماغ فإذا فسد الدماغ فسدت الحواس فالبصل إنما يقلل حسك لملوحة
الماء لما أفسد من الدماغ قال ولهذا لا ترى في صقلية عالما ولا عاقلا بالحقيقة بفن
من العلوم ولا ذا مرءة ودين بل الغالب عليهم الرقاعة والضعة وقلة العقل والدين
وقال أبو الفتح نصر الله بن عبد الله بن قلاقس الإسكندري
وركب كأطراف الأسنة
عرسوا على مثل أطراف السيوف الصوارم لأمر على الإسلام فيه تحيف يخيف عليه أنه غير
سالم وقالوا بلرم عند إبرام أمرهم فنجمت أن قد صادفوا جود حاتم وقال قد سعى بي
الوشاة نحو علاه فسعوا لي فلا عدمت الوشاتا حركوا لي الشباة منهم وظنوا أنهم حركوا
علي الشباتا فدعا من بلرم حجي فلبي ت وكانت سرقوسة الميقاتا بلست بضمتين وسكون
السين المهملة والتاء فوقها نقطتان من قرى الإسكندرية منها حسان ابن علوان البلستي
روى عنه فارس بن عبد العزيز ابن أحمد البلستي حكاية رواها عنه السلفي
بلس بالتحريك جبل أحمر في بلاد محارب بن خصفة
بلش بالفتح وتشديد اللام والشين معجمة بلد بالأندلس ينسب إليه يوسف بن جبارة
البلشي رجل من أهل الصلاح والعلم ذكره ابن الفرضي
بلشكر من قرى بغداد ثم من ناحية الدجيل قرب البردان قال إبراهيم بن المدبر طربت
إلى قطربل وبلشكر وراجعت غيا لست عنه بمقصر وقال البحتري يمدح المدبر وقد ساءني أن
لم يهج من صبابتي سنا البرق في جنح من الليل أخضر وأني بهجر للمرام وقد بدا لي
الصبح من قطربل وبلشكر بلشند بسكون اللام وفتح الشين وسكون النون من نواح سرقسطة
بالأندلس وفيها حصن يعرف ببني خطاب
بلشيج بكسر الشين وياء ساكنة وجيم من حصون لاردة بالأندلس
بلطش بفتح الطاء والشين معجمة بلد بالأندلس من نواحي سرقسطة له نهر يسقي عشرين
ميلا
بلط بالتحريك اسم لمدينة بلد المذكورة آنفا فوق الموصل وإليها ينسب عثمان بن عيسى
البلطي النحوي كان بمصر له تصانيف في الأدب ومات بمصر في صفر سنة 995 وهو مذكور في
أخبار النحويين من جمعنا ذكر هشام عن أبيه قال التقم الحوت يونس بن متى عليه
السلام في بحر الشام ثم أخرجه في بحر مصر ثم إلى بحر إفريقية ثم أدخله في بحر
المجاز عند طنجة حتى سلك به في بحر الأصم ثم أخذ به مجرى الدبور حتى سلك به في
البحر الذي يسقي البحار التي بالمشرق ثم خرج به في بحر البصرة حتى أدخله دجلة ثم
لفظه بمكان من الحصنين على سبعة فراسخ فأبصره سرياني فقال افلط أي اخرج من بطن
الحوت يقول افلت فسمي ذلك الموضع فلط ثم بلط ثم بلد قلت وهذا خبر عجاب بعيد من
الصحة في العقل والله أعلم وقال أبو العباس أحمد بن عيسى التموزي وكان قد تزوج
امرأة من أهل بلط عجبت من زلتي ومن غلطي لما رأيت الزواج في بلط
ومن حماة تزيد
شرتها علي كريم حلف الكرام وطي سميت زهراء يا ظلام ويا تاركة الجار غير مغتبط في
وجهها ألف عقدة غضبا علي حتى كأنني نبطي بلطة بالضم ثم السكون قيل هو موضع معروف
بجبلي طيء وهو كان منزل عمرو بن درماء الذي نزل به امرؤ القيس بن حجر الكندية مستذما
وقال نزلت على عمرو بن درماء بلطة فيا حسن ما جار ويا كرم ما محل وقال امرؤ القيس
أيضا وكنت إذا ما خفت يوما ظلامة فإن لها شعبا ببلطة زيمرا فعلى هذا نرى أن بلطة
موضع يضاف إلى موضع آخر يقال له زيمر وقال الأصمعي في تفسيره بلطة هضبة بعينها
وقال أبو عمر بلطة أي فجأة قال أبو عبيد السكوني بلطة عين ونخل وواد من طلح لبني
درماء في أجإ وقد ذكرها امرؤ القيس لما نزل بها على عمرو بن درماء فقال ألا إن في
الشعبين شعب بمسطح وشعب لنا في بطن بلطة زيمرا وقال سلام بن عمرو بن درماء الطائي
إذا ما غضبت أو تقلدت منصلي فلأيا لكم في بطن بلطة مشرب فإنكم والحق لو تدعونه كما
انتحلت عرض السماوة أهيب كسنبسنا المدلين في جو بلطة ألا بئس ما أدلوا به وتقربوا
وحدث أبو عبد الله نفطويه قال قدمت امرأة من الأعراب إلى مصر فمرضت فأتاها النساء
يعللنها بالكعك والرمان وأنواع العلاجات فأنشأت تقول لأهل بلطة إذا حلوا أجارعها
أشهى لعيني من أبواب سودان جاؤوا بكعك ورمان ليشفيني يا ويح نفسي من كعك ورمان
بلعاس كورة من كور حمص
بلع بوزن زفر موضع في قول الراعي ماذا تذكر من هند إذا احتجبت بابني عوار وأدنى
دارها بلع بلعم بالفتح ثم السكن وفتح العين المهملة وميم بلد في نواحي الروم كذا
ذكروا في نسب أبي الفضل محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن
عيسى التميمي البلعمي وزير آل سامان بما وراء النهر وخراسان وكان من الأدباء
البلغاء ذكرته في أخبار الوزراء
بلغار بالضم والغين معجمة مدينة الصقالبة ضاربة في الشمال شديدة البرد لا يكاد
الثلج يقلع عن أرضها صيفا ولا شتاء وقل ما يرى أهلها أرضا ناشفة وبناؤهم بالخشب
وحده وهو أن يركبوا عودا فوق عود ويسمرونها بأوتاد من خشب أيضا محكمة والفواكه
والخيرات بأرضهم لا تنجب وبين إتل مدينة الخزر وبلغار على طريق المفاوز نحو شهر ويصعد
إليها في نهر إتل نحو شهرين وفي الحدور نحو عشرين يوما ومن بلغار إلى أول حد الروم
نحو عشر مراحل ومنها إلى كويابة مدينة الروس عشرون يوما ومن بلغار
إلى بشجرد خمس
وعشرون مرحلة وان ملك بلغار وأهلها قد أسلموا في أيام المقتدر بالله وأرسلوا إلى
بغداد رسولا يعرفون المقتدر ذلك ويسألونه إنفاذ من يعلمهم الصلوات والشرائع لكن لم
أقف على السبب في إسلامهم
وقرأت رسالة عملها أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حماد مولى محمد بن سليمان
رسول المقتدر بالله إلى ملك الصقالبة ذكر فيها ما شاهده منذ انفصل من بغداد إلى أن
عاد إليها قال فيها لما وصل كتاب ألمس بن شلكي بلطوار ملك الصقالبة إلى أمير
المؤمنين المقتدر بالله يسأله فيه أن يبعث إليه من يفقهه في الدين ويعرفه شرائع
الإسلام ويبني له مسجدا وينصب له منبرا ليقيم عليه الدعوة في جميع بلده وأقطار
مملكته ويسأله بناء حصن يتحصن فيه من الملوك المخالفين له فأجيب إلى ذلك وكان
السفير له نذير الحزمي فبدأت أنا بقراءة الكتاب عليه وتسليم ما أهدي إليه والأشراف
من الفقهاء والمعلمين وكان الرسول من جهة السلطان سوسن الرسي مولى نذير الحزمي قال
فرحلنا من مدينة السلام لإحدى عشرة ليلة خلت من صفر سنة 903 ثم ذكر ما مر له في
الطريق إلى خوارزم ثم منها إلى بلاد الصقالبة ما يطول شرحه ثم قال فلما كنا من ملك
الصقالبة وهو الذي قصدنا له على مسيرة يوم وليلة وجه لاستقبالنا الملوك الأربعة
الذين تحت يديه وإخوته وأولاده فاستقبلونا ومعهم الخبز واللحم والجاورس وساروا معنا
فلما صرنا منه على فرسخين تلقانا هو بنفسه فلما رآنا نزل فخر ساجدا شكرا لله وكان
في كمه دراهم فنثرها علينا ونصب لنا قبابا فنزلناها وكان وصولنا إليه يوم الأحد
لاثنتين عشرة ليلة خلت من المحرم سنة 013 وكانت المسافة من الجرجانية وهي مدينة
خوارزم سبعين يوما فأقمنا إلى يوم الأربعاء في القباب التي ضربت لنا حتى اجتمع
ملوك أرضه وخواصه ليسمعوا قراءة الكتاب فلما كان يوم الخميس نشرنا المطردين الذين
كانوا معنا وأسرجنا الدابة بالسرج الموجه إليه وألبسناه السواد وعممناه وأخرجت
كتاب الخليفة فقرأته وهو قائم على قدميه ثم قرأت كتاب الوزير حامد بن العباس وهو
قائم أيضا وكان بدينا فنثر أصحابه علينا الدراهم وأخرجنا الهدايا وعرضناها عليه ثم
خلعنا على امرأته وكانت جالسة إلى جانبه وهذه سنتهم ودأبهم ثم وجه إلينا فحضرنا
قبته وعنده الملوك عن يمينه وأمرنا أن نجلس عن يساره وأولاده جلوس بين يديه وهو
وحده على سرير مغشى بالديباج الرومي فدعا بالمائدة فقدمت إليه وعليها لحم مشوي
فابتدأ الملك وأخذ سكينا وقطع لقمة فأكلها وثانية وثالثة ثم قطع قطعة فدفعها إلى
سوسن الرسول فلما تناولها جاءته مائدة صغيرة فجعلت بين يديه وكذلك رسمهم لا يمد
أحد يده إلى أكل حتى يناوله الملك فإذا تناولها جاءته مائدة ثم قطع قطعة وناولها
الملك الذي عن يمينه فجاءته مائدة ثم ناول الملك الثاني فجاءته مائدة وكذلك حتى
قدم إلى كل واحد من الذين بين يديه مائدة وأكل كل واحد منا من مائدة لا يشاركه
فيها أحد ولا يتناول من مائدة غيره شيئا فإذا فرغ من الأكل حمل كل واحد منا ما بقي
على مائدته إلى منزله فلما فرغنا دعا بشراب العسل وهم يسمونه السجو فشرب وشربنا
وقد كان يخطب له قبل قدومنا اللهم أصلح الملك بلطوار ملك بلغار فقلت له إن الله هو
الملك ولا يجوز أن يخطب بهذا لأحد سيما على المنابر وهذا مولاك أمير المؤمنين قد
وصى لنفسه أن يقال على منابره في الشرق والغرب اللهم أصلح عبدك وخليفتك جعفرا
الإمام
المقتدر بالله أمير
المؤمنين فقال كيف يجوز أن يقال فقلت يذكر اسمك واسم أبيك فقال إن أبي كان كافرا
وأنا أيضا ما أحب أن يذكر اسمي إذا كان الذي سماني به كافرا ولكن ما اسم مولاي
أمير المؤمنين فقلت جعفر قال فيجوز أن أتسمى باسمه قلت نعم فقال قد جعلت اسمي
جعفرا واسم أبي عبد الله وتقدم إلى الخطيب بذلك ة فكان يخطب اللهم أصلح عبدك جعفر
بن عبد الله أمير بلغار مولى أمير المؤمنين قال ورأيت في بلده من العجائب ما لا
أحصيها كثرة من ذلك أن أول ليلة بتناها في بلده رأيت قبل مغيب الشمس بساعة أفق
السماء وقد احمر احمرارا شديدا وسمعت في الجو أصواتا عالية وهمهمة فرفعت رأسي فإذا
غيم أحمر مثل النار قريب مني فإذا تلك الهمهمة والأصوات منه وإذا فيه أمثال الناس
والدواب وإذا في أيدي الأشباح التي فيه قسي ورماح وسيوف وأتبينها وأتخيلها وإذا
قطعة أخرى مثلها أرى فيها رجالا وسلاحا ودواب فأقبلت هذه القطعة على هذه كما تحمل
الكتيبة على الكتيبة ففزعنا من هذه وأقبلنا على التضرع والدعاء وأهل البلد يضحكون
منا ويتعجبون من فعلنا قال وكنا ننظر إلى القطعة تحمل على القطعة فتختلطان جميعا
ساعة ثم تفترقان فما زال الأمر كذلك إلى قطعة من الليل ثم غابتا فسألنا الملك عن
ذلك فزعم أن أجداده كانوا يقولون هؤلاء من مؤمني الجن وكفارهم يقتتلون كل عشية
وأنهم ما عدموا هذا منذ كانوا في كل ليلة
قال ودخلت أنا وخياط كان للملك من أهل بغداد قبتي لنتحدث فتحدثنا بمقدار ما يقر
الإنسان نصف ساعة ونحن ننتظر أذان العشاء فإذا بالأذان فخرجنا من القبة وقد طلع
الفجر فقلت للمؤذن أي شيء أذنت قال الفجر قلت فعشاء الأخيرة قال نصليها مع المغرب
قلت فالليل قال كما ترى وقد كان أقصر من هذا وقد أخذ الآن في الطول وذكر أنه منذ
شهر ما نام الليل خوفا من أن تفوته صلاة الصبح وذلك أن الإنسان يجعل القدر على
النار وقت المغرب ثم يصلي الغداة وما آن لها أن تنضج قال ورأيت النهار عندهم طويلا
جدا وإذا أنه يطول عندهم مدة من السنة ويقصر الليل ثم يطول الليل ويقصر النهار
فلما كانت الليلة الثانية جلست فلم أر فيها من الكواكب إلا عددا يسيرا ظننت أنها
فوق الخمسة عشر كوكبا متفرقة وإذا الشفق الأحمر الذي قبل المغرب لا يغيب بتة وإذا
الليل قليل الظلمة يعرف الرجل الرجل فيه من أكثر من غلوة سهم قال والقمر إنما يطلع
في أرجاء السماء ساعة ثم يطلع الفجر فيغيب القمر قال وحدثني الملك أن وراء بلده
بمسيرة ثلاثة أشهر قوما يقال لهم ويسو الليل عندهم أقل من ساعة قال ورأيت البلد
عند طلوع الشمس يحمر كل شيء ينظر الإنسان فيه من الأرض والجبال وكل شيء ينظر
الإنسان إليه حين تطلع الشمس كأنها غمامة كبرى فلا تزال احمرة كذلك حتى تتكبد
السماء
وعرفني أهل البلد أنه إذا كان الشتاء عاد الليل في طول النهار وعاد النهار في قصر
الليل حتى إن الرجل منا ليخرج إلى نهر يقال له إتل بيننا وبينه أقل من مسافة فرسخ
وقت الفجر فلا يبلغه إلى العتمة إلى وقت طلوع الكواكب كلها حتى تطبق السماء
ورأيتهم يتبركون بعواء الكلب جدا ويقولون تأتي عليهم سنة خصب وبركة وسلامة
ورأيت الحيات عندهم كثيرة حتى إن الغصن من الشجر ليلتف عليه عشر منها وأكثر ولا
يقتلونها ولا
تؤذيهم ولهم تفاح
أخضر شديد الحموضة جدا تأكله الجواري فيسمن وليس في بلدهم أكثر من شجر البندق
ورأيت منه غياضا تكون أربعين فرسخا في مثلها قال ورأيت لهم شجرا لا أدري ما هو
مفرط الطول وساقه أجرد من الورق ورؤسه كرؤس النخل له خوص دقاق إلا أنه مجتمع
يعمدون إلى موضع من ساق هذه الشجرة يعرفونه فيثقبونه ويجعلون تحته إناء يجري إليه
من ذلك الثقب ماء أطيب من العسل وإن أكثر الإنسان من شربه أسكره كما تسكر الخمر
وأكثر أكلهم الجاورس ولحم الخيل على أن الحنطة والشعير كثير في بلادهم وكل من زرع
شيئا أخذه لنفسه ليس للملك فيه حق غير أنهم يؤدون إليه من كل بيت جلد ثور وإذا أمر
سرية على بعض البلدان بالغارة كان له معهم حصة
وليس عندهم شيء من الأدهان غير دهن السمك فأنهم يقيمونه مقام الزيت والشيرج فهم
كانوا لذلك زفرين وكلهم يلبسون القلانس وإذا ركب الملك ركب وحده بغير غلام ولا أحد
معه فإذا اجتاز في السوق لم يبق أحد إلا قام وأخذ قلنسوته عن رأسه وجعلها تحت إبطه
فإذا جاوزهم ردوا قلانسهم فوق رؤوسهم وكذلك كل من يدخل على الملك من صغير وكبير
حتى أولاده وأخوته ساعة يقع نظرهم عليه يأخذون قلانسهم فيجعلونها تحت آباطهم ثم
يومئون إليه برؤوسهم ويجلسون ثم يقومون حتى يأمرهم بالجلوس
وكل من جلس بين يديه فإنما يجلس باركا ولا يخرج قلنسوته ولا يظهرها حتى يخرج من
بين يديه فيلبسها عند ذلك
والصواعق في بلادهم كثيرة جدا وإذا وقعت الصاعقة في دار أحدهم لم يقربوه ويتركونه
حتى يتلفه الزمان ويقولون هذا موضع مغضوب عليه وإذا رأوا رجلا له حركة ومعرفة
بالأشياء قالوا هذا حقه أن يخدم ربنا فأخذوه وجعلوا في عنقه حبلا وعلقوه في شجرة
حتى يتقطع
وإذا كانوا يسيرون في طريق وأراد أحدهم البول فبال وعليه سلاحه انتهبوه وأخذوا
سلاحه وجميع ما معه ومن حط عنه سلاحه وجعله ناحية لم يتعرضوا له وهذه سنتهم وينزل
الرجال والنساء النهر فيغتسلون جميعا عراة لا يستتر بعضهم من بعض ولا يزنون بوجه
ولا سبب ومن زنى منهم كائنا من كان ضربوا له أربع سكك وشدوا يديه ورجليه إليها
وقطعوا بالفأس من رقبته إلى فخذه وكذلك يفعلون بالمرأة ثم يعلق كل قطعة منه ومنها
على شجرة قال ولقد اجتهدت أن تستتر النساء من الرجال في السباحة فما استوى لي ذلك
ويقتلون السارق كما يقتلون الزاني ولهم أخبار اقتصرنا منها على هذا
بلغي بفتح أوله وثانيه وغين معجمه وياء مشددة كذا ضبطه أبو بكر بن موسى وهو بلد
بالأندلس من أعمال لا ردة ذات حصون عدة ينسب إليها جماعة منهم أبو محمد عبد الحميد
البلغي الأموي قال أبو طاهر الحافظ سمعت أبا العباس أحمد بن البني الأبدي بجزيرة
ميورقة يقول قدمت حمص الأندلس فاجتمعت مع شعرائهم في مجلس فأرادوا امتحاني والقصة
مذكورة في بنة قال وقدم البلغي الاسكندرية فسألته عن مولده فقال ولدت سنة 784 في
مدينة بلغي شرقي الأندلس ثم انتقلت إلى العدوة بعد استيلاء العدو على البلاد فصرت
خطيب تلمسان وقرأت القرآن وسمعت الحديث وأعرف بابن بربطير البلغي ومحمد بن عيسى بن
محمد بن بقاء أبو عبد الله الأنصاري الأندلسي البلغي المقري أحد حفاظ القرآن
المجودين قدم دمشق وقرأ بها السبعة على شيخه أبي داود سليمان بن أبي
القاسم نجاح الأموي
البلنسي قرأ عليه جماعة وكان شيخا قليل التكلف وكان مولده سنة 454 ومات بدمشق سنة
215
البلقاء كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى قصبتها عمان وفيها قرى كثيرة
ومزارع واسعة وبجودة حنطتها يضرب المثل ذكر هشام ابن محمد عن الشرقي بن القطامي
أنها سميت البلقاء لأن بالق من بني عمان بن لوط عليه السلام عمرها ومن البلقاء
قرية الجبارين التي أراد الله تعالى بقوله إن فيها قوما جبارين وقال قوم وبالبلقاء
مدينة الشراة شراة الشام أرض معروفة وبها الكهف والرقيم فيما زعم بعضهم وذكر بعض
أهل السير أنها سميت ببلقاء بن سويدة من بني عسل بن لوط وأما اشتقاقها فهي من
البلق وهي سواد وبياض مختلطان ولذلك قيل أبلق وبلقاء والبلق أيضا الفسطاط وقد نسب
إليها قوم من الرواة منهم حفص بن عمر بن حفص بن أبي السائب كان على قضاء البلقاء
سمع عامر بن يحيى سمع منه الهيثم بن خارجة ويحيى ابن عبد الله بن أسامة القرشي
البلقاوي روى عنه زيد بن أسلم روى عنه أبو طاهر موسى بن محمد الأنصاري المقدسي
وموسى بن محمد بن عطاء بن أيوب ويقال ابن محمد بن طاهر ويقال ابن محمد بن زيد أبو
طاهر الأنصاري ويقال القرشي البلقاوي ويعرف بالمقدسي يروي عن حجر بن الحارث
الغساني الرملي والوليد بن محمد الموقري وخالد بن يزيد بن صالح ابن صبيح والهيثم
بن حميد وأبي المليح الحسن بن عمر الرقي ومالك بن أنس الفقيه وبقية بن الوليد
وجماعة كثيرة روى عنه عياش بن الوليد بن صبيح الخلال وموسى بن سهل الرملي ومحمد بن
كثير المصيصي وهو أقدم من روى عنه وغيرهم وقال عبد العزيز الكناني موسى البلقاوي
ليس بثقة
بلقاء وبليق ماءان لبني أبي بكر وبني قريظ بلقطر بفتح أوله وثانيه وسكون القاف وضم
الطاء مدينة بمصر في كورة البحيرة قرب الإسكندرية
بلق بالفتح ثم السكون وقاف ناحية بغزنة من أرض زابلستان
بلقينة بالضم وكسر القاف وياء ساكنة ونون قرية من حوف مصر من كورة بنا يقال لها
البوب أيضا
بلكرمانية تقدم ذكرها في بلاكث وكلاهما بالثناء المثلثة فأغنى
بلكرمانية إقليم من كورة قبرة بالأندلس
بلكيان من قرى مرو على فرسخ منها أحمد ابن عتاب البلكياني روى المناكير عن نوح بن
أبي مريم روى عنه يعلى بن حمزة
البلمون بالتحريك من قرى مصر من نواحي الحوف الشرقي
بلنياس بضمتين وسكون النون وياء وألف وسين مهملة كورة ومدينة صغيرة وحصن بسواحل
حمص على البحر ولعلها سميت باسم الحكيم بلنياس صاحب الطلسمات
بلنجر بفتحتين وسكون النون وجيم مفتوحة وراء مدينة ببلاد الخزر خلف باب الأبواب
قالوا فتحها عبد الرحمن بن ربيعة وقال البلاذري سلمان بن ربيعة الباهلي وتجاوزها
ولقيه خاقان في جيشه خلف بلنجر فاستشهد هو وأصحابه وكانوا أربعة آلاف وكان في أول
الأمر قد خافهم الترك
وقالوا إن هؤلاء
ملائكة لا يعمل فيهم السلاح فاتفق أن تركيا اختفى في غيضة ورشق مسلما بسهم فقتله
فنادى في قومه إن هؤلاء يموتون كما تموتون فلم تخافونهم فاجترأوا عليهم وأوقعوهم
حتى استشهد عبد الرحمن بن ربيعة وأخذه الراية أخوه ولم يزل يقاتل حتى أمكنه دفن
أخيه بنواحي بلنجر ورجع ببقية المسلمين على طريق جيلان فقال عبد الرحمن بن جمانة
الباهلي وإن لنا قبرين قبر بلنجر وقبرا بصين استان يا لك من قبر فهذا الذين بالصين
عمت فتوحه وهذا الذي يسقى به سبل القطر يريد أن الترك لما قتلوا عبد الرحمن بن
ربيعة وقيل سلمان بن ربيعة وأصحابه كانوا ينظرون في كل ليلة نورا على مصارعهم فأخذوا
سلمان بن ربيعة وجعلوه في تابوت فهم يستسقون به إذا قحطوا
وأما الذي بالصين فهو قتيبة بن مسلم الباهلي وقال البحتري يمدح إسحاق بن كنداجيق
شرف تزيد بالعراق إلى الذي عهدوه في خمليخ أو ببلنجرا بلنز بالزاي ناحية من سرنديب
في بحر الهند يجلب منها رماح خفيفة يرغب أهل تلك البلاد فيها ويغالون في أثمانها
والفساد مع ذلك يسرع إليها قاله نصر
بلنسية السين مهملة مكسورة وياء خفيفة كورة ومدينة مشهورة بالأندلس متصلة بحوزة
كورة تدمير وهي شرقي تدمير وشرقي قرطبة وهي برية بحرية ذات أشجار وأنهار وتعرف
بمدينة التراب وتتصل بها مدن تعد في جملتها والغالب على شجرها القراسيا ولا يخلو
منه سهل ولا جبل وينبت بكورها الزعفران وبينها وبين تدمير أربعة أيام ومنها إلى
طرطوشة أيضا أربعة أيام وكان الروم قد ملكوها سنة 784 واستردها الملثمون الذين
كانوا ملوكا بالغرب قبل عبد المؤمن سنة 59 وأهلها خير أهل الأندلس يسمون عرب
الأندلس بينها بين البحر فرسخ وقال الأديب أبو زيدة عبد الرحمن بن مقانا الأشبوني
الأندلسي إن كان واديك نيلا لا يجاز به فما لنا قد حرمنا النيل والنيلا إن كان
ذنبي خروجي من بلنسية فما كفرت ولا بدلت تبديلا دع المقادير تجري في أعنتها ليقضي
الله أمرا كان مفعولا وقال أبو عبد الله محمد الرصافي خليلي ما للبلد قد عبقت نشرا
وما لرؤوس الركب قد رجحت سكرا هل المسك مفتوقا بمدرجة الصبا أم القوم أجروا من
بلنسية ذكرا بلادي التي راشت قويدمتي بها فريخا وآوتني قرارتها وكرا أعيذكم أنى
ننيب لبيتكم وكل يد منا على كبد حرى نؤمل لقياكم وكيف مطارنا بأجنحة لا نستطيع لها
نشرا فلو آب ريعان الصبا ولقاؤكم إذا قضت الأيام حاجتنا الكبرى
فإن لم يكن إلا
النوى ومشيبنا فمن أي شيء بعد نستعتب الدهرا وأنشدني بعض أهل بلنسية لأبي الحسن بن
حريق المرسي بلنسية نهاية كل حسن حديث صح في شرق وغرب فإن قالوا محل غلاء سعر
ومسقط دمنتي طعن وضرب فقل هي جنة خفت رباها بمكروهين من جوع وحرب وأنشد لابن حريق
بلنسية بيني عن القلب سلوة فإنك زهر لا أحن لزهرك وكيف يحب المرء دارا تقسمت على
ضاربي جوع وفتنة مشرك وأنشدني لأبي العباس أحمد بنت الزقاق يذكر أن البساتين
محفوفة بها كأن بلنسية كاعب وملبسها السندس الأخضر إذا جئتها سترت وجهها بأكمامها
فهي لا تظهر وأنشدني لابن الزقاق بلنسية جنة عاليه ظلال القطوف بها دانيه عيون
الرحيق مع السلسبي ل وعين الحياة بها جاريه وأنشدني غيره لخلف بن فرج اللبيري يعرف
بابن السمسير بلنسية بلدة جنة وفيها عيوب متى تختبر فخارجها زهر كله وداخلها برك
من قذر وذلك لأن كنفهم ظاهرة على وجه الأرض لا يحفرون له تحت التراب وهو عندهم
عزيز لأجل البساتين وينسب إليها جماعة وافرة من أهل العلم بكل فن منهم سعد الخير
بن محمد بن سهل بن سعد أبو الحسن الأنصاري البلنسي فقيه صالح ومحدث مكثر سافر
الكثير وركب البحر حتى وصل إلى الصين وانتسب لذلك صينيا وعاد إلى بغداد وأقام بها
وسمع فيها أبا الخطاب بن البطر وطراد بن محمد الزينبي وغيرهما ومات ببغداد في محرم
سنة 145
بلنوبة بتشديد اللام وفتحه وضم النون وسكون الواو وباء موحدة بليدة بجزيرة صقلية
ينسب إليها أبو الحسن علي بن عبد الرحمن وأخوه عبد العزيز الصقلي البلنوبي القائل
بحق المحبة لا تجفني فإني إليك مشوق مشوق ولا تنس حق الوداد القديم فذلك عهد وثيق
وثيق وكن ما حييت شفيقا علي فإني عليك شفيق شفيق ولا تتهمني فيما أقول فوالله إني
صدوق صدوق بلوص بضم اللام وسكون الواو وصاد مهملة جيل كالأكراد ولهم بلاد واسعة
بين فارس وكرمان
تعرف بهم في سفح
جبال القفص وهم أولو بأس وقوة وعدد وكثرة ولا تخاف القفص وهم جيل آخر ذكروا في
موضعهم مع شدة بأسهم من أحد إلا من البلوص وهم أصحاب نعم وبيوت شعر إلا أنهم
مأمونو الجانب لا يقطعون الطرق ولا يقتلون الأنفس كما تفعل القفص ولا يصل إلى أحد
منهم أذى
البلوط بلفظ البلوط من النبات فحص البلوط ناحية بالأندلس تتصل بجوف أوريط بين
المغرب والقبلة من أرويط وجوف من قرطبة يسكنه البربر وسهله منتظم بجبال منها جبل
البرانس وفيه معادن الزيبق ومنها يحمل إلى جميع البلاد فيها الزنجفر الذي لا نظير
له وأكثر أرضهم شجر البلوط ينسب إليها المنذر بن سعيد البلوطي القاضي بالأندلس
وكان أحد أعيان الأماثل ببلاده زهدا وعلما وأدبا ولسانا ومكانة من السلطان
و قلعة البلوط بصقلية حولها أنهار وأشجار وأثمار وأراض كريمة تنبت كل شيء
بلوقة بسكون الواو وقاف قيل أرض يسكنها الجن قال أبو الفتح بلوقة ناحية فوق كاظمة
قريبة من البحر وقال الحفصي بلوقة السرى وبلوقة الزنج من نواحي اليمامة
بلومية بتخفيف اللام وكسر الميم وياء خفيفة من قري برخوار من نواحي أصبهان منها
أبو سعيد عصام ابن يوسف بن عجلان البلومي ويقال له البرخواري أيضا مولى مرة الطيب
الهمداني وعجلان جده من سي بولومية سباه الديلم ولما وقع أبو موسى على الديلم
وسباهم سبى عجلان معهم فوقع في سهم مرة الهمداني فأسلم وأقام بالكوفة ثم رجع إلى
بلده روى عن عصام الثوري وشعبة ومالك غيرهم روى عنه ابناه محمد وروح عن أبي سعد
بلو بالكسر ثم السكون من مياه العرمة باليمامة
بلهيب بالفتح ثم السكون وكسر الهاء وياء ساكنة وباء موحدة من قرى مصر كان عمرو بن
العاص حيث قدم مصر لفتحها صالح أهل بلهيب على الخراج والجزيرة وتوجه إلى
الإسكندرية كان أهل مصر أعوانا له على أهل الإسكندرية إلا أهل بلهيب وخيس وسلطيس
وقرطسا وسخا فإنهم أعانوا الروم على المسلمين فلما فتح عمرو الإسكندرية سبى أهل
هذه القرى وحملهم إلى المدينة وغيرها فردهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى قراهم
وصيرهم وجميع القفط على ذمة وينسب إليها أبو المهاجر عبد الرحمن البلهيبي من تابعي
أهل مصر سمع معاوية ابن أبي سفيان وجماعة من الصحابة وفي كتاب موالي أهل مصر قال
ومنهم إبو المهاجر البلهيبي واسمه عبد الرحمن وكان من سبي بلهيب حين انتقضت في
أيام عمر فأعتقه بنو الأعجم بن سعد بن تجيب وكان من مائتين من العطاء وكان معاوية
قد عرفه على موالي تجيب وهو الذي خرج إلى معاوية بشيرا بفتح خربتا ذكر ذلك قديد عن
عبد الله بن سعيد عن أبيه قال وبنى له معاوية دارا في بني الأعجم في الزقاق
المعروف سيد موالي تجيب ووهب له معاوية سيفا لم يزل عندهم ولما ولي عبيد الله بن
الحبحاب مصر قال لأبي المهاجر البلهيبي لأستعملنك ثم لأولينك على قريتك الخبيثة
بلهيب فقال البلهيبي إذا أصل رحما وأقضي ذماما
البلياء بعد اللام الساكنة ياء وألف ممدودة من أودية القبلية عن الزمخشري عن علي
العلوي
بليان بالضم وتشديد
اللام وفتحها وياء مخففة موضع في شعر زهير ورواه أبو محمد الغندجاني بليان بكسر
أوله وثانيه في قصة أبي سواج الضبي قالوا لصرد بن حمزة من أين أقبلت قال من ذي
بليان وأريد ذا بليان وفي نعلي من إست بعض القوم شراكان
البليح بالفتح ثم الكسر وياء والحاء مهملة قال الأصمعي هو جبل أحمر في رأس حزم
أبيض لبني أبي بكر بن كلاب قرب الستار
البليخ الخاء معجمة اسم نهر بالرقة يجتمع فيه الماء من عيون وأعظم تلك العيون عين
يقال لها الذهبانية في أرض حران فيجري نحو خمسة أميال ثم يسير إلى موضع قد بنى
عليه مسلمة بن عبد الملك حصنا يكون أسفله قدر جريب وارتفاعه في الهواء أكثر من
خمسين ذراعا وأجرى ماء تلك العيون تحته فإذا خرج من تحت الحصن يسمى بليخا ويتشعب
من ذلك الموضع أنهار تسقي بساتين وقرى ثم تصب في الفرات تحت الرقة بميل قال ابن
دريد لا أحسب البليخ عربيا ولكن يقال بلخ إذا تكبر قال أبو نواس على شاطي البليخ
وساكنيه سلام مسلم لقي الحماما وقال عبيد الله بن قيس الرقيات حلق من بني كنانة
حولي بفلسطين يسرعون الركوبا ذاك خير من البليخ ومن صو ت ذئاب علي يدعون ذيبا وقد
جمعها الأخطل وسماها بلخا قال أقفرت البلخ من عيلان فالرحب فالمحلبيات فالخابور
فالشعب بليد تصغير بلد ناحية قرب المدينة بواد يدفع في ينبع وهي قرية لآل علي بن
أبي طالب رضي الله عنه قال كثير وقد حال من حزم الحماتين دونهم وأعرض من وادي بليد
شجون وقال أيضا نزول بأعلى ذي البليد كأنها صريمة نخل مغطئل شكيرها و بليد أيضا
لآل سعيد بن عنبسة بن سعيد بن العاص
بليرة بكسر اللام وراء مهملة حصن بالأندلس من أعمال شنتبرية
بليق بالتصغير وبلقاء لبني أبي بكر وبني قريط
بليل آخره لام أخرى اسم لشريعة صفين في الشعر عن الحازمي
بلينا بسكون اللام وياء مفتوحة ونون والقصر مدينة على شاطىء النيل من غربيه بصعيد
مصر يقال إن بها طلسما لا يمر بها تمساح إلا وينقلب على ظهره
بليونش بكسر أوله وتسكين ثانيه وياء مضمومة وشين معجمة مدينة من نواحي سبتة
بالمغرب
بلية بالضم ثم الفتح وياء مشددة هضبة باليمامة في قول جرير يرثي امرأته وكان دفنها
أسفل هذه الهضبة
لولا الحياء لعادني
استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار نعم القرين وكنت علق مضنة وارى بنعف بلية الأحجار
وقال محمد بن إدريس بلية واحد وأنشد وأرى بنعف بلية الأحجار
البليين بالضم ثم الفتح كانه تثنية بلي المذكور بعده تثني الشعراء هذا وأمثاله
كثيرا إما يعتقدون ضمه إلى موضع آخر ثم يثنونه كما قالوا القمران والعمران وإما
لإقامة وزن الشعر قال إبراهيم بن هرمة أهاجك ربع بالبلين داثر أضر به ساف ملث
وماطر بلي بفتح أوله وكسر ثانيه وتشديد الياء ناحية بالأندلس من فحص البلوط وقال
الحازمي في حديث خالد بن الوليد ذو بلى بكسر الباء وليس باسم موضع بعينه وإنما يقال
لكل من بعد حتى لا يعرف موضعه هو بذي بلى بتشديد اللام وقصر الألف وإنما ذكرناه
لرفع الالتباس
بلي بالضم ثم الفتح وياء مشددة في كتاب نصر البلي تل قصير أسفل حاذة بينها وبين
ذات عرق وربما ثني في الشعر وقال الحفصي من مياه عرمة بلو وبلي قال الخطيم العكلي
أحد اللصوص ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بأعلى بلي ذي السلام وذي السدر وهل أهبطن
روض القطا غير خائف وهل أصحن الدهر وسط بني صخر وهل أسمعن يوما بكاء حمامة تنادي
حماما في ذرى قصب خضر وهل أرين يوما جيادي أقودها بذات الشقوق أو بأنقائها العفر
وهل يقطعن الخرق بي عيدهية نجاة من العيدي تمرح للزجر وقال عمر بن أبي ربيعة سائلا
الربع بالبلي وقولا هجت شوقا لنا الغداة طويلا باب الباء والميم وما يليهما بمارش
بضم أوله وكسر الراء والشين معجمة حصن منيع من أعمال رية بالأندلس على ثمانية عشر
ميلا من مالقة
بمجكث بفتح الباء وكسر الميم وسكون الجيم وفتح الكاف وثاء مثلثة من قرى بخارى قال
الإصطخري وأما بخارى فاسمها بومجكث وقال في موضع آخر أما بومجكث فإنها على يسار
الذاهب إلى الطواويس على أربعة فراسخ من بخارى بينها وبين الطريق نصف فرسخ فزاد
الواو بعد الباء واختلف كلامه فيها ونقلناه نقلا وما أظنها إلا المترجم بها والله
أعلم منها أبو الحسن علي بن الحسن بن شعيب البمجكثي الأديب سمع أبا العباس الأصم
روى الحديث ومات ليلة الفطر سنة 836
بملان بالفتح ثم السكون من قرى مرو على فرسخ منها أبو حامد أحمد بن محمد بن حيوية
الأنماطي أكثر عن أبي زخرعة الرازي وكان ثقة والنعمان بن إسماعيل بن أبي حرب أبو
حنيفة البملاني
المروزي فقيه صالح
تفقه على أبي منصور محمد بن عبد الجبار وسمع منه الحديث ومن أبي مسعود أحمد بن
محمد بن عبد الله البجلي الرازي أجاز لأبي سعد قال وكانت ولادته في حدود سنة 034
ومات سنة 015
بم بالفتح وتشديد الميم مدينة جليلة نبيلة من أعيان مدن كرمان ولأهلها حذق وأكثرهم
حاكة وثيابها مشهورة في جميع البلدان وشربهم من القني المستنبطة تحت الأرض وفي
مائهم بعض الملوحة وفيها نهر جار ولها بساتين وأسواق حافلة وبينها وبين جيرفت
مرحلة قال الطرماح ألا أيها الليل الذي طال أصبح ببم وما الأصباح فيك باروح بلى إن
للعينين في الصبح راحة لطرحهما طرفيهما كل مطرح وممن ينسب إليها إسماعيل بن
إبراهيم البعمي وزير سنكري صاحب فارس وغيره
باب الباء والنون وما يليهما
بنا مخفف النون مقصور بلدة قديمة بمصر وتضاف إليها كورة من فتوح عمير بن وهب قال
الحسن الهلبي من الفسطاط إلى بنها ثمانية عشر ميلا وإلى صنهشت بن زيد ثمانية أميال
وإلى مدينة بنا وهي مدينة قديمة جاهلية لها ارتفاع جليل ومنها إلى سمنود ميلان وقد
ذكرنا أن بمصر أيضا تتاوننا وبيافاعرفه
و بنا أيضا قرية من قرى اليمن وإليها يضاف وادي بنا
بنا بكسر أوله وتشديد ثانيه والقصر قرية على شاطىء دجلة من نواحي بغداد بينهما نحو
فرسخين وهي تحت كلواذى رأيتها
وفي بغداد أيضا أخرى يقال لها بنا لا أعرفها وإحداهما أراد أبو نواس حيث قال ما
أبعد النسك من قلب تقسمه قطربل فقرى بنا فكلواذى وقال أيضا سقيا لبنا ولا سقيا
لعانات سقيا لقطربل ذات اللذاذات فإن فيها نبات الكلام ما تركت منها الليال سوى
باقي الحشاشات كأنها دمعة في عين غانية مرهاء رقرقها مر المصيبات بنات كأنه جمع
بنت ماء لبني دهمان وهي أطراف نجد
بنات قين بفتح القاف وسكون الياء ونون اسم موضع بالشام في بادية كلب بن وبرة
بالسماوة وهي عيون عدة وسميت بذلك لأن القين بن جسر بن شيع الله بن أسد من وبرة بن
تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة كان ينزل بها ويقول هذه العيون بناتي
وقيل سميت بقين ينزل عليها وكان إذا انكسرت ممن يستقي عليها آلة دفعها إليه
ليصلحها فيقول هذه العيون بناتي لأنهن يكسرن آلاف فيجلبن لي الرزق
والأول هو الصحيح والله أعلم قال الراعي فسيري واشربي ببنات قين وما لك بالسماوة
من معاد وكانت بنو فزارة أوقعت ببني كلب على هذا 0 الماء في
أيام عبد الملك بن
مروان وقعة مشهورة فأصابت فيهم على غرة وذلك بعد وقعة أوقعتها بهم كلب يوم العاه
كان حميد بن حريث بن بجدل الكلبي اختلق سجلا على لسان عبد الملك بن مروان على
صدقات بني فزارة فقدم عليه بالعاه فقتلهم فاجتمع بنو فزارة فاغتروا كلبا على بنات
قين فأكثروا القتل فيهم كذا ذكر ابن حبيب قال القتال سقى الله حيا من فزارة دارهم
بسبى كراما حيث أمسوا وأصبحوا هم أدركوا في عبد ود دماءهم غداة بنات القين والخيل
جنح كأن الرجال الطالبين تراتهم أسود على ألبادها فهي تمتح وقال عويف القوافي
صبحناهم غداة بنات قين ململمة لها لجب طحونا بنار بكسر أوله وآخره راء من قرى
بغداد مما يلي طريق خراسان من ناحية براز الروذ ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن
بدر البناري حدث عن سعد الخير الأنصاري وسمع من أبي الوقت السجزي وأبي المعمر
الأنصاري حدث عنه محمد بن أبي المكارم البعقوبي وكان سماعه في سنة 560
بنارق بالفتح وكسر الراء وقاف قرية بين بغداد والنعمانية مقابل دير قنى من أعمال
نهر ماري على دجلة وهي الآن خراب وكان السبب في خرابها مداومة العساكر السلجوقية
ومرورهم عليها ونزولهم فيها حدثني صديقنا أبو بكر عتيق بن أبي بكر مظفر بن علي
البنارقي المقري النحوي قال حدثني جدي لأمي أبو الحسن دنينة وزوجته مباركة البنارقيان
وجماعة كثيرة من أهل قريتنا بنارق أنه لما استمر تطرق العساكر لقريتنا أجمعنا على
الرحيل عنها وأخلائها ونهيأ لذلك ألى الليل وكان قد بلغنا قرب العساكر منا فلما
كان الليل عبرنا دجلة لنجيء إلى دير قنى لأنه ذو سور منيع إلى أن تتجاوزنا العساكر
ثم نمضي إلى حيث نريد من البلاد وقد استصحبنا ما خف من أمتعتنا على أكتافنا
ودوابنا فتأملنا فإذا نيران عظيمة ومشاعل جمة ملء البرية فظنناها مشاعل العساكر
فندمنا وقلنا ما صنعنا شيئا لو أقمنا بقريتنا كان أرفق لنا لأنه كان يمكننا أن
نخفي ما معنا هناك فالآن قد جئناهم بأموالنا وسلمناها إليهم بأيدينا فبينما نحن
نتشاور فإذ تلك النيران قد دهمتنا وغشيتنا فإذا هي سائرة بنفسها لا نرى لها حاملا
وسمعنا من خلالها أصواتا كالنياحة بأشجى صوت يقول فلا بثقهم ينسد ولا نهرهم يجري
وخلوا منازلهم وساروا مع الفجر وهم ملحون في موضعين فعلمنا أنهم الجن قال وكان
الأمر كما ذكرنا فإن النهروان وأنهارا كثيرة فسدت ولم تتفرغ الملوك لإصلاحها فخربت
البلاد إلى الآن قال وبتنا بدير قنى ثم تفرقنا في البلاد فمنا من قصد بغداد ومنا
من قصد واسط ومنا من استوطن غيرهما وكان ذلك في حدود سنة 545
بناكت بالفتح وكسر الكاف وآخره تاء فوقها نقطتان مدينة بما وراء النهر في الإقليم
الرابع طولها أربع وتسعون درجة وربع وعرضها ثمان وثلاثون درجة وسدس وهي مدينة
كبيرة خرج منها طائفة من أهل العلم منهم أبو علي عبد الله بن عبد الرحمن البناكتي
السمرقندي سمع أبا محمد عبد
الله بن عبد الوهاب
بن عبد الواحد الفارسي روى عنه أبو عصمة نوح بن نصر بن محمد بن أحمد بن عمرو ابن
الفضل بن العباس بن الحارث الإخسيكثي
بنان بالفتح مخفف وآخره نون موضع في ديار بني أسد بنجد لبني جذيمة بن مالك بن نصر
بن قعين قاله نصر وقال غيره البنانة ماء لبني جذيمة بطرف بنان الذي قال فيه الشاعر
فقلت لصاحبي وقل نومي أما يعنيكما ما قد عناني أضاء البرق لي والليل داج بنانا
والضواحي من بنان بنان بالضم قرية بمرو الشاهجان ينسب إليها جماعة مذكورون في
تاريخها منهم أبو عبد الرحمن علي بن إبراهيم البناني المروزي صاحب عبد الله بن
المبارك سمع
خالد بن صبيح وخالد بن مصعب وقال الحاكم أبو عبد الله أخبرنا العباس السياري بمرو
حدثنا عيسى بن محمد بن عيسى المروزي حدثنا العباس بن مصعب قال علي بن إبراهيم من
ناحية بنان ولقبه أبو طينوس سمع من ابن المبارك عامة كتبه وكان ثقة روى عنه أهل
مرو القليل وأكثر ما رأيت يروى عنه بخوارزم وقد روى عنه أحمد بن حنبل وورد
بنيسابور وسمع من مشايخنا علي بن الحسن الهلالي ومحمد بن عبد الوهاب العبدي آخر
كلام الحاكم وذكره أبو سعد السمعاني المروزي فقال وأما علي بن إبراهيم البناني
صاحب عبد الله بن المبارك فقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي هو منسوب إلى ناحية بنان
من نواحي مرو وقال أبو سعد ولا أعرف هذه الناحية
وذكر الأمير أبو نصر فقال علي بن إبراهيم البتاني الباء موحدة مضمومة بعدها تاء
فوقها نقطتان وذكر معه رجلين وقال هي من قرى طريثيث كما ذكرناه في موضعه
بنانة بالهاء سكة بنانة من محال البصرة القديمة اختطها بنو بنانة وهي أم ولد سعد
بن لؤي ابن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وقال الزبير بنانة كانت أمة
لسعد بن لؤي حضنت بنيه عمارا وعامرا ومجذوما بعدة أمهم فغلبت عليهم وقد نسب إلى
هذه السكة ثابت بن أسلم البصري البناني العابد تابعي صحب أنس بن مالك أربعين سنة
وتوفي سنة 721 وقيل سنة 216 وقيل سنة 321 عن ست وثمانين سنة ومنها عبد العزيز بن
صهيب البناني تابعي مشهور بالرواية عن أنس بن مالك
بنانة بالفتح ذكر مع بنان آنفا وقال نصر بنانة ماء لبني أسد بن خزيمة وقال محمود
بنانة ماء لبني جذيمة بطرف بنان جبل قال فيه الشاعر بنانا والضواحي من بنان وقال
أبو عبيدة البنانة أرض في بلاد غطفان وأنشد لنابغة بني شيبان أرى البنانة أقوت بعد
ساكنها فذا سدير وأقوى منهم أقر بنبان بالفتح ثم السكون وباء أخرى قال الحفصي
بنبان منهل باليمامة من الدهناء به نخل لبني سعد وأنشد قد علمت سعد بأعلى بنبان
يوم الفريق والفتى رغمان بنبلي بالفتح ثم السكون وكسر الباء الأخرى ولام وألف
مقصورة أرض عند الخور نهر السند يعرفها البحريون عن أبي الفتح
بنبميرة بفتح الباء
الثانية وكسر الميم وياء ساكنة وراء وهاء قرية بالصعيد على شاطىء غربي النيل
البنتان بالفتح وتشديد النون وتاء فوقها نقطتان وضع في قول الأخطل ولقد تشق بي
الفلاة إذا طفت أعلامها وتغولت علكوم غول النجاء كأنها متوجس بالبنتين مولع موشوم
بنت بالضم ثم السكون وتاء مثناة بلد بالأندلس من ناحية بلنسية ينسب إليها أبو عبد
الله محمد البنتي البلنسي الشاعر الأ يب
بنتا هيدة بنتا تثنية بنت وهيدة بفتح الهاء وياء ساكنة هضبتان في بلاد بني عامر بن
صعصعة قتل عندهما توبة بن الحمير الخفاجي ومرت به ليلى الأخيلية فعقرت عليه جمل
زوجها وقالت عقرت على أنصاب توبة مقرما بهيدة إذ لم تختفره أقاربه بنج بالفتح ثم
الضم وجيم من قرى روذك من نواحي سمرقند وهي قصة ناحية روذك من هذه القرية كان أبو
عبد الله الروذكي الشاعر
بنج ديه بسكون النون معناه بالفارسية الخمس قرى وهي كذلك خمس قرى متقاربة من نواحي
الروذ ثم من نواحي خراسان عمرت حتى اتصلت العمارة بالخمس قرى وصارت كالمحال بعد أن
كانت كل واحدة مفردة فارقتها في سنة 671 قبل استيلاء التتر على خراسان وقتلهم
أهلها وهي من أعمر مدن خراسان ولا أدري ألى أي شيء آل أمرها وقد تعرب يقال لها فنج
ديه وينسبون إليها فنجديهي وقد نسب إليها السمعاني خمقري من الخمس قرى نسبة وقد
يختصرون فيقولون بندهي وينسب إليها خلق منهم أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن
محمد بن مسعود بن أحمد بن الحسين بن مسعود المسعودي البنجديهي كان فاضلا مشهورا له
حظ من الأدب شرح مقامات الحريري شرحا حشاه بالأخبار والنتف وكان معروفا بطلب
الحديث ومعرفته سافر الكثير إلى العراق والجبال والشام والثغور ومصر والإسكندرية
سمع أباه ببلده ومسعودا الثقفي بأصبهان وأبا طاهر السلفي بالأسكندرية وكتب على
الحافظ أبي القاسم الدمشقي وكتب هو عنه ووقفكتبه بدمشق بدويرة السميساطي ومات
بدمشق في تاسع عشر بيع الأول سنة 485 ومولده سنة 125
بنجخين بعد الجيم خاء معجمة مكسورة وياء ساكنة ونون محلة بسمرقند ينسب إليها علي
ابن محمد بن حامد الكرابيسي الفقيه البنجخيني يروي عن عبد الله بن محمد بن الحسن
بن القاسم السمرقندي وغيره توفي سنة 360
بنجهير الهاء مكسورة وياء ساكنة وراء مدينة بنواحي بلخ فيها جبل الفضة وأهلها
أخلاط وبينهم عصبية وشر وقتل والدراهم بها واسعة كثيرة لا يكاد أحدهم يشتري شيئا
ولو جرزة بقل بأقل من درهم صحيح والفضة في أعلى جبل مشرف على البلدة والسوق والجبل
كالغربال من كثرة الحفر وإنما يتبعون عروقها يجدونها تدلهم على أنها تفضي إلى
الجواهر وهم إذا وجدوا عرقا حفروا أبدا إلى أن يصيروا إلى الفضة فيتفق أن للرجل
منهم
في الحفر ثلاثمائة
ألف درهم أو زائدا أو ناقصا فربما صادف ما يستغني به هو وعقبه وربما حصل له مقدار
نفقته وربما أكدى وافتقر لغلبة الماء وغير ذلك وربما يتبع رجل عرقا ويتبع آخر شعبة
أخرى بعينه فيأخذان جميعا في الحفر والعادة عندهم أن من سبق فاعترض على صاحبه فقد
استحق ذلك العرق وما يفضي إليه فهم يعملون عند هذه المسابقة عملا لا تعمله
الشياطين فإذا سبق أحد الرجلين ذهبت نفقة الآخر هدرا وإن استويا اشتركا يحفرون
أبدا ما حييت السرج واتقدت المصابيح فإذا صاروا في البعد إلى موضع لا يحيي السراج
لم يتقدموا ومن تقدم مات في أسرع وقت فالرجل منهم يصبح غنيا ويمسي فقيرا أو يصبح
فقيرا ويمسي غنيا وينسب إليها شاعر يعرف بالبنجهيري معروف
بنجيكت بضم أوله وسكون ثانيه وكسر الجيم وياء ساكنة وفتح الكاف وتاء مثناة قال
الإصطخري بنجيكت أكبر مدينة بأشروسنة وهي التي يسكنها ولاة أشروسنة يقدر رجالها
بعشرين ألفا ويشتمل خندقها على دور وبساتين وكروم وقصور وزروع وقال أبو سعد بنجيكت
قرية من قرى سمرقند على ستة فراسخ منها أبو مسلم مؤمن بن عبد الله النبجيكتي يروي
عن محمد بن نصر البلخي
بندجان بالفتح ثم السكون وفتح الدال وجيم وألف ونون مدينة بفارس ولست أدري أهو
النوبندجان أو غيرها وموضعهما في الأخبار واحد
بندسيان من قرى نهاوند بها قبر النعمان بن مقرن استشهد هناك يوم نهاوند وهو أمير
الجيوش وقبر عمور بن معدي كرب الزبيدي فيما يزعم أهلها والمشهور أن عمرو بن معد
يكرب مات بروذه قرب الري
بندكان بضم أوله من قرى مرو على خمسة فراسخ منها ينسب إليها أبو طاهر محمد بن عبد
العزيز العجلي البندكاني كان إماما فاضلا مناظرا عارفا بالتواريخ تفقه على الإمام
أبي القاسم الفوراني وروى الحديث عن الحسين بن الحسن بن عبد الله الكاشغري روى عنه
أبو الحسن الشهرستاني بمكة وأبو القاسم علي بن محمد وحدثنا عنه أبو المظفر
السمعاني رحمه الله عن أبي سعد السمعاني
البندنيجين لفظه لفظ التثنية ولا أدري ما بندنيج مفرده إلا أن حمزة الأصبهاني قال
بناحية العراق موضع يسمى وندنيكان وعرب على البندنيجين ولم يفسر معناه وهي بلدة
مشهورة في طرف النهروان من ناحية الجبل من أعمال بغداد يشبه أن تعد في نواحي
مهرجانقذق وحدثني العماد بن كامل البندنيجي الفقيه قال البندنيجين اسم يطلق على
عدة محال متفرقة غير متصلة البنيان بل كل واحدة منفردة لا ترى الأخرى لكن نخل
الجميع متصلة وأكبر محلة فيها يقال لها باقطنايا وبها سوق ودار الإمارة ومنزل
القاضي ثم بويقيا ثم سوق جميل ثم فلشت وقد خرج منها خلق من العلماء محدثون وشعراء
وفقهاء وكتاب
بنديمش بكسر الدال وياء ساكنة وميم مفتوحة وشين معجمة من قرى سمرقند في ظن أبي سعد
منها القاضي أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم القصار الحافظ البنديمشي توفي في
شعبان سنة 425
بنزرت بفتح الزاي وسكون الراء وتاء فوقها نقطتان مدينة بإفريقية بينها وبين تونس
يومان
وهي من نواحي
شطفورة مشرفة على البحر وتنفرد بنزرت ببحيرة تخرج من البحر الكبير إلى مستقر
تجاهها يخرج منها في كل شهر صنف من السمك لا يشبه السمك الذي خرج في الشهر الذي
قبله إلى انقضاء الشهر ثم صنف آخر ويضمنه السلطان بمال وافر بلغني أن ضمانته اثنا
عشر ألف دينار قال أبو عبيد البكري وبشرقي طبرقة على مسيرة يوم وبعض آخر قلاع تسمى
قلاع بنزرت وهي حصون يأوي إليها تلك الناحية إذا خرج الروم غزاة إلى بلاد المسلمين
فهي مفزع لهم وغوث وفيها رباطات للصالحين قال وقال محمد بن يوسف في ذكر الساحل من
طبرقة إلى مرسى تونس مرسى القبة عليه مدينة بنزرت وهي مدينة على البحر يشقها نهر
كبير كثير الحوت ويقع في البحر وعليها سور صخر وبها جامع وأسواق وحمامات افتتحها
معاوية بن حديج سنة 14 وكان معه عبد الملك بن مروان
بنسارقان السين مهملة وبعد الألف راء مفتوحة وقاف قرية من قرى مرو على فرسخين من
مرو يسميها العامة كوسارقان منها أبو منصور الطيب ابن أبي سعيد بن الطيب الخلال
البنسارقاني كان يسكن البلد خرج إلى مكة وتوفي بهمذان في شعبان سنة 235 وكان صالحا
سمع الحديث ورواه
بنطس بضم الطاء والسين مهملة كذا وجدته بخط أبي الريحان البيروتي وقرأت بخط غيره
بنطس كلمة يونانية وهو خاص بالبحر الذي منه خليج قسطنيطينية أوله في أطراف بلاد
الترك في الشمال ويمتد إلى ناحية المغرب والجنوب حتى يتصل ببحر الشام وقيل اتصاله
ببحر الشام يسمى بنطس
بنفزوة بفتح أوله وثانيه وسكون الفاء وضم الزاي وفتح الواو مدينة بإفريقية من
نواحي القيروان
بنكت بالكسر ثم السكون وفتح الكاف والتاء فوقها نقطتان قرية من قرى إشتيخن من صغد
سمرقند منها أبو الحسن علي بن يوسف بن محمد البنكتي كان فقيها صالحا سمع بمكة أبا
محمد عبد الملك بن محمد بن عبيد الله الزبيدي
بنكث هذه بالثاء المثلثة ووجدته بخط البشاري بيكث بعد الباء ياء وقال الإصطخري
بنكث قصبة إقليم الشاش ولها قهندز ومدينة وقهندزها خارج عن المدينة وللمدينة ربض
عليه سور وطول البلد من السور الثالث إلى أن تقطع عرضه كله مقدار فرسخ وتجري في
المدينة الداخلة والربض جميعا المياه وفي الربض بساتين كثيرة ويمتد من الجبل
المعروف بسابلع حائط في وجه القلاص حتى ينتهي إلى وادي الشاش يمنع الترك من الدخول
بناه عبد الله بن حميد فإذا جزت هذا الحائط بمقدار فرسخ كان هناك خندق من الجبل
إلى الوادي وينسب إليها أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح ابن معقل الشاشي البنكثي
أصله من ترمذ وسكن بنكث فنسب إليها كان إماما حافظا رحالا أديبا قرأ الأدب على أبي
محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة ببغداد روى عن عيسى بن أحمد العسقلاني وأبي عيسى
الترمذي وغيرهما من أهل خراسان والجبال والعراق وروى عنه أبو القاسم علي بن أحمد
بن محمد الخزاعي ومات بالشاش سنة 533 وله مسند في مجلدين ضخمين سمعناه بمرو علي
أبي المظفر عبد الرحيم ابن أبي سعد الحافظ رحمه الله
بنة بالفتح ثم التشديد مدينة بكابل وفي كتاب
الفتوح غزا المهلب
بن أبي صفرة في سنة 44 أيام معاوية ثغر السند فأتى بنة ولاهور وهما بين الملتان
وكابل فلقيه العدو فقتله المهلب ومن معه فقال بعض الأزديين ألم تر أن الأزد ليلة
بيتوا ببنة كانوا خير جيش المهلب بنة بكسر أوله قرية من قرى بغداد وهي بنة المقدم
ذكرها
و بنة أيضا حصن بالأندلس من أمال الفرج عمره محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام
ينسب إليه أبو جعفر البني القائل في صفة قنديل وقنديل كأن الضوء فيه محاسن من أحب
وقد تجلى أشار إلى الدجى بلسان أفعى فشمر ذيله خوفا وولى وذكر أبو طاهر الحافظ
بإسناده قال أبو العباس أحمد ابن البني الأبدي قال قدمت حمص الأندلس يعني إشبيلية
فجمعني جماعة من شعرائها في مجلس فأرادوا امتحاني فقال من بينهم أبو محمد عبد الله
بن سادة الشنتريني وكان مقدمهم هذي البسيطة كاعب أترابها حلل الربيع وحليها الأزهار
فقلت وكأن هذا الجو فيها عاشق قد شفه التعذيب والإضرار فإذا شكا فالبرق قلب خافق
وإذا بكى فدموعه الأمطار فلأجل ذلة ذا وعزة هذه يكبي الغمام ويبسم النوار بنورا
بالفتح ثم الضم والواو ساكنة وراء وألف مقصورة قرية قرب النعمانية بين بغداد وواسط
وبها كان مقتل المتنبي في بعض الروايات وحدثني الشريف أبو الحسن علي بن أبي منصور
الحسن ابن طاوس العلوي أن بنورا من نواحي الكوفة ثم من ناحية نهر قورا قرب سورا
بينهما نحو فرسخ منها كان الشريف النسابة عبد الحميد بن التقي العلوي كان أوحد
الناس في علم الأنساب والأخبار مات في سنة 795
بنو عامر من مخاليف اليمن
بنو مغالة بالغين معجمة من قرى الأنصار بالمدينة قال الزبير كل ما كان من المدينة
عن يمينك إذا وقفت آخر البلاد مستقبل مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو بنو
مغالة والجهة الأخرى فهو جديلة وهم بنو معاوية
بنو نجيد مخلاف باليمن فيه معدن الجزع البقراني أجود أصناف الجزع
بنها بكسر أوله وسكون ثانيه مقصور من قرى مصر يسمونها اليوم بنها بفتح أوله قال
أبو الحسن المهلبي من الفسطاط إلى مدينة بنها وهي على شعبة من النيل وأكثر عسل مصر
الموصوف بالجودة مجلوب منها ومن كورتها وهي عامرة حسنة العمارة ثمانية عشر ميلا
وعن العباس ابن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول روى الليث بن سعد عن ابن
شهاب قال بارك رسول الله صلى الله عليه و سلم في عسل بنها قال العباس قلت ليحيى
حدثك به عبد الله بن صالح قال نعم قال يحيى بنها قرية من قرى مصر
بنيان بالضم كذا
وجدته في شعر الأعشى ووجدته بخط الترمذي الذي نقله من خط ثعلب بنيان بالفتح في قول
الحطيئة مقيم على بنيان يمنع ماءه وماء وشيع ماء عطشان مرمل وهي قرية باليمامة
ينزلها سعد بن زيد مناة بن تميم قال الأعشى أجدوا فلما خفت أن يتفرقوا فريقين منهم
مصعب ومصوب طلبتهم تطوي بي البيد جسرة شويقية النابين وجناء ذعلب مضبرة حرف كأن
قتودها تضمنه من حمر بنيان أحقب شقا ناب البعير إذا طلع وقال طفيل الغنوي وبنيان
لم تورد وقد تم ظمؤها تراح إلى برد الحياض وتلمع و بنيان أيضا رستاق بين فارس
وأصبهان وخوزستان وهو من نواحي خوزستان وليس في عملها عمل يعد من الصرود غيره وهي
متاخمة للسردان
بنيرقان بالفتح ثم الكشر وياء ساكنة وراء مفتوحة وقاف وألف ونون من قرى مرو منها
عبد الله بن الوليد بن عفان البنيرقاني سمع قتيبة بن سعيد
بننور لفظه لفظ بني نور بالنون في نور قلعة مشهورة ومدينة من نواحي مكران
البنية بالضم وياء مشددة بلفظ التصغير ويروي البنينة بنونين بينهما ياء موضع في
قول الحادرة
بني بلفظ تصغير الابن قال أبو زياد بني أجرع من الرمل لم أسمع شيئا من الرمل يسمى
بنيا غيره وهو في جانب رمل عبد الله بن كلاب في الشق الذي يلي مطلع الشمس وأنشد
لربيعة بن عمرو ابن نفاثة ذهب الشباب وجاء شيء آخر وقعدت بعد ذهابه أتذكر ولقد
جلست على بني غدوة ونظرت صادرتي وماء أخضر ولقد سعيت على المكاره كلها وجمعت حربا
لم يطقها عفزر
البنية من أسماء مكة حرسها الله تعالى
باب الباء والواو وما يليهما
بواء بالفتح والمد واد بتهامة وقد قصره بعض الشعراء
بوادر جمع بادرة موضع في شعر سبيع بن الخطيم حيث قال واعتادها لما تضايق شربها
بلوى بوادر مربع ومصيف
بوار بالفتح بلفظ البوار بمعنى الهلاك بلد باليمن له ذكر في الأخبار عن نصر
بوازن بعد الألف زاي مكسورة ونون قال زيد الخيل الطائي قضت ثعل دينا ودنا بمثله
سلامان كيلا وازنا ببوازن
فأمسوا بني حر كريم
وأصبحوا عبيد عنين رغم أنف ومازن
البوازيج بعد الزاي ياء ساكنة وجيم بلد قرب تكريت على الزاب الأسفل حيث يصب في
دجلة ويقال لها بوازيج الملك لها ذكر في الأخبار والفتوح وهي الآن من أعمال الموصل
ينسب إليها جماعة من العلماء منهم من المتأخرين منصور ابن الحسن بن علي بن عاذل بن
يحيى البوازيجي البجلي فقيه فاضل حسن السيرة تفقه على أبي إسحاق الفيروزأباذي وسمع
منه الحديث ورواه وتوفي سنة 105
وبوازيج الأنبار موضع آخر قال أحمد بن يحيى ابن جابر فتح عبد الله بوازيج الأنبار
وبها قوم من مواليه إلى الآن
بواط بالضم وآخره طاء مهملة واد من أودية القبلية عن الزمخشري عن علي العلوي ورواه
الأصيلي والعذري والمستملي من شيوخ المغاربة بواط بفتح أوله والأول أشهر وقالوا هو
جبل من جبال جهينة بناحية رضوى غزاه النبي صلى الله عليه و سلم في شهر ربيع الأول
في السنة الثانية من الهجرة يريد قريشا ورجع ولم يلق كيدا قال بعضهم لمن الدار
أقفرت ببواط
بواعة بالعين المهملة صحراء عندها ردهة القرينين لبني جرم
بوان بالنون ذو بوان موضع بأرض نجد قال الزفيان ماذا تذكرت من الأظعان طوالعا من
نحو ذي بوان وقد ذكر بعضهم أنه أراد بوانة المذكورة بعد فأسقط الهاء للقافية
بوان بالفتح وتشديد الواو وألف ونون في ثلاثة مواضع أشهرها وأسيرها ذكرا شعب بوان
بأرض فارس بين أرجان والنوبندجان وهو أحد متنزهات الدنيا قال المسعودي وذكر اختلاف
الناس في فارس فقال ويقال إنهم من ولد بوان بن إيران بن الأسود بن سام بن نوح عليه
السلام وبوان هذا هو الذي ينسب إليه شعب بوان من أرض فارس وهو أحد المواضع
المتنزهة المشتهرة بالحسن وكثرة الأشجار وتدفق المياه وكثرة أنواع الأطيار قال
الشاعر فشعب بوان فوادي الراهب فثم تلقى أرحل النجائب وقد روي عن غير واحد من أهل
العلم أنه من متنزهات الدنيا وبعض قال جنان الدنيا أربعة مواضع غوطة دمشق وصغد
سمرقند وشعب بوان ونهر الأبلة وقالوا وأفضلها غوطة دمشق وقال أحمد بن محمد
الهمداني من أرجان إلى النوبندجان ستة وعشرون فرسخا وبينهما شعب بوان الموصوف
بالحسن والنزاهة وكثرة الشجر وتدفق المياه وهو موضع من أحسن ما يعرف فيه شجر الجوز
والزيتون وجميع الفواكه النابتة في الصخر وعن المبرد أنه قال قرأت على شجرة بشعب
بوان إذا أشرف المحزون من رأس تلعة على شعب بوان استراح من الكرب وألهاه بطن
كالحريرة مسه ومطرد يجري من البارد العذب
وطيب ثمار في رياض أريضة على قرب أغصان جناها على قرب فبالله يا ريح الجنوب تحملي إلى أهل بغداد سلام فتى صب وإذا في أسفل ذلك مكتوب ليت شعري عن الذين تركنا خلفنا بالعراق هل يذكرونا أم لعل الذي تطاول حتى قدم العهد بعدنا فنسونا وذكر بعض أهل الأدب أنه قرأ على شجرة دلب تظلل عينا جارية بشعب بوان متى تبغني في شعب بوان تلقني لدى العين مشدود الركاب إلى الدلب وأعطي وإخواني الفتوة حقها بما شئت من جد وما شئت من لعب يدير علينا الكأس من لو رأيته بعينك ما لمت المحب على الحب وذكر لي بعض أهل فارس أن شعب بوان واد عميق الأشجار والعيون التي فيه إنما هي من جلهتيه وأسفل الوادي مضايق تجتمع فيها تلك المياه وتجري وليس في أرض وطيئة البتة بحيث تبنى فيه مدينة ولا قرية كبيرة وقد أجاد المتنبي في وصفه فقال مغاني الشعب طيبا في المغاني بمنزلة الربيع من الزمان ولكن الفتى العربي فيها غريب الوجه واليد واللسان ملاعب جنة لو سار فيها سليمان لسار بترجمان طبت فرساننا والخيل حتى خشيت وإن كرمن من الحران غدونا تنفض الأغصان فيها على أعرافها مثل الجمان فسرت وقد حجبن الحر عني وجئن من الضياء بما كفاني وألقى الشرق منها في ثيابي دنانيرا تفر من البنان لها ثمر تشير إليك منه بأشرابة وقفن بلا أواني وأمواه تصل بها حصاها صليل الحلي في أيدي الغواني ولو كانت دمشق ثنى عناني لبيق الثرد صيني الجفان يلنجوجي ما رفعت لضيف به النيران ندي الدخان تحل به على قلب شجاع وترحل منه عن قلب جبان منازل لم يزل منها خيال يشيعني إلى النوبنذجان إذا غنى الحمام الورق فيها أجابته أغاني القيان ومن بالشعب أحوج من حمام إذا غنى وناح إلى البيان وقد يتقارب الوصفان جدا وموصوفاهما متباعدان
يقول بشعب بوان
حصاني أعن هذا يسار إلى الطعان أبوكم آدم سن المعاصي وعلمكم مفارقة الجنان فقلت
إذا رأيت أبا شجاع سلوت عن العباد وذا المكان وكتب أحمد بن الضحاك الفلكي إلى صديق
له يصف شعب بوان بسم الله الرحمن الرحيم كتبت إليك من شعب بوان وله عندي يد بيضاء
مذكورة ومنة غراء مشهورة بما أولانيه من منظر أعدى على الأحزان وأقال من صروف
الزمان وسرح طرفي في جداول تطرد بماء معين منسكب أرق من دموع العشاق مررتها لوعة
الفراق وأبرد من ثغور الأحباب عند الالتئام والاكتئاب كأنها حين جرى آذيها يترقرق
وتدافع تيارها يتدفق وارتج حبابها يتكسر في خلال زهر ورياض ترنو بحدق تولد قصب
لجين في صفائح عقيان وسموط در بين زبرجد ومرجان أثر على حكمة صانعه شهيد وعلم على
لطف خالقه دليل إلى ظل سجسج أحوى وخضل ألمى قد غنت عليه أغصان فينانة وقضب غيدانة
تشورت لها القدود المهفهفة خجلا وتقيلتها الخصور المرهفة تشبها يستقيدها النسيم
فتنقاد ويعدل بها فتنعدل فمن متورد يروق منظره ومرتج يتهدل مثمره مشتركة فيه حمرة
نضج الثمار ينفحه نسيم النوار وقد أقمت به يوما وأنا لخيالك مسامر ولشوقك منادم
وشربت لك تذكارا وإذا تفضل الله بإتمام السلامة إلى أن أوافي شيراز كتبت إليك من
خبري بما تقف عليه إن شاء الله تعالى
و بوان أيضا شعب بوان واد بين فارس وكرمان يوصف أيضا بالنزاهة والطيب ليس بدون
الأول أخبرني به رجل من أهل فارس
و بوان أيضا قرية على باب أصبهان ينسب إليها جماعة منهم القاضي أبو بكر محمد بن
الحسن بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن ا حمد بن سليم البواني من أهل هذه القرية
كان شيخا صالحا مكثرا سمع الحافظ أبا بكر مردويه بأصبهان والبرقاني ببغداد وغيرهما
روى عنه الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني وغيره وولي القضاء
ببعض نواحي أصبهان وتوفي في ذي القعدة سنة 484 وولد في صفر سنة 104
بوانة بالضم وتخفيف الواو قال أبو القاسم محمود ابن عمر قال السيد علي بوانة هضبة
وراء ينبع قريبة من ساحل البحر وقريب منها ماءة تسمى القصيبة وماء آخر يقال له
المجاز قال الشماخ ابن ضرار نظرت وسهب من بوانة دوننا وأفيح من روض الرباب عميق
وهذا يريك أنه جبل وقال آخر لقد لقيت شول بجنب بوانة نصيا كأعراف الكوادن أسحما
وفي حديث ميمونة بنت كردم أن أباها قال للنبي صلى الله عليه و سلم إني نذرت أن
أذبح خمسين شاة على بوانة فقال صلى الله عليه و سلم هناك شيء من هذه النصب فقال لا
قال فأوف بنذرك فذبح تسعا وأربعين وبقيت واحدة فجعل يعدو خلفها ويقول اللهم أوفي
بنذري حتى أمسكها فذبحها وهذا معنى الحديث
لا لفظه
و بوانة أيضا ماء بنجد لبني جشم وقال أبو زياد بوانة من مياه بني عقيل وقال وضاح
اليمن أيا نخلتي وادي بوانة حبذا إذا نام حراس النخيل جناكما وحسناكما زادا على كل
بهجة وزاد على طيب الغناء غناكما
البوباة بالفتح ثم السكون وباء أخرى اسم لصحراء بأرض تهامة إذا خرجت من أعالي وادي
النخلة اليمانية وهي بلاد بني سعد بن بكر بن هوازن قال رجل من مزينة خليلي
بالبوباة عوجا فلا أرى بها منزلا إلا جديب المقيد نذق برد نجد بعدما لعبت بنا
تهامة في حمامها المتوقد وقال ابن السكيت في شرح قول المتلمس لن تسلكي سبل البوباة
منجدة ما عاش عمرو وما عمرت قابوس قال البوباة ثنية في طريق نجد على قرن ينحدر
منها صاحبها إلى العراق فيقول لا تأخذ بذلك الطريق إلى نجد وأنت تريد إلى الشام
وأصل البوباة والموماة المتسع من الأرض
بالبوب بالضم ثم السكون وباء أخرى قرية بمطر من كورة بنا من نواحي حوف مصر ويقال
لها بلقينة أيضا
بوته بالتاء فوقها نقطتان من قرى مرو ينسب إليها بوتقي بزيادة القاف وينسب إليها
أبو الفضل أسلم بن أحمد بن محمد بن فراشة البوتقي يروي عن أبي العباس أحمد بن محمد
بن محبوب المحبوبي وغيره روى عنه أبو سعيد النقاش توفي بعد سنة 053
بوتيج بكسر التاء وياء ساكنة وجيم بليدة بالصعيد الأدنى من غربي النيل وهي عامرة
نزهة ذات نخل كثير وشجر وفير
بورنمذ يلتقي فيها ساكنان وفتح النون والميم والذال معجمة قرية بين سمرقند
وأشروسنة وهي من أعمال أشروسنة منها أبو أحمد عبد الله ابن عبد الرحمن البورنمذي
الزاهد سمع يحيى بن معاذ الرازي روى عنه عبد الله بن مسعود بن كامل السمرقندي
بوري بالقصر قرية قرب عكبراء قال أبو نواس ولا تركت المدام بين قرى الكر خ فبورى
فالجوسق الخرب وببغداد جماعة من الكتاب وغيرهم ينسبون إليها ولشعر أبي نواس تمام
ذكرته في القفص
بوازنة بالزاي والألف والنون قرية من قرى أسفرايين منها أبو محمد عبد الله بن
الحارث بن حفص ابن الحارث بن عقبة القرشي الصنعاني ثم البوزاني من أهل صنعاء وسكن
بوزانة وكان وضاعا للحديث عن الأئمة مثل عبد الرزاق وأحمد بن حنبل وغيرهما
بوزجان بالجيم
بليدة بين نيسابور وهراة وهي من نواحي نيسابور منها إلى نيسابور أربع مراحل وإلى
هراة ست مراحل كان منها جماعة كثيرة من أهل العلم منهم أبو منصور أحمد بن محمد بن
حمدون بن مرداس الفقيه البوزجاني تفقه ببلخ على أبي القاسم الصفار ثم سكن نيسابور
خمسين سنة إلى أن مات بها سمع عبد الله بن محمد بن طرخان البلخي وأبا العباس
الدغولي وغيرهما سمع منه الحاكم أبو عبد الله وتوفي في ذي القعدة سنة 836
بوزع العين مهملة اسم رملة في بلاد بني سعد بن زيد مناة بن تميم وفي قول جرير
وتقول بوزع قد دببت على العصا فهو اسم امرأة قال الأزهري وكأنه فوعل من البزع وهو
الظرف والملاحة
بوزنجرد الزاي والنون مفتوحتان والجيم مكسورة والراء ساكنة والدال مهملة من قرى
همذان على مرحلة منها من جهة ساوه منها أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن يوسف بن الحسن
بن وهرة الهمذاني البوزنجردي كان إماما ورعا متنسكا عاملا بعلمه له أحوال وكرامات
وكلام على الخواطر وإليه انتهت تربية المريدين تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي
وسمع منه الحديث ومن غيره من العراقيين منهم أبو بكر الخطيب سمع منه أبو سعد وقال
توفي ببامئين قصبة باذغيس سنة 535
بوزنجرد مثل الذي قبله إلا أنه بسكون النون والتي قبلها بفتحها وذكرهما معا أبو
سعد وفرق بينهما بذلك وهذا من قرى مرو على طرف البرية منها أبو إسحاق إبراهيم بن
هلال بن عمرو بن سياوش البوزنجردي وقيل ابن زادان بدل سياوش سمع علي بن الحسن بن
شقيق وغيره روى عنه أحمد بن محمد بن العباس السوسقاني وغيره وتوفي سنة 982
بوزن شاه الشين معجمة من قرى مرو خربت قديما كانت على أربعة فراسخ من مرو ينسب
إليها ضرار بن عمرو بن عبد الرحمن البوزنشاهي من التابعين روى عن ابن عمر ومحمد
ابن عبد الرحمن بن محمد بن يوسف الخلوقي أبو عبد الله المكي الهلالي من أهل بوزن
شاه الجديدة كان إماما عالما فاضلا حافظا للمذهب مفتيا من بيت العلم والحديث سمع
الإمام أبا عبد الله محمد بن الحسن ابن الحسين المهربندقشاني والسيد أبا القاسم
علي بن موسى الموسوي العلوي وأبا المظفر السمعاني وأبا الخير محمد بن موسى الصفار
وكتب عنه أبو سعد بمرو وبقريته بوزن شاه وكانت ولادته في صفر سنة 354 ببوزن شاه
وبها توفي سنة 135 في سابع شهر ربيع الأول وبوزن شاه هذه غير الأولى
بوزن من قرى نيسابور من خط البحاثي قال أبو منصور الثعالبي عقيب ذكره قول السراي
الرفاء يصف الموصل فمتى أزور قباب مشرفة الذرى فأدور بين النسر والعيوق وأرى صوامع
في غوارب أكمها مثل الهوادج في غوارب نوق ما نظرت إلى الصوامع في قرية بوزن من
نيسابور إلا تذكرت هذا البيت واستأنفت التعجب من حسن هذا التشبيه وبراعته وفصاحته
بوزوز بالفتح ثم
السكون وزايين بينهما واو ساكنة مدينة في شرقي الأندلس منها أبو القاسم محمد بن
عبد الله بن محمد الكلبي المقري الإشبيلي يعرف بابن البوزوزي كتب عنه السلفي شيئا
من شعره وقال مقرىء مجود قلت وقدم البوزوزي هذا حلب وأقام بها مدة يقرأ القرآن
وقرأ عليه شيخنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش ورحل إلى الموصل وأقام بها وبها
توفي فيما أحسب ولم يكن مرضي الدين على شيخوخته وعلمه وكان مشتهرا بالصبيان
وأنشدني حسين بن مقبل بن أبي بكر الموصلي البهائي نسبة إلى بهاء الدين أبي المحاسن
يوسف ابن رافع بن تميم القاضي بحلب قال أنشدني البوزوزي النحوي لنفسه في رجل يلقب
بالدبيب وكان يتعشق صبيا اسمه أبو العلاء واصطحبا على ذلك زمانا طويلا يئس الدبيب
لفقرة من أمرد وأبو العلاء لقبحه من عاشق فكلاهما بالاضطرار موافق لرفيقه لا
بالوداد الصادق فالعلق لو ظفرت يداه بلائط يوما لما أضحى له بموافق والدب لو ظفرت
يداه بأمرد لأباته ببيات أطلق طالق
بوس بالفتح ثم السكون والسين مهملة قرية بصنعاء اليمن يقال لها بيت بوس ينسب إليها
الحسن ابن عبد الأعلى بن إبراهيم بن عبد الله البوسي الصنعاني الإنباوي من أبناء
فارس يروي عن عبد الرزاق ابن هشام روى عنه الطبراني وغيره وينسب إليها جماعة غيره
رأيتهم في أخبار اليمن
بوسنج بالضم ثم السكون والسين مهملة والنون ساكنة وجيم من قرى ترمذ
بوشان الشين معجمة وآخره نون من مخاليف اليمن
بوش كورة ومدينة بمصر من نواحي الصعيد الأدنى في غربي النيل بعيدة عن الشاطىء ينسب
إليها أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبد الله البوشي حدث عن أبي الفضل أحمد وأبي
عبد الله محمد بن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحضرمي سمع منه أبو بكر
بن نقطة
بوشنج بفتح الشين وسكون النون وجيم بليدة نزهة خصيبة في واد مشجر من نواحي هراة
بينهما عشرة فراسخ رأيتها من بعد ولم أدخلها حيث قدمت من نيسابور إلى هراة قال إبو
سعد
أنشدني أبو الفتوح سعيد بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن علي البعقوبي الصوفي البوشنجي
الواعظ ساكن هراة وكان من بيت العلم والحديث كتب الكثير منه بهراة ونيسابور قال
أنشدنا أبو سعد العاصمي قال أنشدنا الإمام أبو الحسن عبد الرحمن ابن محمد الداودي
لنفسه يخاطب أبا حامد الأسفراييني ببغداد فقال سلام أيها الشيخ الإمام عليك وقل من
مثلي السلام سلام مثل رائحة الخزامى إذا ما صابها سحرا غمام رحلت إليك من بوشنج
أرجو بك العز الذي لا يستضام وقال أبو الفضل الدباغ الهروي يهجو بوشنج وأهلها
إذا سقى الله أرض
منزلة فلا سقى الله أرض بوشنج كأنها في اشتباك بقعتها أخربها الله نطع شطرنج قد
ملئت فاجرا وفاجرة أكرم منهم خؤولة الزنج كأن أصواتهم إذا نطقوا صوت قمد يدس في
فرج وينسب إلى بوشنج خلق كثير من أهل العلم منهم المختار بن عبد الحميد بن المنتضى
بن محمد بن علي أبو الفتح الأديب البوشنجي سكن هراة وكان شيخا عالما أديبا حسن
الخط كثير الجمع والكتابة والتحصيل جمع تواريخ وفيات الشيوخ بعدما جمعه الحاكم
الكتبي سمع جده لأمه أبا الحسن الداودي وأجاز لأبي سعد ومات بإشكيذبان في الخامس
عشر من رمضان سنة 356
بوصرا بفتح الصاد المهملة وراء من قرى بغداد هكذا ذكره ابن مردويه فيما حكاه أبو
سعد عنه ونسب إليها أبا علي الحسن بن الفضل بن السمح الزعفراني المعروف بالبوصراني
روى عن مسلم بن إبراهيم روى عنه أبو بكر محمد بن محمد الباغندي وتوفي أول جمادى
الآخرة سنة 082 وهو متروك الحديث
بوص بالفتح قال الأصمعي بوص جبل حذاء فيد قال الفضل اللهبي فالهاوتان فكبكب فجتاوب
فالبوص فالأفراع من أشقاب
بوصان موضع بأرض حولان من ناحية صعدة باليمن أهله بنو شرحبيل بن الأصفر بن هلال بن
هانىء بن حولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة
بوصلابا بالضم وبعد اللام ألف وباء وألف قرية على الفرات قرب الكوفة مسماة بمنشئها
صلابة ابن مالك بن طارق بن همام العبدي
بوصير بكسر الصاد وياء ساكنة وراء اسم لأربع قرى بمصر بوصير قوريدس وقال الحسن بن
إبراهيم بن زولاق بها قتل مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الذي به انقرض ملك بني
أمية وهو المعروف بالحمار والجعدي قتل بها لسبع بقين من ذي الحجة سنة 231 وقال أبو
عمر الكندي قتل مروان ببوصير من كورة الأشمونين وقال لي القاضي المفضل بن الحجاج
بوصير قوريدس من كورة البوصيرية وإلى بوصير قوريدس ينسب أبو القاسم هبة الله بن
علي بن مسعود بن ثابت بن غالب ابن هاشم الأنصاري الخزرجي كتب إلي أبو الربيع
سليمان بن عبد الله التميمي المكي في جواب كتاب كتبته إليه من حلب أسأله عنه فقال
سألت ابن الشيخ البوصيري عن سلفه ونسبه وأصله فأخبرني أنهم من المغرب من موضع يسمى
المنستير قال وبالمغرب موضعان يسميان المنستير أحمدهما بالأندلس بين لقنت وقرطاجنة
في شرق الأندلس والآخر بقرب سوسة من أرض إفريقية بينه وبينها اثنا عشر ميلا قال
ولم يعرفني والدي من أيهما نحن وكان أول قادم منا إلى مصر جد والدي مسعود فنزل
بوصير فوريدس فأولد بها جدي عليا ودخل علي إلى مصر فأقام بها فأولد بها أبي القاسم
ولم يخرج من الإقليم إلى سواه إلى أن توفي في ليلة الخميس الثاني من صفر سنة 895
أخبرني بالوفاة الحافظ الزكي عبد
العظيم المنذري
وسألته عن مولد أبيه فلم يعرفه إلا أنه قال مات بعد أن نيف على التسعين بسنتين أو
ثلاث أخبرني الحافظ زكي الدين المنذري أنه ظفر بمولده محققا بخط أبيه وأنه يظن أنه
في سنة 505 أو 056
وبوصير السدر بليدة في كورة الجيزة
و بوصير دفدنو من كورة الفيوم
و بوصير بنا من كورة السمنودية ولا أدري إلى أيها ينسب أبو حفص عمر بن أحمد بن
محمد بن عيسى الفقيه المالكي وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن صدقة البوصيري مات
سنة 915
بوظة هكذا وجدته بالظاء المعجمة قال هو نقب في عارض اليمامة
بوغ الغين معجمة من قرى ترمذ على ستة فراسخ منها ينسب إليها الإمام أبو عيسى محمد
بن عيسى ابن سورة الترمذي البوغي الضرير إمام عصره صاحب كتاب الصحيح ذكر في ترمذ
بوقاس بالقاف وآخره سين مهملة بلد بين حلب وثغر المصيصة وربما قيل له بوقا بإسقاط
السين
بوقان آخره نون قال الحازمي بوقان بالباء من نواحي سجستان ينسب إليها أبو عمر محمد
بن أحمد بن محمد بن سليمان البوقاني صاحب التصانيف المشهورة روى عن أبي حاتم بن
حبان وأبي يعلى النسفي وأبي علي حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء وأبي سليمان
الخطابي روى عنه ابنه أبو سعيد عثمان وغيره قلت هذا غلط لاريب فيه إنما هو
النوقاني بالنون في أوله والتاء المثناة من فوقها في آخره كذا قرأته بخط أبي عمر
النوقاتي المذكور وكذا ضبطه أبو سعد في تاريخ مرو الذي قرأته بخطه وقد ذكر في
موضعه
وأما بوقان فذكره في كتب الفتوح وهو بلد بأرض السند قال أحمد بن يحيى البلاذري ولى
زياد ابن أبيه المنذر بن الجارود العبدي ويكنى بأبي الأشعث ثغر الهند فغزا البوقان
والقيقان فظفر المسلمون وغنموا ثم ولى عبيد الله بن زياد بن حري الباهلي ففتح الله
تلك البلاد على يده وقاتل به قتالا شديدا وقيل إن عبيد الله ابن زياد ولى سنان بن
سلمة بن المحبق الهذلي وكان حري بن حري معه على سراياه وفي حري يقول الشاعر لولا
طعاني بالبوقان ما رجعت منه سرايا ابن حري بأسلاب وأهل البوقان اليوم مسلمون وقد
بنى عمران بن موسى بن يحيى بن خالد البرمكي بها مدينة سماها البيضاء في خلافة
المعتصم ولعل الحازمي بهذا اغتر
بوق بالقاف نهر بوق كورة بغداد نفسها في بعضها وقد ذكرت في نهر
ومشهد البوق قرب رحبة مالك بن طوق به مات شيخ الشيوخ عبد الرحيم بن إسماعيل في سنة
085
بوقة من قرى أنطاكية وفي كتاب الفتوح بنى هشام بن عبد الملك حصن بوقة من عمل
أنطاكية ثم جدد وأصلح حديثا ينسب إليها أبو يعقوب إسحاق بن عبد الله الجزري البوقي
روى عن مالك ابن أنس وهشيم بن بشير وسفيان بن عيينة روى عنه هلال بن العلاء الرقي
ومحمد بن الخضر مناكير قاله أبو عبد الله بن مندة ونسبه كذلك وأبو سليمان داود بن
أحمد البوقي سكن أنطاكية سمع أبا عبد الرحمن معمر بن مخلد السروجي ذكره أبو أحمد
في الكنى
و بوقة من قرى الصعيد عن الأمير
شرف الدين يعقوب
الهذياني أخبرني به من لفظه
بولان بفتح أوله قاع بولان منسوب إلى بولان ابن عمرو بن الغوث بن طيء واسم بولان
غصين ولعله فعلان من البول وهذا الموضع قريب من النباج في طريق الحاج من البصرة
وقال العمراني هو موضع تسرق فيه العرب متاع الحاج وقال محمد بن إدريس اليمامي
بولان واد ينحدر على منفوحة باليمامة وقال في موضع آخر ومن مياه العرمة باليمامة
بلو وبلي وبولان وأنشد للأعشى فالعسجدية فالأبلاء فالرجل وقال مالك بن الريب
المازني بعدما أوردناه في رحا المثل إذا عصب الركبان بين عنيزة وبولان عاجوا
المنقبات النواجيا ألا ليت شعري هل بكت أم مالك كما كنت لو عالوا نعيك باكيا أذا
مت فاعتادي القبور فسلمي على الرسم أسقيت الغمام الغواديا أقلب طرفي حول رحلي فلا
أرى به من عيون المؤنسات مراعيا وبالرمل منا نسوة لو شهدنني بكين وفدين الطبيب
المداويا فمنهن أمي وابنتاها وخالتي وجارية أخرى تهيج البواكيا فما كان عهد الرمل
عندي وأهله ذميما ولا ودعت بالرمل قاليا هذا آخر قصيدة مالك بن الريب وقد ذكرتها
بتمامها في هذا الكتاب متفرقة ونبهت في كل موضع على ما يتلوه وأولها في خراسان
بولة بالضم موضع في قول أبي الجويرية حيث قال فسفحا حرزم فرياض قو فبولة بعد عهدك
فالكلاب
بو مارية بعد الألف راء مكسورة وياء مفتوحة خفيفة بليد من نواحي الموصل قرب تل
يعفر
بونا بفتح أوله وثانيه وتشديد نونه والقصر ناحية قرب الكوفة يقال لها تل بونا
ذكرها في الأشعار وقد ذكرت في تل بونا
بالبونت بالضم والواو والنون ساكنان والتاء فوقها نقطتان حصن بالأندلس وربما قالوا
البنت وقد ذكر ينسب إليه أبو طاهر إسماعيل بن عمران بن إسماعيل الفهري البونتي قدم
الإسكندرية حاجا ذكره السلفي وكان أديبا أريبا قارئا وعبد الله بن فتوح بن موسى بن
أبي الفتح بن عبد الله الفهري البونتي أبو محمد كان من أهل العلم والمعرفة وله
كتاب في الوثائق والأحكام وله أيضا رواية توفي في جمادى الآخرة سنة 462
بونفاط بكسر النون وفاء وألف وطاء مهملة مدينة في وسط جزيرة صقلية
بون مدينة باليمن زعموا أنها ذات البئر المعطلة والقصر المشيد المذكورين في القرآن
العظيم قال معن بن أوس سرت من بوانات فبون فأصبحت بقوران قوران الرصاف تواكله
وحدثني أبو الربيع سليمان المكي والقاضي المفضل ابن أبي الحجاج أنهما بونان وهما
كورتان ذواتا قرى البون الأعلى والبون الأسفل ولا يقوله
أهل اليمن إلا
بالفتح قال اليمني يصف جبلا حتى بدت بسواد البون سامية يتبعن للحرب بوادا وروادا
بون بفتحتين ويروى بسكون الواو بليدة بين هراة وبغشور وهي قصبة ناحية باذغيس بينها
وبين هراة مرحلتان رأيتها وسمعتهم يسمونها ببنة ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن
بشر بن بكر الفقيه البوني يروي عن أبي جعفر بن طريف البوني وأبي العباس الأصم
وغيرهما
بونة بالضم ثم الفتح وتشديد النون وادي بونة ذكره نصر
بوهرز بالضم ثم الفتح وسكون الهاء وكسر الراء وزاي قرية كبيرة ذات بساتين وبها
جامع ومنبر قرب بعقوبا بينها وبين بغداد نحو ثمانية فراسخ روى بها قوم الحديث
البويب بلفظ تصغير الباب نقب بين جبلين وقال يعقوب البويب مدخل أهل الحجاز إلى مصر
قال كثير عزة إذا برقت نحو البويب سحابة جرى دمع عيني لا يجف سجوم ولست براء نحو
مصر سحابة وإن بعدت إلا قعدت أشيم فقد يوجد النكس الدني عن الهوى عزوفا ويصبو المرء
وهو كريم و البويب أيضا نهر كان بالعراق موضع الكوفة فمه عند دار الرزق يأخذ من
الفرات كانت عنده وقعة أيام الفتوح بين المسلمين والفرس في أيام أبي بكر الصديق
وكان مجراه إلى موضع دار صالح بن علي بالكوفة ومصبه في الجوف العتيق وكان مغيضا
للفرات أيام المدود ليزيدوا به الجوف تحصينا وقد كانوا فعلوا ذلك الجوف حتى كانت
السفن البحرية ترفأ إلى الجوف
البويرة تصغير البئر التي يستقي منها الماء والبويرة هو موضع منازل بني النضير
اليهود الذين غزاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد غزوة أحد بستة أشهر فأحرق
نخلهم وقطع زرعهم وشجرهم فقال حسان بن ثابت في ذلك لهان على سراة بني لؤي حريق
بالبويرة مستطير وفيه نزل قوله تعالى ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على
أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين قال أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يعز على
سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير فأجابه حسان بن ثابت أدام الله ذلكم حريقا وضرم
في طوائفها السعير
هم أوتوا الكتاب
فضيعوه وهم عمي عن التوراة بور وقال جمل بن جوال التغلبي وأوحشت البويرة من سلام
وسعد وابن أخطب فهي بور و البويرة أيضا موضع قرب وادي القرى بينه وبين بسيطة مر
بها المتنبي وذكرها في شعره فقال روامي الكفاف وكبد الوهاد وجار البويرة وادي
الغضا و البويرة موضع بحوف مصر
و البويرة قرية أو بئر دون أجإ وفيها قال إن لنا بئرا بشرقي العلم عادية ما حفرت
بعد إرم ذات سجال حامش ذات أجم قال واسمها اللقيطة
بويط بالضم ثم الفتح قرية بصعيد مصر قرب بوصير قوريدس وكان قد خرج في أيام المهدي
دحية بن مصعب بن الإصبع بن عبد العزيز بن مروان ابن الحكم ودعا إلى نفسه واستمر
إلى أيام الهادي فولى مصر الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس فكاتبه
وكانت نعم أم ولد دحية تقاتل في وقعة على بويط فقال شاعرهم فلا ترجعي يا نعم عن
جيش ظالم يقود جيوش الظالمين ويجنب وكري بنا طردا على كل سانح إلينا منايا
الكافرين يقرب كيوم لنا لا زلت أذكر يومنا بفأو ويوم في بويط عصبصب ويوم بأعلى
الدير كانت نحوسه على فيئة الفضل بن صالح تنعب و بويط أيضا قرية في كورة سيوط
بالصعيد أيضا وإلى إحداهما ينسب أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي المصري الفقيه
صاحب الشافعي رضي الله عنه والمدرس بعده سمع الشافعي وعبد الله بن وهب روى عنه أبو
إسماعيل الترمذي وإبراهيم بن إسحاق الحربي وقاسم بن مغيرة الجوهري وأحمد بن منصور
الرمادي والقاسم بن هاشم السمسار وكان حمل إلى بغداد أيام المحنة وانتدب إلى القول
بخلق القرآن فامتنع من الإجابة إليه ولم يزل محبوسا حتى توفي وكان إماما ربانيا
كثير العبادة والزهد ومات في سنة 132 ذكره الخطيب وأما محمد ابن عمر بن عبد الله
بن الليث أبو عبد الله الشيرازي الفقيه البويطي فليس من بويط ولكني أراه كان يدرس
كتاب البويطي فنسب إليه
البوين بالنون ماء لبني قشير قال بشر بن عمرو بن مرثد أبلغ لديك أبا خليد وائلا
أني رأيت العام شيئا معجبا هذا ابن جعدة بالبوين مغربا وبنو خفاجة يقترون الثعلبا
فأنفت مما قد رأيت ورابني وغضبت لو أني أرى لي مغضبا
بوينة بضم الباء وسكون الواو وياء مفتوحة ونون قرية على فرسخين من مرو يقال لها
بوينك أيضا والنسبة إليها بوينجي ينسب إليها جماعة منهم أبو عبد الرحمن الحصين بن
المثنى بن عبد الكريم بن راشد البوينجي المروزي رحل إلى
العراق وكتب بالري
عن جرير بن عبد الحميد وبالكوفة عن وكيع بن الجراح وحدث وروى الناس عنه توفي قبل
سنة 003 في حدود سنة 052
باب الباء والهاء وما يليهما
بهاباذ بالفتح من قرى كرمان فيها وفي قرية أخرى يقال لها كوبيان يعمل التوتيا
ويحمل إلى سائر البلدان
بهاران بالراء من قرى أصبهان من ناحية قهاب ذات جامع ومنبر كبير
بهار من قرى مرو ويقال لها بهارين أيضا ينسب إليها رقاد بن إبراهيم البهاري مات
سنة 426
بهارزة بتقديم الراء من قرى بلخ ينسب إليها أبو عبد الله بكر بن محمد بن بكر بن
عطاء البهارزي يروي عن قتيبة بن سعيد مات في ذي الحجة سنة 492
بهاطية من قرى بغداد
بهائم على وزنج جمع بهيمة من الدواب جبلان بحمى ضرية كلاهما على لون واحد كذا قال
ثعلب وقال غيره البهائم جبال وماؤها يقال له المنبجس وهي بئار في شعب قال الراعي
بكى خشرم لما رأى معارك أتى دونه والهضب هضب البهائم
بهجورة بسكون الهاء وضم الجيم من قرى الصعيد في غربي النيل وبعيدة عن شاطئه يكثر
فيها زرع السكر
بهداذين بكسرأوله وسكون ثانيه دال مهملة وألف وذال معجمة وياء ساكنة ونون معناه
بالفارسية أجود عطاء من قرى زوزان من أعمال نيسابور يقول فيها أبو الحسن
العبدلكاني والد أبي محمد عبد الله بن محمد العبدلكاني أشرف ببهداذين من قرية عن
شائنات العيب في حرز لكنها من لؤم سكانها حطت من الذل إلى العز ما إن ترى فيها سوى
خامل جلف دني أصله كز لا تعجبوا منها ومن أهلها فالدر لا ينكر في الخرز
بهدى بوزن سكرى ويقال ذو بهدى قرية ذات نخل باليمامة قال جرير وأقفر وادي ثرمداء
وربما تدانى بذي بهدي حلول الأصارم وقيل هما موضعان متقاربان
ويوم ذي بهدي من أيامهم قال ظالم بن البراء الفقيمي ونحن غداة يوم ذوات بهدى لدى
الوتدات إذا غشيت تميم ضربنا الخيل بالأبطال حتى تولت وهي شاملها الكلوم بضرب يلقح
الضبعان منه طروقته ويلجئه الأروم
بهرزان بالكسر ثم السكون وفتح الراء ثم زاي وألف ونون بليدة بينها وبين شهرستان
فرسخان من جهة نيسابور رأيتها في صفر سنة 671 وهي عامرة ذات خير واسع وعليها سور
حصين وبها سوق حافل
بهرسير بالفتح ثم
الضم وفتح الراء وكسر السين المهملة وياء ساكنة وراء من نواحي سواد بغداد قرب
المدائن ويقال بهرسير الرومقان وقال حمزة بهرسير إحدى المدائن السبع التي سميت بها
المدائن وهي معربة من ده أردشير وقال في موضع آخر معربة من به أردشير كأن معناه
خير مدينة أردشير وهي في غربي دجلة وقد خربت مدائن كسرى ولم يبق ما فيه عمارة
غيرها وهي تجاه الإيوان لأن الإيوان في شرقي دجلة وهي في غربية رأيتها غير مرة
وبالقرب منها من جهة الجنوب زريران ومن جهة الغرب صرصر وقال أبو مقرن أيام الفتوح
تولى بنو كسرى وغاب نصيرهم على بهرسير فاستهد نصيرها غداة تولت عن ملوك نصرها لدى
غمرات لا يبل بصيرها مضي يزدجرد بن الأكاسر سادما شع وأدبر عنه بالمدائن خيرها
والشعر في ذكرها كثير
وفي كتاب الفتوح لما فرغ سعد بن أبي وقاص من القادسية سار حتى نزل بهرسير ففتحها
وأقام عليها تسعة أشهر وقيل ثمانية حتى أكلوا الرطب مرتين ثم عبر دجلة فهرب منهم
يزدجرد وذلك في سنة خمس عشرة وست عشرة
بهرة بالفتح والراء مدينة بمكران
بهرة بالضم قال محمد بن إدريس البهرة أقصء ماء يلي قرقرى لبني امرىء القيس بن زيد
مناة باليمامة وقد ذكره ابن هرمة غير مرة في شعره وما أظنه أراد غير الذي باليمامة
لأنها لم تكن بلاده قال كم أخ صالح وعم وخال وابن عم كالصارم المسنون قد جلته عنا
المنايا فأمسى أعظما تحت ملحدات وطين رهن رمس ببهرة أو حزيز يا لقومي للميت
المدفون وبهرة الوادي وسطه وأرى ابن هرمة إياه أراد لا موضعا بعينه
بهزان بالكسر والزاي وألف ونون موضع قرب الري قالوا هناك كانت مدينة الري فانتقل
أهلها إلى موضعها اليوم وخربت وآثارها إلى اليوم باقية وبينها وبين مدينة الري ستة
فراسخ
بهستان بكسرتين وسكون السين وتاء مثناة وألف ونون قلعة مشهورة من نواحي قزوين
بهستون بالفتح ثم الكسر قرية بين همذان وحلوان واسمها ساسانيان بينها وبين همذان
أربع مراحل وبينها وبين قرميسين ثمانية فراسخ وجبل بهستون عال مرتفع ممتنع لا
يرتقى إلى ذروته وطريق الحاج تحته سواء ووجهه من أعلاه إلى أسفله أملس كأنه منحوت
ومقدار قامات كثيرة من الأرض قد نحت وجهه وملس فزعم بعض الناس أن بعض الأكاسرة
أراد أن يتخذ حول هذا الجبل موضع سوق ليدل به على عزته وسلطانه وعلى ظهر الجبل
بقرب الطريق مكان يشبه الغار وفيه عين ماء جار وهناك صورة دابة كأحسن ما يكون من
الصور زعموا أنها صورة دابة كسرى المسماة شبديز وعليها كسرى وقد ذكرته مبسوطا في
باب الشين
بهسنا بفتحتين
وسكون السين ونون وألف قلعة حصينة عجيبة بقرب مرعش وسميساط ورستاقها هو رستاق
كيسوم مدينة نصر بن شبث الخارجي في أيام المأمون وقتله عبد الله بن طاهر وهو على
سن جبل عال وهي اليوم من أعمال حلب
بهقباذ بالكسر ثم السكون وضم القاف وباء موحدة وألف وذال معجمة اسم لثلاث كور
ببغداد من أمال سقي الفرات منسوبة إلى قباذ ابن فيروز والد أنو شروان بن قباذ
العادل منها بهقباذ الأعلى سقيه من الفرات وهو ستة طساسيج طسوج خطرنية وطسوج
النهرين وطسوج عين التمر والفلوجتان العليا والسفلى وطسوج بابل والبهقباذ الأوسط
وهي أربعة طساسيج طسوج سورا وطسوج باروسما والجبة والبداة وطسوج نهر الملك
والبهقباذ الأسفل خمسة طساسيج الكوفة وفرات بادقلى والسيلحين وطسوج الحيرة وطسوج
نستر وطسوج هرمزجرد
بهلا بلد على ساحل عمان
بهلكجين بالضم ثم الفتح وسكون اللام وفتح الكاف وكسر الجيم وياء ساكنة ونون موضع
وأنشد الخارزنجي أنعت من حيات بهلكجين صل صفا داهية درخمين
بهمن أردشير كورة واسعة بين واسط والبصرة منها ميسان والمذار وتسمى فرات البصرة
والبصرة منها تعد قال حمزة الأصبهاني بهمنشير تعريب بهمن أردشير وكانت مدينة مبنية
على عبر دجلة العوراء في شرقيها تجاه الأبلة خربت ودرس أثرها وبقي اسمها
بهندف بفتحتين ونون ساكنة وبفتح الدال المهملة وتكسر وفاء بليدة من نواحي بغداد في
آخر أعمال النهروان بين بادرايا وواسط وكانت تعد من أعمال كسكر وغزا المسلمون أيام
الفتوح بهندف وكانت لهم بها وقعة في سنة 16 فقال ضرار بن الخطاب وكان صاحب الجيش
ولما لقينا في بهندف جمعهم أناخوا وقالوا اصبروا آل فارس فقلنا جميعا نحن أصبر
منكم وأكرم في يوم الوغى والتمارس ضربناهم بالبيض حتى إذا انثنت أقمنا لها مثلا
بضرب القوانس فما فتئت خيلي تقص طريقهم وتقتلهم بعد اشتباك الحنادس فعادوا لنادينا
ودانوا بعهدنا وعدنا عليهم بالنهى في المجالس وقال أبو مرجانة بن تباه واسمه عيسى
يذكرها ودجلة والفرات جارية والنهروانات لسن في اللعب والمشرف العالي المحيط على
بهندف ذي الثمار والحطب وقصر شيرين حين ينظره بين عيون المياه والعشب وينسب إليها
أحمد بن محمد بن إبراهيم البهندفي يروي عن علي بن عثمان الحراني روى عنه أبو حفص
عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ
البهنسا بالفتح ثم السكون وسين مهملة مقصورة مدينة بمصر من الصعيد الأدنى غربي
النيل وتضاف إليها
كورة كبيرة وليست
على ضفة النيل وهي عامرة كبيرة كثيرة الدخل وبظاهرها مشهد يزار يزعمون أن المسيح
وأمه أقاما به سبع سنين وبها برابي عجيبة ينسب إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو
الحسن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد العطار البهنسي حدث عن يحيى بن نصر
الخولاني توفي فلي شهر ربيع الأول سنة 413 وأبو الحسن علي ابن القاسم بن محمد بن
عبد الله البهنسي روى عن بكر بن سهل الدمياطي وغيره روى عنه أبو مطر علي بن عبد
الله المعافري
بهونة بالفتح ثم السكون وفتح الواو والنون اسم لإحدى القرى من بنج ديه ينسب إليها
أبو نصر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن شمر البهوني كان إماما
فاضلا أديبا شاعرا تفقه على أسعد الميهني وأبي بكر السمعاني وأبي حامد الغزالي
وسمع أبا القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وأبا نصر أحمد بن محمد بن الحسن
البشاري السرخسي وأبا سعيد محمد بن علي بن أبي صالح واختل في آخر عمره ومات سنة
445 ومولده سنة 466
به بالكسر والهاء محضة من مدن مكران مجاورة لأرض السند
باب الباء والياء وما يليهما
بيار بالكسر مدينة لطيفة من أعمال قومس بين بسطام وبيهق بينها وبين بسطام يومان
أسواقهم بيوتهم وبياعوهم النساء خرج منها جماعة من أعيان العلماء منهم من
المتأخرين أبو الفتح إدريس بن علي بن أدريس الأديب الحنفي البياري من أهل نيسابور
كان أديبا شاعرا مدرسا بمدرسة السلطان بنيسابور سمع أبا صالح يحيى بن عبد الله بن
الحسين الناصحي وأبا الحسن علي بن إحمد المؤذن وأبا الموفق علي بن الحسين الدهان
ذكره أبو سعد في التحبير وقال مات في ذي الحجة سنة 045 وأبو الفضل جعفر بن الحسن
بن منصور بن الحسن بن منصور البياري الكثيري المعبر له شعر وبديهة سمع أسعد البارع
الزوزني وعبد الواحد بن عبد الكريم القشيري ذكره أبو سعد في التحبير مولده في رجب
سنة 174 ببيار ومات ببخارى سنة 355 قال أبو سعد أنشدني أبو الفضل البياري من حفظه
لنفسه ببخارى محن الزمان لها عواقب تنقضي لا بد فاصبر لانقضاء أوانها إن المحالة
في إزالة شرها قبل الأوان تكون من أعوانها و بيار أيضا من قرى نسا
بياس بالفتح وياء مشددة وألف وسين مهملة مدينة صغيرة شرقي أنطاكية وغربي المصيصة
بينهما قريبة من البحرة بينها وبين الإسكندرية فرسخان قريبة من جبل اللكام منها
أبو عبد الله أحمد بن محمد بن دينار الشيرازي ثم البياسي يروي عن الحسن ابن أبي
الحسن الأصبهاني روى عنه محمد بن أحمد بن جميع قال البحتري ولقد ركبت البحر في
أمواجه وركبت هول الليل في بياس وقطعت أطوال البلاد وعرضها ما بين سندان وبين سجاس
بياس بتخفيف الياء نهر عظيم بالسند مفضاه إلى المولتان
بياسة ياء مشددة
مدينة كبيرة بالأندلس معدودة في كورة جيان بينها وبين أبدة فرسخان وزعفرانها هو
المشهور في بلاد المغرب دخلها الروم سنة 245 وأخرجوا عنها سنة 255 نسب إليها
الحافظ أبو طاهر أبا العباس أحمد بن يوسف بن تمام اليعمري البياسي وقال هو شاعر
مفلق وأديب محقق وكان كثير الحفظ لشعر الأندلسيين المتأخرين خاصة وتزهد في آخر
عمره قال وسمعته بالثغر يقول سمعت فاخر بن فاخر القرطبي يقول مدح عبد الجليل بن
وهبون المرسي المعروف بالدمعة المعتمد ابن عباد بقصيدة فيها تسعون بيتا فأجازه
بتسعين دينارا فيها دينار مقروض فلم يعرف العلة في ذلك حتى أطال تأمل قصيدته وإذا هو
قد خرج عن عروض الطويل في بيت منها إلى عروض الكامل فعرف حينئذ السبب
البياض ضد السواد وضع باليمامة في موضع قريب من يبرين وأنشد بعضهم ألم يكن أخبرني
غلامي أن البياض طامس الأعلام و البياض أيضا حصن باليمن من أعمال الحقل قرب صنعاء
و البياض أرض بنجد لبني كعب من بني عامر بن صعصعة
بيان بالفتح والتخفيف صقع من سواد البصرة في الجانب الشرقي من دجلة عليه الطريق
إلى حصن مهدي وهي قريبة منه وهو من نواحي الأهواز أعني حصن مهدي
بيان بتشديد ثانيه إقليم بيان من أمال بطليوس بالأندلس ويقال له منت بيان ينسب
إليها قاسم ابن محمد بن قاسم بن محمد بن سيار البياني مولى هشام بن عبد الملك يعرف
بصاحب الوثائق أندلسي محدث شافعي المذهب صحب المزني روى عنه محمد بن القاسم وأسلم
بن عبد العزيز وأحمد بن خال ذكر ابن يونس أنه توفي سنة 892
بيانة بزيادة الهاء وهي قصبة كورة قبرة وهي كبيرة حصينة على ربوة يكتنفها أشجار
وأنهار بينها وبين قرطبة ثلاثون ميلا منها قاسم بن أصبغ ابن يوسف بن ناصح بن عطاء
البياني أبو محمد إمام مصنف سمع محمد بن وضاح ومحمد بن عبد السلام الخشني وتقي بن
مخلد رحل إلى المشرق في سنة 472 فسمع الحارث بن أبي أسامة وإسماعيل بن إسحاق القاضي
وأحمد بن أبي خيثمة وأبا محمد بن قتيبة وابن أبي الدنيا وغيرهم روى عنه ابن ابنه
قاسم بن محمد ابن قاسم وعبد الوارث بن سليمان بن حبرون وكان عاد إلى قرطبة وطال
عمره فألحق الأصاغر بالأكابر وكان مولده في سنة 742 ومات في سنة 043
البياو قال الحسن بن يحيى الفقيه صاحب تاريخ صقلية أحد أضلاع صقلية الثلاثة يمر
على ساحل البحر من المغرب إلى المشرق يتيامن قليلا إلى جهة القبلة وهذه الناحية
تنظر إلى جهة إفريقية وفي هذا الموضع من المواضع المشهورة أو قريبا منه مدينة
البياو وهذا الموضع هو ذنب الجزيرة وأقلها خيرا وكان سجنا
بيبرز بكسر أوله وفتح ثانيه وسكون الباء وفتح الراء وزاي محلة ببغداد وهي اليوم
مقبرة بين عمارات البلد وأبنيته من جهة محلة الظفرية والمقتدرية بها قبور جماعة من
الأئمة منهم أبو إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزاباذي الفقيه الإمام ومنهم من يسميها
باب أبرز
بيت الآبار جمع بئر
قرية يضاف إليها كورة من غوطة دمشق فيها عدة قرى خرج منها غير واحد من رواة العلم
بيت الأحزان جمع حزن ضد الفرح بلد بين دمشق والساحل سمي بذلك لأنهم زعموا أنه كان
مسكن يعقوب عليه السلام أيام فراقه ليوسف عليه السلام وكان الأفرنج عمروه وبنوا به
حصنا حصينا قال النشو بن نقادة هلاك الفرنج أتى عاجلا وقد آن تكسير صلبانها ولو لم
يكن قد أتى حينها لما عمرت بين أحزانها فنزل عليه الملك الناصر يوسف بن أيوب في
سنة 575 ففتحه وأخربه فقال أبو الحسن علي بن محمد الساعاتي الدمشقي أيسكن أوطان
النبيين عصبة تمين لدى أيمانها حين تحلف نصحتكم والنصح في الدين واجب ذروا بيت
يعقوب فقد جاء يوسف
بيت أرانس بفتح الهمزة والراء وبعد الألف نون مكسورة وسين مهملة من قرى الغوطة
بقربها قبر أبي مرثد دثار بن الحصين من الصحابة قال الحافظ أبو القاسم في كتاب
دمشق محمد بن المعمر بن عثمان أبو بكر الطائي من ساكني بيت أرانس من قرى الغوطة
حدث عن محمد بن جعفر الراموزي ومحمد بن إسحاق بن يزيد الصيني وعاصم بن بشر بن عاصم
حدث عنه أبو الحسين الرازي وعبد الوهاب بن الحسن وأبو الحسن محمد بن زهير بن محمد
الكلابيان مات في سنة 123 وقال أيضا محمد ابن محمد بن طوق العسعس بن الجريش بن
الوزير اليعمري أبو عمرو من أهل قرية من قرى دمشق يقال لها بيت أرانس حدث عنه أبو
الحسين الرازي
بيت أنعم بضم العين حصن قريب من صنعاء اليمن نازله الفارس قليب أتابك الملك
المسعود بن الملك الكامل العادل بن أيوب مدة طويلة حتى أمكنه أخذه
و بيت أنعم أيضا حصن أو قرية في مخلاف سنحان باليمن
بيت البلاط من قرى دمشق بالغوطة وقد ذكر في البلاط منها مسلمة بن علي بن خلف أبو
سعيد الخشني روي عن الأوزاعي ويحيى بن الحارث وزيد ابن واقد والأعمش ويحيى بن سعيد
الأموي وخلق كثير روى عنه خلق آخر كثير منهم عبد الله بن وهب وعبد الله بن الحكم
المصريان
بيت بوس قرية قرب صنعاء اليمن بفتح الباء الموحدة وسكون الواو وسين مهملة وقد نسب
إليها بعضهم وقد ذكرتها في بوس لأن النسبة إليها بوسي
بيت بني نعامة ناحية باليمن
بيت جبرين لغة في جبريل بليد بين بيت المقدس وغزة وبينه وبين القدس مرحلتان وبين
غزة أقل من ذلك وكانت فيه قلعة حصينة خربها صلاح الدين لما استنقذ بيت المقدس من
الأفرنج وبين بيت جبرين وعسقلان واد يزعمون أنه وادي النملة التي خاطبت سليمان بن
داود عليه السلام وقد نسب إليها من ذكرناه في جبرين
البيت الحرام هو مكة حرسها الله تعالى يذكر في المسجد الحرام مبسوطا محدودا إن شاء
الله تعالى
بيت الخردل بلفظ
الخردل من النبات بلد باليمن من نواحي مخلاف سنحان
بيت رأس اسم لقريتين في كل واحدة منهما كروم كثيرة ينسب إليها الخمر إحداهما
بالبيت المقدس وقيل بيت رأس كورة بالأردن والأخرى من نواحي حلب قال حسان بن ثابت
كأن سبيئة من بيت رأس يكون مزاجها عسل وماء فنشربها فتتركنا ملوكا وأسدا ما
ينهنهنا اللقاء وقال أبو نواس دثار من غنية أو سليمى أو الدهماء أخت بني الحماس
كأن معاقد الأوضاح منها بجيد أغن نوم في كناس وتبسم عن أغر كأن فيه مجاج سلافة من
بيت راس
بيت رامة قرية مشهورة بين غور الأردن والبلقاء قرأت في الكتاب الذي ألفه أبو محمد
القاسم بن أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ الدمشقي في فضائل البيت
المقدس أنبأنا أبو القاسم المقري أنبأنا إبراهيم الخطيب أنبأنا عبد العزيز
النصيبيني إجازة أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد أنبأنا عمر بن الفضل أنبأنا أبو
الوليد أنبأنا عبد الرحمن بن منصور بن ثابت بن استنباد حدثني أبي عن أبيه عن جده
قال كانت الصخرة أيام سليمان بن داود عليه السلام ارتفاعها اثنا عشر ذراعا وكان
الذراع ذراع الأمان ذراع وشبر وقبضة وكانت عليها قبة من اليلنجوج وهو العود
المندلي وارتفاع القبة ثمانية عشر ميلا وفوق القبة غزال من الذهب بين عينيه درة
حمراء يقعد نساء البلقاء ويغزلن في ضوئها ليلا وهي على ثلاثة أيام منها وكان أهل
عمواس يستظلون بظل القبة إذا طلعت الشمس وإذا غربت استظل أهل بيت الرامة وغيرها من
الغور بظلها هكذا وجدت هذا الخبر كما تراه مسندا وفيه طول وهو أبعد من السماء عن
الحق والله المستعان
بيت ردم من حصون صنعاء اليمن
بيت ريب حصن باليمن أيضا في جبل مسور قال ابن أفنونة هو أبو بكر محمد بن أحمد بن
يوسف ابن أفنونة من أهل اليمن وكان قد ولي القضاء ببيت ريب يا ليت شعري الأيام
محدثة من طول غربتنا يوما يرى يوما لنا فرجا أم هل نرى الشمل يضحي وهو ملتئم ويبهج
الله صبا طالما حرجا لا حبذا بيت ريب لا ولا نعمت عينا غريب يرى يوما بها بهجا
وحبذا أنت يا صنعاء من بلد وحبذا عيشك الغض الذي درجا لولا النوائب والمقدور لم
ترني عنها وعيشك طول الدهر منزعجا
بيت سابا بالباء الموحدة قال الحافظ أبو القاسم في كتاب دمشق هشام بن يزيد بن محمد
بن عبد الله ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي كان يسكن بيت سابا من أقليم
بيت الآبار عند جرمانس وكان لجده يزيد بن معاوية ذكره ابن أبي العجائز
بيت سبطا بالتحريك
والباء موحدة من نواحي اليمن من حازة بني شهاب
بيت سوا بالفتح والقصر قال الحافظ سكنها يحيى بن محمد بن زياد أبو صالح الكلبي
البغدادي حدث عن عمرو بن علي القلاس ومحمد بن مثنى والحسن بن عرفة روى عنه أبو بكر
محمد بن سليمان ابن سفيان بن يوسف الربعي وأبو سليمان بن زبر وأبو محرز عبد الواحد
بن إبراهيم العبسي قال أبو سليمان الربعي مات أبو صالح يحيى بن محمد الكلبي البيت
سواني في رجب سنة 313 ومحمد بن حميد بن معيوف بن بكر بن أحمد بن معيوف بن يحيى بن
معيوف أبو بكر الهمداني سمع أبا بكر محمد بن علي بن أحمد بن داود بن علان والمضاء
بن مقاتل بإذنه والقاسم بن عيسى العطار ومحمد بن حصن الألوسي وأبا الحسن بن جوصا
وأبا الدحداح وغيرهم روى عنه أبو نصر بن الجبان وأبو الحسن بن السمسار وعبد الوهاب
الميداني وتمام بن محمد الرازي
البيت العتيق هو الكعبة وقيل هو اسم من أسماء مكة سمي بذلك لعتقه من الجبارين أي
لا يتجبرون عنده بل يتذللون وقيل بل لأن جبارا لا يدعيه لنفسه وقد يكون العتيق
بمعنى القديم وقد يكون معنى العتيق الكريم وكل شيء كرم وحسن قيل له عتيق وذكر عن
وهب وكعب فيه أخبار تذكر في الكعبة والعتيق وغيرهما
بيت عذران من نواحي صنعاء اليمن
بيت العذن بالذال المعجمة ساكنة ونون حصن باليمن لحمير
بيت عز من حصون اليمن كان لعلي بن عواض
بيت فارط بالفاء والطاء المهملة قرية إلى جانب الأنبار على شاطىء الفرات بينها
وبين الأنبار نحو فرسخ
بيت فايش حصن باليمن لصعصعة أمير الحميريين باليمن
بيت قوفا بضم القاف وسكون الواو وفاء مقصورة من دمشق نسب إليها بعضهم قوفانيا ذكرت
في قوفا لذلك
بيت لاها حصن عال بين أنطاكية وحلب على جبل ليلون كان فيه ديدبان ينظر في أول
النهار إلى أنطاكية وفي آخره إلى حلب
بيت لحم بالفتح وسكون الحاء المهملة بليد قرب البيت المقدس عامر حفل فيه سوق
وبازارات ومكان مهد عيسى بن مريم عليه السلام قال مكي بن عبد السلام الرميلي ثم
المقدسي رأيت بخط مشرف بن مرجا بيت لخم بالخاء المعجمة وسمعت جماعة من شيوخنا
يروونه بالحاء المهملة وقد بلغني أن الجميع صحيح جائز قال البشاري بيت لحم قرية
على نحو فرسخ من جهة جبرين بها ولد عيسى بن مريم عليه السلام وثم كانت النخلة وليس
ترطب النخيل بهذه الناحية ولكن جعلت لها آية وبها كنيسة ليس في الكورة مثلها
ولما ورد عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى البيت المقدس أتاه راهب من بيت لحم فقال
له معي منك أمان على بيت لحم فقال له عمر ما أعلم ذلك فأظهره وعرفه عمر فقال له
الأمان صحيح ولكن لا بد في كل موضع للنصارى أن نجعل فيه مسجدا فقال الراهب إن ببيت
لحم حنية مبنية على قبلتكم فاجعلها مسجدا للمسلمين ولا تهدم الكنيسة فعفا له عن
الكنيسة وصلى إلى
تلك الحنية واتخذها مسجدا وجعل على النصارى إسراجها وعمارتها وتنظيفها ولم يزل
المسلمون يزورون بيت لحم ويقصدون إلى تلك الحنية ويصلون فيها وينقل خلفهم عن سلفهم
أنها حنية عمر ابن الخطاب وهي معروفة إلى الآن لم يغيرها الفرنج لما ملكوا البلاد
ويقال إن فيها قبر داود وسليمان عليهما السلام
بيت لهيا بكسر اللام وسكون الهاء وياء وألف مقصورة كذا يتلفظ به والصحيح بيت
الإلاهة وهي قرية مشهورة بغوطة دمشق يذكرون أن آزر أبا إبراهيم الخليل عليه السلام
كان ينحت بها الأصنام ويدفعها إلى إبراهيم ليبيعها فيأتي بها إلى حجر فيكسرها عليه
والحجر إلى الآن بدمشق معروف يقال له درب الحجر قلت أنا والصحيح أن الخليل عليه
السلام ولد بأرض بابل وبها كان آزر يصنع الأصنام وفي التوراة أن آزر مات بحران
وكان قد خرج من العراق فأقام بحران إلى أن مات بها ولم يرد في خبر صحيح أنه دخل
الشام والله أعلم وللشعراء في بيت لهيا أشعار كثيرة منها قول أحمد بن منير
الأطرابلسي سقاها وروى من النيرين إلى الغيضتين وحمورية إلى بيت لهيا إلى برزة
دلاح مكفكفة الأوعية والنسبة إليها بتلهي وقد نسب إليها خلق كثير من أهل الرواية
منهم يحيى بن محمد بن عبد الحميد السكسكي البتلهي حدث عن أبي حسان الحسن ابن عثمان
الزيادي البصري ويحيى بن أكثم روى عنه ابنه أبو الفضل محمد بن يحيى وعمرو بن مسلمة
بن الغمر أبو بكر السكسكي البتلهي روى عن نوح ابن عمر بن حوي السكسكي روى عنه عبد
الوهاب الكلابي والحسين الرازي وقال مات سنة 523 وغيرهما كثير وإسمعيل بن أبان بن
محمد بن حوي السكسكي البتلهي روى عن أبي مسهر وأحمد بن حنبل وأبي مصعب الزهري
وخطاب بن عثمان ونوح ابن عمر بن حوي وغيرهم روى عنه أحمد بن المعلى ومحمد بن جعفر
بن ملاس وأبو الحسن بن جوصا وأبو الجهم بن طلاب والعباس بن الوليد بن مزيد وهو من
أقرانه وغيرهم ومات ببيت لهيا لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة 263
بيت ماما قرية من قرى نابلس بفلسطين قال صاحب الفتوح وأهلها سامرة كانت الجزية على
الرجل منهم عشرة دنانير فشكوا ذلك إلى المتوكل فجعلها ثلاثة دنانير
بيت مامين قرية من قرى الرملة مات بها أبو عمير عيسى بن محمد بن إسحاق ويقال ابن
محمد بن عيسى الرملي يعرف بابن النحاس روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وتلك
الطبقة وروى عنه يحيى ابن معين ومات يحيى قبله بثلاث وعشرين سنة وسئل عنه يحيى
فوثقه وكان من الصلحاء الأخيار وروى عنه البخارى أيضا قال ابن زيد ومات سنة 526 في
بيت مامين وحمل إلى الرملة فدفن بها لثمانية أيام مضت من المحرم
بيت محرز آخره زاي حصن في جبل وضرة من جبال اليمن
بيت النار قرية كبيرة من قرى إربل من جهة الموصل بينها وبين إربل ثمانية أميال
أنشدني عبد الرحمن بن المستخف لنفسه فيها فقال
إربل دار الفسق حقا
فلا يعتمد العاقل تعزيرها لو لم تكن دار فسوق لما أصبح بيت النار دهليزها
بيت نوبا بضم النون وسكون الواو وباء موحدة بليدة من نواحي فلسطين
بيت نقم بالتحريك من حصون صنعاء استحدثه عبد الله بن حسن الزيدي الخارج باليمن في
حدود سنة ستمائة
بيت يرام من حصون اليمن أيضا
بيجانين بالفتح ثم السكون وجيم وألف ونون مفتوحة وياء ساكنة ونون أخرى من قرى
نهاوند منها أبو العلاء عيسى بن محمد بن منصور الصوفي الهمداني البيجانيني سكن
بيجانين فنسب إليها وسمع الحديث من أبي ثابت بنجير الصوفي الهمداني ذكر في التحبير
بيج بكسر أوله وسكون ثانيه وجيم بليد على ساحل النيل في شرقيه أنشأ فيه الأمير
بزكوج الناصري في أيام الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب معاصر للسكر وكان يرتفع له
منه ارتفاع وافر
بيجن كرد بالفتح والنون بلد وقلعة بين قرص وأرزن الروم من أرض أرمينية
بيجان بالحاء مهملة مخلاف باليمن معروف منه كان الفقيه البيجاني المقري نزيل مكة
وكان صالحا دينا مقبولا مات قرابة سنة 595 أو فيها
البيداء اسم لأرض ملساء بين مكة والمدينة وهي إلى مكة أقرب تعد من الشرف أمام ذي
الحليفة وفي قول بعضهم إن قوما يغزون البيت فنزلوا بالبيداء فبعث الله عز و جل
جبرائيل فقال يا بيداء أبيديهم وكل مفازة لا شيء بها فهي بيداء وحكى الأصمعي عن
بعض العرب قال كانت امرأة تأتينا ومعها ولدان لها كالفهدين فدخلت بعض المقابر
فرأيتها جالسة بين قبرين فسألتها عن ولديها فقالت قضيا نحبهما وهناك والله قبراهما
ثم أنشأت تقول فلله جاراي اللذان أراهما قريبين مني والمزار بعيد مقيمين بالبيداء
لا يبرحانها ولا يسألان الركب أين تريد أمر فأستقري القبور فلا أرى سوى رمس أحجار
عليه لبود كواتم أسرار تضمن أعظما بلين رفاتا حبهن جديد
بيدان بوزن ميدان ماء لبني جعفر بن كلاب وفي كتاب نصر بيدان جبل أحمر مستطيل من
أخيلة حمى ضرية قال جرير كاد الهوى يوم سلمانين يقتلني وكاد يقتلني يوما ببيدانا
لا بارك الله فيمن كان يحسبكم إلا على العهد حتى كان ما كان وقال مالك بن خالد
الخناعي ثم الهذلي جوار شظيات وبيدان أنتحي شمارخ شما بينهن ذوائب
بيدح موضع في قول ابن هرمة قضى وطرا من حاجة فتروحا على أنه لم ينس سلمي وبيدحا
بيد موضع بفارس
و بيد أيضا من مدن مكران
بيدرة بالراء
والهاء من قرى بخارى ينسب إليها أبو الحسن مقاتل بن سعد الزاهد البيدري البخاري
يروي عن عيسى بن موسى روى عنه سهل ابن شاذويه البخاري
بيران بالراء قرية من نظر دانية بالأندلس ينسب إليها أبو حفص عمر بن الحسن بن عبد
الرزاق البيراني النفزي قدم الشرق حاجا ولقي السلفي وأنشده وقال رأيت أبا الحسن
علي بن عبد الغني الحصري القيرواني بدانية من مدن الأندلس وطنجة من مدن العدوة
جميعا ومات بطنجة وسمع أبا حفص كثيرا وكان شيخا كبيرا فألفه السلفي وقال نفزة
قبيلة كبيرة من البربر
بيران بالكسر من قرى نسف على فرسخ منها ينسب إليها عمر بن محمد بن عبد الملك بن
بنكي بن مذكور بن حفص البيراني الفرخوزديزجي النسفي من أهل بيران وقرية فرخوزديزه
على فرسخ من نسف خربت ورد بخارى وسكنها وكان شيخا صالحا عالما متميزا جميل الأمر
سمع بنسف أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد البلدي سمع منه أبو سعد وحدثنا عنه ابنه
أبو المظفر بن أبي سعد وكانت ولادته تقديرا في سنة 194 بقرية فرخوزديزه وتوفي
ببخارى في سنة ست وخمسين وخمسمائة
بيرجند بكسر أوله وفتح الجيم وسكون النون أحسبها من قرى قوهستان ينسب إليها الحسين
بن محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن محمد بن منازل البيرجندي أبو القاسم وقيل أبو
عبد الله القايني أديب أصبهان وكان يذكر بالصلاح والعفة والسنة كثير الكتابة دقيق
الخط وكان يسمى الأصمعي الصغير
بيرحا بوزن خيزلى قال أبو القاسم بن عمر ويقال بئرحاء مضاف إليه ممدود ويقال بيرحا
بفتح أوله والراء والقصر ورواية المغاربة قاطبة الإضافة وإعراب الراء بالرفع والجر
والنصب وحاء على لفظ الحاء من حروف المعجم قال أبو بكر الباجي وأنكر أبو بكر الأصم
الإعراب في الراء وقيل إنما هو بفتح الراء في كل حال قال وعليه أدركت أهل العلم
بالمشرق
وقال أبو عبد الله الصوري إنما هو بفتح الباء والراء في كل حال يعني أنه كلمة
واحدة قال عياض وعلى رواية الأندلسيين ضبطنا هذا الحرف عن أبي جعفر في كتاب مسلم
بكسر الباء وفتح الراء وبكسر الراء وفتح الباء والقصر ضبطناه في الموطإ عن أبي
عتاب وابن حمدون وغيرهما وبضم الراء وفتحها معا قيدناه عن الأصيلي وقد رواه مسلم
من طريق حماد بن سلمة بريحا هكذا ضبطناه عن الخشني والأسدي والصدفي فيما قيدوه عن
العذري والسمرقندي وغيرهما ولم أسمع فيه من غيرهما خلافا إلا أني وجدت أبا عبد
الله الحميدي الأندلسي ذكر هذا الحرف في اختصاره عن حماد بن سلمة بيرحاكما قال
الصوري ورواية الرازي في حديث مسلم من حديث مالك بن أنس بريحا وهم إنما هذا في
حديث حماد وأما في حديث مالك فهو بيرحا كما قيد الجميع على اختلافهم وذكر أبو داود
في مصنفه هذا الحديث
بخلاف ما تقدم فقال جعلت أرضي باريحا وهذا كله يدل على أنها ليست ببئر وقيل هي أرض
لأبي طلحة وقيل هو موضع بقرب المسجد بالمدينة يعرف بقصر بني جديلة وذكر ابن إسحاق
أن حسان بن ثابت لما تكلم في الإفك بما تكلم به ونزل القرآن ببراءة عائشة رضي الله
عنها عدا صفوان بن المعطل على حسان فضربه
بالسيف فاشتكت
الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فعل صفوان فأعطاه رسول الله صلى الله
عليه و سلم عوضا عن ضربته بيرحاء وهو قصر بني جديلة اليوم بالمدينة وكان مالا لأبي
طلحة ابن سهل تصدق به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعطاه رسول الله صلى
الله عليه و سلم حسانا وأعطاه سيرين أمة قبطية فولدت له عبد الرحمن بن حسان
البير ماء في ديار طيء
وبير بغير تعريف بلد حصين من نواحي شهرزور
بيرمس الياء والراء ساكنان والميم مفتوحة والسين مهملة من قرى بخارى ينسب إليها
أبو محمد أحمد بن عمر البخاري البيرمسي يروي عن محمد بن أبي الليث البخاري
بيروت بالفتح ثم السكون وضم الراء وسكون الواو والتاء فوقها نقطتان مدينة مشهورة
على ساحل بحر الشام تعد من أعمال دمشق بينها وبين صيداء ثلاثة فراسخ قال بطليموس
بيروت طولها ثمان وستون درجة وخمس وأربعون دقيقة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وعشرون
دقيقة طالعها العواء بيت حياتها الميزان وقال صاحب الزيج طولها تسع وخمسون درجة
ونصف وعرضها أربع وثلاثون درجة في الإقليم الرابع وقال الوليد ابن يزيد بن عبد
الملك بن مروان إذا شئت تصابرت ولا أصبر إن شيت ولا والله لا يصب ر في البرية
الحوت ألا يا حبذا شخص حمت لقياه بيروت ولم تزل بيروت في أيدي المسلمين على أحسن
حال حتى نزل عليها بغدوين الأفرنجي الذي ملك القدس في جمعه وحاصرها حتى فتحها عنوة
في يوم الجمعة الحادي والعشرين من شوال سنة 305 وهي في أيديهم إلى هذه الغاية وكان
صلاح الدين قد استنقذها منهم في سنة 385 وقد خرج منها خلق كثير من أهل العلم
والرواية منهم الوليد بن مزيد العذري البيروتي روى عن الأوزاعي وسعيد بن عبد
العزيز وإسماعيل بن عياش ويزيد بن يوسف الصنعاني وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وأبي
بكر بن عبد الله بن أبي سبرة القرشي وكلثوم بن زياد المحاربي ومحمد بن يزيد المصري
وعبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون بن لهيعة وعبد الله بن هشام بن الغاز وعبد
الله بن شوذب ومقاتل بن سليمان البلخي وعثمان بن عطاء الحراني روى عنه ابنه أبو
الفضل العباس وأبو مسهر وهشام بن إسماعيل العطار وأبو الحمار محمد ابن عثمان وعبد
الله بن إسماعيل بن يزيد بن حجر البيروتي وعبد الغفار بن عفان بن صهر الأوزاعي
وعيسى بن محمد بن النحاس الرملي وعبد الله بن حازم الرملي وكان مولده سنة 216 وكان
الأوزاعي يقول ما عرضت فيما حمل عني أصح من كتب الوليد بن مزيد قال أبو مسهر وكان
الوليد بن مزيد ثقة ولم يكن يحفظ وكانت كتبه صحيحة مات سنة 302 عن سبع وسبعين سنة
وابنه أبو الفضل العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي روى عن أبيه وغيره وكان من
خيار عباد الله ومات سنة 072 ومولده سنة 169 ومحمد بن عبد الله بن عبد السلام بن
أبي أيوب أبو عبد الرحمن البيروتي المعروف
بمكحول الحافظ روى
عن أبي الحسين أحمد بن سليمان الرهاوي وسليمان بن سيف ومحمد بن عبد الله بن عبد
الحكم والعباس بن الوليد وغيرهم كثير روى عنه جماعة أخرى كثيرة ومات سنة 023 وقيل
سنة 123
بيروذ بالذال معجمة ناحية بين الأهواز ومدينة الطيب ذكرها أبو عبد الله البشاري
وقال هي كبيرة بها نخل كثير حتى إنهم يسمونها البصرة الصغرى ويقال إنها كانت قصبة
كورة قديما رأيتها وأنا سائر من المذار إلى بصنا وينسب إليها أبو عبد الله الحسين
بن بحر بن يزيد البيروذي حدث عن أبي زيد الهروي وغالب بن جليس الكلبي وجبارة بن
مغلس روى عنه أبو عروبة الحراني وتوجه إلى الغزو في النفير فتوفي بمدينة ملطية في
رمضان سنة إحدى وستين ومائتين
بيروزكوه بالكسر وياء ساكنة وراء
وواو وزاي ساكنتين وضم الكاف وسكون الواو وهاء محضة ومعناه بالفارسية جبل أزرق اسم
لقلعتين حصينتين إحداهما في وسط جبال الغور بين هراة وغزنة عمرها بنو سام ملوك
الغورية وحصنوها وجعلوها دار ملكهم ومعقل أموالهم وذلك قبل سنة 600
و بيروزكوه أيضا قلعة قرب دنباوند من أعمال الري مشرفة على بليدة يقال لها ويمة
رأيتها في سنة 671 كالخراب ومقابلها في الوطء سمنان
البيرة في عدة مواضع منها بلد قرب سميساط بين حلب والثغور الرومية وهي قلعة حصينة
ولها رستاق واسع وهي اليوم للملك الزاهر مجير الدين أبي سليمان داود بن الملك
الناصر يوسف بن أيوب أقطعه إياها أخوه الملك الظاهر غازي واستمرت بيده
و البيرة بين بيت المقدس ونابلس خربها الملك الناصر حين استنقذها من الأفرنج
رأيتها وفي عدة مواضع
وأما إلبيرة التي في الأندلس فألفها أصل والنسبة الإلبيري ذكر في حرف الألف
بيرة بالفتح كذا ضبطه الحميدي وقال هي بليدة قريبة من ساحل البحر بالأندلس ولها
مرسى ترسي فيه السفن ما بين مرسية والمرية قال سعد الخير وأما الحميدي فإنه قال هي
بالأندلس ولم يزد وقال ابن الفقيه بيرة جزيرة فيها اثنتا عشرة مدينة وملكها مسلم
يقال له في هذا الوقت سودان بن يوسف وهي في أيدي المسلمين منذ دهر وأهلها يغزون
الروم والروم يغزونهم ومنها يتوجه إلى القيروان هكذا قال ولا أعرف هذه الجزيرة ولا
سمعت لها بذكر في غير هذا الموضع وكان ابن الفقيه في حدود سنة 043 ه
بيرين من قرى حمص قال القاضي عبد الصمد بن سعيد الحمصي في تاريخ حمص كان النعمان
بن بشير الأنصاري زبيريا فحدث عن سليمان عبيد الحميد البهراني قال لما صاح الناس
في زمن ابن الزبير بالنعمان بن بشير خرج هاربا على وجهه من حمص فلحقه خالد بن خلي
في شببة من الكلاعيين حتى أتى حربنفسا فقال أي قرية هذه فقالوا حربنفسا فقال حرب
أنفسنا ثم مضى حتى أتى بيرين فقال أي قرية هذه فقالوا بيرين فقال فيها برنا فقتله
خالد بن خلي فيها في سنة 65
بيزان بالكسر والزاي جيل من الفرنج ولهم بلاد يعرفونهم بها في بر رومية وفيهم كثرة
ورأيناهم بالشام تجارا ذوي ثروة
بيزع قرية بين دير
العاقول وجبل بها قتل أبو الطيب المتنبي نقلته من خط أبي بكر محمد بن هاشم الخالدي
الشاعر
بيسان بالفتح ثم السكون وسين مهملة ونون مدينة بالأردن بالغور الشامي ويقال هي
لسان الأرض وهي بين حوران وفلسطين وبها عين الفلوس يقال إنها من الجنة وهي عين
فيها ملوحة يسيرة جاء ذكرها في حديث الجساسة وقد ذكر حديث الجساسة بطوله في طيبة
وتوصف بكثرة النخل وقد رأيتها مرارا فلم أر فيها غير نخلتين حائلتين وهو من علامات
خروج الدجال وهي بلدة وبئة حارة أهلها سمر الألوان جعد الشعور لشدة الحر الذي
عندهم وإليها فيما أحسب ينسب الخمر قالت ليلى الأخيلية في توبة جزى الله خيرا
والجزاء بكفه فتى من عقيل ساد غير مكلف فتى كانت الدنيا تهون بأسرها عليه ولم ينفك
جم التصرف ينال عليات الأمور بهونة إذا هي أعيت كل خرق مشرف هو الذوب أو أري الضحا
لي شبته بدرياقة من خمر بيسان قرقف وينسب إليها جماعة منهم سارية البيساني وعبد
الوارث بن الحسن بن عمر القرشي يعرف بالترجمان البيساني قدم دمشق وسمع بها أبا
أيوب سليمان بن عبد الرحمن وهشام بن عمار ثم قدمها وحدث بها عن أبي عبد الرحمن عبد
الله بن يزيد المقري وأبي حازم عبد الغفار بن الحسن وإسحاق بن بشر الكاهلي
وإسماعيل بن أويس وعطاء بن همام الكندي ومحمد ابن المبارك الصوري وآدم بن أبي إياس
ومحمد بن يوسف الفريابي ويحيى بن حبيب ويحيى بن صالح الوحاظي وجماعة روى عنه أبو
الدحداح وأبو العباس بن ملاس وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان ومحمد بن عثمان بن
جملة الأنصاري وعامر بن خزيم العقيلي وإليها أيضا ينسب القاضي الفاضل أبو علي عبد
الرحيم بن علي البيساني وزير الملك الناصر يوسف بن أيوب والمتحكم في دولته وصاحب
البلاغة والإنشاء التي أعجزت كل بليغ وفاق بفصاحته وبراعته المتقدمين والمتأخرين
مات بمصر سنة 956
و بيسان أيضا موضع في جهة خيبر من المدينة وإياه أراد كثير بقوله لأنها بلاده فقلت
ولم أملك سوابق عبرة سقى أهل بيسان الدجان الهواضب وعن أبي منصور في الحديث قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزاة قرد على ماء يقال له بيسان فسأل عن اسمه
فقالوا يا رسول الله اسمه بيسان وهو ملح فقال صلى الله عليه و سلم بل هو نعمان وهو
طيب فغير رسول الله صلى الله عليه و سلم الاسم وغير الماء فاشتراه طلحة وتصدق به
قال الزبير و بيسان أيضا موضع معروف بأرض اليمامة والذي أراه أن هذا الموضع هو
الموصوف بكثرة النخل لأنهم إنما احتجوا على كثرة نخل بيسان بقول أبي دواد الإيادي
نخلات من نخل بيسان أينع ن جميعا ونبتهن تؤام وتدلت على مناهل برد وفليج من دونها
وسنام
برد قبيلة من إياد ولم تكن الشام منازل إياد
وفليج واد يصب في
فلج بين البصرة وضرية وعليه يسلك من يريد اليمامة
وسنام جبل لبني دارم بين البصرة واليمامة وقد كانت منازل إياد بأطراف العراق وفليج
وسنام بين العراق واليمامة فلذلك قال أبو دواد وفليج من دونها وسنام
و بيسان أيضا قرية من قرى الموصل لها مزرعة كبيرة
و بيسان أيضا من قرى مرو الشاهجان
وبين البصرة وواسط كورة واسعة كثيرة النخل والقرى يقال لها ميسان بالميم تذكر في
موضعها إن شاء الله تعالى
بيست بالفتح ثم الضم وسكون السين المهملة وتاء مثناة بلدة من نواحي برقة قال
السلفي أنشدني أبو عطية عطاء الله بن قائد بن الحسن بن عمر ابن سعيد التميمي
البيتي بالثغر أنشدني أبو داود مفرج بن موسى التميم ببيست من أرض برقة وبها مولد
حاتم الطائي وذكر شعرا لحاتم وكان يحفظ الأشعار قال وسمعت أبا الفتح فارس بن عبد
العزيز بن أحمد البيستي المالكي قال سمعت حسان بن علوان البيستي يقول كنت أنا
وجماعة من بني عمي في مسجد بيست ننتظر الصلاة فدخل أعرابي وتوجه إلى القبلة وكبر
ثم قال قل هو الله أحد قاعد على الرصد مثل الأسد لا يفوته أحد وركع وسجد ثم قام
فقال مثل مقالته الأولى وسلم فقلت يا أخا العرب الذي قرأته ليس بقرآن وهذه صلاة لا
يقبلها الله فقال حتى يكون سفلة مثلك إني آتي إلى بيته وأقصده وأتضرع إليه ويردني
خائبا ولا يقبل لي صلاة لا إن شاء الله ثم قام وخرج
بيستي بالكسر ثم السكون قال أبو سعد أظنها من قرى الري ينسب إليها أبو عبد الله
أحمد بن مدرك البيستي روى عن عطاف بن قيس الزاهد
بيس بالفتح
ناحية بسرقسطة من نواحي الأندلس
بيسكند مدينة من وراء الشاش من نواحي تركستان وهي مجمع الأتراك
بيش بالشين المعجمة من مخاليف اليمن فيه عدة معادن وهو واد فيه مدينة يقال لها أبو
تراب سميت بذلك لكثرة الرياح والسوافي فيها وهي ملك للشرفاء بني سليمان الحسنيين
وقال ربيعة اليمني يمدح الصليحي قرنت إلى الوقائع يوم بيش فكان أجلها يوم السباق
بيش بكسر أوله من بلاد اليمن قرب دهلك له ذكر في الشعر قال أبو دهبل إسلمي أم دهبل
قبل هجر وتفصي من الزمان ودهر واذكري كري المطي إليكم بعدما قدة توجهت نحو مصر لا
تخالي أني نسيتك لما حال بيش ومن به خلف طهري إن تكوني أنت المقدم قبلي وضع مثواي
عند قبرك قبري وهذا الشعر يدل على أن بيشا موضع بين مكة ومصر أو تكون صاحبته
المذكورة كانت باليمن والله أعلم
بيشك بالكسر ثم السكون وشين معجمة مفتوحة وكاف قصبة كورة من نواحي نيسابور وبها
سوق إلا أنه ليس بها منبر كذا قال البيهقي وإليها ينسب أبو منصور عبد الرحمن بن محمد
البيشكي كان من أهل الرياسة والجلالة والعظمة والثروة
وكان أبو نصر
إسماعيل بن حمادة الجوهري اللغوي صاحب كتاب الصحاح شريكه بنيسابور
بيشة بالهاء اسم قرية غناء في واد كثير الأهل من بلاد اليمن وقال القاسم بن معن
الهذلي بئشة وزئنة مهموزتان أرضان وقال عقيل وجميع بني خفاجة يجتمعون ببئشة وزئنة
وهما واديان بيشة تصب من اليمن وزينة تصب من سراة تهامة وبين بيشة وتبالة أربعة
وعشرون ميلا وبيشة من جهة اليمن
وعن أبي زياد خير ديار بني سلول بيشة وهو واد يصب سيله من الحجاز حجاز الطائف ثم
ينصب في نجد حتى ينتهي في بلاد عقيل وفي بيشة بطون من الناس كثيرة من خثعم وهلال
وسواءة بن عامر بن صعصعة وسلول وعقيل والضباب وقريش وهم بنو هاشم لهم المعمل نذكره
في موضعه إن شاء الله تعالى
وبيشة من عمل مكة مما يلي اليمن من مكة على خمس مراحل وبها من النخل والفسيل شيء
كثير وفي وادي بيشة موضع مشجر كثير الأسد قال السمهري وأنبئت ليلى بالغريين سلمت
علي ودوني طخفة ورجامها فإن التي أهدت علي نأي دارها سلاما لمردود عليها سلامها
عديد الحصى والأثل من بطن بيشة وطرفائها ما دام فيها حمامها
البيضاء ضد السوداء في عدة مواضع منها مدينة مشهورة بفارس قال حمزة وكان اسمها في
أيام الفرس در إسفيد فعربت بالمعنى وقال الإصطخري البيضاء أكبر مدينة في كورة
إصطخر وإنما سميت البيضاء لأن لها قلعة تبين من بعد ويرى بياضها وكانت معسكرا
للمسلمين يقصدونها في فتح إصطخر وأما اسمها بالفارسية فهو نسايك وهي مدينة تقارب
إصطخر في الكبر وبناؤهم من طين وهي تامة العمارة خصبة جدا ينتفع أهل شيراز بميرتها
وبينها وبين شيراز ثمانية فراسخ وينسب إليها جماعة منهم القاضي أبو الحسن محمد ابن
القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد البيضاوي الفقيه الشافعي
ختن أبي الطيب الطبري على ابنته ولي القضاء بربع الكرخ ببغداد روى عنه الحافظ أبو
بكر الخطيب وتوفي سنة 468 ومولده في شعبان سنة 293 وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد
الله بن إسحاق المقري أحد قراء فارس سمع من أبي الشيخ الحافط وأبي بكر الجعابي
وعبد الله بن محمد القتات مات في سنة 393 وهو ثقة ومحمد بن علي بن الحسين أبو عبد
الله السلمي البيضاوي روى عن أبي القاسم بن أبي محمد الوزان وعلي بن الحسين بن عبد
الله بن إبراهيم أبو الحسن الصوفي المعروف بالكردي البيضاوي سمع أبا الحسين أحمد
بن محمد بن فادشاه وأبا بكر بن رنده ويوسف بن علي بن عبد الله بن يحيى البيضاوي أبو
يعقوب المقري الصوفي روى عن أبي العباس أحمد بن عبد الله بن محمد الشاعر وأحمد بن
محمد ابن بهنور أبو بكر البيضاوي يلقب بلبل الصوفي كان من أصحاب أبي الأزهر بن
حيان قدم أصبهان وسمع من أبي عبد الله الجرجاني وأبي بكر بن مردويه روى عن محمد بن
أحمد بن أبي المنى البروجردي وغيره وكان رحل إلى العراق والشام ومات بشيراز وحمل
إلى البيضاء في سنة 554
و البيضاء أيضا كورة بالمغرب
و البيضاء عقبة في جبل المناقب وقد ذكر المناقب في موضعه
و البيضاء ثنية
التنعيم بمكة لها ذكر في كتاب السيرة
و البيضاء ماء لبني سلول بالضمرين وهما جبلان
و البيضاء اسم لمدينة حلب لبياض تربتها
و البيضاء دار عمرها عبيد الله بن زياد ابن أبيه بالبصرة ولما تم بناؤها أمر
وكلاءه أن لا يمنعوا أحدا من دخولها وأن يتحفظوا كلاما إن تكلم به أحد فدخل فيها
أعرابي وكان فيها تصاوير ثم قال لا ينتفع بها صاحبها ولا يلبث فيها إلا قليلا فأتي
به ابن زياد وأخبر بمقالته فقال له لم قلت هذا قال لأني رأيت فيها أسدا كالحا
وكلبا نابحا وكبشا ناطحا فكان الأمر كما قال ولم يسكنها إلا قليلا حتى أخرجه أهل
البصرة إلى الشام ولم يعد إليها
وفي خبر آخر أنه لما بنى البيضاء أمر أصحابه أن يستمعوا ما يقول الناس فجاؤه برجل
فقيل له إن هذا قرأ وهو ينظر إليها أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم
تخلدون فقال له ما دعاك إلى هذا فقال آية من كتاب الله عرضت لي فقال والله لأعملن
بك بالآية الثالثة وإذا بطشتم بطشتم جبارين ثم أمر فبني عليه ركن من أركان القصر
و البيضاء أيضا عين ماء قريبة من بومارية بين الموصل وتل يعفر
و البيضاء أيضا بيضاء البصرة وهو المخيس قال جحدر المحرزي اللص وهو حبس بها أقول
للصحب في البيضاء دونكم محلة سودت بيضاء أقطاري مأوى الفتوة للأنذال مذ خلقت عند
الكرام محل الذل والعار كأن ساكنها من قعرها أبدا لدى الخروج كمنتاش من النار و
البيضاء اسم لأربع قرى بمصر الأولى من كورة الشرقية
و البيضاء ويقال لها منية الحرون قرب المحلة من كورة جزيرة قوسنيا
و البيضاء قرية من كورة حوف رمسيس بين مصر والإسكندرية في غربي النيل
و البيضاء أيضا قرية من ضواحي الإسكندرية
و البيضاء أيضا مدينة ببلاد الخزر خلف باب الأبواب قال البحتري يمدح ابن كنداجيق
الخزري إن يرم إسحاق بن كنداجيق في أرض فكل الصيد في جوف الفرا قد ألبس التاج
المعاور لبسه في الحالتين مملكا ومؤمرا لم تنكر الخزرات إلف ذؤابة يحتل في الخزر
الذوائب والذرى شرف تزيد بالعراق إلى الذي عهدوه بالبيضاء أو ببلنجرا ويروى عهدوه
في خمليخ
و البيضاء ماء لبني عقيل ثم لبني معاوية بن عقيل وهو المنتفق ومعهم فيها عامر بن
عقيل قال حاجب بن ذبيان المازني يرثي أخاه معاوية بالبيضاء فقال تطاول بالبيضاء
ليلي فلم أنم وقد نام قساها وصاح دجاجها معاوي كم من حاجة قد تركتها سلوبا وقد
كانت قريبا نتاجها السلوب في النوق التي ألقت ولدها لغير تمام
و البيضاء أيضا أرض ذات نخل ومياه دون ثاج والبحرين
و البيضاء أيضا قريات بالرملة في القطيف فيها نخل
و البيضاء موضع بقرب حمى
الربذة قال بعضهم
لقد مات بالبيضاء من جانب الحمى فتى كان زينا للمواكب والشرب تظل بنات العم والخال
عنده صوادي لا يروين بالبارد العذب يهلن عليه بالأكف من الثرى وما من قلى يحثى
عليه من الترب
بيضان بالنون جبل لبني سليم بالحجاز قال معن بن أوس المزني لبني الشريد من سليم وليلى
حبيب في بغيض مجانب فلا أنت نائيه ولا أنت نائله فدع عنك ليلى قد تولت بنفعها ومن
أين معروف لمن أنت قائله لآل الشريد إذا أصابوا لقاحنا ببيضان والمعروف يحمد فاعله
وفي شعر هذيل بيضان الزروب ولا أدري أهي الأولى أم غيرها قال أبو سهم الهذلي فلست
بمقسم لوددت أني غداتئذ ببيضان الزروب أسوق ظعائنا في كل فج تبد مآبة الأجد الجنوب
البيضتان تثنية بيضة موضع بين الشام ومكة على الطريق قال الأخطل فهو بها سيء ظنا
وليس له بالبيضتين ولا بالغيض مدخر وفي كتاب نصر وعن أبي عمرو البيضتان بفتح الباء
موضع فوق زبالة وعن غيره البيضتان بكسر الباء ما حول البحرين من البرية قال
الفرزدق أعيذكما الله الذي أنتما له ألم تسمعا بالبيضتين المناديا
بيض بالفتح ذو بيض أرض بين جبلة وطخفة وقال السكري ذو البيض جو من أسافل الدهناء
والجو المكان المنخفض قال جرير ولقد يرينك والقناة قويمة والدهر يصرف للفتى أطوارا
أزمان أهلك في الجميع تربعوا ذا البيض ثم تصيفوا دوارا و بيض أيضا من منازل بني
كنانة بالحجاز قال بديل بن عبد مناة الخزاعي يخاطب بني كنانة ونحن منعنا بين بيض
وعتود إلى خيف رضوى من مجر القبائل ونحن صبحنا بالتلاعة داركم بأسيافنا يسبقن لوم
العواذل و بيض أيضا موضع في أول أرض اليمن يرحل منه إلى الراحة وأما قول أبي صخر
الهذلي فبرملتي فردى فذي عشر فالبيض فالبردان فالرقم فهو في كتاب أشعار هذيل من
رواية السكري بكسر الباء ولعله غير الذي قبله
بيضة بفتح أوله ويكسر ومنهم من يجعل المفتوح غير المكسور كما نحكيه عنهم وقد روي
بالفتح
في قول الفرزدق
حبيب دعا والرمل بيني وبينه فأسمعني سقيا لذلك داعيا أعيذكما الله الذي أنتما له
ألم تسمعا بالبيضتين المناديا قال أبو عبيدة أراد البيضة فثنى كما قالوا رامتان
وإنما هي رامة
والبيضة بالصمان لبني دارم قاله أبو سعيد وقال غيره البيضتان بكسر الباء وقال هي
أرض حول البحرين وهي برية والسودة ما حولها من النخل قال أبو النجم تكسوه بالبيضة
من قسطالها منتخل الترب ومن نخالها وقال أبو محمد الأعرابي الأسود البيضة بكسر
الباء ماء بين واقصة إلى العذيب متصلة بالحزن لبني يربوع
والبيضة بفتح الباء لبني دارم قال الفرزدق ألم تسمعا بالبيضتين المناديا وقال روبة
مرت تناضي خرقها مروت صحراء لم ينبت بها تنبيت يمسي بها ذو الشرة السبوت وهو من
الأين حف نحيت كأنني سيف بها أصليت ينشق عني الحزن والبريت والبيضة البيضاء
والحبوت وفي كتاب نصر البيضة بفتح الباء موضع بجانب الصمان من ديار بني دارم بن
مالك بن حنظلة وأيضا عند ماوان قرب الربذة بئار كثيرة من جبالها أديمة والشقذان
وفي الشعر بالبيضتين بكسر الباء جبل لبني قشير وأيضا موضع بين العذيب وواقصة في
أرض الحزن من ديار بني يربوع بن حنظلة
بيطرة بالفتح والطاء مهملة اسم لثلاثة مواضع بالأندلس و بيطرة شلج بالشين معجمة
والجيم حصن منيع من أعمال أشقة وهو اليوم بيد الفرنج
و بيطرة لش حصن آخر من أعمال ماردة
و بيطرة بلدة وحصن من أعمال سرقسطة
بيعة خالد منسوبة إلى خالد بن عبد الله القسري أمير الكوفة كان بناها لأمه وكانت
نصرانية وبنى حولها حوانيت بالآجر والجص ثم صارت سكة البريد
بيعة عدي هو عدي بن الدميك اللخمي بالكوفة أيضا
بيغو بكسر الباء وسكون الياء والغين معجمة بلدة بالأندلس من أعمال جيان كثيرة
المياه والزيتون والفواكه ينسب إليها أبو محمد يعيش بن محمد بن سعيد الأنصاري
البيغي لقيه السلفي بالإسكندرية قدمها طالبا للعلم والحج وكان صالحا قرأ القرآن
على محمد بن عمر البيغي ببيغو وكان قرأ على أبي عبد الله المغامي صاحب أبي عمرو
الداني
بيقر بفتح أوله والقاف ذكر قوم أن قول امرىء القيس حيث قال ألا هل أتاها والحوادث
جمة بأن امرأ القيس بن تملك بيقرا فقالوا بيقر الرجل إذا أتى العراق ويقال
بيقر إذا ترك البدو
وسكن الحضر وقيل غير ذلك
بيكند بالكسر وفتح الكاف وسكون النون بلدة بين بخارى وجيحون على مرحلة من بخارى
لها ذكر في الفتوح وكانت بلدة كبيرة حسنة كثيرة العلماء خربت منذ زمان قال صاحب
كتاب الأقاليم كل بلدة بما وراء النهر لها مزارع وقرى إلا بيكند فإنها وحدها غير
أن بها من الرباطات ما لا أعلم ببلد من البلدان مما وراء النهر أكثر منها بلغني أن
عددها نحو ألف رباط ولها سور حصين ومسجد جامع قد تنوق في بنائه وزخرف محرابه فليس
بما وراء النهر محراب مثله ولا أحسن زخرفة منه وينسب إليها جماعة من الأعيان منهم
أبو أحمد محمد بن يوسف البيكندي روى عن أبي أسامة وابن عيينة روى عنه البخاري وأبو
الفضل أحمد بن علي بن عمر السليماني البيكندي كان من الحفاظ المكثرين رحل إلى
العراق والشام ومصر وله أكثر من أربعمائة مصنف صغار مات سنة 214 وإسماعيل بن
حمدويه أبو سعيد البيكندي قال أبو القاسم قدم دمشق سنة 922 روى عن أبي عبد الرحمن
عبد الله بن يزيد المقري وقبيصة بن عقبة وأبي جابر محمد بن عبد الملك الواسطي وعبد
الله بن الزبير الحميدي ومحمد بن سلام البيكندي وعبد الله ابن مسلمة القعبني ومسدد
وأبي نعيم الفضل بن دكين وغيرهم روى عنه أبو الحسن بن جوصاوأبو الميمون بن راشد
البجلي وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني وأحمد بن زكرياء بن يحيى ابن
يعقوب المقدسي وغير هؤلاء كثير قال ابن يونس مات في سنة 372
بيكنده من قرى طبرستان على طرف باول وهو نهر كبير
بيلقان بالفتح ثم السكون وفتح القاف وألف ونون مدينة قرب الدربند الذي يقال له باب
الأبواب تعد في أرمينية الكبرى قريبة من شروان قيل إن أول من استحدثها قباذ الملك
لما ملك أرمينية وقيل إن أول من أنشأها بيلقان ابن أرمني بن لنطى بن يونان وقد
عدها قوم من أعمال أران قال أحمد بن يحيى بن جابر سار سلمان بن ربيعة في أيام
عثمان بن عفان ولم يضبط التاريخ إلى أران ففتح البيلقان صلحا على دمائهم وأموالهم
وحيطان مدينتهم واشترط عليهم أداء الجزية والخراج ثم سار إلى برذعة وجاءها التتر
سنة 671 فقتلوا كل من وجوده بها قاطبة ونهبوها ثم أحرقوها فلما انقصلوا عنها تراجع
إليها قوم كانوا هربوا عنها وانضم إلهيم آخرون وهي الآن متماسكة وقد ينسب إليها
قوم منهم أبو المعالي عبد الملك بن أحمد ابن عبد الملك بن عبد كان البيلقاني رحل
في طلب الحديث إلي خراسان والعراق فسمع ببغداد أبا جعفر بن المسلمة وغيره وتوفي
ببيلقان بعد سنة 946
بيل بالكسر واللام قال أبو سعد ظني أنها من قرى الري وقال نصر بيل ناحية بالري
ينسب إليها عبد الله بن الحسن بن أيوب البيلي الزاهد الرازي سمع سهل بن زنجلة
وغيره روى عنه أبو عمرو بن نجيد وأحمد بن الحسن البيلي روى عن محمد بن حميد الرازي
روى عنه أبو جعفر العقيلي وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عمرويه الشاهدي
النيسابوري البيلي المعدل سمع علي بن الحسن
الدارابجردي ومحمد
بن عبد الوهاب روى عنه أبو أحمد بن الفضل وهو صهر أبي الحسن بن سهلويه المزكي ومات
سنة 033 حكاه ابن ماكولا عن الحاكم
و بيل أيضا من قرى سرخس عن العمراني وأبي سعد منها عصام بن الوضاح الزبيري البيلي
السرخسي كان جليل القدر كبير الشأن سمع مالكا وابن عيينة وفضيل بن عياض وغيرهم
توفي قبل سنة 003 وأبو بكر محمد بن حمدون بن خالد ابن يزيد بن زياد النيسابوري
البيلي المعروف بابن أبي حاتم كان من أعيان المحدثين الثقات الأثبات الجوالين في
الأقطار سمع بخراسان والعراق والشام والجزيرة سمع محمد بن إسحاق الصاغاني ببغداد
وإسحاق بن سيار بالجزيرة ومحمد بن يحيى الذهلي وأبا زرعة وابن دارة وأبا حاتم
والدوري ومحمد بن عوف ويوسف بن سعيد بن مسلم وأبا أمية روى عنه علي ابن جمشاد وأبو
علي الحافظ ومحمد بن إسماعيل بن مهران وأبو علي الثقفي توفي سنة 023 في ربيع الآخر
ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور
بيلمان بالفتح موضع تنسب إليه السيوف البيلمانية ويشبه أن يكون من أرض اليمن ينسب
إليه محمد بن عبد الرحمن البيلماني حدث عنه عبيد الله بن العباس بن الربيع
النجراني نجران اليمن وفي كتاب فتوح البلدان للبلاذري البيلماني من بلاد السند
والهند تنسب إليها السيوف البيلمانية
بيما بالكسر ثم بالفتح والقصر قال نصر هو صقع من بلاد الكفر متاخم لصعيد مصر فتح
في دولة بني العباس في أيام المعتضد أو قبيلها
بيمان بسكون الثاني من قرى مرو ينسب إليها صالح بن يحيى البيماني كان عارفا بالنحو
واللغة
بيمند وهو ميمند بلد بكرمان وقيل بفارس ذكر في الميم
بين السورين تثنية سور المدينة اسم لمحلة كبيرة كانت بكرخ بغداد وكان من أحسن
محالها وأعمرها وبها كانت خزانة الكتب التي وقفها الوزير أبو نصر سابور بن أردشير
وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة ولم يكن في الدنيا أحسن كتبا منها كانت كلها بخطوط
الأئمة المعتبرة وأصولهم المحررة واحترقت فيما أحرق من محال الكرخ عند ورود طغرل
بك أول ملوك السلجوقية إلى بغداد سنة 744 وينسب إلى هذه المحلة أبو بكر أحمد بن
محمد بن عيسى بن خالد السوري المعروف بالمكي حدث عن أبي العيناء وغيره روى عنه أبو
عمر بن حيويه الخزاز والدارقطني ومات سنة 223
بين القصرين اسم لمحلة كبيرة كانت ببغداد بباب الطاق بالجانب الشرقي بين قصر أسماء
بنت المنصور وقصر عبد الله بن المهدي
و بين القصرين أيضا محلة بالقاهرة بمصر وهي بين قصرين عمرها الملوك المتعلوية في
وسط المدينة خرب الغربي وجعل مكانه سوق الصيارف ودور
البين بالفتح ذات البين موضع في شعر أبي صخر الهذلي حيث قال ليلى بذات البين دار
عرفتها وأخرى بذات الجيش آياتها عفر كأنهما م الآن لم يتغيرا وقد مر للدارين
بعدهما عصر
البين بكسر الباء وسكون الياء والبين في لغة العرب قطعة من الأرض قدر مد البصر
موضع
قرب نجران وأنشد
أبو محمد الأعرابي للضحاك بن عقيل الخفاجي مررت على ماء الغمار فماؤه نجوع كما ماء
السماء نجوع وبالبين من نجران جازت حمولها سقى البهين رجاف السحاب هموع لقد كنت
أخفي حب سمراء منهم ويعلم قلبي أنه سيشيع إذا أمرتك العاذلات بهجرها هفت كبد عما
يقلن صديع أظل كأني واجم لمصيبة ألمت وأهلي وادعون جميع يقولون مجنون بسمراء مولع
أجل زيد لي جن بها وولوع وما زال بي حبيك حتى كأنني من الأهل والمال التلاد خليع
بين رما موضع آخر في قول ابن مقبل حيث قال أحقا أتاني أن عوف بن عامر ببين رما
يهدي إلي القوافيا و بين أيضا موضع قريب من الحيرة وأنشد قائله سار إلى بين بها
راكب و بين أيضا في قول نصر واد قرب المدينة في حديث إسلام سلمة بن حبيش قال وقيل
فيه بالتاء
و نهر بين من نواحي بغداد ذكر في نهر
بين النهرين تثنية نهر كورة ذات قرى ومزارع من نواحي شرقي دجلة بغداد
و بين النهرين أيضا كورة كبيرة بين بقعاء الموصل تارة تكون من أعمال نصيبين وتارة
من أعمال الموصل وهي الآن للموصل ولها قلعة تسمى الجديدة على جبل متصلة الأعمال
بأعمال حصن كيفا
بينون بضم النون وسكون الواو ونون أخرى اسم حصن عظيم كان باليمن قرب صنعاء اليمن
يقال إنه من بناء سليمان بن داود عليه السلام والصحيح أنه من بناء بعض التبابعة
وله ذكر في أخبار حمير وأشعارهم قال ذو جدن الحميري لا تهلكن جزعا في إثر من ماتا
فإنه لا يرد الدهر ما فاتا أبعد بينون لا عين ولا أثر وبعد سلحين يبني الناس
أبياتا وبعد حمير إذ شالت نعامتهم حتتهم ريب هذا الدهر حتاتا وقال ذو جدن أيضا
واسمه علقمة من شعب ذي رعين يا بنت قيل معافر لا تسخري ثم اعذريني بعد ذلك أو ذري
أولا ترين وكل شيء هالك بينون هالكة كأن لم تعمر أولا ترين وكل شيء هالك سلحين
مدبرة كظهر الأدبر أولا ترين ملوك ناعط أصبحوا تسفي عليهم كل ريح صرصر أوما سمعت
بحمير وبيوتهم أمست معطلة مساكن حمير فابكيهم أو ما بكيت لمعشر لله درك حميرا من
معشر
وقال عبد الرحمن
الأندلسي بينون وسلحين مدينتان أخربهما ارياط الحبشي المتغلب على اليمن من قبل
النجاشي وحكي عن أبي عبيد البكري في كتاب معجم ما استعجم سميت بينونة لأنها كانت
بين عمان والبحرين قلت أنا وهم البكري بينون من أعمال صنعاء إنما التي بين عمان
والبحرين بينونة بالهاء فهي إذا على قوله فعلون من البين والياء أصلية وقياس
النحوين يمنع هذا لأن الإعراب إذا كان في النون لزمت الياء الاسم في جميع أحواله
كقنسرين وفلسطين ألا ترى كيف قال في آخر البيت وبعد سلحين فكذلك كان القياس أن
يقول أبعد بينين وعلى مذهب من جعله من المعرب في الرفع بالواو وفي النصب والخفض
بالياء يقول أيضا أبعد بينين وليس يعرف فيه مذهب ثالث فثبت أنه ليس من البين إنما
هو فيعول والياء زائدة من أبن بالمكان وبن إذا أقام به لكنه لا ينصرف للتأنيث
والتعريف غير أن أبا سعد ذكر وجها ثالثا للمعرب في التسمية بالجمع السالم فأجاز أن
يكون الإعراب في النون وتثبت الواو وقال في زيتون إنه فعلون من الزيت وأجاز أبو
الفتح بن جني أن يكون الزيتون فيعولا لا من الزيت ولكن من قولهم زيت المكان إذا
أنبت الزيتون قلت أنا وهذا من قول أبي الفتح واه جدا وذاك أنه لم يقل للموضع زيت
إلا بعد إنباته الزيتون ولولا إنباته لم يصح أن يقال له زيت فكيف يقال إن الزيتون
من زيت والزيتون الأصل والمعلوم أن الفعل بعد الفاعل قال وفي المعروف من أسماء
الناس وإن لم يكن في كلام العرب القدماء سحنون وعبدون ودير فيتون غير أن فيتون
يحتمل أن يكون فيعولا فلا يكون من هذا الباب كما قلنا في بينون وهو الأظهر وأما
حلزون وهو دود يكون في العشب وأكثر ما يكون في الرمث فليس من باب فلسطين وقنسرين
ولكن النون فيه أصلية كزرجون ولذلك أدخله أبو عبيد في باب فعلول وأدخله صاحب كتاب
العين في الرباعي فدل على أن النون عنده أصلية وأنه فعلول بلامين وقوله وبعد سلحين
يقطع على أن بينون فيعول على كل حال لأن الذي ذكره السيرافي من المذهب الثالث إن
صح فإنما هي لغة أخرى من غير ذي جدن الحميري إذ لو كان من لغته لقال سلحون وأعرب
النون مع بقاء الواو فلما لم يفعل علمنا أن المعتقد عندهم في بينون زيادة الياء
وأن النونين أصليتان كما تقدم
بينونة بزيادة الهاء موضع سمي بالمصدر من قولهم بان يبين بينونة إذا بعد وهو موضع
بين عمان والبحرين وبينه وبين البحرين ستون فرسخا قاله أبو علي الفسوي النحوي
وأنشد في الشيرازيات يا ريح بينونة لا تذمينا جئت بأرواح المصفرينا يقال ذمته الريح
تذميه قتلته وأصله أذهبت ذماه وهو بقية الروح وقال الأصمعي بينونة آخر حدود اليمن
من جهة عمان وقال غيره بينونة أرض فوق عمان تتصل بالشحر وقال الراعي في رواية ثعلب
عميرية حلت برمل كهيلة فبينونة تلقى لها الدهر مربعا وقال في تفسيره هما بينونتان
بينونة الدنيا وبينونة القصوى في شق بني سعد
وأما أبو عبد الله محمد بن عبد الله البينوني البصري قال أبو سعد أظنه
منسوبا إلى قرية من
قرى البصرة يقال لها بينون حدث ببغداد عن المبارك بن فضالة روى عنه محمد ابن غالب
تمتام قلت أنا ولا يبعد أن يكون منسوبا إلى بينون أبو بينونة المقدم ذكرهما سكن
البصرة والله أعلم
البينة بالكسر ثم السكون ونون ومنهم من رواه بتقديم النون على الياء منزل على طريق
حاج اليمامة بين الشيح وشقيراء
بينة بالفتح موضع من الجي والجي وادي الرويثة الذي ذهب بأهله وهم نيام والرويثة
متعشى بين العرج والروحاء قال كثير أهاجك برق آخر الليل خافق جرى من سناه بينة
فالأبارق قعدت له حتى علا الأفق ماؤه وسال بفعم الوبل منه الدوافق وقال أيضا
أللشوق لما هيجتك المنازل بحيث التقت من بينتين العياطل تذكرت فانهلت لعينك عبرة
يجود بها جار من الدمع وابل
بيوار بالفتح ثم السكون وآخره راء مدينة هي قصبة ناحية غرشستان ولاية بين غزنة
وهراة ومرو الروذ والغور في وسط الجبال كذا كتبته عن رجل من أهل هذه المدينة
البيوان بالتحريك موضع يعرف برأس البيوان في بحيرة تنيس على ميل منها وهو موقف
الملاحين وهي تنزع من بحر الشام عن نصر
بيوزنبارة بالكسر ثم الفتح وسكون الواو والراء وفتح النون والباء وألف وراء
والعامة تقول بارنبارة بليدة من نواحي مصر قرب دمياط على نهر أشموم بين البسراط
وأشموم يعمل فيها الشراب الفائق الجيد العريض
بيوقان بالكسر ثم السكون وضم الواو وفتحها وقاف وألف ونون من قرى سرخس منها أبو
نصر أحمد بن أبي علي عبد الكريم البيوقاني السرخسي سمع الحاكم أبا عبد الله روى
عنه وعن غيره وتوفي سنة 466
بيويط بالفتح ثم السكون وكسر الواو وياء ساكنة وطاء من قرى البصرة بالبحيرة وليست
بويط ولا مسماة باسمها فاعرف ذلك
بيهق بالفتح أصلها بالفارسية بيهه يعني بهاءين ومعناه بالفارسية الأجود ناحية
كبيرة وكورة واسعة كثيرة البلدان والعمارة من نواحي نيسابور تشتمل على ثلاثمائة
وإحدى وعشرين قرية بين نيسابور وقومس وجوين بين أول حدودها ونيسابور ستون فرسخا
وكانت قصبتها أولا خسر وجرد ثم صارت سابزوار والعامة تقول سبزور وأول حدود بيهق من
جهة نيسابور آخر حدود ريوند إلى قرب دامغان خمسة وعشرون فرسخا طولا وعرضها قريب
منه قال الحريش بن هلال السعدي يرثي قطن بن عمرو بن الأهتم إذا ذكرت قتلى الكرام
تبادرت عيون بني سعد على قطن دما أتاه نعيم يبتغيه فلم يجد ببيهق إلا جفن سيف
وأعظما
وغير بقايا رمة
لعبت بها أعاصير نيسابور حولا مجرما وقد أخرجت هذه الكورة من لا يحصى من الفضلاء
والعلماء والفقهاء والأدباء ومع ذلك فالغالب على أهلها مذهب الرافضية الغلاة ومن
أشهر أئمتهم الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي من
أهل خسروجرد صاحب التصانيف المشهورة وهو الإمام الحافظ الفقيه في أصول الدين الورع
أوحد الدهر في الحفظ والإتقان مع الدين المتين من أجل أصحاب أبي عبد الله الحاكم
والمكثرين عنه ثم فاقه في فنون من العلم تفرد بها رحل إلى العراق وطوف الآفاق وألف
من الكتب ما يبلغ قريبا من ألف جزء مما لم يسبق إلى مثله استدعي إلى نيسابور لسماع
كتاب المعرفة فعاد إليها في سنة 144 ثم عاد إلى ناحيته فأقام بها إلى أن مات في
جمادى الأولى من سنة 454 ومن تصانيفه كتاب المبسوط وكتاب السنن وكتاب معرفة علوم
الحديث وكتاب دلائل النبوة وكتاب مناقب الشافعي وكتاب البعث والنشور وكتاب الآداب
وكتاب فضائل الصحابة وكتاب الاعتقاد وكتاب فضائل الأوقات وغيرها من الكتب وينسب
إليها أيضا الحسن بن أحمد بن علي بن الحسين بن فطيمة البيهقي من أهل خسروجرد أيضا
وكان شيخا مسنا كثير السماع من تلاميذ الإمام أبي بكر بن الحسين المذكور قبله وأصابته
علة في يده فقطع أصابعه فكان يمسك بيده ويضع الكاغد على الأرض ويمسك برجله ويكتب
خطا مقروءا وينسخ ذكره أبو سعد في التحبير وقال قدم مرو وتفقه على والدي ثم مضى
إلى كرمان وأثرى بها ثم رجع إلى قريته وتولى بها القضاء قال ولقيته في طريقي إلى
العراق وقرأت عليه كثيرا من مسموعاته ورعى لي حق والدي وذكر خبره معه بطوله قال
وكان مولده في سنة 054 ومات بخسر وجرد في سنة 356
البييضة تصغير البيضة اسم ماء في بادية حلب بينها وبين تدمر قال أبو الطيب قد نزح
العوير فلا عوير ونهيا والبييضة والجفار
ت
باب التاء والألف وما يليهما
التاج اسم لدار مشهورة جليلة المقدار واسعة الأقطار ببغداد من دور الخلافة المعظمة
كان أول من وضع أساسه وسماه بهذه التسمية أمير المؤمنين المعتضد ولم يتم في أيامه
فأتمه ابنه المكتفي وأنا أذكر هاهنا خبر الدار العزيزة وسبب اختصاصها بهذا الاسم
بعد أن كانت دور الخلافة بمدينة المنصور إلى أن أذكر قصة التاج وما يضامه من الدور
المعمورة المعظمة كان أول ما وضع من الأبنية بهذا المكان قصر جعفر بن يحيى بن خالد
بن برمك وكان السبب في ذلك أن جعفرا كان شديد الشغف بالشرب والغناء والتهتك فنهاه
أبوه يحيى فلم ينته فقال إن كنت لا تستطيع الاستتار فاتخذ لنفسك قصرا بالجانب
الشرقي واجمع فيه ندماءك وقيانك وقض فيه معهم زمانك وابعد عن عين من يكره ذلك منك
فعمد جعفر فبنى بالجانب الشرقي قصرا موضع دار الخلافة المعظمة اليوم واتقن بناءه
وأنفق عليه الأموال الجمة فلما قارب فراغه سار إليه في أصحابه وفيهم مؤنس بن عمران
وكان عاقلا فطاف به واستحسنه وقال كل من حضر في وصفه ومدحه وتقريظه ما أمكنه وتهيأ
له هذا ومؤنس ساكت فقال له جعفر ما لك ساكت لا تتكلم وتدخل معنا في حديثنا فقال
حسبي ما قالوا فعلم أن تحت قول مؤنس شيئا فقال وأنت إذا فنك فقد أقسمت لتقولن فقال
أما إذا أبيت إلا أن أقول فيصير علي الحق قال نعم واختصر فقال أسألك بالله إن مررت
الساعة بدار بعض أصحابك وهي خير من دارك هذه ما كنت صانعا قال حسبك فقد فهمت فما
الرأي قال إذا صرت إلى أمير المؤمنين وسألك عن تأخرك فقل سرت إلى القصر الذي بنيته
لمولاي المأمون
فأقام جعفر في القصر بقية ذلك اليوم ثم دخل على الرشيد فقال له من أين أقبلت وما
الذي أخرك إلى الآن فقال كنت في القصر الذي بنيته لمولاي المأمون بالجانب الشرقي
على دجلة فقال له الرشيد وللمأمون بنيته قال نعم يا أمير المؤمنين لأنه في ليلة
ولادته جعل في حجري قبل أن يجعل في حجرك واستخدمني أبي له فدعاني ذلك إلى أن اتخذت
له بالجانب الشرقي قصرا لما بلغني من صحة هوائه ليصح مزاجه ويقوى ذهنه ويصفو وقد
كتبت إلى النواحي
باتخاذ فرش لهذا
الموضع وقد بقي شيء لم يتهيإ اتخاذه وقد عولنا على خزائن أمير المؤمنين إما عارية
أو هبة قال بل هبة وأسفر إليه بوجهه ووقع منه بموقع وقال أبى الله أن يقال عنك إلا
ما هو لك أو يطعن عليك إلا يرفعك ووالله لا سكنه أحد سواك ولا تمم ما يعوزه من
الفرش إلا من خزائننا وزال من نفس الرشيد ما كان خامره وظفر بالقصر بطمأنينة فلم
يزل جعفر يتردد إليه أيام فرجه ومتنزهاته إلى أن أوقع بهم الرشيد وكان إلى ذلك
الوقت يسمى القصر الجعفري ثم انتقل إلى المأمون فكان من أحب المواضع إليه وأشهاها
لديه واقتطع جملة من البرية عملها ميدانا لركض الخيل واللعب بالصوالجة وحيزا لجميع
الوحوش وفتح له بابا شرقيا إلى جانب البرية وأجرى فيه نهرا ساقه من نهر المعلى
وابتنى مثله قريبا منه منازل برسم خاصته وأصحابه سميت المأمونية وهي إلى الآن
الشارع الأعظم فيما بين عقدي المصطنع والزرادين وكان قد أسكن فيه الفضل والحسن
ابني سهل ثم توجه المأمون واليا بخراسان والمقام بها وفي صحبته الفضل والحسن ثم
كان الذي كان من إنفاذ العساكر ومقتل الأمين على يد طاهر بن الحسين ومصير الأمر
إلى المأمون فأنفذ الحسن بن سهل خليفة له على العراق فوردها في سنة 891 ونزل في
القصر المذكور وكان يعرف بالمأموني وشفع ذلك أن تزوج المأمون ببوران بنت الحسن بن
سهل بمرو بولاية عمها الفضل فلما قدم المأمون من خراسان في سنة 302 دخل إلى قصور
الخلافة بالخلد وبقي الحسن مقيما في القصر المأموني إلى أن عمل على عرس بوران بفم
الصلح ونقلت إلى بغداد وأنزلت بالقصر وطلبه الحسن من المأمون فوهبه له وكتبه باسمه
وأضاف إليه ما حوله وغلب عليه اسم الحسن فعرف به مدة وكان يقال له القصر الحسني
فلما طوت العصور ملك المأمون والقصور وصار الحسن بن سهل من أهل القبور بقي القصر
لابنته بوران إلى أيام المعتمد على الله فاستنزلها المعتمد عنه وأمر بتعويضها منه
فاستمهلته ريثما تفرغ من شغلها وتنقل مالها وأهلها وأخذت في إصلاحه وتجديده ورمه
وأعادت ما دثر منه وفرشته بالفرش المذهبة والنمارق المقصبة وزخرفت أبوابه بالستور
وملأت خزائنه بأنواع الطرف مما يحسن موقعه عند الخلفاء ورتبت في خزائنه ما يحتاج
إليه الجواري والخدم الخصيان ثم انتقلت إلى غيره وراسلت المعتمد باعتماد أمره
فأتاه فرأى ما أعجبه وأرضاه واستحسنه واشتهاه وصار من أحب البقاع إليه وكان يتردد
فيما بينه وبين سر من رأى فيقيم هناك تارة وهناك أخرى ثم توفي المعتمد وهو أبو
العباس أحمد بن المتوكل على الله بالقصر الحسني سنة 972 وكانت خلافته ثلاثا وعشرين
سنة وثلاثة أيام وحمل إلى سامراء فدفن بها ثم استولاه المعتضد بالله أبو العباس
أحمد بن الموفق الناصر لدين الله أبي أحمد بن المتوكل فاستضاف إلى القصر الحسني ما
جاوره فوسعه وكبره وأدار عليه سورا واتخذ حوله منازل كثيرة ودورا واقتطع من البرية
قطعة فعملها ميدانا عوضا من الميدان الذي أدخله في العمارة وابتدأ في بناء التاج
وجمع الرجال لحفر الأساسات ثم اتفق خروجه إلى آمد فلما عاد رأى الدخان يرتفع إلى
الدار فكرهه وابتنى على نحو ميلين منه الموضع المعروف بالثريا ووصل بناء الثريا
بالقصر الحسني وابتنى تحت القصر آزاجا من القصر إلى الثريا تمشي جواريه فيها وحرمه
وسراريه وما زال باقيا إلى الغرق الأول الذي صار ببغداد فعفا أثره
ثم مات المعتضد بالله في
سنة 289 وتولى ابنه
المكتفي بالله فأتم عمارة التاج الذي كان المعتضد وضع أساسه بما نقضه من القصر
المعروف بالكامل ومن القصر الأبيض الكسروي الذي لم يبق منه الآن بالمدائن سوى
الإيوان ورد أمر بنائه إلى أبي عبد الله النقري وأمره بنقض ما بقي من قصر كسرى
فكان الآجر ينقض من شرف قصر كسرى وحيطانه فيوضع في مسناة التاج وهي طاعنة إلى وسط
دجله وفي قرارها ثم حمل ما كان في أساسات قصر كسرى فبنى به أعالي التاج وشرفاته
فبكى أبو عبد الله النقري وقال إن فيما نراه لمعتبرا نقضنا شرفات القصر الأبيض
وجعلناها في مسناة التاج ونقضنا أساساته فجعلناها شرفات قصر آخر فسبحان من بيده كل
شيء حتى الآجر وبذيل منه كلدت حوله الأبنية والدور من جملتها قبة الحمار وإنما
سميت بذلك لأنه كان يصعد إليها في مدرج حولها على حمار لطيف وهي عالية مثل نصف
الدائرة
وأما صفة التاج فكان وجهه مبنيا على خمسة عقود كل عقد على عشرة أساطين خمسة أذرع
ووقعت في أيام المقتفي سنة 945 صاعقة فتأججت فيه وفي القبة وفي دارها التي كانت
القبة أحد مرافقها وبقيت النار تعمل فيه تسعة أيام ثم أطفئت وقد صيرته كالفحمة
وكانت آية عظيمة ثم أعاد المقتفي بناء القبة على الصورة الأولى ولكن بالجص والآجر
دون الأساطين الرخام وأهمل إتمامه حتى ماتوبقي كذلك إلى سنة 475 فتقدم أمير
المؤمنين المستضيء بنقضه وإبراز المسناة التي بين يديه إلى أن تحاذى به مسناة التاج
فشق أساسها ووضع البناء فيه على خط مستقيم من مسناة التاج واستعملت أنقاض التاج مع
ما كان أعد من الآلات من عمل هذه المسناة ووضع موضع الصحن الذي تجلس فيه الأئمة
للمبايعة وهو الذي يدعى اليوم التاج
تاجرفت بتشديد الجيم وكسر الراء وسكون الفاء وتاء مثناة مثل التي في أوله اسم
مدينة آهلة في طرف إفريقية بين ودان وزويلة وبينها وبين كل واحدة منهما أحد عشر
يوما متوسطة بينهما زويلة غربيها وودان شرقيها وبين تاجرفت وفسطاط مصر نحو شهر
تاجرة بفتح الجيم والراء بلدة صغيرة بالمغرب من ناحية هنين من سواحل تلمسان بها
كان مولد عبد المؤمن بن علي صاحب المغرب
تاجنة بفتح الجيم وتشديد النون مدينة صغيرة بإفريقية بينها وبين تنس مرحلة وبين
سوق إبراهيم مرحلة
تاجونس بضم الجيم وسكون الواو وكسر النون اسم قصر على البحر بين برقة وطرابلس ينسب
إليها أبو محمد عبد المعطي بن مسافر بن يوسف التاجونسي الخناعي ثم القودي روى عنه
السلفي وقال كان من الصالحين وكان سمع بمصر على أبي إسحاق الموطأ رواية القعنبي
وصحب الفقيه أبا بكر الحنفي قال وأصله من ثغر رشيد وكان حنفي المذهب وسألته عن
مولده فقال سنة 460 تخمينا لا يقينا
التاجية منسوبة اسم مدرسة ببغداد ملاصق قبر الشيخ أبي إسحاق الفيروزأباذي نسبت
إليها محلة هناك ومقبرة والمدرسة منسوبة إلى تاج الملك أبي الغنائم المرزبان بن
خسرو فيروز المتولي لتدبير دولة ملكشاه بعد الوزير نظام الملك
و التاجية أيضا نهر عليه كور بناحية الكوفة
تادلة بفتح الدال واللام من جبال البربر بالمغرب قرب تلمسان وفاس منها أبو عبد
الله محمد بن محمد
بن أحمد الأنصاري
القرطبي التادلي كان شاعرا أديبا له مدح في أبي القاسم الزمخشري
تادن بالدال والذال وهي من قرى بخارى منها أبو محمد الحسن بن جعفر بن غزوان السلمي
التادني يروي عن مالك بن أنس وجماعة سواه روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله بن
إبراهيم البنجيكتي وحاشد بن مالك البخاري وغيرهما
تاديزة بكسر الدال المهملة وياء ساكنة وزاي من قرى بخارى منها أبو علي الحسن بن
الضحاك بن مطر بن هناد التاديزي البخاري يروي عن اسباط بن اليسع وروى عنه أبو بكر
محمد بن الحسن المقري توفي في شعبان سنة 236
تاذف بالذال المعجمة مكسورة وفاء قرية بين حلب وبينها أربعة فراسخ من وادي بطنان
من ناحية بزاعة ذكره امرؤ القيس في شعره فقال ويا رب يوم صالح قد شهدته بتاذف ذات
التل من فوق طرطرا ينسب إليها أبو الماضي خليفة بن مدرك بن خليفة التميمي التاذفي
كتب عنه السلفي بالرحبة شعرا وكان من أهل الأدب
تاراء بالراء قال ابن إسحاق وهو يذكر مساجد النبي صلى الله عليه و سلم بين المدينة
وتبوك فقال ومسجد الشق شق تاراء قال نصر تاراء موضع بالشام
تاران جزيرة في بحر القلزم بين القلزم وأيلة يسكنها قوم من الأشقياء يقال لهم بنو
جدان يستطعمون الخبز ممن يجتاز بهم ومعاشهم السمك وليس لهم زرع ولا ضرع ولا ماء
عذب وبيوتهم السفن المكسرة ويستعذبون الماء ممن يمر بهم في الديمة وربما أقاموا
السنين الكثيرة ولا يمر بهم إنسان وإذا قيل لهم ماذا يقيمكم في هذا البلد قالوا
البطن البطن أي الوطن الوطن قال أبو زيد في بحر القلزم ما بين أيلة والقلزم مكان
يعرف بتاران وهو أخبث مكان في هذا البحر وذاك أن به دوران ماء في سفح جبل إذا وقعت
الريح على ذروته انقطعت الريح قسمين فتلقي المركب بين شعبتين في هذا الجبل
متقابلتين فتخرج الريح من كليهما كل واحدة مقابلة للأخرى فيثور البحر على كل سفينة
تقع في ذلك الدوران باختلاف الريحين فتنقلب ولا تسلم أبدا وإذا كان الجنوب أدنى
مهب فلا سبيل إلى سلوكه مقدار طوله نحو ستة أميال وهو الموضع الذي غرق فيه فرعون
وجنوده
تارم بفتح الراء كورة واسعة في الجبال بين قزوين وجيلان فيها قرى كثيرة وجبال وعرة
وليس فيها مدينة مشهورة ينسب إليها أحمد بن يحيى التارمي المقري ذكره أحمد بن
الفضل الباطرقاني في طبقات القراء
و تارم أيضا بليدة أخرى وهي آخر حدود فارس من جهة كرمان وأهل شيراز يقولون تارم
بسكون الألف والراء تعمل فيها أكسية خز يبلغ ثمن الكساء قيمة وافرة وبين تارم
وشيراز اثنان وثمانون فرسخا
تاسن السين مهملة مفتوحة ونون من قرى غزنة نسب إليها بعض العلماء
تا شكوط بسكون الألف والشين المعجة والكاف والواو ساكنة وطاء بلد بالمغرب
تاكرنى بفتح الكاف وسكون الراء وضبطه السمعاني بضم الكاف والراء وتشديد النون وهو
الصحيح وهي كورة
كبيرة بالأندلس ذات جبال حصينة يخرج منها عدة أنهار ولا تدخلها وفيها معقل رندة
ينسب إليها جماعة منهم أبو عامر محمد بن سعد التاكرني الكاتب الأندلسي كان من
الشعراء البلغاء ذكره ابن ماكولا عن الحميدي عن ابن عامر بن شهيد
تاكرونة بالواو الساكنة ناحية من أعمال شذونة بالأندلس متصلة بإقليم مغيلة
تاكيان بعد الكاف المكسورة ياء بلد بالسند
تاكيس بالسين المهملة قلعة في بلاد الروم في الثغور غزاها سيف الدولة فقال أبو
العباس الصفري فما عصمت تاكيس طالب عصمة ولا طمرت مطمورة شخص هارب
تالشان باللام المفتوحة والشين المعجمة من أعمال جيلان
تامدفوس اسم مرسى وجزيرة ومدينة خربة بالمغرب قرب جزائر بني مزغناي
تامدلت بلد من بلاد المغرب شرقي لمطة وقيل تامدنت بالنون مدينة في مضيق بين جبلين
في سند وعر ولها مزارع واسعة وحنطة موصوفة من نواحي إفريقية ولعلهما واحد والله
أعلم
تامرا بفتح الميم وتشديد الراء والقصر وليس في أوزان العرب له مثال وهو طسوج من
سواد بغداد بالجانب الشرقي وله نهر واسع يحمل السفن في أيام المدود ومخرج هذا
النهر من جبال شهرزور والجبال المجاورة لها وكان في مبدإ عمله خيف أن ينزل من الأرض
الصخرية إلى الترابية فيحفرها ففرش سبعة فراسخ وسيق على ذلك الفرش سبعة أنهار كل
نهر لكورة من كور بغداد وهي جلولاء مهروذ طابق برزى براز الروز النهروان الذنب وهو
نهر الخالص وقال هشام بن محمد تامرا والنهروان ابنا جوخي حفرا هذين النهرين فنسبا
إليهما وقال عبيد الله بن الحر ويوما بتامرا ولو كنت شاهدا رأيت بتامرا دماءهم
تجري وأحفيت بشرا يوم ذلك طعنة دوين التراقي فاستهلوا على بشر و تامرا وديالي اسم
لنهر واحد
تامركيدا بلد بالمغرب بينه وبين المسيلة مرحلتان
تامست قرية لكتامة وزناتة قرب المسيلة وأشير بالمغرب
تامكنت بعد الكاف نون بلد قرب برقة بالمغرب وكل هذه الألفاظ بربرية
تامور اسم رمل بين اليمامة والبحرين والتامور في اللغة الدم وأكلنا الشاة فما
تركنا منها تامورا أي شيئا
تانكرت بسكون النون بلدة بالمغرب بينها وبين تلمسان مرحلتان
تاهرت بفتح الهاء وسكون الراء وتاء فوقها نقطتان اسم لمدينتين متقابلتين بأقصى
المغرب يقال لإحداهما تاهرت القديمة وللأخرى تاهرت المحدثة بينهما وبين المسيلة ست
مراحل وهي بين تلمسان وقلعة بني حماد وهي كثيرة الأنداء والضباب والأمطار حتى إن
الشمس بها قل أن ترى ودخلها أعرابي من أهل اليمن يقال له أبو هلال ثم خرج إلى أرض
السودان فأتى عليه يوم له وهج
وحر شديد وسموم في تلك الرمال فنظر إلى الشمس مضحية راكدة على
قمم الرؤوس وقد صهرت الناس مشيرا إلى الشمس أما والله لئن عززت في هذا المكان
لطالما رأيتك ذليلة بتاهرت وأنشد ما خلق الرحمن من طرفة أشهى من الشمس بتاهرت وذكر
صاحب جغرافيا أن تاهرت في الإقليم الرابع وأن عرضها ثمان وثلاثون درجة وهي مدينة
جليلة وكانت قديما تسمى عراق المغرب ولم تكن في طاعة صاحب إفريقية ولا بلغت عساكر
المسودة إليها قط ولا دخلت في سلطان بني الأغلب وإنما كان آخر ما في طاعتهم مدن
الزاب وقال أبو عبيد مدينة تاهرت مدينة مسورة لها أربعة أبواب باب الصفا وباب
المنازل وباب الأندلس وباب المطاحن وهي في سفح جبل يقال له جزول ولها قصبة مشرفة
على السوق تسمى المعصومة وهي على نهر يأتيها من جهة القبلة يسمى مينة وهو في
قبلتها ونهر آخر يجري من عيون تجتمع يسمى تاتش ومنه شرب أهلها وأرضها وهو في
شرقيها وفيها جميع الثمار وسفرجلها يفوق سفرجل الآفاق حسنا وطعما وهي شديدة البرد
كثيرة الغيوم والثلج قال بكر بن حماد أبو عبد الرحمن وكان بتاهرت من حفاظ الحديث
وثقات المحدثين المأمونين سمع بالمشرق ابن مسدد وعمرو بن مرزوق وبشر بن حجر
وبإفريقية ابن سحنون وغيرهم وسكن تاهرت وبها توفي وهو القائل ما أخشن البرد
وريعانه وأطرف الشمس بتاهرت تبدو من الغيم إذ ما بدت كأنها تنشر من تخت فنحن في
بحر بلا لجة تجري بنا الريح على سمت نفرح بالشمس إذا ما بدت كفرحة الذمي بالسبت
قال ونظر رجل إلى توقد الشمس بالحجاز فقال احرقي ما شئت والله إنك بتاهرت لذليلة
قال وهذه تاهرت الحديثة وهي على خمسة أميال من تاهرت القديمة وهي حصن ابن بخاثة
وهو شرقي الحديثة ويقال إنهم لما أرادوا بناء تاهرت القديمة كانوا يبنون بالنهار
فإذا جن الليل وأصبحوا وجدوا بنيانهم قد تهدم فبنوا حينئذ تاهرت السفلى وهي
الحديثة وفي قبلتها لواتة وهوارة في قرارات وفي غربيها زواغة وبجنوبيها مطماطة
وزناتة ومكناسة
وكان صاحب تاهرت ميمون بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن رستم بن بهرام وبهرام هو
مولى عثمان بن عفان وهو بهرام بن بهرام جور بن شابور بن باذكان بن شابور ذي
الأكتاف ملك الفرس وكان ميمون هذا رأس الإباضية وإمامهم ورأس الصفرية والواصلية
وكان يسلم عليه بالخلافة وكان مجمع الواصلية قريبا من تاهرت وكان عددهم نحو ثلاثين
ألفا في بيوت كبيوت الأعراب يحملونها
وتعاقب مملكة تاهرت بنو ميمون وإخوته ثم بعث إليهم أبو العباس عبد الله بن إبراهيم
بن الأغلب أخاه الأغلب ثم قتل من الرستمية عددا كثيرا وبعث برؤوسهم إلى أبي العباس
أخيه وطيف بها في القيروان ونصبت على باب رقادة وملك بنو رستم تاهرت مائة وثلاثين
سنة
وذكر محمد بن يوسف بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن رستم وكان خليفة لأبي الخطاب
عبد==التالي بمشيئة الله ج3.وج4.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق